الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 17/8/2016

سوريا في الصحافة العالمية 17/8/2016

18.08.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة التركية : من الصحافة العالمية :  
الصحافة الامريكية :
موقع “المونيتور”: المملكة تساعد “ثوار سوريا” على إيصال صوتهم للإعلام الدولي
http://www.al-khaleeg.com/87934.html
الخليج: قال موقع “المونيتور” الأمريكي: “إن السعودية ساعدت المعارضة السورية على إيصال رسالتهم لعموم المجتمع الأمريكي في واشنطن”.
وأشار الموقع إلى أن المملكة تساعد الثوار على إيصال وجهة نظرهم في الإعلام عبر تعاقدها بـ8 مليون دولار مع شركة “إم إس إل جروب” العملاقة للعلاقات العامة، المعروفة سابقا باسم “كورفيس”.
وأضاف أن الرياض تدفع لتقديم الدعم الإعلامي للجنة العليا للمفاوضات السورية والتي تشمل تحالفا للمعارضة وذلك كجزء من عقد أبرم مع شركة “إم إس إل جروب” بقيمة 7.96 ملايين دولار في 2015م.
وتحدث عن أن تلك الشركة ساعدت في إيصال رسالة المعارضة السورية لوسائل إعلام كبرى كـ”فوكس نيوز” و”رويترز” و”نيويورك تايمز”.
========================
واشنطن إنستيتيوت :فابريس بالانش : نصر هَشّ في حلب
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/16900464/نصر-هَشّ-في-حلب
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ أغسطس/ آب ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
أفلح الثوار القادمون من إدلب في التواصل مع نظرائهم المحاصرين في شرق حلب، وشقوا طريقاً الى جنوب غربي المدينة، في جوار الراموسة، ما يعوض مناطق الثوار عن خسارة طريق الكاستيلو، التي كانت جسر شرق حلب الى الخارج. ولكن المقاتلات الجوية الروسية تقصف الممر هذا قصفاً عنيفاً، وتقيد استخدامه. وفي التاسع من الجاري، وصلت «كتيبة الرضوان» في «حزب الله»، مع ألفي مقاتل من ميليشيا «حركة حزب الله النجباء» العراقية الى حلب لإغلاق معبر الراموسة. والقصف الروسي على طريق الإمداد الجديد الى شرق حلب جعل العبور عليه متعذراً، وهو دليل على ارادة ايران وروسيا ترجيح كفة الأسد في حلب. وعليه، يبرز سؤال: هل اختراق المعارضة مستدام أو هل تقيض له الحياة؟
أعلن «جيش الفتح» انه سرعان ما سيستعيد السيطرة على حلب كلها، ولكن مثل هذا الهدف طموح وبعيد المنال. ومنذ تموز (يوليو) 2012، اخفقت مساعي الثوار أو المتمردين في الامساك بشطر من غرب حلب حيث لا يؤيدهم السكان. ولكن في 2012-2013، كان المعارضون في معظمهم من غير المتطرفين الاسلاميين. وهذه لم تعد حالهم اليوم. «وجيش الفتح» على رأسه فصيل من «جبهة النصرة» عرف قبل الهجوم بـ «جبهة فتح الشام»، وهو يجمع عدداً من التنظيمات الجهادية مثل «حركة شرق تركستان الاسلامية» و «جند الأقصى». ولا يبعث تطرف مجموعات كانت، الى وقت قريب، «معتدلة»، مثل «حركة نور الدين الزنكي» الطمأنينة في نفوس الطبقات الوسطى في غرب حلب. والانقسام بين الثوار وبين المجموعات المؤيدة للحكومة في حلب ليس قوامه انتماء طائفي مختلف – في ما خلا الأقلية المسيحية المؤيدة للحكومة- بل مداره على انقسام طبقي - اجتماعي وشرخ تاريخي بين الريف والمدينة. لذا، حظوظ بروز حركة معارضة للاسد في غرب حلب ضعيفة. ولن تكون معركة فتح حلب التي تمسك بها الحكومة، يسيرة. والنصر في الراموسة كبد الثوار خسائر كبيرة: 500 قتيل، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان». وحشد «جيش الفتح» ما بين 5 آلاف الى 10 آلاف مقاتل لشن الهجوم في الراموسة وتلقى دعماً لوجيستياً من تركيا ودول عربية. وفي شرق حلب، قاد «جيش الفتح» شطراً راجحاً من العملية العسكرية التي أفضت الى كسر الحصار. وفي الأول من آب (اغسطس) الجاري، اخترق التنظيم خطوط الجيش السوري الأمامية. ثم حاصر المقاتلون مبنى كلية المدفعية الحصين. ولكن سلسلة هجمات انتحارية أفسحت المجال أمام الثوار للتقدم. وساهم الثوار في شرق حلب، وهم منضوون في غرفة عمليات «فتح حلب»، مساهمةً ضئيلة في الهجوم هذا، على رغم انهم أفلحوا في الثاني من آب في تفجير نفق تحت محافظة الراموسة، واجتياح شرقها والهجوم على الجيش السوري من الخلف.
 
حلب أصعب المعارك
وفي جنوب غربي حلب، لم يقع هجوم الثوار وقعَ المفاجأة. ومنذ نيسان (أبريل) المنصرم، سعى الثوار الى استعادة قرى سقطت، في خريف 2015، في يد الجيش السوري الذي تدعمه ميليشيا «حزب الله» وقوات إيرانية نظامية على الأغلب والمقاتلات الجوية الروسية. ولكن حملة الحكومة على خان طومان منيت بالفشل، وزرعت بذور رد المعارضة (الهجوم المضاد) في ربيع 2016. وتدور الأسئلة على أسباب فشل الجيش السوري في صد هجوم الثوار في الراموسة. ويُقال إن الفشل هذا يعود الى مغالاة القيادة في الثقة في نفسها او استنزاف القوات هذه في الجبهة الجنوبية الغربية جراء الهجوم في الشمال. ولا شك في أن إهمال اللواء أديب محمد ساهم في خسارة الجيش السوري، وهو استبدل وعيّن محله العقيد (النمر) سهيل الحسن الذي فاز في معركة طريق الكاستيلو. التعزيزات تتجه الى حلب، ويكاد القصف الروسي لا ينقطع عن ممر الراموسة والطرق بين حلب وإدلب لإبطاء تعزيزات الثوار. ولكن معرفة اذا كانت هذه المساعي ستجدي نفعاً، متعذرة. ففي النزاعات غير المتكافئة يتفوق الثوار على هيمنة النظام الجوية. فأعدادهم أكبر وهجماتهم غير تقليدية. وفي آذار (مارس) 2015، سيطر الثوار على إدلب من طريق شن هجمات انتحارية متزامنة على مداخل المدينة. فعمّ الذعر صفوف المدافعين عنها.
وتبدو عزيمة الجنود السوريين، ومنهم العلويون تحديداً، على الدفاع عن حلب أكثر فتوراً من عزمهم الدفاع عن اللاذقية وحمص أو دمشق. فحلب ليست من أقاليمهم. وفي حسابات الحلفاء الشيعة رمزية حلب أضعف من رمزية دمشق حيث مرقد الست زينب. ويبدو أن حصار شرق حلب عسير، وهو سيطول أكثر من حصار مركز حمص حيث احتل الف ثائر فحسب نصف ميل مربع (1.294 كلم مربعاً). وينتشر في شرق حلب، ومساحتها ثمانية أميال مربعة (20.719 كلم مربعاً)، 10 آلاف مقاتل من الثوار. وفي حمص، شطر راجح من الريف، وسكانه من المسيحيين والعلويين والشيعة، يوالي النظام، على خلاف ما هي الحال عليه في حلب التي تقع في محيط يغلب عليه العرب السنّة المعادين لنظام الأسد. وأغلق «حزب الله» الحدود اللبنانية أمام الثوار. وعلى رغم ضيق مساحته، دام حصار (وسط) حمص أكثر من 18 شهراً.
ولقاء بوتين وأردوغان في سان بطرسبورغ هو محاولة لتطبيع العلاقات بين البلدين. ولكن المصالحة الفعلية بين أردوغان ونظيره الروسي تقتضي وقف الأول دعم الثوار، وقطع الدعم اللوجيستي عن «جيش الفتح» من طريق إغلاق الحدود مع سورية. وفي مقابل هذه الخطوة تطالب أنقرة بضمانات روسية مفادها أن موسكو لن تدعم إنشاء كردستان سوري من نهر دجلة الى عفرين، على طول الحدود التركية.
ولكن، ما أثر فوز «جيش الفتح» في الاتفاق الروسي – الأميركي ضد الفرع السوري من «القاعدة» (أو فرعها السابق)؟ ووعد جون كيري بإماطة اللثام عن الاتفاق. وهل ينص الاتفاق على قصف اميركي لـ «جبهة النصرة» في ضواحي حلب؟ ومثل هذا القصف يقضي ضمناً بمساعدة واشنطن موسكو والجيش السوري على حصار حلب من جديد. وقد يختار الرئيس الأميركي باراك أوباما نهج الغموض.
 
 
* استاذ جامعي، مدير البحوث في جامعة ليون الثانية، باحث زائر في معهد واشنطن، عن «واشنطن إنستيتيوت» الأميركية، 9/8/2016، إعداد منال نحاس
========================
فورين بوليسي :حوار مع كبير مسؤولي السياسات في الشرق الأوسط: نجاح إدارة أوباما سيكتبه التاريخ
http://altagreer.com/حوار-مع-كبير-مسؤولي-السياسات-في-الشرق-ا/
نشر في : الأربعاء 17 أغسطس 2016 - 01:13 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 17 أغسطس 2016 - 01:14 ص
فورين بوليسى – التقرير
 منذ نزع الأسلحة الكيميائية من العراق والخطوط الحمراء لحرب روسيا في سوريا،  يتمحور حديثنا مع روبرت مالي، كبير مسؤولي السياسات في الشرق الأوسط
لاؤلئك المسؤولين عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، يكون الشرح والدفاع عنها، في كثير من الأحيان، واحدة من أصعب التحديات التي تواجه الحكومة، ويكون الهدف المثالي دائما في بيع هذه السياسة، هو أن نكون صادقين فكريا وأن نتحلى بالاحترام، والاستجابة  في حين تأكدنا من عدم الابتعاد عن نقاط الحوار المعتمدة.
وهذا ليس دائما توازنا يسهل الحفاظ عليه، ففي عام 1989، بينما كنت أعمل في وزارة الخارجية في عهد الوزير جيمس بيكر، ألقيت محاضرة في ديترويت، أمام جمهور كبير، معظمه من اليهود في المقام الأول، وكنت أبذل قصارى جهدي لإقناع هذا الحشد من  المتشككين -بوضوح أحيانا وبعدائية أحيانا أخرى- ذلك الحشد الذي في الواقع يدعمه الرئيس جورج بوش.
وكان بوش وبيكر يسنون السياسات، التي كانت تؤيد إسرائيل بقوة، وجاء السؤال الأخير من رجل مسن يجلس في الصف الخلفي. فشكرني أولا، بأدب جم، وبعد ذلك، طرح سؤالا بكوميديا بالغة، وسأل: “إذا كانت الأمور على ما يرام، فلماذا أشعر بالسوء إلى هذا الحد؟
في هذه الأيام، الدفاع عن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليست مسألة سهلة، وليس هناك الكثير الذي من الممكن أن  تشعر نحوه  بالرضا. فأمام أوباما  أقل من ستة أشهر ليترك ساعته الرئاسية، وبواجه احتمالا شبه مؤكد بمغادرته للشرق الأوسط أسوأ بشكل كبير مما كان عليه، عندما دخل مكتبه لأول مرة.
ومع ذلك، فإن وجود شخص نزيه يعترف أنه بغض النظر عن تجاوزات إدارة أوباما في الشرق الأوسط، فإن هذه الفوضي في المقام الأول ليست من صنع هذا الرئيس. وبدلا من ذلك، هي نتيجة لأن تلك المنطقة مكسورة وغاضبة، وغير فعالة إلى حد كبير، في اضطرابات يميزها فشل الدول والقادة والمؤسسات في توفير هذا النوع من الإصلاحات اللازمة لتصحيحها: مثل اختيار الصواب، والحكم الشمولي؛ والمساءلة؛ والشفافية؛ واحترام حقوق الإنسان؛ والمساواة بين الجنسين.
لكن في نظر منتقدي الإدارة، فإن هذه الطريقة من التفكير لا تكاد تخفف ما يعتبرونه غيابا للقيادة، وتنصلا من المسؤولية، والسياسات الخارجية، واسترضاء العدو. فانطلاقا من صفقة إيران وعلاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل والسعودية، إلى مستوى التحدي لتنظيم الدولة المشار إليها من قبل الإدارة باسم داعش)، مرورا برد أوباما بالنفور من المخاطرة في سوريا، والكثير مما قامت به الإدارة (أو فشلت في تحقيقه) جعل عددا كبيرا من الناس غير سعداء تماما، في كل من الولايات المتحدة والمنطقة بأسرها.
وفي الشهر الماضي، جلست مع روبرت مالي، وهو مساعد خاص لرئيس مجلس الأمن القومي (NSC)، وهو مستشار رفيع المستوى للرئيس في حملة مكافحة داعش، ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومنطقة الخليج العربي. وبعد أن عمل في مجلس الأمن القومي تحت إدارة بيل كلينتون -الذي كان تركيزه في المقام الأول ينصب على القضايا العربية الإسرائيلية- وفي أواخر عام 1999، عاد  مالي مع المجموعة، التي تغطي المنطقة ككل، إلى التركيز بصفة خاصة على تنظيم الدولة، وسوريا، ودول الخليج.
وبسبب اتصال هذه الحكومة بالشرق الأوسط، اخترقت مساراتنا مرات عديدة على مدى العقدين الماضيين. (الكشف الكامل: إنه زميل سابق وصديق حميم. على حد سواء ) وخلال أواخرعام 1990، عملنا معا بشكل وثيق في السنوات الأخيرة لإدارة كلينتون، وقمنا بجهود ضائعة لتعزيز المفاوضات والتوصل إلى صفقات بين إسرائيل وسوريا، و الفلسطينيين. ومهما كانت خلافاتنا حول سياسة الشرق الأوسط وإيران، حيث أشعر بالقلق أكثر منه، من أن إيران خرجت هذه الأيام بصفقة أفضل بكثير بشأن القضية النووية، ونحن نتفق على أمرين: أن الشرق الأوسط في الماضي كان صفقة جيدة وأقل تعقيدا، وأن الولايات المتحدة عالقة في المنطقة لا يمكنها إصلاحها ولا يمكنها أن تتركها وشأنها.
وعلى مدى سلسلة من المبادلات، التي أجريت شخصيا أو على الهاتف، سألت مالي عددا من الأسئلة حول سياسات الإدارة في الشرق الأوسط. وضغطت عليه ليعلن انتقاده للرئيس بشأن القضايا الرئيسية مثل سوريا وتنظيم الدولة، وضغطت عليه لشرح ما لا نراه إلا نادرا: مثل التفكير وتحليل كيف تنظر إدارة أوباما في الخيارات والعمليات، التي من ثم تصبح سياسة فعلية. وفي أقل من ستة أشهر قبل أن يتولي الرئيس المقبل منصبه، وتفتح ردود مالي نافذة قيمة للتفكير فى المنطقة، التي لا تزال أكبر مشكلة تواجهه في السياسة الخارجية منذ توليه الرئاسة. ما يلي هو حديثنا.
ملاحظة المحرر: الحوار التالي هو تجميع تحرير عدد من الحوارات وتبادل البريد الإلكتروني، التي جرت على مدى أسبوعين.
أرون ديفيد ميلر: هناك احتمالات أن الشرق الأوسط سيبدو أكثر سوءا، عندما يغادر باراك أوباما منصبه، مما كان عليه عندما وصل.. إلي أي مدى يعتبر هذا خطأه؟
روبرت مالي: المراقبون مثلك والمؤرخون في المستقبل سيكونون مجهزين بشكل أفضل لتقييم مدى تحقق نجاح الإدارة. وأنا واثق أن هناك أشياء فعلتها الإدارة بشكل مختلف أو أفضل، مثلما أنا واثق من أن الكثير مما فعلناه سيقيم ليكون مؤثرا ويتسم بالحكمة في أنٍ.
لكن أود أن أطرح عدة نقاط: أولا، أولويات الرئيس -يجب أن تكون للدفاع عن أمن أمريكا وسلامة ورفاهية مواطنينا- ويجب أن تكون هذه النقطة أولوية لأي رئيس. وعندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، فان هذا يعني على وجه الخصوص منع حيازة أو استخدام أسلحة الدمار الشامل من قبل الجهات الحكومية أو غير الحكومية، والتصدي للجماعات الإرهابية، التي تهدد الولايات المتحدة، وتجنب الأعمال التي تعرضنا- عن غير قصد منا- لتهديدات أكبر . وينبغي للحكم على أداء الادارة وضع  تلك المعايير في عين الاعتبار.
ولا ينبغي لأحد أن ينسى أنه عندما تولى أوباما منصبه، كان ما يقرب من 150 ألف جندي من الولايات المتحدة في العراق، وكان هناك نظام التخصيص غير المستدام للموارد البشرية والمادية، الذي كان يضر بالوضع الأمني ​​العالمي. وكانت أيضا إيران تتقدم بثبات نحو برنامجها النووي، وتهدد بخطر الوقوع  في مواجهة عسكرية خطيرة. وفي هذه النقطة ناحيتين مهمتين، فقد ضمنت أن اختيارات الرئيس -من وجهة نظر المصالح الأمريكية- ستكون أكثر سهولة مما كانت عليه، أو يمكن أن تكون عليه في المنطقة.
ثانيا، والأهم من ذلك، على الرغم من أن الولايات المتحدة لديها بشكل واضح دور محوري ومسؤولية في المنطقة، فإننا يجب ألا نبالغ في المدى الذي يمكن أن تشكل به مصير المنطقة. وسعت القوى الخارجية منذ فترة طويلة للتأثير على الشرق الأوسط، للأفضل و(في كثير من الأحيان) للأسوأ. لكن في نهاية المطاف، فإن للسياسة المحلية والديناميات الإقليمية الكلمة الأخيرة.
لذلك، نعم، يعلم التاريخ أنه عندما وضعنا عقولنا باتجاه أهداف واضحة وملموسة، تخدم مصالحنا الوطنية وهي تتسق بتناغم  كاف مع الواقع المحلي -تم تعزيز السلام بين إسرائيل ومصر، وطرد القوات العراقية من الكويت في عام 1991، والتوصل إلى اتفاق مع إيران، الذي من شأنه أن يمنعها من الحصول على سلاح نووي- ونحن نستطيع تحقيق إنجازات دبلوماسية وعسكرية كبيرة.
لكنه يعلمنا دروسا مهمة حول حدود القوة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتحديد مسار أو مصير دول الشرق الأوسط والمجتمعات. وكنت كتبت عن إحباط القوى العظمى من القبائل الصغيرة، لأنهم يعرفون التضاريس بشكل أفضل، ولأن وجودهم ليس عابرا بل دائما ، ولأنهم غالبا ما يهتمون أكثر وعلى استعداد أكثر للتضحية.
ودعونا لا ننسى أن أحد الدوافع الرئيسية للانتفاضات العربية، كان التطلع الشعبي للحكم الذاتي، والكرامة، والأصالة. فمن الصعب أن نرى عندما يحدث تدخل أجنبي -مهما كانت النوايا حسنة- لا يمكن أن يلقى استجابة طيبة أبدا .و يجب أن يكون لأي مسعى عسكري أو دبلوماسي جذور في أرض الواقع، أو في أحسن الأحوال سيكون عابرا. وفي الأسوأ سيثير رد فعل عنيف. وهناك سوابق بما يكفي للتدخلات الغربية المشؤومة في الشرق الأوسط، على مدى مئات السنين الماضية تملأ مجلدات.
أرون ديفيد ميلر: اعتقد الانتقال إلى السؤال التالي سيكون جيدا.. ماذا يمكن للولايات المتحدة القيام به لحماية فعالة لمصالحها؟
جواب: نحن بحاجة إلى أن نبدأ بلمحة عامة عن المنطقة اليوم.. فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، عانت منطقة الشرق الأوسط من الصراعات المتعددة: مثل الصراعات التي تدور بين السكان المحليين -الغضب بسبب الفساد المستشري، وعدم وجود تمثيل حقيقي لهم ، والتوزيع غير العادل للثروة، وتمركز السلطة في أيدي عدد قليل، والشعور بسرقة الكرامة والسخط علي حكامهم-والصراع بين مختلف الجماعات غير الوطنية، المصنفة من حيث العرق والطائفية والجغرافيا، أو الأيديولوجية. والصراعات الغارقة في التوتر الشديد بين القوى الإقليمية، وأبرزها المملكة العربية السعودية وإيران.
وما يأتي مع هذه الصراعات، هو الفوضى المنتشرة على نطاق واسع في العديد من البلدان، والتوسع في الأراضي غير الخاضعة للسلطة، والاستقطاب الطائفي، والحروب الإقليمية. وغذّت مثل هذه  الاشياء- وهذا بدوره قد يغذيها أيضا- صعود الجماعات الإرهابية، التي  تعتبر داعش هي أبلغ مثال لها. والصراعات العرقية، التي تغنى عنها الطائفية الإقليمية وتؤدي إلى إخضاع العديد من الدول، لما يجب أن يكون الأولوية الأساسية، كهزيمة الجماعات الإرهابية، بدلا من السعي لتحقيق أجندات أخرى.
وهذه هي الخلفية، ونقطة البداية. والنتيجة الطبيعية هي أنه يتعين على الولايات المتحدة، وسط هذا الاضطراب وعدم اليقين، أن تكون واقعية في التفكير بشأن تحديد أهداف السياسة، التي تخدم المصالح الأساسية لدينا، دون تكليفنا رسوم الدخول في الصراعات ذات النهايات المفتوحة والمكلفة دون قصد، التي حتما ستكون لها عواقب غير متوقعة، وتصرفنا عن الأهداف الأساسية لدينا، وتثير ردود فعل غاضبة، بين الممثلين المحليين، ما يجعل الأمور أكثر سوءا.
وهكذا، نحن (الولايات المتحدة) نعمل على منع انتشار أسلحة الدمار الشامل واستخدامها، والجماعات الإرهابية المضادة التي تهددنا، ومحاولة معالجة الصراعات والاستقطاب الطائفي، والإدارات السيئة  التي  تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتزيد التهديدات لأمننا، لذلك يجب أن ننخرط بشكل مستمر في تحقيق التوازن.
ولمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل واستخدامها، ركز أوباما على ضمان ألا تكون إيران في وضع يمكنها من تطوير أي سلاح نووي، وتخليص سوريا من الترسانة الهائلة من الأسلحة الكيميائية. وتحققت كل هذه الأمور من خلال الدبلوماسية الصعبة والمتعددة الأطراف، مع إدراك أن القوة قد تكون ضرورية، لكن بالقدر الذي لا يورط الولايات المتحدة في مغامرات عسكرية قد تجعل الأمور أسوأ.
ارون ديفيد ميلر: لكن لمَ الصفقة مع إيران أدت إلى توتر العلاقات مع الحلفاء التقليديين لدينا، مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية، كذلك أدت إلى الرأي القائل إن واشنطن لا تتحدى طهران في المنطقة، خوفا من إثارة غضب الإيرانيين بشأن القضية النووية؟
جواب: إنها نقطة عادلة أتت من  خلال تحدي الحكمة التقليدية بشأن كيفية التعامل مع إيران، وأثارت حتما القلق والأسئلة بين بعض شركائنا. وينبغي علينا ألا نهون المخاوف الإسرائيلية أو السعودية. لكننا أيضا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار السيناريو البديل: بأن إيران، التي كان يمكن أن تكون على وشك تطوير سلاح نووي. ومن الصعب أن نرى كيف ستتصرف إسرائيل والخليج، أو أننا لا يمكن أن نكون أكثر أمنا في ظل هذه الظروف.
وهناك تحدٍ آخر، وهو العثور على طريقة لمعالجة الأسباب الأساسية، التي تخلق التهديدات التي نواجهها. وهذا يحدث من خلال معالجة البيئة التي تزدهر فيها المنظمات الإرهابية: كالحرب في سوريا واليمن وليبيا، والأراضي لا تسيطر عليها الحكومة. والعسكرة والطائفية و الحرب الإيرانية  السعودية. أو انتشار الفقر والحكم الذي لا يمثل الشعب؛ وانعدام المساءلة وانتهاكات حقوق الإنسان. وكما قلت سابقا، هناك الكثير يمكن للولايات المتحدة القيام به في هذا الصدد. لكن هذا هو السبب في أننا دخلنا في عمليات السلام في سوريا واليمن وليبيا، ولماذا نحاول تهيئة الظروف الضرورية لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، الموثوقة التي لها مغزى. ولماذا نسعى جاهدين لتهدئة التوترات بين إيران وجيرانها العرب.
ارون ديفيد ميلر: كل هذا شيء جيد.. لكن أحد الانتقادات الرئيسية ضد هذه الإدارة هو أنها كانت كارهة جدا للمخاطرة، خصوصا فيما يتعلق بالقوة العسكرية. ويرى البعض أن مفتاح استعادة نفوذ أمريكا هو تطبيق أكثر للقوة المتعمدة.
 روبرت مالي: صحيح. ويعيدنا هذا إلى حجتك بشأن إحباط القوى العظمى من القبائل الصغيرة، وتعليقي حول ضرورة أن تكون متواضعة حول ما يمكن وما لا يمكن القيام به. وخيّم على النقاش محاولة استخدام القوة العسكرية من أسطورة تلو أسطورة، أولها أن إدارة أوباما كانت تخجل من اللجوء إليها. ولم تتردد هذه الإدارة في اتخاذ الضربات التي تستهدف الجماعات الإرهابية، وحيثما يعتقد الرئيس أن المصالح الأمنية القومية الأساسية لدينا أصبحت على المحك. لكن هناك مجموعة كاملة من الأساطير الأخرى: أنه يتم قياس قوة الولايات المتحدة من خلال وتيرة وشدة عملياتها العسكرية. وأن النصر العسكري يترجم دائما إلى نجاح سياسي دائم. وأنه بعد التدخل، يمكننا أن تقرر بحرية متى وكيف ننسحب. ولا يحتاج المرء إلى الذهاب بعيدا في التاريخ -فالعراق يتبادر إلى الذهن بسهولة- لمعرفة ما هو الخطأ أو المضلل في هذه الافتراضات.
وعلى نطاق أوسع، فهناك هذا الاعتقاد الخاطئ لدى البعض، الذي يقول إن نفوذ الولايات المتحدة، الذي يأتي من اتخاذ القرارات المحلية، يرتبط بحجم وجودنا العسكري. وأن هذا الاعتقاد ينم بطريقة أو بأخرى عن عقود من الخبرة تختلف من بلد إلى أخر. وفي بعض الأحيان، يعمل هذا الارتباط بالضبط في الاتجاه المعاكس: فالتدخل العسكري الأمريكي يشوه العلاقة، ويجعل الحزب المتدخل أكثر اعتمادا علي مزاعمه بأنه يساعد الحزب الأخر . وفي الواقع، إن الإخفاقات السياسية من جانب الحزب المتدخل، ترغمه علي التدخل  العسكري الفوري على الحزب الأخر، من أجل إنقاذ الاستثمار الذي قام به بالفعل من قبل.
وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل من المهم جدا للرئيس انتشال الولايات المتحدة من وجودها في مستنقع القتال العنيف في العراق -وكان هذا التواجد مكلفا جدا من حيث الموارد البشرية والمادية، الذي في النهاية لم يحقق النتائج السياسية المرجوة، وكان يثبّط السعي لتحقيق الأولويات الإقليمية والدولية الأخرى، وعلاقاتنا مع القادة العراقيين، التي بالكاد استطاعت الولايات المتحدة الاستفادة منها.
بالمناسبة، إذا لم تكن  (هي) حريصة، هذا هو الدرس الذي قد تتعلمه روسيا قريبا في سوريا.
أرون ديفيد ميلر: سوريا هي بالضبط موضع النقد الموجه الأكثر إشارة، حيث يرى المنتقدون أن الولايات المتحدة يجب أن تتدخل عسكريا. ماذا تقول لهم؟ وماذا تقول لأولئك الذين يدفعونك للثقة العمياء في الروس الآن؟
روبرت مالي: افترضت منذ البداية، أولا، أن لا أحد يمكنه أن يكون راضيا عن الوضع في سوريا، وثانيا، أن لا أحد -وبالتأكيد ليس أنا- يمكنه القول بأي مستوى من الثقة، ما كان يمكن أو يجب القيام به لمنع هذه المأساة.
والحقيقة هي أننا لا يمكن أن نكون متأكدين ما إذا كان التدخل العسكري في سوريا من شأنه أن يؤدي إلى نتائج أفضل أو أسوأ، وما إذا كان من الممكن أن يساعد أو يعرقل مكافحة الإرهاب. وما يمكنني القيام به هو وضع تفكير للإدارة، وما هي الأهداف، وكيف نأمل في تحقيقها.
وأهدافنا الرئيسية في هذه المرحلة هي إسقاط مستويات العنف بين النظام والمعارضة، وعلى وجه الخصوص ضد المدنيين، وهزيمة داعش وجبهة النصرة (التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا*. ودفع عجلة التحول السياسي الحقيقي، بعيدا عن الرئيس السوري بشار الأسد. وسيستمر التشابك بشكل وثيق، طالما استمر العنف من النظام و المعارضة، وطالما استمر النظام في هجماته العشوائية ضد المدنيين، فإنه سيكون من الصعب للغاية حشد القدرة المحلية الضرورية أو التركيز على محاربة الإرهابيين. وبالمثل، دون عملية سياسية ذات مصداقية، التي تتحرك نحو حكومة أكثر شمولية وتمثيلية، فإنه سيكون من الصعب للغاية الحفاظ على أي منع للعنف أو إضعاف جاذبية الجماعات الجهادية. واستهدفت جهودنا الدبلوماسية مع روسيا تحقيق هذه الأهداف.
أرون ديفيد ميلر: لذلك كنت تعول على الروس؟
روبرت مالي: لا، لا أعول عليهم بل اختبارهم.. والاختبار من خلال الدبلوماسية الشديدة والصعبة، فيما إذا كنا نستطيع المضي قدما نحو تسوية النزاع، الذي يلبي بعض الاحتياجات الأساسية: مثل إنهاء العنف ضد الشعب السوري، وتحقيق التحول الذي يحافظ على مؤسسات الدولة، وتجنب الفوضى، وهزيمة الجماعات الإرهابية.
وكما تعلمون، وصلت الإدارة إلى تفاهم مع روسيا في فبراير على وقف الأعمال العدائية. و أدى هذا الاتفاق -لفترة من الوقت- إلى انخفاض مستويات العنف في أجزاء كثيرة من البلاد إلى حد كبير، ما أدى إلى زيادة كبيرة في وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين المحتاجين. لكنها توترت وعادت إلى النقطة التي كانت عليها، على الرغم من أن البلاد  كانت أكثر هدوءا بكثير ما كانت عليه، قبل وقف الهجمات، وأصبح هناك قدر أكبر من المساعدات الإنسانية التي تصل للسوريين عن ذي قبل، في العديد من المحافظات – حلب، اللاذقية، ريف دمشق – وقد عاد الوضع إلى ما كان عليه.
وهناك سببان رئيسيان لذلك: أولا، لا يزال النظام يبذل جهوده  للحصول على مزيد من الأراضي ودعم موقفه، بانتهاك الوقف واستخدام سلاحه الجوي وإسقاط قنابل البراميل، الذي يكون في كثير من الاحيان بدعم من روسيا. ثانيا، لا تزال جبهة  النصرة أيضا تعمل على تقويض وقف العنف، من خلال ما تشنه من هجمات، وبالاشتراك مع جماعات المعارضة أحيانا.
وهذا هو جوهر التفاهم الذي نناقشه مع الروس: إعادة إنشاء وقف العنف، لكن على أساس أكثر حزما وأكثر مصداقية، مع قيود واضحة على استخدام القوة الجوية. وتكثيف الجهود ضد داعش وجبهة النصرة؛ وتجميع العملية السياسية على أساس الأفكار، التي كنا نتوقع سماعها من مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي مستورا.
وقال الروس إنهم لا يعارضون عملية الانتقال السياسي (في سوريا)، لكن نريد تجنب الوضع الذي يؤدي بمؤسسات الدولة للانهيار، أو انهيار هذا البلد، أو تولي الجهاديين المسؤولية. وأكدوا أيضا أنهم يريدون وقف يحترم، لكن لا نريد لجبهة النصرة الاستفادة منه. ونحن نتفق على كل نقطة. حتى إذا كانوا يعنون ما يقولون، فلا تزال هناك فرصة نتمكن من خلالها من إيجاد طريقة أفضل للمضي إلى الأمام من خلال تشجيع تحقيق كل أهدافنا في وقت واحد . أو بعبارة أخرى، أن ما نحاول تحقيقه مع روسيا يصب في مصلحتنا بشكل واضح ومباشر وكامل: لوضع حد للغارات السورية ضد المدنيين والمعارضة، وتكثيف مكافحة داعش والنصرة، والمضي قدما نحو الانتقال السياسي. وإذا نجح الأمر مع روسيا فهل نستطيع أن نفعل ذلك، لم لا؟
بالطبع، هناك أكثر من سبب كاف لنكون متشككين. وكانت روسيا إما غير راغبة أو غير قادرة على الحصول من النظام على الامتثال الكامل لوقف العنف، وهو السبب رقم واحد للشك. لكن دعونا نكون واضحين: إذا لم تكن روسيا تعني ما [تقول]، أو إذا [كانت] لا يمكنها الحصول من النظام على ما يجب عليه القيام به، فنحن لم نضح بأي شيء. وسيستمر الدعم للمعارضة في المضي قدما، ولن يسيطر النظام كما في السابق. وهذا أبعد ما يكون عن النتيجة المثالية، التي نرغب فيها لنا أو للشعب السوري، وستستمر الحرب. لكنها لن تكون ذات نتيجة مثالية بالنسبة لروسيا، التي يمكن أن تنجر إلى التوسع في الحرب، في ظل عدم وجود نقص في السلاح أو الدعم للمعارضة، وتقريبا أي أمل في انتهائها قريبا. كلما طال أمد الحرب، سيتم تورط روسيا أكثر وسيكون من الصعب عليها الخروج. ومرة أخرى، هذا هو الدرس الذي تعلمناه بأنفسنا بطريقة صعبة.
ونحن أيضا يجب أن نختبر هذا الخيار، غير كامل كما هو، ضد أي من البدائل المتاحة. وفي هذا الصدد، ينبغي لنا التشكيك في فكرة أننا نحقق أفضل ألاهداف الأساسية لدينا، أو التخفيف من معاناة الشعب السوري، من خلال التدخل العسكري المباشر، بالتالي الدخول في ديناميكية تصعيدية مع النظام، المدعوم من روسيا وإيران، والحصول على تشارك بشكل مباشر في حرب بالوكالة الإقليمية.
أما بالنسبة لفكرة تزويد المعارضة بمزيد من الدعم الكمي والنوعي، فالتاريخ يقدم تحذيرا واقعيا. وبطبيعة الحال، فإن سوريا والعالم سيكونون أفضل بكثير من دون الأسد. لكن هذا لا يعني أنه سيكون أفضل بكثير بوجود بعض الجماعات الجهادية الأكثر تطرفا، التي توسع انتشارها والسيطرة. ولايستغرق ذلك سوى معرفة سطحية بتاريخ المنطقة، من قدرة الجماعات الأكثر تطرفا وعنفا، التي ليس بالضرورة أن تكون أكثر شعبية.. لكنها لا ترحم- لتكون لها اليد العليا في الحروب المدنية والمضي قدما فيها، وتقدير المخاطر التي تنطوي عليها.
أرون ديفيد ميلر: مسألة سوريا تثير أيضا مسألة خطابية للإدارة الأمريكية.. هل من العدل القول إن الإدارة في كثير من الأحيان تسمح بكلمات (الأسد يجب أن يذهب – الشعب السوري “خط أحمر” – يجب تجميد شامل للاستيطان) تفوق قدرتها على تحقيق تلك الأهداف؟
روبرت مالي: إنها مسألة عادلة وبعيدة عن أن ندعي أننا نحقق دائما التوازن الصحيح بين الأقوال والأفعال. وأنا من أشد المؤمنين بفضائل الصمت، والنشر بحكمة. لكن إذا أخذنا هذا الاقتراح على محمل الجد، فإننا نأوي طموحات لا يمكننا تحقيقها في المستقبل المنظور، ولا ينبغي لنا التعبير عنها، وأنه إذا كان يجب علينا التعبير عنها، فيجب أن نتحرك دائما لتحقيقها؟ ذلك لأننا لا يمكننا أن نتوقف عن انتهاكات حقوق الإنسان، ولا ينبغي لنا أن نتكلم ضدها؟ لأننا لسنا على استعداد للذهاب في حرب للإطاحة بالدكتاتور، محمد سياد بري، فيتعين ألا نؤيد دعوات شعبية للإطاحة به؟
وكلمة حول “الخط الأحمر” تراجع لحظة سياسية إلى الخلف، حول ما إذا كان أو لم يكن ينبغي القيام به، وبالتركيز على النتيجة: أعلن النظام السوري إزالة مخزونه من الأسلحة الكيميائية، ما يجعله أقل خطورة على شعبه، وعلى المنطقة، وبالنسبة لنا. اسألوا المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين كيف يشعرون حيال ذلك. وأنهم سيكونون أول من يعترفون بأن هذا الإنجاز تجاوز توقعاتهم الأكثر تفاؤلا. ولكم أن تتخيلوا ما قد تبدو عليه سوريا اليوم، إذا حصل داعش أو تنظيم القاعدة على عقد من مخزون الأسلحة الكيميائية الواسعة. والحقيقة ليس هناك أي ضربة عسكرية يمكنها أن تحقق ما قد تحققه الإدارة، وخلاصة القول إن الولايات المتحدة عليها الوفاء بالغرض المعلن من الخط الأحمر، وتفعل ذلك دون الشروع في العمل العسكري، مع عدم وجود نقطة نهاية واضحة أو أساس قانوني دولي واضح.
أرون ديفيد ميلر: هناك نقد آخر للإدارة، وهو أنها لم تكن موالية بما فيه الكفاية لحلفائها التقليديين.
روبرت مالي: إنه نقد آخر يرتكز على افتراضات مشكوك فيها. ووفرت إدارة قوية -في بعض النواحي غير المسبوقة- المساعدة الأمنية للشركاء والحلفاء، موضحة أننا ستعمل على حمايتهم من خطر أي هجوم أجنبي. وهذا صحيح في حالة إسرائيل والخليج. لكن الدعم لا يعني شيكا على بياض أو اقتناعا أعمى بإجراءات نعتقد أنها تتعارض مع مصالحنا، ويمكن أن تكون لها عواقب سلبية.
وتم تقديم الدعم الواسع من الإدارة إلى حلفائها في الخليج، ولدينا من خلال عملية كامب ديفيد تعزيز لثقتهم، وتحقق ذلك من خلال أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار. وليس المقصود التمكين لصراع مفتوح العضوية مع طهران، ناهيك عن جر الولايات المتحدة إلى مواجهة بين السنة والشيعة أو بين العرب والفرس، الذي سيكون تطرفا وطائفية وستكون جماعات العنف المستفيدة الوحيدة.
وسعت الإدارة إلى تقديم دعم قوي لإسرائيل، لا يمتد إلى السياسات التي تجعل حل الدولتين من الصعب التفكير فيه. وعندما يتحسر بعض من يقول بعدم وجود قيادة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، على ما يبدو، فغالبا لأن الولايات المتحدة لا تنحاز تلقائيا مع كل سياسة يتبعها شركائنا. لذلك نحن سندافع عن المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، إذا وقعت سلامة أراضيها تحت التهديد، وسندافع عن إسرائيل. لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نمتنع عن التعبير عن قلقنا بشأن الحرب في اليمن وكيف تم شنها؛ والإجراءات البحرينية ضد سكانها الشيعة. أو النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، غير المتوافق مع مصلحتنا في حل الدولتين، كذلك مع تطلعات الفلسطينيين الأساسية.
أرون ديفيد ميلر: الحكم يكون حول الاختيار.. مع تبقي ستة أشهر في فترة حكم أوباما، كيف تكون أولويات أهداف الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط؟
روبرت مالي: إن الأولوية الأولى، كما ذكرت، هي حماية الولايات المتحدة ومواطنينا من الهجمات الإرهابية. الهدف الثاني ، هو التأكد من أن داعش يسير على طريق الهزيمة الدائمة، والعمل مع الحكومة العراقية ومع القوات المحلية، بينما تتحرك حملة للموصل ولسوريا، نحو معقل  داعش في الرقة، وفي بلدان أخرى -وعلى الأخص ليبيا- حيث سعى داعش لتوسيع انتشاره. لكنه لا يفعل ذلك بذكاء، مع التركيز على تجنب الحالة، التي سقط فيها، أو الخلافة التي ستخرج من رماده.
ثالثا، نحن بحاجة إلى حماية صفقة إيران، وهو ما يعني أن نكون متيقظين تماما من حيث امتثال إيران لالتزاماتها ونزاهتها، من حيث الامتثال لعاداتنا وتقاليدنا. وأخيرا، فإننا سنعمل على مواصلة الجهود التي وصفت، لدفع التسويات السياسية، لا سيما في سوريا، و أيضا في اليمن وليبيا.
ولم أذكر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في نفس الوقت، ليس لأنه هامشيا أو بسبب أن جهودنا ستتوقف. لكن لأنه – كما أوضح أوباما- لا ينبغي أن نكون ممن يبيعون الأوهام حول حل النزاع في غضون الأشهر القليلة المقبلة، ونحن يجب أن لا ننفق من الطاقة التي لدينا، في محاولة لاستئناف المحادثات التي ليس من شأنها سوى تقويض مصداقية الدبلوماسية دون جدوى، بما في ذلك منطقتنا.
وتحتاج جهودنا لتكون مختلفة، لكن لا يوجد نوع أقل وضوحا. وأن تتجه نحو إعادة التفكير في الوسائل والمنهجية، التي نستخدمها لخلق الظروف التي يمكن للأطراف الدخول من خلالها في مفاوضات ذات مغزى – والمفاوضات التي يعتقد بها الشعبين حقا- وليس الزائفة من المحادثات الكثيرة، التي شاهدتها في الماضي.
أرون ديفيد ميلر: ماهو الإرث الذي تريد تركه للحكومة المقبلة؟
روبرت مالي: ستة أشهر وقتا طويلا، وأنا لا أعتقد أننا يجب أن نتحدث من حيث الإرث، خصوصا عندما لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به. لكن أعتقد أنه من الإنصاف القول إنه كحد أدنى نريد إرساء أسس أكثر صلابة للإدارة المقبلة يمكنها أن تبني، إذا ما اختارت ذلك، من حيث الحفاظ على أمن الأمريكيين، وهزيمة الجماعات الإرهابية، وضمان الالتزام الاتفاق النووي مع إيران، (ويجب أن يختار قادة إيران مسارا مختلفا، وفتح الباب لعلاقة ثنائية مختلفة)، وإحراز تقدم نحو حل النزاعات الإقليمية.
بمعنى أوسع، أعتقد أن ما يجري يمهد الطريق لعلاقة أكثر واقعية وأكثر صدقا وأكثر صحة، في نهاية المطاف مع كل حلفائنا الإقليميين والخصوم الإقليميين أيضا – وسحب الجزء الأكبر من القوة القتالية لدينا من العراق. وتجنب التشابكات العسكرية المفتوحة جديدا؛ والابتعاد عن الحرب بالوكالة الطائفية، التي لا تزال في مهدها. ونزع فتيل التوترات الكارثية المحتملة، بسبب برنامج إيران النووي. وأن تقود جهودا دبلوماسية متعددة الأطراف؛ وفوق ذلك كله، تعمل على تعزيز مصالحنا الجوهرية، والولاء لشركائنا، لكن أيضا تكن صادقة لقيمنا. وهذا لن يكون سيئا بالنسبة لنا، ولن يكون سيئا للفريق القادم للبدء.
========================
نيويورك تايمز: ما لم يفعله الشاه.. روسيا في إيران دعماً للأسد
http://alkhaleejonline.net/articles/1471415348104917400/نيويورك-تايمز-ما-لم-يفعله-الشاه-روسيا-في-إيران-دعما-للأسد/
2016-08-17 ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين رابط مختصر
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن استخدام القوات الروسية للقواعد العسكرية الإيرانية في مدينة همدان في الحرب بسوريا، سيحد كثيراً من الخيارات الأمريكية، مؤكدة أن هذا القرار الذي أُعلن أمس سيؤدي بالفعل إلى زيادة القوة النارية الروسية بسوريا، رغم أن هناك قاعدة عسكرية لروسيا بسوريا، حيث إن القاعدة الإيرانية ستمنح سلاح الجو الروسي استخدام أسلحة وقاذفات عملاقة، ما كان لها أن تستخدم في سوريا لولا تلك القواعد الإيرانية.
ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، تسمح إيران بوجود عسكري أجنبي على أراضيها، وذلك عقب السماح لقاذفات روسية عملاقة باستخدام القواعد العسكرية الإيرانية في قصف سوريا، قرار رأت فيه صحيفة نيويورك تايمز أنه "تاريخي"، لم يقدم على فعل مثله شاه إيران الذي قامت عليه ثورة 1979 بحجة ولائه لأمريكا، فحتى في عهد الشاه، الحليف الأبرز لأمريكا، فإن الولايات المتحدة لم يكن لها قواعد عسكرية بإيران، وإنما مستشارون وخبراء عسكريون، وهو ما عده خبراء بأنه "تاريخي".
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى توسيع تحالفه العسكري الداعم لسوريا، خاصة في أعقاب تحسن علاقات موسكو مع أنقرة، وبحسب الصحيفة فإنه لا يعلم حتى الساعة هل هذا الوجود العسكري الروسي في إيران دائم أو مؤقت.
يقول أندريه كارتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، إن استخدام روسيا لقواعد إيرانية لمهاجمة سوريا سيعزز من موقفها في المفاوضات مع الغرب بشأن ملف سوريا وملفات أخرى، مشيراً إلى أن روسيا تسعى لتشكيل ائتلاف مع إيران يتجاوز التعاون الحالي بشأن سوريا.
موقف النظام السوري عقب الإعلان الروسي باستخدام القواعد الإيرانية، سيتعزز أكثر، رغم أن قواته تبعثرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حيث ترى الصحيفة أن دخول روسيا بثقلها الكبير في الحرب السورية سيؤدي إلى الحد من الخيارات الأمريكية، فمن الآن وصاعداً صار على الولايات المتحدة أن تنسق أي عملية جوية في سوريا مع روسيا؛ لتجنب أي صدام جوي.
ويرى كليف كويشان، المتخصص بمجموعة أوراسيا في مؤسسة تحليل السياسة، ومقرها واشنطن، أن الاتفاق الأخير بين روسيا وإيران يشير بوضوح إلى اتفاق كبير على بقاء الأسد، مبيناً أن روسيا لم تكن داعمة بشكل مطلق لبقاء الأسد، على عكس الإيرانيين، ولكن الآن يبدو أن روسيا انتقلت إلى ضفة إيران في دعمها بقاء الأسد رئيساً لسوريا.
الوجود الروسي في إيران سيسهم كثيراً في ترسيخ الوجود الروسي بمنطقة الشرق الأوسط، وهي المرة الأولى منذ أن تراجع وجودها في تلك المنطقة عقب انهيار الاتحاد السوفييتي السابق.
وعلى الرغم من الدعم الروسي والإيراني الكبير فإن قوات النظام السوري تخسر على الأرض، وهو ما بدا جلياً في معركة حلب الأخيرة، فروسيا التي أكدت أنها جاءت لمحاربة الجماعات الإرهابية، وخاصة "الدولة" وجبهة النصرة، قصف طيرانها مواقع لجماعات سورية مدعومة أمريكياً.
الخسارة الأخيرة لقوات النظام السوري في حلب، قد تكون سبباً آخر من الأسباب التي دعت إيران للسماح بقوات روسية على أراضيها، حيث تسعى طهران وموسكو إلى تكثيف العمليات العسكرية الداعمة للأسد عقب تلك الخسائر التي تكبدتها قواته في حلب تحديداً، والتي يبدو أن الوضع فيها سيكون معقداً خلال الفترة المقبلة.
المفارقة، تقول نيويورك تايمز، أن ثوار إيران الذين خرجوا على الشاه عام 1979 بحجة ولائه للولايات المتحدة الأمريكية، أقدموا على فعل لم يجرؤ الشاه عليه، وذلك عندما سمحوا بوجود عسكري روسي على أراضيهم.
========================
نيويورك تايمز:روسيا تلمح إلى اتفاق عسكري مع أمريكا بعد فشل الهدنة في سوريا
http://www.nile.eg/نيويورك-تايمزروسيا-تلمح-إلى-اتفاق-عسك
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أنه في ظل الاعتراف بأبعاد أزمة مدينة حلب السورية التي تتجلى يوما بعد يوم مع حصار ما يقرب من مليوني شخص هناك، أقرت روسيا بأن اقتراحها الأسبوع الماضي حول هدنة وقف إطلاق النار ثلاث ساعات يوميا غير كاف وإنما قد يفسح المجال أمام مزيد من الدخول في هدنة أطول.
وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم /الثلاثاء/، أن روسيا قالت إنها كانت قاب قوسين أو أدنى من التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة حول تعاون عسكري لمحاربة مقاتلي تنظيم (داعش) الإرهابي في منطقة حلب كجزء من حل.
ورأت أن مثل هذا الجهد المشترك من شأنه أن يمثل مستوى جديدا من التعاون بين القوتين سعيا وراء إيجاد طريق للخروج من حرب سوريا التي اندلعت قبل خمس سنوات والتي تدعم فيها موسكو وواشنطن بشكل أساسي جانبين متناحرين، فالولايات المتحدة تدعم قوى المعارضة فيما تدعم روسيا نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأفادت الصحيفة الأمريكية أن هذه التطورات تشير إلى أن روسيا تسعى إلى تفادي الظهور وكأنها مسئولة عن معاناة حلب التي تحولت من مركز تجاري مزدهر في شمال سوريا إلى ساحة معركة استراتيجية للكثير من الحروب.
وأشارت إلى أن مسلحين كسروا حالة الجمود السائدة في الجزء الشرقي من حلب الأسبوع الماضي بمواجهة القوات العسكرية السورية والقوات الروسية المتحالفة وإغلاق الجزء الغربي من المدينة السورية الذي يخضع لسيطرة الحكومة ما يعني عزل حلب بأكملها.
ومنذ ذلك الحين، أسفرت الغارات الجوية السورية والروسية ضد أحياء المعارضة في حلب عن مقتل عشرات الأشخاص، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول الأحد إن التدمير لم يكن حدثا عاديا حتى بالنسبة لحلب.
ونقلت عن تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله: إن روسيا والولايات المتحدة كانتا على وشك التوصل لاتفاق حول جهد مشترك في مكافحة داعش في حلب. وأضاف أن مثل هذه الاتفاقية من شأنها المساعدة في تحقيق السلام لهذه البلاد التي تعاني منذ فترة طويلة وتقديم يد العون لشعبها كي يتمكن من العودة إلى موطنه.
ولم يعلق المسئولون الأمريكيون على الفور على تصريحات وزير الدفاع الروسي ومن غير الواضح حتى الآن كيف يمكن اجراء مثل هذا الجهد المشترك.
وفي السياق ذاته، أعرب محللون سياسيون للصراع السوري عن شكوكهم حيال هذا الأمر وقال جوشوا لانديس خبير شئون سوريا بجامعة أوكلاهوما ومؤلف مدونة حول سوريا: “لا يمكنني تحديد كيف يمكن للروس والأمريكيين إيجاد قاسم مشترك بشأن حلب. ولعل الروس يحاولون كسب مزيد من الوقت أو يحاولون درء أي رد فعل غربي أو إقليمي محتمل.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط
========================
فورين بوليسي: روسيا لا تعارض عملية الانتقال السياسي بسوريا
http://arabi21.com/story/935115/فورين-بوليسي-روسيا-لا-تعارض-عملية-الانتقال-السياسي-بسوريا#tag_49219
لندن- عربي21- باسل درويش# الثلاثاء، 16 أغسطس 2016 07:52 م 0152
نشرت مجلة "فورين بوليسي" المقابلة التي أجراها مدير مركز المبادرات الجديدة، والباحث المعروف في مركز ودرو ويلسون للعلماء أرون ديفيد ميللر، مع المستشار البارز للرئيس الأمريكي باراك أوباما في شؤون الشرق الأوسط روبرت مالي، وتحدث فيها عن سياسة أوباما في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارها عملية موازنة.
ويقول ميللر في بداية المقابلة إن المسؤولين عن السياسة الأمريكية يواجهون تحديا لشرح سياسات الحكومة والدفاع عنها، ويجد أن الترويج للسياسات يجب أن يكون صادقا من الناحية الفكرية، ومحترما، ولا يبتعد كثيرا عن النقاط الرئيسة، مشيرا إلى أن هذه عملية لا تنجح في تحقيق الموازنة.
ويشير الكاتب إلى عمله عام 1989 مع وزير الخارجية جيمس بيكر، حيث قام ميللر بإلقاء خطاب لمجموعة من اليهود في ديترويت، ويقول: "كنت أحاول إقناع جمهور معاد وليست لديه ثقة بأن الرئيس جورج هيربرت بوش ووزير خارجيته جيمس بيكر يقومان بتطبيق سياسات مؤيدة بشكل كبير لإسرائيل"، وفي نهاية المحاضرة سأله رجل عجوز بعد شكره على المحاضرة، قائلا: "إذا كانت الأمور جيدة بهذه الصورة فلماذا تشعر بعدم الارتياح؟".
ويقول ميللر إن "الدفاع عن سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ليس مهمة سهلة هذه الأيام، حيث لم يتبق للرئيس سوى ستة أشهر في البيت الأبيض، ويواجه أوباما احتمال ترك الشرق الأوسط في وضع أسوأ مما كان عليه، عندما تولى مكتب الرئاسة".
ويلفت الكاتب إلى أن "المراقب النزيه يعترف بعيدا عن تردد إدارة أوباما بأن الفوضى في الشرق الأوسط ليست نتيجة سياسة هذا الرئيس، لكنها نتاج لما تمر به منطقة محطمة وغاضبة وعاجزة في مرحلة من الاضطرابات، وتتسم هذه الدول بأنها فاشلة، أو في طريقها إلى الفشل، وبوجود قادة مؤسسات غير قادرين على توفير الإصلاحات الضرورية لإصلاحها؛ وهي الحكم الشامل الرشيد، والمحاسبة، والشفافية، واحترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين".
ويجد ميللر أنه "بالنسبة لنقاد إدارة أوباما فإن ما يرونه ليس سوى غياب القيادة، والتخلي عن المسؤولية، وسياسة خارجية تحاول استرضاء الأعداء، فمن الاتفاق النووي مع إيران، إلى العلاقات مع إسرائيل والسعودية، إلى تحديات تنظيم الدولة، إلى سياسة أوباما التي تحاول تجنب المخاطر في سوريا، ما جعل الكثير من الناس في الولايات المتحدة والمنطقة غير راضين".
وجاءت مقدمة ميللر لمقابلته مع مالي، التي جرت على ما يبدو الشهر الماضي طويلة، فهو يعمل مستشارا خاصا للرئيس في مجلس الأمن القومي، والمستشار البارز للرئيس حول كيفية مواجهة تنظيم الدولة، ومنسق علاقات البيت الأبيض مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج العربي، فبعد عمله مع إدارة كلينتون في القضايا العربية الإسرائيلية، عاد في نهاية التسعينيات من القرن الماضي للعمل بوظيفة تغطي المنطقة كلها، خاصة تنظيم الدولة وسوريا والخليج.
وينوه الكاتب إلى علاقة العمل والصداقة التي تربطه بمالي، وخلافاتهما، خاصة في مجال إيران، حيث يعتقد خلافا له أن إيران حصلت على صفقة جيدة، وفي هذه الأيام يتفق الاثنان على أمرين: في الماضي كان الشرق الأوسط صفقة جيدة غير معقدة، وأن أمريكا متورطة فيه، وغير قادرة على إصلاحه أو تركه، وفي سلسلة من المقابلات الشخصية، وعبر الهاتف، سأل الكاتب مالي عددا من الأسئلة وحثه للرد على نقاد الرئيس، خاصة فيما يتعلق بسوريا  وتنظيم الدولة.
ويرى ميللر أن ردود مالي وتعليقاته تمثل نافذة لفهم تفكير الرئيس حول المنطقة قبل مغادرته البيت الأبيض، وأكد مالي أن ما فعلته الإدارة، وما كان يمكنها أن تعمله، قامت به بطريقة جيدة، لكن الأمر في النهاية يرجع لحكم التاريخ والمراقبين لتقييم سياسات الإدارة، لكنه أشار إلى أمر مهم، وهو أن الأولوية الأولى للرئيس هي حماية أمريكا وأمنها وأمن مواطنيها، وعندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط فإن هذا يعني منع انتشار سلاح الدمار بين الدول والقوى غير الدولية، ومواجهة الجماعات الإرهابية التي تهدد الولايات المتحدة، وتجنب الأفعال التي تعرض الأمريكيين للخطر، وعليه يجب الحكم على أداء الإدارة ضمن هذا المعيار.
ويذكر مالي في المقابلة، التي ترجمتها "عربي21"، أنه عندما تولى أوباما السلطة كانت القوات الأمريكية في العراق وإيران تواصل تطوير برنامجها النووي، وبناء على الخيارات التي اتخذها الرئيس، التي عكست المصالح القومية الأمريكية، فإن المنطقة مسيطر عليها، مشيرا إلى نقطة أخرى، وهي أن الولايات المتحدة لا يمكنها تقرير مصير المنطقة، رغم مسؤولياتها في المنطقة، والدور المركزي الذي تؤديه فيها.
ويستدرك مالي بأنه رغم محاولة القوى الخارجية لتشكيل الشرق الأوسط، والتأثير فيه، إلا أن السياسة المحلية لديها الخيار الأخير في تحديد مصيره، ومن هنا يرى أن "الولايات المتحدة، كما يشير التاريخ، يمكنها تحقيق أهداف واضحة، مثل دفع العملية السلمية في المنطقة، وإخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991، والتوصل إلى اتفاق مع إيران يمنعها من الحصول على السلاح النووي، إلا أن التاريخ يعلمنا أيضا دروسا مهمة، حول حدود القوة عندما يتعلق الأمر بتحديد مسار دول الشرق الأوسط ومجتمعاته ومصيرها".
وتنقل المجلة عن مالي قوله إن "أهم دافع للثورات العربية هو الطموح الشعبي لحكم الذات، والكرامة، والأصالة، وعليه، فإنه من الصعوبة بمكان توقع كيف يمكن للتدخل الأجنبي أن يؤثر في هذا الأمر، وأي تدخل عسكري يجب أن يكون متجذرا في واقع المنطقة، وإلا فإنه سيترك تداعيات سلبية، وهناك سوابق عدة عن محاولات فاشلة من التدخل الغربي في المنطقة".
حماية المصالح الأمريكية
وردا على سؤال حول الكيفية التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها حماية مصالحها في المنطقة، فإن مالي يرى أنه "يجب النظر بشكل موسع لواقع المنطقة، التي تعيش نزاعات بين شعوب غاضبة على الحكام، وجماعات إثنية وطائفية، وحروبا إقليمية بين قوى ترغب بالتأثير في المنطقة، كما في النزاع الإيراني السعودي، وأدت هذه النزاعات إلى فوضى ومناطق خارجة عن السيطرة، واستقطاب طائفي، وحروب بالوكالة، وزاد من وقودها ظهور الجماعات الإرهابية، مثل تنظيم الدولة، كما أن النزاعات الطائفية والإثنية قادت بعض الدول إلى تجاهل القضية الأولى، وهي هزيمة الإرهاب من أجل تحقيق أجندات أخرى، ومن هنا فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى تحديد الأهداف الصحيحة، دون أن تقود الأمريكيين إلى حرب ذات آثار غير واضحة، وتؤدي إلى ترددات سلبية بين اللاعبين المحليين بشكل يزيد الأمر سوءا".
ويفيد مالي بأن الولايات المتحدة تحتاج في محاولاتها منع انتشار السلاح النووي، ومكافحة الإرهاب، ومعالجة النزاعات والاستقطاب الطائفي، وغياب الحكم الصالح، إلى القيام بعملية موازنة، ويشير إلى الاتفاق النووي مع إيران، والأسلحة الكيماوية السورية، حيث تم تحقيق هذين الأمرين عبر دبلوماسية متعددة الوجوه، مستدركا بأنه رغم وعي الإدارة بأهمية استخدام القوة، إلا أنها لم تورط الولايات المتحدة في مغامرات عسكرية.
ويعترف مالي في رده عن سؤال يتعلق بالتوتر الذي خلقه الاتفاق النووي مع حلفاء أمريكا التقليديين: إسرائيل، والسعودية، وبقية دول الخليج، بأنه يجب التعامل مع المخاوف السعودية أو الإسرائيلية بعدم الاكتراث بها، مستدركا بأنه "يجب النظر للسيناريو البديل، وهو وجود إيران نووية، فمن الصعب رؤية خليج آمن وإسرائيل آمنة في ظل هذه الظروف".
ويضيف مالي تحديا آخر، وهو "العثور على طرق لمعالجة المصادر التي تخلق التهديدات التي نواجهها، وهذا يعني التصدي للمناخ الذي تنتعش فيه الجماعات الإرهابية؛ حروب سوريا واليمن وليبيا، والمناطق الخارجة عن السيطرة، والعسكرة، والطائفية، وحروب الوكالة السعودية/ الإيرانية، وقضايا الحكم، وغياب المحاسبة، وانتهاكات حقوق الإنسان، وفي هذا كله هناك مدى معين تستطيع أمريكا القيام به، ولهذا السبب استثمرت في تحقيق السلام في سوريا واليمن وليبيا، ولهذا السبب أيضا تحاول خلق ظروف تستأنف فيها المحادثات بين العرب والإسرائيليين والفلسطينيين، وتخفيف التوتر بين إيران وجيرانها العرب".
تجنب المخاطر
ويعلق ميللر قائلا بأن هذا كله صحيح، لكن النقد الدائم للإدارة هو تجنبها المخاطر، رغم أن الحل لمشكلات المنطقة هو استخدام القوة، ويرد مالي قائلا إن النقاش حول استخدام القوة أحاطت به أسطورة وراء أسطورة، وإن إدارة أوباما كانت مترددة، إن لم تكن خجلة، باللجوء للقوة، مع أنها لم تتردد في استخدامها في أي مكان تعرضت فيه مصالح أمريكا للخطر، مشيرا إلى أن القوة الأمريكية تقاس بكثافة الفعل العسكري، الذي يجب أن يترجم إلى عملية سياسية.
ويرفض مالي ما يراه البعض من أن الوجود العسكري الأمريكي يترك أثرا في القرار المحلي؛ لأنه قد ينجح في مكان ويفشل في مكان آخر، ويقول إن الدافع الرئيسي وراء قرار الرئيس سحب القوات من العراق، هو أن الوجود العسكري هناك كان مكلفا من ناحية المال والبشر، ولم يحقق الأهداف السياسية المرغوبة، وحرف انتباه الولايات المتحدة عن أولويات إقليمية ودولية، وأدى إلى علاقة متوترة مع القادة العراقيين، ليست مفيدة للمصالح الأمريكية الحيوية.
سوريا
ويتطرق ميللر للحالة السورية، مشيرا إلى أنه تم توجيه النقد الحاد للرئيس، الذي كان عليه التدخل عسكريا، فيما اتهم أعداء أوباما إدارته بأنها تثق بطريقة عمياء بالروس، ويرد مالي قائلا إنه "لا أحد لديه معرفة بالطريقة التي تطورت فيها هذه المأساة، ولن يرضى أحد عن أي جهد، فالحقيقة هي أننا لم نكن متأكدين إن كان العمل العسكري في سوريا سيؤدي إلى نتائج جيدة أو سيئة، أو عما إذا كان ذلك يساعد الحرب ضد الإرهاب أو يعيقها".
ويكشف مالي عن أن أهداف الإدارة الرئيسة كانت في هذه المرحلة هي تخفيف مستوى العنف بين النظام والمعارضة، وتحديدا ضد المدنيين، وهزيمة تنظيم الدولة وجبهة النصرة، والتقدم نحو عملية انتقال سياسي من نظام الأسد، لافتا إلى أن "هذه الأهداف متداخلة، فطالما استمر عنف النظام والمعارضة، وطالما ظل النظام يقوم بعمليات قصف عشوائي للمدنيين، فإنه من الصعب تعبئة القدرات المحلية، أو التركيز على قتال تنظيم الدولة، ودون وجود عملية سياسية تحظى بمصداقية، فإنه من الصعب تخفيف مستوى العنف، أو مواجهة جاذبية الجماعات الجهادية، ومن هنا فإن جهودنا الدبلوماسية مع الروس تركزت على تحقيق هذه الأهداف".
وعندما سأله ميللر عما إذا كان الأمريكيون يعولون على الروس، أجاب مالي: "لا، نحن لا نعول عليهم، بل نحن نمتحنهم عبر دبلوماسية شديدة، وفيما إن استطعنا التقدم نحو تسوية تنهي العنف ضد الشعب السوري، وتحقيق الانتقال الذي يحفظ المؤسسات، ويمنع الفوضى، ويؤدي إلى هزيمة الجماعات الإرهابية"، وأضاف: "كما تعرف، فقد توصلت الإدارة إلى تفاهم مع الروس في شباط/ فبراير؛ من أجل وقف الأعمال العدائية، ما أدى إلى فترة لوقف العنف في مناطق عدة من البلاد، وقاد إلى زيادة توزيع مواد الإغاثة الإنسانية على السوريين المحتاجين".
ويستدرك مالي بأن الأمور عادت إلى ما كانت عليه بعد انهيار الاتفاق، خاصة في حلب واللاذقية، والسبب، كما يقول، هو استمرار النظام في السيطرة على مناطق، وضرب المدنيين بالبراميل المتفجرة، فيما استمرت جبهة النصرة في محاولات تقويض الاتفاق.
ويقول مالي إن "تفاهما مع الروس يتم النقاش حوله، ويقوم على إعادة اتفاق وقف الأعمال العدائية، لكن على قاعدة أكثر تشددا، وبقيود واضحة حول استخدام القوة الجوية، بالإضافة إلى زيادة الجهود لضرب تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وتشكيل صيغة سياسية للحل، تقوم على أفكار نتوقع سماعها من مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا"، منوها إلى أن الروس عبروا عن عدم معارضتهم لعملية الانتقال السياسي في سوريا، لكنهم يريدون تجنب وضع تنهار فيه مؤسسات الدولة، أو تمزق فيه مؤسسات الدولة بشكل يسمح للجهاديين بالسيطرة عليها، حيث أكدوا أهمية احترام وقف الأعمال العدائية، دون السماح لجبهة النصرة بالاستفادة منه.
ويورد مالي أن الولايات المتحدة توافق على الرأي الروسي، مشيرا إلى أن ما تقوم بعمله هو في مصلحتها من ناحية نهاية الغارات الجوية ضد المدنيين والمعارضة، وزيادة الهجمات ضد تنظيم الدولة والنصرة، ورغم وجود شكوك حول النوايا الروسية، إلا أنه قال: "لو لم يعن الروس ما يقولون أو لم يقوموا بحث النظام إلى ما يجب عليه عمله، فإننا لم نضح بأي شيء، فالدعم للمعارضة سيتواصل، ولن ينتصر النظام".
ويرى ميللر أن هذه نتيجة ليست في مصلحة الشعب السوري؛ لأن الحرب ستظل مستعرة، كما أنها ليست في مصلحة الروس، الذين سيتورطون في حرب طويلة، فكلما طال أمد الحرب زادت روسيا من استثمارها فيها، بشكل يصعب عليها الخروج منها.
ويعلق مالي حول تقديم الأسلحة النوعية والكمية للمعارضة السورية، قائلا إن "التاريخ يقدم لنا دروسا تدعونا للتفكير، صحيح أن سوريا ستكون في حال أفضل دون الأسد، لكنها لن تكون أفضل حالا لو قامت جماعات راديكالية بتوسيع سلطتها".
========================
معهد واشنطن :خبرة تحوّلية: فهم انخراط «حزب الله» في سوريا
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/a-transformative-experience-understanding-hezbollahs-involvement-in-syria
نداف بولاك و حنين غدار
15 آب/أغسطس 2016
"في 11 آب/أغسطس خاطب نداف بولاك وحنين غدار منتدى سياسي في معهد واشنطن بمناسبة نشر دراسة جديدة باللغة الإنجليزية بعنوان "تحوّل «حزب الله» من خلال تدخله في سوريا". وبولاك، كاتب الدراسة وزميل "ديان وجيلفورد جليزر فاونديشن" السابق في المعهد، يعمل حالياً كمحلل لمكافحة الإرهاب في "رابطة مكافحة التشهير". وغدار هي زميلة زائرة في زمالة "فريدمان" الافتتاحية في المعهد ومديرة تحرير سابقة للنسخة الانكليزية لموقع NOW الإخباري في لبنان. وفيما يلي ملخص المقررة لملاحظاتهما".
نداف بولاك
على الرغم من التقارير المكثفة عن انخراط «حزب الله» في سوريا، إلا أنه لم يتم إيلاء اهتمام كبير بالخبرة التي اكتسبتها الميليشيا هناك أو بالعواقب التي تواجهها في بلدها لبنان. فوحدة «حزب الله» في سوريا (والتي غالباً ما يشار إليها من قبل المحللين الإسرائيليين باسم "القيادة الشرقية لـ «حزب الله»") تَنشر في أي وقت كان ما بين 5000 و 8000 مقاتل من "القوات الخاصة" المعروفة بـ"كتيبة الرضوان"، والقوات الدائمة المؤلفة من كافة الوحدات، ومن المقاتلين بدوام جزئي ("عناصر التعبئة") والمجنّدين الجدد الذين خضعوا لتدريب سريع على القتال لمدة 60 إلى 90 يوماً - في ما يعتبر تطوراً غير مسبوق. غير أن مقاتلي «حزب الله» ليسوا كبش فداءٍ يُرسَلون طُعمةً للمدافع، بل إنهم غالباً ما يقودون المعارك ويتولّون إمرة الميليشيات السورية والإيرانية في القتال.
ويبدو أن هذا الانخراط العميق في سوريا يؤثّر على النهج العام الذي يتبعه التنظيم في تخطيط عملياته العسكرية وتنفيذها. فوفقاً لدراسة أعدّها ضابطٌ في جيش الدفاع الإسرائيلي في عام 2014، من المرجّح أن ينتهج «حزب الله» استراتيجية قتالية أكثر هجوميةً في أي حربٍ مستقبلية مع إسرائيل بهدف تقصير مدة الصراع. ولكن بغض النظر عمّا إذا كان التنظيم ينفذ في الواقع مثل هذه الاستراتيجية، ليس هناك شك في أن بعض من قدراته العسكرية قد تحسنت بشكل ملحوظ. فقد تعلّم كيفية استخدام طائراته بدون طيار على نحو أكثر فعالية، فضلاً عن الاستفادة بشكل أفضل من صواريخه القصيرة المدى، وتنفيذ عمليات هجومية معقدة.
وفي الوقت نفسه، أدت الحرب في سوريا إلى تراجع شعبية «حزب الله» لدى الشيعة في لبنان وخصوصاً حين أدّت الضغوط المالية إلى تخفيض الرواتب وتقليل الخدمات الاجتماعية. ورداً على ذلك، وصف التنظيم هذا الصراع بالحرب الضرورية ضد التطرف السني، حيث استغل زعيمه حسن نصرالله المخاوف الطائفية الواسعة النطاق ولم ينفك يذكّر بالحاجة إلى تأمين الحماية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») و «جبهة النصرة» - الجماعة المنضوية تحت تنظيم «القاعدة». بالإضافة إلى ذلك، أن استمرار «حزب الله» بتمويل قاعدة الدعم التابعة له، فضلاً عن عدم وجود بدائل من مؤسسات الدولة أو منظمات أخرى، قد ضَمن استمرارية الدعم الشعبي له على الرغم من تراجع شعبيته.
وهناك ثلاث نقاط مهمة حول مستقبل «حزب الله»، يجب تذكرّها: (1) سوف يبقى التنظيم ملتزماً بالقتال إلى جانب إيران ونظام الأسد في سوريا، (2) إن الحرب قد رسّخت مكانته ضمن "محور المقاومة"، و (3)  إن التحسينات التي شهدتها إمكانياته ستنتقل على الأرجح إلى الميليشيات والتنظيمات الإرهابية الأخرى في الشرق الأوسط. وبعبارة أخرى، إن التنظيمات التي تدرّبت على يد «حزب الله» أو راقبت تكتيكاته حتى قبل الحرب السورية - مثل الميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، والمنظمات الفلسطينية كـ «حماس» و«الجهاد الإسلامي» - من المرجح أن تعمل على دمج تكتيكاته الجديدة في عملياتها الخاصة في السنوات المقبلة.
حنين غدار
أرسى «حزب الله» ثلاث ركائز أساسية لنشاطاته وهي: (1) إنشاء خدمات اقتصادية واجتماعية مستقلة في لبنان (على سبيل المثال، التعليم والإسكان)، (2) التشديد على "المقاومة" المتواصلة لتحرير الأراضي المحتلة (وهذا مفهوم مسروق من "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" التي أنشئت في ثمانينات القرن العشرين)، و (3) إحياء الذكريات الجماعية لاستشهاد الإمام علي، أول إمام شيعي، والتي تشكّل سياقاً مناسباً للدور السياسي والعسكري الذي يلعبه «حزب الله» في لبنان. ومن خلال إجادة التنظيم الربط بين هذه الركائز بحنكة، كان قادراً على تعبئة الشيعة تحت رايته بينما نجح أيضاً في التغلغل في مؤسسات الدولة والاقتصاد والسياسة.
وحين بدأ «حزب الله» تدخله في سوريا، تغيّرت أولوياته واستراتيجياته وخطاباته. أولاً، [بالمقارنة مع السابق] خصص نسبة أكبر بكثير من ميزانيته للإنفاق العسكري. وعلى الرغم من استمرار تمويله للخدمات الاجتماعية، إلا أن نسبةً أكبر منها قد وُجهت إلى العائلات والمؤسسات المرتبطة بالبنية التحتية العسكرية لـ «حزب الله»، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها لدعم قواته.
ثانياً، أصبحت سياسة "المقاومة" ضد إسرائيل ثانوية مع تحوّل اهتمام التنظيم إلى النزاع السوري. وحالياً، يتردد «حزب الله» علناً في شنّ حربٍ على إسرائيل.
ثالثاً، تخلّى التنظيم عن خطابات "النصر الإلهي". فبعد أن كان «حزب الله» يُعتبر قوةً تحقق الانتصارات السريعة والحاسمة، أصبح اليوم قوةً تشحن إلى بلادها جثث "شهدائها" الذين لاقوا حتفهم أثناء القتال في حربٍ خارجية. فالقتال في سوريا لا يفسح الكثير من المجال أمام الانتصارات الإلهية، بل أن الخسائر في الأرواح والهزائم في حلب وغيرها توصف كـ "انتكاسات".
وفي الواقع، مع استحكام انخراط «حزب الله» في سوريا بعمق أكبر، تحوّلت المقاومة التي كانت تستقطب في السابق المتطوعين المتلهفين إلى مؤسسة من المقاتلين القلقين والمرهقين. ولم يعد المجندون يلبّون دعوةً ما، بل أصبحوا يلتحقون بوظيفة في الحرب السورية طمعاً براتبٍ شهري يتراوح بين 500 و1200 دولار وما يرافقه من منافع (على الرغم من أن التنظيم لم يعد قادراً على توفير تعويضات لعائلات "الشهداء").
واليوم استفاق الكثير من مقاتلي «حزب الله» من أوهامهم بشأن دور التنظيم في الصراع السوري، وأصبحوا مخذولين من غطرسة القوات الإيرانية الحليفة وافتقارها إلى الكفاءة العسكرية، ومن فساد الجيش السوري وضعفه. كما أنهم يقلقون من أن تنتقص روسيا من قيمتهم إذا كان ذلك يخدم مصالح موسكو في سوريا - ففي حين يرسل «حزب الله» المزيد من المقاتلين إلى سوريا، يعقد فلاديمير بوتين اتفاقيات مع تركيا وإسرائيل.
وفي غضون ذلك، ولّدت الحرب فجوة صارخة بين شيعة لبنان. والآن، حيث أصبح «حزب الله» يُعتبر على نحو متزايد، ميليشيا شيعية إقليمية وكونه منظماً على هذا النحو، وجد العديد من الشيعة أنه من شبه المستحيل إيجاد وظائف في المؤسسات السنية في لبنان ودول الخليج. وفي الواقع أن فرص العمل المتوفرة أمام اللبنانيين الشيعة على وجه الخصوص ضئيلة جداً خارج إطار الفرص التي يوفّرها لهم «حزب الله»، ولولا الانتشار الكثيف للتنظيم في سوريا لكان معظم سكان ضاحية بيروت الجنوبية عاطلين عن العمل.
وعلى الرغم من أن الصراع قد أثقل كاهل مقاتلي «حزب الله»، واستنزف المجتمع الشيعي اجتماعياً ومالياً، وعمّق الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، إلا أن أبناء كبار المسؤولين في «حزب الله» يعيشون حياةً مزدهرة - وهذه ظاهرةٌ استثارت مشاعر الحرمان لدى العديد من اللبنانيين الشيعة. وفي الواقع، إن هذه الانقسامات الاجتماعية، بالإضافة إلى سقوط ثلاثة أرباع القادة الميدانيين للتنظيم [كضحايا في المعارك التي جرت] منذ حرب عام 2006، قد زادت من إرهاق المقاتلين والمدنيين الشيعة. وفي حين إن من شأن أي مواجهة جديدة مع إسرائيل أن تحيّي روح التضامن لدى «حزب الله»، إلا أن الأعباء الاجتماعية والمالية المترتبة عن الانخراط في حرب خارجية قد ألحقت أضراراً كبيرة على الدعم الذي يتمتع به التنظيم.
أعدت هذا الموجز إيميلي بورلينغهاوس.
========================
الصحافة التركية :
حرية دايلي نيوز  :لماذا يجب على تركيا أن تتراجع عن موقفها ضد الغرب؟
http://altagreer.com/لماذا-يجب-على-تركيا-أن-تتراجع-عن-موقفها/
نشر في : الأربعاء 17 أغسطس 2016 - 01:31 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 17 أغسطس 2016 - 01:31 ص
حرية دايلي نيوز – التقرير
لقد أدت محاولة الانقلاب الفاشلة إلى خروج العلاقات التركية الأمريكية عن المسار، وذكرت مجلة “بوليتيكو” أن واشنطن سترسل نائب الرئيس الأمريكي، جو بادين، إلى تركيا الأسبوع المقبل، من أجل “تحقيق السلام”. لكن غضب أنقرة من الغرب لا يبدو أنه سيتم التراجع فيها. إن واشنطن قلقة بشكل واضح بشأن ما ستؤول إليه الأمور، وتريد التأكد من أن الأمور لن تخرج عن نطاق السيطرة.
وفيما وراء كل هذا، هناك حديث سطحي بشكل كبير في الغرب، يتحدث عن قذف تركيا خارج حلف شمال الاطلسي. وهناك حديث أيضا متشابه في أنقرة بشأن مغادرة تركيا لحلف شمال الأطلسي. وعزز وزير الخارجية، جون كيري، هذا النوع من التكهنات، عندما حذر بشكل متحامل بعد محاولة الانقلاب، من أن عضوية حلف شمال الأطلسي تتوقع على احترام الديمقراطية.
هذا وقد تم أخذ هذا بمثابة تحذير، من إنه إذا كانت الحكومة لم تتساهل في جملة التطهير الخاصة بها ضد المشتبه بدعمهم لفتح الله غولن، والمتهم بأنه العقل المدبر للانقلاب، إذا فقد يتم تعليق تحالفها مع الناتو. وربما يأسف كيري لأنه قدم تلك هذا الانطباع، مع العلم أن حلف شمال الأطلسي عمل بسعادة مع الطغاة في الماضي، ناهيك عن الديمقراطيات الناقصة.
إنه يعلم أيضا أن تركيا هي الأكثر أهمية لحلف شمال الأطلسي في الوقت الحالي، مقارنة بمعظم أعضائه الأوروبيين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بهؤلاء ممن هم أقل من سياسيين راشدين، الذين يخرجون بتصريحات عدائية حول حرق الجسور مع أنقرة.
وهناك أيضا مفارقة مريرة هنا، تتسبب في تعقيد الأمور أكثر. إن العديد من المعلقين الغربيين أو المسؤولين السابقين، ينظرون إلى تركيا باعتبارها “دولة مؤيدة للإرهاب”، ويتهمونها بتقديم تسهيلات للجماعات الإسلامية المتطرفة، التي على صلة بالهجمات التي تقع في الغرب.
وفي نفس الوقت في تركيا، الكثير من الناس مقتنعون أن الولايات المتحدة و أوروبا يدعمون الإرهاب، عن طريق حزب العمل الكردستاني والفرع التابع له في سوريا، وحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي نفذ الهجمات القاتلة في تركيا.
والعاطفة التي يؤمن من خلالها الأتراك، أنه ليس هناك أضعف من العاطفة التي لدى العديد في الغرب، ممن يؤمنون أن أنقرة متواطئة بطريقة أو بأخرى في الإرهاب الإسلامي. فما نملكه هو حوار حقيقي للصم.
يذكر أنه قبل البت في إرسال بايدن، تشير واشنطن إلى أنها لا تريد استمرار هذا الوضع. وكالعادة، الولايات المتحدة تبحث في المسألة من منظور أكثر واقعية وأوسع من أوروبا، التي لا يوجد لديها رؤية مستقبلية واضحة، ناهيك عن أي شيء آخر.
وهناك مشكلة فيما يتعلق بتصعيد العداء التركي للغرب، خصوصا عدائها للولايات المتحدة. فإلى متى ستتمكن أنقرة من الاستمرار في هجماتها على واشنطن بشان قضية غولن قبل أن يأتي كل شيء بنتائج عكسية؟
صحيح أن تركيا سيكون من الصعب عليها الاستعاضة عن الغرب، نظرا لموقعها الاستراتيجي على الخريطة، الذي يقع في منتصف جميع الأزمات التي تهم الولايات المتحدة وأوروبا. لكن عندما يحين وقت الحسم، فهل سيكون هناك شيء يمكن القول إنه لا يمكن الاستعاضة عنه في نهاية المطاف؟
وبالإشارة إلى عدم الاستقرار المتزايد في تركيا، وهو ما يزيد من المشاعر المعادية للغرب، يقول وزير الخزانة الأمريكي، جاك ليو، إن هذا الاضطراب الحالي في تركيا يزيد من أهمية حل المشاكل المالية لليونان، بحيث يمكنها أن تصبح أداة للاستقرار الإقليمي.
جدير بالذكر أنه ليس من الصعب أن نفترض أن واشنطن بصدد وضع خطط طوارئ، في حال إن كانت تركيا ستغادر الناتو، وللإشارة إلى أن هذه الخطط ستشمل تحويل المنشآت العسكرية إلى دول أخرى مثل العراق (خصوصا الجزء الكردي)، واليونان وقبرص (حيث توجد قواعد المملكة المتحدة)، وبلغاريا ورومانيا والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر، لن تكون بعيدة كل البعد عن الواقع.
وبعبارة أخرى، واعتمادا على اعتقاد أنه لا غنى لها عن الغرب، لضرب الولايات المتحدة وأوروبا، من أجل إجبارهم على وضع معين، يمكن أن يؤدي إلى الاستغناء عن أنقرة نفسها في نهاية المطاف. وغير محتمل أن يكون من دواعي سعادتنا أن نرى تحول التركيز عنها إلى دول المنطقة، مثل مصر والعراق والمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا. وبالتالي سيكون على أنقرة أن تخطو بحذر مع الغرب وان تفهم مدى خطورة استمرارها في هذا السياق الحالي.
========================
«حرييات» التركية :مراد يتكن :استدارة تركيّة في سورية
http://www.alhayat.com/Edition/Print/16900223/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%91%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ أغسطس/ آب ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
ثمة علامة استفهام كبيرة حول الهجوم الانتحاري «الداعشي» على حافلة ركاب بالقرب من مخيم أطمه للاجئين السوريين في إدلب، على حدود ولاية هاطاي التركية، والذي أودى بحياة 30 شخصاً. ويبدو أن «داعش» كما حزب «العمال الكردستاني» الذي خفّف من هجماته في تركيا الشهر الماضي، استأنف هجماته العنيفة، إثر عودة أردوغان من رحلته إلى روسيا. فالتوقيت مثير للانتباه شأن المكان، ويوجهان رسالة. أما الهدف، وهو حافلة نازحين، فاختياره ليس إلا لكونه هدفاً سهلاً لـ «داعش» الذي لا تعنيه أرواح الأبرياء أو السوريين. ووقع التفجير يوم أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» تحرير مدينة منبج من «داعش».
بعضهم في تركيا يقول أن تفجير الحافلة الانتحاري قد يكون رسالة تحذير وتهديد لتركيا من التدخل عسكرياً في سورية، بعد مصالحتها مع موسكو. لكننا نرى أن سياسة تركيا السورية كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وماتت فعلاً إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة ومصالحة أردوغان مع موسكو. ولم يتضح بعد شكل السياسة الجديدة التركية في سورية. فهل تستدير أنقرة 180 درجة وتعود الى ما قبل 2011، أم تستدير نصف استدارة؟ ما نعلمه أن أنقرة بدأت تتخلى عن الدعوة الى رحيل الأسد والبعث، وبدأت تقترب أكثر من نظريات أميركا وروسيا بل وربما إيران القائلة بأن في الإمكان التوصل الى صيغة يبقى فيها البعث حاكماً في سورية لكن من دون الأسد. فالموقف التركي اليوم في شأن سورية لم يعد قوياً على ما كان قبل عام. ونقطة التراجع أو الضعف الأولى التي شهدتها تركيا العام الماضي، بدأت حين اضطرت الى فتح قاعدة أنجرليك أمام القوات الأميركية، فكرّت سبحة تفجيرات دموية أثخنت جراح تركيا في 5 مدن تركية توزعت المسؤولية عنها بين «داعش» و»العمال الكردستاني». وهذه الهجمات، وتحديداً هجمات «الكردستاني»، حولت المدن والقرى التركية على الحدود مع سورية والعراق وإيران إلى كرة من لهب. فتلك المنطقة تخضع عسكرياً للجيش التركي الثاني الذي يشنّ منذ بداية 2016، حرباً ضروساً على الكردستاني في تلك المناطق. وترتب على فتح قاعدة أنجرليك أمام الأميركيين رد روسي: وضع اليد على طرطوس وتوسيع مطار حميميم العسكري كقاعدة عسكرية روسية مقابل أنجرليك. وعليه، رجحت كفة الروس وضعف النفوذ التركي في سورية. وباشرت روسيا حينها باستهداف المنطقة الحيوية لتركيا الممتدة على شريط أعزاز وجرابلس وإدلب، حيث استهدفت هناك فصائل المعارضة الموالية لأنقرة والتي كانت توصف بالمعتدلة ويقال أنها غير مرتبطة بـ «داعش» أو «النصرة». وفي هذه المرحلة، أسقطت الطائرة الروسية في الأجواء التركية، وبلغت السياسة التركية في سورية ذروة الضعف والتأزم، فزاد الثقل الروسي وانسحبت تركيا من الميدان، وأغلقت الأجواء السورية في وجه الطيران التركي.
ومع هذه التطورات، انشغلت الاستخبارات عن الأزمة السورية بمتابعة ملف «العمال الكردستاني». ووقعت المنطقة الحدودية تحت إمرة الجيش الثاني الذي استلمها من الاستخبارات التركية ليشن العمليات. والحلقة الأخيرة في مسلسل تراجع القوة التركية في سورية، اتصال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع أردوغان في أيار (مايو) الماضي، لإبلاغه بالحاجة إلى «قوات سورية الديموقراطية»، ذات الغالبية الكردية، لتحرير منبج من «داعش»، وبأن التحالف سيستخدم أنجرليك لدعم عملياته في سورية . وبدأ الستار يسدل على المشروع التركي في سورية. ثم وقع الانقلاب العسكري الفاشل، والذي أضر بالجيش الثاني الذي كان وكر جماعة غولن التي اجتثت منه. وبدا أن الظروف مواتية أمام سياسة تركية جديدة في الشأن السوري. ومهدت المصالحة مع روسيا وإسرائيل لهذه السياسة. واليوم، يبدو أن طموحات أنقرة في سورية تقتصر على: ألا يقوم كيان كردي في شمال سورية يهدد أمنها، وأن يرحل الأسد وحزب البعث عن قيادة تلك الدولة. وترى أنقرة أنه لا يمكنها تحقيق الهدفين معاً. وترى كذلك أن حلم الأكراد بكيان مستقل في شمال سورية هو رهن الدعم الأميركي، في وقت أن بقاء بشار والبعث في السلطة يحدّده الدعم الروسي. والصورة واضحة اليوم، لكن التعامل معها عسير. وما يزيد الصعوبة والتعقيد مطالبة أنقرة واشنطن بتسليم الداعية المعارض، فتح الله غولن، وبالضغط على «»قوات سورية الديموقراطية» للعودة الى شرق الفرات. فوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أعلن أهمية هاتين المسألتين. لكن يبدو أن تعاون واشنطن صعب. فهي تصر على أن يبقى ملف غولن بيد القضاء وأنه ليس مسألة سياسية، وبدأ أصدقاء تركيا في أميركا يحذرونها من أن التلويح بالتهديد في شأن عدم تسليم غولن قد يأتي بنتائج عكسية في الإدارة الأميركية والأروقة السياسية هناك. ولا مؤشر الى نية «قوات سورية الديموقراطية» الانسحاب، بل هي تعد لاستكمال المسيرة نحو الباب ومن بعدها عفرين لتستكمل الكانتون الكردي في شمال سورية. ولذا، نقول أن تفجير أطمه الانتحاري رسالة الى تركيا تحذرها من التدخل عسكرياً. وعليه، تجد أنقرة نفسها مضطرة الى حل هذه المسألة ديبلوماسياً، وليس عسكرياً. وما تسرب من فصول السياسة التركية الجديدة في سورية وفق تصريحات رئيس الوزراء، يشير إلى ثلاث مسائل هي: 1) تأكيد وحدة الأراضي السورية، وهذا يعني منع قيام كردستان سورية، ويقضي بالتعاون مع روسيا وإيران. 2) رفض انفراد طائفي في الحكم بسورية، لا سنّي ولا علوي. وهذا يعني تبدد أحلام جماعة «الإخوان المسلمين» الدولية التي كانت تراهن على سورية من أجل بسط نفوذها. 3)، عودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم فوراً بعد حل الأزمة السورية، وطي ملف توطين اللاجئين السوريين في تركيا.
وعليه، يبدو أن أنقرة تقبل بأن تبرز في سورية المستقبل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها حزب البعث، ولا يكون الأسد على رأسها. ولا شك في أن السفينة التركية بدأت تستدير في مياه الحرب السورية، لكننا لا نعلم ما إذا كانت الاستدارة كاملة أم نصف استدارة.
* كاتب، عن «حرييات» التركية، 16/8/2016، إعداد يوسف الشريف
========================
من الصحافة العالمية :
ديلي تلغراف: قرار الغرب بالإحجام عن التدخل في سوريا ترك فراغاً لبوتين لملئه
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/08/160816_press_wednesday
قبل 3 ساعة
 
اهتمت الصحف البريطانية بالعديد من الموضوعات ومنها "تداعيات قرار الغرب بالإحجام عن التدخل في سوريا واستغلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهذا الفراغ الذي يسعى لملئه"، وادانة رجل الدين البريطاني المثير للجدل أنجم تشودري في بريطانيا، فضلاً عن قراءة في موقف الكرملين من تصريحات مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة دونالد ترامب بشأن روسيا.
ونقرأ في صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لديفيد بلير بعنوان " قرار الغرب بالإحجام عن التدخل في سوريا ترك فراغاً لبوتين لملئه".
وقالت الصحيفة إنه " في ذروة الحرب العالمية الثانية تحالفت روسيا مع بريطانيا لغزو إيران وطرد الشاه المؤيد لألمانيا"، مضيفاً أنه " للمرة الأولى منذ ذلك الوقت، أي عام 1941 تعود القوات الروسية لإيران لشن ضربات جوية على سوريا".
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن أن طائرات بلاده الحربية الموجودة في إيران قصفت عددا من الأهداف في سوريا.
وأضاف شويغو أن القاذفات بعيدة المدى أغارت من قاعدة همدان الجوية في إيران لشن ضربات على جماعات متشددة من بينها تنظيم الدولة الإسلامية، في حلب وإدلب ودير الزور.
وأوضح بلير أن " إيران لم تسمح لأي قوى أجنبية بشن عمليات عسكرية من أراضيها منذ الثورة الإسلامية".
وأشار كاتب المقال إلى أن "مكان وجود هذه القاذفات، يمثل دليل واضح على أن قرار الولايات المتحدة الإحجام عن التدخل في سوريا، ترك فراغاً، استغله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وختم بالقول إنه " في الوقت الذي تراجع فيه اهتمام الغرب بمنطقة الشرق الأوسط، فإن روسيا وإيران سارعتا إلى تعزيز موقعهما في المنطقة".
 
========================
هآرتس   16/8/2016 :سوريا التي فقدت جيلا من الشبان يمكنها الأمل فقط بأن يعودوا من اوروبا كي يقوموا باعمارها بعد انتهاء الحرب
http://www.raialyoum.com/?p=500677
بقلم: تسفي برئيل
لقد حقق ماهر دعبول حلمه. دعبول الذي هرب من سوريا وهو في المرحلة الدراسية في السنة الخامسة في جامعة دمشق، حيث كان يدرس الهندسة، وصل الى المانيا وطلب استكمال دراسته. وبناء على الشهادات التي في حوزته وافقت جامعة هانوفر على قبوله فيها، لكن شريطة أن يبدأ من السنة الاولى.
 صمم دعبول وطلب أن يتم اختباره شفهيا، ونجح في الامتحانات بشكل كبير. فوافقت الجامعة على قبوله للسنة الخامسة. وقد أنهى دراسته في هذا العام مع علامة 100 على مشروع التخرج، حيث اقترح فيه طرق لاعمار سوريا بعد الحرب.
في الرسالة التي بعثها بالعربية، والانجليزية والالمانية “لجميع الطلاب في العالم” وخاصة السوريين يطلب منهم السير في أعقابه وان يظهروا للعالم “اية أمة نحن، حيث أن اولادها قادرون على النجاح رغم الظروف الصعبة”. دعبول ليس الوحيد، في برنامج بث بالعربية على شبكة “دويتشا والا” الالمانية والذي تقوم به مجموعة “شباب توك” يتحدث الشباب السوريين عن قصص نجاحهم في الدول التي تستضيفهم. فادي مثلا هو لاعب كرة قدم ناجح في فريق الماني، هيا طالبة متفوقة في المانيا في الصف الحادي عشر، لاجيء آخر حصل على وظيفة منقذ في بركة مدينة تبينجان، أما ضياء عبدالله والذي هو لاجيء كردي سوري، فقد قرر تطوير مشروع خاص من نوعه: صفحة فيس بوك يقوم فيها بتعليم الالمانية.
حسب قوله انه يشعر بألم الضمير لانه ترك سوريا، حيث أن معظم اصدقاءه بقوا في الخلف، في البداية حاول اقامة مجموعة باسم “يورو واحد لليوم” حيث محاولة تجنيد يورو واحد يوميا من كل متبرع من أجل مساعدة مواطني سوريا. فشل المشروع “لان الناس لم يتلهفوا على التبرع. عندها خطر بباله ان يساعد اللاجئين في تعلم الالمانية. من اجل ان يدبروا شؤونهم في الشارع على الاقل، وفي المحلات وامام السلطات. بمساعدة صور بسيطة ومجموعة كلمات أولية نجح في الحصول على الاف الاصدقاء ومئات رسائل الشكر على الفائدة التي حصلوا عليها من دروسه، والتي تظهر على اليوتيوب ايضا.
اثناء عملية اندماج اللاجئين السوريين في المانيا، وليس في المانيا فقط، يواجهون مشاكل بيروقراطية كبيرة، وايضا يتعامل معهم المواطنين باشتباه، ويتعرضون ايضا للاعتداءات الجسدية. ومن اجل مساعدتهم اقامت مجموعة ناشطين موقع قضائي مسجل في لندن حيث يستطيع اللاجئين ايجاد النماذج الملائمة، والنصائح حول كيفية تعبئتها، واقتراحات لمقابلات عمل وايضا اجابات عن الاسئلة التي قد توجه اليهم في مقابلات العمل.
على صفحة فيس بوك، تحمل اسم “اللاجئين السوريين في المانيا” هناك توجيهات لمن يريد الحصول على تصريح اقامة، مثلا عن السؤال: “هل انت مطلوب من قبل احد اطراف الصراع في سوريا؟” يجب أن يكون الجواب سلبي بالمطلق، وكذلك الجواب عن سؤال هل تم استدعائك للخدمة العسكرية في سوريا. حول سؤال لماذا تركت سوريا يجب الاجابة: بسبب الحرب. الخوف والدمار. حول السؤال هل تنوي العودة الى سوريا بعد الحرب، عليك ان تجيب نعم اذا كنت تريد الحصول على ملجأ لمدة عام، ولكن اذا كنت تريد اذن اقامة لمدة ثلاث سنوات عليك الاجابة بالنفي. حول السؤال كيف تنوي أن يتم استيعابك في المانيا، عليك الاجابة بانك تريد الاستمرار في التعلم والعمل من أجل مستقبل افضل، وعليك القول انك اخترت المانيا “لانها دولة قانون، دولة حرة تحترم حقوق الانسان”.
هكذا تستبدل الشبكات الاجتماعية الطرق القديمة، التي اضطرت اللاجئين الى الركض وراء مكاتب منظمات المساعدة فقط من اجل الحصول على نصيحة او ارشاد. لقد تحولت الشبكات الى اداة حيوية لا بديل عنها، حيث تنتج جاليات لاجئين وهمية تستطيع تبادل الخبرة والتأثير مثلا وردت في احدى المواقع عريضة تطالب السلطات الالمانية التعجيل في لم شمل العائلات. مواقع اخرى تقترح طرقا لمواجهة الاعتداءات. هناك صفحات فيس بوك تتحدث للنساء فقط، واخرى للطلاب. واحيانا تظهر عليها تغريدات للاجئين عراقيين ولبنانيين، يطلبون من اللاجئين السوريين ايضاحات حول العملية البيروقراطية في المانيا.
سوريا التي فقدت جيلا كاملا من الشبان، يمكنها فقط الأمل بأن الجيل الشاب الذي يتجذر في المانيا ودول اوروبية اخرى، أن يرغب في العودة بعد انتهاء الحرب من اجل اعمارها. أكثر من خمسة ملايين شخص هربوا من سوريا، وحوالي سبعة ملايين مواطن سوري تم اقتلاعهم من بيوتهم. 360 ألف لاجيء يعيشون في المانيا. هذا هو الاحتياطي الانساني لسوريا التي تنتظر اللحظة التي ستنجح فيها القوى العظمى والنظام السوري والمليشيات والعصابات والمنظمات الارهابية التي تنشط في سوريا، في التوصل الى اتفاق سياسي يسمح لهم بالعودة.
 
========================
كومرسانت الروسية :مكسيم يوسين :تعذّر شراكة استراتيجيّة تركيّة - روسيّة
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/16900468/تعذّر-شراكة-استراتيجيّة-تركيّة---روسيّة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٧ أغسطس/ آب ٢٠١٦ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
ليست المصالحة الروسية - التركية، في قمة سان بطرسبرغ، واعدة. وثمة جملة من المشاكل والمواقف المتناقضة بين موسكو وأنقرة. وعليه، ليس واقعياً الحديث عن «تحالف استراتيجي» بين البلدين. وتتصدّر هذه المشاكل، المواقف المتباينة من الصراع السوري. ففلاديمير بوتين يراهن على الأسد، فيما يسعى أردوغان الى إسقاطه. والأمور على حالها: فدعم أنقرة الجماعات السورية المعارضة - أولئك الذين يشنون الهجوم على حلب وتقصف الطائرات الروسية مواقعهم، لم يتوقف. وتباين الرؤى حول سورية هو سبب الأزمة غير المسبوقة في العلاقات الروسية - التركية بعد إسقاط المقاتلة الروسية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. والمشكلة الثانية مرتبطة كذلك بالأزمة السورية، وهي العلاقة مع الأكراد. وترى أنقرة أن المجموعات الكردية التي تقاتل «داعش» في سورية هي الخصم. ويشنّ أردوغان حرباً ضد الانفصاليين الأكراد «والمتواطئين مع الإرهاب» من حزب «العمال الكردستاني». لكن موسكو ترى أن الأكراد السوريين هم حلفاء محتملون. وتربط موسكو بأكراد تركيا علاقات تقليدية خاصة. أما المشكلة الثالثة، فمدارها على الصراع بين أرمينيا وأذربيجان. فالعالم يعتبر موسكو، على رغم تصريحاتها المتوازنة، حليفة أرمينيا، شريكتها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ولا تحاول تركيا زعم الموضوعية والحياد. فأنقرة من غير لبس الى جانب باكو. والمشكلة الرابعة سببها نفوذ تركيا القوي في الجمهوريات التركمانية في الاتحاد السوفياتي السابق (أذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزيا وتركمانستان). وترى موسكو أن النفوذ التركي هناك هو منافسة جيو - سياسية لها، ويؤلمها الاختراق التركي للجمهوريات الناطقة بالتركية في روسيا الاتحادية.
والمشكلة الخامسة تعود الى استضافة تركيا على أرضها عدداً من منظمات القوقاز الشمالي وتتار القرم «المعادية لروسيا». وهذه المنظمات ناشطة في تركيا من غير قيود. وهي تحظى بدعم كبير. ولو أراد أردوغان التخلّص من هذه العثرة في العلاقات مع روسيا، واجه معارضة جديّة داخل بلاده.
والمشكلة السادسة هي أزمة الثقة. والكلام في موسكو لم يعد يدور على حادثة إسقاط المقاتلة الروسية. لكنها لم تنس تصريحات المسؤولين الأتراك إثر الحادثة، بمن فيهم أردوغان. وحري بموسكو أن تخلص من هذه الحادثة الى استنتاجات حول صدقية القيادة التركية والقدرة على التنبؤ بخطواتها.
والمشكلة السابعة مصدرها أن التقارب الحالي بين البلدين اضطراري. فالغرب في الآونة الأخيرة يقارب كلاً من أنقرة وموسكو بحذر، وينأى بنفسه عنهما. وفي هذه الظروف، يبدو أن محاولة العثور على شريك بديل لكسر العزلة الدولية طبيعية وفي محلّها. لكن لا شيء يضمن، إذا تحسنت علاقات تركيا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أن أنقرة ستواصل التعاون مع روسيا لتنفيذ مشاريع مثل «التيار التركي».
وعليه، لا يجوز الحديث عن شراكة استراتيجية بين موسكو وأنقرة. لكن قياساً على حال الاحتقان بين البلدين قبل ستة أشهر، فإنّ المصالحة الحالية هي تقدّم كبير يحمل أملاً بالسعي، على الأقل، الى حل بعض المشكلات التي ذكرناها.
 
 
* محلل سياسي، عن «كومرسانت» الروسية، 9/8/2016، إعداد علي شرف الدين
========================
الموندو: تنظيم الدولة فقد قواه وبات غير قادر على شن هجمات
http://arabi21.com/story/935126/الموندو-تنظيم-الدولة-فقد-قواه-وبات-غير-قادر-على-شن-هجمات#tag_49219
عربي21 - وطفة هادفي# الثلاثاء، 16 أغسطس 2016 09:58 م 090
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن الخسائر التي يعاني منها تنظيم الدولة، حيث مرّ من مرحلة السيطرة على مجال يعادل مساحة بريطانيا إلى ما يعادل مساحة إيرلندا، فضلا عن خسارته لحوالي 45 ألفا من أتباعه، منذ سنة 2014.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مقاتلي التنظيم تواروْا عن الأنظار داخل خنادق جاسر، الممتدّة حوالي 30 كيلومترا شمال شرق الموصل، ولم يعد من المتوقع عودتهم، حيث أصبح البعض يشك في تواصل تواجد العدو بالقرب من المكان.
وفي هذا الإطار، قال أحد عناصر قوات البيشمركة الكردية، واسمه رجب، أن "تنظيم الدولة لم يعد يجرؤ على المهاجمة، فقد فقَدَ كل قواته".
وأضافت الصحيفة أن تنظيم الدولة حاول إظهار قوته من خلال خطابه الأخير الذي دعا فيه إلى احتلال روما، وهي صورة مبالغ فيها كثيرا إذا قارناها بما يجري على أرض الواقع.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه خلال نهاية الأسبوع الفارط، تقدمت قوات البشمركة حوالي 12 كيلومترا داخل منطقة جاسر. أما في منطقة المجمور، جنوب شرق الموصل، فقد خسر تنظيم الدولة الاثنين؛، مواقع إستراتيجية. في حين تمكّنت القوات الكردية في سوريا، من السيطرة على مدينة منبج التي كانت بيد التنظيم.
وبينت الصحيفة أنه بعد أشهر من الهجوم الجوي ضد تنظيم الدولة، تحولت الأسلحة الثقيلة التي استولى عليها مقاتلو التنظيم سابقا، إلى حطام. واضطر تنظيم الدولة بسبب هذه الخسائر، فضلا عن فقدان حوالي 45 ألفا من مقاتليه، إلى استعمال العربات المدرعة والسيارات المفخخة كسلاح أساسي في المعارك.
وقالت الصحيفة أيضا إن تنظيم الدولة عانى في ليبيا من خسائر فادحة خلال الأسبوع الماضي، بعد أن استعادت قوات حكومة الوفاق؛ مسقط رأس القذافي، سرت، الخاضة لسيطرة التنظيم منذ حزيران/ يونيو سنة 2015.
وبالإضافة إلى ذلك، خسر تنظيم الدولة قائده في أفغانستان وباكستان، في هجوم طائرة أمريكية دون طيار في أواخر حزيران/ يونيو الماضي. كما اعترف المتحدث باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، في أيار/ مايو، تزامنا مع الذكرى السنوية الثانية لإعلان "الخلافة"، بأن الأمور لا تسير بشكل جيد، ودعا إلى مزيد من الهجمات في أوروبا.
ونقلت الصحيفة، أن الهجمات التي تشن ضد تنظيم الدولة، تستهدف أساسا البنية التحتية للموارد النفطية، المصدر الرئيسي لتمويل التنظيم. وقد أدى ذلك إلى تراجع الموارد المالية للتنظيم، الأمر الذي أثّر على تسليم رواتب المسؤولين وتسديد منح الخدمات الأساسية في المدن الواقعة تحت سيطرته.
ووفقا للخبير في شؤون تنظيم الدولة، غابرييل غاروم، فإن "هذه الخسائر التي تكبّدها تنظيم الدولة، ستؤثر على مواصلة حكمه، هذا إلى جانب فقدانه كل المقومات اللازمة لتسيير "دولة الخلافة". كما أن التنظيم لم يعد قادرا على توفير الأمن للسكان، والموارد الأساسية، والإحساس بالحياة الطبيعية".
ويواصل المحلل حديثه عن سعي تنظيم الدولة لترويج صورة إيجابية عن الحياة الطبيعية في المناطق التي يسيطر عليها، وذلك بهدف ضمان استمرارية "خلافة" هذا التنظيم، مشيرا إلى أن البعض من هذه المجتمعات، يقبلون بالحصار في حال توفر الأمن والأجور والخدمات الأساسية.
ويضيف حول وضع تنظيم الدولة في سوريا: "الرقة، إحدى أكبر المدن الواقعة تحت سيطرة التنظيم، تشهد في هذه الفترة انهيارا داخليا، خاصة وأن المشكلة الأساسية تتمثل في إكراه السكان على البقاء تحت سيطرته".
ويؤكد غاروم أن "قصف آبار البترول، تسببت في أزمة اقتصادية حادة، أثرت على تواصل ولاء العديد من المقاتلين للتنظيم وعلى حشد الموالين الأجانب. وفي هذه الحالة تلعب الدعاية دورا هاما، لتدارك هذا النقص".
ونقلت الصحيفة قول غاروم أن "الدعاية والهجمات التي يقوم بها التنظيم في الخارج، أو ما يعرف "بالذئاب المنفردة"، فضلا عن النشاط المكثف على شبكة الإنترنت؛ ما هي إلا مجرد استراتيجية تهدف إلى تضخيم القوة الكاذبة للمنظمة".