الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19-7-2015

سوريا في الصحافة العالمية 19-7-2015

20.07.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
1.     لوموند: إيران تحتفل بتحقيق انتصار دون حرب
2.     كلمتي :واشنطن بوست: دروز سوريا يتخلون عن الأسد
3.     صحيفة “التايمز”: هروب مئات الضباط من الجيش السوري
4.     تريتا بارسي وتايلر غوليس - (فورين بوليسي) 10/7/2015  :أسطورة المارد العسكري الإيراني
5.     صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" الأميركية: السعودية تتجه للتصعيد العسكري في سورية واليمن بعد الاتفاق النووي
6.     نيويورك تايمز :” توماس فريدمان” في حوار مع أوباما: لماذا الاتفاق مع إيران؟
7.     هارتس :بعد 7سنوات.. المخابرات الأمريكية تكشف قصة اغتيال المستشار الأمني لبشار الأسد
8.     إذاعة أوروبا الحرة :كيف ستغير صفقة إيران قواعد اللعبة في العالم؟
9.     هاآرتس : «اسرائيل» تسعى لانتزاع اعتراف عالمي بملكيتها للجولان
10.   واشنطن بوست : روبرت كاجان : الاتفاق النووي الإيراني هزيل.. ولكن ماذا فعل الجمهوريون؟
11.   صحيفة مفترق الشرق الاوسط :عوفره بانجو: أكراد سوريا والعراق يسيرون نحو الاستقلال
12.   صنداي تليغراف: الحكومة البريطانية متهمة بإعطاء ظهرها للمسيحيين بالشرق
13.   واشنطن بوست :ديفيد اغناتيوس  :بعد «النووي».. كيف يمكن احتواء تدخل إيران
14.   فورين بوليسي: هل يمكن لصفقة إيران أن تقود لصفقة بشأن سوريا؟
15.   بيزنس إنسايدر: داعش وسوريا أكبر المستفيدين من الصفقة النووية الإيرانية
16.   ريموند أوديرنو: هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية تحتاج من 10 إلى 20 سنة
 
لوموند: إيران تحتفل بتحقيق انتصار دون حرب
عربي21 - إيمان النيغاوي
الخميس، 16 يوليو 2015 11:47 ص
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرا حول نجاح المحادثات الدبلوماسية بين القوى الستة الكبرى وإيران، التي أفضت إلى التوصل لاتفاق حول ملف طهران النووي، معتبرة أن الدبلوماسية الإيرانية حققت نصرا كبيرا، دون اضطرارها لخوض غمار حرب إقليمية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إيران تحتفل اليوم بتمكنها من العودة إلى الساحة الدولية دون خوضها أي حرب عسكرية، مشيرة إلى أن هذا "الفوز الدبلوماسي" رحب به المرشد الأعلى علي خامنئي، على الرغم من توقعات البعض بأنه غير راض عن مآل المفاوضات.

وأضافت أن "خامنئي شكر من خلال موقعه الرسمي؛ البعثة الدبلوماسية التي أشرفت على المفاوضات، كما أنه ثمّن جهودها التي وصفها بالصادقة"، مشيرة إلى أنه استقبل الرئيس حسن روحاني وحكومته على مائدة الإفطار، وذلك تعبيرا منه عن مساندته لجهودهم.
وقالت إن خامنئي لم يعلق على تفاصيل الاتفاق، ولم يدلِ بأي تصريح حول ردود فعل بعض الدول الغربية التي أعربت عن عدم ثقتها بإيران.
وأشارت إلى أن المرشد الأعلى دعا إلى "محاربة قوى الاستكبار" في إشارة منه إلى الإمبريالية الأمريكية، وذلك خلال اجتماعه ببعض الطلبة قبل عدة أيام من التصريح بنتائج المفوضات، وقال أيضا إن "هذه الحرب هي في صميم مبادئ الثورة الإيرانية".
وأوردت الصحيفة أن الرئيس روحاني قدم تقريرا حول المحادثات والاتفاق الذي توصلت إليه المجموعة الدولية وإيران، وشكر خامنئي وثمّن دعمه ونصائحه التي ساهمت في إنجاح المفاوضات، في خطوة اعتبرتها الصحيفة محاولة للتصدي لأي انتقاد قد يوجه إلى محتوى اتفاق فيينا.
وأشارت "لوموند"، إلى أن الرئيس الإيراني قد استعرض خلال خطابه قائمة التحديات التي تواجهها الحكومة، كالبطالة وانخفاض مستوى النمو والتضخم، مشيرا إلى أن البلاد في حاجة ماسة لجذب الاستثمار الخارجي، الذي أصبح من الممكن تحقيقه بعد نجاح طهران في ضمان رفع الحصار الاقتصادي الذي عانت منه منذ عام 2006.
وأضافت أن روحاني قال: "من أجل حل المشاكل الاقتصادية، وتحقيق نمو سريع؛ على السلطة القضائية والبرلمان والحكومة أن تتعاون"، وجاء هذا التصريح - بحسب الصحيفة - من أجل إيقاف سلسلة الانتقادات التي تتعرض لها حكومته من قبل المحافظين.
وأوضحت الصحيفة أن روحاني وجّه رسالة إلى المعارضين للاتفاق قائلا: "أنا أقول لأولئك الذين يريدون انتقاد الاتفاق؛ إن انتقاداتهم موضوع ترحيب، ولكن لن أسمح بأي شكل من الأشكال؛ أن يتم تشويه آمال الناس في مستقبل مشرق، ونمو اقتصادي، عبر الأكاذيب، ولن أسمح بتوجيه الاتهامات الباطلة التي تهدف إلى إفشال سعينا إلى تحقيق السلام والأمن في البلاد والمنطقة".
ولفتت إلى أن روحاني أهدى اتفاق فيينا للعلماء المشاركين في البرنامج النووي، وإلى روح من ضحوا بحياتهم من أجل الحلم النووي الإيراني، في حركة اعتبرتها الصحيفة خطة استراتيجية لإفشال كل الحملات الداخلية الهادفة إلى تشويه النصر الذي حققته الدبلوماسية الإيرانية.
وبحسب الصحيفة؛ فإن معسكر المحافظين، وعلى رأسهم صحيفة كيهان المتشددة، انتقد نص الاتفاق، واعتبره مخالفا لتعليمات المرشد الأعلى، مؤكدة أن ما نشرته وزارة الخارجية مختلف تماما عما تداولته الدول الغربية.
وأوردت الصحيفة تعليقا نشرته الصحيفة، التي يترأس تحريرها حسين شرتمادي الذي عينه المرشد الأعلى، حيث قالت إن "هنالك فرقا شاسعا بين نص الاتفاق، وبين مطالب الشعب الإيراني"، مضيفة أن "هذا الأمر غير مقبول؛ لأنه ينافي مبادئ الثورة الإيرانية".
وأشارت "لوموند" إلى أن الصحيفة انتقدت تصريحات المفوضين الذين يحاولون إقناع الشعب الإيراني بأن الدول الغربية سترفع العقوبات المفروضة على إيران على الفور، في حين أن الدول الغربية ستفك الحصار الاقتصادي تدريجيا على مدى ثماني سنوات.
وأضافت أن كثيرا من العمل ينتظر الرئيس الإيراني، فأولا عليه أن يفي بوعوده الانتخابية، بما في ذلك تحرير الحريات الفردية، وتوفير مناخ اقتصادي وسياسي مريح لكافة أفراد شعبه، وهذا ما دعت إليه الحشود التي خرجت للاحتفال بهذا الانتصار، رافعة شعار "الاتفاق القادم يجب أن يكون حول ضمان حقوق المواطنين".
وتتوقع الصحيفة أنه "في السنوات القليلة القادمة؛ سيشتد الخلاف بين روحاني والمحافظين، خاصة وأن إيران مقبلة على انتخابات برلمانية في آذار/ مارس من السنة القادمة".
وفي ختام تقريرها؛ أشارت "لوموند" إلى تصريح لسعيد ليلاز، المستشار السابق لمحمد خامنئي، حول مدى استعداد الرئيس الإيراني الحالي لهذه المعركة السياسية؛ قال فيه: "لقد كسب روحاني ثقة الشعب عبر نجاحه في فيينا، كما أنه لن يكون خصما سهل المراس".
=====================
كلمتي :واشنطن بوست: دروز سوريا يتخلون عن الأسد
FacebookTwitterGoogle Plus
 19 يوليو , 2015 - 12:53 م
قالت صحيف الواشنطن بوست الأمريكية إن الدروز في سوريا يتخلون عن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه تدريجيا، مشيرة في هذا الصدد إلى الكثير من أبناء الطائفة الدرزية في سوريا يرفضون التجنيد الإجباري في الجيش السوري.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى تعالي نبرة الانتقاد من قبل القادة الدينيين للدروز حيال النظام السوري وبشار الأسد، مطالبين أبناء الطائفة بالبقاء في موقف حيادي حيال الأحداث الجارية في البلاد.
واستعادت الصحيفة أربع سنوات من الحرب في سوريا وكيف كانت الطائفة الدرزية داعما كبيرا للأسد ونظامه خشية من سيطرة مجاميع إسلامية متشددة في البلاد وما يمكن أن يحمله ذلك من مخاطر على أبناء الطائفة الدرزية.
ويبلغ عدد الدروز في سوريا قراب الـ700 ألف نسمة من مجموع 24 مليون نسمة تعداد الشعب السوري، ومحاولة هذه الطائفة النأي بنفسها عن نظام الأسد يعد مؤشرا على حجم الصعوبات التي تواجه النظام السوري، بحسب الصحيفة الأمريكية.
في شمال غرب سوريا، تمكن مجاميع جيش الفتح من التقدم بشكل مذهل خلال الفترة الماضية، وعلى طول الحدود الجنوبية مع الأردن والمناطق الوسطى مثل تدمر، نجحت فصائل المعارضة الأخرى بما فيها تنظيم الدولة من التوغل في عمق الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة، الأمر الذي دفع بمحللين ومتابعين للشان السوري إلى الحديث عن بدء عملية إنزلاق السلطة من يد الأسد.
زعماء الدروز وقفوا إلى جانب الأسد، ورفضوا الانضمام لقوى الثورة ضد نظامه خشية من أن يسيطر إسلاميون متطرفون على مقاليد الأمور، إلا أن محللين يقولون إن موقف السكان الدروز تغير وهو تغيير مهم بحسب الصحيفة، كون النظام السوري يعتمد في قاعدته الشعبية على الأقليات التي تشكل جزءا كبيرا من جيشه، بل إن الأسد ذاته ينتمي إلى أقلية علوية.
وتنقل الصحيفة عن اندرو تابلر الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمعهد سياسات الشرق الأدني بواشنطن قوله، إن ما يحصل مع الدروز هو شعورهم بأنهم لوحدهم في هذه الحرب وإن هذه الحكومة لا يمكن الاعتماد عليها.
وتنتشر الطائفة الدرزية في كل من سوريا ولبنان وفلسطين، وتعود جذورهم إلى القرن 11 ويعتقد أنها تقوم على مجموعة من المعطيات الدينية الموجودة في الإسلام والمسيحية والبوذية، ويعرف عن أبناء الطائفة الدرزية بأنهم أشداء بسبب الطبيعة الجبلية التي يستوطنون، وكان لهم تاريخ طويل مع التمرد بما في ذلك مشاركتهم بالثورات ضد الحكم الفرنسي وقبله العثماني، ويقيم أغلب أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء جنوب العاصمة دمشق قرب الحدود مع الأردن.
ورغم التاييد التام من قبل الدروز للنظام السوري عقب اندلاع الثورة، إلا أن هناك أقلية منهم أيدتها ووقفت إلى جانبها.
وخلال العام الماضي شعر الدروز بخيبة أمل كبيرة من النظام السوري، فقد لحقت بهم خسائر بشرية كبيرة بسبب مشاركتهم في القوات المسلحة، حيث تسببت الحرب في سوريا بمقتل نحو 230 ألف شخص خلال سنواتها الأربع.
كما ثار غضب الدروز بسبب حملة التجنيد التي قام بها النظام في مناطقهم واعتقال الرافضين من الالتحاق بالجيش، خاصة وأن حالات الرفض بين أبناء الطائفة الدرزية كانت كبيرة جدا الأمر الذي حرم الجيش السوري منهم في لحظات يبدو أنه بأمس الحاجة فيها لمقاتلين.
=====================
صحيفة “التايمز”: هروب مئات الضباط من الجيش السوري
الحزب الديمقراطي الكردي
اشرت صحيفة “التايمز” تقريرا عن هروب مئات الضباط في الجيش السوري ومقربين من الرئيس بشار الأسد.224 - ساندي تايمز البريطانية
ونقلت “التايمز” عن موقع “زمان الوصل” المعارض، أن 686 عسكريا من قرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، في محافظة اللاذقية، هربوا من الجيش خلال ستة أشهر الأولى من هذا العام، وأغلبهم ضباط وقادة كبار.
ولفتت الى أن 14 من الهاربين ينتمون إلى عائلة مخلوف، أقارب الرئيس الأسد من أمه، مشيرة الى أن نظام الأسد يواجه أصعب أزمة منذ 2002، فهو يقاتل الجماعات المتمردة على عدد من الجبهات في البلاد، ولا يفعل ذلك إلا بمساعدة الميليشيا الشيعية الآتية من إيران والعراق ولبنان.
=====================
تريتا بارسي وتايلر غوليس - (فورين بوليسي) 10/7/2015  :أسطورة المارد العسكري الإيراني
تريتا بارسي وتايلر غوليس - (فورين بوليسي) 10/7/2015
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
سوف تكون معذوراً إذا اعتقدت بأن إيران غير مقيدة بقيود العقوبات الاقتصادية ستكون مطلقة اليدين لتستبد بجيرانها في الخليج ولتسبب مشكلة لإسرائيل. وكما تقول اللازمة المخيفة، فإنه إذا استطاعت إيران المقيدة بالعقوبات المعيقة فرض نفوذها على أربع عواصم عربية -عواصم العراق ولبنان وسورية واليمن- فما الذي تستطيع إيران متحررة من العقوبات ومن الحظر على الأسلحة أن تفعله؟ وكما لاحظ أحد الصقوريين بشأن إيران، راي تقية، مؤخراً، فإن "الإرث الأكثر أهمية للاتفاق الإيراني (ربما يكون) أنه مكن الصعود الإمبريالي للجمهورية الإسلامية". وقد تم الدفع بنفس هذه العبارة بشدة، حتى أنها أصبحت حقيقة مقبولة عند واشنطن.
المشكلة هي أن هذه المقولة ليست صحيحة. لكنها تهدد دائماً بعرقلة اتفاق نووي دائم مع إيران. وبينما كانت المحادثات النووية بين إيران وبلدان مجموعة 5 + 1 تتجه إلى نهايتها في فيينا، كان الموضوع الذي ارتقى ليكون موضع شك، هو ما إذا كان سيتم الإبقاء على موضوع حظر الأسلحة المفروض على إيران كجزء من قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بعد الاتفاق. وبينما قالت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون: نعم، قالت روسيا والصين وإيران: كلا.
كان توقيت هذا الموضوع إشكالياً، على الأقل. وتماما كما تم التوصل إلى حدود للحد من برنامج إيران النووي وإعادته إلى الوراء، فإن هذا الموضوع -وهو خارج مدى المباحثات النووية- أخذ أهمية مبالغاً فيها وهدد بنسف النجاح المهم الذي تحقق في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة. ولأنها أدت أداء حسناً جداً في عزل المباحثات النووية عن التعقيدات الخارجية، توصلت الولايات المتحدة مع المفاوضين الإيرانيين إلى اتفاقية تقريباً، قبل أن بتوقف حول هذا البعد الإقليمي. ومن الطبيعي أن أحداً لم يكن يتصور، وراء في العام 2010، أن حظراً للأسلحة التقليدية -الذي شكل جزءاً مما كان بغير ذلك جزءاً من قرار لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، والذي ركز تماماً على نشاطات الانتشار النووي الإيرانية- سيعود ليطل برأسه البشع بهذه الطريقة الأخيرة.
استند الموقف الروسي والإيراني إلى قرارات مجلس الأمن المستندة إلى التفاهم على أن يتم رفع حظر الأسلحة بمجرد حل مشكلة المخاوف المتعلقة ببرنامج إيران النووي. وشريطة التوصل إلى صفقة حول برنامج إيران النووي، كما قالت روسيا وإيران، فإن حظر الأسلحة يفقد مبرره القانوني. ومع ذلك، فإن الموقف الأميركي ربما كان أقل اهتماماً بالتمسك بالسياسة السابقة مقارنة بضمان تأكيد التخفيف من مخاوف الحلفاء الإقليميين بقدر الإمكان، كجزء من الصفقة النووية مع إيران. ومن المفهوم أن تكون إدارة الرئيس باراك أوباما قد خشيت من أن يكون إلغاء حظر الأسلحة على إيران خطوة مفرطة جداً بالنسبة لبعض الحلفاء الإقليميين الرئيسيين للولايات المتحدة، وكلهم -وخاصة العربية السعودية- هددوا بتقويض قضية الإدارة الأميركية لإبرام اتفاق نووي إذا شعروا بأن مصالحهم تفرض عليهم ذلك.
المشكلة هي أن القصص المبالغ فيها، والمتفشية راهناً في واشنطن عن الصعود الإقليمي الإيراني في أعقاب التوصل إلى صفقة نووية، لا تنسجم مع الواقع.
بالإضافة إلى كونها غير قادرة على أن تكون قوة مهيمنة تستطيع الاستبداد وإخضاع منافسيها الإقليميين مع تمتعها بالحصانة، فإن إيران تتوافر على وضع إقليمي غير قابل للدفاع عنه، كل ذلك بينما يقوم منافسوها الإقليميون بشراء أنظمة أسلحة تجعلهم أكثر قوة وحصانة نحو متزايد.
في الحقيقة، سوف يظهر أي تقييم معقول -كمياً ونوعياً على حد سواء- أن منافسي إيران الإقليميين يتمتعون بوضع جيد للغاية، ليس لموازنة إيران "صاعدة" فقط، وإنما للتغلب عليها أيضاً. وبالإضافة إلى ذلك، كان هذا القول صحيحاً منذ وقت طويل. فوفق تقرير صدر في نيسان (أبريل) عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في ستوكهولم، فإن استنطاق "البيانات ذات الصلة يصنع قضية شاملة مؤداها أن دول الخليج العربية... تتمتع بميزة هائلة بالتفوق على إيران في الإنفاق العسكري، وفي الوصول إلى الأسلحة الحديثة وامتلاكها على حد سواء".
من الناحية الكمية، هبطت نفقات إيران العسكرية إلى أقل بكثير من تلك التي تعود لمنافساتها الخليجيات. وفي العام 2014، وفق معهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم، تم تخصيص أكثر من 25 في المائة من الإنفاق الحكومي السعودي لتمتين أصول المملكة العسكرية -نفقات بلغت في مجملها أكثر من 80 مليار دولار. وسوية مع الإمارات العربية المتحدة التي أنفقت حوالي 23 مليار دولار، فإن البلدين العربيين الخليجيين وحدهما يشكلان أكثر من نصف مجموع 173 مليار دولار من النفقات العسكرية التي أنفقتها كل بلدان الشرق الأوسط في ذلك العام.
بالمقارنة، فشلت النفقات العسكرية الإيرانية في مواكبة ذلك. فخلال العام 2014، كان إنفاق إيران العسكري حوالي 15 مليار دولار، والذي شكل حوالي 9 في المائة فقط من إجمالي نفقات الشرق الأوسط العسكرية. وذلك مجرد جزء وحسب من الإنفاق العسكري السعودي، وحوالي ثلثي إنفاق الإمارات العربية المتحدة. وتتفوق دول مجلس التعاون الخليجي -البحرين والكويت وسلطنة عمان والعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- على إيران من حيث شراء الأسلحة بنسبة تصل إلى 13 ضعفاً.
ليس اختلال التوازن هذا ظاهرة جديدة أيضاً. وفي الحقيقة، ووفق قاعدة بيانات معهد ستوكهولم، فإنه حتى قبل فرض حظر الأسلحة على إيران، والذي دخل حيز التنفيذ في العام 2010، كانت النفقات العسكرية للمملكة العربية السعودية طوال العقدين الماضيين وبثبات تبلغ ضعفي أو ثلاثة أضعاف الكميات التي زودت بها إيران جيشها. وعليه، فإن الاتجاه الجديد ليس أن الإنفاق السعودي تجاوز إنفاق إيران (وهو ما درج عليه الحال تاريخياً خلال حقبة الجمهورية الإسلامية)، بل إن الإنفاق العسكري السعودي بلغ عنان السماء منذ العام 2005 إلى النقطة التي أصبح يتجاوز عندها الآن إنفاق منافستها الإقليمية -إيران.
والقصة من الناحية النوعية هي نفسها. وكما يقول تقرير للمعهد نفسه، فإن "دول الخليج العربية حازت وتحوز بعض الأسلحة الأكثر تطوراً وفعالية في العالم. وبالأساس، أجبرت إيران على العيش في الماضي معتمدة في الغالب على أنظمة امتلكتها أصلاً خلال عهد الشاه". ويتركز الإنفاق السعودي على شراء أحدث أنظمة الأسلحة، بينما تركت إيران مع الأسلحة التي تعاني والمعمرة غير المناسبة للصراعات الدولية.
بالنسبة لبلدان الخليج العربية، يشتمل هذا على بعض المعدات العسكرية الأميركية الثقيلة، مثل أحدث النفاثات المقاتلة من بوينغ ولوكهيد مارتين والطائرات من دون طيار وطائرات الهليوكبتر من طراز أباتشي وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت، ومخزونات من أحدث الصواريخ والقنابل وغيرها من الأسلحة. وكما ذكرت صحيفة "كريستيان سينس مونيتور" في أيار (مايو) الماضي، فإن هناك هرولة فعلية لشراء أنظمة أسلحة أميركية فائقة التقنية للحماية من إيران المنافسة.
في الأثناء، تركت إيران بأنظمة أسلحة بالية. ومعتمدة على معدات عسكرية من حقبة الشاه وغير قادرة على العثور على شريك موثوق فيما وراء البحار لصفقات أسلحة، أجبرت إيران على الاعتماد على قاعدتها الصناعية الخاصة لصنع أي تقدم في برامج أسلحتها العسكرية. وبينما تحتفظ بأضخم مخزون في المنطقة من الصواريخ الباليستية، يظل رأي الخبراء أن إيران ما تزال أقل من ناجحة في فعل ذلك، ما يجعلها في موقف غير متميز بكونها متخلفة في الإنفاق والتسلح مقارنة مع خصومها الإقليميين.
استناداً إلى خطوط الاتجاه أيضاً، فإن من غير المرجح أن يتغير هذا الوضع في أعقاب الصفقة النووية. وفي الحقيقة، فإن نظرة إلى تقرير المعهد الدولي عن الإنفاق العسكري السابق للجمهورية الإسلامية يظهر أن إنفاقها ما يزال بثبات في إطار 3 في المائة من إجمالي الناتج القومي. وبالقدر نفسه الذي يستشهد به بأن العقوبات كانت في بعض الأوقات السبب وراء الإنفاق الضئيل لإيران على جيشها، فإن الحقيقة هي أن الإنفاق العسكري لإيران قد ارتفع بشكل معتدل -ولم يقل- خلال حقبة العقوبات. ومن الممكن أن يعزى هذا إلى حقيقة أن الأزمات الأمنية في إيران تفاقمت نتيجة للنزاع النووي المتواصل، ولم تعدل بسببه. وبعد التوصل إلى صفقة، فإن الهيكل المحفز لإيران لن يميل على هذا النحو لصالح الإنفاق العسكري المتزايد، وإنما لصالح الإنفاق الأقل.
أضف إلى كل هذا حقيقة أن القوى الخارجية -بما فيها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا- إما أنها تحافظ على، أو أنها زادت من تواجدها في منطقة الخليج بطرق مفضلة لمصالح دول الخليج العربية، بينما يظل ميزان القدرات التقليدية معاكساً على نحو صادم بالنسبة للإيرانيين.
رغم كل هذا، ما يزال الشعور في واشنطن يشير إلى أن إيران ستكون مستبدة تطل من برج عاجي على منافساتها العربيات الخليجيات بعد التوصل إلى اتفاق نووي.
في الأوقات الأبسط، سوف تعرض هذه القصص المبالغ فيها عن صعود الخصم للخطر ويشوه حقل إدراكنا، ويجعل من الأكثر صعوبة بكثير تبني استراتيجيات معقولة لحماية مصالحنا الأمنية المحورية. أما في هذه اللحظة وبوضع محصلة المباحثات النووية في كفة الميزان، فإن هذه القصص الطويلة عن أن قدرات إيران المستقبلية تهدد بتقويض الاتفاق قبل أن يحقق النجاح. وسواء كانت تتحدث بنية سيئة أو بهدف ماكر، فإن الرؤوس المتكلمة في واشنطن تعرض ما هو في نهاية المطاف صورة زائفة عن ميزان القوى الإقليمي في الشرق الأوسط.
أثبت انتهاء المفاوضات أنه أعسر مما تنبأ به العديدون، وحيث أشار دبلوماسيون إلى موعد نهائي ثالث في الأسبوع الماضي. وكان موضوع حظر الأسلحة المفروض على إيران من المواضيع العالقة الأخيرة -وهو موضوع مخادع لأن روسيا اختلفت رسمياً مع مجموعة 5+1 ودعت إلى رفع الحظر. وكان من الممكن أن تنهار الصفقة النووية برمتها بسبب هذا الموضوع المفرد.
لذلك، من الضروري جداً تصحيح هذه الفكرة السائدة، وإنما الزائفة، وتبني وجهة نظر أكثر عقلانية حيال ما ستبدو عليه المنطقة في أعقاب الصفقة النووية. إنها ليست مسألة صواريخ وحسب -إنها مسألة حرب وسلام.
=====================
صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" الأميركية: السعودية تتجه للتصعيد العسكري في سورية واليمن بعد الاتفاق النووي
فلسطين حرة
قالت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" الأميركية، إن "الصفقة النووية التي يُتوقع أن ترفع العقوبات القاسية على إيران تدفع السعودية  للتحرك والتعبئة لتحقيق مكاسب على الأرض في مواجهة منافسها الإقليمي، إيران، في اليمن وسورية قبل أن يتحقق له الانتعاش الاقتصادي".
 ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية ودبلوماسية، قولها إن "الخيار العسكري للهجوم السعودي سيشمل استخدام القوات الخاصة على الأرض في اليمن، واحتمال استخدامها القوة الجوية لحلفائها في سورية".
وكشفت المصادر عن أن "الاتفاق النووي سيدفع السعوديين للتحرك جاهدين لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية الممكنة قبل أن يتم رفع العقوبات خلال العام المقبل، ومن المحتمل أن تحصل إيران، تبعا للاتفاق النووي، على أكثر من 100 مليار مجمدة يقولون إن طهران ستستخدمها لتوسيع حروبها بالوكالة".
وأردفت "الأولوية الأولى لهجوم الرياض الجديد، وفقا لتقرير الصحيفة، هو اليمن"، كما يقول المراقبون "حيث إنها تاهت في حملة جوية طالت لمدة أربعة أشهر، وفي الغالب غير فعالة ولكنها فتاكة، لتأمين موطئ قدم لحكومة عبد ربه منصور هادي الموالية للحكومة السعودية".
ويقول مصطفى العاني، مدير دراسات الأمن والدفاع في مركز الخليج للأبحاث ومقره جدة إن "اليمن هو خط أحمر بالنسبة للمملكة العربية السعودية. وسوف نرى التصعيد العسكري في اليمن خلال الأيام المقبلة من أجل منع ما تراه السعودية موطئ قدم إيران في الخليج ".
وجاء في تقرير الصحيفة:
اليمن أولا.. ثم سورية
مدعومة بمكاسب ميدانية هذا الأسبوع من قبل القوات الموالية لحكومة المنفى، التي استعادت مدينة عدن، وتحت تأثير ضغوط صفقة النووي الإيراني، من المتوقع أن ترسل الرياض عشرات من القوات الخاصة إلى اليمن للمشاركة في المعارك الميدانية لتأمين المدينة الساحلية الجنوبية، كما يقول مسؤولون عسكريون.
 "إن كفة الحرب تتحول، والتحالف على استعداد لاتخاذ الخطوة التالية لتأمين جنوب اليمن"، كما نقل التقرير عن مسؤول سعودي مقرب من العملية
واستنادا لمسؤولين عسكريين ومراقبين، فإنه بمجرد أن يحرز التحالف الذي تقوده السعودية تقدما في اليمن، فإن حلفاء الرياض سوف يحولون تركيزهم إلى سوريا، حيث أرسلت إيران ما يقدر بنحو 7000 جندي ووفرت مليارات الدولارات من الدعم السنوي هناك.
إن  مسؤولين عسكريين سعوديين رفضوا مناقشة أي خطط محتملة في سورية بالتفصيل، واكتفوا بالتصريح أن الرياض مستعدة لاستخدام القوة الجوية لتوفير غطاء "للجيش الحر"، الذين يتلقون حاليَا التمويل والسلاح من السعوديين، في قتالهم،  وحتى الآن، وفقا للتقرير، لم تشارك القوات الجوية السعودية إلا في طلعات جوية محدودة ضد مواقع"داعش" في سورية.
* تحول دبلوماسي:
وقد قام وزير الدفاع الأمريكي، اشتون كارتر، بزيارة للرياض للإعلان لتبديد المخاوف السعودية وتجنب أي تصعيد عسكري. ومع ذلك، كما يقول المراقبون، فإن الزيارة لم تكن كافية لمنع تحول أساسي في السياسة الخارجية السعودية. ويرى محللون سوف تعزز الآن دبلوماسيتها بكثير من الموارد والجهود لتوسيع نفوذها خارج الولايات المتحدة وأوروبا، وتحديدا في روسيا والصين.
"لقد سمعت كلمة "تنويع" مؤخرا بخصوص العلاقات الخارجية السعودية، وفُهم من إدارة أوباما أن السعودية يجب أن توسع نشاطاتها وتتطلع إلى دعم القوى الأخرى"، كما قال سلمان الشيخ، مدير مركز بروكنجز بالدوحة. وأضاف: "مع هذه الصفقة، سوف تعمل السعودية، بالضرورة، على التقعارب م القوى العالمية الأخرى"، واستطرد قائلا: "ويبقى السؤال الوحيد الآن هو كيف سترد روسيا والصين".
* الاستعداد للزخم الجديد؟
وبدأ التحول في الفترة التي سبقت الاتفاق النووي مع نائب ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، حيث قام بزيارة رفيعة المستوى إلى سان بطرسبرج في يونيو الماضي ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى زيارة الرياض.
الآن، وبدلا من إرسال "إشارة تحذير" إلى الولايات المتحدة، تستعد الرياض، كما يقول مسؤولون، بشكل مكثف، للشروع في حملة دبلوماسية ضخمة لبناء تحالفات مع موسكو وبكين، على أمل، كما يقول مسؤولون سعوديون، أنه مقابل إمدادات النفط، فضلا عن فرص التجارة والاستثمار، مثل الاستثمار الحكومي بحوالي 10 مليار دولار في  صندوق الاستثمار الروسي المباشر هذا الشهر ، فإن روسيا والصين سوف تقللان من دعمها لوكلاء إيران في سوريا واليمن.
وقال المسؤول العسكري السعودي إنه "بعد أربعة عقود، أدركنا أخيرا أهمية القوى العالمية إلى جانب الولايات المتحدة. وهذا هو المفتاح لإنهاء الصراعات المدعومة من إيران في المنطقة". وأضاف: "إذا أمكن لإيران توسيع نفوذها في المنطقة من خلال الدبلوماسية والمفاوضات، فإنه يمكننا ذلك أيضا".
سياسة | عربي
2015-07-19
04:41
FPA
=====================
نيويورك تايمز :” توماس فريدمان” في حوار مع أوباما: لماذا الاتفاق مع إيران؟
 
نيويورك تايمز – التقرير
بعد ساعات فقط من إبرام اتفاق مع إيران لرفع العقوبات المالية في مقابل فرض قيود على قدراتها النووية، أثبت أوباما أنه رجل لا يتردد على الإطلاق بشأن الاتفاق الذي أبرمه. ففي مقابلة مدتها 45 دقيقة في قاعة مجلس الوزراء، أكّد الرئيس على حُجة واحدة، وهي: لا تحكموا علىّ بشأن ما إذا كان هذا الاتفاق سيحوّل إيران، أو سيوقف سلوكها العدواني تجاه بعض جيرانها العرب أو سيؤدي إلى وفاق بين الشيعة والسُنة، ولكن احكموا علىّ بشأن شيء واحد فقط، وهو: هل تمنع هذه الصفقة إيران من تطوير وإطلاق أسلحة نووية على مدى السنوات العشر المقبلة، وهل تُعدّ هذه نتيجة أفضل لأمريكا وإسرائيل وحلفائنا العرب من أي بديل آخر مطروح على طاولة المفاوضات؟
أوضح الرئيس أنّه لم يتفق مع تقييمي في مقالي السابق قبل أسبوعين بأننا لم نستخدم كل نفوذنا ولا تحالفاتنا؛ لمنع إيران من أن تصبح دولة عتبة نووية، من خلال الحصول على بنية تحتية مستقلة للتخصيب والقدرة على تقويض نظام حظر الانتشار النووي العالمي. شخصيا، أريد المزيد من الوقت لدراسة الصفقة، والاستماع إلى آراء الخبراء المحايدين، وإلى ما يقوله القادة الإيرانيون لشعبهم، وما هي الاستراتيجيات البديلة ذات المصداقية التي يطرحها النقّاد. لكنّ الرئيس جادل بالتأكيد على رأيه مع قناعة تامة ومنطق داخلي يجب أن يتعامل معه منتقدوه والكونغرس بجدية.
قال الرئيس: “نحن لا نقيس هذه الصفقة من منظور ما إذا كانت ستغير النظام داخل إيران، أو ما إذا كنا سنحل كل مشكلة تتسبب فيها إيران، أو ما إذا كنا سنقضي على جميع الأنشطة الشائنة في جميع أنحاء العالم؛ نحن نقيس هذه الصفقة -وهذه كانت الفرضية الأصلية في هذه المحادثة، بما في ذلك مع رئيس الوزراء نتنياهو- من منطلق أن إيران لا يمكنها الحصول على سلاح نووي. كان هذا دائمًا هو محور المناقشة.
ما أود قوله، وأعتقد أننا سنكون قادرين على إثباته، هو أنّ هذا هو المسار الحاسم الذي من خلاله لن تحصل إيران على سلاح نووي، وسوف نتمكّن من تحقيق ذلك من خلال التعاون الكامل من جانب المجتمع الدولي ودون الحاجة إلى الدخول في حرب أخرى في الشرق الأوسط“.
لإقناع الكونغرس المشكك في هذه الصفقة، استمر الرئيس أوباما بشكل واضح في التأكيد على حُجته. ولكنني أشك في أن إرثه بشأن هذه المسألة سيتحدد في نهاية المطاف من خلال ما إذا كانت هذه الصفقة سوف تساعد على المدى الطويل في تحويل إيران، ونزع فتيل الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وإيران والحد من انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط ، وليس تعزيز انتشارها، وهذا سيستغرق وقتًا طويلًا لتحديده.
على المدى القريب، سيُحكم على مزايا الاتفاق من منطلق ما إذا كانت إيران ستتراجع عن قدرات التخصيب النووي التي وافقت عليها، وما إذا كان نظام التفتيش الدولي المتدخل بعمق الذي وافقت عليه سيتمكن من الكشف عن -وبالتالي ردع – أي تلاعب وغش من الجانب الإيراني.
وهنا بعض المقتطفات من المقابلة: ردًا على سؤال حول ما إذا كنا قد فشلنا في استخدام كل نفوذنا، بما في ذلك تهديد حقيقي باستخدام القوة، قال الرئيس: “أعتقد أن هذا النقد مضلّل. دعونا نرى بالضبط ما حققناه. لقد قطعنا كل طريق ممكن على إيران لتطوير سلاح نووي. السبب في أننا كنا قادرين على توحيد المجتمع الدولي حول نظام العقوبات الأكثر فعّالية على الإطلاق، وهو نظام العقوبات الذي شلّ الاقتصاد الإيراني وجلبهم في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات، كان اتفاق العالم معنا في أنه سوف يكون خطرًا كبيرًا على المنطقة، وحلفائنا، وعلى العالم بأسره، إذا امتلكت إيران أسلحة نووية. لم يكن لدينا هذا النوع من الإجماع العالمي حول فكرة أن إيران لا يمكن أن تتمتع بأي قوة نووية على الإطلاق. وبوصفها عضوًا في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، كانت حجتها، “نحن يحق لنا امتلاك برنامج نووي سلمي“.
وأضاف: “ما تمكنا من القيام به هو أن نقول لهم،” نظرًا لسلوككم الماضي، ونظرًا لشكوكنا القوية والأدلة القاطعة بأنكم تحاولون تسليح برنامجكم النووي، وبالنظر إلى الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي شاركتم فيها داخل المنطقة ودعمكم للإرهاب، فإنّه ليس كافٍ بالنسبة لنا أن نثق بكم عندما تقولون إنكم تقومون بإنشاء برنامج نووي سلمي فقط. يجب عليكم أن تثبتوا لنا ذلك. ولذلك، كان النظام الذي بنيناه لا يقوم على الثقة؛ بل على آلية التحقق، حيث يتم إغلاق كل الطرق أمامهم“.
جادل الرئيس بأن نهجه نشأ من نفس المنطق الاستراتيجي الذي استخدمه الرئيسان ريتشارد نيكسون ورونالد ريغان للتقرب من الاتحاد السوفييتي والصين.
وقال أوباما: “أختلف كثير ا مع رونالد ريغان، ولكن أكثر ما كان يعجبني فيه هو اعترافه بأنه إذا كنت قادرا على التحقق من اتفاق [تم التفاوض بشأنه] مع إمبراطورية الشر التي كانت عازمة على تدميرنا وكانت أكبر تهديد وجودي وأكثر خطورة من إيران، إذن فإنه اتفاق يستحق القيام به. كما أختلف مع ريتشارد نيكسون، لكنه أدرك أن هناك احتمالاً بأن تأخذ الصين مسارًا مختلفًا. يمكنك اختبار هذه الأشياء، وطالما أننا نحافظ على قدرتنا الأمنية، وطالما أننا لا نتخلى عن قدرتنا على الرد بقوة، وعسكريًا أيضًا، حيثما كان ذلك ضروريًا لحماية أصدقائنا وحلفائنا، فهذه مغامرة علينا أن نقبلها. إنّه موقف عملي صائب. إنّها ليست سذاجة؛ بل اعتراف بما إذا كنا نستطيع حل بعض من هذه الاختلافات دون اللجوء إلى القوة، فهذا سيكون أفضل بالنسبة لنا، ولشعوب تلك المنطقة“.
وبالنظر إلى عمق المجتمع المدني الإيراني، الذي أطلق في عام 2009 “الثورة الخضراء” التي تحدت ولاية الفقيه، سُئل أوباما عما إذا كان يعتقد بأنّ القوات هناك ستكون مخولة من قِبل هذه الصفقة من أجل مزيد من الاندماج مع العالم، قال الرئيس:
“فيما يخص إيران، إنّها حضارة عظيمة، ولكن لديها أيضًا حُكم ديني سلطوي معادٍ للولايات المتحدة، ولإسرائيل، ومعادٍ للسامية، وراعٍ للإرهاب، وهناك مجموعة كبيرة من الخلافات العميقة الحقيقية بيننا. ولذلك؛ نحن لدينا هدف بسيط هنا وهو التأكد من إيران لا تمتلك أي أسلحة نووية“.
“الأمر المثير للاهتمام إذا نظرت إلى ما حدث على مدى الأشهر القليلة الماضية، هو أن المعارضين الإيرانيين لهذه الصفقة هم من المتشددين، وأن أكثر المستفيدين من رعاية إيران للإرهاب ومن زعزعة استقرار الدول المجاورة لإيران هم من المعادين لأمريكا وإسرائيل. وهذا له دلالات واضحة؛ لأنّ هؤلاء المتشددين يستفيدون من عزلة إيران، ومن ثم تمكينهم، ليصبحوا اللاعب الوحيد في هذه اللعبة. إنّهم لا يصدرون القرارات العسكرية فحسب، بل إنّهم قادرون من الناحية الاقتصادية على استغلال الحلول الناتجة عن رفع العقوبات؛ من أجل تعزيز أنفسهم في حالة وجود قاعدة مختلفة من رجال الأعمال والتجارة داخل إيران والتي قد تغير طريقة تفكيرهم بشأن التكاليف والفوائد من هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار“.
وأضاف أوباما: “لكننا لا نعول على ذلك، وهذا هو الشيء الذي أريد أن أؤكده، لأنه حتى خلال الأسابيع القليلة الماضية، واليوم، ونحن نعلن عن الصفقة، ما أذهلني حقًا هو أنّ النقّاد يؤجلون الحديث عن القضية النووية، وينتقلون إلى القول بأنّه: “حتى لو تم التعامل مع القضية النووية، إيران مازالت دولة راعية للإرهاب، وستحصل على تخفيف العقوبات، وبالتالي سيكون لديها المزيد من الأموال للانخراط في هذه الأنشطة السيئة.
وهذا احتمال واقعي، ولذلك سنتوخى الحذر بشكل منهجي وسنعمل مع حلفائنا -دول الخليج وإسرائيل-  لوقف الأعمال التي تقوم بها إيران خارج البرنامج النووي. ولكن الافتراض المركزي هنا هو أنه إذا حصلت إيران على سلاح نووي، فهذا أمر مختلف، ونحن حققنا هدفنا من هذه المسألة“.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا متعاونة أم شكّلت عائقًا أمام إبرام هذه الصفقة، قال أوباما: “لقد كانت روسيا متعاونة في هذه الصفقة. ولكي أكون صادقًا معك، لست متأكدًا من أن هذا التعاون سيستمر نظرًا لخلافاتنا القوية مع روسيا في الوقت الراهن بشأن أوكرانيا. هناك انقسام بين بوتين والحكومة الروسية بشأن هذه المسألة بطريقة فاجأتني، ولم نكن لنحقق هذا الاتفاق لو لم تكن روسيا مستعدة للوقوف إلى جانب الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء مجموعة P5+1   والإصرار على التوصل إلى اتفاق قوي“.
“تشجّعت من حقيقة أن السيد بوتين هاتفني منذ بضعة أسابيع، وبدأ المكالمة بالحديث عن سوريا. أعتقد أنّه يشعر بأنّ نظام الأسد يفقد قبضته على مساحات كبيرة من الأراضي داخل سوريا لصالح الميليشيات الجهادية السُنية وأن احتمالات استيلاء الجماعات الجهادية السُنية على سوريا أو هزيمة النظام السوري ليست وشيكة ولكنها تزداد خطورة يومًا بعد يوم. وهذا يوفر لنا فرصة لإجراء محادثة جادة معهم.“
أكثر ما يقلقني ويقلق العديد من النقّاد الجادين الذين يرغبون فعلًا في نجاح الصفقة هو أنّ إيران ليست خائفة من انتقام الجيش الامريكي إذا لم تلتزم بشروط الاتفاق. سألتُ الرئيس، لماذا يجب على الإيرانيين أن يخافوا منا؟
أجاب أوباما: “لأننا يمكن أن نضرب جيشهم بسرعة ونقضي عليه إذا اخترنا ذلك، وأعتقد أنهم رأوا مدى استعدادي للقيام بعمل عسكري عندما اعتقدت أنه كان مهمًا للمصالح الأمريكية. والآن، أعتقد أنهم يرغبون في العمل على مستويات موازية ليكونوا قادرين على الحصول على مزايا الشرعية الدولية، والتجارة، والحد من العقوبات في حين الاستمرار في العمل من خلال الوكلاء بطرق مدمرة في جميع أنحاء المنطقة. لقد كان هذا أسلوبهم، وأعتقد أنه من المهم جدًا بالنسبة لنا أن نتأكد من كشف ما يفعلونه من خلال وكلائهم ومحاسبتهم. وهذا جزء من المحادثة التي يجب أن نجريها مع دول الخليج.“
مع هذا العدد الكبير من المرشحين الجمهوريين للرئاسة الذين يتنافسون على قاعدة يمينية، يبدو أنّه من غير المحتمل أن يحصل الرئيس على الكثير من الدعم لهذه الصفقة من أعضاء الحزب الجمهوري داخل الكونغرس.
وأضاف الرئيس: “أعتقد أنه من غير المحتمل أن نحصل على دعم الكثير من المسؤولين الجمهوريين المنتخبين لهذه الصفقة، وأعتقد أيض ا أن هناك خطًا حزبيًا معينًا لا يجب تجاوزه في الانتخابات التمهيدية وبين العديد من أعضاء الكونغرس. ولكن هذا ليس داخل المجلس. من المثير للاهتمام معرفة ما الذي سيقوله شخص مثل راند بول بشأن هذا الأمر. ولكن أعتقد أنّه لو أتى بعدي رئيس جمهوري -وسأبذل قصارى جهدي لأمنع حدوث ذلك- سيكون هذا الرئيس الجمهوري في وضع أقوى بكثير مما كنت عليه عندما توليت الرئاسة، من حيث تقييد برنامج إيران النووي“.
وأوضح أوباما: “سيكون الرئيس الجديد في وضع يمكنه معرفة أنّ 98% من مواد إيران النووية تم شحنها إلى الخارج، وسيدرك أن الغالبية العظمى من أجهزة الطرد المركزي قد أزيلت، وسيعرف أنه لا يوجد مفاعل ثقيل هناك، وأن المجتمع الدولي قد وقّع على هذا، وسيعرف كل ما تعلمناه من نظام التفتيش، وسيكون في حوزته ترسانة كاملة من قواتنا المسلحة، وأجهزتنا الدبلوماسية والاستخباراتية، للتعامل مع احتمال تلاعب إيران والتي لن تعترف بهذا الآن، فهذه مجرد افتراضات، لأنني أشعر بالتفاؤل إزاء وجود خليفة ديمقراطي يأتي من بعدي. ولكن أعتقد أن هذا يعتمد على أفكار الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والجهود المبذولة من كلا الحزبين. إننا لم نكن لننجح في فرض عقوبات على إيران دون دعم قوي من الكونغرس على أساس حزبي. إنّهم يستحقون الإشادة على ذلك. وفي ظل تنفيذنا لهذه الصفقة أعتقد أنها ستثبت أنها ليست جيدة بالنسبة لنا فحسب بل جيدة للعالم بأسره“.
وتحدث الرئيس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر مكالمة هاتفية قبل بدء المقابلة. لم يحاول أوباما تجميل خلافاتهما، لكنه ألمح إلى أن إدارته لديها بعض التطورات الاستراتيجية الكبيرة لكل من إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الخليج.
“لا أعتقد أنه من المناسب بالنسبة لي أنا أناقش التفاصيل المحددة للاتفاقيات الأمنية أو أي عمل نقوم به. ما يمكنني قوله لك هو أن هذه العملية ما زالت في طور التنفيذ. والآن، فيما يتعلق بإسرائيل، أعتقد أنه من الإنصاف أن نقول إنّه في ظل إدارتي، بذلنا المزيد من الجهود لتسهيل القدرات الإسرائيلية، وسبق أنّ قلتُ أيضًا إنني على استعداد للذهاب إلى أبعد من أي إدارة أخرى فيما يتعلق بتوفير الضمانات الأمنية الإضافية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. ما أريد أن أؤكّد عليه هو أن مخاوف الشعب الإسرائيلي مشروعة هنا. يمتلك حزب الله عشرات الآلاف من الصواريخ الموجهة ناحية إسرائيل. لقد أصبح أكثر تطورًا. لم يكن منع تدفقات تلك الأسلحة ناجحًا بدرجة كافية. وهناك مخاوف مشروعة من جانب دول الخليج بشأن إيران في محاولة لإثارة القلق وإحداث زعزعة الاستقرار داخل بلدانها. وفي ظل هذه الظروف، تتصرف إيران بطريقة إيجابية وخطيرة في الوقت نفسه. ما قلته ببساطة هو أنّه يجب علينا التركيز على المسألة المحورية هنا وهي أن امتلاك إيران للسلاح النووي سوف يؤدي إلى المزيد من الضرر، وسنكون في وضع أسوأ بكثير، لن يسمح لنا بمنع ذلك“.
ويجادل الرئيس بأن منع إيران من امتلاك أي قدرة لتخصيب اليورانيوم هو أمر مستحيل بكل بساطة. ويصرّ على أنّ الحل يكمن في كيفية الحد من نسبة التخصيب والتأكد من ذلك: “الآن، ربما يفضّل نتنياهو، والعديد من النقّاد أيضًا، ألّا تمتلك إيران أي قدرات نووية. ولكن في الحقيقة، تنطوي هذه الرغبة على القضاء على وجود المعرفة داخل إيران. التكنولوجيا النووية ليست معقدة اليوم، وبالتالي فإنّ الفكرة القائلة بأن معيار النجاح الآن هو ما إذا كانت إيران تمتلك القدرة للحصول على أسلحة نووية، لا يمكن أن يكون معيارًا بالأساس. والسؤال هو: هل لدينا نظام تفتيش وضمانات وإجماع دولي يجعل إيران ترى أنّ الأمر لا يستحق امتلاك أسلحة نووية؟ لقد أنجزنا ذلك بالفعل“.
وقالالرئيس إنه يعرف أنّه ستكون هناك معركة بينه وبين نتنياهو وأعضاء الكونغرس الذين يشاركون نفس آراء رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكنه بدا واثقًا من أنه سينتصر في النهاية.
قال أوباما: “ربما يعتقد نتنياهو أنه يمكنه التأثير على الجدل الدائر في الكونغرس، وأنا على ثقة أننا سنكون قادرين على دعم هذه الصفقة وتنفيذها دون أن يمنعنا الكونغرس. ولكن بعد أن يتم ذلك، إذا كان هذا ما يراه مناسبًا، سوف أجلس وأطرح بعض الأسئلة العملية مثل: كيف يمكننا منع حزب الله من الحصول على أسلحة أكثر تطورًا؟ كيف نعتمد على نجاح القبة الحديدية، التي عملت الولايات المتحدة مع إسرائيل على تطويرها وأنقذت العديد من الأروح الإسرائيلية؟ وبالطريقة نفسها، سأجري محادثات مع دول الخليج حول كيف يكون لدينا سياسة منع أكثر فعّالية، وكيف نبني هياكل حُكم ومؤسسات عسكرية أكثر فعّالية في المناطق السُنية التي أصبحت فراغًا يملأه تنظيم الدولة الإسلامية أو في بعض الحالات، تستغله الأنشطة الإيرانية؟“.
وأضاف الرئيس: “ ما حاولت أيضا أن أشرحه للناس، بما في ذلك نتنياهو، هو أنه في ظل عدم وجود اتفاق، لن يكون لدينا القدرة للحفاظ على هذه العقوبات في المستقبل. مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس فقط إيران هي التي دفعت ثمنا باهظا بسبب فرض العقوبات. الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند -أي مستورد للنفط في جميع أنحاء العالم كان يستورد من إيران في السابق- وجدوا أنفسهم في حالة كان يكلفهم هذا الأمر المليارات من الدولارات للحفاظ على هذه العقوبات.
“في بعض النواحي، دفعت الولايات المتحدة أقل سعر للإبقاء على تلك العقوبات، لأننا لم نمتلك أيّة أعمال تجارية مع إيران بالأساس. لقد قدّمت تلك الدول تضحية كبيرة، والسبب في ذلك هو أنّ حكومتنا، وأجهزتنا الدبلوماسية، وكثيرًا من الأحيان مجهوداتي الشخصية، تمكّنا من إقناعهم بأن السبيل الوحيد لحل هذه المشكلة النووية هي جعل هذه العقوبات مؤثرة. وإذا رأوا أننا نبتعد عما يعتقد الخبراء الفنيون أنّه آلية شرعية لضمان أن إيران لا تملك أسلحة نووية، وإذا رأوا أن جهودنا الدبلوماسية لم تكن صادقة، أو كانت تتجاوز البرنامج النووي لتشمل كل خلاف سياسي مع إيران، إذن وبصراحة، فإن هذه العقوبات ستبدأ في الانخفاض بسرعة كبيرة. وبالتالي، ربما لن تحصل إيران على 150 مليار دولار، ولكنها ستحصل على جزء كبير من تلك القيمة، لأننا لم نكن قادرين على المحافظة على هذا الدعم“.
ما أذهلني حقًا هو أحد الأطراف الذي لم نسمع منه سوى القليل، ولكنه الطرف الأهم في النهاية، وهو الشعب الإيراني، وكيف تفاعل مع انفتاح إيران على العالم نتيجة لهذه الصفقة. ماذا يقول الرئيس أوباما لهم؟
“ما أود قوله لهم هو أن هذه الصفقة تمنحهم فرصة تاريخية. لقد كان اقتصادهم ينهار نتيجة العقوبات. والآن، أصبح لديهم القدرة على اتخاذ بعض الخطوات الحاسمة للتحرك باتجاه علاقة بنّاءة مع المجتمع الدولي.. إن هم بحاجة إلى اغتنام هذه الفرصة، ويحتاج قادتها إلى اغتنام هذه الفرصة أيضًا. وحقيقة الأمر هي أنّ إيران ستكون وينبغي أن تكون قوة إقليمية. إنها بلد كبير ومتطور في المنطقة، ولا تحتاج إلى معاداة أو معارضة جيرانها من خلال سلوكها. ليس بالضرورة بالنسبة لإيران أن تشوّه سمعة إسرائيل أو تهددها أو أن تنخرط في إنكار محرقة الهولوكوست أو في أي نشاط معادٍ للسامية. هذا ما أود قوله للشعب الإيراني. وسيخبرنا الوقت ما إذا كان الشعب الإيراني لديه تأثير يكفي لإحداث تحول جذري في طريقة تفكير قادتهم بشأن هذه القضايا“.
اقترحتُ أنّه ربما قد حان الوقت للولايات المتحدة أن تطلق عملية سلام جديدة بين المملكة العربية السعودية التي تمثل السُنة وبين إيران التي تمثل الشيعة. لكن دون خفض حدة التوتر بينهما، فإنّ أي تمكين لإيران سيؤدي إلى زيادة التوتر بين هذين الغريمين التاريخيين التي تمزق الحرب الضروس بينهما منطقة الشرق الأوسط.
أجاب أوباما: “لقد اعتقدت منذ وقت طويل أن علينا أن نشجع التقليل من الأعمال العدائية التي توجد حاليًا بين الشيعة والفصائل السُنية في المنطقة. والآن، أعتقد أنّه عندما تحدثت إلى حلفائنا في الخليج عندما كنا في قمة كامب ديفيد، كانوا واضحين جدًا وقالوا “نحن نرى أنفسنا دولًا عربية، وليست سُنة وشيعة”، وأعتقد أنهم كانوا صادقين. وكثير منهم يقول إن المواطنين الشيعة هم مواطنون مثل باقي المواطنين ويتم التعامل معهم بإنصاف، ولكن ما أعتقد أنه لا يمكن إنكاره هو أن القوى الطائفية التي انتشرت في المنطقة تزيد من شراسة ودمار ما يحدث في بعض الدول مثل سوريا واليمن، وما يحدث بالتأكيد في العراق، وأن أفضل فرصة لدينا للحد من نطاق تلك الصراعات هي دخول السعودية والدول السُنية الأخرى أو الدول العربية في محادثة عملية مع إيران تنص على أنّ “الصراع الذي نساعد على تأجيجه الآن يمكن أن يحرقنا جميعًا“.
“لا أحد لديه مصلحة في رؤية تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي بين دمشق وبغداد. هذا ليس في صالح إيران. إنه يجعل من الصعب للغاية بالنسبة لها أن تحافظ على وجود منطقة عازلة، التي لطالما كانت حافزًا كبيرًا بالنسبة لها منذ الحرب العراقية الإيرانية. كما أنّه ليس في صالح السعودية؛ فهذا يتركها عرضة للخطر من جميع النواحي، وحقيقة الأمر والأهم من ذلك هو أن هذا ليس في صالح الشعب هناك. أنت تشاهد التقارير الإخبارية التي سبقت الربيع العربي، ولكن بالتأكيد منذ أن تحول الربيع العربي إلى شتاء عربي، أصبحت تبكي على الأطفال في هذه المنطقة، ليس فقط المشردين في سوريا، وليس فقط الذين يعانون حاليًا من الأوضاع الإنسانية في اليمن، ولكن على الشباب الإيراني العادي أو الشباب السعودي والشباب الكويتي الذين يسألون أنفسهم لماذا لا نمتلك نفس الإمكانات التي يحلم بها بعض الأطفال في فنلندا، وسنغافورة، والصين، وأندونيسيا والولايات المتحدة؟ لماذا لا نرى هذا الاحتمال نفسه، هذا الشعور بالأمل؟ وأعتقد أن هذا هو ما يجب أن يركز عليه القادة في المنطقة“.
وتابع أيضًا: يجب أن تستمع أمريكا إلى حلفائنا العرب السُنة، ولكن أيضًا يجب ألّا تقع في فخ السماح لهم بإلقاء اللوم على إيران بسبب المشاكل التي يعانون منها. لقد كان المواطنون في بعض دول الخليج العربية مشاركين بشكل كبير في الحركات الجهادية السُنية التي أدت إلى زعزعة الاستقرار.
وأضاف: “في بعض الحالات، أعتقد أن هناك مبالغة كبيرة بشأن التدخل الإيراني، مثل الحوثيين في اليمن. عندما نرى أجهزتنا الاستخباراتية، لا نشعر بأن إيران كانت تفكر استراتيجيا في حشد الحوثيين في صنعاء. لقد كان مجرد مؤشر على ضعف الحكومة في اليمن، وتسعى إيران الآن إلى استغلاله. في كثير من الأحيان، تبدو إيران دولة انتهازية. وهذا جزء من السبب في أن حجتي إلى حلفائي في المنطقة دعونا نتوقف عن إعطاء فرص لإيران حتى لا تضرنا جميعا، ادعموا المجتمعات الخاصة، وكونوا شموليين، وتأكدوا من أن السكان الشيعة في بلدانكم لا يشعرون بالإقصاء، وفكروا في النمو الاقتصادي، وتأكدوا من أن لدينا قدرة عسكرية أفضل للقيام بأشياء مثل المنع، وكلما قمنا بهذه الأشياء، كان هذا هو مستوى الردع الضروري لأنه من غير المحتمل أن نرى إيران تشن هجوما مباشرا، من دولة إلى أخرى، ضد أي من حلفائنا في المنطقة؛ فهي تدرك أن هذا من شأنه أن يمنحنا السبب في استخدام القوة الكاملة، وكما قلتُ، نحن يمكننا ضرب قدرتها العسكرية بسرعة كبيرة”.
أشرت إلى السيد أوباما أن واحدة من أهم القضايا التي تثير قلق النقّاد المحايدين بشأن هذه الصفقة هو ما سيحدث إذا شككنا في أن إيران تعمل على برنامج نووي سري في قاعدة عسكرية لا تشملها هذه الصفقة. هناك إجراء يسمح بعمليات التفتيش، ولكن الأمر قد يستغرق أكثر من ثلاثة أسابيع حتى يصل المفتشون الدوليون بعد رفع الشكوى. هل يمكن ألّا تستغل إيران هذا الوقت لإزالة أي علامات تشير إلى احتيالها وتلاعبها؟
“نعم، ولكن هنا يكون وجود شخص مثل إيرني مونيز وزير الطاقة مفيدًا للغاية، لأنه أكّد لنا أنه إذا كان لدينا آليات جيدة لأخذ عينة من الأرض، فإنّ مثل هذه الاشياء ستمتد إلى فترة طويلة. ربما لا تكون الفيزياء التي درستها في المدرسة الثانوية مساوية لما يعرفه إيرني مونيز، ولكني أتذكر أنه ليس من السهل إخفاء المواد المشعة التي كان يتم تطويرها. وينطبق الشيء نفسه، على احتمال أن إيران قد تستورد المواد التي يمكن استخدامها في البرامج النووية والتي قد يكون لها استخدام مزدوج. لقد وضعنا آليات غير مسبوقة لنكون قادرين على النظر في جميع الواردات والقول: “عليك أن تبين لنا كيفية استخدام هذه المواد لضمان عدم تحويلها“.
وأضاف الرئيس: “إذا سمعت ناقدًا يقول، “حسنًا، نظام التفتيش ليس مضمونًا بنسبة 100%،” أعتقد من الناحية النظرية، أنّه ليس هناك أي شيء مضمون بنسبة 100%. ولكن إذا كان المعيار: ما هي الآلية الأفضل، والأكثر فعّالية، والأكثر صرامة بحيث يكون من الصعب على إيران الاحتيال والغش، إذن هذه هي الآلية المناسبة التي تتجاوز أي شيء تم القيام به، على سبيل المثال، في كوريا الشمالية“.
في الختام، أشرتُ إلى السيد أوباما أنه الآن رئيس الولايات المتحدة الذي يمتلك معظم الاتصالات مع القيادة الإيرانية منذ الثورة الإسلامية هناك عام 1979 وبداية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وإيران. ماذا تعلّم طيلة هذه السنوات؟
“حسنًا، أنا لم أتعلم حتى الآن أن أثق بالقيادة الإيرانية، بالرغم من أنني أعتقد أن ما تعلمه جون كيري في حواره مع وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف هو أنه عندما تبرم أي اتفاق، فإن إيران تتبع تفاصيل هذا الاتفاق بدقة بالغة، وربما تعتقد أنّه قد يكون هناك ثغرة هنا أو هناك، وهذا هو السبب أنك يجب أن تسد هذه الثغرات بإحكام شديد. ولكن فكرة أنه بمجرد وضع شيء على الورق ستقوم إيران بطريقة أو بأخرى بتجاهله ومحاولة إخفاء ما حصلت عليه، هذا ليس ما شهدناه خلال السنتين الأخيرتين من الاتفاق المؤقت. أعتقد بأنّ هناك بعض القيود التي تشعر بها إيران عندما يكون لديها اتفاق أو وثيقة، وهو شعور بالالتزام. لذا؛ أعتقد أننا تعلمنا ذلك.“
“أعتقد أننا تعلمنا أيضًا أن هناك أصوات وقوى مختلفة داخل إيران، وأنّ هذه القوى قد لا تكون متسقة مع قيمنا. ما يسمى بالشخص المعتدل في إيران لن يكون شخصًا نشعر أنه يعكس القضايا العالمية مثل حقوق الإنسان، ولكن هناك أساليب أفضل أو أسوأ يمكن أن تعتبرها إيران متعلقة بمصالحنا ومصالح حلفائنا، ويجب أن نرى أين يمكننا تشجيع النهج الأفضل“.
ولذا؛ أعتقد أن آخر شيء -وهذا شيء لم أتعلمه ولكن تأكدت منه- هو أنّه حتى مع أعدائك، يجب أن يكون لديك القدرة على وضع نفسك مكانهم في بعض الأحيان، وإذا نظرت إلى التاريخ الإيراني، فستجد أننا تدخلنا في الإطاحة بنظام منتخب ديمقراطيًا في إيران. كما دعمنا صدام حسين ونحن نعرف أنّه استخدم الأسلحة الكيماوية في الحرب بين إيران والعراق، ونتيجة لذلك، فإيران لديها مخاوفها الأمنية وسردياتها الخاصة. قد لا نتفق معها لأن ذلك لا يبرر رعاية الإرهاب أو أنشطة زعزعة الاستقرار التي تقوم بها، ولكن أعتقد أنه عندما نكون قادرين على رؤية بلدهم وثقافتهم بعبارات محددة، من الناحية التاريخية، بدلًا من الحديث بشكل عام، سيكون لدينا إمكانية للقيام ببعض التحركات.
“وبالطريقة نفسها التي تفاوض بها رونالد ريغان وغيره بشأن اتفاق الأسلحة مع الاتحاد السوفييتي، كان عليك أن تعترف، بأنّ هذا نظام شرير ومروّع، ولكن داخله شعب لديه أفكار وذكريات تاريخية خاصة، ويجب علينا فهم تلك الأشياء، وربما محاولة إقامة بعض العلاقات. والأمر ينطبق كذلك على نيكسون وكيسنجر عندما ذهبا الى الصين، وهي زيارة اتضح فيما بعد أنها خطوة استراتيجية مهمة جدًا للولايات المتحدة“.
=====================
هارتس :بعد 7سنوات.. المخابرات الأمريكية تكشف قصة اغتيال المستشار الأمني لبشار الأسد
هآرتز – التقرير
كشفت وثائق سرية لوكالة الأمن القومي NSA، جاء فيها أن قوات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية الخاصة Shayetet 13، كانت وراء اغتيال الجنرال السوري محمد سليمان في عام 2008، وكانت وكالة الاستخبارات الأمريكية قد علمت بهذه العملية من خلال رصد إشارات الاتصالات الواردة من جيش الدفاع الإسرائيلي.
هذه التقارير كانت من بين الملفات التي كشفها عميل وكالة الأمن القومي السابق إدوارد سنودن، وأرسلها إلى موقع The Intercept، والتي ورد فيها أول تأكيد رسمي بأن الجيش الإسرائيلي كان وراء اغتيال العميد سليمان. بعد إطلاق النار عليه في الرأس والرقبة بينما كان يستضيف حفل عشاء في منزله نهاية الأسبوع  في منزله على البحر قرب طرطوس، سوريا، كما يقول التقرير، بعدها فرت فرقة الكوماندوز الإسرائيلية عبر البحر.
الإدراج السري  للغاية في نسخة وكالة الأمن القومي الداخلية من ويكيبيديا، والتي تدعى إنتليبيديا Intellipedia، ذكر بأن هذا الاغتيال هو “النموذج الأول المعروف لاستهداف إسرائيل لمسؤول حكومي شرعي“، كما يقول التقرير.
كان سليمان مشاركًا في المشروع النووي السوري، وكان قد تم تعيينه من قبل الرئيس السوري بشار الأسد لقيادة الاتصالات مع إيران وحزب الله.
تفاصيل التقرير ذكرت كيف علمت وكالة الأمن القومي بحقيقة اغتيال العميد سليمان. وفقًا لثلاثة ضباط مخابرات أمريكيين سابقين تم ذكرهم بالاسم في التقرير، هذه الوثيقة السرية صنفت تحت اسم “SI”، وهو ما يعني أن المعلومات الواردة فيها تم تجميعها من خلال رصد إشارات الاتصالات والمعلومات. “لقد تمكنا من رصد الاتصالات العسكرية الإسرائيلية لبعض الوقت”، كما نقلت الوثيقة عن أحد الضباط السابقين.
وكان الأوروبيون قد شككوا سابقًا في تورط إسرائيل في اغتيال العميد سليمان؛ حيث ذكرت وثائق ويكيليكس أن فرنسا اعتقدت بأن العميد سليمان اغتيل على يد منافسه داخل القيادة السورية بسبب صراع داخلي.
المصدر
وثائق تثبت تورط إسرائيل في عملية اغتيال الجنرال السوري محمد سليمان
متابعة – التقرير
بعد 7 سنوات من اغتيال العميد السوري محمد سليمان، على ساحل البحر قرب ميناء طرطوس، كشف تقرير استخباري أمريكي مسرب أن القوات الخاصة الإسرائيلية هي المسؤولة عن عملية الاغتيال، التي وقعت في عام 2008، وكان “سليمان” أُصيب برصاصة أطلقها عليه قناص على ساحل البحر.
الوثيقة التي كشفت ضلوع إسرائيل في اغتيال “سليمان”، سربها لموقع (The Intercept) موظف مجلس الأمن القومي الأمريكي المنشق إدوارد سنودن تقول إن العملية كانت من تنفيذ القوات الخاصة البحرية الإسرائيلية، وقال موظفون سابقون في الاستخبارات الأمريكية إن مستوى سرية الوثيقة تشير إلى أن مجلس الأمن القومي قد اكتشف ضلوع إسرائيل في العملية من خلال تعقب واعتراض الاتصالات الإسرائيلية.
وكانت وسائل الإعلام العربية قد قالت إن سليمان قتل بعيارات نارية لأطلقها قناص ليلة الأول من اغسطس / آب 2008 أصابته في الرأس والرقبة، وأن القناص كان يستقل يختًا راسيًا في البحر، وكان سليمان يتناول طعام العشاء في منزله عندما قتل، وقالت بعض المصادر إن سليمان كان أبرز المسؤولين الأمنيين في حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، فيما قالت مصادر أخرى إنه كان حلقة الوصل بين الحكومة السورية وحزب الله اللبناني.
برقية بعثت بها السفارة الأمريكية في دمشق، -سربها موقع ويكيليكس عام 2010- وصفت العميد “سليمان” بأنه “مستشار رئاسي خاص للتسليح والأسلحة الاستراتيجية”، وجاء في برقية أخرى أرسلتها السفارة الأمريكية بعد اغتيال “سليمان” أنه كان معروفًا “بقربه من بشار” ويعتقد أنه “أدار برامج خاصة للأسد بعضها لم يكن معروفًا للقيادة العسكرية السورية”.
وقالت البرقية المسربة إن “المشتبه بهم بديهيًا هم الإسرائيليون”، وأن “اجهزة الاستخبارات السورية تعلم جيدًا أن مدينة طرطوس الساحلية تتيح للإسرائيليين العمل بحرية أكثر من مواقع داخلية كالعاصمة دمشق”، وكان موقع (The Intercept) قد نشر وثيقة كانت موضوعة في جدول بيانات خاص بمجلس الأمن القومي (يدعى إنتليبيديا، وهو عبارة عن نسخة داخلية لموقع ويكيبيديا) تؤكد ما ذهبت إليه السفارة الأمريكية بدمشق.
الوثيقة المسربة كشفت “أن اغتيال العميد السوري محمد سليمان من قبل القوات الخاصة البحرية الإسرائيلية قرب طرطوس كان الاغتيال الأول من نوعه تستهدف فيه إسرائيل مسؤولًا حكوميًا شرعيًا”، وتحمل الوثيقة صفة (SI) التي يشير إليها كتاب التصنيف الاستخباري الأمريكي على أنها “معلومات فنية واستخبارية مستقاة من مراقبة واعتراض الاتصالات الأجنبية”، وقال موقع (The Intercept) إن مجلس الأمن القومي والناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يستجيبا لطلبات بالتعليق على الموضوع.
التحقيق الذي أجرته الحكومة السورية في عملية الاغتيال اكتشف مبلغ 80 مليون دولار نقدًا في منزل سليمان، الأمر الذي “صدم” الرئيس الأسد الذي كان حريصًا على معرفة “كيفية حصول سليمان على هذا المبلغ الكبير”، وجاء اغتيال “سليمان” بعد مضي أقل من ستة أشهر على اغتيال الزعيم العسكري في حزب الله عماد مغنية في دمشق في عملية يعتقد الآن أن الاستخبارات الإسرائيلية “الموساد” ووكالة الاستخبارات الأمريكية تعاونتا في تنفيذها.
والعميد محمد سليمان المستشار الأمني للرئيس السوري بشار الأسد، اغتيل بطرطوس السورية، يوم السبت 2 أغسطس 2008 في ظروف غامضة، وهو من مواليد بلدة الدريكيش شرق طرطوس، خريج كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة دمشق، وبعد تخرجه التحق بدورة مهندس قيادي في الكلية الحربية، وتخرج برتبة نقيب مهندس، له من الأولاد ثلاثة.
“سليمان” كان من أوائل المتفوقين في الكلية الحربية، مما سهل له التقرب من باسل الأسد آنذاك، ثم عين ضابطًا مهندسًا قياديًا في الحرس الجمهوري في الكتيبة التي كان يرأسها باسل الأسد، وابتعث إلى الاتحاد السوفيتي لتطوير سلاح الدبابات بالحرس الجمهوري وحصل على الماجستير، ونال الدكتوراه في تطوير سلاح المدفعية، وبعد عودته تقلد منصب مدير مكتب باسل الأسد ومستشاره الخاص للشؤون العسكرية، وكان عضوًا في اللجنة العسكرية الخاصة لإدارة التسليح المختصة بشراء الأسلحة وتطويرها.
تسلم بشار الأسد لواء الـ 41 للحرس الجمهوري بعد وفاة باسل الأسد في حادث سير “يرى كثيرون أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت وراء عملية اغتياله”، وتسلم العميد سليمان منصب مدير مكتب بشار الأسد الخاص، وأصبح يدير غرفة العمليات الخاصة لبشار الأسد والتي تتعلق بنقل الضباط وتسريحهم، ومتابعة شؤون الجيش والشؤون الأمنية.
وأسس “سليمان” مكتبًا خاصًا بالتنسيق مع مكتب المعلومات التابع للقصر الجمهوري لمتابعة الوضع الداخلي، وكل ما يتعلق بالوزارات والمؤسسات الحزبية، وخلال وفاة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد كان سليمان رئيس غرفة العمليات التي تدير الأجهزة الأمنية، وكان المسؤول الأول عن تعيين اللجنة المركزية، وأعضاء القيادة القطرية في المؤتمر القطري لحزب البعث عام 2000 ولاحقًا في المؤتمر القطري عام 2005.
وبعد ترقية “سليمان” إلى رتبة عميد، أسندت إليه كافة الملفات المتعلقة بالجيش، وألحقت له رئاسة الاركان ووزارة الدفاع التي أصبحت تحت إمرته مباشرة، وكان العميد سليمان يدير من خلف الستار تعيينات الوزراء والمحافظين.
=====================
إذاعة أوروبا الحرة :كيف ستغير صفقة إيران قواعد اللعبة في العالم؟
إذاعة أوروبا الحرة – التقرير
الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه إيران والقوى الدولية في فيينا مهّد الطريق أمام رفع العقوبات الدولية ضد طهران مقابل فرض بعض القيود على أنشطتها النووية. في حين أنّ القوى الدولية الست قالت إنّ الاتفاق سوف يبطئ من قدرة طهران على امتلاك سلاح نووي، إلّا أنّ الاتفاق يمكن أن يكون له تداعيات بعيدة المدى مرتبطة بإعادة إدماج إيران المحتمل في المجتمع الدولي.
من تأجيج محتمل لسباق التسلّح في الشرق الأوسط إلى تمكين الإصلاحات السياسية في إيران، وإضعاف روسيا في مجال الطاقة الذي من شأنه تحرير الإمدادات الضخمة من النفط والغاز، هذه بعض الآثار المحتملة للاتفاق.
عامل زعزعة الاستقرار
احتمال ازدهار إيران بعد الصفقة النووية أثار القلق بين المشككين في الاتفاق النووي، وحتى بين بعض المسؤولين الأمريكان الذين يدعمون الصفقة، من أنّ طهران قد تستخدم هذه المكاسب المالية غير المتوقعة لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة بالفعل؛ إذ يمكن أن يسمح تخفيف العقوبات لإيران باستعادة أكثر من 100 مليار دولار من عائدات النفط المجمدة حاليًا في الخارج، ويقدّر بعض الخبراء أن تخفيف العقوبات يمكن أن يساعد الاقتصاد الإيراني الذي يُقدّر بنحو 420 مليار دولار على النمو بنسبة تتراوح بين 5% إلى 8% سنويًا.
“ بالطبع، نحن ندرك ذلك ونشعر بالقلق من أنه على الرغم من احتياجات الإنفاق المحلية الضخمة التي تواجه إيران، لكنّ تخفيف العقوبات الناتج عن الاتفاق يمكن أن تستخدمها إيران لتمويل أعمال زعزعة الاستقرار“، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة ديلي بيست من تصريحات مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية في تقرير لها يوم 8 يوليو الماضي.
ومع ذلك، قال محسن ميلاني، المدير التنفيذي لمركز الدراسات الدبلوماسية والاستراتيجية في جامعة جنوب فلوريدا لإذاعة أوروبا الحرة، إنّ الصفقة يمكن أن تكون “الحدث التحويلي” في الشرق الأوسط لأنها تفتح الباب أمام علاقات أفضل بين إيران والغرب، والتي يمكن أن تقلل من التوتر في المنطقة.
ويقول ريتشارد نفيو، الذي شغل منصب النائب الأول لمنسق سياسة العقوبات في وزارة الخارجية الأمريكية، إنّ المخاوف من أن إيران سوف تستخدم الأموال الناتجة عن تخفيف العقوبات لتمويل طموحاتها الإقليمية هي مخاوف مبالغ فيها.
وكتب نفيو في وقت سابق هذا الشهر: “الاحتياجات الاقتصادية المحلية الإيرانية حقيقية، وكذلك ضرورة وفاء الرئيس حسن روحاني بالوعود التي أدت إلى انتخابه. ولضمان استقرار الحكومة، يجب أن يتجه قادة إيران إلى المشاكل الداخلية وتوفير الاستثمارات اللازمة للحفاظ على مستقبلهم. دعم الرئيس السوري بشار الأسد والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى هو هدف هام، ولكنه ثانوي“.
تغيير التحالفات
أثار سعي الولايات المتحدة لاتفاق نووي مع إيران مخاوف بين الدول العربية التي يهيمن عليها السُنة بأنّ واشنطن، الكفيل التقليدي، تتراجع لترخي الحبل على الغارب للشيعة الإيرانيين في المنطقة. وسط هذه المخاوف، تتحدث دول الخليج العربية على نحو متزايد بشأن تنويع تحالفاتها الدولية.
“سوف نتذكر الرئيس الأميركي باراك أوباما كرئيس أمريكي أعاد العلاقات مع إيران، لكن يمكن أيضًا أن نتذكره كرئيس أمريكي خسر الحلفاء التقليديين في المنطقة“، سامي الفرج، وذلك وفقًا لما صرّح به مستشار الأمن القومي للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لوكالة رويترز في يونيو الماضي.
وأضاف: “لقد كانت دول مجلس التعاون الخليجي تبحث عن خيارات أخرى، سواء كانت روسيا أو فرنسا، أو القوى الإقليمية مثل تركيا وباكستان، لتمكيننا من استعادة توازن القوى في المنطقة“.
أعلن صندوق الثروة السيادي للمملكة العربية السعودية في وقت سابق هذا الشهر أنّه تمت الموافقة على استثمار 10 مليار دولار في روسيا على الرغم من دعم موسكو للأسد في سوريا، وهو الأمر الذي أغضب الرياض.
كما تبني المملكة العربية السعودية علاقات وثيقة مع فرنسا؛ ففي أواخر يونيو الماضي أعلنت الرياض وباريس عن إجراء دراسة جدوى لبناء مفاعلين نوويين في المملكة العربية السعودية، ومن المقرر تخصيص المفاعلين للاستخدامات المدنية. وقال مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس إن المملكة “لن تخاطر” بالسعي وراء تطوير سلاح نووي.
سباق التسلح الإقليمي
البيان الرسمي من المملكة العربية السعودية لوكالة فرانس برس بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي يتبع العديد من تلميحات المملكة في الأشهر الأخيرة بأن صفقة إيران قد تجبر الرياض للسعي لامتلاك قدرات تخصيب أسلحة نووية مساوية لتلك التي تمتلكها إيران. وقد أثارت هذه التعليقات شبح سباق محتمل للحصول على الأسلحة النووية في منطقة تعاني من وضع خطير بالفعل.
“لا يمكننا التراجع والفشل وإيران تحتفظ بكثير من قدرتها وأبحاثها“، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز من تصريحات أحد القادة العرب في شهر مايو الماضي.
كما أشار الأمير ترك الفيصل، وهو عضو في العائلة المالكة السعودية ورئيس المخابرات السابق في البلاد، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في وقت سابق من هذا العام، إلى أن حكومات أخرى في الشرق الأوسط ستسعى إلى امتلاك أسلحة نووية. وقال: “إذا كان لدى إيران القدرة على تخصيب اليورانيوم إلى أي مستوى، فإنّ المملكة العربية السعودية لن تكون الدولة الوحيدة التي تطلب امتلاك القدرة نفسها”.
ميلاني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساوث فلوريدا، يلقي ظلالًا من الشك على تهديدات السعوديين وحكومات الشرق الأوسط الأخرى في السعي لامتلاك قدرات نووية، واصفًا إياها بجهود للضغط على الغرب للحصول على أكبر عدد ممكن من التنازلات من إيران.
وقال ميلاني لإذاعة أوروبا الحرة: “القول أسهل بكثير من الفعل. هل المملكة العربية السعودية على استعداد لدفع نفس الثمن الباهظ الذي دفعته إيران للوصول إلى ما هي عليه اليوم في برنامجها النووي؟ ينبغي أن تدرك السعودية أنّ نفس البلدان التي كانت تدعمها عندما كانت القوى العالمية الست تتفاوض مع إيران، بما في ذلك إسرائيل، سوف تصبح أكبر عدو لها في حال قررت شراء قنبلة أو حتى تطوير القدرات المحلية لبناء قنبلة نووية“.
لعبة الطاقة الجديدة
عزلة إيران الدولية منعتها من الاستفادة بشكل كامل من احتياطياتها النفطية الهائلة، لكن هذا قد يتغير مع إمكانية رفع العقوبات الدولية من خلال منح طهران عملاء جدد في مجال الطاقة والحصول على الاستثمارات الأجنبية لتطوير حقول النفط والغاز. تمتلك إيران رابع أكبر احتياطيات نفطية في العالم، مع 157 مليار برميل، و34 تريليون متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي، تضعها أمام روسيا في كلتا الفئتين، وذلك وفقًًا لأحدث تقرير مراجعة إحصائية للطاقة العالمية من شركة بريتيش بتروليوم.
إطلاق هذه الاحتياطيات في الأسواق العالمية لن يؤدي فقط إلى تعزيز خزائن طهران، ولكن أيضًا إلى تزويد البلدان الأوروبية ببديل محتمل للغاز الروسي. يحصل الاتحاد الأوروبي على 27% من احتياجاته من الغاز من شركة جازبروم، عملاق الطاقة الروسية المملوكة للدولة.
ويتم نقل معظم هذا الغاز عبر أوكرانيا، حيث تقول كييف وحكومات غربية إنّ روسيا قدّمت الدعم العسكري المباشر إلى الانفصاليين في صراع مميت اندلع في أبريل عام 2014 بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم. كما تعتمد روسيا بشكل كبير على عائدات النفط لدعم اقتصادها الذي يعاني بالفعل من انخفاض حاد في أسعار النفط في العام الماضي، ويمكن أن يعاني أكثر إذا وصلت الإمدادات الإيرانية إلى السوق.
وقد سعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إضعاف عزم موسكو في الصراع داخل أوكرانيا من خلال معاقبة الكرملين وفرض عقوبات اقتصادية.
الطريق نحو ترسيخ الديمقراطية
 الاتفاق النووي يمكن أن يمنح روحاني القدرة على التأثير على الأعضاء المتشددين في المؤسسة الحاكمة الذين يعارضون محاولات إعطاء الإيرانيين مزيدًا من الحرية. لكنه يمكن أن يواجه روحاني ضغوطًا متزايدة من خصومه المحليين، وذلك وفقًا لما ذكره علي رضا نادر وهو محلل بارز في الشؤون الإيرانية بمؤسسة راند.
وأضاف نادر: “بلا شك، سيدعم هذا الاتفاق النووي الرئيس روحاني وسيوفر له الكثير من النفوذ السياسي.  ما يخشى منه المحافظون هو استخدام روحاني لشعبيته وإجراء تغييرات كبيرة في إيران.” ولكن حتى الآن، روحاني حذر للغاية“.
ويتساءل نادر: “هل ستتغير حسابات روحاني بعد الاتفاق النووي؟ في حين أنه قد يحصل على دفعة كبيرة من الاتفاق النووي، إلّا أنّه لا يزال يواجه النظام السياسي الذي يسيطر عليه المحافظون إلى حد كبير. ومن المرجح أن يتصدوا بقوة لأي محاولات للإصلاح، مهما كانت صغيرة“.
ومع ذلك، يعتقد بعض المراقبين أنّ التوصل إلى اتفاق يعزز من احتمالية الإصلاحات الديمقراطية داخل البلاد من خلال رفع العقوبات وخطر الحرب، وإعطاء المعتدلين والإيرانيين المؤيدين للإصلاح مساحة أكبر للتعبير عن آرائهم.
ومن بين هؤلاء نادر هاشمي أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة دنفر، والذي شغل منصب خبير العقوبات بالفريق الأمريكي الذي يتفاوض مع إيران. وفي مقال له، قال الهاشمي إنّ الاتفاق النووي “يمكن أن يساعد على وضع إيران مرة أخرى على الطريق نحو ترسيخ الديمقراطية”.
=====================
هاآرتس : «اسرائيل» تسعى لانتزاع اعتراف عالمي بملكيتها للجولان
ذكرت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية أن السكرتير السابق لحكومة الاحتلال ، تسفي هاوزر ، يقود توجهاً في «إسرائيل» و يرى وجوب ان تصوغ وتتبع "تل ابيب" نهجا استراتيجيا شاملا لا يقتصر فقط على منع نقل الأسلحة السورية إلى حزب الله، بل ايضا اعتراف العالم بان الجولان هو ارض «اسرائيلية» ، و يحذر من انه "سيكون هناك فشل تاريخي إذا ركّزت «إسرائيل» مجدّدا على الاحتياجات التكتيكية للأسلحة المتطوّرة فقط" .
 نسخة جاهزة للطباعة
وكتب هاوزر في "هاآرتس" أن "الوضع الراهن يمثّل الفرصة الحقيقية الأولى منذ ما يقارب النصف قرن لإجراء حوار بنّاء مع المجتمع الدولي لتغيير الحدود في الشرق الأوسط والاعتراف بالسيطرة «الإسرائيلية» على هضبة الجولان، كجزء من المصلحة العالمية في استقرار المنطقة".
وأضاف : ان "سوريا كانت ولن تكون مجدّدا . لقد انتهت صلاحية الاتفاقات التي عرّفت الحدود والدول في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى ، و ستمرّ المنطقة على الأرجح بسنوات طويلة من عدم الاستقرار . في مثل هذا الواقع يجب على «إسرائيل» أن تعيد صياغة مصالحها الجيو-استراتيجية - وليس فقط في الجبهة السورية - من خلال النظر بعيدا إلى الغد، وليس إلى الأمس".
واشار الى انه في هذا الصدد ، فإنّ "الاتفاق النووي الذي تم تحقيقه مع إيران قد يساعد «إسرائيل» في هذا الحوار" ، معتبراً أن "على «إسرائيل» السعي إلى اتفاق دولي يقضي على الطموح "الشيعي العلوي" في السيطرة مجدّدا على «الجولان الإسرائيلي» ، الذي تبلغ مساحته أقلّ من 1% من مساحة ما كان يومًا ما سوريا"
=====================
واشنطن بوست : روبرت كاجان : الاتفاق النووي الإيراني هزيل.. ولكن ماذا فعل الجمهوريون؟
أكد الكاتب والمؤرخ الأمريكي روبرت كاجان أن الاتفاق النووي الإيراني هزيل في كثير من النواحي، وأن الجمهوريين وبعض الديمقراطيين المنتقدين له هم محقون في ذلك.
إلا أن كاجان استدرك قائلا -في مقال نشرته، الأحد، صحيفة واشنطن بوست- «إن الكلام سهل ورخيص وهو الملاذ المفضل لأعضاء الكونجرس لا سيما المعارضة ومرشحي الرئاسة».
ورأى الكاتب الأمريكي أن «منتقدي الاتفاق النووي لهم كل الحق في التحذير من التحدي الخطير الذي ستفرضه إيران: الباحثة عن هيمنة في منطقة مهمة من العالم، والمنغمسة في حرب تطوق المنطقة شاملة سوريا والعراق ولبنان ودول الخليج والأراضي الفلسطينية، والمساندة لنظام الأسد وإن كان ينهار، ومن ثم فهي تتحمل المسؤولية الرئيسية في توسع تنظيم داعش وغيره من القوى الجهادية المتطرفة في سوريا وجارتها العراق، حيث ينمو نفوذها وتتأجج نيران الفتنة الطائفية، المدعمة لجماعة حزب الله وحركة حماس، المرابطتين في مواجهة حليف أمريكي، وكلتاهما تعمل بالوكالة لصالح النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا وفلسطين- وعليه فإذا ما حازت إيران أسلحة نووية، أو حتى اقتربت من ذلك، فإن قوتها الإقليمية ستزداد، كما أن قدرتها على مقاومة الضغوط الخارجية ستزداد بالتبعية».
وأضاف كاجان «هذا كله صواب، وهو أيضا ليس جديدا، فالتحدي المتزايد الذي تفرضه إيران مطروح منذ سنوات، ولم تكن الاستراتيجية الموضوعة للإبقاء على إيران تحت السيطرة تتضمن عنصرا آخر غير بذل الجهد للحيلولة دون حيازة إيران سلاح نووي.. مع أن أية استراتيجية جادة تهدف لمقاومة النفوذ الإيراني كان لا بد أن تتضمن مواجهة إيران على العديد من الجبهات في ساحة الشرق الأوسط: ففي سوريا كان الأمر يتطلب أن تكون هناك سياسة حاسمة للإطاحة بالأسد بالقوة، عبر استخدام قوة جوية أمريكية لتوفير حماية للمدنيين وتهيئة منطقة آمنة للسوريين الراغبين في القتال .
وفي العراق كان الأمر يتطلب استخدام قوات أمريكية لصد وتدمير جحافل تنظيم داعش بدلا من الاعتماد على قوة إيرانية في تنفيذ هذه المهمة- وبشكل عام فقد كانت هذه الاستراتيجية التزاما عسكريا أمريكيا أكبر إزاء الشرق الأوسط، على عكس ما شهدته القوة الأمريكية من انسحاب نظري وتطبيقي من المنطقة، وما تبع ذلك من انخفاض معدل الإنفاق الدفاعي الأمريكي على نحو بات يتعذر معه على #الجيش الأمريكي مجابهة أمثال تلك التحديات إذا ما دعا إلى ذلك داع«.
وفى ضوء ذلك،يرى الكاتب الأمريكى أن «السؤال الموجه الآن للجمهوريين المحقين في التحذير من خطر إيران الداهم هو: ماذا فعلتم أنتم حتى تتمكن أمريكا من البدء في تبني استراتيجية لمجابهة هذا الخطر؟. بالعودة إلى عام 2013، عندما كان الرئيس أوباما يفكر في شن غارات جوية ضد قوات الأسد ردا على استخدام الأخير أسلحة كيماوية، نهض نواب جمهوريون بارزون بعضهم الآن مرشح للرئاسة، وأعلنوا رفضهم مثل هذه الخطوة من جانب إدارة أوباما ضد الأسد والتي كانت ستعتبر أول خطوة حقيقة على صعيد الإطاحة بنظام الأسد وبـإيران بالتبعية من سوريا».
وأضاف كاجان متسائلا «وماذا عن العراق، عندما لم يُبد غير عدد ضئيل للغاية من الجمهوريين استعداده للإقرار بأنه دونما التزام بوجود قوات برية أمريكية، فمن المستحيل إخراج تنظيم داعش، وبدون هذا الجهد لن تتمكن أي قوة من التقدم في العراق غير قوى داعش وإيران».
وأخيرا، وهو الأهم، يقول كاجان، «إن مقدرة أمريكا على فعل أي شيء حيال التهديدات الراهنة في الشرق الأوسط تتناقص يوما بعد يوم، وفي الوقت الذي تتنامى فيه القوى الصينية، والروسية، والهيمنة الإيرانية، فإن الجمهوريين المسيطريين على الكونجرس يدعمون تقليص ميزانية الدفاع رغم تواتر التحذيرات من وزراء دفاع متعاقبين ورؤساء هيئة أركان مشتركة وقادة بارزين آخرين في #الجيش الذي هو على وشك تسريح نحو 40 ألف جندي من قوته الفاعلة».
واختتم الكاتب والمؤرخ الأمريكي قائلا إنه يحق للجمهوريين انتقاد الاتفاق النووي، لكنه سيكون من الصعب أخذ انتقاداتهم هذه مأخذ الجدّ إذا هم لم يبدأوا في عمل ما بوسعهم للشروع في مجابهة التحدي.
=====================
صحيفة مفترق الشرق الاوسط :عوفره بانجو: أكراد سوريا والعراق يسيرون نحو الاستقلال
لندن – عربي21
الأحد، 19 يوليو 2015 03:23 م
قال الكاتب الإسرائيلي عوفره بانجو، إن خارطة القرن الحادي والعشرين تغيرت، وإن قوانين اللعبة في المنطقة تغيرت، وإن اللاعبين الأساسيين في المنطقة ليسوا دولا وإنما تنظيمات ومليشيات.
وفي مقاله المنشور في "مفترق الشرق الأوسط"، الأحد، قال بانجو: "قبل مئة عام تم تصميم خارطة الشرق الأوسط من قبل عناصر قوة خارجية، سواء بريطانيا أم فرنسا. أما اليوم فإن مصممي الخارطة الإقليمية هم لاعبون محليون".
وضرب الكاتب مثالا، الصراع بين الأكراد وبين تنظيم الدولة، الذي اندلع علنا في صيف 2014، وهو مثال نموذجي لهذه التغيرات، وقال إن "هذين اللاعبين اللذين يصممان الخارطة السياسية اليوم، هما جهات ليست دولية، بل محلية، والاثنان يستندان إلى قوة عسكرية غير نظامية وستتحول إلى نظامية مع الوقت، والاثنان يمثلان تيارات تزعزع شرعية الدول القائمة".
وتابع: "في الجانب الكردي إنه التيار العرقي القومي وفي الطرف الآخر التيار الإسلامي السلفي، والتطورات في المناطق التي تسيطر عليها كردستان في العراق وسوريا هي صورة في المرآة للتطورات لدى داعش، الذي تبنى لنفسه اسم الدولة الإسلامية في صيف 2014.. هذان اللاعبان يتغذيان على الشرخ الذي اجتاح دول الهلال الخصيب، والاثنان كفرا بالدولة حيث إنهما سيطرا على مناطق ساد فيها فراغ سياسي وأقاما فيها أنظمة سلطة خاصة بهما. والاثنان محوا الحدود بين سوريا والعراق، والاثنان يستندان إلى متطوعين من دول أجنبية والاثنان يستخدمان الإعلام الجديد من أجل تحقيق أهدافهما".
وأضاف: "في الماضي اعتبر الأكراد عنصر عدم استقرار على المستوى الإقليمي، واليوم يتميزون بالاعتدال وتقبل الآخر ويمتنعون عن الأعمال الانتقامية، مقارنة بتنظيم الدولة".
وفي الصراع في كل من سوريا والعراق، تحول الأكراد بحسب الكاتب إلى أشد الأعداء "بالذات على ضوء نجاح الأكراد بكبح تمدد الدولة الإسلامية في مناطقهم. هذا على العكس من الجيوش النظامية في سوريا والعراق التي هي غير قادرة على دحر داعش. وحقيقة أن الدولة الإسلامية حاربت بأكثر من جبهة في الوقت ذاته، سواء في سوريا أم في العراق، كانت قد أضعفت الضغط على الأكراد، ويحاول الأكراد رغم تهديد داعش الحفاظ على إنجازاتهم".
وتساءل الكاتب: "في ظروف كهذه، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الدولة الإسلامية تساعد أو تؤخر القومية الكردية وسعيها إلى الاستقلال؟".
وختم بأنه "هل يمكن أن تتغير أحداث مصر وتونس والعراق وسوريا وتقام هناك أنظمة مستقرة قادرة على الحكم؟ الخريطة الجيوسياسية متحركة اليوم. فهي موجودة في ذروة عملية معقدة وأحيانا مدمرة. ومع ذلك، فإن العمليات التي حدثت عميقة وقد اجتازت نقطة اللاعودة. سيكون من الصعب على العراق وسوريا العودة كدولتين كما كانتا في القرن العشرين. لهذا فإن تقسيم المناطق الكردية هو حقيقة واقعة، وسيستمر الأكراد في السير البطيء باتجاه الاستقلال في العراق والحكم الذاتي في سوريا".
=====================
صنداي تليغراف: الحكومة البريطانية متهمة بإعطاء ظهرها للمسيحيين بالشرق
النشرة
الأحد 19 تموز 2015   آخر تحديث 07:22
 
أشارت صحيفة "صنداي تليغراف" البريطانية إلى أن الحكومة البريطانية متهمة بإعطاء ظهرها للمسيحيين الذين يواجهون "تطهيرا عرقيا" في سوريا والعراق ورفض منحهم حق اللجوء على خلفية الاضطهاد الديني.
ولفتت إلى أن لورد كاري الرئيس السابق لأساقفة كنيسة كانتربري قاد حملة الانتقادات التي اتهمت الحكومة بالفشل في توفير ملاذات آمنة للمسيحيين الذين حاولوا الفرار من اضطهاد تنظيم "داعش" لهم.
ويأتي ذلك مع تزايد الانتقادات التي اتهمت الحكومة في بريطانيا بتجاهل محنة المسيحيين في المنطقة.
وكانت إحدى المؤسسات الخيرية التي تساعد في تهريب المسيحيين في العراق وسوريا إلى أوروبا قالت إن الحكومة رفضت أكثر من طلب لجوء من عائلات مسيحية هربت من سوريا عبر بيروت بينما وافقت حكومات بولندا والتشيك وحتى البرازيل على استقبالهم.
وأطلق صندوق برنارد الخيري عريضة تطالب الحكومة في بريطانيا بالعمل مع الحكومات بالشرق الأوسط للاعتراف بأن المسيحيين مستهدفون.
=====================
واشنطن بوست :ديفيد اغناتيوس  :بعد «النووي».. كيف يمكن احتواء تدخل إيران
 
الشرق الاوسط
الأحد - 2 شوال 1436 هـ - 19 يوليو 2015 مـ رقم العدد [13382]
نسخة للطباعة Send by email  تمثل انتقادات الجمهوريين اللاذعة لاتفاق إيران النووي إحراجًا. ويتفق أكثر قادة العالم مع أوباما في أن هذا الاتفاق أفضل وأنسب من أي بديل واقعي. إنه حقًا إنجاز دبلوماسي يدعم القيادة الأميركية، لا يقوضها. سوف يكون الضرر، الذي سيلحق بالولايات المتحدة، سببه هو رفض الكونغرس المتعنت للاتفاق، وتعرقل ماكينة الإزعاج الخاصة بالجمهوريين، التي تنتقد الاتفاق. التفكير في السؤال الحقيقي الذي نواجهه، هو: كيف يمكن احتواء تدخل إيران في المنطقة؟ والاستراتيجية الصحيحة هي طرح الاختيار التالي أمام طهران، وهو: إما أن تشارك في مفاوضات جادة من أجل إنهاء الحروب الإقليمية في سوريا، واليمن، أو تواجه مقاومة عنيفة صارمة بقيادة الولايات المتحدة.
ويمثل وضع حد لسلوك إيران، الذي يقوض الاستقرار في المنطقة، أولوية في الشرق الأوسط، كما يتفق مسؤولون إسرائيليون، وسعوديون، وإماراتيون، رفيعو المستوى، بشكل غير معلن، أيًا كانت الضجة الشعبية بشأن الاتفاق النووي. وينبغي أن تكون هذه المهمة الأساسية، التي تتمثل في مواجهة طهران، أسهل الآن حيث تم تقييد البرنامج النووي الإيراني لمدة عقد من الزمان على أقل تقدير. مع ذلك، على أوباما الاستمرار في بذل الجهود على الجبهة الإقليمية وإلا سوف تبسط إيران هيمنتها، وهو ما من شأنه الإضرار بالولايات المتحدة وحلفائها. وقال لي مسؤول رفيع المستوى في إحدى دول الخليج: «الجانب الفني (من الاتفاق النووي) ثابت وراسخ، لكن لطالما كان هذا مبعث قلقنا الثانوي». وأضاف: «مبعث قلقنا الأساسي» هو السلوك العدائي للحرس الثوري الإيراني في سوريا، واليمن، وغيرها من المناطق. والجدير بالذكر أن الحرس الثوري سيحظى بتمويل من إيران التي سوف تتحرر من العقوبات.
ما هي أفضل طريقة إذًا لمواجهة طهران بشأن تلك المسائل؟ في ما يتعلق بالمشكلة النووية، الاستراتيجية الصحيحة هي الجمع بين الضغط، بما في ذلك احتمال استخدام قوة عسكرية، والدبلوماسية. فلنبدأ بالاحتواء العسكري. وكانت هذه المسألة من المسائل الرئيسية في اجتماع كامب ديفيد الذي شارك فيه قادة دول الخليج خلال شهر مايو (أيار) الماضي. ورغم انتقادات المعلقين لهذا الاجتماع، أسفر عن خطة لتحسين نقل الأسلحة، وتدريب القوات الخاصة، وتمرينات عسكرية مشتركة، وغيرها من الإجراءات الرامية إلى وضع إيران تحت الرقابة.
هناك تباطؤ واضح في خطى أوباما في ما يتعلق بالشأن السوري، ومن أسباب ذلك عدم رغبته في مواجهة الذراع الإيرانية هناك، التي تتمثل في ميليشيا «حزب الله»، حيث تعد ذلك مخاطرة قد تفسد المحادثات النووية. ولم يعد لهذا العذر وجود الآن.
وينبغي أن تزيد الولايات المتحدة الضغط على الرئيس بشار الأسد؛ فقبضته تتراخى. وفي جنوب سوريا، حصل المقاتلون المعتدلون، الذين تلقوا تدريبًا على أيدي ضباط الاستخبارات المركزية الأميركية، والاستخبارات الأردنية، على أرض لهم. ويتحدث الأردنيون عن إنشاء منطقة آمنة من «البلدات الاستراتيجية»، ولكن على طراز القرن الواحد والعشرين. أما في شمال سوريا، فقد أتاحت الهجمات الجوية الأميركية للمقاتلين الأكراد السيطرة على شريط بطول الحدود التركية، ويناقش الأتراك مسألة إنشاء منطقة حدودية آمنة خاصة بهم.
وكما تبين للولايات المتحدة في المحادثات النووية، تكون مثل تلك الضغوط ذات قيمة كبيرة إذا نجحت في دفع طهران وأصدقائها نحو النهج الدبلوماسي، وقد تكون تلك المرحلة الحاسمة قد باتت قريبة في سوريا. ويبدو أن موسكو باتت أخيرًا راغبة في مناقشة مرحلة انتقالية بوساطة. وصرح أوباما لتوماس فريدمان، الكاتب في «نيويورك تايمز»، قائلاً إنه بعد حديثه مؤخرًا مع الرئيس فلاديمير بوتين يعتقد أن الروس أدركوا أن نظام الأسد يفقد سيطرته على مناطق جديدة داخل سوريا كل يوم، وأنه رغم كون هزيمة النظام السوري ليست بالقريبة، تزداد احتمالاتها يومًا بعد يوم.
وصرح أوباما خلال مؤتمر صحافي بشأن إشراك إيران في تسوية دبلوماسية في سوريا يوم الأربعاء، قائلاً: «لن نحل مشكلات سوريا إلا إذا تم إشراك الروس، والإيرانيين، والأتراك، وشركائنا في الخليج. إن الوضع يعمه الفوضى؛ وإيران واحدة من الأطراف الفاعلة، وأعتقد أنه من المهم بالنسبة إليهم أن يشاركوا في تلك المحادثات».
هل سيقنع الضغط إيران بأن المفاوضات الدبلوماسية الخاصة بسوريا واليمن تخدم مصالحها؟ قال محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، في شهر أبريل (نيسان)، إنه سوف يرحب بتلك المحادثات. كذلك أخبر ظريف جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، برغبة إيران في القيام بدور مختلف، وأقل تهديدًا في المنطقة. مع ذلك، يتمثل جوهر المشكلة في عدم سيطرة ظريف على أعمال إيران السرية، التي يتولى أمرها الجنرال قاسم سليماني، رئيس فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني. ما الذي سيقنع المتشددين بأنه قد آن الأوان للحديث؟ إنه الضغط، ثم الضغط، ثم الضغط؛ ثم الدبلوماسية. وستكون هذه العملية المهمة أسهل مع إغلاق الملف النووي.
 
* خدمة {واشنطن بوست}
=====================
فورين بوليسي): هل يمكن لصفقة إيران أن تقود لصفقة بشأن سوريا؟
 لا تراهن على ذلك. يشق السعوديون طريقهم بقوة مع كل من تركيا وقطر لمواجهة النفوذ الايراني المتزايد في الحرب الأهلية التي وصلت إلى طريق مسدود.
«إنها ليست الصفقة في حد ذاتها التي تشغلنا. لكن ما يشغلنا ما قد ينبني على تلك الصفقة وما قد يترتب عليها».
 هذا ما أشار إليه مسؤول رفيع المستوى من دولة خليجية عربية شرح لي وجهة نظر بلاده بشأن اتفاق الحد من البرنامج النووي الايراني. وتشير تلك «الصفقة» التي تحدث عنها ذلك المسؤول البارز إلى مخاوف واسعة الانتشار من أن الاتفاق النووي سوف يمهد الطريق أمام تقارب تاريخي بين الولايات المتحدة وإيران على حساب الحلفاء التقليديين لواشنطن في المنطقة، وخاصة دول الخليج.
وتلخص ملاحظة المسؤول الكثير من المزاج العام في المنطقة. ويشك دبلوماسيون ومحللون أن الاتفاق يشجع طهران، الآن في طريقها إلى أن تصبح عضوا محترما في المجتمع الدولي وحليف محتمل للولايات المتحدة الأمريكية، وسيمكنها من لعب دور عسكري أكثر حزما في العالم العربي. ونتيجة لذلك، يبدو أن كل العيون مركزة على دولة واحدة في المرحلة المقبلة لزيادة الأعمال العدائية: سوريا.
 وقد أشاد الرئيس السوري «بشار الأسد» بالفعل بالاتفاق، ووصفه بأنه «انتصار كبير» بالنسبة لإيران، مشيرا إلى أنه سيساعد في عملية دعم طهران لــ «القضايا العادلة» في المنطقة بــ «زخم أكبر». وتفاقمت مخاوف المعارضين الإيرانيين من خلال الأحكام في الاتفاق التي تنص على أنه سيتم رفع حظر الأمم المتحدة على الاسلحة لإيران في خمس سنوات والتي من شأنها أن ترفع العقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية في ثماني سنوات، حتى القائد الإيراني سيئ السمعة الجنرال «قاسم سليماني»،الذي ساعد شخصيا في قيادة الهجمات من إيران مستخدمين الوكلاء في العراق وسوريا، يقف في خط تخفيف عقوبات الأمم المتحدة.
ولعدة سنوات، كانت سوريا المسرح الأكثر وضوحا لحرب دامية بالوكالة بين كتلتين كبيرتين بقيادة الرياض وطهران. وبغض النظر عن المسار الذي سيسلكه المتنافسون في المنطقة في الفترة القادمة، الدبلوماسية أو حرب أكثر دموية، فإن سوريا ستكون في القلب منه. وبشكل ملحوظ، فإن ديناميكيات جديدة قد تؤدي أيضا إلى إعادة تنظيم استراتيجية كبيرة داخل الكتلة العربية المعادية لإيران.
الجوانب الاقتصادية لاتفاق إيران قد تؤدي إلى مزيد من الحوار بين دول الخليج العربي وطهران. ويقف كلا الجانبين للاستفادة اقتصاديا من هذا الانفتاح، وكانت واشنطن تضغط على دول الخليج على مدى السنوات الــ 12 الماضية لتضييق الخناق الاقتصادي على إيران، على الرغم من انخفاض التجارة سار ضد مصالحهم. واستئناف التجارة المتوقفة منذ قرون من الممكن أن يكون الخبر السار لكلا الجانبين، وأنهما سوف يصلان  بلا شك إلى بعضها البعض لمناقشة القضايا الإقليمية مثل سوريا واليمن وتهديد «الدولة الإسلامية».
ومع ذلك، فإنه في الوقت نفسه من المرجح أن يزيد الدعم لوكلاء كل منهما في سوريا وغيرها. ولكلا الجانبين دوائر نتوقع منها أن تفعل أكثر من ذلك
تأثير الاتفاق الإيراني الأكثر عمقا في الحرب السورية قد يدفع الرياض إلى التحالف مع كل من تركيا وقطر، وهما البلدان اللتان كان معهما خلافات مريرة لفترة طويلة بشأن دور الجماعات الإسلامية في المنطقة. ومنذ عام 1995، تم وصف العلاقة بين الدوحة والرياض بأنها علاقة التنافس والشك المتبادل، كما أن السعوديين اتهموا القطريين بدعم المعارضة الإسلامية داخل المملكة، والتآمر للتحريض على انتفاضة، وعند نقطة معينة الانضمام إلى التحالف المدعوم من إيران في المنطقة عن طريق تحرك أقرب نحو حزب الله ونظام «الأسد» وحركة حماس. وبعد ثورات الربيع العربي؛ أصبحت علاقة الجيران أكثر توترا في الوقت الذي تحالفت فيه المملكة العربية السعودية مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتشكيل سياسة إقليمية خاصة بهما ضمن أهدافها تقويض المصالح القطرية في جميع أنحاء المنطقة. وبرزت تركيا، في الوقت نفسه، بين المؤيدين البارزين للحكومة السابقة بقيادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الحكومة التي أطيح بها في نهاية المطاف بدعم سعودي كبير جدا.
ومع ذلك، فإن هذه البلدان تقوم بشكل متزايد ومستمر بدفن خلافاتها من أجل العمل معا ضد العدو المشترك في سوريا. وثمة تحالف سعودي تركي يتبلور منذ زيارة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» في مارس/أذار الماضي. ووفقا لمصادر مطلعة؛ فإن السعوديين أخبروا «أردوغان» أن الرياض «ستدعم بشكل كامل أي خطوة تركية في سوريا أو العراق».
 وفي الوقت ذاته عكست المملكة العربية السعودية معارضتها السابقة المتمثلة في دعم للجماعات الإسلامية والجهادية في سوريا، محولة بذلك التروس للفوز بمساعدة الجماعات المدعومة من قبل قطر وتركيا. واستأنفت قطر، التي استعادت الكثير من الدعم الإقليمي للإسلاميين بعد توقيع اتفاق مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، تقديم الدعم لعملائها في سوريا، وساعدت في تأسيس جيش الفتح، الأمر الذي قاد إلى سلسلة من المكاسب ضد «نظام الأسد» في شمال سوريا.
وإلى جانب المساهمة بالأموال، دفعت المملكة العربية السعودية وراء جهود جادة لتوحيد كتائب الثوار لجميع المتمردين «دون استثناء»، وهو الأمر الذي أكد عليه المندوب السعودي في اجتماع لأنصار المعارضة بعد تولي الملك «سلمان» الحكم.
مندوبون، من بينهم مسؤولون في دولة الإمارات العربية المتحدة، دافعوا أولا لاستبعاد الجماعات السلفية مثل أحرار الشام، ولكن خفضوا مطالبهم في اجتماعات لاحقة. وأعرب الأمريكيون أيضا عن عدم الراحة تجاه الاقتراح، وأصر ممثلو بعض الدول الغربية أن «نظام الأسد» يقف على أرض هشة، وأن الدعم المتزايد بسرعة يمكن أن يقود هذا الوضع ليخرج عن نطاق السيطرة. ولم تحدد الإمارات بوضوح ما إذا كانت تؤيد الصيغة الجديدة التي تدعمها السعودية، ما ترك قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية في معسكر واحد.
وعلى أرض الواقع، لا تزال الكتلة القطرية-السعودية-التركية في طور التكوين والتشكل. وعلى الرغم من تعاون الرياض مع أنقرة والدوحة، فإن التحالف الجديد لم يدخل بعد حيز التنفيذ الكامل، لأن المملكة العربية السعودية اعتمدت في الغالب على حليفيها للقيام بهذه المهمة. وأبطأت الانتخابات التركية الأخيرة أيضا جهود إمالة التوازن على الأرض.
ولا تزال الرياض تحتاج إلى النظر في مصالح وأولويات حلفائها في دول مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر، وكلاهما يعارض أي تقارب حقيقي مع الإسلاميين. ولذلك توازن المملكة العربية السعودية بين اثنين من مجموعات من الحلفاء، وتسعى بهدوء إلى تصور وحساب مصالحها. وكان أحد جوانب هذه السياسة الجديدة التوعية الهادئة للجماعات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، وهي الخطوة الضرورية، وفقا لمسؤولين سعوديين، التي من شأنها أن تسمح لهم بإنجاز أولويات إقليمية. سياسة التعاون الانتقائي التي انتجتها المملكة في الماضي، وفقا لمسؤول في وزارة الداخلية السعودية، قوضت مكانة الدولة إقليميا.
وقال المسؤول السعودي في محادثة جرت مؤخرا أن جماعة الإخوان المسلمين لم يكن يُنظر إليها دوما باعتبارها تهديد في المملكة، ويمكن لهذا أن يوفر «عمقا استراتيجيا» في أماكن معينة، كما هو الحال في سوريا واليمن وحتى شمال أفريقيا. إن دورا أكثر حزما في المملكة العربية السعودية في المنطقة يجعل من الصعب منها أن تكون انتقائية عندما تبحث عن حلفاء، ففي اليمن، على سبيل المثال، فإن حاجتها إلى قوات برية وشبكات اجتماعية تجعل من حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو تحالف من القبائل والإخوان المسلمين والكتل السلفية، أحد الأصول التي يمكن الاعتماد عليها.
في الوقت نفسه، أشار المسؤول إلى أن هذه السياسة الجديدة تعني إعادة تنظيم العلاقة في المملكة العربية السعودية مع الدول العربية في كل المنطقة.
 وأردف «التأثير الذي قامت به قطر منذ الربيع العربي يمكن تطبيقه إذا كانت المملكة العربية السعودية تعمل معهم عن كثب. السياسة الخارجية للمصريين في العراق وسوريا في تناقض حاد مع سياستنا. إنها أقرب بكثير، إن لم تكن متطابقة، مع موقف إيران هناك. ويعرف المسؤولون هنا ذلك بلا مواربة».
وسوف تعجل صفقة إيران من هذا التحول الاستراتيجي الملحوظ في طريق المملكة العربية السعودية فيما يخص إدارة السياسة الخارجية. وبغض النظر عن رأيها حول الاتفاق النووي، فسوف تجد محاولات مضنية من الرياض لمنع طهران من بسط سيطرتها على الزخم لدفع نفسها إلى دور إقليمي أكبر من ذلك. وفي الأسابيع والأشهر المقبلة، سيتعين على كل جانب، على الأرجح، السعي لإثبات أنه قوة إقليمية لا يُستهان بها. وهكذا، ومهما يكن ما سيحدث بعد ذلك، فإن الوضع في سوريا سيزداد سوءا قبل أن يتحسن، في حالة إذا كان له أن يتحسن بأي حال من الأحوال.
 المصدر | حسان حسان، فورين بوليسي
=====================
بيزنس إنسايدر: داعش وسوريا أكبر المستفيدين من الصفقة النووية الإيرانية
عمر رأفت
البوابة نيوز
وقعت الولايات المتحدة، وقوى عالمية أخرى صفقة تاريخية مع إيران بشأن برنامجها النووي هذا الأسبوع، ولكن هناك عدة أطراف سوف تستفيد من هذا الاتفاق وأبرزها تنظيم داعش الإرهابي والنظام السوري بقيادة بشار الأسد.
وذكرت مجلة بيزنس إنسايدر الأمريكية أن تنظيم داعش سيكون واحدا من الأطراف المستفيدة من تلك الصفقة بصفتها الآن هي الحامية للواء السنة في العراق وسوريا ضد الشيعة، حيث إن تلك الصفقة ستعطي لداعش الفرصة للتوسع وتجنيد المزيد من المقاتلين في صفوفها بحجة الإسلام وحماية السنة من الخطر الشيعي الإيراني، خاصة بعد توقيع الاتفاقية.
وأضافت المجلة أن داعش سوف تستفيد كثيرا من هذه الصفقة، في الوقت الذي ترى إيران فيه أنها قد حققت ما تريد وجلبت الظلام على السنة وتستعد لنشر المذهب الشيعي في العالم.
وأكدت المجلة أن داعش تستفيد فعلا من وجود الشيعة في العراق وسوريا، وتعتبر نفسها هي الحامي الوحيد للسنة في تلك المناطق، وأن توقيع تلك الصفقة سوف يزيد من توسعها وستستغل مظالم الشيعة للسنة في التوسع والسيطرة على أماكن أكثر في الشرق الأوسط.
وأضافت المجلة أن هناك نظريات مؤامرة حول تواطؤ الولايات المتحدة مع إيران الثيوقراطية الشيعية، لتكون إيران هي الضابط الجديد للأمم المتحدة في الشرق الأوسط ولتزيد من التوسع الأمريكي الإيراني في الشرق الأوسط.
وفي نفس السياق، قال كريستوفر هارمر، المحلل البارز في معهد دراسات الحرب الأمريكية: إن داعش أقنع عددا من العشائر السنية أن الإيرانيين سوف يقومون بإنشاء ما يسمى الهلال الشيعي، ويهدف هذا إلى سيطرة إيران على عدد كبير من المناطق في الشرق الأوسط والتحكم في سياسات الدول الأخرى وهذا سيضر بمصالح السنة في الوجه العام.
وقالت المجلة الأمريكية: إن هناك أيضًا قلق بشأن تخفيف العقوبات التي تأتي مع الصفقة الإيرانية، مضيفة أن المليارات التي ستتوفر بعد رفع العقوبات يمكن أن تكون سببًّا في ازدياد الصراعات في العراق وسوريا، والأموال الإضافية التي سوف تأتي مع تخفيف العقوبات الغربية يمكن أن تستخدم لزيادة مشاركة إيران في تلك الصراعات، في الوقت الذي أكد الرئيس باراك أوباما للمتشككين بأن المال سيتم إنفاقه على تنمية الاقتصاد الإيراني، في الوقت الذي توقعت فيه الصحيفة أن تلك الأموال سوف تذهب لتدعيم النظام السوري بقيادة بشار الأسد لزيادة نفوذ إيران في سوريا.
وتحدثت بيزنس إنسايدر أن إيران تضع موارد كبيرة في القتال ضد داعش في العراق عن طريق الميليشيات الشيعية الذين أحرقوا المدن وارتكبوا الفظائع ضد الإرهابيين، وهذا ما تريده داعش وهو خلق الفوضى الطائفية بين السنة والشيعة ودفع الشيعة لارتكاب الفظائع وهو ما سيجعل القبائل السنية تنضم لداعش لتجنب أذى الشيعة، حسبما أكدت المجلة.
وأضافت المجلة أن جزءا كبيرا من التمويل الإيراني في سوريا ذهب نحو تسليح الجماعات ذات الأغلبية الشيعية لا سيما ما يسمى قوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيا تابعة للحرس الثوري الإيراني "التي تحارب السنة نيابة عن الأسد"، وهذا يعتبر شيء يجذب السنة تجاه داعش في محاولة للهرب من القوات الشيعية بقيادة الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني.
=====================
ريموند أوديرنو: هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية تحتاج من 10 إلى 20 سنة
اخبار اليوم
قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال ريموند أوديرنو إنه يعتقد بأن هزيمة تنظيم داعش قد يستغرق 10 إلى 20 سنة وذلك أبعد مما يتوقع البيت الأبيض. وأضاف في حديث للصحفيين بأن هزيمة التنظيم تتجه لأن تأخذ وقتا أطول مما كان يعتقد الكثيرون وأضاف بأنه لاحظ بأنها تحتاج إلى  أكثر من العمليات العسكرية لهزيمة التنظيم مشيرا إلى الإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية الضرورية لمواجهة تحدي داعش .
ودافع الجنرال أوديرنو عن تدريب القوات المحلية بوصفها أفضل طريقة لمحاربة الجماعة أكثر من عملية نشر جنود أمريكيين على الأرض وهي وجهة النظر التي تتفق مع وجهة نظر الإدارة.
من جانب آخر قالت وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إن تنظيم داعش استخدم غازات سامة في هجمات وقعت في شمال شرق سوريا أواخر يونيو. وأضافت إن الغازات السامة استخدمت في هجمات وقعت يومي 28 و 29 يونيو ضد مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرق سوريا. وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب إنه لم يتم تحديد نوع المواد الكيماوية التي استخدمت على وجه الدقة.
وأضاف إنه لم يمت أحد من مقاتلي وحدات حماية الشعب الذين تعرضوا للغازات لأنهم نقلوا بسرعة إلى المستشفى. وقال إنه هذه كانت أول مرة يستخدم فيها تنظيم الدولة الإسلامية الغاز السام ضد وحدات حماية الشعب الكردية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إنه وثق أيضا استخدام تنظيم الدولة الإسلامية غازات سامة في هجوم على قرية قرب تل براك في 28 يونيو. وأضاف إن 12 من مقاتلي وحدات حماية الشعب تعرضوا للغاز. وقال المرصد أيضا إنه تلقى معلومات عن هجوم بالغاز على مدينة الحسكة ولكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.

وقال بيان وحدات حماية الشعب إنه يحقق في استخدام تنظيم الدولة الإسلامية أسلحة كيماوية بمساعدة من فريق دولي من الخبراء. وكانت وحدات حماية الشعب قد طردت تنظيم الدولة الإسلامية من مساحات واسعة من شمال شرق سوريا هذا العام بمساعدة هجمات جوية تقودها الولايات المتحدة. وتشمل المناطق التي تم استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية بلدة تل أبيض على الحدود مع تركيا.
 
أمنيو داعش أعدموا 40 من قادته
قال صالح الحموي المعروف بـ أس الصراع في الشام وهو من مؤسسي تنظيم جبهة النصرة (فُصل مؤخرا) إن تنظيم الدولة يدار بطريقة محاكم التفتيش قائلا إن أمنيي التنظيم قتلوا أكثر من أربعين قياديا!
أس الصراع الذي نشر تعليقا الخميس حول قرار فصله من جبهة النصرة واتهم فيه التنظيم بالعشوائية كاشفا معلومات جديدة عن أبو محمد الجولاني تعرّض لسخرية كبيرة من أنصار تنظيم الدولة ما دعاه للرد عليهم.
وكتب أس الصراع في حسابه عبر تويتر : إلى الدواعش خوارج العصر الذين حاولوا أن يصطادوا في بياني أقول لهم بعد مقتل أبو مسلم التركماني وأبو أسامة العراقي والبيلاوي (دولتكم) تدار بنظام محاكم التفتيش .
وتابع: إن كنتم لا تعلمون فإنه من عام 2014 إلى الآن أمنييكم قتلوا أكثر من 40 قياديا من الصف الأول في الدولة وقريبا سأنشر أسماءهم .
ويبرهن أس الصراع في تغريداته الأخيرة على حديثه السابق عن تنظيم الدولة حيث أوضح أن العراقي حجي بكر الضابط السابق في الجيش العراقي إبان حكم صدام حسين هو من وضع استراتيجية بناء الدولة الإسلامية .
وقال أس الصراع إن الخطة التي رسمها حجي بكر واشتملت على السياسة الشرعية للدولة أيضا بالرغم من جهله المدقع في الدين هي التي يطبقها قادة التنظيم بحذافيرها هذه الأيام رغم مرور أكثر من عام على مقتله .
وبحسب محللين فإن القيادة الأمنية في تنظيم الدولة هي من تدير جميع أمور التنظيم دون الاستناد إلى اللجنة الشرعية في الدولة الإسلامية قائلين إن دورها شكلي فقط ويحكم القضاة في الأمور الحياتية والقضايا الصغيرة بينما تصدر أحكام الإعدام وما شابه من القادة العسكريين وفق قولهم.
=====================