الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 18/10/2016

سوريا في الصحافة العالمية 18/10/2016

19.10.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة البريطانية : الصحافة الروسية والدنماركية : الصحافة العبرية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: داعش يهرب من معركة "يوم القيامة"
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1289081-واشنطن-بوست-داعش-يهرب-من-معركة-يوم-القيامة
الإثنين, 17 أكتوير 2016 05:40 وائل عبد الحميد
نهاية العالم ليست الآن: داعش يهرب من البلدة التي تنبأ سابقا  أن تكون محل معركة يوم القيامة".
تحت هذا العنوان أوردت صحيفة واشنطن بوست تقريرا حول انسحاب داعش من بلدة دابق السورية، وما له من تأثير سلبي على معنويات التنظيم خلال مواجهته  الجيش العراقي والتحالف مع بدء معركة "تحرير الموصل"
 وقالت الصحيفة: “بلدة دابق السورية الصغيرة، كانت الموقع  الذي يفترض أن يضحى محل المعركة بين الجيوش الإسلامية والمسيحية، وفقا للنبوءات القديمة التي تبناها  وروج لها تنظيم داعش، في نسخة إسلامية مما تسمى بمعركة هرمجدون، التي تنذر بنهاية العالم".
ودلا من شن معركة ملحمية، لاذ آخر مقاتل لداعش بالفرار من دابق الأحد دون قتال في مواجهة تقدم قوة صغيرة من الجيش السوري الحر، بدعم من تركيا والضربات الجوية الأمريكية.
خسارة دابق، والكلام للصحيفة ترتبط بدلالات رمزية أكبر،  حيث أنها أحدث مظاهر الإذلال التي يتعرض له التنظيم الذي أغرى مقاتلين متطوعين من كافة أنحاء العالم بالانضمام إليه واعدا إياهم  ببناء إمبراطورية إسلامية قوية.
وعلاوة على ذلك، فإن ذلك يقدم برهانا متزايدا على التضاؤل السريع لقدرات وإمكانيات داعش الذي يواجه هجوما لتحرير مدينة الموصل.
معركة الموصل، والكلام للصحيفة، يتوقع أن تضحى صاحبة التداعيات الأكبر خلال الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المستمرة على مدى عامين.
الموصل هي أكبر المدن التي يسيطر عليها التنظيم، بل إنها إحدى عاصمتين لخلافة داعش المزعومة.
من جانبه، قال الكولونيل جون دوريان، المتحدث باسم القوات الأمريكية في بغداد: “من المتوقع أن يشن أنصار داعش قتالا عنيفا في الموصل، إنهم في تلك المدينة على مدى عامين، وامتلكوا فرصة بناء دفاع جيد، لقد أعددنا العراقيين لقتال صعب المراس".
ورأى دوريان أن خسارة التنظيم مدينة دابق عشية معركة الموصل تمثل ضربة متزايدة لمعنويات داعش، وتذكيرا بأنهم يفقدون الأرض، من خلال فقدهم مناطق في العراق وسوريا".
وتابع: “لقد صرح داعش من قبل أن معركة نهاية العالم ستحدث في دابق، ولم يستطيعوا البرهنة على ذلك، إذ أن البلدة باتت حرة".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء هجوم لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش.
وقال العبادي في كلمة في التلفزيون الرسمي وقد أحاط به كبار قادة القوات المسلحة “ياأبناء شعبنا العزيز ياأبناء محافظة نينوى الأحبة لقد دقت ساعة الانتصار وبدأت عمليات تحرير الموصل، علن اليوم ابتداء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش".
========================
«واشنطن بوست»: هل تستعد روسيا لحرب عالمية؟
https://www.ewan24.net/واشنطن-بوست-هل-تستعد-روسيا-لحرب-عالم/
نشر في : الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 17 أكتوبر 2016 - 11:40 م
في روسيا، تجري بعض الأحداث مؤخرًا تجعل الأمر يبدو وكأن البلاد تستعد لدخول حرب ما، فهل يعني الحديث المتواصل عن الأمر، والصواريخ التي تتنقل في الأنحاء، والتحذيرات التي أطلقها الساسة، أن هذه هي إرهاصات لصراع روسي- أمريكي محتمل؟
قرر مكتب واشنطن بوست في روسيا تصنيف هذه المؤشرات الأخيرة، وتحليلها، لرؤية ما إذا كانت تعني بالفعل أن روسيا تستعد لحرب ما.
مخابئ جديدة ضد القنابل
في دعاية وُزِعت في إحدى مقاطعات موسكو، طُلِب من السكان دفع 500 روبل (حوالي 8 دولارات) لإنشاء مخبأ مضاد للقنابل، بسبب «الهجوم النووي المحتمل على روسيا من دول معادية».
هل يعني ذلك حربًا محتملة؟ على الأغلب لا، بل وتأكد بعد ذلك أن الإعلان كاذب، والغرض منه خداع البعض والحصول على المال، بحسب ما أكده التقرير.
حصص خبز مخصصة لحالات الطوارئ
أقر محافظ سانت بطرسبرغ خطة الطوارئ في توزيع حصة الخبز، والتي تساوي 300 جرام من الخبز لمدة 20 يومًا، لكل فرد من سكان المدينة البالغ عددهم 5 ملايين نسمة.
هل يعني ذلك حربًا محتملة؟ لا، إذ أكدت الصحيفة الأمريكية أن الأمر هو حيلة دعائية أكثر من كونه أمرًا واقعيًّا. وكان المحللون الروس قد استعادوا سريعًا أصداء الحرب العالمية الثانية، حينما حاصر الجيش الألماني المدينة -كانت تعني لينينغراد في ذلك الوقت- لمدة 900 يوم. كتب المحلل العسكري ألكساندر جولتس لصحيفة Yezhednevny Zhurnal الروسية قائلًا: «هذه الحصة هي أكثر من ضعف حصة الخبز التي وُزِعت أثناء حصار لينينغراد. من الواضح تمامًا لماذا لم يتم حساب الأمر سوى لـ20 يومًا فقط، الإجابة هي أنه مع الأسلحة الحديثة لن يتطلب الأمر أكثر من ذلك».
السياسيون الداعون للحرب
  حذر السياسي القومي فلاديمير زيرينوفسكي من أنه إذا اختارت الولايات المتحدة هيلاري كلينتون لمقعد الرئاسة، فإن ذلك يعني الحرب.
هل يعني ذلك حربًا محتملة؟ لا. تعهد زيرينوفسكي من قبل بضم ألاسكا، وبسحق بولندا ودول البلطيق، واستعباد جورجيا، وكل هذه التصريحات تصدرت عناوين الصحف، إلا أن حزبه السخيف والذي لا يحمل معنى اسمه إطلاقًا (الحزب الديمقراطي الليبرالي)، لا يسيطر سوى على 39 مقعدًا برلمانيًّا من أصل 450، كما أنه دائمًا ما يصوت مع الكرملين. الرجل من المؤيدين لترامب، إلا أنه بعيد كل البعد عن هذه القرارات الكبرى.
زيادة تعداد الجيش
 وافقت الحكومة الروسية على تعديلات على قانون يسمح لها بزيادة احتياطي جيشها، من خلال توقيع عقود مدفوعة مع الاحتياط وقدامى المحاربين لستة أشهر.
هل يعني ذلك حربًا محتملة؟ على الأغلب لا. يرى جولتس أن هذه الإجراءات هدفها بالأساس التعامل مع الظروف الاستثنائية، كما يرى أن الهدف من ذلك ربما يكون الحرب في سوريا، والتي تعهد الكرملين سابقًا بعدم إرسال مجندين للقتال فيها، في حين أن ذلك لا ينطبق على المقاتلين المحترفين، وهو ربما يكون سببًا في تعديل هذا القانون.
تحرك الصواريخ
نقلت روسيا صواريخ قادرة على حمل الرؤوس النووية إلى كالينينغراد، وهي منطقة على الحدود مع دول البلطيق.
هل يعني ذلك حربًا محتملة؟ ليس صحيحًا. أثار هذا الخبر قلق المتابعين من أن نكون على أعتاب حرب نووية، كما سبب قلقًا كبيرًا لدول البلطيق وبولندا، والتي تبدو في نطاق هذه الصواريخ. وصف وزير خارجية ليتوانيا -الواقعة على حدود كالينينغراد- هذا التحرك بأنه تكتيك تفاوضي، حتى وإن كان قاسيًا.
========================
مركز كارنيغي: هيلاري كلينتون ربما تتدخل أكثر في سورية
http://all4syria.info/Archive/354873
آرون لوند: مركز كارنيغي
في مايلي الحلقة الثانية من مقال آرون لاند، الباحث غير المقيم في كارنيغي، الذي يستطلع فيه سياسات المُتنافسَين الرئيسسَين على منصب الرئاسة الأميركية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون. الحلقة الأولى كانت حول سياسات ترامب ونُشرت يوم الجمعة الماضي. يمكن قراءتها هنا.
فيما يتمرّغ ترامب في وحول الفضيحة، يبدو محتملاً للغاية أن تصبح هيلاري كلينتون الرئيس الـ45 للولايات المتحدة؛ وهي الدولة التي تتحكّم بالمفاصل الرئيسة لمستقبل سورية السياسي.
ماذا قد تعني رئاسة كلينتون لسورية؟
إنها ربما تضمن، من جهة، قدراً من الاستمرارية في التوجهات الأميركية الراهنة التي لعبت هيلاري كلينتون دوراً حاسماً في وضع أسسها حين كانت وزيرةً للخارجية بين عامَي 2009 و2013. بيد أن هيلاري، من جهة ثانية، سبق لها أن انتقدت تمنُّع الرئيس باراك أوباما عن تصعيد الموقف ضد الحكومة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين.
جاء في الموقع الإلكتروني لحملة كلينتون، أن هذه الأخيرة “ستشنّ غارات جوية أكثر كثافة وفعالية”، و”ستوفّر مزيداً من الدعم للقوات الكردية والسنّية المتمردة”. كما أنها “ستشكّل تحالفاً لفرض منطقة حظر طيران في الجو، جنباً إلى جنب مع إقامة مناطق آمنة على الأرض”. مثل هذه الخطوات لاتستهدف مباشرةً إطاحة الرئيس بشار الأسد، بل هي مسعى لتنفيذ خطوات إنسانية، في الوقت نفسه الذي “يجري فيه بلورة ضغوط وزخم لتحقيق حل دبلوماسي يؤدي إلى تنحية الأسد عن السلطة ولمّ شمل الطوائف السورية” لمقارعة تنظيم الدولة الاسلامية. لايزال هذا موقف كلينتون الرسمي، وفق ما أكّدته في المناظرة الرئاسية في 9 تشرين الأول/أكتوبر.
مثل هذه الآراء تضع كلينتون على طرفي نقيض مع ترامب، المرشّح المفضل لدى الروس والذي تشي ميوله المناوئة للتدخل بأنه ربما يسعى إلى النأي بالنفس عن أي نزاع مع دمشق وموسكو. لكن ماكان يَعِد بأن يصبح نقاشاً ثرياً ومُترحاً بالايديولوجيا بين المرشّحَين حول مواقفهما المتضاربة في سياق الطيف السياسي العام، لم ير النور. السبب؟ إنه يكمن في الطبيعة المشوّشة لحملة ترامب الانتخابية ولعدم اهتمامه الفاقع بالسياسة الخارجية. وهذا بالتحديد ماسمح لكلينتون بمواصلة الغموض إزاء نواياها المستقبلية في سورية.
نقض أوباما
من النافل القول إن كلينتون تُقارب النزاع السوري باهتمام مشبوب. ويتذكّر ستيفن سايمون، في مقابلة عبر البريد الإلكتروني، أن هيلاري “نشطت بدأب ومثابرة خلال تولّيها وزارة الخارجية في إدارة أوباما لتنظيم المعارضة السورية وإطلاق عملية الانتقال السياسي، وتوفير جهود إغاثة ضخمة للاجئين والنازحين السوريين”. سايمون هذا هو أستاذ تاريخ في كلية أمهرست، وعمل كمدير أول لدائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي في الفترة بين 2011 و2012.
لكن كلينتون أخفقت في نهاية المطاف في إقناع أوباما بجدوى ممارسة استراتيجية أكثر تحدّياً. ففي صيف العام 2012، ساندت اقتراحاً من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (السي. أي. آي) لتزويد المعارضة السورية مباشرة بالأسلحة، بيد أن أوباما رفض الاقتراح مفضّلاً عليه خيار التنسيق وتقديم دعم غير فتّاك ومحدود.
ويبدو أن البيت الأبيض لم يوافق رسمياً على التسليح المباشر للمتمرّدين السوريين، إلا بعد أن غادرت كلينتون منصبها في شباط/فبراير 2013. ووفقاً لديريك تشوليت، من مؤسسة “جيرمان مارشال فاند” (German Marshall Fund)، الذي كان آنذاك مساعد وزير الدفاع للشؤون الأمنية الدولية والذي تجاذبتُ أطراف الحديث معه على الهاتف خلال هذا الصيف: “باتت الإدارة الأميركية في ذلك الوقت أكثر ثقة بأن إمدادات الأسلحة يمكن أن تُحقّق بالفعل النتائج المرجوة، لا أن تجعل الأمور أكثر سوءا”.
صقر أم حمامة؟
عزّز دعم كلينتون تسليح المتمرّدين السوريين في بدايات الصراع السوري، التصوّرَ السائد بأنها تتبنّى سياسات خارجية هجومية ومتشدّدة. تجلّى هذا الانطباع أيضاً من خلال لمحة عن حياتها نُشرت في صحيفة “نيويورك تايمز” وحظيت باهتمام واسع، سلّطت الضوء على الاهتمام الكبير الذي توليه كلينتون للشؤون العسكرية، والعلاقات التي تربطها بدوائر ناشطة ومؤثرة في مجال السياسة الخارجية. بيد أن وجهة النظر هذه لاتحظى بالإجماع.
ضمّت كلينتون إلى حملتها الانتخابية كوكبةً فذّة من مسؤولين سابقين وخبراء مخضرمين في السياسة الخارجية، شكّلوا مُجتمعين شبكةً فضفاضة برئاسة لورا روزنبرغر وجايك سوليفان، المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية. وتُوِّج ذلك بتشكيل فريق عمل متخصّص في شؤون الشرق الأوسط يقوده، حسبما ذُكر، كلٌّ من ديريك تشوليت وتمارا كوفمان ويتس وبريم كومار.
يمثّل فريق كلينتون طيفاً واسعاً من الآراء، بحسب معايير واشنطن، ويشمل خبراء رفيعي المستوى يشكّكون في جدوى التصعيد الأميركي، مثل تشوليت وفيليب غوردون، الذي كان معنيّاً بشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي وجادل بأن على الإدارة الأميركية وقف الحملة التي تشنّها ضد الأسد. بدوره، اقترح كومار “تجميد” الصراع أيضاً، عوضاً عن السعي إلى تنحية الأسد. لكن إذا ما أخذنا كل الأمور في الحسبان، يتبيّن أن معظم هذه الشخصيات البارزة تميل إلى تبنّي سياسة التدخّل الليبرالية التي تنتهجها كلينتون، ولاسيما أن العديد منهم حملوا على حذر أوباما المفرط في مقاربة الملف السوري. وجادلت ويتس، التي شغلت سابقاً منصب مساعدة نائب وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بألّا جدوى من محاولة إنقاذ فلول المؤسسات التابعة لحكومة مركزية بقيادة الأسد، وأن الهدف الأميركي الأول ينبغي أن ينصبّ على تحجيم النفوذ الإيراني في سورية. إلى ذلك، تدعم ميشيل فلورنوي، التي تولّت سابقاً منصب نائب وزير الدفاع وتُعتبر المرشّحة الأوفر حظاً لتبوّؤ منصب وزيرة الدفاع في حال فازت كلينتون بالانتخابات الرئاسية، استخدامَ “قوة عسكرية ضاربة محدودة” لتوطيد النفوذ الأميركي في سورية وإطاحة الأسد. وما يعزّز أكثر هذا التوجّه النشط الذي يتسم به فريق كلينتون السياسي، هو تسمية تيم كاين ليكون نائب الرئيس، ذلك أن هذا السيناتور عن ولاية فيرجينيا يُعدّ من أبرز الداعين إلى عدم “استخدام سوى النزر القليل من القوة العسكرية” في سورية.
لكن يجادل البعض بأن سُمعة كلينتون الذائعة بأنها من غلاة التدخليين مبالغٌ به. إذ يعتبر آرون ديفيد ميلر، من مركز وودرو ويلسون الأميركي للدراسات والذي عمل في شؤون الشرق الأوسط خلال الإدارات الديمقراطية والجمهورية، أن “الحملات الانتخابية شيءٌ، والحكم شيءٌ آخر”. وقال، في مقابلة هاتفية في وقتٍ سابق من هذا العام، إن كلينتون شخصية سياسية حذرة في الحقيقة، ويُرجّح أن تنهمك بالدرجة الأولى في التركيز على القضايا المحلية، باعتبار أن البلاد تحتاج إلى قسط من الوقت كي تتعافى من الأزمة الاقتصادية، ومن انتخابات رئاسية دقّت إسفيناً في صفوف الشعب الأميركي. وتساءل في هذا الصدد: “هل ستقوم كلينتون بمراجعة الخيارات المتاحة أمامنا حول التعامل مع كلٍّ من المعارضة السورية والروس؟” ومن ثم أضاف:
أجل، قد تفعل ذلك. لكن حين تدقّ ساعة اتخاذ القرارات، أعتقد أن الأمر سيكون صعباً وموجعاً، تماماً كما هي الحال مع الرئيس أوباما. وهذا يعني أنه إذا ما أردت المشاركة في اللعبة مع أفرقاء آخرين مستعدّين للتضحية بالغالي والنفيس، سيتعيّن عليك أن تكون بدورك مستعدّاً لوضع أوراق جديدة على الطاولة. لكنّني أجد هذا أمراً من الصعب تصديقه.”
في الواقع، يعارض كل مستشاري كلينتون تقريباً خوض غمار عملية عسكرية مباشرة لإطاحة الأسد، ويبدو أن الكثيرين يَعتقدون أن الطريق لتحقيق السلام في سورية يمرّ بطريقة أو بأخرى عبر موسكو. على سبيل المثال، كرّر سوليفان، في كلمة ألقاها أمام حشد من منظمة مجتمع آسيا (Asia Society) خلال أيار/مايو الماضي، الدعوة إلى إقامة مناطق آمنة تفرضها الولايات المتحدة في سورية، لكنه ذكر أيضاً أنه في نهاية المطاف “ما من حلّ لايَشمل تعاون الولايات المتحدة وروسيا معاً”.
حين يصفع الواقع السوري
قال لي مسؤول سابق في الإدارة وأحد داعمي حملة كلينتون: “من الواضح أن هيلاري هي بالفطرة أكثر تشدّداً من أوباما، على الرغم من أنها ربما ليست متشدّدة بالقدر الذي تُصوّر به”.
وثمة شخصية بارزة أخرى تبدو مؤيّدة لهذا الرأي هي السفير السابق في سورية روبرت أس. فورد، الذي يعمل حالياً كزميل أول في معهد الشرق الأوسط في واشنطن. فقد كاتبني في مقابلة عبر الإنترنت في وقت سابق من هذا العام قائلاً إنه “لاينبغي أن يتوقّعن أحد حدوث أي تغييرات سريعة وضخمة في سياسة الولايات المتحدة إزاء سورية، بغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية المرتقبة خلال تشرين الثاني/نوفمبر”:
ستميل كلينتون على الأرجح إلى مراكمة المزيد من النفوذ في سورية من أجل تحقيق مفاوضات سياسية حقيقية. بيد أن تواجد القوات الروسية في سورية بات أمراً واقعاً، ويتوجب على كلينتون، باعتبارها شخصية عملية، إيجاد وسائل لتوفير هذا النفوذ، من دون خوض مواجهة مباشرة مع القوات العسكرية الروسية داخل سورية. سيستغرق ذلك بعض الوقت، إذ مامن مقاربة من شأنها بضربة واحدة أن تعزّز المصداقية والنفوذ الأميركيين المتراجعيْن في سورية”.
ينحاز إلى هذا الرأي أيضاً فريدريك سي. هوف، الذي عمل سابقاً كمستشار كلينتون للشؤون السورية حتى أيلول/سبتمبر 2012 ويتبوّأ راهناً منصب مدير مركز رفيق الحريري التابع للمجلس الأطلسي. ففي مقابلة عبر البريد الإلكتروني خلال فصل الصيف، كتب أن كلينتون ستكون على الأرجح “منفتحةً أمام إجراء دراسة جادة للخطوات العسكرية المحدودة التي تهدف إلى فرض أثمان لعمليات القتل الجماعي” التي تنفّذها قوات الأسد والعمل على ردعها، لكنه حذّر من أن خياراتها في نهاية المطاف ستكون رهناً بواقع الأمور على الأرض في ربيع العام 2017:
موسكو وطهران تفهمان هذه الحقيقة، لهذا السبب تحاولان الآن منح الأسد نصراً عسكرياً، فيما البيت الأبيض مصاب بحالة شلل. إنهما تفترضان، بالطبع، أن باراك أوباما سيظل مكتوف اليدين مهما تفعلان هما والنظام التابع لهما.”
باختصار، في حال وقع خيار الناخبين الأميركيين على هيلاري كلينتون، قد يؤدي ذلك حتماً إلى تعزيز الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في سورية. مع ذلك، لا تزال الضبابية تغشى العديد من النقاط في إشارات كلينتون حيال سورية، بما في ذلك التفاصيل حول اقتراحها إنشاء منطقة حظر جوي، وهو أمر لن تضطر إلى التعامل معه إلا بعد إجراء الانتخابات. وفي الوقت الذي يتسابق فيه عشرات المستشارين وكبار الموظفين المحتملين في الوقت الراهن للتأثير في مسار السياسات في المستقبل، وفيما يسعى الأسد وبوتين يسعيان إلى فرض حقائق على الأرض، لن يشكّل فوز كلينتون في انتخابات الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر من نواحٍ عدّة سوى بداية لجدل أميركي جديد حول سورية.
========================
لوس أنجلوس تايمز: لماذا يتدفق شيعة العراق دفاعا عن الأسد؟
http://arabi21.com/story/953977/لوس-أنجلوس-تايمز-لماذا-يتدفق-شيعة-العراق-دفاعا-عن-الأسد#tag_49219
لندن- عربي21- باسل درويش# الإثنين، 17 أكتوبر 2016 12:22 م 0662
نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا من العاصمة بغداد للكاتب نبيه بولص، عن موقف العراقيين من الحرب الأهلية في سوريا، متسائلا عن السبب الذي يجعل آلاف المقاتلين العراقيين الشيعة يتدفقون نحو سوريا لمساعدة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ويصف بولص مشهدا في النادي الليلي "صن أوف ذا كانتري سايد"، الذي خفض فيه مسؤول الصوتيات صوت الطبل، وبدأ يهمس، في وقت قرب فيه مغني الصالة المايكرفون لشفتيه، وكانت حوله ثلاث نساء صففن شعرهن، وارتدين لباسا براقا، وقال المغني: "فلتبق سوريا في ظل بشار الأسد"، وحركت الراقصات رؤوسهن على وقع كلامه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه في الوقت الذي تستعر فيه الحرب الأهلية، فإن النتيجة باتت مهمة للعراقيين، الذين يتعاملون مع الحرب على أنها جبهة أخرى لمعركة يواجهونها في الداخل، مشيرا إلى أن عددا من فصائل الحشد الشعبي، التي تقاتل تنظيم الدولة، عملت على نقل الإمدادات والآلاف من المقاتلين عبر الحدود؛ للمساعدة في حرب المقاتلين ضد الأسد.
وتنقل الصحيفة عن زعيم فرع من كتائب أبي الفضل العباس، أوس الخفاجي، قوله: "بالنسبة لنا، فإن المعركة الرئيسة هي في سوريا، ولو لم يتم التعامل معها فسندفع الثمن هنا"، وأضاف: "لقد دفعنا الثمن مرة، وخسرنا ثلاث محافظات لصالح (الدولة الإسلامية)"، في إشارة إلى الحملة التي قام بها التنظيم عام 2014، وسيطر فيها على معظم مدن محافظة الأنبار.
ويبين الكاتب أن القتال في سوريا يذهب أبعد من الهجمات الوقائية ضد تهديد محتوم، حيث أصبحت المعركة الرئيسة بين السنة والشيعة، وظهرت كتائب، مثل كتائب أبي الفضل العباس، وكتائب الحق، أول مرة في سوريا عام 2012، تحت مبرر الدفاع عن مزار السيدة زينب في جنوب دمشق، مستدركا بأنه رغم عودة المقاتلين مرة أخرى إلى العراق، بعد هجوم تنظيم الدولة عام 2014، إلا أنها شهدت حملة تجنيد واسعة قبل التدخل الروسي في سوريا، وسمح لهم بنشر مقاتلين لهم هناك، وبأعداد كبيرة، ورحب النظام السوري بالقادمين الجدد.
ويلفت التقرير إلى أن سنوات من الحرب الأهلية أدت إلى تقلص الجيش النظامي السوري، وأصبح المقاتلون الشيعة جزءا مهما من عمليات الجيش في أنحاء مختلفة من البلاد، مشيرا إلى أن عناصر المليشيات، الذين يرتدون الشارات الصفراء والخضراء، يقومون بدور القوى الصدامية، التي تدفع مقاتلي المعارضة نحو حرب شوارع.
وتذكر الصحيفة أن مقاتلي مليشيا أبي الفضل العباس قادت الهجوم على بلدة معلولا، وهي بلدة مسيحية تبعد 40 ميلا شمال شرقي دمشق، وسيطرت عليها الحكومة عام 2014، فيما راقب جيش النظام وقوات الدفاع الشعبي المعركة من تلة مجاورة.
وينوه بولص إلى أنه في مدينة حلب، التي تحولت اليوم إلى مركز حرب شوارع بين قوات الحكومة والمعارضة، أعلنت مليشيا عراقية، وهي حركة "النجباء" في آب/ أغسطس، أنها سترسل ألفي مقاتل، ما يزيد عدد مقاتليها إلى سبعة آلاف فرد، لافتا إلى أن المليشيا، التي تلقى دعما من حليف الأسد الإقليمي إيران، أدت دور قوات خاصة لمدة عامين في دمشق.
ويكشف التقرير عن وصول المقاتلين الشيعة، الذين لم تدعمهم تكتيكيا حكومة بغداد، وهم جزء من كتيبة إيرانية، نقلت بالجو من إيران وباكستان وأفغانستان؛ لتقوية جيش بشار الأسد.
وتورد الصحيفة نقلا عن المتحدث باسم مجموعة "فاستقم كما أمرت"، التي تقاتل نظام الأسد، قوله إن التغييرات تنعكس على ساحة المعركة، وقال: "شاهدنا ولأكثر من عام أن القتال يقوده حزب الله اللبناني، أما الآن فإن الذين قتلوا أو جرحوا وأسروا في الشيخ سعيد (جنوب حلب) كلهم مقاتلون عراقيون".
وينقل الكاتب عن المتحدث باسم حركة "النجباء" هشام الموسوي، قوله إن نشر مقاتلي المليشيا في حلب نابع من أهمية المدينة للقتال في الموصل، ولا يوجد أي دافع ديني، وأضاف أن جماعته تقاتل للتخلص من الإرهاب الذي يهدد المدن المسيحية والشيعية، و"لأننا نهتم فقط بالإنسانية، ونعتقد أن العدو واحد، والمشروع واحد، وهو امتداد طبيعي للحرب في العراق واليمن وليبيا"، واتهم المعارضة السورية بأنها متحالفة أيديولوجيا مع تنظيم الدولة، وتساءل قائلا: "أي معارضة معتدلة توافق على ضرب الطائرات الأمريكية للسوريين؟".
وقال الخفاجي من جماعة أبي الفضل العباس إن نقاشا داخل الحشد الشعبي دار من أجل إرسال مقاتلين إلى سوريا بعد الانتهاء من معركة الموصل، وأضاف: "بعد الفلوجة حصل نقاش داخلي بأنه يجب حماية حدودنا الغربية مع سوريا بعد معركة الموصل، ويجب أن نشارك في المعركة هناك بالتوافق مع الحكومة السورية".
ويستدرك التقرير بأن المتحدث باسم الحشد الشعبي أحمد الساعدي، قال إن قرارا كهذا يجب أن تتخذه الحكومة في بغداد، وأضاف: "لو انتهت المعركة ضد تنظيم الدولة في العراق، وقررت الحكومة العراقية ملاحقة الجماعات الإرهابية إلى سوريا؛ للتأكد من أنها لن تهدد الحدود مرة أخرى، فعندها نحن جاهزون".
وتفيد الصحيفة بأن المعارضة السورية تتعامل مع المليشيات العراقية على أنها قوى مرتزقة، لافتة إلى أن جماعة "فاستقم كما أمرت" وضعت في بداية الشهر الحالي شريط فيديو، يظهر تحقيقا مع أحد مقاتلي "النجباء"، وقال أحد مقاتلي المعارضة لعنصر المليشيا: "هذه أرض عمر وأبي بكر محرمة عليكم"، وقال العنصر موجها رسالة لقادته: "لماذا فعلتم هذا بنا؟"، ولا يتوقع المقاتل وغيره من الذين قبضت عليهم المعارضة أن تهتم بهم الحكومة العراقية، أو تحتج على اعتقالهم.
وتختم "لوس أنجلوس تايمز" نقريرها بالإشارة إلى قول أحد مقاتلي المعارضة: "هؤلاء المقاتلون هم غزاة، ونحن ندافع عن بلادنا، وبالتأكيد لم يأتوا هنا للسياحة".
========================
"واشنطن بوست": جدلٌ أميركيٌّ حول توقيت طرد «داعش» من الرقة
http://www.rtv.gov.sy/index.php?d=100300&id=215369
2016-10-18 10:23:32
كتب "Josh Rogin" مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" أشار فيها الى أن المخططين العسكريين يعززون الاستعداداتلعملية طرد "داعش" من مدينة الرقة السورية مع بدء عملية تحرير الموصل. الكاتب الذي يعد من أبرز الصحفيين المنتمين لتيار المحافظين الجدد، تحدث عن وجود قلق عند بعض الجهات في إدارة أوباما من أن التخطيط العسكري لاستعادة الرقة يجري بوتيرة سريعة دون أن يعطي الاهتمام بضرورة منع المدينة من الانزلاق الى الفوضى او النزاعات بعد تحريرها. ونقل الكاتب عن مسؤولين في الإدارة الأميركية انه لا توجد أية خطة حكم في المدينة بعد تحريرها، كما لا توجد أيّة خطة إغاثة انسانية شاملة أو إجماع حول الجهة التي ستتولى توفير الامن بعد طرد الإرهابيين، إلّا أنه كشف في الوقت نفسه أن عددًا من المسؤولين الاميركيين الكبار يعتبرون أن ضرورة البدء بعملية الرقة تتفوق على الاعتبارات الاخرى، إذ يقول هؤلاء أن "داعش" ربما تخطط حاليًا من الرقة لشن هجمات إرهابية على الغرب.
وفي هذا السياق، نقل الكاتب عن مسؤول اميركي رفيع انه من الضروري البدء بعملية الرقة، محذّرًا من أن عناصر داعش "سيضربوننا وشركائنا" في حال عدم ملاحقتهم. الكاتب اوضح أن عملية طرد "داعش" من الرقة ستنفذ على مرحلتين: مرحلة عزل المدينة والتي ليس لها زمن محدد، ومن ثم مرحلة الهجوم، غير أنه نقل عن المسؤولين أن العملية ليست وشيكة ولكن من المفترض ان تاتي بعد فترة وجيزة من عملية تحرير الموصل كي لا يتمكن الارهابيون من الفرار من العراق الى سوريا. وكشف الكاتب أن الاستعدادات قد بدأت حيث يقوم الجيش الاميركي بتسليح وتدريب الوحدات الكردية وكذلك تجنيد من أسماههم "المتمردين العرب" المستعدين للمشاركة. كما أشار الى أن الادارة الاميركية تدرس تسليح وحدات حماية الشعب الكردية بشكل مباشر رغم الاعتراض التركي، غير أنه نقل عن مسؤول كبير بالادارة الاميركية أن القوات الكردية لن تسيطر وتمسك بالرقة بعد تحريرها وأنه يجري تجنيد قوة عربية من اجل "مشاركة اكبر عدد ممكن من العرب"، على حد تعبيره.
وعاد الكاتب ليلفت الى ان بعض المسؤولين في الادارة الاميركية "لا يؤيدون تحرير الموصل من داعش باسرع وقت ممكن". وهنا نقل عن الباحث في معهد الشرق الاوسط "Charles Lister" الذي لديه علاقات وطيدة مع المجموعات المسلحة في سوريا المعادية للنظام، أن هناك بعض الجهات في الادارة الاميركية التي تفضل أخذ المزيد من الوقت قبل التحرك ووضع خطة لمرحلة ما بعد تحرير الرقة. كما نقل عن "Lister" ادعاؤه بأن "التسرع" بالدخول الى الرقة يهيّء لكارثة. الكاتب قال إن النقاش الذي يجري داخل إدارة أوباما حول عملية الرقة هو جزء لا يتجزأ من الانقسام الداخلي الاميركي العام بين الذين يريدون وضع أولوية على الحرب ضد "داعش" من جهة، والذين يعتقدون انه لا يمكن هزيمة "داعش" سوى في إطار حل شامل في سوريا من جهة اخرى، غير أنه رجح في الوقت نفسه أن ينتصر الفريق الاول الذي يضع اولوية على محاربة "داعش".
وفي الختام، أشار الكاتب ضمنيًا الى تأييده للفريق الثاني، قائلًا إن الانتصار في المعارك ضد الارهابيين هو "الجزء السهل"، وإن بناء الاستقرار في أماكن مثل الرقة هو "التحدي الحقيقي"، وإن ذلك يعني بالتالي ضرورة أخذ الوقت قبل التحرك، بحسب تعبيره.
========================
واشنطن بوست”: 4 خرائط تشرح الفوضى في الشرق الأوسط
http://altagreer.com/واشنطن-بوست-4-خرائط-تشرح-الفوضى-في-الشر/
 واشنطن بوست – التقرير
خلال الجدل الدائر في الولايات المتحدة بشأن أسباب الفوضى المستمرة في الشرق الأوسط، لا يزال جورج بوش الابن مدانا لتدخله في العراق عام 2003 ما أدى إلى نشوب حرب أهلية، بينشما يدان أوباما لعدم تدخله في الحرب الأهلية السورية وفى ليبيا، وفشل أيضا فى التدخل الجزئى الأمريكى فى إحداث السلام، بينما يفطن قليل جدا من الأمريكيين إلى دور بلادهم في الصراع الدائر باليمن.
ودون محاولة الدفاع أو تبرئة السياسة الأمريكية، فإن الأمر يستحق الرجوع للخلف والتساؤل حول التجارب التاريخية المشتركة التي أدت بهذه الدول الأربع “العراق وسوريا وليبيا واليمن”، إلى خطر الانهيار نتيجة العنف، وتساعد الخرائط التالية على توضيح كيف تآمرت الظروف التاريخية، عند نقاط محددة خلال العقد السابق، لدعم استقرار بعض الدول في المنطقة بينما تقوض استقرار دول أخرى.
١. الدول التي يمتد تاريخها لأكثر من قرن هي الأكثر استمرارا اليوم
وتعد الدول التي تمتد سوابقها السياسية والجغرافية لأكثر من قرن هي الأكثر استقرارا اليوم، وهي تركيا ومصر وإيران، وإلى حد ما، الأسر الحاكمة فيما يعرف الآن بالكويت وقطر والبحرين وعمان والإمارات العربية كلها، بطريقة أو بأخرى، ذات بنى سياسية ترجع إلى سن الـ19 قبل مجيء الاستعمار الأوروبي إلى المنطقة، وبناء على ذلك، فإن لديهم موارد تساعدهم على الاحتفاظ ببعض الاستقلال في وجه الاستعمار الأوروبي، أو على الأقل التفاوض حول شكل أقل تخريبًا من الحكم الاستعماري.
ونجت تركيا من الاستعمار في بداية القرن الـ20 بسبب هزيمة الجيش العثماني الذي كان موجودا بالفعل لعدد من المستعمرين المحتملين، أولا خلال الحرب العالمية الأولى ثم بعد سقوط الإمبراطورية في حرب تركيا من أجل الاستقلال.
وفي الوقت نفسه، تم تقسيم إيران إلى مناطق نفوذ غير رسمية على يد البريطانيين والروس في أواخر القرن ال20، لكنهم تجنبوا الاستعمار الرسمي وأبقوا على أسرة “قاجار” في الحكم.
أما مصر، فكانت تحت الحماية البريطانية لعدة عقود، وتعد الدولة الأولى في المنطقة التي تحصل على الاستقلال الاسمي عام 1922، تحت حكم الأسرة التي أسست الدولة المصرية قبل نحو 100 عام.
ونتيجة لهذا، امتلكت مصر وإيران مؤسسات حاكمة سبقت النفوذ الاستعماري الأوروبي، وظلت في مكانها. في كلتا الدولتين، تم السماح للسياسات المحلية بالاستمرار، بدرجة أكبر من أماكن أخرى، لكنها كانت خاضعة للقيود والتصحيح الخارجي.
وأصبحت الممالك الخليجية الصغيرة تحت حماية الإمبراطورية البريطانية بشرط المنفعة المتبادلة، ما نشأ عنه علاقات تكافلية قدمت بريطانيا بموجبها الدعم العسكري والفرص التجارية التي جعلت هذه الأنظمة أكثر قوة وثراء مما كانت عليه في السابق.
٢. الحكم الاستعماري أدى إلى وجود دول هشة
وعلى العكس من هذه الدول مسبقة الوجود، خرجت دول مثل سوريا والعراق وليبيا ولبنان إلى الوجود في بدايات القرن الـ20، ورسمت حدودها وتم تعيين حكوماتها بشكل متعجل من قبل حكامها المستعمرين، ومنذ البداية، افتقدت هذه الحكومات العميلة الشرعية أو الدعم الشعبي لهؤلاء الحكام الذين كانوا من بني جلدتهم، والذين خضعوا، رغما عنهم، لنفوذ القوى الاستعمارية، وشهدت جميع هذه الدول ثورات عنيفة مناهضة للاستعمار.
واستمرت تبعات هذه الصراعات طوال القرن، فبعد احتلال ليبيا في العام 1911، قامت إيطاليا بقمع مقاتلي الميليشيات المحلية فقط بعد حملة عسكرية استمرت 10 سنوات عن طريق التجويع والترحيلات الجماعية ومعسكرات الاعتقال.
وأخمدت بريطانيا الثورة العراقية عام 1920 بمساعدة القوات الجوية الكثيفة، ثم أطلقت غازا ساما على القبائل الكردية التي استمرت في الثورة، وفي سوريا، انتهت ثورة حاشدة عام 1925 بعد ضرب فرنسا دمشق بالقصف المدفعي.
وانتصرت القوات الاستعمارية من خلال تجنيد حلفاء محليين للقتال إلى جانبهم ضد الثوار، ففي سوريا، حصل الفرنسيون على الدعم من المجتمعات المسيحية والعلوية، وفي العراق، تعاونت قبائل سنية كبرى مع البريطانيين ضد الثوار مقابل مكافآت سياسية ومالية، ونتيجة لهذا، عمقت الثورات الانقسامات الاجتماعية داخل هذه الدول وجردت المؤسسات الحاكمة من شرعيتها منذ بدايتها.
وبدأ الشعور بتبعات هذه المؤسسات غير المستقرة بشكل كامل بعد الاستقلال، فبعد الثورة العراقية، عيّن البريطانيون الملك فيصل الأول لحكم البلاد لصالحهم على أمل أنه قد يخفف من الغضب القومي تجاه الحكم الاستعماري، واحتفظت أسرة فيصل بالحكم بدعم بريطاني حتى عام 1958، عندما تمت الإطاحة بحفيد فيصل وإعدامه في انقلاب عسكري.
3. عدم الاستقرار وتغيير النظام
وأشار مراقبون إلى أن الممالك التي امتدت لوقت طويل في الشرق الأوسط وتبدو أكثر استقرارا من الجمهوريات، لكن هذه القراءات تخلط بين السبب والنتيجة، فقد كان حكم ليبيا والعراق بالإضافة إلى إيران ومصر وتركيا في الأصل حكم ملكي، على الأقل حتى ثبت أن هذه الممالك غير مستقرة لدرجة تجعل بقاءها مستحيلا، وربما كان من الأدق أن نقول أن الممالك غير المستقرة بالمنطقة قد سقطت، بينما بقيت الممالك الأكثير استقرارًا.
وخلال أربعينيات وخمسينيات القرن الـ20، كان بقاء الأنظمة الملكية جزء لا يتجزأ من سياسات الحرب الباردة، وبينما كان لدى المسؤولون الأمريكيون تحفظات بشأن الاستعمار البريطاني، إلا أنهم مع بداية الحرب الباردة كانوا يفضلون استمرار على النفوذ البريطاني على توسع النفوذ السوفيتي، ونتيجة لهذا، أصبح الحكام الموالون بريطانيا مثل شاه إيران والملك فيصل الثاني بالعراق والملك فاروق في مصر عناصر مهمة في الجهود البريطانية الأمريكية لاحتواء النفوذ السوفيتي في المنطقة.
وعندما سقطت هذه الأنظمة في إيران عام 1979، والعراق عام 1958، ومصر عام 1952 – ابتعدت هذه البلاد عن تحالفاتها مع الغرب، كما انتهجت ليبيا أيضا نفس النهج عندما قام معمر القذافي بالإطاحة بالملك إدريس، الذي كان رغم مناهضته للاستعمار، كان معروفا بسياساته الموالية للغرب، وفي الأردن والسعودية والخليج العربي، على العكس، بقيت الممالك الموالية للغرب وظلت تدور في فلك الغرب خلال الحرب الباردة.
٤. ظلال الحرب الباردة
توجد أحد أبرز الارتباطات التاريخية بين الدول التي تعاني من الحروب الأهلية اليوم، وتلك التي كانت تميل إلى الاتحاد السوفيتي بدرجات متفاوتة خلال الحرب الباردة، لكن ما العلاقة بين الجغرافية السياسية للعراق وسوريا وليبيا وعلى الأقل جزء من اليمن والاضطرابات التي تحدث بها الآن؟.
أولا، جعلت التحديات السياسية التي واجهتها بعض الدول تميل إلى عدم الاستقرار والاصطفاف مع السوفيت، لدرجة أنه في بداية الحرب الباردة كانت الدول، شعوبا وحكومات، سعيدة، ومن ثم، ساهمت في الحفاظ على الوضع القائم، وكانوا على الأرجح يميلون إلى الاصطفاف مع الغرب، ومن ثَمّ، ظلت الممالك التي استفادت من علاقاتها مع البريطانيين على ولائها للغرب، بينما رأت تركيا، التي حافظت على استقلالها، أن الدعم الغربي هو طريقة للحفاظ على استقلالها ضد توسع النفوذ السوفيتي.
فيما حظيت هذه الأنظمة بموافقة، أو على الأقل طاعة، المجتمعات التي حكمتها كما في الأردن ودول الخليج أو تركيا، فقد ظل الوضع كما هو، وعلى العكس، في دول مثل العراق وسوريا ومصر، زاد الاستياء الشعبي من الوضع القائم وقمع الحكومات من احتمالية عدم الاستقرار السياسي ومن قابلية الاتحاد السوفيتي كحليف.
وفي الوقت نفسه، حظيت العديد من الدول التي ظلت في معسكر الغرب بفوائد أسهمت في الحفاظ على استقرارها، بينما عانت الدول التي حاولت مغادرة المعسكر الغربي تبعات ذلك، وقدمت الولايات المتحدة مساعدات اقتصادية وتكنولوجية لحلفائها أكثر مما يستطيع الاتحاد السوفيتي تقديمه، على سبيل المثال. كما أن هؤلاء الحلفاء كانوا أيضا جزءًا من الاقتصاد العالمي، بينما تعثرت الدول الأخرى التي تحدت الغرب بسبب العقوبات.
وقد لعب الدعم العسكري الغربي دورا مهما كذلك، فقد أرسلت بريطانيا قوات لدعم المملكة الأردنية عام 1958، بينما ساعد تدخل الجيش البريطاني في حماية الكويت من الغزو العراقي عام 1961، أي قبل عملية عاصفة الصحراء بـ3 عقود. ومرة أخرى، كانت هناك تبعات عنيفة من شأنها زعزعة استقرار الدول التي حاولت الخروج من المعسكر الغربي. والجدير بالملاحظة أن الولايات المتحدة دعمت انقلابات ضد الأنظمة في سوريا وإيران حيث كانت واشنطن تخشى من أن ينتقلوا إلى المعسكر السوفيتي.
كما أن هناك أيضا بعدًا فكريًا لكل هذا، فقد كانت واشنطن دائما تغض الطرف عن السلوك الاستبدادي للأنظمة التي كانت تدعمها في الشرق الأوسط. لكن الأنظمة البعثية في العراق وسوريا وكذلك القذافي في ليبيا أظهروا درجة من الطموح الشمولي والاستبداد الممنهج جعلتهم منفصلين عن الأنظمة الأخرى في المنطقة، وأظهر صدام حسين أن الستالينية، كمصدر للإلهام الفكري، لا تفضي إلى استقرار.
وفي بدايات القرن الـ20، لم تكن العراق وسوريا وليبيا ولا اليمن موجودة كدول أو حكومات بشكلهم الحالي. وقد شهدوا جميعًا حكمًا استعماريًا مباشرًا بين الحربين العالمية الأولى والثانية، ونتيجة لهذا تمت الإطاحة بأنظمتهم الحاكمة في فترة ما بعد الحرب. وأخيرا، انتهى الحال بهذه الدول الأربع في الطرف الخاسر في الحرب الباردة.
========================
واشنطن بوست :سوريا.. وخطة ما بعد حلب
http://www.alittihad.ae/details.php?id=51196&y=2016&article=full
تاريخ النشر: الثلاثاء 18 أكتوبر 2016
هنري ماير وايليا ارخيبوف ونيك وإيدام*
أكد مشرعون روس بارزون، أن الرئيس فلاديمير بوتين عازم على تحقيق مكاسب في ساحات القتال في سوريا قبل أن يتولى رئيس أميركي جديد السلطة في يناير المقبل. وتواصل روسيا هجوماً يستهدف الاستيلاء على حلب التي تفرض فيها قوات مدعومة من موسكو حصاراً على المدينة.
وفي الوقت نفسه، تبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها تعزيز إمدادات الأسلحة لقوات المعارضة السورية التي تتصدى لقوات الرئيس بشار الأسد. ورفض الكرملين الضغوط من أجل وقف قصف حلب التي يتعرض فيها 250 ألف مدني لحصار تصفه جماعات الإغاثة والأمم المتحدة بأنه كارثة إنسانية.
والصراع يدور في سوريا منذ خمسة أعوام ونصف العام، وأودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص. وتتزايد احتمالات أن يتحول إلى حرب بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة، وأيضاً بين أطراف إقليمية.
وصرح ديميتري سابلين العضو في لجنة الدفاع في الغرفة الأدنى من البرلمان الروسي، بأن «تحقيق كامل السيطرة على المدينة ليس إلا مسألة وقت». ويؤكد سابلين الذي زار سوريا مراراً، واجتمع مع الرئيس السوري بشار الأسد أن بوتين سيكسب المزيد من القوة التفاوضية قبل أن يتعامل مع خليفة الرئيس باراك أوباما. وأضاف «سابلين» أن النتيجة ستتوقف على مدى نجاح القوات السورية المدعومة من روسيا في قطع الإمدادات عن الجماعات الإرهابية التي تقاتل في حلب التي كانت أكبر مدن سوريا وعاصمتها الاقتصادية ذات يوم.
وتعهد بوتين في الآونة الأخيرة أن روسيا لن تخضع «للابتزاز والضغط» بشأن حملتها العسكرية في سوريا. واتهم الولايات المتحدة بإذكاء «هستيريا مناهضة روسيا»، بعد أن استخدمت موسكو حق النقض ضد قرار اقترحته فرنسا في مجلس الأمن الدولي في الثامن من أكتوبر الجاري يطالب بوقف آني للضربات الجوية الروسية والسورية في حلب.
واتهمت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية في الأيام القليلة الماضية المعارضة السورية باستخدام المدنيين المحاصرين في حلب كدروع بشرية. والقصف الجوي السوري لحلب لم تخف حدته إلا قليلاً بعد موجة عقابية من الضربات امتدت من نهاية سبتمبر إلى بداية أكتوبر. وصرح نشطاء من المعارضة بأن هذه الموجة قتلت مئات المدنيين ودمرت مستشفيات.
وأكد فرانتس كلينتسفيتش نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن في الغرفة الأعلى من البرلمان الروسي، أنه بمجرد الاستيلاء على حلب سيكون الهدف التالي هو المعقل الآخر المتبقي للمعارضة في مدينة إدلب الواقعة في شمال غرب البلاد، مما يفرض سيطرة الحكومة على كل المراكز الحضرية الكبيرة في سوريا، ما عدا الرقة التي أعلنتها داعش عاصمة لها.
وصرح الأسد في مقابلة مع صحيفة كومسومولسكايا برافدا الروسية في الآونة الأخيرة، بأن الاستيلاء على حلب سيكون نقطة انطلاق إلى مناطق أخرى «لتحرير مناطق أخرى من الإرهابيين». وأدى تدخل روسيا في سوريا العام الماضي إلى دعم موقف الأسد، بعد أن واجه احتمال التعرض لهزيمة.
ويعتقد فيودور لوكيانوف رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع، وهو مركز بحثي يقدم النصح للكرملين ومقره موسكو، أن روسيا حريصة على الإسراع بتحقيق مكاسب في سوريا قبل أن يكون لدى الولايات المتحدة وقت لمحاولة إفساد هذه المكاسب.
ويبدو أن الولايات المتحدة تبحث وسائل لتقديم المزيد من الأسلحة للمعارضة عبر حلفاء، مثل تركيا لمساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم. ويرى دبلوماسي أوروبي أن الهدف هو تغيير التوازن بين القوى على الأرض بإمداد المعارضة بأسلحة دفاعية متقدمة ليس من بينها قاذفات القنابل المضادة للطائرات المحمولة على الأكتاف. وكانت إدارة أوباما قد رفضت تقديم هذه القاذفات مخافةً أن ينتهي بها الحال إلى الوقوع في أيدي مقاتلي داعش، أو جماعات متشددة أخرى.
ويعتقد أنطون لافروف المحلل العسكري الروسي المستقل أنه في ظل أرض معركة تدور في منطقة حضرية بها مبان مرتفعة، وما بين خمسة إلى ثمانية آلاف مقاتل من المعارضة مقابل ما لا يزيد إجمالاً على 20 ألف مقاتل من الجيش السوري و«حزب الله» ومقاتلين شيعة مدعومين من إيران، فإن «المهمة صعبة». وأضاف أن روسيا تأمل أن تضطر المعارضة للاستسلام في نهاية المطاف في ظل حصار شبه كامل مفروض على المدينة منذ بداية سبتمبر.
*صحفيون أميركيون
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست بلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
الصحافة البريطانية :
الاندبندنت: عمران السوري لم يمت لكن رحل أطفال اخرون
http://www.masrawy.com/News/News_Press/details/2016/10/17/953745/الاندبندنت-عمران-السوري-لم-يمت-لكن-رحل-أطفال-اخرون
كتبت- هدى الشيمي:
انتشرت الشائعات حول مقتل الطفل عمران دقنيش الذي تحول لأيقونة للأزمة السورية، وانتشرت صورته داخل سيارة الإسعاف يغطي وجهه التراب والدماء، شريدا سرحا فيما يحدث بعد انهيار البناية التي كان يعيش بها في مدينة حلب، لينجو هو ويتوفى شقيقه الأكبر البالغ من العمر عشرة أعوام متأثرا بجراحه.
وبحسب صحيفة الاندبندنت البريطانية فإن الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام السورية المحلية غير صحيحة، حيث أكد عاملون انقاذ في هيئة الدفاع المدني السوري، ومنظمات خيرية أن عمران لم يكن بين الضحايا الذين لاقوا حتفهم بعد شن الغارات الجوية على حي القاطرجي في القسم الشرقي المحاصر من حلب، ولكنهم لم يتصلوا بعائلته للتأكد من سلامتهم.
ويؤكد عمال انقاذ وإغاثة اخرون أن أكثر من 50 شخص رحلوا في القصف الجوي على الحي السوري في الساعات الأولى من صباح اليوم، الاثنين، وتضم قائمة الضحايا اسماء رضيعين في اسبوعها السادس، وستة أطفال لم يتجاوزا الثامنة، وأربعة عشر شخص من عائلة واحدة.
وأكدت المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 17 شخص من بينهم خمسة أطفال، وأشار إلى أن 82 شخص من ضمنهم 17 طفل قتلوا في مدينة حلب المحاصرة نتيجة بصواريخ المتمردين أمس.
يُذكر، أن القصف الجوي اشتد في حلب منذ بدء الحرب السورية منذ حوالي ستة أعوام، وزادت الأمر سوءً كسر الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وقف اطلاق النار الشهر الماضي، مما تسبب في زيادة عدد القتلى والجرحى.
ومن جانبها يؤكد الرئيس السوري بشار الأسد، والحكومة الروسية أنهم لا يستهدفون المدنيين، وأن الهدف من غاراتهم الجوية هو القضاء على المتمردين والمتطرفين.
========================
في التايمز: تنظيم الدولة الإسلامية المحاصر، هل يقاتل أم يهرب؟
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/10/161017_press_tuesday
قراءة في مصير تنظيم الدولة الإسلامية في معركة استعادة الموصل ومناشدات بريطانية باستقبال مزيد من أطفال كاليه، فضلاً عن تحذيرات من مخاطر التنظيم على الغرب حتى بعد دحره في الموصل وسوريا، من أهم موضوعات الصحف البريطانية.
ونطالع في صحيفة التايمز مقالاً لريتشارد سبنسر بعنوان" تنظيم الدولة الإسلامية المحاصر، هل يقاتل أم يهرب؟".
وقال كاتب المقال إن "تنظيم الدولة الإسلامية يعاني من قلة الموارد البشرية والحربية، إلا أنه استطاع التغلب على أعدائه في المناسبات السابقة".
وأضاف أن "هذه الحرب مختلفة تماماً، فالجيش العراقي تدعمه مقاتلات تابعة لستين دولة داخل التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة والقوات البريطانية الخاصة، وإيران ( التي تدعم ميليشياتها الشيعية) فضلاً عن أنهم خضعوا إلى تدريب عسكري مكثف خلال العامين الماضيين".
وأشار كاتب المقال إلى أن نحو خمسة آلاف إلى عشرة آلاف مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية تحاصرهم 20 سرية من القوات العراقية الخاصة، والجيش وقوات البيشمركة الكردية وعدد من الميليشيات الحليفة.
ونقل الكاتب عن الخبير في الشؤون العسكرية العراقية مايكل نايتز قوله إن " عدد القوات المشاركة في عملية استعادة الموصل تقدر بخمسين ألف مقاتل".
وأفاد كاتب المقال أن " هناك العديد من الشائعات التي تؤكد فرار العديد من قادة التنظيم".
وأشار إلى أن قوات التحالف تتساءل عن " درجة القوة التي ستستخدمها قواتها لبسط سيطرتها على الموصل" .
وأوضح كاتب المقال أن "لدى تنظيم الدولة استراتيجية طويلة المدى كفيلة بجعل نصر قوات التحالف أكثر إيلاماً، وهو مستعد لاستخدام الأسلحة الكيماوية".
وتابع بالقول "إن تنظيم الدولة الإسلامية يفضل تدمير الموصل من قبل قوات التحالف لكي يظهر للعالم ماهية النصر الذي حققته بغداد وطهران وواشنطن".
وختم بالقول إن "تنظيم الدولة الإسلامية لا يخسر في العراق فحسب إذ أنه خسر السيطرة على مناطق كان يسيطر عليها في شمالي الرقة في سوريا، لذا فإنه قد يشعر بأنه غير مستعد للمواجهة الأخيرة".
========================
تايمز: التصعيد الروسي لن يساعد أهل حلب
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/17/تايمز-التصعيد-الروسي-لن-يساعد-أهل-حلب
من حق أهل مدينة حلب وأبطالها أن يسألوا إذا كانت القوات الغربية سوف تأتي في أي وقت لنجدتهم، والجواب عن هذا التساؤل المخزي والمعروف في علم السياسة الواقعية كما تقول التايمز في افتتاحيتها هو أنه لا توجد قوة غربية كبرى مستعدة للتدخل.
وأشارت الصحيفة إلى أن قصف المدينة طوال الأسابيع الثلاثة الماضية كان أشبه بما حدث في سراييفو بالتسعينيات، وانكسر الحصار في النهاية بمساعدة غارات حلف شمال الأطلسي، لكن لا يوجد هذه المرة مثل هذه الإرادة السياسية لأن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يريدون المجازفة بمواجهة مع روسيا "راعية الدكتاتور السوري بشار الأسد".
"يجب على الحكومات الغربية أن تكون في حالة تأهب ليس فقط لمأساة حلب ولكن أيضا لعشرات المدن الأخرى التي طرد منها رجال الأسد السنة وهم يعيدون رسم سوريا لصالحهم"
وألمحت إلى أن إدارة أوباما -التي توصف بإدارة تجنب المخاطر- رفضت إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا عندما نوقشت قبل أربع سنوات على الرغم من أن الأمر كانت له وجاهته وقتها لأن روسيا كانت ممونة للأسلحة والمعلومات الاستخبارية لنظام الأسد، لكنها أصبحت الآن -بفضل تقاعس الرئيس الأميركي- حليفة نشطة جدا في الحكومة السورية.
وترى الصحيفة أنه لا منطقة حظر جوي ولا منطقة حظر قنابل أقل تصادمية يمكن أن تنقذا هذه المدينة الغارقة في ظلام دامس، وأن هذه الإستراتيجية ستكون بمثابة عمل من أعمال الحرب على الحكومة السورية وستجر الغرب لا محالة إلى مواجهة مع فلاديمير بوتين.
وأضافت أن حلب تحتاج إلى الأدوية والمواد الغذائية والسلام بدلا من هذه الوعود الزائفة، كما يجب التركيز على سعي دؤوب لضرورة مصادرة أملاك عائلة الأسد، وتشديد العقوبات ضد دائرة بوتين الداخلية، وتحديد المسؤولين عن الاستخدام غير الشرعي للنابالم والقنابل العنقودية والأسلحة الكيميائية تمهيدا لتحقيق جرائم حرب واسع النطاق.
وقبل كل شيء يجب على الحكومات الغربية أن تكون في حالة تأهب ليس فقط لمأساة حلب ولكن أيضا لعشرات المدن الأخرى التي طرد منها رجال الأسد السنة وهم يعيدون رسم سوريا لصالحهم.
وختمت الصحيفة بأن بوتين يعتقد أنه سيحقق نصرا كبيرا ويضمن بقاء الأسد إذا جعل من شرق حلب مقبرة، لكن الحقيقة هي أنه يضمن بذلك أن الأجيال القادمة من السوريين سترفض فكرة التحالف مع موسكو، والكرملين بذلك لا يفكر سوى في المكاسب القصيرة الأجل، ومن ثم ليس لدى الغرب خيار سوى إطالة أمد اللعبة.
========================
فايننشال: الاحتواء أفضل رد على العدوان الروسي
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/17/فايننشال-الاحتواء-أفضل-رد-على-العدوان-الروسي
أشار مقال صحيفة فايننشال تايمز إلى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا إذ بلغت أدنى مستوى لها منذ 30 عاما وما صاحبه من إجراءات ثأرية من الجانبين أوصلت العلاقات إلى ما هي عليه الآن.
وذكر كاتب المقال إيفو دالدر بعض مظاهر هذا التدهور في العلاقات منذ ضم روسيا غير القانوني لجزيرة شبه القرم الأوكرانية بداية عام 2014، ومنذ ذلك الحين لم تقدم واشنطن ولا حلفاؤها الأوروبيون ردا متماسكا على سلوك روسيا الذي يزداد خطورة.
"روسيا قوة غير آمنة يقودها الضعف الداخلي وقد استغرق الاحتواء 40 عاما لإحداث تغيير في السلوك السوفياتي الذي أدى في النهاية إلى انهيار الاتحاد السوفياتي"
ورأى أن أي إستراتيجية متماسكة لردع روسيا، كما يعتقد كثيرون في أوروبا، تتمثل في مشاركة سياسية واقتصادية مقرونة بصمود عسكري، وهذه بالتالي ستجبر موسكو في النهاية على اتباع نهج أكثر إيجابية.
وأضاف أن الرئيس الروسي كأسلافه السوفيات يحتاج إلى العداء للغرب لحماية مركزه في الداخل، ومن ثم فإن الرد الفعال للموقف الروسي هو إستراتيجية احتواء.
وأوضح الكاتب أن هذا الاحتواء يجب أن يكون طويل الأجل، وأن استدامته تكون من خلال التأكيد على نقاط القوة الغربية ونقاط الضعف الروسية، وأن جوهر قوة الغرب في وحدته. ولهذا السبب كان الرئيس أوباما وقادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) محقين في الرد على غزو أوكرانيا بتعزيز دفاعات التحالف.
وقال إن أكبر نقاط ضعف روسيا هي اقتصادها الذي يعتمد على استخراج الموارد، وأي نظام عقوبات قوي سيؤذي موسكو.
وختم الكاتب بأن روسيا قوة غير آمنة يقودها الضعف الداخلي، وقد استغرق الاحتواء 40 عاما لإحداث تغيير في السلوك السوفياتي الذي أدى في النهاية إلى انهيار الاتحاد السوفياتي. وروسيا الآن أضعف من الاتحاد السوفياتي آنذاك، لكن الأمر سيستغرق سنوات لتغيير الطريقة التي تتصرف بها. إن الاحتواء يتطلب الصبر والثبات لتحقيق النجاح.
========================
نتالي نوغايريد - (الغارديان) 8/10/2016 :إننا نشاهد تدمير حلب.. فأين الغضب؟
http://www.alghad.com/articles/1194332-إننا-نشاهد-تدمير-حلب-فأين-الغضب؟
نتالي نوغايريد - (الغارديان) 8/10/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
أين هي المظاهرات في العواصم الغربية لشجب الهجوم الوحشي على حلب؟ هناك نحو 300.000 شخص يتعرضون للقصف الشامل، بما في ذلك بالذخائر الخارقة للملاجئ والقذائف المتفتتة. هل أن الطقس سيئ جداً إلى حد أن أحداً لا يريد الوقوف في ساحة، أو أمام سفارة روسية؟ أم أن أحداً لا يهتم؟ ألا يفكر أحد بأن الاحتجاج ربما يُحدث فرقاً؟
ولنأخذ لندن. كانت هناك العديد من التظاهرات المرتبطة بالشؤون الخارجية في الأشهر الأخيرة -وإنما لم تكن هناك تظاهرة واحدة تستحق الملاحظة حول حصار وتدمير حلب. وقد تجمع حشد مبتهج أمام السفارة الفرنسية للسخرية من حظر فرنسا الصيفي للبوركيني على شاطئ الريفيرا. وفي تموز (يوليو)، شارك الآلاف في "مسيرة من أجل أوروبا" (قالت إحدى اليافطات: فروماج، وليس "فاراج"). وفي الشهر الماضي، تجمعت الحشود لدعم اللاجئين. وكل هذه قضايا مهمة وجديرة بالاهتمام. ولكن، ماذا عن الصراع السوري؟ لا شيء تقريباً. لا شيء يمكن أن يقارن بهذه الحشود مطلقاً.
وينطبق الأمر نفسه على باريس، وبرلين، ومدريد، وروما. وحتى نكون منصفين، تظاهر بعض الناس فعلاً في بروكسل يوم الثلاثاء، وحملوا لافتات تحمل عبارة "أنقذوا حلب": تجمع نحو مائة متظاهر أو نحو ذلك في ساحة شومَن. لكن احتجاجات الشوارع التي تشجب محنة حلب تظل مقتصرة على مجموعات صغيرة -غالباً من السوريين المنفيين ونشطاء حقوق الإنسان. ليس هناك شيء من التحشيد الشعبي الذي أثارته الحروب الأخرى، مثل حرب العراق في العام 2003، وأزمة غزة. كما أن الفنانين، والقادة النقابيين، والمثقفين والساسة الذين كانوا يقومون في السابق بتنظيم الحركات المناهضة للحرب، لم يعرضوا أي تصميم على إخراج الحشود للمطالبة بوضع نهاية للمذبحة المستمرة في سورية.
ربما يكون الأمر أننا أصبحنا مخدرين أمام هذا الفيض المستمر من الأخبار المروعة، بما فيها الأخبار عن أكثر من مائة طفل قتلتهم الغارات الجوية على حلب في الأسبوع الماضي. وربما يكون الأمر أن سورية تبدو مسألة بالغة التعقيد. ولكن، ما هو المعقد في القول إن المدنيين يجب أن يتمتعوا بالحماية؟ ما هو المعقد في شجب أولئك الذين يقومون الآن بإسقاط كميات لا حصر لها من الذخائر على الأحياء والمستشفيات؟
نعم، صحيح أن الحكومات الغربية تنتقد روسيا وبشار الأسد. وصحيح أيضاً أن الأمم المتحدة، والدبلوماسيين قارنوا حلب بغرنيكا وسربرنيتشا. ولكن، هل تعني التصريحات الرسمية أن أي عرض للغضب الشعبي هو أمر فائض على الحاجة؟ ألا تستحق القيم الإنسانية الأساسية الوقوف من أجلها في وجه الفظاعات –حتى لو كان ذلك لإظهار التضامن فحسب؟
أم أننا نتخبط في محيط من سياسات "ما بعد الحقيقة"؛ حيث جعلتنا دعاية روسيا والحكومة السورية نشك بأنهما ينتهكان القانون الدولي؟ هل شرعنا في تصديق أن القصف الشامل يمكن أن يُفهم على أنه نشاط مناهض للإرهاب؟ هل بدأنا نفكر بأنه سيكون من الأفضل لحلب أن يتم الاستيلاء عليها بسرعة؟ هناك اقتباس مفيد من تاسيتوس عندما يسود هذا النوع من المنطق: "عندما لا يبقى في أعقابهم شيء سوى صحراء، فإنهم يسمون ذلك سلاماً".
لفهم ما يحدث في حلب، من الجدير القراءة عن غروزني في شتاء 1999-2000. هذه هي العملية التي تغزل القوات الروسية على منوالها بينما تقوم بشن هجومها الجوي على شرق حلب. ومثل الصحفيين الآخرين الذين غطوا تلك الحرب في القوقاز، فإنني أرى تشابهات واضحة.
 كانت استراتيجية موسكو لطرد نحو 7.000 من الثوار الشيشان من غروزني، التي كانت ذات مرة مدينة يسكنها 250.000 شخص، هي قصف المكان كله وإرساله إلى غياهب النسيان. وما تزال فيديوهات وصور غروزني في العام 2000 متوفرة على الإنترنت -فألقوا نظرة. إنها حرب تدمير شامل لا تشبه أي تدخل غربي.
كان القصف الشامل لغروزني يهدف إلى إفراغ المدينة من سكانها، إما بقتلهم أو جعلهم لاجئين. وقد وعد الجيش الروسي بتوفير "ممرات آمنة" عند إحدى المراحل، لكن تلك الوعود كانت مجرد كلام، إذا لم تكن فخاخاً: فقد تم استهداف العائلات التي حاولت الهرب أيضاً. وقد اقترح نظام الأسد إنشاء ممرات مشابهة في حلب، مضيفاً بطريقة منذرة أن أي شخص يبقى في المدينة ولا يستسلم "سيواجه مصيره المحتوم".
تريد روسيا والأسد الاستيلاء على حلب باستخدام أساليب تشبه تلك التي استخدمت في غروزني. وقد قيل في الغرب في كثير من الأحيان إنه ليس هنك حل عسكري في سورية. لكن "الحل" العسكري يشبه كثيراً ما تهدف إليه موسكو والنظام في دمشق الآن -بذبح المدنيين، وخلق فراغ سيعمدان إلى تسميته عندئذٍ بأنه "تهدئة".
لا أقول إن المظاهرات في لندن وباريس ستوقف الطغاة. لكن تنظيم التظاهرات ربما يجعلنا نشعر بعار أقل عندما ننظر خلفنا إلى هذه الأحداث في المستقبل؟ وراء في العام 2000، تظاهرت المجموعات فعلاً في لندن لشجب "المذبحة التي يرتكبها الروس في الشيشان". وكان جيريمي كورباين من بينهم. هل يمكن أن يكون هو وآخرون بصدد عمل الشيء نفسه من أجل المدنيين السوريين؟ لماذا لا يفعلون؟
========================
الصحافة الروسية والدنماركية :
صحيفة دنماركية: كل الصفحات لسورية
http://feda-news.com/syria/15846.html
ناصر السهلي: العربي الجديد
بدأ الإعلام الغربي يتّجه إلى التضامن مع الشعب السوري ضدّ المجازر التي يتعرّض لها، بشكل أكثر وضوحاً و”راديكالية”… أو لنقل بعيداً عن الالتباس الذي كان سائداً في السنوات السابقة، حيث حاول قسم كبير من هذا الإعلام الوقوف وقفة “موضوعية” تجاه ما يحصل في سورية. هكذا كنا نرى مقالات تنتقد النظام السوري، ومعها مقالات أخرى تنتقد التنظيمات المعارضة المسلحة. لكن أخيراً، تحديداً بعد ارتفاع وتيرة المجازر التي يرتكبها النظام مع حليفه الروسي وطائراته، اتخذ التضامن أشكالاً مختلفة. مجلة “تايم” الأميركية مثلاً خصصت غلافها للدفاع المدني السوري، مع ملف كامل في الداخل عن عناصر هذا الدفاع، خصوصاً بعد الحملة العالمية التي رشّحت متطوعي “الخوذات البيضاء” لنيل جائزة “نوبل للسلام”.
عدد كامل لسورية
وأخيراً فاجأت صحيفة “إنفارماسيون” الدنماركية، وهي الأكثر رزانة وجدية في البلاد، في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي، قراءها ومتابعيها بتخصيص عدد نهاية الأسبوع كله للقضية السورية على امتداد 39 صفحة. بل أخذت الصحيفة غلافها الأول والصفحة الأخيرة لتقدم صورة بانورامية وتحتها عنوان افتتاحية مثيرة للانتباه “معركة #حلب هي معركة النظام العالمي”، بقلم رئيسة تحرير نسخ نهاية الأسبوع، لوتا فولك كارسهولم.
وفي الافتتاحية أعادت كارسهولم سرد الثورة السورية بتذكير القراء وصناع القرار: “في ربيع 2011 خرج السوريون في درعا يطالبون بالديمقراطية، وبعدها انتشرت المظاهرات في المدن السورية الأخرى. ومثلما خرجت شرق أوروبا في أواخر ثمانينيات القرن الماضي كان الربيع العربي قد بدأ للتو، بحث عن ديمقراطية وحقوق عالمية. هؤلاء الذين خرجوا في تلك التظاهرات وبقوا على قيد الحياة تغيّروا نحو مواقف متشددة. لقد عبّر ابن #حلب، وخريج القانون في جامعتها، اللاجئ اليوم، مصطفى إسماعيل، كشاعر عما يفكر فيه السوريون: “القيم الغربية والأفكار الكبرى عن الحرية وحقوق الإنسان هي في وعيي لم تعد سوى ذكرى لأفكار فنانين ومفكرين وكتبهم، والتي قرأتها يوما ما”.
بعدما نقلت ما لدى السوريين من خيبة تجاه الغرب وقبل أن تطرح سؤالها، ذهبت ليزا فولك كارسهولم إلى القول: “يمكننا أن نبكي أطفال سورية وموتهم ونشعر بالاشمئزاز من غازات الأسد وألاعيب القيادات الأخرى الاستراتيجية، يمكننا أن نشعر بالعار تجاه الغرق في المتوسط، يمكننا أن ننتقد قادتنا في كل فرصة لأنهم استغلوا الديمقراطية وحقوق الإنسان للحفاظ على مصالحهم. دعونا نسأل: هل يمكن تخيل أن مفاهيم العدالة الدولية وحقوق الإنسان يمكن أن تبقى أم أنها ماتت مع سورية؟”.
وبعد أن تعدد افتتاحية الصحيفة ما سمته “سلطوية بوتين وعدم رحمة الأسد في #حلب فإننا أمام أميري حرب”، تذهب للاستناج: “نحن أمام شواهد عن جرائم حرب بالضد من القانون الدولي واتفاقية لاهاي ووثائق نورينبيرغ، فهل يمكن أن نترك البراميل المتفجرة هكذا لتنتصر؟”.
أن تخصص صحيفة غربية كامل صفحات عددها لقرائها، مع خرائط وإنفوغراف وكل الأقسام بما فيها الثقافة للقضية السورية، بالتأكيد ليس أمراً اعتيادياً. فالحالة، وبالتحديد المزاج العام للشارع يعيش حالة هلع مما يجري حوله في بحر الشمال والبلطيق. هؤلاء القراء يعرفون الدور الروسي تماماً، بل ليس غريباً أن ُيجري الناس مقارنات بين هتلر في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي وما يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حولهم، وربما انطلاقا من المنطقة العربية.
بررت الصحيفة اختيارها لتخصيص عددها الجمعة “ليكون مركّزاً على سورية وحلب تحديداً، لأنه ها هنا تجري محاولات اللعب بخطوط العالم. وها هنا تجري الفظائع والتدمير لإيماننا بأننا نعيش في عالم يكون فيه المجتمع الدولي حامياً لكل شعب يعيش في ظل الديكتاتوريين السفاحين ومجرمي الحرب. وسورية بالنسبة لنا ليست مجرد بلد في حالة حرب، إنه بلد صاحب إرث ثقافي كبير شعرا وأدبا، وحيث يظل الشعب يحلم. لقد اخترنا اليوم أن نفتح قوسين لنقول للجميع إن النظام العالمي تجري محاولة إعادة رسمه من جديد”.
نظام الأسد يتحلل وينهار
في الصفحات التي خصصتها الصحيفة للقضية السورية، نقرأ عرضاً تفصيلياً لنظام الأسد بعنوان “نظام الأسد تحت التغيير”، وفيه ذهبت الصحيفة إلى عرض “للديمقراطية الأسدية واضحة على الورق، فنظام سورية الدستوري رسميا هو نظام ديمقراطي، حيث هناك واجب انتخابات برلمانية. لكننا في الواقع أمام 50 عاما من حكم سلطوي هرمي مكون من أجهزة أمنية وقادة عسكريين. هذا بالإضافة إلى استكمال بنية هذا النظام بعائلة الرئيس وأقاربه. لكننا في الواقع أيضاً أمام تحلل وانهيار لهذه التركيبة، وما يطلق عليه “المستشارون من إيران وروسيا أصبحوا هم الممسكين بالسلطة”. لاسا إيلغورد، المتخصص في قضايا العالم العربي في الصحف الدنماركية، كتب للقراء تحليلاً يذكّر فيه بما قاله بشار الأسد في لقاء مع القناة الثانية الدنماركية “فقد بدا وكأنه يعرض نفسه كمنتخب ديمقراطياً. بل أخبرنا وبكل تواضع بأنه خادم لشعبه! وأعاد تذكيرنا بأنه لولا الدعم الشعبي لما كان على الكرسي اليوم. قبل أيام فقط ذكر مصدر لصحافيين في لبنان بأن الإيرانيين في الواقع هم الذين يمسكون السلطة اليوم، وإلى جانب ذلك التدخل الروسي لاستغلال الوضع لإجراء تغييرات في مصلحة موسكو. باختصار لم يعد الأمر، ووفقا للمحللين، هو حول ما إذا كان بشار الأسد لديه نظام حكم بل السؤال هو ما إذا كان هناك حكم سوري الآن”.
دعونا لا نكذب على بعضنا
ذهبت الصحيفة لإجراء حوار مع مايكل أغناتيف، الذي حمّل الغرب مسؤولية “هذه الدموية الحاصلة، فدعونا لا نكذب على بعضنا، إذا لم نتدخل فلن نتدخل، ولكن بعدها لا يخبرني أحد عن القيم الأوروبية”. وفي رأي أغناتيف، فإن ما يجري ليس فقط “تحديد مستقبل سورية، والتي دمرت تحت أنقاض #حلب، ومثلها يدمر النظام القانوني الدولي الذي شهدناه منذ سقوط جدار برلين”. ولم يتردد في توجيه نقد لاذع للسياسة الأميركية والعالمية التي شاهدت “القصف بالغازات في 2013 والقفز عن الخطوط الحمراء دون تدخل يذكر”.
في البحث عن الحل في سورية، أجرت الصحيفة لقاءات مع أحزاب ومنظمات دولية وكان شبه إجماع على أنه من دون أن يجري الضغط على #روسيا يصعب إيجاد حل. وهو ما اتفق عليه ناصر خضر، عضو البرلمان الدنماركي عن المحافظين، وبارنيلا سكيبر، من اللائحة الموحدة، اليساري اللذين تحدثا بمرارة عن “ترك السوريين لمصيرهم تحت رحمة صواريخ #روسيا وإيران”. ويطالب اليسار الدنماركي بفرض منطقة حظر جوي، وهو تطور في الموقف لم يكن في السابق بنتيجة موقف معارض لتركيا.
بكل الأحوال تجربة تقديم 39 صفحة كاملة مع صور وحقائق عما يجري في #حلب ولقاء مع خبراء في السياسة والقانون وعرض الجانب الإنساني من الماساة، تجربة جديدة في عالم الصحافة الدنماركي، الذي دائما ما كان متحفظا في التعاطي مع الشأن العربي، لكن يبدو أن سورية ومأساتها بالفعل، كما تذهب الصحيفة، “بدأت بتغيير قواعد السياسة الدولية”.
========================
نيزافيسيمايا غازيتا: المفاوضات السورية تغير أبعادها
http://www.raialyoum.com/?p=543925
تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مفاوضات لوزان بشأن سوريا؛ مشيرة إلى اللقاء الذي عقد في لندن بحضور وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة المسألة نفسها.
جاء في مقال الصحيفة:
تستمر في لوزان اليوم المفاوضات، التي يشترك فيها، إضافة إلى وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، وزراء خارجية سبع دول إقليمية.
ويذكر أن هذه الجولة من المفاوضات بدأت يوم السبت الـ 15 من الشهر الجاري من دون صدور بيان مشترك أو تصريحات بشأنها. وبما أن هذه المفاوضات انطلقت من دون مشاركة الدبلوماسيين الأوروبيين، لذلك نظم في اليوم التالي بالعاصمة البريطانية لقاء حضره وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وكان وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة قد عقدا لقاء في لوزان استمر 40 دقيقة، قبل انطلاق هذه الجولة من المفاوضات. وكان هذا أول لقاء لهما بعد قرار واشنطن وقف التعاون مع موسكو في سوريا.
وقال لافروف بعد انتهاء المفاوضات إن “هناك بضع أفكار طرحت في اللقاء، قد تؤثر في الوضع. وقد اتفقنا على مواصلة الاتصالات بيننا، على أمل التوصل إلى اتفاق ما يساعد في إحراز تقدم في عملية التسوية”. ومن الواضح أن هذه الأفكار طرحها وزراء خارجية الدول الإقليمية.
من جانبه، أعلن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري للصحافيين أن المشاركين في لقاء لوزان اتفقوا على عدد من المسائل يمكن أن تفضي إلى وقف إطلاق النار، ولكنه في الوقت نفسه اعترف بأن الجلسة تخللتها لحظات توتر. وتنقل رويترز وصف كيري اللقاء بأنه “مثال لما يرغب به”، وقول كيري إن “الجلسة أتاحت المجال لمناقشات موسعة ومفتوحة”. وبحسب رأيه، فإن مثل هذه المفاوضات قد تأتي بنتائج لتسوية الأزمة السورية. وأضاف: “حتى في المجموعة الدولية لدعم سوريا لم تكن لدينا مثل هذه التشكيلة الحالية. لقد كانت كبيرة جدا لذلك قررنا اختصارها”.
وقد أصدرت الخارجية الروسية عقب انتهاء مفاوضات يوم السبت جاء فيه أن التركيز كان على مسألة الهدنة في حلب، وأن “جميع المشاركين في اللقاء شددوا على الحفاظ على سوريا دولة موحدة مستقلة علمانية، يقرر مستقبلها السوريون أنفسهم خلال حوار سياسي داخلي”. ويشير البيان إلى أن روسيا أكدت أهمية فصل المعارضة المعتدلة عن المجموعات الإرهابية مثل “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا).
يقول البروفيسور في الجامعة الروسية للعلوم الإنسانية غيورغي كوساتش إن “اللاعبين الإقليميين قوة واقعية مؤثرة في تطور الأوضاع السورية. لذلك فإن مشاركتهم في اللقاء أمر مبرر جدا. وطبعا، الاتصالات الروسية–الأمريكية مهمة جدا، ولكن من دون الأخذ بالاعتبار وجهات نظر اللاعبين الإقليميين، تبين أنها تعادل الصفر. وصحيح أن روسيا دخلت إلى سوريا، ولكن كان للقوات السعودية والإيرانية دورها هناك في تطور الأحداث هناك. وحتى بعد دخول روسيا لم يحصل تغير يذكر. فإيران تدعم النظام السوري أكثر من روسيا، ولا تتطابق أهدافها دائما مع أهداف روسيا. والمملكة السعودية تستمر في دعمها للمجموعات المعارضة. وتركيا أيضا لها وجهات نظر خاصة بشأن سوريا”.
وبحسب قوله، فإن سيناريو تطور الأحداث في سوريا الذي يناسب المملكة السعودية، هو أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات صارمة “على الأرض”. إذ إن “الخيار المثالي للسعودية هو تدخل الولايات المتحدة حتى بصورة غير مباشرة. طبعا هي تدرك جيدا جميع الصعوبات التي تواجه أوباما في حال التدخل العسكري المباشر في سوريا، ولكن يهمها على الأقل توريد الأسلحة للمعارضة”. وتعتقد الرياض أن دور واشنطن في سوريا متدن”. ويضيف كوساتش: “منذ البداية، طالبت المملكة السعودية بإيلاء اهتمام أكبر للمسألة السورية ولردع روسيا، وطالبت بدعم أكبر للمعارضة السورية، ولكنها لم تحصل على الإجابة اللازمة”.
هذا، وعقد في لندن اجتماع لمناقشة الأوضاع السورية من دون روسيا والدول الإقليمية. وقاد هذا الاجتماع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي أدلى خلال الأسبوع المنصرم بعدة تصريحات شديدة ضد روسيا بشأن سوريا.
وقد أعلن في هذا اللقاء عن احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الأوضاع في الجزء الشرقي من حلب، حيث تتقدم قوات الحكومة السورية بمساندة جوية من القوات الجو–فضائية الروسية. لذلك ليس مستبعدا أن يكون هدف لقاء لندن هو اتخاذ تدابير ضد موسكو وسط تصاعد أعمال العنف “على الأرض”. (روسيا اليوم)
========================
الصحافة العبرية :
نيوز ون: تل أبيب هدف مفضل في الحرب القادمة
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/18/صحافة-تل-أبيب-ستكون-هدفا-مفضلا-بالحرب-القادمة
قال الكاتب الإسرائيلي عامي دور-أون إن مدينة تل أبيب ستكون الهدف المفضل في أي حرب ستخوضها إسرائيل مع الجهات المعادية لها، وحتى لو لم تكن الصواريخ المنطلقة باتجاهها دقيقة بما فيه الكفاية، ولم تتسبب في إسقاط الأبراج الشاهقة، فإن الأضرار التي ستلحق بالمدينة كبيرة جدا.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي في مقال نشر في موقع "نيوز ون" الإخباري أن السبب الذي يجعل تل أبيب هدفا إستراتيجيا لأعداء إسرائيل هو أنهم يعلمون أن هذه المدينة تعاني من نقص الوسائل الدفاعية الفعالة، وفي اليوم الذي ستندلع فيه حرب الصواريخ والقذائف الصاروخية من جبهتي لبنان وقطاع غزة -وهو سيناريو غير خيالي- فإن ذلك يعني توجيه نحو 150 ألف قذيفة صاروخية من الشمال، و12 ألف صاروخ من الجنوب.
وأشار الكاتب إلى أن الوسائل الدفاعية التي بحوزة إسرائيل لمواجهة التهديدات الصاروخية قليلة ومتواضعة، وعلى رأسها منظومة القبة الحديدية التي لا تستطيع توفير حماية شاملة للأجواء الإسرائيلية في حال تعرضها لهجوم واسع النطاق من عدة جبهات في الوقت نفسه.
القبة الحديدية
ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن نقل منصات القبة الحديدية من منطقة الشمال إلى الجنوب يحتاج يوما كاملا على الأقل، وفي هذه المدة يتوقع أن تتساقط على الإسرائيليين آلاف الصواريخ والقذائف، ومن المؤكد أن هذه الأسلحة ستطلق على أهداف مختارة بعناية مثل محطات الطاقة وناطحات السحاب في قلب تل أبيب.
وأشار إلى أن الأهداف المختارة للصواريخ المعادية ستتركز على المواقع الموجودة على شاطئ البحر المتوسط بدءا من عسقلان وصولا إلى حيفا، مما قد يتسبب في إحداث شلل كامل بإسرائيل، لأنه بدون تيار كهربائي ستتعطل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية مثل البث التلفزيوني، ووسائل الإعلام، ومحطات المياه والوقود والكهرباء، والطيران الداخلي والدولي، والمستشفيات، ومستودعات الأغذية، وغير ذلك كثير.
ويقول الكاتب الإسرائيلي إنه بالرغم من أن القبة الحديدية ستوفر حماية للأماكن السكنية لتقليص الأضرار مثل مناطق غوش دان (وسط إسرائيل) والقريبة من تل أبيب، وحيفا والقدس وبئر السبع وغيرها، فإن الجيش الإسرائيلي يتوفر على وسائل تجعل مطلقي الصواريخ يدفعون أثمانا باهظة سواء من لبنان أو غزة.
وينبه الكاتب إلى أن ذلك لن يكون كافيا، لأن القضاء على التهديد الصاروخي يتطلب حربا برية هدفها النهائي اجتياح مناطق العدو وبلوغ عمقه البري.
========================
هآرتس: هكذا تشعل كلينتون فتيل الحرب مع الروس في سوريا
http://klmty.net/601591-هآرتس__هكذا_تشعل_كلينتون_فتيل_الحرب_مع_الروس_في_سوريا.html
 17 أكتوبر , 2016 - 9:43 م
توقعت صحيفة "هآرتس" دخول الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهات عسكرية مع الروس حال فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأمريكية نوفمبر المقبل.
وقالت "كلينتون" في المناظرة التلفزيونية الثانية أمام المرشج الجمهوري "دونالد ترامب" الأسبوع الماضي: ”أدعو اليوم لفرض منطقة حظر جوي في سوريا"، وأضافت "علينا أن نمارس ضغطًا على الروس. لن يأتوا لمائدة المفاوضات لبلورة حل دبلوماسي بلا ضغط".
بكلمات أخرى، دعت مرشحة الرئاسة الأمريكية الأوفر حظًا لعملية عسكرية بقيادة الولايات المتحدة تمنع الطائرات الروسية والسورية المقاتلة من قصف المدنيين في سوريا، حتى إن تطلب ذلك مواجهة مع الجيش الروسي.
يقول "أنشيل بيبر" الصحفي بـ"هآرتس" إن كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، تدرك جيدا المخاطر. ربما قالت ذلك لتميز نفسها عن غريمها ترامب الذي قال إنه يؤيد بقاء نظام الأسد في سوريا ويناصر موقف الكرملين، بأن قصف المدنيين في سوريا يهدف لـ"القضاء على داعش". 
ويضيف:"ربما تعتقد كلينتون أيضا أن موقف متصلب تجاه الروس سوف يساعدها في الانتخابات الوشيكة. لكنها تعرف الاستطلاعات جيدا، التي تذهب إلى أن الشعب الأمريكي تعب من الحروب بالشرق الأوسط. لذلك فإنّ مواقفها الهجومية تجاه النظام السوري والروس، حقيقية على ما يبدو، ولا تفيد حملتها الانتخابية".
على افتراض فوز كلينتون الشهر المقبل وأدائها اليمين الدستورية كرئيس في يناير. هل يعني هذا أن الولايات المتحدة ستجد نفسها تقاتل روسيا في سماء سوريا؟ هل بالإمكان فرض منطقة حظر جوي؟ هل يساعد ذلك المواطنين السوريين؟ هل ينسحب الروس؟ هل تؤدي مواجهات محدودة في سوريا إلى تصعيد في جبهات أخرى بين القوتين النوويتين؟.  تساءل الإسرائيلي "أنشيل".
من الصعب توقع كيف ستجري عملية عسكرية معقدة، في واقع فوضوي مستمر منذ قرابة ستة أعوام. لكن وبعكس حروب الولايات المتحدة الأخيرة في الشرق الأوسط، هناك على الأقل هدف محدد تنطوي عليه عملية فرض منطقة حظر جوي. عمليات مماثلة سبق وتمت بنجاح في العراق والبوسنة وليبيا. بيد أن سوريا ساحة أكثر صعوبة خاصة مع وجود نشاط كبير للطيران الروسي هناك. لكن هذا سبب أدعى لفرض منطقة حظر جوي.
متى تخرج عملية كهذه حيز التنفيذ؟ سيتم تتويج كلينتون، حال فوزها في 20 يناير 2017. وسوف تصل البيت الأبيض مع طاقم أمن قومي مخضرم ومحنك، وسياسات مبلورة. نظريًا يمكن أن تخرج للحرب سريعا. نظرا للمعدل الخالي للقصف الروسي، حتى ذلك الوقت لن يبقى كثيرا من حلب الشرقية. سوف يُقتل أو يفر ربع مليون سوري يقيمون في المدينة. لكن تبدي المعارضة قدرة كبيرة على الصمود.
الأوضاع الصعبة في حلب يمكن أن تعجل الخروج للعملية. يعارض باراك أوباما الآن فرض منطقة الحظر الجوي، لكن الأوضاع على الأرض، والتعنت الروسي وسياسة كلينتون يمكن أن يدفعه لتغيير رأيه.
وبغض النظر عن الرئيس الذي سيتخذ القرار، فسوف تسعى الإدارة الأمريكية للحصول على دعم دولي للعملية. فدائما ما حظيت مثل هذه العمليات بتغطية دولية عبر قرار لمجلس الأمن. في سوريا ليست هناك فرصة لصدور هذا القرار، لأن روسيا سوف تستخدم حق الفيتو. كذلك لدى روسيا ادعاءات بأن قواتها تتواجد في سوريا بناء على دعوة من نظام الأسد، الذي ما زال النظام الرسمي المعترف به
لتبرير عملية فرض حظر جوي دون الحصول على دعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ستضطر الإدارة الأمريكية للقول إن نظام الأسد فقد أية شرعية على خلفية جرائم الحرب التي ارتكبها وعدم تأييد المواطنين السوريين له، وعدم السيطرة على معظم الأراضي السورية، لتبحث الإدارة الأمريكية بعد ذلك عن شركاء دوليين آخرين، غالبا ما سيكون هؤلاء بين 30 دولة في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن حاليا ضد داعش.
الشركاء الطبيعيون هما بريطانيا وفرنسا، ولديهما أيضا مقاتلات متطورة من طراز يوروفايتر ورفال، التي ستشارك في الطلعات لفرض الحظر الجوي في المنطقة التي سيتم تحديدها، وكذلك طائرات استخبارية، وقيادة وسيطرة وطائرات التزود بالوقود جوا، لتعزيز العملية.
لدى البريطانيين أيضا قاعدة قريبة "أكروتيري" في باكستان، وللفرنسيين حاملة الطائرات شارل ديجول، يمكن أن تعمل مقاتلات الـ إف 18 الأمريكية انطلاقا منها.
هناك حليف آخر مهم هي تركيا، التي أرادت في السابق فرض منطقة حظر جوي في سوريا. لدى الأتراك سلاح طيران ضخم يضم أكصر من 200 طائرة إف 16، والأهم قواعد على الحدود مع سوريا- بينها قاعدة إنجرليك، التي تستخدمها الولايات المتحدة في شن غارات ضد داعش.
لكن من غير الواضح ما إن كانت تركيا سوف تدعم حاليا العملية. ففي أعقاب الانقلاب الفاشل هناك، تسود توترات بينها وبين الولايات المتحدة على خلفية طلب أنقرة تسليم رجل الدين فتح الله جولن، الذي تتهمه حكومة أردوغان بالتخطيط للانقلاب. في المقابل تتحسن العلاقات بين تركيا وروسيا- والتقى الرئيسان بوتين وأردوغان مرتين مؤخرا.
الإدارة الأمريكية ستسعى أيضا بحسب "أنشيل بيبر" لانضمام شركاء عرب للحصول على الشرعية، مثل معظم الدول الخليجية. ستكون المساهمة العسكرية لتلك الدول صغيرة، لكن تنطوي رمزية المشاركة العربية على أهمية كبيرة. ستتشكل معظم القوات من الأمريكان والفرنسيين والبريطانيين.
الاستعدادات للعملية- بحسب "هآرتس"- سوف تستغرق أسابيع معدودة. وتتضمن القوات حاملات طائرات بشرق البحر المتوسط، ويتم نشر أسراب الطائرات داخل قواعد بدول المنطقة
حذر الجنرال "مارتين ديمبسي" الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية في 2013 من أن عملية كهذه تتطلب نحو 70 ألف مقاتل. ربما بالغ لتعزيز موقف الإدارة الأمريكية ضد العملية، لكن حتى إن كان دقيقا فإن جزءا كبيرا من القوات المطلوبة متواجدة حاليا في المنطقة، في إطار الحرب على داعش. إذن منذ لحظة إصدار القرار الرئاسي بإطلاق العملية لن يتطلب الأمر أكثر من بضعة أسابيع لخروجها حيز التنفيذ.
في اللحظة التي تصل فيها القوات، سوف يتم الإعلان عن حدود منطقة الحظر الجوي، التي ستشمل على ما يبدو محافظات حلب وإدلب بشمال غرب سوريا، وستُمنع طائرات النظام والمقاتلات الروسية من التحليق داخلها. هل بإمكان روسيا الاعتراض؟.
لبس لدى الطيران السوري القدرة على مواجهة الولايات المتحدة، أو أي سلاح طيران غربي آخر. فلم تبق لديه سوى حفنة من طائرات ميج متهالكة، تحديدا من طراز 21 و23 و29. لكن القوات الروسية لديها الكثير من الإمكانيات رغم قلة طائراتها في سوريا
يدور الحديث عن 40 مقاتلة ونحو 20 مروحية متمركزة في قاعدة حميميم في اللاذقية. غالبية الطائرات مخصصة للهجوم وسيكون من الصعب عليها للغاية خوض معارك جوية- جوية. وفقا لصور التقطتها أقمار صناعية لدى الروس هناك نحو 10 مقاتلات -جوية، من طراز سوخوي 30 و35. تلك هي المقاتلات الأكثر تقدما في سلاح الطيران الروسي، وهي متكافئة مع طائرات إف-15، ويوروفايتر ورفال الغربية، لكنها أقل من حيث العدد، ودون تغطية طائرات حرب إلكترونية، وطائرات رقابة وتزويد جوي بالوقود، كتلك التي تملكها القوات الغربية. هذه المقاتلات الروسية يمكنها أن تصمد في المواجهات الجوية لساعات معدودة فقط.
مشكلة أخرى بالنسبة للطائرات الروسية أنها تنطلق من قاعدة واحدة فقط بمسار إقلاع واحد، يمكن أن يصبح خارج الخدمة بتنفيذ هجوم جوي عليه.
يتوقع أن تحاول روسيا تعزيز قواتها في سوريا، لكن مواردها محدودة. عملية التحديث العسكري التي يقودها الكرملين لم تكتمل بعد، ولدى سلاح الطيران الروسي أقل من 200 طائرة اعتراض متطورة، تحتاج معظمها في حماية سماء روسيا. كذلك فإن قدرة الجيش الروسي في الحفاظ على عملية انتشار كبيرة للقوات لوقت طويل محدودة هي الأخرى. المسار الجوي للمقاتلات الروسية إلى سوريا معقد ويمر عبر إيران والعراق، وبإمكان الأمريكان إغلاقه بسهولة
 
الروس، وفي سبيل تعزيز قوتهم الجوية، نشروا في منطقة اللاذقية بطاريتين للدفاع الجوي من طراز إس-300 وإس-400. يدور الحديث عن أنظمة متطورة قادرة على تتبع عشرات الأهداف في وقت واحد، ويبلغ مدى صواريخها الاعتراضية 400 كم. لكن من الصعب نشر وإخفاء الرادارات وأنظمة القيادة والسيطرة.
لدى الولايات المتحدة أنظمة متنوعة من الأسلحة تتضمن مقاتلات وقاذفات قنابل شبحية من طراز إف-22 وبي-2، وطائرات حرب إلكترونية حديثة من طراز جراولر، ومئات الطائرات بدون طيار وطواقم قوات خاصة، كلها مدربة على تحديد وتدمير بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات.
وفقا لكل المقاييس،  من المتوقع أن تستغرق المواجهات بين التحالف الأمريكي والقوات الروسية في سوريا وقتا قصيرا للغاية. وفي أقصى الاحتمالات سيخسر الأمريكان خلالها القليل من الطائرات. وهو ما يدركه قادة الجيش الروسي. السؤال هو : هل تدفع هزيمة جوية في سوريا الروس للتصعيد في جبهات أخرى، قريبة من حدودها ربما هي متفوقة هناك عسكريا؟.
يبقى قرار عدم الرد أو التصعيد بيد الكرملين. يفترض أن تشكل العملية الأمريكية ضغطا على الروس تدفعهم للجلوس على مائدة المفاوضات والتوصل لاتفاق هدنة يلتزم بموجبه الروس وقوات بشار الأسد بوقف الغارات تماما.
يتوقع أن يرد الروس في ساحات أخرى كأوكرانيا أو حتى ضد إحدى الدول البارزة في حلف الناتو، أو تكثف الهجمات الإلكترونية ضد الولايات المتحدة. لكن احتمال شن روسيا التي يعاني اقتصادها من مشاكل جمة وجيشها مازال غير مستعد على خوض حرب شاملة مثل هذه الحرب، ضعيف، لكنه قائم.
التقرير الإسرائيلي ختم بالقول:”عملية منطقة حظر طيران، إذا كانت كلينتون عازمة على تنفيذها، يمكن أن تنقذ آلاف المواطنين السوريين وتخلق واقعا جديدا، يُوجد أفاقا للتفاوض على إنهاء أكثر الحروب دموية حتى الآن في القرن الـ 21”.
========================