الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/6/2015

سوريا في الصحافة العالمية 17/6/2015

18.06.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1. نيويورك تايمز: غياب الحل السياسي في الحرب ضد داعش يساعد التنظيم على النمو
2. صحيفة افكار إلايرانية: ضوء اخضر روسي للتخلص من الأسد
3. ناشونال جورنال :والآن: ماذا يجب أن تفعل الولايات المتحدة بشأن الدولة الإسلامية؟
4. كريستيان ساينس مونيتور :بعد مجزرة الدروز السوريين.. هل تستطيع جبهة النصرة إنقاذ صورتها؟
5. ميدل إيست بريفينج :الجانب الخفي من برنامج التدريب والتسليح الأمريكي للمعارضة السورية
6. واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس : إيلي ليك :أسلحة سوريا.. خطة إسرائيلية
7. لوفيغارو : جورج مالبرونو 12/6/2015 :تصفية قيادات «داعش»
8. راديكال التركية،فهيم طاشتكين : 14/6/2015، أردوغان وسقوط تل أبيض
9. صحيفة نظرة عليا الإسرائيلية :ترصد خريطة سوريا المفككة على أنقاض الأسد
10. بلومبرغ: لإسرائيل دور أساسي بتجنيب الأسد ضربة أميركية
11. الغارديان: أطباء سوريون يكشفون استخدام قوات الأسد الكلور
12. الغارديان :النظام السوري تحت مزيد من التهديد بعد سلسلة خسائر
13. نظرة عليا  :اوريت فرلوب واودي ديكل  16/6/2015سوريا: هل يتغير ميزان القوى؟
14. وول ستريت جورنال: "الرقة" الهدف القادم لأكراد سوريا بعد "تل أبيض"
15. "وول ستريت": أمريكا عملت مع الميلشيات الكردية منذ أكثر من شهرين للسيطرة على تل أبيض
16. بزنس إنسايدر  :خرائط تبين مدى خطورة صواريخ إيران الباليستية على الشرق الأوسط
 
نيويورك تايمز: غياب الحل السياسي في الحرب ضد داعش يساعد التنظيم على النمو
كتب: علي حسين
عيون
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على الخدمات والإنجازات التي حققها تنظيم داعش خلال عام في كل من سوريا والعراق.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير لها، إن تنظيم داعش قام في منطقة شمال سوريا بإصلاح خطوط الكهرباء، وحفر نظم الصرف الصحي وطلاء الأرصفة.
وأضافت "داعش قام بجولات في منطقة الرقة معقل تنظيم داعش للبحث في الأسواق والمسالخ عن الأغذية منتهية الصلاحية والحيوانات المريضة، موضحة أن التنظيم قام في منطقة دير الزور بفرض الضرائب على المزارعين وأصحاب المتاجر".
وأشارت إلى أن التنظيم أعاد افتتاح الشهر فندق "نينوي" الدولي في مدينة الموصل، وقام بإهداء ثلاث ليال مجانية للإقامة في الفندق للعرسان الجدد.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد عام من سيطرة داعش على مدينة الموصل وعشرة أشهر من شن التحالف الدولي بقيادة أمريكا حملة ضد تنظيم داعش، فإن التنظيم ما زال متماسك ويحكم سيطرته على المدينة.
وأوضحت الصحيفة أنه في ظل عدم وجود حل سياسي للحرب المندلعة، مما جعل التنظيم ينمو ويتقدم فإنه سيكون من الصعب القضاء على التنظيم.
======================
صحيفة افكار إلايرانية: ضوء اخضر روسي للتخلص من الأسد
الثلاثاء، 16 يونيو 2015 بشار الاسد
موقع جنوبية     
نشرت صحيفة “افكار” الايرانية على صفحتها الاولى عنواناً يقول “ضوء اخضر روسي للتخلص من بشار الأسد”.
واشارت الصحفية الى ان “موسكو وصلت إلى اقتناع بأنها يجب ان تُضحّي بالأسد من اجل اوكرانيا، وهي تعمل مع الولايات المتحدة على تشكيل حكومة وحدة وطنية”.
وذكرت الصحيفة المحسوبة على الإصلاحيين في إيران، ان “معارضي الأسد يحققون انتصارات في الشمال والجنوب ويضيّقون الخناق على جيش النظام ويقتربون من دمشق”.
======================
ناشونال جورنال :والآن: ماذا يجب أن تفعل الولايات المتحدة بشأن الدولة الإسلامية؟
نشر في : الأربعاء 17 يونيو 2015 - 02:46 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 17 يونيو 2015 - 04:59 ص
ناشونال جورنال – التقري
نشرت مجلة “ناشونال جورنال” تقريرًا مطوَّلًا حول الاستراتيجية التي ينبغي أن تتبناها إدارة الولايات المتحدة في الأيام المقبلة تجاه تنظيم الدولة الإسلامية المتصاعد يومًا بعد يوم، في حين أظهرت الاستراتيجية العسكرية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة عدم جدواها تقريبًا في الأيام الماضية؛ بل تنامى تنظيم الدولة الإسلامية واكتسب مزيدًا من الأراضي لم يكن يسيطر عليها عند اقتحامه لمدينة الموصل العام الماضي. وقد احتوى التقرير على آراء كبار منظري السياسة الخارجية فيما يتعلق برؤيتهم لكيفية التعامل مع التنظيم في الفترة المقبلة. وقد جاءت رؤية كل منهم إلى حد ما قاصرة على تخصصاتهم المتنوعة بما يساعد على صياغة استراتيجية شاملة لدحض التنظيم.
وجاء في بداية التقرير “أن السنوات القليلة الماضية قد شهدت ظهور النتائج الرسمية لحروب الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. ولم تكد الولايات المتحدة تتنفس الصعداء، حتى شهدت التقدم السريع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بما يضعنا في مأزق سياسي، وأيديولوجي، وربما عسكري آخر في الشرق الأوسط. فكيف يجب أن تتصرف الولايات المتحدة؟ قمنا بتوجيه السؤال لكبار مفكري السياسة الخارجية كي يقدموا أفضل الإجابات لديهم”.
وفيما يلي إجمال لوجهات النظر التي طرحها هؤلاء المفكرون:
إليوت أبرامز: قصف الدولة الإسلامية والإطاحة ببشار الأسد
هناك أمران يمكن للولايات المتحدة ويجب عليها القيام بهما للمساعدة في هزيمة الدولة الإسلامية أو على الأقل الحد من قوتها بشكل كبير.
أولًا: تمتلك الدولة الإسلامية زخمًا عسكريًا كبيرًا وقامت باستخدامه لتجنيد مجندين جدد وخلق “أسطورة” لها. ويتمثل سيناريو الدولة الإسلامية في تكرار حياة النبي محمد من خلال تحقيق الفوز والانتصار تلو الانتصار، وغزو الأراضي لإقامة الخلافة. وبدلًا من القول بأنه “لا يوجد حل عسكري”، يجب على الولايات المتحدة أن تدرك بأنه لا يوجد حل بدون إيقاف الدولة الإسلامية عسكريًا، والقضاء على زخمها العسكري. وبمجرد أن تبدأ في خسارة الأرض، وأن تتقلص حرفيًا من على الخريطة وتبدأ في خسارة المعركة بعد المعركة، فسوف تقل قدرتها على الاستقطاب. وسوف تقل قدرتها على إقناع المسلمين بأن ادعاءاتها الأيديولوجية والدينية صحيحة؛ بل في الواقع، سوف تبدو مدنّسة على نحو متزايد. وهذا يعني المزيد من القصف ورجال أكثر على الأرض كراصدين للوضع، مثل الدور الذي يلعبه الجيش الكندي في بعض مناطق العراق.
ثانيًا: يجب على الولايات المتحدة أن تلزم نفسها بإسقاط بشار الأسد في سوريا؛ حيث يعتبر نظام بشار الأسد طريقة تستخدمها الدولة الإسلامية للاستقطاب ومصنعًا للجهاديين. وقد قام بقتل أكثر من 200000 سني وهو السبب الرئيس لتنامي الدولة الإسلامية بشكل سريع. ومادام الأسد مستمرًا في إلقاء قنابل الكلور وقتل النساء والأطفال وتدمير المجتمعات السنية في سوريا، فلا يمكن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. وعلاوة على ذلك، لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة في العراق طالما أن لديها ملاذًا في سوريا. مما يعني مزيد دعمٍ للثوار في سوريا أكثر مما نفعل الآن؛ إذ إن برنامج التدريب والتسليح الموجود الآن أصغر وأضعف من أن يكون له تأثير كبير. وهذا يعني الحاجة إلى إبقاء سلاح جو بشار الأسد على الأرض. لتشكيل أماكن آمنة في سوريا بالتعاون مع تركيا والأردن وغيرهم من الحلفاء والدول السنية الأخرى المستعدة لبذل المزيد إذا ما قادتهم الولايات المتحدة.
إد حسين: إنشاء اتحاد الشرق الأوسط
الدولة الإسلامية ليست سوى عرض لمرض المنطقة الأكبر، والذي ينطوي على مشاكل في الدين والهوية والسياسة. ولإيجاد حل لهذه المشكلة الأعمق، دعونا نعود بالذاكرة إلى القرن الماضي. في ذلك الوقت، لم يكن الشرق الأوسط بل كانت أوروبا هي التي يتم تمزيقها عن طريق الطغاة وصعود الراديكالية في شكل الفاشية والشيوعية. وشهدت أوروبا تعصبًا تجاه الأقلية مما أدى إلى قتل ألمانيا 6 ملايين يهودي بطريقة ممنهجة. ولم تكن أزمات اللاجئين والنزاعات الحدودية وحروب الوكالة الإقليمية مشاكل متعلقة بالشرق الأوسط؛ بل كانت سمات أوروبا في النصف الأول من هذا القرن.
ثم تغيرت أوروبا. ومع القيادة والدعم والتشجيع الأمريكي، تحركت الدول الأوروبية الكبرى تجاه توحيد اقتصادها من خلال الصفقات التجارية. وقامت فرنسا وألمانيا بتوقيع معاهدة الفحم والصلب الأوروبية، تبعتها معاهدات أخرى أدت إلى حرية التبادل التجاري وحرية تنقل الأشخاص وخلق الثروة، والنمط الدبلوماسي لحل الأزمات. وكان ذلك بقيادة جان موني وتشرشل وروبرت شومان، وأصبح هناك تحول عام في التفكير.
واليوم، تقريبًا كل القضايا الكبيرة في الشرق الأوسط -الطائفية، التطرف، بطالة الشباب، نقص المياه، تدفق اللاجئين، الحروب العابرة للحدود- تتطلب تعاونًا بين الدول. وهناك حاجة ماسة إلى إنشاء اتحاد الشرق الأوسط الذي يتعلم من التجربة الأوروبية استخدام المناطق التجارية المشتركة لترسيخ السلام. وهناك حوالي 70% من الاستثمارات العربية تغادر المنطقة: لماذا لا يتم استثمار رأس المال هذا في الشرق الأوسط لدعم رواد الأعمال وخلق فرص عمل؟ ويوجد فقط حوالي 20% من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تستطيع أن تحصل على قروض في العالم العربي. وغياب سيادة القانون لا ينبغي أن يكون عذرًا؛ بل يجب أن يصبح دافعًا لتغيير المنطقة.
كان أمرًا مهمًا بالنسبة للدبلوماسية الأمريكية أن يتم إنشاء أوروبا موحدة، والآن يهمها أن يتم ذلك أيضًا في الشرق الأوسط. ويمكن للولايات المتحدة أن تساعد في هزيمة الدولة الإسلامية عن طريق تمكين العرب والأتراك وربما الحلفاء الإيرانيين المحتملين من إنهاء خلافاتهم الثانوية، وبناء حضارة جديدة تقوم على الوحدة والدبلوماسية وسيادة القانون والحرية والتجارة والأديان المشتركة بينهم والتراث. وتستطيع فقط السردية الكبرى الجديدة للإقليمية والتسامح الديني والازدهار الملموس أن تهزم أيديولوجية الدولة الإسلامية المتجاوزة للقوميات. ولكن، القوى الإقليمية لا يمكنها تحقيق تلك الرؤية بمفردها؛ حيث يتطلب الشرق الأوسط وجود القوة الأمريكية الناعمة، وليس هجمات الطائرات بدون طيار، لبدء هذا الحوار الجديد.
تنظيم الدولة الإسلامية قوي؛ لأنه يمتلك وضوحًا أيديولوجيًا (على الرغم من كونه إجراميًا) مدعومًا بمجموعة رئيسة من الأشخاص مستعدين للقتال والموت في سبيل قضيتهم. وإذا لم تقم الولايات المتحدة بتشجيع حلفائها في الشرق الأوسط للانضمام معًا وخلق رؤية جديدة لمستقبل المنطقة، فإن تنظيم الدولة الإسلامية سوف ينتج عنه حركات إرهابية جديدة، وهزيمته لن تكون كافية.
جوزيف جوفي: فرض الهيمنة الأمريكية مجددًا
نحن نعرف ما الذي لا تفعله الولايات المتحدة: اللعب من أجل الفوز.
العراق وسوريا الآن هما ساحة المعركة التي سوف تحدد مستقبل الشرق الأوسط، والولايات المتحدة تتظاهر بأن هذا الأمر لا يهم، قائلة ذلك للبريطانيين الذين قاتلوا تركيا وألمانيا النازية من أجل السيطرة، ولحقبة الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن من أجل الهيمنة، ولبوش الأب الذي نشر 700000 جندي في أوائل التسعينيات لإخراج صدام حسين خارج الكويت لحماية المملكة العربية السعودية. ويعتبر الشرق الأوسط الكبير ومنطقة غرب المحيط الهادئ ساحتي القرن الواحد والعشرين اللتين يجب أن تركز عليهما الصدراة العالمية الأمريكية. ويبدو أوباما متحفزًا للإقلاع عن تلك المنطقة وليس عن العراق فحسب. وعادة ما يتم دحض القوى العظمى بواسطة قوى أعظم  منها، ولكن الانسحاب لصالح الدولة الإسلامية يعتبر حماقة لسبب واحد؛ وهو أن “الحرب غير المتكافئة” تصب في صالح الولايات المتحدة. وعادة ما تكون مثل هذه الحملات صعبة للغاية؛ لأن الإرهاب ليس له معاقل ثابتة، ولكنه عبارة عن وحدات صغيرة تقوم بالكر والفر دون أن تعطي الأسلحة الأمريكية المتطورة الفرصة لتحديد أهدافها. ولكن، الدولة الإسلامية تشبه الجيش الحقيقي الذي يمتلك أسلحة ثقيلة وقواعد عسكرية وسلاسل إمداد، وهي تعمل تحت سماء الشرق الأوسط الصافية؛ مما يمنح القوات الجوية يدًا عليا في هذه العملية، ولا تتطلب وحدات كبيرة على الأرض.
القوى المهيمنة العظمى، كبريطانيا سابقًا، يجب أن تعارض كل من يسعى للحصول على السيطرة. وللأسف، توحي سياسة أوباما بالتراجع، وقد لاحظ منافسو أمريكا، من إيران إلى الصين إلى روسيا، هذا الأمر، ولا يتعلق هذا الأمر بالموقف الأمريكي في العراق فقط، بل في العالم كله.

فرح بانديث: دمج الجيل الجديد من المسلمين
بدلًا من أن نسأل ما الذي يجب علينا القيام به حيال الدولة الإسلامية، يجب أن نسأل سؤالًا آخر: ما الذي يجب أن نفعله حيال التطرف؟
الدولة الإسلامية ما هي إلا أحد أوجه المشكلة الأكبر والأكثر تعقيدًا وتدميرًا. وهزيمة الدولة الإسلامية عسكريًا بدون استئصال الفكر المتطرف يمكنها أن تشعرك بأنك أنجزت شيئًا. ولكن بعد ذلك بفترة وجيزة، سوف تسأل مرة أخرى ما الذي يجب أن نفعله حيال الجماعة التالية التي تتبنى فكرًا متطرفًا. ثم الجماعة التالية التي تليها … ومعظم المحللين يدركون أن الفكر المتطرف قد لعب دورًا في صعود تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنهم يقومون بنسب المجموعة إلى عوامل أخرى مثل فشل الدول في الشرق الأوسط، والصراع السني الشيعي عبر القرون، والتكنولوجيا التي سمحت لرسالة الدولة الاسلامية بالانتشار.
بالتأكيد، نحن نشن حربًا عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وهي حرب يجب أن نفوز فيها. ولكن، الدولة الإسلامية لا يمكنها أن تمتلك جيشًا إذا افتقرت إلى المجندين. ويوجد وراء الجيش الفعلي لتنظيم الدولة الإسلامية جيش آخر يحمل نفس الأيديولوجية، ويجب أن تسعى الاستراتيجية الصحيحة لمواجهة كلا الجيشين قبل انتشار الأيديولوجية الكامنة؛ لذا يجب علينا أن نجمع بين القوة العسكرية والفكرية معًا، وأن نقوم بدعمهم على حد سواء، وأن نعطي العناصر الأيديولوجية نفس أهمية العناصر الحركية.
إذا ما ركزنا على الدولة الإسلامية باعتبارها العدو الرئيس، فسوف نلعب لعبة لا نهاية لها. معالجة الفكر المتطرف يمكن أن تصل بنا إلى حل شامل ودائم. ولا ينبغي أن نقلل من أهمية ما يمكننا تحقيقه من خلال تطبيق التكنولوجيا والمعرفة في قطاعات متعددة بما فيها قطاع الأعمال التجارية. كما لا ينبغي أيضًا أن نحط من أهمية كراهية الشباب المسلمين أنفسهم للتطرف. وإذا ما قضيت بعض الوقت في التحدث على أرض الواقع إلى الشباب المسلم في أكثر من 80 دولة، فلن تجد أحدًا أكثر منهم نفورًا من الأيديولوجيات الغريبة عنهم. فهم يطمحون إلى عالم مختلف. ويجب أن نتصرف بناء على ذلك.
بول بيرمان: يجب أن نستعد لصراع طويل
أول ما يجب علينا فعله هو أن نعترف أنه لما يقرب من 20 عامًا حتى الآن، لم نستطع خلالها أن نقدّر القوة الحقيقية للجهاد الإسلامي. وقد أدت ردود أفعالنا غير المناسبة إلى انتشاره حول العالم؛ بداية من شرق إفريقيا في عام 1998 ومرورًا بالتجارب الكبيرة في أفغانستان والعراق ثم ليبيا واليمن وسوريا ونيجيريا، فضلًا عن عدم قدرتنا على منع حملات تجنيد الدولة الإسلامية على أراضينا. ويجب أن نكون قد تعلمنا شيئًا من هذين العقدين.
ويجب على رئيس الولايات المتحدة أن يشرح لأمريكا أننا خلال كل هذه الفترة كنا نشارك في مقاومة التيار الجهادي على فترات مطولة وفي أماكن مختلفة جغرافيًا، ويتطلب التزامنا تجاه العالم وتجاه أنفسنا أن نستمر حملتنا، المتواضعة أحيانًا، وليس دائمًا. وطالما كان الحديث عن إنهاء هذه الحملة بالكامل ضربًا من ضروب الخيال. نحن عالقون، والجميع يعلم ذلك، حتى وإن كان هناك من لا يحبون قول ذلك. والاحتياط أمر جيد، ولكن في ظل هذه الظروف، فإن التخطيط على المدى الطويل هو أفضل ما يمكن أن يعبّر عن الاحتياط. ومستقبل الجهاد لا يمكن التنبؤ به حقًا، والآن يجب أن نكون قد تعلمنا أن النظام العام ينهار في أجزاء معينة من العالم، بينما تتفتح زهور الجهاد على نحو ثابت، ثم يتبعها نزوح السكان ومآس من جميع الأنواع. ويمكننا أن نتنبأ بذلك في بعض المحافظات أو العواصم. ويجب على المحللين السياسيين الأمريكيين أن يتغلبوا على عدم قدرتهم على تقدير طبيعة وعمق وقوة ودور الأيديولوجية الإسلامية. نحن في حاجة إلى رؤية شاملة.
ستيفن كوك: الأمر ليس متعلقًا بنا فقط
النقاش السياسي يمكن أن يكون أكثر جدوى إذا سألنا أنفسنا ما الذي لا يجب أن نفعله تجاه الدولة الإسلامية؟ والمعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية معركة سياسية وعقائدية؛ مما يجعلها تذهب بعيدًا إلى ما وراء الولايات المتحدة. وتنظيم الدولة الإسلامية تنظيم ناجح الآن بسبب سلسلة من الاخفاقات؛ بداية من مشروع العراق في عام 2003 وفشل الجمهوريات العربية وصعود الانتفاضات العربية وتجربة الإخوان المسلمين في السلطة والرؤية السياسية قصيرة الأجل في ليبيا والمواطنة وجاذبية الدين للشباب والنساء. وفي الوقت نفسه، يوجد ملايين العرب والمسلمين الذين لا يريدون أن يعيشوا في أراض تحكمها الدولة الإسلامية. ويجب على صانعي السياسة الأمريكية مقاومة إغراء التدخل في هذا الأمر. وعلى الرغم من ذلك، تتحمل واشنطن مسؤولية مساعدة حلفائها، ولكن هناك مخاطر كبيرة تواجه الفاعلين الإقليميين، كما أن جهود الولايات المتحدة للتأثير على مسارات السياسة في المنطقة من غير المرجح أن تكون ناجحة. وفي أحسن الأحوال، يمكن لواشنطن أن تقنع حلفاءها بعدم القيام بما من شأنه أن يكثف تهديد الدولة الإسلامية لهم، كأن يصبحوا أطرافًا في الصراع في ليبيا أو يقوموا بنشر ميليشيات شيعية في محافظة الأنبار أو تعزيز تيار متطرف آخر لمحاربة الدولة الإسلامية في سوريا.
يمكن للولايات المتحدة أن تخوض معارك أيديولوجية -كما هزم الأمريكيون النازية والشيوعية-، ولكن هذا لا يعني أن لها دورًا مركزيًا في حرب الأفكار مع تنظيم الدولة الإسلامية. لقد كانت الصراعات الكبرى في القرن العشرين تدور حول وجهات نظر عالمية تم إنتاجها في الغرب. وتمتلك الولايات المتحدة قيمًا عالمية، ولكنها ضعيفة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية؛ ليس فقط لأن صانعي السياسة الأمريكية لا يفهمون العالم العربي والإسلامي، ولكن أيضًا بسبب أن الولايات المتحدة لا يمكنها تقديم بديل مفيد وجذاب للمشروع الديني والسياسي الكبير الذي تقدمه الدولة الإسلامية.
جيمس روبن ومايكل شيهن: المعلومات الاستخباراتية الأكثر، والضربات الجوية الموسعة
يبدو أن الرئيس وفريقه يقدرون الخطر الكبير المحتمل الذي تشكله الدولة الإسلامية. وهذا هو سبب موافقة البيت الأبيض على عودة أفراد من الجيش الأمريكي إلى العراق ،وهو قرار لم يكن سهلًا، وعلى قيادة تحالف لشن الغارات الجوية.
ومع ذلك، فقد أثبتت الأحداث أننا بحاجة إلى المزيد من العمل العسكري. قد لا تشكل الدولة الإسلامية الآن تهديدًا على الأراضي الأمريكية؛ للأنها تركز على العراق وسوريا، ولكن هذا من الممكن أن يتغير  بتحول داعش إلى منظمة إرهابية عالمية. وقد وفرت الأراضي الشاسعة التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق ملاذات آمنة للهرب، تشبه ما قام به أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة في أفغانستان، مما مكنهم من التدريب والتخطيط والتنظيم مع قليل من تدخل وكالات الاستخبارات لدينا. وبالنسبة للولايات المتحدة يجب ان يكون هذا وضعًا غير مقبول.
ولذلك؛ ينبغي أن نتحرك فورًا لنضمن أن الدولة الإسلامية تواجه ضغطًا عسكريًا متواصلًا وأكثر فتكًا وأشبه بما واجهه بن لادن في غرب باكستان. ويجب أن يستمر الضغط العسكري لأجل غير مسمى، أو على الأقل حتى يتم تقليل خطر التنظيم بشكل كبير. ولكن لسوء الحظ، ما يحدث الآن هو العكس؛ إذ يتوسع تنظيم الدولة الإسلامية بشكل مستمر وأكثر خطورة.
كما ينبغي أن نطور معلومات استخباراتية أكثر حول تدمير الأهداف الاستراتيجية لتنظيم الدولة الإسلامية في مناطق واسعة يسيطرون عليها الآن. ويجب أن تشمل هذه الأهداف مراكز القيادة والمنازل الآمنة الرئيسة ومناطق التدريب. وهذه مهمة استخباراتية تتطلب المزيد من المخاطرة.
كنعان مكية: حفظ نظام سيادة الدولة في الشرق الأوسط
يجب تكثيف مكافحة الدولة الإسلامية من خلال الغارات الجوية، وجلب المزيد من القوات الخاصة في عمليات محدودة على الأرض، والتنسيق مع الجيوش العربية وخاصة الجيش الأردني وقواته الخاصة، وإجراء عمليات مشتركة على الأرض لمهاجمة مواقع التنظيم إذا أمكن، وتعميم مثل هذه العمليات المشتركة.
والأهم مما سبق، هو القيام بدعوة لمبادرة دبلوماسية كبيرة مع رؤساء الدول العربية ذوي الصلة بجانب تركيا وإيران يكون الهدف منها التأكيد على حدود دول الشرق الأوسط التي تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الأولى. وإذا ما كان لهذه الحدود أن تتغير، فيجب أن يتم ذلك وفقًا لقواعد يتم إقراراها في هذه المبادرة. ويجب أن تتضمن تلك القواعد الاستفتاءات على الانفصال السلمي لأي من الدول المشاركة (العراق على سبيل المثال ومحافظاتها الكردية). والانفصال ليس أمرًا مرغوبًا فيه، ولا يجب أن تسعى إليه الدول المشاركة، ولكن إذا ما كان ضروريًا فيجب أن تكون نقطة البداية متناسقة مع نظام سيادة الدولة، والذي يواجه تهديدات الآن من اتجاهات عديدة. وقد خاضت الولايات المتحدة حربًا في عام 1991 لاستعادة نظام سيادة الدولة الذي تم انتهاكه بشكل فاضح من قبل صدام حسين عندما قام بغزو الكويت. ويتمثل خط دفاع العالم الأول -والعالم كله هو الذي يتعرض للهجوم- في دعم تلك الدول، وبدون هذا الدعم، سوف يصبح الشرق الأوسط كله خارج نطاق السيطرة.
شادي حامد: وقف البحث عن مكاسب سريعة
منذ بداية الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، قدمت إدارة أوباما حتى الآن ما يمكن وصفه باستراتيجية الاحتواء. وهذا جيد بقدر ما يحققه من منجزات. ولكن، إذا كان الهدف هو هزيمة الدولة الإسلامية (وليس تدميرها؛ إذ يبدو هذا مستحيلًا على الأرجح)، فلا زال هناك عدم تطابق بين الغايات والوسائل؛ إذ إن استراتيجيتنا تجاه الدولة الإسلامية يتم توجيهها بحسابات على المدى القصير والرغبة في تحقيق المكاسب السريعة، دون الاعتراف بأن تلك المكاسب السريعة ليست مستمرة.
كما يجب على استراتيجية الولايات المتحدة أن تعالج أوجه القصور الموجودة في الحكم، ليس فقط في سوريا والعراق، ولكن أيضًا في اليمن وليبيا وحتى في الدول الأكثر “استقرارًا” مثل مصر؛ إذ إن إغلاق المجال العام الديمقراطي، وتهميش المعارضة السلمية، وعدم وجود تصور حقيقي عن المواطنة، تعد جميعًا وقودًا للتطرف. وقد جعل الفشل السياسي وفعالية استخدام القوة الغاشمة من قبل الحكومات رسالة الدولة الإسلامية أكثر جاذبية. وبالنسبة لصناع القرار الذين يتعاملون مع الضغوط اليومية لمختلف أزمات الشرق الأوسط، فإن التصرف على المدى القصير دائمًا ما تكون له الأسبقية. ولكن، هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك توازن أفضل بين التصرف على المدى الطويل والتصرف على المدى القصير.
افرايم هليفي (رئيس الموساد السابق): نسيان الاستراتيجية الكبرى الواحدة، وعناق استراتيجية المتناقضات
تعم حالة من الفوضى الآن الشرق الأوسط، ويتهاوى النظام الإقليمي الذي تم وضعه من قبل القوى العظمى في أعقاب الحرب العالمية الأولى. وتسيطر الجهات الفاعلة من غير الدول على أجزاء كبيرة من الدول الرسمية المعترف بها (حركة حماس في قطاع غزة، حزب الله في لبنان، الإرهابيون الإسلاميون في سيناء مصر، الدولة الإسلامية والجماعات الإرهابية الأخرى في سوريا والعراق، وهذا على سبيل المثال لا الحصر). ويطمح اثنتان من هذه الجهات الفاعلة من غير الدول -تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية- إلى السيطرة على العالم، كما تشارك طهران في نفس الوقت في محاولة السيطرة على الشرق الأوسط والمجتمعات الشيعية المتنامية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. كما تمضي إيران أيضًا في تطوير صواريخ بالستية يمكنها أن تصل إلى أمريكا الشمالية.
وأحد أساليب التعامل مع هذه المشاكل هو أن تقوم الولايات المتحدة بتحديد الدول التي يمكن أن تكون حلفاء آمنين ودائمين، وهذه الدول، في الوقت الراهن، هي: السعودية، ومصر، والأردن، وإسرائيل. ويمكن لدول الخليج وتركيا أن يكونوا بمثابة حلفاء أيضًا. وفي الوقت نفسه يجب وقف إيران عن مواصلة القتال في سوريا والعراق.
لا توجد استراتيجية كبرى يمكنها التعامل مع سلسلة كاملة من التهديدات المحلية. وبدلًا من ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تكون واقعية. ويجب عليها أن تعرف أن الظروف غير المستقرة تخلق مصالح مؤقتة، وهذه يمكن استخدامها كميزة جيدة لفترات محدودة؛ وبالتالي يجب تقديم الدعم على المدى القصير لوحدات حزب الله التي تقاتل الدولة الإسلامية في شمال سوريا، وحجب نفس المساعدات عن وحدات حزب الله التي تقاتل في جنوب البلاد. يجب أن تدعم السياسة الأمريكية أقل الخطرين ضد الخطر الأكبر.
لاري دايموند: التهكم، وسائل التواصل الاجتماعي، المكتبات، وغيرهم..
نحن في صراع أجيال مع الإرهاب الإسلامي المتطرف، وما الدولة الإسلامية سوى النسخة الأخيرة والأكثر ديناميكية من هذا الإرهاب. وبخلاف المعلومات الاستخباراتية، والحملات العسكرية، نحن بحاجة إلى حملة أيديولوجية وسياسية فعالة تتضمن الأبعاد التالية:
أولًا: فهم مشاعر خيبة الأمل السياسية والاجتماعية (مثل التهميش الاجتماعي والاغتراب السياسي ونقص الفرص الاقتصادية) التي توفر بيئة خصبة لتنظيم الدولة الإسلامية.
ثانيًا: نحن بحاجة إلى تبني استراتيجية طويلة المدى لتعزيز النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والإصلاح السياسي في العالم العربي؛ حيث إن الحكام القمعيين والفاسدين مثل الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر يعدون رهانًا ضعيفًا على المدى الطويل في الشراكة للقضاء على التطرف الإسلامي العنيف؛ حيث لا يمكن لمثل هذه الأنظمة أن توفر صوتًا سياسيًا وكرامة إنسانية وتفكيرًا نقديًا وفرص عمل مجدية، والأمل في مستقبل أفضل أمر ضروري لمواجهة التطرف. فإذا كان الرد الوحيد على المعارضة الإسلامية حتى وإن كانت معتدلة هو القمع العنيف، فسوف يدفع ذلك الكثير من هؤلاء إلى أن يسلكوا طريق المقاومة العنيفة.
ثالثًا: يجب استخدام كل الخيارات المتاحة لمكافحة السرديات المضادة للديمقراطية. وبعض هذه الجهود يمكن بناؤها على تعبيرات دينية متسامحة ومعتدلة، والبعض الآخر يمكن أن يكون بتعبيرات علمانية لطيفة أو حتى متشددة لفضح نفاق وشر الدولة الإسلامية من خلال الفكاهة والسخرية والمنطق. ووسائل التواصل الاجتماعي هي منصة مثالية وإبداعية لمكافحة دعاية الدولة الإسلامية.
كما يمكننا أيضًا إنشاء مكتبات مجانية عبر الإنترنت لمختلف الأعمال الفلسفية والعلمية والشعبية حول الديمقراطية. ونجعل ذلك متاحًا بلغات المجتمعات الإسلامية سواء العربية أو الفارسية أو التركية او الأردوية أو البشتوية.
وبعبارة أخرى، نحن بحاجة إلى شن حرب أفكار على تنظيم الدولة الإسلامية من أجل الديمقراطية. وقد كان هذا مفتاحًا للفوز في الحرب الباردة، وسوف يكون مهمًا أيضًا لهزيمة جميع أشكال التطرف الإسلامي العنيف.
مايكل والزر: البقاء في الخارج
ربما لا يكون هناك شيء متاح لنا لكي نقوم به. ولكن ربما نقوم بتوفير دعم كبير للأكراد، وتعزيز النظام الأردني، ومحاولة منع وقوع مذابح للأقليات الدينية (كما فعلنا في حالة الإيزيديين)، ولكن يجب أن نتجنب أي تدخل عسكري آخر.
يجب علينا فقط أن نترك ما يحدث بالفعل أن يحدث، وهو ما لا نستطيع أن نمنعه بأي حال من الأحوال.
تشارلز لستر: نظهر للسنّة أننا نهتم بالأمر
لا يمكن للولايات المتحدة أن “تعرقل” الدولة الإسلامية فضلًا عن أن تهزمها بمفردها عن طريق الوسائل العسكرية فقط. وبدلًا من ذلك، ينبغي أن تركز بشكل أكبر على الحد من الفشل السياسي والاجتماعي في العراق وسوريا، وتسعى الدولة الإسلامية للحفاظ على هذا الفشل لكي تبقى على قيد الحياة في الأجل الطويل. فبالإضافة إلى صورتها الواضحة على مستوى العالم، تسعى الدولة الإسلامية إلى تقديم نفسها على المستوى المحلي كمدافع وحيد عن المجتمعات السنية المقموعة. حيث استطاعت الدولة الإسلامية أن تنمو وسط الانقسامات الاجتماعية وعدم الاستقرار السياسي في المجتمعات السنية. وفي العراق أدت السياسات الطائفية لنوري المالكي إلى انهيار شبه كامل للعلاقات السنية الشيعية؛ مما عزز من موقف تنظيم الدولة الآن. وفي سوريا، لاتزال وحشية نظام بشار الأسد غير العادية إحدى أدوات الاستقطاب الفعالة التي توظفها الدولة الإسلامية. وقد فشلت الولايات المتحدة في التصدي الحازم لنظام الأسد مما يخدم الرؤية الجهادية بأن الغرب لا يعبأ كثيرًا بالعالم الإسلامي السني؛ لذا يجب على الولايات المتحدة أن تدعم الأصوات السنية ذات المصداقية التي تدعو إلى الوحدة القومية كخطوة أولى.
هيثر هورلبرت: إيجاد رؤية في عام 2016
في وقت مبكر من هذا الأسبوع، تم انتقاد الرئيس أوباما لقوله إن الولايات المتحدة لا تمتلك “استراتيجية كاملة” ضد الدولة الإسلامية. ثم ذهب الرئيس بعد ذلك لتوضيح أن القصد هو استراتيجية لتدريب جنود الجيش العراقي. ولكن، يبدو أن الولايات المتحدة هي الطرف الوحيد في الصراع الذي لا يمتلك أهدافًا طويلة الأجل.
فالحكومة العراقية التي يقودها الشيعة لديها استراتيجية، وهي استجداء المساعدات الخارجية لمخاربة الدولة الإسلامية. والأكراد لديهم استراتيجية وهي منع تقدم الدولة الإسلامية واستعادة الأرض وليس بالضرورة بالتنسيق مع بغداد. وإيران لديها استراتيجية لمواصلة نفوذها في سوريا ولبنان مع وجود حكومة صديقة في بغداد لمواجهة سنة الخليج. وحكومة حزب التنمية والعدالة لديها استراتيجية وهي استخدام الإسلام كعامل لإعادة بناء وتوسيع نفوذ أنقرة. وبشار الأسد لديه استراتيجية وهي التأكد من عدم صعود قوة يمكنها إلحاق الهزيمة به، وخلق انطباع بأن كل ما سوف يأتي بعد رحيله سيكون أسوأ. والسعوديون لديهم استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على نظامهم وتعظيم سلطتهم. وكذلك إسرائيل وبوتين لدى كل منهما استراتيجية. وأخيرًا الدولة الإسلامية لديها أيضًا استراتيجية، وكذلك الأجيال القادمة من الجهات الفاعلة من غير الدول.
ونحن هنا في الولايات المتحدة بحاجة إلى طرح أسئلة من شأنها أن تؤدي إلى صياغة استراتيجية؛ مثل: ما هي مصلحتنا في قتال الدولة الإسلامية؟ وكم -من الدولار والأرواح- سوف تكلفنا عملية الدفاع عن تلك المصالح؟ ولحسن الحظ، فنحن نستعد لانتخابات رئاسية مقبلة؛ ولذا يجب طرح هذه الأسئلة الكبيرة حول رؤية السياسة الخارجية الأمريكية بجانب مناقشة الاستراتيجية العسكرية.
المصدر
======================
كريستيان ساينس مونيتور :بعد مجزرة الدروز السوريين.. هل تستطيع جبهة النصرة إنقاذ صورتها؟
نشر في : الأربعاء 17 يونيو 2015 - 02:17 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 17 يونيو 2015 - 03:53 ص
كريستيان ساينس مونيتور – التقرير
تسعى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا للنأي بنفسها عن مقتل 20 من القرويين الدروز الأسبوع الماضي، وتهدئة المخاوف داخل صفوف الأقليات. وتتواجد على المحك الآن الصورة التي رسمها التنظيم لنفسه بشق الأنفس كبديل أكثر اعتدالاً لمجموعة الدولة الإسلامية، وكفصيل يمكنه التعايش مع غيره من الجماعات المناهضة للنظام، والتي لا تشترك معه في معتقداته أو أيديولوجيته المتشددة.
وقالت جبهة النصرة في بيان عمم على تويتر: “سيتم عرض كل من شارك في هذه الحادثة على المحكمة الشرعية، ومحاسبته على الدماء التي تمت إراقتها“. وأضاف البيان: “لايزال أهالي القرى آمنين، وتحت حمايتنا، في المناطق التي نسيطر عليها“.
ويوم الأربعاء الماضي، تم إطلاق النار على 20 قرويًا من أقلية الدروز في محافظة إدلب الشمالية بعد مشادة كلامية مع قائد تونسي من جبهة النصرة، وهو الأمر الذي تصاعد وانتهى بوقوع مجزرة، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان في لندن.
ولم تصدر الجماعة الجهادية نسختها الخاصة لما حدث في ذلك اليوم، واكتفت بالقول إنها تلقت “بحزن عميق أخبار الحادث الذي وقع يوم 2016/6/10 في قرية قلب لوز في ريف إدلب“. وقال بيان المجموعة أيضًا إن المقاتلين لم يقوموا باستشارة قادتهم، وإن أعمالهم شكلت “انتهاكات واضحة” لتوجيهات النصرة.
وكتب توماس جوسيلين في مجلة الحرب الطويلة أو Long War Journal: “على الرغم من أن الدولة الإسلامية، وهي منافس تنظيم القاعدة، تحتفل بشكل روتيني بوحشية مقاتليها، حاول تنظيم القاعدة وضع نفسه على أنه البديل الأكثر اعتدالًا“.
قوة قتالية فعالة
تعتبر جبهة النصرة واحدة من الفصائل الأكثر فعالية في محاربة نظام الرئيس بشار الأسد. وتتعاون النصرة أحيانًا مع الثوار المدعومين من الولايات المتحدة، وتدخل في صراع معهم في أوقات أخرى. وتفرض المجموعة كذلك تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ولكنها، وعلى عكس الدولة الإسلامية، لم تشارك في تنفيذ المذابح الجماعية بحق الأقليات الدينية والعرقية.
وقد بذلت النصرة جهدًا كبيرًاخلال السنوات القليلة الماضية في سبيل تقديم نفسها كمنظمة تهدف لخدمة الشعب السوري أولاً، وقبل أي شيء آخر. ويلاحظ يزيد صايغ من مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، أن النصرة تحاول إظهار نفسها على أنها الفصيل “المتسامح فيما يتعلق بتنوع المجتمع السوري، والذي يتمسك بأيديولوجيته السلفية في الوقت نفسه“.
وفي مقابلة مع قناة الجزيرة مؤخرًا، قال زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، إنه لم يكن هناك أي قتال ضد أولئك الذين لم يقاتلوا ضد النصرة، وأكد على أن جماعته تقوم بحماية الأقليات السورية، بما في ذلك الدروز. وأضاف الجولاني: “هناك قرى درزية تقع في المناطق المحررة لم تدعم بشار (الأسد) ولم تحاربه، وهذه القرى لم تتضرر“.
بديل معتدل للدولة الإسلامية
وفي حين كانت الدولة الإسلامية صارمة وقاسية في تطبيقها للشريعة الإسلامية في الأراضي التي احتلتها، اتخذت جبهة النصرة نهجًا أكثر تدرجًا، وفضلت إدخال الشريعة ببطء إلى المناطق التي تسيطر عليها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجماعات الثائرة الأخرى. وأما فيما يتعلق بموضوع الأقليات، فقد أرسلت الجبهة رسائل مختلطة؛ حيث تعهدت بحماية هذه الأقليات في حال أعلنت تخليها عن الأسد، ولكنها دفعت في الوقت نفسه من أجل تغيير معتقداتهم
ومنذ نهاية عام 2014، شارك قادة المجموعة في نقاش داخلي حول ما إذا كان يجب عليهم النأي بأنفسهم عن تنظيم القاعدة من أجل “التأكيد على الوجه السوري الوطني والمعتدل للمجموعة“، كما يلاحظ صايغ. ويضيف المحلل اللبناني: “لقد كانت هناك محاولة واضحة لتصوير أنه يمكنهم التعايش مع الناس الذين يختلفون معهم، أثناء تطبيق حكم الشرعية الخاص بهم في المناطق التي يسيطرون عليها“.
ويجعل مقتل القرويين الأسبوع الماضي من الأصعب على المعارضة السورية إقناع الدروز بالبقاء على الحياد في الصراع أو التخلي عن نظام الأسد. ويقول صايغ: “(إنه) يخدم بالتأكيد رواية النظام التي يتم فيها وصف المعارضة بأنها مجموعة من المتطرفين والجهاديين الذين سيفرضون وجهات النظر الدينية الخاصة بهم على كل من هو مختلف عنهم، وسوف يستخدمون العنف لفرض تلك الآراء“.
هل سيكون هناك عقاب؟
وفي حين قد ترغب النصرة في إثبات أن مقاتليها لم ينفذوا الهجوم ضد هذه الأقلية الطائفية بشكل متعمد، لا يزال لدى كثيرين شك في أن الجبهة سوف تعرض أعضاءها للمساءلة. ويقول حسن حسن، وهو زميل في مؤسسة تشاتام هاوس ومعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط: “لا تقوم جبهة النصرة أبدًا بمعاقبة أعضائها علنًا، ولا تريد أن تعاقب من قبل الآخرين“. ويضيف: “ما لم تظهر [النصرة] أنها قد فعلت ذلك، سوف يكون هناك تصعيد، وسوف يكون هناك زيادة في جنون الشك بين الدروز“.
وقال حسن أيضًا إن هناك تعبئة واسعة النطاق بين الدروز للدفاع عن منطقتهم. وأضاف: “إنهم يعرفون أن المتطرفين قادمون، ويعرفون أنه سيكون عليهم الوقوف في وجههم“.
ويقول المحللون إنه من غير المرجح أن يقوم الدروز بالتعبئة ضد النصرة؛ بل سيحاولون البقاء فوق خلافات الحرب الأهلية في سوريا. وفي معقلهم الجنوبي في محافظة السويداء، حيث لا يزال النظام السوري يمتلك السيطرة العسكرية، قاوم الدروز محاولات النظام الأخيرة لتجنيد شبابهم في الجيش وإرسالهم للقتال في أماكن أخرى.
وقال حسن: “يحاول النظام إقناعهم بأنهم عندما يقاتلون من أجله، فهم يقاتلون من أجل بقائهم على قيد الحياة“. وأضاف: “هم غير مقتنعين بهذه الحجة، ويريدون القتال في مناطقهم والدفاع عنها“.
======================
ميدل إيست بريفينج :الجانب الخفي من برنامج التدريب والتسليح الأمريكي للمعارضة السورية
نشر في : الثلاثاء 16 يونيو 2015 - 04:00 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 16 يونيو 2015 - 04:01 ص
ميدل إيست بريفينج – التقرير
إذا كان لأي شخص يتحدث، ولكن بحذر، عن سوريا كدولة ذات سيادة؛ فلا بد من الاعتراف بأن الخط الفاصل بين الجانبين، الدولة الإسلامية والجهاديين الأجانب الذين يقاتلون معها من جهة، وحزب الله والمليشيات العراقية والباكستانية والإيرانية من جهة أخرى، قد بدأ يتلاشى. تنظيم الدولة الإسلامية، من حيث التعريف، لا تعترف بالدولة كمسألة مبدأ، لا في سوريا ولا في أي مكان آخر.
وفي الوقت نفسه، فإنّ المقاتلين الأجانب الموالين للأسد يأتون من كل مكان للمشاركة في معركة على أرض أجنبية. ويفعل ذلك كلا الجانبين لأسباب أيديولوجية وطائفية، ولكن العالم يدين طرفًا واحدًا فقط: تنظيم الدولة الإسلامية.
إذا كانت سياسة الرئيس أوباما تستند حقًا إلى مبادئ القانون الدولي، وعدم التدخل، ومحاربة الإرهاب، وتقديم المساعدات إلى السكّان المدنيين الذين يتعرضون لعقاب جماعي وحشي على يد الطغاة، أو أي من المطالبات الأخلاية الأخرى المتكررة بصوت عالٍ من قِبل البيت الأبيض منذ بداية رئاسة أوباما، فإنّه من الممكن أن ينتقد أوباما على الأقل الدور الإيراني في سوريا. لكن أوباما لم يفعل ذلك أبدًا، ولن يفعل. إيران وحزب الله لا يحترمان القانون الدولي؛ فهما يتدخلان بشكل علني في سوريا، وكل يوم يموت المدنيون السوريون. ومع ذلك؛ لا يمتلك الرئيس أي استراتيجية لحل هذه المهزلة، كما أنّه لن يسمح للآخرين بالقيام بما يجب القيام به، كما سنرى بعد قليل.
وبمجرد أن تُظهر آثار هذه الكلمات الكبيرة من الرئيس أنها مجرد عبارات فارغة، يظهر الموقف الحقيقي لسياسة الرئيس العدمية على أنها سياسة عارية وغير مستدامة. ولكن بعد ذلك، ونظرًا للانتقادات داخل الولايات المتحدة وبقية العالم، على الأقل لأسباب أخلاقية، فإنّ البيت الأبيض وجد مأوى في برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية.
ومع ذلك؛ لا تزال الإدارة الأمريكية مصممة على فرض مفهومها الخاطئ العميق الخاص بــ “المشكلة السورية”، وأعطت الإدارة الأمريكية تعليماتها لمقاتلي المعارضة بالخضوع للبرنامج الذي يحدد مهمتهم بمحاربة الدولة الإسلامية، وليس نظام الأسد.
أصبح هذا الجانب الخفي لبرنامج التدريب والتجهيز معلنًا مع البيان المثير للدهشة من قِبل زعيم جماعة تتألف من ألف من مقاتلي المعارضة خضعوا للبرنامج، والذي قال صراحة إنّه ورجاله يفكرون في ترك البرنامج بعد تلقي شرط مسبق من الأمريكان في تركيا بأنه ينبغي محاربة الدولة الإسلامية فقط، وأنه لن يسمح لهم بمحاربة قوات الأسد أو حلفائه، الذين يشملون المليشيات الإيرانية وحزب الله وغيرهم.
وتحدث زعيم جماعة المعارضة، مصطفى سيجري، عن شروط الولايات المتحدة بشكل علني ​​بالتفصيل الأسبوع الماضي. وقال: “لقد قال لنا الأمريكان إنّ القائمة المختصرة لأهدافنا بعد التدريب تقتصر على تنظيم الدولة الإسلامية فقط. لقد قاتلت مجموعتنا الدولة الإسلامية ببطولة وشجاعة في ريف اللاذقية. نحن نعتبر برنامج الولايات المتحدة خطوة مفيدة لمحاربة كل من الدولة الإسلامية والأسد حتى نعيش في سوريا الحرة. ولكن ما أدهشنا هو أن الأمريكان قالوا لنا إنّهم لن يسمح لنا بمحاربة الأسد وحلفائه. نحن نفكر في الانسحاب من هذا البرنامج المشبوه. سوف نقاتل أعداء شعبنا، وهؤلاء الأعداء هم بشار الأسد والدولة الإسلامية”.
وقال سيجري إنّه “إذا كانت الولايات المتحدة تريد مساعدتنا، فإنه يمكنها وقف البراميل المتفجرة التي تلقيها قوات الأسد والتي ندّد بها مجلس الأمن الدولي، وذلك بدلًا من أن يقولوا لنا تجنبوا محاولة إطلاق النار على الطائرات التي تقتل شعبنا كل يوم. لدينا خيارات لمحاربة الأسد بخلاف البرنامج الأمريكي. وسنقاتل الأسد والدولة الإسلامية بغض النظر عن شروط الولايات المتحدة أو أي شخص آخر“.
وهذا ما يفسر الأسباب التي تجعلنا كثيرًا ما نسمع عن نظريات المؤامرة في سوريا والمنطقة، وتتكرر الأسئلة ذاتها مرارًا وتكرارًا: هل يحاول أوباما تجنب الإساءة إلى الإيرانيين ليكمل الاتفاق النووي؟ هل لديه ترتيبات سرية مع طهران بشأن سوريا؟ وإذا كان يعتقد أنّ الأسد فقد كل شرعيته، وأن الأسد هو السبب في توسّع وتمدد الدولة الإسلامية إلى سوريا، لماذا غيّر أوباما خطه الأحمر ضد أي استخدام للأسلحة الكيميائية من قِبل النظام إلى منع أي هجمات ضد النظام نفسه؟
يبدو أن الرئيس أعاد تمركز وضبط “خطه الأحمر” لحماية الأسد بدلًا من مهاجمة قواته. ولكن لماذا؟ كيف يمكن أن يكون ذلك متسقًا مع كل خطابات الإدارة الأمريكية؟ هل يمكن أن يكون ذلك هو السبب المنطقي الحقيقي في أنّ الإدارة لا تمتلك أي استراتيجية لمحاربة الدولة الإسلامية؟ بعبارة أخرى؛ هل يمكن أن تكون القيود التي فرضتها الإدارة على نفسها قادمة من سياسة الرئيس الإيراني التي شلت الولايات المتحدة في كل من سوريا والعراق؟ وفي هذه الحالة؛ فإنّ أسئلة نظريات المؤامرة تبدو منطقية.
ومع ذلك؛ يمكن القول بأنّ مثل هذه الأسئلة تنبع من تحليل شخصي للغاية للوضع في سوريا. لذا؛ دعونا نلقي نظرة على وجهة نظر موضوعية حول كيفية التعامل مع الأسد وفقًا لرؤية دبلوماسي بالأمم المتحدة قال في نهاية فبراير، إنّ الأسد يجب أن يكون جزءًا من الحل.
وقال ستيفان دي ميستورا في لقاء مع منظمات أمريكية سورية عُقد في جنيف في 29 مايو، إنّ الأسد يجب أن يرحل، وأنّه يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم القوة للضغط عليه للرحيل. فهل دي ميستورا أيضًا غير موضوعي؟
إذا أظهرت الولايات المتحدة نية جادة أنها قد تضرب قوات الأسد، من دون إطلاق رصاصة واحدة، فإنّ الرئيس السوري قد يسارع وقتها إلى طاولة المفاوضات، وسوف يكون هناك وسيلة لتوحيد المعارضة السورية والجيش السوري للقتال جنبًا إلى جنب ضد الإرهابيين في تنظيم الدولة الإسلامية أو أي فصيل آخر. ولكن بدلًا من وجود استراتيجية لمحاربة الدولة الإسلامية، فإنّ لدينا أوباما.
بوركينا فاسو ليس لها أي علاقة بالنزاع السوري على الإطلاق. ولكنّ الرئيس لا يمكن أن يقلّل من دور الولايات المتحدة إلى مستوى هذه الدولة. محاولة فعل ذلك من شأنه أن يقلل من تأثير الولايات المتحدة إلى مستوى أي بلد آخر، بدلًا من أن تكون القوة التي لديها مصالح لا تعد ولا تحصى في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما ينطوي على مخاطرة في خسارة مصالحها إضافة إلى مصالح أصدقائها وحلفائها.
أما بالنسبة لشروط الأمريكان فيما يتعلق ببرنامج التدريب والتجهيز في تركيا، فإنّ ما ينبغي أن يكون مفهومًا بوضوح هو أن كلًا من الأسد والدولة الإسلامية يجب أن يُنظر إليهما على أنهما “وحدة كاملة”؛ وجود أحدهما يبرر وجود الآخر. وما دام الأسد في سوريا، فإنّ الدولة الإسلامية ستبقى هناك أيضًا.
مفهوم الحفاظ على بقاء الأسد لبضع سنوات انتقالية قبل المضي قُدمًا، والذي يمثل أساس المفهوم الروسي والمصري في كيفية التعامل مع الصراع في سوريا، لن يجدي نفعًا. لقد تحركت أرض الصراع إلى أبعد من النقطة التي كان الأمر عندها لا يزال ممكنًا.
ولا تريد القاهرة بقاء الأسد في السُلطة لفترة طويلة، ولكنها في الوقت ذاته لا تريد للصراع أن يستمر أكثر مما هو عليه الآن. من الناحية النظرية، هذه معادلة قابلة للفهم. ولكن من الناحية العملية إنها مجرد تفكير حالم. ولا يمتلك الحشد الذي تجمع في القاهرة مؤخرًا لبحث سُبل الخروج من الأزمة أي قوة على الأرض. وهذا يعيد أصداء السؤال الذي لا يُنسى: كم عدد الانقسامات التي واجهها بابا روما؟
المصدر
======================
واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس : إيلي ليك :أسلحة سوريا.. خطة إسرائيلية
تاريخ النشر: الأربعاء 17 يونيو 2015
الاتحاد
كتب السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن، مايكل أورين، في مذكرات تنشر هذا الشهر، أن إسرائيل ساعدت الرئيس الأميركي أوباما في تفادي قصف سوريا عام 2013 بعد أن انتهكت دمشق «الخط الأحمر» الخاص باستخدام الأسلحة الكيماوية. وكتاب أورين، وهو بعنوان «حليف»، يكشف لأول مرة أنه في نهاية أغسطس 2013، عرض وزير الاستخبارات الإسرائيلي آنذاك، يوفال شتاينتز، خطة تتخلى بها سوريا عن أسلحتها الكيماوية للحكومة الروسية، وأن نتنياهو تلقى مباركة من أوباما على المقترح. وذكر أورين أن إسرائيل لم تعارض الضربات الجوية في نهاية أغسطس 2013، لأن الدولة العبرية لم تر ضرراً في تنفيذ أوباما لعقوبة تجاوز الخط الأحمر وكانت تأمل أن يردع هذا إيران حليفة سوريا. لكنه نسب الفضل إلى أوباما ونتنياهو في إعداد الدبلوماسية التي مهدت للرئيس الأميركي التراجع عن شن الضربات الجوية التي كان أورين نفسه يعتقد أنها شبه مؤكدة. وفي هذه الفترة كانت أميركا أقرب ما تكون إلى دخول خضم الحرب الأهلية السورية. وفي أغسطس 2013 أكد مفتشون دوليون أن نظام الأسد هاجم موقعاً للمتمردين في الغوطة خارج دمشق. واعترف أوباما متردداً بأن ديكتاتور سوريا قد تجاوز الخط الأحمر الذي رسمته الإدارة الأميركية واستخدم الأسلحة الكيماوية. وعندما وافقت روسيا وسوريا على خطة يعترف فيها الأسد بوجود الأسلحة الكيماوية ويتخلص منها، تراجع التهديد بشن هجمات جوية أميركية.
وظهرت خطة التخلص من الأسلحة في ذاك الوقت كما لو أنها جاءت مصادفة. وفي التاسع من سبتمبر طرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري فكرة أن الأسد يمكنه تفادي هجوم أميركي إذا تخلى عن أسلحته الكيماوية. ثم اقتنص وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التصريح وقدم مقترحاً لوزارة الخارجية السورية. وفي فترة قصيرة نوقشت خطة للأمم المتحدة للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية وتراجعت أميركا عن الضربات الجوية.
ويكشف أورين أن نتنياهو ساعد في التوصل للاتفاق من وراء الستار؛ فـ«في وسط هذه الجلبة سمعت عن مقترح يزيل ترسانة سوريا الكيماوية سلمياً.. عرض نتنياهو الفكرة على أوباما وتلقى الضوء الأخضر».
لكن مسؤولا أميركياً كبيراً لديه سرد آخر للقصة، إذ أشار مؤخراً في مقابلة إلى أن أوباما وبوتين وكيري ولافروف ناقشوا قضية الأسلحة الكيماوية السورية قبل فترة طويلة من أغسطس 2013. لكن الجانب الأميركي لم يعتقد قط أن روسيا كانت جادة. وأكد المسؤول أن الإسرائيليين أيدوا في هدوء خطة نزع الأسلحة وأن نتنياهو ناقشها مع أوباما. لكنه طعن في أن إسرائيل هي صاحبة الخطة.
ومنذ عام 2013 استطاع الأسد استخدام القنابل البرميلية والكلورين ضد المدنيين دون خوف من تدخل أميركي مباشر. وهناك أدلة متزايدة على أنه لم يتخلص كلياً من أسلحته الكيماوية. والأهم، كما يرى أورين، أن أوباما عندما قرر عدم اللجوء للقوة ضد سوريا التي تحدته، بعث للعالم رسالةً بشأن الطريقة التي قد تستجيب بها الولايات المتحدة على أي مخالفة نووية إيرانية.
إيلي ليك
محلل الشؤون الخارجية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
لوفيغارو : جورج مالبرونو 12/6/2015 :تصفية قيادات «داعش»
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ يونيو/ حزيران ٢٠١٥ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
في وقت يتمدد تنظيم «داعش» ويبسط سيطرته على مزيد من الأراضي في سورية والعراق، يتعذر عليه أكثر فأكثر التستر على أسرار عمله. وثمة مؤشرات كثيرة برزت أخيراً تظهر تعاظم قوة التحالف الدولي على التسلل إلى «صندوقه الأسود» أو حافظة أسراره. ويعود الفضل في هذا التسلل إلى زيادة المعلومات الاستخباراتية التي تجمع عن الحركة الجهادية. ففي 16 أيار (مايو) المنصرم، على مقربة من دير الزور السورية، قتل أبو سياف، وهو تونسي تولى الشؤون المالية في «داعش» وإدارة شؤون تهريب النفط، وضلع في تجارة الرهائن. وتهريب النفط والرهائن هما أبرز مصادر عائدات «الدولة الإسلامية».
واستخرجت الاستخبارات من الكومبيوترات والهواتف المحمولة والوثائق التي صادرتها القوات الأميركية الخاصة من منزل أبو سياف على 4 إلى 7 تيرابايت من المعلومات، أي ما يوازي 1200 إلى 2100 ساعة من تسجيلات الفيديو. ولا يستخف بحجم هذه المعلومات ولا بأهميتها. فعلى سبيل المثل، تظهر هذه المعطيات أن أبوبكر البغدادي يجتمع دورياً مع «الأمراء»، أي مسؤولي المناطق التابعين له في مقر قيادة أركانه في الرقة، شرق سورية. ويتولى سائقون نقل الأمراء إلى الاجتماع، ويطلبون منهم ترك هواتفهم الخليوية وغيره من الأدوات الإلكترونية لتجنب احتمال أن ترصدهم الآذان الأميركية الكبيرة.
وتؤدي زوجات الكوادر الجهادية، ومنهن زوجة أبوسياف التي اعتقلتها قوات كومندوس دلتا، دوراً بارزاً في نقل المعلومات داخل «داعش». وجمعت الاستخبارات الأميركية معلومات كثيرة عن القيادي رقم اثنين في التراتبية العسكرية في «الدولة الإسلامية»، فاضل الهيالي، الضابط السابق في استخبارات صدام حسين الذي قتل في غارة أميركية في الموصل (نوفمبر) الماضي. ويعود الفضل إلى المعلومات الاستخباراتية التي جمعت في الغارة على مقر أبوسياف، في اغتيال أبوحميد بعد أسبوعين على الغارة. وأبوحميد هو أمير تولى الشؤون القبائلية وشؤون الشريعة في الحسكة شمال شرقي سورية. ولكن «الدولة الإسلامية» لم تنعه بعد، ولم تؤكد خبر موته.
وفي حزيران (يونيو) الجاري، أعلن البنتاغون تدمير مركز القيادة في «داعش» بسورية اثر التعرف على موقع المقر في صورة نشرها جهادي على «تويتر» وهو يقف أمامه. وهذا الجهادي لم يغرد خارج سرب غيره من الجهاديين على تويتر. فضربات أميركية كثيرة شنت بعد أقل من 24 ساعة على التغريدات، تلاحظ مؤسسة «صوفان غروب» الأميركية للدراسات. ولذا، قلص «داعش» استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وحظر التقاط صور في مواقع مهمة وحساسة. ووزع على أعضائه دليل إرشادات يظهر كيفية محو خرائط وبيانات جغرافية عن الهواتف المحمولة. وفي 3 حزيران (يونيو)، دمرت غارة أميركية أكبر مصنع سيارات مفخخة «داعشية» في أبرز معاقل التنظيم في الحويجة شمال تكريت. ومركبات الموت هذه هي أبرز خطر يهدد القوات العراقية. ومثل هذه العمليات بلغت أهدافها جراء الاستناد إلى معلومات استخباراتية بشرية دقيقة جمعت اثر نشر شبكة مخبرين فعالة، وإلى صور أقمار اصطناعية وتسجيلات هاتفية ترصدها وحدات مكافحة التجسس العراقية في قاعدة عين الأسد في الأنبار.
وتشير صحف بغداد إلى أن الغارة على أبوسياف استندت إلى معلومات سربها مترجم عراقي. ففي الأشهر الأخيرة، أفلحت القوات العراقية في تحديد مواقع عدد من قيادات «داعش». وبعض هذه القيادات استهدفت في مواكبها أو تجمعاتها، على نحو ما حصل حين استهدف أبوعلاء العفري. وإلى اليوم، يلف الغموض مصيره. ويميل السكان الذين أنهكهم القمع الداعشي إلى تسريب معلومات عن التنظيم. وتساهم الاستخبارات الأردنية في اختراق القبائل العراقية.
 
 
* مراسل، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 12/6/2015، إعداد منال نحاس
======================
راديكال التركية،فهيم طاشتكين : 14/6/2015، أردوغان وسقوط تل أبيض
فهيم طاشتكين
الحياة
حين كان الأكراد يقاومون في كردستان السورية في كوباني، ويقاتلون تنظيم «داعش»، أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان وكأنه يحمل بشارة: «قريباً ستسقط كوباني». أما اليوم فالأكراد يقولون «ستسقط تل أبيض»، والفرح لسان حالهم. ولا شك في ان اكثر المناطق التي أرهقت «داعش»، وعصيت عليه في سورية كانت المناطق الكردية. وقتاله ضد الأكراد كان عسيراً، خصوصاً إثر دعم التحالف لهم. وسيطر «داعش»، الى وقت قريب، على اكثر من معبر على الحدود التركية. ولكن اليوم «وحدات حماية الشعب الكردي» تحاصره في تل أبيض من كل حدب وصوب، وتسعى الى مد نفوذها من الحسكة شرقاً الى كوباني غرباً. ويعلم الأكراد أن المناطق الكردية المجاورة لتل أبيض لن تسلم من اعتداءات «داعش» إذا بقي ممسكاً بمقاليدها. ولا يخفى عليهم أن تل أبيض هي متنفس عاصمة «داعش» في الرقة وهي جسرها الى الحدود التركية. وعليه، لا يستخف بأهمية تل ابيض الإستراتيجية. وتتواجه قوات الحماية الكردية مع قوات «بركان الفرات» العربية، وهي تلتزم الحذر في قتالها في تل أبيض على نحو ما تفعل في قرى سلوك العربية وغيرها. فهي لا ترغب في أن تستعدي العرب في منطقة لا غالبية كردية فيها مخافة ان ينضموا الى «داعش». وتسعى القوات الكردية الى منح العرب هناك ضمانات تقضي بعدم التعرض لهم.
ولكن أين تقف تركيا من هذه الحرب الدائرة على حدودها بين الأكراد و«داعش»؟ يبدو ان حكومة «العدالة والتنمية» التي سلحت «جيش الفتح» في سورية لا تنظر بعين الرضى الى التقدم الكردي في المنطقة، على رغم أن التركمان يواجهون خطر «داعش» على مقربة من أعزاز، وفي حمام التركمان بالقرب من عين العرب (كوباني). واتهم أردوغان التحالف الدولي بقصف قرى التركمان والعرب في المنطقة، و»زراعة» الأكراد فيها من دون أن يشير أبداً الى اعمال «داعش» هناك! فهل ثمة دليل أكبر على دعمه «داعش»؟ فأردوغان يتجاهل خطر هذا التنظيم، ويحمّل الآخرين مسؤولية أحداث لم تقع، وينتقد التحالف الدولي الذي يقاتل ضد «داعش»! وهل يجوز لأردوغان بعد هذا الاعتراف ان يعترض على تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في قمة الدول السبع ودعوته تركيا الى «بذل جهد اكبر من أجل منع تدفق آلاف المقاتلين الى داعش».
وهل يدرك أردوغان ان عدد اكراد تركيا الذين قتلوا في القتال ضد «داعش» في شمال سورية تجاوز الـ 500 قتيل؟ وهل يعرف أن مئات  الأكراد قتلوا وهم يدافعون عن السريان والإزيديين بل وحتى العرب هناك؟ في الأمس، وصلت جثامين عشرة شباب اكراد انطلقوا من تركيا الى الجزيرة السورية لقتال «داعش». وفي اثناء معارك الأكراد و«داعش» وقصف التحالف تلك المناطق، أخليت بعض القرى من سكانها العرب والتركمان مخافة وقوع اصابات في صفوفهم في خضم المعارك. ولكن السيد أردوغان يبالغ كثيراً في تناول الموضوع، ويقع في مغالطات ويتلاعب بالحقائق. وقال رئيس المجلس التركماني السوري عبدالرحمن مصطفى: «نسمع عن موضوع تهجير التركمان من قراهم، ولا نجد دليلاً على ذلك في متابعاتنا. ذهبنا للقاء الفارين من تل أبيض فلم نجد بينهم تركماناً... جاء من منطقة حمام اثنان ثم عادا الأدراج. وهرب نحو 400 تركماني من منطقة اعزاز بسبب الحرب الدائرة هناك بين «داعش» والجيش الحر...».
وإذا اردنا ان نتحدث عن تطهير عرقي، فحريّ بنا ان نتذكر ما فعله مسلحو «أحرار الشام» و»جبهة النصرة» الذين دخلوا تل أبيض من تركيا وارتكابهم مجازر بحق الأكراد في المنطقة. لم ننسَ أن الأكراد سيطروا على المناطق التي تتبع لهم في شمال سورية في 2012، وسعوا في حمايتها وتجنيبها دخول الصراع. لكن في 19 كانون الأول (سبتمبر) 2012، دخل مسلحو «النصرة» و«أحرار الشام» تل أبيض من تركيا. فاندلع قتال بين الأكراد وهؤلاء المسلحين الذين سيطروا على تل أبيض. ولكن المعارك سرعان ما توقفت. وبعد نحو عام، بدأت النصرة تطالب بواسطة مكبرات مساجد الأكراد بترك المنطقة وإلا سيتعرضون للإبادة. وبدأت عملية مداهمة القرى والبيوت، وقتل اكثر من 70 كردياً شاباً بعد اقتيادهم من منازلهم وهم عزل في مجزرة مروعة. أليس مثل هذه المجازر تصفية عرقية؟ إثر هذه المجزرة، قطع التواصل بين اكراد الحسكة وأكراد كوباني. ورابطة العقد بينهما كانت تل أبيض التي تقع في منتصف المسافة بينهما بعد ما حدث فيها للأكراد. وبعد ان انفصل «داعش» عن «النصرة»، قتل رفاق دربه القدامى في مطلع 2014 لينفرد هو بالسيطرة على تل أبيض. وجيش «الفتح» الذي تدعمه تركيا ارتكب مجزرة ضد العلويين في ريف جسر الشغور في قرية اشتبرق. ثم قتلت «جبهة النصرة» اكثر من 20 درزياً في قلب لوز بالقرب من إدلب. وجرائم الحرب والتطهير العرقي في سورية كبيرة ودامية، وعوض ان ينقطع سيلها إثر كشف كل مجزرة، يتسابق المسلحون الى ارتكاب اخرى.
 
 
* كاتب، عن «راديكال» التركية، 14/6/2015، إعداد يوسف الشريف
======================
صحيفة نظرة عليا الإسرائيلية :ترصد خريطة سوريا المفككة على أنقاض الأسد
القدس المحتلة ـ عربي21
الثلاثاء، 16 يونيو 2015 12:46 م
قدمت صحيفة نظرة عليا الإسرائيلية الثلاثاء، تحليلا استراتيجيا حول الأوضاع الحالية في سوريا يرسم خريطة التطورات ويحلل التأثيرات والتبعات الداخلية والإقليمية للاتجاهات المتبلورة، بما في ذلك على دولة إسرائيل.
ويخلص هذا التحليل الذي أعده الكاتبان في الصحفية أوريت فرلوب وأودي ديكل إلى أنه حتى ولو نجح الأسد بمساعدة "المحور الشيعي" في الاستمرار بالاحتفاظ بدمشق، فهو عمليا يسيطر على ربع مساحة سوريا، ولا يمكنه أن يعيد إلى الوراء الحدود الجديدة التي تشكلت على أنقاض دولته.
ونوه التحليل إلى أنه مع دخول الحرب في سوريا عامها الخامس، تلوح في الأفق عدة تطورات من شأنها أن تغير ميزان القوى والوضع القائم بين نظام الأسد و"المحور الشيعي" الداعم له، وبين تنظيمات المعارضة، المحسوبة بمعظمها على المعسكر السني. اشتباكات ذات تأثير كبير تدور على الجبهات المختلفة وتخلق سيناريوهات محتملة فيما يتعلق بمستقبل سوريا.
صورة الوضع: أربع جبهات، أربعة جيوش
وقالت "نظرة عليا" في تحليلها إن الاشتباكات في سوريا تدور على أربع جبهات رئيسية (بدون القوات الكردية)، حيث تعمل في كل جبهة قوة مهيمنة من المعارضين لنظام بشار الأسد.
وتقف في وجه المعارضة القوات المؤيدة للأسد، بما فيها جيش سوريا المفكك، وقوات القدس الإيرانية (طهران هي راعي نظام الأسد المنهار)، ومقاتلي حزب الله (حوالي خمسة آلاف منهم يقاتلون على الأراضي السورية)، وكذلك الآلاف من المتطوعين، الذين تدفقوا إلى سوريا وانخرطوا في إطار مليشيات شيعية، بحسب الصحيفة.
وفصلت الصحيفة في الحديث عن الجبهات الأربعة بالقول:
الجبهة الأولى، الجبهة الشرقية والقوة الرئيسية العاملة بها هي تنظيم الدولة، الذي استكمل سيطرته على شرق سوريا والمعابر الحدودية بين سوريا والعراق، واحتل في الأسبوع الأخير أيضا مدينة تدمر.
أما الجبهة الثانية، بحسب التحليل، فهي الجبهة الشمالية التي مركزها مدينة حلب وتقودها جبهة النصرة. ومؤخرا نجح هذا التنظيم في تشكيل إطار لعدد من التنظيمات الإسلامية المعارضة باسم "جيش الفتح" لاحتلال مدن إدلب وجسر الشغور، وتتمركز على الجسر الرابط بين حلب واللاذقية على الساحل، منطقة سيطرة الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجبهة الوسطى تمتد على طول المحور الرئيسي حماة – حمص – دمشق. في هذه الجبهة أيضا، القوة الرئيسية المسيطرة من المتمردين هي "جبهة النصرة"، وتقاتل ضد حزب الله في جبل القلمون من أجل السيطرة على حدود سوريا ـ لبنان، والمعابر الحدودية، وممرات الإمدادات بين سوريا ولبنان، وكذلك للسيطرة على المحور الرئيسي من دمشق إلى شمال البلاد ومنطقة الساحل.
وحول الجبهة الجنوبية، وفقا لنظرة عليا، وهي المنطقة الممتدة بين دمشق ودرعا في الجنوب، السويداء في الشرق والقنيطرة في الغرب. شكلت قوى المعارضة في هذه الجبهة قوة مشتركة يمثلها جيش الإسلام، الذي يضم جبهة النصرة، وجيش سوريا الحر، والجبهة الإسلامية ومنظمات أخرى. هذه القوة، وهي الأقوى في المنطقة، نجحت في وقف الهجوم المضاد للقوات المشتركة للجيش السوري، وقوات القدس الإيرانية ومقاتلي حزب الله. واليوم يسيطر "جيش الإسلام" على معظم هذه المنطقة ويحاول تعزيز سيطرته عليها، من خلال السيطرة على الجيوب المؤيدة لنظام الأسد.
تحالفات قوات المعارضة والدول السنية الداعمة لها
وتابعت الصحيفة تحليلها أنه وفي موازاة التغيير الحاصل على جبهات القتال، واستعداد تنظيمات المعارضة السنية للتنسيق فيما بينها، ودمج قواتها (في هذه المرحلة، على أساس مؤقت ومناطقي) في إطار "جيش الإسلام" و "جيش الفتح"، حصل تغيير في المصالح للدول الداعمة لقوات المعارضة.
ونوهت إلى أن العربية السعودية والأردن، توصلتا إلى تفاهمات مع تركيا وقطر، الداعمة للإخوان المسلمين (وبشكل غير مباشر للدولة الإسلامية)، حول توحيد القوات والجهود بهدف إسقاط نظام الأسد بداية وتأجيل معالجة مشكلة "الدولة الإسلامية" وكذلك لإلحاق الضرر بالمصالح الإقليمية الإيرانية.
وأشارت إلى أن الدول الأربعة اتفقت فيما بينها على تدريب وتسليح قوات المعارضة على أراضي الأردن وتركيا، بمساعدة وتمويل سعودي وقطري. وفي نفس الوقت توظيف الجهود لإقناع القوات السنية للتوحد. تهمين على هذه القوات بشكل أساسي عناصر مؤيدة للإخوان المسلمين والقاعدة، والتي تهدف، إلى بلورة جيش معارضة واحد، مع قيادة وعنوان متفق عليهما من قبل غالبة التنظيمات التي تقاتل ضد نظام الأسد.
ونوهت الصحيفة إلى أن هذه القوات تعتمد على التنظيم الأقوى بينها، "جبهة النصرة"، التي هي من فروع تنظيم القاعدة. ولذلك فإن الدول السنية تحاول "الترويض" عن طريق إقامة تنظيم عسكري واحد، ذو هوية سورية مميزة، وتبديد بصمات القاعدة عنه وتعزيز الاحتمال، بدعم هذا الاتجاه من قبل الولايات المتحدة.
تشويش خطة ايران وحزب الله
وقالت نظرة علي إن كفة المعركة، قبل شهرين، كانت تميل لصالح إيران وحزب الله وازداد الاحتمال بأن تنجح قواتهما بالسيطرة على جنوب سوريا، منطقة هضبة الجولان وحدود سوريا – لبنان. بتعليمات إيرانية وبقيادة قاسم سليماني، قائد قوات القدس التابعة لحرس الثورة في ايران، تم تجميع قوات الجيش السوري، إلى جانب قوات القدس، ووحدات من حزب الله والمليشيات الشيعية، العاملة تحت التأثير الإيراني، من أجل خلق كتلة حاسمة لاحتلال جنوب سوريا وهضبة الجولان من أيدي المعارضة.
ونوهت إلى أن زعيم حزب الله، حسن نصر الله أعلن عن "توحيد جيو- استراتيجي بين جنوب سوريا وجنوب لبنان"،  وأن "مصير جنوب سوريا من مصير جنوب لبنان". ولكن، الجهد المشترك لمحور ايران – سوريا – حزب الله تم إحباطه، إذ استغلت قوات المعارضة الفرصة التي توفرت بتجميع قوات "المحور" في منطقة هضبة الجولان في جنوب سوريا، من أجل تعزيز القوات والجهود في الجبهات الأخرى – إدلب وحلب، وجبال القلمون (ممر الحدود وطريق الإمدادات بين سوريا ولبنان)، شرق سوريا وكذلك شرق دمشق، حيث تم هناك القيام بهجوم تنظيم الدولة على مخيم اللاجئين الفلسطينيين اليرموك. عمليا، تمت رؤية مؤشرات للتنسيق بين قوات المعارضة السنية ولإدارة الجهود المتوازية من قبلهم على جبهات القتال المختلفة.
وتابعت الصحيفة أنه ونتيجة لذلك، فبدلا من تطوير الجهد الهجومي في جنوب لبنان، اضطرت قوات "المحور الشيعي" للدفاع وتعزيز القوات في باقي الجبهات. الجيش السوري سحب قوات إلى دمشق ومنطقة إدلب – جسر الشغور، وحزب الله اضطر لسحب 85 بالمئة من قواته من جنوب سوريا وكذلك نقل قوات من جنوب لبنان إلى الجبهة الوسطى واستعد مجددا للقتال في جبال القلمون.
وأكدت أنه من دلائل الضغط الذي تعرضت له القوات الموالية للأسد كان إعلان نصر الله أنه "إذا سقط الأسد، سيسقط حزب الله أيضا"، وفورا ألحق ذلك بعبارة "لن يسقط نظام الأسد". ومنذ ذلك الحين تركز حزب الله في المعركة على جبال القلمون ومن أجل ذلك قام بتجنيد المقاتلين والأموال كما أنه يقوم بإخفاء أعداد القتلى في صفوفه . هذه الجبهة مهمة بشكل خاص لحزب الله لأن السيطرة عليها حيوية لمنع تمدد التنظيمات السنية السلفية، وخاصة "جبهة النصرة" و "الدولة الإسلامية" للأراضي اللبنانية، وللدفاع عن خط الإمدادات من سوريا للبنان والحفاظ على السيطرة على محور الإمدادات الحيوي من دمشق إلى حمص ومن هناك إلى شمال غرب سوريا.
هل وصلنا إلى نقطة التراجع بالنسبة لنظام الأسد؟
وقالت نظرة عليا في تحليلها في هذه المرحلة، على ما يبدو، أن القوات الداعمة لنظام الأسد، تجد صعوبة في وقف قوات المعارضة الموحدة. ومع ذلك، فمن المتوقع، أن تبذل إيران وحزب الله كل جهودهما لمنع سقوط دمشق بأيدي القوات السنية وانتهاء النظام العلوي، حليفهم في سوريا. على الرغم من أنه لا يوجد في سوريا أغلبية شيعية، إلا أن طهران ترى بدمشق وبيروت وكذلك بغداد حلقات استراتيجية حيوية في "الهلال الشيعي". ففي نظر طهران، فإنه كما هو الحال لدور المليشيات الشيعية في العراق، هو دور حزب الله في الدفاع عن هذه الحلقة.
ونوهت الصحيفة إلى أنه من الممكن الافتراض أنه حتى ولو استمرت موجة انتصارات جيوش المعارضة السنية في سوريا، فإن ايران وحزب الله سوف يستمران بالقتال لمنع سقوط دمشق في أيديهم
وأكد التحليل أنه حتى ولو نجح الأسد بمساعدة "المحور" الاستمرار بالاحتفاظ بدمشق، عمليا هو يسيطر على ربع مساحة سوريا ولا يمكنه ان يعيد إلى الوراء الحدود الجديدة التي تشكلت على انقاض دولته. فتنظيم الدولة لن يتنازل عن سيطرته على شرق وشمال شرق سوريا وعلى التواصل الجغرافي مع غرب العراق. ونصر الله من جانبه أعرب في مقابلاته عن رؤية "لبنان الكبير"، الذي يشمل معاقل نظام الأسد، من اللاذقية جنوبا على طول حدود سوريا – لبنان، ولغاية دمشق والجولان السوري.
وأشار إلى أنه من الصعب بالنسبة لجنوب سوريا وصف وضع تسلم فيه الأردن وإسرائيل بتقدم أو سيطرة قوات إيرانية وحزب الله على هذه المنطقة. الأردن وكذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل – على الرغم من الغموض، فإنها تفضل، أن المناطق التي يتم السيطرة عليها من الأسد، أن تسيطر فيها قوات سنية، الموحدة مع قوات المعارضة، على افتراض أنه مع عملية التوحيد يزداد التوجه نحو البراغماتية من قبل الراديكاليين الإسلاميين، وهو تطور من شأنه أن يساهم في استقرار المنطقة، إلى جانب تدوين عنوان مسؤول واحد بدلا من وجود عدة عناوين تتصارع فيما بينها.
اتجاهات للاستمرار
وقالت نظرة عليا إن تحالف قوات المعارضة السنية، إلى جانب التفاهمات التي تمت بلورتها بين الدول السنية الداعمة لها والتي تسعى لإسقاط نظام الأسد، تسببت بتغيير في ميزان القوى في الحرب الأهلية في سوريا وأدت إلى انطلاقة في الطريق المسدود، الذي ميز القتال في السنة الأخيرة.
واستدركت بالقول مع ذلك، لا يمكن لغاية الآن التقرير، أن نظام الأسد سينهار قريبا ويتوقع أن يدور قتال مرير وصعب بين قوات المعارضة السنية وقوات المحور الشيعي. ولا يمكن استخلاص أنه لن تحدث تطورات، قد تكون قاعدة لمبادرة سلمية، دولية وإقليمية، يكون مضمونها وقف القتال في سوريا.
وتابعت أنه من الممكن أن توافق الأطراف المتحاربة إلى الوصول إلى تفاهمات من نوع ما كمرحلة انتقالية، إلا أنه من غير المتوقع أن تتنازل عن إنجازاتها في ساحة المعركة، مما يعني تفكك سوريا إلى أربعة أقاليم منعزلة – الإقليم الكردي في شمال البلاد، شرق البلاد، الذي تسيطر عليه تنظيم الدولة ، المحور الأوسط دمشق – حمص – اللاذقية، الذب تسيطر عليه القوات الموالية للأسد، وباقي المناطق، التي تسيطر عليها قوات المعارضة السنية.
وأشارت نظرة عليا إلى أن سمة رئيسية تتسم بها الحرب الأهلية في سوريا، لغاية الآن، هي ميل تنظيمات المعارضة السورية للتوحد والتعاون وللتفرق على أساس حاجات محلية ومصالح آنية. الخلافات والتناحر بين تنظيمات المعارضة المختلفة تجعل من الصعب التحالف العسكري والسياسي فيما بينها على المدى البعيد. وهكذا هو الحال على المستوى الاستراتيجي الإقليمي، فمن الصعب الافتراض، أن بلورة تحالف الدول السنية ضد استمرار نظام الأسد وضد الهيمنة الإيرانية على سوريا والمنطقة بأكملها، سوف تستمر لفترة طويلة من الوقت.
وأضافت أنه من أجل مأسسة التعاون فيما بينها، يتوجب عليها التغلب على الخلافات العميقة في العديد من المواضيع وتنحية الخصومات الأيديولوجية، الدينية والسياسية جانبا. العنصر الرابح من استمرار وتعاظم الخصومة، هو تنظيم الدولة، الذي يستغل كل فرصة من أجل فرض سيطرته على المناطق التي تتواجد فيها قوات الأسد، وفي المقابل قوات المعارضة، تتقاتل فيما بينها.
وختمت الصحيفة تحليلها بأنه وعلى ضوء الاتجاهات المتبلورة في سوريا والى جانب عدم اليقين تجاه عواقبها، التوصية هي بأن تستمر حكومة إسرائيل بالامتناع عن المساعدة المباشرة لقوات المعارضة السورية المتخاصمة. وفي المقابل، وعلى المستوى الاستراتيجي، فمن السليم أن تعمل إسرائيل على بناء منظومة تنسيق مع "محور الدول السنية"، وبالخصوص من اجل منع التطورات السلبية وتمدد الأحداث إلى حدودها في هضبة الجولان وجنوب لبنان.
وطالب التحليل إسرائيل بالاستمرار في مساعدة الأردن وبوساطتها من أجل التوصل إلى تفاهمات استراتيجية مع تركيا والعربية السعودية، فيما يتعلق بوقف تمدد وانتشار التأثير الإيراني في المنطقة، وفي نفس الوقت في منع الوصول إلى وضع يتمكن فيه تنظيم الدولة من استغلال الوضع في سوريا لتوسيع سيطرته وتأثيره.
======================
بلومبرغ: لإسرائيل دور أساسي بتجنيب الأسد ضربة أميركية
الجزيرة
بينت مذكرات سفير إسرائيل السابق في واشنطن التي نشرت مؤخرا أن إسرائيل لعبت دورا أساسيا في خطة نزع ترسانة السلاح الكيميائي للنظام السوري، وتجنيبه ضربة عسكرية أميركية.
كما بينت المذكرات أن وزيرا إسرائيليا كان صاحب المقترح الأصلي، وأن الحكومة الإسرائيلية كانت عاملا رئيسيا في تنفيذ الصفقة الروسية الأميركية لنزع أسلحة سوريا الكيميائية عام 2013.
وقال موقع بلومبرغ الذي كشف الخبر في مقال للكاتب إيلي لَيك، إن إسرائيل ساعدت بشكل مباشر الرئيس الأميركي باراك أوباما في تجنب توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري لاختراقه "الخط الأحمر" واستخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه.
 
نتنياهو عمل خلف الكواليس لإنجاح صفقة نزع الترسانة الكيميائية السورية (رويترز)
وكان النظام السوري قد قصف الغوطة الشرقية والغربية في ريف دمشق بالأسلحة الكيميائية في صيف العام 2013 مما  أسفر عن آلاف القتلى والجرحى من المدنيين.
"الحليف"
وقد كُشف عن هذه المعلومات في مذكرات السفير مايكل أورين التي أسماها "الحليف"، والتي أوضح فيها أن وزير المخابرات يوفال ستاينتز نقل إلى دمشق -عبر القنوات الروسية- اقتراحا بالتخلي عن ترسانتها الكيميائية، وقد بارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأوباما الاقتراح.
وقال أورين في كتابه إن إسرائيل لم تر ضررا من توجيه ضربة عسكرية أميركية لسوريا أواخر العام 2013 لتأكيد الخط الأحمر الذي رسمه أوباما بخصوص قصف المدنيين بالسلاح الكيميائي، بل رأت فيها عامل ردع لإيران حليف دمشق.
وقد كانت واشنطن في أغسطس/آب 2013 مستعدة أكثر من أي وقت مضى لتوجيه ضربة للأسد بعد تأكيد مفتشي الأمم المتحدة أن النظام السوري استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة.
ولكن بعد موافقة سوريا وروسيا على خطة نزع السلاح الكيميائي خفَت الحماس الأميركي لمعاقبة الأسد على استخدامه أسلحة دمار شامل.
وقد بدأت القصة يوم 9 سبتمبر/أيلول 2013 عندما صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن باستطاعة الأسد تجنب ضربة عسكرية أميركية إذا تخلى عن ترسانته الكيميائية. وقد أثار التصريح علامات استفهام في حينها، فقلل مسؤولو الخارجية الأميركية من شأنه ووصفوه بأنه مجرد شكليات دبلوماسية.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي ترتبط بلاده بحلف إستراتيجي مع الأسد، تلقف التصريح سريعا وقدم على أساسه اقتراحا لنظيره السوري.
استبعاد الضربة العسكرية
وسرعان ما وضع المقترح قيد التنفيذ وبدأت المداولات لبحث جدول الأعمال، وبهذا استبعدت واشنطن خيار توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد.
وقال ليك في مقاله إن المذكرات تكشف أن نتنياهو كان يعمل خلف الكواليس لإنجاح اتفاق نزع سلاح الأسد. وعلل ذلك بأن إسرائيل كانت لترغب في ضربة لسوريا كردع غير مباشر لإيران، إلا أنها في ذات الوقت كانت تخاف أن يفتح باب لا يمكن إغلاقه ثانية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن الوزير الإسرائيلي يوفال ستاينتز أكد في مقابلة معها أمس الاثنين أنه اقترح بالفعل الصفقة التي تم بموجبها انتزاع ترسانة الرئيس السوري بشار الأسد الكيميائية، وهي الخطة التي اعتُبِرت انتصارا دبلوماسيا لإدارة الرئيس أوباما.
ورأى ستاينتز أن ذلك الانتصار تحول إلى سبب للإضرار بمصداقية إدارة أوباما على الصعيد الدولي عندما تخلت عن وعودها بتوجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد إذا استخدم الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
المصدر : الصحافة الأميركية
======================
الغارديان: أطباء سوريون يكشفون استخدام قوات الأسد الكلور
عربي21 - باسل درويش
ذكرت صحيفة "الغارديان" أن شبكة من الأطباء السوريين ستقدم شهادة أمام الكونغرس، مشفوعة بملف يحتوي على شهادات من مصابين بهجمات كيماوية قام بها النظام السوري على المناطق المدنية.
تبين الصحيفة أن ممثلين عن الجمعية الطبية السورية الأمريكية، التي تدير 95 مصحة وعيادة داخل سوريا، سيقومون بالظهور أمام الكونغرس يوم غد الأربعاء، وسيؤكد الأطباء أن نظام بشار الأسد يقوم باستخدام غاز الكلور وبطريقة منظمة، على أنه سلاح لبث الخوف في نفوس المدنيين، في تحد واضح لقرار مجلس الأمن الدولي.
 وجاء في تقرير أعده كل من أليس روس وشيف مالك، أن الملف المقدم للكونغرس يوثق 31 هجوما بغاز الكلور في الفترة ما بين 16 آذار/ مارس و9 حزيران/ يونيو من العام الجاري، نفذها النظام من خلال إسقاط البراميل المتفجرة من المروحيات على مناطق مدنية، وأدت إلى مقتل عشرة مدنيين وجرح 530 شخصا.
وتقول "الغارديان" إن الملف سيقدم  للمشرعين الأمريكيين بأرقام وصور وأفلام فيديو، التي تقول المنظمة الطبية السورية الأمريكية "سامز"، إنه تم  التقاطها في مرحلة ما بعد الهجمات في مناطق سيطرت عليها المعارضة السورية في الآونة الأخيرة.
وتعلق الصحيفة بالقول إنها لم تستطع التأكد من صحة المواد التي تحتوي على أفلام فيديو وصور لأطفال وكبار، وهم يحاولون التنفس بصعوبة، بعد وضع أقنعة الأوكسجين على وجوههم، وبعضهم يحاول التقيؤ، وآخرين وضعت أنابيب في أنوفهم لاستخراج الغاز الكيماوي.
 
ويشير التقرير إلى أن "سامز" قدمت قائمة معلومات حول 221 شخصا، وتمت التغطية على هوياتهم، ممن تعرضوا للإصابة بغاز الكلور، وبحسب القائمة، فإن هناك 57 شخصا ممن هم تحت سن الـ 18 عاما.
ويذكر الكاتبان أن منسق "سامز" في منطقة إدلب الدكتور محمد تناري قد سافر إلى واشنطن، ودعته لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس لتقديم شهادة أمامها صباح يوم غد الأربعاء. وسيقول تناري إن غاز الكلور قد لا يسبب بالقتل مثل الأسلحة التقليدية، إلا أنه "خلق نوعا جديدا من التعذيب النفسي" للشعب السوري. ويدعو تناري إلى منطقة حظر جوي لوقف مثل هذه الهجمات.
وتوضح الصحيفة أن المعلومات التي يتضمنها التقرير تبين الهجمات التي أكدت المنظمة وقوعها، وتلك التي حدثت في محافظة إدلب. لكن ناشطين آخرين مثل "الخوذ البيض"، الذين سيدلون بشهادتهم في الجلسة ذاتها يتحدثون عن هجمات أخرى في المناطق القريبة من حماة.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن تقارير أخرى أشارت إلى أن الجماعات السورية المتشددة، وبينها تنظيم الدولة، تقوم بتطوير قدرات أسلحة كيماوية. ويعتقد أن تنظيم الدولة قام باستخدام غاز الكلور في العراق، إلا أن "سامز" تقول إن الهجمات في تقريرها تمت كلها باستخدام المروحيات، التي لا يملكها سوى نظام الأسد.
ويلفت الكاتبان إلى أن النظام السوري قد نفى بشدة أن يكون قد استخدم غاز الكلور. وفي مقابلة له مع راديو "فرانس-2" في 20 نيسان/ أبريل أكد الأسد أنه لا توجد أدلة تثبت استخدام غاز الكلور في مدينة إدلب. وقال: "هذه رواية كاذبة تروج لها الحكومات الغربية، والقوات النظامية التي نملكها تؤثر أكثر من غاز الكلور، وعليه فنحن لسنا بحاجة له". وأضاف "لم نستخدم غاز الكلور، ولم نكن بحاجة لاستخدامه، ولدينا أسلحتنا التقليدية، ونستطيع من خلالها تحقيق أهدافنا، دون استخدام الكلور".
وتورد الصحيفة أن تناري، الذي أسس أول عيادة تابعة لـ"سامز" في بلدة سرمين قبل أربعة أعوام، سيخبر المشرعين الأمريكيين أن معظم الهجمات تحصل في الليل، وأن  البراميل لا تنفجر، ولكن البخار يتسلل منها بصمت إلى البيوت، ويستقر في الطوابق الأرضية، حيث تتجمع العائلات عادة خوفا من القصف. ومن المتوقع أن يقول للنواب الأمريكيين: "هذا نوع من العقاب الجماعي الذي تمارسه الحكومة ضد المدنيين".
وينوه التقرير إلى أن تناري سيصف المشاهد الفوضوية التي تبعت أول وأكبر هجوم مسجل في الملف، الذي حدث في 16 آذار/ مارس، حيث تمت معالجة أعداد من المدنيين الذين استنشقوا عاز الكلور. ويقول: "تم الإعلان من خلال اللاسلكي ومكبرات المسجد عن سقوط برميل متفجر، وقيل إن البراميل معبأة بغاز سام، وقد كان هجوما كيماويا".
ويكشف الكاتبان عن أن تناري عندما غادر بيته إلى المستشفى شم رائحة الغاز، ويقول: "عندما وصلت إلى المستشفى بدأت موجات من الناس بالتدفق، وكانوا كلهم يعانون من أعراض تنشق الغاز، مثل الاختناق. وتم رش الماء على كل شخص قبل وصوله إلى المستشفى، ونزعت عنه ملابسه. وعانى العشرات من مشكلات في التنفس وحرقة في العينين والحنجرة، وبعضهم بدأ يخرج سوائل من فمه".
ويقول إنه عندما كان يعالج ضحايا الهجوم الأول، قامت مروحيتان بإسقاط برميلين جديدين في سرمين وقميناس، وقد خلفا 120 شخصا بحاجة إلى العلاج.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" وثقت ضحايا الهجوم على قميناس، حيث قالت إن 30 مدنيا و 40 مسلحا قتلوا في هجمات قميناس وحدها.
=====================
الغارديان :النظام السوري تحت مزيد من التهديد بعد سلسلة خسائر
كريم شاهين - (الغارديان)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
11/6/2015
بيروت- أصبح نظام الرئيس السوري بشار الأسد تحت ضغط متزايد على جبهات عدة في الحرب الطاحنة الدائرة في سورية، مع فقدان مساحات كبيرة من الأرض لصالح مقاتلي المعارضة ومجموعة "داعش"، حيث أصبحت الموارد الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة النظام تحت الهجوم.
الهزيمة التي تلقاها الأسد في إدلب، وحمص الشرقية ودرعا في الجنوب، مصحوبة بتجدد الضغط على قواته في حلب ودير الزور إلى الشرق، واحتمال خسارة حقول الغاز لمجموعة "داعش"، كلها أمور تركت النظام في موقف حرج، مع قليل من الخيارات سوى تركيز قواته في المعاقل الغربية، والتخلي عن كثير من أجزاء البلاد لقوات المعارضة و"داعش".
في هذه الأثناء، يواجه الثوار المدعومون بسلسلة من الانتصارات التي حققوها ضد الأسد، تحديات جديدة في حكم المناطق التي أصبحت تحت سيطرتهم، كما أن حملات القصف الجوي التي يشنها النظام، والهجمات التي يشنها "داعش" في ميدان معركة، تزداد تشابكاً باطراد.
يقول تشارلز ليستر، الزميل الزائر في مركز أبحاث بروكينغر في الدوحة، ومؤلف كتاب "تنميط الدولة الإسلامية": "يشكل هذا بلا شك أضعف موقف استراتيجي يجد النظام نفسه فيه منذ أوائل العام 2013. ولكن، لا ينبغي المبالغة في تقدير حجم الضعف حتى الآن. ما يبدو أنه يحدث الآن هو إعادة رسم لخريطة النفوذ في سورية؛ حيث يبدو النظام راغباً في التخلي عن أراض خارج مناطقه ذات القيمة المرتفعة الحاسمة".
في هذا الأسبوع، تمكن فصيل "الجبهة الجنوبية"، وهو تحالف للثوار من الاتجاه السائد المدعومين من الغرب، من الاستيلاء على قاعدة عسكرية رئيسية، معروفة باسم اللواء 52 في منطقة درعا، بعد شن هجوم استمر لست ساعات على المنشأة التي تقع بالقرب من الطريق الرئيسي المؤدي إلى دمشق، وتضم كميات كبيرة من الذخيرة والعتاد. كما زعمت قوات الثوار أيضاً أنها تمكنت من إسقاط طائرة للنظام من طراز "ميج" بواسطة المدافع المضادة للطائرات يوم الخميس الماضي.
جاء انهيار النظام في قاعدة درعا الاستراتيجية بعد تفكك سريع مماثل في أنحاء أخرى من البلاد. وفي مدينة تدمر التاريخية، الواقعة إلى الشرق من حمص، فرت قوات النظام بعد حصار فرضته عليها قوات "داعش" طوال أسبوع، تاركة خلفها آلاف المدنيين وآثار المدينة القديمة تحت رحمة المجموعة الإرهابية.
في أواخر أيار (مايو)، تمكن تحالف من الثوار معروف باسم "جيش الفتح"، والذي يضم المجموعة التابعة لتنظيم القاعدة في سورية، جبهة النصرة، من احتلال آخر معاقل النظام الرئيسية في محافظة إدلب في مدينة أريحا في غضون أربع ساعات فقط، على نحو ترك المحافظة بالكامل تقريباً في أيدي الثوار.
وفي حلب، يقاتل تحالف من الثوار مكون بشكل أساسي من المقاتلين الإسلاميين كلاً من قوات النظام وقوات "داعش" معاً، وقد أعلن مؤخراً عن تشكيل قيادة مشتركة للعمليات التي تهدف إلى السيطرة على كامل المدينة، بينما يتحرك مقاتلو التحالف لقطع طرق إمدادات النظام في ما كانت العاصمة التجارية لسورية. وكان الثوار قد ظهروا ضعيفين ذات مرة، حيث فقدوا 1.500 مقاتل في هجوم شنوه في العام الماضي لطرد "داعش" من المدينة.
أما الآن، فقد ترتب على الثوار أن يحكموا مساحات كبيرة من الأراضي التي استولوا عليها من الأسد، وأن يعيشوا تحت تهديد غارات جوية لا تتوقف على المناطق التي فقدها النظام. وجاء التقدم الذي أحرزه الثوار بعد هجمات شنها النظام مع ترويج إعلامي كبير في حلب، وكذلك في الجنوب، والتي شاركت فيها مجموعة حزب الله اللبنانية، لكنها تعثرت في مواجهة مقاومة المعارضة.
في بيان صدر يوم الأربعاء الماضي، دعت "جبهة النصرة" أيضاً إلى تأسيس جيش موحد للثوار في الغوطة، إحدى ضواحي دمشق، من أجل الانقضاض على القوات الموالية للنظام. وفي مقابلة حديثة، قال قائد المجموعة، أبو محمد الجولاني، أنهم سوف يركزون أنظارهم قريباً على العاصمة التي يرون في سقوطها ضربة قاصمة ونهائية للنظام.
يقول المحللون أن الهجمات السريعة ربما تكون إشارة على أن النظام لم يعد راغباً في التمسك بالأراضي الواقعة خارج معاقله الغربية، وأنه يركز بدلاً من ذلك على إعادة التخندق في الغرب، في شريط من الأراضي التي تضم معاقله العلوية الساحلية، وحمص وحماة ودمشق، امتداداً إلى سلسلة جبال القلمون على الحدود مع لبنان، حيث يتمتع حزب الله بالنفوذ.
تشكل تلك الخطوة انعكاساً للواقع الديموغرافي الذي يتجلى في حرب أهلية تتضمن نظاماً تقوده أقلية. ويقول ليستر: "حتى مدينة حلب نفسها ربما تكون مستثناة من أولوياته الاستراتيجية في الأسابيع والشهور المقبلة. لقد عانى النظام بلا شك من بعض الخسائر المهمة مؤخراً، ولكن، وإلى أن تصبح هذه المناطق الاستراتيجية حقاً تحت التهديد، فإننا ما نزال على مسافة كبيرة من إمكانية القول إن بقاء النظام أصبح تحت تهديد وجودي".
يهدد "داعش" أيضاً بعض الموارد الرئيسية للنظام، وخاصة منشآت الغاز الواقعة إلى الغرب من مدينة تدمر، والمسؤولية عن توليد نصف الكهرباء في البلاد تقريباً. وبينما تسيطر المجموعة المتشددة مسبقاً على حقول غاز آراك والهيل بالقرب من تدمر، فقد شنت هجمات إلى غرب المدينة على حقل غاز الشاعر، وهي تقترب أكثر من ثلاثة مرافق أخرى في المنطقة -حيان، وجهار وإيبلا.
تنتج الحقول الغربية حوالي 350 مليون قدم مكعبة من الغاز في اليوم، أو ما يعادل نصف حجم ما تولده من الكهرباء على الصعيد الوطني في زمن الحرب. ويقول روبين ميلز، خبير النفط والغاز والزميل غير المقيم في مركز بروكينغز في الدوحة: "سوف تكون تلك ضربة قوية حقاً لإمدادات الطاقة إلى دمشق".
على الأرجح، سوف يجبر فقدان مرافق الغاز إيران، التي كانت تزود الأسد بزيت الوقود والديزل خلال الحرب، على وقف مساهماتها، كما يقول ميلز. كما أنه سيسمح لمجموعة "داعش" بحرمان النظام من إمدادات الطاقة، حيث لا تمتلك المجموعة المتشددة الخبرة والمعدات الضرورية لضخ الغاز وإخراجه من الأرض واستخدامه في المناطق التي تسيطر عليها. وبالإضافة إلى ذلك، تفتح السيطرة على المناطق الاستراتيجية في شرق حمص الطريق أمام المنظمة لمهاجمة معاقل النظام الغربية.
يقول يزيد الصايغ، الخبير في مركز كارنيغي الشرق الأوسط: "إنه وضع أقرب إلى حرمان النظام من مورد رئيسي مما هو مكسب لمجموعة داعش. وافتراضي هو أن هدف داعش الرئيسي من ضم هذه المناطق هو هدف عسكري واستراتيجي: إنه يضع نفسه في موقف يهدد فيه منطقة دمشق، وشرق الغوطة، وشرق القلمون، ومحافظة السويداء، مع إمكانية تشكيل ضغط على حمص".
 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان:String of losses in Syria leaves Assad regime increasingly precarious
======================
نظرة عليا  :اوريت فرلوب واودي ديكل  16/6/2015سوريا: هل يتغير ميزان القوى؟
صحف عبرية
JUNE 16, 2015
القدس العربي
مع دخول الحرب في سوريا عامها الخامس، تلوح في الافق عدة تطورات من شأنها ان تغير ميزان القوى والوضع القائم بين نظام الاسد و«المحور الشيعي» الداعم له، وبين تنظيمات المعارضة، المحسوبة بمعظمها على المعسكر السني. اشتباكات ذات تأثير كبير تدور على الجبهات المختلفة وتخلق سيناريوهات محتملة فيما يتعلق بمستقبل سوريا. هذا المقال يرسم خريطة التطورات ويحلل التاثيرات والتبعات الداخلية والاقليمية للاتجاهات المتبلورة، بما في ذلك على دولة إسرائيل.
 
صورة الوضع: اربع جبهات..أربعة جيوش
 
تدور مؤخرا اشتباكات على اربع جبهات رئيسية (بدون القوات الكردية)، حيث تعمل في كل جبهة قوة مهيمنة من المعارضين لنظام بشار الاسد. وتقف في وجه المعارضة القوات المؤيدة للاسد ـ جيش سوريا المفكك، قوات القدس الإيرانية (طهران هي راعي نظام الاسد المنهار)، مقاتلي حزب الله (حوالي خمسة آلاف منهم يقاتلون على الاراضي السورية)، وكذلك الآلاف من المتطوعين، الذين تدفقوا إلى سوريا وانخرطوا في إطار مليشيات شيعية. وفيما يلي هذه الجبهات:
1 ـ الجبهة الشرقية ـ القوة الرئيسية العاملة بها هي تنظيم داعش ـ «الدولة الإسلامية»، الذي استكمل سيطرته على شرق سوريا والمعابر الحدودية بين سوريا والعراق، واحتل في الاسبوع الاخير ايضا مدينة تدمر.
2 ـ الجبهة الشمالية ـ والتي مركزها مدينة حلب ـ تنظيم المعارضة البارز في محاربة قوات الاسد في هذه الجبهة هو «جبهة النصرة». ومؤخرا نجح هذا التنظيم في تشكيل إطار لعدد من التنظيمات الإسلامية المعارضة بإسم «جيش الفتح» لاحتلال مدن ادلب وجسر الشغور، وتتمركز على الجسر الرابط بين حلب واللاذقية على الساحل ـ منطقة سيطرة الطائفة العلوية، التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.
3 ـ الجبهة الوسطى ـ وتمتد على طول المحور الرئيسي حماة ـ حمص ـ دمشق. في هذه الجبهة ايضا، القوة الرئيسية المسيطرة من المتمردين هي «جبهة النصرة»، وتقاتل ضد حزب الله في جبل القلمون من اجل السيطرة على حدود سوريا ـ لبنان، والمعابر الحدودية، وممرات الامدادات بين سوريا ولبنان، وكذلك للسيطرة على المحور الرئيسي من دمشق إلى شمال البلاد ومنطقة الساحل.
4 ـ الجبهة الجنوبية ـ المنطقة الممتدة بين دمشق ودرعا في الجنوب، السويداء في الشرق والقنيطرة في الغرب. شكلت قوى المعارضة في هذه الجبهة قوة مشتركة ـ جيش الإسلام، الذي يضم جبهة النصرة، جيش سوريا الحر، الجبهة الإسلامية ومنظمات اخرى. هذه القوة، وهي الاقوى في المنطقة، نجحت في وقف الهجوم المضاد للقوات المشتركة للجيش السوري، قوات القدس الإيرانية ومقاتلي حزب الله. واليوم يسيطر «جيش الإسلام» على معظم هذه المنطقة ويحاول تعزيز سيطرته عليها، من خلال السيطرة على الجيوب المؤيدة لنظام الاسد.
 
تحالفات قوات المعارضة
والدول السنية الداعمة لها
 
في موازاة التغيير الحاصل على جبهات القتال، واستعداد تنظيمات المعارضة السنية للتنسيق فيما بينها، ودمج قواتها (في هذه المرحلة، على اساس مؤقت ومناطقي) في إطار «جيش الإسلام» و «جيش الفتح»، حصل تغيير في المصالح للدول الداعمة لقوات المعارضة. العربية السعودية والاردن، توصلتا إلى تفاهمات مع تركيا وقطر، الداعمة للاخوان المسلمين (وبشكل غير مباشر للدولة الإسلامية)، حول توحيد القوات والجهود بهدف إسقاط نظام الاسد بداية وتأجيل معالجة مشكلة «الدولة الإسلامية» وكذلك لالحاق الضرر بالمصالح الاقليمية الإيرانية.
اتفقت الدول الاربعة فيما بينها على تدريب وتسليح قوات المعارضة على اراضي الاردن وتركيا، بمساعدة وتمويل سعودي وقطري. وفي نفس الوقت توظيف الجهود لاقناع القوات السنية للتوحد. تهمين على هذه القوات بشكل اساسي عناصر مؤيدة للاخوان المسلمين والقاعدة، والتي تهدف، إلى بلورة جيش معارضة واحد، مع قيادة وعنوان متفق عليهما من قبل غالبة التنظيمات التي تقاتل ضد نظام الاسد. هذه القوات تعتمد على التنظيم الاقوى بينها، «جبهة النصرة»، التي هي من فروع تنظيم القاعدة. ولذلك فإن الدول السنية تحاول «الترويض» عن طريق إقامة تنظيم عسكري واحد، ذو هوية سورية مميزة، وتبديد بصمات القاعدة عنه وتعزيز الاحتمال، بدعم هذا الاتجاه من قبل الولايات المتحدة.
 
تشويش خطة إيران وحزب الله
 
حتى قبل شهرين، كان يبدو ان كفة المعركة تميل لصالح إيران وحزب الله وازداد الاحتمال بأن تنجح قواتهما بالسيطرة على جنوب سوريا، منطقة هضبة الجولان وحدودو سوريا ـ لبنان. بتعليمات إيرانية وبقيادة قاسم سليماني، قائد قوات القدس التابعة لحرس الثورة في إيران، تم تجميع قوات الجيش السوري، إلى جانب قوات القدس، ووحدات من حزب الله والمليشيات الشيعية، العاملة تحت التأثير الإيراني، من اجل خلق كتلة حاسمة لاحتلال جنوب سوريا وهضبة الجولان من ايدي المعارضة. اعلن زعيم حزب الله، حسن نصر الله عن «توحيد جيو- استراتيجي بين جنوب سوريا وجنوب لبنان» وان «مصير جنوب سوريا من مصير جنوب لبنان». ولكن، الجهد المشترك لمحور إيران ـ سوريا ـ حزب الله تم إحباطه، إذ استغلت قوات المعارضة الفرصة التي توفرت بتجميع قوات «المحور» في منطقة هضبة الجولان في جنوب سوريا، من اجل تعزيز القوات والجهود في الجبهات الاخرى ـ إدلب وحلب، وجبال القلمون (ممر الحدود وطريق الامدادات بين سوريا ولبنان)، شرق سوريا وكذلك شرق دمشق، حيث تم هناك القيام بهجوم «الدولة الإسلامية» على مخيم اللاجئين الفلسطينيين اليرموك. عمليا، تمت رؤية مؤشرات للتنسيق بين قوات المعارضة السنية ولادارة الجهود المتوازية من قبلهم على جبهات القتال المختلفة.
ونتيجة لذلك، فبدلا من تطوير الجهد الهجومي في جنوب لبنان، اضطرت قوات «المحور الشيعي» للدفاع وتعزيز القوات في باقي الجبهات. الجيش السوري سحب قوات إلى دمشق ومنطقة ادلب ـ جسر الشغور، وحزب الله اضطر لسحب 85 بالمئة من قواته من جنوب سوريا وكذلك نقل قوات من جنوب لبنان إلى الجبهة الوسطى واستعد مجددا للقتال في جبال القلمون. ومن دلائل الضغط الذي تعرضت له القوات الموالية للاسد كان اعلان نصر الله انه «اذا سقط الاسد، سيسقط حزب الله ايضا»، وفورا الحق ذلك بعبارة «لن يسقط نظام الاسد». ومنذ ذلك الحين تركز حزب الله في المعركة على جبال القلمون ومن اجل ذلك قام بتجنيد المقاتلين والاموال كما انه يقوم بإخفاء اعداد القتلى في صفوفه. هذه الجبهة مهمة بشكل خاص لحزب الله لان السيطرة عليها حيوية لمنع تمدد التنظيمات السنية السلفية، وخاصة «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية» للاراضي اللبنانية، وللدفاع عن خط الامدادات من سوريا للبنان والحفاظ على السيطرة على محور الامدادات الحيوي من دمشق إلى حمص ومن هناك إلى شمال غرب سوريا.
 
هل وصلنا لنقطة التراجع لنظام الاسد؟
 
في هذه المرحلة، على ما يبدو، ان القوات الداعمة لنظام الاسد، تجد صعوبة في وقف قوات المعارضة الموحدة. ومع ذلك، فمن المتوقع، ان تبذل إيران وحزب الله كل جهودهما لمنع سقوط دمشق بأيدي القوات السنية وانتهاء النظام العلوي، حليفهم في سوريا. على الرغم من انه لا يوجد في سوريا اغلبية شيعية، الا ان طهران ترى بدمشق وبيروت وكذلك بغداد حلقات استراتيجية حيوية في «الهلال الشيعي». ففي نظر طهران، فإنه كما هو الحال لدور المليشيات الشيعية في العراق، هو دور حزب الله في الدفاع عن هذه الحلقة. لذا، فمن الممكن الافتراض انه حتى ولو استمرت موجة انتصارات جيوش المعارضة السنية في سوريا، فإن إيران وحزب الله سوف يستمران بالقتال لمنع سقوط دمشق في ايديهم.
حتى ولو نجح الاسد بمساعدة «المحور» الاستمرار بالاحتفاظ بدمشق، عمليا هو يسيطر على ربع مساحة سوريا ولا يمكنه ان يعيد إلى الوراء الحدود الجديدة التي تشكلت على انقاض دولته. فتنظيم «الدولة الإسلامية» لن يتنازل عن سيطرته على شرق وشمال شرق سوريا وعلى التواصل الجغرافي مع غرب العراق. ونصر الله من جانبه اعرب في مقابلاته عن رؤية «لبنان الكبير»، الذي يشمل معاقل نظام الاسد، من اللاذقية جنوبا على طول حدود سوريا ـ لبنان، ولغاية دمشق والجولان السوري. بالنسبة لجنوب سوريا، من الصعب وصف وضع تسلم فيه الاردن وإسرائيل بتقدم او سيطرة قوات إيرانية وحزب الله على هذه المنطقة. الاردن وكذلك الامر بالنسبة لإسرائيل ـ على الرغم من الغموض، فإنها تفضل، ان المناطق التي يتم السيطرة عليها من الاسد، ان تسيطر فيها قوات سنية، الموحدة مع قوات المعارضة، على افتراض انه مع عملية التوحيد يزداد التوجه نحو البراغماتية من قبل الراديكاليين الإسلاميين ـ وهو تطور من شأنه ان يساهم في استقرار المنطقة، إلى جانب تدوين عنوان مسؤول واحد بدلا من وجود عدة عناوين تتصارع فيما بينها.
 
اتجاهات للاستمرار
 
تحالف قوات المعارضة السنية، إلى جانب التفاهمات التي تمت بلورتها بين الدول السنية الداعمة لها والتي تسعى لاسقاط نظام الاسد، تسببت بتغيير في ميزان القوى في الحرب الأهلية في سوريا وادت إلى انطلاقة في الطريق المسدود، الذي ميز القتال في السنة الاخيرة. مع ذلك، لا يمكن لغاية الآن التقرير، ان نظام الاسد سينهار قريبا ويتوقع ان يدور قتال مرير وصعب بين قوات المعارضة السنية وقوات المحور الشيعي. ولا يمكن ان يتم استخلاص انه لن تحدث تطورات، قد تكون قاعدة لمبادرة سلمية، دولية واقليمية، يكون مضمونها وقف القتال في سوريا.
من الممكن ان توافق الاطراف المتحاربة إلى الوصول إلى تفاهمات من نوع ما كمرحلة انتقالية، الا انه من غير المتوقع ان تتنازل عن انجازاتها في ساحة المعركة، مما يعني تفكك سوريا إلى اربعة اقاليم منعزلة ـ الاقليم الكردي في شمال البلاد، شرق البلاد، الذي تسيطر عليه الدولة الإسلامية، المحور الاوسط دمشق ـ حمص ـ اللاذقية، الذب تسيطر عليه القوات الموالية للاسد، وباقي المناطق، التي تسيطر عليها قوات المعارضة السنية.
سمة رئيسية تتسم بها الحرب الاهلية في سوريا، لغاية الآن، هي ميل تنظيمات المعارضة السورية للتوحد والتعاون وللتفرق على اساس حاجات محلية ومصالح آنية. الخلافات والتناحر بين تنظيمات المعارضة المختلفة تجعل من الصعب التحالف العسكري والسياسي فيما بينها على المدى البعيد. وهكذا هو الحال على المستوى الاستراتيجي الاقليمي، فمن الصعب الافتراض، ان بلورة تحالف الدول السنية ضد استمرار نظام الاسد وضد الهيمنة الإيرانية على سوريا والمنطقة باكملها، سوف تستمر لفترة طويلة من الوقت.
فمن اجل مأسسة التعاون فيما بينها، يتوجب عليها التغلب على الخلافات العميقة في العديد من المواضيع وتنحية الخصومات الايديولوجية، الدينية والسياسية جانبا. العنصر الرابح من استمرار وتعاظم الخصومة، هو تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يستغل كل فرصة من اجل فرض سيطرته على المناطق التي تتواجد فيها قوات الاسد، وفي المقابل قوات المعارضة، تتقاتل فيما بينها.
على ضوء الاتجاهات المتبلورة في سوريا والى جانب عدم اليقين تجاه عواقبها، التوصية هي بان تستمر حكومة إسرائيل بالامتناع عن المساعدة المباشرة لقوات المعارضة السورية المتخاصمة.
وفي المقابل، وعلى المستوى الاستراتيجي، فمن السليم ان تعمل إسرائيل على بناء منظومة تنسيق مع «محور الدول السنية»، وبالخصوص من اجل منع التطورات السلبية وتمدد الاحداث إلى حدودها في هضبة الجولان وجنوب لبنان.
في هذا الاطار، على إسرائيل الاستمرار في مساعدة الاردن وبوساطتها من اجل التوصل إلى تفاهمات استراتيجية مع تركيا والعربية السعودية، فيما يتعلق بوقف تمدد وانتشار التأثير الإيراني في المنطقة، وفي نفس الوقت في منع الوصول إلى وضع يتمكن فيه تنظيم الدولة الإسلامية من استغلال الوضع في سوريا لتوسيع سيطرته وتأثيره.
 
 
 
صحف عبرية
======================
وول ستريت جورنال: "الرقة" الهدف القادم لأكراد سوريا بعد "تل أبيض"
ترجمة: سامر إسماعيل
الامة
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها: إن تمكن المقاتلين الأكراد والثوار السوريين المتحالفين معهم اليوم الثلاثاء في طرد مسلحي تنظيم "داعش" من مدينة "تل أبيض" المتاخمة للحدود مع تركيا عزز الهجوم المدعوم من الولايات المتحدة والذي يهدف إلى قطع طرق الإمداد عن التنظيم.
 وأشارت الصحيفة إلى أن الانتصار السريع جرأ المقاتلين الأكراد والثوار على أن تكون "الرقة" المعقل الرئيسي في سوريا لـ"داعش" هي هدفهم التالي وتبعد عن "تل أبيض" من ناحية الجنوب نحو 50 ميلا.
وأضافت الصحيفة أن المقاتلين المناهضين لـ"داعش" تحدثوا كذلك عن بدأ التقدم نحو "الرقة" من الشمال وتمكنهم من الوصول إلى مدينة "عين عيسي" على بعد 30 ميلا من "الرقة".
======================
"وول ستريت": أمريكا عملت مع الميلشيات الكردية منذ أكثر من شهرين للسيطرة على تل أبيض
2015-6-17 | خدمة العصر
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الهجوم السريع والناجح للمقاتلين الأكراد وحلفائهم من ثوار سوريا على مدينة تل أبيض يعزز الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لقطع طرق الإمداد على مقاتلي تنظيم الدولة.
وبدا التحالف الكردي السوري متحفزا ومزهوا بما حققه، فصرح أن هدفه التالي هو الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية الرئيس في سوريا، حوالي 50 ميلا إلى الجنوب من مدينة تل أبيض. ووفقا للتقرير، فإن مقاتلي الأكراد قد بدأوا التقدم بالفعل جنوبا نحو الرقة ووصلوا إلى بلدة عين عيسى، حوالي 30 ميلا فقط.
ونقلت الصحيفة عن شرفان درويش، المتحدث باسم بركان الفرات بقيادة الميليشيات الكردية السورية المعروفة باسم YPG، قوله: "سوف تتحرك لتحرير الرقة في المستقبل القريب".
ورغم تلك التصريحات، ليس هناك تخطيط عسكري واسع النطاق يجري العمل به من قبل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة للهجوم على الرقة قريبا، وهو تحرك أكثر طموحا بكثير من إعادة السيطرة على تل أبيض.
وتزامن التقدم الكردي في سوريا مع نجاحات أخرى حققتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع، وتحديدا هجوم طائرة وكالة الاستخبارات المركزية بلا طيار في اليمن وقتلت زعيم القاعدة في اليمن والضربة العسكرية الأمريكية في ليبيا التي يُعتقد أنها قتلت قادة في التنظيم ذاته، كما أفاد التقرير.
وتحققت السيطرة على تل أبيض بعد ثلاثة أيام فقط من القتال الخفيف في المدينة وأسبوعين من الضربات الجوية المركزة التي تقودها الولايات المتحدة من حول المدينة.
ورأى مسؤولون أمريكيون في هذه السيطرة انتصارا كبيرا من المرجح أن يعزل الرقة لبعض الوقت، ذلك أن خط الإمداد الرئيس لتنظيم الدولة يمر عبر تل الأبيض، التي تقع على الحدود التركية. لكنهم قالوا إنهم يتوقعون أن يحاول مسلحو داعش فتح خطوط إمداد جديدة لجلب مقاتلين من الخارج إلى سوريا.
وقد رفض المسؤولون الأمريكيون تحديد الخطوات المقبلة للقوى المعادية لتنظيم الدول في سوريا، سواء في أكان في الرقة أم في أي مكان آخر.
وكشف تقرير الصحيفة أن الولايات المتحدة قد كثفت تركيزها على مدينة تل أبيض والعمل مع قوات ميلشيات YPG الكردية منذ أكثر من شهرين. ولكن وفقا لمسؤول أمريكي، اختار الائتلاف المحارب، بقيادة الولايات المتحدة، أن لا يثير الانتباه ولا أن يسلط الضوء على أهمية المدينة بالنسبة لأمريكا أو الأكراد، فيما أدرك مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية، قبل نحو أسبوعين، أن الأكراد يحرزون تقدما.
وقال مسؤول أمريكي إن مقاتلي داعش حاولوا تعزيز دفاعات المدينة، ولكن بعد فوات الأوان. "ركز تنظيم الدولة كثيرا على الرمادي وبيجي ولم ينتبهوا إلى ما يحدث وراءهم"، كما صرح مسؤول أمريكي للصحيفة، مضيفا: "إنه انتصار كبير جدا".
وقال المقاتلون الأكراد وحلفاؤهم إن التقدم الأخير كان مدعوما بالضربات الجوية الأمريكية في المنطقة المحيطة بالرقة، حيث نفذت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة 23 غارات جوية بالقرب من المدينة خلال الأسبوعين الماضيين، وكان هذا أكثر من ضعف الرقم في المنطقة نفسها خلال شهر مايو بأكمله.
وقالت الصحيفة إن عملية تل الأبيض كانت جزءا من جهد متعدد الجوانب لقطع خطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية، ليس من خلال تركيا إلى الرقة، فحسب، ولكن أيضا عبر الحدود السورية الأخرى مع العراق. ذلك أن التعزيزات من المقاتلين والأسلحة من سوريا أنعشت قوات الدولة الإسلامية في العراق.
وأفاد التقرير أن هجوم تل أبيض عكس المعركة المدعومة من الولايات المتحدة والتي خاضها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية YPG في وقت سابق من هذا العام في المدينة الحدودية السورية "كوباني". وتُعدَ المعركتان جزءا من هجوم أوسع تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تشكل فيه الميلشيات الكردية الشريك الأساس على أرض الواقع.
ويعترف مسؤولون بأن إستراتيجيتهم في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الكردية، حيث تم استعادة 12 ألف ميل مربع من مقاتلي داعش، تحقق مردودا أفضل مما عليه الوضع في المناطق ذات الغالبية السنية مثل تلك الموجودة في العراق. وذلك راجع، إلى حد كبير، لأن الأكراد متحدون ضد مقاتلي داعش، في حين لا تزال العشائر السنية منقسمة، وفقا للتقرير.
ويقول مسؤولون في قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة إنهم ينسقون عن كثب مع الأكراد في شمال سوريا من خلال تبادل المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي، كما فعلوا مع قوات البيشمركة الكردية في شمال العراق. ولكن في العراق، على عكس سوريا، فالولايات المتحدة تعتمد على المستشارين المتمركزين في البلاد.
وقال التقرير إن مكاسب المعركة الأخيرة من شأنها أن تعزز سلطة ميلشيات YPG الكردية، إذ إن الأكراد السوريين يسيطرون حاليا على أزيد من 245 ميل من الأراضي من كوباني شرقا على الحدود السورية-التركية. وفي تقدير المسؤولين الأمريكيين، فإن الجزء الوحيد من الحدود الذي لا يزال يخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية يمتد بين كوباني وحلب.
======================
بزنس إنسايدر  :خرائط تبين مدى خطورة صواريخ إيران الباليستية على الشرق الأوسط
نشر في : الأربعاء 17 يونيو 2015 - 01:30 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 17 يونيو 2015 - 02:49 ص
بزنس إنسايدر – التقرير
قد تكون إيران ومجموعة الدول التي تقودها الولايات المتحدة قريبة من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن برنامج طهران النووي؛ ولكن حتى بعد التوقيع على مثل هذه الصفقة، سوف يبقى لدى إيران إمكانية استخدام أسلحة متطورة جدًا، وتشكل تهديدًا كبيرًا، وهي الأسلحة الموجودة في ترسانتها الصاروخية المتطورة بشكل دائم.
وفي تصريح للجنة مجلس النواب حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شرح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ما وصفه بأنه “التهديد الصاروخي الإيراني المستمر“. واستعرض بيان المركز القدرات الصاروخية الحالية لدى إيران، فضلًا عن التحديات التي سيتعين على طهران التغلب عليها من أجل إنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات.
ووفقًا للتقرير، “تستطيع صواريخ المدفعية قصيرة المدى الإيرانية تحقيق إصابات بالغة في الأهداف التكتيكية المجاورة. في حين تستطيع صواريخ المدفعية بعيدة المدى الإيرانية أن تشكل سلاح ترهيب ضد الأهداف في العراق والكويت“. ومن جهتها، تستطيع صواريخ المدفعية الأبعد مدى لإيران أن تصل بسهولة إلى أهداف الملكيات العربية على الجانب الآخر من الخليج، ومن بين هذه الملكيات بعض الدول التي تعد المنافس الاستراتيجي الرئيس لإيران في منطقة الشرق الأوسط.
ورغم كل هذا، يكمن التهديد الحقيقي في القدرات المستقبلية المحتملة للترسانة الإيرانية. وفي الوقت الراهن، تعد الصواريخ بعيدة المدى الإيرانية غير دقيقة للغاية، ومن غير المؤكد أنها تشكل تهديدًا فوريًا. ويقول بيان مركز CSIS إن “الصواريخ بعيدة المدى محملة برؤوس متفجرة تقليدية كبيرة، ولكنها لا تتبع نظام توجيه موثوق تمامًا، وتفتقر إلى الدقة التي تجعلها أسلحة فعالة“.
ولكن هذا الأمر قد يتغير قريبًا. ويصف تقرير المركز الأسلحة الإيرانية بعيدة المدى بأنها “أسرة متطورة بشكل مستمر من الصواريخ التي لديها القدرة على مهاجمة أي هدف في إسرائيل، وبلاد الشام، وشبه الجزيرة العربية، وتركيا، وباكستان، وجزء من آسيا الوسطى، بالإضافة إلى أهداف في جنوب روسيا وأوروبا“.
ويشير التقرير أيضًا إلى أن إيران تعاونت مع كوريا الشمالية، وأنها قد تبحث ربما عن تعويض افتقار ترسانتها للدقة من خلال الحصول على حمولة أكبر، بما في ذلك القنبلة النووية. وفي الوقت نفسه، سوف تحصل ترسانة طهران أيضًا على ترقية كبيرة قريبًا؛ حيث يقال إن إيران في محادثات مع روسيا لشراء نظام الدفاع الصاروخي المتقدم، S-300، وهو النظام الذي يمكنه ضرب أهداف جوية على بعد ما يصل إلى 150 ميلًا.
ويبقى أحد أكثر الجوانب إثارةً للقلق في برنامج إيران هو عدم وضوح طهران بشأن موقفها الاستراتيجي فيما يتعلق بصواريخها البالستية. وعن هذا، قال تقرير المركز: “إن عدم القدرة على التنبؤ بكيف، ومتى، سوف تستخدم إيران (الصواريخ بعيدة المدى)، وبمدى السرعة التي سوف تطور فيها البلاد هذه الأنظمة لجعلها أكثر دقةً وفتكًا، تعطي لهذه الأسلحة قيمةً رادعة، وتجعلها أسلحة ترهيب“.
وتظهر الخرائط أدناه أفضل التقديرات لمدى اتساع نطاق منظومة الصواريخ الإيرانية الحالية؛  وبالتالي، تبين هذه الخرائط ما قد تكون عليه الخيارات الإيرانية في حال وجدت طهران نفسها يومًا ما في صراع مفتوح مباشر مع منافسيها الإقليميين:
======================