الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/7/2016

سوريا في الصحافة العالمية 17/7/2016

18.07.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية
  • واشنطن بوست: أخيرا ثبتت مخاوف أردوغان من الدولة العميقة
  • واشنطن بوست :استراتيجية من 4 نقاط لهزيمة «داعش»
  • فورين بوليسي  :كيف روّضت تركيا جيشها وأفشلت محاولة الانقلاب؟
  • معهد واشنطن :انجذاب تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى العراق
  •  “بلومبرج” انقلاب تركيا.. مازالت الأيام حبلى بالكثير
  • نيويورك تايمز”: تركيا أصبحت بين دول لا تعرف نهاية حالة الغليان بالمنطقة
 
الصحافة البريطانية
  • الاندبندنت :روبرت فيسك: انتظروا انقلابا عسكريا جديدا في تركيا قريبا
  • روبرت فيسك - (الإندبندنت) 8/7/2016 :مترجم "داعش" السابق الذي تعلم التحدث بلغة الكراهية
  • تقرير خاص – (الإيكونومست) 9/7/2016 :"داعش" بلا دولة؟
  • الغارديان :ما أثر الانقلاب الفاشل على مواجهة تنظيم الدولة؟
  • الاندبندنت :باتريك كوكبيرن يكتب: تولى «كلينتون» رئاسة الولايات المتحدة سيعزز نفوذ «داعش»
 
الصحافة الفرنسية
  • «لوموند»: هزائم «داعش» في سورية والعراق وراء حدوث ضربات انتقامية في أنحاء أوروبا
  • لوموند: هجوم نيس هدفه إثارة أعمال انتقامية ضد المسلمين
 
 
الصحافة الروسية
  • كومسومولسكايا برافدا: الولايات المتحدة وروسيا تفتحان معا جبهة ثانية في سوريا
 
من الصحافة العالمية عروض الصحف
  • قراءة في الصحف الغربية من التعديل الوزاري البريطاني إلى مخاطر التدخل العسكري الأمريكي في سوريا
  • عرض الصحف البريطانية .. صاندي تلغراف: صعود أردوغان وكيف حيد الجيش
  • عرض لأبرز اهتمامات اليوم للصحف الأوروبيّة
  • ملامح الصحافة الفرنسية
 
الصحافة الامريكية
واشنطن بوست: أخيرا ثبتت مخاوف أردوغان من الدولة العميقة
لندن- عربي21- بلال ياسين# السبت، 16 يوليه 2016 12:11 م 01.4k
نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، تقريرا للكاتب إحسان ثارور، يقول فيه إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ظل يحذر من الدولة الموازية، ولم يستمع له الغرب، إلا أن المحاولة الانقلابية أثبتت صحة كلامه.
ويقول الكاتب إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الحاكم الأكثر أهمية للجمهورية منذ مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك، ظل مهووسا بمصر، فقبل ثلاث سنوات حدث انقلاب عسكري هناك، أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، وتم اعتقاله والإخوان المسلمين، وثُبت نظام جديد لا يزال في مكانه حتى اليوم".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مرسي الإسلامي له روح مشابهة لأردوغان، الذي ينتمي لحزب العدالة والتنمية، وهو حزب يمين الوسط على الأيديولوحية القومية الدينية السنية، لافتا إلى أن أردوغان ظل غاضبا نتيجة الإطاحة بمرسي، والسحق القاسي للحكومة، التي وإن لم تكن شعبية، إلا أنها حظيت بتفويض انتخابي، وهرب من لم يعتقل من الإسلاميين من البلاد، ووجدوا ملجأ في إسطنبول.
وتجد الصحيفة أن رد أردوغان على الحكم بالإعدام الصادر العام الماضي ضد مرسي، عبر عن غضبه من القاهرة والغرب، الذي وقف متفرجا على قمع الديمقراطية العربية بنوع من اللامبالاة، حيث قال: "حكمت مصر بالإعدام على رئيس انتخب بنسبة 52%، تعود مصر إلى عهدها الماضي"، في إشارة إلى الديكتاتورية التي عاشتها مصر ولعقود طويلة، وأضاف أردوغان: "لسوء الحظ، فإن الغرب لم يظهر موقفه من انقلاب السيسي، وفي الوقت الذي ألغى فيه حكم الإعدام، فإنه يراقب أحكام الإعدام في مصر بصمت تام".
ويرى ثارور أن أصداء ما حدث في مصر مهمة في الوقت الذي تعيش فيه تركيا محاولة انقلابية، بوشر بها ليلة الجمعة ضد حكم أردوغان، مشيرا إلى أن المتآمرين في تركيا لم يحظوا بالنجاح بحسب النموذج المصري، حيث احتشدت الأحزاب السياسية والمعارضة كلها حول الحكومة المنتخبة، رغم خلافاتها معها، بالإضافة إلى أن الاحتجاجات الشعبية في الشوارع خرجت لتدعم أردوغان وحكم العدالة والتنمية.
ويلفت التقرير إلى أنه بحسب التقارير التي جاءت من تركيا، فقد رفع المتظاهرون شعار رابعة، في إشارة للإسلاميين المقموعين في مصر، مشيرا إلى أن أردوغان تحدث خلال جولتين انتخابيتين العام الماضي، وبشكل قاتم، عن القوى المظلمة التي تعمل ضد الديمقراطية وحكومته، والمكونة من المتآمرين الأجانب والتحالف الصليبي.
وتذكر الصحيفة أن أردوغان وأعضاء حكومته قاموا بصب جام غضبهم في التصريحات العامة ضد حركة فتح الله غولن، التي يعيش مؤسسها في بنسلفانيا، لافتا إلى أن أتباع غولن، الذين كانوا أصدقاء، حاولوا إضعاف الدولة من خلال وكلائهم في مؤسسات الدولة.
ويعلق الكاتب قائلا: "بالنسبة للكثير من المراقبين، بمن فيهم هذا الصحافي، فإن جنون العظمة، الذي كان يعاني منه أردوغان، هو تعبير عن حسابات سياسية مقصودة، ومحاولة تهدف لحشد المحافظين والقوميين الأتراك تحت رايته، لكن أردوغان كان محقا هذه المرة".
وينوه التقرير إلى أن تركيا لديها تاريخ طويل مع الانقلابات، من 1960 و1971 و1980، التي وضع فيها الانقلابيون دستور تركيا الحالي، ثم قام الجيش في عام 1997 بتوصيات في ما عرف بانقلاب ناعم ضد الإسلاميين.
وتورد الصحيفة أنه عندما جاء أردوغان إلى السلطة عام 2002، بدا وكأن عصر الانقلابات قد انتهى، حيث أصبحت البلاد مستقرة ومزدهرة سياسيا، وتحكم حكما مدنيا، وتم عقد انتخابات دون أي مشكلة، وبدا وكأن الدولة العميقة قد تلاشت.
ويفيد ثارور بأن حكم العدالة والتنمية جلب إصلاحات اجتماعية واقتصادية، ومنح حكم الغالبية الحزبية الفرصة لتثبت دعائم حكمه، وساعده فيها معارضة عاجزة، ونظام قضائي متعاون، ومؤسسة عسكرية قبلت بدورها الجديد، بعد سلسلة من المحاكمات ضد متآمرين.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن أردوغان، الذي أصبح رئيسا فخريا للبلاد، بدا في السنوات الأخيرة أكثر طموحا لتحويل دوره إلى دور تنفيذي، والشروع بتعديل الدستور، وقام بملاحقة الصحافيين، وواجهت البلاد آثار الحرب السورية، وعودة الحرب مع الانفصاليين.
========================
واشنطن بوست :استراتيجية من 4 نقاط لهزيمة «داعش»
ميشيل فلورني - إيان غولدنبرغ
الشرق الاوسط
بوجه عام، يمكن القول إن هناك ميدانين للصراع مع تنظيم داعش داخل العراق وسوريا، ومن المتعذر تحديد الميدانين اعتمادًا على الحدود الدولية. يتمثل الميدان الأول في «داعشستان» القائمة غرب العراق وشرق سوريا. وعلى هذا الصعيد، يحرز التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدمًا ونجح في استعادة مناطق كبيرة كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي. إلا أن هذه المكاسب جاءت في معظمها على يد قوات كردية وميليشيات شيعية، وبالطبع هناك قيود على المدى الذي يمكن أن تتقدم إليه مثل تلك القوات داخل قلب الأراضي السنية. إضافة لذلك، فإن دفع «داعش» نحو التقهقر لا يكفي - وإنما يجب علينا من أجل ضمان استدامة هذه المكاسب - التركيز على القوات الأمنية وآليات الحكم التي ستحل محل التنظيم.
أما الميدان الثاني فيقع في أقصى الغرب، حيث تعصف بسوريا حرب دموية ضد نظام بشار الأسد. وقد افترضت الولايات المتحدة أن هذه المشكلة ليست على ذات القدر من الأهمية، وعليه تجنبت التورط فيها فيما عدا جهود السعي لإطلاق مفاوضات دبلوماسية. الواضح أن هذا كان خطأ، ذلك أنه داخل سوريا والعراق يرتبط تحدي التصدي لـ«داعش» بالحروب الداخلية الأوسع نطاقًا التي خلفت فراغًا على صعيدي الحكم والأمن، وسمحت للتنظيم الإرهابي بالازدهار. وتشكل هذه الفراغات المرض الحقيقي، بينما يمثل تنظيم «داعش» العرض الأخطر من بين كثير من الأعراض الخطيرة الأخرى.
من جانبنا، نقترح استراتيجية تتبع توجهًا متناغمًا طويل الأمد تجاه العراق وسوريا، بناءً على 4 جهود متداخلة.
أولاً: ينبغي على الولايات المتحدة زيادة دعمها لهذه الجماعات المحلية المسلحة التي تعد مقبولة من منظور المصالح الأميركية، سواء كانت تقاتل الديكتاتور السوري بشار الأسد أو تنظيم داعش. وعليه، فإن دعم القوى المحلية الأكثر اعتدالاً يشكل السبيل الوحيدة لضمان تأمين هذه المناطق.
عندما استخدمنا هذا التوجه فيما مضى، حقق نجاحًا بالفعل، بدءًا من «الصحوات العراقية» خلال ذروة الوجود العسكري الأميركي بالعراق، وصولاً إلى التقدم الذي أحرزته أخيرًا قوات كردية وسنية في شمال شرقي سوريا. ويجب أن تكون الجماعة التي نعمل معها مقبولة لدى السكان المحليين، مما يعني دعم جماعات مختلفة داخل مناطق مختلفة، وبناء الأمن من أسفل لأعلى.
ثانيًا: يجب أن نزيد من مجمل دعمنا العسكري، وينبغي أن يتضمن ذلك شن ضربات جوية وغارات لاجتثاث قيادات «داعش» وكسب معلومات استخباراتية تحول دون وقوع هجمات إرهابية خارج المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش». كما ينبغي أن ندمج مزيدًا من المستشارين العسكريين الأميركيين مع القوات المحلية المتعاونة معنا، وتوفير الدعم لشركائنا.
كما ينبغي أن نستكشف ما إذا كانت هناك خيارات عسكرية محدودة ممكنة تعتمد على استخدام الصواريخ وأسلحة أخرى طويلة المدى من على مسافات بعيدة، بهدف ردع نظام الأسد وحلفائه الروس عن قصف المدنيين وجماعات المعارضة المعتدلة من دون التسبب في إثارة تصعيد عسكري ضخم، أم لا. المهم في الأمر أنه ينبغي على القوات الأميركية الامتناع عن السيطرة والاستحواذ على أراضٍ، أو المشاركة في عمليات برية واسعة النطاق، وإنما ينبغي أن تتولى قوات محلية هذه الأمور.
ثالثًا: ينبغي أن نبذل مزيدًا من الجهود لجذب عناصر خارجية مهمة إلى المشاركة. على المدى القريب، من شأن الالتزام الأميركي الأكبر الذي نقترحه إرضاء شركاء محوريين، خصوصًا تركيا والسعودية.
وأخيرًا، ينبغي أن نركز على الحكم والسياسات عبر توفير الدعم لهياكل محلية بلدية، بمقدورها توفير خدمات والتغلب على الإرهابيين، من حيث مستوى الحكم والإدارة.
ومن أجل تقليص ثم القضاء نهاية الأمر على قدرة «داعش» على شن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، سيتعين على التحالف الذي تقوده واشنطن تدمير الدولة التي أقامها التنظيم في العراق وسوريا - الأمر الذي يجري تجاهله أغلب الوقت - لضمان بناء بديل مقبول ومستديم محلها. ونعتقد بأن هذا التوجه الذي نقترحه يمكن تنفيذه بتكلفة تتوافق مع قيمة مصالحنا الوطنية، والأهم من ذلك أنه قادر على الحفاظ على أمن الشعب الأميركي.
* خدمة «واشنطن بوست»
========================
فورين بوليسي  :كيف روّضت تركيا جيشها وأفشلت محاولة الانقلاب؟
نشر في : الأحد 17 يوليو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 16 يوليو 2016 - 07:19 م
basbugresized21
فورين بوليسي – إيوان24
بعد خمسين عامًا على الانقلاب العسكري الشائن في البلاد، تركيا أخيرًا تعزّز مؤسساتها الديمقراطية.
في 27 مايو 1960، اعتقل ضباط الجيش التركي رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيًا عدنان مندريس، وأعضاء حكومته. تمّت محاكمة مندريس أمام محكمة عسكرية بتهمة الخيانة العظمى، وأُعدم في وقت لاحق. طول نصف القرن الماضي، كافحت تركيا للتغلب على هذه الخطيئة المتأصلة في العلاقات المدنية-العسكرية.
وفي النهاية، أصبح هناك بعض العلامات المشجّعة التي جعلت تركيا تتقدّم في إقامة نظام ديمقراطي مستقر. وخضع العسكريون الأتراك لعمليات التدقيق القانوني والمجتمعي على الرغم من محاولاتهم للانقلاب على الديمقراطية في تركيا.
وعلى عكس آراء بعض المحللين الأتراك والغربيين، فإنَّ النضال الأساسي في تركيا ليس بين الإسلام والعلمانية، وإنما بين السلطويّة العسكرية الزائفة والديمقراطية الليبرالية.
في يونيو عام 2009، نشرت صحيفة “طرف” اليومية ما قال المحررون إنها وثيقة عسكرية مُسرّبة تضمنت عمليات سريّة لتقويض الحكومة المنتخبة بقيادة حزب العدالة والتنمية وتهميش قاعدة الدعم. وكان من بين التكتيكات زرع أسلحة في مهاجع الطلاب المتعاطفين مع فتح الله غولن ثمّ مصادرة تلك الأسلحة من أجل تصوير الحركة كمنظمة إرهابية.
ومن أجل محاولة احتواء تداعيات هذه الفضائح، هرع رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال إيلكر باشبوغ، للظهور أمام الكاميرات وتعهّد بأنَّ تلك الوثيقة مجرد “قطعة من الورق،” وأعاد الأوضاع لنصابها في الأوساط التركية القومية العلمانية. بالنسبة لهم، هذا مجرد تلفيق من “الإسلاميين” الذين يرغبون في تشويه سمعة الجيش، الوصي الذي نصب نفسه حارسًا للعلمانية. ولذلك، أغفلوا باستمرار التقارير المقدّمة من المؤسسات الرسمية للطب الشرعي في تركيا إلى الادّعاء المدني التي تؤكد صحة الوثيقة. وفي شهر مارس، خلصت النيابة العسكرية أيضًا إلى أن التوقيع الموجود على الوثيقة يعود إلى دورسون جيجيك، وهو كولونيل كان يعمل بهيئة الأركان العامة التركية في ذلك الوقت.
في يناير عام 2010، كشفت صحيفة “طرف” مرة أخرى عن أجزاء من وثيقة مكّونة من 5،000 صفحة تنطوي على خطة انقلاب عسكري مزعومة من عام 2003، اسمها “المطرقة”. كان السيناريو الموضح في الوثيقة مثيرًا للغاية: مجموعة من كبار الضباط يتباحثون حول كيفية زعزعة الاستقرار في تركيا لتمهيد الطريق لاستيلاء الجيش على السلطة. وتضمنت أفكارهم الإبداعية إسقاط متعمد لطائرة مقاتلة تركية لتصعيد التوتر مع اليونان وقصف مسجدين رئيسيين في اسطنبول لإثارة الاضطرابات الاجتماعية. ونتيجة لذلك، تمّ اعتقال عشرات من الضباط العسكريين المتقاعدين عن الخدمة الفعلية، من بينهم جنرالات، ومحاكمتهم أمام محكمة مدنية.
وكان رد الفعل الأوليّ من المخيم العسكري مألوفًا: إنكار، تستر، واتهامات بمؤامرة واسعة من قِبل المتعاطفين مع غولن في الجيش والشرطة والقضاء.
كل هذا يشير إلى ثورة غير مسبوقة في السياسة التركية. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ تركيا الحديث التي يتم فيها تحدي عدم مساءلة الجيش بمثل هذه الطريقة الواضحة. لقد أنجز الجنرالات ما لا يقل عن أربعة تدخلات عسكرية مباشرة في تركيا خلال العقود الخمسة الماضية، وفي كل مرة كانوا يفعلون ذلك دون عقاب أو مساءلة. ولكن ليس هذه المرة.
وأفضل مثال على روح التيار الإصلاحي التركي الجديد هي المحاكمة التاريخية والتحقيقات مع منظمة إيرجينيكون، وهي تكتل للعديد من المجموعات المختلفة التي تضم عشرات من الضباط العسكريين والمدنيين العسكري المكرسين للحفاظ على النظام المنهار في تركيا في عهد الحرب الباردة. ووفقًا لأعضاء النيابة العامة، وضعت الاتهامات الموجّهة لمنظمة إيرجينيكون الأساس لاستيلاء الجيش على السلطة من خلال توظيف التكتيكات الوحشية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية والتفجيرات الإرهابية، والدعاية الموجّهة من قِبل وسائل الإعلام للرأي العام التركي.
اكتشف المحققون في قضية إيرجينيكون الوثائق التي قالوا إنّها تحمل توقيع العقيد جيجيك، حتى قبل أن تعلن عنها صحيفة “طرف”. قادت الخرائط التي تمّت مصادرتها الشرطة إلى مواقع مخزونات سريّة للأسلحة المملوكة للجيش المدفونة تحت الأرض. كما كشفت الوثائق الغرض من هذه الأسلحة. وفقًا لعملية تسمى “خطة القفص”، التي وقّع عليها العديد من الضباط العسكريين، فإنهم سيقتلون سرًا شخصيات غير مسلمة في تركيا من أجل وضع اللوم على حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وقد أبرز اللوبي العسكري بعض المشاكل في تحقيق إيرجينيكون مثل مداهمات الشرطة في الصباح الباكر لمنازل المشتبه بهم وسوء الصياغة الواردة في لوائح الاتهام الأوليّة. ولكن إجمالًا كان وضع الادّعاء قويًا للغاية، مدعومًا من قِبل تسجيلات صوتية أمرت به المحكمة، ووثائق تمّ ضبطها، وكمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة، وخطط اغتيال مفصلة، إلى جانب سجلات عسكرية أخرى. وفي بلد حيث تدخل الجيش مرارًا في الشؤون السياسية، يمكن تصوّر مثل هذه المؤامرة.
وبطريقة تدعو للتفاؤل، أظهر الرأي العام التركي دعمًا كبيرًا لهذه القضية. ما يقرب من 60 بالمئة من المشاركين في استطلاع للرأي أجراه مركز “ MetroPOLL”، في شهر مارس 2010، أعربوا عن تأييدهم لاحتجاز المشتبه بهم واعتقال العسكريين المرتبطين بخطة انقلاب عام 2003. وكان الاستثناء الرئيسي هم أعضاء الحرس القديم في تركيا. في الاستطلاع نفسه، ما يقرب من 70 بالمئة من الناخبين الجمهوريين لحزب الشعب الجمهوري، وهو حزب مفضّل للمؤسسة القديمة، اختلف مع لوائح اتهام.
في نظر كثير من ناخبي حزب الشعب الجمهوري، يجري إضعاف الدولة العلمانية تحت ستار الديمقراطية لوضع الأسس لدولة دينية. ولكن على الرغم من ذلك تركيا هي أمة لديها إيمان راسخ، ومثل الولايات المتحدة فالبلاد ليس لديها أي ميول للتطرف أو الثيوقراطية، حتى بين الفئات الأكثر محافظة دينيًا في المجتمع. وعلى العكس من ذلك، العناصر المحافظة الدينية الكبرى مثل حزب العدالة والتنمية وحركة غولن تضغط علنًا لمزيد من الديمقراطية في تركيا. وتحت حكم حزب العدالة والتنمية، استوفت تركيا معايير كوبنهاجن السياسية، التي تحدد ما إذا كان البلد مؤهلًا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وبدأت بعد ذلك محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي في عام 2005. كما ترعى حركة غولن منصة “ابانت” السنوية لسلسلة من المحادثات، حيث يناقش مجموعة متنوعة من المثقفين والمسؤولين الحكوميين كيفية تحسين الديمقراطية في البلاد. بالتأكيد هناك أخطاء للحركة، ولكن العسكريين يتعاملون مع كل جماعة دينية مؤثرة باعتبارها حركة إسلامية لها أجندة خفيّة.
جذبت حركة غولن الكثير من الاهتمام. وغولن نفسه البالغ من العمر 69 عامًا، الذي يعيش في الولايات المتحدة الآن، والذي نادرًا ما يظهر في العلن، يدعو إلى التفسير المعاصر للتقاليد الصوفية التركية، المتوافقة مع الحداثة والعلم. وبعد أن بدأت كمجتمع صغير في أواخر الستينات، وبمرور الوقت تمّ تحويلها إلى حركة كبيرة غير مقيّدة مع حضور قوي في العديد من المجالات الرئيسية في المجال العام في تركيا. ولكن كما هو الحال مع أي حركة مستقلة ناجحة أخرى، فإن العسكريين يرون في ذلك تهديدًا لرؤيتهم الضيقة لمستقبل تركيا.
الليبراليون الإصلاحيون مثل أورهان باموك، الحائز على جائزة نوبل للأدب، تعرضوا لحملات تشهير من نفس الجمهور. وقال باموك علنًا إنَّ منظمة إيرجينيكون هدّدت بقتله. وليس من المستغرب أنَّ كمال كرينجز، وهو محام قومي متطرف قاد الجهود القانونية للحدّ من حق باموك في حرية التعبير، تم توجيه الاتهام إليه باعتباره أحد المتهمين في قضية إيرجينيكون.
يعرض اللوبي العسكري قضية إيرجينيكون بوصفها حملة سياسية لإسكات المعارضة العلمانية لحكومة حزب العدالة والتنمية ومؤيديها. ولكن في حين كانت هناك علامات في الدوائر الحكومية لزيادة الانزعاج من الانتقادات عشية ليلة الانتخابات العامة المقبلة لعام 2011، صمدت المعارضة السياسية إلى حد كبير في تركيا. وأصبح مئات من العلمانيين والقوميين والمثقفين الليبراليين ينتقدون بحرية الحكومة كل يوم.
ما نراه يحدث في تركيا اليوم هو عملية تحول ديمقراطي، مدعومة من السيطرة المدنية على الجيش. ولكن نظرًا للمشاكل الناجمة عن الدستور غير الليبرالي في البلاد، الذي هو نتاج الانقلاب العسكري عام 1980، لم يكن التقدم مرنًا دائمًا. واتهم المنتقدون أنَّ تحقيقات إيرجينيكون قد جرت لفترة طويلة دون تقديم أي قناعات. هذه هي السمة المشتركة والمؤسفة للنظام القضائي في تركيا: المحاكمات التي بدأت في عام 1982 ضد “ديف سول”، وهي منظمة يسارية متطرفة، استغرقت 28 عامًا قبل إدانة 39 شخصًَا في نهاية المطاف. والحل هو إصلاح دستوري شامل يتضمن القضاء. مثل هذه الخطوة سوف تحسن دور القانون، وتعزز وضع تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق مواءمة الإجراءات القضائية في البلاد مع المعايير الأوروبية.
لقد لاحت مبادئ مصطفى كمال أتاتورك في عقول الضباط الشباب الذين قادوا انقلاب عام 1960، ولا تزال الطبقة العسكرية في تركيا تبرر موقفها باسم الأب المؤسس لتركيا. ولكن أتاتورك كان في الأساس إصلاحيًا براغماتيًا هدفه الرئيسي هو التحديث والتكامل مع الغرب. والغرائز الدولتيّة الثابتة والنزعة العسكرية للحرس التركي القديم هي التي أبطأت التقدّم نحو تحقيق تلك الأهداف. مفهوم “الدولة المحصّنة” لدى العسكريين ورفاقهم تغيّر بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به. وعلى الرغم من اعتراضات المدافعين، كان أتاتورك ليكون فخورًا بما حدث في تركيا.
========================
معهد واشنطن :انجذاب تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى العراق
هيثم نعمان
متاح أيضاً في English
"منتدى فكرة"
15 تموز/يوليو 2016
يرى بعض الباحثين الغربيين المتخصصين في العلوم الاجتماعية والسياسية، أن أسباب صعود تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») أو ما يسمى بـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق»، يرجع ـ في المقام الأول ـ إلى رفض الجماهير الإسلامية والعربية للعولمة والثقافة الغربية. وإذا كان هذا التحليل يتسم بالمصداقية وملامسة الحقيقة نظرياً، فإن الواقع الميداني كثيراً ما أكد على خطأ الكثير من تلك التحليلات النظرية، وبرهن ـ على المستوى العملي التطبيقي ـ مدى مجانبتها للصواب.
وإذا ما أخذنا نموذج تنظيم «داعش» في العراق، وباشرنا دراسة أنتروبولوجية لرصد الظروف المجتمعية التي نشأ فيها بغرض تفسير أسباب صعود هذا النوع من الفكر الإجرامي المتطرف، فسنكتشف بأن انتشار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» يغطي المناطق والمحافظات التي تسمى "سنية"، وهذه المناطق تشمل محافظة نينوى (الموصل)، وأجزاء من كركوك، ومحافظة الأنبار، وأجزاء من ديالى، ومحيط بغداد، ومحافظة صلاح الدين. ولو عدنا قليلاً إلى الانتخابات البرلمانية لعام 2010 ـ والتي حصدت فيها القائمة التي كان يرأسها شيعي علماني فوزاً ساحقاً بواحد وتسعين مقعداً ـ لوجدنا أن هذا الفوز كان ناتجاً عن تصويت جماهير المناطق التي تشمل المحافظات السابق ذكرها، مما يعنى أن القائمة العلمانية التي فازت في تلك الانتخابات، قد فازت بفضل أصوات المحافظات نفسها التي سيطرت عليها تنظيم «داعش» في عام 2014.
وهنا تبدو المفارقة الغريبة التي تجعلنا نتساءل: كيف لجمهور ينتخب قائمة علمانية في عام 2010، يتحول إلى جمهور راديكالي متطرف، ويصبح تحت سلطة تنظيم «الدولة الإسلامية» في عام 2014، بحيث تحوَّل من العلمانية إلى الراديكالية خلال أربع سنوات فقط؟ فهل يعقل هذا؟!
وللإجابة على هذا التساؤل، يجب العودة إلى فترة سقوط صدام حسين. فبالرغم من الحضور الأمريكي العسكري والسياسي في العراق، إلا أن البلاد لم تستوعب الكثير من الثقافة الأمريكية. إن غياب الدور الاقتصادي الأمريكي، قد أعطى مزيداً من الهيمنة للشركات الإيرانية والتركية الهزيلة، والتي بدأت في السيطرة على السوق العراقي. كما أن الطرفين التركي والإيراني دعما الأصوات المتطرفة السنية والشيعية لخلق ثقافة الكراهية ضد الآخر الأمريكي، تمهيداً للقضاء على فرصه الممكنة للاستثمار أو الوجود في العراق.
ومن ثم، سقط العراق في براثن الراديكالية "الخمينية" التي دخلت فعلياً إلى العراق وتفشت بشكل كبير، إلى جانب الراديكالية السنية لـ «الإخوان المسلمين» التابعة لحزب "أردوغان". وهذه الهيمنة الإيرانية التركية على البلاد، هي التي ساهمت في التحول الجذري لتوجهات تلك المحافظات العراقية السالف ذكرها، والتي كان بالإمكان أن تكون أساساً حقيقياً للعلمانية والعولمة، بل ومنفذاً كبيراً للاقتصاد الأمريكي بالمنطقة. ولقد كان هذا التحول من علمانية عام 2010 إلى راديكالية عام 2014، بمثابة تماهي جماهير هذه المحافظات مع الراديكالية الخمينية وكذلك الإخوانية التركية التي صُدِّرت إليهم، حيث تأثروا بها أيما تأثر، دون أن يظهروا بالمقابل أي اهتمام إزاء العولمة والثقافة الأمريكية، إذ أنها لم تكتسح العراق بشكل واضح، إن لم نقل بأنها لم تُصدَّر إليه أصلاً.
ونظراً لافتقارها إلى الوجود الاقتصادي والسياسي المؤثر، مُنيت الولايات المتحدة بالكثير من الخسائر نتيجة حربها في العراق حيث تزعزعت صورتها لدى المجتمعات، وأصبحت للأسف، عدوة في نظر عقول الكثيرين، بل حتى في نظر بعض مؤيديها، والذين يعتقدون بأنها أخطأت حينما سُلِّمت العراق للراديكاليين على حساب المدنيين والعلمانيين. كما أن الحرب في العراق أدت أيضاً إلى تشويه صورة الديمقراطية في عيون المؤيدين للسياسة الأمريكية، خاصة بعدما اكتشفوا بأن اللعبة الديمقراطية لم تكن إلا دعاية سياسية فاشلة، نتج عنها وصول الراديكاليين للسلطة. بالإضافة إلى ذلك، خسرت الولايات المتحدة، الكثير من جنودها على أرض المعركة، علاوة على الكثير من الجرحى، فكان الراديكاليون هم المستفيدين الوحيدين من تلك الحرب.
إن الواقع الحالي للعراق ـ ومن خلال هذا المقال المختصر ـ يؤكد بالملموس على ضرورة مراجعة أمريكا لسياستها الخارجية إزاء هذا البلد، بل يتحتم عليها أن تبحث بعجالة عن السبل الكفيلة بخلق تعاون بين مختلف القوى العراقية المدنية والعلمانية، للقضاء على دور الراديكاليين، والعمل على إعادة بناء صورة العراق. وذلك من خلال تأسيس هذه القوى السياسية لواجهة تحظى بدعم الجميع، وتتوحد فيها الرؤى لدعم وتأييد الولايات المتحدة. لذلك، يعتبر ذلك السبيل الأمثل لمساعدة العراق في بناء مستقبل جديد، والقضاء على صورة الكراهية والتطرف التي تُصدّرها إيران وتركيا، والانفتاح على العولمة. وإذا ما تحقق ذلك، فسيكون هناك مستقبل عراقي جديد أكثر أمناً واستقراراً. وبغض النظر عن تأييد تنظيم «داعش» فإن الحضور الغربي الاقتصادي والاجتماعي في العراق، سيوفر بالطبع شعور متجدد بالأمل وسيكون بمثابة أداة تُوظَّف لدحر هذا التنظيم الإرهابي، تماماً، كما أدى التعاون العسكري مؤخراً - إلى تكبد تنظيم «الدولة الإسلامية» العديد من الهزائم المتلاحقة.
الدكتور هيثم نعمان هو مدير شركة الشرق للبحوث والتدريب في بغداد. وقد تم نشر هذه المقالة في الأصل من على موقع "منتدى فكرة".
========================
الاندبندنت :روبرت فيسك: انتظروا انقلابا عسكريا جديدا في تركيا قريبا
 السبت 16 يوليو 2016 07:31 مساءً
 اخبار عالمية
"السلطان أردوغان يستحقها"، هكذا بدأ الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك مقاله، اليوم في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تعليقا على أحداث محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي قامت بها مجموعة من ضباط وأفراد الجيش التركي.
فيسك أوضح أن الجيش التركي لم يكن ليبقى متوافقا، في الوقت الذي يحول فيه الرجل، الساعي لإعادة الإمبراطورية العثمانية، جيرانه إلى أعداء وبلاده إلى محل سخرية من نفسها. وأضاف "لكنه سيكون من الخطأ الفادح أن نفترض أمرين، أولا: أن إخماد الانقلاب العسكري هو أمر وقتي وبعدها سيبقى الجيش التركي مطيعا للسلطان. ثانيا: اعتبار أن موت 161 شخصا على الأقل وأكثر من 2839 معتقل هو أمرا بمعزل عن انهيار الدول القومية في الشرق الأوسط".
الكاتب البريطاني يرى أن أحداث عطلة نهاية الأسبوع في اسطنبول وأنقرة ترتبط ارتباطا وثيقا بفكرة انهيار الحدود والإيمان بالدولة، وهو الاعتقاد بأن دول الشرق الأوسط لديها مؤسسات دائمة وحدود، والتي ألحقت هذه الجروح ببلدان العراق وسوريا ومصر ودول أخرى في العالم العربي.
وأوضح فيسك أن عدم الاستقرار أصبح الآن "أمرا معديا مثل الفساد في المنطقة"، وخاصة بين الملوك والطغاة، وهي فئة من الاستبداد التي أصبح أردوغان ينتمي إليها منذ إعلان نيته لتغير الدستور لمصلحته الخاصة وإعادة الصراع الشرس مع الأكراد.
"فلا داع للقول أن رد الفعل الأول لواشنطن كان توجيهي. والأكثر إيلاما، هو أن نذكر نفس رد الفعل الحكومي وقت إسقاط الرئيس محمد مرسي، المنتخب ديمقراطيا، في مصر في عام 2014 ، عندما لم تطلب واشنطن من الناس دعم الرئيس وسرعان ما أعلنت دعمها لانقلاب الجيش الأكثر دموية من محاولة تركيا الأخيرة. فإذا كان الجيش التركي قد نجح، فتأكد أن أردوغان كان سيلقى نفس الرفض الذي تعاملت به واشنطن مع سيئ الحظ مرسي".
وتابع فيسك حديثه مستنكرا "ولكن ماذا تتوقع عندما تفضل الدول الغربية الاستقرار على حساب الحرية والكرامة؟". واعتبر أن هذا هو السبب في أنهم مستعدون لقبول انضمام القوات الإيرانية والميليشيات العراقية الموالية لها في المعركة ضد "داعش"، فضلا عن قبولهم اختفاء الـ 700 سني بعد الاستيلاء على مدينة الفلوجة، وأيضا السبب في تجاهل فكرة رحيل بشار الأسد.
"القوى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى دمرت الإمبراطورية العثمانية، الأمر الذي كان واحدا من مقاصد الصراع بين 1914-1918 بعد أن وقع الباب العالي في خطأ فادح بانحيازه لألمانيا، وأنقاض تلك الإمبراطورية تم تقطيعها إربا من قبل الحلفاء وتم تسليمها إلى الملوك الطغاة والجنرالات. أردوغان والجزء الأكبر من الجيش الذي قرر الحفاظ عليه في السلطة، حتى الآن، يندرج في نفس هذه الفئة من الدول المحطمة".
روبرت فيسك ذكر أن علامات التحذير كانت موجودة هناك لأردوغان والغرب، فقط إذا استدعوا تجربة باكستان. "عندما استخدمت بوقاحة من قبل الأمريكيين لإمداد المجاهدين، الذين كانوا يقاتلون الروس، بالصواريخ والمدافع، فقط تحولت إلى دولة فاشلة، مدنها محطمة بالقنابل وجيشها الفاسد والمخابرات يتعاونوا مع أعداء الروس، بما في ذلك طالبان، ثم تم اختراقه من قبل الإسلاميين الذين يهددون الدولة نفسها نهاية المطاف.
"عندما بدأت تركيا في لعب نفس الدور لصالح أمريكا في سوريا، بإرسال الأسلحة والمتمردين، فإن أجهزتها الاستخباراتية الفاسدة تعاونت مع الإسلاميين الذين يحاربون القوات الحكومية في سوريا، فأخذت نفس مسار الدولة الفاشلة. فتقطعت مدنها بالقنابل المدمرة، وأصبح ريفها مخترق من قبل الإسلاميين".
وأضاف الكاتب البريطاني "الفرق الوحيد هو أن تركيا قد دخلت أيضا في حرب مع الأكراد في الجنوب الشرقي من البلاد، حيث أصبحت أجزاء من دياربكر مدمرة مثلما هو الحال في حلب وحمص. أردوغان اكتشف متأخرا جدا ثمن الدور الذي اختاره لبلاده. فعندما لم يعد ممكنا لك أن تثق في جيشك، فهناك الكثير من القضايا التي عليك معالجتها".
وأوضح فيسك أن الأعداد التي تم اعتقالها على خلفية الانقلاب تشير إلى أن هناك أعداد أكبر في الجيش تؤمن بأن أردوغان يدمر البلاد. "والسؤال الحقيقي يتمثل في مدى شجاعة الرئيس، بسبب هذا النجاح الوقتي، لإجراء المزيد من المحاكمات، وحبس المزيد من الصحفيين، وإغلاق المزيد من الصحف، وقتل المزيد من الأكراد، إنكار إبادة الأرمن عام 1915".
واختتم فيسك مقاله بالقول "سلسلة هائلة من الأحداث جرت في نهاية هذا الأسبوع. من حدود الاتحاد الأوروبي، عبر تركيا وسوريا والعراق وأجزاء كبيرة من شبه جزيرة سيناء المصرية ومنها إلى ليبيا، ونيس، وتونس، فأصبح هناك سلسلة من الفوضى والدول الفاشلة. بدأ كلا من السيد سايكس والمسيو بيكو تقطيع أوصال الإمبراطورية العثمانية، بمساعدة من السيد بلفور، لكنه لا يزال حتى يومنا هذا. في هذا الإطار التاريخي القاتم يجب أن ننظر إلى انقلاب الذي لم يكن في أنقرة. مستعدين إلى آخر في الأشهر أو السنوات القادمة".
========================
بلومبرج” انقلاب تركيا.. مازالت الأيام حبلى بالكثير
الكاتب : وطن 16 يوليو، 2016  لا يوجد تعليقات
كانت محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة في تركيا مفاجئة للجميع، بكل المقاييس. وأمضى العالم ساعات ليلة الجمعة/ السبت متأهبا لكل الاحتمالات، الى أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فشل محاولة الانقلاب وإلقاء القبض على المتورطين. غير أن تداعيات الحدث مازالت تتردد في مختلف أنحاء العالم..
 حيث يتوقع خبراء البترول ارتفاع أسعاره كما يشير موقع بلومبرج الاقتصادي. نظرا لأن تركيا في مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا، وتمثل ممرا حيويا لنقل البترول الخام من روسيا والعراق إلى البحر الأبيض المتوسط. ففي اعقاب اندلاع الاضطرابات ارتفعت أسعار العقود الآجلة للبترول الخام لما فوق 46 $ للبرميل في تعاملات نيويورك في أعقاب الاضطرابات.
وعلى الرغم من أن المحللين يرون من السابق لأوانه تقييم تأثير الاضطرابات على نقل الطاقة، إلا أن أسواق البترول مازالت تترقب الأنباء في قلق.
وعلى صعيد أخر، أمضت القوى الغربية ليلة قلقة تخوفا من أن تهدد محاولة الانقلاب بزعزعة استقرار دولة حليفة للغرب في منطقة تعاني بالفعل من الحروب والإرهاب والهجرة الجماعية. حسب ترجمة مصر العربية.
وكان البروفيسور عمر تاسبينار، الزميل في معهد بروكينجز، واحد من عدد قليل من خبراء السياسة الخارجية الذين حذروا من خطر وقوع انقلاب عسكري في الأشهر الأخيرة، ونقلت عنه صحيفة الجارديان البريطانية تحذيره من أن الخطر الأكبر يتمثل في اندلاع القتال بين أقسام داخل الجيش التركي و بين الفصائل المدنية والمخابرات الموالية لأردوغان، الذي أعيد انتخابه مؤخرا. كما حذر من أن هذه المحاولة سوف تهز الأسواق التركية، وتشوه صورة البلاد. وهو ما سيكون محرجا لأردوغان، في رأيه.
ويقول كمال كييتشي زميل ومدير مشروع تركيا في معهد بروكينجز، إن الانقلاب، بالإضافة الى هجمات داعش، وتصويت بريطانيا بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي، كلها تعطي احساسا بأن الأمور تخرج عن نطاق السيطرة، وأن الضرر المباشر يقع على الديمقراطية.
فيما نقلت الصحيفة عن ستيفن فلاناجان، وكان يعمل في مجلس الأمن القومي في إدارة أوباما، وهو الآن محلل في مؤسسة راند، دعوته لأن يتخذ الجيش التركي اجراءات أكثر صرامة ضد المتمردين الأكراد وتشديد الرقابة على الحدود مع سوريا؛ حتى لا تنجر تركيا إلى حرب برية في المنطقة. وأضاف أن عناصر داعش ربما تعاني على المدى القصير من الضوابط العسكرية المشددة على المدى القصير ولكن استمرار الاضطرابات قد تعمق الانقسامات في تركيا، وتصرف الانتباه عن بذل الجهود لمساعدة قوات التحالف في سوريا.
والمعروف أن تركيا تمتلك ثاني أكبر الجيوش في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، وكان حليفا حاسما لأمريكا خلال الحرب الباردة، وهو الآن حليفا لها في مقاومة داعش، وإن كان ذلك مع وجود اختلافات سياسية كبيرة. وفي العام الماضي وافقت تركيا على السماح الطائرات الحربية وطائرات بدون طيار المسلحة الأميركية استخدام قاعدة إنجرليك الجوية، على مسافة 60 ميلا فقط من حدود سوريا الشمالية الغربية. وستكون خسارة هذه القاعدة ضربة قاسية للجهد المستمر ضد داعش، خاصة بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في بلجيكا وفرنسا وتركيا والولايات المتحدة.
غير أن تركيا، التي تستضيف 2.5 مليون لاجئ، معظمهم من سوريا، اعترضت على دعم الولايات المتحدة للقوات الكردية التي تعمل في شمال سوريا ضد داعش. وقالت واشنطن إنها تميز بوضوح بين حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره منظمة إرهابية أجنبية، والأكراد السوريين، الذين تعتبرهم ضمن الجماعات التي تقاتل داعش.
ولم يغفل عدد من المحللين الإشارة إلى المفارقة الكبيرة التي ظهرت خلال محاولة الانقلاب التي فشلت في تركيا. فعلى مدى سنوت، حاول الرئيس رجب طيب أردوغان خنق حرية التعامل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واتهمها بأنها أدوات قوى الظلام التي تسعى إلى تقويض حكمه! بينما ساعدته نفس هذه الشبكات على إخماد الانقلاب! فقد بث أردوغان من هاتفه الذكي بيانا للشعب، وخاطب أنصاره عبر تويتر، واعتمد على وسائل الإعلام، حتى تلك التي كان يكن لها كره شديدا، لنشر رسالته في الساعات الأولى الحاسمة من محاولة الانقلاب عندما اجتاحت البلاد حالة من عدم اليقين.
وفي هذا الصدد، تتذكر صحيفة هاأرتس الإسرائيلية محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها الحرس الوطني والمجلس العسكري اليوناني في عام 1974 ضد حكم الرئيس القبرصي الأسقف مكاريوس الثالث؛ حيث نجح مكاريوس في إرسال إشارة لاسلكية ضعيفة تفيد بأنه على قيد الحياة. وتلقى مراقب إذاعة صوت إسرائيل الإشارة وبث الرسالة إلى العالم كله. ونتيجة لذلك فشل الانقلاب، واقتحم الجيش التركي قبرص، التي تم تقسيمها بعد ذلك إلى قسمين. وتوقعت هاأرتس أن يكون المتورطون في الانقلاب التركي من الضباط ذوي الرتب الصغيرة نسبيا، مشيرة إلى أن انقلابهم لم يكن لينجح حتى لو لم يستطع اردوغان إرسال رسائل.. غير أن تطورات الأحداث تدحض توقع الصحيفة، حيث تبين أن قائدي القوات الجوية والبرية كانا المنفذين للمحاولة الفاشلة للانقلاب.
وعلى الرغم من أن محاولة الانقلاب ظهرت في البداية كما لو أنت تسير فق خطة محكمة؛ حيث سيطر المتمردون على الجسور فوق مضيق البوسفور في اسطنبول، الذي يربط أوروبا وآسيا، فضلا عن تقاطعات رئيسية، وقام الطيارون المشاركين في المؤامرة بتفجير مبنى البرلمان في أنقرة، والقوات العسكرية ـبما في ذلك الدبابات ـ بالقرب من القصر الرئاسي. حتى أنهم سيطروا على هيئة الاذاعة التركية وأجبروا مذيعي الأخبار على قراءة بيانهم، الذي يفيد استيلائهم على حكومة “الخائن” أردوغان واعتزامهم تغيير الدستور؛ الا ان بعض المحللين ينسبون الفشل في جانب منه الى قلة عدد الجنود المشاركين فيه، الذي لم يتجاوز بضعة ألاف.
وعلى الرغم من إعلان فشل محاولة الانقلاب رسميا، إلا أن الأيام ما زالت حبلى بالكثير، وسوف تعتمد التطورات القادمة على مدى استيعاب نظام الحكم في تركيا لدرس محاولة الانقلاب ومحاولة تفادي الأسباب التي أدت إليه.
========================
تايمز”: تركيا أصبحت بين دول لا تعرف نهاية حالة الغليان بالمنطقة
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز)، أنه رغم أن محاولة الانقلاب ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد فشلت بحلول صباح اليوم السبت، إلا أن تركيا صارت فجأة دولة مضطربة أخرى في منطقة لا تعرف نهاية لحالة الغليان.
وقالت الصحيفة على موقعها الإلكتروني، إن أحداث أمس الجمعة في تركيا قد تدفع ببعض من أولى أولويات الولايات المتحدة وأوروبا إلى دائرة النسيان، لافتة إلى اعتمادهما على أنقرة في المساعدة على دحر تنظيم داعش الإرهابي واحتواء تدفق اللاجئين الفارين من سوريا واستضافة أجهزة الاستخبارات الأمريكية وقوات الناتو التي تسعي لمعالجة اضطرابات الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، قوله، إن محاولة الانقلاب ضد أردوغان تشكل معضلة بالنسبة للولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، فهل يدعمان انقلابا غير ديمقراطي ؟ أو يؤيدان زعيما يزداد استبدادا ؟”.
وفي نظر الكثيرين في واشنطن، تعد هذه المعضلة ثانوية مقارنة بقضية ما إذا كانت تركيا ستظل شريكا موثوقا في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأن تظل على استعداد لاستضافة القوات الأمريكية ولاعبا مستقرا في الزاوية الأكثر تقلبا في العالم.
واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول إن أي انعدام للاستقرار في تركيا لفترة طويلة من شأنه أن يعرقل أحدث جهود لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري لتحقيق وقف إطلاق النار في سوريا، بل وربما يهدد قدرة الولايات المتحدة على العمل من قاعدة انجرليك الجوية الرئيسية، حيث تشن أمريكا العديد من العمليات ضد داعش.
المصدر : البوابة نيوز
========================
 
الصحافة البريطانية
روبرت فيسك - (الإندبندنت) 8/7/2016 :مترجم "داعش" السابق الذي تعلم التحدث بلغة الكراهية
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
روبرت فيسك - (الإندبندنت) 8/7/2016
الغد
كمترجم لـ"داعش" في سورية، شهد جان محمود يحيى بأم العين هول نظام الخلافة. والآن وقد أصبح نزيلاً في سجن المزة سيئ السمعة في دمشق، يتحدث إلى روبرت فيسك عن الجهاد وعبثية الحرب.
*   *   *
كان جان محمود يحيى يعمل مترجماً رسمياً لدى "داعش" عندما قادوا سبعة رجال مدانين إلى ساحة النعيم المركزية في الرقة. ويحيى، الذي كان وصل إلى سورية من قرغيزستان من خلال نظام معقد -وإنما عالي التنظيم- لتجنيد الإسلاميين وتدريبهم، يتحدث بهدوء، ويبتسم في بعض الأحيان، بل وحتى يمزح، في سجن المزة العسكري في أطراف دمشق. وقد تسنى له في السجن ما يكفي من الوقت ليتأمل ويفكر في ما شاهده.
"الكثير من الجهاديين شاهدوا هذه الإعدامات. وفي أحد الأيام، كنت بجوار الساحة عندما رأيت الكثير من الناس يتجمعون هناك، وسألت بعضهم، "ما الذي يحدث؟"، قالوا إنها ستكون هناك عملية إعدام". وكنا طلبنا من حاكم السجن السوري إزالة العصابة القماشية الضخمة والبشعة التي كانت على عيني يحيى عندما اقتيد إلى الغرفة.
رمش عندما لامس الضوء عينيه ومد قدميه لتكبيلهما -كان حراس السجن يخشون أن يحاول القفز من النافذة والهرب- قبل أن يغادر حاكِم السجن ورجاله الغرفة بعد إصرارنا على ذلك.
عندما قلنا ليحيى إنه ليس مضطراً للتحدث إلينا، وإنه يستطيع أن يشرب القهوة ويدردش فقط، قال إنه يريد أن يتحدث. "قال الناس في الساحة إن رجلاً سوف يُعدم هنا لأنه ارتكب خطيئة، رجلاً كان فجر قنبلة في الساحة، لكن القنبلة لم تقتل أحداً. ثم اقتادوا ستة رجال آخرين إلى الساحة. واعترف الرجل الأول بأنه فجر قنبلة، وقرأ مقاتل يضع قناعاً على وجهه أحكام الإعدام وأمر المدانين بالركوع. كان رجل يقف خلف كل سجين -سبعة جلادين لسبعة رجال- وأطلق كل منهم النار على رأس سجينه من الخلف. واعتقدت أن ذلك صواب لأن هناك مفتياً أقر عقوبة الإعدام أيضاً. وبعد كل شيء، كنتُ منهم".
في حين يقول يحيى إنه لم يقتل أيَّ أحد على الإطلاق، فقد كان في الحقيقة "واحداً منهم". ووصف الشاب ذو التسعة عشر عاماً، القادم من مدينة أوش القرغيزية في وادي فيرغانا، كيف أقسم يمين الولاء لـ"داعش" في العام 2013. "كنت ممتلئاً بالأفكار الجهادية"، قال وابتسم بطريقة مستنكرة للذات. وتبين أن كيفية اعتناق يحيى لهذه الأفكار -وكيف تم استدراجه إلى سورية- هي قصة مفيدة وكاشفة للغاية.
"ذهبتُ إلى مصر لدراسة قانون الشريعة في (جامعة) الأزهر، وكان مر على وجودي هناك سنة ونصف السنة عندما أصدر شيخ، محمد حسن، فتوى عن الجهاد في سورية، وقال إن على كل مسلم أن يشارك فيه. وأعطى الشيخ للطلاب تسجيلات وفيديوهات تُظهر أن الجيش السوري يقتل الناس ويغتصبهم ويرتكب أموراً وحشية في حقهم، وقال الشيخ: "يجب أن تذهبوا للجهاد في سورية". وقد ملأ ذلك عقلي. وأعطى الشيخ لكل طالب 100 دولار كهدية".
قال طالب آخر ليحيى أن يتصل برجل يدعى أبو محمد التركي. "اشتريت تذكرة بمبلغ 270 دولاراً لأطير إلى مطار أتاتورك في إسطنبول؛ حيث استقبلني أبو محمد الذي كان مسؤولاً عن مساعدة الجهاديين في الذهاب إلى سورية. واشترى لي تذكرة حافلة إلى عتمة في الجانب الآخر من الحدود. وقد استغرقت الرحلة 13 ساعة. وقال أبو محمد لي إنني لن أواجه أي مشاكل في تركيا -وإن هناك الكثير من الشباب مثلي هناك".
يقول يحيى إنه أقام ليلتين في بيت كبير على الحدود ثم أخذوه إلى طريق للتهريب؛ حيث رأى المئات من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً وهم يساعدون الناس على عبور الحدود. وكان باستطاعة الناس ذوي الوجوه الشرق أوسطية السير على الطريق المفتوح. أما الأجانب الواضحون -مثل يحيى ذي العينين المائلتين- فقيل لهم أن يسلكوا طريقاً للمهربين. وقال يحيى إن جندياً تركيا قريباً "أدار وجهه إلى الجهة الأخرى عندما عبرت". ثم أخذوه إلى "بيت ضيافة" لرجل يُدعى سيف الله الشيشاني. وكانت هناك مخيمات للاجئين في المنطقة المجاورة، ترتفع فيها أعلام الأمم المتحدة. وكانت النساء يرتدين الحجاب الإسلامي الكامل.
"كانت هناك الكثير من البيوت لضيوف داعش، ولضيوف جبهة النصرة، وللمهاجرين". واستخدم يحيى دائماً الاختصار العربي "داعش" للإشارة إلى مجموعة "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وقال: "في بيت الشيشاني، التقيت برجل قرغيزي آخر يسمي نفسه أبو حنيفة، والذي كان يدرُس الشريعة في السعودية، وسألته عن البيت الذي سيذهب إليه. قال لي إن جماعة داعش هي الأكثر قوة وإنه سوف يذهب إليهم. كان أبو حنيفة أشبه بالمفتي في بيت الشيشاني؛ وقال إن بوسعي أن أقرر المجموعة التي أريدها. وكان لدى الشيشاني 200 رجل تحت إمرته. وقد التقى كل هؤلاء الناس برجل بمرتبة المفتي يدعى أبو أويس المغربي وانضموا إلى داعش. وقدمت تعهداً لداعش. وقال أبو أويس إننا آمنون ووعد بأننا سنتوسع إلى البلدان الأخرى وننشر الدين الإسلامي في أوروبا وروسيا".
انضم يحيى إلى مجموعة من 30 شيشانياً وقرغيزياً، ولاحظ وجود بيوت مختلفة لجماعات التجنيد المختلفة، "بيت ألماني، بيت بريطاني، بيت بلجيكي، وبيت فرنسي". وكان هناك قتال شرس يدور في كل سورية في العام 2013 بين داعش والجيش السوري الحر. "حاول داعش أن ينسحب من ريف حلب، لكن مقراته حوصرت من قِبل الجيش السوري الحر ووُضعت تحت الحصار. وقال أبو بكر البغدادي (زعيم داعش) عبر الإنترنت إن على كل نساء وأطفال عائلات داعش الذهاب إلى الرقة، لكنّ على الشباب أن يظلوا وأن يقاتلوا. وكمترجم، انتقلت إلى هناك مع العائلات وأقمت في فندق أوديسا في الرقة الذي كان تحت سيطرة داعش".
أمضى يحيى أياما عدة في الرقة، وهو يترجم لرجال "داعش" الذين يحضرون الإعدامات بانتظام في ساحة التعيم في المدينة. ولكن، بعد قضاء أشهر عدة هناك، تحولت ملحمة يحيى "للجهاد" إلى مهزلة. فقد تعطلت السيارة التي كان يقودها، وعندما ذهب إلى ورشة لتصليح السيارات، التقى برجل سوري سأله عما إذا كان يريد أن يتزوج. "لم أعرف من أين جاء ذلك الرجل، لكني قال لي: "لدي قريبة، بنت يمكن أن تراها ويمكن أن تقابلها غداً عند الساعة السابعة". وهكذا، في اليوم التالي ذهبتُ مع اثنين من الأصدقاء -كانت بنادقهما معهما لكنني كنت تركت بندقيتي الكلاشنكوف خلفي- ولم أكن أعرف الطريق. كانت بالقرب من قاعدة طبقة في منطقة تحت السيطرة السورية".
كان ذلك هو التجسيد المُطلق لسذاجة يحيى. وصل إلى منزلٍ حيث قدموا له الشاي الأخضر والعصير -اللذين يعتقد الآن بأنهما كانا ممزوجين بالمخدر- ونام. وعندما استيقظ بعد خمس ساعات، وجد جنود الحكومة السورية يقفون حوله وحول صديقيه. "قالوا لنا: أنتم محاصرون. أخذونا إلى طبقة ثم طاروا بنا إلى سجن في دمشق. واعترفنا بكل شيء لأننا كنا نرتدي ملابس الجهاديين. ظننتُ أنني سوف أُقتَل وأن الجيش سوف يؤذيني. لكنهم لم يفعلوا".
وبعد سنتين وشهرين في سجن سوري، يقول يحيى إن كل المساجين يقولون دائماً تقريباً: إنه عندما وصل إلى سورية، كان قد غُذي بـ"الأكاذيب" على الإنترنت، لكن آسريه عاملوه بعد اعتقاله معاملة حسنة ولم يعذبوه. وهو يأمل، كما يقول، في أن يُصدر الرئيس بشار الأسد عفواً عن المساجين بحيث يستطيع العودة إلى عائلته. "لكنني الآن معروف في قيرغيزستان كإرهابي، وأخشى أن الشرطة سيأتون إلى عائلتي". ثم، أي نوع من الاستقبال سيجدُه يحيى من والده دانييل، الذي يدير محلاً للدراجات الهوائية في أوش؟
"قبل أن أغادر قرغيزيا، نصحني قريب لي بأنني إذا أردت أن أكون معلّماً إسلامياً، فإن عليّ أن أدرس في مصر. وسألت أبي، الذي وافق على ذلك وساعدني على السفر إلى هناك. وعندما اتصلت به بالهاتف أول مرة وقلت له إنني في سورية –كان ذلك قبل ثلاثة أشهر من اعتقالي- طلبت منه أن لا يتضايق. لكنه قال: "لقد قالوا لك الأكاذيب- ليس هناك جهاد في سورية". وطلب مني العودة إلى الوطن وقال إنه يخشى أن الشرطة ستوقفني".
كان وادي فيرغونا الذي تقع فيه أوش على مدى سنوات طويلة موطناً للمتطرفين الإسلاميين، حتى عندما كان البلد تحت الحكم السوفياتي، ويسود اعتقاد بأن لدى "داعش" نفسه كوادر هناك. ومن غير المرجح أن تطالب الحكومة القرغيزية بالإفراج عن يحيى. وبعد أن صافحنا، واستدار ليذهب، وحتى قبل أن يصل سجانوه، قام بوضع يديه خلف ظهره بطريقة آلية، كما لو أنه على وشك أن يُكبَّل بالقيود.
 
========================
تقرير خاص – (الإيكونومست) 9/7/2016 :"داعش" بلا دولة؟
تقرير خاص – (الإيكونومست) 9/7/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
الغد
تضعف خلافة "داعش" المعلنة ذاتياً بسرعة في الفترة الأخيرة. فقد تم طرد الجهاديين من مدينة الفلوجة العراقية في حزيران (يونيو) الماضي على يد الجيش العراقي، ثم أمطرتهم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بوابل من الضربات الجوية أثناء هروبهم. وفي الأثناء، حاصر الثوار المدعومون من أميركا في سورية مقاتلي المجموعة في  مدينة منبج الشمالية، وهم يضعون أعينهم على الرقة، عاصمة الأمر الواقع لـ"داعش". وبشكل إجمالي، يعتقد الآن بأن "داعش" خسر نحو نصف الأراضي التي كان استولى عليها في العراق، و20 في المائة من الأراضي التي يسيطر عليها في سورية. كما أنه على وشك خسارة معقله الرئيسي في ليبيا أيضاً.
ومع ذلك، ما تزال المعارك الأكبر قادمة على الطريق: على الرقة السورية والموصل في شمال العراق؛ المدينتين الأكبر تحت سيطرة "داعش". ويتوقع أن يدافع مقاتلو "داعش" عن المدينتين بضراوة. فثمة ما هو أكثر من مجرد الأرض على المحك. وبالإضافة إلى وحشيته، ميز "داعش" نفسه عن المجموعات الجهادية الأخرى، بل وتفوق في الحقيقة على أشباه تنظيم القاعدة- بقدرة الاستيلاء على الأرض والاحتفاظ بها وحكمها. وبينما يخسر تلك الأراضي وأي فرصة في بناء المدينة الإسلامية الفاضلة التي وعد بها، فإن القبول الذي كان التنظيم يتمتع به لدى المسلمين المستضعفين يتضاءل. ولذلك تعمد المجموعة إلى التكيُّف مع الواقع الجديد.
بالعديد من الطرق، يصبح "داعش" أقرب إلى منظمة إرهابية تقليدية بلا دولة ولا جنسية. وفي تحول مفاجئ ومشهود، قال أبو محمد العدناني، الناطق بلسان المجموعة في شهر أيار (مايو) الماضي، إن "داعش" لا يقاتل من أجل الأرض. وسوف يدافع عن الرقة والموصل بطبيعة الحال، لكنه يتهيأ أيضاً للعودة إلى تكتيكات حرب العصابات. وكرر السيد العدناني مناشدة الأتباع بضرب أعداء المجموعة في الخارج. وقال: "إن أصغر عمل تنفذونه في أرضهم هو أفضل وأكثر ديمومة لنا مما تعملونه لو كنتم معنا".
وقد استجاب أفراد ومجموعات عدة لدعوته. وأفضت هجمات شنت في أماكن مثل أورلاندو وإسطنبول ودكا وبغداد وجدة إلى مقتل مئات الأشخاص في الشهر الماضي. وكانت بعض تلك الهجمات شُنت بتوجيه من "داعش"، بينما استلهمت هجمات أخرى إيديولوجية التنظيم. وقد لفتت كل تلك الهجمات الانتباه إلى إخفاقات المجموعة في العراق وسورية، مما قاد البعض إلى التنبؤ بزيادة الهجمات. ويقول فواز جرجس من كلية الاقتصاد في لندن: "سوف تكون الأشهر الاثنا عشر التالية أكثر دموية على الأرجح من الأشهر الاثني عشر الماضية".
وليست استراتيجية المجموعة تراجعية كما قد تبدو. فما يزال "داعش" يدفع بالمتطوعين إلى الغرب منذ أعوام. وكانت الهجمات الأخيرة في باريس وبروكسل وإسطنبول من فعل شبكات ناضجة تابعة للتنظيم. صحيح أن الائتلاف تحت القيادة الأميركية وضع ضغوطاً على سبل تمويلات المجموعة وأضعف قدرتها على التخطيط والتدريب. ولكن ما يزال بمقدور "داعش" نثر بذور الإرهاب، كما يقول جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. ويضيف برينان: "يجب أن تُمنى المجموعة بالمزيد من الخسائر الأثقل في المناطق والقوى العاملة والأموال حتى تتراجع قدرتها الإرهابية بشكل كبير".
يعتقد العديد من المحللين بأن "داعش" بلا دولة تماماً سوف يخسر معظم قبوله. ويبدو أن التراجعات الأخيرة التي مني بها التنظيم كان لها أثرها. ففي شباط (فبراير) الماضي، عزا تقرير للمخابرات الأميركية الهبوط الكبير في عدد مقاتلي "داعش" إلى الخسائر والإصابات -وحالات الانشقاق. لكن السيد ويل مكانتس من المؤسسة الفكرية، معهد بروكينغز، يعتقد بأن خسارة الأراضي قد تحفز الداعمين. ويشير في هذا الصدد إلى خبرة المجموعة في العراق في أواخر العام 2000 عندما بدا أنها هزمت. ويقول: "كانت تلك هي اللحظة عندما انضم كثير من الجهاديين إلى المجموعة".
في ذلك الوقت كان "داعش" تابعاً لتنظيم القاعدة. لكن المجموعتين اختلفتا في العام 2014 -حتى أن القاعدة اعتقدت بأن "داعش" مفرط في التطرف. والآن تتقاتل المجموعتان في سورية، وتتنافسان على المجندين والأتباع. وسوف تعكس النتائج مستوى القبول الذي يتمتع به "داعش". ولنأخذ بوكو حرام، المجموعة الجهادية النيجيرية على سبيل المثال، التي كانت لها روابط مع القاعدة قبل إعلان ولائها لـ"داعش" في آذار (مارس) 2015. والآن، يعتقد محللون بأنها قد تقوم بتغيير الاصطفاف مرة أخرى. ويقول دافيد غارتنستاياين من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المؤسسة الفكرية الأميركية: "بالنظر أماماً، فإن القاعدة تظل ماركة أقوى بكثير في كل منطقة تقريباً".
في غضون العام المقبل أو نحو ذلك، من المرجح أن يطرد "داعش" من الرقة والموصل. وبينما يتصاعد الضغط، "نعتقد بأن "داعش" سيقوم بتكثيف حملة إرهابه العالمي من أجل الاحتفاظ بهيمنته على أجندة الإرهاب العالمي"، كما يقول السيد برينان. لكن من غير المرجح أن يتنازل "داعش" عن هدفه المتمثل في إقامة الخلافة، على الأقل لأن الظروف التي سمحت لـ"داعش" بالتشكل في المقام الأول لم تتغير كثيراً. وما تزال حكومتان غير فعالتين تحكمان في سورية والعراق. فمن هو الذي سيمنع "داعش" من العودة إلى المدن التي يخسرها؟.
 
========================
الغارديان :ما أثر الانقلاب الفاشل على مواجهة تنظيم الدولة؟
نشر في : الأحد 17 يوليو 2016 - 01:29 ص | آخر تحديث : الأحد 17 يوليو 2016 - 01:29 ص
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-07-17 01:32:08Z |  | ÿ?<LÿUQaÿPKÿ nk
اهتمت الصحف الغربية بجانب صغير من المحاولة الانقلابية على حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تحدثت عن مقتل 194 شخصا في المواجهات بين الانقلابيين وقوات الأمن التركية، وأشار بعضها إلى أن سيطرة أردوغان على الحكم ضعفت عندما سيطر الانقلابيون على التلفاز الرسمي، إلا أن أهم ما ورد في تعليقات الصحف البريطانية هو علاقة تركيا بالناتو، وقدرتها على مواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى أثر المحاولة الانقلابية في الحرب الأمريكية ضد تنظيم الدولة.
وجاء في تقرير لصحيفة “الغارديان” أن العمل العسكري سيؤدي إلى زعزعة استقرار حليف في المنطقة، يعيش حالة من الهجمات الإرهابية، والهجرات الجماعية؛ بسبب الحرب في سوريا.
وينقل التقرير عن خبراء قولهم إن الانقلاب على السلطة أحدث هزة في الشارع التركي، وعبر دول الناتو، ومنطقة الشرق الأوسط، مستدركا بأنه رغم محاولة المتآمرين السيطرة على البرلمان، واستخدامهم المروحيات، إلا أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم.
وتشير الصحيفة إلى أن الجماهير احتشدت في الشوارع في اسطنبول والعاصمة أنقرة، في تحد واضح لقانون الطوارئ ومنع التجول، الذي دعا إليه الانقلابيون، لافتة إلى أن أردوغان استخدم “آي فون” لإرسال رسالة للجماهير دعاهم فيها للخروج إلى الشوارع.
وينقل التقرير، الذي ترجمته “عربي21، عن البروفيسور عمر تاسبينار من معهد “بروكينغز”، الذي طالما تكهن بإمكانية حدوث انقلاب في تركيا، قوله إن النقطة المحورية هي مستوى مشاركة القيادة العسكرية في محاولة الانقلاب، مشيرا إلى أن الخطر هو القتتال الداخلي بين الفرق العسكرية والفرق الأمنية الموالية لأردوغان.
ويضيف تاسبينار: “في الوقت الحالي، فإن السؤال هو عما إذا كانت المحاولة الانقلابية أتت من هرم القيادة، وبمشاركة قيادات ذات رتب عليا، أم أنه كان انقلاب ضباط وعقداء من قطاع معين في الجيش؟ وهناك إشارات إلى أن الخيار الثاني هو الأرجح، فلم يتحدث رئيس هيئة الأركان بعد، ومن الناحية التقليدية في انقلابات تركيا فإن قائد الجيش هو الذي يظهر على التلفزيون ويقود الانقلاب”.
ويتابع تاسبينار بأن هذه المحاولة ستؤثر في الأسواق التركية، وستؤثر في صورة البلد، ويقول: “وفق تحليلي للموقف، فأنا أرى أن هذه المحاولة ستكون محرجة بالتأكيد لأردوغان، والدلائل تشير إلى الوضع الفوضوي، لكنني أعتقد أن الشائعات حول إرث أردوغان ستكون مبالغا فيها، خاصة أنه ظهر على التلفاز”، بحسب الصحيفة.
وتورد الصحيفة نقلا عن تاسبينار، قوله إن سبب حرج الرئيس يكمن في أن تدخل الجيش في السياسة يأتي عندما تكون الحكومة غير شعبية، مستدركة بأنه رغم تقليله من احتمال مواجهات بين قوات وزارة الداخلية والجيش، إلا أنه يجد أنه لو حدث هذا الأمر فإنه سيكون مدمرا لتركيا.
ويفيد التقرير بأن مدير برنامج تركيا في معهد “بروكينغز” كمال كيرسيتش، يرى أن محاولة الانقلاب، وهجمات تنظيم الدولة على باريس، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تعطي صورة بأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، والمتضرر الوحيد هو الديمقراطية.
وتنقل الصحيفة عن ستيفن فلانغان، الذي عمل في إدارة أوباما ومجلس الأمن القومي، ويعمل الآن في مؤسسة “راند” الأمريكية، قوله إن الجيش كان يطالب بموقف متشدد من الانفصاليين الأكراد، وتشديد الرقابة على الحدود مع سوريا، مؤكدا أن “الجيش لم يكن راغبا بالتورط في الحرب السورية، لكنه كان يريد تشديد الرقابة على الحدود؛ لمنع جر تركيا للحرب البرية في المنطقة، وكان يريد تصعيد الحرب ضد (بي كي كي)”.
ويلفت التقرير إلى أن فلانغان يرى أن الفوضى في تركيا قد تؤثر في محاربة تنظيم الدولة، الذي يستفيد عادة من الاضطرابات، ويقول إن “استمرار الاضطرابات سيعمق الانقسامات التركية، ويحرف انتباه الدولة عن دعم التحالف الدولي في سوريا”.
وتنوه الصحيفة إلى موقف البيت الأبيض، الذي دعا الأطراف في تركيا إلى دعم الديمقراطية، وضبط النفس، وعدم الانزلاق نحو صراع دموي، مشيرة إلى أن تركيا، التي تملك أكبر جيش في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة، تعد حليفا مهما في قتال تنظيم الدولة، رغم وجود خلافات سياسية بينهما.
وبحسب التقرير، فإن أنقرة سمحت في العام الماضي للطيران الأمريكي باستخدام قاعدة إنجرليك؛ لشن غارات ضد الجهاديين في سوريا والعراق، لافتا إلى أن خسارة تلك القاعدة تعني ضربة للجهود الدولية، خاصة في ظل الضربات الإرهابية التي قام بها الجهاديون في بروكسل وباريس وتركيا والولايات المتحدة.
وتورد الصحيفة نقلا عن إريك بورديكيرتش من مركز تنمية الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، قوله إن “الجيش الأمريكي سيرى إن كان سيواصل التعاون مع تركيا بحكومة غير ديمقراطية”.
ويذكر التقرير أن تركيا، التي استقبلت 2.5 مليون لاجئ سوري، رفضت دعم الولايات المتحدة للأكراد السوريين، مستدركا بأن واشنطن تقول إنها تميز بين “بي كي كي” وأكراد سوريا والجماعات الإرهابية الأجنبية.
وتختم “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى أن “المحاولة الانقلابية هي محاولة للعودة للزمن الذي تجاوزته البلاد، عندما كان قائد الجيش ينحي سياسيين اختلف معهم، أو إذا وجد صعوبة في الرد على اضطرابات في البلاد، حيث إن الجيش قام في عام 1960 بالإطاحة برئيس وزراء وإعدامه لاحقا، وشهدت تركيا بعد ذلك ثلاث محاولات انقلابية”.
اهتمت الصحف الغربية بجانب صغير من المحاولة الانقلابية على حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث تحدثت عن مقتل 194 شخصا في المواجهات بين الانقلابيين وقوات الأمن التركية، وأشار بعضها إلى أن سيطرة أردوغان على الحكم ضعفت عندما سيطر الانقلابيون على التلفاز الرسمي، إلا أن أهم ما ورد في تعليقات الصحف البريطانية هو علاقة تركيا بالناتو، وقدرتها على مواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى أثر المحاولة الانقلابية في الحرب الأمريكية ضد تنظيم الدولة.
وجاء في تقرير لصحيفة “الغارديان” أن العمل العسكري سيؤدي إلى زعزعة استقرار حليف في المنطقة، يعيش حالة من الهجمات الإرهابية، والهجرات الجماعية؛ بسبب الحرب في سوريا.
وينقل التقرير عن خبراء قولهم إن الانقلاب على السلطة أحدث هزة في الشارع التركي، وعبر دول الناتو، ومنطقة الشرق الأوسط، مستدركا بأنه رغم محاولة المتآمرين السيطرة على البرلمان، واستخدامهم المروحيات، إلا أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم.
وتشير الصحيفة إلى أن الجماهير احتشدت في الشوارع في اسطنبول والعاصمة أنقرة، في تحد واضح لقانون الطوارئ ومنع التجول، الذي دعا إليه الانقلابيون، لافتة إلى أن أردوغان استخدم “آي فون” لإرسال رسالة للجماهير دعاهم فيها للخروج إلى الشوارع.
وينقل التقرير، الذي ترجمته “عربي21، عن البروفيسور عمر تاسبينار من معهد “بروكينغز”، الذي طالما تكهن بإمكانية حدوث انقلاب في تركيا، قوله إن النقطة المحورية هي مستوى مشاركة القيادة العسكرية في محاولة الانقلاب، مشيرا إلى أن الخطر هو الاقتتال الداخلي بين الفرق العسكرية والفرق الأمنية الموالية لأردوغان.
ويضيف تاسبينار: “في الوقت الحالي، فإن السؤال هو عما إذا كانت المحاولة الانقلابية أتت من هرم القيادة، وبمشاركة قيادات ذات رتب عليا، أم أنه كان انقلاب ضباط وعقداء من قطاع معين في الجيش؟ وهناك إشارات إلى أن الخيار الثاني هو الأرجح، فلم يتحدث رئيس هيئة الأركان بعد، ومن الناحية التقليدية في انقلابات تركيا فإن قائد الجيش هو الذي يظهر على التلفزيون ويقود الانقلاب”.
ويتابع تاسبينار بأن هذه المحاولة ستؤثر في الأسواق التركية، وستؤثر في صورة البلد، ويقول: “وفق تحليلي للموقف، فأنا أرى أن هذه المحاولة ستكون محرجة بالتأكيد لأردوغان، والدلائل تشير إلى الوضع الفوضوي، لكنني أعتقد أن الشائعات حول إرث أردوغان ستكون مبالغا فيها، خاصة أنه ظهر على التلفاز”، بحسب الصحيفة.
وتورد الصحيفة نقلا عن تاسبينار، قوله إن سبب حرج الرئيس يكمن في أن تدخل الجيش في السياسة يأتي عندما تكون الحكومة غير شعبية، مستدركة بأنه رغم تقليله من احتمال مواجهات بين قوات وزارة الداخلية والجيش، إلا أنه يجد أنه لو حدث هذا الأمر فإنه سيكون مدمرا لتركيا.
ويفيد التقرير بأن مدير برنامج تركيا في معهد “بروكينغز” كمال كيرسيتش، يرى أن محاولة الانقلاب، وهجمات تنظيم الدولة على باريس، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تعطي صورة بأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، والمتضرر الوحيد هو الديمقراطية.
وتنقل الصحيفة عن ستيفن فلانغان، الذي عمل في إدارة أوباما ومجلس الأمن القومي، ويعمل الآن في مؤسسة “راند” الأمريكية، قوله إن الجيش كان يطالب بموقف متشدد من الانفصاليين الأكراد، وتشديد الرقابة على الحدود مع سوريا، مؤكدا أن “الجيش لم يكن راغبا بالتورط في الحرب السورية، لكنه كان يريد تشديد الرقابة على الحدود؛ لمنع جر تركيا للحرب البرية في المنطقة، وكان يريد تصعيد الحرب ضد (بي كي كي)”.
ويلفت التقرير إلى أن فلانغان يرى أن الفوضى في تركيا قد تؤثر في محاربة تنظيم الدولة، الذي يستفيد عادة من الاضطرابات، ويقول إن “استمرار الاضطرابات سيعمق الانقسامات التركية، ويحرف انتباه الدولة عن دعم التحالف الدولي في سوريا”.
وتنوه الصحيفة إلى موقف البيت الأبيض، الذي دعا الأطراف في تركيا إلى دعم الديمقراطية، وضبط النفس، وعدم الانزلاق نحو صراع دموي، مشيرة إلى أن تركيا، التي تملك أكبر جيش في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة، تعد حليفا مهما في قتال تنظيم الدولة، رغم وجود خلافات سياسية بينهما.
وبحسب التقرير، فإن أنقرة سمحت في العام الماضي للطيران الأمريكي باستخدام قاعدة إنجرليك؛ لشن غارات ضد الجهاديين في سوريا والعراق، لافتا إلى أن خسارة تلك القاعدة تعني ضربة للجهود الدولية، خاصة في ظل الضربات الإرهابية التي قام بها الجهاديون في بروكسل وباريس وتركيا والولايات المتحدة.
وتورد الصحيفة نقلا عن إريك بورديكيرتش من مركز تنمية الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، قوله إن “الجيش الأمريكي سيرى إن كان سيواصل التعاون مع تركيا بحكومة غير ديمقراطية”.
ويذكر التقرير أن تركيا، التي استقبلت 2.5 مليون لاجئ سوري، رفضت دعم الولايات المتحدة للأكراد السوريين، مستدركا بأن واشنطن تقول إنها تميز بين “بي كي كي” وأكراد سوريا والجماعات الإرهابية الأجنبية.
وتختم “الغارديان” تقريرها بالإشارة إلى أن “المحاولة الانقلابية هي محاولة للعودة للزمن الذي تجاوزته البلاد، عندما كان قائد الجيش ينحي سياسيين اختلف معهم، أو إذا وجد صعوبة في الرد على اضطرابات في البلاد، حيث إن الجيش قام في عام 1960 بالإطاحة برئيس وزراء وإعدامه لاحقا، وشهدت تركيا بعد ذلك ثلاث محاولات انقلابية”.
========================
 
الاندبندنت :باتريك كوكبيرن يكتب: تولى «كلينتون» رئاسة الولايات المتحدة سيعزز نفوذ «داعش»
المصري اليوم
بينما تعهد قادة العالم بشن حرب شاملة على تنظيم داعش الإرهابى فى أعقاب حادث مدينة نيس الفرنسية، لم يلتفت أحد إلى حقيقة أن خطر التنظيم سيعززه فوز مرشحة الحزب الديمقراطى، هيلارى كلينتون، برئاسة الولايات المتحدة. وكان هدف إدارة الرئيس باراك أوباما ووزارة الدفاع الأمريكية إضعاف «داعش» أولاً، ثم القضاء عليه ثانياً، ومضى أوباما قدماً فى تحقيق نجاح لا بأس به، إذ تمكن الجيش العراقى بمساعدة القوات التى تقودها الولايات المتحدة من استعادة الفالوجة، ليتجرع داعش سلسلة من الهزائم المتتالية فى العراق وسوريا.
غير أن تقريراً صادراً عن «مركز الأمن الأمريكى الجديد» (CNAS) فى واشنطن وشاركت فى تأليفه ميشيل فلورنوى، التى تترأس المركز ورشحتها «كلينتون» لتولى منصب وزيرة للدفاع، يوصى بأن تدمير داعش لا ينبغى أن يكون هو الهدف والمحرك الأساسى للولايات المتحدة فى سوريا، ولكن ثمة أولوية على قدر الأهمية نفسه، هى اتخاذ إجراء عسكرى ضد بشار الأسد والجيش السورى، ولذلك توصى بتشكيل قوة معارضة للأسد وموالية للولايات المتحدة هدفها محاربة كل من الأسد، وداعش، والنصرة، وغيرهم من التنظيمات الإرهابية التى خرجت من رحم القاعدة، فى عملية ستستغرق سنوات عديدة، حسبما أشار التقرير، ما يعنى أن خطر داعش سيظل قائماً طوال هذه الفترة.
هذا التغير فى السياسات التى ستحملها إدارة «كلينتون» بالانتقال من محاربة داعش كهدف أساسى إلى محاربة الأسد عبر عمليات عسكرية هو تَغير مرجح الوقوع، فمن المعروف عن مرشحة الحزب الديمقراطى اللجوء للحلول العسكرية فى التصدى للمشكلات العصية، حتى وإن عَنَى هذا خوض أكثر من حرب على أكثر من صعيد فى ظل ضبابية النتائج؛ فحينما كانت عضواً بمجلس الشيوخ الأمريكى، صوتت كلينتون لخوض حرب العراق عام 2003، وحينما تولت حقيبة الخارجية الأمريكية فى عام 2011، مثلت هيلارى القوة الدافعة وراء تدخل الناتو عسكريا فى ليبيا، مما أطاح بالعقيد معمر القذافى، لتسقط البلاد بعد ذلك فى جعبة قادة الحرب الإجراميين، وتلاقت آراؤها مع أهداف المتشددين داخل منظومة السياسة الخارجية الأمريكية، وبالتالى فإنه بمجرد وصول كلينتون للبيت الأبيض، سيعود هؤلاء المتشددون إلى عملهم وستكون لهم الهيمنة على ساحة السياسة الخارجية، ويمكن التعرف على تداعيات هذه العودة فى ضوء تقرير مركز الأمن الأمريكى ويمكن تخيلها بسهولة من خلال رسم كاريكاتيرى تظهر فيه واشنطن منعزلة بشكل صارخ عن أرض الواقع.
فبدلاً من التركيز على محاربة «داعش» و«القاعدة» حتى تتحقق هزيمتهما الكاملة، يوصى التقرير باتخاذ قرار عسكرى ضد «الأسد» من دون تدمير للدولة السورية، ويشير التقرير إلى أن هذا الاستعراض للقوة العسكرية الأمريكية من شأنه ردع روسيا وإيران عن التدخل فى سوريا، والواقع أن هذا التقرير يعيد إلى الأذهان خطة الحرب العالمية الأولى التى كانت تعج بالتأكيدات بشأن ردود فعل الحلفاء والأعداء للعمليات الهجومية، بينما فى الواقع لا يمكن التكهن بردود الفعل.
وهنا يجدر الالتفات إلى بعض المقتطفات التى وردت بالتقرير للوقوف على طبيعته، ومن بينها: «فى غرب سوريا، على سبيل المثال، لا يتعين على الولايات المتحدة السعى نحو تحقيق اتفاق سياسى بين الحكومة السورية والقوى الثورية، وإنما يتعين عليها التركيز على تسليح وتدريب القوات المحلية المقبولة للولايات المتحدة بغض النظر عما إذا كانت تحارب أو لا تحارب بشار الأسد أو داعش»، وهذه الجماعات التى لا وجود لها فى الوقت الحالى والتى ستتولى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تشكيلها من المفترض أنها لن تحارب (الأسد) و(داعش) فقط، وإنما الحيلولة دون تشكل معاقل آمنة للتنظيمات التابعة للقاعدة وتهميش أى نفوذ أو وجود لها»، وبعبارة أخرى ستحارب هذه الجماعات جبهة النصرة وأحرار الشام وعشرات الآلاف من المقاتلين المسلحين المتمرسين، وداعش والجيش السورى. ويزعم مؤيدو الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، متعددة المسارات هذه، أن الجيش السورى لا يحارب داعش، لكن هذا غير صحيح، إذ تمكن الجيش السورى من استعادة تدمر، وأنهوا سيطرة داعش على قاعدة كويرس الجوية، وتوجهوا نحو الرقة، حيث عاصمة الخلافة الداعشية فى سوريا.
ويوصى التقرير بزيادة الهجمات العسكرية من جانب الولايات المتحدة، والتهديد بتنفيذ ضربات عسكرية محدودة ضد نظام الأسد وتنفيذ التهديدات من أجل حماية الجماعات التى تخيرتها لمحاربته، مع التلويح للقوى الخارجية المشاركة فى محاربة «داعش سوريا»، كدول الشرق الأوسط وسوريا وإيران، أنها على استعداد لمزيد من الانخراط فى الحرب السورية. وبرغم الحروب الأهلية الدائرة فى سوريا والعراق والتى تتضمن العديد من المواجهات أهمها المواجهة بين السنة والشيعة، يعتقد واضعو التقرير أن الشيعة، الذين يرون أن حربهم ضد السنة وجودية، سينسحبون من المعركة بمجرد شن الولايات المتحدة ضربات جوية «محدودة».
الواقع أن العالم سيندم على تمرير رئاسة الولايات المتحدة من «أوباما» إلى «كلينتون»، إذ إن الأخيرة ستنخرط فى صراعات ومعارك حاول أوباما أن ينأى بنفسه وبلاده عنها، بعدما تعلم من الحروب التى قادتها الولايات المتحدة فى أفغانستان والعراق وليبيا، وهو ما لا ينسحب على كلينتون، وتجدر الإشارة فى هذا الشأن إلى ما جاء على لسان وزير الدفاع الأمريكى السابق روبرت جيتس، حين قال «بينما كانت هيلارى كلينتون تحث على ضرب ليبيا فى اجتماعات عام 2011، كنت أتساءل: هل بمقدورى إنهاء الحربين اللتين انخرطنا فيهما قبل أن نبدأ حرباً جديدة».
إن تولى كلينتون رئاسة الولايات المتحدة حدث ستطرب له آذان داعش الذى تنامت قوته بعد هجمات 11 سبتمبر بفعل سياسات الولايات المتحدة التى ساعدت على نشر الفوضى فى مناطق تواجد التنظيم، وبينما أدرك أوباما مخاطر وحدود اللجوء للتدخل العسكرى مازالت كلينتون تمضى فى سياسات تزيد من قوة من تحاربهم.
نقلاً عن صحيفة «إندبندنت» البريطانية
ترجمة- أمانى عبدالغنى
========================
 
الصحافة الفرنسية
 
«لوموند»: هزائم «داعش» في سورية والعراق وراء حدوث ضربات انتقامية في أنحاء أوروبا
ترجمة: ليما إبراهيم
رأت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن هزائم تنظيم «داعش» الإرهابي وخسارته مؤخراً مواقع حساسة في سورية والعراق وراء حدوث ضربات انتقامية في أنحاء أوروبا كرد فعل لهذه الخسائر
ووصفت الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها العملية الإرهابية التي استهدفت المدنيين أمس الأول في مدينة نيس جنوب شرق فرنسا بأنها عملية همجية ولاسيما أن القاتل اختار يوم 14 تموز الذي يحتفل فيه الفرنسيون «بعيد الحرية وحقوق الإنسان» وهي الأفكار التي يخشاها الإرهابيون.
وكان سائق شاحنة تبريد أقدم مساء الخميس الماضي على دهس مجموعة من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس الفرنسية ما أسفر عن مقتل 84 شخصاً وإصابة العشرات بجروح قبل أن تقوم الشرطة الفرنسية بقتله، ورأت «لوموند» أن الإرهابي الذي نفذ اعتداء نيس أراد أن يعطي عمليته الإرهابية بعداً رمزياً بإيقاع أكبر عدد من القتلى في هذا اليوم الذي تحتشد فيه العائلات مع أطفالها لحضور الاحتفالات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإرهابيين الذين ضربوا فرنسا في السنوات الماضية لم يحتاجوا إلى أسباب استراتيجية حتى يقتلوا الفرنسيين لأنهم ينفذون إجرامهم بأمر من خطاب «جهادي» يتم تداوله على شبكة الإنترنت يدعو الإرهابيين إلى قتل من يسمونهم «الكفار».
وقالت الصحيفة: الخطاب الذي يسير وراءه الإرهابيون هو خطاب شمولي يقوم على شن حرب بشتى الوسائل ضد «الكفار» وضد كل من هو «غير مؤمن» بنظر الإرهابيين، معتبرة أن خلف هذه «العقيدة» التي يتبناها أتباع تنظيم «داعش» الإرهابي هناك فكر يقوم على ارتكاب أعمال انتقامية بحق مسلمي فرنسا أملاً في إذكاء نار الفتنة وإشعال حرب أهلية.
========================
لوموند: هجوم نيس هدفه إثارة أعمال انتقامية ضد المسلمين
السبت 16 يوليو 2016 / 19:11
24- جورج عيسى
في سلسلة تعليقاتها على العمليّة الإرهابيّة التي طالت مدينة نيس، رأت صحيفة لوموند الفرنسيّة أنّ القاتل اختار هذا التاريخ، 14 يوليو (تمّوز)، حين كانت فرنسا تحيّي الحرّية وحقوق الإنسان التي بحسب الصحيفة تخيف دعاة التوتاليتاريّة.واختار اختار المكان والساعة المناسبين واللذين يشهدان قدوم العائلات مع الأولاد لحضور الاحتفالات.
لماذا وكيف يمكن لشاحنة أن تسير، في تلك الساعة، في نفس المكان والزمان لواحد من أكبر تجمّعات المشاة في السنة داخل المدينة؟
تابعت الصحيفة كتابتها عن الاعتداء الذي قالت إنه من تنفيذ مجنون، وإن تكن أشارت إلى أنّه تمّ التفكير به والتخطيط له. أراد سائق الشاحنة قتل أكبر عدد ممكن من الناس لتكون فعلته "رمزاً". بالكاد خرجت فرنسا من شهر الاحتفال حملته بطولة أمم أوروبا لكرة القدم. واختارت باريس عدم إلغاء البطولة على رغم خطر حدوث اعتداء جديد. لقد قرّرت ألّا تترك نفسها تقع فريسة الخوف من قتلة نوفمبر (تشرين الثاني)، وبالتالي قرّرت الحفاظ على الأسابيع الأربعة التي تميّزت بتجمّع الحشود وعشرات الآلاف من الأشخاص.
مشروعيّة الأسئلة المقلقة
من أجل صون الأمن، كان من الواجب مجدّداً تعبئة النساء والرجال في الشرطة والجيش، و"كان ذلك نجاحاً". ولفتت الصحيفة إلى أن الأسئلة حول كيفيّة حصول مأساة نيس ستأتي لاحقاً، إذ "لماذا وكيف يمكن لشاحنة أن تسير، في تلك الساعة، في نفس المكان والزمان لواحد من أكبر تجمّعات المشاة في السنة داخل المدينة؟. وتصف الصحيفة هذا السؤال بأنّه "مشروع، حتّى في خارج إطارٍ متّسم أصلاً بالإرهاب وحتى ولو تمّ التسليم بمبدأ عدم القدرة على توقّعه".
تكاثر "الذئاب المنفردة"
في منتصف صباح الجمعة، لم يكن الشيء الكثير معلوماً عن الرجل الذي كان يقود الشاحنة. فقد أشارت الصحيفة إلى أنّه تمّ العثور داخل الشاحنة على أوراق هويّة لتونسي أعطي إقامة شرعيّة في فرنسا ويبلغ من العمر 31 سنة. من جهة ثانية نقلت لوموند، إلى جانب وسائل إعلاميّة فرنسيّة أخرى، كلام الرئيس فرانسوا هولاند الذي أكّد أنّ باريس ستضاعف جهودها في الصراع ضدّ داعش في العراق وسوريا.
يحدث أن يتبنّى داعش، بعد يوم واحد، إعتداءً ارتكبه فرد منعزل – "ذئب منفرد" – عبارة أصبح التنظيم يستخدمها كامتياز. وتتابع الصحيفة الكتابة عن ظروف العمليّة الإرهابيّة فتقول إنّ الإرهاب لم ينتظر انخراط باريس في سوريا كي يضرب فرنسا. فهذه الأخيرة تدخّلت في العراق بناء على طلب حكومة بغداد، كما أكّدت لوموند. ولم تقرّر باريس المشاركة في قصف داعش داخل سوريا إلّا بعد اعتداءات يناير (كانون الثاني) 2015 وبعد اقتناعها بأنّه تمّ تحضير تلك العمليّات من قبل خلايا منظّمة في الرقة. الإرهابيّون مثل محمّد مراح ومهدي نمّوش ومهاجمي شارلي إيبدو وغيرهم لم يكونوا بحاجة إلى مناقشة "أسباب استراتيجية" لقتل الفرنسيين، على ما قالت لوموند. لقد قتلوا باسم بلاغة جهاديّة تُسيّر في الشبكة العنكبوتية وتدعو إلى مقاومة "الكفّار"، و"اليهود والصليبيين"، و"الغربيين". وعرّفت الصحيفة تلك العبارات بكونها خطاباً شمولياً يروّج للحرب بكل الوسائل ضدّ "الكفار" وأشخاص آخرين غير مؤمنين.
خطط لحرب أهليّة فرنسية؟
رأت لوموند أنّ مخطّطات الإرهابيين تقضي بإثارة أفعال ثأرية ضدّ المسلمين في فرنسا، على أمل أن تنزلق الأمور باتجاه حرب أهليّة. ومع أنّ فرنسا قد ضربها الإرهاب على مدى خمسين سنة، إلّا أنّها لم تخضع لهذا النوع من الاستفزاز. وأضافت الصحيفة أنّها لن تتحدّث في هذا المقال عن الإجراءات التي اتّخذها الرئيس والحكومة الفرنسيين خصوصاً على صعيد تمديد حال الطوارئ. لكنّها من جهة أخرى، أكّدت أن لا أحد يشكّ بكون سقوط مراكز داعش المهمّة كالموصل والرقّة سيحمل ضربة للهالة التي روّجها التنظيم عن نفسه والتي تساهم في جذب المزيد من المتطرّفين. ولفتت إلى حقيقة أخرى ترتبط بأنّ "الحرب ضدّ الجهاد ... ستأخذ وقتاً".
========================
 
 
 
الصحافة الروسية
كومسومولسكايا برافدا: الولايات المتحدة وروسيا تفتحان معا جبهة ثانية في سوريا
kerry-lavrof-vvg9999
تناولت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” زيارة جون كيري إلى موسكو، مشيرة إلى أنه حمل معه مقترحات جديدة حول كيفية إلحاق الهزيمة بالإرهابيين.
جاء في مقال الصحيفة:
وصل وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري إلى موسكو مساء أمس، (14يوليو/تموز 2016)؛ حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
وبحسب معلومات صحيفة “واشنطن بوست”، حمل كيري معه إلى موسكو تأكيدا باستعداد إدارة باراك أوباما للتعاون مع روسيا بصورة جذرية بشأن المسألة السورية.
وتتضمن خطة أوباما تبادل المعلومات الاستخبارية والعملياتية بقدر كبير. ولأجل ذلك تقترح واشنطن إنشاء مركز تنسيق مشترك في الأردن، يعمل فيه خبراء عسكريون من الولايات المتحدة وروسيا.
وفي المقابل، يجب على موسكو أن تضغط على بشار الأسد ليصدر أوامره إلى طياريه بوقف الغارات الجوية على أي أهداف مرتبطة بعمليات الإجلاء والمساعدات الإنسانية. ووفق الخطة الأمريكية، على موسكو قبل توجيه ضربات إلى المسلحين إبلاغ الجانب الأمريكي والاتفاق معه بشأنها. وتستثنى من ذلك هجمات “داعش” على القوات الروسية، وكذلك السورية؛ حيث سيكون من حق طائرات القوات الجو- فضائية الروسية مهاجمة مسلحي “داعش” من دون إبلاغ الجانب الأمريكي بذلك.
والصحيفة موقنة بأن الخطة الأمريكية الجديدة ستسمح لروسيا بإنشاء ائتلاف جديد مع الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق. ولكن هذا لم يعجب الكثيرين في الولايات المتحدة. فمثلا، يعارض البنتاغون بشدة هذا الأمر. كما أن مسؤولين رفيعي المستوى يشعرون بالقلق والحذر من التعاون مع روسيا. وذلك خلافا لكيري، الذي يعتقد أن هذه الخطة ستساعد في تخفيف أعمال العنف في سوريا.
أما نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس أندريه مانويلا، فيرى ألا حاجة للاستعجال، والاعتقاد بأن هذه الخطة ستساعد مباشرة في تسوية المشكلات كافة، ولا سيما أن روسيا قد وضعت خططها لجميع الاتجاهات والظروف. ومنها ما يتطابق مع الخطة الأمريكية ومنها ما لا يتطابق. أي أن في سوريا مشكلات عديدة، ولذلك يجب الحديث عن كل منها على انفراد. في حين أن الولايات المتحدة تريد تسويتها جميعا بضربة واحدة. وهذا ليس صحيحا.
لكن مانويلا على ثقة من أن مقترحات أوباما تحمل بعض النقاط الإيجابية، مثل تشكيل ساحة لحلول مختلفة، حيث يمكن أن يقتنع الجانب الأمريكي بإدراج عدد المجموعات التي يعدُّها “معارضة معتدلة” في قائمة المنظمات الإرهابية. أي أن القضاء عليها سيقرب موعد إحلال السلام في المنطقة. (روسيا اليوم)
========================
من الصحافة العالمية عروض الصحف
قراءة في الصحف الغربية من التعديل الوزاري البريطاني إلى مخاطر التدخل العسكري الأمريكي في سوريا
بواسطة sd sd - يوليو 16, 2016014
كنوز ميديا – متابعة
 تعددت العناوين العربية والدولية في الصحف الغربية اليوم من الخطوات الأولى الجريئة التي اتخذتها ماي في إشارة إلى التعديل الوزاري الذي أجرته إلى تفاصيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو و مخاطر تدخل عسكري أمريكي في سوريا وفي ما يلي تقرير الصحف:
التايم
قالت هذه الصحيفة اليوم في مقالاً لها حول زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو لعرض مقترحات واشنطن حول التنسيق بين واشنطن وموسكو عسكرياً في سوريا، إن “على موسكو أن تكون سعيدة حول هذا المقترح الامريكي، فطالما دعت روسيا إلى ضرورة إشراكها في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة”.
وتابعت الصحيفة بالقول إن روسيا يجب أن تعتبر المقترح الأمريكي فرصة أمامها لتحقيق مصالحها، مقابل أن تمارس ضغوطاً على نظام الرئيس بشار الأسد لوقف الغارات الجوية على المناطق التي يتم الإتفاق عليها.
وفي مقال أخر قالت هذه الصحيفة، حول تعيين بوريس جونسون بمنصب وزير الخارجية “إن تيريزا ماي جعلت حلفاء كاميرون في أخر قائمة المناصب داخل حكومتها الجديدة”، في إشارة إلى عدم إهتمامها بمعسكر البقاء ضمن الإتحاد الأوروبي، وتمثيله في التشكيلة الجديدة.
وتابعت الصحيفة بالقول إن التعيين يلقي مزيداً من الشكوك في ما إن كان الإجتماع المقرر لوزراء الخارجية الأوروبيين، على مأدبة عشاء يوم الأحد، سيتم في موعده أو سيلغى بعد خبر تعيين جونسون المفاجئ.
الغارديان
قالت هذه الصحيفة البريطانية اليوم تحت عنوان “التغيير الوزاري الذي أجرته ماي أذهل الحرس القديم” فقالت الصحيفة: “إن التغيير الذي أجرته رئيسة الوزراء الجديدة، وبعد أن طردت أهم الوزراء الرئيسيين في الحكومة السابقة، دشنت بذلك عهد ما بعد كاميرون”.
وأضافت الصحيفة بأن الحكومة الحالية تتميز ببريق أقل من أصحاب النفوذ المقربين وذوي الإمتيازات، عما كانت عليه في عهد كاميرون، في إشارة إلى أن تيريزا ماي جاءت بفريق أكثر تواضعاً وأكثر إنفتاحاً وتكنوقراطية من الحكومة السابقة.
وقالت الصحيفة أيضاً إن العنصر النسوي حاضر بقوة في حكومة تيريزا ماي من خلال سبع وزيرات جديدات، وهي الخطوة الأبرز التي ستتميز بها ماي عن باقي من سبقوها في رئاسة الوزراء.
وفي مقال أخر حول نفس الموضوع بعنوان “رئيسة وزراء جديدة ونفس المشاكل القديمة”، قالت هذه الصحيفة إن وجود وجه جديد لن يجعل مغادرة الإتحاد الأوروبي أو عجز الموازنة يختفي، لهذا تواجه رئيسة الوزراء تحدياً ضخماً”.
وأردفت الصحيفة أنه سيتعين على ماي أن ترتاد طريقاً شائكاً لتجاوز كل هذه المخاطر إذا قدر لها أن تبدأ حتى في تطوير الأفكار المثيرة للإهتمام التي بينتها في خطابها الأول والوحيد في برمنغهام قبل أيام.
وفي مقال أخر حول أحداث إطلاق النار في امريكا قالت هذه الصحيفة اليوم  بأن الرئيس باراك أوباما يدعم كلاً من المتظاهرين والشرطة في الأحداث التي تشدها بلاده.
فقالت الصحيفة أنه وبعد أكثر من أسبوع من الإحتجاجات والغضب إثر أحداث قتل السود الأمريكيين على أيدي رجال الشرطة، أجاب باراك أوباما عن الأسئلة في حفل قاعة المدينة يوم الخميس “أنه ونظراً لتاريخ هذا البلد وإرثه السباق، وجميع المضاعفات التي تساعد في ذلك، فإن الأمور قد تستغرق المزيد من الوقت حتى نتمكن من الحصول على نتائج أفضل”.
وتابعت الصحيفة بالقول أنه وطوال الليل حاول أوباما التوصل إلى لهجة تصالحية، وهذا يشبه إلى حد كبير ما فعله في خطابه الثلاثاء في دالاس، فتقريباً كل الإجابات على الأسئلة جاءت في قسمين، إما التحدث إلى المخاوف من المتظاهرين، أو الدعوة لعدم تشويه صورة رجال الشرطة الأمريكية.
ديلي تيلغراف
قالت هذه الصحيفة اليوم إن الخطوات الأولى الجريئة التي اتخذتها ماي في إشارة إلى التعديل الوزاري الذي أجرته تظهر بأنها على مستوى التحدي الذي تواجهه.
وقالت الصحيفة إن اختيار فيليب هاموند لوزارة المالية ربما لم يكن مفاجئاً، لكن تعيين بوريس جونسون في منصب وزير الخارجية وتعيين أمبر رود وزيرة للداخلية، مع الإستغناء عن جورج أوزبورن، هو بمثابة كسر خطير للإستمرارية المملة، ويبدو من الواضح أنها عازمة على أن تكون أكثر من “مهندس الصيانة” الذي يتدخل لحل مشكلة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
نيويورك تايمز
قالت هذه الصحيفة اليوم في مقال للكاتبان ستيفين سيمون وجونثان ستيفنسون: “إن تدخل الولايات المتحدة في سوريا عسكرياً بات أمراً ضرورياً لوضع حد لما يجري في سوريا منذ سنوات، وأن هذه الخطوة الأمريکية لو تمت قد تكون ناجحة، وذلك لإنقاذ الشرق الأوسط من نفسه”.
وفي الوقت نفسه قالت الصحيفة إن أي تدخل عسكري أمريکي له مخاطره، وذلك على غرار ما حصل جراء غزو العراق والتدخل في ليبيا، علماً بأن مذكرة الدبلوماسيين الأمريكيين السابقة لا تعي بأن الولايات المتحدة قد أضعفت موقف الرئيس السوري بشار الأسد، كما أوضحت أن أمريكا دعمت المعارضة السورية عام 2015 سرًّا، مما جعلها تحقق مكاسب على الأرض وتجعل مدينة اللاذقية قلب النظام السوري في مرمى النيران، وتكبّد النظام السوري خسائر كبيرة، كما خسر مناطق في إدلب شمالي البلاد.
وأضافت الصحيفة إنه إذا كانت روسيا قد تدخلت عسكرياً في سوريا في أعقاب تقديم الولايات المتحدة الدعم السري للمعارضة المناوئة للرئيس الأسد، وإنها سترد بشكل أقوى إذا قدمت أمريكا الدعم العلني للمعارضة، وإنه لهذا أبقت روسيا فرقة جوية وعدداً كبيراً من الجنود في سوريا، وقالت إن أي تدخل عسكري أمريكي في سوريا يعني تجاهل الدروس والعبر المستفادة من التدخل الأميركي في ليبيا ومن غزوها للعراق.
غلوبال ريسيرش
قال هذ الموقع اليوم في مقالٍ له بأن الحرب الباردة الجديدة لم تعد باردة وذلك بعد أن قام الناتو بتوسيع الوجود العسكري على طول الحدود الروسية.
وأضاف الموقع أنه وعلى الرغم من المطالبات التي قُدِمت خلال قمة الناتو في وارسو عام 2016، بأن حلف شمال الأطلسي يجب أن يكون مصدراً أساسياً لأمن الشعوب، والإستقرار للعالم أجمع، إلا أنه من الواضح من أن التهديدات والتحديات الحالية قد سببها الناتو.
فالأزمة المستمرة للاجئين سببها الرئيسي التدخلات العسكرية التي قام بها الناتو، والتي ستمتد وستسمر لفترة أطول من ذلك، فالغزوات باتت الأن مهنةً رئيسية لحلف الناتو، فالتوسع المستمر على طول الحدود الروسية وإنتهاك كل الإتفاقيات والقاعدة التي كانت قائمة خلال الحرب الباردة للحفاظ عليه باردة قد نقضها الناتو في تصرفاته الأخيرة وهذا يدل على أن هذه الحرب الباردة لن تبقى باردة على الإطلاق.
 وورلد سوشاليست
قال هذا الموقع اليوم بأن صباح الأربعاء المنصرم، قامت جميع الأطراف الأوروبية بتصعيد جميع العمليات بعد تصعيد الصراع العسكري في سوريا، من أجل خلق أفضل موقع استراتيجي في الدقائق الأخيرة من المبادرة  في سوريا.”
وأضاف الموقع أن الجيش الألماني دعم الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي بست طائرات استطلاع، وسيتم تزويد طائرات تورنادو مع كاميرات حساسة للغاية قادرة على كشف مقاتلي العدو حتى في ظل شبكات التمويه.
ووفقا للتقارير الأولية، سيتم إرسال البيانات مباشرة إلى الجيوش الأمريكية والفرنسية والبريطانية وبعض العرب لتحديد أهدافهم.
وأضاف الموقع إن هذا يعني أن التدخل الألماني قد يكون  هجومياً منذ البداية، وستكون هذه ثالث مهمة قتالية ألمانية في تاريخ الجيش الألماني بعد يوغوسلافيا وأفغانستان.
بالإضافة إلى ذلك فسوف ترسل ألمانيا طائرات للتزويد بالوقود لتزود مقاتلات وطائرات فرنسية في الهواء بالوقود، وإن الجيش الألماني أيضاً أرسل فرقاطة مزودة بصواريخ أرض-جو لدعم حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول.
 فيتيران تودي
قال هذا الموقع اليوم في مقالٍ له بعنوان “تحول الولاءات، هل تركيا ستتخلى تماماً عن إسقاط الرئيس  الأسد؟” فقال كاتب هذا المقال اليوم يبدو أن هناك تراجعاً كبيراً في السياسة التركية تجاه دمشق، وذلك بعد أن أصدرت الحكومة التركية دعوة لتحسين العلاقات بين العراق والحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد.
وأضاف الموقع بأن طوال فترة الصراع السوري، كانت أنقرة واحدةً من المنتقدين الأكثر صخباً للحكومة السورية المنتخبة شرعياً، فقد دعت باستمرار لإقصاء الرئيس الأسد ودعم الجماعات المتطرفة داخل البلاد، فقد تحالفت حكومة الولايات المتحدة مع تركيا ضد سوريا منذ عام 2013، وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي فقط إلى أن الرئيس الأسد هو “إرهابي”، ولكن وفقاً لخطاب ألقاه رئيس الوزراء التركي يلديريم يوم الأربعاء، فإن أنقرة قد تسعى لإصلاح العلاقات مع دمشق.
 وبحسب الموقع فقد تم في الشهر الماضي، إجراء إجتماع بين مسؤولين اتراك وسوريين في محادثات سرية بوساطة الحكومة الجزائرية.
========================
عرض الصحف البريطانية .. صاندي تلغراف: صعود أردوغان وكيف حيد الجيش
الأحد 17 يوليو 2016 08:40 صباحاً
(عدن الغد) بي بي سي:
خصصت الصحف البريطانية الصادرة الأحد مقالات وتقارير عديدة لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وتناولت هجوم مدينة نيس الفرنسية بالمزيد من التحليل والتعليق.
ونشرت صحيفة صاندي تلغراف تقريرا كتبه، ديفيد بلير، يتحدث فيه عن الرئيس التركي، رجب طيب أردغان، وكيف سطع نجمه ثم كيف استطاع أن يحيد الجيش، بعدما أصبح رئيسا للبلاد.
يقول بلير على الرغم إخفاقاته فإن للرئيس التركي ما يكفي من الأنصار لمواجهة القوات العسكرية والدبابات.
ويذكر أن أردوغان فاز بخمس انتخابات وهو يحكم تركيا منذ 14 عاما، رئيسا للوزراء ثم رئيسا للبلاد، ولكن ما حدث الجمعة في اسطنبول وأنقرة هز عرشه، بطريقة غير مسبوقة.
ويرى بلير أن الذي أنقذ الرئيس التركي هو انقسام في القوات المسلحة، وفيها قادة كبار عارضوا الانقلاب، وكذا قدرة الرئيس الخارقة على حشد الجماهير والأنصار.
ويذكر الكاتب أن مواجهة أردوغان مع العسكر بدأت عندما حظر حزب الرفاه الإسلامي الذي كان ينتمي إليه، وساعد الجيش في عزله من منصب رئيس بلدية اسطنبول.
وسجن أردوغان 4 أشهر عام 1999، لأنه قرأ قصيدة في تجمع شعبي مطلعها: "المساجد ثكناتنا، والقبب خوذاتنا، والمآذن خناجرنا، وجنودنا الأتقياء".
ويضيف بلير أن أردوغان شكل تحالفا فريدا من نوعه عندما انتخب رئيسا للورزاء عام 2002، وضم إليه نخبة رجال الأعمال، باعتماده حرية السوق، وكسب دعم الليبراليين عندما حيد الجنرالات الذين يعتبرون أنفسهم حماة الدستور العلماني في البلاد.
ولكن تراجع دعم رجال الأعمال التقليديين لأردوغان عندما تباطأ النمو، وساءت علاقات تركيا مع الشركاء المهمين مثل الاتحاد الأوروبي.
ودعم الليبراليون أردوغان، حسب الكاتب، عندما واجه الجيش، ولكنهم انفضوا من حوله عندما شرع في تطبيق قناعاته الإسلامية مثل رفع الحظر عن ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة، وتشجيع النساء على إنجاب ثلاثة أطفال على الأقل.
ويختم بلير تقريره بالقول إن أردوغان عمق الاستقطاب في المجتمع التركي، ولكن مثلما هناك من يكرره، هناك من يحبه أيضا.
ولعل تمكنه من دحر محاولة الانقلاب دليل على أن أعددا كافية من الأتراك تحبه وتريده أن يبقى في منصبه، وإن كان ذلك في مواجهة الدبابات والطائرات المقاتلة.
هبة من الله
ونشرت صحيفة الأوبزرفر مقالا كتبه سيمون تيسدال يتحدث فيه عن محاولة الانقلاب في تركيا، والذي ينبغي أن يعمله أردوغان.
ويتوقع تيسدال أن يكون رد أردوغان قاسيا على المشاركين في محاولة الانقلاب، لأن الرئيس التركي، حسب رأيه، معروف بشدته في التعامل مع الخصوم.
ويقول إن أردوغان اكتسب شدته من تجربته عندما كان طفلا فقيرا في مدينة اسطنبول، ومن القهر الذي تعرض له عندما كان رئيسا لبلدية المدينة، ومعارضا صاعدا، قبل 2003.
ولكنه يعرف أيضا بإصراره على تنفيذ رؤيته وقناعاته بما هو خير لتركيا.
ويذكر الكاتب أن أردوغان قال إن محاولة الانقلاب فرصة وهبها الله لتمكينه من تطهير صفوف القوات المسلحة، وهذا يعني، حسب رأيه، المزيد من التطهير.
ويرى أن الأجدر بأردوغان أن يستغل هذه الفرصة النادرة، التى زرعت التضامن ويتصرف كرجل دولة يوحد أمة مصدومة وجريحة، بدل إثارة المزيد من الاضطرابات.
وهناك مخاوف حسب الكاتب من أن يستغل أردوغان محاولة الانقلاب، ليس فقط، لتطهير الجيش، وإنما تكثيف "الحرب غير المعلنة على الأكراد".
ويرى أن أردوغان سيخسر كل التضامن والدعم الذي اكتسبه في الخارج إذا مضى في هذا الطريق، وستتراجع شعبيته في الشارع أيضا.
بالجمال والحب
ونشرت صحيفة صاندي تايمز مقالا كتبته جيني ماكارتني تتحدث فيه عن هجوم نيس في الجنوب الفرنسي، وتقول إن فرنسا لابد أن تقاوم الإرهاب بالجمال والحب والطبخ.
وتضيف ماكارتني إن الأعمال الإرهابية عادة ما توصف بأنها "أعمال عشوائية"، ولكنها في الواقع ليست عشوائية، وإن كانت غير متوقعة.
فالإرهاب، على حد تعبيرها، محادثة باستعمال العنف، ومهما كان مرتكبو العمليات الإرهابية مضطربين عقليا، فإنهم يتبعون منطقا يفهمه كل من يبحث فيه، وما يجري حاليا هو استهداف متعمد لفرنسا.
وترى الكاتبة أن هذا الاستهداف مفهوم لأن فرنسا بها جالية كبيرة من المسلمين، أغلبهم يحترمون القانون، ومحاصرون بين تصاعد اليمين المتطرف والتيار الإسلامي المتشدد، ولكن أقلية قابلة للانسياق وراء التطرف الإسلامي.
وتعتقد الكاتبة أن تمسك فرنسا بالحرية راسخ، وهي بحاجة إلى من يقودها في طريق لا يغذي التطرف في الجهتين.
========================
عرض لأبرز اهتمامات اليوم للصحف الأوروبيّة
هسبريس ـ و.م.ع
السبت 16 يوليوز 2016 - 15:05
اهتمت الصحف الصادرة اليوم السبت في بلدان أوروبا الغربية بالمحاولة الانقلابية أمس بتركيا، والاعتداء الارهابي الذي وقع مساء أول أمس الخميس بمدينة نيس الفرنسية.
ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها للمحاولة الانقلابية التي قام بها مجموعة من الجنود في تركيا.
وكتبت (أ بي سي) أن الوزير الأول التركي بينالي يلديريم أعلن أن الانقلاب "المقيت "، الذي قام به مساء أمس الجمعة مجموعة من الجنود الاتراك، يوجد "تقريبا تحت السيطرة"، مضيفة أن المخابرات التركية تحدثت عن "عودة الحياة إلى طبيعتها" في البلاد.
من جهتها ذكرت (إلباييس)، تحت عنوان "السكان يوقفون الانقلاب في تركيا"، أن آلاف الأشخاص نزلوا إلى الشوارع للتنديد بمحاولة قلب نظام الحكم في أنقرة، مشيرة إلى أنه بمجرد إعلان الجيش التركي حظر التجول والأحكام العرفية في مجموع البلاد دعت السفارة الاسبانية بتركيا مواطنيها للبقاء في منازلهم.
وفي سياق متصل أوردت (لا راثون) أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ندد في خطاب أذاعه عبر الهاتف ونقلته قناة (سي إن إن) التركية، ب"تمرد أقلية داخل الجيش"، داعيا الأتراك للنزول إلى الشوارع لمواجهة الانقلاب.
أما صحيفة (إلموندو) فأشارت إلى أن مقاتلات ومروحيات عسكرية حلقت على ارتفاع منخفض فوق مدينتي أنقرة واسطنبول، مضيفة أن انفجارا هز مركز تكوين قوات النخبة في الشرطة بأنقرة متسببا في اندلاع حريق بالموقع.
في نفس الموضوع كتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ) الالمانية أن تركيا عاشت أمس الجمعة ليلة مثيرة للغاية بعد محاولة انقلاب قامت بها مجموعة من الجيش ، إلا أن الشارع التركي كان وراء تمكين الحكومة من استعادة السيطرة مجددا على الوضع وعودة مؤسسات الدولة إلى وضعها القانوني في اسطنبول وأنقرة .
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان عاد إلى الظهور بعد هذه الاضطرابات متوعدا بمعاقبة الانقلابيين ،مذكرة بأن هذه المحاولة الانقلابية أسفرت عن وفاة على الاقل 90 شخصا وجرح أزيد من 1100 آخرين.
من جانبها كتبت صحيفة (برلينر تسايتونغ) ، أن الانقلابيين فور قيامهم بمحاولة الانقلاب أعلنوا أنهم تمكنوا من مقاليد الحكم في البلاد وفرض الأحكام العرفية إلا أن أردوغان دعا الشارع إلى التحرك مشيرة إلى أن محاولة الانقلاب تسببت في مقتل ما لا يقل عن 90 شخصا وإصابة 1154 شخصا بجروح .
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا ألقي القبض على أكثر من 1500 من الجنود المخربين المزعومين.
وبخصوص اعتداءات نيس كتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) ، إن العالم يشارك أحزان فرنسا الجريحة إثر حادث مقتل 84 شخصا من قبل قاتل اختار الزمان والمكان وفرصة للقيام بعمليته ، إذ أن فرنسا كانت تحتفل بعيدها الوطني ، عيد الحرية أو يوم الباستيل ، الذي يرمز إلى الديمقراطية ونشر حقوق الإنسان ، وليس فقط موعدا للعرض العسكري في الشانزليزيه .
وأضافت الصحيفة أنه في هذا الوقت الذي تحتفل فيه كل مدينة وكل قرية في فرنسا بهذا العيد ، وفي خضم هذه السعادة يتدخل القاتل لينزع هذه الفرحة.
وفق صحيفة (باديشه تاغبلات) ، فإن الاعتداء الوحشي في نيس تم خلال الاحتفال بيوم له قيمة رمزية عالية لدى الفرنسيين ، ويأتي ايضا بعد سلسة من الهجمات الإرهابية التي استهدفت فرنسا التي كانت قد قررت رفع حالة الطوارئ والعودة إلى الوضع الطبيعي.
وفي بلجيكا، اعتبرت (لاليبر بلجيك) في مقال تحت عنوان " نيس، 14 يوليوز 2016 "، " أن الكلمات تعجز على التعبير عن الرعب والعمل الإجرامي الذي ارتكبه تونسي بنيس ".
وتساءل كاتب العمود " لدينا نفس الشعور : الغضب والألم وعدم الفهم. لكن ماذا نقول ؟ وما العمل ؟ ".
وقدمت الجريدة ثلاثة أجوبة وهي " عدم الخضوع للخوف والتعايش مع شكل جديد من الإرهاب"، وتفادي القول إن الإرهابيين سيضربون مهما كانت الاحتياطات التي سنتخذها ".
ودعت الجريدة إلى " الحفاظ على قيمنا وعلى التعايش بين الجميع مهمها اختلفت أصولهم، ودياناتهم، في حياتنا وأحيائنا ومدننا ".
أما (لوسوار) فأكدت أنه " لا يمكننا أن نتعايش مع الرعب " داعيا إلى تفادي الشعور بالضعف، الذي سيمكن دائما، مهما كانت الوسائل المتوفرة لضمان الأمن ، شخصا غير معروف لدى أجهزة المخابرات من قيادة شاحنة لقتل الأبرياء ".
وفي سويسرا، كتبت (لاتريبون دو جنيف) أن الأمر الأكثر خطورة هو تكرار مشاهد الرعب الذي أصبح طبيعيا ويندرج في عهد جديد، عهد الإرهاب ".
واعتبر كاتب العمود أن فرنسا أصبحت هدفا مفضلا للأعمال الإرهابية، مشيرا إلى أن الهجوم الذي وقع في نيس هو الثالث من نوعه فوق التراب الفرنسي خلال ثماني عشر شهرا.
أما صحيفة(24 أور) فأشارت إلى أن الترويج للرعب في البلدان التي تحارب الجهاديين أصبح توجها عمليا تعمل داعش على دعمه بعد تراجعها في الشرق الأوسط.
وأكدت صحيفة (لوطون) أن استغلال الخوف سيكون في 2017 سلاحا للحملة الانتخابية، مضيفا أنه في جميع الحالات فإن الحرب الداخلية التي يجسدها هجوم نيس تشكل أول جبهة.
وفي بريطانيا اهتمت الصحف بدورها بالهجوم المميت الذي وقع في نيس الفرنسية، وبمحاولة الانقلاب العسكرية في تركيا.
وهكذا عادت (التايمز) إلى الرعب الذي خلفه هجوم نيس والذي أودى بحياة 84 شخصا، بينهم أطفال، حين دهس سائق شاحنة الحشد الذي حضر لمشاهدة الألعاب النارية بمنتزه الانجليز، قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وترديه قتيلا، مشيرة إلى أنه بعد هذه المجزرة تم تمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر أخرى.
من جهتها أشارت (الغارديان) إلى صدمة وحزن الفرنسيين بعد هذا الهجوم المروع الذي نفذه محمد لحويج بوهلال، 31 سنة، متزوج وله ثلاثة أطفال، الذي كان يقيم في نيس وكان معروفا لدى الشرطة، لكن ليس بسبب الإرهاب أو التطرف، مشيرة إلى أن القاتل كان موضوع مراقبة قضائية بعد شجار مع سائق إحدى السيارات.
وبحسب صحيفة (ديلي اكسبرس)، فإنه كان قد تم وضع السائق التونسي تحت الحراسة النظرية في مايو الماضي بتهمة العنف بعد مشادة كلامية في الشارع مع سائق إحدى السيارات، وأوردت شهادات بعض الجيران الذين وصفوه ب"المنعزل" و"الصامت"، فيما قال آخرون إنه مضضرب بعد انفصاله عن زوجته.
أما (الديلي تلغراف) فاهتمت بمحاولة الانقلاب في تركيا، وعودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مطار أتاتورك باسطنبول حيث استقبله حشد كبير من أنصاره، مضيفة أن رجل تركيا القوي هنأ أنصاره على نزولهم للشارع للدفاع عن بلدهم، ووصف العملية ب"خيانة" قام بها جنود انقلابيون مرتبطون بخصمه فتح الله غولن، اللاجئ بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي فرنسا واصلت الصحف اهتمامها باعتداء نيس الارهابي، إذ ذكرت صحيفة (ليبراسيون) أنه يبدو أن الحصيلة الثقيلة لاعتداء نيس، والسلاح المستعمل، ورمزية تاريخ وقوعه، واصل السائق، كلها عناصر ترسم هوية من يقف وراء الهجوم الذي قد يكون تنظيم الدولة الاسلامية أو تنظيم القاعدة، مشيرة الى انه اذا لم يكن هناك من يقف بشكل مباشر وراء الهجوم، فإننا نتصور اذن مجندا من الداخل يدين بالولاء لأحد هاتين المجموعتين.
من جهتها قالت صحيفة (لوموند) انه كان يعتقد ان المدينة مستعدة لجميع الاحتمالات مشيرا الى ان كل التمارين الاستباقية لم تكن كافية.
وذكرت الصحيفة ان مدينة نيس استعدت خلال الاشهر الاخيرة لاحتمال وقوع هجوم ارهابي، موضحة ان المدينة التي تحتضن في فبراير من كل سنة ثالث كرنفال اكثر اقبالا في العالم بعد ريو والبندقية كانت قد اعتمدت اجراءات امنية خاصة وضعتها وزارة الداخلية.
من جانبها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان الهجوم الارهابي تم التحضير له بشكل مسبق ذلك ان محمد لحويج سائق شاحنة التبريد التي تصل حمولتها الى 19 طنا ، والذي قتل دهسا على الاقل 84 شخصا ضمنهم عشرة اطفال وشبان، استأجر الشاحنة ثلاثة ايام قبل المأساة.
========================
ملامح الصحافة الفرنسية
تاريخ النشر: الأحد 17 يوليو 2016
بين هجوم «نيس» وانقلاب تركيا.. ومهمة ماي الصعبة في بريطانيا
لوموند
نشرت صحيفة لوموند، أول من أمس، افتتاحية بعنوان: «في نيس، العنف، من جديد»، تحدثت فيها عن تداعيات العملية الإرهابية التي وقعت في الليلة السابقة لذلك في مدينة نيس الفرنسية، حيث دهس سائق شاحنة الجمهور المحتفل باليوم الوطني الفرنسي، موقعاً أكثر من ثمانين قتيلاً، وعدداً آخر من المصابين. وقالت الصحيفة: ابتداءً، إن الرعب، والحزن، والغضب، كانت هي عنوان اللحظة، بعد وقوع هذا العمل الهمجي الإرهابي، الذي أوقع أعداداً كبيرة من المدنيين العزل وخاصة من النساء والأطفال. فهذه المجزرة الجديدة التي وقعت في فرنسا، تنضاف إلى هجمات يناير ونوفمبر من العام الماضي، وإن كانت الوسيلة التي اختارها الإرهابي هذه المرة أشنع وأبشع، وهي تعمد استهداف الجمهور المتفرج على احتفالات 14 يوليو، في منطقة «ممشى الإنجليز»، بنيس، ودهسهم بشاحنة. ومثل هذا الهجوم لا يمكن إلا أن يكون إرهابياً وهمجياً، إلى أبعد الحدود.
ولا يخفى أن القاتل تعمد اختيار الوقت وهو ليلة الاحتفالات بـ14 يوليو، التي تحيّي فيها فرنسا قيم ومعاني الحرية وحقوق الإنسان، أي كل ما يخيف ويرعب القتلة الهمجيين المتطرفين. كما تعمد أيضاً اختيار المكان والتوقيت، في ساعة تجتمع فيها العائلات، وخاصة النساء والأطفال، لمشاهدة عروض الألعاب النارية والفاعليات المصاحبة عادة للاحتفال في كل أنحاء فرنسا. ولذا كانت النتيجة مجزرة قتل فيها أكثر من 80 مع عدد كبير آخر من الجرحى، بعضهم في حالات صحية صعبة. وحتى إن استبعدنا كون المهاجم مجنوناً، أو مختلاً عقلياً، فقد جرى التفكير فعلاً في هذه الفرضية. وقد كان القاتل على كل حال، راغباً في قتل أكبر عدد ممكن من الناس، وتعمد اختيار زمان ومكان لهما رمزيتهما الخاصة، وهذا لا يخلو من دلالة أيضاً.
وقالت الصحيفة إن فرنسا خرجت للتو من قرابة شهر كامل من التعبئة الأمنية المصاحبة لكأس أوروبا لكرة القدم، التي ظلت خلالها في حالة استنفار وتوجس من احتمال وقوع أي عمل إرهابي، وقد نجحت أجهزة الأمن الفرنسية في ضمان أجواء آمنة للتجمعات والفعاليات خلال هذه البطولة الرياضية الكبرى، حتى انتهت دون وقوع مكروه. ويستحق الرجال والنساء العاملون في صفوف الشرطة والدرك الفرنسيين شكراً على هذا، بكل تأكيد. ولكن هذا لا يعني أيضاً أنه لا توجد الآن أسئلة عديدة مثارة حول مدى فاعلية التدابير المتخذة لحماية فرنسا والفرنسيين من أي هجوم إرهابي، وعلى سبيل المثال فقط ثمة الآن سؤال مطروح فعلاً ومشروع، هو: كيف سمح بسير الشاحنة على الطرقات، في ذلك التوقيت وذلك المكان تحديداً، حيث الأعداد الكبيرة من المشاة المحتفلين في مدينة نيس؟
ودحضت الصحيفة أي محاولة ربط بين تكرار الهجمات الإرهابية ضد فرنسا وأي التزام فرنسي في الخارج، وذلك لأن الإرهابيين لم ينتظروا حتى تتدخل فرنسا في سوريا، لكي يهاجموها، فقد ظل استهدافهم لها متواصلاً منذ زمن بعيد، وقد تكرر حتى قبل انخراطها ضمن الحملة الدولية الرامية للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، وقد فعلت ذلك أصلاً بعدما ثبت بالأدلة القاطعة أن هجمات يناير من العام الماضي في فرنسا قد جرى التخطيط لها في ضواحي مدينة الرقة، معقل تنظيم «داعش». وفي المجمل فإن فرنسا ستظل ملتزمة بمواجهة الإرهاب، ولن تثني إرادتها مثل هذه الهجمات الغادرة، سواء أكانت بتخطيط من «داعش»، أو بمبادرة من «ذئاب منفردة» متطرفة، ولن تزيدها إلا تصميماً وقوة التزام تجاه الحرب على الإرهاب.
ليبراسيون
نشرت صحيفة ليبراسيون يوم أمس مقالاً كتبه رجب دوران، مراسلها في إسطنبول، حول محاولة الانقلاب التي جرت في تركيا مساء ليلة الجمعة- السبت، مُركزاً في مقاله بشكل خاص على الجوانب التاريخية والسياسية من تدخلات الجيش التركي وانقلاباته، وخلفيات ذلك في المدى الزمني القريب، والبعيد. وجاء المقال بعنوان: «الانقلاب، تقليد لدى العسكريين الأتراك»، حيث مضى الكاتب مستعرضاً تاريخاً طويلاً من تدخلات المؤسسة العسكرية التركية في الحياة السياسية منذ أيام السلطنة العثمانية، حيث كان جنود الانكشارية، وهم نخبة مشاة الجيش العثماني، كثيراً ما يتمردون ويهددون الباب العالي في حال تأخر مرتباتهم، أو لأية أسباب نقمة أخرى قد تنتابهم. وبعد خلع المؤسسة العسكرية وقائدها أتاتورك لآخر السلاطين العثمانيين في سنة 1923 وتأسيس الجمهورية، استمر أيضاً تقليد تدخل الجيش في الحياة السياسية، وتمثل ذلك في نوع من الوصاية والحماية للمبادئ العلمانية الكمالية، ظل الجيش يحتفظ به لنفسه، وهو ما دفعه للانقلاب على عدة زعماء سياسيين أتراك، وقد سجلت أربعة انقلابات عسكرية في تركيا منذ عام 1960: الأول في 27 مايو 1960 ضد حكم مندريس- بايار. والثاني في 12 مارس 1971 ضد حكومة ديميريل. والثالث في 12 سبتمبر 1980 ضد حكومة تحالف من اليمين. والرابع في 28 فبراير 1997 ضد الحكومة الإسلامية- المحافظة بزعامة نجم الدين أربكان. هذا فضلاً عن ثلاث محاولات انقلابية كبرى أخرى تم إفشالها.
واعتبر الكاتب أن تدخلات الجيش في الحياة السياسية التركية تقع في الغالب تحت مبرر من مادة في الدستور تنص على «دور ورسالة القوات المسلحة» ومن ذلك مثلاً أنه يحق للعسكريين وضع أيديهم على السلطة «في حالة وجود خطر على وحدة الدولة والأمة»، وهي القاعدة التي تستند إليها عادة معظم الانقلابات في تركيا.
لوفيغارو
في صحيفة لوفيغارو كتبت كل من أنجيليا ديوركاييف وكاميل مارتينو تغطية لزيارة رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي إلى سكوتلندا، التي حرصت على جعلها أول محطة لها منذ توليها للمنصب، حيث ذهبت لإقناع رئيسة وزراء حكومة سكوتلندا بضرورة العدول عن التفكير في الخروج من المملكة المتحدة، أو التفكير في تنظيم استفتاء جديد حول البقاء أو الخروج من المملكة المتحدة، بعد النتيجة التي تكشف عنها استفتاء «البريكسيت» وكانت صادمة لأغلبية الاسكوتلنديين الذين صوتوا بنسبة 60% لصالح البقاء في أوروبا، وهم يشعرون بأن مصالحهم أكثر ارتباطاً بأوروبا القارية من أي منطقة أخرى داخل بريطانيا.
وقد ظلت رئيسة وزراء اسكوتلندا منذ ظهور نتائج البريكسيت، وتأكُّد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهي تلمح إلى خروج آخر ممكن لاسكوتلندا، احتراماً لإرادة ناخبيها الراغبين في البقاء ضمن أوروبا. وقد أبدت ماي خلال زيارتها لإدنبرة نوعاً من المرونة والتفهم لخصوصية الموقف الاسكوتلندي، متمنية ألا تضطر لاستدعاء المادة رقم 50 من اتفاقية ليشبونة، خلال أطوار التفاوض على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وخاصة أن ثمة اختلافاً واسعاً واستقطاباً في الآراء داخل بريطانيا نفسها حول مستقبل العلاقة مع الاتحاد. كما أبلغت رئيسة الوزراء الاسكوتلندية بأنها ترغب في أن تواكب الحكومة الاسكتلندية كافة جهود التفاوض مع أوروبا، وذلك لطمأنتها وإشراكها في جهود خروج آمن يراعي تطلعات وتوجهات الاسكوتلنديين، وإن كانت ماي أيضاً لم تخفِ معارضتها لإجراء أي استفتاء جديد في اسكوتلندا حول البقاء أو الخروج من المملكة المتحدة. ويبقى السؤال أخيراً: هل تنجح ماي في النهاية بإقناع الشركاء في الداخل، والخارج، بمقاربتها، أم أن في الأفق تجاذباً داخلياً وخارجياً أعمق وأكثر تعقيداً؟ هذا هو سؤال اللحظة الآن.
إعداد: حسن ولد المختار
========================