الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19/12/2016

سوريا في الصحافة العالمية 19/12/2016

20.12.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية : صحيفة الجارديان البريطانية تنشر نصيحة أوباما الأخيرة لترامب
الصحافة الامريكية : الصحافة العبرية : الصحافة الفرنسية والتركية :  
الصحافة البريطانية :
الغارديان: ناجون من الموت بحلب يتحدثون عن أصعب لحظات عاشوها..
http://all4syria.info/Archive/372131
كلنا شركاء: الغارديان- ترجمة هافينغتون بوست عربي
غادرت سيما زين منزلها الوحيد وهي تحمل حقيبة ملابس وقطعتين من المجوهرات المفضلة لديها، من أجل السفر على متن حافلة، مليئة بملصقات لصور العدو، متجهة نحو مستقبل مجهول.
وكانت الرحلة كئيبة يشوبها شعور بالخوف والبكاء، حيث كانت سيما تبكي بسبب ابتعادها عن المدينة والأصدقاء الذين تركتهم وراءها، كما أنها كانت خائفة من أن تقوم القوات النظامية بإيقاف حافلة الإجلاء التي كانت تحمل صورة للرئيس السوري، بشار الأسد.
وقالت سيما، في مقابلة عبر الهاتف من محافظة إدلب، التي تقيم فيها مع والدتها وشقيقتها وبعض أقاربها في غرف مستأجرة: “لقد كان موقفاً مرعباً وحزيناً جداً، عشت في مدينة حلب منذ ولادتي، كما أنني لم أغادرها حتى في زمن الثورة أو في الوقت الذي تمت فيه محاصرة المدينة”.
وأضافت الفتاة السورية، التي عملت ناشطة في وسائل الإعلام قائلة “شعرت أن ما يحدث قد يكون خدعة للإيقاع بنا، كما أنه لم يكن لدي خيار آخر، لأنني في نظرهم أُعدّ إرهابية”.
رحلة شاقة
وكانت عمليات الإجلاء صعبة وفوضوية، خاصة في ظل تدفق الآلاف من السكان من شوارع حلب المدمرة، التي تسيطر عليها المعارضة، محاولين الظفر بمكان ضمن واحدة من عشرات الحافلات التي تم توفيرها لنقل 50 ألف شخص.
وفي هذا السياق، قال مهند، البالغ من العمر 21 سنة، الذي فقد الاتصال مع عمه وابن عمه ووالده خلال الهجوم الأخير، إنه “كان علينا أن ننتظر حوالي أربع ساعات للحصول على مكان في الحافلة”.
وأضاف مهند “لقد كان الطقس بارداً جداً، وكانت فرق الهلال الأحمر تحاول تنظيم السكان، من خلال ضمان أولوية نقل الأطفال والجرحى، إلا أن المشكلة كانت تتمثل في وجود عدد محدود من الحافلات، وهو ما جعلنا نشعر بفقدان الأمل في الخروج من المنطقة”.
وتجدر الإشارة إلى أن مهند السوري وجد والده في إحدى الحافلات، إلا أنه لم يلتق بعد بأقاربه المفقودين. وقد قال مهند إن “عمي وابنه لا يزالان عالقين داخل حلب، كما أنني لا أعلم ما إذا تمكنا من الخروج أو أنهما لا يزالان موجودين في المناطق المحاصرة”.
من جهة أخرى، تمر وسائل الاتصالات في حلب بأسوأ حالاتها منذ بداية الحرب، حيث انقطعت خطوط الهاتف والإنترنت، كما أوشكت البطاريات على النفاد، لأن السكان لم يعودوا قادرين على الوصول إلى مولدات الطاقة التي عادة ما يستخدمونها لشحن هواتفهم.
كما تنامت مخاوف بعض السكان من أن تكون عملية الإجلاء خدعة من الحكومة، وهو ما جعل بعضهم يتفادون الصعود إلى الحافلات، كما كان البعض الآخر خائفين من ألا يلتزم بشار الأسد وحلفاؤه باتفاق وقف إطلاق النار إلى حين تمكن المدنيين من المغادرة.
الآلاف ينتظرون
وخلال يوم الجمعة، توقفت عمليات الإجلاء، بعد أن قام مقاتلون، ينتمون إلى تنظيم القاعدة، بانتهاك بنود وقف إطلاق النار. في المقابل، أفادت تقارير أخرى أن القوات الموالية للأسد قد أوقفت الحافلات التي تُقل المدنيين وقامت بقتل واعتقال الرجال الذين كانوا على متنها.
ونشر زهير الشمال، الذي يعمل صحفياً، تغريدة على تويتر بعد عودة حافلته إلى حلب، ذكر فيها أن “آلاف المدنيين مكثوا في انتظار إجلائهم، كما نهب بعض المتشددين أموالهم وأخبروهم أنهم لن يغادروا المدينة”. وأضاف زهير أنه “بعد مروره بهذا اليوم العصيب الذي يعتبره أسوأ يوم في حياته، لن يترك المدينة دون قيام الأمم المتحدة بمتابعة هذا الأمر”.
كما حذّرت منظمة اليونيسيف أنه “لا يزال هناك العديد من الأطفال المعرضين للخطر بين صفوف المدنيين الذين يأملون في الهروب من المدينة”. وفي هذا الصّدد، قال مدير منظمة اليونيسيف، أنتوني ليك إنه “لا يزال هناك المئات من الأطفال المعرضين للخطر، بما فيهم العديد من الأيتام، محاصرين داخل حلب. نحن قلقون جداً بشأن مصيرهم، نظراً لأنه من الممكن أن يموتوا في حال لم يتم إجلاؤهم في أقرب وقت. أؤكد أننا، بالتعاون مع اليونيسيف وشركائنا، على أهبة الاستعداد لإجلاء هؤلاء الأطفال، ونحن نناشد جميع أطراف النزاع للسماح لنا بالقيام بذلك في أقرب وقت ممكن”.
ولا تزال العديد من التحديات في انتظار النازحين الذين تمكنوا من مغادرة المدينة، خاصة بعد أن أمضوا عدة أشهر دون غذاء أو رعاية طبية، بالإضافة إلى أنهم لا يملكون شيئاً سوى بعض النقود والملابس.
وعند نقطة الانطلاق الأولية في خان العسل، التي تبعد بضعة أميال عن حلب، نقلت بعض الحافلات والشاحنات الصغيرة بعض السكان المحظوظين الذين تمكنوا من ضمان مكان في إحدى هذه الحافلات والانطلاق في رحلة نحو المجهول. كما قام العديد من السكان، الذين يملكون أموالاً كافية، بركوب السيارات والحافلات أملاً في الالتحاق بأصدقائهم وأقاربهم، إلا أن العشرات من الأطفال الجياع والمصابين ظلوا في انتظار المساعدة الطبية وسط موجة كبيرة من الصراخ وتداخل الأصوات الصاخبة مع صفارات سيارات الإسعاف.
من الجحيم إلى المجهول
والجدير بالذكر هو أن هذه المنطقة ما زالت مستهدفة من قبل الحكومة السورية والقنابل الروسية، على الرغم من أن الهجمات التي استهدفتها تعتبر أقل كثافة من الغارات الجوية التي شنّتها الحكومة وحلفاؤها على شرقي حلب خلال الأشهر الأخيرة.
وقال إدريس رسول، وهو صاحب متجر في حلب “لقد نقلونا من الجحيم إلى المجهول، الذي قد يكون جحيماً آخر. سوف يرسلوننا إلى إدلب ثم سيقتلوننا هناك. يمكنني الآن التنفس دون أن أشتم رائحة القنابل، إلا أن هذا الأمر لن يطول لفترة طويلة لأن النظام ومواليه سيواصلون مطاردتنا”.
غضب من النظام
وفي الواقع، أحس السكان، الذين تمكنوا من ضمان مكان في حافلات المغادرين، بذُل كبير بسبب صور بشار الأسد الملصقة على الحافلات، حيث صرحت سيما زين أنها “أرادت تمزيق هذه الصور، لأنها أحست بإحساس فظيع بسبب عدم قدرتها على فعل شيء في الوقت الذي كانت تنظر فيه إلى صورة “المجرم”، على حد تعبيرها.
كما تلاشت آمال بعض سكان حلب في العودة إلى وطنهم بعد أن دمرت منازلهم، فقد أفاد بعضهم أن بشار الأسد سيقوم بنقل مؤيديه إلى المناطق الصالحة للسكن أو تلك التي يعاد بناؤها.
وفي هذا السياق، قال أبو أحمد، وهو عامل إغاثة يبلغ من العمر 35 سنة “تركت قلبي في المدينة، تركت البيت الذي ترعرعت فيه والمكان الذي قضيت فيه طفولتي وفقدت فيه والدتي. أحس بألم شديد لأنني غادرت ذلك المكان في ذل وانكسار. أملي الوحيد في هذه الحياة هو أن أعود إلى حلب في المستقبل”.
========================
تلغراف: كيف سيكون سقوط حلب بداية فصل جديد للحرب؟
http://arabi21.com/story/968123/تلغراف-كيف-سيكون-سقوط-حلب-بداية-فصل-جديد-للحرب#tag_49219
نشرت صحيفة "صندي تلغراف" مقالا للمعلق كون غوكلين، يقول فيه إن سقوط مدينة حلب قد يكون بداية لفصل دموي جديد في سوريا التي مزقتها الحرب.
ويقول الكاتب إن "قوات النظام السوري تحكم السيطرة على مدينة حلب، وسيثبت أن نصرها مثل رقصة حرب زائفة، فمنذ محاولة قوات المعارضة السيطرة على المدينة الثانية في سوريا صيف عام 2012، تحولت حلب إلى مركز حملة دموية للتخلص من النظام السوري، وفي البداية كانت المدينة العريقة حلب تضم 2.3 مليون نسمة، وكانت في السابق المركز الصناعي الرئيسي، ولم تتأثر بالتظاهرات المعادية للنظام، التي اجتاحت البلاد كجزء مما أطلق عليه الربيع العربي عام 2011".
ويستدرك كوغلين في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأن "حلب أصبحت جزءا من الاضطرابات؛ لقربها من تركيا، التي قدمت منذ البداية دعمها للجماعات السنية التي كانت تعمل على الإطاحة بالنظام الديكتاتوري العلوي، الذي كان حليفا لا يستغنى عنه لإيران الدولة الشيعية القوية".
ويشير الكاتب إلى أن "التنافس بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد سابق للنزاع السوري، لدرجة وصل فيه البلدان إلى حالة من المواجهة الشاملة؛ بسبب دعم نظام الأسد المقاتلين الأكراد من عناصر حزب العمال الكردستاني (بي بي كي)، الذين تعدهم تركيا إرهابيين، ولهذا لم يضيع أردوغان وقته في استثمار اندلاع التظاهرات المعادية للحكومة في سوريا؛ أملا في تحقيق حلمه بالإطاحة بنظام الأسد".
ويلفت كوغلين إلى أن "دعم تركيا للمقاتلين كان ضروريا عندما قاموا بهجومهم عام 2012، بشكل أجبر قوات الحكومة على التراجع من حلب، وحصلت بعض الفصائل على دعم من الدول الغربية، مثل بريطانيا والولايات المتحدة، اللتين شعرتا بالرعب من الطريقة التي عامل فيها النظام المتظاهرين، وإطلاقه العنان للعنف، وانضمتا إلى المطالبات الدولية الداعية إلى تغيير النظام في دمشق، وفي الوقت ذاته انضمت القوى السنية، مثل السعودية ودول الخليج، للدول التي دعمت المعارضة، حيث وجدت الفرصة سانحة لإهانة المرجعات الدينية في إيران، الذين يعدون سوريا رصيدا استراتيجيا مهما".
ويبين الكاتب أن "الهجوم على حلب عام 2012 لم يكن حاسما، وأدى إلى تقسيم المدينة بين الفصائل المتنافسة الموالية للنظام في غرب المدينة والجيب الكبير للمعارضة المسلحة في الشرق، وأصبحت المدينة بشكل سريع رمزا للنزاع المر بين المعارضة وداعميهم الغربيين والسنة من جهة، وبين النظام المترنح وداعميه في طهران". 
وينوه كوغلين أن "ميزان القوة لم يتغير إلا بعد تدخل روسيا في النزاع السوري عام 2014، حيث بدأ ميزان الحرب يتحول لصالح نظام الأسد وداعميه، وجاء التدخل الروسي بعد عام من تراجع الولايات المتحدة وبريطانيا في آب/ أغسطس، عن معاقبة الأسد وقصفه عندما استخدم السلاح الكيماوي في نواحي دمشق، رغم تحذير الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد بأنه سيواجه عقابا حاسما لو تجاوز (الخط الأحمر)، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، خاصة أن دعمه للمعارضة السورية ظل فاترا طيلة الوقت".
ويفيد الكاتب بأن "روسيا لاحظت ضعفا في الموقف الغربي، ولخوفها من خسارتها حليفا مهما في سوريا، خاصة أنها تحتفظ بقاعدة عسكرية في طرطوس، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر تبني الخيار العسكري، وهو تحرك غيّر ميزان الحرب، وبشكل حاسم، لصالح نظام الأسد، وأسهم القصف الجوي الحاسم، والمشاركة القتالية للحرس الثوري الإيراني والمليشيات الشيعية، مثل حزب الله، على مساعدة نظام الأسد للقيام بهجوم مضاد ضد المقاتلين، بدرجة أمنت السيطرة على حلب، وبذلك أحكمت سيطرتها على المدن السورية كلها".
ويجد كوغلين أن "سيطرة النظام على ما تبقى من مناطق المعارضة في حلب ستكون نصرا زائفا، خاصة ان الكثير من مقاتلي المعارضة أقسموا أنهم سيواصلون الحرب لو أجبروا على الانسحاب من حلب، وهو ما يعني عدم نهاية الحرب الأهلية، التي ستدخل عامها السادس، وأدت إلى مقتل مئات الآلاف، وشردت الملايين، ولو خسر المقاتلون المدن الرئيسة والبلدات، فإنهم سيلجؤون إلى حرب العصابات، ويعرف الروس جيدا من تجربتهم في أفغانستان أثناء عقد الثمانينيات من القرن الماضي، فعالية هذه التكيتكات، عندما تكبد جيش الاتحاد السوفيتي هزيمة مخزية على يد مقاتلين بأسلحة بسيطة" .
ويقول الكاتب: "يجب على الأسد العلم أن الوحشية التي مارسها على المدنيين، الذين وجدوا أنفسهم وسط الحرب، لم تؤد إلا إلى دفع الرجال والنساء الذين يقاتلون من أجل المعارضة لمزيد من التشدد، فقد مضت الأيام التي كان يتحدث فيها القادة الغربيون لدعم المعارضة المعتدلة العلمانية، التي ستقوم بإنشاء نظام على الطريقة الديمقراطية الغربية في سوريا بعد رحيل الأسد، ففي هذه الأيام فإن غالبية الذين يقاتلون ضد الروس والإيرانيين وبقية الجماعات الموالية للأسد هم من المقاتلين السنة الإسلاميين الأشداء، الذين يريدون تحويل الشرق الأوسط، بناء على الصورة التي يريدونها، وهزيمة إيران الشيعية".
ويخلص كوغلين إلى القول إنه "لهذه الأسباب كلها، فإن تركيا والسعودية لن تتعاملا مع سقوط حلب بطريقة بسيطة، وبخلاف هذا، فإنهما ستواصلان دعم الجماعات التي تعتقدان أنها قادرة على قتال النظام السوري والإيرانيين، وهذا كله يشير إلى أن سقوط حلب لن ينهي الحرب، بل سيحدد بداية فصل دموي بربري جديد في هذا النزاع".
========================
التايمز: قوات الأسد تخطف سوريين من الحافلات لدى خروجهم من حلب
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-38360523
نطالع في صحيفة التايمز مقالاً لهنا سميث بعنوان "قوات الأسد تخطف سوريين من الحافلات لدى خروجهم من حلب".
وقالت كاتبة المقال إن " محمد غنام (58 عاما) الذي استطاع النجاة من القذائف وحصار حلب وفر مسرعاً من آخر المجازر في حلب ليستقل إحدى الحافلات التي تقوم بإجلاء السوريين من حلب الشرقية، كان اسمه مدوناً على لوائح عناصر الجيش السوري التي انتزعته من بين أفراد عائلته وهم على متن الحافلة".
ونقلت كاتبة المقال عن أخي محمد (58 عاما) قوله إن "الأخير كان من أوائل الأشخاص الذين استقلوا الحافلات الخضراء لتقلهم من حلب الشرقية المحاصرة إلى إدلب، إلا أنه قبل 4 كيلومترات من الوصول إلى إدلب، توقفت الحافلة على نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري وطُلب من الجميع أوراقهم الهوية، وكان اسمه مسجلاً على اللوائح، وسحبوه إلى جهة مجهولة، ولم نره منذ ذلك اليوم".
وأردف "أن قوات النظام أمرت عائلة بالوقوف على الحائط وقتلتهم جميعاً بدم باردة في حي الفردوس في حلب الشرقية المحاصرة".
وبحسب المقال، فإن عملية الإجلاء التي تجري في حلب بنظر أهالي حلب الشرقية ما هي إلا عملية " نزوح جماعي".
وأشار إلى أنه "'نحو عشرة آلاف سوري أجلوا من حلب المحاصرة من بينهم 2700 طفل - 47 منهم من الأيتام الذين كانوا يختبئون في ملاجئ تحت الأرض"، مشيرا إلى أنه "يرافق هؤلاء الأطفال بعض الأطباء الذين يزودنهم ببعض الخدمات الطبية البسيطة".
ونقل عن أبي تيم، وهو طبيب مرافق لهؤلاء الأطفال، قوله إن "الخروج من حلب أشبه بالخروج من الجحيم"، مضيفا "رأيت أمهات مع أطفالهن يفترشون الطرقات وسط البرد القارس، وقلة الدواء والطعام".
وختم بالقول "رأيت الجشع من الطرفين، فالجماعات المعارضة كانت تحاول إجلاء أقاربها حتى ولم يحن دورهم، كما أني رأيتهم يتقاتلون فيما بينهم عن العائلة التي سيتم إجلاؤها من المدينة أولاً، كما كانوا يتبادلون الاتهامات فيما بينهم".
========================
صنداي تايمز :شاهدت بعيني قوات الأسد تعدم مدنيين بحلب
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/12/18/صحفي-شاهدت-بعيني-قوات-الأسد-تعدم-مدنيين-بحلب
روى صحفي وناشط سوري وقائع قال إنه كان شاهدا عليها في مدينة حلب حينما أعدم عناصر من المليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد عددا من الأشخاص بدم بارد.
وذكر الصحفي زهير الشمالي في روايته التي ضمنها تقريرا نشرته له صحيفة صنداي تايمز البريطانية اليوم الأحد، أن سيارات مدرعة أغلقت الطريق أمام سيارة الإسعاف التي كانت تقود قافلة حافلات لحظة اقترابها من معبر تابع للنظام جنوب حلب، وكان الشمالي نفسه من بين ركاب إحدى تلك الحافلات.
وأشار إلى أن من كان على متن تلك السيارات المدرعة ضباطا روسيين على ما يبدو، وقال إن الركاب أدركوا أنهم أمام مأزق، "وما إن توقفت الحافلات حتى بدأ رجال مسلحون في أزيائهم القتالية بالتنقل وإصدار الأوامر بين صفوف الحافلات والسيارات المفترض أن تحملنا إلى خارج المدينة".
يقول الشمالي إن تلك كانت المرحلة الثانية من عملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة من حلب الشرقية.
ويضيف "في صبيحة الجمعة جرى إبلاغنا بأنه سوف يُسمح لنا بالعبور إلى الجانب الحكومي من المدينة المقسمة عبر نقطة تفتيش عند معبر راموسة، إلى الجنوب مباشرة".
وعندما وصلت قافلة الحافلات إلى هناك انفتحت أبواب الجحيم، وفق تعبير الشمالي الذي تابع القول إنه ما إن نزل بعض الرجال حتى قُبض عليهم وأُمروا بالاصطفاف خلف جدار إحدى الساحات حيث أُجبروا على خلع ملابسهم رغم برودة الطقس.
وقال الشمالي إنه كان يشاهد المليشيات وهي تنتقي ضحاياها ويسبونهم هم وأمهاتهم، ويرمونهم بأقذع الإهانات الطائفية، وإذا ابتلع أحدهم طُعم الاستفزاز فإنهم سينهالون عليه بالضرب.
وتابع الصحفي السوري في تقريره قائلا "أموالنا ووثائقنا وهواتفنا النقالة انتُزعت من جيوبنا أو أحزمتنا أو أيدينا".
"ومع احتدام الجدل، جرى إرغام عشرات الرجال على الانبطاح أرضا وأوثقت أياديهم، ثم أُردي أربعة منهم قتلى بالرصاص على مقربة مني، وارتعدت فرائص الكثيرين منا وبدؤوا بالبكاء والعويل عندما وضع المسلحون فوهات بنادقهم على رؤوس الناس وهددوهم بإطلاق النار".
وأوضح الشمالي أن هذا التصرف يعكس ميل قوات الحكومة السورية نحو الانتقام من "عدو" ظل يتحدى لسنوات حصارها لهم، لكنه الآن انهزم.
ووصف الكاتب سقوط حلب بأنه "نصر كبير" للرئيس بشار الأسد، وإدانة لفشل الغرب في تقديم دعم كافٍ لمن ظل منذ 2011 يقاتل للإطاحة به.
وبعد أربع ساعات من توقف القافلة عند معبر راموسة، تم السماح للرجال بالعودة هم أيضا بعدما سمحوا للنساء والأطفال بذلك، ولم يجرؤ أي من أولئك الرجال على عصيان التعليمات بالعودة، "ثم بدأ المسلحون بإطلاق النار في الهواء لإجبارنا على الإسراع بالعودة".
وختم الصحفي تقريره بالقول "بحلول الظلام، عدت من حيث انطلقت صبيحة الجمعة، وكان يراودني الأمل في الوصول إلى بر الأمان، لكنني بدلا من ذلك كنت بين عشرات الألوف الذين ما زالوا عالقين في حلب... وسأحاول الرحلة من جديد اليوم".
========================
"الجارديان" تكشف.. مفاجأة كبيرة لصالح الثوار رغم سقوط حلب
http://klmty.net/631317-_الجارديان__تكشف___مفاجأة_كبيرة_لصالح_الثوار_رغم_سقوط_حلب.html
 19 ديسمبر , 2016 - 6:37 ص
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية, إن سقوط حلب لا يعني نهاية الحرب في سوريا, رغم التقدم الذي أحرزه نظام بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في منتصف ديسمبر, أن هناك عدة أسباب أدت إلى سقوط شرقي حلب في يد نظام الأسد وحلفائه, هي الغارات الجوية الروسية, وقرار الغرب عدم الرد عليها عسكريا وضعفه الدبلوماسي أمام الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي, بالإضافة إلى انتخاب دونالد ترمب رئيسا لأمريكا.
وكشفت "الجارديان" عن مفاجأة مفادها أن انتصار نظام الأسد في حلب يعني فقط سيطرته على ثاني أكبر المدن السورية, إلا أنه في الحقيقة لا يسيطر سوى على ثلث أراضي البلاد, لأن تنظيم الدولة "داعش" لا يزال يسيطر على معظم شرقي سوريا, كما يسيطر الأكراد على جزء كبير من الشمال الشرقي, بالإضافة إلى سيطرة المعارضة المسلحة على مناطق متفرقة في أنحاء البلاد.
وتابعت "من غير المرجح أن ينجح نظام الأسد في إعادة ترسيخ سيطرته على معظم الأرض, التي خسرها، بل يتوقع أن تشهد المناطق التي يحكمها أيضا حرب عصابات من قبل المعارضة المسلحة".
وخلصت الصحيفة إلى القول :" إن موسكو وطهران لديهما أيضا أجندات مختلفة في سوريا, وليس لديهما كذلك المال اللازم لمشاريع إعادة الإعمار الشامل، بالإضافة إلى أن اقتصاد سوريا أصبح خرابا مثل أجزاء كبيرة من مدنها, وهي أمور تصب في صالح المعارضة المسلحة".
وكان الخبير العسكري الأردني اللواء مأمون أبو نوار, قال أيضا إن مدينة إدلب في شمال سوريا قد تغير مجريات الحرب في سوريا لصالح المعارضة, رغم أنها قد تكون المعركة القادمة لنظام بشار الأسد وحلفائه.
وأضاف أبو نوار في تصريحات لـ"الجزيرة", أن نظام الأسد سيشن المعركة القادمة في إدلب بعد سيطرته على حلب, إلا أنه لن يستطيع الفوز فيها, وقد تكون أيضا السبب في استنزافه هو وحلفائه.
وتابع " إدلب تتمتع بعدة ميزات لصالح المعارضة السورية، من بينها الفضاء الريفي المفتوح، وصعوبة حصار المعارضة في منطقة على اتصال مباشر مع الحدود التركية، بالإضافة إلى أن القوة الجوية الروسية لن تكون بذات الفعالية التي كانت عليها في حلب بفعل الاتساع الجغرافي".
واستطرد " في حال توفرت أيضا خطوط الإمداد لقوى المعارضة المسلحة, فإن هذا سيشكل إضافة نوعية لها، وسيمنحها الفرصة لإطالة أمد المعركة وإيقاع أكبر الخسائر في صفوف قوات الأسد وحلفائه".
وأشار أبو نوار إلى أن على حلفاء المعارضة السورية أن يدركوا أن الخسارة في إدلب سيكون لها تأثير على أمنهم القومي، وبالتالي لا بد لهم أن "ينهوا التعويل على الولايات المتحدة، ولا بد لهم من تحريك شيء ما على الطاولة، وتزويد الثوار بأسلحة نوعية مثل صواريخ جراد، لمنح الفرصة لهم لتهديد قواعد الروس والإيرانيين داخل الأراضي السورية".
وكان عضو الهيئة السياسية بالائتلاف السوري المعارض نصر الحريري, قال هو الآخر إنه يجب تغيير الاستراتيجية العسكرية للثوار, لمواجهة "الاحتلال الإيراني - الروسي", وتجنب الأخطاء التي أدت إلى سقوط حلب في يد نظام بشار الأسد وحلفائه.
وأضاف الحريري في تصريحات لـ"الجزيرة" أيضا, أن الأمر الذي يجب أن تضعه المعارضة السورية المسلحة في الحسبان هو توصيف المعركة بأنها ليست فقط صراعا مع جيش الأسد المتآكل، وإنما هي أيضا معركة مع قوى كبرى احتلالية متمثلة بإيران وروسيا، وهذا يعني ألا تكون الحرب مفتوحة بين جيشين نظرا لعدم التكافؤ وللفارق الكبير في العدد والتسليح والإمكانات.
وتابع " على المعارضة المسلحة أن تقرأ ما حدث في حلب بشكل واقعي، خصوصا فيما يتعلق بحجم قوى الاحتلال التي جلبت أسطولها البحري والجوي وانتهجت أسلوب الأرض المحروقة، واستخدمت كافة أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا".
واستطرد " على المعارضة أمام هذا الواقع أن تتوحد سياسيا وعسكريا تحت راية واحدة لحشد الدعم الجماهيري المقاوم، وأن تلجأ إلى الحرب المتحركة أو ما يمكن تسميته حرب العصابات، وأن تبتعد عن احتلال المدن والتمترس بين المدنيين لتجنب سقوط ضحايا بينهم".
وقال الحريري أيضا إنه يمكن لقوى المعارضة أن تستهدف خطوط إمداد النظام وشخصياته المهمة أو قطاعات عسكرية بعينها، وذلك من خلال استغلال الريف المفتوح, على عكس المدن.
وتضم الميليشيات الطائفية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري وحلفائه الروس خليطا من لبنان والعراق وإيران والبحرين واليمن، وحتى من أفغانستان وباكستان.
وتشير تقديرات إلى أن نظام الأسد يستعين بأكثر من ستين ميليشيا جاءوا من دول عدة، أبرزها ميليشيات حزب الله اللبناني، إضافة إلى لواء ذو الفقار وكتائب أبو الفضل العباس وحركة النجباء -التي حضرت في المشهد الحلبي أخيرا- وعصائب أهل الحق وفيلق بدر، وجميعها من العراق, فضلا عن ميليشيا فاطميون الأفغانية وزينبيون الباكستانية.
وتخضع هذه الميليشيات بأسمائها المختلفة لقيادة إيرانية تتمثل في قوات من الحرس الثوري وأخرى مما يسمّى الباسيج.
وهذه الميليشيات هي التي تقاتل على الأرض، وتدفع بالآلاف من المسلحين إلى قلب حلب منذ بدء المعارك هناك.
وفي ظل اتفاق روسي تركي بعد المأساة التي حلت بأحياء حلب المحاصَرة، أخرج مدنيون من هناك ليواجهوا رصاصا حيا من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية، وتم اعتراض الطريق الوحيد لخروجهم عند معبر الراموسة.
وتعيش حلب وضعا مأساويا وكارثيا يعيد إلى الأذهان ما حدث في مدينتي سراييفو (البوسنة والهرسك) وجروزني (الشيشان) اللتين عاشتا ويلات الحصار والتدمير الوحشي ما خلف مقتل وتشريد مئات الآلاف. وتشير مختلف التقارير الدولية إلى أن ما حصل بالمدن الثلاث يرقى لمستوى الإبادة الجماعية.
ومنذ سيطرة الجيش السوري الحر منتصف يوليو 2012 على 70% من حلب، تعرضت الأحياء الشرقية من المدينة لقصف جوي ومدفعي استمر بين عامي 2012 و2014، واستعملت قوات النظام السوري بداية 2014 البراميل المتفجرة، ما دفع حينها نصف مليون من سكانها إلى النزوح.
وبعد التدخل العسكري الروسي في سوريا مطلع سبتمبر2015 , تعرضت حلب لحملة عسكرية كبيرة، وإثر سيطرة قوات النظام في يوليو 2016 على طريق الكاستيلو، أصبحت حلب أكثر المناطق المحاصرة من حيث كثافة السكان في مساحة لا تتجاوز الثلاثين كيلومترا مربعا.
واشتد الحصار والقصف الجوي العنيف على مدينة "الشهباء" مع تقدم قوات النظام مدعومة بالطائرات الروسية في ديسمبر 2016 في مناطق جديدة شرقي حلب، مما قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة، وذلك بعد اشتباكات استمرت لأشهر.
ووقعت الأحياء المتبقية في يد الفصائل السورية المسلحة، تحت حصار محكم ووابل من الغارات الجوية السورية الروسية وقصف مدفعي بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، في حملة شرسة تخللتها مجازر وإعدامات ميدانية بحق المدنيين، وفق مصادر حقوقية.
وحسب "الجزيرة", تجمع مختلف التقارير والشهادات على أن حلب تعرضت للإبادة ، وهو ما أشارت إليه أيضا مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إذ قالت إن حلب تتحول إلى أنقاض، ويفر منها المدنيون أو يموتون تحت جدران منازلهم جراء القصف الجوي المتواصل. وكتب مارك غالوتي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قصف حلب بالوحشية نفسها التي اتبعها في قصف جروزني.
ورأى الكاتب الأمريكي أنه لا فرق بين الإستراتيجية العسكرية الروسية في سوريا وما اعتمدته في جروزني فـ "من الحكمة أن يدرس الإنسان الأساليب الخرقاء التي استخدمها بوتين خلال أول حرب يخوضها كرئيس هيئة أركان، وهي الحرب الشيشانية الدموية (1999ـ2000), وأكد أن "حربيْ الشيشان وسوريا تدللان على نهج بوتين الوحشي في القتال".
وبينما أكد الأمين العام لـ الأمم المتحدة بان كي مون أن منظمته تلقت "تقارير فظيعة" عن معاناة المدنيين في حلب، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن حلب تعد بمثابة سراييفو جديدة .
وكانت جروزني عاصمة الجمهورية الشيشانية تعرضت  للدمار خلال حربيْ الشيشان بين روسيا وبين المقاتلين الشيشان، الأولى بين عامي 1994 و1996، والثانية بين عامي 1999 و2000 .
واستخدم الجيش الروسي حينها ترسانته العسكرية، وألحق دمارا هائلا بجروزني التي تحولت إلى مدينة أشباح, مخلفا مئات الآلاف من القتلى والجرحى.
كما قامت قوات صرب البوسنة بحصار سراييفو من إبريل 1992 إلى نوفمبر 1995، ما أسفر عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل بينهم أكثر ألف وستمائة طفل, كما ارتكب صرب البوسنة أيضا مجزرة سربرينيتشا التي حصدت ثمانية آلاف رجل وشاب مسلم في يوليو 1995، ووصفها القضاء الدولي بأنها إبادة.
========================
صحيفة الجارديان البريطانية تنشر نصيحة أوباما الأخيرة لترامب
http://www.noonpresse.com/صحيفة-الجارديان-البريطانية-تنشر-نصيح/
18 ديسمبر، 2016 1:38 م
حذر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ” من ردود فعل خطيرة” حال استمر خلفه دونالد ترامب في التشكيك في آراء الصين كدولة.
جاء هذا في سياق تقرير نشرته صحيفة “جارديان” البريطانية والتي سلطت فيه الضوء على النصائح التي قدمها باراك أوباما للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والتي حذره فيها من مغبة ” انزلاق العلاقات الأمريكية مع الصين في بئر الصراعات”.
وحضّ أوباما خلال مؤتمر صحفي هو الأخير له على الأرجح قبيل مغادرته البيت الأبيض، ترامب على النأي بنفسه عن استثارة رد فعل عنيف من جانب بكين بخصوص العلاقات الأمريكية مع تايوان.
وتبنى ترامب في الأسابيع الأخيرة نبرة هجومية إزاء الصين، متهما إياها بالتلاعب في عملتها، وبناء “حصن ضخم” في بحر الصين الجنوبي والتقاعس عن الاضطلاع بدورها في الضغط على الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج-أون.
والأكثر من ذلك ما ألمح به ترامب من إمكانية تعليق واشنطن العلاقات مع الصين والتي امتدت لقرابة 4 عقود عبر اعتراف أوسع بحكومة تايوان، الجزيرة التي تحظى بحكم ذاتي والتي تراها بكين إقليمًا منشقًا عنها.
وأثار تشكك ترامب في مبدأ “الصين الواحدة” احتجاجات واسعة النطاق في بكين، ودفعت إحدى الصحف الرسمية الصينية إلى المطالبة بتجهيزات سريعة للقيام بغزو عسكري للجزيرة.
وقال أوباما إن ترامب كان بحاجة إلى أن يعي الحقيقة القائلة إن ” قضية تايوان لا تقل أهمية عن أي شيء آخر بالنسبة للصين.”
وأضاف أوباما:” فكرة (الصين الواحدة) في قلب معتقدات الصين حول كونها دولة، ولذا فإنه إذا ما أغفلت هذه الحقيقة، فإنك ستخاطر بمواجهة عواقب وخيمة.”
وتابع:” الصينيون لن يتعاملوا مع هذا الملف بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع الملفات الأخرى. بل إنهم حتى لن يتعاملوا معه على نفس النحو الذي يتعاملون خلاله مع القضايا الخاصة بـ بحر الصين الجنوبي، التي تثير التوترات بيننا.”
وأعرب خبراء السياسة الخارجية الأمريكية عن بالغ قلقهم من تزايد حدة التوترات إذا ما استمر دونالد ترامب في سياساته الحالية تجاه الصين حتى بعد تسلمه مقاليد الحكم رسميًا في الـ 20 من يناير المقبل.
وقال بوني جلاسر، مدير مشروع الطاقة الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره في واشنطن:” في تقديري أن الصينيين قلقون جدا.”
وأردف جلاسر أن الدبلوماسيين الصينيين “يكافحون” من أجل تحديد الخطوط العريضة التي تسير عليها العلاقات بين بكين وواشنطن، وما إذا كانوا سيؤسسون صداقات في إدارة ترامب.
وفي الشأن، الصيني أكد أوباما أنه يجب على ترامب أن “يلقي نظرة جديدة” على السياسة الأمريكية إزاء الصين؛ لأنه “على الأرجح لا توجد علاقات ثنائية أخرى لها أهمية كبيرة” مثل العلاقات الأمريكية الصينية، بحسب تعبيره.
وحذر الرئيس الأمريكي فريق ترامب من القيام بتغيرات جذرية في مبدأ سياسة واشنطن القائل بـ”الصين الواحدة”، مشيرًا إلى أنَّ فكرة “الصين الواحدة” تعد محورية للجانب الصيني، ومحاولات تقويضها قد تأتي بـ”تداعيات”.
يشار إلى أن دونالد ترامب أعلن في وقت سابق خلال مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” الأمريكية أنّه لن يسمح لبكين بفرض شروطها على علاقات واشنطن مع تايوان، مهددًا بعدم الاعتراف بمبدأ “الصين الواحدة”.
وكان ترامب قد أجرى قبل أيام اتصالاً هاتفيًا مع رئيسة تايوان تساي اينج وين (بمبادرة من الأخيرة)، وقد خرق بذلك أحد مبادئ الدبلوماسية الأمريكية منذ 40 عامًا. فمنذ عام 1979 ولتجنب غضب الصين، لم يتصل أي رئيس أمريكي يمارس مهامه أو منتخب برئيس تايواني، بينما تدافع واشنطن عن مبدأ “الصين الواحدة”.
من جهتها أعربت الخارجية الصينية عن “القلق البالغ” من خطوة ترامب هذه، مؤكدة أن مسألة تايوان تعد مسألة سيادة الصين ووحدة أراضيها، وأن مبدأ “الصين الواحدة” يعتبر قاعدة لتطوير العلاقات الصينية الأمريكية.
جدير بالذكر أن أوباما أعرب عن شكوكه في أن يمتثل ترامب لتوصياته، إذ قال: “محادثاتنا كانت نزيهة، وفي بعض الحالات أعطيته نصائح معينة، وهو كان يسمعني، ولكنني لا أستطيع أن أقول هل سيسترشد بها أم لا”.
كان أوباما قد أوصى خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في البيت الأبيض أمس الجمعة، ترامب بتشكيل فريق من المختصين في العلاقات الدولية، وذلك قبل “بدء الحوار مع الحكومات الأجنبية، باستثناء القيام بزيارات مجاملة”.
وبحسب الرئيس الأمريكي أوباما يتعين على فريق ترامب دراسة خبرة الإدارة الأمريكية الحالية بغية اتخاذ القرارات الصائبة في مجال السياسة الخارجية.
========================
الصحافة الامريكية :
الفورين بوليسي: نظام بشار الأسد يرتكب الاغتصاب الممنهج للنساء والرجال في المعتقلات
http://all4syria.info/Archive/372324
رولا جبريل- الفورين بوليسي: ترجمة محمود العبي-كلنا شركاء
لقد عدت للتو من الحدود السورية اللبنانية، على بعد 150 ميلاً من مدينة حلب، حيث تستمر وحشية لا تُوصف.
يرتكب نظام الأسد جرائم حرب مروعة – من القتل الجماعي والتعذيب والتجويع والبراميل المتفجرة وحتى الاغتصاب الممنهج للنساء والأطفال والرجال في مراكز الاعتقال. وحتى أبعد من ذلك، تم ذبح 500000 من السوريين، وتهجير 6 ملايين داخلياً، وإجبار 5 مليون على الفرار كلاجئين عبر الحدود. هذه هي قصة الإبادة الجماعية.
بمساعدة الجيش الروسي وميليشيات الإيرانية، يذبح النظام المدنيين على نطاق يوازي الإبادة الجماعية في رواندا والبوسنة. هذه كارثة إنسانية واسعة النطاق. حيث مدت روسيا وإيران النظام في سوريا بالأسلحة والتدريب والتمويل. وهذا ما أفضى لمساعدة الأسد على الانتصار واستمرار السلطة السياسية، بأي ثمن.
في حين ما يزال العمل جاري على بناء المتاحف والمكتبات لتذكرنا بأهوال المحرقة، الآن، أمام أعيننا، تحرق قنابل الأسد عشرات الآلاف وهم أحياء.
بالتأكيد اكتسب الأسد لقب وحش القرن الجديد. فهو الرجل الذي ورث الرئاسة عن والده في عام 2000 كما ورث ميل والده للعنف. تفاخر الأسد الأكبر بذبح 20000 مديناً في مدينة حماة، تاركاً أجسادهم تحترق على الأرض لعدة أيام. وكان ذلك لنشر الرعب ولتذكير السوريين على ألا يتجرؤوا مرة أخرى على تحدي حاكمهم. ولكن تفوق التلميذ على أستاذه: فقد حكم بشار بقبضة من حديد، وتجاوز نظامه الفاسد والطائفي والمافيوي حتى وحشية والده الهمجية.
وعلى الرغم من وسائل الإعلام الاجتماعية والتوثيق للجرائم المستمرة، ارتكب نظام الأسد بكل وقاحة وصفاقة جرائم حرب جسيمة ضد شعبه – حرق بطريقة متعجرفة المدنيين وهم أحياء في الشوارع، كما استخدم القنابل الحارقة بهدف إلحاق أكبر قدر الرعب. بهذه الأساليب من إرهاب الدولة، قصف الأسد في غياهب النسيان التجربة الديمقراطية التي بدأت بطريقة سلمية في عام 2011، والتي ربما أصبحت بصيص أمل لمجتمع مدني في العالم العربي.
فإن من الأهمية بمكان أن نتذكر أن الانتفاضة السورية بدأت كحركة سلمية، بخروج مئات الآلاف من المواطنين إلى الشوارع الذين طالبوا بتحقيق العدالة الاجتماعية والإصلاح السياسي والحرية والتمثيل الديمقراطي فقط- مثل الكثير من نظرائهم في تونس.
رد نظام الأسد بإطلاق جهاز أمن الدولة على كل من تجرأ على تحديه. حيث حول هذا الانتفاضة السلمية إلى أزمة، وبعد ذلك إلى حرب أهلية وحشية – الحرب التي أدت إلى اعتقال المدنيين والنشطاء المؤيدين للديمقراطية، وإلى التعذيب والقتل جماعي. وفي الوقت نفسه، تم إطلاق سراح مجموعة منتقاة من الجهاديين من سجون الدولة وزجهم في الشوارع- حيث تم حشرهم في صفوف تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية. وكانت الفكرة بسيطة بطريقة وحشية: طرح النظام كشريك في الحرب على الإرهاب، وهو البديل الوحيد مقابل الجهاديين.
ولنتذكر أنه في الأيام الأولى للانتفاضة، كانت الضحية الأولى للنظام السوري صبي يبلغ من العمر 13 عاماً يدعى حمزة الخطيب، من مدينة درعا. وكان حمزة قد اعتقل وتعرض للتعذيب على يد الشرطة، ثم أُعدِمَ بثلاثة رصاصات. عُممت صور الجثة المشوهة لهذا الطفل على شبكة الإنترنت، مما أدى إلى مظاهرات حاشدة من درعا إلى حلب. ولكن قوبلت هذه تعبيرات المهانة الإنسانية الأساسية في وحشية التعذيب والتشويه وقتل طفل بريء بقوة الجيش الأسد الشريرة. حيث أطلق إثر ذلك موجةً من العنف ضد مواطني بلده؛ ذلك العنف الذي استمر حتى الآن أكثر من 5 سنوات.
لن يتوقف الأسد حتى يتم إبادة كل شخص أو مجموعة تحدته. وعلى الرغم من نجاح النظام في سحق المقاومة، تستمر العمليات العسكرية. وبمساعدة القوات الروسية، يسعى الأسد حالياً إلى طمس/ إخلاء سكان حلب بشكل كامل.
فقد ضاعف وزاد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المسائل. حيث أعطى الأسد الآن روسيا العنان لحرق شرق حلب وتسويتها بالأرض؛ وذلك في مخالفة لكافة القوانين والأعراف الدولية. ورداً على الجرائم ضد الإنسانية أثناء الإبادة الجماعية في البوسنة ورواندا، تم تمرير قرار في الأمم المتحدة بعنوان “مسؤولية الحماية”. وعلى الرغم من ذلك، فقد ألغى وأبطل المجتمع الدولي هذه المسؤولية، وفعل ذلك عمداً.
كان الفشل الكامل بدعم أو رعاية الحركة الديمقراطية السورية مأساوي في حد ذاته. ولكن يمثل الفشل اللاحق في اتخاذ تدابير فعالة لوضع حد للحرب الأهلية – أو حتى إجبار الأسد على التمسك بقواعد الحرب- انهيار أخلاقي.
وسيعود انتصار الأسد ليقض مضجع المجتمع الدولي. ينظر جيلنا إلى الوراء اليوم، ويسأل كيف يمكن للعالم أن يكون قد سمح بفظائع النازيين. ولكن في سوريا، وجدنا الجواب، وسيحكم علينا التاريخ بقسوة بخصوص ذلك.
الصحيفة: الفورين بوليسي الأمريكية
العنوان من المصدر: رعب الأسد الساخر وحلب
تاريخ النشر: 16/ 12/ 2016
بقلم: رولا جبريل
ترجمة محمود محمد العبي
الرابط:
https://foreignpolicy.com/2016/12/16/the-cynical-horror-of-assad-and-aleppo/
========================
نيويورك تايمز ترصد تبادل اللوم الغربي بشأن سوريا
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/12/18/نيويورك-تايمز-ترصد-تبادل-اللوم-الغربي-بشأن-سوريا
تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، وعرضت آراء لعدد من المحللين والمراقبين بشأن الكيفية التي ينبغي للعالم التصدي من خلالها لمأساة السوريين وإنقاذهم من العذاب ومن المستنقع الذي انزلقوا إليه.
فقد قال السفير الأميركي السابق لدى تركيا والعراق وألبانيا جيمس جيفري الباحث لدى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن افتتاحية الصحيفة كانت على المسار الصحيح عندما وصفت كلا من روسيا وإيران ورئيس النظام السوري بشار الأسد بأنهم هم من يقوم بتدمير سوريا وقتل شعبها.
لكن الدبلوماسي الأميركي ألقى باللائمة الأكبر بشأن أصناف العذاب التي يعانيها الشعب السوري على سياسات إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، التي وصفها بالمترددة إزاء اتخاذ أي إجراء يضع حدا للمأساة السورية.
وأضاف أن الخطأ في إستراتيجية أوباما تجاه سوريا يتمثل في تردده وفي عدم تدخله العسكري في الحرب المرعبة المستعرة في البلاد، وبالتالي السماح لروسيا وإيران باستمرار سعيهما لبسط نفوذهما في سوريا والمنطقة.
كارثة إنسانية
وقال جيفري إن النظر إلى الأزمة السورية على أنها عراق آخر وليس بأنهما يمثلان تحديا للنظام العالمي هو ما جعل إدارة أوباما ترضخ لروسيا وإيران، وبالتالي تسهم في خلق كارثة إنسانية، بل أزمة جيوسياسة خطيرة.
وأما الكاتبة ماري برايس فقالت إنه ليس كل الأميركيين لا يبالون بالمعاناة التي يعيشها الشعب السوري، وأضافت أن الأميركيين يشعرون بالحزن والأسى على السوريين الذين يواجهون القتل والمخاطر في بلادهم أو الذين اضطروا لمغادرتها واللجوء إلى الخارج.
وأضافت "ننشر قصصا عن الصراع في سوريا في وسائل التواصل الاجتماعي"، وأضافت متسائلة هل كان يجدر بنا التظاهر لعل الأسد يتوقف عن مواصلة ذبح الشعب السوري أو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوقف دعمه للأسد؟ ثم تقول إن غياب المظاهرات لا يعني عدم الاهتمام.
من جانبها تساءلت الكاتبة سوزي لينفيلد "هل كان يجدر بنا سابقا إرسال أسلحة للمعارضة السورية المعتدلة من غير الإسلاميين إن وجدت؟".
وأضافت أنه عندما تدخلت روسيا وإيران وحزب الله بكل القوة والقسوة، فهل كان يجب علينا المخاطرة بتدخل عسكري لمواجهتهم من أجل التسريع بالإطاحة بالأسد أو لحماية المدنيين؟
وقالت إنه ربما كان ينبغي علينا فعل ذلك، على الرغم من أن مثل هذا التدخل ما كان ليحظى بدعم من الشعب الأميركي.
========================
ناشونال انتريست :هل خسرت أمريكا حرب الخليج الأولى؟
http://altagreer.com/هل-خسرت-أمريكا-حرب-الخليج-الأولى؟/
نشر في : الإثنين 19 ديسمبر 2016 - 01:46 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 19 ديسمبر 2016 - 01:49 ص
ناشونال انتريست – التقرير
كاتب المقال: دانيل إل ديفيس، وهو عقيد متقاعد في الجيش الأمريكي والذي خدم بجولات في أفغانستان
في الأيام العنيفة التي تلت الانتصار المذهل لأمريكا على فرق مدرعة الحرس الجمهوري الخاصة بـ”صدام حسين”، في عملية “عاصفة الصحراء”، احتفل الخبراء العسكريون في واشنطن بحقيقة أن الجيش الأمريكي كان يتفوق على كل قوى عسكرية في العالم، حتى الخبراء في روسيا والصين اعترفوا بهذا الادعاء، وأوضح الرئيس جورج دبليو بوش أن “شبح فيتنام” كسر بفعل الفوز العسكري في الكويت، ولكن بعد خمسة وعشرين عامًا يبدو أن مَن هزم كان التحليل الموضوعي، فالفوز العسكري الذي لا لبس فيه ربما تسبب في هزيمة استراتيجية خطيرة للولايات المتحدة الأمريكية .
في هذا التاريخ في 1990، كنتُ ملازم ثاني في فوج الفرسان المدرع الثاني الأمريكي في المدينة الساحلية السعودية “الجبيل”، وتم تجهيز الفوج للحملة البرية المقبلة ضد القوات العراقية لغزو الكويت في أغسطس من نفس العام، وتم تعيين الكتيبة لتكون في مقدمة سلاح المدرعات الأمريكية، وأمرت بقيادة وتوجيه مدرعه قائد المسرح العام جنرال “نورمانشوارزكوف”، في مواجهة أقوى فرقة قتالية لصدام حسين والحرس الجمهوري في شمال الكويت، وكنتُ حينها ضابط بالجيش من ما يقرب العام.
وفي بداية يناير 1991، غادرت القوات الأمريكية المنطقة الودية في “الجبيل” إلى الصحراء القريبة بالحدود مع الكويت، وبدأنا سلسة من المناورات واسعه النطاق بما في ذلك من آلاف القوات ومئات من الدبابات من النوع “إبرامز”، وعربات قتال “برادلي”، وعربات مقاتلة أخرى التي انتشرت على مدى عشرات الأميال المربعة، وقبل رحيل فوج الفرسان المدرع الثاني قاعدتها في أمريكا، علمنا أن مجلس الأمن أصدر القرار 678 والذي وجه إنذار لصدام.
وطالب مجلس الأمن بانسحاب العراق من الكويت بحلول يوم 15 يناير 1991، أو ستقوم الدول الحليفة للعراق باستخدام الوسائل الضرورية لدعم وتنفيذ القرار، والذي يطالب بأن تسحب العراق كل قواتها فورًا بدون أي شروط، وفي 12 يناير أعطى الكونجرس السلطة للرئيس بوش لشن الحرب ضد العراق إذا لم تنسحب في الموعد المحدد، وفي هذه الأثناء وعلى بُعد ستة آلاف ميل من الكابيتول، انفجر محرك المدرعة الخاصة بي، وكان لابد من استبداله.
بمعرفة أن الموعد المحدد من قبل الكونجرس ومجلس الأمن قد مضى، كان يجب عليَّ سحب مدرعتي لعدة كيلو مترات في 16 يناير، وأنهى فريق الصيانة استبدال المحرك في الساعة 2:30 فجرًا، وبدأت في العودة إلى مركز القيادة، ولكن في حوالي الثالثة اكتشفت أن الطاقم فشل في استبدال المحرك بشكل صحيح، وتوقفت في منتصف الطريق وتواصلت مع طاقم الصيانة لسحبي مرة أخرى.
وأثناء انتظاري، جلست أعلى مدرعتي مع النظارة الليلية في انتظار الطاقم الذي كان سيصل في الظلام، وأثناء ذلك سمعت صوت لا يتوقف لطائرة نفاثة، وبعد لحظات لاحظت آثار إطلاق نار يأتي من الأفق الشمالي ويتبعه ومضات لامعة بدأت معها الحرب الجوية.
وفي اليوم التالي، انضممت لوحدتي “قوات النسر، السرب الثاني” في فوج الفرسان المدرع بعد أن تم إصلاح المدرعة، وفي ذلك الوقت لم نكن نعلم إلى أي وقت سيستمر القصف الجوي قبل إعطاء الأوامر للقوات على الأرض، ولكننا ظننا أن الأمر لن يستغرق سوى أيام قليلة، وصدر الأمر للفوج للانتقال إلى موقع متقارب مع الحدود السعودية الكويتية في انتظار أمر الهجوم، ولم تكن القوات حينها في حالة خوف أو عصبية أو يأملون أن يستسلم صدام، ولكنهم كانوا حريصين على عبور خط الانطلاق.
ولكن مرت الأيام وتبعتها أسابيع ولم تصدر أي أوامر للهجوم، وتحول هذا الحرص إلى إزعاج، في منتصف فبراير 1991 قيل لنا إن وقت الهجوم اقترب، ثم في 21 فبراير تلقينا عبر المذياع أن “ميخائيل غورباتشوف”، رئيس الوزراء للاتحاد السوفيتي، قام بعمل مبادرة دبلوماسية مع صدام حسين، توصلت إلى أنه بالتشاور مع بوش يمكن أن تسحب العراق قواتها من الكويت.
وانتظرنا في بؤس نتيجة هذه المفاوضات، في خوف من قبول العراق هذا العرض، وكان تفكيرنا أنه من السيء بعد أن سافرنا نصف العالم وتدربنا لشهرين في الصحراء السعودية، واستعددنا على الحدود العراقية للهجوم، يمكن أن يقال لنا أن نتنحى، وقام صدام حسين بنفسه بإلغاء هذه المخاوف.
وكان “بوش” على استعداد لإعطاء فرصة لهذه المفاوضات، ولكنه وضع موعد نهائي صارم بأنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق بحلول 23 فبراير سيأمر بالهجوم، ولم يكن صدام على استعداد للاستسلام لشروط “غورباتشوف”، وتوقع أنه بإلحاق الجيش الأمريكي خسائر كبيرة يمكنه الحفاظ على الكويت، وفي اليوم التالي اكتشف خطأ هذا التصور.
في 24 فبراير، أجرى القائد “اتش أر ماكماستر” اتصالًا لقواعد الحرب الخاصة بـ”قوات النسر”، قائلاً إن اللحظة التي انتظروها قد حانت، وقد تم إصدار أوامر بالهجوم.
وأثبت الاختراق المبدئي لدفاع الحدود انحدارها؛ حيث كشفت الجرافات التي كانت تعمل لإسقاط الستائر الترابية أنه لا يوجد أي قوات دفاعية على الجانب الآخر، وأمضينا باقي اليوم ثم الليلة التي تليها في المسيرات لنصل إلى الجزء الشمالي من الكويت، وكان هناك بعض المناوشات التي لا تُذكر مع الدوريات العراقية، ولكن يوم 26 فبراير أثبت أنه لحظة تحول للمعركة بأكملها.
وكانت الخطة أن يجد فوج الفرسان المدرع قوات الحرس الجمهوري، ويقوموا بمناوشات مبدئية معهم ثم تمرير المعركة الرئيسية للقوات الأقوى، وبسبب عاصفة الصحراء القوية التي قللت من رؤيتنا لحوالي 50 ياردة، لم نستطع استخدام القوات الجوية للتعرف على مكان وجود خط العدو الرئيسي، وأن يجب على “قوات النسر” اكتشاف ذلك بالطريقة القديمة عن طريق القيادة حتى نراهم.
في الرابعه عصرًا بتوقيت الكويت في 26 فبراير، وصلت “قوات النسر” إلى هضبة في الصحراء المفتوحة وكانت الرؤية مازالت محدودة بسبب العاصفة، ولكن عندما وصلت دبابة القائد إلى الجانب الآخر من الهضبة كان وجهًا لوجه مع ثمانية من دبابات العدو، وكان لديه أربعة دبابات أمريكية على يمينه وأربعة آخرين على يساره، ولكنهم كانوا على الجانب الآخر من الهضبة ولم يتمكنوا من تحديد القوات العراقية، وأستطيع تذكر سماع القائد عبر الراديو كما لو كان بالأمس؛ حيث قال إن دبابات العدو أمامنا مباشرة وكأنه يأمر أن تتقدم دبابة من يمينه والأخرى من يساره، وكان هو يطلق على ثلاث دبابات في آن واحد، وخلال أول عشر ثواني من المعركة كان هناك ثلاث دبابات للعدو تحترق في أرض المعركة، وجاءت باقي قوات النسر بعد ثواني لتحطيم الخمسة الآخرين، وتحولت المعركة لأكثر شراسة حيث تشابكت الدبابات والعربات الحربية مع جسر من الفريق “توكلنا” من القوات العراقية.
على الرغم من أن المعركة – والتي سميت فيما بعد بـ”شرق 73 استنادًا إلى موقعها – استمرت حتى الواحدة صباحًا، إلا أن أكثر جزء شراسة من المعركة استمر حوالي ثلاثًا وعشرين دقيقة من الرعب، وتمركزنا مع طاقم إطلاق النار أمكننا من خلالها رؤية معركة الدبابات الدائرة، ودمر فريق الهاون الأمريكي والدبابات كل شيء في أرض المعركة؛ حيث دمروا ما يقرب من 50 عربة حربية، وما يقرب من 200 من قوات العدو، ولم تتكبد أمريكا خسائر كبيرة سواء من جرحى أو قتلى في المعركة، حيث أنه بأي مقياس فازت أمريكا فوزًا كبيرًا على الجيش العراقي في معركة عسكرية غير متكافئة، إذًا كيف بعد حوالي ربع قرن أدعي أن هذه الحرب مثلت خسارة لأمريكا
السبب في ذلك أننا تعلمنا درس خاطئ، وعدد من الصحفيين والقادة العسكريين الأمريكيين انهالوا بالثناء غير المستحق على القوات الأمريكية، وأتذكر حدثًا معينًا تم فيه منح قائد سرية الميدالية الفضية لكياسته في أرض المعركة، في الوقت الذي كانت تكتيكاته سيئة؛ حيث أنه بمثل هذه التكتيكات أمام عدو قوي كان يمكن أن يتسبب في خسائر كبيرة بين جنوده، وربما كانت ستفشل المهمة بدلاً من ذلك لم يصاب أحد وتمت الإشادة به كبطل.
وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية كانت مدربة على درجة عالية وإذا واجهت السوفيت كانت ستفوز، ولكن كان تكلفة ذلك ستكون عالية، ولكننا واجهنا عدوًا كان مجهزًا تجهيزًا لائقًا بالمعدات، ولكن بقيادة ضعيفة وتدريب ضعيف، بينما بسبب التدريب القوي للجنود الأمريكيين والجودة العالية للعربات الحربية والأسلحة، كان يمكن للقادة التكتيكيين استخدام أكثر تكتيك حماقة ويفوزوا رغم ذلك.
وتعد المشكلة أن القليل من الضباط والباحثين والصحفيين أدركوا ذلك، وكانت الرواية بعد الحرب أن أمريكا لديها أقوى وأعظم قوات عسكرية في العالم، ومازال الناس يعتقدون أن الثناء الذي حدث للولايات المتحدة في التسعينات صحيحة حتى اليوم، وأن الجيش الأمريكي إذا دخل في أي معركة يمكنه الانتصار بسهولة، وذلك لا يعد صحيحًا.
إذا كانت روسيا والصين أضعف من أمريكا في 1991، فإن الوضع الآن ليس كذلك؛ حيث أن الفجوة تم تقليلها بشكل كبير وفي بعض الأمور لم تعد هناك فروق، واليوم تستمر روسيا في تحسين المعدات الرئيسية للحروب، وأعادت تنظيم قواتها إلى نحو أكثر فعالية وتستمر في تدريب قواتها لقتال القوات الأمريكية بفعالية، ونفس الحال في الصين التي أمضت عقدين كاملين في تحديث جيشها، وفرض الإصلاح الكبير وتستمر في إجراء تدريبات صعبة ومحاكاة للمعارك، فهذه القوات أدركت أنها إذا أرادت أن تواجه أمريكا ستواجهها بحياتهم ويركزوا ويتدربوا وفقًا لذلك.
ويعتقد كبار القادة العسكريين وقادة الرأي أن أمريكا بالتأكيد ستهزم أي قوات تواجهها، والسؤال الوحيد هو مدى سرعة أو بطئ هذا النصر، وفكرة أننا قد نخسر معركة يتم إعطاؤها أهمية من قبل قلة نادرة، فهذه الغطرسة الخاطئة تؤدي إلى تدريب أقل فاعلية وتركيز غير كافٍ، والخلل بين ما يحدث من تدريب للقوات الأمريكية ونظرائها في الصين وروسيا؛ يمكنها أن تعطي نتائج كارثية لأمريكا في أرض المعركة مستقبلاً.
وكتب “دوغلاسماكجريجور”، الذي كان قائد عمليات في السرب الثاني خلال معركة “شرق 73، في أحدث كتبه هامش النصر، أنه على الرغم من الفوز التكتيكي المحقق، ولكنه تذكير آخر بأنه بدون توجيه استراتيجي فعال، فإن معارك مثل شرق 73 يمكن كسبها على مستوى تكتيكي وخسارتها على مستوى استراتيجي، وإذا لم يتذكر أفراد العسكرية ما حدث ويتعلموا منه الدروس الصحيحة من عاصفة الصحراء، يمكن أن تخسر أمريكا معركة مستقبلية كان يمكن أن تفوز بها.
========================
«نيوزويك» :روسيا وإيران تقرران مستقبل نظام بشار
http://www.alarab.qa/story/1037359/روسيا-وإيران-تقرران-مستقبل-نظام-بشار#section_75
مصطفى منسي
قال سكوت لوكاس، أستاذ السياسة الدولية في جامعة برمنجهام، إن أي انتصار يحققه نظام بشار الأسد وحلفاؤه سواء روسيا أو إيران أو حزب الله في حلب هو انتصار قام على جرائم الحرب.
وأضاف الكاتب في مقال نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية إنه على مدار عدة أشهر تم حصار مئات الآلاف من الناس في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أكبر مدينة في سوريا وتعرضوا للقصف، الأمر الذي أسفر عن قتل الآلاف. أما الرجال الذين تم القبض عليهم من قبل القوات الموالية للأسد في الأيام الأخيرة يواجهون خيارات ما بين التجنيد في الجيش أو الاعتقال والتعذيب.
وتساءل الكاتب إذا كان هذا الصراع متعدد الأطراف سوف يتسبب في ظهور العديد من السيناريوهات المشابهة لوضع حلب أم سيتمكن العالم من فرض فترة دون جرائم حرب وسفك دماء السوريين؟
ورد الكاتب بالقول إن الإجابة على هذا التساؤل ليست لدى نظام الأسد، والولايات المتحدة لم يعد لديها الكثير لتقدمه وهي تقريبا صارت بعيدة عن الصراع بعد سنوات من التردد ومحاولة اتباع روسيا. لذلك فإن الكثير من مستقبل سوريا -بحسب الكاتب- سيكون بيد روسيا وإيران. وقال الكاتب إن السقوط المفاجئ لتدمر التاريخية يشير بوضوح إلى أن الأسد لا يملك القوة العسكرية، وأنه ليس إلا واجهة للقوات الحقيقية التي تقوم بدعمه، وهي القوة الجوية الروسية والقوات الإيرانية ومقاتلو حزب الله والقوات العراقية التي دربتها إيران والميليشيات الأفغانية والوحدات شبه العسكرية السورية.
وأضاف أنه حتى في حالة نجاح الأسد في تجنيد كل الرجال الذين قام النظام بأسرهم من حلب، فإن النظام السوري سوف يبقى قوة تعتمد على الآخرين. ومع استمرار الاقتصاد السوري في حالة انهيار، لا يمنعه من السقوط الكامل إلا دعم الجهات الدولية الراعية، يبقى من غير الواضح إذا كان النظام سوف يتمكن من الحفاظ على ما تبقى من المخلصين في المرحلة المقبلة.;
========================
نيويورك تايمز :ما رسالة حلب لطغاة المنطقة؟
http://www.alarab.qa/story/1038209/ما-رسالة-حلب-لطغاة-المنطقة#section_75
احمد الوكيل
الإثنين، 19 ديسمبر 2016 05:53 ص
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن المساعي الدبلوماسية الدولية فشلت في إيجاد تسوية للصراع السوري الذي استخدام فيه نظام الأسد كل أنواع العنف لقتال المعارضة، فيما آثرت أميركا تحت إدارة أوباما النأي بنفسها عما اعتبرته «مستنقع حرب جديد» لا تريد خوض غماره.
وأضافت الصحيفة أن التطورات الأخيرة في سوريا بما في ذلك سيطرة الأسد على حلب تبعث رسالة لمستبدي الشرق الأوسط ومناطق أخرى أن استخدام العنف والقوة لقمع الشعوب ينجح، دون أن يكون لذلك أية عواقب، حسبما قال مها يحيي مدير مؤسسة كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت.
وتشير يحيى إلى أن الرسالة التي يبعث بها إفلات نظام مجرم مثل نظام بشار من العقاب إلى الضحايا أنهم لوحدهم، فكل ما فعله العالم من أجل سوريا هو «التغريد على توتير وتوقيع التماسات، بينما يجري ذبح المدنيين دون رحمة».
وحول موقف الإدارة الأميركية القادمة تقول الصحيفة إن إدارة ترمب ستواجه منطقة محا فيها المتطرفون الحدود، وفيها زادت روسيا من قوتها، بينما عزز نظام الملالي الإيراني من نفوذه عبر الميليشيات الشيعية القوية، وهي تطورات دفعت حلفاء أميركا للتساؤل إلى أي مدى يمكنهم الاعتماد على واشنطن؟
وأشارت الصحيفة إلى أن ترمب لم يصغ خطة شاملة للتقارب مع الشرق الأوسط، إلا تعبيره عن دعم إسرائيل وإمكانية التعاون مع روسيا ضد تنظيم الدولة، وربما إقامة «مناطق آمنة» داخل سوريا، في تناقض واضح مع قصف الطائرات الروسية لمناطق المدنيين السوريين.
وترى الصحيفة أن سقوط حلب يبرز المعطيات التي من المرجح أن تصيغ شكل المنطقة خلال ولايته الرئاسية. فقد بدء محللون في إضافة حلب إلى قائمة الأماكن التي فشل فيها البشر في وقف مآسي ارتكبت ضد مدنيين آخرين، كما حدث في جروزني الشيشانية وروندا وسيربنيتشا.
وأضاف المحللون أن معظم التقديرات تشير إلى أن حصيلة قتلى الإبادة في رواندا أعلى بكثير من حصيلة معارك الحرب السورية كلها، لكن القتل في رواندا كان سريعا بدرجة لم يتح للقوى الدولة الوقت الكافي للتدخل.
أما حصار حلب فقد جاء عقب سنوات من الصراع مع قوات بشار الأسد التي هجمات الثوار وقصفتهم بالقنابل واستخدمت الأسلحة الكيماوية ضد السوريين.
أيضا فإن توافر الأجهزة الذكية والإنترنت أتاح توثيق أحداث الصراع السورية بشكل أفضل من صراع مسلح آخر في التاريخ, ورغم ذلك فشل هذا التوثيق في معاقبة المسؤولين عن المجازر.
ويرى الباحث حسن حسن من معهد التحرير لسياسيات الشرق الأوسط بواشنطن أن الأسلوب الذي طبقه الأسد ضد شعبه، من سحق للمتظاهرين وتدمير المدن وقصفها بالكيماوي وتمكين المتطرفين، لم يدفع المجتمع الدولي للتدخل، وهو ما يعد سابقة للطغاة المهددين من قبل شعوبهم. لكن المحللين استبعدوا أن يكون سقوط حلب نهاية للحرب التي صارت متشعبة وطائفية، خاصة أن بعض الدول العربية جددت وعدها بدعم ما تبقى من فصائل المعارضة
========================
واشنطن بوست: إدلب «قندهار سوريا» ومعركة الأسد القادمة بعد حلب
http://www.vetogate.com/2505630
مروان حجازي
 رجحت صجيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، أن تكون إدلب، قِبلة الأسد القادمة وساحة المعركة الجديدة، بعدما جذبت معركة حلب أنظار العالم.
تمثل إدلب الواقعة على الضواحي الغربية لحلب نقطة تمركز لعناصر "جبهة النصرة" فرع القاعدة في سوريا، وتحتوي على عشرات الآلاف من قوات الثوار المسلحين، ما يجعلها مرشحة لتكون معركة أكثر دموية من حلب.
وإدلب مكسب إستراتيجي للنظام في حال نجاح الأسد في السيطرة عليها لقربها من الحدود التركية، شمال حماة، التي تُمثل مفتاح أساسي لحماية مكتسبات الأسد الساحلية، وتأمين القواعد العسكرية الروسية القريبة.
وأضافت الجريدة أن الأسد كان قد ألمح من قبل أن "إدلب" ستكون وجهته القادمة بعد "حلب"، خلال لقاء مع الصحافة الروسية، مطلع الأسبوع الماضي.
وصرح الأسد خلال اللقاء أن الأولوية للوجهة القادمة ستكون للمدن التي تحوي العدد الأكبر من الإرهابيين أو تقدم لهم الدعم اللوجيستي.
على مدى العامين الماضيين، استخدم الأسد سياسة الحصار، والهدنة لإجبار المعارضة على الاستسلام، وقد تم ترحيل الآلاف من المعارضة وأنصارهم إلى إدلب -المنفى القسري الذي يعتبره كثيرون محاولة مدروسة لجمع المقاتلين في مكان واحد حيث يمكنهم لاحقا القضاء عليها.
ورحبت المحافظة بالآلاف من المقاتلين الإسلاميين، الذين قدموا مع عائلاتهم من وسط مدينة حمص، وضواحي دمشق، بعد الاستسلام للقوات الحكومية.
وأصبح المشهد مألوفا، الرجال يتلقون استقبال الأبطال، وهم يترجلون من الحافلات الخضراء في إدلب مع البنادق على أكتافهم، بعد أن أجبروا على مغادرة البلدات والمدن المحاصرة.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادرها: إن" الحكومة تريد أعداد الناس، من الناحية النفسية، لفكرة أن إدلب هي قندهار سوريا".
========================
ذا نيويوركر :المعركة من أجل حلب ستالينغراد سورية، تصل إلى نهاية
http://www.alghad.com/articles/1319752-المعركة-من-أجل-حلب-ستالينغراد-سورية،-تصل-إلى-نهاية
روبن رايت - (ذا نيويوركر) 13/12/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
كانت حلب جزءاً من التاريخ البشري لنحو خمسة آلاف عام. ويقال إن النبي إبراهيم، عليه السلام، كان قد رعى ماشيته في سفوحها وأعطى حليبها للفقراء المحليين. كما أسس الإسكندر الكبير مستوطنة هيلينية هناك. وورد ذكر المدينة في كتاب صمويل وفي المزمور 60، وعكس سكانها على مدى قرون كانها الديانات الإبراهيمية الثلاث الكبرى. وكانت حلب عند إحدى نهايتي طريق الحرير القديم، وكانت حاضرة رئيسية للعديد من الإمبراطوريات التي غزت وحكمت المنطقة. وكانت قلعتها التي تعود إلى القرون الوسطى ذات أهمية محورية خلال الحملات الصليبية، وهي من أقدم وأضخم القلاع في العالم. والأحدث أن شكسبير أشار إلى حلب في مسرحيتيه "مكبث" و"عطيل".
والآن، يبدو أن المعركة من أجل حلب، والتي خاضت غمارها منذ العام 2012 الحكومة الاستبدادية للرئيس بشار الأسد ضد مجموعة متنوعة من ثوار المعارضة غير المنظمين، قد انتهت. وقد توسطت تركيا وروسيا يوم الثلاثاء الماضي في التوصل إلى صفقة تسمح بالمرور الآمن لآخر مقاتلي المعارضة وعائلاتهم، وأي مدنيين يريدون المغادرة -في نهاية للعذاب. وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشيركين، لمجلس الأمن الدولي: "كل المتشددين، سوية مع أفراد عائلاتهم والجرحى، يعبرون الآن الممرات المتفق عليها متجهين إلى وجهات اختاروها بأنفسهم طوعاً".
وفي الأثناء، قال لي مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ليست طرفاً في الصفقة. وقال: "إننا نرحب بوقف لإطلاق النار، لكننا لسنا متأكدين من النوايا الروسية. تاريخياً، لم يكن الروس يعنون دائماً ما يقولونه".
الكثير من أجزاء المدينة المشهورة، والأكبر في سورية، دُمر مسبقاً. ونزعت أحشاء البلدة القديمة. وقورن الدمار الذي حل بالمدينة بذلك الذي كان قد لحق بستالينغراد وبغيتو وارسو. وفي اللحن الختامي للضربات الجوية الوحشية التي تسارعت منذ الصيف، سقط شرق حلب الأسبوع الماضي في يد القوات الجكومية التي تسيطر مسبقاً على النصف الغربي من المدينة.
أصبحت الوحشية أساسية لا غنى عنها. ويوم الاثنين الماضي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه من التقارير التي تحدثت عن عشرات من الإعدامات الميدانية التي أقدمت عليها القوات الحكومية، ومئات من الرجال "المفقودين"، وعن ارتكاب أعمال عنف ضد النساء والأولاد خلال اندفاعة الجيش الأخيرة. وخلال جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، خصصت لبحث أزمة حلب، قال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر: "تتكشف أمام أعيننا  أسوأ مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين"، كما حذر الصليب الأحمر الدولي من "كارثة إنسانية"، بينما تغرق حلب في دوامة الفوضى العارمة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: "في كل ساعة، يتم ارتكاب مجزرة". ويوم الثلاثاء قال المرصد إن حوالي ستة آلاف فتى ورجل قد اعتقلوا بعد هربهم من المناطق التي يسيطر عليها الثوار.
يشكل سقوط حلب أكبر انتصار للأسد في هذه الحرب المروعة المستمرة منذ ست سنوات، والتي أسفرت عن مقتل اكثر من أربعمائة ألف شخص وتركت أكثر من نصف عدد سكان سورية، الذين كانوا في الأصل 22 مليون شخص، معتمدين على المساعدات الدولية في استدامة حياتهم اليومية. وكانت المتناقضات تعمل دائماً ضد مجموعات الثوار الأقل عدداً وعتاداً من حكومة تملك قوة جوية -وقوات روسية وإيرانية ولبنانية شيعية لتدعمها. وفي الأيام الأخيرة في شرق حلب، انهارت مجموعات الثوار تماماً.
وقال العميد السوري زيد الصالح متحدثاً إلى المراسلين الصحفيين بينما يقوم بجولة في أحد الأجزاء المستعادة من المدينة: "ليس لديهم الكثير من الوقت. سيكون عليهم إما أن يستسلموا أو يموتوا". وقد عمد المدنيون الذي أصبحوا في حالة رثة، بعد أن كانوا لفترة طويلة تحت الحصار ومن دون مستشفيات نظراً لقصف آخر مستشفى في هذا الخريف- إلى الهرب من شرق حلب في جماعات.
يشكل غزو سلالة الأسد لحلب هبة للروس الذين يتوقون إلى أن تكون سورية حليفهم العربي الرئيسي. وقال لي مسؤولون أميركيون  أن موسكو ربما تلعب على وتر الانتقال الرئاسي في الولايات المتحدة. وهي تحاول ضمان استعادة الأسد السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي السورية قبل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، رسمياً -من أجل تقديم استدامة النظام كأمر واقع. كما أن إيران وحلفاءها من حزب الله كاسبون أيضاً، على الرغم من الكلفة.
وفي المقابل، تشكل خسارة حلب انتكاسة كبيرة للغرب وتركيا والدول الخليجية التي دعمت فصائل عدة من الثوار في سورية بالأسلحة والتدريب أو الأموال. وعلى مدى عامين، يحاول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، التوسط للاتفاق على انتقال سياسي يضم الحكومة والمعارضة على حد سواء. وعندما انهار هذا الجهد، ذكر أنه اجتمع مراراً مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، حتى الأسبوع قبل الماضي في هامبورغ -في محاولة للتفاوض على وقف لإطلاق النار يسمح للثوار والمدنيين بخروج آمن إلى مكان من اختيارهم. وفي النهاية، استطاعت روسيا صنع صفقة استبعدت منها الولايات المتحدة.
انعكس التوتر المتعمق بين واشنطن وموسكو على حلب في تبادل اتهامات في مجلس الأمن يوم الثلاثاء. فقد وبخت السفيرة الأميركية سامانثا باور الأسد وروسيا وإيران. وقالت: "إن قواتكم ووكلاءكم هم الذين ينفذون تلك الجرائم". وأضافت: "لقد سمحت قنابل براميلكم وقذائف المورتر وضرباتكم الجوية للمليشيات في حلب بتطويق عشرات الآلاف من المدنيين في أنشوطتكم التي تزداد ضيقاً. إنها انشوطتكم. ثلاث دول أعضاء في الأمم المتحدة تسهم في لف الأنشوطة حول أعناق المدنيين. يجب أن تخجلوا من أنفسكم. وبدلاً من ذلك، ووفق كل المظاهر، نجدكم قد تشجعتم. وأنتم تعدون لهجومكم التالي. هل أنتم بحق غير قادرين على الشعور بالخجل؟ هل هناك لا شيء حرفياً يستطيع أن يشعركم بالعار؟ أليس هناك أي عمل من البربرية ضد المدنيين، ولا إعدام طفل يمكن أن يتسرب تحت جلدكم، والذي يمكن أن يخزكم قليلاً؟ وهل هناك شيء لن تكذبوا فيه أو تبرروه؟".
ورد المندوب الروسي تشيركين بأنه "لأمر غريب جداً" أن تصدر باور بياناً "وكأنها الأم تيريزا". وأضاف: "لطفاً، تذكري أي بلد تمثلين. ولطفاً، تذكري سجل بلدك، وبعدها تستطيعين البدء في الإدلاء برأيك من موقع أي تفوق أخلاقي".
قبضة الأسد المستعادة على  مركز سورية التجاري، لن يضع نهاية للحرب. وإنما ما يزال الوضع بعيداً جداً عن ذلك. فقد أصبح الصراع السوري متعدد الطبقات بازدياد. وثمة مزيج من مجموعات الثوار -بعضها قومية، وبعضها محلية، وبعضها غير أيديولوجية، وبعضها إسلامية، بما في ذلك الفصيل الأكثر قدرة، جبهة فتح الشام التي كان اسمها السابق جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة- والتي ما تزال تسيطر على محافظة إدلب في الشمال الغربي. ومن المرجح أن يحاول الأسد وداعموه الأجانب استعادتها تالياً. وقد يتبين أنها أصعب من حلب. وكان جيش الأسد قد طوق حلب وقطع الطرق الموصلة بينها وبين تركيا، والتي كانت تتيح للثوار إعادة التزود بالمؤن وإعادة التسلح. وسيكون من الصعب جداً فعل ذلك في إدلب الواقعة على الحدود مع تركيا. وسيكون على تركيا أن تنقلب عن معارضتها طويلة الأمد للأسد وأن تدير ظهرها للثوار.
وثمة حرب منفصلة تجري في الشمال الشرقي، على طول الحدود مع العراق، والذي يحتله تنظيم "داعش" منذ أواخر العام 2013. وهناك، يضع الكثير من القتال "داعش" في مواجهة ثوار سوريين آخرين. وقد خسر "داعش" نحو 30 في المائة من المنطقة التي كان يسيطر عليها، تحت ضغط من قوات سورية الديمقراطية، وهي ميليشيات كردية في أغلبها، تدعمها القوة الجوية الأميركية. وكان مقاتلو "داعش" قد قاتلوا جيش الأسد في أماكن أقل، مثل تدمر في وسط الصحراء السورية، التي استولى عليها "داعش" في أيار (مايو) من العام 2015، ثم استعادها الجيش السوري في آذار (مارس). ومع ذلك، أثبت "داعش" في عطلة نهاية الأسبوع أنه ما يزال يستطيع المباغتة. فبينما كان جيش الأسد منهمكاً في حلب، أعاد "داعش" احتلال تدمر. وأصاب دمشق بالذهول.
لا يظهر الصراع في سورية أيضاً أي علامات على أنه يوشك على الانتهاء، لأنه امتص إليه دولاً وقضايا ورؤى سياسية متنافسة أخرى وتوترات طائفية. كما أن توازن القوى في الشرق الأوسط -خاصة بين القوتين الإقليميتين المتنافستين، السعودية وإيران، والذي يشمل آخرين- أصبح في خطر أيضاً في سورية، التي تشكل أملاكاً جيو-استراتيجية رئيسية. وكانت الرياض قد دعمت العديد من الثوار السنة، بينما دعمت طهران الحكومة السورية  بقيادتها العلوية، طائفة الأقلية المرتبطة بالشيعية. ولا تتعلق التوترات بالتعاليم الدينية وحسب؛ إنها تتعلق أيضاً بالرؤى السياسية والمصالح المتنافسة في الشرق الأوسط. ومن غير المرجح أن يتنازل أي من الجانبين، حتى عندما يضعف حلفاؤه.
خلال فترة إدارة أوباما، تكشفت منافسة موازية بين الولايات المتحدة وروسيا حول سورية. وقد يتغير ذلك في عهد ترأمب أو أنه قد يحاول تغييره. لكن من المرجح أن يكتشف الرئيس الأميركي المنتخب أنه يخاطر -بتغيير النهج بشكل درامي إلى شروط تفضل روسيا وتبقي الأسد في السلطة- بإغضاب حلفاء الولايات المتحدة، ويعرض للخطر شراكات طويلة الأمد -بما في ذلك مع تركيا ودول خليجية- مع مصالحها الخاصة في سورية.
تعود كل طبقة من طبقات الصراع في نهاية المطاف إلى نقطة الاشتعال الأصيلة في العام 2011، عندما رسمت مجموعة من المراهقين كتابات مناهضة للحكومة على جدران عامة في درعا، البلدة القصية في جنوبي سورية، في انعكاس لروح الربيع العربي الملهمة -ولو أنها قصيرة العمر. وأفضى اعتقالهم إلى إشعال فتيل احتجاجات شعبية ما لبثت أن شملت البلد كله. وولد الرد القمعي للنظام منذ ذلك الحين طيفاً كاملاً من المعارضة التي لم يكن من السهل احتواؤها أو تحييدها، حتى باستخدام قوة النار الهائلة. ولا يمكن حل أي من الحروب السورية العديدة من دون التوصل إلى تسوية سياسية بين المجتمعات الأكثر تنويعاً عرقياً ودينياً في الشرق الأوسط.
قال لي مسؤول أميركي: "من دون انتقال سياسي في سورية، لن يتوقف القتال. ومن دون انتقال سياسي لا توجد أي طريقة للقضاء على ‘داعش’".
حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الشريف زيد رعد الحسين يوم الثلاثاء من أن "سحق" الحكومة لحلب ربما يشجع النظام فقط على تكرار الاستراتيجية نفسها -بما في ذلك الذبح البشع للرجال والنساء والأطفال- في أماكن أخرى في سورية، وخاصة في محافظة إدلب وفي دوما بالقرب من دمشق، وعاصمة "داعش" في الرقة. وحتى لو تم التوصل إلى نوع من السلام في نهاية المطاف، فإنه سيكون سلاماً هشاً في ضوء العداوات  السياسية واليأس الإنساني اللذين أفرزهما هذا الصراع. وفي الأثناء، دُمرت الأراضي ذات التاريخ الإنجيلي. وسوف يكون هناك القليل مما يتبقى من سورية، مادياً، ليعود شعبها إليه -ليس بيئة تعرض الكثير من الأمل لتحقيق مصالحة حقيقية.
========================
واشنطن بوست :سوريا وأوكرانيا.. فوائد الجيش الروسي
http://www.alittihad.ae/details.php?id=65098&y=2016&article=full
تاريخ النشر: الإثنين 19 ديسمبر 2016
بول مكليري*
يوشك الجيش السوري وحلفاؤه أن يطردوا المتمردين المناهضين للحكومة من حلب، بينما يفر آلاف المدنيين من القتال ليخلوا السبيل أمام نظام الرئيس بشار الأسد للاستيلاء على أنقاض ثاني أكبر مدينة في البلاد. وزعم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الجيش السوري أوقف إطلاق النار يوم الخميس الماضي ليسمح للمدنيين بمغادرة المدينة، قبل أن تجتاح القوات الحكومية ما تبقى من أحياء يسيطر عليها المتمردون، بينما توفر لهم الطائرات الروسية الغطاء الجوي. لكن نشطاء في المدينة ذكروا أن الضربات الجوية والهجمات الصاروخية استمرت يوم الجمعة الماضي.
وسقوط حلب يمثل انتصاراً كبيراً لكل من الأسد وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدخل في الحرب الأهلية السورية قبل 15 شهراً كي يدعم نظام الأسد المتداعي بذريعة قتال «داعش». لكن هناك سبب آخر لحملة الضربات الجوية الروسية ودعم العمليات الخاصة، وهو توفير ساحة لموسكو تستعرض فيها عتادها العسكري الذي تم تحديثه في الآونة الأخيرة. فبعد سنوات من إهمال العتاد العسكري بسبب الميزانيات المتقشفة لفترة ما بعد الحرب الباردة، أنفق بوتين المليارات لتحديث الترسانة الروسية لينتج دبابات وغواصات وطائرات بلا طيار وصواريخ كروز وطائرات مقاتلة استخدمها في دك معاقل المتمردين السوريين والقوات الأوكرانية في إقليم دونباس في شرق أوكرانيا.
وبينما يركز كثيرون على العتاد العسكري الروسي وغاراته، لاحظ بعض المسؤولين في المؤسسة العسكرية الأميركية شيئاً آخر يدل على التقدم الروسي، ويتمثل هذا التقدم في قدرة الروس على العمل مع القوات المحلية في أوكرانيا وسوريا، مما سمح لهم بأن يكونوا أصحاب نفوذ مع الإبقاء على عمليات انتشار صغيرة وتقليص الكلفة وإبعاد القوات عن الخطوط الأمامية للقتال. وكما قال مسؤول دفاعي أميركي كبير: «الروس أصبحوا بارعين تماماً في العمل مع قوات وكيلة».
وفي سوريا لاحظ مسؤولون أميركيون أن جماعات صغيرة من قوات العمليات الخاصة الروسية «تعمل بفعالية إلى حد كبير» مع قوات نظام الأسد و«فيلق القدس» الإيراني و«حزب الله» اللبناني.
ولروسيا علاقات قديمة مع الإيرانيين والسوريين، مما يجعل التفاعل أيسر، خاصة عندما يتعلق الأمر بتنسيق التغطية الجوية الروسية للهجمات البرية التي تشنها القوات السورية المدعومة من إيران. وأضافت أوليكر: «إنهم يعتمدون كثيراً على السوريين والإيرانيين في الحصول على معلومات الاستهداف»، وهو ما يتمخض عن عدم قدرة الروس على تأكيد هوية من يقصفونهم.
وتدرك القوات الروسية منذ وقت مبكر أنها تستطيع تغيير الحقائق على أرض الواقع، لكن تدخلها جاء متأخراً للغاية لإنقاذ الجيش السوري الذي أنهكه القتال المستمر والانشقاقات. ويعتقد مايكل كوفمان، الباحث في شركة «سي. إن. أيه. كوربوريشن»، أن «الجيش الروسي محبط بسبب الجيش السوري الموجود اسماً فقط، وبسبب القوات الإيرانية التي تسعى لتحقيق أهدافها». ويرى كوفمان أن موسكو، بنشرها الطائرات المقاتلة والهليكوبتر وإطلاق صواريخ كروز على أهداف المتمردين، جعلت من «سوريا أرضاً لاختبار السلاح وللتدريب على مناورات كبيرة»، من خلالها يكتسب الجيش خبرة لا تقدر بمال. ويقدم الجمع بين قوات الميليشيات ومتعاقدي الجيش الروسي من القطاع الخاص وقوات العمليات الخاصة مزيجاً قوياً للطريقة الروسية في الحرب ضد القوات المدعومة من الغرب وأميركا في أوكرانيا وسوريا.
ومن فوائد هذا لموسكو أيضاً أن تزايدت مبيعات الأسلحة الروسية في السنوات الماضية. وتدخل الروس في أوكرانيا وسوريا قدم ساحة تسويق كبيرة تقنع فيها موسكو الزبائن الأجانب بأن تكنولوجيتها أرخص من العتاد الذي تقدمه دول «الناتو»، ودون قيود سياسية من العالم الغربي. وفي يوليو أشار بوتين إلى أن صادرات روسيا من الأسلحة والعتاد العسكري بلغت 4.6 مليار دولار في النصف الأول من 2016. ويرى بوتين أنه «يجب أن نستمر في إلقاء الضوء على إنجازات مصنعي أسلحتنا». وأحد التجليات التي أشاد بها المسؤولون الروس جاءت في فبراير حين أطلق متمردون سوريون صاروخ «توTOW» أميركي الصنع على دبابة روسية متقدمة من طراز تي-90. وأصاب الصاروخ قلب الدبابة لكنه لم يدمرها.
لكن جوانب أخرى من التدخل الروسي جاءت بما لا يهوى الروس، مما يكشف حدود قدرة عتادهم العسكري. وعلى مدار الشهر الماضي، تحطمت طائرتان مقاتلتان في البحر المتوسط أثناء محاولتهما الهبوط على حاملة الطائرات ادميرال كوزنتسوف. وأسقطت تركيا طائرة روسية مقاتلة أخرى من طراز سو-24 في نوفمبر 2015 مستخدمة طائرة أميركية الصنع من طراز إف-16.
*مراسل مجلة «فورين بوليسي» في البنتاجون
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
واشنطن بوست :الموصل وحلب.. توأمتا المصير المجهول
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=92333
تاريخ النشر: الإثنين 19 ديسمبر 2016
أقل من 500 كيلومتر هي المسافة الفاصلة بين مدينتي الموصل العراقية وحلب السورية، المدينتان اللتان احتلتا صدارة اهتمام الصحافة الدولية خلال الأشهر الماضية، وتتعرضان لهجمات من قوات حكومية منفصلة لتحريرهما من سيطرة الفصائل المسلحة. ومن خلال عملية عسكرية انطلقت منتصف أكتوبر الماضي، تمكن تحالف يتألف من الجيش العراقي وميليشيات عراقية تدعمها إيران وأخرى كردية تدعمها الولايات المتحدة، من السيطرة على عدة قرى وبلدات في ضواحي الموصل، بعد أن ظلت تحت سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي منذ صيف 2014. وفي حلب، تحاصر القوات السورية النظامية مدعومة بالضربات الجوية الروسية والميليشيات التابعة لإيران، الفصائل الثورية المتحصنة ضمن جيوب داخل الأحياء.
وتختلف قصة المعاناة في المدينتين. ففي الموصل، تزعم الحكومة العراقية أنها اتخذت الإجراءات الاحترازية الضرورية للتخفيف من عدد الضحايا المدنيين خلال هجومها على معاقل «داعش». ولا ينطبق هذا الإجراء الاحترازي على القوات الموالية لبشار الأسد التي تخوض حملة لا تعرف الرحمة على كل المدن السورية توشك على دخول عامها السادس.
ويبقى هناك الكثير من العوامل التي تربط بين مصير الموصل وحلب. ومع تبدد دخان المعارك واتضاح الرؤى، قد نتمكن من رؤية الدمار والخراب في المدينتين اللتين تنفردان بأعرق تاريخ في منطقة الشرق الأوسط كلها.
ويمكننا أن نتبين مدى وحشية الحرب التي تشهدها المدينتان من خلال استعراض تاريخهما. فقد سبق أن استطاعتا الصمود عبر قرون من الحروب والغزوات وعمليات الحصار والخضوع لغزوات الأعداء. وسبق للرحالة الأندلسي ابن جبير أن قال في وصفه لمدينة حلب في القرن الثاني عشر الميلادي: «كم من حرب تعاقبت عليها، لكنها صمدت. هي بلدة قديمة قدم التاريخ، وهي مدينة العجائب التي لم تتوقف عن التجدد، والتي تمكنت من البقاء بعد أن ذهب ملوكها وهلكوا».ولقد خلفت الموصل وحلب الآثار الدالة على أن المنطقة كانت مهد الحضارات منذ آلاف السنين. وخلافاً لبقية المدن التي ظهرت كمراكز دينية مثل القدس، أو كمعاقل للقوى السياسية مثل دمشق وبغداد، فإن الموصل وحلب هما أول وأضخم مركزين للتبادل التجاري.
وهذا لا يعني أنهما كانتا بعيدتين عن الصراعات. فقد اتحدت المدينتان لفترة من الزمن تحت الحكم التركي الذي قاد المعارك ضد الأوروبيين. وكُتب عليهما قبل ذلك أن تتحملا غزوات المغول الهمجية. ففي القرن الثالث عشر تمردت الموصل ضد محتليها المغول مما أثار حنق قائدهم الشهير هولاكو. وبعد أن قضى على التمرد انتقم من المدينة وأهلها أشد انتقام. وفي عام 1400، احتل القائد المغولي تيمورلنك حلب ونكّل بأهلها، وذبح المدنيين وأمر باغتصاب النساء اللائي كن يختبئن داخل المساجد، وامتلأت شوارع المدينة بالجثث، وكانت هناك أكوام من جماجم القتلى خارج بوابات المدينة.
ورغم كل ما حدث، تمكنت المدينتان من البقاء والاحتفاظ بموقعيهما التاريخيين، وواصلتا مسيرة الرقي والازدهار، وبلغتا قمة ارتقائهما التجاري عندما أصبحتا تشكلان نقطتي النهاية لطريق الحرير تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.
وفي الغرب، كان اسم الموصل مرادفاً للبضائع الشهيرة التي كان ينتجها الشرق، ومنها خيوط القماش الناعمة، والتي أصبحت بنغلاديش تشتهر بها الآن وتُعرف باسم «الموسلين» المشتق من اسم مدينة الموصل. وحظيت حلب بشهرة جعلتها تحتل مكانة بارزة في روايات شكسبير
وعندما تمكنت القوى الغربية من إلحاق الهزيمة بالإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، حاولت فرنسا الاستحواذ على الموصل وحلب بسبب الارتباط التاريخي والثقافي للمدينتين، والاحتفاظ بهما كجزء من محميّاتها المنتشرة في العالم. لكن اهتمام بريطانيا بمصادر النفط دفعها للاحتفاظ بالموصل إلى جانب البصرة وبغداد أو ما سيعرف بدولة العراق. وعمدت فرنسا لضم حلب إلى دمشق لتبقى منذ ذلك الوقت المدينة الثانية من حيث الأهمية في سوريا، وعاصمتها التجارية.
وهذا التحلل الذي يشهده مجتمعا العراق وسوريا هو نتيجة مباشرة للسياسات الحديثة. فقد أدت الحروب المتكررة وما أشاعته من اضطراب، بالإضافة إلى دور الحكومات، إلى حدوث فراغ أمني سرعان ما استغله المتطرفون الذين غزوا المنطقة. وساعدت الحكومتان الطائفيتان في دمشق وبغداد على تعميق الانهيار الاجتماعي الذي نراه الآن.
------------------------
إيشان ثارور**محلل سياسي أميركي
-------------------
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس: بشار الأسد ما يزال بعيدا عن تحقيق انتصار كامل
http://all4syria.info/Archive/372166
رأي تسفي برئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس، أن انتصار بشار الأسد في مدنية حلب يعد مكسبا مهما بالنسبة إليه لكنه ما يزال بعيدا عن تحقيق انتصار كامل والسيطرة على جميع الأراضي السورية.
وقال برئيل في مقال نشرته الصحيفة يوم الجمعة إن صور خريطة سيطرة القوى المسلحة العاملة في سوريا تشبه رقصة الأميبا المتحولة، فلا يوجد خط مباشر ومستقر يحدد حدود السيطرة على المناطق، وحتى الخرائط الأكثر تفصيلا تحدد عموما بأنها مناطق المعارضة أو مناطق الأكراد أو مناطق النظام.
وأكد برئيل أن انتصار الأسد في حلب ليس الكلمة الأخيرة، فخريطة السيطرة تدل على أن العديد من المناطق ما تزال خارج سيطرة النظام، واستعادة داعش السيطرة على مدنية تدمر كان ضربة قوية للنظام وروسيا اللذين تبادلا الاتهامات بالإخفاق.
وبعد أن استعرض المحلل الإسرائيلي خريطة توزيع السيطرة على الأراضي السوري، قال إنه وفقا لصورة الوضع فإن الأسد ما يزال بعيدا عن السيطرة على معظم مناطق الدولة، ولكن السؤال هو ما إذا كان الانتصار في حلب سيدفع المعارضة المسلحة إلى إعادة تقييم الوضع والاستعداد للجلوس على مائدة المفاوضات أو الاستمرار في الحرب.
ونوه برئيل إلى أنه في حال استئناف المفاوضات فإن ممثلي النظام السوري سيكونون في وضع أقوى بكثير مما كانوا عليه في جولات المفاوضات السابقة التي أجريت في جنيف.
وانتقد برئيل موقف الدول الغربية والعربية من الحرب في حلب التي كشفت عن قبح هذه الدول ، فإذا كان من الممكن تفهم الحسابات السياسية التي منعت الدول الأوروبية من التدخل في الحرب السورية خوفا من إغضاب إيران أو الدخول في مواجهة عسكرية مع روسيا، فلا يمكن أن يكون هناك تفسير للتقصير في المجال الإنساني.
وأضاف من الصعب أن نفهم لماذا لم تقم مناطق حظر طيران أو مناطق آمنة يصل إليها اللاجؤون والنازحون ويقدم لهم الغذاء والدواء وغيرها من الخدمات، كما لا يمكن فهم رفض الغرب والولايات المتحدة فرض عقوبات على روسيا بسبب الوضع السوري مثلما سبق أن فرضت عليها عقوبات بعد حرب القرم.
وفي السياق نفسه وجهت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها انقادات عنيفة لصمت المجتمع الدولي عن المجازر التي يرتكبها النظام السوري والروس والميليشيات الإيرانية من فظائع في حلب، داعية إلى شن حرب دبلوماسية على روسيا من أجل إيقاف المجازر
وقالت الصحيفة إن المجتمع الدولي الدولي الذي يضم الدول الغربية والعربية ينظر بغضب إلى مشهد الرعب الدائر في حلب لكنها لا تستطيع أن تجمع نفسها للقيام بعمل جماعي ضد الشر المزدوج للنظامين السوري والروسي.
وأضافت الصحيفة أن أحدا لا يريد أن يخاطر بحرب عالمية ثالثة بسبب مدينة عربية، ولا ترغب أي حكومة بالتضحية بأبناء شعبها من أجل هدف لا يدخل ضمن بنك أهدافها الاستراتيجية.  
وأشارت الصحيفة إلى أن المجتمع الدولي لديه خيارات أخرى مثل شن حرب دبلوماسية على روسيا مثلما حدث من قبل في أوكرانيا، وأن إسرائيل التي استطاعت من قبل حشد العالم ضد إيران قادرة على إثارة الراي العام الدولي للضغط على قادة العالم.
========================
هارتس العبرية: لا تقفوا جانبا.. ما يجري في حلب ضد الانسانية
http://samanews.ps/ar/post/289236/هارتس-العبرية-لا-تقفوا-جانبا-ما-يجري-في-حلب-ضد-الانسانية
كتبت  هآرتس
في مدينة حلب “تذوي الانسانية”، مثلما وصف بدقة تقشعر لها الابدان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا. فقد قتل العشرات منذ اعلان وقف النار يوم الثلاثاء، والذي انهار في أقل من يوم واحد. الاف المدنيين يحشرون في منازلهم يواصلون التعرض للقصف من الروس والسوريين، الميليشيات الايرانية والسورية تقتل المدنيين في منازلهم بلا تمييز، والباصات التي كان يفترض أن تنقذهم من الجحيم لا يمكنها ان تقترب من المدينة. نداءات النجدة المفزوعة التي يتمكن السكان من اطلاقها عبر الهواتف الخلوية، آخذة في التبدد، والخوف على مصيرهم يترجم الى تنديدات من كل العالم، دون أن يتخذ أي عمل حقيقي لانقاذهم.
الاسرة الدولية، التي تضم دولا غربية ودولا عربية، تنظر بغضب الى هذا المشهد الرهيب ولا يمكنها ان تجمع نفسها في عمل ما ضد الشر الرهيب للنظام الروسي والسوري. ومثلما في مناطق اخرى في العالم حيث وقعت وتقع المذابح، ينتصر المنطق السياسي الى الدافع الانساني. فدخول قوات الى سوريا معناه مواجهة عنيفة مع روسيا وربما مع ايران، وقصف قواعد الجيش السوري قد يجر اعمالا مشابهة تجاه قواعد استراتيجية للغرب.
احد لا يريد أن يعلق في حرب عالمية ثالثة، بسبب مدينة عربية. ولا تريد أي حكومة التضحية بابناء شعبها من أجل هدف لا يندرج في بنك الاهداف الاستراتيجية. ففي حلب لا تدور حرب ضد داعش. ولكن بالنسبة للاسرة الدولية وبقدر لا يقل عن ذلك بالنسبة لاسرائيل، توجد خيارات اخرى. حرب دبلوماسية ضد روسيا، مثل تلك التي تمت في اعقاب الحرب في اوكرانيا، يمكنها أن تجدي نفعا. هنا يمكن لاسرائيل أن تساهم ايضا. فالدولة التي نجحت في تجنيد العالم ضد ايران قادرة على أن توقظ الرأي العام العالمي، تمارس الضغط على زعماء العالم، وكذا – هذا هو الزمن لذكر الكارثة. اسرائيل يمكنها وينبغي لها أن تشجع الجالية اليهودية، ولا سيما في الولايات المتحدة، على استخدام قوتها. ونتنياهو يمكنه ايضا ان يجند علاقاته القريبة مع ترامب.
على اسرائيل أن تعرض الاستعداد لاستيعاب الاف اللاجئين السوريين والمشاركة في الجهد الدولي لمساعدة المحاصرين. ذات اسرائيل، التي تخنق اللاجئين الارتيريين والسودانيين، ملزمة باسم تاريخها ان تغير الاتجاه. للاسف من الحيوي أن يتوجه رئيس الوزراء بصوته الى العالم ويضم اسرائيل الى كل من يرى في روسيا وسوريا مجرمي حرب.
========================
إسرائيل اليوم”: “معركة #حلب ستمثل بداية استعادة الأسد للسيطرة الكاملة على #سوريا
http://www.almanar.com.lb/1208139
 منذ 23 ساعة   18 December، 2016
قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إنّ معركة حلب ستمثل بداية استعادة الرئيس السوري بشار الأسد للسيطرة الكاملة على سوريا، مؤكدة أن على “إسرائيل” ان تأخذ بالحسبان بأنها ستدفع ثمن ما يجري في حلب.
وقالت الصحيفة الصهيونية إن قوات الجيش السوري ستعود إلى حدود الجولان، ليقفل ذلك نافذة الفرص أمام حرية سلاح الجو الاسرائيلي لضرب قوافل السلاح الخاصة بحزب الله في سوريا، وفق تعبير الصحيفة.
وأضافت: “ستصبح إيران وحزب الله أكثر جرأة على مواجهة إسرائيل واستفزازها”.
وختمت “إسرائيل اليوم:”صحيح أن إسرائيل تبعد مئات الكيلومترات عن حلب لكنها ستدفع ثمن ما يجري هناك وعليها أن تأخذ ذلك بالحسبان وتستعد له.”
========================
إسرائيل هيوم :ايال زيسر   18/12/2016 :حلب: بين طهران وموسكو والقدس
http://www.alghad.com/articles/1319782-حلب-بين-طهران-وموسكو-والقدس
إن انتصار بشار الأسد في معركة حلب، هو أولا وقبل كل شيء انتصار لبوتين وحرس الثورة الايراني والمقاتلين من قبل طهران في سورية وحسن نصر الله زعيم حزب الله. التقى الثلاثة معا في تحالف واحد استطاعت موسكو من خلاله العودة كمنتصرة الى الشرق الاوسط، أما ايران فقد ضمنت مكانتها كقوة عظمى اقليمية لها تأثير. بين موسكو وطهران توجد خلافات جوهرية حول المستقبل البعيد – من الذي يجب أن يسيطر في سورية ويفرض على بشار خطواته. ولكن حتى الآن، وفي السنوات القريبة، فان شراكة المصالح بينهم ستستمر، بل وستزداد.
توجد للأسد كل الاسباب كي يكون راضيا عن نجاحه في البقاء على مدى ست سنوات من الحرب الاهلية الدموية في بلاده. انتصاره في حلب يمنحه دفعة معنوية ويحرم المتمردون من الأمل في الانتصار في الحرب على سورية. بدون أمل وبدون مساعدة حقيقية من الخارج، فان فرصة معسكر المتمردين في تغيير الوضع في ميدان المعركة، آخذة في الزوال.  رغم أن التمرد لا زال بعيدا عن نهايته، ولا زال يحظى بتأييد أجزاء واسعة من المجتمع في سورية.
 إن من دفع ثمن انتصار بشار هم سكان حلب، التي دمرها الزعيم السوري بمساعدة حلفائه كي تتحول الى نموذج ورمز لسكان المدن الاخرى في الدولة، وعلى رأسها العاصمة دمشق، كي لا يخطر ببال هؤلاء السكان الخروج ضده. ولكن يجب الاعتراف بأن التراجيديا في حلب، التي ينشغل العالم بها، هي نقطة في بحر واستمرارا مباشرا للحرب التي قتل فيها حتى الآن حوالي نصف مليون مواطن سوري، اضافة الى 10 ملايين فقدوا منازلهم، وثلث السكان اصبحوا لاجئين خارج بلادهم.
 إن مصير حلب هو برهان واضح على أن المجتمع الدولي غير موجود، ويبدو أنه لن يكون موجودا أبدا، لا سيما بالنسبة للسكان المدنيين الذين وقعوا بين المطرقة والسندان وأصبحوا هدفا للنظام الديكتاتوري وحلفائه. حلب تُدمر وسكانها يُقتلون بالمئات والآلاف ويُطردون من منازلهم، لكن العالم يصمت، باستثناء بعض التنديد أو الأسف من قبل القادة في اوروبا والولايات المتحدة.
بالنسبة لإسرائيل، دروس معركة حلب واضحة. أولا، من يعلق آماله ومستقبله على مساعدة المجتمع الدولي سيخيب أمله. العالم مع الأقوياء والمنتصرين، ويفضل أن تسعى اسرائيل الى تقوية نفسها كضمانة ضرورية، لو لم تكن وحيدة، لبقاء وجودها ونموها في المنطقة.
ثانيا، الحرب في سورية لن تستمر الى الأبد. وانتهاءها بانتصار محتمل للنظام السوري وحلفائه قد يكون أسرع مما توقعته اسرائيل. الاسد عاد الى حلب، ويحتمل أن يكون الى هضبة الجولان التي خسرها لصالح المتمردين قبل عامين. ايضا نافذة الفرص التي فتحت أمام اسرائيل قبل بضع سنوات، بأن تعمل بشكل حر في سورية ضد ارساليات السلاح الى حزب الله، قد يتم اغلاقها.
 ثالثا، حتى الآن مايزال بشار الاسد يخضع لتأثير موسكو، ايران وحزب الله. وللوهلة الاولى، موسكو هي صاحبة الموقف الاساسي. ولكن خلافا لروسيا التي توجد جوا وبحرا، وتعتبر ما يحدث في سورية جزءً من لعبة دولية، فان لايران وحزب الله موطئ قدم على الارض على شكل الكثير من المقاتلين النظاميين أو المتطوعين في مليشيات شيعية جندتها ايران من اجل القتال في سورية.
رابعا، الانتصار في المعركة على سورية سيحرر القوى والطاقات لدى ايران وحزب الله من اجل التوجه الى الهدف التالي. فهما لا يبحثان عن مواجهة مع اسرائيل، ويرتدعان عن دفع الثمن، لكن الجرأة والتحريض سيتغلبان بلا شك في اليوم التالي. وأخيرا، الارهاب والراديكالية لن يختفيا، بل سيتعززان، حيث ستتحول الاحداث في سورية الى ادوات لتجنيد الدعم ومحرك لعمليات اخرى. اسرائيل بعيدة عن حلب مئات الكيلومترات، لكن يحتمل أن تدفع هي ايضا ثمن التراجيديا التي حدثت هناك. كل ذلك يجب أخذه في الحسبان والاستعداد لمواجهته.
========================
هآرتس 18/12/2016 :احتلال حلب يقسم عرب إسرائيل
http://www.alquds.co.uk/?p=647237
 
إن سيطرة الجيش السوري على حلب والتقارير عن قتل عدد كبير من سكان المدينة والصور التي وصلت منها أشعلت نقاشا شديدا في اوساط العرب في إسرائيل، الذين يوجدون على طرفي المتراس حول الحرب الاهلية السورية. والامر الذي زاد العاصفة هو الإعلان الذي نشر في صفحة الفيس بوك الرسمية لحزب حداش، الذي بارك «توحيد حلب». أمين عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي»ماكي» ، عادل عامر، كتب بأن الخطوة هي «نقطة تحول في تأثير الهجمة الامبريالية على شعوب المنطقة». وأضاف أن هذا «يضع حدا لخطط تقسيم سوريا ويعبر عن فشل استراتيجية الولايات المتحدة وتركيا والسعودية وقطر وعدم الاستمرار في الدفاع عن المنظمات الإرهابية التي دمرت سوريا وفرضت الرعب على المواطنين».
هذا الإعلان المختلف فيه آثار ضجة في المجتمع العربي في إسرائيل وفي داخل القائمة المشتركة، حيث إن الحرب في سوريا تعتبر نقطة من نقاط الخلاف الرئيسية بين الاحزاب التي تشكل هذه القائمة. وليس صدفة أن القائمة لم تعلن موقفا رسميا في هذا الموضوع، وأعضاؤها يحاولون عدم التحدث كثيرا في الامر، وخصوصا اعضاء الكنيست من حداش.
يعتبر «ماكي» الجناح المركزي في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حداش، التي هي جزء من القائمة المشتركة في الكنيست. نشطاء في «ماكي»  مثل الأمين العام عامر، لا يعتبرون ما يحدث في سوريا ثورة حقيقية من اجل الحرية والديمقراطية، بل مؤامرة تقوم بها الدول العربية مثل السعودية وقطر، بتأييد الولايات المتحدة. من هنا، وبسبب حقيقة أن تفكيك سوريا يشكل بالنسبة لهم مصلحة إسرائيلية، تأتي معارضة القوات التي تقاتل ضد الأسد. لكن عددا كبيرا من النشطاء في الحزب يرفضون هذا الموقف. فقد تحدث نشطاء من حداش وميكي مع «هآرتس» واعترفوا بأن التعامل مع ما يحدث في حلب يثير جدلا كبيرا في الحزب. «هناك جدل داخلي شديد حول الصياغة وحول النشر. ولا شك أن الخلاف حول سوريا في الحزب سيخرج إلى الخارج ولهذا يجب مناقشة الأمر»، قال أحد اعضاء الحزب بعد نشر الإعلان.
يقول النشطاء في الحزب إن الحديث يدور عن جزء هام من النقاشات الداخلية التي تتم بين التيار الراديكالي في الحزب أمام مسؤولين مثل أيمن عودة ودوف حنين، اللذين لم يعرفا عن الإعلان قبل نشره في الفيس بوك. وفي حديث مع الصحيفة قال عامر إنه يقف من وراء الإعلان، وهو يرفض أي محاولة لاعتبار موقفه وكأنه يؤيد جرائم الحرب. «لم يسبق لنا أن قمنا بتبرير جرائم الحرب، ولم يسبق أن قلنا إننا نؤيد الحاق الضرر بالمدنيين. نحن ضد كل عمل كهذا بغض النظر عمن يقف وراءه». وحسب اقواله «في الانتقادات ضد «ماكي» هناك تلون كثير. أين كان الانتقاد عندما سيطرت المنظمات الإرهابية على حلب وعلى مدن اخرى في سوريا وارتكبت مذابح ضد الناس؟ إن من اعتدى على المدنيين هي المنظمات الإرهابية، وللأسف الشديد فإن الحرب ضد الإرهاب تجعل المدنيين هم الذين يدفعون الثمن، وهذا مؤلم جدا». بالنسبة لادعاء أنه يؤيد الأسد، قال عامر: «لم نقل إننا نؤيد هذا النظام أو ذاك، نحن نؤيد توحيد سوريا، والشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر مستقبله».
وعندما سئل أيمن عودة عن موقفه قال: «إن بداية التراجيديا في سوريا هي النظام الديكتاتوري الذي سيطر لعشرات السنين، هذا النظام الذي لم تنشأ عن معارضته نضالات شعبية من اجل الديمقراطية. هذه النضالات التي يؤيدها كل شخص له ضمير». وحسب اقواله «للأسف الشديد، لقد تم اختطاف هذا النضال من قبل جماعات مثل داعش، وليس من الانساني الوقوف إلى جانب هذه القوى الظلامية».
يقول عودة: «هناك جدل قوي في المجتمع العربي، لكن المواقف المتناقضة تنبع من التحليل المختلف لما يحدث هناك، رغم أن الهدف واحد، وهو رؤية مواطني سوريا يعيشون في دولة مستقلة وديمقراطية تحافظ على أمن واحترام مواطنيها».
عضو الكنيست دوف حنين («ماكي») قال: «إن الحاق الضرر المتعمد بالمدنيين هو جريمة حرب. سواء كان ذلك من قبل المنظمات الجهادية أو من قبل النظام السوري. الموقف الاخلاقي هو الموقف اليساري الوحيد. هذا هو موقفي الدائم منذ اندلاع الحرب في سوريا. إن معارضتي للجهاديين ومن يؤيدونهم في دول الخليج وتركيا ومن خارج المنطقة، لا تعني تضامني مع النظام السوري. هناك خلاف بيني وبين شركائي السياسيين. هذا جدال مبدئي وعميق قمت بإدارته وسأستمر في إدارته، بالطبع».
الجدال داخل حداش هو تعبير عن الجدال العام في المجتمع العربي حول الأحداث في سوريا، الذي يتحدد أكثر فأكثر حسب التطورات الميدانية. إلا أن السيطرة على حلب أخذت النقاش في هذه المرة نحو تبادل الاتهامات الكلامية المسمومة.
المتهكم مرزوق حلبي الذي كتب ونشر في السابق مقالات في صحيفة حداش و»ماكي»  «الاتحاد»، خرج في الاسبوع الماضي ضد الحزب بسبب موقفه. وحلبي يرفض اقوال رموز «ماكي»  بأنهم يعارضون الحاق الضرر بالمدنيين: «هذا قول بائس يصدر الآن بسبب الفظائع التي تحدث في حلب وبسبب انتقاد الجمهور لهم. منذ بداية الاحداث الشعبية تبنوا موقفا مؤيدا للنظام القمعي، الذي هو خاطيء».
وحسب اقواله «التاريخ في سوريا لم يبدأ في العام 2011. فقد تعرض الشعب في سوريا للقمع على مدى عقود. ولذلك فإن هذا الشعب يريد رفض القمع والديكتاتورية. إن سيطرة المنظمات الاسلامية الراديكالية والدموية على التمرد، لا تعني الانضمام إلى الديكتاتور. إن تدمير مدينة حلب لا يعني توحيد المدينة أو تحريرها. هذا موقف مخجل، وأنا أعتقد أن الجمهور العربي سيحاسب رموز الحزب على موقفهم هذا.
الخلافات في داخل المجتمع العربي حول الحرب في سوريا حصلت على دفعة قوية، بسبب الصراعات السياسية الداخلية ايضا في القائمة المشتركة، بما في ذلك الصراع بين بلد وحداش. مثلا، إن وجود مؤسس بلد، عزمي بشارة، في قطر ومعارضته للأسد، زادت من الخلاف مع حداش و»ماكي». وقد نشرت بلد أمس بيانا حذرت فيه من «التدهور الخطير في النقاش حول الوضع في سوريا». وطلبت وقف سفك الدماء من الطرفين. «يجب علينا الحفاظ على الوحدة الوطنية. اذا كانت إسرائيل هي الرابح الرئيسي في سوريا، فنحن ملزمون بالحفاظ على وحدتنا الوطنية من اجل عدم مضاعفة ارباح إسرائيل».
رئيس تاعل، عضو الكنيست احمد الطيبي، قال «هذا موضوع يمزق المجتمع والاحزاب والعائلات. الامر الذي يجب أن يقلق الجميع الآن، بما في ذلك المجتمع العربي، هو الكارثة الانسانية والقتل الجماعي. وليس هاما بالنسبة لي من هو المسؤول، المهم أن هناك كارثة تحدث في سوريا والعالم يصمت. يجب علينا جميعا أن نشعر بالألم والخجل».
جاكي خوري
 
========================
هآرتس 18/12/2016 :حلب هي الصورة المصغرة للكارثة التي لا تنتهي
http://www.alquds.co.uk/?p=647245
Dec 19, 2016
إن شكل خارطة سيطرة القوات المسلحة التي تعمل في سوريا، يشبه رقصة «الأمبا». لا يوجد خط واحد مستقر يضع حدود السيطرة التي تتغير يوميا، وأحيانا كل ساعة. أيضا الخرائط الاكثر تفصيلا تكتفي بالتعريفات العامة مثل «مناطق المتمردين»، «مناطق الأكراد» أو «مناطق الجيش السوري».
في كل منطقة من هذه المناطق، بما فيها التي يسيطر عليها النظام، توجد عشرات المليشيات التي تعمل بشكل مستقل، تنضم إلى مليشيات اخرى أو تنفصل عنها، يتم تمويلها من مصادر قريبة أو بعيدة مثل فنزويلا أو السعودية، قطر، الجزائر أو تركيا، تتحارب فيما بينها وفي داخلها.

حلب هي الصورة المصغرة لجميع الجبهات في سوريا. في الجزء الشرقي منها سيطر حتى قبل ثلاثة ايام «المتمردون» ومنهم جبهة فتح الشام التي كانت تسمى جبهة النصرة التابعة للقاعدة. ومعها تعمل مليشيا تابعة لجيش سوريا الحر تسمى حركة «نور الدين الزنكي»، اضافة إلى 12 مليشيا، البعض منها اسلامية والبعض علمانية.
في داخل هذه المليشيات نشأ خلاف حول اتفاق وقف اطلاق النار الذي بادرت اليه روسيا وتركيا. وقبل ذلك ايضا حول سؤال هل يجب فصل القوات بينها وبين جبهة فتح الشام، وبالتالي التنازل عن التعاون العسكري الهام مع القاعدة، التي اظهرت قدرة عسكرية لافتة. بعض هذه المليشيات أيد الانفصال والبعض وافق على الانسحاب من شرق حلب وترك الساحة للقصف الجوي الروسي ضد جبهة فتح الشام. وفي نهاية المطاف، بعد أن قصفت روسيا مناطق المتمردين دون توقف، تمت الموافقة على وقف اطلاق النار الذي تحقق في تركيا.
لكن عندما جاء وقت التنفيذ تبين أن المليشيات الإيرانية ورجال حزب الله الذين عملوا مع الجيش السوري في احتلال الاحياء الشرقية في المدينة، منعوا السكان من الصعود إلى الحافلات التي انتظرتهم، وذلك حسب التوجيهات التي وصلت من إيران. وقال المتحدثون الإيرانيون إنه نظرا للاتفاق على وقف اطلاق النار بدون اشراك إيران وسوريا، فإنهم لن يلتزموا به. والضغط الروسي الكثيف فقط هو الذي سمح أمس ببدء الاخلاء.
لا زالت هناك جيوب للمقاومة في عدد من احياء المدينة، لكن المعركة الاساسية حُسمت. وعادت حلب لتكون تحت سيطرة النظام السوري وسجلت انتصارا استراتيجيا قد يكون الأهم بالنسبة للرئيس الأسد.
ليس نهاية اللعبة
السؤال المطروح الآن هو ما الذي سيفعله الأسد مع هذا الانتصار. فحلب ليست نهاية حاسمة. والخارطة المتلوية للسيطرة تقول إن مناطق كثيرة في الدولة ما زالت خارج سيطرة النظام. واعادة سيطرة داعش على تدمر هي ضربة شديدة للنظام ولروسيا. كل طرف يتهم الطرف الآخر بالفشل، لكن يبدو أن سبب انجاز  داعش هو اهمال الجيش السوري للمنطقة بسبب جبهة حلب.
المتمردون المسلحون في حلب من المفروض أن ينتقلوا إلى ادلب، وهي منطقة هامة حيث أن الجيش السوري لا يسيطر عليها، ويتوقع حدوث معركة شديدة فيها. وفي الشمال وفي جزء من الحدود بين تركيا وسوريا تسيطر المليشيات الكردية التي تقاتل ايضا ضد القوات التركية التي يساعدها جيش سوريا الحر وضد داعش. منطقة الرقة، عاصمة داعش، واجزاء من دير الزور توجد تحت سيطرة مختلطة لداعش والاكراد والجيش السوري. والجنوب ينقسم بين قوات النظام وبين المليشيات التي تنتمي لجيش سوريا الحر وداعش.
بناء على هذه الصورة، لا زال الأسد بعيدا عن السيطرة على معظم المناطق في بلاده. والسؤال هو هل سيؤدي الانتصار في حلب إلى اعادة تقدير الوضع من قبل المتمردين والعودة إلى طاولة المفاوضات، أم أنهم سيستمرون في الحرب. من الواضح أن ممثلي الأسد سيصلون إلى المفاوضات من موقع قوة .
قال رياض حجاب هذا الأسبوع – الذي كان رئيس حكومة في سوريا في العام 2012 وانضم للمتمردين والآن هو يقف على رأس وفد المفاوضات عن المعارضة – قال «إن الخيار الاول للمتمردين هو الحل السياسي». ولم يذكر حجاب شروطا مسبقة للمفاوضات، لكنه ألمح إلى أن وفد المفاوضات لن يطلب طرد الأسد كشرط للمفاوضات، أو حتى استقالته اثناء الحكومة الانتقالية أذا تم تشكيلها.
لكن حجاب والمليشيات التي يمثلها ليست كل القصة. الاكراد في سوريا مثلا ليسوا شركاء في وفد المفاوضات، حسب طلب تركيا، وخلافا للموقف الروسي. جبهة فتح الشام القوية تعتبر منظمة إرهابية، لذلك هي لن تكون في المفاوضات، وستكون إلى جانبها عدة مليشيات أهمها مليشيا «احرار الشام» التي اعلنت أنها تنوي التوحد مع «فتح الشام» للتعبير عن التضامن.
 
الدرس الروسي
 
اغلبية المليشيات تعمل بدون غطاء سياسي حقيقي. وقد بقي للرئيس اوباما شهر لإنهاء ولايته. وقد اعلن دونالد ترامب ان الولايات المتحدة لن تهتم بإسقاط انظمة – أي أن المتمردين لن يحصلوا على الدعم في صراعهم ضد الأسد.
التمويل الامريكي توقف تقريبا باستثناء مساعدة المليشيات التي تحارب داعش والمساعدة التي تمنحها تركيا لجيش سوريا الحر الذي يعمل في المناطق الحدودية بين الأكراد. والدول العربية تستمر في تمويل بعض المليشيات، لكن وعود المساعدة في الحرب في حلب ومساعدة الجيوش العربية، أو على الأقل الطائرات السعودية، بقيت في الهواء. الطائرات السعودية التي هبطت في تركيا قبل بضعة اشهر للتعبير عن التصميم، عادت إلى قواعدها بسلام.
الدول الاوروبية ايضا لا تنوي تقديم المساعدة، باستثناء الدبلوماسية التي لا تشمل بالطبع عقوبات ضد روسيا، بل التشجيع على عقد مؤتمر دولي من اجل الحل السياسي، حيث أنه من الواضح أن روسيا هي التي ستكون صاحبة الكلمة.
الحرب على حلب وضعت الدول الغربية والدول العربية أمام المرآة التي كشفت عن بشاعتها. واذا كان يمكن فهم الاعتبارات السياسية التي منعت الغرب من التدخل في الحرب السورية، خصوصا على خلفية المفاوضات على الاتفاق النووي الذي وضع جانبا مسألة اغضاب إيران أو الخوف من المواجهة العسكرية مع روسيا – فإنه لا يوجد تفسير للامتناع عن تقديم المساعدات الانسانية.
المجزرة في حلب، نسبيا، هي صغيرة مقارنة مع قتل مئات آلاف الاشخاص الذين عددهم غير معروف على مدى خمس سنوات ونصف. وحتى قبل حلب يصعب فهم لماذا لم تتم اقامة مناطق حظر طيران أو مناطق آمنة يلجأ اليها المدنيون ويحصلون فيها على الغذاء والادوية والتعليم والخدمات الاخرى. الحرب الروسية في اوكرانيا أثمرت عن عدد من العقوبات الامريكية والاوروبية على روسيا. ونحن لا نعرف لماذا امتنع الغرب عن اتخاذ اجراءات مشابهة في سوريا ايضا. واضافة إلى ذلك، على ضوء الظروف، يصعب قبول طريقة الفيتو المعتمدة في مجلس الامن والتي تمنح الاحتكار لدولة واحدة تجاه مصير دول اخرى في العالم.
المعركة على حلب تتطلب اعادة النظر في خطط العمل العسكرية في الموصل. وقد قال رئيس الدولة الكردية في العراق، برزاني، في هذا الاسبوع «إن تحرير الموصل أقل صعوبة من ادارتها». الموصل هي مدينة يعيش فيها حوالي 1.5 انسان، وهو 10 اضعاف العدد الموجود في حلب الآن. إن القضاء على داعش هو مثابة تسخين للصراع على الغنائم.
إن عيون الاكراد والجيش العراقي وتركيا والمليشيات الشيعية الإيرانية وإيران نفسها، تشخص نحو الموصل. وهذه المدينة ستشهد صراعات وتصفية حسابات على خلفية طائفية ودينية، اضافة إلى الحرب من اجل السيطرة على النفط والغاز فيها. ولا توجد حتى الآن خطط حقيقية لاستيعاب اللاجئين الذين سيهربون من ساحات الحرب في الموصل، ولا توجد استعدادية سياسية تحاول إنهاء المعركة بشكل يمنع سفك الدماء المتوقع، ولا توجد ايضا سيناريوهات تبين ما الذي سيفعله داعش بعد الموصل.
لكن يمكن القول إن مصير مئات آلاف العراقيين ليس واضحا بعد. وهو يشبه بالضبط مصير السوريين في حلب.
تسفي برئيل
 
========================
الصحافة الفرنسية والتركية :
لوفيغارو: هل يتجه بوتين نحو وقف لإطلاق النار في سوريا؟
http://arabi21.com/story/968181/لوفيغارو-هل-يتجه-بوتين-نحو-وقف-لإطلاق-النار-في-سوريا#tag_49219
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا؛ تناولت فيه حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إحياء السلام في سوريا من خلال مفاوضاته مع كل من تركيا وإيران، وفي المقابل تم إقصاء الولايات المتحدة الأمريكية ووضعها خارج اللعبة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بوتين عبّر عن استعداده للتوصل إلى حلول من أجل وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، بعد استئنافه في مدينة حلب.
ونقلت الصحيفة عن بوتين قول الجمعة، خلال رحلته إلى اليابان لبحث قضية في جزر الكوريل التي تعتبرها اليابان محتلة من قبل روسيا: "لقد حان الوقت للانتقال إلى حل سياسي لتسوية النزاع السوري".
وذكرت الصحيفة أن روسيا، بعد أن دعمت قوات النظام السوري وأشرفت على إجلاء المدنيين، فإنها على استعداد للانتقال إلى "الخطوة التالية، وهي السعي لإعلان وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية.
وقالت الصحيفة أن زعيم الكرملين يسعى لفرض نفسه من باعتباره "صانع السلام" في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعمل موسكو الآن على مناقشة الوضع في حلب مع اثتنين من شركائها، وهما إيران وتركيا.
وقالت الصحيفة إن طهران تُعتبر الحليف التقليدي الأول لروسيا، حيث تدخلت المليشيات الشيعية بدعم من الطائرات الروسية للسيطرة على حلب الشرقية، وهذا البيان يوضح التعاون الفعال بين إيران وروسيا، ويبين أن السياسات الإقليمية للبلدين متقاربة.
ووصفت الصحيفة العلاقة الحالية بين طهران وموسكو بـ"شهر العسل"، رغم أن وجهات النظر الثنائية تحافظ على تناقضاتها بخصوص القضية السورية ومصير بشار الأسد.
وأفادت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية بادرت بإنهاء العمليات العسكرية وإجلاء المدنيين من شرق حلب، بينما عبرت الخارجية التركية التي يمثلها وزير الخارجية، مولود جاويش أغلو، عن انتقادها للنظام السوري، علاوة على خروج الآلاف من المواطنين الأتراك في مظاهرات تنديدا بمجزرة حلب والمطالبة بانسحاب روسيا من سوريا.
وأوردت الصحيفة أن هذا الأمر لا يمنع أنقرة، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، من مناقشة إمكانية شراء أنظمة صواريخ "أس 400 " في موسكو، رغم أن تنفيذ الصفقة من شأنه أن يضعف مكانة تركيا في حلف شمال الأطلسي.
وأكدت الصحيفة أن الوقت حان لتفهم موسكو أن التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن يوصل إلى أية حلول للأزمة السورية، لهذا فهي مجبرة على إشراك جهات إقليمية فاعلة في هذه القضية.
وأوردت الصحيفة رأي نيكولاي كوجانوف، من مركز كارنيغي في موسكو، الذي قال: "النهج الذي يعتمده بوتين منطقي. لقد فهمت موسكو أخيرا أن التنسيق الثنائي مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية ناجعة".
وقالت الصحيفة أن بوتين اقترح إجراء المحادثات في أستانا، عاصمة كازاخستان، الحليف الرئيسي لروسيا في آسيا الوسطى، وقد استضافت الجمهورية السوفياتية السابقة لقاءات لمعارضين مقربين من موسكو؛ مع النظام السوري.
ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشيوخ الروسي، فيكتور أوزيروف، أن كازاخستان تلعب دورا محوريا جنبا إلى جنب مع الكرملين، ضمن تطوير الاتحاد الأوراسي، وهو اتحاد اقتصادي سياسي يضم أرمينيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، وروسيا، وطاجاكستان.
وقالت الصحيفة إن السؤال المطروح هنا يتمحور حول دور دول الخليج في القضية السورية، وخاصة المملكة العربية السعودية، وغيرها من الجهات الفاعلة في الأزمة السورية التي تعارض الدعم الروسي للنظام السوري.
وفي الوقت نفسه، أشاد موالون للنظام السوري بالنجاح الذي حققته القوات الروسية في سوريا، فيما نشرت طالبات سوريات صورا لهن بأزياء روسية لتشجيع الجنود الروس في سوريا.
وأوردت الصحيفة أن تمارا إسحاق من طرطوس، قامت بنشر صورة لها، بشعرها الأسود الطويل وزيها الروسي وكتبت باللغة الروسية: "أنا مطمئنة ما دامت أرضي تحت سيطرتك".
========================
من الصحافة التركية: كي لا تتحول حلب إلى حلبجة العراقية
http://all4syria.info/Archive/372417
كلنا شركاء: عبد القادر سيلفي- صحيفة حرييت -ترجمة ترك برس
هناك مأساة إنسانية في حلب, وتركيا تفعل كل ما بوسعها لتحول دون تحوّل حلب إلى حلبجة جديدة.
شهدت حلبجة مجزرة دامية استُخدم فيها الغاز الكيميائي, وراح ضحيتها ما يقارب الـ 5000 شخص بينهم نساء وأطفال وكبار السن. وأصبحت حلب مهددة بالخطر نفسه بعد مقتل 4300 مواطن مدني فيها. استعاد النظام مناطق حلب الشرقية بعد أن كانت تحت سيطرة المعارضة. وبذلك سيتمكن من السيطرة على محافظة حلب كاملة, لكن المشكلة الأساسية تكمن في المجازر التي يتسبب بها هذا الصراع.
عقد الرئيس التركي أردوغان 4 لقاءات مع نظيره الروسي بوتين لإيقاف إطلاق النار والسماح للمدنيين بالخروج من حلب. وكان آخر لقاء له يوم الأربعاء.
اتفقت تركيا مع روسيا على السماح بخروج المدنيين وعناصر المعارضة المسلحة من المناطق المحاصرة, وتم الإعلان عن قرار وقف إطلاق النار بتاريخ 13 ديسمبر. لكن القرار لم يدخل في إطار التنفيذ بسبب الخرق الإيراني للاتفاقية. حيث اضطرت الحافلات التي أُرسلت إلى حلب لإخراج المدنيين المحاصرين إلى العودة على الرغم من اقترابها لمسافة 1 كيلو متر منهم. كما تم إطلاق 17 صاروخاً وتفجير 3 مناطق بعد الإعلان عن قرار وقف إطلاق النار.
بدأت تلاوات القرآن وأداء صلوات التهجد وسلاسل الدعاء في العالم الإسلامي من أجل عدم حصول المجازر الإنسانية في حلب. لكن تركيا لم تتمكن من الاتفاق مع إيران على إخراج المدنيين المحاصرين على الرغم من كون إيران إحدى دول العالم الإسلامي الرنانة, بينما استطاعت الاتفاق مع روسيا على ذلك. ألم نكن ننتمي إلى دين واحد ونؤمن بالنبي والكتاب نفسهما؟
تمكنا من الاتفاق مع بوتين على إيقاف قتل المدنيين في سوريا, لكن لم نرى ما يشابه ذلك مع الإمام الخامنئي. إنها لوحة محزنة, أليس كذلك؟
إيران ترى أن الأمان في طهران يبدأ من تحقيق الأمان في الشام. يمكننا إعطاء الحق لإيران في ردة فعلها من خلال المنظور الأمن الدولي, لكن لا يمكن إيجاد مبرر لارتكاب المجازر في سوريا.
تمكن النظام من إعادة السيطرة على حلب بدعم من روسيا وإيران. أما بالنسبة إلى إيران فإنها تحاول تلقين المعارضة المسلحة درساً كبيراً من خلال ارتكاب المجازر الإنسانية. ليبقى المدنيون الطرف الأكثر تعرضاً للضرر خلال هذه الحرب. حيث حصلنا على معلومات تشير إلى تجهيز الميليشيات الشيعية لمجزرة كبيرة تنوي إلى ارتكابها.
اتفقت تركيا مع روسيا على وقف إطلاق النار في حلب قبل شهر تقريباً. لكن طالت فترة تنفيذ القرار بسبب تمرد إيران عليه. بالنسبة إلى مواد الاتفاقية التي تم عقدها بين تركيا وروسيا فكانت على الشكل التالي:
مغادرة المدنيين وعناصر المعارضة المسلحة من حلب.
تجريد عناصر المعارضة المسلحة من الأسلحة الثقيلة.
 تمركز عناصر المعارضة المسلحة في المخيمات التي سيتم إنشاؤها في إدلب لحماية المدنيين هناك.
لكل جهة في هذه الحرب مصالح ,وتحاول تسيير الأمور على أساسها. حيث تحاول روسيا تعزيز استمرارية تأثيرها على النظام السوري كطرف متفق مع تركيا. أما إيران فإنها تحاول أن تصبح الطرف الثالث في هذه الاتفاقية, إضافة إلى الحفاظ على سيطرتها على النظام السوري. بالنسبة إلى أمريكا, فهي تحاول أن تبقي روسيا وإيران خارج إطار الأحداث وإقناع المعارضة والنظام بالجلوس على طاولة الحوار. إلا أن المعارضين يرفضون ذلك.
من المتوقع خروج 22000 من المدنيين من حلب في المرحلة الأولى بينهم النساء والأطفال, وارتفاع هذا العدد إلى الـ 62000 في الفترات القادمة. قامت جمعية “أفاد” بتجهيز مخيم يستوعب 80000 شخص. لن يتم نقل الخارجيين من حلب إلى تركيا, بل يتم التخطيط إلى تأمينهم داخل الأراضي السورية في محافظة إدلب.
حسب تقارير الأمم المتحدة, يقوم النظام والميليشيات الشيعية بارتكاب المجازر في حلب. وهي مهددة بقتل النساء وأطفالهم في حال عدم إخلائها على الفور. هناك صرخة ترتفع من حلب, إنها صرخة الطفل “أيلان الكردي”. لكن الإنسانية لا تلتفت إلى هذه الصرخات.
=======================