الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 17/3/2016

19.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. صحيفة فرنسية: بوتين فشل في عزل سوريا عن محيطها التركي
  2. معهد واشنطن :انسحاب روسيا هي واجهة أخرى
  3. معهد واشنطن :كيف تنشئ إيران «حزب الله» ثاني في سوريا؟
  4. اندبندنت": "بوتين" مستعد للتخلي عن "الأسد" كجزء من اتفاق لإنهاء الصراع في سوريا
  5. إندبندنت: أسباب انسحاب روسيا من سوريا
  6. التلغراف :ما هو السبب الحقيقي وراء انسحاب بوتين من سوريا؟
  7. إيكونوميست: ماذا يعني فلاديمير بوتين "بالانسحاب"؟
  8. لوفيغارو: تحوّل جديد في الصراع السوري يصبّ في مصلحة إيران
  9. جيمس بليتز ” بوتين أعطي أمريكا درسا في خوض الحروب الحديثة
  10. «نيويورك تايمز» ساخرة من أوباما: أين هو المستنقع؟!
  11. واشنطن بوست": لماذا انسحبت روسيا بشكل مفاجيء من سوريا؟
  12. "واشنطن بوست": روسيا سحبت قواتها دون تشاور مع الأسد
  13. واشنطن بوست: هل هزم بوتين أوباما في سوريا؟
  14. "لوموند": واشنطن تجاهلت عمدا تمدد "داعش" في سورية
  15. فورين بوليسي: انسحاب روسيا قد يمهد لتشكيل حكومة دون الأسد
  16. إسرائيل هيوم :البروفيسور ايال زيسر  16/3/2016 :تركيا: اللاجئون وأزمة سياسية وداخلية
  17. هآرتس :عاموس هرئيل  16/3/2016 :بوتين يخفف قواته ويترك أسئلة مفتوحة
  18. يديعوت أحرونوت: أفرايم هليفي  16/3/2016 :محور بوتين في الشرق الاوسط
  19. سيفغي أكارسيسمي - (النيويورك تايمز) 8/3/2016 :تعصب أردوغان الاستبدادي
  20. باتريك كوبيرن – (الإندبندنت) 14/3/2016 :كيف أدار باراك أوباما ظهره للسعودية ولحلفائه السنة؟
  21. واشنطن بوست :نوح فيلدمان :الانسحاب الروسي من سوريا.. مكسب لـ«داعش»
  22. لوفيغارو: تحوّل جديد في الصراع السوري يصبّ في مصلحة إيران
  23. فايننشال تايمز: روسيا قللت خسائرها بسوريا بلا انسحاب كامل
  24. ديلي بيست: هل قتلت أمريكا أبا عمر الشيشاني؟
  25. لوس أنجلوس تايمز: كيف هزم بوتين أميركا بسوريا؟
  26. هل انسحب بوتين قبل انزلاقه بالمستنقع السوري؟
  27. صحف: أزمة اللاجئين بأوروبا ستستمر عقودا
  28. واشنطن بوست : أوباما أضعف أميركا وقوّى أعداءها
  29. صحف إيران: سحب القوات الروسية من سوريا مفاجئ
 
صحيفة فرنسية: بوتين فشل في عزل سوريا عن محيطها التركي
اعتبرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن القوات الروسية بسوريا لم تستطع تحقيق أهدافها بأي شكل من الأشكال، مع اعلان بدء انسحابها من الأراضي السورية بعد ستة أشهر من التدخل في الأزمة.
وكانت موسكو، قالت، الاثنين، إن قواتها ستبدأ بالانسحاب من الأراضي السورية، بأمر من الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، الذي أوعز لوزير دفاعه، سيرغي شويغو، بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا، اعتبارًا من يوم الثلاثاء 15 مارس 2016.
وعلى العكس تماما مما يحاول بوتين ترويجه، قالت “لو فيغارو”، إن التدخل الروسي بسوريا لم يحقق أهدافه، فبعيدًا عن إنقاذ الأسد وهو من الأمور المكتسبة، فإن أحد أهم أسباب وأهداف التدخل الروسي بسوريا هو إغلاق حدودها مع تركيا والذي يبرر القصف الكثيف الذي تعرض له شمال حلب”.
وأشارت إلى أن القصف الروسي لم يفلح في عزل حلب ومحيطها عن تركيا، لافتة إلى أنه ” حتى في حال تقدمت قوات جيش النظام السوري والمليشيات المناصرة لها، فإنها لن تفلح أبدًا في تحييد الحدود مع تركيا وقطعها”.
وقالت الصحيفة إنّ ” قرار الإنسحاب الروسي  يتزامن مع أول بدء محادثات السلام الدولية بجنيف، لحل الأزمة السورية وانطلاق خريطة طريق الانتقال السياسي بالبلاد، وإن هذه المحادثات لن تبدو جدية للمعارضة وحلافائهم الدوليين إلا بوقف الغارات الجوية الروسية.
وتساءلت الصحيفة حول إن كان هذا التحول حقيقي أم أنه لم يكن سوى تراجع تكتيكي ومناورة للسماح للوصول لنتائج حقيقية بمحداثات السلام بجنيف .
ويشار إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان زعم أنّ المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا قد تم انجازها، على حد وصفه.
وكانت القوات الروسية قد بدأت عملياتها العسكرية في سوريا في 30 من سبتمبر العام الماضي، لدعم نظام الأسد في وجه الثورة السورية، وتسبب القصف الروسي بمقتل مئات المدنيين السوريين.
المصدر - بوابة القاهرة
======================
معهد واشنطن :انسحاب روسيا هي واجهة أخرى
آنا بورشفسكايا
متاح أيضاً في English
15 آذار/مارس 2016
في الوقت الذي استؤنفت فيه محادثات السلام السورية في جنيف هذا الأسبوع، أفادت وكالة أنباء "تاس" الروسية التي تملكها الدولة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن عن انسحاب جزئي لـ "القسم الرئيسي" من القوات المسلحة الروسية اعتباراً من 15 آذار/مارس. وحيث أشار إلى أن وزارة الدفاع قد حققت أهدافها في سوريا "على وجه العموم"، ربط بوتين الانسحاب الروسي ارتباطاً صريحاً بمحادثات جنيف: "آمل أن قرار اليوم سيكون إشارة جيدة لجميع الاطراف المتنازعة. آمل أن ذلك سيزيد بشكل كبير من ثقة جميع المشاركين في عملية (السلام) ". وأضاف أيضاً أن وزارة الخارجية الروسية سوف "تكثّف" مشاركتها في هذه العملية.
من غير الواضح بالضبط أي من القوات ستنسحب من سوريا، لا سيما وأن بوتين قد حدد بأن منشأة روسيا البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية "حميميم" ستستمران في العمل كالمعتاد. وكانت القاعدة الجوية قد أًسست بعد أن بدأت الحملة العسكرية الروسية في أيلول/سبتمبر الماضي، لذا فإنها ستتطلب حتماً حفاظ موسكو على المزيد من القوات في سوريا أكثر مما كان لديها قبل التدخل، حتى لو كانت جادة في تعهدها بسحب بعض الوحدات.
أما بالنسبة للفكرة بأن موسكو قد حققت أهدافها في سوريا، فقد كان بوتين قد صرح في وقت سابق بأن الهدف من التدخل كان هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش»). ولكن من الواضح أن التنظيم لم يُهزم، كما أن بيانات موسكو المتفاوتة حول التهديد الذي يشكله التنظيم لا توفر قدراً كافياً من الوضوح. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد ادعى في 14 آذار/مارس، أن روسيا قضت على أكثر من 2000 من "قطاع الطرق" في سوريا كانوا قد جاؤوا من روسيا، من بينهم سبعة عشر قائداً ميدانياً. ومع ذلك، ففي العام الماضي، برر الكرملين تدخل بلاده الجزئي بالادعاءات بأن 5,000-7,000  مقاتلاً من روسيا قد انضموا إلى تنظيم «داعش» - وقد اختلفت جميع تلك الادعاءات نفسها بصورة جذرية عن تقارير سابقة استشهدت أرقاماً أقل من ذلك بكثير. وإلى جانب الأرقام الغامضة، زاد قرار موسكو بنشر قواتها في سوريا من التهديد الذي يشكله تنظيم «الدولة الإسلامية» على روسيا بدلاً من أن يقلّصه؛ وسنعرف [أسباب ذلك] مع مرور الزمن، ولكن التنظيم كان قد استهدف بالفعل مدنيين روس في ما بدا أنه انتقام لتدخل موسكو في الحرب الدائرة في سوريا (على سبيل المثال، يُعزى إسقاط طائرة ركاب روسية في مصر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى خلية تابعة لـ تنظيم «داعش»).
وما هو أبلغ من ذلك، كانت الغالبية العظمى من الغارات الجوية الروسية في سوريا قد شُنت ضد الثوار الذين يقاتلون نظام بشار الأسد، وليست ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». فإنقاذ الأسد من "التمرد" وتأمين مصالح روسيا - كما يعرّفهما بوتين - كانا الهدفان الحقيقيان في سوريا، وفي هذا الشأن بإمكان الرئيس الروسي أن يدّعي النجاح بالتأكيد. فقد عزز التدخل من موقف النظام في محادثات السلام في جنيف، حيث تفيد بعض التقارير أن الأسد يَذكر أن المساندة الروسية ساعدته على تحقيق "انتصارات ضد الإرهاب" وتثبيت الحالة الأمنية. ووفقاً للأسد وبوتين إن "الإرهابي" هو أي شخص مسلح يعارض النظام. كما أشار الأسد أيضاً إلى أن روسيا ستقلّص وجودها ولكنها ستُبقي بعض القوات في سوريا.
وعلى نطاق أوسع، يبدو أن بوتين يضع الأساس لتصوير نفسه بأنه "زعيم عالمي كبير" - أي صانع السلام الذي نفذ بنجاح حملة محدودة بـ "حد أدنى من الضحايا"، ثم انسحب من أجل قيادة جهود السلام الدولية. وبقيامه بذلك، سيسعى بلا شك إلى الضغط على كل من الولايات المتحدة والمعارضة السورية لكي يتمسكا بعملية جنيف - والأهم من ذلك، لتقديم تنازلات من شأنها أن تفيد بوتين قبل كل شيء آخر. وهناك مفهوم باللغة الروسية يتضمن أفضل وصف لهذا الوضع: "پوكازوخا" (pokazukha)، واجهة أو تزيين النوافذ، وهو أمر يعرفه بوتين حقّ المعرفة ويعلم كيف يبنيه.
آنا بورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن
======================
معهد واشنطن :كيف تنشئ إيران «حزب الله» ثاني في سوريا؟
فيليب سميث
متاح أيضاً في English
8 آذار/مارس 2016
في أيار/مايو 2014، زعم العميد حسين همداني قائد قوات «الحرس الثوري الإسلامي» في سوريا أنّ إيران قد أنشأت "«حزب الله» ثانياً في سوريا". ولعلّ همداني، الذي قُتل في وقتٍ لاحقٍ في تشرين الأول/أكتوبر 2015 خلال الهجمات المستمرة على حلب، كان يشير إلى العديد من الميليشيات المتعددة الأعراق والطوائف التي تشكّل "قوات الدفاع الوطني" التابعة لبشار الأسد، إلّا أنّه على الأرجح أراد التلميح إلى جهودٍ ذات توجّهٍ شيعي على وجه التحديد.
مراحل التطوير
ساعدت إيران نظام الأسد منذ منتصف عام 2012 حتى منتصف عام 2013 في إنشاء عددٍ كبيرٍ من الميليشيات المحلية والإقليمية وبلورتها، بما فيها الفصائل المتمركزة في دمشق ضمن شبكة "لواء أبو الفضل العباس". ففي البداية، كانت هذه الجماعات تملك قواعد تجنيد محدودة وتعمل في مناطق محدّدة كفروع جانبية مؤقتة لـ "قوات الدفاع الوطني" في معظم الأحيان.
إلّأ أنّ وكلاء إيران اللبنانيين والعراقيين الشيعة ساهموا منذ أواخر عام 2012 في تحويل ميليشيات "شيعة الإثنى عشرية" السورية إلى نسخ من «حزب الله» اللبناني، وتبني جميعها إيديولوجية إيران المتمسكة بـ "ولاية الفقيه" (عقيدة تمنح المرشد الأعلى سلطته). وفي كثير من الحالات، قبلت مجموعاتٌ قائمة من "قوات الدفاع الوطني"، مساعداتٍ وإرشادات من قوات «الحرس الثوري» و«حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية التي تسيطر عليها إيران.
ولاحقاً في منتصف عام 2013، باشرت إيران في تحويل الميليشيات السورية الشيعية إلى جماعاتٍ متنقّلة وسريعة الاستجابة تملك مقاتلين تمّ تجنيدهم من شريحة واسعة من الشبكات والمناطق. فعلى سبيل المثال، كان قادة مجموعات "لواء أبو الفضل العباس" إمّا من العراقيين الشيعة القاطنين في سوريا، وإمّا من السوريين الشيعة التابعين لقوّات الأسد. ومنذ أواخر عام 2013 حتى عام 2014، نُشرت فصائل من "لواء أبو الفضل العباس" كـ "لواء ذو الفقار" و"لواء الإمام الحسين" في مدينة درعا الجنوبية كما في شمال دمشق وتحديداً في القلمون. وفي أواخر عام 2014، أرسلت جماعاتٌ سورية شيعية كـ "قوات الإمام الرضا" (تعرف أيضاً كـ "قوات الرضا") المتمركزة في حمص قواتٍ للقتال في الغوطة الشرقية - خارج دمشق - والقلمون. وفي بداية عام 2015، ومع اقتراب قوات الثوار من الأراضي الجبلية الحدودية  التي تقع تحت سيطرة العلويين (علماً أن نظام الأسد منتسب إلى الطائفة العلوية) ، نشر كل من "لواء الإمام حسين" و"لواء أسد الله الغالب" التابع لـ "لواء أبو الفضل العباس" قوّاتهما في اللاذقية.
جغرافية تحويل ميليشيات شيعية إلى نسخة مشابهة من «حزب الله»
في بداية عام 2014، اتّخذت ميليشياتٌ سورية مختلفة اسم "«حزب الله» في سوريا"، وساهم الوجود الجغرافي والعددي لـ "شيعة الإثنى عشرية" في البلاد بشكلٍ كبير في نموّ هذه الشبكة وتوسّعها. و"شيعة الإثنى عشرية" هي فرع من الإسلام يمارس من قبل النظام الإيراني وأتباعه اللبنانيين والعراقيين. ولا يشكّل "شيعة الإثنى عشرية" في سوريا سوى 1 - 2 في المائة من السكان، إلّا أنّهم مركزون في مناطق استراتيجيةٍ هامة استُخدمت لاعتراض خطوط التواصل والإمدادات التابعة للثوار بالقرب من حلب، والحدود اللبنانية السورية، وعلى طول الحدود الأردنية السورية.
وقد أصبحت بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين لنظام الأسد في ريف حلب محور جهود الميليشيات الشيعية في سوريا نظراً لتطويقهما الجزئي من قبل الجهاديين السنّة والثوار منذ عام 2013. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تمّ إرسال عدداً من الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية المتمرّسة إلى البلدتَين حيث ساهمت في إنشاء ميليشياتٍ شيعيةٍ محلية. وتمكّن هؤلاء المقاتلين الأجانب، بمساعدةٍ من «منظمة بدر» و«كتائب حزب الله» العراقية، و«حزب الله» اللبناني من المساهمة في إنشاء "فوج الإمام الحجة" المحلي. وللدلالة على التركيز المحلي أولاً، شمل علم الميليشيا الكلمتان "نبل والزهراء" بالخطّ العريض. وقد خاضت هذه الجماعة عملياتٍ قتالية قرب حلب وفي مناطق أخرى من ريف حلب. ووفقاً لمزاعم الميليشيات الشيعية العراقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شاركت الجماعة في انطلاق القوات الموالية للأسد من نبل والزهراء في كانون الثاني/يناير 2016 وبلغت هذه العملية ذروتها في ارتباطها مع ميليشيات شيعية أخرى تقاتل في ضواحي حلب.
ومنذ عام 2014، تم تكليف المزيد من المقاتلين الشيعة السوريين في عملياتٍ في جوار حلب. وقد قاتلت وحداتٌ متمركزة للميليشيات الشيعية في عددٍ من المعارك في المنطقة؛ ومن بين هذه الوحدات "جيش الإمام المهدي" و"المقاومة الوطنية العقائدية في سوريا"، التي جنّدت مقاتلين من طرطوس والمناطق الجبلية الحدودية التي تقع تحت سيطرة العلويين. وخلال العامين 2015 و2016، تألّفت القوات المقاتلة المحلية أيضاً من ميليشيا سورية شيعية أُنشأت على صورة «حزب الله» وعُرفت باسم "الغالبون - سرايا المقاومة الإسلامية في سوريا".
وعلى الحدود السورية الأردنية وتحديداً في بلدة "بُصرى الشام"، قادت وحدات «حزب الله» اللبناني قوّةً محلية مؤلفة من الأقليات الشيعية في البلدة وتحكمت بها. وقد هُزمت هذه الميليشيات في آذار/مارس 2015 في هجومٍ مشترك للثوار السوريين والجهاديين السنّة، إلّا أنّها وفّرت قوى بشرية كافية لمنع المعارضة من التقدّم إلى أن تدخّل مقاتلون أجانب شيعة آخرون مدعومون من إيران لمساعدتها والتخفيف عنها، في محاولةٍ باءت بالفشل.
أمّا على الحدود اللبنانية السورية، فقد وفرت حمص أرضاً خصبة للمنظمات الإسلامية الشيعية الجديدة على وجه الخصوص.  إذ تقوم "قوات الرضا"، وهي من فروع «حزب الله» الأكثر نشاطاً، بتجنيد معظم مقاتليها من هذه المنطقة. ومحافظة حمص هي موطن لنسبة كبيرة من السوريين الشيعة الذين يعيشون في مدينة حمص وفي عددٍ من المناطق الحدودية المرتبطة بالمجتمع الشيعي اللبناني التابع لـ «حزب الله». وقد شهدت هذه المنطقة التي تقع فيها مدينة القُصير أوّل معركةٍ شاركت فيها قوات «حزب الله» في ربيع 2013. وبعد مرور بضعة أشهر على هذه المعركة، شاركت بعض عناصر الميليشيات الشيعية الحمصية في عددٍ من العمليات مع وحداتٍ من "قوات الدفاع الوطني" و«حزب الله» اللبناني، لا سيما في الأقسام الشمالية من مدينة حمص.
تكرار نموذج «حزب الله» اللبناني
شكّل نجاح «حزب الله» مثالاً تنظيمياً ومصدر إلهامٍ للمنظمات الشيعية المسلحة التابعة لـ "«حزب الله» في سوريا". إلّا أنّ إيران اتّبعت النموذج الذي استخدمته في العراق في إنشائها لـ "«حزب الله» في سوريا"، ويقوم هذا النموذج على تطوير ميليشياتٍ من أحجامٍ مختلفة ومتعددة الأوجه وتنفيذ أهداف إيديولوجية وأخرى لنشر القوة الإقليمية، على غرار الجماعات اللبنانية والعراقية.
ويناشد عددٌ كبيرٌ من الميليشيات الشيعية في سوريا باعتناق إيديولوجية "ولاية الفقيه" الاستبدادية والمتطرّفة الإيرانية الوفية للمرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي على الصعيد السياسي والاجتماعي والديني. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما نقلت هذه الميليشيات تصريحاتٍ تتناسق مع تلك التي يدلي بها وكلاء إيران الآخرين في التوقيت والمضمون. ومن أحدث  الأمثلة على ذلك، التصريحات والرسائل المنسجمة من قبل "قوات الرضا" و"لواء أبو الفضل العباس" من جهة ووكلاء إيران الآخرين اللبنانيين والعراقيين من جهةٍ أخرى حول إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر في السعودية.
وبالنسبة لـ "لواء أبو الفضل العباس"، وهو أوّل ميليشيا شيعية كبرى في سوريا، فدائماً ما يُرفع علم «حزب الله» إلى جانب العلم السوري في يافطات "الشهادة" والمدافن وغيرها من الوسائل الترويجية. حتّى أنّ علم «حزب الله» والعلم السوري رُفعا على مقبرة شقيق الأمين العام لـ "لواء أبو الفضل العباس" حسين عجيب جظة الذي قُتل في أواخر عام 2012. وفي بعض الأحيان، علّق أعضاء "لواء أبو الفضل العباس" شعاراتٍ تابعة لـ «حزب الله»، وزُيّنت مكاتب القادة بصور المرشد الأعلى علي خامنئي وسلفه آية الله روح الله خامنئي. وغالباً ما تضيف "قوات الرضا" علم «حزب الله» وصورة أمينه العام السيد حسن نصر الله على يافطات الشهادة الخاصة بها. وتُغطّى نعوش القتلى في صفوف هذه الجماعة في معظم الأحيان بالعلم السوري وعلم «حزب الله» اللبناني أو بعلم "«حزب الله» في سوريا".
وخلافاً للعلويين والمسيحيين أو حتى السنّة المساندين للأسد، يتم ذكر جميع رجال الميليشيات الشيعية تقريباً الذين قُتلوا أثناء دفاعهم عن مقام "السيدة زينب" في جنوب دمشق أكثر من فعل حفاظهم على نظام الأسد. إن ذلك يُضفي الشرعية على مكانتهم كمحاربين مقدّسين ويساعد إيران على جذب المزيد من المقاتلين الأجانب إلى الصراع السوري.
وفي العديد من الحالات، لا يُذكَر في إعلانات الوفيات الخاصة بالمقاتلين التابعين للميليشيات الشيعية، عما إذا كانوا قد قُتلوا في معارك مع جماعاتٍ قائمة أو فرعية، بل يُذكر اسم المقاتل إلى جانب شعار «حزب الله» وعلم الأسد والقبة الذهبية لمقام "السيدة زينب".
النطاق الإقليمي
لطالما كانت سوريا موضع ارتكاز معظم العمليات التي يقوم بها "«حزب الله» في سوريا" وأجهزته النامية. إلّا أنّ الجماعات التابعة له قد اعتمدت نظرةً إقليمية، شملت الدعوة إلى توحيد الجماعات الناشطة في العراق وسوريا. واتّسمت المرحلة الأولى من هذه الجهود بتغيير أسماء المنظمات. وقامت بعض الميليشيات الشيعية المتمركزة في سوريا باستقطاب جنودٍ من العراقيين الشيعة والعراقيين الشيعة المنفيين القاطنين في سوريا، لتبني بذلك رابطاً عضوياً بين العراق وسوريا. بالإضافة إلى ذلك، نُقل بعض المقاتلين والقادة العراقيين الشيعة الناشطين في سوريا إلى العراق. واتّبع "لواء أبو الفضل العباس" الرائد والجماعات المنشقة عنه استراتيجية مماثلة في التجنيد والتغيرات في التبعية.
ولكي يُظهر طابعٍ يتخطى حدود الدولة بعد استيلاء تنظيم «الدولة الإسلامية» على الموصل في حزيران/يناير 2014، أضاف "لواء ذو الفقار" إلى اسمه عبارة "المُدافع عن المقدسات في العراق والشام". وبعد مرور بضعة أشهر، بدأ عددٌ من قادة "لواء ذو الفقار"، بمن فيهم مسؤوله الإعلامي، يرتدي زي "قاعدة قوات أبو فضل العباس"، وهي ميليشيا شيعية في العراق ووكيلةٌ لإيران تشكلت من عناصر منشقة ناشئة من "جيش المهدي" بقيادة رجل الدين مقتدى الصدر. ومع ذلك، حافظ "لواء ذو الفقار" على روابط علنية مع الجهاز الأمني للأسد من خلال قائده السوري حيدر الجبّوري (الملقب أبو شهيد). وادّعى "اللواء" أيضاً الانتماء إلى جماعة مساندة للأسد باسم "قوات درع الوطن"، وتضمّ هذه الأخيرة مجموعة من الميليشيات المحلية، والطائفية غالباً المنتشرة في جميع أنحاء سوريا.
وعلى غرار "لواء ذو الفقار"، أضاف "لواء أسد الله الغالب" المتشعّب من "لواء أبو الفضل العباس" عبارة "في العراق والشام" إلى اسمه. إلّا أنّه أقام تحالف أكثر رسمية بكثير مع جماعةٍ عراقية. فعندما أعلن "لواء أسد الله الغالب" عن نفسه في أواخر عام 2013، غالباً ما تواجد مقاتلوه مع مستشارين من "عصائب أهل الحق"، وهي من وكلاء إيران الأكثر قوّة وشجاعة. وفي أوائل عام 2014، كان "لواء أسد الله الغالب" قد أنشأ شبكة تجنيدٍ داخل العراق. وبعد أن استولى تنظيم «الدولة الإسلامية» على الموصل، أنشأ "لواء أسد الله الغالب" فرعاً له في العراق. وفي 5 كانون الثاني/يناير 2016، أعلن "لواء أسد الله الغالب" أنه بعد إجرائه "مفاوضات" [حول التصدي لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»]، قرر الانضمام إلى "حركة الأبدال"، وهي جماعة عراقية قديمة في جنوب العراق ومرتبطة بإيران كانت قد أعلنت ميليشيا خاصة بها بعد هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» على العراق في عام 2014. وقد تبنّت الجماعة إيديولوجيا "ولاية الفقيه"، كما أنّها تملك روابط وثيقة مع "كتائب سيد الشهداء" في العراق و«منظمة بدر».
وعلى الرغم من ذلك، كانت الجماعات المذكورة آنفاً تملك روابط قوية مع العراق منذ البداية، وغالباً ما تعاون قادتها العراقيون مع قواتٍ من وكلاء إيران العراقيين الشيعة. ومع ذلك، طالت ظاهرة التخطي لحدود الدول جماعاتٍ سورية ومقاتليها السوريين الشيعة. وفي أواخر عام 2014، أعلن "لواء السيدة رقيّة"، وهو عبارة عن جماعة متشعبة من "قوات الجعفرية" المتمركزة في دمشق، انتماءه إلى "كتائب سيد الشهداء". وتمّ نشر عناصر هذه الجماعة في جنوب سوريا ودمشق في عملياتٍ مستقلة وكذلك في عمليات تحت إشراف "كتائب سيد الشهداء".
التأثير المحتمل على مستقبل سوريا
مع استمرار الحرب في سوريا، سوف تبقى الجماعات الشيعية المسلحة في البلاد على ما هي. وتستمر إيران من خلال هذه الجماعات في تعزيز موطئ قدمها في المشرق وفي المجتمع الشيعي.
ويدلّ توجّه الجماعات  الشيعية المسلحة الموالية للأسد في سوريا نحو إيران على حدوث تغييرٍ في غاية الأهمية. فقد كانت سوريا عبر التاريخ موقع تنافس لأشكالٍ إيديولوجية متعددة للمذهب الشيعي. وفي أحد مقالات عدد شهر آذار/مارس 2013 من صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، قال أحد اللاجئين السوريين الشيعة في لبنان المنتمين إلى أحد الميليشيات: "أنا وفيٌّ لـ «حزب الله»، لكنّه لا يتحكّم بي". وبعد مرور ثلاث سنوات، تغيّر الوضع بشكلٍ جذري. ويشكّل تحويل هذه الجماعات إلى نسخةٍ مشابهة من «حزب الله» بالاسم والبنية والولاء إنجازاً كبيراً لطهران، الأمر الذي يسمح لإيران بالحفاظ على نفوذٍ أكثر صلابةً وإبراز القوّة بصورة أكثر فعاليةً داخل سوريا.
 فيليب سميث هو باحث في جامعة ماريلاند، ورئيس تحرير المدونة "موكب «حزب الله»"، ومؤلف تقرير معهد واشنطن "الجهاد الشيعي في سوريا وآثاره الإقليمية".
======================
اندبندنت": "بوتين" مستعد للتخلي عن "الأسد" كجزء من اتفاق لإنهاء الصراع في سوريا
2016-03-16 17:48:48
  ترجمة: سامر إسماعيل
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير لها: إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" مستعد للتخلي عن بشار الأسد كجزء من اتفاق لإنهاء الصراع في سوريا، وذلك وفقا لقوى غربية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد الإعلان المفاجئ من قبل الرئيس الروسي بأن حملته العسكرية في سوريا حققت أهدافها، فإن الدبلوماسيين على اقتناع بأن موسكو قد تكون مستعدة لإجبار "الأسد" على القبول بعملية التحول السياسي في سوريا.
وأضافت أن الدبلوماسيين الغربيين يعتقدون أن الرئيس الروسي مستعد الآن للتضحية ببشار الأسد.
وذكرت أن الدبلوماسيين يتحدثون عن أن الرئيس الروسي حقق أهدافه المتمثلة في حماية المصالح الروسية بسوريا وإعادة إظهار موسكو كلاعب كبير في الشرق الأوسط.
ويعتقد الدبلوماسيون الغربيون أن "بوتين" على استعداد للتخلي عن "الأسد" طالما أن هناك استمرارية للنظام البعثي القديم تسمح لهذا النظام بأن يظل لاعبا رئيسيا في مستقبل سوريا ، فضلا عن احتفاظ روسيا بقاعدتيها العسكريتين في البلاد.
ونقلت عن أحد الدبلوماسيين الغربيين أنهم يتفهمون أن "بوتين" غير مرتبط ارتباطا وثيقا بـ"الأسد"، والروس يعرفون أنه قوة مزعزعة للاستقرار، وإذا كانت هناك عملية انتقال سلمي للسلطة، فلا يمكن لـ"الأسد" أن يبقى.
ويتوقع مسؤولون غربيون أن يظل لـ"بوتين" تواجد عسكري أكبر في سوريا مما كان عليه الحال قبل بدء العملية العسكرية الروسية نهاية سبتمبر الماضي من خلال الاحتفاظ بقاعدة بحرية وجوية فضلا عن بقاء منظومة "إس -400" للدفاع الصاروخي في سوريا مما يمكن روسيا من السيطرة على المجال الجوي هناك.
ونقلت عن أحد المسؤولين أن هناك احتمالية لإدخال قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا خلال أقل من 6 أشهر.
المصدر : شؤون خليجية-ترجمة
======================
إندبندنت: أسباب انسحاب روسيا من سوريا
توالت ردود الفعل المتباينة في الصحافة البريطانية الصادرة اليوم بشأن الانسحاب المفاجئ للقوات الروسية من سوريا وأسبابه وتداعيات ذلك على محادثات السلام في جنيف.
فقد أشار مقال صحيفة إندبندنت إلى أن روسيا برزت من المغامرة السورية قوة محورية في الشرق الأوسط، ووضعت حدا لفكرة إمكان عزلها دبلوماسيا. ويرى الكاتب ألكسندر تيتوف أن هناك أربعة أسباب وراء انسحاب روسيا من سوريا.
أولها: التطلع لأعلى، بمعنى أن الكرملين منذ البداية كان لديه مجموعة أصغر من الأهداف وهدف أكبر. وكانت الأهداف الصغرى هي تحقيق الاستقرار لنظام الأسد الذي كان يفتقده بشدة في ذاك الوقت، كما أن الكرملين كان يرمي للاعتراف به لاعبا محوريا في الشرق الأوسط وقوة عالمية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة.
وكان الهدف الأكبر هو تحويل تيار العلاقات الروسية مع الغرب بعد تدميرها بسبب الأزمة الأوكرانية، على أمل أن الخطر المشترك من تنظيم الدولة سيدفع الغرب للتغلب على وساوسه في التعامل مع منتهك حرمة أوكرانيا ويشكل تحالفا جديدا ضد التنظيم. وكان هذا هو محور خطاب الرئيس فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة عشية بداية الحملة الجوية في سوريا، حيث عقد مقارنة بالتحالف ضد النازية في الحرب العالمية الثانية.
والسبب الثاني العلاقة الناجحة، أي أن التنسيق المشترك للحملة الجوية الروسية مع الجيش السوري وحلفائه، إيران وحزب الله، ساعد في ترسيخ الهدف البعيد المدى للروس لتعطيل طرق الإمداد ومستودعات التخزين والبنية التحتية للثوار، كما ساعد هذا التحالف في شن سلسلة من الهجمات الناجحة.
وثالث أسباب الانسحاب الحوار، فقد تجددت العملية الدبلوماسية التي كانت تهدف إلى تقسيم المعارضة إلى معسكرين كبيرين؛ أولئك المقبولين في المفاوضات، والمرفوضين (تنظيم الدولة والقاعدة). وقد كرس جزء كبير من المفاوضات الأولية مع الولايات المتحدة لوضع قائمة بجماعات المعارضة ومواقعها، وعندما أُعلن وقف الأعمال العدائية كان لدى الروس والأميركيين فكرة واضحة عمن شمله وقف إطلاق النار وأماكن وجودهم.
وكان الجزء الأخير في اللغز أن يقرر بوتين كيفية التعامل مع بشار الأسد، فجاء إعلان الانسحاب العسكري من سوريا بأنه سيساعد في ترسيخ وجهة نظر الكرملين داخل روسيا بأن الأسد ليس لديه شيك على بياض من الروس، وسيتعين عليه أخذ محادثات السلام على محمل الجد، خاصة بعد أن أطلق الأسد رسالة في فبراير/شباط 2016، أثناء المفاوضات الدبلوماسية الروسية الأميركية، أعاد فيها تأكيد عزمه على استعادة كل سوريا، مما دفع الدبلوماسيين الروس لتوجيه توبيخ مهذب له.
والسبب الرابع هو منظور أوسع، فبانسحابه الرسمي أثناء وقف إطلاق النار الذي كان هو نفسه العقل المدبر له، وعلى خلفية المكاسب العسكرية الهامة يستطيع بوتين سحب قواته برأس مرفوعة. وبعد أن أثبت خطأ منتقديه وأظهر قدرة روسيا العسكرية (بأسلحتها الجديدة التي تمثل إعلانا تجاريا كبيرا لأي مشتر للأسلحة الروسية) يستطيع بوتين الآن التركيز على الجانب الدبلوماسي لعملية السلام، المجال الذي تتفوق فيه موسكو عادة.
أما افتتاحية ديلي تلغراف فقد وصفت الانسحاب الروسي من سوريا بالمناورة وأنه يكشف مخاطر تقاعس الغرب، وقالت إن الزعيم الروسي تصرف بوضوح وحسم بينما تردد الآخرون.
لكنها أردفت بأن هذا ليس معناه الثناء عليه، وأنه لمجرد الإشارة إلى مخاطر هذا التردد الغربي -كما قال وزير الخاريجة البريطاني فيليب هاموند في مجلس العموم أمس الأول- يمكن الإشادة بقصف المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات.
من جانبها اعتبرت افتتاحية فايننشال تايمز خطوة بوتين انتصارا أجوف، وأن التدخل العسكري الروسي لم يفعل الكثير لوقف الحرب الأهلية، وشككت في الحجم الحقيقي للانسحاب.
وقالت إنه رغم سحب موسكو الطائرات الحربية وبعض الأسلحة الأساسية فإن قاعدتها البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية الجديدة قرب اللاذقية تعطيها القدرة على إعادة تأكيد نفسها إذا ما انقلبت الأحداث ضد بشار الأسد عميلها القديم.
 
======================
التلغراف :ما هو السبب الحقيقي وراء انسحاب بوتين من سوريا؟
وكالات 0 2016/03/17
اعتبرت صحيفة “التلغراف” البريطانية، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته الرئيسة من سوريا، “مرحلة مفصلية” في الأزمة السورية التي تدخل عامها السادس.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن القرار المفاجئ الذي أعلنه الرئيس بوتين أثناء اجتماع له مع وزرائه الاثنين، استنفر الولايات المتحدة والدول الغربية، بالإضافة لمفاوضي النظام السوري والمعارضة المجتمعين في جنيف لبدء المحادثات.
وأشارت “التلغراف” إلى أن تنفيذ القرار “قد يكون إشارة على صدق روسيا برغبتها في إنهاء القتال في سوريا”، إلا أن المحللين حذروا من أن الإعلان لن يكون له أثر كبير على إنهاء الضربات الروسية ضد مناطق المعارضة في سوريا.
وأوضحت “التلغراف” أن روسيا بدأت بالقصف العام الماضي، بالهدف المعلن بـ”تدمير التنظيمات الإرهابية” في سوريا، إلى أنها ركزت على دعم قوات الأسد.
وقال الكرملين، إن روسيا حققت “تغييرا حقيقيا في القتال ضد الإرهابيين في سوريا”، ورغم أن تنظيم “داعش” ما زال يسيطر على ثلث البلاد، فإن بوتين بدأ يعتقد بأن “مهمة روسيا في سوريا بدأت تكتمل”، وحادث الأسد لإعلامه بأن جنوده بدأوا بالانسحاب.
وقال بوتين إن “العمل المؤثر لجيشنا خلق ظروفا مناسبة لبدء عملية السلام”، مضيفا أن “المهمة أنجزت تقريبا، ولذلك أوعزت لوزير الدفاع ببدء سحب الجزء الرئيس من قواتنا في سوريا”، مؤكدا أنه “أمر روسيا بتعزيز الجهود لإتمام صفقة السلام بين نظام الأسد والمعارضة“.
ولم يحدد بوتين موعدا للانسحاب، قائلا إن قواته ستبقى في قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين.
وناقش بوتين “الانسحاب الجزئي”، بحسب ما وصفته “التلغراف”، باتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حين أكد البيت الأبيض أن الزعيمين ناقشا الخطوات القادمة لحل النزاع، بينما أصر أوباما أن هناك حاجة لـ”حل سياسي“.
وفي وقت مبكر، أمس الإثنين، قالت الولايات المتحدة إنها لم تتلق إيعازا بهذه الخطوة، وقال المسؤولون إنهم لم يروا مؤشرات على الأرض بأن القوات الروسية بدأت تستعد للانسحاب.
وأصدر البيض الأبيض ردا حذرا على إعلان بوتين، قائلا إنه سينتظر “حتى يرى تماما النوايا الروسية”، بحسب ما نقلت “التلغراف“.
ورحبت المعارضة السورية بالخطوة، قائلة إنها تساعد بالضغط على النظام للوصول لاتفاق سلام في محادثات جنيف، إذ قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط، إنه “إذا كان هناك جدية بتنفيذ الانسحاب، فإن هذا سيمنح المفاوضات دفعة إيجابية“.
وكانت القوات الروسية نشرت ما يقارب 4000 رجل، من بينهم طيارون ودعم عسكري وقوات بحرية، ومع أن الكرملين لم يعترف رسميا بعد، فإن هناك دليلا على أن المدفعية الروسية ما زالت نشطة في الحملة.
وقال مايكل هورويتز، المحلل الأمني مع مجموعة “ليفنتاين”، إن “السؤال الآن هو مدة الانسحاب، وما يعنيه بوتين بالمكون الرئيس للجيش الروسي في سوريا”، موضحا أنه “إذا لم يكن يعني المكون الجوي، وإذا استغرق الانسحاب شهورا، فإن هذا لن يغير شيئا على الأرض“.
ورأت “التلغراف” أن هذه الخطوة تعطي دفعة إيجابية لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، والتي انطلقت بعد النجاح غير المتوقع لهدنة وقف إطلاق النار. وكالات
======================
إيكونوميست: ماذا يعني فلاديمير بوتين "بالانسحاب"؟
الخميس 17 مارس 2016 / 00:25
24 - إعداد: فاطمة غنيم
تبدو النهاية الواضحة للعملية العسكرية الروسية في سوريا دراماتيكية مثل بدايتها منذ ما يقرب من ستة أشهر. وكمقامر محظوظ، كان فلاديمير بوتين يعرف متى يرفع الرهان ومتى يبيع ما لديه من أوراق
لقد أذهل العالم في سبتمبر(أيلول) من العام الماضي باتخاذ قراره بشن ضربات جوية روسية في سوريا لدعم النظام المتداعي للطاغية السوري بشار الأسد. وبالمثل، أمر بالانسحاب الجزئي للقوات العسكرية الروسية من سوريا بشكل غير متوقع في 14 مارس(آذار).
في لقاء تلفزيوني تم الترتيب له بعناية مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويجو، ووزير خارجيته سريغي لافروف، قال بوتين إن مهمة الجيش في سوريا قد اكتملت إلى حد كبير "ولهذا السبب، أمرت بانسحاب الجزء الرئيسي من مجموعتنا العسكرية بالانسحاب من الجمهورية العربية السورية بدءاً من الغد".
توافق هذا الإعلان مع الذكرى الخامسة لاندلاع الحرب الأهلية الوحشية في سوريا، والتي راح ضحيتها ما يُقدر بـ470 ألف شخص، وجاء في اليوم الذي شهد إحياء محادثات السلام في جنيف.
مغزى الانسحاب
وفي هذا الإطار، قالت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، في تقرير لها، إنه لا أحد يعرف ما الذي يعنيه بوتين بهذا "الانسحاب الجزئي" حقاً، لأن روسيا لم تكشف أبداً عن عدد جنودها في سوريا. ستبقى قاعدتها الجوية الجديدة في اللاذقية في مكانها، وكذلك قاعدتها البحرية على الساحل السوري في مدينة طرطوس، والتي تم تعزيزها. لكن لن تخاطر القوات الخاصة الروسية وبعض من قوات التدخل السريع في التوغل داخل الصراع بعد ذلك.
يأتي إعلان بوتين بعد أسبوعين من وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه مسبقاً بين روسيا وأمريكا. ويقدمه بوتين في موسكو على أنه انتصار كبير. ولكن، كما لاحظ الكسندر بونوف من مركز كارنيغي الفكري في موسكو: "عندما تخرج خلال السلام، فإنك تخرج باعتبارك فائزاً. وعندما تخرج أثناء الحرب، فإنك تخرج باعتبارك خاسراً". إن مستقبل سوريا والأسد غير واضح تماماً، ولكن بوتين يرى أن المهمة الروسية قد اكتملت.
برغم ذلك، ماذا كانت مهمة روسيا؟ لم يكن بوتين يرمي إلى كسب الحرب في سوريا، بمعنى سحق المتمردين واستعادة الهدوء على الأرض. بل إن الحفاظ على الأسد في قصره كان هدفاَ ثانوياً. لقد كان أول وأهم أهداف بوتين يتمثل في استعادة مكانة روسيا كقوة عظمى ضائعة. كان يريد أن يُنظر إلى روسيا باعتبارها ندّاً لأمريكا، واستخدم حرب سوريا كوسيلة لتحقيق هذه الغاية. ثانياً، أراد بوتين تغيير سمعة روسيا من فتوة إقليمي (وهي السمعة التي تعززت بضمه لشبه جزيرة القرم وعدوانه في أوكرانيا) إلى قوة عالمية.
ثالثاً، أراد بوتين إظهار أن زمن "الثورات الملونة" قد انتهى. وأوضح بوتين، من خلال إنقاذه لنظام الأسد، أن روسيا ستحمي أصدقاءها من السقوط بغض النظر عن مدى الدماء التي تلوثت بها أيديهم. وكانت هذه إشارة مطمئنة إلى القيادات السلطوية الصديقة في الفناء الخلفي لروسيا، مثل رئيس جمهورية أذربيجان الغنية بالنفط. أخيراً وليس آخراً، فإن الغارات الجوية في سوريا أعطت الكرملين فرصة لاستعراض أسلحته وطائراته وصواريخه الجديدة، وهو العرض الذي تم تصميمه لجعل الروس العاديين يشاهدون التلفزيون وينسون أجورهم المتناقصة والمتدهورة.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول: "إذا تحول وقف إطلاق النار الحالي إلى سلام دائم، فسيزعم بوتين أن التدخل الروسي هو السبب وراء تأمين هذا السلام. وإذا انهار وقف إطلاق النار وغرقت سوريا مرة أخرى في حرب دموية، فسيؤكد بوتين كيف كان لا غنى عن روسيا عندما كانت هناك. من المحتمل أن بوتين لم يساعد روسيا، لكنه قد ساعد نفسه بكل تأكيد".
======================
لوفيغارو: تحوّل جديد في الصراع السوري يصبّ في مصلحة إيران
عربي21 - أمل عويشاوي# الخميس، 17 مارس 2016 12:46 ص 04
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرين حول تداعيات القرار الذي اتخذته روسيا، والقاضي بسحب جزء من قواتها من سوريا، واعتبرت أن  هذا القرار يصبّ في مصلحة إيران، ويساهم في تعزيز موقفها وضمان بقاء الأسد في السلطة.
وقالت الصحيفة، في هذين التقريرين اللذين ترجمت "عربي21" مقتطفات منهما، إن التدخل العسكري لروسيا، منذ أيلول/ سبتمبر 2015، أدخل تغييرات على التوازن الاستراتيجي في سوريا، خاصة حينما تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "معاقبة" نظام الأسد إثر استعمال هذا الأخير للأسلحة الكيماوية ضد شعبه. واليوم مثّل الانسحاب الروسي نقطة تحول في الصراع السوري، وسيخدم مصالح عديد الأطراف الأخرى، أبرزها إيران، كما تقول الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن الكرملين حقّق الأهداف التي كان يصبو إليها منذ بداية تدخّله في المنطقة، والتي تتمثل أساسا في تصدر المشهد السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق موازنة مع الولايات المتحدة. فمنذ تدخل روسيا العسكري ثم حديثها عن ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار، وصولا إلى الانسحاب، أثبت بوتين أنه "سيّد اللعبة" في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار بوتين بالانسحاب سيجنب روسيا العبء الإضافي على اقتصادها المنهك، نظرا لتكلفة الحرب الباهظة التي تخوضها في سوريا، وسيدفعها لمزيد من الضغط على نظام الأسد حتى يقوم بالتفاوض خلال محادثات جنيف، التي ستعقد خلال الفترة القادمة. كما سيكون لقرار الانسحاب انعكاس إيجابي على عديد القضايا، منها مأساة اللاجئين الفارين من القصف الروسي، بالإضافة إلى العلاقات الروسية التركية المهددة بالتصعيد.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن المختص في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إميل حكيم، أن "انسحاب روسيا سيدفع الجميع لإعادة النظر في مسؤوليّاتهم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما سيصبّ هذا الانسحاب في مصلحة إيران، وسيساهم في تعزيز موقفها في سوريا وضمان بقاء الأسد في السلطة".
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة موقف مسؤول إيراني، فضل عدم الكشف عن هويّته، أن "طهران ستسعى لنشر حوالي 2500 جندي من فيلق القدس في سوريا، بالإضافة إلى عدد من عناصر قوات الباسيج الذين تلقوا تدريبات خاصة في إيران، وذلك بهدف مساندة كل من الجيش السوري والمليشيات الموالية للأسد على الميدان".
وأوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، رحّب بقرار انسحاب القوات الروسية؛ حيث اعتبرت إيران منذ البداية أن التدخل الروسي ساهم في تعقيد الوضع في البلاد، خاصة أن الأسد أصبح يعتمد أكثر على حليفه الروسي. وبالتالي فإن انسحاب روسيا سيفتح المجال أمام إيران حتى تستعيد مكانتها في خضم التحالف الإيراني - السوري الذي جمع بين الجانبين منذ أكثر 30 سنة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تكبّدت خسائر فادحة على خلفية مشاركتها في القتال جنبا إلى جنب مع قوات النظام السوري، حيث ارتفع عدد القتلى في صفوف الإيرانيين إلى 260 قتيلا، منذ إعلان الحرس الثوري زيادة عدد مستشاريه العسكريين في سوريا، لكنّ ذلك لم يثنيها عن مواصلة دعم نظام الأسد، خاصة بعد انسحاب الجانب الروسي.
وذكرت الصحيفة أن تعزيز قوة إيران وموقفها داخل الأراضي السورية، بعدما أعلن بوتين عن انسحاب قواته، سيمثّل مصدر قلق لعدد من الدول، على رأسها السعودية، التي لطالما سعت جاهدة إلى الحدّ من توسّع عدوّها الشيعي، خاصة في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة.
كما اعتبرت أن انسحاب روسيا لن يؤثر على مصير تنظيم الدولة، على الأقلّ على المدى القصير؛ لأن القصف الروسي لم يستهدف منذ البداية مواقع هذا التنظيم، بل سعى فقط إلى إضعاف المعارضة السورية، وهو ما مكن تنظيم الدولة من الصمود حتّى هذه اللحظة، في ظل عدم جدية العديد من الدول في القضاء على هذا التنظيم، وعوضا عن ذلك سعت كلّ دولة إلى حماية مصالحها الفردية داخل البلاد.
ورجحت الصحيفة أن انسحاب روسيا لن يهدّئ من رحى الحرب التي تدور منذ أكثر من خمس سنوات على الأراضي السورية؛ نظرا لتعدد الأطراف وتداخل المصالح فيها، إلا إذا استطاع بوتين فرض حلّ دبلوماسي من شأنه حلّ هذا الصراع.
واعتبر إميل حكيم أن "الأزمة السورية ستغير المنطقة بشكل جذري، وربما كانت تداعياتها على المستوى الإقليمي من إقامة الدولة اليهودية".
======================
جيمس بليتز ” بوتين أعطي أمريكا درسا في خوض الحروب الحديثة
سامي أبو الفتوح صادق
رأى الكاتب البريطاني، جيمس بليتز، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يُظهر أنه قد تعلّم أحد أهم دروس الحروب الحديثة وهي أن الأمم ينبغي أن تتجنب الدخول في حملات عسكرية صعبة طويلة المدى، ونوّه عن أن أمريكا ارتكبت هذا الخطأ في العراق وباكستان، عندما أقحمت نفسها في حملات عسكرية مطولة تكبدت خلالها ثمنا فادحا من دماء وأموال.
وأوضح “بليتز”، في مقال نشرته “الفاينانشيال تايمز”، أن الرئيس الروسي بوتين سلك مسلكا مغايرا في أوكرانيا ثم في سوريا، عبر تدخلات قصيرة حادة حققت أغراضا مباشرة دونما غلْق الطريق تماما على أي تحركات مستقبلية.
ولفت الكاتب إلى أن أوكرانيا كانت الساحة الأولى التي استخدم فيها بوتين هذه الاستراتيجية، عندما ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2013، مؤّمنا قاعدة “سيفاستوبول” البحرية.
وأضاف أنه تم نشر القوات الروسية دعما للمعارضة المناصرة لموسكو في شرق أوكرانيا، وذلك لتأمين الإقليم المنفصل في تحدٍ لحكومة كييف، موضحا أنه قوات بوتين تصدّت بقوة ضد قوات كييف حتى أجبرت أوكرانيا على الموافقة على منْح الاستقلال للمناطق المنفصلة، ثم خففّ القائد الروسي الضغط، تاركا وراءه صراعا مجمدا في شرق البلاد.
وقال بلتيز: “نفس الاستراتيجية حدثت في سوريا، إذْ استطاع المستر بوتين إنجاز أهدافه المباشرة المتمثلة في إنعاش نظام الأسد عبر حملة شرسة ضد معارضيه على الأرض، ثم بعد ذلك يجنح الرئيس الروسي إلى تخفيف حملته في التوقيت المناسب”.
ورأى صاحب المقال أنه بالانسحاب من سوريا الآن، فإن بوتين قد جنّب روسيا مغبة التورط في صراع مع مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي، كما أوجد فرصة لموسكو للعمل كوسيط دبلوماسي حول مستقبل سوريا.
======================
«نيويورك تايمز» ساخرة من أوباما: أين هو المستنقع؟!
جريدتي
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ظل، لخمسة أعوام، يرفض بشدة التدخل الأميركي في سوريا ليُغير المعادلة في أرض المعركة، ثم قرر الانسحاب متجنباً الانغماس في هذا المستنقع. والآن، يبدو أن هذا هو ما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرفياً. وقالت الصحيفة إن إعلان بوتين سحب القوات لم يباغت البيت الأبيض فحسب، بل إنه أثبت عدم صحة تحذيرات الرئيس أوباما من أن روسيا قد تتضرر بشدة بمغامراتها العسكرية، مشيرة إلى أن انسحاب بوتين عزز الشعور بأنه تمكّن من الإمساك بزمام المبادرة في سوريا مقارنة بالرئيس الأميركي الذي رغب في إبقاء الحرب بعيدة عنه.
ويرى محللون آخرون أن العملية العسكرية الروسية المحدودة في سوريا أثبتت على الأقل الزعم الخاطئ لأوباما بأن أي تدخل عسكري في سوريا سيقود حتماً إلى انخراط أعمق. وقال أحد المحللين إن سوريا لا يجب بالضرورة أن تكون منحدراً زلقاً. وقد أثبت بوتين فعلاً أن بإمكانك أن تتدخل وتقصف بالقنابل وتضع قوات على الأرض وتستطيع بعد كل ذلك الانسحاب. وقد غيّر الروس فعلياً الوضع على الأرض، وحموا النظام من الانهيار.
في سياق متصل، سلّطت صحيفة وول ستريت جورنال الضوء على حالة الغضب العارمة التي اجتاحت واشنطن وتحذيراتها من أن روسيا تواجه مستنقعاً، عندما بدأت الأخيرة حملة القصف في سوريا العام الماضي. ورأت أن إعلان بوتين سحب بعض القوات يشير إلى عزمه على الالتفاف حول هذا المستنقع.
======================
واشنطن بوست": لماذا انسحبت روسيا بشكل مفاجيء من سوريا؟
الإسلام اليوم ــ قسم الترجمة ـ سارة غلاب
 ناقشت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا، متسائلة عن الأسباب وراء هذه الخطوة ومآلاتها على الأحداث في سوريا.
وكتب مايكل بيرنباوم وهيو نايلور فى عدد الصحيفة الصادر الثلاثاء تحت عنوان "انسحاب روسيا المفاجئ من سوريا والانتقال من المعركة لطاولة التفاوض" يقولان: "أعاد قرار الرئيس الروسى المفاجىء بسحب الطائرات الحربية من سوريا أمس الثلاثاء ترتيب الخطوط للصراع الضروس، ما عزز نفوذ موسكو ليس على أرض المعركة فحسب بل أيضا على طاولة المفاوضات".
وذكرت الصحيفة أن الطيارين الروس أقلعوا بطائراتهم من القواعد الجوية فى سوريا ووصلوا إلى روسيا وحظوا باستقبال الفاتحين المظفرين بعد مرور ستة أشهر على القرار المذهل الذى اتخذه الكرملين بإرسال قوات لمساعدة نظام بشار الأسد الذى يعد الحليف الرئيسى لروسيا فى الشرق الأوسط.
وأضاف الكاتبان أن روسيا أعلنت مع ذلك أنها ستترك نظم قوية مضادة للطائرات فى سوريا، مما يمنحها نفوذا قويا فى المنطقة ويبقى على خيار العودة السريعة للبلاد مفتوحا.
وترى "الواشنطن بوست" أن الانسحاب المفاجىء، الذى يبدو أنه قد تم اتخاذه دون الرجوع لرئيس النظام بشار الأسد، هز بقوة أرجاء مباحثات السلام الجارية فى جنيف وأثار قلق النظام حلفاءه.
وأشارت الصحيفة إلى وجهة نظر الكثير من المحلين والتى مفادها أن الانسحاب السورى سيضع ضغطا كبيرا على نظام الأسد بغية التوصل إلى اتفاق لاقتسام السلطة مع المعارضة وسط علامات تشير إلى أن الأسد كان أقل خنوعا لبوتين عما كان يأمله الكرملين.
وأوضحت "الواشنطن بوست" أن هذا التحرك لفت على الفور الانتباه الدبلوماسى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الشىء الذى لطالما تطلع إليه بوتين، إذ يعتزم "جون كيرى" وزير الخارجية الأمريكية التوجه لموسكو الأسبوع القادم من أجل بحث الانسحاب والخيارات الخاصة بالمرحلة الانتقالية فى سوريا.
وأفادت الصحيفة أن الزعماء الروس أعلنوا أنهم سوف يكثفون جهودهم الرامية لمكافحة "الإرهاب" فى سوريا، مما يترك هالة من الضباب والحيرة حول المعالم الدقيقة لخططهم وهو الأمر الذى ربما أردوه على وجه الدقة.
وأشار الكاتبان إلى ما أعلنته وسائل الإعلام الروسية مستشهدة بمصادر مجهولة من أن المستشارين الروس المشاركين فى وضع الخطة العسكرية الخاصة بسوريا يعتزمون البقاء فى البلاد.
ونقلت "الواشنطن بوست" عن "سيرجى إيفانونف" كبير الموظفين فى الكرملين قوله للصحفيين فى موسكو أمس الثلاثاء :"لن نخفف من وطيس المعركة بل سنشددها. بيد أنه لتحقيق هذا الغرض فإننا لسنا فى حاجة للفرقة العسكرية الموجودة حاليا".
وأشارت إلى أن الانسحاب الذى تزامن مع الذكرى الخامسة لبداية الاحتجاجت السلمية فى سوريا جاء بعد عملية استغرقت ستة أشهر انقذت خلالها روسيا الأسد من الهزيمة وجعلت من شبه المستحيل الإطاحة به بالقوة، بيد أنه لاحت فى الأفق بوادر على أن نظام الأسد كان يدفع من أجل السيطرة من جديد على كل الأراضى التى خسرها، غير أن هذا ربما كان سيتطلب فترة أطول ويخاطر بالزج بروسيا فى خضم حرب طويلة ومكلفة.
ونوه الكاتبان أيضا إلى ما صرح به مسئول روسى كبير من أنه بدلا من ذلك تركت روسيا قوة مخفضة العدد فى قواعدها البحرية والجوية فى سوريا ولا تعتزم نقل نظامها الصاروخى القوي أرض – جو طراز أس – 400.
وترى "الواشنطن بوست" أن ذلك يعنى أن روسيا سوف تواصل السيطرة على المجال الجوى السورى، وهو ما يعد رادعا للدول على شاكلة تركيا والسعودية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية التى قد تفكر فى إقامة مناطق لحظر تحليق الطيران فوق مناطق فى سوريا.
وزعمت أن النظام العالي التقنية المضاد للطائرات يعدل تعديلا كبيرا ميزان القوة فى سوريا ويقدم لروسيا موطىء قدم فى الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن "فيكتور أوزيروف" رئيس لجنة الشئون الدفاعية والأمنية بمجلس الدوما الروسى قوله لوكالة "انترفاكس" للأنباء :"عندما نرى أن العنصر السياسى يتحرك بنجاح وأن قوات الجيش والشرطة فى سوريا قادرة على تدمير بؤر الإرهاب اعتمادا على نفسها، عندئذ فإننا من المحتمل أن نفكر فى أمر النظام المضاد للطائرات وسنقوم بتفكيكه".
وترى أنه حتى إذا ظل جزء من القوة فى سوريا فإن الانسحاب العام يفيد أن بوتين قام بأكبر تحرك استراتيجي وأنه يعرف متى ينسحب قبل أن يقع فى مستنقع صراع أخر فى الشرق الأوسط يلتهم الموارد، وكان الرئيس الأمريكى قد ألمح إلى أن هذا سيكون مسار التدخل الروسى فى سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله "الكيسندر باونوف"، وهو محلل فى مركز مؤسسة كارانجى فى موسكو من أنه "من الأفضل الانسحاب أثناء الهدنة عن الانسحاب خلال الحرب، لأن الانسحاب أثناء الحرب يعنى الوقوف فى موقف المدافع، فى حين أن الانسحاب وقت الهدنة يعنى النصر".
ولفتت أيضا إلى ما يراه المراقبون فى الغرب من أن بوتين ربما يبحث حقا عن وسيلة لإرغام الأسد على التوصل إلى اتفاق الآن بعدما نجحت روسيا فى القضاء على احتمال الإطاحة بحليف عربى رئيسى باستخدام العنف.
ونقلت "الواشنطن بوست" عن "كليف كوبشان" وهو محلل مخضرم فى الشئون الروسية ورئيس مجموعة "يوروآشيا" وهى مجموعة معنية بتحليل المخاطر السياسية قوله إنه "يعتقد أن بوتين يمنح السلام فرصة لكنه استخرج بوليصة تأمين كبيرة. أنه يقدم مساحة آمنة للغاية لتنفس الصعداء من أجل الدبلوماسية".
وأفادت الصحيفة أن مبعوثى الأسد وممثلى المعارضة السورية شاركوا فى محادثات تتوسط فيها الأمم المتحدة هذا الأسبوع وذلك على الرغم من أنهم بدأوا المفاوضات ببطء على ما يبدو.
ونقلت عن "ستيفان دى ميستورا" مبعوث الأمم المتحدة الذى يقود المباحثات بعد اجتماعه مع ممثلين عن وفد المعارضة قوله: "سيحدث الانسحاب الروسي تأثيرا فعليا على المحادثات. وسيعطى دفعة جديدة للمفاوضات".
وأشارت أيضا إلى ما ذكره الدبلوماسيون وأفراد من المعارضة من أن التحرك الروسي أخذ النظام السورى على حين غرة، ونتيجة لذلك فإنهم يتوقعون أن تتخذ المحادثات اتجاها أكثر جدية من الجولة السابقة التى كانت قد انهارت بسبب الهجوم الذى شنه النظام السورى بدعم من روسيا بالقرب من مدينة حلب السورية الاستراتيجية.
ولفتت الصحيفة أيضا إلى وجهة نظر دبلوماسى غربى رفض نشر اسمه لأنه غير مسموح له التحدث عن هذه المسألة علانية والتى مفادها أن النظام السوري يشعر بالتخلي عنه بعض الشيء.
وترى الصحيفة أن المسائل الشائكة لا تزال عالقة، وكانت المعارضة قد أبلغت "دى ميستورا" عن قلقها إزاء نقص المساعدات الإنسانية التى كان قد تم التعهد بتقديمها للسوريين المحاصريين والمعتقلين فى السجون التى يسيطر عليها النظام السوري.
وذكرت أنه لم تكن هناك أية مظاهر فى وسط دمشق أمس الثلاثاء تشير إلى الذكرى الخامسة للصراع الذى بدأ باحتجاجات عارمة ضد نظام الأسد.
وسلطت الصحيفة الضوء على محاولة وسائل الإعلام الرسمية السورية للتقليل من أهمية الانسحاب الروسي، وأكد التليفزيون الرسمى على أنه قد تم اتخاذ القرار بالتنسيق مع النظام السورى وذلك على الرغم من أن الكرملين قد أعلن قبل ذلك بيوم أنه قد تم اتخاذه دون التشاور مع الشركاء السوريين.
وذكرت أيضا أن حلفاء آخرين للنظام السوري صرحوا أنهم قد اندهشوا من الإعلان السورى، وقال مسئول من حزب الله اللبنانى الذى يرسل المقاتلين لسوريا لمساعدة النظام هناك إن الانسحاب المفاجىء "كان له وقع الصدمة". وأضاف المسئول الذى رفض نشر اسمه لأنه غير مفوض بمناقشة المشاورات الداخلية التى يجريها الحزب قائلا :"علينا التروى والتريث لمعرفة النوايا الحقيقية للروس لأن هناك مخاوف من أن يدفع حزب الله الثمن فى نهاية المطاف".
وأضافت الصحيفة أن خصوم النظام السورى يتطلعون بشدة على ما يبدو للاستفادة من الانسحاب الروسي، وصرح أحد قادة جبهة النصرة وهى الجماعة المتحالفة مع تنظيم القاعدة فى القتال فى سوريا لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الجماعة تستعد لشن هجوم "خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة".
*ترجمة خاصة بموقع "الإسلام اليوم"
======================
"واشنطن بوست": روسيا سحبت قواتها دون تشاور مع الأسد
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن قرار انسحاب القوات الروسية من الداخل السوري، كان مفاجئا بالنسبة لنظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن موسكو اتخذت القرار دون أي مشاورات مسبقة مع الأسد.
 وأشارت الصحيفة في تقريرها - الذي استعرضه برنامج "العالم يقول" المذاع على قناة "سي بي سي اكسترا" - أن قرار روسيا قلب طاولة المفاوضات على النظام السوري، مشيرة إلى أن سحب القوات الروسية وضع ضغوطا كبيرا على دبلوماسيي الأسد في مفاوضات جنيف.
======================
واشنطن بوست: هل هزم بوتين أوباما في سوريا؟
القاهرة - بوابة الوفد
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ بسحب القوات الروسية من سوريا، وإعلان نهاية مفترضة للعمليات العسكرية الرئيسية هناك، أخذ المراقبين الدوليين على حين غرة مجددا.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء - إن قرار سحب القوات الروسية يتزامن مع تجدد المساعي الدبلوماسية الرامية لوقف الصراع المروع المستمر منذ خمس سنوات، ويلقي بالمسئولية على عاتق نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يدعمه الكرملين للتوصل الى اتفاق مع معارضيه.
وأضافت أن هذه الخطوة أثارت أيضا مزيدا من التساؤلات حول النهج الذي يتبعه البيت الأبيض، والذي حذر في وقت سابق من تورط موسكو في "مستنقع"، فقط لرؤية القوات الموالية للأسد وهي تحقق مكاسب كبيرة على حساب الميليشيات المتمردة المدعومة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها.
وأفادت "واشنطن بوست" بأنه مما لا شك فيه أنه لتدخل روسيا في سوريا آثار فعلية لتغيير قواعد اللعبة، لافتة إلى أن الأمر يرتكز في البداية على مساعدة جهود الحرب ضد تنظيم داعش الجهادي، بيد أن بوتين استهدف معظم الجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك بعض الفصائل التي تدعمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي.إي.ايه".
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أنه قبل عام ونصف العام، بدا أن نظام الأسد على وشك الانهيار، غير أن الغارات الجوية الروسية قلبت الوضع رأسا على عقب، وسمحت للقوات الحكومية والميليشيات التابعة لها باستعادة حوالي 4 آلاف ميل مربع من الأراضي، لتتمكن بذلك من التطويق الكامل لمدينة حلب التي مزقتها الحرب، وقطع طرق الإمداد الحيوية للمسلحين عبر تركيا، فضلا عن تمكين عمليات القصف الروسية أيضا للميليشيات الكردية السورية من السيطرة على مواقع المسلحين على طول الحدود التركية، ما أدى إلى هزات جيوسياسية في المنطقة.
وأضافت أن الانتصارات في ساحة المعركة حددت مجرى محادثات لاحقة توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف، وكذلك شروط وقف إطلاق النار المبدئي في سوريا، الذي تم الاتفاق عليه في شهر فبراير الماضي من جانب الولايات المتحدة وروسيا، الأمر الذي جعل كبار المسئولين الأمريكيين يعترفون بأن الروس "غيروا حسابات" الصراع.
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي والخبير في المجلس الروسي للشئون الدولية نيكولاي باخوموف إنه "يمكن للمرء أن يشكك في أن روسيا حققت كل أهدافها، ولكن من الصعب أن يجادل بأن العملية الروسية وفرت الظروف المواتية لوقف إطلاق النار الحالي."
وأضاف "وضوح تحركات موسكو، سواء اتفقت معهم أم لا، سرعت من التفاعل الروسي - إن لم يكن التعاون - مع دول الشرق الأوسط. وكانت الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية تدرك الدوافع الروسية، والمصالح والقدرات والأهداف وتعي أنهم يمكنهم التصرف على هذا النحو".
======================
"لوموند": واشنطن تجاهلت عمدا تمدد "داعش" في سورية
باريس ــ عبد الإله الصالحي
العربي الجديد
الولايات المتحدة الأميركية تجاهلت عن عمد تقارير استخباراتية مفصلة عن تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سورية منذ منتصف عام 2013، ولم تستغل تلك التقارير والمعلومات إلا نادراً حتى بعد قرارها ضرب معاقل "داعش" في سبتمبر/ أيلول 2014. هذا أبرز ما كشفت عنه صحيفة "لوموند" في تحقيق مطول نشرته في عدد اليوم أنجزه مبعوثان خاصان في أوساط المعارضة السورية بتركيا دام عدة أسابيع.
واعتمدت الصحيفة الفرنسية في هذا التحقيق على ما قالت إنه اعترافات خاصة لأحد كوادر الجيش السوري الحر قالت إنه كان مكلفاً من رؤسائه ببعث تقارير مفصلة للأميركيين عن "داعش"، ورصد تحركات التنظيم في مدينة سراقب، ولفت انتباهه مقاتل غريب الأطوار من أصل بلجيكي جزائري يدعى "أبو براء الجزيري" سبق له أن قاتل في أفغانستان والعراق ويتحدث الفرنسية والروسية والانجليزية بطلاقة. وكان هذا الأخير يردد على مسامع الجميع أن "دولة الخلافة ستتأسس قريباً في سورية" ولم يكن يؤخذ على محمل الجد. وكانت تقاريره الأولى عن "داعش" تحذر الأميركيين من إغفال تقاطر مئات الجهاديين الأجانب على سورية.
وفي لقاء له مع السفير الأميركي لدى المعارضة السورية، روبير فورد، قال السيد "م" بالحرف لمحاوره "هؤلاء الإرهابيون الأجانب يتدفقون لسرقة بلادنا وأرضنا وحقوقنا، إن لم توقفوا هذا التدفق فبعد ثلاثة أشهر فقط سنؤدي الثمن غالياً".
وكان الرجل السوري الذي سماه تحقيق الصحيفة السيد "م" يعتمد على شبكة من عشرات المخبرين، ومدّ الاستخبارات الأميركية بتقارير تتضمن معطيات ميدانية دقيقة وخرائط وأرقام هواتف وعناوين الحواسيب التي يستعملها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.
وبدأت التقارير الأولى عندما كان "داعش" مجرد مجموعة صغيرة لا يتعدى عناصرها مائة مقاتل إلى حين تقوى التنظيم وتجاوز مقاتلوه 20 ألف عنصر. واطلعت الصحيفة عبر المدعو "م" على نسخ من التقارير والوثائق التي كان يبعثها للأميركيين ومن بينها تقرير مفصل عن مدينة الرقة يتضمن أسماء القادة الميدانيين وعناوين مكاتب التنظيم والحواجز وأيضاً عنوان قيادة التنظيم في المدينة. كما اطلعت الصحيفة على صور عالية الجودة التقطها أحد مخبري السيد "م" لمعسكر خاص بتدريب المقاتلين الأجانب في محافظة اللاذقية.
وبعد تحققها من صحة الصور والوثائق ومقارنتها بوثائق أخرى من كوادر الجيش الحر وفصائل معارضة أخرى، اعتبرت الصحيفة أن الأمر يتعلق بفرصة ذهبية تجنبت واشنطن استغلالها ولو أنها فعلت ذلك لما وصلت الأسرة الدولية إلى مأزق المواجهة مع "داعش" بعد أن تقوت شوكته في المناطق التي يسيطر عليها في الأراضي السورية.
وذكر السيد "م" لصحافيي "لوموند" بأن الإدارة الأميركية آنذاك (بين عامي 2013 و2014) لم تكن لديها رغبة لصد تمدد "داعش" في سورية وكانوا يكتفون برصد المشهد الحربي السوري من بعيد وجمع المعلومات والتقارير الاستخباراتية.
واطلعت الصحيفة على وثيقة أعدها السيد "م" للأميركيين وتتضمن خطة عسكرية لفصائل الجيش الحر للاستيلاء على مواقع "تنظيم الدولة الاسلامية في سورية والعراق" قبل أن تتحول إلى "داعش" في محور أعزاز/حلب بداية 2014. وكانت الخطة "تعتمد على معلومات دقيقة ومفصلة عن القرى التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي مع خرائط تحدد مكاتب وحواجز التنظيم ومواقع القناصة وبيت وسيارة أمير التنظيم في كل قرية"، لكن الأميركيين تماطلوا كثيراً في إعطاء الضوء الأخضر لبدء عمليات عسكرية ضد التنظيم.
======================
 فورين بوليسي: انسحاب روسيا قد يمهد لتشكيل حكومة دون الأسد
بلدي نيوز
قالت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إن إعلان روسيا، انسحابها العسكري من سوريا يوحي بأنها تريد لنفسها مخرجاً من الحرب هناك، وربما يفتح المجال أمام تشكيل حكومة يقودها شخص آخر غير بشار الأسد.
لكن مسؤولين أميركيين، قالوا إن موسكو لم تشرع بعد في نقل معداتها وآلياتها العسكرية إلى خارج سوريا، ومن ثم فإنه من السابق لأوانه تقدير حجم القوات التي سيبدي الرئيس فلاديمير بوتين إعادتها إلى بلاده.
ورأت المجلة التي تأثر بشكل كبير على صانعي القرار في واشنطن، أن الانسحاب قد يعني نهاية الدعم الروسي غير المشروط للأسد ويشيع فسحة من التفاؤل بحل دبلوماسي يضع حدا لما وصفته بـ”المجزرة البشعة” في سوريا.
ونقلت المجلة عن الخبير في الشؤون السورية بمركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أندرو تابلر، القول “يبدو أن روسيا قد تراجع دعمها للأسد بغية الضغط عليه ليقدِّم تنازلات في طاولة المفاوضات، وحتى الآن ليس ثمة ما ينبئ بأنه مستعد للتنازل عن الكثير”.
من جانب أخر، فإن بعض المحللين يرون أن الثقة الزائدة التي كان يبديها النظام بدأت تتلاشى تدريجياً، وقال جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، الذي ظل حتى الأسبوع الأخير على تواصل مع مسؤولين مقربين من نظام الأسد في دمشق، قال إنهم لم يعودوا يردون على اتصالاته الهاتفية، وهو أمر مفاجئ.
وأضاف “لا أحد من المسؤولين السوريين في دمشق يرد على هاتفي. هذا يقودني للاعتقاد بأنهم محبطون تماما”.
بالمقابل، فإن صحيفة وول ستريت جورنال ترى أن انسحاب روسيا، جاء بعد أن مكَّنت للأسد ورسَّخت أقدامه بما يجعله في وضع أفضل لاستغلال المفاوضات التي تنعقد بوساطة أميركية روسية.
وأشارت إلى أن بوتين بإعلانه سحب قواته يأمل انتزاع تنازلات من الولايات المتحدة وأوروبا، فهو يريد من الغرب أن يخفف عقوباته على بلاده ويدرك أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يتطلع إلى عودة العلاقات إلى طبيعتها مع موسكو.
كما أن الانسحاب قد يكون محاولة من جانب بوتين لمنح أوباما غطاء دبلوماسيا يعينه على إعادة ضبط العلاقات بين البلدين قبيل مغادرته البيت الأبيض.
وخلصت الصحيفة إلى أن التدخل الروسي لم يُنه الحرب في سوريا، حيث لا يزال تنظيم “الدولة” يسيطر على معظم أجزاء البلاد.
وأردفت قائلة إن مكافحة الإرهاب لم تكن يوما غاية بوتين، فقد أراد أن يُظْهِر للعالم أن روسيا تقف إلى جانب حلفائها، وأن ينتزع نفوذا جديدا لبلاده في الشرق الأوسط وأوروبا.
======================
إسرائيل هيوم :البروفيسور ايال زيسر  16/3/2016 :تركيا: اللاجئون وأزمة سياسية وداخلية
الغد الاردنية
تدهورت العلاقات بين تركيا وبين الاكراد – داخل الدولة وخارجها في سورية المجاورة – جدا في السنوات الاخيرة. فنجاح الاكراد في سورية في ان يقيموا لانفسهم، بمساعدة أميركية بل وروسية – ما يشبه الحكم الذاتي، يقلق الاتراك جدا بسبب ما للخطوة من آثار على مواطني تركيا من اصل كردي والذين يشددون في السنوات الاخيرة على هويتهم الكردية على نحو متزايد. لا غرو إذن انه بينما يكافح الأميركيون ضد داعش ويوجه الروس ضرباتهم إلى الثوار السوريين، يعمل الاتراك عسكريا ضد الاكراد في سورية ويشددون الخطوات التي يتخذونها ضد التنظيم السري الكردي داخل تركيا.
ومع ذلك، في تركيا وخارجها كان هناك من شككوا في ان يكون الاكراد يقفون خلف عمليات الارهاب. فبعد كل شيء، لداعش أيضا يوجد حساب مفتوح مع الحكومة. التنظيم منشغل في حروبه في داخل سورية والعراق، ولكنه عمل من قبل ضد الاتراك، وان كان لحقيقة أن طائرات التحالف التي تهاجم قواته في سورية وفي العراق تقلع من مطارات تركية.
وهكذا من سياسة عنوانها "صفر مشاكل" في العلاقات الخارجية، يجد اردوغان نفسه مع "صفر اصدقاء" وامام جملة من الاعداء. فالى جانب الهجمة الارهابية وصراعه ضد الاكراد وداعش يعيش اردوغان اليوم في نزاع صاخب مع الروس، بلغ حافة المواجهة العسكرية بعد اسقاط الاتراك لطائرة روسية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. اما مع الادارة الأميركية فيعيش اردوغان مواجهة سياسية سبب دعم الأميركيين للاكراد السوريين، المربوطين بحبلهم السري بتنظيم حزب العمال الكردستاني الذي يعمل في تركيا، ويعتبره اردوغان تنظيما ارهابيا. وفي العالم العربي ايضا بقي اردوغان بلا اصدقاء بعد أن تنازع مع النظام المصري بسبب تأييده للاخوان المسلمين في هذه الدولة.
 وفضلا عن كل هذا، تغرق تركيا في بحر من اللاجئين. فقد استوعبت هذه الدولة في اراضيها قرابة 3 ملايين لاجئ من سورية وهؤلاء يواصلون الوصول اليها. ويتزايد العبء على الاقتصاد التركي ومعه ايضا المخاوف من وصول ارهابيين الى الاراضي التركية. بعض اللاجئين فقط سيواصلون طريقهم إلى أوروبا، وهذه الاخيرة تتوقع بان تكون تركيا هي التي تستوعبهم في اراضيها. وبالطبع، يجب أن نتذكر ايضا الساحة التركية الداخلية، والتي يتصاعد فيها التوتر لدرجة المواجهة مع الانتقاد المتعاظم على سيطرة اردوغان على وسائل الاعلام التي تنتقده بل ومحاولة اسكات هذا الانتقاد. وكلاعب السيرك الذي اجاد جدا اللعب بالكرات ولكنه يجدها تتساقط الواحدة تلو الاخرى من يديه، يمكن أن نفهم لماذا يتطلع اردوغان إلى القدس. فلعل من استئناف الحوار مع إسرائيل سيأتي الخلاص.
======================
هآرتس :عاموس هرئيل  16/3/2016 :بوتين يخفف قواته ويترك أسئلة مفتوحة
الغد الاردنية
أمسك البيان الدراماتيكي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اخراج معظم قواته العسكرية من سورية يوم الاثنين وزيري دفاع الولايات المتحدة واسرائيل في ذروة لقاء عمل في واشنطن. فقد فوجئ يعلون من البشرى. والسؤال ما الذي عرفه مضيفه، أشتون كارتر، قد يتضح في الايام القادمة.
في كل ما يتعلق بسورية، تواصل روسيا إثارة الدهشة. فهي تنفذ انعطافات حادة دون ان تؤشر على الاتجاه مسبقا وبعد ان تفعل تقدم القليل جدا من الشرح. هذا النهج ميز بداية تدخلها العسكري في سورية في أيلول الماضي. فقد بعث بوتين بطائراته إلى سورية دون إعلان مسبق كرد على طلب يائس من الرئيس بشار الاسد، جاء في بداية الصيف حين قضمت منظمات الثوار ما تبقى من اراضي تحت سيطرة النظام.
ونجحت الغارات الجوية الروسية التي بدأت قبل نحو شهر، في أن تثبت خطوط الدفاع للاسد. في شهري كانون الثاني – شباط من هذا العام، مع تشديد القصف الروسي، والذي لم يبذل جهدا خاصا في التمييز بين المواطنين والمقاتلين او بين منظمات الثوار الواحدة عن الاخرى، حقق التحالف المؤيد للنظام انجازات اضافية. فقوات الاسد، باسناد الحرس الثوري الايراني والميليشيات الشيعية المختلفة، سيطرت على بعض البلدات في جنوب الدولة وفي شمال الغرب منها.
 في موعد قريب من وقف النار في نهاية الشهر الماضي، اقتربت قوات النظام من محاصرة الثوار في مدينة حلب الكبرى في شمال سورية. ويصمد وقف النار هذا، والذي جاءت في أعقابه جهود متجددة لتحريك حل سياسي لسورية، على نحو جيد اكثر مما توقعته معظم أجهزة الاستخبارات في الغرب.
 وتتواجد القوات الروسية في سورية لفترة تتجاوز ضعف الفترة التي حددها بوتين للمهامة في الاصل.
 ويضمن البيان الروسي في المعلومات. فقد أشار بوتين إلى ان بلاده ستواصل الاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية في المنطقة العلوية في شمال غرب سورية. ومعقول أن تكون هذه المهامة بحاجة لقوات برية بحجم اصغر، بضع مئات الجنود الذين يستخدمون اجهزة الدفاع المختلفة. كما أن موسكو لا تخرج عن طورها كي تشرح اعتباراتها. يحتمل أن يكون هنا اعتراف بقيود القوة العسكرية والتي تبدي الاستعداد لاستخدامها.
أما الاهداف الاساس التي تحددت – استقرار النظام، ضمان التراجع الأميركي عن مطلب المغادرة الفورية للاسد واستئناف المفاوضات الدبلوماسية – فقد تحققت عمليا. ومن أجل ضمان اعادة سيطرة النظام على المناطق الواسعة التي فقدها في صالح الثوار، ستكون روسيا مطالبة ليس فقط بتشديد الغارات الجوية بل وان تدفع بقوات مقاتلة كبيرة على الارض. ومن شأن هذا أن يكون كلفة لا بأس بها على الاقتصاد الروسي المتعثر. وفي الاسابيع الاخيرة هددت السعودية بتسليح منظمات الثوار السوريين بصواريخ متطورة مضادة للطائرات. كل دولة وصدمتها العسكرية. يحتمل أن يكون الروس سعوا إلى أن يعفوا انفسهم من العودة إلى ورطتهم في افغانستان في الثمانينيات حين فقدوا مروحيات، طواقم جوية ومقاتلين جراء اصابات صواريخ ستينغر التي وفرها الامريكيون للثوار الافغان.
 ومثل جورج بوش الابن بعد المرحلة الأولى من حرب العراق في 2003، يمكن لبوتين أن يخرج الآن بالإعلان عن ان المهامة انجزت. وقد عاد وركز نفسه على الخريطة الدولية كلاعب اساس يجب أخذه بالحسبان. وبالمقابل لا يسارع على ما يبدو إلى التضحية برجاله قد يعيد للاسد السيطرة على تلك الاقاليم البعيدة من زاوية نظر روسيا.
إذا ما ضمن لاحقا كنتيجة لذلك وقف نار طويل وتسوية ما لتقسيم سورية عمليا بين المعسكرات الصقرية، فيما يسيطر الاسد في دمشق وفي المنطقة العلوية وتواصل روسيا الاحتفاظ بميناء المياه الدافئة في طرطوس، الضروري لها، يحتمل أن تكون روسيا قامت بمهمتها.
 ولكن موسكو ليست اللاعب الوحيد في هذا الملعب المعقد. فبالنسبة لدول الشرق الاوسط، مثلما بالنسبة للغرب، تبقى سياسة بوتين واعتباراته مثابة لغز.
وبالصدفة تماما سيكون اليوم رئيس الدولة رؤوبين ريفلين الضيف الاجنبي الاول الذي سيتمكن من محاولة اخذ الانطباع في موسكو عن نوايا الزعيم الروسي.
  منذ نقل الطائرات الروسية إلى القواعد في شمال سورية، تصرفت اسرائيل بحذر زائد مع الجبار الذي استقر في ساحتها الخلفية. لم تستطب القدس المساعدة الروسية المتزايدة للاسد، وبالاساس النجاحات التي حققها المحور الذي بين دمشق وايران وحزب الله بفضل الغارات الجوية الروسية. ولكنها حرصت على أن تبتعد عن مناطق الهجمات الروسية وتقلص المخاطرة بمعارك جوية غير مقصودة.
  معقول أن تستقبل اسرائيل الان اخراج الطائرات الروسية ببعض الارتياح. ولكن ما سيأتي بعد ذلك يكاد لا يكون قابلا للتوقع. فوقف النار، وان كان جزئيا، يفرض منذ نحو اسبوعين ونصف. وفي الايام الاخيرة استؤنفت في بعض المدن في سورية المظاهرات غير العنيفة ضد النظام. اما الاسد من جهته فيمتنع حاليا عن قصف المتظاهرين ببراميل الوقود. ولا يزال، سبق أن تعلمنا في هذه المنطقة أن التقديرات الاكثر تشاؤما هي التي تميل إلى التحقق.
======================
يديعوت أحرونوت: أفرايم هليفي  16/3/2016 :محور بوتين في الشرق الاوسط
الرئيس بوتين، على عادته، اضطر إلى حدث دراماتيكي كي يعلن عن أن مهام روسيا العسكرية في الجبهة السورية قد أنجزت وعليه فقد أمر ببدء انسحاب "القسم الاساس" من قواته من الدولة. وفي بيانه لم يحدد بدقة ما هي تلك المهام التي انجزت، ولكنه تكبد عناء التشديد على أن القواعد المركزية لن تغلق، ولا سيما القاعدة الجوية في اللاذقية والتي تم توسيعها جدا في الاشهر الخمسة الاخيرة من القتال. وسيبقى التواجد الروسي، ولا سيما الجوي، في المنطقة لفترة غير محدودة، وسيعزز من جديد اذا ما نشأت حاجة روسية أو سورية تستوجب ذلك. في هذه الاثناء تواصل روسيا الغارات الجوية، ومن هذه الناحية لا يشكل إعلان بوتين أمس نهاية العنف في سورية. على طريقة الرئيس الروسي، لن تتضح نواياه الا بعد وقت.
هذا هو الوقت لاجراء وزن مرحلي عن الجبهة السورية. فقد تميزت الاشهر الاخيرة بنشاط روسي مكثف وحر في سماء دمشق وباقي مدن الدولة. مئات وربما آلاف الاهداف قصفت والحقت اضرارا هائلة بالارواح والممتلكات، سواء في مناطق القتال أم في المناطق المدنية. وقد عملت روسيا بلا قيود ونجحت في تغيير موازين القوى بين مقاتلي الاسد ومعارضيه. ولكن في هذه الفترة لم يتحقق حسم، وقوات الجماعات المختلفة المعارضة للحكم العلوي لم تدمر – فقد بقيت نازفة ولكنها حية ترزق.
لقد حقق التعاون الروسي – الإيراني والاستثمار الكبير لقوات طهران الخاصة إنجازات ذات مغزى، ولكن هذا التعاون ابرز قصر يد إيران عن الانتصار وتثبيت سيطرتها في سورية، ضمن أمور اخرى في دور انتاج تهديد إيراني ذي مغزى على إسرائيل. والاحرى، فقد حددت إسرائيل لإيران الحدود وفي سلسلة أعمال نجحت في صد محاولات طهران خلق تواجد على مقربة من الحدود الإسرائيلية – السورية. ومن سلوك اللاعبين في الميدان يمكن الاستنتاج بان روسيا لم تحاول مساعدة إيران في تحقيق نواياها.
لقد خرجت روسيا رابحة من ترتيبات التنسيق العملياتي مع إسرائيل، والتي تقررت عندما زار رئيس الوزراء موسكو قبل بضعة اشهر. وقد أجدى صمت إسرائيل عن النشاط الروسي الواسع خلف الحدود لروسيا أيضا على مستوى صورتها الدولية. فتحت السطح قبعت منظومة "اخذ وعطاء" نضجت لدرجة تحقيق منفعة الطرفين. ثمة أساس للافتراض بان هذه السياسة لن تمس بعلاقات إسرائيل والولايات المتحدة، التي هي الاخرى وبشكل غير مباشر استفادت من نجاح إسرائيل في منع انجاز إيراني في جنوب سورية وفي هضبة الجولان.
على هذه الخلفية تشكل زيارة رئيس الدولة الحالية إلى موسكو فرصة ليس فقط للسماح له بتلقي ايضاحات عن نوايا بوتين في الزمن القريب القادم. فمثلما يمكنه أن يبارك وضع العلاقات بين إسرائيل وروسيا، يمكن لريفلين ايضا أن يفحص استعداد بوتين لممارسة تأثير كابح للجماح على إيران في الفترة الحرجة القريبة القادمة.
لقد كانت علاقات روسيا – إيران منذ البداية معقدة جدا: فروسيا كانت وما تزال موردة سلاح مركزي لإيران. مليارات الدولارات التي تتحرر للاستخدام الإيراني في أعقاب الاتفاق النووي تستخدم  ضمن امور اخرى لتمويل المشتريات الإيرانية في روسيا. وتأثير روسيا على طهران أكبر بلا قياس من تأثير الولايات المتحدة. فبوسع روسيا أن تضغط على إيران كي تنفذ بشكل دقيق التزاماتها بالطريقة الأكثر نجاعة.
عادت إيران مؤخرا لتنفيذ تجارب على وسائل اطلاق الصواريخ الباليستية المخصصة ضمن أمور اخرى لحمل سلاح نووي. وكان بنيامين نتنياهو عمل في التسعينيات، في اثناء توليه منصب رئيس الوزراء في ولايته الأولى، عمل بلا كلل بهدف وقف المساعدة الروسية المباشرة للبحث والتطوير لهذه الوسائل. وقد كانت تلك ايام مختلفة؛ أما التعاون الروسي – الإيراني في سورية فأنتج هامش علاقات عملياتي مهم بين الدولتين.
ان ارسال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة لرفع احتجاج علني ضد التجارب الإيرانية ضروري للوجه العلني في الدبلوماسية الإسرائيلية، ولكن الاهم هو المحاولة الإسرائيلية الجدية لفحص عميق لجوهر علاقاتنا المتطورة مع روسيا. فخطوة روسية لوقف الانشغال الايراني باجهزة اطلاق الصواريخ كفيلة بان تعطي منفعة كبرى للطرفين. "المسافة بين طهران وتل أبيب تشبه جدا المسافة بين طهران وموسكو"، هو قول سمعته أكثر من مرة في روسيا على مدى السنين.
 
 *رئيس الموساد الاسبق
======================
سيفغي أكارسيسمي - (النيويورك تايمز) 8/3/2016 :تعصب أردوغان الاستبدادي
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
إسطنبول-  يبدو أن السيطرة الفعلية التي يتمتع بها الرئيس التركي أردوغان على أغلبية الصحف ومحطات التلفزة التركية ليست كافية. ففي الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بتعصب زعيمها الاستبدادي، سيطرت حكومته على صحيفة، "زمان اليوم"، وصحيفة "زمان" الأم الناطقة بالتركية، والتي تعد الصحيفة اليومية الأكثر تداولاً في البلاد. ومعاً، كان هذان العنوانان في عداد القلة من الأصوات المستقلة المتبقية داخل تركيا -وكانت صحيفة "زمان اليوم" بشكل خاص مصدراً إخبارياً موثوقاً ناطقاً بالإنجليزية للدبلوماسيين والأكاديميين والوافدين في تركيا.
يوم الجمعة، الرابع من آذار (مارس)، عينت محكمة تسيطر عليها الحكومة التركية مجموعة أمناء للاستيلاء على الصحيفتين، فيما يرقى إلى هجوم مدفوع بدوافع سياسية. وعند منتصف الليل، واجه المحتجون قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه عندما داهمت شرطة مكافحة الشغب مقراتنا الرئيسية في إسطنبول.
واستخدمت السلطات أدوات القوة لفتح البوابة الحديدية للبناية عنوة. وفي اليوم التالي، تم قطع خط الإنترنت لمنع العاملين من العمل على إصدار طبعة خاصة عن عملية الاستيلاء. ومنذ ذلك الحين، عكفت السلطات على نزع قوابس الخوادم الحاسوبية للصحيفة، مما أدى إلى تدمير أرشيفاتنا الرقمية.
وبعد ساعات من الغارة قلت لضابط الشرطة الذي كان يدخن سيجارة خارج البوابة الرئيسية: "هذه منطقة يمنع فيها التدخين"، فأجاب: "لم يعد الأمر كذلك". وتؤشر هذه الإجابة عن تحول واسع النطاق في تركيا: مسار خطير في اتجاه وضع نهاية لحكم القانون.
من السيئ بما يكفي أن يكون أكثر من عشرين صحفياً تركياً قابعين الآن خلف القضبان في السجون. لكن يوم الجمعة سوف يُذكر كيوم قمعت فيه الحريات الإعلامية بطريقة أكثر شدة من أي وقت مضى، وفي انتهاك فاضح للدستور.
في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تم اعتقال صحفيين تركيين بارزين، كان دندر وإيردم غول، وهما محرران كبيراً في صحيفة (كومحريت) على تهم بمساعدة تنظيم إرهابي ونشر مادة شكلت تهديداً لأمن الدولة. وقد أطلق سراحهما في الشهر الماضي، بعد أن قضت المحكمة الدستورية بأن حقوقهما قد انتهكت، لكنهما ما يزالان يواجهان المحاكمة، وإذا تمت إدانتهما فإنهما قد يواجهان حكماً بالسجن المؤبد. وكان السيد أردوغان قد قال إنه "لا يحترم" قرار المحكمة الذي قضى بالإفراج عنهما.
ليس الضغط شيئاً جديداً. ففي كانون الأول (ديسمبر) من العام 2014، اعتقلت سلطات الدولة رئيس تحرير صحيفة "زمان" في حينه، أكرم دومانلي، كجزء من حملة منهجية على منتقدي الحكومة. وكان سلفي رئيس تحرير "زمان اليوم"، بولاند كينس، قد سجن في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بسبب تعليقات منتقدة أرسلها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". كما تلقيت أنا شخصياً حكماً بالسجن مع وقف النفاذ في وقت متأخر من العام الماضي بسبب رد شخص آخر على واحدة من تغريداتي على موقع "تويتر".
لماذا نتعرض للاستهداف من الرئيس؟ وفق أمر المحكمة، فإن هذه الصحف متهمة بنشر "دعاية إرهابية" وبمساعدة تنظيمات إرهابية. وقد أصبح هذا الاتهام صالحاً لتبرير اعتقال الجميع ولشن حملة على منتقدي الحكومة.
في الماضي، دعمت صحيفتا "زمان" و"زمان اليوم" حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان وسياساته الموالية للغرب والتي تؤهل البلد ديمقراطياً، بالإضافة الى جهوده لتطبيق إصلاحات من شأنها تمهيد الطريق نحو عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، ومنذ بداية هذا العقد، تحول السيد أردوغان وحزبه ليكونا أكثر استبداداً باطراد.
ولنأخذ على سبيل المثال رد الشرطة الوحشي على الاحتجاجات التي شهدها متنزه غازي في اسطنبول في العام 2013، وهي الاحتجاجات التي تم تنظيمها بعد اقتلاع الأشجار وإنشاء سوق مركزي للتسوق في مكانها. وقد اجتذبت تلك الاحتجاجات في حينه تغطية إخبارية عمت العالم واستدعت الانتقاد من معظم حلفاء تركيا الغربيين.
وفي آذار (مارس) 2014، بدا أن السيد أردوغان، الذي كان حينها رئيساً لوزراء تركيا (وانتخب رئيساً في وقت لاحق من ذلك العام) يقوم بإعلان طبيعة الحكم الجديد -حكم يتضمن إسكات كل أنواع المعارضة- عندما دعا الى إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"يوتيوب". ثم ذهب أبعد من ذلك ليصف "تويتر" بأنه -"أسوأ خطر على المجتمع".
بدأ القمع الفعلي في العام 2013 بعد أن أسفر تحقيقان في قضايا فساد عن إعفاء وزراء عدة من مناصبهم في المجلس الوزاري. وفي محاولة لصرف الانتباه بعيداً عن مزاعم الفساد، اتهم السيد أردوغان المنتقدين بأنهم جزء من "هيكل موازٍ" من تنظيم الداعية التركي فتح الله غولن وحركته "حزمت" التي كانت تسعى إلى الإطاحة به، وتبع ذلك اصطياد ساحرات للبيروقراطيين ورجال الأعمال والصحفيين والمعلمين وناشطي حقوف الإنسان والمواطنين العاديين الذين يبدون تعاطفاً محسوساً مع السيد غولن الذي ما يزال يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا منذ العام 1999.
مع أن مواعظه كانت قد نشرت في صحيفة "زمان"، فإنها لم تكن للسيد غولن أي روابط رسمية مع المجموعة الإعلامية التي تمتلك هذه الصجف. ومع ذلك، فأن أمر المحكمة الذي مكن من الاستيلاء على صحيفة "زمان" وشقيقتها "زمان اليوم"، من دون تقديم أي حجة تثبت أن السيد غولن يسيطر على الصحفيتين. وثمة العديد من زملائي الذين يستلهمون تعاليمه السلمية والمعتدلة -مثل ملايين الناس من حول العالم- لكن من المهين لذكائهم وكرامتهم الاقتراح بأنهم يخضعون لسيطرته.
قد يكون هذا آخر مقال أكتبه كرئيس لتحرير "زمان اليوم"، لأنني اعترضت على الرقابة التي تمارسها الإدارة الجديدة في اليوم الذي حولوا فيه صحيفة "زمان" إلى ناطق بلسان الحكومة بنشر مادة غلاف موالية للحكومة. ويجب على العالم أن يقول لنظام أردوغان أن الكيل قد طفح.
كما شاهدنا في حكم المحكمة على السيد دوندار والسيد غول، والذي جاء بعد أن أعرب نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن عن دعمه للصحفيين، فإن المجموعة الدولية ما تزال تتوافر على تأثير على تركيا. وقد يأتي مجرد إظهار القلق على حرية الصحافة والحريات المدنية في تركيا بينما يتم غض الطرف عن الانتهاكات لصالح التجارة والصفقات الاقليمية بنتائج سلبية الآن. وما لم يتخذ الغرب إجراء حازماً لوقف انزلاق السيد أردوغان إلى ممارسة حكم سلطوي مستبد، فإنه يخاطر بفقدان حليف مستقر وديمقراطية نادرة في دولة ذات أغلبية مسلمة.
 
*هو رئيس تحرير صحيفة "زمان اليوم" التركية الناطقة بالإنجليزية.
======================
باتريك كوبيرن – (الإندبندنت) 14/3/2016 :كيف أدار باراك أوباما ظهره للسعودية ولحلفائه السنة؟
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
غاب عن بال المعلقين إدراك الأهمية البالغة للانتقاذات اللاذعة التي وجهها أوباما إلى السعودية والدول السنية المتحالفة منذ وقت طويل مع الولايات المتحدة، على إثارتها الكراهية الطائفية ومحاولتها جر الولايات المتحدة إلى خوض حروب إقليمية نيابة عنها. وفي سلسلة من المقابلات المطولة التي أجراها معه جيفري غولدبيرغ ونشرتها مجلة "الأتلانتيك"، يشرح أوباما كيف أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة مواصلة تقليد مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية التي يزدري وجهات نظرها في الأحاديث الخاصة، عن طريق منح دعم أوتوماتيكي للسعوديين وحلفائهم
وتكتسب أطروحات أوباما أهمية بالغة لأنها ليست مرتجلة، وإنما هي ملاحظات مفصلة وواسعة النطاق ومدروسة بعناية، والتي تفضي إلى منطلقات جديدة تماماً في السياسة الأميركية. وجاءت نقطة التحول المفصلية في 30 آب (أغسطس) 2013، عندما رفض أوباما شن ضربات عسكرية في سورية. وكان ذلك سيفضي في واقع الأمر إلى بدء عمل عسكري أميركي هناك، من أجل فرض تغيير النظام في دمشق، وهو مسار عمل كان قد اقترحه الكثيرون في مجلس وزراء أوباما ومن المختصين في السياسة الخارجية الأميركية.
كانت كل من السعودية وتركيا ودول الخليج على قناعة لفترة وجيزة بأنها ستحصل على ما تريد وبأن رغباتها ستتحقق، وبأن الولايات المتحدة ستقوم بالعمل نيابة عنها من خلال الإطاحة بالأسد. وزعم هؤلاء أن القيام بذلك سيكون عملاً سهلاً، ولو أنه سيتم فقط في حال حدوث تدخل أميركي شامل، وأنه سينتج فراغاً في السلطة، والذي ستملؤه الحركات الإسلامية الأصولية، كما حدث في العراق وأفغانتسان وليبيا. ويقول غولدبيرغ أن أوباما، برفضه قصف سورية "تخلى عما يسميه، بسخرية "كتاب قواعد لعبة واشنطن". كان ذلك هو يوم تحرره".
ظلت الولايات المتحدة تحجم بوضوح منذ 11/9 عن توجيه أي لوم إلى السعوديين على خلق الجهادية السلفية، التي تقع في القلب منها الكراهية الطائفية السنية للشيعية وغيرها من التنويعات الإسلامية، بالإضافة إلى العادات الاجتماعية القمعية، بما فيها الحط من قدر النساء واختزالهن إلى مرتبة وضيعة. ويبدو أوباما مستنيراً جيداً فيما يتعلق بأصول تنظيمي القاعدة و"داعش"، ويصف كيف أن الإسلام في إندونيسيا، حيث عاش شطراً من طفولته، كان قد أصبح أكثر تسامحاً وشمولية. وعندما سئل عما حدث، ينقل غولدبيرغ عن أوباما قوله: "لقد سرب السعوديون وعرب الخليج الآخرون الأموال، وأعداداً كبيرة من الأئمة والمعلمين، إلى ذلك البلد. وفي التسعينيات، مول السعوديون بكثافة المدارس الوهابية والمعاهد الدينية لتعليم النسخة الأصولية من الإسلام التي تفضلها العائلة الحاكمة السعودية". ويؤثر التحول نفسه في إسلام التيار السائد السني نحو "الوهبنة" على الغالبية العظمى من الـ1.6 مليار مسلم سني في العالم.
قامت دول النفط العربية بتوسيع نفوذها باستخدام العديد من الوسائل، بالإضافة إلى التبشير الديني، بما في ذلك الشراء البسيط للناس والمؤسسات التي يرونها نافذة. وقد أظهرت المؤسسات الأكاديمية التي كانت في السابق ذات سمعة حسنة نفسها في واشنطن نفسها كمؤسسات جشعة بلا خجل للمعونات القادمة الخليجيين وغيرهم، مثل أمراء الحرب الطُفَيليين والقادة الفاسدين في العراق وسورية ولبنان وغيرها.
ويقول السيد غولدبيرغ، الذي تمتع بوصول استثنائي إلى أوباما وموظفيه لفترة طويلة: "هناك شعور سائد في داخل البيت الأبيض، هو أن العديد من مؤسسات الفكر والرأي الأكثر بروزاً في شؤون السياسة الخارجية في واشنطن، تقوم فقط بتنفيذ العطاءات لمموليها من العرب وأنصار إسرائيل. وقد سمعت أحد مسؤولي الإدارة وهو يشير إلى جادة مساشوستس، وهي مكان العديد من هذه المؤسسات الفكرية، على أنها "الأراضي العربية المحتلة". وتعمد محطات التلفزة والصحف بسعادة إلى اقتباس الخبراء من مثل هذه المؤسسات الفكرية، كما لو أنهم أكاديميون غير منحازين ومتمتعين بموضوعية لا تشوبها شائبة.
سوف يكون من المهم، بعد الانتخابات الأميركية، معرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سيواصل إعادة موازنة السياسة الخارجية الأميركية بحيث تبتعد عن الاعتماد على القوى السنية الساعية إلى استخدام الجيش الأميركي و"عضلات" أميركا السياسية لخدمة مصالحها الخاصة. وكان الزعماء الأميركيون السابقون قد أغلقوا أعينهم عن ذلك، بطريقة جلبت عواقب كارثية وخيمة في أفغانستان والعراق وليبيا وسورية. ويقول غولدبيرغ إن أوباما قد "استنطق، وبقسوة في كثير من الأحيان، الدور الذي يلعبه حلفاء أميركا السنيون في إثارة الإرهاب المعادي لأميركا. وهو غاضب بوضوح من أن عقيدة السياسة الخارجية المتعصبة تلزمه بمعاملة السعودية كحليف".
لعل الأمر الغريب حقاً في المنطلقات الجديدة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية هو أنها استغرقت وقتاً طويلاً قبل أن تحدث. ففي غضون أيام من 11/9، أصبح معروفا أن 15 من أصل 19 من الخاطفين كانوا سعوديين، وكذلك كان أسامة بن لادن والمانحون الذين مولوا العملية. وبالإضافة إلى ذلك، واصلت الولايات المتحدة معاملة السعودية وتركيا وباكستان ودول الخليج كما لو أنهم كانوا قوى عظمى، في حين تشير كل الأدلة إلى أن قوتهم الحقيقية وولاءهم الحقيقي للغرب كانا محدودين.
مع أنه كان واضحاً أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على هزيمة طالبان طالما ظلت تتلقى الدعم والملاذ من باكستان، فإن الأميركيين لم يعمدوا أبداً إلى مواجهة بهذه القضية. ووفقاً لغولدبيرغ، فإن أوباما "يتساءل في الأحاديث الخاصة عن السبب في أن باكستان، التي يعتقد أنها دولة مختلة وظيفياً، يجب أن تعد حليفاً للولايات المتحدة من الأساس". وفيما يتعلق بتركيا، فقد كانت لدى الرئيس الأميركي آمال في زعيمها أردوغان، لكنه أصبح ينظر إليه بعد ذلك كحاكم استبدادي فشلت سياساته.
لعل أحد الملامح البارزة والمدهشة في سياسة أوباما الخارجية هي أنه يتعلم من الإخفاقات والأخطاء. ويقف ذلك في تناقض صارخ مع وضع بريطانيا، حيث ما يزال ديفيد كاميرون يزعم أنه فعل الشيء الصائب بدعمه للمعارضة المسلحة التي حلت محل القذافي في ليبيا، في حين ينعي جورج أوزبورن رفض البرلمان البريطاني التصويت لصالح قصف سورية في العام 2013.
ليس من المستغرب أن يبدو أوباما مزدرياً تقريباً لكاميرون والرئيس الفرنسي في ذلك الوقت، نيكولا ساركوزي، اللذين لعبا دوراً بارزاً في المطالبة بحملة قصف جوية ينفذها حلف الناتو في ليبيا. وقد ذهبت أميركا مع تبجح ساركوزي كثمن للدعم الفرنسي، مع أن أوباما يقول "نحن (الولايات المتحدة) الذين محونا الدفاعات الجوية كافة وأقمنا بشكل أساسي كامل البنية التحتية للتدخل". وعلى الرغم من كل الجهود الأميركية التي بذلت لعدم ارتكاب الأخطاء نفسها التي تم ارتكابها في العراق في العام 2003، يقر أوباما بأن "ليبيا هي فوضى كاملة"، ويسميها في الأحاديث الخاصة "عرض القرف"، ويلوم على ذلك في بعض الأحيان سلبية حلفاء الولايات المتحدة والانقسامات الليبية القبلية.
بعد ثلاث سنوات، عمل انحدار ليبيا إلى الفوضى وحكم أمراء الحرب ليكون بمثابة تحذير لأوباما من مغبة التدخل العسكري في سورية؛ حيث قدر -محقاً- أن كارثية ليبيا يمكن أن تتكرر.
لكنه لم يكن لهذه السابقة الليبية مثل هذا التأثير على ديفيد كاميرون أو على وزير الخارجية، فيليب هاموند، اللذين يستمران في الدفاع عن العمل المسلح، باستخدام حجج كان الرئيس أوباما قد تخلى عنها بعد أن أفقدتها الأحداث مصداقيتها، بالإضافة إلى كونها محاولة خادمة للذات يبذلها آخرون لركوب ظهر القوة الأميركية.
سوف يصبح أكثر وضوحاً في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الرئاسية المقبلة إلى أي مدى يمكن أن تنسجم الإدارة الجديدة مع نظرة أوباما الواقعية تجاه السعودية وتركيا وباكستان وبقية حلفاء الولايات المتحدة، وشكوكه حول مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية. ولا تبدو المؤشرات جيدة كثيراً، بما أن هيلاري كلينتون كانت قد دعمت غزو العراق في العام 2003، والتدخل في ليبيا في العام 2011، وقصف سورية في العام 2013. وإذا ما فازت بالبيت الأبيض، فإن السعوديين ومؤسسة السياسة الخارجية الأميركية سوف يتنفسون الصعداء.
======================
واشنطن بوست :نوح فيلدمان :الانسحاب الروسي من سوريا.. مكسب لـ«داعش»
تاريخ النشر: الخميس 17 مارس 2016
لحظة الإعلان عن «إنجاز المهمة» تأتت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، حيث أعلن عن اعتزام روسيا سحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا بعد أن نجحت في قلب مجرى الحرب بين الأسد والثوار السوريين. الإعلان يفسر جزئياً لماذا دعم بوتين وقفاً لإطلاق النار وهدنة خلال الشهر الماضي: ذلك أن هدفه كان تعزيز المكاسب التي حققها مع الأسد. ومن منظور المصالح والحسابات الذاتية، يمكن القول إن العملية شكّلت نجاحاً كبيراً بالنسبة لبوتين: تكثيف القصف من أجل خلق أزمة إنسانية، بينما تحقق قواتك تقدماً على الميدان، ثم التفاوض حول سلام حتى تظهر بمظهر الرجل المحب للسلام، مع ضمان عدم قدرة الطرف الآخر على القتال والرد من دون خرق الهدنة. هذا علماً بأنك ستحقق كل ذلك بموازاة مع تعزيز وضعك التفاوضي مع الولايات المتحدة وأوروبا.
لكن الإعلان يشير أيضاً إلى أن بوتين لا مصلحة لديه في منح الأسد الدعم الذي يحتاجه لمحاربة قوات «داعش». ومن خلال إعلانه النصر قبل أن يواجه الأسد التنظيمَ المتطرف، فإن لسان حال بوتين يقول إن روسيا لا ترى مشكلة في بقاء «داعش» إلى أجل غير مسمى. والحال أن فقدان بوتين الاهتمام أمر مؤسف، على اعتبار أن استمرار تنظيم «داعش» كـ«دويلة» قائمة مزعزع لاستقرار المنطقة، وسيء للعالم، وكارثي بالنسبة لضحايا قمعها ووحشيتها. لكن للإنصاف ينبغي القول إن لا أحد آخر في المنطقة يبدو مهتماً جداً بمحاربة «داعش». وعلى ما يبدو، فإن بوتين خلص بكل بساطة إلى أنه سيربح أقل إنْ هو حاول قتال التنظيم -مع ما ينطوي عليه ذلك من احتمال الفشل- منه إذا أعلن النصر الآن وانسحب من الميدان.
لكن ينبغي ألا يتوهم أحد أن الأسد استشير بشأن قرار بوتين، الذي عكس مصالح روسيا، وليس مصالح نظامه. ولا شك أن الأسد سيفتقد الجنود الروس، وإنْ كان سيستمر ربما في تلقي بعض الدعم الجوي الروسي، لأن الروس أبقوا على قاعدتهم الجوية في حميميم بالقرب من اللاذقية. بيد أنه من غير المستبعد أن الأسد يتفق مع بوتين على أن محاربة «داعش» الآن تمثل خطوة غير واقعية وغير مضمونة النتائج. ذلك أنه سيكون من الخطير جداً أن تسعى سوريا لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم حتى مع دعم روسي، لأن الأسد يحتاج لكل القوات لديه من أجل الحفاظ على المكاسب التي حققها ضد الثوار السوريين، وخاصة بالقرب من حلب. كما أنه يحتاج لإقامة نوع من الحكومة الفعالة في الجزء الذي يسيطر عليه من سوريا.
وذلك معناه أن إعلان الحكومة الروسية يمثل مكسباً مهماً بالنسبة لـ«داعش»، لأن بوتين ضمن أنه لن يكون لدى الأسد خيار آخر غير السعي وراء سلام بارد مع التنظيم، فيحترم حدوده على أمل ألا يسعى لغزو الأراضي التي استعادها الأسد أو الزحف على دمشق.
ومن منظور «داعش»، فإن سلاماً بارداً ومؤقتاً مع الأسد يبدو أمراً مغرياً. ذلك أن التنظيم لا يستطيع حكم ملايين العلويين الموالين للأسد. ولأنه يعتبرهم كفاراً، فإنه سيحاول حملهم على تغيير مذهبهم أو طردهم أو قتلهم إن هو تمكن بطريقة ما من كسر النظام. وإلى ذلك، فإن «داعش» لا يستطيع القتال على جبهات متعددة في آن واحد، فهو يواجه قتالاً طويلاً مع الحكومة العراقية التي تحاول استعادة المناطق السنية في العراق. كما أنه من المحتمل أن يواجه نزاعاً طويل الأمد مع تركيا، والتي لا ترغب في «دولة» إرهابية بالقرب من حدودها، ومع الأكراد من كل الأطياف الذين سيقاتلون من أجل كل شبر من الأراضي.
وتحت هذه الظروف، فإن مصالحة قصيرة الأمد مع الأسد تبدو أمراً جيداً بالنسبة لـ«داعش». وفضلاً عن ذلك، يمكن القول إن بوتين والأسد أسديا خدمة كبيرة للتنظيم من خلال انتصاراتهما الميدانية الأخيرة على الثوار السوريين الآخرين. وقد لا يحدث ذلك فوراً، لكن «داعش» قد يتحول بسهولة إلى ما يشبه البديلَ السني الوحيد للأسد، وهو ما قد يعني انضمام المزيد من «المتطوعين» إلى صفوفه، بل ودعماً من السوريين السنة المحبَطين.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
لوفيغارو: تحوّل جديد في الصراع السوري يصبّ في مصلحة إيران
عربي21 - أمل عويشاوي# الخميس، 17 مارس 2016 12:46 ص 04
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرين حول تداعيات القرار الذي اتخذته روسيا، والقاضي بسحب جزء من قواتها من سوريا، واعتبرت أن  هذا القرار يصبّ في مصلحة إيران، ويساهم في تعزيز موقفها وضمان بقاء الأسد في السلطة.
وقالت الصحيفة، في هذين التقريرين اللذين ترجمت "عربي21" مقتطفات منهما، إن التدخل العسكري لروسيا، منذ أيلول/ سبتمبر 2015، أدخل تغييرات على التوازن الاستراتيجي في سوريا، خاصة حينما تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "معاقبة" نظام الأسد إثر استعمال هذا الأخير للأسلحة الكيماوية ضد شعبه. واليوم مثّل الانسحاب الروسي نقطة تحول في الصراع السوري، وسيخدم مصالح عديد الأطراف الأخرى، أبرزها إيران، كما تقول الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن الكرملين حقّق الأهداف التي كان يصبو إليها منذ بداية تدخّله في المنطقة، والتي تتمثل أساسا في تصدر المشهد السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق موازنة مع الولايات المتحدة. فمنذ تدخل روسيا العسكري ثم حديثها عن ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار، وصولا إلى الانسحاب، أثبت بوتين أنه "سيّد اللعبة" في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار بوتين بالانسحاب سيجنب روسيا العبء الإضافي على اقتصادها المنهك، نظرا لتكلفة الحرب الباهظة التي تخوضها في سوريا، وسيدفعها لمزيد من الضغط على نظام الأسد حتى يقوم بالتفاوض خلال محادثات جنيف، التي ستعقد خلال الفترة القادمة. كما سيكون لقرار الانسحاب انعكاس إيجابي على عديد القضايا، منها مأساة اللاجئين الفارين من القصف الروسي، بالإضافة إلى العلاقات الروسية التركية المهددة بالتصعيد.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن المختص في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إميل حكيم، أن "انسحاب روسيا سيدفع الجميع لإعادة النظر في مسؤوليّاتهم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما سيصبّ هذا الانسحاب في مصلحة إيران، وسيساهم في تعزيز موقفها في سوريا وضمان بقاء الأسد في السلطة".
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة موقف مسؤول إيراني، فضل عدم الكشف عن هويّته، أن "طهران ستسعى لنشر حوالي 2500 جندي من فيلق القدس في سوريا، بالإضافة إلى عدد من عناصر قوات الباسيج الذين تلقوا تدريبات خاصة في إيران، وذلك بهدف مساندة كل من الجيش السوري والمليشيات الموالية للأسد على الميدان".
وأوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، رحّب بقرار انسحاب القوات الروسية؛ حيث اعتبرت إيران منذ البداية أن التدخل الروسي ساهم في تعقيد الوضع في البلاد، خاصة أن الأسد أصبح يعتمد أكثر على حليفه الروسي. وبالتالي فإن انسحاب روسيا سيفتح المجال أمام إيران حتى تستعيد مكانتها في خضم التحالف الإيراني - السوري الذي جمع بين الجانبين منذ أكثر 30 سنة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تكبّدت خسائر فادحة على خلفية مشاركتها في القتال جنبا إلى جنب مع قوات النظام السوري، حيث ارتفع عدد القتلى في صفوف الإيرانيين إلى 260 قتيلا، منذ إعلان الحرس الثوري زيادة عدد مستشاريه العسكريين في سوريا، لكنّ ذلك لم يثنيها عن مواصلة دعم نظام الأسد، خاصة بعد انسحاب الجانب الروسي.
وذكرت الصحيفة أن تعزيز قوة إيران وموقفها داخل الأراضي السورية، بعدما أعلن بوتين عن انسحاب قواته، سيمثّل مصدر قلق لعدد من الدول، على رأسها السعودية، التي لطالما سعت جاهدة إلى الحدّ من توسّع عدوّها الشيعي، خاصة في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة.
كما اعتبرت أن انسحاب روسيا لن يؤثر على مصير تنظيم الدولة، على الأقلّ على المدى القصير؛ لأن القصف الروسي لم يستهدف منذ البداية مواقع هذا التنظيم، بل سعى فقط إلى إضعاف المعارضة السورية، وهو ما مكن تنظيم الدولة من الصمود حتّى هذه اللحظة، في ظل عدم جدية العديد من الدول في القضاء على هذا التنظيم، وعوضا عن ذلك سعت كلّ دولة إلى حماية مصالحها الفردية داخل البلاد.
ورجحت الصحيفة أن انسحاب روسيا لن يهدّئ من رحى الحرب التي تدور منذ أكثر من خمس سنوات على الأراضي السورية؛ نظرا لتعدد الأطراف وتداخل المصالح فيها، إلا إذا استطاع بوتين فرض حلّ دبلوماسي من شأنه حلّ هذا الصراع.
واعتبر إميل حكيم أن "الأزمة السورية ستغير المنطقة بشكل جذري، وربما كانت تداعياتها على المستوى الإقليمي من إقامة الدولة اليهودية".
======================
فايننشال تايمز: روسيا قللت خسائرها بسوريا بلا انسحاب كامل
لندن- عربي21- باسل درويش# الأربعاء، 16 مارس 2016 10:55 ص 03.7k
تغير ميزان الحرب في سوريا خلال الأشهر الستة التي تدخل فيها الطيران الروسي في هذا البلد، الذي يعاني من حرب أهلية منذ خمسة أعوام، لكنه فشل بشكل من الأشكال في تحقيق أهدافه.
ويرى سام جونز في تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، أن المحللين الدفاعيين والدبلوماسيين، الذين يراقبون الأهداف العسكرية والسياسية الروسية في سوريا، يتذكرون التكيتكات الدبلوماسية الروسية في أوكرانيا، ويقولون إن الكثير لا يزال بانتظار تحقيقه هناك.
وتجد الصحيفة أنه لهذا السبب، فإنه يتم التعامل مع قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ بالانسحاب من سوريا بنوع من الحذر، فقد أخبر وزير الخارجية البريطاني، الذي يعد من أكثر المتشددين حول روسيا في حلف الناتو، البرلمان البريطاني أن الانسحاب لا يعدو كونه خدعة تكتيكية، وقال: "في التعامل مع روسيا علينا أن نكون حذرين وواقعيين".
ويعلق التقرير بأن التدخل العسكري المستند إلى استعراض العضلات وعرض الرجولة، قام منذ البداية على التكيتكات وليس على استراتيجية طويلة المدى، مشيرا إلى أن بعض التكتيكات أثبتت أنها ذكية.
ويشير الكاتب إلى أن نظام الأسد كان في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر العام الماضي على حافة الانهيار، ونجح التدخل الروسي في حمايته وتعزيز قوته في اللاذقية، وأقام "دويلة" يمكن حمايتها في حالة عدم تحقق أهداف السلام.
وتستدرك الصحيفة بأن المحللين الغربيين يرون في هذه النتيجة أقل ما تريده موسكو من تدخلها، حيث يقول مسوؤل أمني أوروبي بارز إن الخطة العسكرية الروسية الأولى كانت أخذ القوات السورية التابعة للنظام وفي الأشهر الأولى قريبا من الحدود التركية، واستعادة مدينة حلب بالكامل، وشل المعارضة بطريقة تجبر واشنطن على القبول بالأمر الواقع، وتنضم مع روسيا وبقية الدول في الحرب ضد تنظيم الدولة.
وبحسب التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، فإن مقاومة المعارضة وشراستها أكثر مما توقعت روسيا، والمواجهة مع تركيا وعدم قدرة الإيرانيين على التوسع أكثر من طاقتهم، ومشكلة انهيار اسعار النفط إلى ما تحت 40 دولارا، هي عوامل كلها حدت من طموحات العملية العسكرية الروسية، وأضرت بموسكو.
ويلفت جونز إلى أنه بعد المرحلة الأولى من الحرب، حاول الروس القيام بمبادرة لإجبار رئيس النظام السوري بشار الأسد الأسد على التنحي، بمساعدة مدير المخابرات، والسيطرة على العملية السياسية، لكن الأسد رفض، ولم يترك لروسيا أي خيار سوى زيادة المساعدات العسكرية لدمشق، وقد وصل هذا الخيار إلى آخر حدوده.
وتكشف الصحيفة عن أنه بالرغم من ذلك، فإن الوجود العسكري في سوريا سيؤدي دورا مهما في مستقبل البلد، بعيدا عن إعلان بوتين الرسمي.
وينقل التقرير عن أليكس كوتشاروف من مؤسسة "آي إتش أس جينز"، قوله: "كما نعرف من أوكرانيا، ويجب أن يكون هذا واضحا في أذهاننا، فإن ما يقوله بوتين ليس بالضرورة متشابهامع ما يفعله "، ويرى أن الإعلان عن سحب القوات "يبدو قرارا سياسيا يهدف إلى تحقيق أهداف مباشرة، لكنني لا أعتقد أن روسيا ستنهي خيارها العسكري في سوريا".
وينوه الكاتب إلى أنه في ذروة التدخل العسكري، فإن روسيا أرسلت 40 مقاتلة سريعة، و8 طائرات هجومية "سوخوي-34" و12 "سوخوي-24" دفاعية، و12 "سوخوي- 25" للهجمات البرية، و4 "سوخوي30"، و4 "سوخوي-35" حديثة، حيث أن بعض هذه الطائرات بدأت رحلتها إلى روسيا، مستدركا بأن موسكو كانت واضحة بإعلانها أنها ستظل تدير قاعدة حميميم في اللاذقية.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري في الناتو، قوله إن عددا من الطائرات كاف لتوفير الحماية للمناطق التي أمنها الأسد، لافتة إلى أن هذا هو الحد الأدنى من الأهداف الروسية في سوريا، مع أن وجودها العسكري قد انخفض.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه في المقابل، فإن القاعدة البحرية في طرطوس، التي توصف الآن بـ"أسطول البحر المتوسط"، فتزيد قوة وتوسعا، وأهم من هذا هو نشر النظام الدفاعي الجوي "أس400"، الذي نشر لاستخدامه على المدى الطويل، وهو مفتاح الوجود العسكري الطويل الأمد في سوريا.
======================
ديلي بيست: هل قتلت أمريكا أبا عمر الشيشاني؟
لندن- عربي21- بلال ياسين# الأربعاء، 16 مارس 2016 11:35 ص 121
نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للصحافيين ويل كاثكارت ونينو بورتشولادزي، حول احتمال مقتل أبي عمر الشيشاني، الذي يعد وزير الحربية لدى تنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى إعلان البنتاغون في بيان في 8 آذار/ مارس بأنه تم استهداف الشيشاني في بلدة الشدادي شرق سوريا، حيث أرسل لرفع معنويات المقاتلين في البلدة، التي تهاجمها القوات الموالية لأمريكا.
ويورد الموقع نقلا عن البنتاغون قوله إنه لا يزال يقيّم النتائج، لكن المسؤولين يقولون للإعلاميين بطريقة غير مباشرة إنهم يرجحون مقتل الشيشاني مع حوالي 12 مقاتلا من التنظيم، مشيرا إلى أن تقارير جاءت بعد ذلك تقول إن الشيشاني ميت موتا سريريا.
ويستدرك الكاتبان بأن المصادر المقربة من "ديلي بيست" في سوريا تقول بأنه لا يزال حيا، وإن الرجل ذا اللحية الحمراء، الذي كان اسمه طرخان باتيراشفيلي في بانكيسي غورج من جورجيا، مصاب، لكن الجروج لا تشكل خطرا على حياته، مشيرين إلى أن هذه هي المرة الخامسة منذ أيلول/ سبتمبر 2014، التي يعلن فيها عن مقتل أبي عمر الشيشاني.
ويذهب التقرير إلى أن "المفارقة هي أن شأن الشيشاني يعلو كلما أعلن عن مقتله وتبين أنه لم يقتل، ويساعد ذلك في عملية تجنيد الشباب المتطرفين، فما يميزه، بالإضافة إلى شعره الأحمر ولحيته الحمراء، هو عدم إخفائه لوجهه في الصور كغيره من قيادات التنظيم، لكن نجاته عدة مرات من الموت تركت المحللين في حيرة من أمرهم، فهل هناك أكثر من مجرد حظ أو صدفة؟".
ويذكر الموقع أن وجه الشيشاني أصبح مرتبطا بالإدارة العليا لتنظيم الدولة، بل أصبح وجهه ذو المعالم القوقازية رمزا للتنظيم، ووجها محمسا في تجنيد المقاتلين الأوروبيين الشباب.
ويجد الكاتبان أنه رغم أن التنظيم يقوم على مزيج من القيادات العسكرية العنيفة ذوي الولاءات الملتبسة والتحالفات المتغيرة، فإنه كان ناجحا جدا في الحفاظ على صورة ورسالة معينه في حملات الدعاية، مستدركين بأنه مع ذلك، فإن هذه الواجهة فتحت علامات تصدع، وقد يكون عام 2016 هو عام تنظيم دولة اعتراه الضعف، وتصدع من الداخل، مع أنه إن انهار تنظيم الدولة فإن ما سيتبعه قد يكون بالمستوى ذاته من الترويع.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه قبل شهر من الإعلان الأخير عن مقتل الشيشاني، كانت قوات برية أمريكية في العراق قامت باعتقال رئيس قسم الأسلحة الكيماوية في تنظيم الدولة سليمان داود العفاري، مشيرا إلى أن الخبير العراقي يتهم بارتباطه ببرنامج العراق الكيماوي أثناء حكم صدام حسين، ويقال إنه طور أسلحة كيماوية سهلة الاستخدام، يتم إطلاقها من مدافع الهاون، بما في ذلك غازات الخردل والكلورين، وهذه أسلحة يستخدمها التنظيم ضد المدنيين العراقيين والسوريين بما في ذلك النساء والأطفال، وتبين بعد اعتقال العفاري أنه يملك معلومات ثمينة تتعلق بالعمليات، وبعضها يشير إلى الشيشاني.
ويقول الموقع لإنه في بداية آذار/ مارس، قامت الطائرات الأمريكية دون طيار بتكثيف ضرب مواقع تنظيم الدولة في شمال العراق وشرق سوريا، بما في ذلك موقعان للأسلحة النووية حول الموصل، غالبا ما دلهم عليهما العفاري، لافتا إلى أنه في الأسبوع ذاته أطلقت غارات ضد الشيشاني في موكب على الطريق بين عاصمة تنظيم الدولة الرقة في سوريا وبلدة الشدادي، التي تقع على الطريق للموصل.
ويورد الكاتبان نقلا عن مصادر الموقع قولها إن ثلاثة من حرس الشيشاني، وهم أيضا من الشيشان، قتلوا في الغارات، وجرح 17 آحرين، بمن فيهم الشيشاني ذاته، لكن جراحه لا تهدد حياته، بحسب تلك المصادر.
وينقل التقرير عن السكرتير الإعلامي في البنتاغون بيتر كوك، قوله إن "إزالة الشيشاني المحتملة من ساحة المعركة ستؤثر سبلبا على إمكانات تنظيم الدولة في تجنيد المقاتلين الأجانب، خاصة من الشيشان والقوقاز، وتضعف من إمكانيات التنظيم بتنسيق هجمات، أو الدفاع عن معاقله، مثل الرقة في سوريا والموصل في العراق".
ويستدرك الموقع بأن التقارير على الأرض تظهر عكس ذلك، فبحسب مصادر "ديلي بيست" وعدد من المحللين الإقليميين، فإن المقاتلين من خلفيات شيشانية ملتفون حول أبي عمر الشيشاني الجريح.
وينوه الكاتبان إلى أنه كانت هناك نظرية سابقا، تقول إن المقاتلين من جورجيا هم من منطقة بنكيسي، لكن وصل قريبا مقاتلون من منطقة أجاريا، وهي جمهورية مستقلة بالقرب من تركيا ومن أذربيجان، وقد قتل عدد من الجورجيين من أجاريا.
ويفيد التقرير بأن مصادر الموقع المقربة من قائد التنظيم الجورجي في الرقة، أعطت صورة موثوقة عن الوضع على الأرض، وجدولا زمنيا للأحداث، مشيرا إلى أن صحيفة "جورجيا اليوم" في أواخر شباط/ فبراير، قالت إن الشيشاني قتل بمعدل مرة كل أربعة أشهر منذ تسلمه قيادة الشمال في التنظيم.
ويورد الموقع نقلا عن مصدر له في شمال سوريا، قوله: "يعاملون الشيشاني كأنه إله؛ لأنه لم ينجح أحد في قتله"، لافتا إلى أن خلفية الشيشاني متواضعة، حيث ولد لأب جورجي مسيحي أرثودوكسي وأم شيشانية مسلمة من الخست، وعمل ترخان وهو صغير راعيا في الجبال على الحدود الجورجية الشيشانية، حيث رأى أخاه الأكبر تاماز يقاتل في الحرب الشيشانية الثانية، ونشأ  ليخدم بلده بكل شجاعة في وحدة النخبة (سبتسناز) التي كان يدربها مستشارون أمريكيون.
ويبين الكاتبان أن الشيشاني مر بفترة صعبة، حيث تم سجنه، وفي السجن اعتنق الإسلام، وبعد خروجه من السجن توجه مباشرة إلى سوريا، وبدأ بتجنيد الشباب من بانكيسي، حيث يرى معظم الجورجيين أن تضحيته بشباب أبرياء هو أكبر خيانة لبلده، ويتمنون موته أكثر من البنتاغون.
وبحسب التقرير، فإن جورجيا بالرغم من عدم كونها عضوا في الناتو، فإنها قضت عقدا تبرعت خلاله بعدد من الجنود لعمليات الناتو في العراق وأفغانستان أكثر من أعضاء الناتو أنفسهم، وأصبحت جورجيا تعرف في العالم الخارجي بمنطقة بانكيسي غورج، وهي منطقة جبال ووديان نائية تبعد 400 كم عن عاصمة الشيشان غروزني، وسكانها من الشيشان أو الخست، لا يزيد عددهم على بضعة آلاف، مستدركا بأن بانكيسي حازت على الانتباه لكونها جيبا إسلاميا انتشر فيه التطرف بشكل سريع في بلد مسيحي صغير.
ويذكر الموقع أن هناك تاريخ للمقاتلين من الخست، الذين انضموا للشيشان في قتالهم ضد روسيا في تسعينيات القرن الماضي، وجاء السعوديون ونشروا الوهابية في بدايات العقد الماضي.
ويكشف الكاتبان عن اعتقاد البنتاغون بأن مقتل الشيشاني سيؤثر بشكل كبير على عمليات تنظيم الدولة، حيث يعد قائدا عسكريا مجربا وذا خبرة، كما أن إزالته من المشهد ستضعف إمكانية التنظيم في تجنيد المقاتلين من الشيشان والقوقاز، وتقلل من إمكانيات التنظيم في تنسيق هجماته وعملياته الدفاعية.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالقول إنه "حتى لو قتل الشيشاني، فإن من المشكوك فيه أن ذلك سيكون له الأثر الاستراتيجي الذي يتحدث عنه البنتاغون، وفي الواقع هناك أدلة على أن الشيشاني ليس هو العقل الاستراتيجي، ولكنه الرجل الظاهر جدا في التنظيم، أظهره التنظيم بشكل واضح، بينما يبقى أخوه الأكبر منه والأكثر خبرة والذي خاض حروبا ضد الروس، مختفيا عن الأنظار، ويقاتل تحت اسم عبد الرحمن، ومن باب أولى أن يكون هو وزير الحربية الحقيقي للتنظيم".
======================
لوس أنجلوس تايمز: كيف هزم بوتين أميركا بسوريا؟
الاختلاف في الرؤية للعالم وترتيب الأولويات من قبل قادة الدول، وكذلك طبيعة النظام الذي يحكم دولة ما، دكتاتورية أو ديمقراطية، هي أسباب أساسية ساعدت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هزيمة الولايات المتحدة في سوريا.
وكتب ماكس بوت مقالا نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية، حاول فيه الإجابة عن سؤال "كيف هزم بوتين الولايات المتحدة في سوريا؟"، وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما والقادة الأوروبيين يعتقدون أن أهم شيء هو بلورة الأجندة خلال المهرجانات الدولية "لأنهم يعيشون في القرن الـ21، أي عالم ما بعد القوة حيث يكون القانون الدولي أهم من القوة الغاشمة".
يُشار إلى أن أوباما قال لمجلة أتلانتيك مؤخرا إن غزو بوتين القرم أو محاولته تعزيز قوة الرئيس السوري بشار الأسد لا تجعله لاعبا مهما، "إننا لا نراه في أي من الاجتماعات الدولية يساهم في بلورة الأجندة. ولم يحدث أن وضع الروس أجندة تتعلق بقضية مهمة خلال اجتماعات مجموعة العشرين".
واستمر بوت قائلا إن بوتين بالمقابل يعيش في القرن التاسع عشر حيث يعمل الأقوياء على تحقيق مصالحهم الشخصية مع مراعاة هامشية لمشاعر الدول الأخرى، وأقل من ذلك لمشاعر المؤسسات المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين أو الأمم المتحدة.
وأوضح بوت أنه وفي الصراع بين وجهتي النظر إلى العالم المذكورتين، ليس صعبا تحديد التي ستنتصر، من القرم إلى سوريا يقوم بوتين بإعادة كتابة قواعد اللعبة الدولية لمصلحته.
وذكر أن بوتين شغوف بإدهاش العالم "بتحركات" مثل تدخله المفاجئ في سوريا وانسحابه الأكثر مفاجأة منها، وعلق الكاتب بأن ذلك ليس بصعب على دكتاتور مطلق لا يتوجب عليه حشد التأييد لتحركاته والحصول على موافقة مؤسسات أخرى عليها.
وأشار بوت في مقاله إلى أن الانسحاب المفاجئ للقوات الروسية من سوريا "ربما يكون بسبب إسقاط طائرة ميغ 21 السورية مؤخرا بصاروخ أرض جو محمول على الكتف يُقال إنه ستنغر أميركي".
وقال أيضا إن لبوتين هدفين في تدخله العسكري في سوريا، الأول هو ضمان عدم سقوط الأسد، والثاني هو تأكيد القوة الروسية في العالم -أي أن يؤكد أن روسيا ليست منعزلة بعد غزوها أوكرانيا وأنها على استعداد لتحدي أميركا في الشرق الأوسط حيث كانت الأولى مهيمنة لعقود- وقد تحقق ذلك، وكحافز لبوتين أن توفرت له الفرصة لعرض نظم جديدة من الأسلحة الروسية من المقاتلات إلى صواريخ كروز، والتي يأمل أن يبيعها لمستهلكين متحمسين بشدة على نطاق العالم.
 
======================
هل انسحب بوتين قبل انزلاقه بالمستنقع السوري؟
تناولت صحف أميركية شأن الانسحاب الروسي من سوريا، وتساءل بعضها في ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين ربما يكون قد اتخذ هذه الخطوة لتجنب الانزلاق في المستنقع السوري، وأنه اتخذ العبرة من أفغانستان والعراق.
فقد أشارت بافتتاحيتها إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن صرح بأن بوتين أدخل بلاده في المستنقع من خلال تدخله العسكري بسوريا، لكنها أضافت بالقول إن العكس هو ما حدث، وأوضحت أن الرئيس الروسي ينجح في إعادة بلاده قوة فاعلة بالشرق الأوسط.
وأضافت أن بوتين أنجز الكثير في المنطقة، وذلك على حساب مصالح الولايات المتحدة وعلى حساب أهداف أوباما المعلنة.
وأوضحت أن أهم الإنجازات الروسية بالمنطقة تتمثل في تمكن موسكو من عكس مسار "الحرب الأهلية" بسوريا، وفي منح نظام الرئيس السوري بشار الأسد اليد العليا في المفاوضات مع المعارضة المدعومة من أميركا.
تحطيم العزلة
وأضافت أن بوتين تمكن من تحطيم العزلة الدبلوماسية التي كانت تعانيها بلاده في أعقاب غزوه أوكرانيا، وأنه فرض نفسه لاعبا رئيسيا في تحديد ما إذا كان تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا سيستمر، وأنه يسعى أيضا لرفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على نظامه هذا الصيف.
من جانب آخر، قالت صحيفة نيويورك تايمز بافتتاحيتها إن تدخل روسيا مكّنها من إظهار قوتها العسكرية، وأنه أجبر واشنطن على التعامل معها على قدم المساواة، وخاصة في ما يتعلق بمحاولة تأمين الاستقرار في سوريا.
وأضافت أن تداعيات هذا الإعلان المفاجئ المتمثل بالانسحاب الروسي من سوريا لا تزال غير واضحة، ولكن يمكن اعتبار الانسحاب خطوة بناءة نحو تسوية سلمية بالبلاد التي مزقتها الحرب، ويمكن القول كذلك إنه يدل على عدم رغبة موسكو في التورط في المستنقع السوري.
وفي السياق ذاته، أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن بوتين يخرج الآن من سوريا بنفس وتيرة الهدوء التي دخل فيها، وأنه سبق لموسكو الإعلان عن أن تدخلها بهذا البلد جاء استجابة لطلب من الحكومة "الشرعية" في دمشق، وذلك للمساعدة في مكافحة "الإرهاب" الدولي.
وأشارت إلى أن تجنيد تنظيم الدولة الإسلامية للمسلمين من روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة شكل أيضا حافزا إضافيا لبوتين، وذلك من أجل قصفهم في سوريا ومنعهم من العودة إلى ديارهم.
فقدان تركيا
لكن فورين بوليسي أشارت إلى أن تدخل روسيا بالحرب في سوريا جعلها تفقد شريكها التركي، وأضافت أن الكرملين خاطر أيضا، وذلك من خلال إسهامه في تزايد "تطرف" المسلمين السنة في جنوب روسيا، وهم الذين يعارضون دعم بوتين لنظام الأسد وحلفائه الشيعة.
وأضافت أن العديد من المراقبين الأميركيين -بمن فيهم أوباما- توقعوا أن ينزلق بوتين في المستنقع السوري. لكن من الواضح أن الكرملين تعلم الدروس المستفادة من تدخل الاتحاد السوفياتي السابق بأفغانستان ومن غزو الولايات المتحدة للعراق، وأن بوتين انتهز الفرصة للخروج.
 
======================
صحف: أزمة اللاجئين بأوروبا ستستمر عقودا
تناولت صحف أميركية أزمة اللجوء والهجرة إلى أوروبا، وتفاوتت مواقفها بين مطالبة الاتحاد الأوروبي بوضع إستراتيجية طويلة المدى للتعامل مع اللجوء والهجرة كقضية مستمرة حتى لا تتسبب في خلق أزمة تعصف بوجود الاتحاد نفسه وتصبح أزمة مستمرة لجميع دوله، وبين مطالبة الاتحاد بعدم التخلي عن قيمه الإنسانية وفتح حدوده للاجئين.
وقالت مجلة فورين بوليسي إن أوروبا رغم المصاعب الراهنة، يمكنها إنقاذ نفسها. وأشارت إلى المشاكل الكبيرة التي ظلت تواجه الاتحاد الأوروبي حتى قبل أزمة اللاجئين، مثل: أزمة منطقة اليورو، وبطء النمو الاقتصادي، وأوكرانيا، وخوف اليمينيين من الأجانب، وانتعاش الشعور القومي، والنتائج السلبية للتوسيع الزائد لحدود الاتحاد، والجدل حول خروج بريطانيا... إلخ.
"مجلة فورين بوليسي: أزمة اللاجئين لن تنتهي حتى إذا توقفت الحرب الأهلية في سوريا غدا، لأن هناك الملايين من سكان الشرق الأوسط وأفريقيا سيهاجرون إلى القارة في العقود المقبلة، خاصة أن النمو السكاني في هذه المنطقة يزيد بمعدلات عالية جدا"
وأضافت أن كل واحدة من المشاكل المذكورة تصعب معالجتها بسهولة، ومواجهة كل هذه المشاكل دفعة واحدة ثبت أنها شبه مستحيلة. وأزمة اللاجئين ربما تكون هي الأكبر، إذ هددت اتفاقية شنغن للحدود المفتوحة، وعززت التأييد لخروج بريطانيا من الاتحاد وهو ما سيكون له نتائج وخيمة على المشروع الأوروبي بأكمله، وسممت العلاقات بين دول الاتحاد التي كانت أصلا متوترة بسبب أزمة اليورو، وأضعفت قوة التفاوض مع تركيا.
اللجوء لن يتوقف
وأوضحت أن أزمة اللاجئين لن تنتهي حتى إذا توقفت الحرب الأهلية في سوريا غدا، لأن هناك الملايين من سكان الشرق الأوسط وأفريقيا سيهاجرون إلى القارة في العقود المقبلة، خاصة أن النمو السكاني في هذه المنطقة يزيد بمعدلات عالية جدا.
وقالت إن أوروبا ستظل جاذبة للاجئين والمهاجرين بسبب ازدهارها الاقتصادي وتوفيرها الأمن الشخصي وقدرتها على الرعاية، كما أن سكانها يتناقصون ويشيخون.
ودعت أوروبا إلى أن تتعامل بجدية مع هذه المشكلة وتبدأ في وضع إستراتيجية طويلة المدى بشأنها، قائلة إن سوريا هي رأس جبل الجليد فقط، وإذا لم تتحكم أوروبا بأراضيها، فلن تستطيع السيطرة على مصيرها السياسي أيضا.
ودعت إلى أن تضع الدول الأوروبية اتفاقات عامة بشأن من يحق له الدخول ومن لا يحق له، قائلة إن أخطر الهجرات هي التي تغيّر مجتمعات الاستقبال بسرعة أكبر مما يمكن السيطرة عليه.
القيم الأخلاقية
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد تساءلت عن القيم الأخلاقية للاتحاد الأوروبي وشجاعته السياسية، قائلة إنه رغم اضطراب صناع السياسات واستغلالهم الشعبي لقلق المواطنين ومخاوفهم، يظل الاتحاد الأوروبي منارة للحرية والاستقرار.
وأضافت أن اللاجئين سيستمرون في القدوم إلى أوروبا على أمل العثور على حياة أفضل، قائلة إن إدارة أزمة اللاجئين يجب ألا تجعل أوروبا أقل حرية أو استقرارا أو عدالة أو وحدة. وحذّرت من أنه إذا فقدت أوروبا الشجاعة السياسية والأخلاقية فربما تنهزم بسبب هذه الأزمة، ودعتها إلى بذل جهود أكبر لمواجهتها.
وقالت واشنطن بوست إن السؤال المطروح أمام الاتحاد الأوروبي هو إن كانت لديه القدرة على الحفاظ على رد فعل إنساني حتى إذا كان محدودا.
======================
واشنطن بوست : أوباما أضعف أميركا وقوّى أعداءها
قالت الكاتبة الأميركية جنيفر روبن إن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلته الأخيرة مع مجلة أتلانتك تكشف عن خداع للذات، وتفكير قدري، ونسبية أخلاقية، وشكوك يسارية كلاسيكية في المؤسسات الأميركية.
وأوضحت أن أوباما على قناعة بنجاحه في السياسة الخارجية، خاصة في الشرق الأوسط، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يتمتع بنفوذ "لأنه غير قادر على فرض أجندته خلال الاجتماعات الدولية"، وأن تنظيم الدولة الإسلامية أقل خطرا من التغيّر المناخي، وأنه لا يزال مقتنعا بأن على الولايات المتحدة أن تكبح نفسها وإلا فإن أشياء سيئة ستحدث.
وأضافت أن الأدلة تتراكم لتثبت أن الشرق الأوسط خطر جدا، وأن خصوم أميركا يعززون قوتهم وحلفاءها ونفوذها في انخفاض، وأن أوباما يريد الابتعاد عن الشرق الأوسط، لكن هذه المنطقة لا تزال بحاجة لاهتمام العالم.
وأوضحت روبن أن الكونغرس والشعب الأميركي يرون غير ما يراه أوباما، وأن حلمه بإنهاء حرب أفغانستان، على سبيل المثال، يناقضه الواقع الماثل على الأرض، وأن بوتين ربما لا يكون قادرا على وضع أجندته بغرف الاجتماعات الأوروبية، لكنه بالتأكيد فرض شروط اللعبة في الشرق الأوسط، ولم يغرق في مستنقع سوريا وقد حقق نجاحات عسكرية كبيرة لحليفه الرئيس السوري بشار الأسد.
وتابعت أن بوتين جعل بلاده لاعبا كبيرا في السياسة الدولية، مجبرا الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين الآخرين على المساومة بعد عامين من عزلهم روسيا بسبب أزمة أوكرانيا، قائلة "ولا يوجد لأوباما ما يفخر به".
واختتمت روبن مقالها بالقول إن المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ربما تخلف أوباما وترث الخراب الذي سيتركه بعد ثماني سنوات من توليه منصب الرئيس، "فإذا أقرت بانهيار نفوذ أميركا الذي عزز قوة أعدائنا، فستكون أفضل منه، وهل هي قادرة على إصلاح هذا الخراب؟ سيظل سؤالا مفتوحا".
======================
صحف إيران: سحب القوات الروسية من سوريا مفاجئ
اختلفت الصحف الإيرانية في تفسير إعلان روسيا سحب جزء من قواتها الجوية من سوريا, وركزت على الطابع المفاجئ للقرار الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فقد تناولت الصحف الصادرة اليوم القرار الروسي بعناوين بارزة في صدر صفحاتها الأولى, وجلها اعتبرت الانسحاب مفاجئا.
ووصفت الصحف المقربة من الإصلاحيين قرار بوتين بـ"خطوة إيجابية", وعلقت صحيفة "ابتكار نبأ" على القرار بعنوان "بوتين اصطاد الجميع على حين غرة"، في حين علقت عليه صحيفة "اعتدال" بعنوان "بوتين يتخذ قرارا غير منتظر يرحب به العالم".
في المقابل أوردت صحيفة "جمهوري إسلامي" المقربة من المحافظين المعتدلين خبر الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا في صفحتها الرئيسية بعنوان تضمن تصريحات لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قال إن "خروج الروس من سوريا خطوة مناسبة لوقف إطلاق النار فيها".
من جهتها تساءلت صحيفة "جام جم" المقربة بدورها من المحافظين عما إذا كان سحب جزء من القوة الروسية لعبة سياسية أم دعما حقيقيا للسلام فيها، في حين علقت صحيفة "جهاني اقتصادي" على قرار الرئيس الروسي بعبارة "انسحاب روسيا يزيد من فرص نجاح محادثات جنيف".
كما علّقت الصحف الموالية للمحافظين على القرار بنوع من الحذر، إذ أوردت صحيفة "كيهان" تصريحات المسؤولين الروس الذين أكدوا أن روسيا ستستمر في محاربة ما تصفها بالتنظيمات الإرهابية في سوريا.
أما صحيفة "قانون" فتناولت هذا التطور في المعركة الجارية بسوريا تحت عنوان "الأسد من دون بوتين"، في حين كتبت صحيفة "القدس" في صفحتها الأولى "قرار الكرملين الحساس".
وأعلنت روسيا أمس عن عودة طائرات قاذفة ومقاتلة من بين حوالي ستين طائرة حربية كانت في قاعدة حميميم الجوية بريف محافظة اللاذقية شمالي غربي سوريا. بيد أن القوى الغربية بدت اليوم متشككة في حقيقة الانسحاب الروسي.
 
======================
 سوريا في الصحافة العالمية 17/3/2016
إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. صحيفة فرنسية: بوتين فشل في عزل سوريا عن محيطها التركي
  2. معهد واشنطن :انسحاب روسيا هي واجهة أخرى
  3. معهد واشنطن :كيف تنشئ إيران «حزب الله» ثاني في سوريا؟
  4. اندبندنت": "بوتين" مستعد للتخلي عن "الأسد" كجزء من اتفاق لإنهاء الصراع في سوريا
  5. إندبندنت: أسباب انسحاب روسيا من سوريا
  6. التلغراف :ما هو السبب الحقيقي وراء انسحاب بوتين من سوريا؟
  7. إيكونوميست: ماذا يعني فلاديمير بوتين "بالانسحاب"؟
  8. لوفيغارو: تحوّل جديد في الصراع السوري يصبّ في مصلحة إيران
  9. جيمس بليتز ” بوتين أعطي أمريكا درسا في خوض الحروب الحديثة
  10. «نيويورك تايمز» ساخرة من أوباما: أين هو المستنقع؟!
  11. واشنطن بوست": لماذا انسحبت روسيا بشكل مفاجيء من سوريا؟
  12. "واشنطن بوست": روسيا سحبت قواتها دون تشاور مع الأسد
  13. واشنطن بوست: هل هزم بوتين أوباما في سوريا؟
  14. "لوموند": واشنطن تجاهلت عمدا تمدد "داعش" في سورية
  15. فورين بوليسي: انسحاب روسيا قد يمهد لتشكيل حكومة دون الأسد
  16. إسرائيل هيوم :البروفيسور ايال زيسر  16/3/2016 :تركيا: اللاجئون وأزمة سياسية وداخلية
  17. هآرتس :عاموس هرئيل  16/3/2016 :بوتين يخفف قواته ويترك أسئلة مفتوحة
  18. يديعوت أحرونوت: أفرايم هليفي  16/3/2016 :محور بوتين في الشرق الاوسط
  19. سيفغي أكارسيسمي - (النيويورك تايمز) 8/3/2016 :تعصب أردوغان الاستبدادي
  20. باتريك كوبيرن – (الإندبندنت) 14/3/2016 :كيف أدار باراك أوباما ظهره للسعودية ولحلفائه السنة؟
  21. واشنطن بوست :نوح فيلدمان :الانسحاب الروسي من سوريا.. مكسب لـ«داعش»
  22. لوفيغارو: تحوّل جديد في الصراع السوري يصبّ في مصلحة إيران
  23. فايننشال تايمز: روسيا قللت خسائرها بسوريا بلا انسحاب كامل
  24. ديلي بيست: هل قتلت أمريكا أبا عمر الشيشاني؟
  25. لوس أنجلوس تايمز: كيف هزم بوتين أميركا بسوريا؟
  26. هل انسحب بوتين قبل انزلاقه بالمستنقع السوري؟
  27. صحف: أزمة اللاجئين بأوروبا ستستمر عقودا
  28. واشنطن بوست : أوباما أضعف أميركا وقوّى أعداءها
  29. صحف إيران: سحب القوات الروسية من سوريا مفاجئ
 
صحيفة فرنسية: بوتين فشل في عزل سوريا عن محيطها التركي
اعتبرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية أن القوات الروسية بسوريا لم تستطع تحقيق أهدافها بأي شكل من الأشكال، مع اعلان بدء انسحابها من الأراضي السورية بعد ستة أشهر من التدخل في الأزمة.
وكانت موسكو، قالت، الاثنين، إن قواتها ستبدأ بالانسحاب من الأراضي السورية، بأمر من الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، الذي أوعز لوزير دفاعه، سيرغي شويغو، بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا، اعتبارًا من يوم الثلاثاء 15 مارس 2016.
وعلى العكس تماما مما يحاول بوتين ترويجه، قالت “لو فيغارو”، إن التدخل الروسي بسوريا لم يحقق أهدافه، فبعيدًا عن إنقاذ الأسد وهو من الأمور المكتسبة، فإن أحد أهم أسباب وأهداف التدخل الروسي بسوريا هو إغلاق حدودها مع تركيا والذي يبرر القصف الكثيف الذي تعرض له شمال حلب”.
وأشارت إلى أن القصف الروسي لم يفلح في عزل حلب ومحيطها عن تركيا، لافتة إلى أنه ” حتى في حال تقدمت قوات جيش النظام السوري والمليشيات المناصرة لها، فإنها لن تفلح أبدًا في تحييد الحدود مع تركيا وقطعها”.
وقالت الصحيفة إنّ ” قرار الإنسحاب الروسي  يتزامن مع أول بدء محادثات السلام الدولية بجنيف، لحل الأزمة السورية وانطلاق خريطة طريق الانتقال السياسي بالبلاد، وإن هذه المحادثات لن تبدو جدية للمعارضة وحلافائهم الدوليين إلا بوقف الغارات الجوية الروسية.
وتساءلت الصحيفة حول إن كان هذا التحول حقيقي أم أنه لم يكن سوى تراجع تكتيكي ومناورة للسماح للوصول لنتائج حقيقية بمحداثات السلام بجنيف .
ويشار إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان زعم أنّ المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا قد تم انجازها، على حد وصفه.
وكانت القوات الروسية قد بدأت عملياتها العسكرية في سوريا في 30 من سبتمبر العام الماضي، لدعم نظام الأسد في وجه الثورة السورية، وتسبب القصف الروسي بمقتل مئات المدنيين السوريين.
المصدر - بوابة القاهرة
======================
معهد واشنطن :انسحاب روسيا هي واجهة أخرى
آنا بورشفسكايا
متاح أيضاً في English
15 آذار/مارس 2016
في الوقت الذي استؤنفت فيه محادثات السلام السورية في جنيف هذا الأسبوع، أفادت وكالة أنباء "تاس" الروسية التي تملكها الدولة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن عن انسحاب جزئي لـ "القسم الرئيسي" من القوات المسلحة الروسية اعتباراً من 15 آذار/مارس. وحيث أشار إلى أن وزارة الدفاع قد حققت أهدافها في سوريا "على وجه العموم"، ربط بوتين الانسحاب الروسي ارتباطاً صريحاً بمحادثات جنيف: "آمل أن قرار اليوم سيكون إشارة جيدة لجميع الاطراف المتنازعة. آمل أن ذلك سيزيد بشكل كبير من ثقة جميع المشاركين في عملية (السلام) ". وأضاف أيضاً أن وزارة الخارجية الروسية سوف "تكثّف" مشاركتها في هذه العملية.
من غير الواضح بالضبط أي من القوات ستنسحب من سوريا، لا سيما وأن بوتين قد حدد بأن منشأة روسيا البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية "حميميم" ستستمران في العمل كالمعتاد. وكانت القاعدة الجوية قد أًسست بعد أن بدأت الحملة العسكرية الروسية في أيلول/سبتمبر الماضي، لذا فإنها ستتطلب حتماً حفاظ موسكو على المزيد من القوات في سوريا أكثر مما كان لديها قبل التدخل، حتى لو كانت جادة في تعهدها بسحب بعض الوحدات.
أما بالنسبة للفكرة بأن موسكو قد حققت أهدافها في سوريا، فقد كان بوتين قد صرح في وقت سابق بأن الهدف من التدخل كان هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش»). ولكن من الواضح أن التنظيم لم يُهزم، كما أن بيانات موسكو المتفاوتة حول التهديد الذي يشكله التنظيم لا توفر قدراً كافياً من الوضوح. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد ادعى في 14 آذار/مارس، أن روسيا قضت على أكثر من 2000 من "قطاع الطرق" في سوريا كانوا قد جاؤوا من روسيا، من بينهم سبعة عشر قائداً ميدانياً. ومع ذلك، ففي العام الماضي، برر الكرملين تدخل بلاده الجزئي بالادعاءات بأن 5,000-7,000  مقاتلاً من روسيا قد انضموا إلى تنظيم «داعش» - وقد اختلفت جميع تلك الادعاءات نفسها بصورة جذرية عن تقارير سابقة استشهدت أرقاماً أقل من ذلك بكثير. وإلى جانب الأرقام الغامضة، زاد قرار موسكو بنشر قواتها في سوريا من التهديد الذي يشكله تنظيم «الدولة الإسلامية» على روسيا بدلاً من أن يقلّصه؛ وسنعرف [أسباب ذلك] مع مرور الزمن، ولكن التنظيم كان قد استهدف بالفعل مدنيين روس في ما بدا أنه انتقام لتدخل موسكو في الحرب الدائرة في سوريا (على سبيل المثال، يُعزى إسقاط طائرة ركاب روسية في مصر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى خلية تابعة لـ تنظيم «داعش»).
وما هو أبلغ من ذلك، كانت الغالبية العظمى من الغارات الجوية الروسية في سوريا قد شُنت ضد الثوار الذين يقاتلون نظام بشار الأسد، وليست ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». فإنقاذ الأسد من "التمرد" وتأمين مصالح روسيا - كما يعرّفهما بوتين - كانا الهدفان الحقيقيان في سوريا، وفي هذا الشأن بإمكان الرئيس الروسي أن يدّعي النجاح بالتأكيد. فقد عزز التدخل من موقف النظام في محادثات السلام في جنيف، حيث تفيد بعض التقارير أن الأسد يَذكر أن المساندة الروسية ساعدته على تحقيق "انتصارات ضد الإرهاب" وتثبيت الحالة الأمنية. ووفقاً للأسد وبوتين إن "الإرهابي" هو أي شخص مسلح يعارض النظام. كما أشار الأسد أيضاً إلى أن روسيا ستقلّص وجودها ولكنها ستُبقي بعض القوات في سوريا.
وعلى نطاق أوسع، يبدو أن بوتين يضع الأساس لتصوير نفسه بأنه "زعيم عالمي كبير" - أي صانع السلام الذي نفذ بنجاح حملة محدودة بـ "حد أدنى من الضحايا"، ثم انسحب من أجل قيادة جهود السلام الدولية. وبقيامه بذلك، سيسعى بلا شك إلى الضغط على كل من الولايات المتحدة والمعارضة السورية لكي يتمسكا بعملية جنيف - والأهم من ذلك، لتقديم تنازلات من شأنها أن تفيد بوتين قبل كل شيء آخر. وهناك مفهوم باللغة الروسية يتضمن أفضل وصف لهذا الوضع: "پوكازوخا" (pokazukha)، واجهة أو تزيين النوافذ، وهو أمر يعرفه بوتين حقّ المعرفة ويعلم كيف يبنيه.
آنا بورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن
======================
معهد واشنطن :كيف تنشئ إيران «حزب الله» ثاني في سوريا؟
فيليب سميث
متاح أيضاً في English
8 آذار/مارس 2016
في أيار/مايو 2014، زعم العميد حسين همداني قائد قوات «الحرس الثوري الإسلامي» في سوريا أنّ إيران قد أنشأت "«حزب الله» ثانياً في سوريا". ولعلّ همداني، الذي قُتل في وقتٍ لاحقٍ في تشرين الأول/أكتوبر 2015 خلال الهجمات المستمرة على حلب، كان يشير إلى العديد من الميليشيات المتعددة الأعراق والطوائف التي تشكّل "قوات الدفاع الوطني" التابعة لبشار الأسد، إلّا أنّه على الأرجح أراد التلميح إلى جهودٍ ذات توجّهٍ شيعي على وجه التحديد.
مراحل التطوير
ساعدت إيران نظام الأسد منذ منتصف عام 2012 حتى منتصف عام 2013 في إنشاء عددٍ كبيرٍ من الميليشيات المحلية والإقليمية وبلورتها، بما فيها الفصائل المتمركزة في دمشق ضمن شبكة "لواء أبو الفضل العباس". ففي البداية، كانت هذه الجماعات تملك قواعد تجنيد محدودة وتعمل في مناطق محدّدة كفروع جانبية مؤقتة لـ "قوات الدفاع الوطني" في معظم الأحيان.
إلّأ أنّ وكلاء إيران اللبنانيين والعراقيين الشيعة ساهموا منذ أواخر عام 2012 في تحويل ميليشيات "شيعة الإثنى عشرية" السورية إلى نسخ من «حزب الله» اللبناني، وتبني جميعها إيديولوجية إيران المتمسكة بـ "ولاية الفقيه" (عقيدة تمنح المرشد الأعلى سلطته). وفي كثير من الحالات، قبلت مجموعاتٌ قائمة من "قوات الدفاع الوطني"، مساعداتٍ وإرشادات من قوات «الحرس الثوري» و«حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية التي تسيطر عليها إيران.
ولاحقاً في منتصف عام 2013، باشرت إيران في تحويل الميليشيات السورية الشيعية إلى جماعاتٍ متنقّلة وسريعة الاستجابة تملك مقاتلين تمّ تجنيدهم من شريحة واسعة من الشبكات والمناطق. فعلى سبيل المثال، كان قادة مجموعات "لواء أبو الفضل العباس" إمّا من العراقيين الشيعة القاطنين في سوريا، وإمّا من السوريين الشيعة التابعين لقوّات الأسد. ومنذ أواخر عام 2013 حتى عام 2014، نُشرت فصائل من "لواء أبو الفضل العباس" كـ "لواء ذو الفقار" و"لواء الإمام الحسين" في مدينة درعا الجنوبية كما في شمال دمشق وتحديداً في القلمون. وفي أواخر عام 2014، أرسلت جماعاتٌ سورية شيعية كـ "قوات الإمام الرضا" (تعرف أيضاً كـ "قوات الرضا") المتمركزة في حمص قواتٍ للقتال في الغوطة الشرقية - خارج دمشق - والقلمون. وفي بداية عام 2015، ومع اقتراب قوات الثوار من الأراضي الجبلية الحدودية  التي تقع تحت سيطرة العلويين (علماً أن نظام الأسد منتسب إلى الطائفة العلوية) ، نشر كل من "لواء الإمام حسين" و"لواء أسد الله الغالب" التابع لـ "لواء أبو الفضل العباس" قوّاتهما في اللاذقية.
جغرافية تحويل ميليشيات شيعية إلى نسخة مشابهة من «حزب الله»
في بداية عام 2014، اتّخذت ميليشياتٌ سورية مختلفة اسم "«حزب الله» في سوريا"، وساهم الوجود الجغرافي والعددي لـ "شيعة الإثنى عشرية" في البلاد بشكلٍ كبير في نموّ هذه الشبكة وتوسّعها. و"شيعة الإثنى عشرية" هي فرع من الإسلام يمارس من قبل النظام الإيراني وأتباعه اللبنانيين والعراقيين. ولا يشكّل "شيعة الإثنى عشرية" في سوريا سوى 1 - 2 في المائة من السكان، إلّا أنّهم مركزون في مناطق استراتيجيةٍ هامة استُخدمت لاعتراض خطوط التواصل والإمدادات التابعة للثوار بالقرب من حلب، والحدود اللبنانية السورية، وعلى طول الحدود الأردنية السورية.
وقد أصبحت بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين لنظام الأسد في ريف حلب محور جهود الميليشيات الشيعية في سوريا نظراً لتطويقهما الجزئي من قبل الجهاديين السنّة والثوار منذ عام 2013. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، تمّ إرسال عدداً من الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية المتمرّسة إلى البلدتَين حيث ساهمت في إنشاء ميليشياتٍ شيعيةٍ محلية. وتمكّن هؤلاء المقاتلين الأجانب، بمساعدةٍ من «منظمة بدر» و«كتائب حزب الله» العراقية، و«حزب الله» اللبناني من المساهمة في إنشاء "فوج الإمام الحجة" المحلي. وللدلالة على التركيز المحلي أولاً، شمل علم الميليشيا الكلمتان "نبل والزهراء" بالخطّ العريض. وقد خاضت هذه الجماعة عملياتٍ قتالية قرب حلب وفي مناطق أخرى من ريف حلب. ووفقاً لمزاعم الميليشيات الشيعية العراقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شاركت الجماعة في انطلاق القوات الموالية للأسد من نبل والزهراء في كانون الثاني/يناير 2016 وبلغت هذه العملية ذروتها في ارتباطها مع ميليشيات شيعية أخرى تقاتل في ضواحي حلب.
ومنذ عام 2014، تم تكليف المزيد من المقاتلين الشيعة السوريين في عملياتٍ في جوار حلب. وقد قاتلت وحداتٌ متمركزة للميليشيات الشيعية في عددٍ من المعارك في المنطقة؛ ومن بين هذه الوحدات "جيش الإمام المهدي" و"المقاومة الوطنية العقائدية في سوريا"، التي جنّدت مقاتلين من طرطوس والمناطق الجبلية الحدودية التي تقع تحت سيطرة العلويين. وخلال العامين 2015 و2016، تألّفت القوات المقاتلة المحلية أيضاً من ميليشيا سورية شيعية أُنشأت على صورة «حزب الله» وعُرفت باسم "الغالبون - سرايا المقاومة الإسلامية في سوريا".
وعلى الحدود السورية الأردنية وتحديداً في بلدة "بُصرى الشام"، قادت وحدات «حزب الله» اللبناني قوّةً محلية مؤلفة من الأقليات الشيعية في البلدة وتحكمت بها. وقد هُزمت هذه الميليشيات في آذار/مارس 2015 في هجومٍ مشترك للثوار السوريين والجهاديين السنّة، إلّا أنّها وفّرت قوى بشرية كافية لمنع المعارضة من التقدّم إلى أن تدخّل مقاتلون أجانب شيعة آخرون مدعومون من إيران لمساعدتها والتخفيف عنها، في محاولةٍ باءت بالفشل.
أمّا على الحدود اللبنانية السورية، فقد وفرت حمص أرضاً خصبة للمنظمات الإسلامية الشيعية الجديدة على وجه الخصوص.  إذ تقوم "قوات الرضا"، وهي من فروع «حزب الله» الأكثر نشاطاً، بتجنيد معظم مقاتليها من هذه المنطقة. ومحافظة حمص هي موطن لنسبة كبيرة من السوريين الشيعة الذين يعيشون في مدينة حمص وفي عددٍ من المناطق الحدودية المرتبطة بالمجتمع الشيعي اللبناني التابع لـ «حزب الله». وقد شهدت هذه المنطقة التي تقع فيها مدينة القُصير أوّل معركةٍ شاركت فيها قوات «حزب الله» في ربيع 2013. وبعد مرور بضعة أشهر على هذه المعركة، شاركت بعض عناصر الميليشيات الشيعية الحمصية في عددٍ من العمليات مع وحداتٍ من "قوات الدفاع الوطني" و«حزب الله» اللبناني، لا سيما في الأقسام الشمالية من مدينة حمص.
تكرار نموذج «حزب الله» اللبناني
شكّل نجاح «حزب الله» مثالاً تنظيمياً ومصدر إلهامٍ للمنظمات الشيعية المسلحة التابعة لـ "«حزب الله» في سوريا". إلّا أنّ إيران اتّبعت النموذج الذي استخدمته في العراق في إنشائها لـ "«حزب الله» في سوريا"، ويقوم هذا النموذج على تطوير ميليشياتٍ من أحجامٍ مختلفة ومتعددة الأوجه وتنفيذ أهداف إيديولوجية وأخرى لنشر القوة الإقليمية، على غرار الجماعات اللبنانية والعراقية.
ويناشد عددٌ كبيرٌ من الميليشيات الشيعية في سوريا باعتناق إيديولوجية "ولاية الفقيه" الاستبدادية والمتطرّفة الإيرانية الوفية للمرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي على الصعيد السياسي والاجتماعي والديني. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما نقلت هذه الميليشيات تصريحاتٍ تتناسق مع تلك التي يدلي بها وكلاء إيران الآخرين في التوقيت والمضمون. ومن أحدث  الأمثلة على ذلك، التصريحات والرسائل المنسجمة من قبل "قوات الرضا" و"لواء أبو الفضل العباس" من جهة ووكلاء إيران الآخرين اللبنانيين والعراقيين من جهةٍ أخرى حول إعدام الشيخ الشيعي نمر النمر في السعودية.
وبالنسبة لـ "لواء أبو الفضل العباس"، وهو أوّل ميليشيا شيعية كبرى في سوريا، فدائماً ما يُرفع علم «حزب الله» إلى جانب العلم السوري في يافطات "الشهادة" والمدافن وغيرها من الوسائل الترويجية. حتّى أنّ علم «حزب الله» والعلم السوري رُفعا على مقبرة شقيق الأمين العام لـ "لواء أبو الفضل العباس" حسين عجيب جظة الذي قُتل في أواخر عام 2012. وفي بعض الأحيان، علّق أعضاء "لواء أبو الفضل العباس" شعاراتٍ تابعة لـ «حزب الله»، وزُيّنت مكاتب القادة بصور المرشد الأعلى علي خامنئي وسلفه آية الله روح الله خامنئي. وغالباً ما تضيف "قوات الرضا" علم «حزب الله» وصورة أمينه العام السيد حسن نصر الله على يافطات الشهادة الخاصة بها. وتُغطّى نعوش القتلى في صفوف هذه الجماعة في معظم الأحيان بالعلم السوري وعلم «حزب الله» اللبناني أو بعلم "«حزب الله» في سوريا".
وخلافاً للعلويين والمسيحيين أو حتى السنّة المساندين للأسد، يتم ذكر جميع رجال الميليشيات الشيعية تقريباً الذين قُتلوا أثناء دفاعهم عن مقام "السيدة زينب" في جنوب دمشق أكثر من فعل حفاظهم على نظام الأسد. إن ذلك يُضفي الشرعية على مكانتهم كمحاربين مقدّسين ويساعد إيران على جذب المزيد من المقاتلين الأجانب إلى الصراع السوري.
وفي العديد من الحالات، لا يُذكَر في إعلانات الوفيات الخاصة بالمقاتلين التابعين للميليشيات الشيعية، عما إذا كانوا قد قُتلوا في معارك مع جماعاتٍ قائمة أو فرعية، بل يُذكر اسم المقاتل إلى جانب شعار «حزب الله» وعلم الأسد والقبة الذهبية لمقام "السيدة زينب".
النطاق الإقليمي
لطالما كانت سوريا موضع ارتكاز معظم العمليات التي يقوم بها "«حزب الله» في سوريا" وأجهزته النامية. إلّا أنّ الجماعات التابعة له قد اعتمدت نظرةً إقليمية، شملت الدعوة إلى توحيد الجماعات الناشطة في العراق وسوريا. واتّسمت المرحلة الأولى من هذه الجهود بتغيير أسماء المنظمات. وقامت بعض الميليشيات الشيعية المتمركزة في سوريا باستقطاب جنودٍ من العراقيين الشيعة والعراقيين الشيعة المنفيين القاطنين في سوريا، لتبني بذلك رابطاً عضوياً بين العراق وسوريا. بالإضافة إلى ذلك، نُقل بعض المقاتلين والقادة العراقيين الشيعة الناشطين في سوريا إلى العراق. واتّبع "لواء أبو الفضل العباس" الرائد والجماعات المنشقة عنه استراتيجية مماثلة في التجنيد والتغيرات في التبعية.
ولكي يُظهر طابعٍ يتخطى حدود الدولة بعد استيلاء تنظيم «الدولة الإسلامية» على الموصل في حزيران/يناير 2014، أضاف "لواء ذو الفقار" إلى اسمه عبارة "المُدافع عن المقدسات في العراق والشام". وبعد مرور بضعة أشهر، بدأ عددٌ من قادة "لواء ذو الفقار"، بمن فيهم مسؤوله الإعلامي، يرتدي زي "قاعدة قوات أبو فضل العباس"، وهي ميليشيا شيعية في العراق ووكيلةٌ لإيران تشكلت من عناصر منشقة ناشئة من "جيش المهدي" بقيادة رجل الدين مقتدى الصدر. ومع ذلك، حافظ "لواء ذو الفقار" على روابط علنية مع الجهاز الأمني للأسد من خلال قائده السوري حيدر الجبّوري (الملقب أبو شهيد). وادّعى "اللواء" أيضاً الانتماء إلى جماعة مساندة للأسد باسم "قوات درع الوطن"، وتضمّ هذه الأخيرة مجموعة من الميليشيات المحلية، والطائفية غالباً المنتشرة في جميع أنحاء سوريا.
وعلى غرار "لواء ذو الفقار"، أضاف "لواء أسد الله الغالب" المتشعّب من "لواء أبو الفضل العباس" عبارة "في العراق والشام" إلى اسمه. إلّا أنّه أقام تحالف أكثر رسمية بكثير مع جماعةٍ عراقية. فعندما أعلن "لواء أسد الله الغالب" عن نفسه في أواخر عام 2013، غالباً ما تواجد مقاتلوه مع مستشارين من "عصائب أهل الحق"، وهي من وكلاء إيران الأكثر قوّة وشجاعة. وفي أوائل عام 2014، كان "لواء أسد الله الغالب" قد أنشأ شبكة تجنيدٍ داخل العراق. وبعد أن استولى تنظيم «الدولة الإسلامية» على الموصل، أنشأ "لواء أسد الله الغالب" فرعاً له في العراق. وفي 5 كانون الثاني/يناير 2016، أعلن "لواء أسد الله الغالب" أنه بعد إجرائه "مفاوضات" [حول التصدي لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»]، قرر الانضمام إلى "حركة الأبدال"، وهي جماعة عراقية قديمة في جنوب العراق ومرتبطة بإيران كانت قد أعلنت ميليشيا خاصة بها بعد هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» على العراق في عام 2014. وقد تبنّت الجماعة إيديولوجيا "ولاية الفقيه"، كما أنّها تملك روابط وثيقة مع "كتائب سيد الشهداء" في العراق و«منظمة بدر».
وعلى الرغم من ذلك، كانت الجماعات المذكورة آنفاً تملك روابط قوية مع العراق منذ البداية، وغالباً ما تعاون قادتها العراقيون مع قواتٍ من وكلاء إيران العراقيين الشيعة. ومع ذلك، طالت ظاهرة التخطي لحدود الدول جماعاتٍ سورية ومقاتليها السوريين الشيعة. وفي أواخر عام 2014، أعلن "لواء السيدة رقيّة"، وهو عبارة عن جماعة متشعبة من "قوات الجعفرية" المتمركزة في دمشق، انتماءه إلى "كتائب سيد الشهداء". وتمّ نشر عناصر هذه الجماعة في جنوب سوريا ودمشق في عملياتٍ مستقلة وكذلك في عمليات تحت إشراف "كتائب سيد الشهداء".
التأثير المحتمل على مستقبل سوريا
مع استمرار الحرب في سوريا، سوف تبقى الجماعات الشيعية المسلحة في البلاد على ما هي. وتستمر إيران من خلال هذه الجماعات في تعزيز موطئ قدمها في المشرق وفي المجتمع الشيعي.
ويدلّ توجّه الجماعات  الشيعية المسلحة الموالية للأسد في سوريا نحو إيران على حدوث تغييرٍ في غاية الأهمية. فقد كانت سوريا عبر التاريخ موقع تنافس لأشكالٍ إيديولوجية متعددة للمذهب الشيعي. وفي أحد مقالات عدد شهر آذار/مارس 2013 من صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، قال أحد اللاجئين السوريين الشيعة في لبنان المنتمين إلى أحد الميليشيات: "أنا وفيٌّ لـ «حزب الله»، لكنّه لا يتحكّم بي". وبعد مرور ثلاث سنوات، تغيّر الوضع بشكلٍ جذري. ويشكّل تحويل هذه الجماعات إلى نسخةٍ مشابهة من «حزب الله» بالاسم والبنية والولاء إنجازاً كبيراً لطهران، الأمر الذي يسمح لإيران بالحفاظ على نفوذٍ أكثر صلابةً وإبراز القوّة بصورة أكثر فعاليةً داخل سوريا.
 فيليب سميث هو باحث في جامعة ماريلاند، ورئيس تحرير المدونة "موكب «حزب الله»"، ومؤلف تقرير معهد واشنطن "الجهاد الشيعي في سوريا وآثاره الإقليمية".
======================
اندبندنت": "بوتين" مستعد للتخلي عن "الأسد" كجزء من اتفاق لإنهاء الصراع في سوريا
2016-03-16 17:48:48
  ترجمة: سامر إسماعيل
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تقرير لها: إن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" مستعد للتخلي عن بشار الأسد كجزء من اتفاق لإنهاء الصراع في سوريا، وذلك وفقا لقوى غربية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد الإعلان المفاجئ من قبل الرئيس الروسي بأن حملته العسكرية في سوريا حققت أهدافها، فإن الدبلوماسيين على اقتناع بأن موسكو قد تكون مستعدة لإجبار "الأسد" على القبول بعملية التحول السياسي في سوريا.
وأضافت أن الدبلوماسيين الغربيين يعتقدون أن الرئيس الروسي مستعد الآن للتضحية ببشار الأسد.
وذكرت أن الدبلوماسيين يتحدثون عن أن الرئيس الروسي حقق أهدافه المتمثلة في حماية المصالح الروسية بسوريا وإعادة إظهار موسكو كلاعب كبير في الشرق الأوسط.
ويعتقد الدبلوماسيون الغربيون أن "بوتين" على استعداد للتخلي عن "الأسد" طالما أن هناك استمرارية للنظام البعثي القديم تسمح لهذا النظام بأن يظل لاعبا رئيسيا في مستقبل سوريا ، فضلا عن احتفاظ روسيا بقاعدتيها العسكريتين في البلاد.
ونقلت عن أحد الدبلوماسيين الغربيين أنهم يتفهمون أن "بوتين" غير مرتبط ارتباطا وثيقا بـ"الأسد"، والروس يعرفون أنه قوة مزعزعة للاستقرار، وإذا كانت هناك عملية انتقال سلمي للسلطة، فلا يمكن لـ"الأسد" أن يبقى.
ويتوقع مسؤولون غربيون أن يظل لـ"بوتين" تواجد عسكري أكبر في سوريا مما كان عليه الحال قبل بدء العملية العسكرية الروسية نهاية سبتمبر الماضي من خلال الاحتفاظ بقاعدة بحرية وجوية فضلا عن بقاء منظومة "إس -400" للدفاع الصاروخي في سوريا مما يمكن روسيا من السيطرة على المجال الجوي هناك.
ونقلت عن أحد المسؤولين أن هناك احتمالية لإدخال قوات حفظ سلام دولية إلى سوريا خلال أقل من 6 أشهر.
المصدر : شؤون خليجية-ترجمة
======================
إندبندنت: أسباب انسحاب روسيا من سوريا
توالت ردود الفعل المتباينة في الصحافة البريطانية الصادرة اليوم بشأن الانسحاب المفاجئ للقوات الروسية من سوريا وأسبابه وتداعيات ذلك على محادثات السلام في جنيف.
فقد أشار مقال صحيفة إندبندنت إلى أن روسيا برزت من المغامرة السورية قوة محورية في الشرق الأوسط، ووضعت حدا لفكرة إمكان عزلها دبلوماسيا. ويرى الكاتب ألكسندر تيتوف أن هناك أربعة أسباب وراء انسحاب روسيا من سوريا.
أولها: التطلع لأعلى، بمعنى أن الكرملين منذ البداية كان لديه مجموعة أصغر من الأهداف وهدف أكبر. وكانت الأهداف الصغرى هي تحقيق الاستقرار لنظام الأسد الذي كان يفتقده بشدة في ذاك الوقت، كما أن الكرملين كان يرمي للاعتراف به لاعبا محوريا في الشرق الأوسط وقوة عالمية على قدم المساواة مع الولايات المتحدة.
وكان الهدف الأكبر هو تحويل تيار العلاقات الروسية مع الغرب بعد تدميرها بسبب الأزمة الأوكرانية، على أمل أن الخطر المشترك من تنظيم الدولة سيدفع الغرب للتغلب على وساوسه في التعامل مع منتهك حرمة أوكرانيا ويشكل تحالفا جديدا ضد التنظيم. وكان هذا هو محور خطاب الرئيس فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة عشية بداية الحملة الجوية في سوريا، حيث عقد مقارنة بالتحالف ضد النازية في الحرب العالمية الثانية.
والسبب الثاني العلاقة الناجحة، أي أن التنسيق المشترك للحملة الجوية الروسية مع الجيش السوري وحلفائه، إيران وحزب الله، ساعد في ترسيخ الهدف البعيد المدى للروس لتعطيل طرق الإمداد ومستودعات التخزين والبنية التحتية للثوار، كما ساعد هذا التحالف في شن سلسلة من الهجمات الناجحة.
وثالث أسباب الانسحاب الحوار، فقد تجددت العملية الدبلوماسية التي كانت تهدف إلى تقسيم المعارضة إلى معسكرين كبيرين؛ أولئك المقبولين في المفاوضات، والمرفوضين (تنظيم الدولة والقاعدة). وقد كرس جزء كبير من المفاوضات الأولية مع الولايات المتحدة لوضع قائمة بجماعات المعارضة ومواقعها، وعندما أُعلن وقف الأعمال العدائية كان لدى الروس والأميركيين فكرة واضحة عمن شمله وقف إطلاق النار وأماكن وجودهم.
وكان الجزء الأخير في اللغز أن يقرر بوتين كيفية التعامل مع بشار الأسد، فجاء إعلان الانسحاب العسكري من سوريا بأنه سيساعد في ترسيخ وجهة نظر الكرملين داخل روسيا بأن الأسد ليس لديه شيك على بياض من الروس، وسيتعين عليه أخذ محادثات السلام على محمل الجد، خاصة بعد أن أطلق الأسد رسالة في فبراير/شباط 2016، أثناء المفاوضات الدبلوماسية الروسية الأميركية، أعاد فيها تأكيد عزمه على استعادة كل سوريا، مما دفع الدبلوماسيين الروس لتوجيه توبيخ مهذب له.
والسبب الرابع هو منظور أوسع، فبانسحابه الرسمي أثناء وقف إطلاق النار الذي كان هو نفسه العقل المدبر له، وعلى خلفية المكاسب العسكرية الهامة يستطيع بوتين سحب قواته برأس مرفوعة. وبعد أن أثبت خطأ منتقديه وأظهر قدرة روسيا العسكرية (بأسلحتها الجديدة التي تمثل إعلانا تجاريا كبيرا لأي مشتر للأسلحة الروسية) يستطيع بوتين الآن التركيز على الجانب الدبلوماسي لعملية السلام، المجال الذي تتفوق فيه موسكو عادة.
أما افتتاحية ديلي تلغراف فقد وصفت الانسحاب الروسي من سوريا بالمناورة وأنه يكشف مخاطر تقاعس الغرب، وقالت إن الزعيم الروسي تصرف بوضوح وحسم بينما تردد الآخرون.
لكنها أردفت بأن هذا ليس معناه الثناء عليه، وأنه لمجرد الإشارة إلى مخاطر هذا التردد الغربي -كما قال وزير الخاريجة البريطاني فيليب هاموند في مجلس العموم أمس الأول- يمكن الإشادة بقصف المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات.
من جانبها اعتبرت افتتاحية فايننشال تايمز خطوة بوتين انتصارا أجوف، وأن التدخل العسكري الروسي لم يفعل الكثير لوقف الحرب الأهلية، وشككت في الحجم الحقيقي للانسحاب.
وقالت إنه رغم سحب موسكو الطائرات الحربية وبعض الأسلحة الأساسية فإن قاعدتها البحرية في طرطوس والقاعدة الجوية الجديدة قرب اللاذقية تعطيها القدرة على إعادة تأكيد نفسها إذا ما انقلبت الأحداث ضد بشار الأسد عميلها القديم.
 
======================
التلغراف :ما هو السبب الحقيقي وراء انسحاب بوتين من سوريا؟
وكالات 0 2016/03/17
اعتبرت صحيفة “التلغراف” البريطانية، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته الرئيسة من سوريا، “مرحلة مفصلية” في الأزمة السورية التي تدخل عامها السادس.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن القرار المفاجئ الذي أعلنه الرئيس بوتين أثناء اجتماع له مع وزرائه الاثنين، استنفر الولايات المتحدة والدول الغربية، بالإضافة لمفاوضي النظام السوري والمعارضة المجتمعين في جنيف لبدء المحادثات.
وأشارت “التلغراف” إلى أن تنفيذ القرار “قد يكون إشارة على صدق روسيا برغبتها في إنهاء القتال في سوريا”، إلا أن المحللين حذروا من أن الإعلان لن يكون له أثر كبير على إنهاء الضربات الروسية ضد مناطق المعارضة في سوريا.
وأوضحت “التلغراف” أن روسيا بدأت بالقصف العام الماضي، بالهدف المعلن بـ”تدمير التنظيمات الإرهابية” في سوريا، إلى أنها ركزت على دعم قوات الأسد.
وقال الكرملين، إن روسيا حققت “تغييرا حقيقيا في القتال ضد الإرهابيين في سوريا”، ورغم أن تنظيم “داعش” ما زال يسيطر على ثلث البلاد، فإن بوتين بدأ يعتقد بأن “مهمة روسيا في سوريا بدأت تكتمل”، وحادث الأسد لإعلامه بأن جنوده بدأوا بالانسحاب.
وقال بوتين إن “العمل المؤثر لجيشنا خلق ظروفا مناسبة لبدء عملية السلام”، مضيفا أن “المهمة أنجزت تقريبا، ولذلك أوعزت لوزير الدفاع ببدء سحب الجزء الرئيس من قواتنا في سوريا”، مؤكدا أنه “أمر روسيا بتعزيز الجهود لإتمام صفقة السلام بين نظام الأسد والمعارضة“.
ولم يحدد بوتين موعدا للانسحاب، قائلا إن قواته ستبقى في قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين.
وناقش بوتين “الانسحاب الجزئي”، بحسب ما وصفته “التلغراف”، باتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حين أكد البيت الأبيض أن الزعيمين ناقشا الخطوات القادمة لحل النزاع، بينما أصر أوباما أن هناك حاجة لـ”حل سياسي“.
وفي وقت مبكر، أمس الإثنين، قالت الولايات المتحدة إنها لم تتلق إيعازا بهذه الخطوة، وقال المسؤولون إنهم لم يروا مؤشرات على الأرض بأن القوات الروسية بدأت تستعد للانسحاب.
وأصدر البيض الأبيض ردا حذرا على إعلان بوتين، قائلا إنه سينتظر “حتى يرى تماما النوايا الروسية”، بحسب ما نقلت “التلغراف“.
ورحبت المعارضة السورية بالخطوة، قائلة إنها تساعد بالضغط على النظام للوصول لاتفاق سلام في محادثات جنيف، إذ قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط، إنه “إذا كان هناك جدية بتنفيذ الانسحاب، فإن هذا سيمنح المفاوضات دفعة إيجابية“.
وكانت القوات الروسية نشرت ما يقارب 4000 رجل، من بينهم طيارون ودعم عسكري وقوات بحرية، ومع أن الكرملين لم يعترف رسميا بعد، فإن هناك دليلا على أن المدفعية الروسية ما زالت نشطة في الحملة.
وقال مايكل هورويتز، المحلل الأمني مع مجموعة “ليفنتاين”، إن “السؤال الآن هو مدة الانسحاب، وما يعنيه بوتين بالمكون الرئيس للجيش الروسي في سوريا”، موضحا أنه “إذا لم يكن يعني المكون الجوي، وإذا استغرق الانسحاب شهورا، فإن هذا لن يغير شيئا على الأرض“.
ورأت “التلغراف” أن هذه الخطوة تعطي دفعة إيجابية لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، والتي انطلقت بعد النجاح غير المتوقع لهدنة وقف إطلاق النار. وكالات
======================
إيكونوميست: ماذا يعني فلاديمير بوتين "بالانسحاب"؟
الخميس 17 مارس 2016 / 00:25
24 - إعداد: فاطمة غنيم
تبدو النهاية الواضحة للعملية العسكرية الروسية في سوريا دراماتيكية مثل بدايتها منذ ما يقرب من ستة أشهر. وكمقامر محظوظ، كان فلاديمير بوتين يعرف متى يرفع الرهان ومتى يبيع ما لديه من أوراق
لقد أذهل العالم في سبتمبر(أيلول) من العام الماضي باتخاذ قراره بشن ضربات جوية روسية في سوريا لدعم النظام المتداعي للطاغية السوري بشار الأسد. وبالمثل، أمر بالانسحاب الجزئي للقوات العسكرية الروسية من سوريا بشكل غير متوقع في 14 مارس(آذار).
في لقاء تلفزيوني تم الترتيب له بعناية مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويجو، ووزير خارجيته سريغي لافروف، قال بوتين إن مهمة الجيش في سوريا قد اكتملت إلى حد كبير "ولهذا السبب، أمرت بانسحاب الجزء الرئيسي من مجموعتنا العسكرية بالانسحاب من الجمهورية العربية السورية بدءاً من الغد".
توافق هذا الإعلان مع الذكرى الخامسة لاندلاع الحرب الأهلية الوحشية في سوريا، والتي راح ضحيتها ما يُقدر بـ470 ألف شخص، وجاء في اليوم الذي شهد إحياء محادثات السلام في جنيف.
مغزى الانسحاب
وفي هذا الإطار، قالت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، في تقرير لها، إنه لا أحد يعرف ما الذي يعنيه بوتين بهذا "الانسحاب الجزئي" حقاً، لأن روسيا لم تكشف أبداً عن عدد جنودها في سوريا. ستبقى قاعدتها الجوية الجديدة في اللاذقية في مكانها، وكذلك قاعدتها البحرية على الساحل السوري في مدينة طرطوس، والتي تم تعزيزها. لكن لن تخاطر القوات الخاصة الروسية وبعض من قوات التدخل السريع في التوغل داخل الصراع بعد ذلك.
يأتي إعلان بوتين بعد أسبوعين من وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه مسبقاً بين روسيا وأمريكا. ويقدمه بوتين في موسكو على أنه انتصار كبير. ولكن، كما لاحظ الكسندر بونوف من مركز كارنيغي الفكري في موسكو: "عندما تخرج خلال السلام، فإنك تخرج باعتبارك فائزاً. وعندما تخرج أثناء الحرب، فإنك تخرج باعتبارك خاسراً". إن مستقبل سوريا والأسد غير واضح تماماً، ولكن بوتين يرى أن المهمة الروسية قد اكتملت.
برغم ذلك، ماذا كانت مهمة روسيا؟ لم يكن بوتين يرمي إلى كسب الحرب في سوريا، بمعنى سحق المتمردين واستعادة الهدوء على الأرض. بل إن الحفاظ على الأسد في قصره كان هدفاَ ثانوياً. لقد كان أول وأهم أهداف بوتين يتمثل في استعادة مكانة روسيا كقوة عظمى ضائعة. كان يريد أن يُنظر إلى روسيا باعتبارها ندّاً لأمريكا، واستخدم حرب سوريا كوسيلة لتحقيق هذه الغاية. ثانياً، أراد بوتين تغيير سمعة روسيا من فتوة إقليمي (وهي السمعة التي تعززت بضمه لشبه جزيرة القرم وعدوانه في أوكرانيا) إلى قوة عالمية.
ثالثاً، أراد بوتين إظهار أن زمن "الثورات الملونة" قد انتهى. وأوضح بوتين، من خلال إنقاذه لنظام الأسد، أن روسيا ستحمي أصدقاءها من السقوط بغض النظر عن مدى الدماء التي تلوثت بها أيديهم. وكانت هذه إشارة مطمئنة إلى القيادات السلطوية الصديقة في الفناء الخلفي لروسيا، مثل رئيس جمهورية أذربيجان الغنية بالنفط. أخيراً وليس آخراً، فإن الغارات الجوية في سوريا أعطت الكرملين فرصة لاستعراض أسلحته وطائراته وصواريخه الجديدة، وهو العرض الذي تم تصميمه لجعل الروس العاديين يشاهدون التلفزيون وينسون أجورهم المتناقصة والمتدهورة.
واختتمت المجلة تقريرها بالقول: "إذا تحول وقف إطلاق النار الحالي إلى سلام دائم، فسيزعم بوتين أن التدخل الروسي هو السبب وراء تأمين هذا السلام. وإذا انهار وقف إطلاق النار وغرقت سوريا مرة أخرى في حرب دموية، فسيؤكد بوتين كيف كان لا غنى عن روسيا عندما كانت هناك. من المحتمل أن بوتين لم يساعد روسيا، لكنه قد ساعد نفسه بكل تأكيد".
======================
لوفيغارو: تحوّل جديد في الصراع السوري يصبّ في مصلحة إيران
عربي21 - أمل عويشاوي# الخميس، 17 مارس 2016 12:46 ص 04
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرين حول تداعيات القرار الذي اتخذته روسيا، والقاضي بسحب جزء من قواتها من سوريا، واعتبرت أن  هذا القرار يصبّ في مصلحة إيران، ويساهم في تعزيز موقفها وضمان بقاء الأسد في السلطة.
وقالت الصحيفة، في هذين التقريرين اللذين ترجمت "عربي21" مقتطفات منهما، إن التدخل العسكري لروسيا، منذ أيلول/ سبتمبر 2015، أدخل تغييرات على التوازن الاستراتيجي في سوريا، خاصة حينما تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "معاقبة" نظام الأسد إثر استعمال هذا الأخير للأسلحة الكيماوية ضد شعبه. واليوم مثّل الانسحاب الروسي نقطة تحول في الصراع السوري، وسيخدم مصالح عديد الأطراف الأخرى، أبرزها إيران، كما تقول الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن الكرملين حقّق الأهداف التي كان يصبو إليها منذ بداية تدخّله في المنطقة، والتي تتمثل أساسا في تصدر المشهد السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق موازنة مع الولايات المتحدة. فمنذ تدخل روسيا العسكري ثم حديثها عن ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار، وصولا إلى الانسحاب، أثبت بوتين أنه "سيّد اللعبة" في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار بوتين بالانسحاب سيجنب روسيا العبء الإضافي على اقتصادها المنهك، نظرا لتكلفة الحرب الباهظة التي تخوضها في سوريا، وسيدفعها لمزيد من الضغط على نظام الأسد حتى يقوم بالتفاوض خلال محادثات جنيف، التي ستعقد خلال الفترة القادمة. كما سيكون لقرار الانسحاب انعكاس إيجابي على عديد القضايا، منها مأساة اللاجئين الفارين من القصف الروسي، بالإضافة إلى العلاقات الروسية التركية المهددة بالتصعيد.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن المختص في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إميل حكيم، أن "انسحاب روسيا سيدفع الجميع لإعادة النظر في مسؤوليّاتهم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما سيصبّ هذا الانسحاب في مصلحة إيران، وسيساهم في تعزيز موقفها في سوريا وضمان بقاء الأسد في السلطة".
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة موقف مسؤول إيراني، فضل عدم الكشف عن هويّته، أن "طهران ستسعى لنشر حوالي 2500 جندي من فيلق القدس في سوريا، بالإضافة إلى عدد من عناصر قوات الباسيج الذين تلقوا تدريبات خاصة في إيران، وذلك بهدف مساندة كل من الجيش السوري والمليشيات الموالية للأسد على الميدان".
وأوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، رحّب بقرار انسحاب القوات الروسية؛ حيث اعتبرت إيران منذ البداية أن التدخل الروسي ساهم في تعقيد الوضع في البلاد، خاصة أن الأسد أصبح يعتمد أكثر على حليفه الروسي. وبالتالي فإن انسحاب روسيا سيفتح المجال أمام إيران حتى تستعيد مكانتها في خضم التحالف الإيراني - السوري الذي جمع بين الجانبين منذ أكثر 30 سنة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تكبّدت خسائر فادحة على خلفية مشاركتها في القتال جنبا إلى جنب مع قوات النظام السوري، حيث ارتفع عدد القتلى في صفوف الإيرانيين إلى 260 قتيلا، منذ إعلان الحرس الثوري زيادة عدد مستشاريه العسكريين في سوريا، لكنّ ذلك لم يثنيها عن مواصلة دعم نظام الأسد، خاصة بعد انسحاب الجانب الروسي.
وذكرت الصحيفة أن تعزيز قوة إيران وموقفها داخل الأراضي السورية، بعدما أعلن بوتين عن انسحاب قواته، سيمثّل مصدر قلق لعدد من الدول، على رأسها السعودية، التي لطالما سعت جاهدة إلى الحدّ من توسّع عدوّها الشيعي، خاصة في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة.
كما اعتبرت أن انسحاب روسيا لن يؤثر على مصير تنظيم الدولة، على الأقلّ على المدى القصير؛ لأن القصف الروسي لم يستهدف منذ البداية مواقع هذا التنظيم، بل سعى فقط إلى إضعاف المعارضة السورية، وهو ما مكن تنظيم الدولة من الصمود حتّى هذه اللحظة، في ظل عدم جدية العديد من الدول في القضاء على هذا التنظيم، وعوضا عن ذلك سعت كلّ دولة إلى حماية مصالحها الفردية داخل البلاد.
ورجحت الصحيفة أن انسحاب روسيا لن يهدّئ من رحى الحرب التي تدور منذ أكثر من خمس سنوات على الأراضي السورية؛ نظرا لتعدد الأطراف وتداخل المصالح فيها، إلا إذا استطاع بوتين فرض حلّ دبلوماسي من شأنه حلّ هذا الصراع.
واعتبر إميل حكيم أن "الأزمة السورية ستغير المنطقة بشكل جذري، وربما كانت تداعياتها على المستوى الإقليمي من إقامة الدولة اليهودية".
======================
جيمس بليتز ” بوتين أعطي أمريكا درسا في خوض الحروب الحديثة
سامي أبو الفتوح صادق
رأى الكاتب البريطاني، جيمس بليتز، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يُظهر أنه قد تعلّم أحد أهم دروس الحروب الحديثة وهي أن الأمم ينبغي أن تتجنب الدخول في حملات عسكرية صعبة طويلة المدى، ونوّه عن أن أمريكا ارتكبت هذا الخطأ في العراق وباكستان، عندما أقحمت نفسها في حملات عسكرية مطولة تكبدت خلالها ثمنا فادحا من دماء وأموال.
وأوضح “بليتز”، في مقال نشرته “الفاينانشيال تايمز”، أن الرئيس الروسي بوتين سلك مسلكا مغايرا في أوكرانيا ثم في سوريا، عبر تدخلات قصيرة حادة حققت أغراضا مباشرة دونما غلْق الطريق تماما على أي تحركات مستقبلية.
ولفت الكاتب إلى أن أوكرانيا كانت الساحة الأولى التي استخدم فيها بوتين هذه الاستراتيجية، عندما ضمّ شبه جزيرة القرم عام 2013، مؤّمنا قاعدة “سيفاستوبول” البحرية.
وأضاف أنه تم نشر القوات الروسية دعما للمعارضة المناصرة لموسكو في شرق أوكرانيا، وذلك لتأمين الإقليم المنفصل في تحدٍ لحكومة كييف، موضحا أنه قوات بوتين تصدّت بقوة ضد قوات كييف حتى أجبرت أوكرانيا على الموافقة على منْح الاستقلال للمناطق المنفصلة، ثم خففّ القائد الروسي الضغط، تاركا وراءه صراعا مجمدا في شرق البلاد.
وقال بلتيز: “نفس الاستراتيجية حدثت في سوريا، إذْ استطاع المستر بوتين إنجاز أهدافه المباشرة المتمثلة في إنعاش نظام الأسد عبر حملة شرسة ضد معارضيه على الأرض، ثم بعد ذلك يجنح الرئيس الروسي إلى تخفيف حملته في التوقيت المناسب”.
ورأى صاحب المقال أنه بالانسحاب من سوريا الآن، فإن بوتين قد جنّب روسيا مغبة التورط في صراع مع مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي، كما أوجد فرصة لموسكو للعمل كوسيط دبلوماسي حول مستقبل سوريا.
======================
«نيويورك تايمز» ساخرة من أوباما: أين هو المستنقع؟!
جريدتي
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ظل، لخمسة أعوام، يرفض بشدة التدخل الأميركي في سوريا ليُغير المعادلة في أرض المعركة، ثم قرر الانسحاب متجنباً الانغماس في هذا المستنقع. والآن، يبدو أن هذا هو ما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرفياً. وقالت الصحيفة إن إعلان بوتين سحب القوات لم يباغت البيت الأبيض فحسب، بل إنه أثبت عدم صحة تحذيرات الرئيس أوباما من أن روسيا قد تتضرر بشدة بمغامراتها العسكرية، مشيرة إلى أن انسحاب بوتين عزز الشعور بأنه تمكّن من الإمساك بزمام المبادرة في سوريا مقارنة بالرئيس الأميركي الذي رغب في إبقاء الحرب بعيدة عنه.
ويرى محللون آخرون أن العملية العسكرية الروسية المحدودة في سوريا أثبتت على الأقل الزعم الخاطئ لأوباما بأن أي تدخل عسكري في سوريا سيقود حتماً إلى انخراط أعمق. وقال أحد المحللين إن سوريا لا يجب بالضرورة أن تكون منحدراً زلقاً. وقد أثبت بوتين فعلاً أن بإمكانك أن تتدخل وتقصف بالقنابل وتضع قوات على الأرض وتستطيع بعد كل ذلك الانسحاب. وقد غيّر الروس فعلياً الوضع على الأرض، وحموا النظام من الانهيار.
في سياق متصل، سلّطت صحيفة وول ستريت جورنال الضوء على حالة الغضب العارمة التي اجتاحت واشنطن وتحذيراتها من أن روسيا تواجه مستنقعاً، عندما بدأت الأخيرة حملة القصف في سوريا العام الماضي. ورأت أن إعلان بوتين سحب بعض القوات يشير إلى عزمه على الالتفاف حول هذا المستنقع.
======================
واشنطن بوست": لماذا انسحبت روسيا بشكل مفاجيء من سوريا؟
الإسلام اليوم ــ قسم الترجمة ـ سارة غلاب
 ناقشت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا، متسائلة عن الأسباب وراء هذه الخطوة ومآلاتها على الأحداث في سوريا.
وكتب مايكل بيرنباوم وهيو نايلور فى عدد الصحيفة الصادر الثلاثاء تحت عنوان "انسحاب روسيا المفاجئ من سوريا والانتقال من المعركة لطاولة التفاوض" يقولان: "أعاد قرار الرئيس الروسى المفاجىء بسحب الطائرات الحربية من سوريا أمس الثلاثاء ترتيب الخطوط للصراع الضروس، ما عزز نفوذ موسكو ليس على أرض المعركة فحسب بل أيضا على طاولة المفاوضات".
وذكرت الصحيفة أن الطيارين الروس أقلعوا بطائراتهم من القواعد الجوية فى سوريا ووصلوا إلى روسيا وحظوا باستقبال الفاتحين المظفرين بعد مرور ستة أشهر على القرار المذهل الذى اتخذه الكرملين بإرسال قوات لمساعدة نظام بشار الأسد الذى يعد الحليف الرئيسى لروسيا فى الشرق الأوسط.
وأضاف الكاتبان أن روسيا أعلنت مع ذلك أنها ستترك نظم قوية مضادة للطائرات فى سوريا، مما يمنحها نفوذا قويا فى المنطقة ويبقى على خيار العودة السريعة للبلاد مفتوحا.
وترى "الواشنطن بوست" أن الانسحاب المفاجىء، الذى يبدو أنه قد تم اتخاذه دون الرجوع لرئيس النظام بشار الأسد، هز بقوة أرجاء مباحثات السلام الجارية فى جنيف وأثار قلق النظام حلفاءه.
وأشارت الصحيفة إلى وجهة نظر الكثير من المحلين والتى مفادها أن الانسحاب السورى سيضع ضغطا كبيرا على نظام الأسد بغية التوصل إلى اتفاق لاقتسام السلطة مع المعارضة وسط علامات تشير إلى أن الأسد كان أقل خنوعا لبوتين عما كان يأمله الكرملين.
وأوضحت "الواشنطن بوست" أن هذا التحرك لفت على الفور الانتباه الدبلوماسى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الشىء الذى لطالما تطلع إليه بوتين، إذ يعتزم "جون كيرى" وزير الخارجية الأمريكية التوجه لموسكو الأسبوع القادم من أجل بحث الانسحاب والخيارات الخاصة بالمرحلة الانتقالية فى سوريا.
وأفادت الصحيفة أن الزعماء الروس أعلنوا أنهم سوف يكثفون جهودهم الرامية لمكافحة "الإرهاب" فى سوريا، مما يترك هالة من الضباب والحيرة حول المعالم الدقيقة لخططهم وهو الأمر الذى ربما أردوه على وجه الدقة.
وأشار الكاتبان إلى ما أعلنته وسائل الإعلام الروسية مستشهدة بمصادر مجهولة من أن المستشارين الروس المشاركين فى وضع الخطة العسكرية الخاصة بسوريا يعتزمون البقاء فى البلاد.
ونقلت "الواشنطن بوست" عن "سيرجى إيفانونف" كبير الموظفين فى الكرملين قوله للصحفيين فى موسكو أمس الثلاثاء :"لن نخفف من وطيس المعركة بل سنشددها. بيد أنه لتحقيق هذا الغرض فإننا لسنا فى حاجة للفرقة العسكرية الموجودة حاليا".
وأشارت إلى أن الانسحاب الذى تزامن مع الذكرى الخامسة لبداية الاحتجاجت السلمية فى سوريا جاء بعد عملية استغرقت ستة أشهر انقذت خلالها روسيا الأسد من الهزيمة وجعلت من شبه المستحيل الإطاحة به بالقوة، بيد أنه لاحت فى الأفق بوادر على أن نظام الأسد كان يدفع من أجل السيطرة من جديد على كل الأراضى التى خسرها، غير أن هذا ربما كان سيتطلب فترة أطول ويخاطر بالزج بروسيا فى خضم حرب طويلة ومكلفة.
ونوه الكاتبان أيضا إلى ما صرح به مسئول روسى كبير من أنه بدلا من ذلك تركت روسيا قوة مخفضة العدد فى قواعدها البحرية والجوية فى سوريا ولا تعتزم نقل نظامها الصاروخى القوي أرض – جو طراز أس – 400.
وترى "الواشنطن بوست" أن ذلك يعنى أن روسيا سوف تواصل السيطرة على المجال الجوى السورى، وهو ما يعد رادعا للدول على شاكلة تركيا والسعودية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية التى قد تفكر فى إقامة مناطق لحظر تحليق الطيران فوق مناطق فى سوريا.
وزعمت أن النظام العالي التقنية المضاد للطائرات يعدل تعديلا كبيرا ميزان القوة فى سوريا ويقدم لروسيا موطىء قدم فى الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن "فيكتور أوزيروف" رئيس لجنة الشئون الدفاعية والأمنية بمجلس الدوما الروسى قوله لوكالة "انترفاكس" للأنباء :"عندما نرى أن العنصر السياسى يتحرك بنجاح وأن قوات الجيش والشرطة فى سوريا قادرة على تدمير بؤر الإرهاب اعتمادا على نفسها، عندئذ فإننا من المحتمل أن نفكر فى أمر النظام المضاد للطائرات وسنقوم بتفكيكه".
وترى أنه حتى إذا ظل جزء من القوة فى سوريا فإن الانسحاب العام يفيد أن بوتين قام بأكبر تحرك استراتيجي وأنه يعرف متى ينسحب قبل أن يقع فى مستنقع صراع أخر فى الشرق الأوسط يلتهم الموارد، وكان الرئيس الأمريكى قد ألمح إلى أن هذا سيكون مسار التدخل الروسى فى سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى ما قاله "الكيسندر باونوف"، وهو محلل فى مركز مؤسسة كارانجى فى موسكو من أنه "من الأفضل الانسحاب أثناء الهدنة عن الانسحاب خلال الحرب، لأن الانسحاب أثناء الحرب يعنى الوقوف فى موقف المدافع، فى حين أن الانسحاب وقت الهدنة يعنى النصر".
ولفتت أيضا إلى ما يراه المراقبون فى الغرب من أن بوتين ربما يبحث حقا عن وسيلة لإرغام الأسد على التوصل إلى اتفاق الآن بعدما نجحت روسيا فى القضاء على احتمال الإطاحة بحليف عربى رئيسى باستخدام العنف.
ونقلت "الواشنطن بوست" عن "كليف كوبشان" وهو محلل مخضرم فى الشئون الروسية ورئيس مجموعة "يوروآشيا" وهى مجموعة معنية بتحليل المخاطر السياسية قوله إنه "يعتقد أن بوتين يمنح السلام فرصة لكنه استخرج بوليصة تأمين كبيرة. أنه يقدم مساحة آمنة للغاية لتنفس الصعداء من أجل الدبلوماسية".
وأفادت الصحيفة أن مبعوثى الأسد وممثلى المعارضة السورية شاركوا فى محادثات تتوسط فيها الأمم المتحدة هذا الأسبوع وذلك على الرغم من أنهم بدأوا المفاوضات ببطء على ما يبدو.
ونقلت عن "ستيفان دى ميستورا" مبعوث الأمم المتحدة الذى يقود المباحثات بعد اجتماعه مع ممثلين عن وفد المعارضة قوله: "سيحدث الانسحاب الروسي تأثيرا فعليا على المحادثات. وسيعطى دفعة جديدة للمفاوضات".
وأشارت أيضا إلى ما ذكره الدبلوماسيون وأفراد من المعارضة من أن التحرك الروسي أخذ النظام السورى على حين غرة، ونتيجة لذلك فإنهم يتوقعون أن تتخذ المحادثات اتجاها أكثر جدية من الجولة السابقة التى كانت قد انهارت بسبب الهجوم الذى شنه النظام السورى بدعم من روسيا بالقرب من مدينة حلب السورية الاستراتيجية.
ولفتت الصحيفة أيضا إلى وجهة نظر دبلوماسى غربى رفض نشر اسمه لأنه غير مسموح له التحدث عن هذه المسألة علانية والتى مفادها أن النظام السوري يشعر بالتخلي عنه بعض الشيء.
وترى الصحيفة أن المسائل الشائكة لا تزال عالقة، وكانت المعارضة قد أبلغت "دى ميستورا" عن قلقها إزاء نقص المساعدات الإنسانية التى كان قد تم التعهد بتقديمها للسوريين المحاصريين والمعتقلين فى السجون التى يسيطر عليها النظام السوري.
وذكرت أنه لم تكن هناك أية مظاهر فى وسط دمشق أمس الثلاثاء تشير إلى الذكرى الخامسة للصراع الذى بدأ باحتجاجات عارمة ضد نظام الأسد.
وسلطت الصحيفة الضوء على محاولة وسائل الإعلام الرسمية السورية للتقليل من أهمية الانسحاب الروسي، وأكد التليفزيون الرسمى على أنه قد تم اتخاذ القرار بالتنسيق مع النظام السورى وذلك على الرغم من أن الكرملين قد أعلن قبل ذلك بيوم أنه قد تم اتخاذه دون التشاور مع الشركاء السوريين.
وذكرت أيضا أن حلفاء آخرين للنظام السوري صرحوا أنهم قد اندهشوا من الإعلان السورى، وقال مسئول من حزب الله اللبنانى الذى يرسل المقاتلين لسوريا لمساعدة النظام هناك إن الانسحاب المفاجىء "كان له وقع الصدمة". وأضاف المسئول الذى رفض نشر اسمه لأنه غير مفوض بمناقشة المشاورات الداخلية التى يجريها الحزب قائلا :"علينا التروى والتريث لمعرفة النوايا الحقيقية للروس لأن هناك مخاوف من أن يدفع حزب الله الثمن فى نهاية المطاف".
وأضافت الصحيفة أن خصوم النظام السورى يتطلعون بشدة على ما يبدو للاستفادة من الانسحاب الروسي، وصرح أحد قادة جبهة النصرة وهى الجماعة المتحالفة مع تنظيم القاعدة فى القتال فى سوريا لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الجماعة تستعد لشن هجوم "خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة".
*ترجمة خاصة بموقع "الإسلام اليوم"
======================
"واشنطن بوست": روسيا سحبت قواتها دون تشاور مع الأسد
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن قرار انسحاب القوات الروسية من الداخل السوري، كان مفاجئا بالنسبة لنظام بشار الأسد، مشيرة إلى أن موسكو اتخذت القرار دون أي مشاورات مسبقة مع الأسد.
 وأشارت الصحيفة في تقريرها - الذي استعرضه برنامج "العالم يقول" المذاع على قناة "سي بي سي اكسترا" - أن قرار روسيا قلب طاولة المفاوضات على النظام السوري، مشيرة إلى أن سحب القوات الروسية وضع ضغوطا كبيرا على دبلوماسيي الأسد في مفاوضات جنيف.
======================
واشنطن بوست: هل هزم بوتين أوباما في سوريا؟
القاهرة - بوابة الوفد
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ بسحب القوات الروسية من سوريا، وإعلان نهاية مفترضة للعمليات العسكرية الرئيسية هناك، أخذ المراقبين الدوليين على حين غرة مجددا.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء - إن قرار سحب القوات الروسية يتزامن مع تجدد المساعي الدبلوماسية الرامية لوقف الصراع المروع المستمر منذ خمس سنوات، ويلقي بالمسئولية على عاتق نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يدعمه الكرملين للتوصل الى اتفاق مع معارضيه.
وأضافت أن هذه الخطوة أثارت أيضا مزيدا من التساؤلات حول النهج الذي يتبعه البيت الأبيض، والذي حذر في وقت سابق من تورط موسكو في "مستنقع"، فقط لرؤية القوات الموالية للأسد وهي تحقق مكاسب كبيرة على حساب الميليشيات المتمردة المدعومة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها.
وأفادت "واشنطن بوست" بأنه مما لا شك فيه أنه لتدخل روسيا في سوريا آثار فعلية لتغيير قواعد اللعبة، لافتة إلى أن الأمر يرتكز في البداية على مساعدة جهود الحرب ضد تنظيم داعش الجهادي، بيد أن بوتين استهدف معظم الجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك بعض الفصائل التي تدعمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي.إي.ايه".
وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أنه قبل عام ونصف العام، بدا أن نظام الأسد على وشك الانهيار، غير أن الغارات الجوية الروسية قلبت الوضع رأسا على عقب، وسمحت للقوات الحكومية والميليشيات التابعة لها باستعادة حوالي 4 آلاف ميل مربع من الأراضي، لتتمكن بذلك من التطويق الكامل لمدينة حلب التي مزقتها الحرب، وقطع طرق الإمداد الحيوية للمسلحين عبر تركيا، فضلا عن تمكين عمليات القصف الروسية أيضا للميليشيات الكردية السورية من السيطرة على مواقع المسلحين على طول الحدود التركية، ما أدى إلى هزات جيوسياسية في المنطقة.
وأضافت أن الانتصارات في ساحة المعركة حددت مجرى محادثات لاحقة توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف، وكذلك شروط وقف إطلاق النار المبدئي في سوريا، الذي تم الاتفاق عليه في شهر فبراير الماضي من جانب الولايات المتحدة وروسيا، الأمر الذي جعل كبار المسئولين الأمريكيين يعترفون بأن الروس "غيروا حسابات" الصراع.
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي والخبير في المجلس الروسي للشئون الدولية نيكولاي باخوموف إنه "يمكن للمرء أن يشكك في أن روسيا حققت كل أهدافها، ولكن من الصعب أن يجادل بأن العملية الروسية وفرت الظروف المواتية لوقف إطلاق النار الحالي."
وأضاف "وضوح تحركات موسكو، سواء اتفقت معهم أم لا، سرعت من التفاعل الروسي - إن لم يكن التعاون - مع دول الشرق الأوسط. وكانت الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية تدرك الدوافع الروسية، والمصالح والقدرات والأهداف وتعي أنهم يمكنهم التصرف على هذا النحو".
======================
"لوموند": واشنطن تجاهلت عمدا تمدد "داعش" في سورية
باريس ــ عبد الإله الصالحي
العربي الجديد
الولايات المتحدة الأميركية تجاهلت عن عمد تقارير استخباراتية مفصلة عن تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سورية منذ منتصف عام 2013، ولم تستغل تلك التقارير والمعلومات إلا نادراً حتى بعد قرارها ضرب معاقل "داعش" في سبتمبر/ أيلول 2014. هذا أبرز ما كشفت عنه صحيفة "لوموند" في تحقيق مطول نشرته في عدد اليوم أنجزه مبعوثان خاصان في أوساط المعارضة السورية بتركيا دام عدة أسابيع.
واعتمدت الصحيفة الفرنسية في هذا التحقيق على ما قالت إنه اعترافات خاصة لأحد كوادر الجيش السوري الحر قالت إنه كان مكلفاً من رؤسائه ببعث تقارير مفصلة للأميركيين عن "داعش"، ورصد تحركات التنظيم في مدينة سراقب، ولفت انتباهه مقاتل غريب الأطوار من أصل بلجيكي جزائري يدعى "أبو براء الجزيري" سبق له أن قاتل في أفغانستان والعراق ويتحدث الفرنسية والروسية والانجليزية بطلاقة. وكان هذا الأخير يردد على مسامع الجميع أن "دولة الخلافة ستتأسس قريباً في سورية" ولم يكن يؤخذ على محمل الجد. وكانت تقاريره الأولى عن "داعش" تحذر الأميركيين من إغفال تقاطر مئات الجهاديين الأجانب على سورية.
وفي لقاء له مع السفير الأميركي لدى المعارضة السورية، روبير فورد، قال السيد "م" بالحرف لمحاوره "هؤلاء الإرهابيون الأجانب يتدفقون لسرقة بلادنا وأرضنا وحقوقنا، إن لم توقفوا هذا التدفق فبعد ثلاثة أشهر فقط سنؤدي الثمن غالياً".
وكان الرجل السوري الذي سماه تحقيق الصحيفة السيد "م" يعتمد على شبكة من عشرات المخبرين، ومدّ الاستخبارات الأميركية بتقارير تتضمن معطيات ميدانية دقيقة وخرائط وأرقام هواتف وعناوين الحواسيب التي يستعملها التنظيم في المناطق التي يسيطر عليها.
وبدأت التقارير الأولى عندما كان "داعش" مجرد مجموعة صغيرة لا يتعدى عناصرها مائة مقاتل إلى حين تقوى التنظيم وتجاوز مقاتلوه 20 ألف عنصر. واطلعت الصحيفة عبر المدعو "م" على نسخ من التقارير والوثائق التي كان يبعثها للأميركيين ومن بينها تقرير مفصل عن مدينة الرقة يتضمن أسماء القادة الميدانيين وعناوين مكاتب التنظيم والحواجز وأيضاً عنوان قيادة التنظيم في المدينة. كما اطلعت الصحيفة على صور عالية الجودة التقطها أحد مخبري السيد "م" لمعسكر خاص بتدريب المقاتلين الأجانب في محافظة اللاذقية.
وبعد تحققها من صحة الصور والوثائق ومقارنتها بوثائق أخرى من كوادر الجيش الحر وفصائل معارضة أخرى، اعتبرت الصحيفة أن الأمر يتعلق بفرصة ذهبية تجنبت واشنطن استغلالها ولو أنها فعلت ذلك لما وصلت الأسرة الدولية إلى مأزق المواجهة مع "داعش" بعد أن تقوت شوكته في المناطق التي يسيطر عليها في الأراضي السورية.
وذكر السيد "م" لصحافيي "لوموند" بأن الإدارة الأميركية آنذاك (بين عامي 2013 و2014) لم تكن لديها رغبة لصد تمدد "داعش" في سورية وكانوا يكتفون برصد المشهد الحربي السوري من بعيد وجمع المعلومات والتقارير الاستخباراتية.
واطلعت الصحيفة على وثيقة أعدها السيد "م" للأميركيين وتتضمن خطة عسكرية لفصائل الجيش الحر للاستيلاء على مواقع "تنظيم الدولة الاسلامية في سورية والعراق" قبل أن تتحول إلى "داعش" في محور أعزاز/حلب بداية 2014. وكانت الخطة "تعتمد على معلومات دقيقة ومفصلة عن القرى التي يسيطر عليها التنظيم الجهادي مع خرائط تحدد مكاتب وحواجز التنظيم ومواقع القناصة وبيت وسيارة أمير التنظيم في كل قرية"، لكن الأميركيين تماطلوا كثيراً في إعطاء الضوء الأخضر لبدء عمليات عسكرية ضد التنظيم.
======================
 فورين بوليسي: انسحاب روسيا قد يمهد لتشكيل حكومة دون الأسد
بلدي نيوز
قالت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إن إعلان روسيا، انسحابها العسكري من سوريا يوحي بأنها تريد لنفسها مخرجاً من الحرب هناك، وربما يفتح المجال أمام تشكيل حكومة يقودها شخص آخر غير بشار الأسد.
لكن مسؤولين أميركيين، قالوا إن موسكو لم تشرع بعد في نقل معداتها وآلياتها العسكرية إلى خارج سوريا، ومن ثم فإنه من السابق لأوانه تقدير حجم القوات التي سيبدي الرئيس فلاديمير بوتين إعادتها إلى بلاده.
ورأت المجلة التي تأثر بشكل كبير على صانعي القرار في واشنطن، أن الانسحاب قد يعني نهاية الدعم الروسي غير المشروط للأسد ويشيع فسحة من التفاؤل بحل دبلوماسي يضع حدا لما وصفته بـ”المجزرة البشعة” في سوريا.
ونقلت المجلة عن الخبير في الشؤون السورية بمركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أندرو تابلر، القول “يبدو أن روسيا قد تراجع دعمها للأسد بغية الضغط عليه ليقدِّم تنازلات في طاولة المفاوضات، وحتى الآن ليس ثمة ما ينبئ بأنه مستعد للتنازل عن الكثير”.
من جانب أخر، فإن بعض المحللين يرون أن الثقة الزائدة التي كان يبديها النظام بدأت تتلاشى تدريجياً، وقال جوشوا لانديس مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، الذي ظل حتى الأسبوع الأخير على تواصل مع مسؤولين مقربين من نظام الأسد في دمشق، قال إنهم لم يعودوا يردون على اتصالاته الهاتفية، وهو أمر مفاجئ.
وأضاف “لا أحد من المسؤولين السوريين في دمشق يرد على هاتفي. هذا يقودني للاعتقاد بأنهم محبطون تماما”.
بالمقابل، فإن صحيفة وول ستريت جورنال ترى أن انسحاب روسيا، جاء بعد أن مكَّنت للأسد ورسَّخت أقدامه بما يجعله في وضع أفضل لاستغلال المفاوضات التي تنعقد بوساطة أميركية روسية.
وأشارت إلى أن بوتين بإعلانه سحب قواته يأمل انتزاع تنازلات من الولايات المتحدة وأوروبا، فهو يريد من الغرب أن يخفف عقوباته على بلاده ويدرك أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يتطلع إلى عودة العلاقات إلى طبيعتها مع موسكو.
كما أن الانسحاب قد يكون محاولة من جانب بوتين لمنح أوباما غطاء دبلوماسيا يعينه على إعادة ضبط العلاقات بين البلدين قبيل مغادرته البيت الأبيض.
وخلصت الصحيفة إلى أن التدخل الروسي لم يُنه الحرب في سوريا، حيث لا يزال تنظيم “الدولة” يسيطر على معظم أجزاء البلاد.
وأردفت قائلة إن مكافحة الإرهاب لم تكن يوما غاية بوتين، فقد أراد أن يُظْهِر للعالم أن روسيا تقف إلى جانب حلفائها، وأن ينتزع نفوذا جديدا لبلاده في الشرق الأوسط وأوروبا.
======================
إسرائيل هيوم :البروفيسور ايال زيسر  16/3/2016 :تركيا: اللاجئون وأزمة سياسية وداخلية
الغد الاردنية
تدهورت العلاقات بين تركيا وبين الاكراد – داخل الدولة وخارجها في سورية المجاورة – جدا في السنوات الاخيرة. فنجاح الاكراد في سورية في ان يقيموا لانفسهم، بمساعدة أميركية بل وروسية – ما يشبه الحكم الذاتي، يقلق الاتراك جدا بسبب ما للخطوة من آثار على مواطني تركيا من اصل كردي والذين يشددون في السنوات الاخيرة على هويتهم الكردية على نحو متزايد. لا غرو إذن انه بينما يكافح الأميركيون ضد داعش ويوجه الروس ضرباتهم إلى الثوار السوريين، يعمل الاتراك عسكريا ضد الاكراد في سورية ويشددون الخطوات التي يتخذونها ضد التنظيم السري الكردي داخل تركيا.
ومع ذلك، في تركيا وخارجها كان هناك من شككوا في ان يكون الاكراد يقفون خلف عمليات الارهاب. فبعد كل شيء، لداعش أيضا يوجد حساب مفتوح مع الحكومة. التنظيم منشغل في حروبه في داخل سورية والعراق، ولكنه عمل من قبل ضد الاتراك، وان كان لحقيقة أن طائرات التحالف التي تهاجم قواته في سورية وفي العراق تقلع من مطارات تركية.
وهكذا من سياسة عنوانها "صفر مشاكل" في العلاقات الخارجية، يجد اردوغان نفسه مع "صفر اصدقاء" وامام جملة من الاعداء. فالى جانب الهجمة الارهابية وصراعه ضد الاكراد وداعش يعيش اردوغان اليوم في نزاع صاخب مع الروس، بلغ حافة المواجهة العسكرية بعد اسقاط الاتراك لطائرة روسية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. اما مع الادارة الأميركية فيعيش اردوغان مواجهة سياسية سبب دعم الأميركيين للاكراد السوريين، المربوطين بحبلهم السري بتنظيم حزب العمال الكردستاني الذي يعمل في تركيا، ويعتبره اردوغان تنظيما ارهابيا. وفي العالم العربي ايضا بقي اردوغان بلا اصدقاء بعد أن تنازع مع النظام المصري بسبب تأييده للاخوان المسلمين في هذه الدولة.
 وفضلا عن كل هذا، تغرق تركيا في بحر من اللاجئين. فقد استوعبت هذه الدولة في اراضيها قرابة 3 ملايين لاجئ من سورية وهؤلاء يواصلون الوصول اليها. ويتزايد العبء على الاقتصاد التركي ومعه ايضا المخاوف من وصول ارهابيين الى الاراضي التركية. بعض اللاجئين فقط سيواصلون طريقهم إلى أوروبا، وهذه الاخيرة تتوقع بان تكون تركيا هي التي تستوعبهم في اراضيها. وبالطبع، يجب أن نتذكر ايضا الساحة التركية الداخلية، والتي يتصاعد فيها التوتر لدرجة المواجهة مع الانتقاد المتعاظم على سيطرة اردوغان على وسائل الاعلام التي تنتقده بل ومحاولة اسكات هذا الانتقاد. وكلاعب السيرك الذي اجاد جدا اللعب بالكرات ولكنه يجدها تتساقط الواحدة تلو الاخرى من يديه، يمكن أن نفهم لماذا يتطلع اردوغان إلى القدس. فلعل من استئناف الحوار مع إسرائيل سيأتي الخلاص.
======================
هآرتس :عاموس هرئيل  16/3/2016 :بوتين يخفف قواته ويترك أسئلة مفتوحة
الغد الاردنية
أمسك البيان الدراماتيكي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اخراج معظم قواته العسكرية من سورية يوم الاثنين وزيري دفاع الولايات المتحدة واسرائيل في ذروة لقاء عمل في واشنطن. فقد فوجئ يعلون من البشرى. والسؤال ما الذي عرفه مضيفه، أشتون كارتر، قد يتضح في الايام القادمة.
في كل ما يتعلق بسورية، تواصل روسيا إثارة الدهشة. فهي تنفذ انعطافات حادة دون ان تؤشر على الاتجاه مسبقا وبعد ان تفعل تقدم القليل جدا من الشرح. هذا النهج ميز بداية تدخلها العسكري في سورية في أيلول الماضي. فقد بعث بوتين بطائراته إلى سورية دون إعلان مسبق كرد على طلب يائس من الرئيس بشار الاسد، جاء في بداية الصيف حين قضمت منظمات الثوار ما تبقى من اراضي تحت سيطرة النظام.
ونجحت الغارات الجوية الروسية التي بدأت قبل نحو شهر، في أن تثبت خطوط الدفاع للاسد. في شهري كانون الثاني – شباط من هذا العام، مع تشديد القصف الروسي، والذي لم يبذل جهدا خاصا في التمييز بين المواطنين والمقاتلين او بين منظمات الثوار الواحدة عن الاخرى، حقق التحالف المؤيد للنظام انجازات اضافية. فقوات الاسد، باسناد الحرس الثوري الايراني والميليشيات الشيعية المختلفة، سيطرت على بعض البلدات في جنوب الدولة وفي شمال الغرب منها.
 في موعد قريب من وقف النار في نهاية الشهر الماضي، اقتربت قوات النظام من محاصرة الثوار في مدينة حلب الكبرى في شمال سورية. ويصمد وقف النار هذا، والذي جاءت في أعقابه جهود متجددة لتحريك حل سياسي لسورية، على نحو جيد اكثر مما توقعته معظم أجهزة الاستخبارات في الغرب.
 وتتواجد القوات الروسية في سورية لفترة تتجاوز ضعف الفترة التي حددها بوتين للمهامة في الاصل.
 ويضمن البيان الروسي في المعلومات. فقد أشار بوتين إلى ان بلاده ستواصل الاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية في المنطقة العلوية في شمال غرب سورية. ومعقول أن تكون هذه المهامة بحاجة لقوات برية بحجم اصغر، بضع مئات الجنود الذين يستخدمون اجهزة الدفاع المختلفة. كما أن موسكو لا تخرج عن طورها كي تشرح اعتباراتها. يحتمل أن يكون هنا اعتراف بقيود القوة العسكرية والتي تبدي الاستعداد لاستخدامها.
أما الاهداف الاساس التي تحددت – استقرار النظام، ضمان التراجع الأميركي عن مطلب المغادرة الفورية للاسد واستئناف المفاوضات الدبلوماسية – فقد تحققت عمليا. ومن أجل ضمان اعادة سيطرة النظام على المناطق الواسعة التي فقدها في صالح الثوار، ستكون روسيا مطالبة ليس فقط بتشديد الغارات الجوية بل وان تدفع بقوات مقاتلة كبيرة على الارض. ومن شأن هذا أن يكون كلفة لا بأس بها على الاقتصاد الروسي المتعثر. وفي الاسابيع الاخيرة هددت السعودية بتسليح منظمات الثوار السوريين بصواريخ متطورة مضادة للطائرات. كل دولة وصدمتها العسكرية. يحتمل أن يكون الروس سعوا إلى أن يعفوا انفسهم من العودة إلى ورطتهم في افغانستان في الثمانينيات حين فقدوا مروحيات، طواقم جوية ومقاتلين جراء اصابات صواريخ ستينغر التي وفرها الامريكيون للثوار الافغان.
 ومثل جورج بوش الابن بعد المرحلة الأولى من حرب العراق في 2003، يمكن لبوتين أن يخرج الآن بالإعلان عن ان المهامة انجزت. وقد عاد وركز نفسه على الخريطة الدولية كلاعب اساس يجب أخذه بالحسبان. وبالمقابل لا يسارع على ما يبدو إلى التضحية برجاله قد يعيد للاسد السيطرة على تلك الاقاليم البعيدة من زاوية نظر روسيا.
إذا ما ضمن لاحقا كنتيجة لذلك وقف نار طويل وتسوية ما لتقسيم سورية عمليا بين المعسكرات الصقرية، فيما يسيطر الاسد في دمشق وفي المنطقة العلوية وتواصل روسيا الاحتفاظ بميناء المياه الدافئة في طرطوس، الضروري لها، يحتمل أن تكون روسيا قامت بمهمتها.
 ولكن موسكو ليست اللاعب الوحيد في هذا الملعب المعقد. فبالنسبة لدول الشرق الاوسط، مثلما بالنسبة للغرب، تبقى سياسة بوتين واعتباراته مثابة لغز.
وبالصدفة تماما سيكون اليوم رئيس الدولة رؤوبين ريفلين الضيف الاجنبي الاول الذي سيتمكن من محاولة اخذ الانطباع في موسكو عن نوايا الزعيم الروسي.
  منذ نقل الطائرات الروسية إلى القواعد في شمال سورية، تصرفت اسرائيل بحذر زائد مع الجبار الذي استقر في ساحتها الخلفية. لم تستطب القدس المساعدة الروسية المتزايدة للاسد، وبالاساس النجاحات التي حققها المحور الذي بين دمشق وايران وحزب الله بفضل الغارات الجوية الروسية. ولكنها حرصت على أن تبتعد عن مناطق الهجمات الروسية وتقلص المخاطرة بمعارك جوية غير مقصودة.
  معقول أن تستقبل اسرائيل الان اخراج الطائرات الروسية ببعض الارتياح. ولكن ما سيأتي بعد ذلك يكاد لا يكون قابلا للتوقع. فوقف النار، وان كان جزئيا، يفرض منذ نحو اسبوعين ونصف. وفي الايام الاخيرة استؤنفت في بعض المدن في سورية المظاهرات غير العنيفة ضد النظام. اما الاسد من جهته فيمتنع حاليا عن قصف المتظاهرين ببراميل الوقود. ولا يزال، سبق أن تعلمنا في هذه المنطقة أن التقديرات الاكثر تشاؤما هي التي تميل إلى التحقق.
======================
يديعوت أحرونوت: أفرايم هليفي  16/3/2016 :محور بوتين في الشرق الاوسط
الرئيس بوتين، على عادته، اضطر إلى حدث دراماتيكي كي يعلن عن أن مهام روسيا العسكرية في الجبهة السورية قد أنجزت وعليه فقد أمر ببدء انسحاب "القسم الاساس" من قواته من الدولة. وفي بيانه لم يحدد بدقة ما هي تلك المهام التي انجزت، ولكنه تكبد عناء التشديد على أن القواعد المركزية لن تغلق، ولا سيما القاعدة الجوية في اللاذقية والتي تم توسيعها جدا في الاشهر الخمسة الاخيرة من القتال. وسيبقى التواجد الروسي، ولا سيما الجوي، في المنطقة لفترة غير محدودة، وسيعزز من جديد اذا ما نشأت حاجة روسية أو سورية تستوجب ذلك. في هذه الاثناء تواصل روسيا الغارات الجوية، ومن هذه الناحية لا يشكل إعلان بوتين أمس نهاية العنف في سورية. على طريقة الرئيس الروسي، لن تتضح نواياه الا بعد وقت.
هذا هو الوقت لاجراء وزن مرحلي عن الجبهة السورية. فقد تميزت الاشهر الاخيرة بنشاط روسي مكثف وحر في سماء دمشق وباقي مدن الدولة. مئات وربما آلاف الاهداف قصفت والحقت اضرارا هائلة بالارواح والممتلكات، سواء في مناطق القتال أم في المناطق المدنية. وقد عملت روسيا بلا قيود ونجحت في تغيير موازين القوى بين مقاتلي الاسد ومعارضيه. ولكن في هذه الفترة لم يتحقق حسم، وقوات الجماعات المختلفة المعارضة للحكم العلوي لم تدمر – فقد بقيت نازفة ولكنها حية ترزق.
لقد حقق التعاون الروسي – الإيراني والاستثمار الكبير لقوات طهران الخاصة إنجازات ذات مغزى، ولكن هذا التعاون ابرز قصر يد إيران عن الانتصار وتثبيت سيطرتها في سورية، ضمن أمور اخرى في دور انتاج تهديد إيراني ذي مغزى على إسرائيل. والاحرى، فقد حددت إسرائيل لإيران الحدود وفي سلسلة أعمال نجحت في صد محاولات طهران خلق تواجد على مقربة من الحدود الإسرائيلية – السورية. ومن سلوك اللاعبين في الميدان يمكن الاستنتاج بان روسيا لم تحاول مساعدة إيران في تحقيق نواياها.
لقد خرجت روسيا رابحة من ترتيبات التنسيق العملياتي مع إسرائيل، والتي تقررت عندما زار رئيس الوزراء موسكو قبل بضعة اشهر. وقد أجدى صمت إسرائيل عن النشاط الروسي الواسع خلف الحدود لروسيا أيضا على مستوى صورتها الدولية. فتحت السطح قبعت منظومة "اخذ وعطاء" نضجت لدرجة تحقيق منفعة الطرفين. ثمة أساس للافتراض بان هذه السياسة لن تمس بعلاقات إسرائيل والولايات المتحدة، التي هي الاخرى وبشكل غير مباشر استفادت من نجاح إسرائيل في منع انجاز إيراني في جنوب سورية وفي هضبة الجولان.
على هذه الخلفية تشكل زيارة رئيس الدولة الحالية إلى موسكو فرصة ليس فقط للسماح له بتلقي ايضاحات عن نوايا بوتين في الزمن القريب القادم. فمثلما يمكنه أن يبارك وضع العلاقات بين إسرائيل وروسيا، يمكن لريفلين ايضا أن يفحص استعداد بوتين لممارسة تأثير كابح للجماح على إيران في الفترة الحرجة القريبة القادمة.
لقد كانت علاقات روسيا – إيران منذ البداية معقدة جدا: فروسيا كانت وما تزال موردة سلاح مركزي لإيران. مليارات الدولارات التي تتحرر للاستخدام الإيراني في أعقاب الاتفاق النووي تستخدم  ضمن امور اخرى لتمويل المشتريات الإيرانية في روسيا. وتأثير روسيا على طهران أكبر بلا قياس من تأثير الولايات المتحدة. فبوسع روسيا أن تضغط على إيران كي تنفذ بشكل دقيق التزاماتها بالطريقة الأكثر نجاعة.
عادت إيران مؤخرا لتنفيذ تجارب على وسائل اطلاق الصواريخ الباليستية المخصصة ضمن أمور اخرى لحمل سلاح نووي. وكان بنيامين نتنياهو عمل في التسعينيات، في اثناء توليه منصب رئيس الوزراء في ولايته الأولى، عمل بلا كلل بهدف وقف المساعدة الروسية المباشرة للبحث والتطوير لهذه الوسائل. وقد كانت تلك ايام مختلفة؛ أما التعاون الروسي – الإيراني في سورية فأنتج هامش علاقات عملياتي مهم بين الدولتين.
ان ارسال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة لرفع احتجاج علني ضد التجارب الإيرانية ضروري للوجه العلني في الدبلوماسية الإسرائيلية، ولكن الاهم هو المحاولة الإسرائيلية الجدية لفحص عميق لجوهر علاقاتنا المتطورة مع روسيا. فخطوة روسية لوقف الانشغال الايراني باجهزة اطلاق الصواريخ كفيلة بان تعطي منفعة كبرى للطرفين. "المسافة بين طهران وتل أبيب تشبه جدا المسافة بين طهران وموسكو"، هو قول سمعته أكثر من مرة في روسيا على مدى السنين.
 
 *رئيس الموساد الاسبق
======================
سيفغي أكارسيسمي - (النيويورك تايمز) 8/3/2016 :تعصب أردوغان الاستبدادي
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
إسطنبول-  يبدو أن السيطرة الفعلية التي يتمتع بها الرئيس التركي أردوغان على أغلبية الصحف ومحطات التلفزة التركية ليست كافية. ففي الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بتعصب زعيمها الاستبدادي، سيطرت حكومته على صحيفة، "زمان اليوم"، وصحيفة "زمان" الأم الناطقة بالتركية، والتي تعد الصحيفة اليومية الأكثر تداولاً في البلاد. ومعاً، كان هذان العنوانان في عداد القلة من الأصوات المستقلة المتبقية داخل تركيا -وكانت صحيفة "زمان اليوم" بشكل خاص مصدراً إخبارياً موثوقاً ناطقاً بالإنجليزية للدبلوماسيين والأكاديميين والوافدين في تركيا.
يوم الجمعة، الرابع من آذار (مارس)، عينت محكمة تسيطر عليها الحكومة التركية مجموعة أمناء للاستيلاء على الصحيفتين، فيما يرقى إلى هجوم مدفوع بدوافع سياسية. وعند منتصف الليل، واجه المحتجون قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه عندما داهمت شرطة مكافحة الشغب مقراتنا الرئيسية في إسطنبول.
واستخدمت السلطات أدوات القوة لفتح البوابة الحديدية للبناية عنوة. وفي اليوم التالي، تم قطع خط الإنترنت لمنع العاملين من العمل على إصدار طبعة خاصة عن عملية الاستيلاء. ومنذ ذلك الحين، عكفت السلطات على نزع قوابس الخوادم الحاسوبية للصحيفة، مما أدى إلى تدمير أرشيفاتنا الرقمية.
وبعد ساعات من الغارة قلت لضابط الشرطة الذي كان يدخن سيجارة خارج البوابة الرئيسية: "هذه منطقة يمنع فيها التدخين"، فأجاب: "لم يعد الأمر كذلك". وتؤشر هذه الإجابة عن تحول واسع النطاق في تركيا: مسار خطير في اتجاه وضع نهاية لحكم القانون.
من السيئ بما يكفي أن يكون أكثر من عشرين صحفياً تركياً قابعين الآن خلف القضبان في السجون. لكن يوم الجمعة سوف يُذكر كيوم قمعت فيه الحريات الإعلامية بطريقة أكثر شدة من أي وقت مضى، وفي انتهاك فاضح للدستور.
في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تم اعتقال صحفيين تركيين بارزين، كان دندر وإيردم غول، وهما محرران كبيراً في صحيفة (كومحريت) على تهم بمساعدة تنظيم إرهابي ونشر مادة شكلت تهديداً لأمن الدولة. وقد أطلق سراحهما في الشهر الماضي، بعد أن قضت المحكمة الدستورية بأن حقوقهما قد انتهكت، لكنهما ما يزالان يواجهان المحاكمة، وإذا تمت إدانتهما فإنهما قد يواجهان حكماً بالسجن المؤبد. وكان السيد أردوغان قد قال إنه "لا يحترم" قرار المحكمة الذي قضى بالإفراج عنهما.
ليس الضغط شيئاً جديداً. ففي كانون الأول (ديسمبر) من العام 2014، اعتقلت سلطات الدولة رئيس تحرير صحيفة "زمان" في حينه، أكرم دومانلي، كجزء من حملة منهجية على منتقدي الحكومة. وكان سلفي رئيس تحرير "زمان اليوم"، بولاند كينس، قد سجن في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بسبب تعليقات منتقدة أرسلها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". كما تلقيت أنا شخصياً حكماً بالسجن مع وقف النفاذ في وقت متأخر من العام الماضي بسبب رد شخص آخر على واحدة من تغريداتي على موقع "تويتر".
لماذا نتعرض للاستهداف من الرئيس؟ وفق أمر المحكمة، فإن هذه الصحف متهمة بنشر "دعاية إرهابية" وبمساعدة تنظيمات إرهابية. وقد أصبح هذا الاتهام صالحاً لتبرير اعتقال الجميع ولشن حملة على منتقدي الحكومة.
في الماضي، دعمت صحيفتا "زمان" و"زمان اليوم" حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان وسياساته الموالية للغرب والتي تؤهل البلد ديمقراطياً، بالإضافة الى جهوده لتطبيق إصلاحات من شأنها تمهيد الطريق نحو عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، ومنذ بداية هذا العقد، تحول السيد أردوغان وحزبه ليكونا أكثر استبداداً باطراد.
ولنأخذ على سبيل المثال رد الشرطة الوحشي على الاحتجاجات التي شهدها متنزه غازي في اسطنبول في العام 2013، وهي الاحتجاجات التي تم تنظيمها بعد اقتلاع الأشجار وإنشاء سوق مركزي للتسوق في مكانها. وقد اجتذبت تلك الاحتجاجات في حينه تغطية إخبارية عمت العالم واستدعت الانتقاد من معظم حلفاء تركيا الغربيين.
وفي آذار (مارس) 2014، بدا أن السيد أردوغان، الذي كان حينها رئيساً لوزراء تركيا (وانتخب رئيساً في وقت لاحق من ذلك العام) يقوم بإعلان طبيعة الحكم الجديد -حكم يتضمن إسكات كل أنواع المعارضة- عندما دعا الى إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"يوتيوب". ثم ذهب أبعد من ذلك ليصف "تويتر" بأنه -"أسوأ خطر على المجتمع".
بدأ القمع الفعلي في العام 2013 بعد أن أسفر تحقيقان في قضايا فساد عن إعفاء وزراء عدة من مناصبهم في المجلس الوزاري. وفي محاولة لصرف الانتباه بعيداً عن مزاعم الفساد، اتهم السيد أردوغان المنتقدين بأنهم جزء من "هيكل موازٍ" من تنظيم الداعية التركي فتح الله غولن وحركته "حزمت" التي كانت تسعى إلى الإطاحة به، وتبع ذلك اصطياد ساحرات للبيروقراطيين ورجال الأعمال والصحفيين والمعلمين وناشطي حقوف الإنسان والمواطنين العاديين الذين يبدون تعاطفاً محسوساً مع السيد غولن الذي ما يزال يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا منذ العام 1999.
مع أن مواعظه كانت قد نشرت في صحيفة "زمان"، فإنها لم تكن للسيد غولن أي روابط رسمية مع المجموعة الإعلامية التي تمتلك هذه الصجف. ومع ذلك، فأن أمر المحكمة الذي مكن من الاستيلاء على صحيفة "زمان" وشقيقتها "زمان اليوم"، من دون تقديم أي حجة تثبت أن السيد غولن يسيطر على الصحفيتين. وثمة العديد من زملائي الذين يستلهمون تعاليمه السلمية والمعتدلة -مثل ملايين الناس من حول العالم- لكن من المهين لذكائهم وكرامتهم الاقتراح بأنهم يخضعون لسيطرته.
قد يكون هذا آخر مقال أكتبه كرئيس لتحرير "زمان اليوم"، لأنني اعترضت على الرقابة التي تمارسها الإدارة الجديدة في اليوم الذي حولوا فيه صحيفة "زمان" إلى ناطق بلسان الحكومة بنشر مادة غلاف موالية للحكومة. ويجب على العالم أن يقول لنظام أردوغان أن الكيل قد طفح.
كما شاهدنا في حكم المحكمة على السيد دوندار والسيد غول، والذي جاء بعد أن أعرب نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن عن دعمه للصحفيين، فإن المجموعة الدولية ما تزال تتوافر على تأثير على تركيا. وقد يأتي مجرد إظهار القلق على حرية الصحافة والحريات المدنية في تركيا بينما يتم غض الطرف عن الانتهاكات لصالح التجارة والصفقات الاقليمية بنتائج سلبية الآن. وما لم يتخذ الغرب إجراء حازماً لوقف انزلاق السيد أردوغان إلى ممارسة حكم سلطوي مستبد، فإنه يخاطر بفقدان حليف مستقر وديمقراطية نادرة في دولة ذات أغلبية مسلمة.
 
*هو رئيس تحرير صحيفة "زمان اليوم" التركية الناطقة بالإنجليزية.
======================
باتريك كوبيرن – (الإندبندنت) 14/3/2016 :كيف أدار باراك أوباما ظهره للسعودية ولحلفائه السنة؟
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
غاب عن بال المعلقين إدراك الأهمية البالغة للانتقاذات اللاذعة التي وجهها أوباما إلى السعودية والدول السنية المتحالفة منذ وقت طويل مع الولايات المتحدة، على إثارتها الكراهية الطائفية ومحاولتها جر الولايات المتحدة إلى خوض حروب إقليمية نيابة عنها. وفي سلسلة من المقابلات المطولة التي أجراها معه جيفري غولدبيرغ ونشرتها مجلة "الأتلانتيك"، يشرح أوباما كيف أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة مواصلة تقليد مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية التي يزدري وجهات نظرها في الأحاديث الخاصة، عن طريق منح دعم أوتوماتيكي للسعوديين وحلفائهم
وتكتسب أطروحات أوباما أهمية بالغة لأنها ليست مرتجلة، وإنما هي ملاحظات مفصلة وواسعة النطاق ومدروسة بعناية، والتي تفضي إلى منطلقات جديدة تماماً في السياسة الأميركية. وجاءت نقطة التحول المفصلية في 30 آب (أغسطس) 2013، عندما رفض أوباما شن ضربات عسكرية في سورية. وكان ذلك سيفضي في واقع الأمر إلى بدء عمل عسكري أميركي هناك، من أجل فرض تغيير النظام في دمشق، وهو مسار عمل كان قد اقترحه الكثيرون في مجلس وزراء أوباما ومن المختصين في السياسة الخارجية الأميركية.
كانت كل من السعودية وتركيا ودول الخليج على قناعة لفترة وجيزة بأنها ستحصل على ما تريد وبأن رغباتها ستتحقق، وبأن الولايات المتحدة ستقوم بالعمل نيابة عنها من خلال الإطاحة بالأسد. وزعم هؤلاء أن القيام بذلك سيكون عملاً سهلاً، ولو أنه سيتم فقط في حال حدوث تدخل أميركي شامل، وأنه سينتج فراغاً في السلطة، والذي ستملؤه الحركات الإسلامية الأصولية، كما حدث في العراق وأفغانتسان وليبيا. ويقول غولدبيرغ أن أوباما، برفضه قصف سورية "تخلى عما يسميه، بسخرية "كتاب قواعد لعبة واشنطن". كان ذلك هو يوم تحرره".
ظلت الولايات المتحدة تحجم بوضوح منذ 11/9 عن توجيه أي لوم إلى السعوديين على خلق الجهادية السلفية، التي تقع في القلب منها الكراهية الطائفية السنية للشيعية وغيرها من التنويعات الإسلامية، بالإضافة إلى العادات الاجتماعية القمعية، بما فيها الحط من قدر النساء واختزالهن إلى مرتبة وضيعة. ويبدو أوباما مستنيراً جيداً فيما يتعلق بأصول تنظيمي القاعدة و"داعش"، ويصف كيف أن الإسلام في إندونيسيا، حيث عاش شطراً من طفولته، كان قد أصبح أكثر تسامحاً وشمولية. وعندما سئل عما حدث، ينقل غولدبيرغ عن أوباما قوله: "لقد سرب السعوديون وعرب الخليج الآخرون الأموال، وأعداداً كبيرة من الأئمة والمعلمين، إلى ذلك البلد. وفي التسعينيات، مول السعوديون بكثافة المدارس الوهابية والمعاهد الدينية لتعليم النسخة الأصولية من الإسلام التي تفضلها العائلة الحاكمة السعودية". ويؤثر التحول نفسه في إسلام التيار السائد السني نحو "الوهبنة" على الغالبية العظمى من الـ1.6 مليار مسلم سني في العالم.
قامت دول النفط العربية بتوسيع نفوذها باستخدام العديد من الوسائل، بالإضافة إلى التبشير الديني، بما في ذلك الشراء البسيط للناس والمؤسسات التي يرونها نافذة. وقد أظهرت المؤسسات الأكاديمية التي كانت في السابق ذات سمعة حسنة نفسها في واشنطن نفسها كمؤسسات جشعة بلا خجل للمعونات القادمة الخليجيين وغيرهم، مثل أمراء الحرب الطُفَيليين والقادة الفاسدين في العراق وسورية ولبنان وغيرها.
ويقول السيد غولدبيرغ، الذي تمتع بوصول استثنائي إلى أوباما وموظفيه لفترة طويلة: "هناك شعور سائد في داخل البيت الأبيض، هو أن العديد من مؤسسات الفكر والرأي الأكثر بروزاً في شؤون السياسة الخارجية في واشنطن، تقوم فقط بتنفيذ العطاءات لمموليها من العرب وأنصار إسرائيل. وقد سمعت أحد مسؤولي الإدارة وهو يشير إلى جادة مساشوستس، وهي مكان العديد من هذه المؤسسات الفكرية، على أنها "الأراضي العربية المحتلة". وتعمد محطات التلفزة والصحف بسعادة إلى اقتباس الخبراء من مثل هذه المؤسسات الفكرية، كما لو أنهم أكاديميون غير منحازين ومتمتعين بموضوعية لا تشوبها شائبة.
سوف يكون من المهم، بعد الانتخابات الأميركية، معرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سيواصل إعادة موازنة السياسة الخارجية الأميركية بحيث تبتعد عن الاعتماد على القوى السنية الساعية إلى استخدام الجيش الأميركي و"عضلات" أميركا السياسية لخدمة مصالحها الخاصة. وكان الزعماء الأميركيون السابقون قد أغلقوا أعينهم عن ذلك، بطريقة جلبت عواقب كارثية وخيمة في أفغانستان والعراق وليبيا وسورية. ويقول غولدبيرغ إن أوباما قد "استنطق، وبقسوة في كثير من الأحيان، الدور الذي يلعبه حلفاء أميركا السنيون في إثارة الإرهاب المعادي لأميركا. وهو غاضب بوضوح من أن عقيدة السياسة الخارجية المتعصبة تلزمه بمعاملة السعودية كحليف".
لعل الأمر الغريب حقاً في المنطلقات الجديدة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية هو أنها استغرقت وقتاً طويلاً قبل أن تحدث. ففي غضون أيام من 11/9، أصبح معروفا أن 15 من أصل 19 من الخاطفين كانوا سعوديين، وكذلك كان أسامة بن لادن والمانحون الذين مولوا العملية. وبالإضافة إلى ذلك، واصلت الولايات المتحدة معاملة السعودية وتركيا وباكستان ودول الخليج كما لو أنهم كانوا قوى عظمى، في حين تشير كل الأدلة إلى أن قوتهم الحقيقية وولاءهم الحقيقي للغرب كانا محدودين.
مع أنه كان واضحاً أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على هزيمة طالبان طالما ظلت تتلقى الدعم والملاذ من باكستان، فإن الأميركيين لم يعمدوا أبداً إلى مواجهة بهذه القضية. ووفقاً لغولدبيرغ، فإن أوباما "يتساءل في الأحاديث الخاصة عن السبب في أن باكستان، التي يعتقد أنها دولة مختلة وظيفياً، يجب أن تعد حليفاً للولايات المتحدة من الأساس". وفيما يتعلق بتركيا، فقد كانت لدى الرئيس الأميركي آمال في زعيمها أردوغان، لكنه أصبح ينظر إليه بعد ذلك كحاكم استبدادي فشلت سياساته.
لعل أحد الملامح البارزة والمدهشة في سياسة أوباما الخارجية هي أنه يتعلم من الإخفاقات والأخطاء. ويقف ذلك في تناقض صارخ مع وضع بريطانيا، حيث ما يزال ديفيد كاميرون يزعم أنه فعل الشيء الصائب بدعمه للمعارضة المسلحة التي حلت محل القذافي في ليبيا، في حين ينعي جورج أوزبورن رفض البرلمان البريطاني التصويت لصالح قصف سورية في العام 2013.
ليس من المستغرب أن يبدو أوباما مزدرياً تقريباً لكاميرون والرئيس الفرنسي في ذلك الوقت، نيكولا ساركوزي، اللذين لعبا دوراً بارزاً في المطالبة بحملة قصف جوية ينفذها حلف الناتو في ليبيا. وقد ذهبت أميركا مع تبجح ساركوزي كثمن للدعم الفرنسي، مع أن أوباما يقول "نحن (الولايات المتحدة) الذين محونا الدفاعات الجوية كافة وأقمنا بشكل أساسي كامل البنية التحتية للتدخل". وعلى الرغم من كل الجهود الأميركية التي بذلت لعدم ارتكاب الأخطاء نفسها التي تم ارتكابها في العراق في العام 2003، يقر أوباما بأن "ليبيا هي فوضى كاملة"، ويسميها في الأحاديث الخاصة "عرض القرف"، ويلوم على ذلك في بعض الأحيان سلبية حلفاء الولايات المتحدة والانقسامات الليبية القبلية.
بعد ثلاث سنوات، عمل انحدار ليبيا إلى الفوضى وحكم أمراء الحرب ليكون بمثابة تحذير لأوباما من مغبة التدخل العسكري في سورية؛ حيث قدر -محقاً- أن كارثية ليبيا يمكن أن تتكرر.
لكنه لم يكن لهذه السابقة الليبية مثل هذا التأثير على ديفيد كاميرون أو على وزير الخارجية، فيليب هاموند، اللذين يستمران في الدفاع عن العمل المسلح، باستخدام حجج كان الرئيس أوباما قد تخلى عنها بعد أن أفقدتها الأحداث مصداقيتها، بالإضافة إلى كونها محاولة خادمة للذات يبذلها آخرون لركوب ظهر القوة الأميركية.
سوف يصبح أكثر وضوحاً في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) الرئاسية المقبلة إلى أي مدى يمكن أن تنسجم الإدارة الجديدة مع نظرة أوباما الواقعية تجاه السعودية وتركيا وباكستان وبقية حلفاء الولايات المتحدة، وشكوكه حول مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية. ولا تبدو المؤشرات جيدة كثيراً، بما أن هيلاري كلينتون كانت قد دعمت غزو العراق في العام 2003، والتدخل في ليبيا في العام 2011، وقصف سورية في العام 2013. وإذا ما فازت بالبيت الأبيض، فإن السعوديين ومؤسسة السياسة الخارجية الأميركية سوف يتنفسون الصعداء.
======================
واشنطن بوست :نوح فيلدمان :الانسحاب الروسي من سوريا.. مكسب لـ«داعش»
تاريخ النشر: الخميس 17 مارس 2016
لحظة الإعلان عن «إنجاز المهمة» تأتت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين، حيث أعلن عن اعتزام روسيا سحب الجزء الأكبر من قواتها من سوريا بعد أن نجحت في قلب مجرى الحرب بين الأسد والثوار السوريين. الإعلان يفسر جزئياً لماذا دعم بوتين وقفاً لإطلاق النار وهدنة خلال الشهر الماضي: ذلك أن هدفه كان تعزيز المكاسب التي حققها مع الأسد. ومن منظور المصالح والحسابات الذاتية، يمكن القول إن العملية شكّلت نجاحاً كبيراً بالنسبة لبوتين: تكثيف القصف من أجل خلق أزمة إنسانية، بينما تحقق قواتك تقدماً على الميدان، ثم التفاوض حول سلام حتى تظهر بمظهر الرجل المحب للسلام، مع ضمان عدم قدرة الطرف الآخر على القتال والرد من دون خرق الهدنة. هذا علماً بأنك ستحقق كل ذلك بموازاة مع تعزيز وضعك التفاوضي مع الولايات المتحدة وأوروبا.
لكن الإعلان يشير أيضاً إلى أن بوتين لا مصلحة لديه في منح الأسد الدعم الذي يحتاجه لمحاربة قوات «داعش». ومن خلال إعلانه النصر قبل أن يواجه الأسد التنظيمَ المتطرف، فإن لسان حال بوتين يقول إن روسيا لا ترى مشكلة في بقاء «داعش» إلى أجل غير مسمى. والحال أن فقدان بوتين الاهتمام أمر مؤسف، على اعتبار أن استمرار تنظيم «داعش» كـ«دويلة» قائمة مزعزع لاستقرار المنطقة، وسيء للعالم، وكارثي بالنسبة لضحايا قمعها ووحشيتها. لكن للإنصاف ينبغي القول إن لا أحد آخر في المنطقة يبدو مهتماً جداً بمحاربة «داعش». وعلى ما يبدو، فإن بوتين خلص بكل بساطة إلى أنه سيربح أقل إنْ هو حاول قتال التنظيم -مع ما ينطوي عليه ذلك من احتمال الفشل- منه إذا أعلن النصر الآن وانسحب من الميدان.
لكن ينبغي ألا يتوهم أحد أن الأسد استشير بشأن قرار بوتين، الذي عكس مصالح روسيا، وليس مصالح نظامه. ولا شك أن الأسد سيفتقد الجنود الروس، وإنْ كان سيستمر ربما في تلقي بعض الدعم الجوي الروسي، لأن الروس أبقوا على قاعدتهم الجوية في حميميم بالقرب من اللاذقية. بيد أنه من غير المستبعد أن الأسد يتفق مع بوتين على أن محاربة «داعش» الآن تمثل خطوة غير واقعية وغير مضمونة النتائج. ذلك أنه سيكون من الخطير جداً أن تسعى سوريا لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم حتى مع دعم روسي، لأن الأسد يحتاج لكل القوات لديه من أجل الحفاظ على المكاسب التي حققها ضد الثوار السوريين، وخاصة بالقرب من حلب. كما أنه يحتاج لإقامة نوع من الحكومة الفعالة في الجزء الذي يسيطر عليه من سوريا.
وذلك معناه أن إعلان الحكومة الروسية يمثل مكسباً مهماً بالنسبة لـ«داعش»، لأن بوتين ضمن أنه لن يكون لدى الأسد خيار آخر غير السعي وراء سلام بارد مع التنظيم، فيحترم حدوده على أمل ألا يسعى لغزو الأراضي التي استعادها الأسد أو الزحف على دمشق.
ومن منظور «داعش»، فإن سلاماً بارداً ومؤقتاً مع الأسد يبدو أمراً مغرياً. ذلك أن التنظيم لا يستطيع حكم ملايين العلويين الموالين للأسد. ولأنه يعتبرهم كفاراً، فإنه سيحاول حملهم على تغيير مذهبهم أو طردهم أو قتلهم إن هو تمكن بطريقة ما من كسر النظام. وإلى ذلك، فإن «داعش» لا يستطيع القتال على جبهات متعددة في آن واحد، فهو يواجه قتالاً طويلاً مع الحكومة العراقية التي تحاول استعادة المناطق السنية في العراق. كما أنه من المحتمل أن يواجه نزاعاً طويل الأمد مع تركيا، والتي لا ترغب في «دولة» إرهابية بالقرب من حدودها، ومع الأكراد من كل الأطياف الذين سيقاتلون من أجل كل شبر من الأراضي.
وتحت هذه الظروف، فإن مصالحة قصيرة الأمد مع الأسد تبدو أمراً جيداً بالنسبة لـ«داعش». وفضلاً عن ذلك، يمكن القول إن بوتين والأسد أسديا خدمة كبيرة للتنظيم من خلال انتصاراتهما الميدانية الأخيرة على الثوار السوريين الآخرين. وقد لا يحدث ذلك فوراً، لكن «داعش» قد يتحول بسهولة إلى ما يشبه البديلَ السني الوحيد للأسد، وهو ما قد يعني انضمام المزيد من «المتطوعين» إلى صفوفه، بل ودعماً من السوريين السنة المحبَطين.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
لوفيغارو: تحوّل جديد في الصراع السوري يصبّ في مصلحة إيران
عربي21 - أمل عويشاوي# الخميس، 17 مارس 2016 12:46 ص 04
نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرين حول تداعيات القرار الذي اتخذته روسيا، والقاضي بسحب جزء من قواتها من سوريا، واعتبرت أن  هذا القرار يصبّ في مصلحة إيران، ويساهم في تعزيز موقفها وضمان بقاء الأسد في السلطة.
وقالت الصحيفة، في هذين التقريرين اللذين ترجمت "عربي21" مقتطفات منهما، إن التدخل العسكري لروسيا، منذ أيلول/ سبتمبر 2015، أدخل تغييرات على التوازن الاستراتيجي في سوريا، خاصة حينما تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "معاقبة" نظام الأسد إثر استعمال هذا الأخير للأسلحة الكيماوية ضد شعبه. واليوم مثّل الانسحاب الروسي نقطة تحول في الصراع السوري، وسيخدم مصالح عديد الأطراف الأخرى، أبرزها إيران، كما تقول الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن الكرملين حقّق الأهداف التي كان يصبو إليها منذ بداية تدخّله في المنطقة، والتي تتمثل أساسا في تصدر المشهد السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق موازنة مع الولايات المتحدة. فمنذ تدخل روسيا العسكري ثم حديثها عن ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار، وصولا إلى الانسحاب، أثبت بوتين أنه "سيّد اللعبة" في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار بوتين بالانسحاب سيجنب روسيا العبء الإضافي على اقتصادها المنهك، نظرا لتكلفة الحرب الباهظة التي تخوضها في سوريا، وسيدفعها لمزيد من الضغط على نظام الأسد حتى يقوم بالتفاوض خلال محادثات جنيف، التي ستعقد خلال الفترة القادمة. كما سيكون لقرار الانسحاب انعكاس إيجابي على عديد القضايا، منها مأساة اللاجئين الفارين من القصف الروسي، بالإضافة إلى العلاقات الروسية التركية المهددة بالتصعيد.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن المختص في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إميل حكيم، أن "انسحاب روسيا سيدفع الجميع لإعادة النظر في مسؤوليّاتهم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما سيصبّ هذا الانسحاب في مصلحة إيران، وسيساهم في تعزيز موقفها في سوريا وضمان بقاء الأسد في السلطة".
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة موقف مسؤول إيراني، فضل عدم الكشف عن هويّته، أن "طهران ستسعى لنشر حوالي 2500 جندي من فيلق القدس في سوريا، بالإضافة إلى عدد من عناصر قوات الباسيج الذين تلقوا تدريبات خاصة في إيران، وذلك بهدف مساندة كل من الجيش السوري والمليشيات الموالية للأسد على الميدان".
وأوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، رحّب بقرار انسحاب القوات الروسية؛ حيث اعتبرت إيران منذ البداية أن التدخل الروسي ساهم في تعقيد الوضع في البلاد، خاصة أن الأسد أصبح يعتمد أكثر على حليفه الروسي. وبالتالي فإن انسحاب روسيا سيفتح المجال أمام إيران حتى تستعيد مكانتها في خضم التحالف الإيراني - السوري الذي جمع بين الجانبين منذ أكثر 30 سنة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تكبّدت خسائر فادحة على خلفية مشاركتها في القتال جنبا إلى جنب مع قوات النظام السوري، حيث ارتفع عدد القتلى في صفوف الإيرانيين إلى 260 قتيلا، منذ إعلان الحرس الثوري زيادة عدد مستشاريه العسكريين في سوريا، لكنّ ذلك لم يثنيها عن مواصلة دعم نظام الأسد، خاصة بعد انسحاب الجانب الروسي.
وذكرت الصحيفة أن تعزيز قوة إيران وموقفها داخل الأراضي السورية، بعدما أعلن بوتين عن انسحاب قواته، سيمثّل مصدر قلق لعدد من الدول، على رأسها السعودية، التي لطالما سعت جاهدة إلى الحدّ من توسّع عدوّها الشيعي، خاصة في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة.
كما اعتبرت أن انسحاب روسيا لن يؤثر على مصير تنظيم الدولة، على الأقلّ على المدى القصير؛ لأن القصف الروسي لم يستهدف منذ البداية مواقع هذا التنظيم، بل سعى فقط إلى إضعاف المعارضة السورية، وهو ما مكن تنظيم الدولة من الصمود حتّى هذه اللحظة، في ظل عدم جدية العديد من الدول في القضاء على هذا التنظيم، وعوضا عن ذلك سعت كلّ دولة إلى حماية مصالحها الفردية داخل البلاد.
ورجحت الصحيفة أن انسحاب روسيا لن يهدّئ من رحى الحرب التي تدور منذ أكثر من خمس سنوات على الأراضي السورية؛ نظرا لتعدد الأطراف وتداخل المصالح فيها، إلا إذا استطاع بوتين فرض حلّ دبلوماسي من شأنه حلّ هذا الصراع.
واعتبر إميل حكيم أن "الأزمة السورية ستغير المنطقة بشكل جذري، وربما كانت تداعياتها على المستوى الإقليمي من إقامة الدولة اليهودية".
======================
فايننشال تايمز: روسيا قللت خسائرها بسوريا بلا انسحاب كامل
لندن- عربي21- باسل درويش# الأربعاء، 16 مارس 2016 10:55 ص 03.7k
تغير ميزان الحرب في سوريا خلال الأشهر الستة التي تدخل فيها الطيران الروسي في هذا البلد، الذي يعاني من حرب أهلية منذ خمسة أعوام، لكنه فشل بشكل من الأشكال في تحقيق أهدافه.
ويرى سام جونز في تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، أن المحللين الدفاعيين والدبلوماسيين، الذين يراقبون الأهداف العسكرية والسياسية الروسية في سوريا، يتذكرون التكيتكات الدبلوماسية الروسية في أوكرانيا، ويقولون إن الكثير لا يزال بانتظار تحقيقه هناك.
وتجد الصحيفة أنه لهذا السبب، فإنه يتم التعامل مع قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ بالانسحاب من سوريا بنوع من الحذر، فقد أخبر وزير الخارجية البريطاني، الذي يعد من أكثر المتشددين حول روسيا في حلف الناتو، البرلمان البريطاني أن الانسحاب لا يعدو كونه خدعة تكتيكية، وقال: "في التعامل مع روسيا علينا أن نكون حذرين وواقعيين".
ويعلق التقرير بأن التدخل العسكري المستند إلى استعراض العضلات وعرض الرجولة، قام منذ البداية على التكيتكات وليس على استراتيجية طويلة المدى، مشيرا إلى أن بعض التكتيكات أثبتت أنها ذكية.
ويشير الكاتب إلى أن نظام الأسد كان في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر العام الماضي على حافة الانهيار، ونجح التدخل الروسي في حمايته وتعزيز قوته في اللاذقية، وأقام "دويلة" يمكن حمايتها في حالة عدم تحقق أهداف السلام.
وتستدرك الصحيفة بأن المحللين الغربيين يرون في هذه النتيجة أقل ما تريده موسكو من تدخلها، حيث يقول مسوؤل أمني أوروبي بارز إن الخطة العسكرية الروسية الأولى كانت أخذ القوات السورية التابعة للنظام وفي الأشهر الأولى قريبا من الحدود التركية، واستعادة مدينة حلب بالكامل، وشل المعارضة بطريقة تجبر واشنطن على القبول بالأمر الواقع، وتنضم مع روسيا وبقية الدول في الحرب ضد تنظيم الدولة.
وبحسب التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، فإن مقاومة المعارضة وشراستها أكثر مما توقعت روسيا، والمواجهة مع تركيا وعدم قدرة الإيرانيين على التوسع أكثر من طاقتهم، ومشكلة انهيار اسعار النفط إلى ما تحت 40 دولارا، هي عوامل كلها حدت من طموحات العملية العسكرية الروسية، وأضرت بموسكو.
ويلفت جونز إلى أنه بعد المرحلة الأولى من الحرب، حاول الروس القيام بمبادرة لإجبار رئيس النظام السوري بشار الأسد الأسد على التنحي، بمساعدة مدير المخابرات، والسيطرة على العملية السياسية، لكن الأسد رفض، ولم يترك لروسيا أي خيار سوى زيادة المساعدات العسكرية لدمشق، وقد وصل هذا الخيار إلى آخر حدوده.
وتكشف الصحيفة عن أنه بالرغم من ذلك، فإن الوجود العسكري في سوريا سيؤدي دورا مهما في مستقبل البلد، بعيدا عن إعلان بوتين الرسمي.
وينقل التقرير عن أليكس كوتشاروف من مؤسسة "آي إتش أس جينز"، قوله: "كما نعرف من أوكرانيا، ويجب أن يكون هذا واضحا في أذهاننا، فإن ما يقوله بوتين ليس بالضرورة متشابهامع ما يفعله "، ويرى أن الإعلان عن سحب القوات "يبدو قرارا سياسيا يهدف إلى تحقيق أهداف مباشرة، لكنني لا أعتقد أن روسيا ستنهي خيارها العسكري في سوريا".
وينوه الكاتب إلى أنه في ذروة التدخل العسكري، فإن روسيا أرسلت 40 مقاتلة سريعة، و8 طائرات هجومية "سوخوي-34" و12 "سوخوي-24" دفاعية، و12 "سوخوي- 25" للهجمات البرية، و4 "سوخوي30"، و4 "سوخوي-35" حديثة، حيث أن بعض هذه الطائرات بدأت رحلتها إلى روسيا، مستدركا بأن موسكو كانت واضحة بإعلانها أنها ستظل تدير قاعدة حميميم في اللاذقية.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري في الناتو، قوله إن عددا من الطائرات كاف لتوفير الحماية للمناطق التي أمنها الأسد، لافتة إلى أن هذا هو الحد الأدنى من الأهداف الروسية في سوريا، مع أن وجودها العسكري قد انخفض.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه في المقابل، فإن القاعدة البحرية في طرطوس، التي توصف الآن بـ"أسطول البحر المتوسط"، فتزيد قوة وتوسعا، وأهم من هذا هو نشر النظام الدفاعي الجوي "أس400"، الذي نشر لاستخدامه على المدى الطويل، وهو مفتاح الوجود العسكري الطويل الأمد في سوريا.
======================
ديلي بيست: هل قتلت أمريكا أبا عمر الشيشاني؟
لندن- عربي21- بلال ياسين# الأربعاء، 16 مارس 2016 11:35 ص 121
نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للصحافيين ويل كاثكارت ونينو بورتشولادزي، حول احتمال مقتل أبي عمر الشيشاني، الذي يعد وزير الحربية لدى تنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى إعلان البنتاغون في بيان في 8 آذار/ مارس بأنه تم استهداف الشيشاني في بلدة الشدادي شرق سوريا، حيث أرسل لرفع معنويات المقاتلين في البلدة، التي تهاجمها القوات الموالية لأمريكا.
ويورد الموقع نقلا عن البنتاغون قوله إنه لا يزال يقيّم النتائج، لكن المسؤولين يقولون للإعلاميين بطريقة غير مباشرة إنهم يرجحون مقتل الشيشاني مع حوالي 12 مقاتلا من التنظيم، مشيرا إلى أن تقارير جاءت بعد ذلك تقول إن الشيشاني ميت موتا سريريا.
ويستدرك الكاتبان بأن المصادر المقربة من "ديلي بيست" في سوريا تقول بأنه لا يزال حيا، وإن الرجل ذا اللحية الحمراء، الذي كان اسمه طرخان باتيراشفيلي في بانكيسي غورج من جورجيا، مصاب، لكن الجروج لا تشكل خطرا على حياته، مشيرين إلى أن هذه هي المرة الخامسة منذ أيلول/ سبتمبر 2014، التي يعلن فيها عن مقتل أبي عمر الشيشاني.
ويذهب التقرير إلى أن "المفارقة هي أن شأن الشيشاني يعلو كلما أعلن عن مقتله وتبين أنه لم يقتل، ويساعد ذلك في عملية تجنيد الشباب المتطرفين، فما يميزه، بالإضافة إلى شعره الأحمر ولحيته الحمراء، هو عدم إخفائه لوجهه في الصور كغيره من قيادات التنظيم، لكن نجاته عدة مرات من الموت تركت المحللين في حيرة من أمرهم، فهل هناك أكثر من مجرد حظ أو صدفة؟".
ويذكر الموقع أن وجه الشيشاني أصبح مرتبطا بالإدارة العليا لتنظيم الدولة، بل أصبح وجهه ذو المعالم القوقازية رمزا للتنظيم، ووجها محمسا في تجنيد المقاتلين الأوروبيين الشباب.
ويجد الكاتبان أنه رغم أن التنظيم يقوم على مزيج من القيادات العسكرية العنيفة ذوي الولاءات الملتبسة والتحالفات المتغيرة، فإنه كان ناجحا جدا في الحفاظ على صورة ورسالة معينه في حملات الدعاية، مستدركين بأنه مع ذلك، فإن هذه الواجهة فتحت علامات تصدع، وقد يكون عام 2016 هو عام تنظيم دولة اعتراه الضعف، وتصدع من الداخل، مع أنه إن انهار تنظيم الدولة فإن ما سيتبعه قد يكون بالمستوى ذاته من الترويع.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه قبل شهر من الإعلان الأخير عن مقتل الشيشاني، كانت قوات برية أمريكية في العراق قامت باعتقال رئيس قسم الأسلحة الكيماوية في تنظيم الدولة سليمان داود العفاري، مشيرا إلى أن الخبير العراقي يتهم بارتباطه ببرنامج العراق الكيماوي أثناء حكم صدام حسين، ويقال إنه طور أسلحة كيماوية سهلة الاستخدام، يتم إطلاقها من مدافع الهاون، بما في ذلك غازات الخردل والكلورين، وهذه أسلحة يستخدمها التنظيم ضد المدنيين العراقيين والسوريين بما في ذلك النساء والأطفال، وتبين بعد اعتقال العفاري أنه يملك معلومات ثمينة تتعلق بالعمليات، وبعضها يشير إلى الشيشاني.
ويقول الموقع لإنه في بداية آذار/ مارس، قامت الطائرات الأمريكية دون طيار بتكثيف ضرب مواقع تنظيم الدولة في شمال العراق وشرق سوريا، بما في ذلك موقعان للأسلحة النووية حول الموصل، غالبا ما دلهم عليهما العفاري، لافتا إلى أنه في الأسبوع ذاته أطلقت غارات ضد الشيشاني في موكب على الطريق بين عاصمة تنظيم الدولة الرقة في سوريا وبلدة الشدادي، التي تقع على الطريق للموصل.
ويورد الكاتبان نقلا عن مصادر الموقع قولها إن ثلاثة من حرس الشيشاني، وهم أيضا من الشيشان، قتلوا في الغارات، وجرح 17 آحرين، بمن فيهم الشيشاني ذاته، لكن جراحه لا تهدد حياته، بحسب تلك المصادر.
وينقل التقرير عن السكرتير الإعلامي في البنتاغون بيتر كوك، قوله إن "إزالة الشيشاني المحتملة من ساحة المعركة ستؤثر سبلبا على إمكانات تنظيم الدولة في تجنيد المقاتلين الأجانب، خاصة من الشيشان والقوقاز، وتضعف من إمكانيات التنظيم بتنسيق هجمات، أو الدفاع عن معاقله، مثل الرقة في سوريا والموصل في العراق".
ويستدرك الموقع بأن التقارير على الأرض تظهر عكس ذلك، فبحسب مصادر "ديلي بيست" وعدد من المحللين الإقليميين، فإن المقاتلين من خلفيات شيشانية ملتفون حول أبي عمر الشيشاني الجريح.
وينوه الكاتبان إلى أنه كانت هناك نظرية سابقا، تقول إن المقاتلين من جورجيا هم من منطقة بنكيسي، لكن وصل قريبا مقاتلون من منطقة أجاريا، وهي جمهورية مستقلة بالقرب من تركيا ومن أذربيجان، وقد قتل عدد من الجورجيين من أجاريا.
ويفيد التقرير بأن مصادر الموقع المقربة من قائد التنظيم الجورجي في الرقة، أعطت صورة موثوقة عن الوضع على الأرض، وجدولا زمنيا للأحداث، مشيرا إلى أن صحيفة "جورجيا اليوم" في أواخر شباط/ فبراير، قالت إن الشيشاني قتل بمعدل مرة كل أربعة أشهر منذ تسلمه قيادة الشمال في التنظيم.
ويورد الموقع نقلا عن مصدر له في شمال سوريا، قوله: "يعاملون الشيشاني كأنه إله؛ لأنه لم ينجح أحد في قتله"، لافتا إلى أن خلفية الشيشاني متواضعة، حيث ولد لأب جورجي مسيحي أرثودوكسي وأم شيشانية مسلمة من الخست، وعمل ترخان وهو صغير راعيا في الجبال على الحدود الجورجية الشيشانية، حيث رأى أخاه الأكبر تاماز يقاتل في الحرب الشيشانية الثانية، ونشأ  ليخدم بلده بكل شجاعة في وحدة النخبة (سبتسناز) التي كان يدربها مستشارون أمريكيون.
ويبين الكاتبان أن الشيشاني مر بفترة صعبة، حيث تم سجنه، وفي السجن اعتنق الإسلام، وبعد خروجه من السجن توجه مباشرة إلى سوريا، وبدأ بتجنيد الشباب من بانكيسي، حيث يرى معظم الجورجيين أن تضحيته بشباب أبرياء هو أكبر خيانة لبلده، ويتمنون موته أكثر من البنتاغون.
وبحسب التقرير، فإن جورجيا بالرغم من عدم كونها عضوا في الناتو، فإنها قضت عقدا تبرعت خلاله بعدد من الجنود لعمليات الناتو في العراق وأفغانستان أكثر من أعضاء الناتو أنفسهم، وأصبحت جورجيا تعرف في العالم الخارجي بمنطقة بانكيسي غورج، وهي منطقة جبال ووديان نائية تبعد 400 كم عن عاصمة الشيشان غروزني، وسكانها من الشيشان أو الخست، لا يزيد عددهم على بضعة آلاف، مستدركا بأن بانكيسي حازت على الانتباه لكونها جيبا إسلاميا انتشر فيه التطرف بشكل سريع في بلد مسيحي صغير.
ويذكر الموقع أن هناك تاريخ للمقاتلين من الخست، الذين انضموا للشيشان في قتالهم ضد روسيا في تسعينيات القرن الماضي، وجاء السعوديون ونشروا الوهابية في بدايات العقد الماضي.
ويكشف الكاتبان عن اعتقاد البنتاغون بأن مقتل الشيشاني سيؤثر بشكل كبير على عمليات تنظيم الدولة، حيث يعد قائدا عسكريا مجربا وذا خبرة، كما أن إزالته من المشهد ستضعف إمكانية التنظيم في تجنيد المقاتلين من الشيشان والقوقاز، وتقلل من إمكانيات التنظيم في تنسيق هجماته وعملياته الدفاعية.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالقول إنه "حتى لو قتل الشيشاني، فإن من المشكوك فيه أن ذلك سيكون له الأثر الاستراتيجي الذي يتحدث عنه البنتاغون، وفي الواقع هناك أدلة على أن الشيشاني ليس هو العقل الاستراتيجي، ولكنه الرجل الظاهر جدا في التنظيم، أظهره التنظيم بشكل واضح، بينما يبقى أخوه الأكبر منه والأكثر خبرة والذي خاض حروبا ضد الروس، مختفيا عن الأنظار، ويقاتل تحت اسم عبد الرحمن، ومن باب أولى أن يكون هو وزير الحربية الحقيقي للتنظيم".
======================
لوس أنجلوس تايمز: كيف هزم بوتين أميركا بسوريا؟
الاختلاف في الرؤية للعالم وترتيب الأولويات من قبل قادة الدول، وكذلك طبيعة النظام الذي يحكم دولة ما، دكتاتورية أو ديمقراطية، هي أسباب أساسية ساعدت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هزيمة الولايات المتحدة في سوريا.
وكتب ماكس بوت مقالا نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية، حاول فيه الإجابة عن سؤال "كيف هزم بوتين الولايات المتحدة في سوريا؟"، وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما والقادة الأوروبيين يعتقدون أن أهم شيء هو بلورة الأجندة خلال المهرجانات الدولية "لأنهم يعيشون في القرن الـ21، أي عالم ما بعد القوة حيث يكون القانون الدولي أهم من القوة الغاشمة".
يُشار إلى أن أوباما قال لمجلة أتلانتيك مؤخرا إن غزو بوتين القرم أو محاولته تعزيز قوة الرئيس السوري بشار الأسد لا تجعله لاعبا مهما، "إننا لا نراه في أي من الاجتماعات الدولية يساهم في بلورة الأجندة. ولم يحدث أن وضع الروس أجندة تتعلق بقضية مهمة خلال اجتماعات مجموعة العشرين".
واستمر بوت قائلا إن بوتين بالمقابل يعيش في القرن التاسع عشر حيث يعمل الأقوياء على تحقيق مصالحهم الشخصية مع مراعاة هامشية لمشاعر الدول الأخرى، وأقل من ذلك لمشاعر المؤسسات المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين أو الأمم المتحدة.
وأوضح بوت أنه وفي الصراع بين وجهتي النظر إلى العالم المذكورتين، ليس صعبا تحديد التي ستنتصر، من القرم إلى سوريا يقوم بوتين بإعادة كتابة قواعد اللعبة الدولية لمصلحته.
وذكر أن بوتين شغوف بإدهاش العالم "بتحركات" مثل تدخله المفاجئ في سوريا وانسحابه الأكثر مفاجأة منها، وعلق الكاتب بأن ذلك ليس بصعب على دكتاتور مطلق لا يتوجب عليه حشد التأييد لتحركاته والحصول على موافقة مؤسسات أخرى عليها.
وأشار بوت في مقاله إلى أن الانسحاب المفاجئ للقوات الروسية من سوريا "ربما يكون بسبب إسقاط طائرة ميغ 21 السورية مؤخرا بصاروخ أرض جو محمول على الكتف يُقال إنه ستنغر أميركي".
وقال أيضا إن لبوتين هدفين في تدخله العسكري في سوريا، الأول هو ضمان عدم سقوط الأسد، والثاني هو تأكيد القوة الروسية في العالم -أي أن يؤكد أن روسيا ليست منعزلة بعد غزوها أوكرانيا وأنها على استعداد لتحدي أميركا في الشرق الأوسط حيث كانت الأولى مهيمنة لعقود- وقد تحقق ذلك، وكحافز لبوتين أن توفرت له الفرصة لعرض نظم جديدة من الأسلحة الروسية من المقاتلات إلى صواريخ كروز، والتي يأمل أن يبيعها لمستهلكين متحمسين بشدة على نطاق العالم.
 
======================
هل انسحب بوتين قبل انزلاقه بالمستنقع السوري؟
تناولت صحف أميركية شأن الانسحاب الروسي من سوريا، وتساءل بعضها في ما إذا كان الرئيس فلاديمير بوتين ربما يكون قد اتخذ هذه الخطوة لتجنب الانزلاق في المستنقع السوري، وأنه اتخذ العبرة من أفغانستان والعراق.
فقد أشارت بافتتاحيتها إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن صرح بأن بوتين أدخل بلاده في المستنقع من خلال تدخله العسكري بسوريا، لكنها أضافت بالقول إن العكس هو ما حدث، وأوضحت أن الرئيس الروسي ينجح في إعادة بلاده قوة فاعلة بالشرق الأوسط.
وأضافت أن بوتين أنجز الكثير في المنطقة، وذلك على حساب مصالح الولايات المتحدة وعلى حساب أهداف أوباما المعلنة.
وأوضحت أن أهم الإنجازات الروسية بالمنطقة تتمثل في تمكن موسكو من عكس مسار "الحرب الأهلية" بسوريا، وفي منح نظام الرئيس السوري بشار الأسد اليد العليا في المفاوضات مع المعارضة المدعومة من أميركا.
تحطيم العزلة
وأضافت أن بوتين تمكن من تحطيم العزلة الدبلوماسية التي كانت تعانيها بلاده في أعقاب غزوه أوكرانيا، وأنه فرض نفسه لاعبا رئيسيا في تحديد ما إذا كان تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا سيستمر، وأنه يسعى أيضا لرفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على نظامه هذا الصيف.
من جانب آخر، قالت صحيفة نيويورك تايمز بافتتاحيتها إن تدخل روسيا مكّنها من إظهار قوتها العسكرية، وأنه أجبر واشنطن على التعامل معها على قدم المساواة، وخاصة في ما يتعلق بمحاولة تأمين الاستقرار في سوريا.
وأضافت أن تداعيات هذا الإعلان المفاجئ المتمثل بالانسحاب الروسي من سوريا لا تزال غير واضحة، ولكن يمكن اعتبار الانسحاب خطوة بناءة نحو تسوية سلمية بالبلاد التي مزقتها الحرب، ويمكن القول كذلك إنه يدل على عدم رغبة موسكو في التورط في المستنقع السوري.
وفي السياق ذاته، أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن بوتين يخرج الآن من سوريا بنفس وتيرة الهدوء التي دخل فيها، وأنه سبق لموسكو الإعلان عن أن تدخلها بهذا البلد جاء استجابة لطلب من الحكومة "الشرعية" في دمشق، وذلك للمساعدة في مكافحة "الإرهاب" الدولي.
وأشارت إلى أن تجنيد تنظيم الدولة الإسلامية للمسلمين من روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفياتية السابقة شكل أيضا حافزا إضافيا لبوتين، وذلك من أجل قصفهم في سوريا ومنعهم من العودة إلى ديارهم.
فقدان تركيا
لكن فورين بوليسي أشارت إلى أن تدخل روسيا بالحرب في سوريا جعلها تفقد شريكها التركي، وأضافت أن الكرملين خاطر أيضا، وذلك من خلال إسهامه في تزايد "تطرف" المسلمين السنة في جنوب روسيا، وهم الذين يعارضون دعم بوتين لنظام الأسد وحلفائه الشيعة.
وأضافت أن العديد من المراقبين الأميركيين -بمن فيهم أوباما- توقعوا أن ينزلق بوتين في المستنقع السوري. لكن من الواضح أن الكرملين تعلم الدروس المستفادة من تدخل الاتحاد السوفياتي السابق بأفغانستان ومن غزو الولايات المتحدة للعراق، وأن بوتين انتهز الفرصة للخروج.
 
======================
صحف: أزمة اللاجئين بأوروبا ستستمر عقودا
تناولت صحف أميركية أزمة اللجوء والهجرة إلى أوروبا، وتفاوتت مواقفها بين مطالبة الاتحاد الأوروبي بوضع إستراتيجية طويلة المدى للتعامل مع اللجوء والهجرة كقضية مستمرة حتى لا تتسبب في خلق أزمة تعصف بوجود الاتحاد نفسه وتصبح أزمة مستمرة لجميع دوله، وبين مطالبة الاتحاد بعدم التخلي عن قيمه الإنسانية وفتح حدوده للاجئين.
وقالت مجلة فورين بوليسي إن أوروبا رغم المصاعب الراهنة، يمكنها إنقاذ نفسها. وأشارت إلى المشاكل الكبيرة التي ظلت تواجه الاتحاد الأوروبي حتى قبل أزمة اللاجئين، مثل: أزمة منطقة اليورو، وبطء النمو الاقتصادي، وأوكرانيا، وخوف اليمينيين من الأجانب، وانتعاش الشعور القومي، والنتائج السلبية للتوسيع الزائد لحدود الاتحاد، والجدل حول خروج بريطانيا... إلخ.
"مجلة فورين بوليسي: أزمة اللاجئين لن تنتهي حتى إذا توقفت الحرب الأهلية في سوريا غدا، لأن هناك الملايين من سكان الشرق الأوسط وأفريقيا سيهاجرون إلى القارة في العقود المقبلة، خاصة أن النمو السكاني في هذه المنطقة يزيد بمعدلات عالية جدا"
وأضافت أن كل واحدة من المشاكل المذكورة تصعب معالجتها بسهولة، ومواجهة كل هذه المشاكل دفعة واحدة ثبت أنها شبه مستحيلة. وأزمة اللاجئين ربما تكون هي الأكبر، إذ هددت اتفاقية شنغن للحدود المفتوحة، وعززت التأييد لخروج بريطانيا من الاتحاد وهو ما سيكون له نتائج وخيمة على المشروع الأوروبي بأكمله، وسممت العلاقات بين دول الاتحاد التي كانت أصلا متوترة بسبب أزمة اليورو، وأضعفت قوة التفاوض مع تركيا.
اللجوء لن يتوقف
وأوضحت أن أزمة اللاجئين لن تنتهي حتى إذا توقفت الحرب الأهلية في سوريا غدا، لأن هناك الملايين من سكان الشرق الأوسط وأفريقيا سيهاجرون إلى القارة في العقود المقبلة، خاصة أن النمو السكاني في هذه المنطقة يزيد بمعدلات عالية جدا.
وقالت إن أوروبا ستظل جاذبة للاجئين والمهاجرين بسبب ازدهارها الاقتصادي وتوفيرها الأمن الشخصي وقدرتها على الرعاية، كما أن سكانها يتناقصون ويشيخون.
ودعت أوروبا إلى أن تتعامل بجدية مع هذه المشكلة وتبدأ في وضع إستراتيجية طويلة المدى بشأنها، قائلة إن سوريا هي رأس جبل الجليد فقط، وإذا لم تتحكم أوروبا بأراضيها، فلن تستطيع السيطرة على مصيرها السياسي أيضا.
ودعت إلى أن تضع الدول الأوروبية اتفاقات عامة بشأن من يحق له الدخول ومن لا يحق له، قائلة إن أخطر الهجرات هي التي تغيّر مجتمعات الاستقبال بسرعة أكبر مما يمكن السيطرة عليه.
القيم الأخلاقية
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد تساءلت عن القيم الأخلاقية للاتحاد الأوروبي وشجاعته السياسية، قائلة إنه رغم اضطراب صناع السياسات واستغلالهم الشعبي لقلق المواطنين ومخاوفهم، يظل الاتحاد الأوروبي منارة للحرية والاستقرار.
وأضافت أن اللاجئين سيستمرون في القدوم إلى أوروبا على أمل العثور على حياة أفضل، قائلة إن إدارة أزمة اللاجئين يجب ألا تجعل أوروبا أقل حرية أو استقرارا أو عدالة أو وحدة. وحذّرت من أنه إذا فقدت أوروبا الشجاعة السياسية والأخلاقية فربما تنهزم بسبب هذه الأزمة، ودعتها إلى بذل جهود أكبر لمواجهتها.
وقالت واشنطن بوست إن السؤال المطروح أمام الاتحاد الأوروبي هو إن كانت لديه القدرة على الحفاظ على رد فعل إنساني حتى إذا كان محدودا.
======================
واشنطن بوست : أوباما أضعف أميركا وقوّى أعداءها
قالت الكاتبة الأميركية جنيفر روبن إن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما في مقابلته الأخيرة مع مجلة أتلانتك تكشف عن خداع للذات، وتفكير قدري، ونسبية أخلاقية، وشكوك يسارية كلاسيكية في المؤسسات الأميركية.
وأوضحت أن أوباما على قناعة بنجاحه في السياسة الخارجية، خاصة في الشرق الأوسط، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يتمتع بنفوذ "لأنه غير قادر على فرض أجندته خلال الاجتماعات الدولية"، وأن تنظيم الدولة الإسلامية أقل خطرا من التغيّر المناخي، وأنه لا يزال مقتنعا بأن على الولايات المتحدة أن تكبح نفسها وإلا فإن أشياء سيئة ستحدث.
وأضافت أن الأدلة تتراكم لتثبت أن الشرق الأوسط خطر جدا، وأن خصوم أميركا يعززون قوتهم وحلفاءها ونفوذها في انخفاض، وأن أوباما يريد الابتعاد عن الشرق الأوسط، لكن هذه المنطقة لا تزال بحاجة لاهتمام العالم.
وأوضحت روبن أن الكونغرس والشعب الأميركي يرون غير ما يراه أوباما، وأن حلمه بإنهاء حرب أفغانستان، على سبيل المثال، يناقضه الواقع الماثل على الأرض، وأن بوتين ربما لا يكون قادرا على وضع أجندته بغرف الاجتماعات الأوروبية، لكنه بالتأكيد فرض شروط اللعبة في الشرق الأوسط، ولم يغرق في مستنقع سوريا وقد حقق نجاحات عسكرية كبيرة لحليفه الرئيس السوري بشار الأسد.
وتابعت أن بوتين جعل بلاده لاعبا كبيرا في السياسة الدولية، مجبرا الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين الآخرين على المساومة بعد عامين من عزلهم روسيا بسبب أزمة أوكرانيا، قائلة "ولا يوجد لأوباما ما يفخر به".
واختتمت روبن مقالها بالقول إن المرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ربما تخلف أوباما وترث الخراب الذي سيتركه بعد ثماني سنوات من توليه منصب الرئيس، "فإذا أقرت بانهيار نفوذ أميركا الذي عزز قوة أعدائنا، فستكون أفضل منه، وهل هي قادرة على إصلاح هذا الخراب؟ سيظل سؤالا مفتوحا".
======================
صحف إيران: سحب القوات الروسية من سوريا مفاجئ
اختلفت الصحف الإيرانية في تفسير إعلان روسيا سحب جزء من قواتها الجوية من سوريا, وركزت على الطابع المفاجئ للقرار الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
فقد تناولت الصحف الصادرة اليوم القرار الروسي بعناوين بارزة في صدر صفحاتها الأولى, وجلها اعتبرت الانسحاب مفاجئا.
ووصفت الصحف المقربة من الإصلاحيين قرار بوتين بـ"خطوة إيجابية", وعلقت صحيفة "ابتكار نبأ" على القرار بعنوان "بوتين اصطاد الجميع على حين غرة"، في حين علقت عليه صحيفة "اعتدال" بعنوان "بوتين يتخذ قرارا غير منتظر يرحب به العالم".
في المقابل أوردت صحيفة "جمهوري إسلامي" المقربة من المحافظين المعتدلين خبر الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا في صفحتها الرئيسية بعنوان تضمن تصريحات لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قال إن "خروج الروس من سوريا خطوة مناسبة لوقف إطلاق النار فيها".
من جهتها تساءلت صحيفة "جام جم" المقربة بدورها من المحافظين عما إذا كان سحب جزء من القوة الروسية لعبة سياسية أم دعما حقيقيا للسلام فيها، في حين علقت صحيفة "جهاني اقتصادي" على قرار الرئيس الروسي بعبارة "انسحاب روسيا يزيد من فرص نجاح محادثات جنيف".
كما علّقت الصحف الموالية للمحافظين على القرار بنوع من الحذر، إذ أوردت صحيفة "كيهان" تصريحات المسؤولين الروس الذين أكدوا أن روسيا ستستمر في محاربة ما تصفها بالتنظيمات الإرهابية في سوريا.
أما صحيفة "قانون" فتناولت هذا التطور في المعركة الجارية بسوريا تحت عنوان "الأسد من دون بوتين"، في حين كتبت صحيفة "القدس" في صفحتها الأولى "قرار الكرملين الحساس".
وأعلنت روسيا أمس عن عودة طائرات قاذفة ومقاتلة من بين حوالي ستين طائرة حربية كانت في قاعدة حميميم الجوية بريف محافظة اللاذقية شمالي غربي سوريا. بيد أن القوى الغربية بدت اليوم متشككة في حقيقة الانسحاب الروسي.
======================