الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19-12-2015

سوريا في الصحافة العالمية 19-12-2015

20.12.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. معهد واشنطن :تنظيم «الدولة الإسلامية»: وجهات نظر داخلية جديدة
  2. الغارديان: إيران قد تقبل التعاون الأمني على الأرض مستقبلا في سوريا
  3. ستار : تغيير النظام في سوريا
  4. بيلد" الألمانية :الاستخبارات الألمانية تنسق مع مخابرات النظام السوري
  5. "واشنطن بوست": موسكو تصر على استبعاد المعارضة السورية
  6. «واشنطن بوست»: وقف إطلاق الـلهيب في سوريا أهم أركان خطة الـسلام
  7. واشنطن بوست :دونالد ترامب: سلاح "داعش" السري
  8. كريستان سينيس مونيتور :هل يستطيع عدوان لدودان، كلاهما ابن زعيم مقتول، إخراج لبنان من مأزقه؟
  9. معاريف :فوضى إقليمية جديدة
  10. هآرتس :حرب أهلية تركية
  11. الديلي تلغراف: اللجوء الذي تمنحه بريطانيا للسوريين “يستبعد” المسيحيين
  12. نيويورك تايمز: البيت الابيض تخلى عن مطلب تغيير النظام السوري
 
معهد واشنطن :تنظيم «الدولة الإسلامية»: وجهات نظر داخلية جديدة
, هارون ي. زيلين, و ديفيد بولوك
متاح أيضاً في English
17 كانون الأول/ديسمبر 2015
"في 14 كانون الأول/ديسمبر، خاطب منقذ داغر، هارون زيلين، وديفيد بولوك منتدى سياسي في معهد واشنطن. ويتمتع داغر بسجل بارز في إجراء اقتراعات ذات بصيرة نافذة في الشرق الأوسط في أوضاع متطرفة، بما في ذلك في سوريا والعراق خلال أحدث الصراعات في هذان البلدان. وزيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في المعهد ومؤسس موقع Jihadology.net. وبولوك هو زميل "كوفمان" في المعهد ومدير منتدى "فكرة"؛ وكان قد أشرف خلال سنوات على اقتراعات أُجريت في الدول العربية عندما كان يعمل في وزارة الخارجية الأمريكية. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهم".
 منقذ داغر
إنّ إجراء استطلاع للرأي في مناطق خاضعة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية» هو أكثر صعوبة من إجرائه في ظلّ ظروف عاديّة، إلّا أنّ النتائج تمنح الثقة بأنّ الناس يُجيبون بآرائهم الحقيقية. وقد أعرب معظم الذين شملهم للاستطلاع عن كرههم لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي يشكّل أمراً لافتاً. وبالرغم من أنّه لا يمكن اعتبار النتائج دقيقة تماماً، إلّا أنّ كيفية إجابة الناس على الأسئلة نفسها مع مرور الوقت هي نقطة مثيرة للإهتمام إلى حد كبير.
في استطلاع أُجري في مطلع هذا الشهر، على سبيل المثال، قال ٥٥٪ من المستجيبين في الموصل إنّ حياتهم هي أفضل مما كانت عليه قبل عام ونصف، بينما أعرب ٢١٪ فقط عن مثل هذا التحسّن عندما سُئلوا في حزيران/يونيو ٢٠١٥. ولا يدلّ ذلك على أنّ سكّان الموصل يستلطفون تنظيم «الدولة الإسلامية» - فـ ٣٩٪ فقط قد اعتبروا التنظيم ممثّلاً لآرائهم ومصالحهم. إلّا أنّ هذه النسبة هي أعلى بكثير من نسبة الـ١٠٪ التي سُجّلت في حزيران/يونيو من عام ٢٠١٤. وبالإضافة إلى ذلك، في حين يفضّل ٥٧٪ منهم رحيل تنظيم «الدولة الإسلامية» عن الموصل، اختار ٣٩٪ بقاء التنظيم. ومن نسبة الـ ٣٩٪ المذكورة هنا، علّل ثلثهم دافعهم الرئيسي بالدعم لهذه الجماعة، في حين ذكر آخرون الخوف من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين أو عدم ثقتهم بالولايات المتحدة، أو الجيش العراقي، أو القوّات الكردية.
وبتعمّقهم بصورة أكثر بهذا الشعور، ذكر غالبية المستطلَعين أنّ الولايات المتحدة تتآمر لدعم تنظيم  «الدولة الإسلامية» - زيادة بنسبة ٥٠٪ مقارنةً بما كانت عليه قبل ثمانية عشر شهراً. كما اعتبر المزيد من المستطلعين أنّ ضربات التحالف هي الخطر الأكبر المحدق بأمن عائلاتهم (٤٥.٨٪)، في حين اعتبر ٣٧.٥٪ منهم أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» هي الخطر الأكبر. وعارضت الغالبية الضربات الأمريكية، في حين أنّ ثلاثة أرباع المستطلَعين قلقون من "وحدات الحشد الشعبي" والميليشيات الشيعية الأخرى. وفي الوقت نفسه، لا يرى معظم السكّان أنّ سياسيي الموصل أو السياسيين السنّة أو الحكومة العراقية المركزية يمثّلون وجهات نظرهم ومصالحهم.
وتدلّ هذه النتائج على أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» يكسب حرب القلوب والعقول في المناطق التي يسيطر عليها، في حين أنّ الرأي العام يتحوّل في الوقت نفسه ضدّ الذين يعارضون التنظيم. إنّ غالبية سكّان الموصل لا يزالون يرفضون تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلّا أنّهم يفتقرون إلى البدائل الموثوقة. فهم لا يثقون بمؤسسات الدولة العراقية، بما في ذلك الحكومة المركزية، والجيش، والشرطة، والبرلمان، والمسؤولين المحلّيين، والسياسيين في بغداد. ويعتقدون أنّ المعارضة المسلّحة ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» غير فعّالة.
ومن هذا المنظور، يبدو أنّ الإستراتيجية العسكرية للتحالف تساعد تنظيم «الدولة الإسلامية». فجهود التنظيم في الحوكمة ليست السبب الرئيسي لازدياد الدعم المحلّي الذي تحظى به أو ازدياد المعارضة العامّة لنشاطات التحالف. غير أنّ الأضرار الجانبية هي الإثم الأكبر. ولكي تكون ناجحة، يتعيّن على استراتيجية التحالف أن تضم الدعم الشعبي كمحور جاذبية، فـ تنظيم «الدولة الإسلامية» لن يُهزم بالتدخّل العسكري فقط.
إنّ العراقيين السنّة غير راضين عن بغداد منذ وقت طويل، وكان هناك الكثير من إشارات التحذير في المناطق ذات الغالبية السنّية عندما كان تنظيم «القاعدة» يسيطر عليها ما بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٩. ويشير ذلك إلى أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» هو من أعراض مشكلة هيكلية أكثر من كونه المرض بحدّ ذاته. فعندما أطلق على نفسه اسم تنظيم «القاعدة في العراق»، بدا أنّ الجماعة كانت قد هُزمت بالفعل في عام ٢٠٠٩، إلّا أنّ إعادة تجسّدها الحالية هي أسوأ مما كانت عليه آنذاك. يجب إقناع السنّة بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» بأنفسهم.
وباختصار، تظهر الاستطلاعات في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» استياءً محلّياً من البدائل لهذه الجماعة. وفي حين أنّ أقليّة فقط تفضّل التنظيم، إلّا أنّ هذه الأقليّة آخذة بالتزايد.
هارون زيلين
أرسى تنظيم «الدولة الإسلامية» وجوده في الموصل للمرة الأولى ما بين عامي ٢٠٠٣ و٢٠٠٤. وقد اعتبر قادته المنطقة أرضاً أساسية، لا سيّما خلال صحوة القبائل وتصاعد عملياتها. فما بين العامَين ٢٠٠٦ و٢٠١٠، شكّلت الموصل قاعدة للتخطيط للنشاطات الإرهابية، وتمكّن تنظيم «الدولة الإسلامية» من تمويل عمليّاته من خلال أعمال الابتزاز وعائدات النفط. ونظراً لهذا التأصّل، قد تكون الموصل آخر معاقل التنظيم إذا نجح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في هزيمته في مكان آخر.
لقد أسّس تنظيم «الدولة الإسلامية» وزارات أوّلية مختلفة تحت مكتب «الخليفة»، بما في ذلك الوزارات المعنية بالتعليم، والخدمات العامة، والموارد الثمينة، و«الدعوة»، والصحة، والأمن، والخزانة، والتواصل مع القبائل. وتشمل الخدمات العامّة البارزة برامج التطعيم، وتنظيف الطرق، وأمن الغذاء والدواء، وتطبيق منع التدخين والكحول. كما يعمل التنظيم على إعادة إطلاق صناعات محلّية.
وبالإضافة إلى إظهارها للسكّان المحلّيين التزام قادة تنظيم «الدولة الإسلامية» بالحوكمة المستدامة، تساعد جهود بناء الدولة الاقتصادات المحلّية وتزيد من قدرات التنظيم العسكرية. وهذه الجهود هي أكثر نجاحاً وتطوّراً عندما يكون هناك ضغط محدود من جهود التحالف وعندما حظي تنظيم «الدولة الإسلامية» بوقت أطول لترسيخ إدارته.
وأمام هذا الواقع، هناك حدود حقيقية لهذه الحملة لبناء الدولة. فعلى الرغم من التصريحات العامة على العكس من ذلك، لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» يستخدم العملات المحلّية بدلاً من سك عملته الخاصّة. وفي حين يدّعي التنظيم علناً بأنّه ألغى الحدود بين العراق وسوريا، إلّا أنّ سجلّاته تعكس تمييزاً للحدود على أرض الواقع.
أمّا بالنسبة إلى الدعم الإيديولوجي، فإنّ دوره في نجاح التنظيم مبالغاً فيه. فقليلون هم الأعضاء الذين يتمتّعون بفهم عميق للإسلام يتخطّى البديهيّات. إنّ التقدّم العسكري هو أكثر أهمية بالنسبة إلى قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على الحفاظ على الأراضي ونشر قصّة نجاحه، كما أنّ فتوحاته الجديدة تضمن انتشار رسالته. وتُعتبر محاولة هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» من خلال هزيمة أيديولوجيّته مقاربة تؤدّي إلى طريق مسدود: إنّ قسماً صغيراً من السكّان سيكون دائماً متقبّلاً لهذه الإيديولوجية، كما أنّ الحركات الجهادية لا تحتاج سوى لدعم شريحة صغيرة للتسبّب بمشاكل هائلة. وبالإضافة إلى ذلك، يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على نشر المعلومات داخل أراضيه، مما يجعل من محاربة إيديولوجيّته مسألة صعبة جدّاً. فهو يبني مراكز إعلامية حيث يتوفّر الولوج للإنترنت وبطاقات SIM لمتابعة أخباره. ويتمّ استهداف المراهقين بشكل خاص في حملات تنظيم «الدولة الإسلامية» الإعلامية، مما يعني أنّ إيديولوجيّته تنتشر بين الجيل القادم.
ديفيد بولوك
في الوقت الذي لا يخسر تنظيم «الدولة الإسلامية» حرب القلوب والعقول في الموصل، هناك إثباتات واضحة بأنّه خسر هذه الحرب في العالمين العربي والإسلامي الأوسع عموماً. وتوفّر الاستطلاعات ترياقاً لبعض أكثر حملات التنظيم الدعائية إثارة. ولا ترتكز هذه الاستطلاعات على استقصاءات الإنترنت أو الهاتف ذات الانتقاء الذاتي، بل إنّها نتيجة جلسات وجهاً لوجه أجراها أشخاص محلّيون وظّفتهم شركات بحث تجارية، وهي الطريقة الأكثر موثوقيّة (انظر "رغم شبح هجمات باريس، خسر تنظيم «الدولة الإسلامية» حرب الأفكار"). والطريقة الأمثل لطرح أسئلة سياسية في المنطقة هي إضافة بعضها إلى استطلاعات تجارية لا تجعل المستجيبين عنها يشعرون بالارتياب كما تشعرهم الاستطلاعات السياسية بالكامل. وكدليل على مصداقية الاستطلاعات، حتّى في بلدان تُعتبر فيها جماعة «الإخوان المسلمين» غير قانونية، عبّر عدد كبير من الناس عن دعمهم للجماعة.
ووفقاً للتأييد الذي يحظى به من خلال استطلاعات أخيرة من ستة بلدان عربية مختلفة، يتمتّع تنظيم «الدولة الإسلامية» بدعم قليل جدّاً في العالم العربي السنّي الأوسع. فالتأييد الأكبر الذي تتمتّع به الجماعة خارج الأراضي التي تسيطر عليها هو في نيجيريا حيث يقول ٢٠٪ من المسلمين إنّهم يدعمون جماعة «بوكو حرام» التي تُعدّ فرعاً شكليّاً لـ تنظيم «الدولة الإسلامية». كما أنّ دعم تنظيم «الدولة الإسلامية» قد تراجع مع مرور الوقت ولم يتزايد. وخلافاً لادعاءات حملته الدعائية، إنّ رؤية التنظيم للإسلام هي معاكسة لما يؤمن به معظم السنّة. وبالرغم من أنّ نسبة ضئيلة من الناس في بعض البلدان تدعم تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أنها لا تُعتبر نسبة كافية لإنشاء حركة جماهيرية أو لتشكيل خطر استراتيجي على هذه البلدان. بيد، على الرغم من ذلك، تشكّل نسبة صغيرة من ملايين الأشخاص عدداً كبيراً - ومن الواضح أنّ بضعة ملايين من المتعاطفين مع تنظيم «الدولة الإسلامية» يمثّلون مشكلة من منظور محاربة الإرهاب.
وأخيراً، عندما سُئلوا عن أسباب نشأة تنظيم «الدولة الإسلامية»، لم يذكر معظم السنّة السخط على الاحتلال الأجنبي كسبب رئيسي. إلّا أنّهم يميلون إلى ذكر الفساد، والفقر، ونقص التعليم. وعلى الرغم من أن تنظيم «القاعدة» قد حظي في البداية بقدر معيّن من الدعم، إلّا أنّه خسر معظم المسلمين عندما لاحظوا أنّ التنظيم ألحق الضرر بمصالحهم. ويدل ذلك على أنّ النداءات الإنسانية ليست قويّة بقدر مناشدات المصالح الشخصية العمليّة. وفي حين يؤكّد الكثيرون في الغرب أنّه لا يوجد حل عسكري لـ تنظيم«الدولة الإسلامية»، يقول المستطلَعون العرب أّن على الوسائل العسكرية أن تشكّل جزءاً من الحلّ، مع الإشارة إلى أنّه لا يمكن هزيمة التنظيم من خلال بذل جهود في مجالات التعليم، والتوظيف، ومحاربة الفساد فقط.
أعد هذا الملخص باتريك شميت.
======================
الغارديان: إيران قد تقبل التعاون الأمني على الأرض مستقبلا في سوريا
السبت 19 كانون الأول 2015   آخر تحديث 07:23
 
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "إيران دعت بريطانيا والولايات المتحدة أن تنضما لطهران في مسعى مشترك لهزيمة تنظيم "داعش" وإنهاء الحرب في سوريا"، مشيرة الى أن "وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تعهد بينما اجتمع السفراء إلى الأمم المتحدة للتوصل إلى قرار لمجلس الأمن بشأن عملية السلام في سوريا، بدعم "جهد دولي مكثف" للانتصار فيما أسماه "معركة وجود". وقال ظريف "على الجميع أن يوحد جهوده لوضع نهاية فورية لإراقة الدماء في سوريا".
ولفتت الى أن "إيران وروسيا هما الدعمان الرئيسيان للرئيس السوري بشار الأسد، ولطالما اكدت إيران أن الشعب السوري وحده هو من يحدد مدى استمراره في السلطة"، موضحة أن "ظريف لم يذكر الأسد ولم يكرر ما أكدت عليه بلاده سابقا وهو أنه يجب بقاؤه في السلطة حتى إجراء انتخابات جديدة. ولكنه دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار دون شروط مسبقة".
وأشارت الصحيفة الى أنه "على الرغم من أن ظريف لم يعط تعريفا لما قال إنه "وضع اليد في يد إيران"، ولكن ذلك قد يعني أن إيران قد تقبل التعاون الأمني على الأرض مستقبلا في سوريا بالإضافة للتعاون السياسي والدبلوماسي. ولكن إيران ما زالت تعارض إي تدخل عسكري غربي جديد في المنطقة".
======================
ستار : تغيير النظام في سوريا
طه أوزهان- صحيفة ستار: ترجمة ترك برس
كان موضوع تغير النظام منذ اليوم الأول للثورة السورية أحد المواضيع الرئيسية وما زال كذلك، وجوابه سيكون أحد النتائج الحتمية لموجة التغيرات الكبيرة التي ضربت المنطقة، لكننا بتنا في الآونة الاخيرة نرى بعض الدول المستفيدة من الأزمة السورية تردد وبكثرة الحديث عن أن “مسألة تغيير النظام لم تكن يومًا عنصرًا أساسيًا من الأزمة السورية”، خصوصا أنه وفي الشهر الأول من الأزمة لم نسمع بمثل هذا الطلب لا من الدول المعارضة للنظام والداعمة للثورة ولا من دول المنطقة الأخرى. ولكن لنتذكر أن نظام الأسد هو السبب في المأزق السياسي قبل الثورة والسبب في الأزمة فيما بعد الثورة، وعن تحول هذه الأزمة إلى حرب داخلية دموية وهو كذلك العنصر والمتحدث الرئيسي في مفاوضات “تغير النظام”.
في شهر آذار/ مارس من عام 2011 م كانت الشرارة الأولى للثورة السورية، في الحقيقة لم يكن الأمر تمردًا أو ثورة ، لكنه حصل بالتدريج  مقارنة مع الثورات العربية الأخرى ، فلم يكن السوريون يأملون في بداية الثورة بنزول شريحة كبيرة من الشعب إلى الشارع ليتم إسقاط النظام خلال أسابيع معدودة كما حصل في تونس، ولا بتغيير تحت نيران الأسلحة في نزاع سريع كما حصل في ليبيا، ولا في مكوث الملايين في الميادين رافضين تركها إلا بزوال شخص بعينه كما حصل في مصر ونزول الملايين إلى الميادين الرئيسية مطالبين بعزل مبارك.
منذ عام 1980م، عانى السوريون من الطحن والسحق تحت أقدام النظام، وكانوا يدركون مدى دموية النظام البعثي  وقدرته على تحويل المستقبل إلى برك من الدماء وجبال من الأشلاء ولهذا شهدنا تحرك الشعب بنوع من القلق، أضف لذلك أن “مكياج الديمقراطية الشكلية” الذي أضافه بشار الأسد ومنذ توليه لقيادة حزب البعث بعد وفاة أبيه كان عاملًا آخر في اختلاف  نغمة الثورة السورية عن باقي الثورات العربية. فالأسد وعندما فرضت عليه الظروف السير باتجاه الديمقراطية من خلال أول عملية انتخابية حرة ونزيهة رأيناه يقوم بها وبكل ثقة بأنه سيفوز بهذه الانتخابات رغم التاريخ الدموي لأبية ولنظام البعث!
الاحتجاجات السورية التي بدأت في مثل هذه الظروف لم يكن لها رغبة في تغير النظام أو قلبه أو ذهاب الأسد وإنما كانت “مطالب بتحسينات ديمقراطية محددة”. وفي هذا الموضوع كانت تركيا إحدى أكثر الدول إصرارا وتأكيدا على ذلك. لكن نظام البعث بنفسه كان السبب الرئيسي في تغير مطالب الشعب السوري من إصلاحات ديمقراطية إلى مطالب بزوال وتغير النظام. اليوم استمرار الحديث بأن “تغير النظام في سوريا” ليس نقطة أساسية من تفاهمات الحل النهائية ولا من المطالب الرئيسية، ما هو إلا وهم وانجراف إلى عالم الخيال. أضف لذلك أن أولئك الذين يظهرون الممانعة والمعارضة لتغيير النظام سواء بسلبيتهم أو فاعليتهم بما فيهم نظام البعث نفسه كانوا السبب الحقيقي في بعث الحياة في جسد المطالبة بزوال النظام الدموي.
الأهم من ذلك، فترة الحل السياسي التي يسعون لتفعيلها ما هي في حقيقتها إلا تغير فعلي في النظام. فالمعنى الوحيد لخريطة الطريق التي يسعى إليها مثلث “الرياض – فيينا – نيويورك”، والتي تحمل في طياتها بداية تغيير طبيعة نظام الأسد الدموي ثم تغيره نفسه ما هو إلا رسم لقدر مشابه لتلك المبادارات السياسية التي تم طرحها في الماضي والتي مر عليها الزمن. لأن كل الخطط والمبادرات بما فيها مبادرات عنان والإبراهيمي، انطلاقا من قاعدة على مستوى المنطقة العربية بما فيها تركيا – مصر – السعودية وإيران إلى قاعدة على مستوى عالمي بما في ذلك الدول الصديقة للنظام السوري في مجلس الأمن الدولي، وكذلك بالحلول السياسية غير الملزمة الصادرة عن مجلس الأمن كلها آلت إلى نفس القدر ونفس النهاية.
لنترك تغيير النظام في سوريا جانبا، فالأوضاع الحالية جعلت من المطالبة بتغيير النظام باطلة وجعلت من المخاوف من تغير النظام التي عفا عليها الزمن فوبيا غير مبررة ووسيلة لتقييد المعارضة.
فالنظام السوري، ومنذ عام 2011،  ومن هذا المفهوم  تغير مرات عديدة، وعند النظر إلى الحال النهائية  له نجد أن النظام أصبح بقاؤه واقفا على قدميه رهنًا بكثير من الدول والقوى الداخلية والخارجية في آن واحد، وهو ما حوله إلى نظام أكثر شراسة ودموية. إن عدم هضم وتقبل هذه الحقيقة السياسية المؤلمة واستمرار أولئك الغارقين بأوحال اللاسياسة بالحديث عن المخاوف من تغيير النظام ما هو إلا مصالحة مع الحياة السريالية التي عاشتها سوريا على مدى خمس سنوات مضت. عند هذه النقطة، ومع مباحثات فيينا لا يمكن منح أي إجابة متناسقة أو قبول أي حديث عن تغيير في الأزمة السورية لا يحوي خططًا لتغيير النظام.
======================
بيلد" الألمانية :الاستخبارات الألمانية تنسق مع مخابرات النظام السوري
كتب :خالد عمر - اخر تحديث الجمعة 18 ديسمبر 2015 - 22:00 م القاهرة
رصد
ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية، اليوم الجمعة، أن دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية "BND"، تنسق مع جهاز استخبارات النظام السوري، والمعروف بـ"المخابرات".
وأكدت الصحيفة في خبرها -الذي تداولته العديد من وكالات الأنباء- أن أفراد من الاستخبارات الألمانية ينظمون رحلات دورية إلى العاصمة السورية دمشق، منذ فترة طويلة، حيث يلتقون فيها عناصر من مخابرات النظام السوري.
وأفادت الصحيفة بأن الاستخبارات الألمانية تريد فتح مركزٍ لها في دمشق، بأسرع وقت ممكن، وأنها تعمل على ذلك الآن، وتفكر باستخدام السفارة الألمانية المغلقة في العاصمة السورية، كمقر لممارسة نشاطاتها الاستخباراتية في المنطقة، مضيفةً أن الحكومة الألمانية ستبت بهذا القرار مطلع 2016.
وعزت الصحيفة، الأسباب التي تقف وراء التنسيق إلى تبادل المعلومات الاستخباراتية حول تنظيم الدولة، وإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين ألمانيا وسوريا، في حال إسقاط التنظيم طائرات استطلاع ألمانية "تورنادو" في سوريا، المشاركة ضمن قوات التحالف، مشيرةً إلى أن قلة قليلة فقط، يعلمون هذه المعلومة داخل الحكومة الألمانية.
وبيّنت الصحيفة في خبرها أن هذا النوع من التعاون يعتبر معقدًا من الناحية السياسية، مشيرة إلى أن العديد من أجهزة الاستخبارات العالمية، أكدت ارتكاب النظام السوري جرائم إنسانية وانتهاكات واسعة النطاق في سوريا، على امتداد الأعوام الخمسة الماضية.
وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -في تصريحات سابقة- أن بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات.
======================
"واشنطن بوست": موسكو تصر على استبعاد المعارضة السورية
البوابة نيوز
جهاد الخطيب
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الجمعة، إن موسكو ما زالت تصر على بقاء الرئيس السوري "بشار الأسد" في السلطة، لأجل غير مسمى.
وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن موسكو تصر أيضًا على استبعاد جماعات المعارضة، لأنها تصنفها حركات مسلحة إرهابية.
وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية غيرت موقفها بعد لقاء وزير خارجيتها جون كيري بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل يومين.
======================
«واشنطن بوست»: وقف إطلاق الـلهيب في سوريا أهم أركان خطة الـسلام
صحيفة الاخبار
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن وقف إطلاق اللهيب في سوريا هو أحد أهم أركان خطة السلام، مضيفة أن المجموعة الدولية لدعم سوريا ستلتقي اليوم الجمعة في نيويورك من أجل إنهاء الحرب السورية.
وأوضحت أن المجموعة الدولية المكونة من عشرون دولة تعد معجزة، حيث كونهم اتفقوا علي المفاوضات لإنهاء الأزمة، مشيرا إلي أن هناك حالة جديدة بالإلحاح علي وقف العنف والقتل في سوريا، فضلا عن أزمة اللاجئين التي تفاقمت مؤخرًا.
وذكرت الصحيفة أن اجتماع المجموعة الدولية يعكس أملا جديدا في حل الأزمة، حيث تعد بداية جيدة، لكنه يجب الأستقرار علي أهداف المفاوضات وتحديد الشروط اللازمة لتنفيذ خطة السلام علي الأرض.
وختمت الصحيفة بالقول إن تشكيلنظام جديدة ووقف إطلاق النار، بالإضافة إلى إصلاح شامل لكافة مؤسسات الدولة وتحديد هوية المقاتلين، وتصنيفهم، هي الهدف الأول الذي ينبغي أن يكون علي طاولة المفاوضات.
======================
واشنطن بوست :دونالد ترامب: سلاح "داعش" السري
كاثلين باركر* – (الواشنطن بوست) 8/12/2015
ترجمة علاء الدين أبو زينة
الأميركيون الباحثون عن "دمية دب" يحتضنونها وبطانية يلتفون بها لتهدئة روعهم وتخفيف مكامن قلقهم من "الدولة الإسلامية"، عليهم أن يصبحوا أكثر تكيفاً مع المزيد من الغموض وانعدام اليقين.
من خطاب الرئيس أوباما الأخير عن الإرهاب في المكتب البيضاوي، إلى توبيخ دونالد ترامب المرعب، المحرض على العنصرية، والمستحضر لاختلاف الدين في ولاية كارولينا الجنوبية، ثمة القليل من السلوى لأولئك الباحثين إما عن رضا فوري من أوباما، أو عن بعض التعقل من المرشح الرئاسي الجمهوري البارز.
في حين يخاطب ترامب مشاعر الخوف باستخدام خطاب مناهض للإسلام، والذي يبني جداراً حول جوهرنا الوطني، يحاول الرئيس أوباما أن يخفف بالمنطق والخطابة الملهمة وعلى أفضل مخاوف أمة عانت لتوها من مذبحة إرهابية مروعة.
لم يكن خطاب أوباما ليرضي المنتقدين وأولئك المقتنعين بأنهم يعرفون طريقاً أفضل. لكن حقيقة الخطاب وحده –الحازم كما يجب في اعترافه بحقيقة أن حوادث القتل في سان بيرناردو بولاية كاليفورنيا، وشاتانوغا بولاية تينيسي، وفي "فورت هود" بولاية تكساس، كانت كلها هجمات إرهابية- قالت مجلدات. ومع أنه عرَّف إرهابيي كاليفورنيا على أنهم يستلهمون "الدولة الإسلامية"، فقد خيب أوباما بالتأكيد أمل أولئك الأكثر إصرارا بطريقتهم الخاصة على أن أوباما يرفض تسمية العدو، وبذلك، لا يستطيع أن يهزمه. ويبدو هذا غريباً بما يكفي. إن إرهابياً ميتاً هو إرهابي ميت، بالتعريف.
تأكيد أوباما الإضافي على مواصلة مساره الحالي ترك في عوز أولئك الذين يتشوقون إلى اليقين الأكثر بعثاً على الراحة، من نوع ذلك الذي قادة فرق التشجيع الذين يهتفون عبر ميكرفون. وأولئك الذين أملوا بسماع إعلان عن ذلك النوع المألوف من الحرب –الآلاف من القوات البرية في سورية والعراق- خاب أملهم أيضاً بلا شك، كما تأكد اعتقادهم بأن أوباماً لا يفهم الفكرة. أو أنه يحاول فقط أن يحافظ على إرثه كرئيس غير حربي، وهو مجاز يفضله اليمين.
ولكن، واقعياً، أي رئيس هو الذي سيختار تجاهل حرب ضرورية؟ من يريد أن يتذكره الناس كقائد جبان سمح للعالم بالانزلاق إلى دياميس الظلام واليأس؟ لا أحد، وليس أوباما بكل تأكيد.
المشكلة بالنسبة للرئيس هي أن الحرب التي يشنها فعلاً تبدو مثل استراتيجية طويلة الأجل من دون فائدة على المدى القصير. إذا لم تكن هناك قوات برية، فماذا إذن؟ ليس ثمة إجابة جيدة. إن هذا هو نوع جديد من الحرب، والذي يتطلب نهجاً جديداً. ولا تنطبق القوالب الجاهزة القديمة لأنها تعمل في الحقيقة ضدنا. فبمجرد أن نضع أقدامنا على الأرض، تكون "الدولة الإسلامية" قد كوفئت بنيل الحرب التي تريدها، مع آلة الدعاية التي لا تستطيع إدامتها بخلاف ذلك، ومع الاستشهاد الذي يرحب به أعضاؤها. فهل الأميركيون مستعدون حقاً لمشاهدة رجال ونساء جيشهم بينما تُقطع رؤوسهم ويُحرقون أحياءً؟
وهكذا، ركز أوباما ومستشاروه على وسائل بديلة لالحاق الهزيمة بالوحش الذي يتغذى على الفظاعات والكراهية. الضربات الاستراتيجية، العمليات الخاصة، الدعاية المضادة للإرهاب وما شابه. وفي الوطن، يبدو أوباما وكأنه يقول، قاتلوا الكراهية بالحب، والخوف بالصلابة، والوحش بقوة الخير الفائقة. وبالمقارنة، كما ينبغي الاعتراف، يبدو ترامب حاسماً وقاطعاً على حد سواء.
ولكن ترامب يشكل أيضاً –وليست هذه مزحة- أكثر شخص خطراً على أميركا على الإطلاق، والذي يظهر على المسرح السياسي للولايات المتحدة في عقود. وكرئيس، سوف يكون أخطر رجل على سطح هذا الكوكب كله.
لطالما اعترضتُ في كثير من الأحيان في مقالاتي على استخدام هتلر كمثل شعبي، لأن ذلك يسخف معاناة وذبح اليهود. لكنني لست واثقاً الآن. ولنتذكر أنه قبل أن يكون هناك هولوكوست، كان هناك تحديد للجنس اليهودي كعدو. ويبدو تحديد ترامب الظاهر للمسلمين على أنهم "مشكلة"، مع تهديده بفرض تسجيل للمسلمين وإجراء فحص ديني على الحدود، يبدو ذلك مألوفاً إلى حد مريع.
ثمة حقيقتان ينبغي وضعهما في الاعتبار: أولاً، إننا نحتاج إلى المساعدة من الـ1.6 مليار –والثلاثة ملايين في هذه الأمة- من المسلمين إذا كنا لنأمل في هزيمة الإرهابيين الذين يبررون بربريتهم بتأويلهم للإسلام. ثانياً، إن أفضل دفاع لنا ضد تطرف المسلمين الأميركيين هو الاستيعان والضم. وعن طريق تحييدنا مجتمعنا المسلم الخاص من خلال الخطاب المعادي، فإننا نزيد إلى حد هائل مخاطر ذهابهم إلى التطرف والتجنيد.
يفهم أوباما ذلك. كما أنه يفهم أيضاً حقيقة أن حرباً برية أخرى في الشرق الأوسط ستنطوي على خطر أن نصبح عالقين في معركة بلا نهاية ضد عدو يمكن أن يلهم حركات التمرد إلى أجل غير مسمى.
القليلون يشكون في أننا نستطيع أن نستولي بسهولة على العراق وسورية في تكرار لحملة الصدمة والرعب، ولكن، ماذا عندئذٍ؟ إن غزو بلد مسلم آخر يصب مباشرة في خدمة قواعد لعبة "الدولة الإسلامية" ويثبت سرد "الصليبي في مقابل الخليفة" لألف سنة –أو أي عصر قصير ربما نبتكره.
مرة أخرى، سيظل الغموض وعدم اليقين صحبتنا للوقت الحاضر، وربما لبعض الوقت القادم. وفي الأثناء، فإن خلافاتنا وشجاراتنا الداخلية حول مبادئ أمتنا الخاصة ستقدم هدية عيد ليس أفضل منها للجزار القابع في الانتظار. أما ترامب، بتقسيمه لنا من الداخل، فهو بطل حقيقي بالنسبة للعدو.
 
*تكتب عموداً مرتين حول السياسة والثقافة. نالت جائزة "بوليتزر" لمقالات التعليق في العام 2010.
 
======================
كريستان سينيس مونيتور :هل يستطيع عدوان لدودان، كلاهما ابن زعيم مقتول، إخراج لبنان من مأزقه؟
نيكولاس بلانفورد - (كريستان سينيس مونيتور) 11/12/2015
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يهدد الفراغ السياسي في لبنان استقراره، بل وينذر بانهيار اقتصادي. والآن، ثمة اقتراح لصفقة لتقاسم السلطة، والتي تتحدى ماضي البلد المغمس بالدم.
*    *    *
بيروت، لبنان - ترك جمود مقعد لبنان من دون رئيس لحوالي 18 شهراً. وقد أعاق ذلك قدرة الحكومة على العمل، بينما يعتقد العديد من المحللين بأن لبنان سيواجه انهياراً اقتصادياً ما لم يتم انتخاب رئيس، والسماح لمؤسسات الدولة بالعمل مرة أخرى بشكل مناسب.
الآن، يمكن أن تفضي اتفاقية لتقاسم السلطة بين خصمين سياسيين لدودين -كلاهما ابن لشخص مقتول- إلى إنهاء هذا الجمود.
هذا هو الجزء السهل من القصة. أما الباقي، فيحمل طابعاً شكسبيرياً، بلمسة من "العراب" ملقاة فيه.
العَقد المقترح، والذي سينصب سليل إحدى السلالتين كرئيس، بينما يصبح الآخر رئيساً للوزراء، أيقظ مجدداً أشباح القتل والاغتيال والانتقام من ماضي لبنان المنقوع بالدم. ويثير العَقد المقترح سؤالاً سياسياً عاماً يجري الشعور به هنا بشكل حاد: هل يمكن تنحية الماضي جانباً من أجل المستقبل؟
تتميز السياسة في لبنان بأنها تعول في العادة على الخصومة بين قلة من سلالات العائلات الحاكمة التي تعيش على المحسوبية وتتنافس على اقتسام غنائم الحوكمة. وغالباً ما تنتقل السلطة والمكانة من الأب إلى الإبن. كما أن الخلافات القديمة تتسرب أيضاً إلى الأسفل وتستمر في التخمر.
يمكن أن تكون قيادة هذه الشبكة المعقدة من التحالفات المتغيرة مدعاة للجنون، لكن من الضروري فهم كيف من غير المتوقع لهذا المقترح أن ينهي حالة الجمود.
سوف تشهد الخطة سليمان فرنجية، سليل العائلة الكاثوليكية المارونية، وقد أصبح رئيساً، بينما سيعود سعد الحريري، المسلم السني، ورئيس الوزراء اللبناني السابق الذي ما يزال يعيش في منفاه الاختياري منذ العام 2011، إلى رئاسة الوزراء في لبنان. وقد أصبح الترتيب معروفاً للملأ في وقت متأخر من الشهر الماضي، بعد أن سافر السيد فرنجية إلى باريس لعقد اجتماع مع السيد الحريري.
الكاردينال يمنح بركته
بموجب ترتيب تقاسم السلطة الطائفي في لبنان، يحتفظ بالرئاسة للطائفة المارونية. وقد انتقد المرشحون الآخرون المبادرة، حتى على الرغم من أن فشلها سيكرس الركود السياسي والاقتصادي في البلد.
من جهته، قال الكاردينال بشارة الراعي، بطريرك الكنيسة المارونية، يوم الأربعاء قبل الماضي: "إن المبادرة جيدة، وستستفيد  كل الفصائل منها".
منذ أيار (مايو) من العام الماضي، عندما انتهت فترة رئاسة الرئيس ميشال سليمان التي استمرت لنحو ستة أعوام، وقف فرنجية –الرجل صريح الحديث وأشيب الشعر والبالغ من العمر 50 عاماً والمشغوف برياضة الصيد، على هامش السباق الرئاسي، بينما تقدم مارونيون آخرون أقوياء إلى الأمام.
أحد المنافسين البارزين هو ميشيل عون، زعيم حركة التيار الوطني الحر، والمرشح الرسمي لتنظيم حزب الله الشيعي النافذ. كما أنه يعد أيضاً حليفاً استراتيجياً لما يدعى كتلة 8 آذار البرلمانية. وكانت مقاطعة مارسها عون وحلفاؤه في البرلمان قد حالت مراراً وتكراراً دون أن يتمكن المشرعون اللبنانيون من انتخاب رئيس جديد للدولة منذ أيار (مايو) من العام 2014.
من جهة أخرى، يعد الحريري، عضواً بارزاً في كتلة 14 آذار المنافسة –يشير التاريخان إلى تواريخ المظاهرات المتعارضة للفريفين- التي مرشحها الرئيسي للرئاسة هو سمير جعجع، قائد القوات اللبنانية، الحزب المتجذر في الميليشيات المسيحية.
اجتماع مع الملك
 في هذا السياق حيث ظهر الاقتراح الجديد من مباحثات تمت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في الرياض بين القيادة السعودية والحريري وجنبلاط، الزعيم المخضرم للمجتمع اللبناني الدرزي.
ويقول جنبلاط: قابلت الملك (سلمان) ثم الحريري، وسألني عن رأيي في فرنجية" كرئيس، مضيفاً أنه رد بإيجابية: "كانت (رئاسة فرنجية) تدور في خلد المسؤولين السعوديين والحريري، وهو ما أفضى إلى عقد لقاء جمع بين الحريري وفرنجية في باريس".
أثار الاقتراح المفاجئ ضجة في لبنان. وكان الأمر مخيفاً في ضوء أن افرنجية صديق مقرب منذ الطفولة من الرئيس السوري بشار الأسد، والذي يعتقد الحريري بأنه أمر باغتيال والده، رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان لفترة طويلة. وكان فرنجية وزيراً للداخلية في حكومة لبنان الموالية لسورية عند مقتل رفيق الحريري في شباط (فبراير) من العام 2005.
بالنسبة لسعد الحريري، فإن التوصل إلى صفقة مع فرنجية سيسمح له بالعودة إلى لبنان وإعادة بناء حياته السياسية التي وهنت خلال منفاه الاختياري.
الماضي شكسبيري
يقول سامي عطاالله، المدير التنفيذي للمركز اللبناني لدراسات السياسة: "الأمر يعتمد على ما إذا كنت تريد النظر إلى الماضي أم المستقبل". ويضيف: "إنك إذا نظرت إلى الأمر من الماضي، فإنه شكسبيري جملة وتفصيلاً -من فعل هذا لمن، وهكذا دواليك.... لكن النظر إلى المستقبل، فإن من الأفضل بكثير للحريري (كرئيس للوزراء) أن يكون فرنجية (الرئيس) بدلاً من عون".
وكان فرنجية أيضاً، قد فقد والده بسبب العنف السياسي. ففي حزيران (يونيو) من العام 1978، وبعد مرور ثلاث سنوات على بدء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت نحو 16 سنة، وعندما كان عمر فرنجية الابن 11 سنة من العمر فقط، داهم مسلحون من حزب الكتائب، الميليشيا المسيحية المنافسة، المقر الصيفي للعائلة في قرية إهدن في شمال لبنان. فقتلوا والده، طوني، ووالدته، فيرا، وشقيقته جيهان ذات الثلاثة أعوام، وخادمة وسائقاً وكلب العائلة، بالإضافة إلى حوالي 35 من رجال الميليشيات.
وتعهد سليمان الصغير حينها بالانتقام لمقتل عائلته، وفق تقاليد الثأر والانتقام في دول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
في واحدة من المفارقات الكثيرة التي تصبغ السياسة اللبنانية، كان من شأن محاولة فرنجية الترشح لمنصب الرئيس أن وضعته وجهاً لوجه ضد جعجع، حليف الحريري الآن، والذي كان قد لعب دوراً رئيسياً في الغارة التي أفضت لقتل عائلته عندما كان نجماً صاعداً في حزب الكتائب في العام 1978.
ويقول عطالله أن رئاسة فرنجية "يجب أن تكون في كوابيس (جعجع)". ويضيف: "سيكون هذا أشبه بأن تحتل أشباحه من الماضي واحداً من المناصب الرئيسية في البلد للمارونيين."
في العام 2008، كان جعجع قد اعتذر عن عمليات القتل في إهدن، لكنه أصر على أنه أصيب في ذراعه وعاد إلى منزله قبل الهجوم الفعلي على منزل عائلة فرنجية. وقد رفض فرنجية ذلك الاعتذار ووصفه بأنه بارد، وقال: "أنا لست في عجلة من أمري لتقديم الهدايا له أو قطع رقبته".
بالنسبة للاتفاق المقترح، المزيد من الصراع في الأمام.
ثمة منافس آخر على الرئاسة هو أمين الجميل، الرئيس اللبناني الأسبق في الثمانينيات، والذي كان أخوه، بشير الجميل، هو الرجل الذي أمر في العام 1978 بتوجيه الضربة لعائلة فرنجية. وفي أيلول (سبتمبر) من العام 1982، قتل بشير الجميل الذي كان قد انتخب رئيساً لتوه، لكنه لم يكن قد أدى القسم الرئاسي، بفعل انفجار في سيارته. ووجه اللوم إلى سورية بالوقوف وراء التفجير. وفي ذلك الوقت، قال جد فرنجية، واسمه سليمان أيضاً وكان رئيساً للبنان في السبعينيات، تعقيباً على مقتل بشير الجميل: "لسوء الحظ، لم أكن مسؤولا عن هذا العمل الانتقامي".
أما الآن، يظل مصير اقتراح فرنجية–الحريري معلقاً في الميزان وسط كل المفاوضات والمساومات والوقوف على شفا الأزمة. ويشعر جنبلاط، الذي كان والده قد قتل هو الآخر في العام 1977-بأوامر من الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، كما يزعم- بالتشاؤم من احتمال نجاة الصفقة من المناكفات والخصومات والمشاجرات بين المرشحين المارونيين.
ويقول بأسف: "إنهم (المارونيون) لن يتغيروا أبداً. إنهم سادة الانتحار الذاتي".
 
======================
معاريف :فوضى إقليمية جديدة
معاريف
ألون بن دافيد
18/12/2015
هذا الأسبوع قبل خمس سنوات وقف بائع متجول في سوق بلدة سيدي بوزيد في تونس، صب على نفسه البنزين وأشعل النار التي أحرقته وسرعان ما انتشرت إلى معظم الشرق الاوسط. وفي هذا الحريق احترقت تماما حتى الآن بضع دول والنار ما تزال تشتعل، تقترب منا ايضا ومن العالم الغربي وتغير وجهه وتغير تاريخ الشرق الأوسط. هذا هو التغيير الإقليمي الأكثر معنى الذي يجري في محيطنا منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية.
على مدى نحو مئة سنة، منذ نهاية الحرب العالمية الاولى، قاد العرب هذه المنطقة، وكانت السعودية ومصر الدولتين المتصدرتين. أما الآن فينهار العالم العربي في داخل نفسه والقيادة تأخذها الدول غير العربية: إيران وتركيا. ومكان الولايات المتحدة كالشرطي الاقليمي تحتله روسيا، وبدلا من النظام القديم الذي انهار لم ينشأ بعد نظام جديد، بل فوضى تتواصل لإحداث تغييرات دراماتيكية.
حتى قبل خمس سنوات لم يشهد العالم العربي ثورات شعبية، وتداول السلطة تم في الغالب في انقلابات قادها ضباط وطغمات عسكرية. وفجأة اصبح الشارع العربي جهة ذات قوة، ولكنها في الغالب عديمة الرأس والفكر. وكان محدثو التغيير نحو مئة مليون شاب عربي ابناء 15 – 25، نحو نصفهم عاطلون عن العمل، وربعهم فقط مع تعليم عال. لقد كانوا وما يزالون هم الذين يصممون المنطقة.
ما الذي أعطى لاولئك الشبان الشجاعة للثورة ومحاولة تغيير مصيرهم؟ البائع المتجول التونسي محمد بوعزيزي كان المرحلة الاولى في رد فعل متسلسل. ولكن ماذا كانت بالضبط نقطة انطلاق الثورات في العالم العربي؟ الكثيرون يشيرون إلى خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة في 2009 كحدث شق الطريق نحو الثورات. فقد دعا أوباما المسلمين للانطلاق إلى بداية جديدة. ولكن بذور الثورة كانت هناك اصلا.
اعتقد أنها بذرت منذ نهاية 2003، عندما ألقى الجنود الاميركيون القبض على الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين على مسافة غير بعيدة من تكريت. فالصور المهينة التي اطلقها الجيش الاميركي – لجنود يسحبون الرئيس السابق من الحفرة التي اختبأ فيها، وبعد ذلك الطبيب العسكري الذي يفحص أسنانه – بدأت موجة الانفجار. لم يفهم الأميركيون معنى الافلام التي نشروها على وسائل الإعلام. فمهما كان مكروها، كان صدام حسين يعتبر في العراق وفي العالم العربي كشبه إله. كان يقتل من يريد دون أن يرف له جفن. كان يقطع الأطراف، كان كلي القدرة. وعرضه المهين عند القبض عليه قلصه دفعة واحدة إلى حجوم إنسانية وأشار إلى العالم العربي بان ليس فقط صدام، بل ومعمر القذافي، حافظ الاسد وحسني مبارك ايضا – كل أولئك ليسوا أربابا بل فقط بشر.
خرج الشباب إلى الشوارع مطالبين بالحرية، وسحر العالم الغربي ومنح الاحداث الاسم الرومانسي "الربيع العربي". "لم يمر وقت طويل إلى أن بدا الربيع كشتاء قاتم، والحرية الجديدة استغلت للانطلاق في حملات قتل وحروب أهلية. سورية، العراق، ليبيا واليمن شطبت حتى الآن من الخريطة، دولة جديدة ولدت – "داعش" – وليس واضحا اليوم ما هي الدولة التالية التي ستنهار.
إسرائيل، على عادتها اعتقدت أنها منقطعة عن هذه الاحداث وأنها ستبقى خلف حدودها. وانها ستبقى كجزيرة استقرار وأمن في بحر من العنف المجنون الذي يجتاح المنطقة. ولكن ليس بعد اليوم. "انتفاضة الأفراد" التي نشهدها تحركها الأجواء الإقليمية اكثر مما يحركها الكفاح الفلسطيني للاستقلال. هي الأخرى يتصدرها شباب ابناء 15 – 25 (67 في المئة من منفذي العمليات) عديمو القيادة أو التنظيم الذي يقف خلفهم.
دون الاستخفاف بالتحريض المستمر في وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية، فإن معظم الفلسطينيين لا يستمدون موقفهم تجاه إسرائيل منها. كأبناء جيلهم الإسرائيليين يستهلكون أساس معلوماتهم في الإنترنت، وحتى لو توقف التحريض في التلفزيون والإذاعة للسلطة الفلسطينية – مشكوك أن يقلص هذا في شيء محاولات القيام بالعمليات.
لقد بدأت أوروبا تفهم بأن ما يحصل في الشرق الأوسط سرعان ما سيصل إلى ساحتها. أما الولايات المتحدة فلم تفهم هذا بعد. وكان ينبغي لنا ان نكون قبلهم بكثير. فصفتنا دولة خُمس سكانها فلسطينيون، تسيطر على 2.5 مليون شخص في الضفة ويحيطها 350 مليون عربي، يجدر بنا أن نبدأ بالتعرف على العالم الذي حولنا. قبل بضع سنوات التقت شخصية إسرائيلية كبيرة في أول لقاء مع اول شخصية موازية لها في السعودية. بدأ السعودي يقول: "قل لي هل انتم واثقون من أنكم تريدون العيش في الشرق الاوسط؟" ففوجئ المواطن الإسرائيلي: "ماذا تعني؟" فأجابه السعودي "انتم تتصرفون وكأنهم تعيشون في فلوريدا. لا تعرفون العربية، لا تعرفون ثقافتنا. لا تتعلموننا. نحن نقرؤكم ونتعلمكم، وأنتم تتصرفون وكأنكم لستم من هنا على الإطلاق".
وقد لمس نقطة دقيقة: معظمنا غير قادرين على أن نجري حديثا مع جار او زميل عربي، لا نطلع على وسائل الإعلام العربية، ونعرف القليل جدا عن ثقافة جيراننا، القريبين والبعيدين. وكمن نرى مستقبلنا ومستقبل ابنائنا في هذه المنطقة، حان الوقت لأن نكف عن التصرف كضيوف لحظيين ونبدأ بالتعرف بجدية على الحارة التي نعيش فيها.
في مجال واحد يبدو أننا بدأنا نستقيم في الخط مع المحيط: خطابنا الجماهيري، وليس فقط في الإنترنت، يتدهور كل شهر إلى مطارح سفلى أكثر. ومثلما في الحارة الشرق أوسطية، عندنا أيضا المتطرف يصبح عاديا ويسيطر على الخطاب وعلى الأغلبية سوية العقل الصامتة. كل خبر إعلامي وكل بوست يحظى بجملة ردود فعل مجنونة، يمكن بسهولة ترجمها إلى العربية.
نحن نطالب وعن حق الفلسطينيين بوقف التحريض في وسائل إعلامهم، ولكننا لا نبذل جهودا لأن ننظر إلى ما يحصل عندنا في البيت. ليس عندهم فقط تشتعل النار، ليس عندهم فقط توجد مشاكل في الآفاق والرغبة في الإسكات والأقصاء لكل من يبدو أنه يفكر بشكل مختلف. عندما يقرؤوننا يبدأون بالشعور بأنهم في البيت.
 
======================
هآرتس :حرب أهلية تركية
هآرتس
تسفي برئيل
18/12/2015
حجارة البازلت السوداء التي بني منها جدار صور في مدينة ديار بكر، شهدت حروبا كثيرة في الماضي. مثلها ايضا نهر دجلة الذي يقطع عاصمة المنطقة الكردية في تركيا، عرف صراعات كبيرة في تاريخه. صور هو حي مكتظ مليء بالأزقة الملونة وآلاف الحوانيت الصغيرة التي تجذب في الأيام العادية السياح الذين يمرون بالمدينة وهم في طريقهم إلى الأماكن الشرقية في تركيا، إلى ينابيع فان وجبال كتشكار.
في الأجزاء المتحضرة لمدينة ديار بكر توجد عمارات مرتفعة وفنادق فاخرة ومراكز تجارية جديدة وميادين جديدة تنظم الحركة المكتظة. لكن ديار بكر بعيدة عن أن تكون موقع سياحي هادئ.
فهناك توتر دائم يسود المدينة حيث تدور هناك منذ سنوات صراعات قوة بين الشرطة والجيش التركي وبين الحركات الكردية ومنها حزب العمال الكردستاني الـ بي.كي.كي.
وصلت الصراعات في الأسبوع الماضي إلى ذروة جديدة تُذكر بالأيام المظلمة في التسعينيات حينما "احتلت" السلطات التركية المدينة والمواقع الكردية القريبة منها وهدمت آلاف القرى واقتلعت مئات آلاف المواطنين الاكراد وفرضت الحكم العسكري.
حسب شهادات مواطنين وصحفيين، تحولت مدن ديار بكر وصرت وسيلوفي وجزره إلى مواقع لمعارك عنيفة بين الجيش والملثمين الذين يتمركزون وراء الاستحكامات وهم يحملون رشاشات الكلاشينكوف بشكل علني ويلقون الزجاجات الحارقة ويطلقون النار على الجنود. وكما يبدو فإن هذه البداية فقط.
أعلنت السلطات في بداية الأسبوع لسكان حي صور وسكان سيلوفي وحزره أنه من الافضل لهم ترك بيوتهم لأن "معركة كبيرة ستحدث". اعلان مشابه وصل للسكان من الـ بي.كي.كي الذين يستعدون للحرب حيث يضعون قطع القماش الكبيرة أمام الاستحكامات التي أقاموها من أجل الاختفاء عن أنظار القناصة والطائرات التركية، وهم يخزنون المؤن في البيوت والملاجئ ويخططون لمواجهة الهجوم المتوقع.
وقد غادر نحو 3 آلاف معلم المدارس في هذه المقاطعات والسكان يستغلون ساعات رفع حظر التجول من أجل الفرار إلى أماكن أكثر أمنا.
وحسب التقارير فإن أكثر من 200 ألف شخص غادروا منازلهم ونحو ألف حانوت أغلقت في صور، ويبدو أن المزيد منها ستغلق في الأيام القريبة. تركيا حسب تقديرات محللين أتراك تسير باتجاه الحرب الأهلية التي من شأنها أن تجر أيضا المدن في غرب الدولة ولا سيما اسطنبول التي يعيش فيها نحو 2 – 4 ملايين من الأكراد.
مايزال من السابق لأوانه تبني هذه التقديرات. لكن بيقين تركيا تمر باحدى الازمات الداخلية الصعبة والخطرة حيث تواجه الإرهاب الداخلي وجبهة متقدمة على حدودها مع سورية أدت إلى حدوث شرخ عميق مع روسيا، والتي تُدار من قبل رئيس دولة ورئيس حكومة يحركهما "الأنا" والأمجاد الشخصية.
الأزمة الحالية مع الاكراد بدأت في حزيران الماضي بعد العملية في مدينة توروتش والتي نسبت لداعش وقتل فيها 33 شخصا. وقد اتهم الاكراد في حينه الاستخبارات الكردية بأنها عرفت مسبقا عن نية تنفيذ العملية ولم تمنعها. بعد هذه العملية نفذت الـ بي.كي.كي عدة عمليات ضد قوات الأمن التركية. وفي بداية شهر آب قررت الحكومة التركية وقف عملية المصالحة بينها وبين الاكراد، التي بدأت قبل ذلك بثلاث سنوات وحققت عدد من التفاهمات المهمة، لكنها لم تكن كافية بالنسبة للاكراد. منذ ذلك الحين قتل مئات المواطنين ورجال الأمن في العمليات والمواجهات في جنوب شرق تركيا ومدن أخرى في الدولة.
رئيس حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان، المسجون في سجن اميرلي بالقرب من اسطنبول، يشاهد من بعيد ولا يأمر أتباعه بالكف عن المواجهات. أما الرئيس الفعلي جميل بيك الذي يوجد في جبال قنديل في شمال العراق فيستمر في تشجيع اعمال شباب الـ بي.كي.كي في تركيا والذين يتخصصون بالاشتباكات في المدن. والرئيس اردوغان من جهته يستمر في الحديث عن الحرب التي لا هوادة فيها.
هذه ليست مواجهات شوارع عنيفة فقط، بل صراع على أجندة راديكالية تجذب الشبان. في الوقت الذي كان فيه الجيل القديم لـ بي.كي.كي مستعد بالاكتفاء بحكم ذاتي ثقافي ومساواة في الحقوق، إلا أن الجيل الكردي الشاب الذي يعاني من البطالة في الدولة، يذهب أبعد من ذلك ويطالب بدولة كردية مستقلة أو مقاطعة كردية مستقلة مثل التي في العراق.
لكن مؤيدي الـ بي.كي.كي وحركة "الثوار الوطنيين" لا يمثلون جميع الاكراد حيث تقف أمامهم حركة حزب الله الكردية التي تتشكل من المسلمين السنة الراديكاليين الذين يعارضون الايديولوجيا الماركسية لـ بي.كي.كي، ويتحولون بذلك إلى شركاء للنظام التركي حيث شهدت العلاقات معه ارتفاعا وهبوطا. فمن جهة قام النظام بإغلاق عدد من مؤسسات الحركة في 2010، ومن جهة أخرى دار الحديث كثيرا عن تعاون بين نشطاء الحركة والاستخبارات التركية.
الآن ايضا يتهم الـ بي.كي.كي حزب الله الكردي بالعمل ضدهم كجزء من النشاط السري للاستخبارات التركية.
بعد اعلان تركيا في هذا الاسبوع عن أنها ستنضم إلى التحالف الذي يضم 34 دولة سنية والذي تنوي السعودية إنشاءه من اجل محاربة الإرهاب، يخافون في ديار بكر من أن يعطي هذا دفعة لنشاط حزب الله الكردي ضد خصومه تحت غطاء الحرب ضد الإرهاب.
هذا الغطاء نفسه تستخدمه الحكومة التركية في صراعها ضد الاعداء السياسيين وبالتحديد ضد الصحفيين. إنه صراع يضع تركيا في المكان الثالث في العالم من حيث التعرض للصحفيين. وإضافة إلى الـ 14 صحفي المعتقلين بتهم مختلفة مثل "الإضرار بأمن الدولة" أو "التحريض على العنف" فقد تم في نهاية تشرين الثاني اعتقال صحفيين معروفين هما جان دوبدار وهو المحرر الرئيس للصحيفة المهمة "هورييت"، والثاني اردام غول، رئيس هيئة الصحيفة في أنقرة.
وقد تم اعتقالهما لأنهما تحدثا في السنة الماضية عن قضية نقل السلاح للمتمردين من تركيا إلى سورية في شاحنات المخابرات التركية. المحكمة التركية قررت في هذا الاسبوع مصادرة كتابي حسن جمال وتوتشا تتري من جميع المكتبات لأن هذه الكتب تم العثور عليها في منازل نشطاء الـ بي.كي.كي اثناء التفتيش. وكان التفسير الذي قدمته المحكمة هو أن هذه الكتب "تحرض على العنف" و"تؤيد الإرهاب".
كان الاتحاد الأوروبي في البداية وحتى الفترة الاخيرة يطلب من تركيا عدم ملاحقة الصحفيين. إلا أنه بعد توقيع اتفاق التعاون بين تركيا والاتحاد لمنع انتقال اللاجئين السوريين من تركيا إلى اوروبا (تركيا حصلت على 3.2 مليار دولار)، فان الاتحاد الاوروبي صامت، والحكومة التركية تحظى بحرية التصرف والاستمرار في كم أفواه المعارضين.
في الوقت الذي تزلزل فيه تركيا الصراعات السياسية الداخلية، تستمر الازمة بين روسيا  وتركيا في التطور إلى اتجاهات تهديدية. وقف ثماني سفن تركية في البحر الاسود من قبل روسيا تحت ذريعة الاخلال بقوانين الملاحة، لحقها رد باحتجاز 27 سفينة روسية لأسباب اجرائية. جهود الوساطة الاميركية واقتراحات ايران بالوساطة لم تؤت ثمارها. وتركيا تستعد لفترة طويلة من العقوبات الروسية الامر الذي يستوجب البحث بسرعة عن مصادر بديلة لتوفير الغاز وتسويق المنتوجات الزراعية. وعلى هذه الخلفية سمعنا مؤخرا أقوالا كثيرة تقول إن اسرائيل قد تكون مصدرا ممكنا للغاز.
======================
الديلي تلغراف: اللجوء الذي تمنحه بريطانيا للسوريين “يستبعد” المسيحيين
الكاتب : وطن 18 ديسمبر، 2015  لا يوجد تعليقات
قال كبير أساقفة وستمنستر وزعيم الكنيسة الكاثوليكية في انجلترا وويلز، الكاردنيال فينسينت نيكولس، إن خطة الحكومة البريطانية منح اللجوء لعشرين ألف سوري “تمييز” ضد المسيحيين.
وأكد نيكولس وجود ” مخاوف من ألا يحصل سوى عدد ضئيل من المسيحيين الذين يفرون من تنظيم “داعش” في سوريا على اللجوء في بريطانيا، وذلك لأن برنامج المعونات للاجئين السوريين يأتي بزعامة الأمم المتحدة وينفصل عن البرنامج الذي تقدمه الكنائس، والذي يندرج تحته أغلب اللاجئين المسيحيين الفارين من سوريا”. وفق ما نقلته عنها صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية التي عنونت تقريرها بـ” اللجوء الذي تمنحه بريطانيا للسوريين يستبعد المسيحيين”.
وأوضحت الصحيفة أن “هذا التمييز يأتي كنتيجة غير مقصودة لخطة الحكومة لمنح اللجوء للسورين الفارين من القتال في بلادهم، ولكنه يمثل قلقا عميقا للكنيسة الكاثوليكية والأرثذكسية وغيرها من الكنائس التي تعنيها المنطقة”.
وأعرب نيكولس عن قلقه البالغ إزاء التهديدات لوجود المسيحية كديانة وسط توقعات من أن الديانة المسيحية ستختفي من العراق في غضون خمس سنوات.
======================
نيويورك تايمز: البيت الابيض تخلى عن مطلب تغيير النظام السوري
ترجمات ودراسات
خاص العهد
تناولت الصحف الاميركية كلام الرئيس الاميركي باراك اوباما عن اسباب ممانعته ارسال اعداد كبيرة من القوات الى المنطقة من اجل التصدي لتنظيم "داعش"، بالتزامن مع تخلي ادارة اوباما عن شرط تغيير النظام في سوريا. وقد نشر معهد اميركي تقريراً طرح خطة لوقف الحرب في سوريا تستند على وقف اطلاق النار وتقسيم البلاد الى مناطق سيطرة مختلفة.
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً كشفت فيه ان اوباما أخبر عددا من الصحفيين ان ارسال اعداد كبيرة من القوات البرية الى الشرق الاوسط قد يؤدي الى مقتل 100 جندي اميركي كل شهر وذلك في اطار رده على الضغوط الداخلية المتزايدة المطالبة بتصعيد العمل العسكري الاميركي ضد داعش.
وقالت الصحيفة ان اوباما، وخلال اللقاء المغلق مع الصحفيين في البيت الابيض يوم الثلاثاء الماضي، فسر رفضه اعادة نشر اعداد كبيرة من القوات في المنطقة، يعود الى أن الضحايا والتكاليف من وقوعها ستوازي تلك التي كانت في اسوأ مراحل الحرب على العراق.كما نقلت عن اوباما بان مثل هكذا التزام عسكري جديد قد يتطلب ما يصل الى 10 مليارات دولار في الشهر، ويؤدي كذلك الى اصابة ما يصل الى 500 جندي اميركي كل شهر،الى جانب عدد القتلى. وعليه اعتبر ان حجم التهديد لا يستحق مثل هذه الارقام.
باراك اوباما
كذلك نقلت الصحيفة عن اوباما تخوفه من أن يؤدي ارسال قوات الى سوريا الى منحدر خطير يتطلب بالنهاية نشر قوات ايضاً في معاقل ارهابية اخرى مثل ليبيا واليمن ما سيجعله مسؤولاً عن حكم اجزاء كبيرة من المنطقة. وأفاد التقرير ايضاً ان اوباما قد ابلغ الصحفيين انه لا يمكن ان يتصور ارسال اعداد كبيرة من القوات الى الشرق الاوسط الا في حال وقوع هجوم ارهابي خطير يعطل سير الحياة العادية في الولايات المتحدة.
الصحيفة افادت ان هذا اللقاء دام نحو ساعتين، وعقد قبل ساعات فقط من المناظرة الاخيرة للمرشحين الجمهوريين. كما أشارت الصحيفة الى استطلاعات الرأي التي اجريت مؤخراً والتي تفيد بان العديد من الاميركيين يعتقدون ان اوباما لا يأخذ التهديد الذي تشكله داعش بالجدية المطلوبة، وعليه لفتت الى الزيارة التي قام بها اوباما امس الخميس الى المركز الوطني لمكافحة الارهاب بعد زيارة مماثلة قام بها الى البنتاغون بغية التأكيد على ان ادارته تحقق النجاح في حربها ضد الارهاب وداعش. غير انها اشارت بالوقت نفسه الى ان بعض الديمقراطيين حتى باتوا يتحدثون عن الحاجة الى استراتيجية جديدة.
بدوره، معهد راند الاميركي المقرب من البيت الابيض نشر تقريراً يحمل عنوان "خطة سلام من اجل سوريا"، والذي قام باعداده كل من "Phillip Gordon"، وهو باحث في مجلس العلاقات الخارجية شغل منصب منسق البيت الابيض للشرق الاوسط بين عامي 2013 و 2015، وكذلك "James Dobbins" الذي يعمل كباحث في معهد راند نفسه وشغل منصب الممثل الخاص لوزارة الخارجية الاميركية لدى افغانستان وباكستان، وايضاً "Jeff Martini" وهو باحث في معهد راند.
التقرير شدد على ضرورة اعادة رسم اهداف المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم نحو عشرين بلداً. واعتبر الباحثون ان الهدف الحالي المتمثل باطار سياسي يشمل اصلاح المؤسسات السورية وتشكيل حكومة جديدة وتحديد "الجماعات الارهابية" وخطة لاجراء الانتخابات، يبدو بعيد المنال في الوقت الراهن. واعتبروا انه وعلى ضوء الانقسامات العميقة بين اللاعبين الاساسيين حول مستقبل الرئيس بشار الاسد، فان العمل على اطار شامل هو وصفة للحرب المتواصلة والتشرد وانعدام الاستقرار، والتي تؤجج بدورها للراديكالية التي ادت الى صعود داعش.
بناء عليه، طرح معدو التقرير مقاربة محدودة اكثر مبنية على تسلسل مختلف، ورأوا ان المجموعة الدولية لدعم سوريا يجب ان تركز على تأمين وقف لاطلاق النار بشكل فوري واجراء الترتيبات المطلوبة لتطبيقه، على ان يأتي بعد ذلك اجراء المزيد من المفاوضات حول شكل الدولة السورية المستقبلية. واعتبروا أن هذه المقاربة أفضل بكثير من البديل الاساس الذي هو مواصلة أو حتى تصعيد الحرب.
كما اشار التقرير الى ان هذه الخطة البديلة تتضمن الحفاظ على وحدة سوريا، لكنها تستند في الوقت نفسه على حقيقة ان اجزاء مختلفة من البلاد يسيطر عليها جماعات عرقية مختلفة تساندها قوى خارجية مختلفة. وأضاف ان هذه القوى و"وكلاءها السوريين" قد يتفقون على تحديد والقبول بثلاث مناطق أمنية - احداها يسيطر عليها النظام في الغرب، واحداها يسيطر عليها الاكراد بشكل اساس في المنطقة الشمالية الشرقية، وأخرى تكون غير متصلة في الشمال و الجنوب تسيطر عليها "المعارضة المعتدلة".و عليه لفتوا الى ان ذلك سيؤدي الى انشاء منطقة رابعة في وسط و شرق سوريا حيث تستهدف داعش من قبل جميع الاطراف الاخرى.كذلك قالوا ان القوى الخارجية التي سيكون لها دور بارز، بما فيما روسيا و ايران و الولايات المتحدة و تركيا و الاردن، ستضمن الالتزام بوقف اطلاق النار من قبل وكلائهم.
داعش
واشار معدو التقرير ايضاً الى ان انشاء هذه المناطق الآمنة قد يستوجب التخلي عن بعض المناطق من اجل تحديد خطوط الهدنة والامداد. وفي هذا السياق اعتبروا ان اصعب التنازلات بالنسبة لنظام الاسد يتمثل بترك بعض المناطق في حماة وحلب لتكون تحت سيطرة المعارضة السورية المعتدلة، لكنهم رأوا انه يمكن التعويض عن ذلك من خلال انسحاب "المعارضة المعتدلة" (او اقله قبولها بسيطرة النظام) على المناطق التي تمسك بها هذه المعارضة داخل المنطقة التابعة للنظام وسحب كتائبها العسكرية كذلك من اطراف دمشق.
واضاف التقرير انه وبعد وقف اطلاق النار ستقوم الامم المتحدة بجمع كافة الفصائل السورية التي وافقت على الخطة من اجل البدء بالتفاوض حول مستقبل الدولة الموحدة. غير انه اشار بالوقت نفسه الى ان اعادة توحيد سورية ستستغرق وقتا، "اذا ما كان ذلك ممكن اصلاً"، حسب ما ورد بالتقرير.
عليه تحدث معدو التقرير عن نشوء دولة فدرالية او كونفدرالية، واعتبروا ان التوصل الى اتفاق سيشمل على الأرجح المزيد من الحكم الذاتي، مثل تسليم مهمة حفظ الامن الى السلطات المحلية. وطرحوا كذلك شكلا من اشكال مشاركة السلطة بين الطوائف المختلفة وضمانات محددة للاقليات في كل منطقة، اضافة الى اصلاحات دستورية لاعادة توزيع السلطات المؤسساتية واجراء انتخابات لا يترشح لها الاسد.
واعتبر التقرير ان اعطاء الضمانات للنظام بانه يستطيع ان يواصل حكمه لدمشق ومدن اخرى في الناحية الغربية من البلاد قد تكون كافية لاقناع الاسد ورعاته بان وقف القتل يصب في مصلحتهم، خلافاً لمواصلة حرب مكلفة الى اجل غير مسمى.
ورأى التقرير ان وضع التسوية السياسية كشرط مسبق للسلام هو وصفة لمواصلة الحرب، حيث اعتبر أن اي شكل من اشكال السلام هو افضل من الحرب في هذه المرحلة.
من جهته، مجلس تحرير صحيفة "واشنطن بوست" نشر مقالة حملت عنوان "الولايات المتحدة تستلم لروسيا في قضية تغيير النظام في سوريا"، والتي تطرقت الى الكلام الذي قاله وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعد اجتماعه والرئيس الروسي فلادمير بوتين يوم الثلاثاء الماضي. واعتبرت المقالة ان كلام كيري عن وجود رؤية مماثلة بين اميركا وروسيا حول سوريا انما يدل على تغيير الموقف الاميركي وليس الروسي، حيث قالت ان البيت الابيض يتراجع شيئا فشيئا عن الموقف المطالب برحيل الاسد.
كما لفتت الصحيفة الى ما قاله كيري في موسكو عن ان "الولايات المتحدة وشركاءنا لا يسعون الى ما يسمى تغيير النظام"، وكذلك الى اعتبار كيري طلب بعض جماعات المعارضة بتنحي الاسد بانه لا يمكن الانطلاق منه – وذلك لان الولايات المتحدة وافقت على بقاء الاسد خلال الاشهر الاولى القليلة من "العملية الانتقالية" على الاقل.
الصحيفة أشارت الى كلام كيري عن توافق مع بوتين على ان تترك قضية اختيار قيادة البلاد للسوريين انفسهم، ورأت ان هذا الموقف هو وصفة للطريق المسدود – خاصة و ان الاسد يقول انه يرفض التفاوض مع اي من المعارضين الذين تسلحهم او تساندهم الحكومات الخارجية.
======================