الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/7/2017

سوريا في الصحافة العالمية 17/7/2017

18.07.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.alwasela.com/105856 http://www.alghad.com/articles/1723222-وقف-إطلاق-النار-الجديد-في-سورية-هل-هو-مختلف؟ http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1454849-نيويورك-تايمز--رغم-هلاكها--لماذا-تخشى-اﻷنظمة-العربية-اﻹخوان؟ http://www.all4syria.info/Archive/427007 https://www.elwehda.com/news/2198109/اخبار-اليوم---فورين-بوليسي -كيف-يتعامل-ترامب-وماكرون-مع-الأسد؟.html
الصحافة البريطانية والعبرية : http://www.bbc.com/arabic/inthepress-40627334 http://www.lotus-news.com/world-news/152404.html http://www.elnashra.com/news/show/1119445/ديلي-تلغراف:-بريطانيا-وافقت-على-فرض-عقوبات-على-الن http://jpnews-sy.com/ar/news.php?id=123590
 
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز: ترامب سيمر بأوقات عصيبة لإدارة نهج العلاقات مع روسيا
http://www.alwasela.com/105856
شروق الدقادوسي
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة اليوم الأحد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيمر بأوقات عصيبة لإدارة علاقات بلاده مع روسيا، التي اتصفت بتوتر شديد أكثر من أي وقت مضى منذ انتهاء الحرب الباردة، حتى بدون الأخذ في الاعتبار فضيحة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وقالت الصحيفة – في افتتاحيتها الأسبوعية المنشورة على موقعها الإلكتروني - إن الاختلافات المعقدة بين البلدين لن تُحل بسهولة.
علاوة على ذلك، أظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التزاما قاسيا تجاه الحفاظ على هيبة بلاده وإعادتها إلى مكانتها ومجدها القديم، ولكن من دون مساعدة الغرب في بناء عالم أكثر استقرارا.
واعتبرت الصحيفة أن محاولات ترامب لتحسين العلاقات مع موسكو لا تعد شيئا خاطئا، لاسيما مع الأخذ في الاعتبار أهمية روسيا كدولة نووية لديها حق النقض "الفيتو" داخل مجلس الأمن الدولي.
ومع ذلك، أضافت الصحيفة "أن هذا الأمر لايعني أنه من الحكمة أن تقلل واشنطن من أهمية التهديدات التي تشكلها جهود بوتين لإضعاف حلف شمال الأطلسي /الناتو/ وتخريب الإجراءات الديمقراطية والمؤسسات في أوروبا وأمريكا، وكذلك دورها في الحرب الالكترونية وزعزعة استقرار أوكرانيا وتأمين نفوذها في سوريا. والحقيقة أن بعض مسئولي الإدارة الأمريكية يدركون هذه الحقائق الغائبة على ما يبدو عن ذهن ترامب".
وتابعت الصحيفة "أن مثالا على ذلك يتمثل في الإشارات المتناقضة التي أبداها ترامب بشأن الحفاظ على العقوبات ضد روسيا.
ففي خلال رحلته إلى باريس، أخبر ترامب الصحفيون بأنه لا يفكر في رفع هذه العقوبات.. مع ذلك، وبعد بضع دقائق، أكد ترامب أنه ناقش القضية باختصار مع ترامب بل وترك الباب مفتوحا أمام تخفيف العقوبات كجزء من اتفاق حول أوكرانيا أو سوريا".
وإكمالا للإشارات المتناقضة من جانب واشنطن، أشارت الصحيفة إلى تصريح وزير الخارجية ريكس تيلرسون في كييف الأسبوع الماضي بأن بلاده لن ترفع العقوبات على روسيا ما لم تعيد الأخيرة كامل الأراضي إلى أوكرانيا، والمشكلة تتمثل في أن ترامب اعترض في السابق على تصريحات تيلرسون.
في السياق ذاته، أوضحت الصحيفة أن بوتين يسعى حاليا لرفع جميع العقوبات المفروضة على بلاده، والسبب يعود إلى تعثر أداء الاقتصاد الروسي الذي يعتمد بشكل كبير على النفط. كما يسعى مساعدوه الآن للضغط على واشنطن من أجل إعادة بنايتين دبلوماسيتين في ولايتي نيويورك ومريلاند بعد أن تم إغلاقهما كجزء من رد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما على أنباء التدخل في الانتخابات واستغلال هاتين البنايتين من أجل التجسس.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى حقيقة أن ترامب بدا متفقا مع بوتين في اقتراح خلق مجموعة عمل مشتركة لمكافحة الأمن الإلكتروني، وهو اقتراح تراجع عنه ترامب فيما بعد عقب تعرضه لموجه من الانتقادات الحادة من جانب الحزبين.
مع ذلك، وأخيرا، رصدت "نيويورك تايمز" بعض المؤشرات الإيجابية في العلاقات بين البلدين، بما في ذلك اتفاقهما على وقف اطلاق النار في جنوب غرب سوريا وتعيين كورت فولكر، السفير الأمريكي السابق لدى الناتو والمعروف بآراءه الحادة تجاه روسيا، كمبعوث خاص للعمل مع روسيا بشأن أوكرانيا.
========================
مجلس الاطلسي :وقف إطلاق النار الجديد في سورية: هل هو مختلف؟
http://www.alghad.com/articles/1723222-وقف-إطلاق-النار-الجديد-في-سورية-هل-هو-مختلف؟
فريدريك سي. هوف* - (مجلس الأطلسي) 10/7/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يعد الهدوء النسبي السائد في جنوب غرب سورية بدءاً من يوم الأحد 9 تموز (يوليو) الحالي شيئاً جيداً. فقد توقفت قنابل البراميل التي يستخدمها نظام الأسد عن السقوط على المناطق السكنية المدنية. وتضاءل احتمال زيادة اللجوء السوري في اتجاه الأردن. فهل يكون وقف إطلاق النار هذا مختلفاً عن سابقه الفاشل، اتفاق "وقف الأعمال العدائية" الذي أبرم في أوائل العام 2016؟ أم أنه مجرد توطئة للمزيد من القتل الجماعي؟
الفرق بين شباط (فبراير) 2016، عندما تم إعلان الاتفاق على وقف الأعمال العدائية سيئ المصير والآن هو فرق كبير من حيث الإمكان. أما إذا كان باستطاعة هذا الإمكان إنتاج وقف لإطلاق النار يصمد أو حتى يتوسع، فهو ما ستكشفه الأيام. وكما أوضح المسؤولون الأميركيون، فإن كل ما هو متاح الآن حول آلية وقف إطلاق النار هو إعلان.
قبل سبعة عشر شهراً، كانت منطقة شرق حلب ما تزال في أيدي الثوار. ولذلك كان من الضروري لنظام الأسد وروسيا النهاية استبدال وقف الأعمال العدائية بحملة جوية تركز بشكل موسع على المدنيين، وخاصة المرافق الطبية. وشكل المقاتلون الأجانب بقيادة إيرانية جزءاً أساسياً من الحملة العسكرية من أجل تأمين كل حلب للنظام.
في منتصف العام 2017 شكلت منطقة جنوب غرب سورية، من وجهة نظر موسكو، مكاناً سياسياً جذاباً لإضفاء الاستقرار عليه. نعم، فالكرملين يفضل رؤية هذه المنطقة وكل سورية وهي تصبح اسمياً تحت سيطرة نظامها العميل في دمشق. لكنها تحترم القوة العسكرية للقوات المعادية للنظام في الجنوب الغربي، وتخشى من أن إمكانية إغراق الأردن في أزمة لجوء محتملة ومزعزعة للاستقرار يمكن أن تزيد من شهية إسرائيل لتوجيه ضربات جوية ضد قوات النظام ورجال المليشيات التي تقودها إيران. ولذلك، فإن إضفاء الاستقرار على الجنوب الغربي يمكن أن يساعد على حماية النظام.
في العام 2016 تعامل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف بازدراء تام مع نظيريهما الأميركيين. وكان الرئيس لأوباما قد أعلن عن أن العد التنازلي لـ"خطه الأحمر" في العام 2013 يشكل لحظته الأكثر فخراً. وجمعت دبلوماسية وزير الخارجية الأميركية جون كيري السورية طاقة لا حدود له، وإنما بتأثير يعاد الصفر. وبالنسبة لساكني الكرملين، أصبحت الولايات المتحدة في سياق سورية، وربما أبعد من ذلك، مادة للضحك.
صباح يوم 7 نيسان (أبريل) الماضي، خفَت الضحك عندما هبطت صواريخ أميركية على القاعدة الجوية السورية التي كان انطلق منها قبل أيام هجوم كيميائي مميت على المدنيين (في خان شيخون). ولاحقاً، أوضحت واشنطن لموسكو، بالإضافة إلى النظام السوري وإيران، أن أي هجمات كيميائية أخرى سوف تستجلب ردوداً مشابهة، وأن القوات المدربة والمجهزة أميركياً والتي تقاتل "داعش" سوف تكون محمية من أي هجمات تشنها عليها قوات النظام وداعموه. ويحسب لمعظم المسؤولين الكبار السابقين في إدارة أوباما أنهم كانوا إما داعمين لاستعادة المصداقية الأميركية، أو معتصمين بالصمت.
الفوارق بين ذلك الحين والآن مدهشة، لكنها بالكاد مهمة. وتأتي حقيقة أن أهميتها ليست محددة حتى الآن من واقع أن وقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية وترجمته إلى شيء إيجابي من الناحية السياسية هو شيء كله بيد روسيا. وكما كان الحال في أوائل العام 2016، ليس هناك أي أميركي أو غربي أو "غيرهم" لو اختارت توليفة من قوات نظام الأسد وإيران وروسيا استئناف حملة عسكرية تركز على المدنيين. أما إذا كانت هناك أي قيمة فعلية في هذه المبادرة غير وقف القصف الإرهابي للنظام، فهو مرهون كلية برغبة وقدرة موسكو على منع سورية من أن تكون مشروعاً إجرامياً مشتركاً لعائلة الأسد والإيرانيين؛ دولة فاشلة جاذبة للإرهابيين العابرين للقوميات.
في الحقيقة، قد ينطوي جزء من حسابات روسيا على وضع جنوب غرب سورية على الثلج بحيث يأخذ النظام وروسيا وإيران الفائدة الكاملة من وراء دعوة القيادة الوسطى الأميركية لنظام الأسد لإعادة تأسيس نفسه في شرقي سورية، شريطة تركيز نيرانه ونيران رجال المليشيات الشيعية الأجنبية المدعومة إيرانياً على "داعش" بدلاً من الذين يحاولون القضاء على الخلافة. وقد توجت دعوة القيادة الأميركية الوسطى سياسة استقرار ما بعد داعش وفشل التخطيط بمقدار ملحمي، والذي لا يخضع شرق سورية لنوع حكم الأسد الذي كان قد فتح الفراغ الذي ملأه "داعش" أولاً فقط، وإنما يتيح المزيد من الفوضى التي تحدثها الميليشيات الشيعية سيئة الانضباط، والتي تعيث فساداً بشكل مسعور في منطقة سنية في أغلبيتها. ومن خلال تجميد جنوب غرب سورية، قد تمكِّن موسكو النظام وإيران من حشد القوات البرية المطلوبة للاستفادة إلى الحد الأقصى من دعوة القيادة الوسطى الأميركية.
إذا كان سيناريو "قم بتجميد الجنوب الغربي لتأخذ الشرق" يدفع استراتيجية روسيا، فإن المرء قد يجنح إلى افتراض أن وقف إطلاق النار اليوم سيسلك في نهاية المطاف الطريق نفسه التي سلكها من قبله اتفاق وقف الأعمال العدائية بالأمس. ومن الممكن التخفيف من هذه الاحتمالية في جزء منها إذا قالت واشنطن لموسكو في حديث خاص بأنها تحتفظ لنفسها بحق الرد عسكرياً على أي عمل إبادة جماعية للمدنيين يرتكبه نظام الأسد، وليس فقط على الأعمال التي تنفذ بأسلحة كيميائية. وفي الحقيقة، من الممكن تطبيق هذا النوع من "وإلا" بشكل مفيد على وقف إطلاق النار الراهن إذا استخدم النظام -كما سبق وأن فعل في أوائل العام 2016– تواجد عناصر القاعدة كتبرير لإرهاب وقتل وتشويه المدنيين.
ليس من اللباقة ببساطة اعتبار مبادرة وقف إطلاق النار نسخة مكررة من تلك التي فشلت في العام 2016. ومن الممكن أن تشي رغبة روسيا الظاهرية في نشر شرطة عسكرية على الأرض كمراقبين بأنها حصلت على موافقة النظام وإيران على شيء قد يدوم أكثر من عشرة أيام.
مع ذلك، سيكون ترك الولايات المتحدة كل الأوراق بيد الكرملين خطأ. وقد يكون الوقت متأخراً جداً لمساعدة حكم محترم لغير الأسد بتأسيس نفسه في مناطق شرق سورية المحررة من "داعش". ولكن تبقى ثمة حقيقة واحدة غير قابلة للتغيير في سورية: ليس هناك شيء واحد إيجابي يحدث سياسياً إذا ظل المدنيون نقطة الهدف الرئيسية -عين الثور- عند النظام. وهو على وجه التحديد السبب في أن القتل الجمعي والعقاب الجماعي يشكلان محور استراتيجية الاستدامة السياسية لعائلة الأسد. وإذا كانت واشنطن ترغب في تعقيد وقمع قدرة النظام على ارتكاب جرائم جماعية -وليس فقط في جنوب غرب سورية باستخدام الأسلحة الكيميائية- فإنها ستحصل على ورقة دبلوماسية قوية للعبها من أجل مستقبل لسورية، بحيث لا تكون جثة نازفة تتغذى عليها عائلة الأسد وإيران والمتطرفون الذين يفرخونهم ليهددوا الغرب لأجيال مقبلة.
========================
نيويورك تايمز: رغم هلاكها.. لماذا تخشى اﻷنظمة العربية اﻹخوان؟
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1454849-نيويورك-تايمز--رغم-هلاكها--لماذا-تخشى-اﻷنظمة-العربية-اﻹخوان؟
جبريل محمد 16 يوليو 2017 20:07
"رغم هلاكها لا تزال جماعة الإخوان تثير الخوف.. أعضاؤها يتساءلون لماذا؟" تحت هذا العنوان سلط الكاتب "باتريك كينجسلي" في تقرير نشر بصحيفة "نيويورك تايمز" اﻷمريكية الضوء على أسباب الخوف الذي يعتري الكثير من اﻷنظمة العربية من الجماعة التي واجهت قمعا شديدا في مصر.
 
وفيما يلي نص التقرير:
سخر مجدي شلش، مصرى يعيش فى تركيا، من اﻷحداث التي وقعت في الشرق اﻷوسط خلال الفترة اﻷخيرة.
 سبب المواجهة بين الدول العربية بقيادة السعودية والإمارات ومصر، مع قطر يرجع لدعم جماعة الإخوان المسلمين، وهي الحركة التي يدعمها شلش.
 أداء الجماعة يقولون إنها جماعة إرهابية تسعى لهدم النظام العربي القائم، وليس فقط في مصر، ولكنها تمتد إلى دول مثل السعودية والإمارات.
مع ذلك، فإن أعضاء من الجماعة الذين يقبع كثير منهم في السجن بمصر أو في المنفى، يقولون إن الجماعة منقسمة، وقدرتها حاليا ضعيفة في السيطرة على أعضائها، ناهيك عن حكومات الشرق الأوسط.
 وفي إشارة لقيادات جماعة اﻹخوان، قال شلش:" نحن نجلس هنا في تركيا لا يمكننا فعل أي شيء".
هذا الشعور بالعجز جديد، وفي 2011، بدا أن الجماعة أو فروعها هي القوة القادمة في السياسة الإقليمية، وكانت المحرك لمعظم الانتفاضات التي تحدت النظام القديم في العديد من دول الشرق الأوسط.
 في مصر، انتخب محمد مرسي رئيسا للبلاد، وفي تونس، ظهرت النهضة - وهي حزب تابع لجماعة الإخوان - في البداية كأقوى فصيل ما بعد الثورة، ولعبت الجماعة في سوريا دورا رئيسيا في الانتفاضة ضد حكومة بشار الأسد.
كل هذا أخاف حكام السعودية والإمارات، ومثل الإخوان، تلتزم الأسر الحاكمة في السعودية والإماراتية بالتعاليم الإسلامية السنية، لكن الرؤية الأكثر شعبية التي تروج لها الإخوان تهدد ضمنا نظام الملكية الوراثية لمنطقة الخليج العربي.
 وقال الباحث شادي حامد، مؤلف "الاستثناء الإسلامي":" الإخوان يقدمون نوعا مختلفا من الشرعية الدينية"، وهو استكشاف للإسلام السياسي في القرن الحادي والعشرين، وهذا النهج سيظل التهديد الوحيد طويل الأمد أمام المملكة والإمارات".
وفي حين أن بعض الجماعات التابعة للإخوان بما في ذلك النهضة وحماس تحتفظ بمكانة بارزة، فقد تم سحق الفرع اﻷم في مصر.
 ومنذ اﻹطاحة بمرسي عام 2013، بدعم من السعودية وحشود ضخمة من المتظاهرين المصريين، اعتقل الآلاف من أعضاء الجماعة أو قتلوا، وتمكنت أقلية من الفرار، بعضهم إلى قطر ولكن معظمهم لتركيا، حيث وجد نحو 1500 شخص ملاذا لهم.
يعيش العديد منهم في ينبوسنا، وهي ضاحية مغمورة على بعد عدة أميال من وسط إسطنبول، بعضهم له اهتمامات تجارية وبعضهم تعليمية.
 القادة غير قادرين إلى حد كبير، وهم يناضلون للحفاظ على مستويات الاتصال الأساسية مع زملائهم في الوطن، وبعضهم، كما يقول المنفيون، اعتقلوا بعد التحدث مع أعضاء الجماعة في تركيا.
وقال "أيمن عبد الغني" المتحدث باسم الجناح السياسي لجماعة الإخوان:"الاتصالات على المستوى البشري والسياسي مستحيلة لأن الناس هناك يختبئون.. حتى لو كان لديك أحد أفراد العائلة .. فمن الصعب التواصل معهم".
 الإخوان في المنفى يفعلون ما في وسعهم للمسجونين، ويجمعون الأموال لأسر المحتجزين.
ولكن الموارد أصبحت نادرة أكثر مما كانت عليه في السابق، وقال أحمد جاد، عضو سابق في الجناح السياسي للجماعة: الحكومة المصرية استولت على العديد من الشركات ويكافح معظمهم للعثور على عمل في تركيا.
لكن المشكلة الأكبر في الإخوان هي الانقسام داخل الجماعة حاليا، وبمجرد أن تكون المؤسسة ذات تسلسل هرمي صارم، فإن أعضاء المجموعة يختلفون حول كيفية مواجهة الديكتاتورية المصرية الحالية؛ خاصة مع سلسلة اﻷخطاء التي وقعت خلال فترة تواجدها في السلطة.
وانقسمت المجموعة الآن بين أولئك الذين يدعمون للتسلسل الهرمي القديم، وفصيل أصغر يحبذ مواجهة أكبر مع الدولة المصرية، وقال شلش: "إذا خرج الثوار إلى الشارع، ينبغي أن يكونوا قادرين على حماية أنفسهم.. لا نبدأ العدوان.. فقط نحمي أنفسنا".
 ثم هناك أعضاء في الجماعة المنفيين لا يؤيدون أيا مما سبق، من أمثال عبد الله كريوني، طبيب يبلغ من العمر 31 عاما يجد أن كلا النهجين غير واقعيين، وقال المجموعة الأولى "لا تزال تنتظر من الله أن ينصرها دون إتقان الأدوات السياسية التي تمكنها من ذلك .. والمجموعة الثانية قد تقود البلاد إلى تجارب مماثلة مثل سوريا والجزائر"، في إشارة إلى الحروب الأهلية التي عاشتها أو  تعيشها تلك البلدان.
وخلال عمليات القمع، قضى أعضاء الإخوان وقتا في المنفى، وهذا أثر على نهجهم السياسي، وتقول مونيكا ماركس، أكاديمية في جامعة أكسفورد:" تماما كما هو الحال بالنسبة لدراستك في الخارج في العشرينات من العمر يمكن أن تؤثر الحياة في الخارج على تفكيرك".
تجدر الإشارة إلى أن تجربة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تبين كيف يمكن للنهجين أن يعملا.
========================
نيويورك تايمز: مِن الإعلام إلى المخدرات.. هكذا تسيطر إيران على العراق بعد أن سلَّمته أميركا وتؤسِّس فرعاً جديداً لحزب الله
http://www.all4syria.info/Archive/427007
كلنا شركاء: نيويورك تايمز- ترجمة هاف بوست عربي
ادخل أي بقالةٍ في العراق وستجد البضائع الإيرانية مُتكدِّسَة فوق الأرفف؛ حليب، وزبادي، ودجاج. افتح التلفاز وسترى قناةً تلو الأخرى تبث برامج متعاطفة مع إيران.
مبنى جديد انتهى بناؤه؟ غالباً جاء الطوب والإسمنت من إيران. وعندما يرغب الشباب العراقيون في الانتشاء، سينتشون على مخدِّراتٍ محظورةٍ هُرِّبَت عبر الحدود الإيرانية.
وهذا بالكاد جزءٌ بسيطٌ مما يحدث.
تعمل الميليشيات المدعومة من إيران عبر البلاد بجِدٍّ على تشييد مَمَر يُنقَل عبره الجنود والأسلحة لقوات وكلائها في سوريا ولبنان. أما في أروقة السلطة في بغداد، فحتى أعلى مسؤولي الحكومة العراقية مرتبةً إما اختير بمباركة إيرانية، أو طُرِدَ بقرار إيراني، وفقاً لما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
وكان البرلمان العراقي صوَّت، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي 2016، لصالح مشروع قانون يلحق قوات الحشد الشعبي بالقوات العراقية، لكن عدداً من النواب الممثلين للمكون السني في العراق قاطعوا تلك الجلسة، معتبرين أن من شأن ذلك أن “يعزز دور إيران في العراق ويزيد من سيطرة الشيعة على الحكم” حسب قولهم.
صدقت إيران
عندما غَزَت الولايات المتحدة العراق منذ 14 عاماً للإطاحة بصدام حسين، رأت في العراق حجر أساس لشرق أوسط ديمقراطي مقابل للغرب، وبُذِلَ من أجل ذلك الغالي والنفيس، إذ فقد 4500 أميركي حياتهم، وأُنفق أكثر من تريليون دولار أميركي لهذا الهدف.
أما إيران، فرأت من اليوم الأول شيئاً آخر: فرصة لصنع عراقٍ تابع، عدوها السابق الذي حاربت ضده بضراوة في الثمانينات بالأسلحة الكيماوية وحرب الخنادق التي شبهها المؤرخون بالحرب العالمية الأولى. وإذا نجحت إيران في مسعاها؛ لن يُشكِّل العراق أي تهديدٍ، وسيكون نقطة انطلاق يتوسع عبرها النفوذ الإيراني في المنطقة.
في ذلك الصراع، انتصرت إيران، وخسرت الولايات المتحدة.
خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ركز الأميركيون انتباههم على الحرب ضد تنظيم (داعش) في العراق، إذ أعادوا نشر خمسة آلاف جندي فيه، وساهموا في طرد الميليشيات من ثاني أكبر مدينة فيه؛ الموصل.
لكن مهمة إيران لم تغب عن ناظريها أبداً، أن تهيمن على جارتها بشكلٍ كاملٍ إلى درجةٍ يعجز فيها العراق عن تهديدها عسكرياً، وأن تستغل البلد لتتحكم بشكل عمليٍّ في ممر يصل طهران بالبحر المتوسط.
يقول هوشيار زيباري: “النفوذ الإيراني متفشٍّ”، ويضيف زيباري الذي خُلِعَ من منصب وزير المالية العام الماضي، 2016، بعد أن شكَّكَت إيران -على حد قوله- في علاقاته بالولايات المتحدة: “لإيران السلطة العليا”.
والزيباري الذي شغل سابقاً منصب وزير الخارجية، اختبر عن قرب قوة السيادة الإيرانية على الدولة العراقية.
يقول الزيباري إن الإطاحة به من وزارة المالية العام الماضي 2016 كانت لأن إيران اعتبرته مقرباً جداً من الولايات المتحدة. وصدَّق على هذه الرواية عضو برلماني شارك في الإطاحة بالزيباري، تحدث بشرط عدم ذكر اسمه تفادياً للغضبة الإيرانية.
وقال الزيباري، مستعيداً الأحداث في حوارٍ معه من قصره الجبلي بشمالي العراق، إن الرئيس باراك أوباما حين التقى بالعبادي، في أواخر سبتمبر/أيلول بالأمم المتحدة، ضغط شخصياً من أجل إنقاذ الزيباري. وحتى هذا لم يكن كافياً.
العبادي الآن في موقفٍ صعب. إن اتخذ أي خطوة يُمكن اعتبارها تصادمية مع إيران، أو من شأنها أن تُقرِّبه من الولايات المتحدة، فإن هذا كفيلٌ بتهديد مستقبله السياسي.
وقال عزت شهبندر، القيادي العراقي الشيعي البارز الذي عاش في المنفى بإيران في عصر صدام حسين: “كان أمامه خياران: الانحياز إلى الأميركان أو إلى الإيرانيين. واختار الأميركان”.
وضاعفت الهيمنة الإيرانية على العراق التوترات الطائفية في المنطقة، إذ استُنفِرَت دولٌ سُنيَّة حليفة لأميركا، كالمملكة السعودية، لمواجهة التوسع الإيراني.
لكن العراق ليس إلا جزءاً من مشروع إيران التوسعي، فقد استخدمت إيران قوتيها الناعمة والخشنة لمد نفوذها في لبنان، وسوريا، واليمن، وأفغانستان، وعبر المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران دولة شيعية، والعراق ذو الغالبية الشيعية كانت تحكمه نخبةٌ من الأقلية السنية قبل الغزو الأميركي.
ونفوذُ إيران في العراق ليس في ازدياد فحسب، لكنه مُتنوِّعٌ أيضاً، ويبرز في الشؤون العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية.
لا سيادة للعراق
وفي بعض المراكز الحدودية في الجنوب، لا وجود لسيادة عراقية. إذ تمر حافلاتٌ مليئةٌ بجنود الميليشيات عبرها إلى إيران بمجرد فحص أوراقهم. يتلقون تدريباً عسكرياً ثم يذهبون إلى سوريا، حيث يقاتلون تحت قيادة الضباط الإيرانيين دفاعاً عن الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي الاتجاه المعاكس، تعبر شاحناتٌ تضخ المنتجات الإيرانية (طعام، وبضائع منزلية، ومخدرات محظورة) فيما أصبح سوقاً حيوياً.
وتقلب إيران الموازين لصالحها في كل جوانب التجارة. لدرجة أنها تجمع القمامة في مدينة النجف بعد اتفاق مجلس المحافظة مع شركةٍ إيرانية خاصة.
ولجأ أحد أعضاء المجلس، زهير الجبوري، في رده، إلى جملة عراقية شائعة الآن: “نستورد التفاح من إيران لنبيعه لاحقاً للحجاج الإيرانيين”.
وعلى المستوى السياسي، تملك إيران عدداً كبيراً من الحلفاء في البرلمان العراقي يُمَكِّنها من تأمين مصالحها. كما منحها نفوذها في اختيار وزير الداخلية، عبر ميليشيا وجماعة سياسية أسستهما إيران في الثمانينات لمواجهة صدام حسين، سيطرةً حقيقية على تلك الوزارة وعلى الشرطة الاتحادية.
والآن، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية الجديدة، بدأت الميليشيات الشيعية في تنظيم نفسها سياسياً لصراعٍ قد يؤدي لزيادة الهيمنة الإيرانية على النظام السياسي في العراق.
ومن أجل تفوُّقٍ أكبر عبر موجات الأثير، تبث قنواتٌ تلفزيونية جديدة تُموِّلها إيران وتربطها علاقات بالميليشيات الشيعية تغطيةً إخبارية تظهر إيران بمظهر حامي العراق، وأميركا بمظهر الدخيل المخادع.
وسعياً منها لكبح إيران، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها ستترك جزءاً من قواتها في العراق بعد انتهاء المعركة مع داعش. ويُذكَر أن دبلوماسيين أميركيين قد عملوا على تعزيز دور قوات الأمن الحكومية في القتال، ودعم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الذي بدا أكثر انفتاحاً تجاه الولايات المتحدة أكثر من إيران.
لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة المفاجئ في عام 2011، لا يزال الاستمرار الأميركي موضع تساؤل، خاصة مع الفشل الكبير في السياسة الخارجية الأميركية في ظلِّ ثلاث إدارات.
أما إيران فكانت تلعب لعبةً أكثر عمقاً؛ إذ استغلت العلاقات الدينية الواسعة مع أغلبية العراق الشيعية والشبكة الأكثر اتساعاً من حلفائها المحليين، كما تُروِّج لنفسها على أنها حامي العراق الوحيد الجدير بالثقة.
طريقٌ إلى البحر
قد لا يبدو المشروع الإيراني الهائل شرقي العراق كبيراً: مجرد طريق ترابي طوله 24 كيلومتراً، يملؤه الحصى، ويمر بالصحراء قرب الحدود في محافظة ديالى، شرقي العاصمة بغداد.
لكنه موطئ قدم جديدة ومهمة لطريق إيران من العراق إلى سوريا، وما يعبره – ميليشيات شيعية، وفود إيرانية، إمدادات عسكرية وتجارية- هو أهم ميزة فيه.
وهو جزءٌ مما يصفه المُحلِّلون والمسؤولون الإيرانيون بأنه طموح إيران الأكثر إلحاحاً: استثمار فوضى المنطقة لفرض نفوذها على العراق وغيره.
وفي النهاية، يقول المُحلِّلون، يمكن لإيران أن تستخدم الممر المُشيَّد على الأرض عن طريق ميليشيات تحت قيادتها، لشحن الأسلحة والإمدادات لوكلائها في سوريا، حيث تعتبر إيران داعماً رئيسياً للأسد، وفي لبنان لحليفها حزب الله.
وعند الحدود الشرقية يوجد معبرٌ شيَّدته إيران مؤخراً وهي المسؤولة عن تأمينه. ويمكن القول إن هذا المعبر غير متوازن، تماماً كالعلاقة بين البلدين. وتتضمَّن حركة مرور الحاجز اليومية حوالي 200 شاحنة إيرانية، تحمل الفواكه والزبادي، والإسمنت والطوب إلى العراق. وفي مكاتب حرس الحدود العراقيين، تُقَدَّم للضيوف حلويات ومشروبات غازية إيرانية.
ولا تعبر شاحناتٌ مُحَمَّلة إلى الناحية الأخرى، إذ يقول وحيد غاتشي، المسؤول الإيراني عن المعبر في حوار معه: “ليس لدى العراق ما يقدمه لإيران”، ويضيف بينما هو جالسٌ في مكتبه والمقطورات تدخل العراق: “يعتمد العراق في كل شيء على إيران، إلا النفط”.
وبالإضافة إلى ذلك، تعد النقطة الحدودية معبراً في غاية الأهمية لقيادة الجيش الإيراني، إذ يرسلون عبره السلاح والإمدادات الأخرى لوكلائهم الذين يحاربون داعش في العراق.
تغيير هوية ديالى
وبعد اجتياح داعش لمحافظة ديالى والمناطق المجاورة في 2014، جعلت إيران تصفية المحافظة، المتنوعة بسكانها السنة والشيعة، أولويةً.
إذ جهَّزت قوة ضخمة من الميليشيات الشيعية، معظمهم تدرب في إيران ويتلقون الاستشارات على الأرض من مسؤولين إيرانيين. وبعد تحقيق انتصارٍ سريع، شرع الإيرانيون وحلفاؤهم في تأمين مصالحهم القادمة في المنطقة، وهي تهميش الأقلية السنية بالمحافظة وتأمين ممر لسوريا.
وقاتلت إيران بضراوة لتُبقي على حليفها الأسد في السلطة، لتبقى على اتصالٍ جغرافي مع أهم مشاريعها في المنطقة، حزب الله، القوة العسكرية والسياسية التي تهيمن على لبنان وتهدد إسرائيل.
كلمة واحدة من اللواء قاسم سليماني، القائد العسكري الأقوى في إيران، أرسلت جيشاً متدافعاً من المقاولين العراقيين ليُجهِّزوا الشاحنات والجرافات لتبدأ في بناء الطريق، مجاناً. وأُمر جنود الميليشيات الموالية لإيران بتأمين الموقع.
عدي الخدران، شيعي يترأس بلدية خالص في ديالى، عضوٌ في منظمة بدر، وهي ميليشيا وحزب سياسي عراقي أُسِّسَ في طهران في الثمانينات لمحاربة صدام حسين أثناء الحرب الإيرانية العراقية.
في ظهيرة أحد الأيام مطلع هذا العام، 2017، بسَطَ خريطةً فوق مكتبه وتحدث متفاخراً عن جهوده في بناء هذا الطريق، الذي قال إنه نُفِّذَ بأمرٍ من اللواء سليماني قائد فيلق القدس، أحد أفرع قوات الحرس الثوري والمسؤول عن العمليات الخارجية.
وكان سليماني قد وجَّه سراً السياسة الإيرانية في العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003، وتسبَّبَ في مقتل مئات الجنود الأميركيين في هجماتٍ شنَّتها ميليشيات تحت قيادته.
يقول الخدران: “أحب قاسم سليماني أكثر من أولادي”.
وكذلك ذكر الخدران أن الطريق الجديد سيكون مختصراً للحجاج القادمين من إيران إلى سامراء، حيث ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري.
لكنه اعترف أيضاً بالأهمية الاستراتيجية الأكبر للطريق، باعتباره ممراً لتأمين وكلاء إيران الممتدين لما بعد وسط وشمالي العراق.
وتحاذي سلسلة الطرق المتصلة غربي الموصل وتمتد لمدينة تلعفر، حيث شيَّدَ المستشارون الإيرانيون والميليشيات قاعدةً في مهبط الطائرات على ضواحيها.
يرى علي الدايني، الرئيس السني لمجلس البلدية هناك، أن “ديالى ممر لسوريا ولبنان، وهذا مهم جداً بالنسبة لإيران”.
يقول الدايني إنه كان عاجزاً عن إيقاف ما وصفه بالهيمنة الإيرانية في ديالى.
وعندما يذهب الدايني إلى العمل، فإنه يمر، على حد قوله، بملصقات لقائد الثورة الإيرانية، آية الله الخميني، أمام مبنى البلدية.
هل إيران أذكى من أميركا؟
ووجّهت للميليشيات التابعة لإيران اتهامات بالإبادة الطائفية الواسعة، وطرد السنة من بيوتهم ليُرسِّخوا الهيمنة الشيعية ويُشكِّلوا منطقةً عازلة على الحدود. ورغم هزيمة داعش في ديالى منذ عامين، لا تزال عائلات السنة التي تملأ المُخيَّمات البائسة عاجزة عن العودة لبيوتها.
وصارت ديالى الآن نموذجاً للطريقة التي ترى بها إيران السيادة الشيعية ضرورية لمصالحها الجيوسياسية.
وترى نجاة الطائي، العضوة السُّنيَّة بمجلس المحافظة، أن “إيران أذكى من أميركا”، وتضيف الناقدة الصريحة لإيران، التي تزعم أن طهران دبَّرَت محاولات اغتيال عديدة ضدها: “حقَّقَت إيران أهدافها على الأرض. أما أميركا فلم تحمِ العراق. فقط أطاحوا بالنظام ثم سلَّموا البلاد لإيران”.
وتحرَّكت الميليشيات الموالية لإيران غرباً بالقرب من سوريا، إذ اشتدت الحرب ضد داعش هناك في الشهور الأخيرة. وسيطرت الميليشيات على مدينة البعاج، ثم تقدَّمت نحو الحدود السورية، ما يضع إيران على شفا إتمام الممر.
الطريق إلى سوريا
وكان مراسل صحيفة الغارديان البريطانية قد شهد، في منتصف يونيو/حزيران 2017، من مدينة البعاج العراقية المحاذية للحدود السورية وصول قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران، بحسب ما نقلت عنها “بي بي سي”، كما حاور أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، الذي قدم إلى البعاج لتحية مقاتليه والإشادة بانتصاراتهم ضد التنظيم المسمى الدولة الإسلامية.
ووصف تشولوف الدمار شبه الكامل الذي وجده في محيط مدينة البعاج، وهو ما فسره أبو مهدي المهندس بقوله “هزمت القاعدة لكنها ما لبثت أن عادت باسم الدولة الإسلامية، وإن لم ندمر كل هذه المنطقة لعاد تنظيم الدولة مجدداً باسم جديد”.
وبالموازاة مع تقدم قوات الحشد الشعبي في العراق نحو الحدود السورية، تقدمت قوات أخرى موالية لإيران في سوريا نحو الحدود العراقية إلى أن التقت القوتان، على الحدود بين مدينتي الميادين العراقية ودير الزور السورية، وهو ما اعتبر لحظة فارقة في الحرب السورية وفي المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
لماذا هذه الرغبة في السيطرة؟
شكَّلَت الحرب طويلة الأمد مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي حياة الجنرال سليماني، علاوة على قيادات أخرى رفيعة المستوى في طهران. وخلَّف النزاع مئات الآلاف من القتلى من الجانبين، وأمضى الجنرال سليماني معظم الحرب على الجبهة، صاعداً في المراتب في حين كان الكثير من الضباط يُقتَلون.
يقول علي فايز، مُحلِّل الشأن الإيراني بمجموعة الأزمات الدولية المختصة بحل النزاعات: “كانت الحرب الإيرانية العراقية هي التجربة التأسيسية لكل القادة الإيرانيين؛ من سليماني نزولاً إلى المراتب الدنيا. كانت لحظة عزموا على ألا تتكرَّر أبداً”.
ولم يُحلّ بعدُ النزاع الحدودي على ممر شط العرب المائي، الذي كان عاملاً في نشوء العداوات بين البلدين. وقد أثَّرَت تركة الحرب الوحشية على الحكومة الإيرانية منذ ذلك الحين، من سعيها إلى امتلاك الأسلحة النووية إلى سياساتها في العراق.
وقال موفق الرباعي، وهو مُشرِّعٌ ومُستشارٌ سابق للأمن الوطني: “هذه ندبةٌ لا تزول من عقولهم. هم مهووسون بالبعثية وصدام والحرب الإيرانية العراقية”.
ويقول مُحلِّلون إن تركة تلك الحرب والندوب التي خلَّفَتها هي ما يُحرِّك الطموحات الإيرانية في السيطرة على العراق أكثر من أي شيءٍ آخر.
وتتواجد علامات النفوذ الإيراني في كل مكانٍ من جنوبي العراق، حيث غالبية السكان من الشيعة.
والميليشيات المدعومة من إيران هي الجهات المُدافعة عن مُقدَّسات الشيعة في مدن النجف وكربلاء التي تُحرِّك التجارة والسياحة. وتحصد الأحزاب السياسية المدعومة من إيران الأغلبية في المجالس المحلية، وتُركِّز مواد الحملات الدعائية على علاقات المرشحين بأولياء الشيعة والشيوخ الإيرانيين.
ويقول مشتاق العبادي، وهو رجلُ أعمالٍ من منطقةٍ قريبة من النجف، إنه لو كانت الحكومة العراقية أقوى “لربما استطعنا افتتاح مصانعنا الخاصة بدلاً من اللجوء إلى إيران”. وقال إن مخازنه مُكدَّسة بالواردات الإيرانية لأن حكومته لم تفعل شيئاً لتشجيع القطاع الخاص أو حراسة الحدود أو فرض الجمارك.يدمرون اقتصاد العراق
ويستورد رعد فاضل العلواني، وهو تاجرٌ من مدينة الحلة الجنوبية، اللوازم وبلاط الأرضيات من إيران. ويلصق رعد مُلصقات “صُنِعَ في العراق” بالعربية على زجاجات المنظفات، لكنه في الواقع يملك مصنعاً في إيران لأن العمالة رخيصة هناك.
قال: “أشعر بأنني أُدمِّر اقتصاد العراق”. لكنه أصرَّ على أن الساسة العراقيين، بانصياعهم للضغوط الإيرانية ورفضهم دعم الصناعة المحلية، قد صعَّبوا فعل أي شيء آخر.وتستقبل النجف ملايين الحجاج الإيرانيين كل عام لزيارة ضريح الإمام علي، إمام الشيعة الأول، وقبته الذهبية. وأيضاً يتوافد عمال البناء الإيرانيون -والمسؤولون العراقيون يعتبرون كثيراً منهم جواسيس- إلى المدينة من أجل ترميم الضريح وبناء الفنادق.
وفي محافظة بابل، تولَّى قادة الميليشيات مشروعاً حكومياً لتركيب كاميرات مراقبة بطول الطرق الاستراتيجية، وفقاً لمسؤولين محليين. ويقول مقداد عمران، وهو نقيبٌ في قوات الجيش المُتمَركِزَة في المنطقة، إن المشروع كان قد مُنِحَ لشركةٍ صينية قبل تدخل الميليشيات، والآن أُبعِدَ الجيش والشرطة المحلية عنه.
متمسكون بهويتهم
ولم يأتِ التفوُّق الإيراني في الجنوب العراقي دون إثارة مشاعر البغضاء. فالشيعة العراقيون يربطهم دينٌ واحد بإيران، لكنهم مُتمسِّكون أيضاً بهوياتهم الأخرى العراقية والعربية.
ويقول الشيخ فاضل البديري، وهو إمامٌ بالحوزة العلمية في النجف: “ينتمي العراق إلى جامعة الدول العربية، لا إلى إيران. الشيعة أغلبية في العراق، لكنهم أقلية في العالم. وطالما تُسيطر الحكومة الإيرانية على حكومة العراق، فما من فرصةٍ أمامنا”.
وفي منطقةٍ لم يُهدِّدها داعش قط، تتعامل إيران مع مخاوفها الأمنية عن طريق التلاعب الاقتصادي، وفقاً لمسؤولين عراقيين. إذ تُموِّل إيران التجارة في الجنوب بالدفع الآجل، وتُقدِّم الحوافز للتجار العراقيين لكي يضعوا نقودهم في البنوك الإيرانية.
ويقول انتفاض قنبر، المساعد السابق للسياسي العراقي أحمد شلبي الذي توفي في عام 2015، إن بنوك بغداد تلعب دور الركائز المالية للشركات العراقية الوهمية التي تستغلها إيران للحصول على دولارات تمول بها الأهداف الإيرانية الجيوسياسية الأوسع نطاقاً.
وأضاف: “من المهم جداً للإيرانيين استمرار الفساد في العراق”.
قتلة الحسين
لعقودٍ طويلة هرَّبت إيران الأسلحة النارية ولوازم صناعة القنابل، عبر المستنقعات الشاسعة جنوبي العراق. وانتقل الشباب ذهاباً وإياباً عابرين الحدود، من منزلٍ آمن إلى آخر، مجندون يتجهون إلى إيران لتلقي التدريبات، ثم العودة إلى العراق من أجل القتال. في البدء كان العدو صدام حسين، بعدها صار الأميركان.
واليوم، تُجنِّد عناصر الحرس الثوري الإيراني علناً مقاتلين من مدن العراق الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية. وتعبر حافلاتٌ مملوءةٌ بالمجندين بسهولةٍ عبر نقاط المراقبة الحدودية التي يقول مسؤولون إنها تحت سيطرة إيران، عن طريق الجماعات الموالية لها على الجانب العراقي وجنود حرس الحدود الإيرانيين على الجانب الآخر.
وبينما شكَّلَت إيران ميليشياتٍ للقتال ضد داعش في العراق، فإنها حشدت أيضاً جيشاً من شباب الشيعة العراقيين الساخطين من أجل القتال نيابةً عنها في سوريا
أما محمد خادم، 31 عاماً، وهو واحدٌ من جنود المُشاة التابعين لإيران، وخدم في ثلاث جولاتٍ في سوريا، فيقول إن نبرة التجنيد تستنِد في أغلب الأحيان إلى العقيدة، والدفاع عن مُقدَّسات الشيعة في سوريا. لكن ما دفع خادم وأصدقاءه لتسجيل أسمائهم كان الحاجة الملحة إلى وظيفة.
يقول: “كنت فقط أبحث عن المال. أغلب الشباب الذين قابلتهم ممن يقاتلون في سوريا يفعلون ذلك من أجل المال”.
وسجَّل خادم اسمه مع مسؤولٍ عن التجنيد في النجف، ثم استقلَّ حافلة مرت بجنوبي العراق ومنه إلى إيران، حيث تلقى تدريباتٍ عسكرية بالقرب من طهران.
ثمَّ ألقى الضباط الإيرانيون خطاباتٍ تستحضر شهادة الإمام الحسين، الذي أصبح مقتله على يد جيش قوي من السنة، حسب وصف الصحيفة (جيش الأمويين) حدثاً يلتف حوله الشيعة روحياً. وقال الضباط إن أعداء الشيعة قتلة الإمام عادوا الآن إلى سوريا والعراق.
وبعد سفره إلى إيران، عاد خادم إلى الوطن من أجل نيل فترةٍ من الراحة ثم نُقِل إلى سوريا، حيث درَّبه رجالُ حزب الله على تكتيكات القنص.
هل ينجح الحكم الديني بالعراق؟
وأدَّى التركيز الإيراني على الدفاع عن العقيدة الشيعية بالبعض إلى استنتاج أن هدفها النهائي هو التأسيس لحكمٍ ديني على الطراز الإيراني في العراق. لكن هناك إحساساً عاماً مقيماً بأن هذا لن ينجح في العراق، الذي يتميَّز بكتلةٍ أكبر بكثير من السكان الأصليين السنة وتقاليدهم، علاوة على أن عُلماء العراق في النجف يُعارضون النظام الإيراني، ومن ضمنهم السيد آية الله علي السيستاني، المرجع الديني الأكبر للشيعة في العالم.
لكن إيران تتخذ خطواتٍ تجاه تحويل قوتها المسلحة إلى نفوذٍ سياسي، كما فعلت مع حزب الله في لبنان، وبدأ قادة الميليشيات تنظيم صفوفهم السياسية قبل الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها العام المقبل، 2018.
في أبريل/نيسان 2017، ألقى قيس الخزعلي، قائد إحدى الميليشيات الشيعية، خطاباً أمام جمهورٍ من طلبة الجامعة العراقيين، مهاجماً الولايات المتحدة والمُخطَّطات التركية والسعودية الشريرة. بعدها وقف شاعر من عصبة الخزعلي وبدأ يُكيل المديح للجنرال سليماني.
وكانت هذه القشة التي قسمت ظهر البعير عند الطلاب الذين بدأوا بالهتاف “فلترحل إيران! فلترحل إيران!”، واندلعت المشادات بين الطلبة والحراس الشخصيين للخزعلي، الذين أطلقوا نيران البنادق في الهواء خارج أسوار المبنى.
وقال مصطفى كمال، طالبٌ بجامعة القادسية في مدينة الديوانية جنوبي العراق، وأحد المشاركين في التظاهرات: “ما استفزنا حقاً كان الشاعر”.
وسُرعان ما تعلَّم كمال وزملاؤه خطورة الوقوف في وجه إيران هذه الأيام.
أولاً بدأ رجال الميليشيات في التهديد باختطافهم، ثم هاجمتهم وسائل الإعلام المرتبطة بالميليشيات، ونشرت صورهم ونعتتهم بالبعثيين وأعداء الشيعة. وحين ظهرت سيارةٌ مُريبةٌ خارج منزل كمال، فزعت الأم مُعتقِدَةً أن رجال الميليشيات قد جاؤوا من أجل ابنها.
وفي النهاية تلقَّى كمال طالب القانون وثلاثة من أصدقائه إخطاراتٍ من الجامعة بفصلهم عاماً.
يقول: “ظننا أن هناك أملاً واحداً باقياً: الجامعة. ثم تدخلت إيران فيها أيضاً”.
ويُجري الخزعلي، قائد منظمة عصائب أهل الحق السياسية المسلحة وثيقة الثقة بإيران، الآن جولةً خطابية بالجامعات العراقية، كجزءٍ من جهودٍ تستهدف حشد الدعم السياسي في الانتخابات الوطنية العام المقبل. وأثار هذا مخاوف من أن إيران لا تحاول فقط تعميق نفوذها في المؤسسة التعليمية الإيرانية، بل تسعى أيضاً إلى تحويل ميليشياتها إلى منظمات سياسية اجتماعية صريحة، كما فعلت مع حزب الله في لبنان.
تقول بيروان خيلاني، المُشرِّعة وعضوة لجنة التعليم العالي بالبرلمان العراقي: “إنه نوعٌ جديد من الاختراق الإيراني وتوسع نفوذ إيران. تُريد إيران السيطرة على الشباب وتلقينهم المعتقدات الإيرانية عبر العراقيين الموالين لإيران”.
السيادة السياسية
ويبدو العبادي، الذي تولى منصبه في 2014 بدعمٍ من الولايات المتحدة وإيران، أكثر جرأةً على مواجهة الضغوط الإيرانية منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
شجَّع العبادي مشروعاً طموحاً بالتعاون مع شركة أميركية لتأمين الطريق السريع بين بغداد وعمَّان الأردنية، وهو مشروعٌ عارضته إيران. وبدأ العبادي أيضاً في مناقشة بنود اتفاقية مع الولايات المتحدة تبقى بموجبها القوات الأميركية في العراق بعد هزيمة داعش.
وقال ريان كروكر، السفير الأميركي إلى العراق بين عامي 2007 و2009، إن الولايات المتحدة إن غادرت مرة أخرى بعد هزيمة الدولة الإسلامية فإنها “فعلياً ستسلم مقاليد الحكم للإيرانيين دون مقابل”.
لكن كثيراً من العراقيين يرون أن الإيرانيين بالفعل يمسكون بمقاليد الحكم دون مقابل. وفي حين تُلمح إدارة ترامب إلى أنها ستولي اهتماماً أكبر للعراق كأداة لمواجهة إيران، يبقى التساؤل حول ما إذا كان الوقت قد فات.
وقال سامي العسكري، السياسي الشيعي البارز وثيق الصلة بالإيرانيين والأميركيين في آنٍ: “لن تجلس إيران صامتةً مكتوفة اليدين. إن لديها من الوسائل الكثير. وبصراحةٍ، لا يقدر الأميركيون على فعل شيء”.
========================
فورين بوليسي:  كيف يتعامل ترامب وماكرون مع الأسد؟
https://www.elwehda.com/news/2198109/اخبار-اليوم---فورين-بوليسي -كيف-يتعامل-ترامب-وماكرون-مع-الأسد؟.html
في الوقت الذي أشار فيه كل من ترامب وماكرون إلى نيتهما عدم تغيير النظام في دمشق، ينبغي على كلا الزعيمين أن يتذكر تكلفة بقاء الأسد في السلطة.
تقول صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية إنه ليس هناك شك في وجود سوريا ضمن أجندة لقاء الرئيسين الأخير في باريس، فسوريا كانت ذات مرة تخضع للانتداب الفرنسي كدولة تعتبرها باريس دوماً مدخلاً لتحقيق نفوذها في الشرق الأوسط.
لكن أُثيرت أسئلة لا حصر لها لم تجرِ الإجابة عنها منذ تنصيب ماكرون، تدور هذه الأسئلة حول ما سيقود سياسته في الشرق الأوسط: هل هي القيم أم السياسة الواقعية؟ وبالطبع، يمكن أن نقول نفس الشيء عن ترامب. قصف الرئيس الأمريكي قوات بشار الأسد في أبريل/نيسان لأن الأسد كان يقتل "الأطفال"، لكن أوضحت وزيرة خارجيته أن إدارة ترامب كانت مستعدة لترك روسيا تحدد مصير الأسد، بعيداً عن قولها إن الأسد يمكن أن يبقى في السلطة.
ومن ناحيته، حذر ماكرون من أن استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية يُعتبر خطاً أحمر بالنسبة لفرنسا. لكنه أخبر صحيفة Le Figaro مؤخراً بأن الأسد بات عدواً للشعب السوري، وليس لفرنسا، مُظهراً أنه غير مهتم بالدمار الذي حلّ بالدولة على يد الأسد، وأظهر اهتماماً فقط بتداعيات الصراع في فرنسا.
منذ 25 عاماً كتب عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل سورا سلسلة من المقالات التي سلطت الضوء على ما سمّاه "الدولة الوحشية" "L'Etat de barbarie" المتأصلة في حكم الأسد. وعمل على تفصيل وحشيته من خلال قمع انتفاض الإسلاميين في مطلع الثمانينات من القرن العشرين، بالإضافة إلى عمليات الإعدام لمئات القرويين وإطلاق الرصاص على مئات المعتقلين داخل السجون وقصف المدن بشكل عشوائي.
كتب قائلاً: "إن انهيار الشرعية السياسية للنظام تُترجم على أرض الواقع إلى إعادة تفعيل لأشكال الشرعية التي سبقت الهياكل السياسية". وبمعنى آخر، ساد التضامن بين الجماعات العرقية والطائفية، بدلاً من المنظمات الاجتماعية السياسية. وآلت النظرة السياسية للرئيس حافظ الأسد كي تتشكل فقط من "ربط مصير العلويين بمصيره الشخصي".
وقد دفع سورا تكلفة باهظة على عمله هذا، فقد اختُطِف في بيروت عام 1985، في ذروة الحرب الأهلية، على يد حركة الجهاد الإسلامية، وهي إحدى الجماعات المرتبطة بسوريا وإيران. وأُعدم وهو في الأسر، وعُثر فقط على جثته وأُعيدت إلى فرنسا عام 2005. وفي الوقت الذي تطرق فيه ترامب وماكرون إلى إمكانية التوافق مع حكم الأسد في دمشق، مازالت كتاباته حذرة بشأن تكاليف هذا الاتجاه.
حل بشار الأسد ذات مرة ضيفاً على الرئيس الفرنسي في احتفالات يوم الباستيل. استقبل نيكولا ساركوزي، المتحمس للقيام بعكس ما قام به سلفه، ففي عام 2008 أصبح الزعيم السوري منبوذاً دولياً على يد كل من جاك شيراك وجورج دبليو بوش.
لكن رعاية ساركوزي أبرزت تحولاً إلى نمط سابق. إذا كانت الكأس المقدسة بالنسبة للدبلوماسيين الدوليين تتمثل في تحقيق السلام الإقليمي في الشرق الأوسط، فإن السلام بين سوريا وإسرائيل يعد الخطوة الأولى في سبيل ذلك. وكما قال هنري كيسنجر ذات مرة: "لا يمكن أن تخوض حرباً في الشرق الأوسط دون مصر ولا يمكنك إقامة السلام دون سوريا". إن هذه الجمل البسيطة جعلت العديد من الدبلوماسيين يتوجهون إلى دمشق في محاولة يائسة لإقناع والد بشار، الرئيس حافظ الأسد، للتوقيع على اتفاقيات سلام متعددة. ولم يجرِ هذا التوقيع أبداً.
بداية العزلة
في بادئ الأمر، كان الأمل كبيراً في بشار الذي استمر في المناداة بالسلام ووعد بالإصلاحات الداخلية، وهي الوعود التي بدت جيدة بشكل كافٍ، وجعلت الجميع يعود على أمل أن الزيارة التالية ستشهد توقيع الاتفاقية.
وبدأ انعزال الأسد عندما اتُّهِم نظامه بالتخطيط لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في حادث هائل لانفجار شاحنة مفخخة بجانب البحر في بيروت في 14 فبراير/شباط 2005. وأعقب ذلك مظاهرات كبيرة في لبنان تنادي بإنهاء الاحتلال السوري الذي استمر 30 عاماً لبلادهم. وفي ظل قيادة بوش وشيراك، الأصدقاء المقربين من الحريري، للقضية، نبذ المجتمع الدولي الأسد وأجبر قواته التي كان عددها يصل إلى 15 ألف عنصر على الانسحاب من البلاد التي تعتبرها أسرة الأسد جزءاً من سوريا.
وأنهت الدعوة التي وجّهها ساركوزي عام 2008 إلى "الحاكم الذي يتصرف بشكل جيد" على حد وصف Le Monde سنوات العزل الطويلة للأسد، وهي تلك الفترة التي كُتب فيها نعيه السياسي، وسخر المقربون من النظام في دمشق بصوت خافت متسائلين عمن يمكنه إطفاء الأنوار للخروج من البلاد.
أما عن الشيء الذي حفّز ساركوزي فيتمثل في اعتقاده بأنه على عكس سلفه، يمكنه تشكيل علاقة مختلفة مع الأسد، وأن شخصيته وذكاءه يمكن أن يقنعا حاكم دمشق بأن يغير أفكاره. (ويمكن أن نقول إن عامل الثقة بالنفس ذاته كان دافع وزير الخارجية جون كيري، آخر من فقدوا الثقة بالأسد، بعد أن بدأت قواته في إطلاق الرصاص على المتظاهرين عام 2011).
ويمكن لأحدهم أن يتوقع نهجاً بديلاً للأحداث إن لم يعد ساركوزي الأسد إلى الساحة في عام 2008، وهي تلك الفترة التي لم يتوقف فيها الضغط وكان يتحتم على الأسد الوفاء بوعوده الغامضة للإصلاح. وكان من الممكن أن تزداد المعارضة في وقت سابق لعام 2011، ولكنها لم تكن لتحظى بنفس الاستجابة القاسية من قائد أُجبر بالفعل على الخضوع. خلال تلك السيناريوهات، كان من الممكن أن تبقى سوريا دون مساس. لكن، لن نعرف مطلقاً.
إلا أنه في الوقت الحالي، من الجدير بالملاحظة المسار الذي يحدده ماكرون لسوريا والمنطقة. لم يعد السلام مع إسرائيل أحد مطالب فرنسا من سوريا أو حتى الاعتراض على تحالفها مع إيران. وعلى أي حال، لا يمكن للأسد أن يفي بأيٍ من هذه المطالب. ومن المفهوم أن تركيز ماكرون ينصب على مكافحة الإرهاب ووقف تدفق الجهاديين من سوريا إلى أوروبا.
وفي حواره مع Le Figaro، تحدث ماكرون عن نقطتين رئيسيتين بخصوص سوريا. تتمثل النقطة الأولى في توضيحه أن الأسد ليس عدواً لفرنسا. أما النقطة الأخرى فتعلقت بتوضيح موقفه من مستقبل الأسد. وأوضح قوله ذات مرة إنه لا يوجد حل للصراع بسوريا في ظل وجود الأسد بالسلطة "لم أقل مطلقاً إن غياب بشار شرط رئيسي لكل شيء؛ لأنه حتى الآن لم يقدم لي أي شخص، خليفته الشرعي".
لكن فرنسا على دراية كاملة بأنه ثمة ثمن للإبقاء على الأسد في السلطة. ففي عام 1981، قام العملاء المتهمون بالعمل لصالح دوائر المخابرات السورية، باغتيال لويس ديلامار، السفير الفرنسي في لبنان، في وضح النهار ببيروت. وفي 1983 نُسب الهجومان على قوات البحرية الأميركية وعلى قوات المظلات الفرنسية في بيروت إلى حركة الجهاد الإسلامية (وهي النسخة الأولى من حزب الله)، المتصلة بإيران وسوريا. وفي منتصف الثمانينات من القرن العشرين عانت باريس من سلسلة من الهجمات الإرهابية التي راح ضحيتها العشرات وكانت الأحداث مرتبطة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بجماعات متصلة بسوريا.
قد يبدو ذلك تاريخاً قديماً، لكن نظام الأسد لجأ إلى بعض التهديدات المستترة ضد الغرب في الآونة الأخيرة كذلك. حذر رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال الأسد، في حوار مع صحيفة New York Times: "لا يضمن أحد ما سيحدث بعد ذلك، لو حدث شيء لهذا النظام لا قدر الله.. يجب أن يعرفوا أننا حين نعاني، فلن نعاني وحدنا".
في بداية الثورة السورية، هدد مفتي سوريا بإرسال انتحاريين إلى أوروبا إذا تعرضت سوريا لهجوم. ليس هناك ما يشير إلى ارتباط النظام السوري بأي شكل بالهجمات التي حدثت مؤخراً في أوروبا، إلا أن العديد من المفكرين الفرنسيين والسوريين واللبنانيين أشاروا في خطاب علني موجّه إلى ماكرون بأن الأسد يساعد على خلق بيئة يمكن للجماعات المتطرفة والجهاديين أن يحيوا في ظلها. إن إعادة الأسد إلى الساحة مرة أخرى تؤخر من الحل المستدام للمشكلة التي وصلت في الوقت الحالي إلى شواطئ أوروبا.
كان التصريح الثاني الذي أدلى به ماكرون فيما يتعلق بالشرعية ومستقبل الأسد مزعجاً كذلك. فعلى الرغم من البيانات الماضية الصادرة عن زعماء العالم، ومن ضمنهم فرانسوا هولاند وباراك أوباما، بعدم وجود مكان للأسد في مستقبل سوريا، فلم ينص أي بيان صادر بشأن محادثات السلام في سوريا إطلاقاً على أن رحيل الأسد يمثل شرطاً أساسياً في الحل. وفي حين أثارت كلمات ماكرون قلق العديد من الأشخاص في المعارضة، فإن كلماته لا تتعارض بالضرورة مع النهج الحالي في محادثات السلام السورية.
وبينما نص البيان الأول الصادر عن جنيف عام 2012 على تشكيل حكومة جديدة من خلال "التوافق المتبادل" الذي يستبعد بشكل غير مباشر احتمالية مشاركة الأسد لأن المعارضة سترفض ذلك. إلا أنه في الوقت الحالي، وبعد مرور 6 سنوات من الحرب، يعتقد قلة من الناس بأن الأسد سيرحل ببساطة. وأياً كانت الحلول فستتضمن انتقالاً يمكن للأسد المشاركة فيه.
يتحتم علينا أيضاً التساؤل بشأن الشرعية التي يتحدث عنها ماكرون. هل مازال الأسد يحتفظ بها، بعد أن ارتكب جميع أنواع العنف ضد شعبه؟ وهل مازال من الناحية الشرعية رئيساً يمكن الاعتماد عليه للتعاون في مكافحة الإرهاب، بينما يسيطر بالكاد على دولته ويعتمد بشكل كامل على القوة القتالية لإيران وروسيا؟
أما بالنسبة لسؤال ماكرون – أين الخليفة الطبيعي للأسد؟ - فإذا طرحناه على أي سوري معارض للأسد سيكون الرد: قام الأسد بقتل وسجن ونفي أي شخص يمكن أن يكون بديلاً له. يعد ذلك من الطرق المجدية التي استخدمها أفراد عائلة الأسد من قبل، بما في ذلك في لبنان، حيث اتُّهموا باغتيال كل الشخصيات السياسية والفكرية البارزة على مدار عقود.
من يخلف الأسد؟
من المتوقع وجود قادة مستقبليين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا، وهم نتاج سنوات من المقاومة المدنية، والذين لا يعرفهم العالم الخارجي جيداً، إلا أنهم قد يظهرون على الساحة بمجرد أن تخمد أصوات المدافع.
إن كان الغرب يرغب في خليفة يتحدث الإنكليزية، ليرأس الحكومة الانتقالية، فإن هناك مجموعة من الأسماء المطروحة بالفعل على الساحة. هناك عبدالله الدردري، وزير المالية السوري السابق، الذي كان يقود التخطيط لإعادة إعمار سوريا في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة (الاسكوا)، إلا أنه قد يبدو مُقرباً من الأسد من وجهة نظر البعض في المعارضة. هناك أيضاً أيمن أصفري، رجل الأعمال السوري في مجال النفط والمولود في سوريا، والمعروف بنقده الصريح للأسد، وهو مؤسس مؤسسة الأصفري، التي تقدم المساعدات الإنسانية وتعزز من دور المجتمع المدني. والاسم الثالث هو رياض حجاب، رئيس الوزراء السابق، الذي انشق عام ٢٠١٢ وهو الآن منسق الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية.
إن كانت هناك إمكانية للتوصل إلى حل وسط لمرحلة انتقالية بوجود الأسد، فقد نحتاج أيضاً لوجود تلك الأسماء التي سبق ذكرها. وما يُعد أمراً أساسياً هو جعل المرحلة الانتقالية شاملة حقاً، حتى وإن لزم وجود قائد تكنوقراطي. بعد أكثر من ٤٠ عاماً من حكم الأسد في سوريا، قد يصعب تخيل وجود غيره رئيساً للبلاد. إلا أن الخيال على وجه التحديد، هو ما نحتاجه في هذا الموقف، الخيال جنباً إلى جنب مع بناء قوة ونفوذ عسكري على الأرض، يستطيع الغرب الاستفادة منها على طاولة المفاوضات.
بمجرد تغيير بعض التواريخ والأسماء، تكون مقالات سورا وتوصيفاته، مُطابقة للأحداث الجارية هذه الأيام في سوريا. إلا أنه على العكس من صدام حسين ومعمر القذافي، كانت عائلة الأسد دوماً قادرة على البقاء في المقدمة. يبدو أن فرنسا وأميركا وغيرهما، على وشك العودة إلى التودّد للأسد، على أمل أن تكون وعوده للتعاون هذه المرة ليست سلاحاً ذي حدين. وربما يكون ضرورياً أن يقرأ ماكرون ما كتبه سورا لفهم طبيعة الخصم الذي يواجهه.
إذاً، هل تختار القيم أم السياسة الواقعية؟ أحياناً تكون السياسة الواقعية بغياب القيم هي بكل بساطة عملية إنكار للواقع.
========================
الصحافة البريطانية والعبرية :
ديلي تلغراف : بريطانيا تدعم عقوبات على 16 سوريا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-40627334
وفي صحيفة ديلي تلغراف نطالع مقالا لجيمس روثويل بعنوان "بريطانيا تدعم عقوبات الاتحاد الأوربي على 16 سوريا بشأن فظائع كيمياوية".
ويقول روثويل إن بريطانيا وافقت على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على 16 من أعضاء النظام السوري الذين يشتبه في استخدامهم السلاح الكيمياوي على المدنيين.
ومن بين الذين طالتهم العقوبات قادة عسكريون كبار وعلماء، ويأتي ذلك إثر تقارير عن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد غاز السارين وقنابل الكلور ضد شعبه.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس "بريطانيا تدين استخدام الاسلحة الكيمياوية أينما استخدمت وأيا كان من استخدمها، وسنستمر في العمل عن كثب مع عملائنا الدوليين لمحاسبة الجناة".
وأضاف جونسون "من بين الـ 16 شخصا الذين تشملهم العقوبات ضباط ومتخصصون كيمائيون مسؤولون على الهجمات الكيماوية على الأبرياء من النساء والأطفال والرجال".
========================
التايمز: الأكراد يحتجزون الجهادى البريطانى جاك.. ويؤكدون: سفاح فريد الطراز
http://www.lotus-news.com/world-news/152404.html
اللوتس الاخبارية - تحدثت صحيفة الصنداى التايمز، البريطانية، عن الجهادى جاك، العضو فى تنظيم داعش الإرهابى، الذى يعتقد البعض أنه خليفة للجهادى جون، الذى قتل العام الماضى فى غارات التحالف الدولى على معاقل التنظيم فى العراق وسوريا والذى يعتقد أنه إرتكب الكثير من جرائم ذبح ضحايا التنظيم.
وتقول الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى الأحد، إن أحد المهربين السوريين أراد شراء الجهادى جاك البريطانى من مواليد مدينة أكسفورد، من قبل خاطفيه الأكراد، فقيل له إن هذا الجهادى الصغير فى التنظيم ثمنه غالى لأن الجميع يعتقد بأنه سفاح فريد الطراز".
وأضافت الصحيفة بحسب مقتطفات نقلها موقع هيئة الإذاعة البريطانية، أن "الجهادى جاك غادر إلى سوريا عام 2014، وهو فى الثامنة عشر من عمره، وأكد فى رسائل لعائلته أنه لم يشارك بأعمال عنف". وأشارت إلى أن " الجهادى جاك هرب الشهر الماضى".
وتقول الصحيفة إنه لا "يوجد أى دليل بأن الجهادى جاك اعتبر خليفة للجهادى جون، إلا أن عناصر استخباراتية أجنبية تؤكد بأنه عنصر من تنظيم داعش، وأضافت أن "المصدر الاستخباراتى مقتنع بأنه مقاتل في صفوف التنظيم كما أنه ارتكب عمليات إجرامية".
وينحدر جاك ليتس المعروف باسم "الجهادى جاك"من مدينة أكسفورد، والبالغ من العمر 21 عاما، وكان قد سافر إلى المنطقة التى يسيطر عليها تنظيم داعش فى سوريا عام 2014.ويدعى جاك ليتس أنه معارض للتنظيم، وهو محتجز الآن لدى القوات الكردية التى تقاتل التنظيم.
ويتهم جون ليتس وسالى لين، والدا جاك، وزارة الخارجية البريطانية بأنها تراجعت عن الوفاء بوعدها بأن تستعيد المقاتل الشاب وتعيده إلى بريطانيا، ويقول المسؤولون البريطانيون إن موقف الابن معقد لأنه محتجز من قبل جماعة مسلحة وليس دولة أو مؤسسة يمكن مخاطبتها رسميا عن طريق القنوات الحكومية.
========================
ديلي تلغراف: بريطانيا وافقت على فرض عقوبات على 16 من النظام السوري
http://www.elnashra.com/news/show/1119445/ديلي-تلغراف:-بريطانيا-وافقت-على-فرض-عقوبات-على-الن
كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن "السلطات البريطانية، وافقت على العقوبات التي فرضهاالاتحاد الأوروبيعلى 16 من أعضاء النظام السوري الذين يشتبه في استخدامهم السلاح الكيميائي على المدنيين"، مشيرة الى أنه "من بين الذين طالتهم العقوبات قادة عسكريون كبار وعلماء، ويأتي ذلك إثر تقارير عن استخدام الرئيس السوري بشار الأسد غاز السارين وقنابل الكلور ضد شعبه".
وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون قال أمس "بريطانياتدين استخدام الاسلحة الكيمياوية أينما استخدمت وأيا كان من استخدمها، وسنستمر في العمل عن كثب مع عملائنا الدوليين لمحاسبة الجناة".
وأضاف جونسون "من بين الـ 16 شخصا الذين تشملهم العقوبات ضباط ومتخصصون كيمائيون مسؤولون على الهجمات الكيماوية على الأبرياء من النساء والأطفال والرجال".
========================
هآرتس : إسرائيل ترفض الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الهدنة في جنوب سوريا
http://jpnews-sy.com/ar/news.php?id=123590
جهينة نيوز:
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو رفض الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الهدنة في جنوب الجمهورية العربية السورية، لأن الاتفاق لا يقف أمام التوسع الإيراني في سوريا  .
 ونقلت الصحيفة قول نتنياهو للصحفيين بعد اجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأحد "إن إسرائيل تعارض اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، التي توصلت إلية الولايات المتحدة وروسيا، لأنه يطيل أمد الوجود الإيراني في البلاد".
=======================