الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 19/3/2016

20.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. ديلي تلغراف :حلق اللحية أغرب شرط للتفاوض مع المعارضة السورية
  2. تايمز: أزمة الهجرة لأوروبا يمكن أن تتضاعف
  3. واشنطن بوست :حيلة بوتين البارعة في سوريا
  4. ميدل إيست آي: كردي ضد كردي وتركيا تدعم فصيلا جديدا في سوريا
  5. «وول ستريت جورنال» : ايران هي مصدر قلق «إسرائيل» الرئيس في سوريا وليس «داعش»
  6. « واشنطن بوست » : روسيا حولت سوريا إلى ميدان تجارب لأسلحتها
  7. نيويورك تايمز تحذّر: الفيدرالية الكردية تنذر بعواقب لسوريا والمنطقة
  8. "نيويورك تايمز": بوتين حافظ على زمام المبادرة بسوريا
  9. «لوفيغارو»: الانسحاب الروسي من سوريا يصب في مصلحة إيران
  10. جارديان تكشف أهداف بوتين من سحب قواته في سوريا
  11. معهد واشنطن :إنشاء مناطق آمنة في سوريا وتأمينها: الدروس التاريخية
  12. الاندبندنت: الأسد رفض السماح بمرور قوافل الغذاء الى 6 مناطق محاصرة
  13. واشنطن بوست :«الانسحاب» الروسي من سوريا.. أصداء وتداعيات
  14. تريبيون نيوز :اخفاق الحرب على الإرهاب
  15. جيمس أم. دورسي — (ميدل إيست أونلاين) 12/3/2016 :كرة القدم الجهادية: رؤى متناقضة لمستقبل سورية
  16. جورج فريدمان — (ريل كلير وورلد) 16/6/2016 :لماذا ذهب بوتين إلى سورية؟
  17. هآرتس :عاموس هرئيل :عقيدة المفاجأة عند بوتين
  18. معاريف :ألون بن دافيد :قوة بوتين العظمى
  19. يديعوت 17/3/201 :ما تبقى من سوريا

ديلي تلغراف :حلق اللحية أغرب شرط للتفاوض مع المعارضة السورية
من أغرب الشروط للجلوس لمائدة التفاوض بين أطراف متخاصمين أن يطلب أحدهم من الآخر حلق لحيته. وهذا بالضبط ما حدث لكبير مفاوضي المعارضة السورية محمد علوش عندما طلب منه رئيس وفد نظام دمشق بشار الجعفري ذلك.
وأوردت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في تعليقها على هذا الطلب الغريب، أن الجعفري نفسه يربي لحية قصيرة، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان كبير مفاوضي النظام أراد بذلك أن يضع خطاً أحمر لا ينبغي للمعارضة تجاوزه أم أنه قصد الإساءة فقط.
وكان الجعفري، الذي يرأس وفد بلاده إلى مفاوضات جنيف، قد هاجم أول أمس الأربعاء نظيره المعارض علوش قائلا إنه لا يشرفه الجلوس مع من وصفه بالإرهابي.
وأضاف "لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يسحب (علوش) تصريحه من التداول ويعتذر ويحلق لحيته". ولم يكشف الجعفري عن فحوى ذلك التصريح.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن تصريحات الجعفري تعكس الفجوة بين النخبة العلمانية في الدائرة الداخلية المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد، والسنة الذين يعيشون خارج دمشق ويهيمنون على المعارضة.
وأفادت بأن بشار الجعفري، البالغ من العمر 59 عاما، ظل مندوبا لبلاده لدى الأمم المتحدة قرابة عشر سنوات وهو يجيد العربية والإنجليزية والفارسية والفرنسية بطلاقة.
وقالت في لهجة لا تخلو من سخرية، إن الجعفري ظل يسكن في منزل بضاحية مانهاتن في نيويورك كان مملوكا للرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون وتبلغ قيمته أربعة ملايين جنيه إسترليني (5.8 ملايين دولار أميركي تقريبا)، في وقت ترزح بلاده تحت نير حرب ضروس.
أما محمد علوش فهو سني درس الفقه الإسلامي في المملكة العربية السعودية، وهو ينحدر من مدينة دوما في ريف دمشق التي تعرضت للدمار جراء المعارك، في حين أن الجعفري من سكان العاصمة نفسها.
ومع أن محمد علوش منخرط تماما في الشؤون السياسية لجيش الإسلام المعارض، فإنه لا يُعد من المقاتلين، بحسب ديلي تلغراف.
======================
تايمز: أزمة الهجرة لأوروبا يمكن أن تتضاعف
كتبت تايمز في افتتاحيتها أن تركيا تلعب دورا هاما في تخفيف أزمة المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، لكن الاتفاق الحالي مع أوروبا لن يكون كافيا لوقف هذه الهجرة العالمية.
ورأت الصحيفة أن الخطة الواردة بالاتفاق مزاياها مبنية على تقييم متفائل لقدرات اليونان والنوايا التركية وقدرة الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن القضايا الأكثر حساسية سياسيا. لكنها تخرق القانون الإنساني الدولي وستكون إيذانا بحقبة ترحيل جماعي، ومن غير المرجح أن تردع مهربي البشر التي هي إحدى مهامها الرئيسية المعلنة.
وأضافت أن الجانب الأكثر إثارة للقلق في هذه الخطة، التي كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العقل المدبر لها، أنها مبنية على قراءة "منحازة" لأحداث تتكشف تدريجيا. ونبهت إلى أنه إذا لم يعود السلام قريبا إلى سوريا وإذا انهار وقف إطلاق النار الهش وإذا خرج تنظيم الدولة عن السيطرة، فستتضاعف الهجرة ولن تنحصر الأزمة في سوريا.
وفي سياق متصل، أشار تقرير لصحيفة غارديان إلى أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا على المحك بسبب النزاع الطويل بشأن جزيرة قبرص المقسمة.
وذكرت الصحيفة أن الاتفاق الذي وافق فيه الاتحاد الأوروبي على العرض المقدم لتركيا في قمة بروكسل مساء أمس، وجاء أقل كثيرا من مطالب أنقرة، واجه عقبة عندما تعهدت قبرص بعرقلة أي اتفاق من شأنه تسريع انضمام أنقرة إلى الاتحاد.
ومن جانبه، حذر رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس بأنه لن يوافق على استئناف محادثات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي ما لم توافق على فتح موانئها ومطاراتها أمام البضائع القبرصية، وفقا لأحكام اتفاق قائم. وقال "إذا وفت تركيا بالتزاماتها وفقا لبروتوكول أنقرة والإطار التفاوضي فلن تكون هناك مشكلة، ولكن بدون ذلك لا يمكن أن نفعل شيئا".
======================
واشنطن بوست :حيلة بوتين البارعة في سوريا
أشارت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية إلى الانسحاب الروسي من سوريا، وقالت إن روسيا أطاحت بالنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وإنها تمكنت بالحيلة من إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة.
فقد نشرت الصحيفة مقالا تحليليا للكاتب تود وود وصف فيه الخطوة الروسية بأنها الحيلة الماهرة التي اتبعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا في إطار سعيه لإعادة بلاده إلى المسرح العالمي.
وأضاف الكاتب أن فكرة الانسحاب تتماشى مع هدف موسكو لاسترداد نفوذها الدولي، وأن محور روسيا وإيران وسوريا صار هو المهيمن في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن روسيا تمكنت في خمسة أشهر من إقصاء الهيمنة الأميركية في المنطقة على الرغم من الخسائر المالية والبشرية الباهظة التي تكبدتها الولايات المتحدة فيها.
قوة عظمى
وأضاف وود أن الهدف الرئيسي من تدخل روسيا في سوريا كان لتقديم الدعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والحفاظ على الخيارات التي تمكن موسكو من البقاء في الشرق الأوسط من خلال استعادة مكانتها كقوة عسكرية عظمى وحفاظها على المصالح الوطنية الروسية.
وقال إن روسيا أثبتت قدرتها على نشر قوات كبيرة قادرة على العمل بشكل فعال خارج حدودها، وإنها تمكنت من اختبار أنظمتها الجوية والعسكرية وتجريب تكتيكات جديدة لها في المنطقة.
وأشار الكاتب إلى أن بوتين أراد من خلال الانسحاب عدم توريط بلاده في حروب خارجية، وبالتالي الحفاظ على شعبيته بين الناخبين وتفادي أي عذر لاضطرابات داخلية.
وأضاف أنه أصبح للروس الآن سبب آخر يشعرهم بالفخر ويجعلهم يدعمون زعيمهم بشكل مستمر، وأن هذا هو ما يمثل المفتاح لبقاء بوتين على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها الروس العاديون.
المصدر : واشنطن تايمز
======================
ميدل إيست آي: كردي ضد كردي وتركيا تدعم فصيلا جديدا في سوريا
لندن - عربي21 - باسل درويش# الجمعة، 18 مارس 2016 06:00 م 181
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للكاتب فلاديمير وان فيلغينبيرغ، قال فيه إن تركيا تدعم فصيلا كرديا جديدا داخل الجيش السوري الحر؛ لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، ولإيقاف وحدات حماية الشعب الكردي من السيطرة على مساحات جديدة من الأراضي المجاورة للحدود التركية.
ويشير التقرير إلى أن المجموعة المعروفة باسم أحفاد صلاح الدين، تيمنا باسم القائد الكردي الشهير في القرن الثاني عشر صلاح الدين الأيوبي، استولت على عدة قرى كان يسيطر عليها تنظيم الدولة على الحدود بين جرابولوس وعزاز، بعد ضربات بالمدفعية وهجمات صاروخية تركية، وقام تنظيم الدولة ردا على ذلك بضرب بلدة كيليس هذا الشهر، وقتل مدنيين.
ويستدرك الموقع بأن التهديد بضرب وحدات حماية الشعب ما لم تنسحب من الأراضي، التي استولت عليها من الثوار المعارضين خلال تقدم القوات الحكومية في شمال سوريا الشهر الماضي، أثار مخاوف احتمال نشوب "حرب أهلية كردية".
وينقل الكاتب عن محمود أبو حمزة، وهو أحد قيادات أحفاد صلاح الدين، ومقره في تركيا، قوله إن المجموعة تدعمها أمريكا وتركيا، وتعد نفسها جزءا من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، ويضيف: "تركيا لا تدعمنا بالأسلحة، أسلحتنا أمريكية"، مشيرا إلى أن لدى المجموعة حوالي 600 مقاتل معظمهم من بلدة عفرين والقرى ذات الأغلبية الكردية في محافظة حلب.
ويلفت التقرير إلى أن مجموعة تحمل الاسم ذاته قاتلت هناك عام 2013، لكنها تفككت وانضم مقاتلوها لفصائل ثوار أخرى، مستدركا بأن أبا حمزة يقول إنه تمت إعادة المجموعة للتصدي لوحدات حماية الشعب الكردي، التي اتهمها بأنها تقف مع حكومة النظام السوري، وتثير التوتر بين الأكراد والعرب.
ويقول أبو حمزة للموقع: "أكراد عفرين هم أهلنا، ولن نسمح لأحد بأن يستخدمهم للدفاع عن النظام، وهذا ليس لأنهم أكراد، لكن لأنهم عملاء للنظام وللروس"، ويضيف: "إنهم (وحدات حماية الشعب الكردي) ضد الأكراد، هذه المجموعات تحاول إشعال حرب طائفية بين العرب والأكراد، وهذا لن يحدث؛ لأننا لن نسمح به، وإن لم تنسحب وحدات حماية الشعب من تل رفعت وقاعدة منغ الجوية، سنقاتلهم في الأماكن الواقعة بين جرابولوس وعزاز (منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة)".
ويتابع أبو حمزة قائلا: "ستكون هذه بداية تحرير بقية المناطق الكردية، وسيطرد تنظيم الدولة من هذه المنطقة قريبا جدا، وسيتم طرده من سوريا"، بحسب الموقع.
ويذكر فيلغينبيرغ أن كلا من وحدات حماية الشعب الكردي والقوات العربية السورية الديمقراطية استفادت من غارات الطائرات الروسية والتقدم الذي أحرزته القوات الموالية للحكومة للاستيلاء على أراض، بما في ذلك القاعدة الجوية في منغ من قوات ثوار منافسة، وهو ما سمح للأكراد بتوسيع مناطقهم حول عفرين.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن وحدات حماية الشعب الكردي تسيطر على منطقة في محيط كوباني إلى الشرق على الحدود التركية، وتسعى لاحتلال الشريط الحدودي بين عزاز وجرابولوس، مشيرا إلى أن الأكراد السوريين التقوا في مدينة رملان، لمناقشة إيجاد إقليم فيدرالي ما دامت الفيدرالية مطروحة على الطاولة خلال جولة مفاوضات السلام الحالية في جنيف.
ويورد الموقع نقلا عن المسؤول الكردستاني المحلي إدريس ناسان، قوله: "الفيدرالية مطلب رئيسي لأكراد سوريا، وكانت هي الهدف المرجو من وراء كل خطوة، والآن هو الوقت المناسب لإعلانها".
ويستدرك الكاتب بأن تركيا تعارض إقامة إقليم كردستاني في سوريا، وقامت بقصف وحدات حماية الشعب الكردي، ودعمت غيرهم من الثوار المعارضين شمال حلب؛ لإيقاف زحفهم، فهي تتهم وحدات حماية الشعب الكردي بارتباطها بحزب العمال الكردستاني، كما ادعت تركيا يوم الثلاثاء بأن وحدات حماية الشعب الكردي دربت مرتكب التفجير في أنقرة، الذي قتل 37 شخصا، لافتا إلى أن وحدات حماية الشعب الكردي أعلنت سابقا أنه لا علاقة لها بالتفجيرات التي تحصل في تركيا.
وينقل التقرير عن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي "الكردي السوري"، وهو شريك وحدات حماية الشعب، صالح مسلم، قوله في مؤتمر يوم الأربعاء في الجامعة الأمريكية في السليمانية في إقليم كردستان العراق: "لا ندري من يقف خلف التفجيرات في تركيا، ونحن نشجب الهجمات الإرهابية التي تستهدف المدنيين"، وأضاف: "بعض الجهات التركية تتهم وحدات حماية الشعب بتنفيذ التفجيرات، لكننا ننكر هذه الاتهامات".
ويقول محللون لـ"ميدل إيست آي" إن إعادة تشكيل أحفاد صلاح الدين يظهر استعداد أمريكا وتركيا للتعاون مع مجموعات غير وحدات حماية الشعب ودعمها للحرب على تنظيم الدولة، ويقول الباحث في شؤون الشرق الأوسط في مركز "نيو أميريكان سيكيوريتي" في واشنطن نيكولاس هيراس: "الاهتمام الذي أعير لهذه المنظمة مؤخرا يظهر أن قوات كردية غير وحدات حماية الشعب مقبولة لدى تركيا، ويمكن أن تكون جزءا من الحملة ضد تنظيم الدولة".
ويضيف هيراس للموقع: "يمكن النظر إلى هذه المنظمة على أنها محاولة تركية لتفعيل وكيل كردي في سوريا، وتركيا مستعدة للتعامل مع قوة كردية كجزء من هذه المعادلة، لكن يجب أن تكون ضد حزب العمال الكردستاني".
ويعرض فيلغينبيرغ وجهة نظر كبير الباحثين في الشأن التركي والكردي في مركز الجزيرة للدراسات غالب دالي، الذي يقول إن أنقرة مستعدة لدعم قوة كردية لقتال تنظيم الدولة ما دامت معارضة لطموحات وحدات حماية الشعب العسكرية والسياسية.
ويعلق التقرير بأنه لا تزال هناك تساؤلات حول مدى الدعم الأمريكي لأحفاد صلاح الدين، حيث ينكر المسؤلون الأمريكيون أنهم زودوا تلك المجموعة بالسلاح.
ويقول المتحدث باسم التحالف ضد تنظيم الدولة العقيد كريستوفر غارفر للموقع: "بعد التحقق من قواتنا التي تقدم النصح، وتساعد المجموعات المقبولة من المعارضة السورية على خط مارع، يتبين أنهم لا يعرفون أحفاد صلاح الدين". ويضيف غارفر: "ليست هناك مجموعة تحمل هذا الاسم تصلها ذخيرة من الولايات المتحدة".
وبحسب الكاتب، فإنه لتعقيد الأمور أكثر، قامت حكومة إقليم كردستان العراق بتدريب حوالي 3 آلاف مقاتل بيشمركة سوري؛ للمشاركة في القتال ضد تنظيم الدولة في سوريا، مستدركا بأن وحدات حماية الشعب منعتهم من الرجوع إلى سوريا؛ خوفا من وقوع صراع بين المجموعات الكردية.
وينوه التقرير إلى أن المجلس الوطني الكردي السوري، وهو جزء من كتلة المعارضة السورية، حاول إقناع وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي بالسماح بعودة المقاتلين، بناء على اتفاقات تمنع وقوع اقتتال بين المجموعات الكردية المتنافسة، لكن عضو المجلس الوطني الكردي والمشارك في مفاوضات جنيف كونه جزءا من المعارضة السورية، بهجت بشير، قال إن المجلس لا يملك أي سلطة على أحفاد صلاح الدين، وأضاف بشير: "الحرب الأهلية الكردية خط أحمر، وليست لنا علاقة بلواء صلاح الدين، لكن علاقتنا فقط ببيشمركة روجوفا".
ويشير الموقع إلى أنه في الوقت ذاته، فإن وكالة أنباء هاور، التي تدعمها وحدات حماية الشعب، اتهمت المجلس الوطني الكردي بتأييد الهجمات التي تقوم بها مجموعات مدعومة من تركيا ضد وحدات حماية الشعب والمدنيين الأكراد في حلب، لكن المجلس الوطني الكردي أنكر تلك الاتهامات.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول بشير: "لا ندعم أبدا قصف المدنيين من أي قوة كانت، ولا أحد يستطيع القول بأن المجلس الوطني الكردي يدعم قصف شعبه".
======================
«وول ستريت جورنال» : ايران هي مصدر قلق «إسرائيل» الرئيس في سوريا وليس «داعش»
أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الامريكية أن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي مصدر القلق الذي يستحوذ علي كيان الاحتلال الصهيوني في سوريا وليس عصابة داعش الارهابية و أوضحت أنه بخلاف جيران سوريا الآخرين، فقد ظلت «اسرائيل» بشكل عام بعيدة عن الحرب التي تمزق هذا البلد ، مضيفة "إن أولوية الحكومة «الإسرائيلية» واضحة ، وهي إيقاف صعود إيران كقوة إقليمية في أعقاب اتفاقها النووي مع الغرب، ورفع العقوبات الدولية عنها" .
ورأت الصحیفة الامریکیة أن هذه المقاربة تجعل «إسرائیل» منحازة على نحو متزاید إلى جانب المعسکر المعادی لإیران الاسلامیة الذی تقوده السعودیة .
ونقلت "وول ستریت جورنال" عن عضو الکنیست والسفیر «الإسرائیلی» السابق لدى واشنطن مایکل أورن قوله إنه " إذا کان علینا أن نختار بین داعش والأسد، سنختار داعش". وتضیف الصحیفة ان المسؤول «الإسرائیلی» یضحک لکون حدیثه عن المواجهة الإقلیمیة بات شبه متطابق مع حدیث نظرائه العرب . لکنها أشارت إلى أنه لیس کل من فی المؤسسة الأمنیة والدبلوماسیة «الإسرائیلیة» یعتقد أنه یجب الترکیز على الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة وحزب الله، وغضّ الطرف عن داعش" و"القاعدة" .
ولفتت الصحیفة إلى أنه ووفق مستشار الأمن القومی السابق أوزی دیان ، فإن المصالح «الإسرائیلیة» یجب أن تحصر فی أمر واحد وهو "إبقاء الحدود هادئة" ، و قال "نفضل أن یکون الجیش السوری فی الجولان لأننا نعرف کیف نردع سوریا وحتى حزب الله ، لکن ردع تنظیمات مثل داعش والنصرة هی مشکلة".
======================
« واشنطن بوست » : روسيا حولت سوريا إلى ميدان تجارب لأسلحتها
اخر تحديث : 19/03/2016
اكدت صحيفة « واشنطن بوست » في تقرير لها،اليوم السبت،أن روسيا حولت الصراع السوري إلى عرض عسكري وميدان تجارب لأسلحتها،خاصة فيمايتعلق باستخدام الطائرات المقاتلة وإطلاق صواريخ « كروز كـاليبر » من البحر الأسود، ونشر بطاريات صواريخ « إس 400.
ويقول خبراء عسكريين ،وفق مانقلته عنهم الصحيفة،إن سوريا مثلت مجالاً جديداً لاختبار وحدات التدخل السريع، اذ جاء استخدام طائرات حديثة مثل المقاتلة سوخوي وغيرها، وهو ما أتاح للطيارين الروس ساعات تدريب كانوا بحاجة اليها.كما اظهر الرئيس الروسي « فلاديمير بوتين » في ذلك القدرات العسكرية الروسية، استعداده لاستخدام العمليات العسكرية لتحقيق أهداف بلاده.
وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، اي فترة التدخل العسكري الروسي في سوريا، حولت روسيا الصراع السوري إلى ساحة معركة لاختبار قدرات بعض الأسلحة، واختبار تحسين الخدمات اللوجستية، وتجربة دور وحدات النخبة، والتعرف على نقاط الضعف.حيث قامت منظومة الدفاع الجوي المتطورة من طراز « إس 400 في سوريا وقررت الإبقاء على هذه المنظومة في الاراضي السورية حتى بعد قرار سحب الكتلة الأكبر من قواتها من هناك.وكشفت عن صواريخ « كروز من طراز كلايبر » أطلقت على أهداف داخل سوريا من سفن في البحر الأسود في تلويح مبطن باستعداد روسيا ضرب أهداف في مناطق بعيدة في أوروبا.وفق ذات الصحيفة
من جانب اخر كشفت « واشنطن بوست » جوانب ضعف لروسيا عسكريا لاسيما في ذخائر دقيقة التوجيه استخدمت في سوريا، حيث كانت هناك صعوبات في أنظمة الاستهداف ما تسبب في دمار كبير وموجة نزوح للاجئين.
======================
نيويورك تايمز تحذّر: الفيدرالية الكردية تنذر بعواقب لسوريا والمنطقة
الكاتب : وطن 18 مارس، 2016  لا يوجد تعليقات
أعلن الأكراد في سوريا النظام الفيديرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد.
المناطق المعنية في النظام الفيدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث، كوباني بريف حلب الشمالي، وعفرين في ريف حلب الغربي، والجزيرة في الحسكة، بالإضافة الى تلك التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية أخيراً، خصوصاً في محافظتي الحسكة وحلب.
وتناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير أعدته الكاتبة آن بارنارد، إعلان الأحزاب الكردية السورية المنطقة الفيدرالية ، مشيرة إلى أن المضي قدماً في تنفيذ هذه الخطة من شأنه أن يحرك المياه الراكدة للجدل المثار حول اقتراحين لإعادة رسم الشرق الأوسط، ينطوي كل منهما على تداعيات كبرى بالنسبة إلى سوريا والدول المجاورة لها.
وينوه التقرير إلى ما يروج له الأكراد السوريون من أن هدفهم يتمثل في إضفاء الطابع الرسمي على المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، والواقعة تحت سيطرتهم خلال خمس سنوات من الحرب، بغية خلق نموذج لحكومة “لامركزية” في جميع أنحاء البلاد.
إعادة رسم الشرق الأوسط
ويرى التقرير أن المضي في تنفيذ هذه الخطة يثير الجدل بشأن اقتراحين لإعادة رسم الشرق الأوسط، أولهما يتمثل في طموح الأكراد في المنطقة، الذي طال أمده، لإنشاء دولة مستقلة. وإذا فشلوا في تحقيق هذا الطموح، فإنهم يأملون في الحصول على المزيد من الحكم الذاتي في الدول التي يتركزون فيها وهي: تركيا والعراق وإيران وسوريا، والتي تنظر إلى تلك التوقعات بدرجات متفاوتة من الهلع.
أما الاقتراح الآخر، كما يشير التقرير، فهو تسوية الحرب الأهلية السورية من خلال تقسيم البلاد، سواء إلى دول “هشة”، أو على الأرجح إلى نوع من النظام الفيدرالي الذي جرى طرحه مؤخراً من قبل المسؤولين السابقين في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووضعه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الاعتبار بصورة علنية، بيد أن كلاً من الحكومة السورية والكثير من جماعات المعارضة قد رفضه.
إنذار
ويوضح التقرير أن ما وصفه المسؤولون الأكراد السوريون بشأن خطتهم يُعد، على الأرجح، بمثابة إنذار للعديد من المقاتلين السوريين؛ إذ يعني إقامة منطقة فيدرالية تشمل جميع الأراضي الخاضعة الآن لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (وهي المجموعة التي يقودها الأكراد والمدعومة عسكرياً من الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي).
ويضيف التقرير: “يرى بعض المسؤولين أن هذه المنطقة سوف تتسع لتشمل الأراضي التي يأمل الأكراد في انتزاعها، من خلال المعارك، ليس فقط من تنظيم داعش الإرهابي، وإنما أيضاً من بعض جماعات المعارضة الأخرى المدعومة عربياً أو من الولايات المتحدة”.
ويشير التقرير إلى محاولات المسؤولين الأكراد السوريين للتهوين من شأن هذه الخطوة، وتصويرها أنها تبتعد عن الراديكالية، فهي من وجهة نظرهم “مجرد جهود للحيلولة دون المزيد من التفكك لسوريا “المقسمة والممزقة” بالفعل.
تقسيم سوريا
يقول التقرير: “يركز الأكراد السوريون على أن مثل هذا الكيان لن يُطلق عليه إقليم كردستان، وإنما سيكون منطقة فيدرالية في شمال سوريا، حيث يتمتع فيها العرب والتركمان بحقوق متساوية. كما يلمحون بقوة إلى أنها ليست فكرتهم في الأساس، وأن القوى الأمريكية والآخرين هم من يدفعون بها؛ إذ سبق لأحد كبار المسؤولين السابقين في الإدارة الأمريكية، وهو فيليب غوردون، أن اقترح تقسيم سوريا إلى مناطق تعادل تقريباً المناطق التي يسيطر عليها الأن كل من الحكومة السورية وتنظيم داعش الإرهابي والميليشيات الكردية وغيرها من الجماعات المسلحة”.
ويرى التقرير أن مناقشات الأكراد بشأن إعلان منطقة فيدرالية في شمال سوريا باتت علانية الآن بسبب استئناف الجولة الجديدة من محادثات “جنيف 3” للسلام في سوريا، التي تتم برعاية من الولايات المتحدة وروسيا، بهدف الوصول إلى حل سياسي للحرب الأهلية السورية.
تطلعات الأكراد
ويضيف التقرير: “من المرجح أيضاً أن يقود ذلك إلى تكثيف المخاوف التركية إزاء المناطق المتنامية في سوريا على طول حدودها والواقعة تحت سيطرة الميليشيات الكردية السورية، وخاصة أن تركيا تعتبر الجماعات الكردية عدوها الأخطر بعد سنوات من الصراع مع الأكراد داخل سكانها”.
ويوضح التقرير أن روسيا تدعم فكرة النظام الفيدرالي في سوريا، فيما تدفع الولايات المتحدة إلى تطبيق “اللامركزية”، لاسيما أنها ترأست تأسيس حكومة كردية إقليمية تتمتع بالحكم الذاتي في العراق.
روسيا وأمريكا
ومن ثم فإن القوتين العظمتين في العالم، بحسب التقرير، تدعمان تطلعات الأكراد؛ إذ أيدت روسيا مؤخراً أن يكون للأكراد السوريين دور مهم في محادثات جنيف، كما دعمت الولايات المتحدة أكراد العراق على مدى عقود من الزمن، وعلاوة على ذلك فإنها قدمت السلاح والدعم الجوي للجماعات السورية التي يقودها الأكراد لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
يقول التقرير: “يرى البعض أن طموحات الأكراد السوريين قد تبدو متواضعة بالمقارنة مع نظرائهم في الدول المجاورة، ويعتقد الأكراد أنهم أكبر مجموعة عرقية في العالم تفتقر إلى دولة مستقلة. بيد أن طموحات الأكراد قد اشتعلت نتيجة الغزو الأمريكي للعراق، وفوضى الثورات العربية والدور الذي لعبه المقاتلون الأكراد في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق”.
تركيا
وعلى الرغم من أن الجماعات الكردية قد أعلنت عن خططها “لتحرير” مناطق في شمال سوريا الواقعة حالياً تحت سيطرة جماعات المعارضة وتنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة، فإن أي تحرك من الأكراد للاستيلاء على تلك المناطق سيثير رداً من تركيا التي تسعى إلى اقتطاع جزء من شمال محافظة حلب التي تسيطر عليها جماعات المعارضة، واعتبارها منطقة “عازلة” أو “آمنة”؛ لمنع الأكراد من توحيد المنطقتين الخاضعتين لسيطرتهم في سوريا.
وتختتم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن تطبيق النظام الفيدرالي في بقية سوريا سيكون على الأرجح من الأمور الأكثر تعقيداً؛ إذ أنه من الصعب التفكير في أن أياً من الأطراف المعنية سوف توافق على خطة تسمح رسمياً بإنشاء مناطق لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، واعتبارها جزءاً من “فيدرالية” سوريا.
======================
"نيويورك تايمز": بوتين حافظ على زمام المبادرة بسوريا
2016-03-18 --- 9/6/1437
 
المختصر/ سلطت صحيفة أمريكية الضوء على قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالبدء في سحب قواته العسكرية من الأراضي السورية، مشيرة إلى الفرق في المواقف بينه وبين نظيره الأمريكي باراك أوباما.
وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الرئيس باراك أوباما رفض باستمرار وعلى مدار خمس سنوات الحجة القائلة إن الولايات المتحدة يمكنها التدخل في سوريا وتغيير المعادلة على أرض المعركة، وتجنب الانجرار إلى هذا المستنقع، والآن، يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد فعل ذلك تماما.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أن إعلان الرئيس الروسي يوم الاثنين سحب معظم قواته من سوريا لم يثر دهشة البيت الأبيض فقط، بل بدا أنه كشف عدم صحة تحذيرات أوباما المنتظمة بأن روسيا سوف تتضرر بشدة من مغامراتها العسكرية، كما عزز الشعور بأن بوتين تمكن من الحفاظ على زمام المبادرة في سوريا مقارنة بالرئيس الأميركي، الذي يريد أن يبقي الحرب على مبعدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض أصدر الثلاثاء ترحيبا حذرا بأحدث خطوة تقوم بها روسيا، رغم استمرار انتقاده لتدخلها، ومكافحة مسؤولين في الإدارة لفهم دوافع بوتين للعمل الآن.
وقالت الصحيفة إن مسؤولون أميركيون يرون أن هناك أسبابا تدعو للاعتقاد بأن بوتن سيواصل سحب قواته، مشيرين إلى أنه ربط مصداقيته بوقف إطلاق النار، فضلا عن محادثات السلام التي استؤنفت هذا الأسبوع في جنيف وأنه يتوق لتخفيف حدة التوتر مع الاتحاد الأوروبي بشأن أزمة المهاجرين التي يلقي المسؤولون الأوروبيون باللوم عليه في حدوثها. كما أن صبره بدأ ينفد مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي لم يتمكن من السيطرة على الأراضي في غرب سوريا، رغم الدعم الجوي الروسي.
وتابعت الصحيفة أن هؤلاء يؤكدون أن بوتن وصل إلى نقطة تحول في حملته، حيث تغلبت التكاليف، محليا ودوليا، على المزايا، وعلاوة على ذلك، حقق الروس إلى حد كبير هدفهم الأساسي وهو إبقاء الأسد ومنح موسكو مقعدا على طاولة في أي تسوية سياسية.
وأردفت "نيويورك تايمز" بالقول "أما بالنسبة أوباما، فإن قرار روسيا يخفف الضغط عليه لزيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة، وهو الأمر الذي رفضه لفترة طويلة؛ مضيفة أن الإدارة الأميركية تريد من روسيا لعب دور في المفاوضات السياسية لأنها تتمتع بنفوذ سياسي على نظام بشار الأسد، وتوقع محللون أن الانسحاب سيجبر الأسد على تقديم تنازلات لم يكن على استعداد لتقديمها.
ونقلت الصحيفة عن أندرو جيه. تابلر، الخبير في الشأن السوري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله: "فجأة، الروس لم يعد لهم تواجد في القتال ضد تنظيم الدولة. هذا يضع جدولا زمنيا أطول على هذه الحرب وعبئا أكبر على الولايات المتحدة والغرب".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن إعلان سحب القوات الروسية من سوريا هو تذكير بأنه منذ سبتمبر -عندما أقحمت روسيا نفسها في الصراع- بدا بوتن أكثر مهارة من الولايات المتحدة في سوريا، كما يمكن لانسحابه أن يطيل أمد الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، لأن روسيا كانت تضرب أيضا أهدافا لهذا التنظيم.
المصدر: مفكرة الإسلام
======================
«لوفيغارو»: الانسحاب الروسي من سوريا يصب في مصلحة إيران
نشرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية تقريرين حول تداعيات القرار الذي اتخذته روسيا، والقاضي بسحب جزء من قواتها من سوريا، واعتبرت أن هذا القرار يصبّ في مصلحة إيران، ويساهم في تعزيز موقفها وضمان بقاء الأسد في السلطة.
وقالت الصحيفة، في هذين التقريرين اللذين ترجمت «عربي21» مقتطفات منهما، إن التدخل العسكري لروسيا، منذ أيلول/ سبتمبر 2015، أدخل تغييرات على التوازن الاستراتيجي في سوريا، خاصة حينما تراجع الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» عن «معاقبة نظام الأسد» إثر استعمال هذا الأخير للأسلحة الكيماوية ضد شعبه. واليوم مثّل الانسحاب الروسي نقطة تحول في الصراع السوري، وسيخدم مصالح الأطراف الأخرى، وأبرزها إيران، كما تقول الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن الكرملين حقّق الأهداف التي كان يصبو إليها منذ بداية تدخّله في المنطقة، والتي تتمثل أساسا في تصدر المشهد السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق موازنة مع الولايات المتحدة. فمنذ تدخل روسيا العسكري ثم حديثها عن ضرورة التهدئة ووقف إطلاق النار، وصولا إلى الانسحاب، أثبت بوتين أنه «سيّد اللعبة» في سوريا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار «بوتين» بالانسحاب سيجنب روسيا العبء الإضافي على اقتصادها المنهك، نظرا لتكلفة الحرب الباهظة التي تخوضها في سوريا، وسيدفعها لمزيد من الضغط على نظام «الأسد» حتى يقوم بالتفاوض خلال محادثات جنيف، التي ستعقد خلال الفترة القادمة. كما سيكون لقرار الانسحاب انعكاس إيجابي على الكثير من القضايا، منها مأساة اللاجئين الفارين من القصف الروسي، بالإضافة إلى العلاقات الروسية التركية المهددة بالتصعيد.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن المختص في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، «إميل حكيم»، أن «انسحاب روسيا سيدفع الجميع لإعادة النظر في مسؤوليّاتهم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما سيصبّ هذا الانسحاب في مصلحة إيران، وسيساهم في تعزيز موقفها في سوريا وضمان بقاء الأسد في السلطة».
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة موقف مسؤول إيراني، فضل عدم الكشف عن هويّته، أن «طهران ستسعى لنشر حوالي 2500 جندي من فيلق القدس في سوريا، بالإضافة إلى عدد من عناصر قوات الباسيج الذين تلقوا تدريبات خاصة في إيران، وذلك بهدف مساندة كل من الجيش السوري والمليشيات الموالية للأسد على الميدان».
وأوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الإيراني، «جواد ظريف»، رحّب بقرار انسحاب القوات الروسية؛ حيث اعتبرت إيران منذ البداية أن التدخل الروسي ساهم في تعقيد الوضع في البلاد، خاصة أن «الأسد» أصبح يعتمد أكثر على حليفه الروسي. وبالتالي فإن انسحاب روسيا سيفتح المجال أمام إيران حتى تستعيد مكانتها في خضم التحالف الإيراني – السوري الذي جمع بين الجانبين منذ أكثر 30 سنة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تكبّدت خسائر فادحة على خلفية مشاركتها في القتال جنبا إلى جنب مع قوات النظام السوري، حيث ارتفع عدد القتلى في صفوف الإيرانيين إلى 260 قتيلا، منذ إعلان الحرس الثوري زيادة عدد مستشاريه العسكريين في سوريا، لكنّ ذلك لم يثنيها عن مواصلة دعم نظام «الأسد»، خاصة بعد انسحاب الجانب الروسي.
وذكرت الصحيفة أن تعزيز قوة إيران وموقفها داخل الأراضي السورية، بعدما أعلن «بوتين» عن انسحاب قواته، سيمثّل مصدر قلق لعدد من الدول، على رأسها السعودية، التي لطالما سعت جاهدة إلى الحدّ من توسّع عدوّها الشيعي، خاصة في أعقاب التوقيع على الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة.
كما اعتبرت أن انسحاب روسيا لن يؤثر على مصير تنظيم الدولة، على الأقلّ على المدى القصير؛ لأن القصف الروسي لم يستهدف منذ البداية مواقع هذا التنظيم، بل سعى فقط إلى إضعاف المعارضة السورية، وهو ما مكن تنظيم الدولة من الصمود حتّى هذه اللحظة، في ظل عدم جدية العديد من الدول في القضاء على هذا التنظيم، وعوضا عن ذلك سعت كلّ دولة إلى حماية مصالحها الفردية داخل البلاد.
ورجحت الصحيفة أن انسحاب روسيا لن يهدّئ من رحى الحرب التي تدور منذ أكثر من خمس سنوات على الأراضي السورية؛ نظرا لتعدد الأطراف وتداخل المصالح فيها، إلا إذا استطاع بوتين فرض حلّ دبلوماسي من شأنه حلّ هذا الصراع.
واعتبر «إميل حكيم» أن «الأزمة السورية ستغير المنطقة بشكل جذري، وربما كانت تداعياتها على المستوى الإقليمي من إقامة الدولة اليهودية». (ساسة بوست)
======================
جارديان تكشف أهداف بوتين من سحب قواته في سوريا
2016-03-18 14:02:26 - اخر تحديث: 18-03-2016 14:02:55
سعت صحيفة (جارديان) البريطانية، إلى الكشف عن الأهداف وراء اتخاذ الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قراره المفاجئ بسحب قواته من سوريا.
ورأت الصحيفة أن هذا الانسحاب سمح للرئيس بوتين القول إن روسيا حققت هدفين رئيسيين في سوريا. أولهما هو الحفاظ على الرئيس بشار الأسد في الحكم والحيلولة دون هزيمته.
وثانيهما هو منع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وتركيا من إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا يمكن استغلالها كمنطقة للمعارضين الذين يدعمهم الغرب.
خاصة بعد نشر روسيا صواريخ اس 400 المضادة للطائرات، أصبح التدخل الغربي في الحرب الأهلية في سوريا مستحيلا من الناحيتين العسكرية والسياسية.
ولفتت الصحيفة إلى ما قاله بوتين بأن انسحاب روسيا يمكن أن يساعد في التوصل إلى تسوية، مؤكدا أن الرئيس الأسد تعهد بالتوصل لتسوية سياسية، وهو ما رأت الصحيفة أنه يؤكد أن بوتين لا يريد التورط في سوريا بشكل لا يمكن التراجع عنه. لكن هذا لا يعني رحيل الأسد ولا يعني تخلي روسيا عنه.
وقالت الصحيفة إن بوتين يأمل أن تقدم أزمتي أوكرانيا وسوريا بلاده كقوة لا يمكن تجاهلها، فضلا عن أن شعبيته تزداد داخل روسيا كلما تمكن من تحقيق نصر على أمريكا.وهو ما يحتاجه بوتين في الوقت الذي تنخفض فيه أسعار النفط ويعاني فيه الشعب الروسي من العقوبات الاقتصادية.
======================
معهد واشنطن :إنشاء مناطق آمنة في سوريا وتأمينها: الدروس التاريخية
اللفتنانت كولونيل جون بارنيت و مايكل آيزنشتات
فيما يواصل المجتمع الدولي مناقشة إمكانية إنشاء ملاذات آمنة في سوريا لحماية ملايين المدنيين الذين شردتهم الحرب، تقدم دراسة موجزة حول العمليات الأخيرة الخاصة بالمناطق الآمنة نظرة متعمّقة بشأن التحديات والفرص المرتبطة بالجهود الرامية إلى إنشاء هذه المناطق.
العراق 1991-1996
بعد إخراج القوات العراقية من الكويت خلال "عملية عاصفة الصحراء" (كانون الثاني/ يناير - شباط/ فبراير 1991)، قام جيش الرئيس العراقي السابق صدام حسين بقمع الانتفاضات الكردية والشيعية التي اندلعت في أعقاب الحرب بشكل وحشي. وفي شمال العراق، توجه مئات الآلاف من الأكراد إلى الجبال وحاولوا دخول تركيا وإيران بحثاً عن مأوى. وفي نيسان/ إبريل من ذلك العام، سمح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 688 [بحشد] جهود الإغاثة الإنسانية لهؤلاء النازحين الأكراد ودعا الدول الأعضاء إلى المساهمة في العملية.
ورداً على ذلك، نظمت الولايات المتحدة "عملية توفير الراحة" التي شملت نشر 20 ألف جندي من ثلاثة عشر بلداً بغية تأمين ملاذ آمن للأكراد في شمال العراق الذين وصل عددهم ما بين 500 إلى 700 ألف لاجئ، فضلاً عن أشكال مختلفة من المساعدة من ثلاثين دولة مانحة وحوالي خمسين منظمة دولية وغير حكومية. وقد توجب على قوات التحالف بناء بنية تحتية لوجستية مؤقتة لدعم الجهود الإنسانية، وربط مناطق التجمع بمخيمات اللاجئين. وفي الوقت نفسه، أنشأت القوات البرية ملاذاً آمناً في الشمال خالياً من جيش صدام حسين، كما قامت طائرات التحالف بدوريات فوق منطقة حظر الطيران شمالاً من خط العرض 36.
وبحلول حزيران/ يونيو 1991، عاد جميع الأكراد النازحين تقريباً إلى ديارهم في شمال العراق، وهي المنطقة التي تحولت في النهاية إلى «حكومة إقليم كردستان» شبه المستقلة والقائمة اليوم. وفي المقابل، استمرت قوات التحالف المتبقية الصغيرة العدد في شمال العراق وتركيا بمراقبة الملاذ الآمن ودعم عمليات منطقة الحظر الجوي حتى نهاية عام 1996، عندما انتهت "عملية توفير الراحة" رسمياً. وفي كانون الثاني/ يناير 1997، تم إطلاق آلية لإنفاد منطقة الحظر الجوي التي سُمّيت هذه المرة بـ "عملية المراقبة الشمالية"، وبقيت سارية المفعول إلى أن غزت قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، العراق وأطاحت بصدام حسين في عام 2003.
البوسنة 1992-1995
في الوقت الذي دخلت فيه يوغوسلافيا السابقة باب الحرب الأهلية في أوائل التسعينيات، تم توسيع ولاية "قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة"، التي كانت  منخرطة آنذاك في عملية حفظ السلام في كرواتيا، لتشمل مهمة إنسانية في البوسنة. وفي حزيران/ يونيو 1992، سمح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 758 للقوة بتأمين مطار سراييفو وإقامة ممرات آمنة للقوافل لإيصال المواد الغذائية إلى المدينة المحاصرة. وقد تم بعد ذلك تمديد هذه الولاية لتشمل مرافقة قوافل المساعدات في إطار يتخطى العاصمة. وفي نيسان/ إبريل 1993، عاد قرار مجلس الأمن رقم 819 ووسع ولاية "قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة" لتشمل حماية المدنيين الفارين من التطهير العرقي في سربرنيتشا، معلناً المدينة وضواحيها "منطقة آمنة". وفي الشهر التالي، وسّع قرار مجلس الأمن رقم 824 نطاق هذه الحماية ليشمل خمس مدن أخرى.
وفي الوقت نفسه، كان مجلس الأمن الدولي قد منع الرحلات الجوية العسكرية من التحليق في المجال الجوي البوسني من خلال القرار رقم 781، الذي اعتُمد في أيلول/ سبتمبر 1992. بيد، تم انتهاك هذا القرار مراراً وتكراراً، لذا اعتمد المجلس القرار رقم 816 في آذار/ مارس 1993 الذي يجيز للدول "ضمان الامتثال" لحظر الطيران. وفي نيسان/ إبريل، شن "حلف شمال الأطلسي" (الناتو) "عملية حظر الطيران" لفرض منطقة الحظر الجوي، وفي وقت لاحق لتقديم الدعم الجوي القريب لـ "قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة".
وعلى الرغم من المسؤوليات المتزايدة لـ "قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة"، فشلت الأمم المتحدة والدول المشاركة في تزويد المنطقة بالدعم السياسي اللازم وبالقدرات العسكرية الضرورية للتعامل مع تدهور الوضع الأمني على الأرض. إلا أن قوة النيران غير الكافية، والتوجيه السياسي غير الواضح، والسلسلة المتشابكة من القيادة، والقيود السياسية التي غالباً ما أجبرتها على اتخاذ موقف دفاعي سلبي، كلها عوامل أعاقت عمل هذه القوات. وبالمثل، فإن عملية المهام الجوية المربكة والمرهقة ذات "القيادة المزدوجة"، والتي كانت تتطلب موافقة "حلف شمال الأطلسي" والأمم المتحدة قبل العمليات، أدت إلى تأخيرات طويلة في تقديم الدعم الجوي.
وفي النهاية، تمت مهاجمة جميع المناطق الآمنة الست، كما تم اجتياح منطقتين (سربرنيتشا وزيبا). وفي تموز/ يوليو 1995، وقفت قوة صغيرة من "قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة" في سربرنيتشا مكتوفة الأيدي فيما تم فصل 8000 من الذكور المسلمين من مختلف الأعمار عن عامة السكان وقتلهم. ويُمكن القول إن تلك الإخفاقات السياسية المأساوية قد مهّدت الطريق لـ"عملية القوة المتعمدة" لـ"حلف شمال الأطلسي" (آب/ أغسطس - أيلول/ سبتمبر 1995) واتفاقية دايتون التي أنهت الحرب (للمزيد من التفاصيل، انظر المرصد السياسي عام 1898، " الملاذات الإنسانية الآمنة: الدروس المستفادة من البوسنة لسوريا").
ليبيا 2011
في عام 2011، حاول نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي القضاء على انتفاضة "الربيع العربي" في ليبيا، مما دفع بمجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرارين: القرار 1970 الذي دعا القوات الحكومية إلى وقف الهجمات على المدنيين، والقرار 1973 الذي سمح للدول الأعضاء باتخاذ "كافة الإجراءات اللازمة" لحماية المدنيين المعرضين للخطر. وعلى الرغم من أن هذا القرار الأخير سمح بإقامة منطقة حظر جوي، إلا أنه استبعد "قوة الاحتلال الأجنبية".
وفي وقت لاحق، إن عمليات الحظر الجوي التي فرضها حلف "الناتو" سمحت لقوات الثوار بإرساء الأمن في العديد من المناطق، نظراً إلى أن قوات القذافي على الأرض لم تعد قادرة على القيام بمغامرات كبرى أبعد من العاصمة ومن معاقلها في غرب ليبيا ووسطها. وفي حين لم يحدد القرارين كيف سيتم حماية المدنيين من الهجمات البرية، إلا أن هذه المسألة أصبحت نقطة خلاف عندما تحولت عمليات منطقة الحظر الجوي إلى عمليات جوية هجومية ساعدت الثوار في النهاية على هزيمة قوات القذافي (للمزيد من التفاصيل، انظر المرصد السياسي 1765، "منحدر خطر: ليبيا ودروس من مناطق حظر الطيران السابقة").
لكن في هذه الحالة، لم يولّد النجاح العسكري نجاحاً سياسياً. فبعد هزيمة القذافي، أعادت قوات "حلف شمال الأطلسي" توزيع قواتها تاركة نظاماً ضعيفاً وغير مستقر انهار بيد أمراء الحرب وغرق في الفوضى الذي يميز وضع ليبيا الحالي.
التداعيات
من نواحٍ عديدة، يختلف الوضع الحالي في سوريا تماماً عن الصراعات الماضية المذكورة أعلاه، بيد إن كل حالة من هذه الحالات تقدم دروساً هامة لأي جهود لإقامة منطقة آمنة في سوريا مستقبلاً. وعلى وجه الخصوص، يتطلب نجاح هذه العملية العوامل التالية:
·         تفويض قانوني وتوجيه عملي لا لبس فيهما. سواء جاء على شكل قرار من قبل مجلس الأمن الدولي أو آلية قانونية أخرى، يجب على النص الذي يأذن بالعملية أن يكون واضحاً بشكل لا لبس فيه. كما أن قواعد التدخل العسكري ستستند على هذه الولاية، ولا بد لها من أن تكون بسيطة ومباشرة، وتفهمها كافة القوى المشاركة. ومن شأن الإذن بولاية واضحة أن يخفف أيضاً من أي مخاوف قد تكون لدى روسيا وغيرها من أصحاب المصلحة حيال الهدف المقصود من المنطقة الآمنة (انظر المرصد السياسي 2564، "المبررات القانونية لإقامة منطقة آمنة في سوريا"). بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا تفرض الولاية قيوداً غير ضرورية على استخدام القوات المنتشرة لتأمين المنطقة الآمنة.
·         الوضوح حول الطرق والوسائل والغايات. ينبغي تحديد وضع نهائي قابل للتحقيق ووضع خارطة طريقة قابلة للتنفيذ وذات مصداقية في خلال مرحلة التخطيط لأي عملية تتعلق بمنطقة آمنة. ويكمن الهدف النهائي في ضمان عودة النازحين واللاجئين أو إعادة توطينهم. ولأسباب عملية وسياسية، قد تكون الدبلوماسية المحيطة بالمرحلة النهائية من العملية أكثر صعوبة من الدبلوماسية المتعلقة بإنشائها. إلى جانب ذلك، تتطلب العمليات الناجحة للمناطق الآمنة في بعض الأحيان التزامات ثابتة تستمر إلى ما بعد عملية العودة إلى الوطن/ إعادة التوطين. ففي نهاية المطاف، تحولت العمليات الإنسانية في العراق والبوسنة وليبيا إلى بعثات مختلفة جداً ذات أهداف أكثر اتساعاً من ذلك بكثير. وقد قضت الولايات المتحدة عقداً من الزمن وأنفقت مليارات الدولارات لفرض ملاذها الآمن ومنطقتين للحظر الجوي في العراق. وفي النهاية أصبح تغيير النظام استراتيجية للخروج الأمريكي من العراق، ومن ليبيا أيضاً. أما في البوسنة، فقد تحولت العملية الإنسانية المتعثرة إلى عمليات هجومية ضد القوات الصربية.
·         فريق أرضي- جوي قوي ومتوازن. على الرغم من أن منطقة الحظر الجوي هي جزء لا يتجزأ من العديد من عمليات المنطقة الآمنة، إلا أنها ليست كافية بمفردها لضمان ملاذ آمن ضد القوات البرية المعادية التي تتمتع بعزيمة قوية، كما شهدنا في البوسنة والعراق. فما نجح في ليبيا من عمليات جوية لن ينجح في سوريا، حيث العدد الكبير والمعقد من الفصائل الثائرة والمتطرفة التي تعمل على الأرض، والتي تتراوح من تلك الصديقة إلى المعادية، وحيث تساعد القوى الخارجية مباشرة في العمليات العسكرية للنظام. وبغية تأمين مناطق آمنة وردع العدوان، لا بد لعناصر الدعم على الأرض من أن تكون كبيرة وقوية بما فيه الكفاية. وحتى في هذه الحال، يمكن لردع الجماعات الإرهابية وقوات العملاء أن يكون صعباً للغاية.
·         وحدة القيادة. إن وجود تسلسل قيادي واضح يُعتبر ضرورياً بغض النظر عن مدى تعقيد هيكل القوة. ولا بد من وجود جهة اتصال واحدة مباشرة بين العناصر البرية والجوية لضمان تقديم الدعم في الوقت المناسب، ونشر المعلومات الاستخباراتية الحيوية، ومنع الاقتتال الداخلي، وحماية القوات البرية والمدنيين على حد سواء.
·         بيئة سياسية مواتية. إن التوافق مع الدول المجاورة والشركاء الإقليميين أمراً حاسماً لضمان عدم تعطيل المفسدين للمهمة أو تخريبها. على سبيل المثال، أدت الهجمات التركية ضد «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق في بعض الأحيان إلى تعقيد "عملية توفير الراحة". وبالمثل، عندما هاجمت القوات البرية العراقية في عهد صدام حسين الجيب الكردي في شمال العراق عام 1996، فإن قيود الدول المضيفة المفروضة على الطائرات الضاربة الأمريكية والبريطانية قد أعاقت جهود التحالف لتوفير الحماية. فإذا كان التوافق السياسي مستحيلاً بالنسبة إلى بعض الأطراف في سوريا، سيكون الردع حينذاك ضرورياً، مع جميع التحديات التي يمكن أن تترتب عن ذلك.
إن أي عملية لإنشاء منطقة آمنة في سوريا تتجاهل الدروس المستخلصة من الماضي وتغفل هذه العناصر الرئيسية، قد تخاطر باحتمال أكبر للفشل ومزيد من المعاناة للمدنيين، فضلاً عن إمكانية توسيع أهداف المهمة، مما قد يؤدي إلى انتشار الصراع إلى درجة أكبر.
 اللفتنانت كولونيل جون بارنيت (سلاح الجو الأمريكي) هو زميل للشؤون الدفاعية في معهد واشنطن. مايكل آيزنشتات هو زميل "كاهن" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن. الآراء المعرب عنها هنا هي آراء الكاتبين ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف سلاح الجو الأمريكي، أو وزارة الدفاع الأمريكية، أو حكومة الولايات المتحدة.
======================
الاندبندنت: الأسد رفض السماح بمرور قوافل الغذاء الى 6 مناطق محاصرة
النشرة الدولية
السبت 19 آذار 2016   آخر تحديث 07:21
كشفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد "رفض السماح بمرور قوافل الغذاء والمساعدات التابعة للأمم المتحدة الى 6 مناطق تخضع لحصار شامل من قواته ما يفاقم الازمة الإنسانية في سوريا".
وفي موضوع نشرته عن التطورات على الصعيد الانساني في سوريا بعنوان "برنامج الغذاء العالمي: السوريون يأكلون الحشائش في داريا ودير الزور المحاصرتين"، اشارت الى ان "بعض السكان في مدينتي دير الزور وداريا اضطروا لأكل الأعشاب بسبب انقطاع قوافل الإغاثة وعدم توفر أي اطعمة وذلك حسب ما اعلن برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الامم المتحدة الجمعة".
ولفتت الى ان تقرير المنظمة يفيد ان "كثير من السكان لايجدون حتى وجبة واحدة في اليوم ويرسلون الاطفال للتسول أو الاقتيات على الأعشاب البرية".
وأوضحت ان دير الزور محاصرة من قبل عناصر تنظيم "داعش" بينما تقبع داريا تحت حصار مطبق للقوات الموالية لنظام الأسد. ولفتت الى ان "الهدنة التى استمرت نحو 3 اسابيع حتى الان بين نظام الأسد وقوات المعارضة المعترف بها غربيا لم تشفع لدى الأسد للسماح بعبور قوافل المواد الإغاثية لدرايا و5 مناطق أخرى محاصرة".
وأشارت إلى أن "عدم تصور إمكانية إيصال المساعدات لدير الزور عن طريق قوافل برية دفع إلى التفكير في إسقاط المساعدات عن طريق الجو لكن أولى المحاولات باءت بالفشل بسبب اضطرار الطائرات للتحليق على ارتفاع عال وبسرعة كبيرة خوفا من تعرضها للاستهداف بصواريخ ارض جو".

======================
واشنطن بوست :«الانسحاب» الروسي من سوريا.. أصداء وتداعيات
تاريخ النشر: الخميس 17 مارس 2016
جريجوري فيسكوسي وجوناثان ستيرنز وجون فوليان*
يصر المسؤولون الأوروبيون على عدم وجود صلة بين العقوبات المفروضة على روسيا بسبب أوكرانيا، وتدخل الكرملين في سوريا، وخطوة روسيا الأخيرة بتخفيض دعمها العسكري للرئيس بشار الأسد، على وشك أن تختبر مدى هذا الإصرار. وتدفق ملايين اللاجئين السوريين، الذي يؤدي لتغذية الاضطراب السياسي في القارة الأوروبية، وتهديد نظام السفر من دون جوازات بين بلادها، وصياغة ملامح السجال الدائر حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أدت جميعها إلى جعل الحرب الأهلية في سوريا موضوعاً حيوياً بالنسبة للقادة الأوروبيين. يقول «سيرجيو فابريني»، مدير كلية الدراسات الحكومية في جامعة لويس جيدو كارلي في روما: «روسيا تلعب لعبة ذكية جداً.. وإيطاليا لن تكون الدولة الوحيدة المهتمة بدعم بوتين؛ فألمانيا بدورها سيكون لديها اهتمام أيضاً بسبب موضوع اللاجئين».
وكانت الحكومات الأوروبية قد رحبت يوم الثلاثاء الماضي، بإعلان بوتين أن القوات الروسية ستبدأ الانسحاب من سوريا، ولكنها أحجمت عن تقييم تداعيات هذا الإعلان، لأن لا أحد يعرف على وجه الدقة المدى الذي يمكن أن يذهب إليه الرئيس الروسي، ولا تأثير هذه الخطوة على محادثات السلام التي بدأت في جنيف بشأن الأزمة الروسية. في حين فشلت دعوة رئيس الوزراء الإيطالي «ماتيو رينزي» للوفاق مع روسيا في كسب الكثير من الدعم، فإن احتمال التوصل لتسوية معها بشأن سوريا، قد يضيف المزيد من الوزن لحجته.
وقال «فيليب هاموند» وزير الخارجية البريطاني في كلمة له أمام مجلس العموم في لندن يوم الثلاثاء: «إن أي خطوة حقيقية من جانب بوتين نحو إنهاء الصراع في سوريا ستكون مرحباً بها، وإن كان يتعين علينا القول إن الشيء المهم في جميع الأمور المتعلقة بروسيا هو الأفعال وليس الأقوال».
وكانت أول مجموعة من الطائرات، بما في ذلك قاذفات سو-34 قد عادت بالفعل إلى قواعدها في روسيا، كما بدأ الجنود الروس في تحميل المعدات والمواد اللوجستية والمخزونة في طائرات نقل من قاعدة حميميم الجوية في سوريا، حسبما أفاد موقع وزارة الدفاع السورية على تويتر، الذي أكد أن القاعدة الجوية والتسهيلات البحرية الروسية في سوريا ستستمر في العمل، مع ذلك.
وقال وزير الخارجية الألمانية فرانك- فالتر شتاينماير، إن الانسحاب الروسي سوف يزيد من الضغط المفروض على الأسد، من أجل التفاوض على خروج سلمي من سوريا. من جهته قال «رومان نادال» المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إنه إذا وفّى بوتين بوعده فإن ذلك «سيمثل تطوراً إيجابياً». وكان المسؤولون الألمان والفرنسيون، يصرون دوماً على أنه ليست هناك صلة بين العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بشأن أوكرانيا، وغيرها من الموضوعات مثل الحرب في سوريا، والمفاوضات النووية مع إيران. ويقول هؤلاء المسؤولون أيضاً إن روسيا لم تسع قط إلى الربط بين هذه الموضوعات. يشار في هذا الصدد إلى أن العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا، والتي تهدف للضغط عليها لكبح جماح المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، قد جددت عدة مرات من قبل حكومات الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين.
ونظراً لأن القيود الرئيسية على التجارة والاستثمار مع روسيا مقرر لها الاستمرار حتى 31 يوليو القادم، فإن القادة الأوروبيين ليسوا تحت ضغط مباشر يدفعهم لإعادة تقييم موقفهم تجاه الخطوة الروسية الأخيرة فوراً، بل سيكون لديهم فرصة لمناقشة تداعيات إعلان بوتين، في اجتماع القمة الذي سيبدأ الخميس المقبل في بروكسل. يضاف إلى ذلك أن ممثلي القوى الرئيسية في الكتلة الأوروبية، سيكون لديهم أيضاً فرصة لمناقشة هذا الأمر مع المسؤولين الأميركيين، عند اجتماع مجموعة الدول السبع الكبرى في اليابان، في شهر مايو القادم. وكانت العقوبات المفروضة بواسطة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، قد فاقمت من الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد الروسي، الذي يحاول جاهدا تحمل تداعيات الانخفاض الكبير في أسعار النفط، في الوقت الذي يواجه فيه أطول فترة ركود خلال عقدين تقريباً.
يُشار إلى أن بوتين وأوباما قد ناقشا خطة سحب القوات الروسية من سوريا هاتفياً يوم الإثنين الماضي. وقال أوباما بعد أن رحب بتخفيض مستوى العنف في سوريا، بعد أن ساعدت بلاده وروسيا على التوصل لهدنة في ذلك البلد الشهر الماضي: «إن استمرار الأعمال العدوانية بواسطة النظام السوري» يمكن أن يقوض الهدنة والجولة الجديدة من مباحثات السلام التي بدأت يوم الثلاثاء الماضي. ويقول «فابريني»: (إذا كانت روسيا قادرة على إقناع الأسد بأنه يتعين عليه الاستسلام، وخلق شروط للتغيير، فإنها ستكون القوة الفائزة في الأزمة السورية.. أتوقع بعض المناقشات بشأن روسيا وسوريا في قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، لأن أزمة اللاجئين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالموقف السوري).
*محررو الشؤون الخارجية بوكالة بلومبيرج نيوز
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
تريبيون نيوز :اخفاق الحرب على الإرهاب
تاريخ النشر: السبت 19 مارس 2016
أندرو بيسيفتش
هناك سؤال كان ينبغي أن يلقى اهتماماً في نقاشات حملات الترشيح الحزبية للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، ولكنه غاب بشكل غريب، وهو سؤال الاستراتيجية التي يجب على الولايات المتحدة اتباعها لمواجهة مشكلة التشدد الإسلامي العنيف؟ صحيح أن عدداً من المرشحين تعهدوا، إذا نجحوا في الانتخابات، بأن يعززوا الحملة العسكرية الحالية ضد «داعش». ولكن «داعش» ليس إلا تعبيراً عن ظاهرة أكبر بكثير وأكثر تعقيداً. وحتى إذا تم القضاء على «داعش» بقصف شامل، فإن المشكلة الأكبر ستظل قائمة. وتصنيف هذه المشكلة بأنها إرهاب فحسب هو ركون إلى الراحة على حساب الفهم.
وما يشير إليه الأميركيون باعتباره إرهاباً هو بدقة أكبر منتج عنيف لخلل وظيفي سياسي مزمن، وتخلف اقتصادي يصيب مناطق واسعة من العالم الإسلامي، تفاقم منه انقسامات طائفية عميقة الجذور، وتركة سيئة من الاستعمار الأوروبي يؤججها تعقيداً الاحتلال الإسرائيلي، وكل هذا قد يجد متنفساً في الكراهية ضد الغرب وخاصة ضد الولايات المتحدة. وكي تنجح الحرب على الإرهاب يتعين معالجة الظروف التي جعلت هذه الكراهية تظهر في المقام الأول.
ومفهومٌ أن جهود مكافحة الإرهاب لم تنجز شيئاً تقريباً. فالشرق الأوسط الكبير يترنح على حافة التحلل من ليبيا إلى العراق إلى أفغانستان. والأدلة وافرة على أن المشروع العسكري الأميركي قد مني بالفشل. بل إن استخدام القوة الأميركية زاد الطين بلة. وحتى في عام الانتخابات الرئاسية هذا ما زال أفراد من الصفوة السياسية في البلاد يزعمون غير هذا. وفي المؤسسة الحاكمة الخالية من الإبداع منذ زمن بعيد ما زالت هناك توقعات بأن القوة العسكرية الأميركية، المتمثلة في المزيد من القصف والغارات وإرسال جنود إلى الميدان، ستصحح الأمور ذات يوم. والجهود العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط الكبير لطالما وافقت التعريف الشعبي للحماقة وهو فعل نفس الشيء مرات ومرات وتوقع نتائج مختلفة.
أما أكثر المستفيدين من الحال الراهن للحرب الدائمة فيرون أن الحلول البديلة غير قابلة للتطبيق. ولكن البدائل التي تحرج المؤسسة الحاكمة قد تجدي نفعاً الشعب الأميركي. ولتأخذوا في الاعتبار الاستراتيجية التالية المؤلفة من ثلاث نقاط للتخلص من تهديد الجماعات المتشددة.
النقطة الأولى: الحماية الذاتية. فالإرهاب يمثل تهديداً متواضعاً آنياً للولايات المتحدة في المدى القريب، والرد الملائم هو تقديم موارد ملائمة وقيادة فاعلة لمكتب التحقيقات الاتحادي «إف. بي. أي» ووكالة الاستخبارات الأميركية المركزية «سي. أي. أيه» وخفر السواحل وإدارة أمن النقل والوكالات المسؤولة عن تأمين الحدود الأميركية. وببساطة شديدة فإن «الحفاظ على سلامة أميركا» يبدأ من منع الأشرار من الوصول إلينا.
النقطة الثانية: إعادة الاستقرار. فالتصدي للاضطراب الذي يمسك بتلابيب الشرق الأوسط يمثل أولوية في المدى المتوسط. واحتلال العراق وسوريا لمدة عقد أو أكثر بقوة مؤلفة من بضع مئات من الآلاف من القوات ليس مهمة يستطيع الجيش الأميركي إنجازها. بل هو عمل يتعين على القوى الإقليمية الرئيسية أن تضطلع به. فتنظيم «داعش» يمثل تهديداً حقيقياً لكل الدول الإقليمية المختلفة. ومهمة الولايات المتحدة يتعين أن تكون دبلوماسية في الأساس عن طريق حث هؤلاء الخصوم على إدراك المصلحة المشتركة فيما بينهم والتحرك وفقاً لذلك. فهل هذا سهل التحقيق؟ كلا على الإطلاق. ولكن دفع هذه القوى الإقليمية للتحرك سيكون أفضل من التزام القوات الأميركية بقتال يفرض أن يخص حقاً القريبين من المشهد.
النقطة الثالثة: دعم عوامل التغيير. فليس كل ما يأتي من العالم الإسلامي سلبياً. والأغلبية الساحقة من الشباب هناك يفضلون الحداثة على التطرف. وهنا يكمن الحل طويل الأمد للمشكلة التي نواجهها. وعندما يجد المسلمون طريقة للتوافق مع الحياة الحديثة يصبح التعايش السلمي مع الغرب ممكناً. وهذا بالنسبة لبعض المجتمعات قد يستغرق عقوداً أو حتى أجيالاً ولكن هذا النهج هو محور القضية بلاشك. ومع مرور الوقت، ستساعد حملة مستدامة من التبادل الثقافي والتعليمي في إقناع الشباب المسلم بأننا لسنا أعداءهم. وكل هذا يقتضي منا الصبر.
أندرو باسيفيتش*
ـ ـ ـ ـ
* أستاذ العلاقات الدولية والتاريخ في جامعة بوسطن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»
======================
جيمس أم. دورسي — (ميدل إيست أونلاين) 12/3/2016 :كرة القدم الجهادية: رؤى متناقضة لمستقبل سورية
جيمس أم. دورسي — (ميدل إيست أونلاين) 12/3/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
تلعب كرة القدم دوراً في جهود "داعش" للتجنيد في المناطق التي تسيطر عليها، حتى قبل أن يذهب الأولاد إلى معسكرات التدريب. وتظهر أشرطة فيديو وصور التنظيم مقاتلين وهم يلعبون مع الأولاد في ساحات القرى والبلدات ويقدمون لهم كرات قدم.
*   *   *
لا يمكن أن يكون التناقض أكثر إدهاشاً. ثمة نجم كرة قدم تحول إلى قائد احتجاجات ثم إلى جهادي يشجع الاحتجاجات السلمية المعادية لبشار الأسد في المناطق السورية التي يسيطر عليها الثوار. وعلى مقربة في الجوار، في الأراضي التي تسيطر عليها "الدولة الإسلامية"، هناك أولاد يلعبون كرة القدم بالرؤوس المقطوعة.
وهو تناقض يعج بالرمزية. إنه ينطوي على طرق بديلة لفهم الأطر التي يعمل ضمنها بعض السوريين الذين انضموا إلى الجماعات الجهادية يعمل على الأقل. كما يوفر استبصاراً في شأن مفاوضات السلام الجارية في جنيف في سويسرا لبحث ما يريده السوريون بمجرد أن تصمت المدافع تماماً. وأخيراً فإنها تسلط الضوء على تطلعات أولئك الذين رأوا في المجموعات الجهادية خياراً وحيداً لهم، وحيث تشكل سياسة "الدولة الإسلامية" الوحشية جيلاً جديداً على شاكلتها.
في شريط فيديو نادر تم توقيت بثه خلال التظاهرات المعادية للأسد في مناطق صمد فيها وقف الأعمال العدوانية الذي تم بإشراف أميركي- روسي إلى حد كبير، أصر عبد الباسط الساروت، حارس مرمى المنتخب القومي السوري في كرة القدم إلى أن أصبح قائداً للاحتجاجات المعادية للحكومة في حمص على القول إن الثورة ستستمر حتى تتم الإطاحة بالسيد الأسد.
ولشريط الفيديو مغزاه لأن السيد الساروت، المعروف ليس على صعيد مهاراته في كرة القدم وحسب، وإنما أيضاً كمغن شعبي، قد تحول إلى جهادي بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال استهدفته، كما أنه فقد أقارب له أثناء محاولات الحكومة قتله. ويقال أن الساروت كان قد انضم أول الأمر إلى "جبهة النصرة" التابعة للقاعدة في سورية، ثم تحول لاحقاً إلى مجموعة "الدولة الإسلامية". ويقال أنه ترك المجموعة قبل عدة أشهر بعد نفوره من أعمالها ليعود إلى حمص من حيث جاء شريط الفيديو. وعلى الرغم من أنه انفصل عن المجموعتين الجهاديتين، يبدو أن السيد الساروت ما يزال يحتفظ بمواقفه الإسلامية، لكنه يتخذ موقفاً تستطيع شريحة واسعة من السوريين قبوله.
وقال السيد الساروت في معرض وصفه لهدفه السياسي الذي يعود وراء إلى احتجاجات العام 2011 السلمية ذات الصبغة الدينية: "الثورة تستمر. أقسم أن هذه الثورة ستستمر. وأقسم أنها حتى لو انضمت روسيا وإيران والصين وكل حلفاء بشار الأسد إلى هذا النظام الإجرامي، وحتى لو انضمت كل القوى العالمية واصطفت ضدنا، فإن هذه الثورة ستستمر كما سيستمر الشعب السوري. إن هذه ثورة الهية. كانت لها بداية الهية وستكون لها نهاية الهية. ولن نتراجع عن هدفنا وهو الإطاحة بهذا النظام. وأقسم بأننا لن نستسلم.
ثم تحول السيد الساروت إلى واحدة من أغانيه الأكثر شعبية لإحياء روح الثورة المعادية للأسد: "جنة جنة جنة، جنة يا وطنا.. يا وطن يا حبيب، يا بو تراب الطيب، حتى نارك جنة".
على الرغم من الصبغة الدينية التي تلف باقي كلمات أغنيته، لم يظهر أن السيد الساروت يروجه لهدفه الجهادي بإقامة دولة إسلامية شاملة، التي تجسد إعلان "داعش" عن الخلافة. وإنما جاءت دعوته إلى استمرار ما وصفه بالثورة، في الوقت الذي قاومت جبهة النصرة رفع راية الثورة السلمية في العام 2011 خلال احتجاجات جماهيرية معادية للحكومة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار، وحيث هتف المحتجون "الثورة مستمرة" و" تعيش سورية ويسقط الأسد." وفي بعض الحالات ذهبت جبهة النصرة بعيداً إلى حد منع الاحتجاجات.
تواكب التشكل الإسلامي للسيد الساروت مع انسحابه من القوى الرئيسية في سورية، ليشير إلى الدعم الضعيف الذي تتمتع به مجموعات مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية. وهو دعم يتحدث أقل عن الالتزام الأيديولوجي وأكثر عن الافتقار إلى الخيارات. وكذلك يفعل تفجر الاحتجاجات السلمية المعادية للأسد في اللحظة التي صمد فيها وقف الأعمال العدوانية. وكان إصرار السيد الساروت في العام 2011 على تسمية الثورة ضد الأسد بأنها ثورة، متماشياً مع المطالب غير الطائفية والسياسية للمحتجين.
يقول شامل الأحمد، أحد منظمي الاحتجاجات، لصحيفة المونيتور: "إنني مبتهج جداً... إننا نحتج اليوم تماماً كما فعلنا في العام 2011، وإنما من دون طلقات نارية وحيث القوات الأمنية غير موجودة هنا لقمعنا.... لقد جئنا لنؤكد أن ثورتنا مستمرة بغض النظر عما يحدث. إننا شعب عنيد ومصمم ولن نتراجع عن مطالبنا: سورية حرة لكل السوريين من دون الأسد ومن دون الإرهاب. لقد سقط آلاف الشهداء. وهو ما يجعلنا أكثر تصميماً على عدم التنازل عن مطالبنا المحقة والمشروعة".
مما لا شك فيه أن أحد الأسباب التي حدت بالسيد الساروت إلى الانسحاب من "الدولة الإسلامية" هو حقيقة أن المجموعة تسعى إلى صبغ الجيل التالي من الناس الذين يخضعون لإدارتها بتقليدها الذي يقوم على منتهى الوحشية. وقد نقل تقرير، "أبناء الدولة الإسلامية"، الذي نشرته في وقت سابق من هذا الشهر مؤسسة كويليام عن الأمم المتحدة، كيف أن المجموعة الإرهابية تشجع الفتيان اليافعين على لعب كرة القدم برؤوس آدمية مقطوعة لجعل الإعدامات الوحشية تبدو شيئاً طبيعياً.
وتلعب لعبة كرة القدم تلعب دوراً في نشاطات تجنيد "الدولة الإسلامية" في المناطق التي تسيطر عليها، حتى قبل انضمام الأولاد إلى معسكرات التدريب. وتظهر أشرطة وصور المجموعة المقاتلين وهم يلعبون كرة القدم في ساحات القرى والبلدات ويعطون كرات قدم للأولاد. كما استخدمت "الدولة الإسلامية" كرة القدم أيضاً في بعض أشرطتها للتجنيد.
يقول مكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والصراع المسلح في أحد التقارير: "لقد أسست الدولة الإسلامية ثلاثة معسكرات لتدريب الأطفال في الرقة، وسجنت مئات الأولاد بعمر 10 أعوام في حلب وأجبرتهم على حضور دورات تلقين، ووعدتهم برواتب وهواتف خلوية وأسلحة، وبمنزلة الشهيد في الجنة وبـ"هدية" هي زوجة عند الانضمام إلى المجموعة.. كما تم تجنيد الأطفال أيضاً كمفجرين انتحاريين واستخدامهم لارتكاب العنف المفرط".
======================
جورج فريدمان — (ريل كلير وورلد) 16/6/2016 :لماذا ذهب بوتين إلى سورية؟
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 14 آذار (مارس) الحالي أنه سيبدأ سحب قواته الرئيسية من سورية. وكانت روسيا قد نشرت حوالي 70 طائرة عسكرية من مختلف الأنواع، وأكثر من 4000 جندي دعم لحماية وصيانة الطائرات. ولم يكن ذلك انتشاراً كبيراً، لكنه غير الواقع على الأرض في سورية بشكل سريع. وكانت قد سبقت الانتشار توقعات جدية بأن ظهر نظام بشار الأسد قد أصبح إلى الحائط وأنه محاصر. لكن تلك التوقعات تبددت مع شن الروس هجمات ضد الجهات التي كانت تعمل على الإطاحة بالنظام.
من غير الواضح على وجه التحديد لماذا تغيرت تلك التوقعات. ومن المحتمل أن يكون العدد المحدود من الطلعات الجوية التي استطاع الروس تنفيذها كانت كافية لكسر القدرات العملياتية لقوى المعارضة. ويمكن ببساطة أن التواجد الروسي كان كافياً لتغيير نفسية قوى المعارضة وكسر إرادتها. ومن المحتمل أن المعارضة كانت متشطية كثيراً وضعيفة جداً من حيث الجوهر، إلى درجة أن أي شيء يمكن أن يقصم ظهرها. ومن الممكن بحث هذا الأمر بجدال بلا نهاية، لكن الحقيقة الدامغة هي أن الروس جاؤوا وحققوا النتيجة التي كانوا يريدونها.
لكن السؤال يبقى بطبيعة الحال: لماذا تدخل الروس في سورية في المقام الأول؟ كان والد الأسد (الرئيس الراحل حافظ) مقرباً من السوفيات، كما أن روسيا ما بعد السوفيات عرضت إلماحات إلى استمرار العلاقة. لكن سورية لم تكن يوماً مركزية أبداً بالنسبة للمصالح الروسية التي لديها مشاكل أخرى، وخاصة في أوكرانيا، بحيث أن تكريس موارد نفيسة لحل ما تراها روسيا من منظورها مشكلة صغيرة نسبياً يعتبر شيئاً غريباً. لكنك عندما تمعن التفكير في الأمر، تجد أنه ينطوي على الكثير من المنطق الذي يتجاوز حتى مسألة ضمان استدامة الأسد.
كان السبب الأول في تدخل بوتين في سورية إثبات أنه قادر على القيام بذلك. وكان لديه جمهوران: الجمهور الروسي؛ والغرب، وخاصة الولايات المتحدة. وكان الأداء الروسي في أوكرانيا عادياً في أفضل الحالات. فقد استولى الروس على القرم من دون مواجهة أي معارضة، وشجعوا انتفاضة في الشرق، والتي فشلت في إشعال فتيل المنطقة. وفشلت مخابرات روسيا في فهم ما كان يجري في كييف، كما فشلت في تشكيله. والأهم من ذلك أن تراجع أسعار النفط صنع أزمة اقتصادية ضخمة في روسيا. وكانت تلك لحظة حاسمة بالنسبة لموسكو على الصعيد المحلي، وعلى مستوى علاقاتها الخارجية أيضاً.
لقد أظهر نشر جناح طيران مكون من أنواع مختلفة من الطائرات، ثم الإبقاء عليها في عمليات قتالية على مدى شهور، أن لدى روسيا قدرة عسكرية كبيرة، وأنها قادرة على استخدام هذه القدرة بفعالية واقتدار. وفي روسيا، كما في بلدان أخرى، عادة ما تصنع العمليات العسكرية الناجحة وقصيرة الأمد دعماً ضخماً. وقد أوضح التدخل الروسي للولايات المتحدة أن روسيا تمتلك القدرة، وأنها سوف تتدخل في مناطق كانت الولايات المتحدة تعتبرها منطقة عملياتها الخاصة. كما أنها غيرت الشعور بأن روسيا هي قوة متداعية غير قادرة على السيطرة على أوكرانيا في وجه قوة عالمية كبيرة. إما مسألة إذا كان هذا صحيحاً، فهي أقل أهمية –وإنما كان بحاجة لأن يبدو صحيحاً. ولا يمكن إنكار أنه انطوى علي شيء من الحقيقة.
أما النقطة الثانية، فأكثر غرابة ومنسجمة بالكامل مع المسوغ الأول. لقد تدخل الروس في سورية لإنقاذ الولايات المتحدة من وضع صعب جداً. فقد عارضت الولايات المتحدة نظام الأسد وأرادت تغييره بائتلاف من قوى المعارضة. وكان يتضح بشكل متزايد أن هذا الأمر لن يحدث. قد يسقط الأسد، لكن الذي سيحل محله هو معارضة مقسمة تخوض حرباً ضد بعضها البعض مثلما تخوض حرباً ضد الأسد. وقد يكون ذلك شيئاً مفضلاً لدى الأسد، لكن مجموعة "الدولة الإسلامية" كانت متعمقة في داخل سورية واشتبكت وهزمت بعض قوات الأسد المدرعة -ناهيك عن أن هذه المجموعة تسيطر على أراض أكبر بكثير من أي مجموعة أخرى من قوات التمرد. وإذا سقط الأسد واستبدل بالمعارضة، فإن من غير المستبعد أن تستبدل المعارضة نفسها بـ"الدولة الإسلامية". وكانت الولايات المتحدة واعية إلى أنها كانت قد قللت من تقدير "الدولة الإسلامية" باستمرار، وأن احتمال وصول هذه المجموعة إلى دمشق كان حقيقياً وغير مقبول على حد سواء لدى الولايات المتحدة.
كان لدى الولايات المتحدة مشكلة سياسية. فهي لم تعارض الأسد وحسب، وإنما اصطفت إلى حد كبير مع الفصائل المعادية له. ولم تستطع أن تصبح فجأة الحامي لنظام الأسد. ولم تستطع الولايات المتحدة، في تلك اللحظة، النهوض بالعبء الذي يمكن أن يترتب على سقوط الأسد. وبالتالي حل التدخل الروسي المشكلة نيابة عن الولايات المتحدة. وكان أن تم إنقاذ الأسد. وتم صد الدولة الإسلامية واحتواء حالة كانت على وشك الخروج عن السيطرة.
هل كانت هذه صفقة رسمية أم مجرد محصلة غير متوقعة؟ أشك في أنه تم التوقيع على أوراق، لكنني أشك أيضاً في أنها كانت حصيلة غير متوقعة من جانب أي من الطرفين. لقد عرف الروس بالتأكيد الوضع الأميركي في سورية: لم تكن الولايات المتحدة تثق في المعارضة التي ترعاها، وكانت غير مرتاحة من "الدولة الإسلامية" وعديمة الحيلة بخصوص ما يجب أن تفعل. ثم جاء التدخل الروسي مباشرة من موقف موسكو العام ولم يشكل أي مشكلة لها.
بقيامها بذلك في وجه قوة جوية أميركية ضخمة، فإن روسيا إما افترضت أنها تستطيع التنسيق مع الولايات المتحدة في الوقت المناسب، أو أن ذلك التنسيق كان قد بحث منذ البداية. وسيكون حل المشكلة الأميركية في سورية واحداً من تلك الأشياء التي ستجدها بعد 50 عاماً عندما تتم إماطة اللثام عن الوثائق السرية. ولا أقول أنها كانت هناك اتفاقية. إنني أقول أنه سواء كانت هناك اتفاقية أم لا، فقد عرف الروس أنهم يحلون مشكلة أميركية، وعرف الأميركيون على الرغم من كل خطاباتهم أن مشكلتهم كانت قيد الحل. وقد اشترى ذلك للروس بعض النقاط لصالح مشكلتهم الثانية الأكبر.
 من الطبيعي أن النفط هو مشكلتهم الكبرى والتي لا يوجد لها حل. أما مشكلتهم الثانية الكبيرة فهي أوكرانيا التي تعتبر مصلحة أساسية للروس، والتي لا يستطيعون السماح بأن تصبح جزءا من نظام التحالف الغربي –وهي مسألة تم بحثها باستفاضة. ويكمن الاهتمام الروسي المحوري في التحييد العسكري لأوكرانيا. أما اهتماماتهم الثانوية فهي تحقيق درجة من الحكم الذاتي في الشرق، ونوع من التسوية حول القرم، والتي تعطي الروس حقوقاً هناك أوسع من السابق.
كان الهدف من عملية سورية تحقيق شيئين. الأول هو إظهار أن روسيا –مهما كانت الدبلوماسية- هي قوة عسكرية يجب أن تؤخذ على محمل الجد. والثاني هو أنها كانت مصممة لوضع الولايات المتحدة في وضع، حيث يُنظر إلى معارضة روسيا شعبياً لها على أنها خطيرة جداً، وحيث سيتم النظر إلى الروس رسمياً على أنهم قوة شريكة وليست معادية. وكان الأوروبيون يريدون سلفاً نوعاً ما من صفقة تفضي إلى التخلي عن العقوبات المفروضة على روسيا، ومن شأن هذا أن يساعد.
لم تكن عملية سورية من أجل سورية. ولم يكن مستقبل الأسد موضوعاً استراتيجياً روسياً. كان الموضوع الاستراتيجي هو إعادة تغيير الأفهام حول القوة الروسية وإظهار أن روسيا مستعدة لنشر القوات وحل المشكلة ثم المغادرة. وفي مفارقة مع الأميركيين الذين ينشرون القوات ويبقون ويغوصون في الوحل، فقد فعل الروس ما جاؤوا لفعله، وهم الآن يغادرون.
يجب علينا عدم المبالغة في تقييم الإنجاز العسكري الروسي. لكنه كان مناسباً للمهمة السياسية، وهو كل ما يمكن طلبه منه. إنه لم يحل مشكلة روسيا الأوكرانية، لكنه لم يلحق الضرر بفرص التوصل إلى نهاية متفاوض عليها. وعموماً، كانت هذه مهمة متقنة الأداء، وأظن أنها ليست شيئاً كانت الولايات المتحدة خائفة منه كثيراً كما تظاهرت. والمشكلة بالنسبة لبوتين هي أن كل ذلك قد انتهى الآن، وأصبح يترتب عليه الالتفات إلى إيجاد حلول للمشكلات الاستراتيجية. والسؤال هو ما إذا كان هذا النجاح سيتحول إلى احترام، أم انه سينزلق ببساطة في مسامات الذاكرة السياسية.
======================
هآرتس :عاموس هرئيل :عقيدة المفاجأة عند بوتين
18/3/2016
في مجلة "أتلنتك" وفي اعقابها في معظم وسائل الاعلام الاميركية المركزية، دار في الايام الاخيرة نقاش مشوق في عقيدة اوباما، الارث الذي سيخلفه وراءه الرئيس الاميركي في مجال السياسة الخارجية، مع نهاية ولايته في كانون الثاني (ديسمبر) القريب القادم. في تقرير واسع في "اتلنتك" للكاتب جيفري غولدبرغ ترد بانفتاح مفاجئ المفاهيم المركزية لاوباما بعد أكثر من سبع سنوات في الحكم، اكثر من خمسة منها في ظل الهزة الهائلة في الشرق الاوسط.
اوباما، بالخلاصة، يعترف بقيود القوة الاميركية، السياسية والعسكرية، في الشرق الاوسط، يشكك باحتمالات العرب لانقاذ أنفسهم من وضعهم الحالي وهو شكاك، على حدود التهكم، بالنسبة للمشورات التي قدمتها له المؤسسة الهائلة لخبراء الشرق الاوسط والسياسة الخارجية في واشنطن.
الرئيس، برواية غولدبرغ واثق بعدالة سياسته الخارجية في منطقتنا. الشرق الاوسط أقل اهمية لمصالح الولايات المتحدة مما كان في الماضي، ويمكن لواشنطن أن تفعل القليل فقط كي تغير الوضع البشع فيه، ولكن التزامها المباشر في المنطقة سيكلفها فقدان حياة جنودها، بينما تسحق قوتها العملية في الساحة الدولية وصورتها كقوة عظمى. ويبدو اوباما منسجما مع قراره في عدم مهاجمة نظام الاسد في سورية عسكريا في صيف 2013، رغم تعهده بالعمل ردا على استخدام الاسد للسلاح الكيميائي.
للاتفاق النووي مع ايران الذي يرى فيه الرئيس الاميركي أحد انجازاته الكبرى، مكرس له  في المقال مكان قليل نسبيا، ولكن يبدو أن اوباما يتعاطى معه كوسيلة لتقليص خطر اندلاع مزيد من الحروب وضمان توازن بين القوة العظمى الاقليمية الشيعية وبين خصمها السني الاساس، السعودية.
وأثار المقال موجة من ردود الفعل والتحليلات. منتقدو الرئيس، كما صاغت ذلك "الواشنطن بوست" يشككون باستنتاجاته الثلاثة. في نظرهم، لا يزال الشرق الاوسط مهما، والولايات المتحدة يمكنها أن تساعد، وعدم فعلها هناك بالذات يضعف مكانتها في ساحات عالمية اخرى ايضا.
وبينما يولد النقاش في عقيدة اوباما مقالات ومقالات، فاجأت روسيا العالم بخطوة من جانبها: الرئيس فلاديمير بوتين اعلن عن اخراج معظم قواته العسكرية من سورية. ومثل ارسال الطائرات والجنود الى سورية، في بداية ايلول (سبتمر)، جاءت الخطوة الروسية الجديدة هي الاخرى بلا اخطار.
فبعد أن بعث بوتين بالطائرات، سارع اوباما الى التقدير بان موسكو ستجد نفسها غارقة في المستنقع السوري – وهكذا كشف بشكل غير مباشر عن مبرراته للامتناع عن تدخل اميركي مشابه. ولكن تدخل بوتين، ردا على طلب بشار الاسد، نجح في عكس اتجاه المعركة في سورية، وقف تقدم الثوار، استعادة النظام لقسم صغير من اراضي الدولة، وعلى ما يبدو ايضا ابقاء الطاغية في الحكم.
والى ذلك شقت روسيا ايضا الطريق لوقف النار، الذي يصمد بشكل جزئي حاليا، خلافا لكثير من التوقعات المسبقة. فتقليص القتال، الى جانب جس نبض الخطوة الدبلوماسية، كفيل بان يؤدي في النهاية الى التسوية التي يبدو أن روسيا تسعى اليها. ويفترض بهذه أن تكون فدرالية؛ وعمليا، تقسيم الى دول فرعية، ترسم خطوط حدود بين منطقة السيطرة العلوية في دمشق، في وسط الدولة وفي الشمال الغربي، المنطقة الكردية في الشمال الشرقي ومنطقة سنية كبيرة في الشرق، مدى سيطرة المنظمات الاكثر تطرفا فيها، داعش وجبهة النصرة، ليس واضحا بعد.
في تحليل أول، وما يزال تحت مفاجأة انسحاب بوتين، يخيل أن هذا ما يقصده – تجميد واستقرار للوضع القائم، في ظل تقليص الالتزام الروسي والمخاطر المنطوية عليه لموسكو.
كقاعدة، تخفيف القوات الروسية في سورية، على فرض أن يتم حقا، يعكس انباء طيبة لاسرائيل: فهو يضعف محور ايران – الاسد – حزب الله، والذي يقلق نجاحه الاخير القدس ويلزم حزب الله ببذل جهد اكبر في الجبهة السورية بدلا من جنوب لبنان.
بعض من منظمات الثوار التي قصفت في الاشهر الاخيرة بالطائرات الروسية بشدة وبشكل لا تمييز فيه، كفيلة بان تقرر بان الوضع الجديد يستدعي استغلال الفرصة ومحاولة الخروج في هجوم متجدد، في ظل انهيار وقف النار. وكما ان بوتين ليس مطالبا بان يبني تأييدا جماهيريا في روسيا لقراراته ارسال القوات الى سورية واخراجها، فانه حتى الان لم يرَ أي حاجة لان يشرح اعتباراته بالتفصيل.
من كل الخطوة تخرج رائحة "المفاجأة لغرض المفاجأة" – انعطافة روسية اخرى تدهش العالم وتترك خصوم موسكو في محاولة تحليل ما حصل. والرد على خطوة بوتين الاخيرة تعطي صدى للقول المنسوب لسياسي من القرن التاسع عشر، الذي بشروه بموت خصمه القديم. "مشوق أن اعرف ماذا يقصد؟"، تساءل ماترينخ عن تيليران الميت.
تشاؤم حاد
على جانبي النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يمكن أن نشخص في الاسابيع الاخيرة بوادر تشاؤم حاد، اشد من ذاك الذي ساد الطرفين في العقد الاخير. فالانتفاضة التي يقودها شباب الضفة الغربية وان كانت تستمر بقوة محدودة نسبيا ولا تغير نمط حياة المواطنين الاسرائيليين والفلسطينيين مثل سابقتيها، الا انها تدهور مع ذلك التوقعات السلبية أصلا لمن هم مسؤولون عن الانشغال الامني في الطرفين.
في الجانب الاسرائيلي يتعزز الاحساس بان سياسة ادارة النزاع التي تمسكت بها الحكومات الاخيرة تقترب من نهاية طريقها. في المبادرات الطيبة الصغيرة، التسهيلات الاقتصادية الموضعية، لن تكفي على مدى الزمن، حين يطالب الفلسطينيون بتغيير الوضع من الاساس ولا يكتفون بعد اليوم بتحسينات تجميلية صغيرة.
فضلا عن ذلك فان في جهاز الامن الكثير ممن يعتقدون بان شدة العنف الحالي الذي كلف حياة 34 اسرائيليا، واكثر من 180 فلسطينيا في غضون خمسة اشهر ونصف، هي بمثابة معجزة. فيحتمل أن يكون الوضع أسوأ.
مثال مميز هو الاقتراح الاسرائيلي الذي نشره هذا الاسبوع باراك ربيد في "هآرتس" للتقليص للحد الاخير تقريبا حملات الاعتقال التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي في مناطق أ في السلطة الفلسيطنية في رام الله وفي أريحا. السلطة رفضته وذلك ايضا بسبب طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتراف السلطة بحق اسرائيل المبدئي بالعمل عسكريا في المناطق أ، في حالات "القنبلة المتكتكة". فمسؤولو السلطة يشعرون بان اسرائيل تعود لتسوق لهم البضاعة ذاتها، لمرات عديدة. فمثل هذه المداولات جرت بعد الانتفاضة الثانية، مع انتهاج "مشروع جنين" المشترك بين اسرائيل والسلطة قبل نحو تسع سنوات.
في المزاج الحالي في الضفة، يعتقدون بانهم لا يمكنهم ان يسمحوا لانفسهم بخطوة تعتبر تنازلات مبدئيا لاسرائيل.
توجد السلطة بين المطرقة – الضغط العسكري الاسرائيلي، والسندان – الجيل الشاب الذي يقف في جبهة المواجهة. في هذه الظروف، التي تولد يأسا عميقا في القيادة الفلسطينية، هناك مسؤولون في رام الله يتوقعون انهيار السلطة مع التردي المتوقع لصحة الرئيس محمود عباس (ابو مازن) في السنوات القادمة.
وعليه، فانه حتى ما بدا حتى وقت أخير كتهديد عابث – وقف التنسيق الامني مع اسرائيل – لم يعد مجرد خطوة يتخذها صائب عريقات وحده.
تتثبت الانتفاضة المحدودة كواقع لمدى بعيد، ولكنها لا تنتقل حاليا لتصبح مواجهة اوسع، ولا سيما بسبب مساعي اللجم التي تتخذها السلطة الفلسطينية بالذات، وبسبب تردد الجمهور الغفير في الضفة الغربية، غير الملتزم بالكفاح مثلما كان في الانتفاضتين السابقتين. فالجيل الشاب، الاقل وعيا باضرار الرد العسكري الاسرائيلي في حينه والاقل معرفة للفوضى التي سادت في المنطقة عندما ضعف حكم السلطة وكاد يتحطم من 2002 وما بعد – لا يخشى المواجهة.
التهديد الاقتصادي
في قطاع غزة دفنت حماس هذا الاسبوع الشهيد الـ 15 لها على الاقل، في ثماني انهيارات للانفاق منذ نهاية كانون الاول الماضي. الشهيد، في هذه الحالة، وصف كنشيط ميداني كبير في الذراع العسكري. في البداية حاولوا اخفاء حوادث العمل العديدة. وبعد وفاة سبعة نشطاء في انهيار نفق قبل قرابة شهرين، لم يعد هذا ممكنا.
في تلك الفترة، بين منتصف كانون الثاني (يناير) ومنتصف شباط (فبراير)، كان يبدو أن اسرائيل وحماس قد تتدهوران الى مواجهة عسكرية اخرى. وهبت في غزة رياح الحرب. حماس حثت حفر الانفاق، بما فيها الانفاق الهجومية التي تتسلل على ما يبدو الى الاراضي الاسرائيلية. اما الجيش الاسرائيلي فبذل جهودا هائلة لاكتشافها على طول الحدود. وأدت تغطية اعلامية واسعة وزيارات لكبار المسؤولين الاسرائيليين في غلاف غزة بحماس الى الشك في أن اسرائيل توشك على العمل ضدها عسكريا.
وفي اسرائيل خافوا من أن كشف الانفاق الهجومية قد يشجع حماس على استخدام بعض مما تبقى منها قبل أن يضيع المشروع الهجومي الكبير لديها هباء. في بداية شباط قال محمود الزهار، في مقابلة تلفزيونية ان "الانفاق الهجومية تصل الى الاراضي خلف قطاع غزة".
منذئذ يخيل أن كبار رجالات التنظيم فزعوا من أنفسهم. فالفيلم الذي عرضت فيه المقابلة مع الزهار اختفى عن الانترنت ورئيس وزراء حماس اسماعيل هنية يبث رسائل اكثر تهدئة. وخرج وفد من حماس من القطاع هذا الاسبوع الى القاهرة لاجراء محادثات مع رجال المخابرات المصرية، بمبادرة سعودية على ما يبدو. ولكن الضائقة الاستراتيجية الاساس لحماس بقيت على حالها. فالمساعدة المالية من قطر محدودة، والعلاقات مع مصر فظيعة، وخطوة مصالحة حقيقية مع السلطة الفلسطينية لا تبدو قريبة. وشروط الحياة في القطاع تواصل التدهور. وتوقفت تهديدات الحرب من غزة، ولكن الواقع على الحدود بقي هشا. فخطر الانفجار المستقبلي ما يزال يقرره بقدر كبير الوضع الاقتصادي المتدهور.
======================
معاريف :ألون بن دافيد :قوة بوتين العظمى
18/3/2016
من المشكوك فيه أن أحدا منا يريد العيش في روسيا القيصرية في هذه الأيام. ومع ذلك من الصعب عدم الغيرة قليلا من الظاهرة التي اندثرت تقريبا من العالم الغربي الليبرالي: قيادة مصممة تعرف كيف تقرر وتنفذ. صحيح أنه حاكم فرد بدون معارضة ولا أحد يهدد كرسيه وهو سيستمر في الحكم طالما أراد ذلك – لكني أعرف على الأقل شخصا آخر يشبهه، ليس له أي صفة من صفات القيادة التي لدى فلادمير بوتين.
لقد دخل إلى سورية دون أن يتوقع أحد ذلك. أوقف عملية انهيار نظام الأسد وفاجأ من جديد أعلن أن المهمة قد تحققت وأنه بدأ بسحب قواته. هذا الأمر لم يستطع جورج بوش أن يفعله في 2003 في العراق، وما لم تفهمه إسرائيل في 1982 بعد أن طردت منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان – بوتين فهم الأمر. إن استمرار وجوده في المنطقة سيغرق جيشه في حرب استنزاف لن يستطيع الخروج منها منتصرا.
التدخل العسكري الروسي في سورية لم يكن بشكل واسع. لقد وصلوا في أيلول مع 50 طائرة قتالية وعدد من السفن وقوة برية تبلغ 4 آلاف جندي تهدف إلى الدفاع عن مواقعهم العسكرية. لقد وعد بوتين الأسد في حينه أنه سيعيد له سورية خلال ثلاثة أشهر، لكنه لم ينوِ بالفعل اعادة احتلال هذه الدولة الضخمة بمساعدة خمسين طائرة.
القوات الروسية بدأت بتعزيز خطوط الدفاع المستقرة لمدن الشاطئ، اللاذقية وطرطوس. فهناك توجد المواقع الجوية والبحرية الروسية. الطائرات الروسية خرجت لقصف الثوار من أجل تمكين الأسد المدعوم من قوات حزب الله، من إزالة تهديدهم عن دمشق.
آلاف الضربات الروسية على مدى خمسة أشهر ساعدت الأسد في ثلاث قضايا أساسية: الذهاب شمالا باتجاه حلب التي فرغت تقريبا من سكانها بسبب القصف الكثيف، التوجه شرقا نحو تدمر التي يسيطر عليها داعش، والنزول جنوبا إلى حوران حتى يتم احتلال أجزاء من درعا.
في نهاية 22 أسبوعا من التدخل العسكري الروسي فإن الأسد يسيطر على الخط الصاعد من درعا في الجنوب حتى دمشق ومن دمشق حتى حلب. وقد مكّنه بوتين من تعزيز السيطرة على خُمس ما كان يسمى سورية، لكن هذا الخُمس يشمل جميع الممتلكات المهمة للدولة: مطار دمشق وموانئ اللاذقية وطرطوس.
وفي نفس الوقت قدمت روسيا مساعدة جوية مهمة للأكراد الذي عززوا سيطرتهم في القطاع على طول الحدود التركية وبدأوا في إبعاد داعش باتجاه الجنوب. داعش يتراجع منذ بضعة أشهر. وفي حين أن قوات بوتين تنسحب من سورية فإن الأكراد يهددون الرقة، عاصمة داعش.
هل تراجع داعش سيستمر بدون روسيا أيضا؟ هل سيستمر الأكراد في الانتصار أم أن الأتراك سيستغلون خروج روسيا من أجل ضربهم؟ هل سيعرف الأسد كيف يحافظ على الإنجازات الجغرافية؟ كل هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عنها اليوم بيقين، لكن بوتين أوضح أنه ترك قدما واحدة على الأرض في حال أراد العودة والتدخل في الحرب.
لقد جاء منذ البداية لمنع سقوط الأسد وكي يثبت أنه مهتم بحلفائه. لكن بوتين لا ينوي الانتحار من أجل الأسد. لقد دفع ثمنا كبيرا بسبب الحرب في سورية، من دماء جنوده وتكلفة اقتصادية كبيرة وأضر بمكانة روسيا في العالم السني. صحيح أن بوتين هو حليف إيران والأسد، لكنه لا ينوي قطع صلاته مع السعودية ومصر. ولم ينس هذا الاسبوع المشاركة في تعزية الأتراك بسبب العملية في أنقرة والإشارة إلى أنه على استعداد لإنهاء الصدام مع أردوغان.
على المستوى التكتيكي، وضع على المهداف عدة آلاف من الروس الشيشان الذين انضموا لداعش. خشي بوتين من أنه إذا لم يقتلهم على الأراضي السورية فإنه سيلتقي بهم في العمليات في موسكو. أكثر من ألف منهم قتلوا بالقصف الروسي.
لكن الأهم من ذلك هو أنه أراد أن يحجز مقعده في رأس الطاولة التي ستحدد مستقبل سورية. وقد حقق ذلك. لن يكون أي حل في سورية بدون روسيا. وأكثر من ذلك: يستطيع بوتين أن يُضمن في أي حل مستقبلي في سورية مسألة الاعتراف باحتلالاته في أوكرانيا.
سيحاول بوتين في البداية التوصل إلى اتفاق يعيد سلامة سورية الجغرافية. وهو لا يلتزم باستمرار سيطرة نظام الأسد في سورية. لن تكون له مشكلة في إخراج الأسد إلى المنفى واستبداله بشخصية أخرى متفق عليها من خلال اتفاق يبقي نظام البعث. ومن المشكوك فيه التوصل إلى اتفاق كهذا في هذه الاثناء.
من الأسهل تخيل اتفاق تكون فيه سورية مقسمة إلى كانتونات عرقية: علوية، كردية، درزية وسنية. حيث يعود داعش إلى العراق أو ليبيا. والحقيقة المفاجئة هي أن وقف إطلاق النار الذي أعلن قبل ثلاثة اسابيع مايزال ساري المفعول في اغلبية الاماكن. الأمر الذي يشير إلى حالة الاستنزاف لدى الأطراف المتحاربة وقد يؤدي ذلك إلى قبول الاتفاق.
بالنسبة لإسرائيل، حقيقة أن الطائرات الحربية الروسية تترك المنطقة ومعها صواريخ اس.400 هي أنباء جيدة. ايران التي بقي فقط 700 من رجالها في سورية لا تبدو بأنها تريد إدخال القوة والأموال الآن وحزب الله ايضا، حيث يوجد 7 آلاف من مقاتليه في سورية إلى جانب الاسد.
الأسد لا يستطيع اليوم اعادة احتلال الحدود مع إسرائيل، الأمر الذي يتركنا مع جبهة النصرة وشهداء اليرموك في الجولان. هاتان المنظمتان معاديتان لنا، لكنهما الآن لا تريدان المواجهة مع إسرائيل.
لقد استبدل الجيش الإسرائيلي القرص فيما يتعلق بسورية. الخطط العملياتية التقليدية للمناورة تم استبدالها بخطط مناورة سريعة وسهلة. وفي حال اضطر الجيش الإسرائيلي إلى علاج أي مشكلة في سورية فإن عقبة الجيش السوري في هضبة الجولان لم تعد قائمة. لا توجد أي مشكلة في أن نرسل الآن كتيبة إلى العمق السوري من خلال السيارات وإرجاعها بعد بضعة أيام.
يبدو أن سورية هي ساحة الاحتكاك الأساسية في الحرب بين الشيعة والسنة. الدرس الذي تم تعلمه من سنوات الحرب الخمس هو أنه لا يوجد أي نظام محصن في منطقتنا. كل من يؤيد في أوساطنا مقولة "ما لم ينجح بالقوة، ينجح بمزيد من القوة"، ثبت له أن سورية هي البرهان حيث أن قتل 400 ألف شخص لم يوقف شعبا قرر الثورة ضد من يسيطر عليه.
رئيس الموساد السابق مئير دغان الذي توفي أمس كان من اولئك الذين اعتقدوا أن على إسرائيل أن تكون ناجعة أكثر في الحرب في سورية وأن تساعد على اسقاط الأسد والشيعة. وقد فوجئ الكثيرون حينما عينه رئيس الحكومة شارون في حينه رئيسا للموساد. لقد ذهب اسمه قبله كمقاتل جريء منذ السبعينيات، لكنه لم يبرز في المناصب الرفيعة التي شغلها في الجيش الإسرائيلي.
على مدى ثماني سنوات في الموساد ظهر دغان كقائد مصمم، جريء، يقرر وينفذ. إنه لا يخشى المخاطر ولا المواجهات مع المسؤولين عنه. ولولا مرضه لكان دغان انضم لقيادة الدولة. لقد فقدت إسرائيل هذا الأسبوع، ليس فقط بطلا، بل ايضا من كان يمكنه قيادتها.
======================
يديعوت 17/3/201 :ما تبقى من سوريا
صحف عبرية
MARCH 17, 2016
تظن أنك ستموت، وتشعر بأن ثقبا انفتح لك في بطنك. هذه الثواني القليلة، ما أن تسمع الطائرات في السماء والى أن تلقي بقنابلها، تجمدك ـ وانت تعرف بان لا أمل لك في أن تعرف اين ستقع الضربة. «طائرات روسية»، يقول حارسنا، ابو يوسف، ويسارع إلى الانحناء. ضجيج كبير يُسمع، وبعد بضع ثوان تأتي أصوات أخرى: صافرات سيارات الاسعاف، صرخات الم، استجداءات للنجدة وبكاء يمزق نياط القلب. هذه الاصوات من بلدة أريحا التي تحت سيطرة الثوار بقيت معي منذئذ، ومعها مشاهد المباني المدمرة، المستشفى المنهار والاطفال بملابسهم الملطخة بالدماء. هكذا يبدو اليوم شمال سوريا، بعد خمس سنوات من الحرب الاهلية.
ستة أشهر استغرق التخطيط لهذه الرحلة، بسبب المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها. إلى جانب المنتجة سلمى عبدالعزيز والمصور السوري بلا عبد الكريم أقمت في سوريا نحو اسبوع، في منطقة يكاد لا يصلها صحافي غربي، كي أوثق الحياة في الدولة.
سافرنا داخل سوريا بتمويه، خوفا على أمننا. واضطررنا معظم الوقت، عبدالعزيز وانا، لان نضع النقاب على رأسينا ـ كي لا تكتشف هويتانا.
بعد اقل من 24 ساعة من وصولنا إلى الدولة، وجدنا أنفسنا في وسط غارة جوية. الغارات ضد المناطق التي تحت سيطرة الثوار ضد حكم الرئيس بشار الاسد لا تتوقف ـ ومنذ دخل الروس إلى المعركة، اشتدت أكثر فأكثر. تدعي روسيا بانها لا تهاجم إلا الإرهابيين ـ أي، مقاتلي داعش ورجال جبهة النصرة المرتبطين بالقاعدة ـ ولكننا شهدنا قصفا على سوق الفاكهة. اناس عاديون، كانوا يتجادلون قبل لحظة من ذلك في اسعار البرتقال، وفي اللحظة التالية لم يعودوا على قيد الحياة. «في كل يوم أواجه من جديد معضلة هل ابعث ابنتي إلى المدرسة»، تروي لي امرأة شابة في معرة النعمان، بلدة خربت تماما تقريبا في القصف الجوي الاخير. «في كل مرة تخرج فيها من البيت، هناك احتمال إلا تعود».
كانت الرحلة إلى داخل حلب خطيرة على نحو خاص. فجنود الاسد يطوقون الثوار في القسم الشرقي من المدينة، و 320 الف نسمة يتواجدون في الحصار. كانت هذه المدينة الاكبر في سوريا، مركزا اقتصاديا وثقافيا يعج بالحياة، اما الان فثمة طريق واحد فقط يؤدي اليها، حيث يحاصرها القناصون من كل صوب. «طريق الموت» يسمونه هنا.
«الاول كان حفيدي»، تروي سعاد ابنة السبعين، التي تجلس في شقتها في حي سكري، وتعد على اصابعها الضحايا في عائلتها. «بعد ذلك كان ابن عمي، اني، ابن ابنتي، ابني الوسط واحد ابنائي، وبعد هذا ابني الثالث وابنه ـ كلهم قتلوا في الجبهة». إلى جانبها يجلس احد احفادها، يحتسي القهوة السوداء ويستمع. بنطاله يشهد على أنه هو ايضا يشارك في القتال. واتساءل ماذا يحصل لسعاد إذا ما مات هو ايضا، فتجيب: «سأبقى هنا، إلى يوم موتي».
عندما نلتقي د. فارس الجندي، انتبه على الفور للحلقات السوداء حول عينيه. وجهه قاتم ـ وجه شخص لم يعد يعرف ما يفكر به، ما يشعر به. ليس عنده وقت كثير للجلوس معنا، فهو واحد من قلة جراحين بقوا في المستشفى الوحيد الذي نجا في معرة النعمان. يروي فيقول: «اعالج مئة شخص في اليوم. ليس لدينا ما يكفي من الادوية، والمياه أقذر من أن تستخدم في العمليات الجراحية». ورغم النفي، يقول، النظام السوري يهاجم المستشفيات عن قصد وبشكل تهكمي. فهم يريدون ان يدمروا كل الخدمات الطبية بحيث يضطر من تبقى من سكان إلى الفرار.
قبل لحظة من مغادرتنا سوريا، نصل إلى كرم زيتون مجاور للحدود التركية. المشهد رائع في جماله ـ مسافة عالمين كاملين عن الخراب الذي كنا نشهده قبل ساعات من ذلك. والتناقضات والتضاربات في هذه البلاد تتركنا بدوار شديد. سوريا هي الجحيم ـ ولكني عندما أقف في الشمس الدافئة وانظر إلى شجرة الزيتون الخضراء المذهبة هذه، أرى الجنة. وقف النار ثابت منذ بضعة ايام، ولكن احدا لا يؤمن بانه سيصمد.
في لحظة الوداع نمنح حراسنا أكياسا مليئة بالشوكلاتة. يشكرنا ابو يوسف ويعطي كل واحد منا قصاصة ورق مطوية. «عديني إلا تقرأي هذه إلى أن تصلي إلى الديار»، يقول لي. رحلتان جويتان و 72 ساعة بعد ذلك، افتح الرسالة. «آمل ان تكوني فهمت ما نمر به»، كُتب هناك. «رجاء، اروي للعالم الحقيقة عن سوريا».
كلاريسا فيرد
======================