الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/1/2016

سوريا في الصحافة العالمية 17/1/2016

18.01.2016
Admin




إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. نيويورك تايمز: كيف ينبغي أن نساعد السوريين؟
  2. "نيويورك تايمز": محاسبة مرتكبي "تجويع سوريا" بعيدة المنال رغم أنها "جريمة حرب"
  3. لوموند: كيف أقامت داعش (خلافتها).؟
  4. فايننشال تايمز: مواجهة تنظيم الدولة طويلة وتحتاج لإجماع دولي
  5. بروجيكت سنديكيت :تشابكات تركيا السورية
  6. الجارديان تحذر :”مضايا “تأكل وآلاف السوريين يتضورون جوعًا في مناطق أخري
  7. فايننشال تايمز: كيف اغتنى تجار الحرب من التجويع في #سوريا؟
  8. ديلي تلغراف :بريطانيا تتهم روسيا باستهداف فرق الإنقاذ بسوريا
  9. مركز بروكينغز: محاذير التنبؤ…لماذا يصعب توقع مآلات الشقاق السعودي الإيراني
  10. بروكنغز: مستنقع روسيا في سوريا سوف يكلفها حلفاءها الشرق أوسطيين
 
نيويورك تايمز: كيف ينبغي أن نساعد السوريين؟
نيويورك تايمز – ماورين وايت – ترجمة: محمد الصباغ
زحمة
في أعقاب الهجمات الإرهابية في باريس وسان برناردينيو، تراجع الدعم الأمريكي لقبول استقبال اللاجئين السوريين. وطالب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب بمنع كل المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وقال إننا في حالة حرب مع الإسلام الراديكالي. ويصف حالياً بعض سياسيينا ومن بينهم حكام ولايات وأعضاء بالكونجرس اللاجئين السوريين بالتهديد.
التركيز على الاعتراف بأحقية هؤلاء البائسون في الوصول إلى الولايات المتحدة ام لا يحجب السؤال الأكبر حول أزمة اللاجئين. الأغلبية الكاسحة من بين أكثر من 4 مليون لاجئ يريدون العودة إلى سوريا بمجرد انتهاء الحرب هناك. ولهذا، بقي معظمهم في المنطقة، عادة يقيمون في مخيمات لسنوات بلبنان والأردن، بدلاً من الهجرة إلى أوروبا أو محاولة دخول الولايت المتحدة. ووفقاً لأرقام مفوضية الامم المتحدة لشئون اللاجئين، هناك حوالي 634 ألف لاجئ في الأردن، و1,1 مليون في لبنان وقرابة 2,3 مليون في تركيا.
هؤلاء الأشخاص مسؤولون من المجتمع، وفقاً لاتفاقية الامم المتحدة بشأن اللاجئين عام 1951. الولايات المتحدة والدول الأخرى الموقعة على الاتفاقية لديهم التزام قانوني بحماية اللاجئين وشئونهم وإعادة توطينهم إذا لزم الأمر.
قابلت وتحدثت مع لاجئين في مخيمات بالأردن ولبنان ومع هؤلاء الذين يصلون على متن المراكب المطاطية إلى شواطئ اليونان. هم أبعد ما يكونون عن الجهاديين الإسلاميين المتطرفين. هجروا قراهم بعد خمس سنوات من الحرب معلنين يأسهم في النهاية. اعتصرتهم جميع الأطراف –الدولة الإسلامية، وقوات الرئيس بشار الأسد، وقوات المعارضة الأخرى. خشوا من الاختطاف والتجنيد. بينهم الكثير من المهن، حامين وأطباء أسنان ومهندسين. إلى الآن لا يملكون أي عمل ولا يستطيعون إطعام أسرهم. لسوا بإرهابيين، هم ضحايا الإرهاب.
لكنهم يحمّلون بأثقال متزايدة. لا يسمح لهم الأردن ولا لبنان بالعمل. يطلب منهم لبنان رسوم إعادة تسجيل مرهقة كل ستة أشهر. والاموال الموجهة نحو دعم اللاجئين، التي من المفترض أن يقدمها المجتمع الدولي، ليست كافية. ونتيجة لذلك، قلل برنامج الأمم المتحدة للغذاء العالمي من حصص الأغذية للاجئين السوريين في لبنان إلى النصف، لتصل إلى 13,50 دولار للفرد شهرياً. كيف يمكن لأي شخص البقاء بأقل من 50 سنتاً في اليوم؟
هذا سبب مغادرة الكثيرين للمخيمات والبدء في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا. وصلوا إلى جزيرة ليسبوس على قوارب مطاطية قادمة من تركيا، وتعثّروا على الشاطئ الصخري، وقبّلوا الأرض، وخلعوا سترات النجاة واحتضن كل منهم الآخر والدموع تنهمر على وجوههم. وتحت ضغط من الاتحاد الاوروبي، أعلنت تركيا عن خطط لإعاطء بعض اللاجئين تصريحات عمل من أجل المساعدة في إيقاف تدفق المهاجرين. لكن بالفعل تركيا تدعم العدد الأكبر من اللاجئين، ومعدل البطالة بين سكانها مرتفع بالأساس.
بكل بساطة، ساعد العالم في زيادة أزمة المهاجرين بعدم دعمه للاجئين في الشرق الاوسط. تفتخر الولايات المتحدة بكيفية مساعدتها في حل أزمة اللاجئين، لكننا نتخلف عن الاتحاد الأوروبي. لو نظرنا للأمر من جانب قدرة مشاركة الفرد، فنحن نبتعد بمراحل عن دول صغيرة كثيرة مثل بريطانيا والنرويج والسويد والدنمارك أيضاً. معظم التمويل الكامل من الأمم المتحدة يجب أن تتجه نحو مواجهة زيادة تدفق اللاجئين. الولايات المتحدة وحدها قادرة على منح 500 مليون دولار على الأقل مما تطالب به الامم المتحدة.
لكن حتى مع الدعم المالي الكامل، يحتاج بعض اللاجئين إلى إعادة التوطين. رغم ذلك ربما تفضل الولايات المتحدة التظاهر بأن تلك الأزمة مشكلة أوروبا وحدها، وهي ليست كذلك. فسياسات الولايات المتحدة في المنطقة تتحمل على الأقل مسؤولية الفوضى المأسوية في الشام وظهور الدولة الإسلامية.
نحن في حاجة إلى أن يكون قبول عدد أكبر من اللاجئين هو الخطوة الثانية في الجهود لمواجهة الأزمة. المؤكد أن الولايات المتحدة تقبل القليل في حين اوروبا أصبحت مثقلة، ويزيد ذلك من الاحتكاكات بين الحلفاء في الوقت الذي فيه التضامن مع الغرب أمر محسوم. والأبعد من ذلك، يغذي ذلك الاحزاب اليمينية المعادية للمهاجرين في أوروبا.
في ديسمبر 2014، حددث الأمم المتحدة 130 ألف لاجئ سوري في حاجة عاجلة إلى إعادة التوطين نستطيع بسهولة استضافة نصف هؤلاء. منذ عام 2011، استقبلنا فقط حوالي ألفين.
في هذا الوقت، تداخل القلق المتزايد حول الإرهاب مع المحنة التي يواجهها ملايين اللاجئين، يجب ان يكون من بيننا –مواطنين عاديين وقادة- من لديهم ذهن صاف بدرجة كافية للتصرف. في الحقيقة، ثمن عدم فعل ذلك سيكون غالياً جداً.
======================
"نيويورك تايمز": محاسبة مرتكبي "تجويع سوريا" بعيدة المنال رغم أنها "جريمة حرب"
البوابة
دفعت صور الأطفال الضعفاء غائري العينين في البلدات السورية المحاصرة هذا الأسبوع، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي لطالما كان حذرا بشأن مواقفه، ليعلن على الملأ وبشكل صريح أن هؤلاء الذين يجعلون المدنيين يتضورون جوعا في ساحة المعركة، يرتكبون جرائم حرب، حسبما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ونقلت الصحيفة - في تحليل بثته على موقعها الالكتروني اليوم السبت - عن بان كي مون، قوله: غدا، يجب أن يتم محاسبة جميع أولئك الذين يعبثون بحياة الناس وكرامتهم بهذا الشكل.
واستدركت الصحيفة، قائلة أنه على ما يبدو أن سوريا أحدثت تغييرا ملحوظا فيما يتعلق بكل ما هو مقبول في الحروب، لافتة إلى أن فرص الغد لمحاسبة مرتكبي مثل هذه الفظائع باتت أضعف من أي وقت مضى.
ولفتت الصحيفة إلى أن أقوى دول العالم قامت بتسييس فكرة العدالة الدولية لتوبيخ أعدائها وحماية حلفاءها، بل أن ثمة دول قوية بالفعل تدعم بعض المسلحين والحكومة والمتمردين على حد سواء، الذين يمنعون وصول الطعام إلى الجوعى في سوريا.
وذكرت أن مجلس الأمن الدولي المخول بإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لم يشر إلى أي احتمالية للقيام بذلك في جلسته الطارئة المنعقدة ظهر أمس الجمعة.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه ليس من الغريب أن تستغل الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون تقارير التجويع الأخيرة للطرق على رأس الحكومة السورية، فيما استغلت روسيا الأوضاع لتوبيخ الجماعات المسلحة بل وتابعت القول إن تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي تجتاح البلاد من شأنه أن يعرقل المحادثات السياسة المقرر بدءها 25 يناير الجاري في جنيف، ويتضح ذلك في وصف نائب المبعوث الروسى الدائم إلى منظمة الأمم المتحدة فلاديمير سافرونوف للموقف في جلسة لمجلس الأمن بأن "كل هذا الضجيج لا داعي له".
ولفتت إلى أنه من المقرر أن تجمع هذه المحادثات- وتتوسطها الأمم المتحدة- بين ممثلي بعض الأطراف المتمهة باستغلال التجويع كسلاح حرب.
وشجع الأمين العام الأطراف المتحاربة على رفع الحصار "كإجراء لبناء الثقة" قبل المحادثات، غير أنه امتنع عن تحديده كشرط لإجرائها.
ووصفت "نيويورك تايمز" التجويع باعتباره احد الفظائع العديدة التي تتسم بها الحرب في سوريا، وقد وثقت لجنة تحقيق، تدعمها الأمم المتحدة، جرائم التعذيب في السجون ومراكز الاعتقال السورية الحكومية، والقتل خارج نطاق القضاء على أيدي جماعات المعارضة المسلحة والاستعباد الجنسي من جانب متطرفي تنظيم داعش الإرهابي، فضلا عن عشرات الغارات الجوية التي تضرب المستشفيات والمراكز الطبية.
واختتمت تقريرها بالقول أن مسألة محاسبة مرتكبي هذه الفظائع باتت أمرا بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى، وذلك بالنظر إلى حرص روسيا والولايات المتحدة على دفع الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات ومعالجة ما يرونه يشكل تهديدا وجوديا؛ الا هو تنظيم داعش الإرهابي، مشيرة إلى أن سوريا ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، ما يعني أن مجلس الأمن هو الوحيد القادر على إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة.
======================
لوموند: كيف أقامت داعش (خلافتها).؟
لوموند: ترجمة ياسمين دمشقي- السوري  الجديد
الخلافة كانت أكثر بكثير من مجرد خيال، فى تفكير أبو بكر البغدادي وأقرانه من داخل تنظيم الدولة الإسلامية.
عند إعلانهم عنها في 28 حزيران 2014 على الأراضي التي استولوا عليها في سوريا و العراق، كان المجاهدون قد خططوا مسبقاً لمشروع دولة حقيقية ذات إدارة دقيقة و صارمة ليتمكنوا من فرض مذهبهم الاستبدادي على الأرض وسكانها لفترة زمنية أطول.
ازدهار هذه المؤسسة يكشف كذبة الدول الغربية والعربية الذين حاولوا أن يظهروا الدولة الإسلامية كقزم مصغر عن القاعدة محكوم عليه بالفشل، وفي أيلول 2014 قال باراك أوباما بلهجة ساخرة:
اذا كان فريق من الشباب يضعون قميص Lakers، فهذا لا يجعل منهم Kobe Bryant” وهو نجم كرة سلة أمريكي.
في تشرين الثاني 2015،  كان الرئيس الأمريكي مجبراً على الاعتراف بالخطأ، لا تزال مجموعة المجاهدين تسيطر على ثلث سوريا والعراق ويبلغ عدد سكانها 10 مليون نسمة تقريباً. كما أنها تضع يدها على سلة مالية كبيرة وعلى موارد طبيعية، جعلت منها أكثر منظمة إرهابية ثراءً في العالم. وقد استدرجت نحو 30000 مجاهداً إلى أراضيها، وتمكنت من الحصول على مبايعة جماعات جهادية في بلدان عدة،  كما قامت بتبني العديد من الهجمات الخارجية ومن بينها اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني الذي ذهب ضحيتها 130 قتيلا.
قامت الدولة الإسلامية بوضع مشروع الولاية في حيز التنفيذ منذ بداية الأشهر الأولى لتسمية الخليفة بشكل ذاتي، متمعناً في أدق التفاصيل،  كما تم الكشف عن وثيقة مسربة مؤلفة من 24 صفحة فيها 10 فصول تعنى بشؤون وأسس تدريب الكوادر الإدارية، والتي استطاع الباحث أيمن جواد التميمي الحصول عليها ونشرتها صحيفة “ذا غارديان” في السابع من كانون الأول الماضي.
من المرجح أن تكون هذه الوثيقة قد كتبت بين شهري تموز وتشرين الأول 2014  وأن يكون أبو عبدالله المصري من قام بإعدادها، “الأسس الإدارية لتنظيم الدولة الإسلامية” هي آخر وثيقة تم الحصول عليها بواسطة الباحث البريطاني من رجل أعمال متعامل مع الدولة الإسلامية|، وفي غضون السنة والنصف وعن طريق مصادر غير مباشرة،  قد تم جمع أكثر من 300 وثيقة على شبكات التواصل، صادرة عن التنظيم بخصوص سوريا والعراق،  ترجمت إلى الانكليزية و نشرت على مدونته.
إرشادات دينية وإدارية، تصريحات علنية، مقتطفات من كتب الحساب… تلك النزعة البيروقراطية للدولة الإسلامية تعتبر مادة قيمة للبحث والدراسة، وفي تعليق ل أيمن التميمي يقول:
هذا النوع من الوثائق يوفر فرصة حقيقية لاستمرارية تنظيم الدولة الإسلامية وانتشار الدعوة دون انقطاع.  فعلى سبيل المثال عندما نقول إن الدولة الإسلامية زودت بعص الصور أو الفيديوهات، هذا يفسر لم كل تلك الضجة أو لم كل ذلك الصدى
إدارة صارمة
على الصعيد الايديولوجي (العقائدي)، الدولة الإسلامية هي نتيجة تقاليد موروثة من فكرة الجهاد عن طريق (حمل السلاح باسم الدين)، جاءت من نظرية للمصري سيد قطب سنة 1964 من خلال كتابه (معالم على الطريق)؛ وانتشر هذا الفكر في أفغانستان ومن ثم العراق والشيشان؛ وإن تفكك الخلافة العثمانية فى عام 1924 وعودتها – بهيئة تنظيم – لم يكن فى عام 2014 بل كان منذ عام 2006 من خلال انشاء أبو مصعب الزرقاوي للدولة الإسلامية في العراق، وظهور خلافة أبو بكر البغدادي الذي لقب بالخليفة ابراهيم تعتبر دليلا على فشل الحركة الجهادية وبالأخص الدولة الإسلامية في العراق، من خلال محاولتها إثبات وجودها عن طريق نصوص ضعيفة واستنادها على قاعدة غير متوازنة، وادعاء تسمية “منافقين” للولايات المتحدة وحلفائها الذين تمكنوا من إظهار حقيقتها. وكما أن النصوص تؤكد على أن رؤية الخلافة لا تقتصر فقط على حمل السلاح (باسم الدين) وإنما أيضا على توحيد طائفة المؤمنين كافة (الأمة)  ودمجهم تحت راية واحدة، حيث ينبغي أن يكون هناك (نظام واحد كامل ومتكامل) يهدف إلى تغيير المجتمع وتعليم التعاليم القرآنية للأجيال القادمة ليتمكنوا من خلالها أن يحرروا أنفسهم من تبعيتهم “غير المقبولة” للغرب وللقومية العربية وللقبلية الرجعية.
والهدف فيما يلي من إنشاء إدارة صلبة وقوية هو إيجاد موطئ قدم للدولة الإسلامية على الأرض -من خلال التنسيق وترشيد استخدام الثروات- وفيما يتعلق بالسكان من خلال الدعوة التي تقع في المركز الأساسي وتخضع بشكل مباشر لإدارة الدولة الإسلامية، وأيضاً من خلال تعليمهم والدمج بين المهاجرين والسكان المحليين. عملياً، مشروع الدولة هذا نجم عنه إنشاء إدارة مركزية مؤلفة من 16 وزارة، كل قطاع يخضع لسلطة أمير، وتتجسد المبادئ العامة في آلاف القواعد والأنظمة التي تتحكم في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وإلى التنظيم الثقافي والاجتماعي.
خطة لم تطبق بشكل حرفي ولم ترق َإلى مستوى الرسالة
ولكن بشكل مستمر يطرح التميمي مسألة الفجوة فيما بين النظرية والتطبيق ، والتكيف مع هذه المفاهيم في واقع وبيئة  تنتج التطور. فبغض النظر عن رفضها للميليشات العشائرية أو الانتماءات القبلية، كانت المنظمة ملزمة في قبول رعاية العشائر على الدوام وحمايتها عندما افتتحت إدارة خاصة بهم، وحقيقةً على الرغم من إلغاء الدولة الإسلامية للحدود التى رسمتها اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 لازالت الحدود الفاصلة بين الأراضي السورية والعراقية  موجودة إلى حد ما . فيما بقيت العلاقات مع الدول الأجنبية التى تحترم المسلمين، وكذلك سيادة وحدود الخلافة معلنة بشكل نظري على الأقل في هذا التصريح .
وعلى الصعيد العسكري، تبين الوثيقة بالتفصيل كيف سيكون دور المنظمة في تأهيل المقاتلين المحليين والأجانب ليس فقط عسكرياً بل أيضاً تأهيلهم دينياً ولغوياً، ويبدأ هذا اعتباراً من الفئة العمرية الأصغر سنا من خلال معسكر للأطفال بغية التشجيع على الارتقاء بمستوى الاختلاط العرقي.
يقول أيمن جواد التميمي:
عملياً تم تأسيس هذا التنظيم، وقد كان هناك جهود مبذولة للإطاحة بسرايا المقاتلين الأجانب التي لديها انتماءات عرقية أو قومية، بما فيها كتيبة البتّار الليبية، ولكن يبدو أن هناك أيضاً أدلة نادرة تشير إلى التمييز الذي لايزال موجودا بين المهاجرين والسكان الأصليين وعلى أن المهاجرين يعتبرون من الطبقة المميزة”.
الواردات الطبيعية السر وراء بقاء الخلافة
من أبرز الجوانب الأساسية الأخرى التي تم تسليط الضوء عليها في هذه الوثيقة هي إدارة المصادر الطبيعية التي تعتبر السر خلف بقاء الخلافة واستقلاليتها. و تنص الوثيقة على  الاستغلال غير المشروع للموارد الحيوية الهامة، والمساهمة في تدويرها وتولي زمام أمورها: كالنفط والغاز والذهب والمياه والتحف الأثرية ووسائل الإنتاج العسكري والأغذية وطرق الإمدادات.
عملياً، تم التأكد من هذا عبر مختلف المستندات التي تمكن أيمن التميمي من الوصول إليها، والتي تكشف عن قيام الدولة الإسلامية بتعيين خبراء أعلنوا الولاء للدولة على رأس منشآت الطاقة و الإتجار بالتحف الأثرية على وجه الخصوص. كما أوصى هذا النص على إبقاء  المسؤولين والعمال المتخصصين الذين تم توظيفهم مسبقاً من قبل الحكومات السورية والعراقية في مناصبهم. ولكن لاحظ أيمن التميمي أن كثيراً من الذين غادروا ومن الذين ظلوا كان يجب عليهم أن يدفعوا ما يقارب ال 2500 دولار للحصول على بطاقة توبة، قابلة للتجديد سنوياً مقابل ما يقارب 200 دولار.
وبالإضافة إلى تولي زمام أمور المصادر الحيوية الأساسية، فالوثيقة تباهت بتقديمها التسهيلات للأمور غير المركزية، من حرية تأسيس الشركات والاستثمارات وإلى حرية التجارة مع الخارج من غير وسيط. كما لاحظ التميمي أنه:
يوجد قدر ما من الواقعية على الصعيد الاقتصادي، لأن الدولة الإسلامية أدركت أن استمرار تدفق العملات الأجنبية والتمويل مع الخارج هو فرصة لها للبقاء مالياً”.
فاللامركزية في الإدارة تطبق إلى حد كبير. هناك حرية في العمل والاستثمار،  لكن لها ثمنها، مثل: فرض رقابة شديدة وضرائب كبيرة على البضائع و التجار، الزيادة في رفع الضرائب على نشاطات الموصل التجارية شتاء أجبر العديد من التجار وأصحاب المطاعم إلى إغلاق متاجرهم.

الوحشية لدى رجال الأمن
هذا ما لم تذكره تلك الوثيقة، هو فرض الخليفة وإدارته على السكان “الالتزام” بشكل قسري و بالإكراه. فرجال شرطة (الحسبة) يطاردون الأشخاص الذين يخرقون القواعد الأخلاقية للدولة الإسلامية وتفرض عليهم (الحدود)، عقوبات وغرامات قاسية، وقد تمت مصادرة ممتلكات أولئك الذين رفضوا البقاء والعيش تحت ظل الخليفة ورفضوا الاستمرارية لوجوده. ويرى أيمن التميمي:
أن هناك الكثير ليقال حول استمرارية وحشية رجال الدولة الإسلامية منذ حرب العراق في 2006. فالدولة الإسلامية قامت بالتخطيط لدولة ليست فقط متطورة بل ولديها القدرة أيضاً على قمع جميع الفتن الداخلية
و كما أضاف الباحث:
الوثائق المسربة تظهر مدى تشديد المراقبة، خصوصاً على إمكانية الوصول إلى الإنترنت. هناك قلق شديد من ثورة الإنترنت داخل الدولة الإسلامية ومن أجل الحفاظ على استقرار أمن الدولة، توجد بعض الوثائق على غرار مرسوم العفو العام عن الهاربين أو المنشقين في تشرين الأول و دراسة لسبل التماسك العسكري”.  ويجب على السكان الذين لديهم رغبة في الانتقال إلى خارج أراضي الدولة الإسلامية أن يطلبوا الإذن من الإدارة و أن يسددوا أجور العودة.
اقتصاد قائم على الاستغلال
تؤكد الوثائق وحتى شهادات الأشخاص الذين عاشوا أو مازالوا يعيشون تحت ظل الخلافة المعلنة بشكل ذاتي، أن الدولة الإسلامية بعيدة كل البعد عن الصورة المتوقعة للدولة الراعية للأمة الإسلامية والتي ترغب بتجسيدها، وهي أقرب من اقتصاد حرب باحثة عن أي مصدر لتبقي الخدمات العامة تعمل ولو كان بصورة بطيئة بسبب النقص في العاملين وفي الإمكانيات  – وبالأخص في الأدوية للمراكز الصحية –، فقد تم إغلاق العديد من المدارس، كما تستمر الأسعار والضرائب بالارتفاع، وفي بعض المدن كانت الرواتب منخفضة بمقدار النصف.
يعتمد الاستقرار النقدي للخلافة إلى حد كبير على استغلال السكان بحجة الضرائب. وقد تم نشر دفتر حسابات محافظة دير الزور المؤرخ في كانون الثاني 2015 بواسطة الباحث البريطاني، يظهر أن الإيرادات الشهرية للمحافظة تتألف من ثلتي عائدات الضرائب والممتلكات المرهونة. أكثر من أربعة أخماس الميزانية مخصصة للجنود المقاتلين، ولتدوير القواعد العسكرية، ولمعاشات أسر (الشهداء)،  ولتسيير أعمال الشرطة ووسائل الإعلام.
======================
فايننشال تايمز: مواجهة تنظيم الدولة طويلة وتحتاج لإجماع دولي
لندن - عربي21 - باسل درويش# السبت، 16 يناير 2016 10:50 ص 01
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها، إنه منذ العمليات التي نفذها جهاديون في باريس وبيروت وأنقرة، فقد كانت مدن أخرى حول العالم مرشحة للهجمات، في محاولة مما يطلق عليها "الخلافة" للحفاظ على أراضيها في كل من العراق وسوريا.
وتشير الافتتاحية إلى أن "تنظيم الدولة نشر رسالته في أراضي المسلمين كلها، فهجماته على إسطنبول وجاكرتا كانت صادمة، لكنها لم تكن مفاجئة، فقد استفاقت تركيا على نتائج سياسة السماح بمرور المتطوعين عبر أراضيها لقتال بشار الأسد، ومن خلال الخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة داخل أراضيها".
وتقول الصحيفة: "تقع تركيا على مفترق طرق بين أوروبا والشرق الأوسط والبلقان ودول القوقاز، وكلها تعد أهدافا للتنظيم. إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد التركيز على قتال التمرد الكردي، الذي اشتعل من جديد، ويتغذى، كما يقول، بالدعم الغربي للمليشيات الكردية في العراق وسوريا، التي تقاتل تنظيم الدولة قريبا من الحدود. ولكن سلطات الأمن التركية عليها أن ترد في النهاية على التفجيرات التي يقوم بها جهاديون تابعون لتنظيم الدولة ضد أهداف كردية داخل تركيا".
وتضيف الصحيفة: "تعرضت أندونيسيا، التي تعد أكبر دولة مسلمة  تعدادا للسكان، لهجمات إرهابية من قبل، وكان أشهر هجوم سيئ السمعة عام 2002 على جزيرة بالي، وأصبحت البلاد، التي يعيش فيها ثلثا مسلمي العالم هدفا وساحة لتنظيم الدولة وأزلامه، الذي يرغب بزيادة توسعه".

وتلفت الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن العديد من الآسيويين يفاخرون بتسامحهم وثقافتهم وتعدديتهم الدينية، مستدركة بأن "انتشار التفكير الوهابي يمثل تهديدا لهذه الثقافة، في الوقت الذي كانت فيه غالبية المسلمين في العالم يمقتون تنظيم الدولة، الذي لوث يديه بدم المسلمين بشكل رئيسي".
ومن هنا ترى الصحيفة أن "الكفاح ضد تنظيم الدولة وأشياعه ممن يتغذون على فكره حول (الحملة الصليبية) الغربية ضد المسلمين، وتوسع إيران الرافضية في العالم العربي، سيكون طويلا وصعبا. ولابد لتنظيم الدولة بأن يكون واضحا في طريقه الطويل المحتوم والدموي".
وتقول الافتتاحية: "لابد أولا من الفهم أنه من الخطأ مغازلة الجهاديين، وباكستان تمثل أسوأ قصة لذلك، ونتيجة للجهاد المدعوم من الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفييتي في الثمانينيات من القرن الماضي، وما تبعه من تعاون إسلام أباد مع الإسلاميين في حربها المنسقة ضد الهند، يعاني هذا البلد النووي اليوم من حرب جهادية تمتد من كشمير حتى جبال هندكوش، وعلى تركيا أن تتعلم من هذا الدرس، فالممر الجهادي بدأ ينحرف عكسا إلى أراضيها".
وتورد الصحيفة أن "الأمر الثاني يتعلق بالتشارك في المعلومات حول طرق تجنيد الجهاديين وتمويلهم، وهذا أمر حيوي وعاجل".
وتجد الافتتاحية أن الأمر الثالث يتلخص بأن "على الولايات المتحدة وروسيا كونهما قوتين خارجيتين في سوريا، بالإضافة إلى السعودية وإيران الداعمتين الإقليميتين للأطراف المتصارعة، وكذلك تركيا، مضاعفة جهودها لبدء عملية الانتقال من النزاع السوري اليومي الفظيع، الذي يعد المصدر الرئيسي لأزمة اللاجئين، التي تزلزل جيران سوريا وأوروبا، ويجب قطب هذا الجرج؛ من أجل إنهاء حس المظلومية السنية، الذي يقوم بتغذية رواية تنظيم الدولة".
وترى الصحيفة أن "سياسة كل من السعودية وإيران تجاه بعضهما، خاصة دعم إيران لنظام الأسد، تعد عقبة أمام مواجهة تنظيم الدولة".
وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالإشارة إلى "أنه لا بد من إجماع دولي في مجالين آخرين، ويتعلقان بدور إيران في المنطقة، خاصة بعد الاتفاق النووي، والآخر يتعلق بالفكر الوهابي وانتشاره".
======================
بروجيكت سنديكيت :تشابكات تركيا السورية
خافيير سولانا*
مدريد- في نهاية سنة 2015، تم اتخاذ خطوات جديدة -ولو أنها صغيرة ومؤقتة- نحو إنهاء الحرب في سورية. فقد اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 2254، الذي أيد فيه الانتقال من حالة الصراع، وتعيين المجموعة الدولية لدعم سورية موعداً لاجتماعها المقبل المقرر عقده الشهر المقبل. ولكن المجموعة تضم حلفاء وخصوماً -على سبيل المثال، المملكة العربية السعودية وإيران- مما يعني أن تحقيق التقدم سيكون تحديا.
الآن، يبدو أن بلدين آخرين، وهما تركيا وروسيا، يتجهان بدورهما إلى العداء المتبادل. ويمكن أن تلعب تركيا التي لديها تحديات وفرص في سورية نظراً لقربها، دوراً مهماً، وخاصة في التأثير على عملية السلام بالمنطقة. ولكن إسقاط تركيا طائرة حربية روسية على حدودها مع سورية الشهر الماضي تسبب بالتدهور السريع والحاد في العلاقات الثنائية، مع فرض الكرملين عقوبات اقتصادية انتقامية.
من جانبها، تواجه روسيا واقعاً صعباً للحفاظ على وجود عسكري نشط في الشرق الأوسط. وتضع جهودها لتعزيز نظام الرئيس بشار الأسد (وبالتالي تعزيز دور خاص بها على طاولة المفاوضات) في خلاف مع بعض الدول -بما في ذلك تركيا؛ الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي- التي تريد رحيل الأسد.
المشكلة بالنسبة لتركيا هي أن مصالحها لا تهدف فقط إلى شن الحرب ضد "الدولة الإسلامية"، أو حتى إلى إبعاد الأسد عن السلطة، وإنما تهدف أيضاً إلى ضمان أن لا تقوم الجماعات الكردية -مثل حزب الاتحاد الديمقراطي في سورية- والذي تربطه صلات وثيقة مع حزب العمال الكردستاني في تركيا، بترسيخ سيطرتها على الأراضي في سورية، سواء كان ذلك الآن أو في مرحلة الإعمار بعد الصراع.
منذ فصل الصيف، عادت أحداث خطيرة من العنف إلى السطح، وأنهت وقف إطلاق النار القديم الذي دام عامين على نحو فعال بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية. وبرز الصراع الكردي في تركيا من جديد ليشكل نقطة ساخنة على نحو أثار المخاوف بشأن تأثير حزب الاتحاد الديمقراطي السوري على السلطة. كما أدت الاضطرابات السياسية الداخلية المستمرة، التي تجلت في تنظيم الانتخابات البرلمانية مرتين في ستة أشهر فقط، إلى تعقيد الوضع في تركيا أيضاً.
غير أن معارضة تركيا لتمكين الأكراد تشكل مصدراً للتوتر مع حليفتها التقليدية، الولايات المتحدة، التي تعتقد أن الأكراد هم القوة الوحيدة على الأرض، القادرة على قتال "الدولة الإسلامية". ومن شأن العداء المتجدد بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني تقويض مصلحة تركيا في نجاح مفاوضات السلام السورية.
ومع ذلك، هناك بصيص أمل وسط هذه التحديات: فقد تحسنت علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ. وعزز تأكيد أوروبا حل أزمة اللاجئين حافز التعاون مع تركيا. وهذا يخلق فرصة مهمة لاستئناف المفاوضات لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي -وهو احتمال كان قد انطفأ تقريباً.
لاحظت المفوضية الأوروبية في تقريرها الأخير حول تقدم تركيا الكبير نحو الوفاء بمعايير الانضمام "أوجه قصور كبيرة"، تتعلق بالسلطة القضائية، وحرية التعبير، وحرية التجمع. ودعا التقرير إلى استئناف الجهود الرامية إلى حل القضية الكردية. ولكن المزاج تحسن الآن بشكل ملحوظ بالفعل، وقد وافق الاتحاد الأوروبي وتركيا على خطة عمل مشتركة، والتي تشمل تحرير التأشيرات، وهناك حديث عن احتمال تطوير علاقات ثنائية مميزة.
علاوة على ذلك، حدثت خطوة واعدة إلى الأمام بشأن قضية قبرص، والتي كانت عقبة منذ فترة طويلة أمام انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. فقد استأنف زعماء القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك المحادثات في شهر أيار (مايو) الماضي، ولدى تركيا الآن فرصة لاتخاذ خطوات حاسمة نحو توحيد الجزيرة.
باختصار، قد تجعل أزمة اللاجئين الاتحاد الأوروبي يميل نحو تركيا. لكن هزيمة "الدولة الإسلامية" ما تزال تشكل أولوية قصوى. وهذا يتطلب التفاوض مع روسيا -وهو الأمر الذي اعترف به أعضاء الاتحاد الأوروبي. ومنذ هجمات باريس في تشرين الثاني (نوفمبر)، تكثفت الجهود المبذولة لتعزيز التعاون ضد الإرهاب، بما في ذلك بين فرنسا وروسيا. وإذا أرادت تركيا مواصلة تحسين علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، فلابد لها أن تشارك أيضاً في هذه الجهود.
لقد أضر التوتر بين تركيا وروسيا بموقف تركيا نفسها في سورية أيضاً، بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية. كما قامت روسيا بتجهيز طائراتها الحربية بصواريخ جو-جو، مما يجعل من الأكثر صعوبة على تركيا الدفاع عن مجالها الجوي والحفاظ على نفوذها على الحدود السورية الشمالية الشرقية، وهي المنطقة التي تعتبرها حاسمة لمنع حزب الاتحاد الديمقراطي السوري من عبور الفرات إلى الغرب.
ينبغي لتركيا التفكير في موقفها. إنها لا يمكن أن تخاطر بأن ينظر إليها كبلد يهدد الحريات الأساسية، وبما سيؤدي إلى اتساع الفجوة مع الاتحاد الأوروبي. وهناك عاملان سيساعدان على الحفاظ على مكانتها باعتبارها حليفاً أساسيا للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي: تحسين العلاقات مع الأكراد؛ والتقدم نحو تسوية في قبرص. وفي عملية السلام السورية، يمكن للقرارات التركية أن تدفع أو تعيق التقدم نحو التسوية.
هناك عوامل لا تعد ولا تحصى في موقف تركيا، والتي تجعل صنع القرار صعباً للغاية. لكن هناك طريقة للخروج من التشابك الحالي: النهج الاستراتيجي الذي يصنع معظم التقارب مع الاتحاد الأوروبي، وإدراك أهمية استقرار سورية في أقرب وقت ممكن، والذي يوضح، مرة أخرى، دور تركيا في مكافحة "الدولة الإسلامية".
لقد أثبتت تركيا في الآونة الأخيرة قدرتها على التغلب على التحديات المعقدة، واستعادت العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل بعد خمس سنوات من القطيعة في العلاقات بين البلدين. ونظراً إلى هذا التطور، فإنه لا يمكن استبعاد المصالحة مع روسيا. ومن شأن هذا النهج، ولا شك، تسهيل إدارة مجموعة من المخاطر التي تفاقمت بسبب النزاع السوري.
 
*كان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للأمن والسياسة، والأمين العام لحلف الناتو، ووزير خارجية أسبانيا. وهو الآن رئيس مركز "إيساد" للاقتصاد العالمي والجغرافيا السياسية.
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
الجارديان تحذر :”مضايا “تأكل وآلاف السوريين يتضورون جوعًا في مناطق أخري
الكاتب: ديوان المنوفيةفى: 16 يناير 2016القسم: أخبار العالملا يوجد تعليقات
كتبت:نشوي بدر
أكدت صحيفة “الجارديان” البريطانية ،أنه بالرغم من وصول بعض المساعدات الغذائية والطبية إلي بلدة “مضايا”إلا أن هناك مناطق أخري محاصرة لم تلق الإهتمام نفسه من الإعلام .
وتحت عنوان “مليون سوري يواجهون المجاعة “،خصصت جريدة التلغراف مساحة كبيرة علي صفحتها الأولي ،في حين أكدت”لويزا لوفلاك” مراسلة شئون الشرق الأوسط بالصحيفة أن هناك العشرات من المناطق تتعرض لخطر الموت جوعاً دون أن يسلط عليها الإعلام الضوء.
يذكر أنه من ضمن 52 منطقة محاصرة ،تسيطر قوات الأسد علي 49 منطقة منهم وهو مايهدد بتكرار المأساة.
======================
فايننشال تايمز: كيف اغتنى تجار الحرب من التجويع في #سوريا؟
الإسلام اليوم- قسم الترجمة- منير أحمد
 قالت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية إن سياسة الحصار والتجويع التي تتم في سوريا كانت تمثل مصدر دخل هائلا لكثير من الأطراف في الأزمة السورية.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لمراسلتها إريكا سولومون، إلى أنه بعد شهور من الحصار الحاد في مدن مثل دير الزور، بدء السوريون المقتدرون ببيع ما يملكونه من أمور غالية - مثل المجوهرات والسيارات وحتى المنازل - لتأمين وجبة أكل رئيسية.
ونقلت الصحيفة، المختصة بالشأن الاقتصادي، عن سوري يدعى فادي من مدينة دير الزور، أن ما كان يؤذيه ليست بيع الممتلكات، بل من يشتريها، فهو في حالته صيدلي يملك علاقات مع مليشيا تدخل الدواء عبر تجار يقومون بصفقات مع النظام على الحواجز لتأمين العصائر أو الخضروات.

وأوضح فادي: "نحن كلنا تحت نفس الحصار، لكن بعضنا تعلم استغلال الظروف"، مشيرا إلى أن "الفساد وحده يمكن أن يفسر لك لماذا استمر الحصار حتى الآن".
واعتبرت الصحيفة أن الأزمة السورية المستمرة منذ خمس سنوات جعلت سياسة "الجوع أو الركوع" تكتيكا منتشرا "من كل الأطراف في الصراع"، مشيرة إلى أن التكتيك الذي كان عسكريا فقط، أصبح بعده الاقتصادي ذا أهمية كبيرة كذلك.
وقالت منظمة "مراقبة الحصار"، التي تتابع الحصار عبر سوريا، إن أكثر من مليون شخص عالقون في مناطق الحصار، في حين تقول الأمم المتحدة أن المناطق "صعبة الوصول" يصل عدد سكانها إلى أربعة ملايين ونصف سوري.
واستطاعت الأمم المتحدة هذا الأسبوع إدخال المساعدات إلى مناطق المعارضة في مضايا، ومناطق النظام في كفريا والفوعة، بعد شهور من الحصار المتبادل، إذ كانت الظروف كارثية في مضايا التي وصل سعر كيلو الأرز بها إلى ٤٥٠ دولار الأسبوع الماضي، بحسب محمد الشامي، الناشط في المركز الطبي هناك.
وأضاف محمد، الذي كان يملك أعمالا عقارية ومحل هواتف نقالة واضطر لبيع سيارته ومجوهرات زوجته ليستطيع تأمين مكونات حساء من الماء والبهارات وقليل من الأرز له ولابنه الرضيع، أنه "حتى مع المساعدات، فنحن لا نشبع، لأننا لا نعلم إذا كان الحصار سيشتد أو أنها ستدخل مجددا".
وحذر محللون أن كل الأطراف المتصارعة أصبحت تستفيد من المناطق اليائسة ومن بعضها البعض، ولذا يهمها استمرار الصراع، إذ قال رامي عبد الرحمن، مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنه يشتبه أن المنتفعين من الحرب يفسدون هدن إطلاق النار في حمص القديمة والغوطة الشرقية، التي كانت تحت حصار النظام لأكثر من عامين.
وأضاف عبد الرحمن أن "كل الأطراف تقوم بذلك، فقد أصبح لنا ظاهرة تسمى (تجارة الحواجز)"، إذ يجد المسيطرون على الحواجز ذلك فرصة لكل من المقاتلين والتجار للاكتساب من المواد المطلوبة، بأسعار تتضاعف لأربع مرات.
ووصف تاجر غني من دمشق كيف أصبح تاجر آخر، مقرب من النظام، غنيا بطريقة فلكية، عبر سيطرته على تجارة المعلبات لبعض المناطق المحاصرة خارج العاصمة، إذ "أخبرني أنه اكتسب مليوني دولار خلال الشهور الثلاثة الماضية"، مضيفا بقوله "إذا ذهبت إلى البارات والمطاعم حول فندق (فور سيزونز) في دمشق فلن تجد مكانا لتركن سيارتك بين السيارات الحديثة مثل البورش والرينج روفر".
ووصف ما يجري بالقول إن "طبقتنا البرجوازية تغتني من البؤس".
أما منطقة دير الزور، حيث يعيش فادي، فهي محاصرة من قبل تنظيم الدولة لأكثر من عام، ويعتبرها بعض الناشطين مثالا على الفساد الذي يطيل الصراع، مشيرين إلى أن النظام، الذي يملك قوة جوية، يمكنه إخراج المدنيين، بينما هرب فادي الشهر الماضي بعد أن جمعت عائلته جميعا ٦٢٥ دولار لـ "مهرب" رتب خروجا من المدينة عبر مروحية عسكرية.
وقال التاجر الدمشقي، الذي التقته "فايننشال تايمز"، إن هناك ضباطا في دير الزور لا يريدون إخراج المدنيين حتى يأخذوا منهم كل قرش، مضيفا أنه "حتى لو أراد، فإن النظام لا يستطيع إيقافهم لأن قادة الفروع الأمنية والمليشيات أصبحوا تجار حرب، ولا يستمع جنودهم إلا لهم".
وتحدث المقاتل الجريح من دوما المحاصرة أبو حسن، عن تجار الحرب في الغوطة الشرقية، بعد أن استطاع الهرب من حصار دام سنتين عبر الأنفاق التي تنتهي بدمشق، بعد أن دفع فصيله ألفي دولار لقائد في الجيش.
وبنيت الأنفاق لإدخال المساعدات والدعم خلال الأعوام الماضية، لكنها أصبحت وسائل للسيطرة على السواق، وسط اعتراضات متكررة على هذا النظام، في حين وصل سعر كيلو السكر إلى أكثر من ٧.٥ دولار(٣٠٠٠ ليرة)، بعد أن كان سعره سبعين ليرة فقط.
وفي مضايا، قال الشامي، إن هناك مجموعة آخرى كانت تستفيد من تخزين البترول والمناشير، التي تستخدم لقطع الأشجار للتدفئة، المصدر الوحيد للوقود في ظل الحصار، والتي يصل سعر الأخشاب الكافية منها لشهر من التدفئة والطبخ إلى ٨٠٠ دولار.
وأصبحت تحويلات الأموال من الأقارب والأصدقاء أساسية في اقتصادات الحصار، إذ تستفيد منه مكاتب التحويلات كذلك عبر تجار الأموال في المناطق المحاصرة، الذين يستطيعون إدخاله وإخراجه.
ففي مناطق الحصار الشديد، يتم تحويل الأموال عبر رصيد الهاتف، إذ قال ناشط من حي الوعر المحاصر في حمص إن "قريبه يرسل له من الخارج على سبيل المثال مئة ألف ليرة من الرصيد لرجعل أعمال داخل الوعر، ويعطي هو عائلته المبلغ نقدا، ويبيع الرصيد".
لكن الحواجز تظل خط الحياة الرئيسي، التي أصبحت تملك أسماء، ففي دير الزور هناك حاجز "المليونير"، الذي يطلب جباية من الداخلين والخارجين، وبعد الحصار، عندما أصبح جنود النظام يطلبون ما لا يقل عن ألف وخمسمئة دولار، أصبح اسم الحاجز "حاجز البليونير".
======================
ديلي تلغراف :بريطانيا تتهم روسيا باستهداف فرق الإنقاذ بسوريا
اتهمت الحكومة البريطانية الكرملين بانتهاك القانون الدولي الإنساني عبر ما وصفته بالتعمد في قصف طائراته المدارس والمستشفيات السورية، وطالبت بمحاسبته، وفق صحيفة ديلي تلغراف البريطانية.
جاء ذلك خلال زيارة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إلى أحد مراكز تدريب عمال الإنقاذ السوريين في تركيا، حيث قال إن الكرملين يستهدف العمال عندما تقصف طائراته المواقع مرتين خلال فترة زمنية قصيرة.
وقال هامون إن الروس يجب أن يحاسبوا على هذه الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، مؤكدا رغبته في طرح القضية على نظيره الروسي سيرغي لافروف.
في الوقت نفسه أقر الوزير البريطاني بارتكاب عناصر من المعارضة بعض "الفظائع"، ولكنه قال "إن روسيا دولة، وإن الدولة هي التي تلعب دورا كقوة دولية على الطاولة"، داعيا موسكو إلى التصرف وفق القانون الدولي.
وتشير صحيفة ديلي تلغراف إلى أن عمال الإنقاذ الذين ينتشلون الضحايا بعد القصف، باتوا يميزون بين الضربات الروسية والسورية.
فالروس -كما يقولون- يستخدمون أكثر من طائرة في الغارة الواحدة، خلافا للنظام السوري الذي عادة ما يستخدم طائرة واحدة.
كما أن الروس غالبا ما يشنون هجمة ثانية بعد 15 إلى 20 دقيقة بعد الغارة الأولى، وهو ما يجعلهم يفسرونها على أنها استهداف لعمال الإنقاذ.
وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء العمال -وهم متطوعون مدنيون يتلقون مساعدات بريطانية- توقفوا عن وضع العلامات التي تعرف مركباتهم، وهو ما فعلته المستشفيات خشية الاستهداف.
======================
مركز بروكينغز: محاذير التنبؤ…لماذا يصعب توقع مآلات الشقاق السعودي الإيراني
كينيث بولاك- مركز بروكينغز: ترجمة مرقاب
أريد أنبه إلى خطورة التطورات الأخيرة بين السعودية وإيران، ففي العادة يعتمد المحللون على ما جرى بالأمس ليتنبؤوا بما يحتمل أن يجري في الغد لأن ذلك يعطي توقعات تكون صحيحة في الغالب، ولكني أعتقد أن الشرق الأوسط قد دخل في مرحلة تغير منقطع وكبير حيث أصبحت التحولات فيه أكثر احتمالاً. فلو جرت حادثة إعدام نمر النمر على سبيل المثال قبل خمس سنوات لما كان لها هذه التداعيات.
فهناك دول عديدة بالشرق الأوسط في حالة حرب أهلية، ودول أخرى على حافة الحرب الأهلية، وإيران والسعودية تقودان ائتلافات تخوض حروب وكالة في سوريا واليمن وبدرجة أقل بالعراق. والإنقسام السني الشيعي آخذ في الاتساع في المنطقة.
كما أن انخفاض أسعار النفط زعزع الأسس الاقتصادية لكثير من الدول الهامة في المنطقة، وتضافرت معه المشاكل القديمة كتخلف التعليم واستشراء الفساد وسوء الإدارة، مما أدى لتهلهل دول كالسعودية ومصر كانت تبدو محصنة وقوية. هذا فضلاً عن أن العديد من الدول تشعر بأنها خذلت وتُركت من قبل الولايات المتحدة، حليفها ووسيطها التقليدي في الشرق الأوسط.
ليس من المتوقع دخول السعودية وإيران في نزاع مباشر ولكن ما حصل هو جزء خطير من دوامة التصعيد بينهما. وأتوقع أنه سيستمر في صورة ردود فعل متهورة عيناً بعين وسناً بسن.
وفي ضوء ما سبق يتوقع بعض الزملاء أن ينعكس هذا الخلاف على الوضع في سوريا واليمن والعراق، وهذ أمر ممكن لكنه بشكل من الأشكال ربما يكون ردة فعل جيدة إن جاز التعبير لأن الوضع هناك سيء أصلاً والإنتقامات بين الطرفين قائمة هناك سلفاً، واسوأ ما يمكن أن يقوموا به هناك هو إعاقة المفاوضات الجارية لوضع حد للصراعات بهذه البلدان. ولذلك أتوقع أن يكون التصعيد بينهما في مكان آخر، مكان يكون الرد فيه واضحاً وجلياً للطرف الآخر.
======================
بروكنغز: مستنقع روسيا في سوريا سوف يكلفها حلفاءها الشرق أوسطيين
معهد بروكنغز: ترجمة مركز الشرق العربي
في الوقت الذي أخذ فيه معظم الروس استراحة من السياسة حتى إلى ما بعد أعياد الميلاد الأرثوذكسية في 7 يناير, لم تكن هناك فترة راحة للعمليات الجوية الروسية في سوريا, ولا في شجارها مع تركيا. بدلا من التركيز على القضايا المالية, يبدو أن السياسيين الروس مهتمون في الإعداد لجولتهم التالية في تصعيد الصراع في محاولة لتنشيط الجماهير مرة أخرى حول محور جديد
لا يمكن للكرملين أن يحتمل استيقاظ الجماهير حيال قضايا انخفاض الدخل والفساد الواضح. وهكذا, فإنه يعمل على شد الانتباه إلى أزمة أخرى. ولهذا فإن الفوائد من تأجيج صراعات عنيفة أعظم بكثير من هاجس بوتين في الرد على ذلك, كما وصفت غاريت كامبل ما يجري بالضبط على مدونتها. لا يمكن لموسكو أن ترضى بسياسة العين بالعين, فهي بحاجة إلى انتصار بارز بما يكفي لكي تموه واقع روسيا الاقتصادي القاتم.
تحقيق تقدم قبل مواجهة النكسة التالية.
حتى قيام طائرة أف-16 تركية بإطلاق صاروخها تجاه طائرة سوخوي-24 الروسية وإسقاطها في 24 نوفمبر, بدا أن التدخل الروسي في سوريا يجري بكل سلاسة. إن تقدير المخاطرة بالنسبة لروسيا كان سطحيا إلى حد صادم – حيث لم يأخذوا في حسبانهم تعقيدات الحرب الأهلية الطويلة , لأنهم واجهوا موعدا نهائيا حدده بويتن في خطاب مقرر مسبقا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 سبتمبر. إضافة إلى أن سلاح الجو الروسي قدم سلسلة من الضربات المصورة كافية لتوليد صدى سياسي هائل.
الصور المثالية للضربات لا يمكن لها أن تحقق انتصارا في الحملة, كما أن تدخل روسيا لم يكن كافيا لتغيير مسار الحرب. هناك مئات الشواهد التي تشير إلى أن روسيا توفر دعما مكثفا لقوات الحكومة, ولكن قوات بشار الأسد من النوع الذي لا يمكن له أن يشن هجمات ناجحة. لا يمكن لروسيا أن تخفف من كثافة دعمها الجوي لحلفائها لأنهم ربما يتعرضوا لخسائر فادحة على الأرض وان يفروا من المعركة, و لكن سجل المشاكل التقنية والتصادم الحافل الذي ربما يؤدي إلى كارثة في القاعدة الجوية المكتظة قرب اللاذقية يمكن أن يحضر في أي لحظة. ليس هناك أي فرصة لخلق أي حالة تشبه النصر في سوريا يمكن أن تستر وتغطي على مثل هذه النكسة.
وفرت تركيا مخرجا جيدا من المأزق السوري لروسيا. حملة الدعاية الهستيرية كان فعالة بحيث إنه في التصور العام الروسي, فإن هذا الشريك الاستراتيجي سابقا قد تجاوز أوكرانيا والولايات المتحدة كعدو أول. أصدرت وزارة الخارجية الروسية تصريحات مهينة متهمة تركيا بكل سيئة يمكن تصورها: وذلك من التعاون مع الدولة الإسلامية في تهريب النفط إلى القمع الوحشي للأقلية الكردية. تشدد استراتيجية بوتين الجديدة للأمن القومي على أن ظهور الدولة الإسلامية كان نتيجة مباشرة لسياسة المعايير المزدوجة لبعض الدول المشتركة في الصراع ضد الإرهاب. فرضت الحكومة عقوبات جديدة, وضعت موضع التنفيذ في 1 يناير, منعت استيراد الغذاء من تركيا ووضعت قيودا على النشاط الاستثماري.    
هذه الأعمال الانتقامية المتواصلة أبقت على صوت الشجار عاليا ولكن لم يكن لها نتائج ذات تأثير كبير, و أضافت أعباء أكبر على المستهلك الروسي. في هذه الأثناء فإن تركيا, التي تمارس اللعبة بطريقة حذرة, امتنعت عن شن أي ضربة داخل  سوريا واستعدت لتحرك قانوني دولي ضد العقوبات الروسية. يمكن لأنقرة أن تماطل, مما يعطيها وقتا للحصول على المزيد من الدعم من الناتو لحماية حدودها. كما أن لديها سببا وجيها لتوقع أن موسكو يمكن أن تخاطر إلى أبعد مدى – ليس لأن الوقت ليس لصالح تدخلها فقط, ولكن لأن سياسة روسيا المساندة للأسد والمعادية للثورة تخفق في أن تأخذ في حسبانها تعقيدات الوضع على الأرض في سوريا وفي المنطقة.
التواصل مع إيران يتحول فخ
عند تدخلها الجرئ في سوريا, كان لدى القيادة الروسية بعض الخبرة في البيئة الودية في منطقة طرطوس واللاذقية, ولكن لم يكن لديها الفهم الكافي لعواقب الدخول مع الحلف الشيعي الذي تقوده إيران. حاول بنيامين نتينياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يشرح لبوتين أن مثل هذه التحالف كان فكرة سيئة, وزاد من وتيرة الضربات الجوية ضد حزب الله من أجل جعل حجته أكثر إقناعا. ولكن, ومع ذلك لم يكن في وسعه ثني موسكو عن تسليم منظومة صواريخ أس-300 أرض جو, وهي المنظومة التي تشكل إزعاجا لإسرائيل والسعودية على حد سواء. هذه المنظومة المزعجة من التحالف بين روسيا وإيران أنتجت توترا جديدا في جنوب القوقاز, وهو ما تتابعه تركيا عن كثب. كما أنه أثار غضب العديد من المسلمين داخل روسيا (تترستان على وجه الخصوص), التي تخشى من أن تصعيد حدة التوتر مع تركيا يشير إلى أن التوترات ربما تتجاوز الغضب الشخصي بين الرئيس فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.
تجد موسكو نفسها الآن في موقف محرج جدا على الصعيد الإقليمي, خاصة في مواجهة التوترات بين إيران والسعودية, التي تصاعدت بصورة حادة بعد اعدام الشيخ نمر النمر في 2 يناير. خلال عالم الماضي, وخاصة من التدخل الروسي في سوريا, وسع بوتين نطاق شبكته مع الأسرة الحاكمة في السعودية وقادة دول الخليج الآخرين – ولكن حاليا وكأن هذه العلاقات لم تكن لأن روسيا ترى في إيران حليفا لها. لدى تركيا مرونة أكبر – وحتى قدرة اكبر على لعب دور الوسيط- في هذه الصراعات الطائفية والجيوسياسية, ولكن روسيا أصبحت جزء من المشكلة. ربما يكون لدى موسكو أمل كبير بأن يدفع الصراع السعودي الإيراني إلى ارتفاع أسعار النفط, ولكن الأسواق ليست ملتزمة بذلك. وفي الزاوية السورية التركية الضيقة, حتى وإن قاوم بوتين إغراء الخروج من مأزقه الحالي من خلال اتخاذ خطوة استباقية متسرعة, فإنه سوف يجلس فقط لكي ينتظر حصول مشاكل أكبر في المستقبل.
======================