الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/11/2018

سوريا في الصحافة العالمية 17/11/2018

18.11.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • «فورين أفيرز»: هذه هي الطريقة السليمة لإنهاء الحرب في سوريا
https://www.sasapost.com/translation/theres-a-right-way-to-end-syrias-war/
  • مركز راند  :هل تتمّ عملية إعادة ترتيب الاصْطِفافات في الشرق الأوسط؟
https://nedaa-sy.com/articles/385
 
الصحافة البريطانية :
  • إندبندنت: هكذا تبدو الرقة بعد تنظيم الدولة
https://arabi21.com/story/1137677/إندبندنت-هكذا-تبدو-الرقة-بعد-تنظيم-الدولة#tag_49219
  • ذا صن: مقاتلو سوريا الديمقراطية يتعقبون البغدادي من بيت إلى بيت، بعد أن تمكنوا من قتل أشخاص مقربين جدا منه
https://www.raialyoum.com/index.php/ذا-صن-مقاتلو-سوريا-الديمقراطية-يتعقبو/
 
الصحافة التركية :
  • صحيفة يني شفق :الاستراتيجية الأمريكية تجاه التنظيمات الإرهابية في سوريا
http://www.turkpress.co/node/54842
  • موقع خبر7  :السفارة الأمريكية بدمشق تدير عمليات "بي كي كي"
http://www.turkpress.co/node/54844
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس  :بوتين مهتم بلبنان
https://www.alquds.co.uk/بوتين-مهتم-بلبنان/
 
الصحافة الامريكية :
«فورين أفيرز»: هذه هي الطريقة السليمة لإنهاء الحرب في سوريا
https://www.sasapost.com/translation/theres-a-right-way-to-end-syrias-war/
نشرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية مقالًا للمراسلة جانين دي جيوفاني التي عملت مراسلة ومحققة في مجال حقوق الإنسان لـ25 عامًا في مناطق النزاع في البلقان وأفريقيا والشرق الأوسط، تناول وجهة نظرها في الطريقة المثلى لإنهاء الحرب في سوريا.
تذكر جيوفاني في مقالها أن في أوائل الشهر الجاري عُين جير بيدرسون، سفير النرويج في الصين والممثل الدائم السابق لدى الأمم المتحدة، مبعوثًا خاصًا للصراع في سوريا. حل بيدرسون محل المفاوض الإيطالي السويدي المخضرم ستافان دي ميستورا، الذي حاول إنهاء الحرب الأهلية الدموية في سوريا طوال أربع سنوات، لكنه فشل في ذلك.
قمعت سوريا بوحشية لما يقرب من ثمان سنوات. ثمان سنوات هو عمر طفل في الصف الثالث، وهي فترة أطول من الحرب العالمية الثانية بعامين. وخلال هاتين السنتين الأخيرتين، بدلًا عن انحسار الحرب بفعل إنهاك جميع المشاركين فيها، فإنَّ الأزمة السورية قد تصاعدت.
تدمير سوريا
  لو استمرت الحرب في سوريا فلن يبقى الكثير من الناس في البلاد ليُقتلوا
تضيف جيوفاني أنَّ أثر الحرب على المجتمع السوري كان مدمرًا. فالجيل الصاعد لم يعرف شيئًا غير الحرب. نزح 6 ملايين شخص داخل البلاد، وغادر 5 ملايين آخرون ليصبحوا لاجئين. قرابة 14 مليون شخص بحاجة للمساعدة الإنسانية – من أصل 22 مليونًا هم سكان سوريا قبل الحرب. سوريا بلد محترق تعرض للتجويع والاعتداءات الكيميائية والقصف حتى الإخضاع في جميع المناطق التي كانت بحوزة المعارضة سابقًا، باستثناء إدلب، آخر أجزاء الأحجية، التي يريد بشار الأسد التغلب عليها. أما انتهاكات حقوق الإنسان – التي تشمل الاعتقال الجماعي، والتعذيب والاغتصاب، فضلًا عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية ضد المدنيين واستخدام التجويع أداة من أدوات الحرب – فهي من بين أسوأ ما رأيت في حياتي التي شملت ثلاثة عقود من تحليل النزاعات والكتابة عنها.
 وقالت جيوفاني إنه ما لم تنته الحرب في سوريا قريبًا، فسوف تصبح شيئًا قريبًا من النزاع الذي بدأ عام 1975في لبنان، واستمر 17 عامًا، فدمرت البلد، وتسبب في قتل 150 ألف شخص ونزوح عشرات الآلاف. ولو استمرت الحرب في سوريا بهذا القدر، فلن يبقى الكثير من الناس في البلاد ليقتلوا.
تكمل جيوفاني أن لا أحد يعرف على وجه التحقيق عدد من ماتوا في سوريا حتى الآن. فالأمم المتحدة توقفت عن إحصاء الموتى عام 2016، لكنَّ التقديرات تقترب من نصف مليون، ما لم يكن أكثر من ذلك. وقد استقبلت لبنان – وهي مجرد بلد واحد من بلدان مجاورة كثيرة تأثرت بهذه الحرب – 1.5مليون سوري، اقتربوا من إنهاك مؤسساتها الهشة بالفعل. ولأنَّ الكثير من أولئك اللاجئين من المسلمين السنة، فإنَّ تدفقهم قد أزعج التوازن الديني الدقيق في لبنان؛ ما أدى إلى رد فعل عنيف ضد اللاجئين. وأضافت جيوفاني أنَّ شتاء جديدًا على وشك القدوم، سوف يكون وقتًا عصيبًا على اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات، والمدنيين المحاصرين في أماكن مثل إدلب والغوطة وحلب، التي سحقتها القنابل الروسية والسورية.
مهمة جسيمة
 معاهدة إنهاء حرب ما هي، في حقيقة الأمر، تجهيز لحرب أخرى ما لم يجر معالجة أسباب هذه الحرب وما لم تخلق نظامًا سياسيًا جديدًا لمنع تكرارها.
تذكر جيوفاني أنَّ مهمة بيدرسون مهمة جسيمة، حتى بالنسبة لواحد من أكثر الدبلوماسيين احترامًا في الأمم المتحدة، ورجل ذي تاريخ طويل مثله.
لكنَّ ما قد يصب في مصلحة بيدرسون هو التوقيت، فجميع الفاعلين – المعارضة والنظام، وحتى الروس وحزب الله والولايات المتحدة وتركيا – منهكون، وهو ما قد يشير إلى أنه قد حان وقت التفاوض، وهو أمر لم يكن موجودًا عندما كان دي ميستورا في منصبه. حتى الآن فإنَّ دي ميستورا كان أطول مبعوث في ذلك النزاع، ذلك أنَّ كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي، الخبيران في إنهاء الحروب، بقيا في منصبيهما خمسة شهور للأول وأقل من سنتين للثاني، وقد ثبط من عزيمتهما الطبيعة العنيدة للمشاركين في هذه الحرب وحقيقة أنه لا يبدو أنَّ أحدًا يريد إنهاءها فعلًا.
عمل ديمستورا، الذي سبق له العمل في السودان والعراق وأفغانستان، بلا كلل في سوريا، لكنه استمر في مواجهة جدار: الأسد وراعيه، فلاديمير بوتين. قال لي دي ميستورا عام 2015: «لم أشهد قط في حياتي حربًا أكثر عبثية» مشيرًا إلى أنَّ كلا الطرفين كانا مستعدين للتضحية بشعبيهما، بدلًا عن تقديم تنازلات للسلام. حاول دي ميستورا، المعروف بدبلوماسيته الإبداعية، وقف إطلاق النار، الذي فشل. وحاول عقد جولات من المفاوضات كانت شديدة التوتر إلى درجة أنَّ الأطراف المشاركة لم تظهر أو رفضت التحدث مع بعضها بعضًا، وقبل رحيله رفض الأسد محاولات لصياغة دستور سوري جديد، وهو ما لم يكن مفاجئَا لأحد. لم يكن أي طرف مستعدًا للاستسلام.
وتضيف جيوفاني إنَّ الحروب تنتهي بالقوة أو الإنهاك أو التفاوض. أحيانًا يحتاج الأمر سنوات لكي تكون الأرضية خصبة للتفاوض. فصلح وستفاليا، الذي أنهى الحروب الدينية الأوروبية عام 1648، وأسس أول دول قومية مستقلة، تضمن 109 كيانات سياسية واستغرق عامين لتوقيعه. وقالت جيوفاني إنه بصرف النظر عن السبب الذي سوف ينهي الصراع السوري، فينبغي أن يكون اتفاقًا من شأنه البقاء، لئلا تعود الأطراف المتحاربة إلى ساحة المعركة. ذلك أنَّ «معاهدة إنهاء حرب ما هي، في حقيقة الأمر، تجهيز لحرب أخرى ما لم يجر معالجة أسباب هذه الحرب وما لم تخلق نظامًا سياسيًا جديدًا لمنع تكرارها» بحسب مؤلف كتاب «السلام ضد العدالة»، الكتاب الأهم للمفاوضين.
لا مكان للأسد في سوريا الجديدة
من المحال تخيل بلد ما بعد النزاع يحاول التعافي مع استمرار الرجل الذي تسبب في مثل هذا العذاب في البقاء في السلطة.
قالت جيوفاني: «إنَّ بيدرسون قد ورث معارضة محطمة وديكتاتورًا مجرمًا عنيدًا صعب المراس في دمشق يرفض المغادرة. وأكدت جيوفاني على ضرورة أن يكون في القلب من أي مفاوضات مبدأ ذهاب الأسد، الرجل الملطخة يداه بالكثير من الدماء، لكنه يحظى بدعم بوتين وحزب الله. من المحال تخيل بلد ما بعد النزاع يحاول التعافي مع استمرار الرجل الذي تسبب في مثل هذا العذاب في البقاء في السلطة».
كيف يمكن للعدالة الانتقالية أن تعمل؟ ما يزال الروس، الذين يحملون أوراق الحل في نهاية المطاف، متمسكين بأن يكون الأسد جزءًا من العملية السياسية. لكن لو نجح بيدرسون في جعل عرفات ورابين يصافحان بعضهما بعضًا، فربما يستطيع إيجاد طريقة لإقناع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافاروف، أنَّ الأسد قد انتهى.
إدلب ونهاية الحرب
لدى بيدرسون سجل حافل من العمل مع أصعب المفاوضين على وجه الأرض. لكنه بحاجة إلى الإصرار على أن تنتهي هذه الحرب نهاية صحيحة: ينبغي ألا يكون الأسد جزءًا من مستقبل سوريا.
وفي غضون ذلك يستمر العذاب؛ إذ أخبر رائد الصالح، رئيس منظمة الخوذ البيضاء التي تعرضت للكثير من التشويه، صحيفة «الديلي تلجراف» البريطانية الأسبوع الماضي أنَّ إدلب، آخر معاقل المعارضة، في مرمى الأسد مرة أخرى. تقع إدلب جزئيًا تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، الجماعة الجهادية التي تعدها روسيا والحكومة السورية هدفًا شرعيًا. وقد جرى التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار هناك في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنَّ صالح حذر من أنَّ قذائف الهاون التي يطلقها النظام قد قتلت 20 شخصًا خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت جيوفاني: «إنَّ إنهاء إدلب بمساعدة الروس كان دائمًا جزءًا من خطة الأسد الكبرى – إذا كانت لديه استراتيجية على الإطلاق – وسوف يكمل مهمته بالتطهير العرقي لبلاده من خلال حشد المعارضة السنية في منطقة صغيرة، لكنَّ ذلك سوف يعرض سكان إدلب الثلاثة ملايين للخطر».
وشددت جيوفاني على ضرورة أن تنتهي الحرب في سوريا، وضرورة إنشاء مسار للعدالة، على نمط المحاكم المحلية الرواندية أو لجنة الحقيقة والمصالحة الجنوب أفريقية، وذلك لضمان تقديم منتهكي حقوق الإنسان إلى العدالة. هذه العملية وحدها، بحسب جيوفاني، هي ما يمكن أن تجلب الشفاء الحقيقي لمثل هذه البقعة الجريحة. وهذا لن يحدث مع وجود الأسد في السلطة.
قبل 23 عامًا، في مثل هذا الأسبوع، جلب الدبلوماسي الأمريكي ريتشارد هولبروك زعماء الفصائل المتحاربة في البوسنة إلى قاعدة رايت باترسون الجوية في دايتون، أوهايو. جلب هولبروك القادة معًا، فتملق الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش خلال جلسات الشرب في وقت متأخر من الليل، وأرهب القائد البوسني الضعيف، علي عزت بيجوفيتش، ليوقع على التخلي عن أجزاء من بلاده كان معارضًا بشدة لخسارتها، وكانت مطالبة المسلمين بها، في الحقيقة، مطالبة شرعية. لم تنجح اتفاقيات دايتون نجاحًا كاملًا – إذ كان العديد من البوسنيين غاضبين من الطريقة التي انتهت بها الحرب، ويشهد الصعود الحالي للقومية في جمهورية صرب البوسنة في البوسنة، تحت حكم ميلوراد دوديك، على أوجه القصور الخطيرة في هذه الاتفاقية – لكنَّ هذه التسوية التفاوضية وضعت حدًا للقتل الذي حول البوسنة إلى حمام دم، وصل ذروته في مذبحة سربرنيتسا عام 1995.
واختمت جيوفاني مقالها بالقول إنَّ الحرب في سوريا يجب أن تنتهي. وقالت: «إنَّ لدى بيدرسون سجل حافل من العمل مع أصعب المفاوضين على وجه الأرض. لكنه بحاجة إلى الإصرار على أن تنتهي هذه الحرب نهاية صحيحة: ينبغي ألا يكون الأسد جزءًا من مستقبل سوريا، وينبغي لأي تسوية أن توفر آلية للعدالة الانتقالية، يمكن بموجبها البحث عن مرتكبي الجرائم المروعة ضد الإنسانية ومحاكمتهم. خلاف ذلك فإنَّ الكراهية والمعاناة سوف تعود بلا شك خلال عقدين من الزمان، وسوف يظهر أسد جديد».
==========================
 
مركز راند  :هل تتمّ عملية إعادة ترتيب الاصْطِفافات في الشرق الأوسط؟
 
https://nedaa-sy.com/articles/385
 
نداء سوريا:
بعد انتقادات طويلة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، أوجز الرئيس دونالد ترامب الخطوط العريضة لمقاربةٍ جديدةٍ للمنطقة، وفي الشهر الماضي، كشفت إدارته عن إستراتيجيتها الجديدة في سوريا، في إشارة إلى خروجها عن مهمة ركزت على مواجهة "تنظيم الدولة" إلى هدف احتواء إيران، لكن هذه الخطط الجديدة لا تُعتبر تحدياً حاسماً، وذلك وَفْق التحولات المتغيرة في المنطقة، والتي اشتدت بعد مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول.
فمنذ فترة طويلة تحولت عمليات الاصطفافات في الشرق الأوسط، وعلى مدى عقود، تنافست القوى الإقليمية - لا سيما إيران والعراق وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وتركيا - لتحقيق أقصى قدر من السلطة على خلفية تدخُّلات روسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة فيما بعد.
حتى وقت قريب، كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون - إسرائيل، وأغلبية دول الخليج العربية وتركيا- قد انحازوا ضدّ إيران، في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، بدا من المؤكد أن هذه القوى الإقليمية، المدعومة من واشنطن، ستنجح في عزل الملالي، لكن عوامل محلية وإقليمية ودولية لا تعد ولا تحصى قد تضافرت لتغيير هذا الوضع القائم منذ زمن طويل، وكانت النتيجة الأكثر أهمية لهذه التطورات هي انجراف تركيا بعيداً عن الولايات المتحدة وباتجاه إيران وروسيا.
هناك عدة أسباب لتوافق أنقرة الناشئ مع طهران وموسكو، أولاً إن صعود رجب طيب أردوغان إلى الرئاسة التركية في عام 2014 - وهي خطوة شكلت توطيد سلطته بعد أكثر من عقد من الزمن كرئيس للوزراء - أشارت إلى تحوُّل في سياسة البلاد، فقد قام أردوغان بتمكين الفصائل الدينية وحرك البلاد بعيداً عن العلمانية في أنقرة، والتي يعود تاريخها إلى مؤسسها كمال أتاتورك.
تشترك رؤية أردوغان للعالم في العديد من المبادئ مع تلك الخاصة بالجمهورية الإيرانية وروسيا، ومثل موسكو وطهران، أصبحت أنقرة الآن معادية للغرب أكثر من أيّ وقت مضى في التاريخ الحديث، وبهذا المعنى فإن تركيا تنحرف عن منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
تُشكِّل معتقدات أردوغان تصوُّره عن النظام الإقليمي، ويبدو أن الرئيس التركي ينظر إلى نفسه على أنه سلطان العصر الحديث، الوريث الشرعي للقيادة السنية، حيث يرى بأن "تركيا هي البلد الوحيد القادر على قيادة العالم الإسلامي"، وهذا يجعل آل سعود أقل تحالفاً معه وأكثر منافسةً له.
والواقع أن جريمة "خاشقجي" ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة من التطورات التي فاقمت التوترات بين تركيا والسعودية في الصدع المستمر في الخليج، حيث قطعت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها علاقاتها مع قطر (ظاهرياً بسبب السياسة الخارجية الحازمة والمستقلة في قطر، ولكن في الواقع بسبب التوترات المتزايدة الناجمة عن النهج السعودي تجاه إيران والحرب في اليمن)، انضمت أنقرة إلى طهران في دعم الدوحة، وبالنسبة لتركيا كانت الدولة الخليجية حليفاً هامّاً تتوافق نظرتها الإقليمية مع نظرتها الخاصة، كما كانت العلاقات الاقتصادية بين البلدين مهمة لأنقرة، حتى قبل الأزمة كانت تركيا قد وقّعت على بروتوكول عسكري مع قطر وفتحت أول قاعدة عسكرية لها في المنطقة في عام 2015، وفي الآونة الأخيرة، وقّعت تركيا صفقة لشراء أنظمة الصواريخ S-400 الروسية الصنع، مما دفع وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" إلى تحذير تركيا من أنه يجب إعادة النظر في هذه الخطوة؛ لأن حلف الناتو لن يكون قادراً على دمج هذه الأسلحة في ترتيب معركته.
لقد حدثت هذه التطورات على خلفية الصراع السوري، حيث ظلت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية متحدتين من خلال شراكة طويلة الأمد، في عداوة كل منهما لإيران، والحرب المستمرة في اليمن، وبالنسبة لتركيا، يبدو الارتباط بين إيران وروسيا الآن أكثر ملاءمة من حلف الناتو، أنقرة مشغولة باستقرار سوريا، حتى لو كان ذلك يعني بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، وهذا الهدف يتوافق مع الأهداف الإيرانية والروسية.
لقد عملت موسكو وطهران معاً في سوريا بشكل وثيق - حيث قدمت روسيا غطاءً جويّاً للقوات البرية الإيرانية - لإحكام قبضة الأسد على السلطة، إن كلاً من إيران وروسيا وتركيا لهم مصلحة في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، الأمر الذي يمكن أن يساعدهم على تفادي التشرذم الإقليمي المحتمل وفشل الدولة الذي يمكن أن ينتشر ويهدد بقاءهم.
كما يبدو أن تركيا أكثر قلقاً بشأن الأكراد من قلقها إزاء "تنظيم الدولة"، وهو عامل آخر يوازي ذلك أكثر مع إيران وروسيا منه مع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ربما تكون إيران في وضع أفضل من الولايات المتحدة وحلف الناتو للمساعدة في تهدئة المخاوف التركية بشأن مستقبل الأكراد.
وعلى الرغم من عدم رغبة أيّ طرف في رؤية الكرد منقسمين عن دولتهم، يبدو أن إيران - مثل تركيا - تشعر بأنها مهددة بشكل كبير من قِبل السكان الأكراد الذين يتمتعون بالسلطة.
بالنسبة لكل من إيران وتركيا، فإن تقطيع أوصال سوريا والانقسام الكردي عن البلاد قد يؤديان إلى منحدر زلق يشجع سكانها الأكراد ويهدد سلامة أراضيهم ووحدتهم الوطنية.
وفي الوقت نفسه، يوفر وجود "تنظيم الدولة" لكل من أنقرة وطهران وموسكو ودمشق ذريعة لإبقاء قواتها نشطة في الميدان، هذا لا يعني أن هذه العواصم لا تعتبر بشكل مشروع "تنظيم الدولة" تهديداً لها لكنهم يرون فرصة في ضعف التنظيم وتراجُع سيطرته وقدراته الإقليمية إلى حد كبير، مما يسمح لهم بتبرير جهودهم العسكرية المستمرة.
في الواقع، يطوّر أردوغان علاقات أوثق مع "تحرير الشام"، وهو فرع تنظيم القاعدة، وتلك المجموعة من الممكن أن يتم توجيهها ضدّ وحدات حماية الشعب (YPG)، وهي قوة ميليشيا كردية يرى الأتراك أنها مدعومة بالجهود الأمريكية والسعودية في سوريا.
من المؤكد أن إيران وروسيا وتركيا لا تزال تعاني من عدم ثقة بعضها ببعض، وانعدام الثقة متأصل في تاريخ من التنافس، فبعد كل شيء، حاربت الدول الثلاث بعضها البعض في حروب مدمرة وتنافست على السلطة في المنطقة، وفي الوقت نفسه، لديهم حالياً عدد من الاهتمامات المشتركة ومفاهيم التهديد المشترك، مما يؤدي بهم إلى العمل معاً بشكل وثيق في العديد من المجالات، بما في ذلك المجالات العسكرية والاقتصادية.
موقف الولايات المتحدة
في مستنقع السياسة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، يبدو أن تركيا هي الرابح الأكبر، وتستفيد من هذا لتحسين صورتها في العالم الإسلامي كدولة قائدة مستعدة للوقوف في وجه المملكة العربية السعودية التي ترتبط بعلاقتها الوثيقة مع إسرائيل ودورها الرائد في العالم العربي ولكنها دخلت في حرب كارثية في اليمن شوهت سمعتها.
يبدو أن أنقرة ترغب في التحكم بجوانب الصراع السوري، ربما في محاولة لتعظيم نفوذها في المفاوضات المستقبلية، وفي الواقع يعتمد نجاح سياسة الولايات المتحدة في سوريا جزئياً على تركيا، ونتيجة لذلك يجب أن تفهم واشنطن الأهداف الإقليمية الرئيسية لتركيا وأن تقيّم قدرة حلف الناتو على إحباط تحوُّل غير مرغوب فيه في ميزان القوى الإقليمية.
 من المرجَّح أن تؤثر إعادة التحالفات لدى تركيا على الحملة الأمريكية الجديدة في سوريا واستمرار سياسة واشنطن في الشرق الأوسط ككل، رداً على هذا التطور ينبغي على الولايات المتحدة أن تفكر في استخدام مقعدها على الطاولة لإظهار أن لديها الوسائل والإرادة السياسية على حد سواء للمساهمة في استقرار سوريا، يجب أن تلعب هناك دور الوسيط النزيه على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون ذلك غير قابل للتطبيق، نظراً لأن أيّ اتفاق سلام قابل للتطبيق تقريباً سيترك الأسد في مكانه.
مع تزايُد التقارير عن الأحداث المحيطة بوفاة "خاشقجي"، قدمت السعودية 100 مليون دولار إلى الولايات المتحدة للمساعدة في استقرار سوريا، لكن يبدو أن الرياض لن تكون قادرة على شق طريقها للخروج من هذه الأزمة، قد يكون هذا المال كافياً لإطالة العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية لفترة أطول، لكنها لن تفعل الكثير لإيقاف زخم المشهد الجيوسياسي المتحوِّل بسرعة، حيث تظهر إيران وروسيا وتركيا ككتلة متماسكة، يمكن أن تتسق هذه الدول الثلاث - المتجذرة في المصالح المشتركة في سوريا – ويؤدي ذلك إلى إعادة تنظيم أكثر جوهرية للسلطة في جميع أنحاء المنطقة، مع آثار طويلة الأجل بالنسبة للولايات المتحدة.
بقلم   فريق الترجمة          المصدر   مركز راند / ترجمة: نداء سوريا
==========================
الصحافة البريطانية :
 
إندبندنت: هكذا تبدو الرقة بعد تنظيم الدولة
 
https://arabi21.com/story/1137677/إندبندنت-هكذا-تبدو-الرقة-بعد-تنظيم-الدولة#tag_49219
 
لندن- عربي21- بلال ياسين الخميس، 15 نوفمبر 2018 06:39 م00
نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلها ريتشارد هول، بعد زيارة قام بها للرقة، ولموقع أكبر مقبرة جماعية فيها.ويصف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، كيف تقوم فرق بالبحث في القبور الجماعية لمعرفة من هو مدفون فيها، فيفتحون القبر ويخرجون الجثمان برقة من الخندق ويرفعون الغطاء، ومع أنهم فعلوا ذلك مئات المرات، إلا أن أجواء حزينة تخيم عندما يكشفون الغطاء. 
ويقول هول إن مساعد الطب الشرعي عبد الرؤوف الأحمد، يكسر حاجز الصمت، فيقول: "يمكنك أن تعرف إن كان الميت مقاتلا أم لا من الملابس.. وهذا ليس مقاتلا".
وتفيد الصحيفة بأن عملية الفحص لا تستمر طويلا، فخلال دقيقتين استطاع أحمد أن يحدد أن الميت امرأة، في أواخر العشرينيات من عمرها، وأنها في الغالب أحضرت إلى هنا من المستشفى، وسبب الوفاة غير معروف.
ويشير التقرير إلى أن "استخراج جثة من تحت الأرض يكون في الظروف العادية هو بداية تحقيق وليست نهايته، لكن هنا في حديقة بانوراما أكبر مقبرة جماعية في الرقة، فإن هناك الكثير من الجثامين وقليل من الوقت، ومطلوب من أحمد وزملائه جمع الموتى في الرقة، وكثير منهم لا يزالون تحت أنقاض المباني المدمرة، أو مدفونين في مقابر جماعية، وقد تم اكتشاف تسعة مواقع شبيهة على الأقل، بعد أن استولت القوات التي يقودها الأكراد على المدينة من تنظيم الدولة في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، ويتوقعون أن يجدوا المزيد".
ويقول الكاتب: "بقي الكثير حول هذه القبور غامضا، لكن هناك قصة ترويها حديقة بانوراما، فكل من هو مدفون هنا مات في معركة الرقة الأخيرة، وهي معركة استمرت أربعة أشهر سوت المدينة بالأرض، وبعد عام، يكشف هذا المكان، الذي كان يوما ما مكانا يسوده السلام، أهوال الأيام الأخيرة لحكم تنظيم الدولة".
وتكشف الصحيفة عن أن القبور في حديقة بانوراما حولت تلك الحديقة إلى نصب مروع، فيما تمتد أكوام التراب إلى مسافات بعيدة في خطوط مرتبة تتبع اتجاه الخنادق تحتها، مشيرة إلى أنها تظهر من الأعلى كأنها جزء من رسم معقد لممرات مرتبة تتقاطع مع بعضها. 
ويلفت التقرير إلى أن صور الأقمار الصناعية تظهر بأن تنظيم الدولة بدأ بحفر تلك الخنادق الكبيرة في شباط/ فبراير 2017، عندما بدأوا بخسارة الأراضي في ريف الرقة لصالح قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، ولكن ليس بذلك الحجم.
ويستدرك هول بأنه مع دخول حزيران/ يونيو كانت المدينة محاصرة تماما، وفي الأشهر التي تبعت ذلك قامت قوات التحالف التي تقوده أمريكا بحملة قصف قتلت عشرات المدنيين، لافتا إلى أن مقاتلي تنظيم الدولة استخدموا المدنيين دروعا بشرية، ومات كثير منهم في تبادل اطلاق النار.
وتنقل الصحيفة عن أحمد، قوله في الوقت الذي كان يرقب فيه فريقه وهو يحفر: "كان هؤلاء الناس محاصرين.. لقد منع تنظيم الدولة أي شخص من الخروج من المدينة، وكان التحالف يقصف كل شي".
 ويبين التقرير أنه مع تكدس الضحايا، واجتياح القتال المدينة، فإنه لم يكن أمام السكان مكان لدفن موتاهم، واستخدموا أي مساحة في المدينة يمكنهم العثور عليها، وأصبحت حديقة بانوراما مكان الدفن الرئيسي في الرقة للمدنيين والمقاتلين.
ويفيد الكاتب بأن المسؤولين يقدرون عدد المدفونين فيها بحوالي 1500 شخص، مشيرا إلى أن من الجثامين التي تم استخراجها حتى اليوم فإن الغالبية العظمى، حوالي 80%، كانوا مدنيين -وأكثرهم نساء وأطفال- وحوالي 20% كانوا مقاتلين من تنظيم الدولة.
وتقول الصحيفة إنه مع المساء كان فريق أحمد قد استخرج خمسة جثامين من الأرض، كل واحد منها يروي قصة مأساة أخرى من تلك الأشهر الأخيرة، وقال أحمد: "لقد أستخرجنا سابقا ثلاثة رضع، أحدهم يبلغ ستة أشهر، وآخر شهرين، والثالث عامين، هؤلاء أطفال ماتوا في الانفجارات وقصف الطائرات"، وقال إنهم وجدوا بعض الأجنة مدفونة هنا أيضاـ التي يتوقع أن عددا منها كان نتيجة إسقاط بسبب قصف المدينة، وأضاف: "هذه معاملة تعرض لها أهل الرقة ولم يعان منها أي بلد آخر".
وينوه التقرير إلى أنه بجانب الأبرياء دفن المقاتلون الذي جلبوا معهم الكثير من المعاناة للمدينة، ووجد في المقبرة عدد من مقاتلي تنظيم الدولة، بما في ذلك عدد من مقاتلي الشيشان.
ويقول هول إن "الموت والدمار الذي تسبب به القصف في الرقة يتكشف هنا في حديقة بانوراما، ويترك إرثا مريرا، كثير من سكان المدينة كانوا سعداء بالتحرر من تنظيم الدولة، لكن هناك غضبا من الثمن الكبير الذي دفعوه للحصول على تلك الحرية".
وتذكر الصحيفة أن أمريكا، التي قامت بحوالي 90% من الغارات الجوية على المدينة، تدافع عن الطريقة التي أدارت فيها الحملة، فقال الرئيس السابق للتحالف ضد تنظيم الدولة الجنرال ستيفين تاونسند: "كان هناك شعور بضرورة" الاستيلاء على المدينة؛ لأن التنظيم كان يستخدم المدينة ليرسم خططا لمهاجمة أهداف في الغرب، مشيرا إلى أن عدد الضحايا المدنيين زاد بشكل كبير بسبب استخدام تنظيم الدولة للدروع البشرية.
وبحسب التقرير، فإن أمريكا اعترفت بالمسؤولية عن موت حوالي 100 مدني في الرقة، لكن تم التشكيك في تلك الأرقام من المراقبين المستقلين، مشيرا إلى قول مجموعة "‘يروورز"، وهي مجموعة تحقيق مستقلة في المملكة المتحدة، بأن أكثر من 1500 مدني قتلوا في غارات جوية للتحالف، وفي هجمات مدفعية في المعركة الأخيرة للرقة، ما بين حزيران/ يونيو وتشرين الأول/ أكتوبر 2017.
ويورد الكاتب نقلا عن منظمة العفو الدولية، قولها في تقرير صدر الشهر الماضي، بأن الفشل المستمر للتحالف الذي تقوده أمريكا "في أن يعترف، ناهيك عن أن يحقق، بالحجم الصادم للوفيات المدنية والدمار الذي تسبب به للرقة، هو بمثابة صفعة على وجه الناجين الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم ومدينتهم".
وتنقل الصحيفة عن أحمد، قوله بأن فرق البحث عن الضحايا وجدت ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف جثمان في أنحاء المدينة، في القبور الجماعية وتحت الأنقاض، معظمهم من ضحايا الغارات الجوية.
ويشير التقرير إلى أن "حديقة بانوراما مساحة واسعة على شكل مثلت، وليست بعيدة عن نهر الفرات في جنوب غربي المدينة، ويستقبل زائر الحديقة نحت كبير لزهرة بالقرب من المدخل، وقبل الحرب كان هناك رسم كبير للرئيس السوري السابق حافظ الأسد يراقب ذلك النحت، وعندما سيطر تنظيم الدولة على المدينة تم طلاء تلك اللوحة باللون الأسود".
ويفيد هول بأن هناك خيمة بيضاء توجد بالقرب من مركز الحديقة، تخدم بصفتها مكتبا للعاملين في فتح القبور، حيث يتذكر كثير منهم زيارة الحديقة في أيام أفضل عندما كانت تمتلئ بالعائلات التي تريد الاستراحة من ضجة المدينة.
وبحسب الصحيفة، فإن معظم هؤلاء العاملين لم يتدربوا للعمل الذي يقومون به، و"حتى أحمد، الذي يعمل مساعد طبيب شرعي، لا يقوم بسوى اختبارات سطحية للجثامين، حيث يسجل الملابس وتقدير للعمر وإن كانت معهم وثائق (وهذا قليل جدا) وأي علامات فارقة، وبعد ذلك تنقل الجثامين للدفن في المقبرة خارج المدينة".
ويذهب التقرير إلى أن "العمل الذي يقومون به محبط، لكنه ضروري، ويمثل حال الرقة، وربما كان التحقيق في المقابر الجماعية فرصة لأهالي الضحايا لبدء تعافي الجرح، أو حتى محاولة للتعرف على المسؤولين، لكن دون التدريب اللازم والإمكانيات فإن ما يقوم به العاملون الآن هو مجرد دفن الماضي".
ويلفت الكاتب إلى أن كبيرة الباحثين في "هيومان رايتس ووتش" بريانكا موتابارثي، شهدت فتح قبور مقبرة جماعية في الرقة في وقت سابق خلال الصيف، وقالت لـ"إندبندنت": "هذه الفرق المحلية تعمل ما بوسعها، لكن هناك قواعد أساسية في علم الطب الشرعي لا يتم اتباعها، ولفعل ذلك هناك حاجة لإمكانيات محددة لفعل ذلك".
وكانت موتابارثي قد شهدت فتح قبور في استاد الرشيد، على بعد ميلين من حديقة بانوراما، فقد حول تنظيم الدولة الاستاد إلى سجن عندما سيطر على المدينة في 2014، واختفى الآلاف في سجون مثل هذه ولم يسمع منهم بعد ذلك.
وتنقل الصحيفة عن موتابارثي، قولها إن فرصة اكتشاف مصيرهم تفقد، وأضافت: "هناك عشرات العائلات في المنطقة فقدت أحبتها، وهذه القبور فرصة لهم أن يعرفوا ماذا حصل لهم، لكن إن لم يتم تسجيل هذه الجثامين بشكل جيد فإنهم يكونون قد خسروا هذه الفرصة.. ودون مساعدة تقنية فإن عملية فتح القبور هذه لن توفر للعائلات الأجوبة التي كانوا ينتظرونها، وقد تتلف أدلة مهمة يمكن الاعتماد عليها في أي جهود عدلية مستقبلية".
وبحسب التقرير، فإن المساعدة هي ما تحتاجه كل هيئة رسمية في الرقة، وقد دعا المجلس المدني للرقة، الذي أنشأته قوات سوريا الديمقراطية لإدارة المدينة بعد هزيمة تنظيم الدولة، مرارا إلى دعم من المجتمع الدولي لإعادة البناء، لكن أمريكا وغيرها ربطوا دعم إعادة البناء بالحصول على تنازلات من حكومة بشار الأسد. 
ويورد هول نقلا عن عبدالله عريان، المسؤول في المجلس عن لجنة إعادة الإعمار، التي تشرف على إدارة القبور الجماعية، قوله إن معظم الضحايا الذين يتم استخراجهم من تلك القبور هم عبارة عن هياكل عظمية، وفحصهم يحتاج إلى أجهزة غير متوفرة، وأضاف: "نقوم بكل شيء بأيدينا، فليست لدينا أجهزة خاصة لهذه الحالات، وليست لدينا مختبرات لفحص الحمض النووي ومعظم الجثث ليست معها اي وثائق".
وتنوه الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يستمر فيه العاملون في البحث في حديقة بانوراما فإن عريان يتوقع اكتشافات جديدة، فقد تم اكتشاف أكثر من 200 مقبرة جماعية في العراق، ربما تحتوي على 12 ألف ضحية لتنظيم الدولة، وهناك ما يدعو لتوقع أن يكتشف المزيد في سوريا.
 وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى قول عريان: "لا أعتقد أن هذه هي آخر مقبرة جماعية".
==========================
 
ذا صن: مقاتلو سوريا الديمقراطية يتعقبون البغدادي من بيت إلى بيت، بعد أن تمكنوا من قتل أشخاص مقربين جدا منه
 
https://www.raialyoum.com/index.php/ذا-صن-مقاتلو-سوريا-الديمقراطية-يتعقبو/
 
قالت صحيفة “ذا صن” البريطانية، إن مقاتلي سوريا الديمقراطية يتعقبون زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” أبو بكر البغدادي من بيت إلى بيت، بعد أن تمكنوا مؤخرا من قتل أشخاص مقربين جدا منه، داخل دائرة معارفه الضيقة.
ونقلت الصحيفة عن هافيل روني، أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية في منطقة هجين شرقي سوريا، حيث تدور المعارك، قوله: “قبل حوالي شهر ونصف الشهر، حصلنا على معلومات استخباراتية تفيد بمقتل أحد أبناء البغدادي”.
وأضاف أن “شقيق البغدادي كان في المنطقة مؤخرا، وكان يعقد اجتماعات مع الأعضاء لتشجيعهم على القتال”، مشيرا إلى أن منطقة هجين تعتبر معقلا رئيسيا لمن تبقى من مسلحي “الدولة الاسلامية” في سوريا.
وأوضح روني أن أقارب البغدادي لا يزالون يقيمون في منطقة هجين، حيث يعتقد أن العديد من المسلحين المقربين منه يتحصنون في المنطقة ذاتها، وهو ما يدفع قوات سوريا الديمقراطية إلى تركيز العمليات العسكرية هناك.
وقال: “قبل نحو شهرين نجحنا في اعتقال طبيب بريطاني عضو في التنظيم كان يحاول الهروب إلى تركيا”، مشيرا إلى وجود مسلحين وقادة في صفوف “الدولة الاسلامية” من جنسيات أخرى من الشيشان والعراق.
وأضاف أن تنظيم “الدولة الاسلامية” لا يزال يحتل نحو 450 كيلومترا مربعا من القرى المحيطة بمنطقة هجين على طول نهر الفرات، مشيرا إلى أن استعادة هذه المناطق لن تكون سهلة.
واحتل “الدولة الاسلامية” مناطق شاسعة شمال شرقي سوريا على مدار 5 سنوات، قبل أن يتم طرده منها، لا سيما مدينة الرقة، التي كانت تعتبر معقلا رئيسيا للتنظيم.
وكانت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، قد أفادت أن البغدادي، أمر بإعدام 320 من قيادات التنظيم، مطلع الشهر الماضي.
وأكدت الصحيفة، أنها نقلت عن مصادر لم تسمها، أن أمر البغدادي جاء نظرا لـ”خيانة عدد من القادة، واستهتار بعضهم في تأدية مسؤولياته”.
وأوضحت أن البغدادي حمل هؤلاء القادة سبب الهزائم المتتالية التي مني بها التنظيم، والتي أفقدته جل الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.
وقالت الصحيفة، إن من بين من أعدمهم البغدادي “أبو البراء الأنصاري، وسيف الدين العراقي، وأبو عثام التل عفري، وأبو إيمان الموحد ومروان حديد الصوري”، وجميع المذكورين من العراق.
وكشفت أن مجموعة أخرى من القادة فروا إلى مكان مجهول، بعد تسرب أنباء أن البغدادي ينوي محاسبتهم.
ومنذ أكثر من عام، دبت خلافات شديدة داخل تنظيم “الدولة الاسلامية”، تطورت إلى اشتباكات، وإعدامات من قبل قيادة التنظيم بحق قادة، إما بسبب اتهامهم بـ”الغلو”، أو “العمالة”.
==========================
الصحافة التركية :
 
صحيفة يني شفق :الاستراتيجية الأمريكية تجاه التنظيمات الإرهابية في سوريا
 
http://www.turkpress.co/node/54842
 
بولنت أوراك أوغلو – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
لقد أدت العمليات العسكرية التي بدأت بها أنقرة اعتباراً من شهر يوليو/تموز 2016 في الداخل التركي والعراق وعمليات درع الفرات وغصن الزيتون والتي انتهت بمقتل ما يُقارب الـ 10 آلاف عنصر تابع لتنظيمات بي كي كي ووحدات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي، وتغيير تركيا لوجهتها عقب ذلك نحو شرق الفرات السوري، إلى انزعاج كبير بالنسبة إلى واشنطن.
توجد قرابة 20 قاعدة عسكرية أمريكية في شرق الفرات السوري، ويتمركز ما يُقارب الـ 50-70 ألف عنصر إرهابي تابع لتنظيمات بي كي كي ووحدات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي بالتعاون مع القوات الأمريكية في المنطقة، وتستمر المجموعات الإرهابية التي تعاني من القلق والخوف عقب تصريح الرئيس التركي أردوغان بوجود احتمال دخول الجيش التركي إلى المنطقة بشكل مفاجئ في حفر الخنادق وبناء الحواجز في شرق الفرات.
يبدو أن أمريكا التي تبحث عن طريقة مشروعة للبقاء في الساحة السورية من خلال التظاهر بأنها تكافح تنظيم داعش الإرهابي بالتعاون مع وحدات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي لا تنوي إلى الخروج من المنطقة ببساطة، وكذلك لا تكترث واشنطن للعديد من المسائل الهامّة مثل وحدة الأراضي السورية.
كانت تركيا تستعد  لتنفيذ عملية عسكرية ضد تنظيمات وحدات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي التي تهدد الأمان القومي للدولة التركية بناء على الحقوق المخصصة لتركيا من خلال اتفاقية الحقوق الدولية والأمم المتحدة، وقد أنهت تركيا هذه التجهيزات وكانت القوات التركية تنتظر أمر البدء بتنفيذ العملية العسكرية، لكن صرّحت واشنطن بأنها ترصد مكافئة مالية مقابل رؤوس ثلاثة أسماء من الكادر القيادي لتنظيم بي كي كي، وهدفها من ذلك كان إيقاف العملية العسكرية التي تستعد تركيا لتنفيذها، وبالتالي أصبح بي كي كي تنظيماً إرهابياً بالنسبة إلى أمريكا، لكن وحدات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي ليست كذلك، وبناء على ذلك يمكن القول إن أمريكا تستغل قوتها الناتجة عن هيمنتها الدولية في الضغط على تركيا وباقي دول العالم.
إن صلة الوصل التي تربط بين بي كي كي ووحدات الحماية الشعبية هي عبارة عن علاقات اصطناعية، إذ تم تأسيس وحدات الحماية الشعبية بناء على أوامر صادرة عن زعيم بي كي كي عبد الله أوجلان، وكذلك إن بي كي كي ووحدات الحماية الشعبية هي جزء موّحد من مخطط تأسيس اتحاد المجتمعات الكردستاني الذي بادر به أوجلان في سنة 2005، وفي هذا السياق يتضمّن الكادر القيادي لوحدات الحماية الشعبية بعض الأسماء التركية التي أنهت تدريبها في جبل قنديل ضمن كوادر تنظيم بي كي كي، ومن جهة أخرى إنّ قيام أمريكا التي تتعاون مع وحدات الحماية الشعبية في الساحة السورية برصد مكافئة مالية مقابل رؤوس أسماء "مراد قره يلان و جميل بايق وضوران قلقان" الموجودة ضمن الكادر القيادي لتنظيم بي كي كي والتي تملك حق توجيه وحدات الحماية الشعبية هو أمر مضحك وتراجيدي في الوقت نفسه، وكذلك إن وجود صورة أوجلان على ألبسة عناصر وحدات الشعبية التي تتعاون مع أمريكا في إجراء دوريات عسكرية مشتركة في شرق الفرات، وتعاون أمريكا مع القوات التركية في إجراء دوريات عسكرية مشتركة في شرق الفرات، هو أمر ملفت للانتباه.
إن الواقع الأخير عبارة عن تناقض واضح ويشير إلى الرابط الموجود بين وحدات الحماية الشعبية وبي كي كي، وعلى الرغم من وجود العديد من الوثائق والأدلة التي تثبت علاقة وحدات الحماية الشعبية ببي كي كي إلا أن المسؤولون الأمريكيون يستمرون في زعم أن وحدات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي ليست تنظيمات إرهابية في إطار خارج عن القانون والحقوق، وتهدف أمريكا من ذلك إلى إضفاء طابع المشروعية لوحدات الحماية الشعبية وتحويلها إلى مُخاطب لها في طاولة المفاوضات حول المستقبل السوري في الساحة السورية.
صرح الرئيس التركي أردوغان بأنه سيتداول مسألة الدوريات العسكرية المشتركة بين القوات الأمريكية وعناصر وحدات الحماية الشعبية في شرق الفرات مع نظيره الأمريكي ترمب خلال اجتماع باريس المقبل، وقد أفاد أردوغان بوجود وثائق تثبت صحّة الواقع المذكور وتابع تصريحه بعبارة: "هذا أمر غير مقبول، لا يمكن لتركيا قبول ما تفعله أمريكا، وهذه المسألة ستتسبّب بمشاكل سلبية في الحدود التركية، وأنا أتوقع أن أمريكا ستضع حداً لهذه المسألة عقب اجتماعي مع السيد ترمب في باريس".
وصف "أرون ستاين" الخبير في الشأن التركي والشرق الأوسط ما يحدث خلال تصريحه المشير إلى أن رصد أمريكا لمكافئة مالية مقابل القبض على الكادر القيادي لتنظيم بي كي كي الإرهابي هو أمر غريب جداً، وقد وصف الخطوات التي تتخذها أمريكا بأنها صادرة عن وحدات حكومية مختلفة من دون تخطيط مسبق أو استراتيجيات شاملة، وأضاف ستاين: "إن المرحلة التي تمر بها أمريكا الآن ليست مرحلة طبيعية، نحن نمر بفترة غير طبيعية ويجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، البقاء في الساحة السورية هي إحدى أهم المسائل بالنسبة إلى ترمب، والمنطقة الوحيدة التي يمكن لأمريكا التواجد بها هي الشمال الشرقي لسوريا، وستضطر أمريكا للتعاون مع وحدات الحماية الشعبية وقوات سوريا الديمقراطية طيلة فترة وجودها في المنطقة، أي إن أمريكا ستتعاون مع وحدات الحماية الشعبية لطالما تحافظ على بقاءها في الساحة السورية".
لقد تلقّت تنظيمات بي كي كي ووحدات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي ضربات موجعة نتيجة العمليات العسكرية المنفّذة في تركيا وسوريا، وقد اقتربت البنية الإرهابية في تركيا من الوصول إلى أدنى حد ممكن، ويمكن القول إن التأثير الأكبر في رصد أمريكا لمكافئة مالية مقابل تصفية الأسماء الثلاثة من الكادر القيادي لتنظيم بي كي كي الإرهابي يعود للضربات الموجعة التي تلقّاها بي كي كي في الداخل التركي وليس للعلاقات القائمة بين قادة بي كي كي وإيران،  يبدو أن قمّة اسطنبول وجريمة الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" زادت قوة يد الرئيس أردوغان أمام نظيره الأمريكي ترمب، وإن احتمال عدم اتفاق أردوغان وترمب فيما يخص مسألة وحدات الحماية الشعبية خلال اجتماع باريس المقبل كبير جداً، وبناء على ذلك فإن نشوب صراع جديد في سوريا هو احتمال كبير جداً في الصدد ذاته.
==========================
 
موقع خبر7  :السفارة الأمريكية بدمشق تدير عمليات "بي كي كي"
 
http://www.turkpress.co/node/54844
 
طه داغلي – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس
نشر حساب للسفارة الأمريكية بدمشق على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة حول المستشفى التركي بمدينة جرابلس السورية. بعد نشر الفيديو بأربعة أيام نفذ تنظيم "بي كي كي" الإرهابي هجومًا على جرابلس.
الولايات المتحدة أغلقت سفارتها بدمشق قبل سنوات
مع اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 كانت الولايات المتحدة أول بلد أغلق سفارته في دمشق. بتعليمات من الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، أُغلقت السفارة أبوابها في 6 فبراير/ شباط 2012. غير أنها تحتفظ بحساباتها مفتوحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
السفارة تنشر فيديو عن جرابلس
نشر حساب السفارة الأمريكية على تويتر يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي فيديو من مدينة جرابلس.
يؤكد الفيديو على عودة الحياة إلى طبيعتها وانتظامها في جرابلس، التي أخرج الجيش التركي منها عناصر تنظيم داعش، من خلال عملية درع الفرات.
الفيديو يلفت إلى إسهامات تركيا
يلفت الفيديو المنشور على حساب السفارة الأمريكية إلى أن السوريين يجدون فرصة للحياة الطبيعية للمرة الأولى منذ سنين، في المستشفى الذي بنته تركيا وتديره بشكل فعال في جرابلس.
نشرت السفارة الأمريكية الفيديو مرفقًا بعبارة تقول: "تم تحرير جرابلس من داعش. ما رأي السكان في الخدمات الصحية، شاهدوا".
بعد أربعة أيام "بي كي كي" يهاجم جرابلس
لم يمضِ وقت طويل على نشر الفيديو.
بعد أربعة أيام فقط، حدث شيء لم تشهده جرابلس منذ زمن طويل. نفذ إرهابيو "بي كي كي" هجومًا على المدينة.
استخدم الإرهابيون في الهجوم سيارة مفخخة.
قُتل شخص واحد، وأُصيب 24 مدنيًّا في الهجوم.
وقع الهجوم أمام مدرسة بنتها تركيا في جرابلس.
تحول المستشفى الذي أشارت إليه السفارة الأمريكية في الفيديو، وأمام المدرسة التابعة لتركيا، إلى ساحة حرب.
هل هناك علاقة ما بين نشر السفارة الأمريكية دون سابق إنذار فيديو عن أنشطة تركيا في جرابلس وبين تنفيذ إرهابيي "بي كي كي" هجومًا في المدينة؟
للولايات المتحدة دور كبير جدًّا في الأعمال القذرة التي تحدث في سوريا منذ سبع سنوات ونصف، إلى درجة أن المتابعين فسروا نشر السفارة الأمريكية فيديو جرابلس على تويتر بأنه دفع إرهابيي "بي كي كي" عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، إلى استهداف المدنيين السوريين وتركيا.
==========================
الصحافة العبرية :
 
هآرتس  :بوتين مهتم بلبنان
 
https://www.alquds.co.uk/بوتين-مهتم-بلبنان/
 
خلف الحذر غير العادي الذي تبديه إسرائيل في مواجهتها مع حماس في الجنوب يقف أيضاً قلق متزايد في الجبهة الشمالية. رغم أن هذه الأقوال قد تبدو كذريعة واهية، يبدو أنها تندمج جيداً في الاعتبارات التي يأخذها في الحسبان بنيامين نتنياهو، الذي اختار مرة تلو الأخرى العودة إلى مسار جهود التسوية في القطاع.
المشكلة التي تقف أمام إسرائيل في الشمال تتعلق باختصار بالخطر الملموس من إغلاق نافذة الفرص العملياتية. في السنوات الأخيرة تركزت نشاطات الجيش الإسرائيلي خلف الحدود فيما يسميه الجيش المعركة بين حربين. إسرائيل استغلت الهزة الكبيرة في العالم العربي من أجل توسيع نشاطاتها الهجومية، السرية في معظمها. بواسطة مئات الهجمات الجوية والعمليات الخاصة، عمل الجيش الإسرائيلي وأذرع الاستخبارات لإبعاد خطر الحرب القادمة وتقليص القدرة العملياتية للعدو، في حالة اندلاع الحرب على الرغم من ذلك.
في سوريا ولبنان تركزت المعركة في البداية في إحباط تهريب السلاح المتطور من إيران لحزب الله. في السنة الأخيرة أضيف إلى ذلك مهمة جديدة وهي منع التمركز العسكري لإيران في أرجاء سوريا، وذروتها كانت في الحرب التي أدارها الجيش الإسرائيلي مع حرس الثورة الإيراني في سلسلة هجمات وأحداث في أشهر الشتاء والربيع.
إن استقرار نظام الأسد يغير بالتدريج هذا الواقع. سواء ما زالت روسيا غاضبة حقاً على حادثة إسقاط طائرة اليوشن (بواسطة مضادات الطائرات السورية) في ذروة هجوم إسرائيلي قبل شهرين، أو أنها فقط تستغله من أجل أن تملي قواعد لعب استراتيجية جديدة في الشمال، النتيجة واحدة. إسرائيل لم تتوقف تماماً عن الهجمات في الأراضي السورية. قبل حوالي أسبوعين وردت تقارير عن هجمتين منذ إسقاط الطائرة، لكن يبدو أن روسيا قلصت خطواتها، أيضاً اللقاء الخاطف بين نتنياهو والرئيس بوتين الذي تم التنسيق له أخيراً بعد جهد إسرائيلي كبير على هامش المؤتمر الدولي في باريس في بداية هذا الأسبوع، لم يحل الأزمة كما يبدو. بوتين قال أمس إنه ليس هناك لقاء آخر مخطط له مع رئيس الحكومة قريباً.
تغير الوضع
الروس أوضحوا لإسرائيل بشتى السبل أنه من ناحيتهم ما كان لن يكون من الآن فصاعداً، وأن النشاط المحموم لسلاح الجو يشوش على مشروعهم الأساسي، وهو إعادة السيطرة للنظام على معظم الأراضي السورية وتوقيع اتفاقات طويلة المدى مع الرئيس بشار الأسد تضمن الحفاظ على المصالح الأمنية والاقتصادية لموسكو في سوريا. إن عدم الرضى هذا يتم التعبير عنه في السلوك الأكثر عدوانية في «الخط الساخن» الذي يربط قيادة سلاح الجو الإسرائيلي بالقاعدة الروسية في حميميم، في شمال غرب سوريا، الذي دوره هو منع أحداث جوية بين الطرفين. هو ينعكس أيضاً في المقاربة العدائية من جانب مشغلي مضادات الطائرات والطيارين الروس في سوريا.
في الخلفية يمكن أن تتطور مشكلة في لبنان أيضاً. نتنياهو حذر في خطابه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نهاية أيلول من محاولات إيران وحزب الله إقامة خطوط إنتاج للصواريخ في بيروت. يبدو أنه على خلفية الصعوبات في نظام التهريب توصلت قوة القدس في حرس الثورة الإيراني إلى استنتاج بأنه يجب عليها تقصير البعد بين إيران والمستهلك وتركيز النشاطات في تطوير مستوى دقة صواريخ حزب الله على الأراضي اللبنانية نفسها. خطاب نتنياهو فعل فعله: في الأيام الثلاثة التي مرت بين خطابه في الأمم المتحدة والجولة التي قامت بها حكومة لبنان للدبلوماسيين في بيروت من أجل دحضها، عمل أحد ما بشكل كبير لإخفاء البينات على الأرض، ولكن في المدى الزمني الأبعد مشكوك فيه أن تتنازل إيران عن هذه العملية.
المقلق أكثر هو أن بوتين يظهر مؤخراً اهتماماً أكبر بما يجري في لبنان. في سيناريو متطرف أكثر فإن نفس مظلة الدفاع، العملية والرمزية، التي تنشرها روسيا في شمال غرب سوريا ستتسع لتشمل لبنان، وتعقد أكثر نظام الاعتبارات الإسرائيلية.
هكذا أيضاً، على الأقل حسب تقارير وسائل الإعلام العربية، فإن إسرائيل لا تقوم بالقصف في لبنان منذ حادثة جانتا، في شباط 2014 كما يبدو، كجزء من ملاحقة قافلة سلاح مرت في الأراضي السورية، تم الإبلاغ عن هجوم لسلاح الجو حدث في بلدة جانتا، على بعد بضع مئات من الأمتار من الجانب اللبناني للحدود مع سوريا. حزب الله الذي كان مستعداً للتظاهر بأن الأمر يتعلق بأمطار طالما أنه تم قصف قوافله في الجانب السوري، رد على الفور بواسطة سلسلة عمليات عبوات ناسفة على الحدود في هضبة الجولان ـ بقيادة تنظيمات من الدروز من سكان هضبة الجولان السورية (قادة الشبكة، المخرب اللبناني سمير قنطار ومن حل محله في حزب الله، جهاد مغنية، قتلا لاحقاً في الهجمات التي نسبت إلى إسرائيل). منذ ذلك الحين ركزت الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية. ولكن لعب الشطرنج مع حزب الله هو أمر، ومحاولة فك شيفرة ما يريده بوتين، في سوريا وربما في لبنان أيضاً، في الوقت الذي يحاول فيه حزب الله إنتاج سلاح هناك، هذا كما يبدو تحد مختلف تماماً.
ركيزة آمنة
يمكن الرهان على أن نتنياهو قد رمز إلى عدم التأكد ذاك في خطابه أول أمس في احتفال ذكرى بولا بن غوريون، عندما تحدث عن اعتبارات أمنية لا يمكنه تقاسمها مع الجمهور. الشمال ليس الهم الوحيد. في محادثات مغلقة وبصورة استثنائية أيضاً في عدد من خطاباته الأخيرة، ظهر رئيس الحكومة واضحاً وصريحاً. هو سيواصل القيام بكل ما في وسعه لمنع حرب يراها خطيرة وغير ضرورية. في المقابل، مثلما لدى وزير الدفاع ليبرمان، يعتمل لدى نتنياهو الخوف من الضرر السياسي، رغم أقواله هذا الأسبوع بأنه مستعد لاستيعاب الضرر. استطلاع شركة الأخبار أول أمس كان الأصعب على الليكود منذ ثمانية أشهر، حيث هبط إلى 29 مقعداً.
في معركة الصد التي يديرها ضد مؤيدي الحرب في غزة، يجد نتنياهو ركيزة آمنة في رئيس هيئة الأركان، غادي آيزنكوت، كلاهما يظهران متوائمان تماماً. رئيس الأركان هو الذي عرض هذا الأسبوع على وزراء الكابنت وصفاً واقعياً لتطور الأحداث. في هذه الحالة إسرائيل هي التي بدأت التصعيد. بفضل ضغط من مصر أرسلته بعثة مخابرات إلى القطاع، كبحت حماس العنف في أحداث يومي الجمعة السابقين في المظاهرات على طول الجدار. زعماء حماس كانوا راضين عن الزخم الإيجابي الذي أدخله الوقود والأموال من قطر. وبالأساس من مضاعفة ساعات تزويد الكهرباء المقلصة للسكان ثلاث أضعاف. في إسرائيل قدروا بأن هذا سيمكن من التقدم أيضاً في الاتصالات من أجل التوصل إلى تسوية بعيدة المدى.
رغم هذا الوضع الهش، تمت المصادقة مسبقاً على العملية الخاصة لوحدة مختارة في خانيونس. عمليات كهذه تمر تحت رادار العدو عشرات المرات في العام في قطاعات مختلفة. الجيش يعتقد أن هذه العمليات حيوية وتبرر أخذ مخاطرة ثابتة بالتعقد ووقوع خسائر والأسر، حتى في ظروف استراتيجية حساسة. كشف المقاتلين من قبل دورية لنشطاء الذراع العسكري لحماس انزلق إلى معركة تبادل إطلاق نار قتل خلالها المقدم م. ونائبه، كما قتل سبعة فلسطينيين مسلحين وأصيب سبعة آخرون. الشجاعة التي أظهرها ضابط الاحتياط المصاب وباقي المقاتلين مكنتهم من الاتصال مع الطائرة المروحية التي أنقذتهم وأنقذت حياة المصاب.
الاهتمام كفيل بأن يقيد أكثر فأكثر نشاط الجيش الاسرائيلي في الشمال
في نظر الجيش، رد حماس قد يكون غير مبرر، لكن كان يمكن تفهم أسبابه. حماس كشفت عملية سرية إسرائيلية في جبهتها الداخلية وتلقت إصابات كثيرة. ردها تضمن إطلاق 460 صاروخاً وقذيفة، وبدايته إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أطلق على حافلة على الحدود يوم الإثنين ظهراً. الجيش الإسرائيلي رد بعدة هجمات جوية ضد أهداف لحماس والجهاد الإسلامي، منها بضعة مباني متعددة الطوابق في غزة. في المناقشات الأمنية وجلسة الكابنت تم طرح ثلاثة بدائل: الامتناع عن الرد، وتوجيه ضربة وصفها الجيش بأنها ضربة شديدة، أو شن معركة واسعة، إلى درجة «الجرف الصامد 2». الجيش الإسرائيلي (ضباط قدامى سيقولون إن هذه دائما كانت هي الطريقة) أوصى بالبديل الثاني، الفوري في نظره.
عدد من الوزراء طلبوا من الجيش توضيح لماذا لم ينفذوا عمليات اغتيال لزعماء حماس. التفسير يرتبط أيضاً بالصورة التي بدأت بها جولة اللكمات الأخيرة. إسرائيل لم تخطط لها مسبقاً، وفور اندلاعها نزل زعماء حماس تحت الأرض وتم فقدان عنصر المفاجأة. ولكن الجيش الإسرائيلي ليس متحمساً على كل حال إلى العودة إلى الاغتيالات. هناك وزراء يعتقدون أنه يمكن إدارة معركة طويلة عن بعد، دون إدخال قوة برية إلى القطاع. رئيس الأركان يتوقع أن تأثير الدومينو يمكن القيام به بصورة أخرى: الفلسطينيون سيردون بإطلاق النار على غوش دان والحكومة بضغط من الجمهور ستعطي تعليمات لتجنيد الاحتياط، وإزاء استمرار التدهور أيضاً ستعطي تعليمات بالدخول البري للقطاع. هنا سيحدث أمر من أمرين: إما أن تحتل إسرائيل القطاع وتتورط بأخذ إدارة الاحتلال بأيديها، وإما أن تتوقف عن القتال بعد بضعة أسابيع حيث تعود المفاوضات مع حماس بالضبط إلى نقطة البداية.
في هيئة الأركان لا يعتقدون أن عدد المصابين يقتضي شن حرب، وهم متفاجئون قليلاً من التشوق الذي أظهره بعض الوزراء للعودة إلى أيام حرب لبنان الثانية وعملية الجرف الصامد. صحيح أنه قتل في هذا الأسبوع الضابط م. وبعده عامل فلسطيني أصيب جراء صاروخ كاتيوشا لحماس في عسقلان، ولكن عدد الخسائر في الطرف الفلسطيني أكثر بكثير. حوالي 250 شخصاً قتلوا هناك منذ بداية العام مقابل 3 قتلى في إسرائيل. في الجيش لم يوافقوا على موقف وزير الدفاع المستقيل ليبرمان بأنه «حان الوقت لحرب لا مناص منها». حسب هذا المنطق، قالوا هناك، كنا سنقوم بعملية واسعة كل أسبوعين على مدى السبعين سنة الأخيرة. من الأفضل التقاط الأنفاس والتفكير قبل القيام بعمل غبي. الحرب، يقولون في الجيش، يجب أن تكون فقط مخرجاً أخيراً، بعد فحص جذري للبدائل الأخرى.
اريئيل شارون الذي كان آيزنكوت سكرتيره العسكري، شن حرباً، عملية «السور الواقي» في الضفة الغربية، فقط بعد أكثر من 130 قتيلاإسرائيلياً في شهر واحد، آذار الرهيب في اعام 2002. حسب ادعاء المخابرات تفهم حماس أيضاً علاقة القوة العسكرية، وكذلك هي لا تريد الوصول إلى حرب بسبب معرفتها أن الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون سيكون باهظاً بشكل كبير.
التزام مصر وقطر بالتوصل إلى تسوية قد يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق غير مباشر، يمنع الحرب ويبدأ بحل الأزمة الصعبة في القطاع. في هذه الأثناء، بعد أسبوع من شبه الحرب، ووقف إطلاق النار في اللحظة الأخيرة، وأزمة ائتلافية واستقالة دراماتيكية لوزير الدفاع، جاء مرة أخرى يوم جمعة ومعه انتظار رؤية كيف ستتطور الأمور على الحدود. يمكننا التقدير بأن الخط الذي سيتبعه الجيش الإسرائيلي اليوم سيكون متشدداً بشكل خاص من أجل أن يشير إلى أنه غير مستعد للعودة إلى واقع المواجهات العنيفة مع المتظاهرين على الحدود.
الوعد الأخير
في حزيران 2016 بعد أسبوعين على تولي وزير الدفاع لمنصبه، التقى ليبرمان في لقاء تعارف مع المراسلين العسكريين. خلافاً لسلفه، موشيه يعلون، ليبرمان جاء إلى اللقاء وهو يرتدي بدلة وربطة عنق. هكذا أوضح بأنه ينوي الحضور لكل نقاش وكل زيارة في الجيش. المسؤولية تقتضي ذلك، لقد تعهد للمراسلين العسكريين بأن يلتقيهم مرتين في السنة، في عيد الفصح ورأس السنة.
من هنا، انتقل وزير الدفاع الجديد إلى إعطاء صورة عن الوضع الحالي، ومنها ظهرت اختلافات المقاربة بينه وبين من حل محله. المشكلة الرئيسية لإسرائيل، هكذا فاجأ ليبرمان سامعيه، ليست في لبنان أو غزة، هي تنبع من الشخص الذي يجلس في رام الله، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يستخدم ضدها «إرهاباً سياسياً» في الساحة الدولية. بالنسبة للقطاع، فإن الحرب ضد حماس هي أمر لا يمكن منعه، لكن إسرائيل يجب أن تشنها فقط عندما لا يكون هناك خيار آخر. وعند حدوث ذلك، يجب أن تكون هي الحرب الأخيرة. يجب إسقاط حكم حماس ونقل السلطة إلى جهة أخرى، وإن كان ذلك ليس لأبو مازن، إذ لا يمكن الاعتماد على هذا الشخص.
البدلة وربطة العنق هما أول ما ذهب عن ليبرمان كلما اشتدت حرارة الصيف. أظهر وزير الدفاع أن السفر بسيارة الهامر المحصنة لقائد فرقة غزة وهو يرتدي السترة الواقية، هو تجربة لا تحتمل بالزي الرسمي. اللقاءات الدورية مع المراسلين تباعدت أكثر كلما تقادم في منصبه. وهذه استبدلت بمكالمات هاتفية قصيرة، التي فيها بعد الافتتاحية المعتادة لليبرمان عن الجنة والعسل، انتقل لمعرفة واقعية عن تعقد الوضع الاستراتيجي وقيود العمل الملقاة على إسرائيل.
حتى قبل أن يعين لمنصبه، فقد أسمع ليبرمان نفس التصريح في مقابلة لروعي كاتس في «سبت الثقافة» في بئر السبع، التي أعطى فيها إسماعيل هنية 48 ساعة ليعيش فيها بعد دخوله إلى منصب وزير الدفاع. القليل جداً من السياسيين الإسرائيليين دفعوا ثمناً باهظاً عن هذا التبجح الواحد غير المحسوب. ليبرمان يغلق الباب خلف فترة ولاية حزينة ومحبطة جداً. في المؤتمر الصحفي في الكنيست الذي أعلن فيه أول أمس عن استقالته ظهر وكأنه يتنفس الصعداء بعد أن أزيل عن ظهره حمل ثقيل.
عاموس هرئيل
هآرتس 16/11/2018
==========================