الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19/6/2016

سوريا في الصحافة العالمية 19/6/2016

20.06.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. وول ستريت: مذكرة الدبلوماسيين بشأن سوريا ثورة على أوباما
  2. كريستيان ساينس مونيتور: إيران تصعّد حملات تطويع الشيعة المرتزقة في الحرب السورية
  3. فرانسيس فوكوياما :صاحب نهاية التاريخ يسأل.. السياسة الأمريكية: تراجع أم تجديد؟
  4. ديريك تشوليت :من قتل الربيع العربي؟
  5. ديلي إكسبرس :كيف عاد 400 “جهادي” بريطاني إلى بلادهم؟
  6. واشنطن بوست: اختطاف مقاتلين سوريين دربتهم واشنطن يمثل ضربة جديدة لبرنامج التدريب الأمريكي
  7. صنداي تليغراف: الأسد بات يعتقد أنه في مأمن من الإطاحة به
  8. معهد واشنطن :تفكيك إرث تنظيم «الدولة الإسلامية»
  9. فاينانشال تايمز: الولايات المتحدة تنجح في إثارة غضب السنة والشيعة
  10. واشنطن بوست :قبل أن يغادر أوباما منصبه.. هذا ما يجب أن نفعله حيال إيران
 
وول ستريت: مذكرة الدبلوماسيين بشأن سوريا ثورة على أوباما
تناولت صحف أميركية المذكرة الداخلية التي وقعها أكثر من خمسين دبلوماسيا بوزارة الخارجية الأميركية، وينتقدون فيها سياسة بلادهم تجاه الحرب المستعرة في سوريا، وأشار بعضها إلى أنها تمثل ثورة دبلوماسية وتثير جدلا كبيرا.
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن 51 دبلوماسيا وقعوا المذكرة التي تدعو إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى توجيه ضربات عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في أعقاب انهيار وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في وقت سابق هذا العام.
وقالت الصحيفة إن هذه المذكرة تمثل ثورة دبلوماسية ضد سياسة الرئيس أوباما الذي يصمم على عدم اتخاذ إجراء إزاء الأوضاع الكارثية في سوريا، وإن الدبلوماسيين يدعون للإطاحة بنظام الطاغية الأسد.
وجاءت المذكرة في أعقاب تصريحات لمدير المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أيه) جون برينان المتمثلة في قوله إن لدى تنظيم الدولة الإسلامية الآن مقاتلين يزيدون على ما كان لدى تنظيم القاعدة إبان ذروة بروزها على الساحة.
تهديد
وأضافت الصحيفة أن هؤلاء الثوار ليسوا من "المحافظين الجدد"، لكنهم دبلوماسيون مهنيون، ويرون أن إستراتيجية أوباما في سوريا فاشلة، كما أنهم يعدون الضربات العسكرية ضرورية لتقوية الموقف الدبلوماسي لأميركا بشأن الأزمة السورية المتفاقمة.
وقالت إنه عندما هدد أوباما باستخدام القوة ضد نظام الأسد عقب استخدامه الأسلحة الكيميائية، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سرعان ما بادر بالسعي نحو التهدئة والتخلص من الأسلحة الكيميائية، لكن الأسد لم يتخل عن جميع أسلحته الكيميائية، أما بوتين فبدا يلعب بالورقة العسكرية.
كما أشارت إلى تصريح وزير الخارجية الأميركية جون كيري في جنيف قبل أيام في ظل الخداع الروسي والسوري، المتمثل في قوله إن على روسيا أن تفهم أن "صبرنا ليس بلا حدود".
من جانبها، أشارت صحيفة واشنطن تايمز إلى أن البيت الأبيض يناضل لاحتواء تداعيات مذكرة الدبلوماسيين، ونسبت إلى المتحدثة في البيت الأبيض جنيفر فريدمان القول إن إدارة أوباما منفتحة لسماع أي أفكار مختلفة بشأن التحديات في سوريا، لكن الرئيس أوباما لا يرى حلا عسكريا للأزمة السورية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي "نحن مهتمون بشكل واضح بالنظر في وجهات النظر الأخرى"، لكن "أيا من تلك الخيارات الأخرى ليست أفضل من الخيار الذي نسعى إليه".
وأضافت الصحيفة أن هذه المذكرة تعد الأحدث عبر سنوات طوال من الإحباط بشأن سياسة أوباما إزاء الأزمة السورية بين مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، وكثير من الذين عملوا داخل إدارة أوباما نفسها.
======================
كريستيان ساينس مونيتور: إيران تصعّد حملات تطويع الشيعة المرتزقة في الحرب السورية
– POSTED ON 2016/06/19
POSTED IN: مقالات وتحليلات
كريستيان ساينس مونيتور: ترجمة عبدالله ضباب- السوري الجديد
فتحت إيران مركز تجنيد في هرات، أفغانستان، الخريف الماضي وقد أقنعت – وأحيانا بالإكراه – الآلاف من الأفغان للقتال في سوريا.
هرات، أفغانستان
يبدو الشاب الأفغاني بالشعر المصفف والمكسو بالجل والذي يرتدي قمصان دولتشي وغابانا ، يبدو كمصمم أزياء أكثر منه محارباً دينياً يستعد لتقديم حياته للجهاد في سوريا.
الرجل يريد ترك أفغانستان لأسباب شخصية، ولكن الأفغانيين والإيرانيين سهلوا رحلته إلى إيران، واستضافوه في طهران، رأى فرصة التجنيد لشهرين ونصف، زاره المطوع الإيراني في كل يوم تقريبا لإقناعه للقتال في خطوط المواجهة السورية مع وحدة مؤلفة جميعها من الأفغانيين مقابل وعود بحياة أفضل، حيث شعر بالضغط يزداد عليه، إلى أن أذعن.
سوف نرسلك إلى سوريا؛ وعندما تعود سنقدم لك جواز سفر إيراني ، منزلا، ومالا”، هكذا وُعد الشاب الأفغاني ذو 21 عاما عندما وصل إلى طهران. قيل له إنه سيقاتل في “حرب دينية” في سوريا.
قصته واحدة من عديد القصص التي سمعت هنا في هرات، مدينة قديمة إلى حد ما، ذات أغلبية شيعية في شمال غرب أفغانستان، تعطي نظرة ثاقبة نادرة إلى أي مدى الجمهورية الإسلامية تمعن في نشر قوات الشيعة المرتزقة من الأفغان في سوريا جنبا إلى جنب مع القوات الخاصة به، ومقاتلي حزب الله اللبناني، والشيعة الذين جنّدتهم إيران من العراق وباكستان.
وجودهم ساعد في تعزيز حليف إيران، الرئيس بشار الله الأسد، و – دعم ثمانية أشهر من الغارات الجوية الروسية – مكنته من تحدي التنبؤات الدولية بزوال نظامه.
لم يعد الاستخدام الإيراني للمقاتلين الأفغان لتعزيز الوحدات المؤيدة للحكومة في الحرب السورية سرا، وهو على نحو متزايد وعلني داخل إيران. التقى آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى الإيراني، في مارس عائلات الأفغان الذين قتلوا في سوريا، وأشاد بتضحياتهم، وقال: “إنني فخور بكم.”
بعض الأفغان يقاتلون عن طيب خاطر لأسباب دينية ، متحمسين لتولي سبب “الدفاع عن الأضرحة الشيعية في سوريا”. آخرون يقاتلون من أجل النقود، ابتداء من $ 700 شهريا، أو يختارون تحقيق وعود بالحصول على المواطنة الإيرانية، التعليم لأطفالهم، والوظائف، إذا بقوا على قيد الحياة في الخطوط الأمامية – وهي فوائد عادة ما تأتي بعد وصول المهاجرين الأفغان الى إيران.
لا يزال آخرون من الأفغان يقرون بالإكراه والترهيب، ويقولون إنهم مواطنون من الدرجة الثانية داخل إيران – من حوالي 3 مليون أفغاني، الثلث فقط مهاجرين قانونيين – وهؤلاء يتم الاستفادة منهم. الأفغان ذوو الموقف الضعيف قانونيا في إيران قد يسهم  الخوف من الترحيل في قرارهم، [الانضمام إلى الميليشيات في سوريا]، مما يجعلهم أقل طوعية، قالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها لكانون الثاني.
سوف تموت شهيدا
الشاب من هرات يقول إنه لم يُهدد، لكنه طلب عدم الكشف عن اسمه، ويبدو عليه الخوف عندما يروي كيف فشل توظيفه من قبل الإيرانيين والذي يقول إنه يؤمن بقضيتهم، وكانوا بوضوح مكلفين بهذه المهمة.
اعتقد، ‘إذا لم أقبل، فإنهم سوف يخطفوني ويقتلوني.’ كان خطرا جدا، تذكر أنك من المجندين. “أمامهم قبلت بكل شيء، قلت، وأنا على استعداد للمغادرة إلى سوريا للمشاركة في الحرب.” لكنني فكرت، ‘ماذا علي أن أفعل؟ كيف أهرب؟
يرتجف مع القلق والتعرق في البداية، يقول كيف أن خطته لمغادرة أفغانستان تم تحويلها من قبل المطوعين الإيرانيين؛ وكيف شعر أنه مضطر إلى الموافقة على الانضمام إلى الحرب؛ وكيف كذب ليهرب من إيران لتفادي هذا الالتزام؛ وكيف –الآن وبعد عدة أشهر، عاد الى أفغانستان – وهو يخشى العقاب ويغطي وجهه أمام العامة لتجنب التعرف عليه.
بينما في طهران، قال إنه جاء لزيارة عمة له في شمال إيران قبل إرساله إلى سوريا – ولم يعد أبدا. يدعي أن الزميل الأفغاني في هرات الذي له علاقات مع مسؤولين وساعد الشاب بالوصول إلى طهران، كان” عميلا لإيران “وكان عمله “جمع الشباب” للحرب في سوريا.
الثناء الإيراني على اللواء الأفغاني
أنشأت إيران وحدة كاملة من الأفغان في سوريا – تُعرف ب “لواء فاطميون”، سميت نسبة لابنة النبي محمد، فاطمة، ويقدر عدد الوحدة بعدة آلاف. وألفوا أيضا قصصا دينية للدفاع عن الأضرحة الشيعة لتشجيع وتبرير وجودها على ساحة المعركة.
لسنوات، أنكرت إيران وجودهم، أو أي دور في تأسيسهم. ومع ذلك ما بعد ثناء السيد خامنئي الأخير، فإن صورة الأفغان المقاتلين في سوريا قد ازدادت في التغطية الإعلامية الإيرانية منذ العام الماضي.
صحيفة كيهان المتشددة تصف كيف أن مقاتلي “فاطميون” يمضون من 25 الى 35  يوما في”قاعدة تدريب خاصة” داخل إيران قبل إرسالهم إلى سوريا، وهناك، على نحو متزايد ومتكرر الإعلان عن دفن الأفغان “الشهداء”، لا سيما في إيران في شمال شرق مزار مدينة مشهد.
لقطات الفيديو ومقابلات الأفغان الأسرى الذين أسرهم المتمردون السوريون في وسائل الإعلام الغربية تصور الأفغان التعساء العاملين بوصفهم بوجه المدفع، بعيونهم الواسعة والضائعة يخوضون في حرب أجنبية ولا يتحدثون العربية، على الرغم من أن بعض وسائل الإعلام الإيرانية تنشر تصورات محددة لانتصارات بفضل الأفغان المحاربين.
صوت البرلمان الإيراني الشهر الماضي لتوفير المواطنة إلى عائلات الشهداء الأجانب الذين لقوا حتفهم نيابة عنهم من فترة الثمانينات فصاعدا – قاعدة من شأنها أن تنطبق على الأفغان المقاتلين في سوريا.
بعض الأفغان في هرات يدعون أن “تسلل” إيران قد ازداد ويرجع ذلك جزئيا لجهود التجنيد المحلية، منذ أقل من ثلاث سنوات، عندما بدا أن إيران تقوم باستراتيجية تقدمية قليلا لتفوز بالقلوب والعقول، على الرغم من توفير المساعدات الخيرية الكبيرة من نقدية للمقبلين على الزواج إلى صفقة رعاية الطلاب، وخفض أسعار الكهرباء.
من الملحوظ أن ميليشيا الباسيج الإيرانيين المتطوعين – وهي قوة إيديولوجية متعصبة تعمل تحت قيادة الحرس الثوري – نشرت افتتاح “مقر” جديد في هرات على موقع أخبار الباسيج فى سبتمبر الماضي، منذ تنزيل الصور، لم يفصح عن مكان الموقع، ربما للإشارة إلى درجة من الحذر بشأن عملياتها في بلد مجاور، لكنهم يظهرون مراسم قطع الشرائط وبضعة ضباط إيرانيين مع حفنة من الأفغان، معظمهم من المراهقين.
ابن يقاتل من أجل النقود
روخيا، أم أفغانية ذات وجه حزين ترتدي حجابا محافظا جدا وجلبابا طويلا، غير واثقة من الوعود الإيرانية من أن الإعانة سوف تصل لها، على الرغم من أن ابنها رسول قد مات في سوريا.
أنا فخورة بهذا، أن ابني أصبح شهيدا لأسباب دينية، وأنه شارك في هذه الحرب من أجل الله، “تقول روخيا، وهي أم شيعية فقيرة: تتكلم في الطابق العلوي في مطعم في هرات يرافقها قريب لها .” علم أنه يحاربحربا دينية.
ولكن كيف وصل رسول إلى هناك كان لغزا بالنسبة لأمه. ابنها كان متزوجا لمدة عام، ثم ترك إيران للعثور على عمل. هذا كان منذ سبع سنوات. في وظيفة الإنشاءات الأخيرة لرسول، قال رئيس العمال الإيراني لعشرين عاملا أفغانيا إنه لن يدفع لهم أجورهم إلا إذا قاموا بجولة في منطقة الحرب في سوريا. ادعت أن الرجل كان من “استخبارات الحرس الثوري”.
لقد ضغط على رسول، “لا تقل أي شيء لأمك، لا يجب أن يعلم أحد بالأمر،” تذكر روخيا، تعيد سرد القصة التي علمتها من الأقارب داخل إيران.
في البداية عرفت أنه في سوريا كان عندما اتصل بالمنزل. قال رسول إنه “في موقف سيء للغاية” لكن “ليس لديه خيار، كان هناك الكثير من الضغط”.
آخر مرة اتصل رسول، تحدث إلى أمه لمدة ثماني دقائق. أخبرها أن تقترض المال؛ وأنه سرعان ما سيكون قادرا على رد المال.  وعدها بالعودة إلى إيران، وأنه سيحضرها إلى هناك.
سوف يدفعون ثمن منزل، ونحن سوف نعيش بشكل جيد، سيكون لدينا دعما ماديا وجنسية، “رسول أخبرها بالوعود الإيرانية. علم الأقارب عن زملاء شيعة أفغان قاتلوا في سوريا، و قد كوفئوا.
نحن في حرب ونقاتل. لدي بندقية، وهذا هو عملي هنا.
ليس لدي أي وسيلة أخرى لكسب المال، “رسول قال لوالدته، مضيفا أن إيمانه سيحميه. تقول ذلك في نهاية المحادثة” كان حزينا وخائفا حقا. وكانت المرة الأولى له في الحرب.
بعد أسابيع، اتصل قريب هاتفيا لديه أخبار: “صلي من أجل ابنك، لقد مات، قيل لروخيا. لم يعد جثمانه للمنزل؛ ولم تسلم أي إعانات لحد الآن.
تجنيد سنيّ نادر
مقاتل أفغاني آخر ومفاجأة اسمه يوسف، وهو سنيّ . “نادرا ما تم تطويع السنة من عرق البشتون المعينين من قبل إيران للقتال” ، وفقا لابن عمه حسن الذي لديه لحية كثيفة وقبعة مطرزة على شكل جمجمة.
حسن ويوسف عملا غالبا في إيران، وفي العام الماضي تمت زيارة مجموعتهم الأفغانية من عمال البناء من قبل المطوعين الإيرانيين. ما أن تحدث الإيراني مع يوسف على انفراد، حتى أخبر ابن عمه أنه أراد العمل “بعيدا” وسيغيب لمدة شهرين – دون ذكر الحرب السورية.
باب التجنيد مفتوح في إيران للشيعية الأفغان، للهزارا ومساعادات الحكومة الإيرانية كانت لهم، يقول حسن، لكن العثور على السنة البشتون المستعدين للقتال أقل شيوعا بكثير.
البشتون لا يشاركون، لكنهم يذهبون فرادا مثل ابن عمي، من أجل المال، “يقول حسن.” معظم الذين تركوا أفغانستان هم من العمال، لذلك إذا كان الأجر أعلى في الحرب يذهبون.”
كلمة من أحد الأصدقاء الهزارا في الجبهة السورية كان يوسف معهم، وقتل.”لم يخبرنا أنه أراد الذهاب إلى سوريا، “يقول حسن.”ولم يعد أبدا.”
إنها ليست مفاجأة الشعر السبايكي، الاسم-ذو اللقب الأفغاني الذي وصل إلى طهران، رفض الذهاب إلى سوريا، والآن يخفي هويته في هرات، الذي يسميها “مركز تجنيد كبير” لحرب إيران في سوريا.
هم يجمعون الشباب في هرات، كما يقول، “دعونا نذهب لمشاهدة معالم المدينة في إيران،” “يقول مصمم الأزياء الأفغاني. هل يصدق الوعود الإيرانية بالخدمات؟
إذا ذهب الناس إلى سوريا، فإنهم لن يعودوا، حتى الآن من يصدر هذه الأشياء؟ يسأل.
======================
فرانسيس فوكوياما :صاحب نهاية التاريخ يسأل.. السياسة الأمريكية: تراجع أم تجديد؟
نشر في : الأحد 19 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 18 يونيو 2016 - 10:10 م
يواصل الفيلسوف السياسي الأميركي فرانسيس فوكوياما، إثارة الجدل حول أفكاره عن مستقبل الليبرالية وانتصار الفكر الليبرالي، منذ نشر مقاله “نهاية التاريخ” صيف ١٩٨٩، وكتابه “نهاية التاريخ والانسان الأخير” في١٩٩٢ ، طارحا فكرة ان الليبرالية الديمقراطية بما تعنية من قيم الحرية، والفردية، والمساواة ، ومبادئ الليبرالية الاقتصادية، تشكل مرحلة نهاية التطور الأيديولوجي للإنسان، وبالتالي عولمة الديمقراطية الليبرالية كصيغة نهائية للحكومة البشرية. موضحا أن هذه المبادئ سوف تسود العالم على المدى البعيد، بصرف النظر عن كيفية تطبيقها في مختلف المجتمعات، نظرا لما اعتبره اقتناع معظم الناس بصلاحية وشرعية الديمقراطية الليبرالية، وعدم وجود بديل يستطيع تحقيق نتائج أفضل.
ويعود فوكوياما إلى الحديث عن الفكر السياسي الأمريكي وتوقعاته المستقبلية، في مقال نشرته مجلة فورين أفيرز مؤخرا بمناسبة قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مذكرا بما ذكره قبل عامين من  أن أمريكا تعاني مما أسماه “التسوس”السياسي. حيث يرى أن النظام الدستوري بما فيه من الضوابط والتوازنات، مع الاستقطاب الحزبي وظهور جماعات المصالح الممولة جيدا، أسفرا عما يسميه “الفيتو قراطية”، وهي ـ على حد قوله ” الحالة التي يسهل فيها منع الحكومة من القيام بأشياء، عن دفعها لتعزيز الصالح العام”. مشيرا إلى أن الأزمات المتكررة في الميزانية، والركود البيروقراطي، وغياب  الابتكارفي السياسة، تعتبر ملامح نظام سياسي في حالة من الفوضى.
ولا شك أن التفاوت بين دخول النخبة وبقية تتزايد منذ عقود، ولكنها بدأت تهيمن الآن فقط على السياسة الأمريكية. ويقول فوكوياما  “السبب في قدرة الشعبويين الأن على الاستفادة من هذا الوضع، ليس  هو ما يحتاج إلى تفسير، فالتساؤل الحقيقي عن السبب الذي جعلهم يتأخرون في الاستفادة وقتا طويلا”.  معتبرا أن هذا التغير يوضح أن النظام السياسي في الولايات المتحدة أقل تحجرا  وأقل انصياعا للنخب،  على الرغم من  ان الحلول التي يطرحها الشعبويون زائفة غير مفيدة تماما ـ  من وجهة نظره ـ ومن شأنها أن “تخنق النمو، وتفاقم الشعور بالضيق، وتجعل الوضع أسوأ لا أفضل.” وطالب النخب بإيجاد حلول أكثر عملية للمشاكل التي لم يعد من الممكن إنكارها أو تجاهلها.
غير أن الوضع كان مختلفا مع الأقلية الغنية، فقد ارتفعت ثروات الحاصلين على تعليم جامعي أو أعلى في العقود الماضية، وانخفضت معدلات الطلاق والأسر ذات العائل الواحد بين هذه المجموعة، كما تراجعت بشكل مطرد الجرائم في الأحياء الغنية ، وتم استصلاح المدن لسكان المدن من الشباب، وعززت تقنيات مثل الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، من الثقة الاجتماعية وخلقت أشكالا جديدة من المشاركة المجتمعية. حتى صار الإفراط في التدليل والحماية مشكلة  أبناء هذه المجموعة، وليس الإهمال.
في العقود الأخيرة. فالحزب الجمهوري عبارة عن ائتلاف غير مستقر من نخبة  رجال الأعمال، الذين يوفرون المال، والمحافظين الاجتماعيين، الذين يمثلون الناخبين الرئيسيين.  وتمثل نخبة  رجال الأعمال، الدعاة الرئيسيين لليبرالية الاقتصادية: الأسواق الحرة والتجارة الحرة، وفتح ابواب الهجرة المفتوحة. وكان الجمهوريون من صوتوا  صالح لتمرير التشريعات التجارية مثل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية وهيئة تشجيع التجارو (المعروفة أكثر باسم “المسار السريع”). ويستفيد أنصار الحزب من رجال الأعمال من استيراد العمالة الأجنبية، الماهرة وغير الماهرة، والنظام التجاري العالمي الذي يسمح لهم بالتصدير والاستثمار في جميع أنحاء العالم. وضغط الجمهوريين  من أجل تفكيك  النظام المصرفي  لحقبة الكساد، الذي وضع الأساس لانهيار الرهن العقاري والأزمة المالية لعام
عادة ما ينظر اعضاء الحزب الديمقراطي على انهم أبطال المواطن العادي، ومازالوا  يعتمدون على أعضاء النقابات العمالية في الحصول على أصوات. لكنه فوكوياما يرى انهم فشلوا  أيضا هذه المرة. فمنذ ظهور مبدأ بيل كلينتون “الطريق الثالث”،  تبنت النخب في الحزب الديمقراطي فوائد التجارة الحرة والهجرة. وشاركت في تفكيك قواعد النظام المصرفي في التسعينيات، وحاولت رشوة الحركة العمالية، بسبب اعتراضاتها على الاتفاقيات التجارية، بدلا من دعمها.
نهاية حقبة  2.4 مليون وظيفة الولايات المتحدة، فيما بين 55 عاما إلى مبرمج كمبيوتر أو مصمم موقع على الانترنت. ولا شك ان عصر راس المال كان يتمتع دائما بمزايا العمل الجماعي أكثر من عنصر العمل، لأنه أكثر تركيزا وأسهل في التنسيق. وكانت هذه احدى الحجج لصالح الحركة النقابية، التي تآكلت بشدة في الولايات المتحدة منذ الثمانينيات. وتزداد امتيازات عنصر راس المال زيادة حركة رأس المال التي ظهرت في عصر العولمة. ورغم زيادة قدرة عنصر العمل على الحركة أيضا، لكن القيود المفوضة عليه اكثر بكثير. وحتى المزايا التفاوضية للنقابات تأكلت بسرعة على أيدي  أرباب العمل الذين يمكنهم نقل المشروع إلى بلد مختلف تماما. ويؤكد فوكوياما على أن إصلاح النظام السياسي الأمريكي لن يتم  ما لم يواكب الغضب الشعبي سياسات جيدة.25 في المائة عن نظيرتها الأمريكية. ومع ذلك، لا تزال ألمانيا ثالث أكبر دولة مصدرة في العالم، وظلت حصة العمالة الصناعية في ألمانيا، رغم انخفاضها، أعلى باستمرار منها في الولايات المتحدة. وعلى العكس من الفرنسيين والإيطاليين، لم يطلب الألمان حماية الوظائف القائمة من خلال حزمة من قوانين العمل.  وأصبح من السهل تسريح العمال الزائدين عن الحاجة. ورغم ذلك، استثمرت البلاد بشكل كبير في تحسين مهارات الطبقة العاملة من خلال برنامج التدريب المهني والتدخلات الأخرى النشطة في سوق العمل. وسعى الألمان أيضا إلى زيادة حماية  المعروض في البلاد عبر الاستعانة بمصادر خارجية غير محدودة، وربط الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، بأصحاب الشركات الكبيرة.1997-50 عاما من تحرير التجارة، من خلال فرض الرسوم الجمركية من جانب واحد أو تقديم لائحة اتهام جنائية ضد الشركات متعددة الجنسيات التي تعمل في أمريكا لاستعانتها بعمالة خارجية. حيث يرتبط اقتصاد الولايات المتحدة حداليا ارتباطا وثيقا مع بقية العالم حتى  أن مخاطر التراجع العالمي إلى الحمائية مخاطر  حقيقية للغاية. ويعني اقتراح ترامب بإلغاء برنامج أوباما للرعاية الصحية حرمان الملايين من الطبقة العاملة الامريكية من التأمين الصحي، كما ان اقتراحه تخفيض الضرائب سوف يزيد قيمة العز على مدى العقد المقبل نحو عشرة تريليونات دولار،  في حين لن يستفيد سوى الأغنياء فقط. ولا شك أن البلاد في حاجة الى قيادة قوية، ولكن عن طريق المصلح المؤسسي الذي يمكن أن يجعل الحكومة فعالة حقا، وليس من قبل غوغائي شخصاني  على استعداد لضرب عرض الحائط بالقواعد الراسخة.

وتبدوفكرة أن الحكومة يمكن أن ترحل
كما يعتبر أنه يصعب تحقيق تقدم في مجال التبادل التجاري والاستثمار، من دون التصديق على الاتفاقات القائمة مثل الشراكة عبر المحيط الهادئ، التي لن تكون عالية المخاطر. ومع تزايد الاهتمام بالاقتصادات الوطنية ، لا شك ان تراجع واشنطن  التي أقامت ودعمت النظام اليبرالي الدولي، يمكن أن يؤدي أيضا ألى موجة من التراجع دوليا. ويدعو إلى البحث عن وسيلة لإقناع الشركات  متعددة الجنسيات العاملة في أمريكا، التي تستثمر حاليا اكثر من 2020، نحو
لكنه يرى ان محاولة تحقيق  أي من الهدفين، سوف تصطدم بالاختلالات البيروقراطية  في النظام السياسي الأمريكي، حيث تمنع “الفيتوقراطية”  الإصلاح الضريبي أو الاستثمار في البنية التحتية. ويشير إلى أن النظام الأمريكي يجعل من السهل للغاية بالنسبة لجماعات المصالح المنظمة تنظيما جيدا عرقلة أي تشريع و “الاستيلاء” على أي مبادرات جديدة لخدمة مصالحها الخاصة. ومن ثم، يرى أن أجندة الإصلاح ينبغي ان تحتوي على الحد من نقاط الاعتراض، وتبسيط عملية صنع القرار..
ويخلص إلى أن عصر العولمة يجعل الخيارات السياسية معقدة للغاية.  وأن نفور النخب السياسية من الشعبوية، وتجاهلها للخيار الشعبي غالبا ما يخفي عورة مواقفها الخاصة. ولا يعتبر التعبئة الشعبية سيئة بطبيعتها ولا جيدة في حد ذاتها. بل، أنها يمكن أن تحقق أشياء عظيمة، مثلما حدث خلال الحقبة التقدمية، والصفقة الجديدة، كما قد تسفر عن أمور رهيبة، كما حدث في أوروبا خلال الثلاثينيات من القرن الماضي. ويؤكد أن النظام السياسي الأمريكي يعاني، في الواقع من تدهور حاد، ولن يستقر  ما لم يرتبط الغضب الشعبي بالقيادة الحكيمة والسياسات الجيدة. وأن لوقت لم يفت بعد لتحقيق ذلك.
======================
ديريك تشوليت :من قتل الربيع العربي؟
نشر في : الأحد 19 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : السبت 18 يونيو 2016 - 09:44 م
من قتل الربيع العربي؟ تساؤل طرحه «ديريك تشوليت»، مؤلف كتاب «اللعبة الطويلة: كيف تحدى أوباما واشنطن، وأعاد تعريف دورها في العالم»، في تقرير نشره موقع «War On Rocks».
واستعرض تشوليت، الذي كان قد خدم وزارة الخارجية الأمريكية، والبيت الأبيض، خلال ولاية أوباما، ما تناوله الكاتب الأمريكي «مارك لينش» مؤلف كتاب «الحروب العربية الجديدة»، والذي ألقى فيه الضوء على الأسباب التي أفضت إلى وأد الربيع العربي، الذي اندلعت شرارته في عام 2011 في دول مصر وليبيا وسوريا واليمن وتونس.
تشوليت استهل التقرير بقوله «في 19 مايو (أيار) 2011، وقف الرئيس باراك أوباما في غرفة (بن فرانكلين) المزخرفة في الطابق الثامن في وزارة الخارجية، ودعا إلى تغيير واسع في نهج أمريكا مع الشرق الأوسط، موضحًا أنه يساند الإصلاح السياسي والاقتصادي. وفي رد فعل على الأشهر الستة الأولى المذهلة من الربيع العربي، أكد أوباما أن المصالح الأمنية لأمريكا مستمرة، ولكنه اعترف بأن المظالم المتراكمة بين الناس العاديين فقط تغذي الشكوك التي اقترحت لسنوات بأن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق مصالحها على حسابهم».
وأوضح التقرير أن خطاب الرئيس الأمريكي آنذاك حظي بإشادات لتشخيصه الحاد لهذه المشكلة. كما فسر على نطاق واسع على أنه البديل الدرامي بعيدًا عن حذر أوباما والنهج «البراجماتي».
وذكر التقرير أنه، وفي ذلك الوقت، كان الربيع العربي لا يزال ينظر إليه باعتباره سبب للتفاؤل. وأشار تشوليت إلى أنه، وبالنسبة للكثيرين ممن كانوا يعملون في البيت الأبيض في ذلك الوقت، فقد استدعى الخطاب الأيام العنيفة من عام 1989، عندما انهارت الجدران وانتهت الحرب الباردة. كما قال أوباما في الأسابيع التي سبقت الخطاب، قال إنه يريد أن ينتهج «قول الحقيقة» حول ما كان يحدث، وكيف أن هناك حاجة للولايات المتحدة لاحتضان هذا التحول، وتغيير نهجها في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط.
مصر وليبيا وسوريا
Protestors gather in Tahrir Square on February 1, 2011 in Cairo, Egypt. Protests in Egypt continued with the largest gathering yet, with many tens of thousands assembling in central Cairo, demanding the ouster of Egyptian President Hosni Toyota models February 7, 2011. The Egyptian army has said it will not fire on protestors as they gather in large numbers in central Cairo.
وقال التقرير إن خطاب الرئيس الأمريكي ـ آنذاك ـ أشار إلى ثلاثة أماكن مما شهدت الربيع العربي، وكيف أنها تنبأت بالتحديات القامة.
الرئيس الأمريكي أشار إلى مدينة «بنغازي» الليبية، في تلك اللحظة التي تحميها الطائرات الأمريكية، والحليفة، التي تهاجم قوات القذافي. والشباب المصري في ميدان التحرير، والذي يطالب بالتغيير السياسي. والمحتجين في سوريا، الذين يتحدون الرصاص وهم يرددون «سلمية سلمية».
وفي مايو (أيار) 2011، بدت هذه الأماكن حذرة وواثقة، ولكن في السنوات اللاحقة، كانت هذه الأماكن الثلاثة – ليبيا ومصر وسوريا – حيث توفي الربيع العربي.
التقرير أشاد بكتاب «مارك لينش» «الحروب العربية الجديدة»، معتبرًا إياه أحد أهم وأوضح المؤلفات التي تناولت أسباب وفاة «الربيع العربي»، والفوضى المتشابكة في الشرق الأوسط اليوم.
و«لينش»، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «جورج واشنطن»، كان واحدًا من العلماء الذين عملوا على إلقاء الضوء على ما يحدث في العالم العربي، عندما كان تشوليت كاتب التقرير يعمل في البيت الأبيض مع إدارة أوباما. ومع هذا الكتاب، أعطانا لينش تشريحًا كاملًا لا غنى عنه لما يحدث في الربيع العربي، بحسب وصف تشوليت.
تشوليت أضاف أنه، وبينما كان يقرأ هذا الكتاب، فقد تذكر ما كتبه سفير الولايات المتحدة السابق إلى «يوغوسلافيا»، «وارن زيمرمان»، بشأن تفكك هذا البلد، والانزلاق إلى العنف في التسعينات في وقت مبكر. في برقيته النهائية لواشنطن في مايو (أيار) 1992 قبل 19 عامًا بالضبط من خطاب أوباما في 2011 عن الربيع العربي – وصف زيمرمان أسباب وفاة يوغوسلافيا باستخدام قافية حضانة الأطفال، بقوله
من قتل الديك روبن؟
أنا قلت سبارو
مع القوس والسهم
أنا قتلت الديك روبن
بحسب تقرير تشوليت، فإن لينش يجعل من الواضح أن الأنظمة الاستبدادية العربية هي ما أطلقت السهم – في الواقع، سهمين – في قلب الربيع العربي. أولًا، من خلال فشلها في الحكم بشكل فعال على مدى عقود، وبالتالي عدم قدرتها على تلبية تطلعات شعوبها لحياة أفضل، وساعدت على خلق الظروف الملائمة لمزيد من الطائفية والتطرف، والسخط الشعبي الذي أشعل الانتفاضات.
وجاء السهم الثاني من خلال ضخ الأسلحة والأموال إلى ليبيا وسوريا، ودعم نظام السيسي في مصر. وكما يكتب لينش، فإن الانتفاضات، لم تفشل بسبب الإسلاميين ممن وصفهم بالمراوغين أو عدم الاستعداد العربي للديمقراطية، «ولكن في المقام الأول لأن الأنظمة تحدت بقتلها».
كما رأى التقرير أن واحدة من نقاط القوة العظيمة لكتاب لينش تمثلت في الكيفية التي نسج فيها السياق الإقليمي والدولي الذي تكشفت فيه هذه الانتفاضات المحلية.
كان الربيع العربي ظاهرة عابرة للحدود حقًا، في أن ما حدث قد تشكل من قبل قوى خارجية في كل بلد على حده، وإن لم يكن حصرًا بطبيعة الحال.
يصف لينش أربعة صراعات متداخلة: أولًا، المنافسة بين المملكة العربية السعودية وإيران. ثانيًا، صراع على الزعامة في العالم العربي السني بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا. ثالثًا، الكفاح من أجل الهيمنة في السياسة الإسلامية، من جماعة «الإخوان المسلمين» لـ«تنظيم القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية» (داعش). ورابعًا، الصراع الإقليمي الأوسع بين الأنظمة الاستبدادية والمجتمعات. مزيج من هذه القوى يساعد على تفسير قوس الانهيار الإقليمي.
من رأه يموت
أنا. قال الطاير
بأم عيني الصغيرة
رأيته يموت
الدور الأمريكي
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، أشار تشوليت إلى ما ذكره لينش ـ بشكل مقنع ـ من أن جهود أوباما لتغيير دور أمريكا في المنطقة – أو بشكل أكثر دقة، للتراجع عن أخطاء إدارة جورج دبليو بوش – كانت على خلفية لا مفر منها لمعارك الربيع العربي العابرة للحدود.
ليس هناك شك في أن جميع شركاء أمريكا اهتزوا بسبب التغيرات السياسية الأخيرة – سواء كان ذلك يعني تعامل واشنطن المباشر (وأحيانًا السري) مع إيران للتوصل لصفقة نووية، ورغبتها في رؤية تنحي مبارك في مصر (وتصور أن واشنطن ضغطت عليه للخروج)، وعدم الرغبة في الذهاب إلى سوريا وإخراج الأسد، أو الخلافات السياسية المريرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على أعلى المستويات. وكذلك النظر إلى أبعد من المنطقة، وقلق شركاء الخليج، من أن استقلال الطاقة الأمريكية يعني أن لديهم ضغطًا أقل على واشنطن، وأن استراتيجية إعادة التوازن لآسيا يعني أقل من الاهتمام لأولوياتهم.
وعلاوة على ذلك، يلاحظ لينش، أن وضع مزيد من التركيز على الإصلاح السياسي – الذي كان يعنيه خطاب أوباما في مايو (أيار) 2011 – كان له تأثير مضاد لجعل القادة العرب يضاعفون باستمرار مقاومتهم للتغيير الديمقراطي، فضلًا عن شكوكهم في الولايات المتحدة، وفق تقرير تشوليت.
ولكن هل كانت الإجراءات التي اتخذتها واشنطن أو امتنعت عنها مسؤول عن الاضطرابات التي نراها اليوم؟
تشوليت ذكر أن لينش في كتابه يدحض الرواية السائدة، بأنه إذا كانت الولايات المتحدة أكثر انخراطًا في الأزمات، مثل ليبيا وسوريا، فربما كانت قد قضت على عدم الاستقرار، بدلًا من ذلك، كما يقول لينش، فإن التدخل الأمريكي الأكبر – إذا ما كان ذلك يعني بقاء القوات في العراق، بعد عام 2011، تسليح المتمردين السوريين، أو نقض اعتراضات الحكومة الليبية، ونشر قوات حفظ السلام الأمريكية هناك بعد سقوط القذافي – كان من شأنه أن يجعل الأمور أسوأ. لينش يشكك في أن الولايات المتحدة يمكن أن تفعل الكثير لإحداث نتائج أفضل في أي من هذه الأزمات.
وبهذه الطريقة، لينش يقدم دفاعًا جريئًا ومقنعًا لنهج أوباما تجاه الشرق الأوسط. هذا هو الحال مع سوريا، البلد الذي انحدر إلى الهاوية. ولكنه يخاطب النقاد الذين يقيمون سلبية أوباما المزعومة في سوريا على نفس المستوى كما تدخل بوش في العراق، وذلك على الرغم من  أن كل الرؤساء هم تحت طائلة المسؤولية بالتساوي عن الاضطرابات في المنطقة.
من سوف يحفر قبره؟
أنا، قال البومة،
بمجرفتي الصغير
سوف أحفر قبره
التقرير رصد عددًا من العوامل التي أدت إلى حفر قبور الربيع العربي، من بينها علل اقتصادية واجتماعية عميقة، وقادة غير فعالين، وضعف المؤسسات والجماعات المتطرفة، والأهم سياسة القوة الإقليمية. لعب التنافس بين القوى في كل ركن من أركان العالم العربي، وكان له حصص ضخمة. كما يصف لينش، كل الحروب الأهلية التي تمزق الدول العربية قد شكلت بعمق التدفقات العابرة للحدود من المال، والمعلومات، والناس، والبنادق.
دول مثل مصر التي نافست ذات مرة على القيادة الإقليمية أصبحت الساحة التي تجري فيها هذه الصراعات. ليبيا تعاني من حرب بالوكالة، مع دعم ميليشيات مختلفة من مختف البلدان. وهذا يمهد الطريق لسوريا، التي كانت منذ البداية مرجلًا للمنافسات الإقليمية، التي سوف نحيا عواقبها الوخيمة لجيل قادم.
من يشيع الربيع العربي
التقرير قال إن الصراعات على السلطة قد تفاقمت مرة أخرى؛ بسبب الخلافات بين واشنطن، وأقرب شركائها الإقليميين. ففي بعض الأحيان لينش يذهب بعيدًا جدًا، مثل تأكيده القاطع بأن الولايات المتحدة «ليس لديها حلفاء حقيقيون» في الشرق الأوسط، ودعوته لـ«التقشف الموحد» – والتي تبدو أنها طريقة أخرى للانسحاب الاستراتيجي. في حين أن بعض هذه العلاقات هي، كما يقول أوباما،«معقدة»، فإنها تخدم مصالح الولايات المتحدة الأساسية.
هناك سبب في وضع الإدارة الأمريكية لرأس المال السياسي، والقوة العسكرية؛ لصنع حلفاء، مثل إسرائيل والشركاء الإقليميين في الخليج. ولكن في الوقت نفسه، خلال السنوات السبع الماضية، قبل وبعد الربيع العربي على حد سواء، فقد تم اختبار هذه العلاقات من خلال تباين أولويات السياسة وتغيير أهداف الولايات المتحدة. إذا كانت المشكلة هي كيفية التعامل مع إيران أو كيفية التعامل مع الأسد، فقد اختلف أقرب شركاء واشنطن في كثير من الأحيان مع استراتيجيات وأهداف البيت الأبيض.
من سيكون كبير المعزين؟
أنا. قالت الحمامة
فأنا حزينة على حبي
سأكون كبيرًا المعزين
وختامًا قال التقرير «مع الأخذ في الاعتبار الإرهاب والمشقة، والمأساة التي هزت الشرق الأوسط منذ عام 2011 – وكيف انتشر ذلك في أماكن أخرى، خاصة في أوروبا – قد يبدو مغريًا للاعتقاد بأن الربيع العربي لديه عدد قليل من المشيعين؛ للاعتقاد أننا جميعًا كان من الممكن أن نكون أفضل حالًا؛ إذا لم يحدث ذلك».
جميع طيور السماء
تنهدوا وانتحبوا
عندما سمعوا قرع الجرس
للديك روبن المسكين.
======================
ديلي إكسبرس :كيف عاد 400 “جهادي” بريطاني إلى بلادهم؟
نشر في : الأحد 19 يونيو 2016 - 12:35 ص | آخر تحديث : الأحد 19 يونيو 2016 - 12:35 ص
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-06-18 21:45:12Z |  | Lÿÿÿÿ
نشرت صحيفة “ديلي إكسبرس” تقريرا، تقول فيه إن حوالي 400 جهادي بريطاني من الذين سافروا إلى سوريا عادوا إلى بلادهم، بعد أن شاركوا في القتال في صفوف الجماعات الإرهابية هناك، بحسب ما أكد وزير الدفاع مايكل فالون.
وينقل التقرير عن فالون قوله إن 85 جهاديا قتلوا هناك، حيث يعتقد أن عدد البريطانيين الذين سافروا وانضموا لصفوف تنظيم الدولة في العراق وسوريا منذ عام 2014، يصل إلى 850 شخصا تقريبا.
وتشير الصحيفة إلى أن مسؤولة الشؤون الداخلية في حكومة الظل ديانا جونسون (من حزب العمال) طالبت الحكومة بتقديم توضيحات حول كيفية عودة الـ 400 جهادي إلى بريطانيا، بعد تلقيهم تدريبات، ومشاركتهم في المعارك.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته “عربي21، بأن فالون قال في رسالة أرسلها للنواب، إن هناك ما يقرب من 850 شخصا يحملون الجنسية البريطانية “يشكلون قلقا أمنيا، سافروا للمشاركة في النزاع السوري”، وأضاف أن “نصف هؤلاء عادوا، فيما تم قتل ما نسبته 10% منهم، حيث إن هذا العدد يضم كل الذين يشكلون خطرا أمنيا، وليس من سافروا للمشاركة في النزاع، ولا من انضموا إلى تنظيم الدولة فقط”.
وتورد الصحيفة نقلا عن فالون، قوله: “من عاد من هؤلاء إلى بريطانيا، بعد تلقيهم تدريبات، وقتالهم مع جماعات، مثل تنظيم الدولة، سيتم التحقيق معهم بشكل صارم؛ للتأكد من أنهم لا يشكلون تهديدا على أمننا”، وأضاف: “في حال اعتقدت السلطات أنهم ارتكبوا جرائم، فإنه ستتم محاكمتهم”.
ويستدرك التقرير بأن جونسون ردت قائلة: “تظهر هذه الأرقام الواقع المحزن للمواطنين البريطانيين، الذين تم استقطابهم للانضمام إلى تنظيم الدولة، والحياة هناك ليست براقة أو مثيرة، ومن المتوقع قتلهم أو تعذيبهم”، وتضيف: “هناك موضوع حقيقي بالنسبة للمقاتلين الـ400، الذين سافروا إلى سوريا وعادوا، حيث إن هؤلاء المتطرفين يشكلون خطرا كبيرا”.
وتلفت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية منحت السلطات الأمنية في العام الماضي صلاحيات جديدة، تساعدهم في التعامل مع هؤلاء المتطرفين، عندما يعودون إلى بلادهم، مشيرة إلى أن التنظيم يعاني من نقص في المتطوعين الأجانب الذين يريدون تفجير أنفسهم.
وينوه التقرير إلى أن الجيش الأمريكي ذكر في نيسان/ أبريل، أن تدفق المتطوعين الأجانب قد انخفض بنسبة 90%.
وتختم “ديلي إكسبرس” تقريرها بالإشارة إلى قول جنرال أمريكي إن هناك مئات من المقاتلين الأجانب يسجلون في صفوف “الخلافة” كل شهر، مع أن الرقم كان ألفين قبل عام، وانخفض عدد المقاتلين جراء هذا التراجع من 31 ألفا إلى 19 ألف مقاتل.
======================
واشنطن بوست: اختطاف مقاتلين سوريين دربتهم واشنطن يمثل ضربة جديدة لبرنامج التدريب الأمريكي
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اختطاف خمسة مقاتلين تدعمهم الولايات المتحدة ضربة أخرى للظهور الأول لقوة جديدة حصلت على تدريب أمريكي في سوريا. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، أنه بحسب مسئول عسكري أمريكي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه أنه تم أسر خمسة مقاتلين سوريين متحالفين مع الولايات المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية على يد جماعة مسلحة أخرى، ربما تكون جبهة النصرة. وقال مسئولون عسكريون أنه تم اختطاف هؤلاء السوريين على ما يبدو بعد خروجهم على مايبدو من مجمعهم القريب من بلدة عزاز السورية. وحذر المسئول من أنه في ظل عدم وجود قوات أمريكية على الأرض تتابع الموقف عن كثب فإن تفاصيل ما حدث تبقى غامضة، قائلا إن "هذا وضع يتسم بالكثير من الحركية على الأرض هناك". وتأتي أنباء الاختطاف بعد عدة أيام من وقوع زعيم الفرقة 30 وأعضاء آخرين بفرقته في أسر جبهة النصرة ، والفرقة 30 هي وحدة المعارضة المسلحة السورية، التي سحبت الولايات المتحدة عناصر منها من أجل برنامجها الجديد للتدريب. وفي الوقت ذاته، أكد المسئولون الأمريكيون أن أيًا من أولئك المخطوفين لم يخضع للتدريب الذي جرى مؤخرًا في تركيا. كانت الطائرات الحربية الأمريكية قد قصفت بالقنابل مقاتلي جبهة النصرة الذين هاجموا أعضاء ما يسميه المسئولون الأمريكيون "القوة السورية الجديدة". ورفض المسئول العسكري الإفصاح عن الأعمال الإضافية التي ستقوم بها وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لمساعدة السوريين المخطوفين. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما مترددة في إرسال قوات أمريكية إلى داخل سوريا حيث لم تقم بذلك سوى مرات قليلة منذ بدء النزاع هناك في عام 2011.
======================
صنداي تليغراف: الأسد بات يعتقد أنه في مأمن من الإطاحة به
الأحد 19 حزيران 2016   آخر تحديث 07:29
لفتت صحيفة "صنداي تليغراف" الى ان "الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تدعمه غارات جوية روسية وقوات إيرانية، بات يعتقد أنه في مأمن من الإطاحة به".
وفي تقرير نشرته تحت عنوان "أميركا وحدها تستطيع إجبار الأسد على التفاوض بشأن تسوية"، لفتت الى ان "الأسد وبعدما وجد ميزان القوة العسكرية يميل لصالحه، لم يعد يرى أن ثمة حاجة للتفاوض مع أعدائه، ولذا منيت محادثات السلام في جنيف بفشل بائن".
واشارت الى انه "وبدلا من التفاوض بشأن تسوية، بات الأسد يسعى من أجل انتصار عسكري كامل"، ورأت أن "الأسد لن يحقق النصر الكامل ولن يسعى للتفاوض بشكل جدي، وهو ما يعني استمرار الحرب لأجل غير مسمى".
واعتبرت ان "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجبر الأسد على التوصل إلى تسوية هو تغيير الميزان العسكري ضده"، وذكّرت بالتقارير التي أشارت إلى أن دبلوماسيين أميركيين عبروا عن احتجاجهم على السياسة التي تتبعها الإدارة الأميركية حيال سوريا، وطالبوا في مذكرة داخلية بشن هجمات عسكرية تستهدف حكومة الأسد".
وأكدت على أنه إذا كان الأسد يعتقد أنه في مأمن، فلا سبب يدفعه إلى التوصل لتسوية.
======================
معهد واشنطن :تفكيك إرث تنظيم «الدولة الإسلامية»
حسن منيمنة
متاح أيضاً في English
"منتدى فكرة"
17 حزيران/يونيو 2016
ليس من المبكّر الحديث عن المقتضيات العملية لمرحلة ما بعد تنظيم «الدولة الإسلامية». وهذا التنظيم، إذ خسر قرابة أربعين بالمائة من الأراضي التي كان قد فتحها في سوريا والعراق، بما في ذلك مدن وبلدات ذات أهمية كبيرة، مثل تكريت والرمادي وتل أبيض وسنجار وتدمر، فإنه لم ينتقل بالكامل من الهجوم والمبادرة إلى الدفاع والتلقي، بل ما زال يعمد إلى مفاجآت ميدانية، غالبها تحت عنوان النكاية، ويحقق الغلبة في البعض منها. غير أنه، مع توالي انهزامه واندحاره، أصبح اليوم بالإمكان استشفاف مستقبل قريب ينتهي معه زعم الخلافة القائمة على ملكة الأرض. وعليه فإن النظر بالأعباء الثقيلة والعميقة والمتداخلة والتي تخلفها تجربة هذا التنظيم يصبح أمراً جديراً بالأولوية.
ولا شك أن تقهقر تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإن لم يصل بعد إلى حد الانهيار، يعود جزئياً إلى الجهود المتواصلة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وإن كانت هذه الجهود في بعض الأحيان على قدر من التخبط. فضربات التحالف قد تمكنت بالفعل من قطع خطوط إمداد التنظيم وأعطبت ترتيباته لتحصيل الدخل، كما أنهكت بنيته القيادية. وقد تكون إحدى أهم الوسائل التي ساهمت في تقويض تنظيم «الدولة الإسلامية» المثابرة على عرقلة الأساليب الالتفافية التي لجأ إليها لولوج الشبكة العالمية، الإنترنت. فالتنظيم لم يتلاشَ في فضاء التواصل الاجتماعي على الشبكة، غير أن منافذه لترويج إصداراته قد ضاقت واضمحلّت. وآلته الإعلامية الدعائية قد تداعت في الأشهر القليلة الماضية من حيث الكمية والنوعية والتوزيع.
وإذا كان لجهود التحالف أثر مشهود، فإن معظم ما تعرّض له تنظيم «الدولة الإسلامية» من انحسار يعود في الواقع إلى إضرار هذا التنظيم نفسه بمصالحه. فلأسباب سوف تبقى خافية إلى أن تظهر إلى العلن وثائق تكشف ما أبطنته القيادة، فإن «الدولة الإسلامية» كانت دون شك الخصم الأول لنفسها، إذ هي بادرت خصوماً منكفئين بمعارك مكلفة كانت في غنى عنها ولا طاقة لها لخوضها، واستَعْدت من وَقَع تحت سلطتها من المواطنين ببطشها وتشددها وتنكيلها بعمومهم، وخصّصت قدراً لا يستهان به من مواردها للشروع بأعمال وخطوات خارج سياق تثبيت سلطتها، من هدم المقامات والمساجد والمزارات والأديرة، وصولاً إلى اعتراض استهلاك التبغ والاتجار به. ومن الراجح أن يكون هذا التشتيت في القرار، بما أنتجه من هدر لطاقات التنظيم، عائداً إلى منهج عقائدي كبّل قدرة القيادة على تجنب عواقبه، ولكنه ربما قد يكون ناجماً عن اختراق للتنظيم من أجهزة استخبارية. وفي كلتا الحالتين، فإن الحصيلة هي أن تنظيم «الدولة الإسلامية» نفسه قد أفسد ما سعى إلى تحقيقه من إطار شمولي.
والأدبيات المتعاطفة والمتماهية مع تنظيم «الدولة الإسلامية» أصبحت تستعرض إمكانية فقدان التنظيم لمعظم الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، أو حتى خسارته لها بالكامل. غير أن هذه الأدبيات ترى أن سيطرة القوات الحكومية أو غيرها على ما كان في حوزة تنظيم «الدولة الإسلامية» قد يتحقق وحسب بكلفة تتنفي معها إمكانية الاستنهاض الوطني. فالمثال المطروح في هذا الصدد هو تكريت والرمادي. إذ هنا وهنالك انهزم تنظيم «الدولة الإسلامية»، غير أن انتصار القوات الحكومية العراقية كان مرّاً لما رافقه من خسائر فادحة في العدد والعتاد، وما صاحبه من تدمير كامل للمدينتين، بما يرفع الأعباء المالية والاقتصادية لجهة إعادة الإعمار وإيواء السكان المهجرين. وقد سعى تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى نتيجة مشابهة عند تسليمه بالهزيمة إزاء الفصائل الكردية المدعومة من التحالف في معركة عين العرب (كوباني)، في الشمال السوري. فانسحابه لم يتحقق إلا في أعقاب التدمير المفجع لأجزاء واسعة من المدينة. والكتابات المؤيدة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» تتوقع أن يطبّق نموذج التدمير قبل الانسحاب في كل من الموصل في العراق والرقة في سوريا. وبأسلوب لا يولي مصالح السكان أي اعتبار، فإن السلاح الذي يشهره تنظيم «الدولة الإسلامية» هو الإنهاك الاقتصادي لخصومه المتقدمين من خلال إلزامهم بكلفة إعادة الأعمار وأعباء احتواء أزمة نزوح ولجوء سوف تتجاوز الحدود الوطنية دون شك. هذا فيما يستمر التنظيم، وفق توقعات مؤيديه، بتواجد خفي في صفوف المواطنين للاستفادة من فرص مستقبلية للتحرك. فـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، وفق هذا التصور، لن يُهزم، وإن اضطر إلى التسليم بخسارة الأرض.
ولا يمكن الاستخفاف بهذه الآراء وإسقاطها في خانة مواساة الذات. فالحركة الجهادية القطعية قد تبدلت وتحولت نتيجة ما تعرّضت له من ضغوط في العقود الماضية، فليس ما يدعو إلى اعتبار أن خسارة ملكة الأرض وانتهاء الخلافة بصيغة الدولة سوف تقضي على أخطر ظاهرة جهادية شهدها التوجه الإسلامي القطعي.
ورغم فداحة ما يتوعد تنظيم «الدولة الإسلامية» من فرضه على خصومه في حال تمكنهم من تحقيق الانتصارات المرّة، بما يلازمها من دمار وتهجير، فإن الإرث الأكثر إثارة للقلق في مرحلة ما بعد اندحار تنظيم «الدولة الإسلامية» يتجسد في أربع ظواهر تشكل كل منها تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وترافق كل منها كلفة فائقة الارتفاع لمواجهتها.
وأولى هذه الظواهر هي الانتشار الجهادي العالمي. فمن فرنسا إلى الصين، ومن روسيا إلى الفيليبين، تمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من استقطاب الآلاف وتدريبهم في صفوف مجاهديه. وخلافاً للرأي الاستدراكي الذي يريد أن يكون تنظيم «الدولة الإسلامية» أداة جذب وحصر للجهاديين العالميين، يهاجرون نحوه من ديارهم فيخففون خطر تواجدهم فيها، ويلتحقون بالتنظيم في أراضيه ليدحرون ويبادون مع تدميره، فإن تنظيم «الدولة الإسلامية» كان ولا يزال أداة استنباط لجيل جديد من الجهاديين، جرى استجماعهم من شباب قلّ منهم من سبق له أن عرف الجهاد أو مارسه في أنحاء المعمورة، ومن ثم وتأهيلهم بالتدريب المتقدم واختبارهم بالنار، فمن ينجو منهم يعود إلى مجتمعه الأصلي ليشكل خطراً داهماً يستمر وجوده لعقود قادمة. وكان الجهاد الأفغاني قد غاب أكثر من عقد كامل عن الصفحات الأولى للصحف العالمية، قبل أن يعود إلى الغرب بشكل اعتداءات الحادي عشر من أيلول. فاحتمال أن تتمخض تجربة تنظيم «الدولة الإسلامية» عن حدث مريع في مكان أو أكثر في المستقبل المنظور أمر لا بد للأجهزة الأمنية في مختلف الدول أن تبقى على يقظة بشأنه.
أما الظاهرة الثانية، فهي محلية، دون أن تقلّ خطورة عن سابقتها العالمية، فهي تتعلق بجيل سوري منقطع عن قيم مجتمعه. ذلك أن تنظيم «الدولة الإسلامية» دأب على معاملة سوريا وكأنها أرض محتلة، وعلى التعاطي مع عموم السوريين على أنهم جماعة معادية له. وعلى الرغم من التبرؤ الصادر دورياً من مصادر التنظيم الرسمية، فإن تصرف جهادييه غالباً ما جاء على أن الأصل في أهل الشام هو الكفر، ومعاملتهم كانت بالتالي قاسية ومهينة. ومحاكم التنظيم أنزلت أقسى العقوبات، والعقوبة عادة ما تكون الإعدام، في سعيها إلى الترهيب وفرض منهجها القطعي. ولا شك أن جهد تنظيم «الدولة الإسلامية» في كسر الإرادة السورية لم يصل إلى هدفه. غير أن التنظيم قد حقق بعض مبتغاه في تطويقه لبعض الجيل الناشئ بمقومات تعبوية متواصلة، دفعته باتجاه القبول باعتيادية مشهد النحر والقتل والقطع، وهيأته للشروع بدوره بأفظع الممارسات الدموية، كما أن يمنح الفائز بمسابقة مدرسية قرآنية جائزة قتل أحد المرتدين، والردة في عرف تنظيم «الدولة الإسلامية» هي مخالفته بأي شكل من الأشكال. ولا شك أن تعنيف تنظيم «الدولة الإسلامية» للمواطنين السوريين لا ينحدر إلى مستوى الفتك والشذوذ والذي يثابر النظام السوري على ممارسته، رغم افتقاد الرأي العام العالمي لصحة المعايير في الإدانة والاستفظاع. بل أن ضياع الميزان في ردة الفعل والسكوت الغالب عالمياً إزاء جرائم النظام من العوامل المساعدة على استفحال شعائر الموت التي يمارسها تنظيم «الدولة الإسلامية». ومهما كانت الخلفية، فلا بد أن يبقى تطبيع الموت والاعتزاز بالقتل والتوق إليه من العوائق المنهكة في السعي المستقبلي لبناء جيل سوري جديد.
أما الظاهرة الثالثة فهي في التفشي العالمي للمنظمات المحلية المنبثقة عن تنظيم «الدولة الإسلامية» والمقلّدة له إذ هو يتراجع في مهده في العراق وسوريا. ولـ تنظيم «الدولة الإسلامية» للتوّ أربع ولايات ناشطة وفعّالة خارج المركز، في سيناء وليبيا واليمن وأفغانستان. وأنجحها في تحقيق القصد الإرهابي هي ولاية سيناء، وذلك في استنزافها المتواصل للقوات المسلحة المصرية، وأيضاً وفق بعض التقارير في تحقيق اكتفاء مالي ذاتي لها. أما ليبيا، فيرى فيها البعض من أنصار تنظيم «الدولة الإسلامية» ملاذاً ومقرّاً جديداً في حال انهيار ولايات العراق والشام، إذ للتنظيم حضور وازن فيها، إلا أن قدرته على الاحتفاظ بهذا الحضور أو تعزيزه غير متحققة. أما في اليمن وأفغانستان، فإنه لا سيطرة دائمة للتنظيم على الأراضي والبلدات، بل توقعات وحسب بأن ترث «الدولة الإسلامية» ما هو بحوزة غيرها من التنظيمات الجهادية التي تتهاوى. وفيما يتعدى هذه الفروع، فإن تواجد تنظيم «الدولة الإسلامية» مضعضع. ففرعها في غربي أفريقيا، وهو ما كان يعرف سابقاً بـ «بوكو حرام» لم يستفد فعلياً من جهود إعادة تنظيمه، بل يستمر في التعرض لانتكاسات. ومزاعم إقامة الولايات أو أشكال التواجد الأخرى في القوقاز والصومال والفيليبين غير مقنعة، فيما الهجمات المتتالية في بنغلادش لم تتمكن من التطور إلى ما يتعدى اعتداءات الكرّ والفرّ. ولم يتحقق كذلك للتنظيم ما سعى إليه في إندونيسيا والجزائر وتونس. على أن هذه الجهود، إذ تأتي لتعتلي على ما سبقها من حركات جهادية، ليست إلا نتيجة عامين وحسب من العمل باتجاه تحقيق الحضور. فواقع الحال أن فروع تنظيم «الدولة الإسلامية» وولاياته وخلايا أتباعه في مختلف أرجاء العالم تشكل خطراً لا بد من معالجته من جوانب أمنية واستخباراتية متداخلة.
وفي مقابل الخطر الملموس والقابل بالتالي للمعالجة الأمنية في الظواهر السابقة، فإن الظاهرة الرابعة أكثر دقة وأبعد أثراً، وهي عقيدة تعظيم الموت والتي استقاها التنظيم من الأدبيات القطعية ووضعها موضع التطبيق. وثمة سجال قائم اليوم في الغرب بين معادين للإسلام يعتبرون أن «الدولة الإسلامية» هي التجسيد الصحيح للدين الإسلامي، وبين الغالبية الساحقة من الناشطين المسلمين الذين يرفضون هذا التصوير التسطيحي لدينهم وثقافتهم. وفيما يتصاعد هذا السجال، فإن المنهجية القطعية تحقق بالفعل اختراقات مقلقة في العلم الشرعي والعقائد الإسلامية. وليست هذه الاختراقات نتيجة توافق تلقائي بين المضمون الديني الإسلامي والطروحات القطعية، بل هي في معظمها وليدة افتقاد العلم الشرعي الوسائل المناسبة لمجابهة الأدوات الحداثية التي يعتمدها دعاة القطعية. فمن هذه الأدوات: العلموية - التي تجعل من الدين تقريراً للحقائق الكونية كما الشرعية بدلاً من أن يكون دعوة لاكتشاف الأولى وفقه الأخرى، والتاريخوية - التي تجعل من التنزيل تتابعاً ينتسخ معه ما سبق آيات القتال بدلاً من اعتبار كامل التنزيل قدوة خارج التتابع وأن يقتصر النسخ على ما تبينه القرائن والأدلة، والشمولية - التي ترى الدين نظاماً تفصيلياً في المعاملات كما في العبادات لا نظاماً توقيفياً للأولى وتأطيرياً للأخرى. فالفضاء الفكري الإسلامي يتعرض اليوم لغزوات من توجهات تعتنق أدوات الحداثة انتقائياً لفرض الانصياع والانعزال ولرفض القناعات الفطرية والقيم العالمية. وواقع الحال هو أن معظم المؤسسات العلمية الإسلامية القائمة، بعد أن تقوقعت في التقليد، تجد نفسها غير مؤهلة للتعاطي مع هذا التحدي. أما تنظيم «الدولة الإسلامية» فهو يشكل التطبيق العملي لهذه المنهجية، وهي مستحدثة رغم ادعائها التمثل بالسلف أو حتى اتباع النبوة. والمفارقة الغريبة هي أن تنظيم «الدولة الإسلامية»، رغم تعظيمه للموت والقتل، قد أظهر قدراً من ضبط النفس في تطبيق القطعية، بل ثمة متشددون يطعنونه بالإرجاء والجهمية، ويطالبون بتكفير العموم وبنفون العصمة عن النفس البشرية، أي يدعون صراحة إلى قتل الجميع. فأفول هذا التنظيم لا يعني انحسار القطعيات، بل أن توالدها وتفاقم شدّتها من الأمور التي سوف تشكل خطراً مستمراً على استقرار المجتمعات ذات الغالبية الإسلامية أو دونها على حد سواء.
ولو أن سوريا، التي نقلت مأساتها آفة تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى أبعاد عالمية، والعراق، الذي كان خرابه مهداً ومرتعاً لهذا التنظيم في نشأته، كانا قد شهدا أسلوباً آخر في التعاطي الدولي مع مصابهما، لكان العالم قد تجنّب معظم هذه الظواهر والتي تبدو اليوم معضلات مستعصية. وكذلك، فلو أن معالجة هذه الظواهر تنطلق اليوم بجدية، رغم ما يقتضيه الأمر من جهد وكلفة، فإنه بوسع العالم أن يختصر ما سوف يتطلبه التصدي لما سيترتب عن الإهمال من تفاقم وتعاظم للأذى. ولا شك أنه ثمة إجراءات من المتضررين الآنيين بالاتجاه المناسب، فعلى سبيل المثال، تنظر الدول الأوروپية في كيفية التعاطي مع جهادييها العائدين إلى بلادهم. غير أن سوريا النازفة قد تركت لمساعي تحقيق النفوذ التي تنشط بها كل من روسيا وإيران، رغم أن التورط الاستفزازي لهذه وتلك يضاعف الأذى الحالي واللاحق. والأخطر هو أنه لم يتبين بعد السبيل لاعتراض العقديات الدينية القطعية. ولا يبدو بالتالي أن معالجة مخلفات تنظيم «الدولة الإسلامية» تلقى العناية الجدية.
وفيما أن إنزال الهزيمة بـ تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا هو أمر مطلوب، فإنه في غياب الإرادة الدولية للتصدي لمخلفات هذا التنظيم، فإن أي انتصار عليه في العراق وسوريا لن يكون إلا سراباً عابراً.
حسن منيمنة هو مساهم في تحرير "منتدى فكرة".
======================
فاينانشال تايمز: الولايات المتحدة تنجح في إثارة غضب السنة والشيعة
نشر في : الأحد 19 يونيو 2016 - 03:09 ص   |   آخر تحديث : الأحد 19 يونيو 2016 - 03:15 ص
فاينانشال تايمز – التقرير
بعدما توصلت القوى العالمية بقيادة الولايات المتحدة إلى اتفاق نووي مع إيران دخل حيز التنفيذ في يناير الماضي -وقد صاحب هذا الاتفاق عتاب للسعودية التي تعد العدو اللدود لطهران من قبل أوباما حيث رأى أنها يجب أن “تتشارك مع جيرانها”- أدرك كثير من الحكام العرب السنة أن الولايات المتحدة قد تخلت عنهم.
وبالكاد مرت ستة أشهر حتى اقتنع قادة إيران وحلفاؤهم من الشيعة العرب بأن تغير موقف الولايات المتحدة كان بالفعل ضدهم، وأنهم قد تم خداعهم؛ فالاتفاق فشل في تخفيف العقوبات وتحريك الاقتصاد. والمفارقة أن كلا الجانبين، وهم خصوم في حروب بالوكالة بين السنة والشيعة تسببت في تمزق الشرق الأوسط، على حق.
ويرتكز غضب السعودية وحلفائها من الولايات المتحدة على حقيقة أن إيران الفارسية الشيعية قد اقتطعت أجزاءً من الأراضي العربية في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 واضطرابات الربيع العربي في 2011.
ومن الصحيح أيضًا أن أوباما قد أوضح دائمًا أنه كان يسعى من خلال الاتفاق النووي إلى خلق توازن جديد للقوى في الشرق الأوسط، والذي من شأنه أن يخفف عن الولايات المتحدة عناء التدخل المستمر. وقد وصف “تطور التوازن بين دول الخليج السنية، أو ذات الأغلبية السنية، وإيران بأنها منافسة، وربما ارتياب، ولكنها ليست حربًا نشطة أو بالوكالة”.
وقد أدى الانتشار الخبيث لتنظيم الدولة إلى إدراكٍ متنامٍ لدى الغرب بأن الإسلام الوهابي الأصولي الذي يمارسه السعوديون داخل وطنهم وينشرونه في أنحاء العالم مشابه تقريبًا للفكر الجهادي -على الرغم من أن هذا لم يترجم بعد إلى رد فعل عنيف ضد المملكة الغنية بالنفط.

لكن أسباب الاستياء الإيراني مختلفة تمامًا؛ فالنشوة التي تم بها استقبال رفع العقوبات الدولية في مقابل موافقة إيران على تخفيض برنامجها النووي تحت إشراف دولي. وقد رأى الإيرانيون أنها فرصة للعودة إلى العالم والاندماج مرة أخرى في أسواقه. وقد شعر المستثمرون الأجانب بأن هناك سوقًا ثرية ناشئة لم تكن موجودة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.
كل هذا التفاؤل قد تبخر، والسبب هو مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، وهو فرع من وزارة المالية الأمريكية يتمتع بسلطة غير عادية وامتداد خارج الحدود. لقد تم بالفعل رفع العقوبات الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، لكن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قد أبقى على “العقوبات الثانوية” الشديدة على الأفراد والكيانات التي تتهمها الولايات المتحدة “بالإرهاب الذي ترعاه الدولة”، وعلى رأسها الحرس الثوري الإيراني، وهو اليد الباطشة للنظام في الداخل وقوته الضاربة بالخارج. لقد اضطرت عقوبات مكتب الأصول الخارجية إيران إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، لكن التفكك الاقتصادي الذي سببته هذه العقوبات قد مكن الحرس الثوري من بناء إمبراطورية اقتصادية. وأي مستثمر أجنبي أو مصرف يتعامل مع الحرس الثوري أو حتى لديه علاقات عرضية معه يتم حرمانه من التعامل في النظام المصرفي الأمريكي.
ويقول رجال الأعمال الأوروبيون الذين أصيبوا بالإحباط والذين يدرسون عقد صفقات في طهران، إنهم دائمًا ما يكتشفون وجود أذرع للحرس الثوري داخل الشركات التي يخاطبونها. وقد امتدت هذه المشكلة إلى لبنان؛ حيث يهدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بمقاطعة البنوك التي تتعامل مع حزب الله، الذي يعد ذراع إيران في الشام والحليف شبه العسكري للحرس الثوري. وقد اتخذت الخلافات بين حزب الله والبنوك طابعًا عنيفًا بعدما تم تفجير مقر أحد البنوك اللبنانية التي امتثلت على وجه السرعة لمطالب مكتب الأصول الخارجية.
وكما يقول آدم سميث، من شركة “جيبسون دن” القانونية، إن سلطة مكتب الأصول الخارجية أكبر مما يوحي به دوره التنظيمي الرسمي، بناءً على “الغموض” الذي يجعل البنوك على وجه الخصوص يقومون بأكثر مما يتطلبه القانون، “لقد علموا البنوك الدولية فعل هذا”، يقول سميث: “نحن لا نعيش في عالم قانوني بحت”.
جزء من هذا التعليم كان عن طريق الغرامات العقابية لانتهاك العقوبات المفروضة على إيران، مثل الغرامة التي فرضت على بنك باريس الوطني (بي إن بي باريبا) والتي تبلغ نحو 9 مليارات دولار، وغرامة بنك ستاندرد تشارترد التي بلغت مليار دولار. ويعد الحرمان من التعامل في أسواق الائتمان الأمريكية رادعًا قويًا لأي اتصال مع إيران. يقول سميث: “لا توجد مؤسسة أكبر من أن يتم حرمانها من التعامل المصرفي”.
بعض الصفقات، مثل خطة إيران لشراء أكثر من طائرة إيرباص، يفترض أنها محمية بموجب الاتفاق النووي. حتى هذه الصفقة، التي تتطلب مليارات الدولارات، لا تزال قيد الانتظار.
ويشير السيد سميث إلى أن المسؤولين عن مكتب مراقبة الأصول الخارجية “هم الأشخاص أنفسهم الذين قضوا حياتهم المهنية في محاولة عرقلة التعامل مع إيران.. والبنوك تتجنبهم… إنها مشكلة عدم انسجام بقدر ما هي مشكلة سياسة”.
ما يجعل المشكلة أكثر استعصاءً هو عدد الفاعلين فيها، الذين تعد السلطة التنفيذية الأمريكية طرفًا واحدًا منهم (فقد تسبب مكتب الأصول الخارجية في فرض مليار دولار فقط على بنك (بي إن بي باريبا). ويضم الفاعلون المعادون لإيران الكونجرس الأمريكي ومستويات السلطة القضائية المختلفة، والجهات الرقابية على المصارف الحكومية، والولايات التي تقوم بحرمان الشركات التي تتعامل مع إيران -والقائمة تطول. المسؤولون الإيرانيون الذين يتطلعون إلى واشنطن ربما يجدون أن هيكل السلطة الخاص بهم والمعروف بتعقيده أكثر بساطة بالمقارنة. لكن إذا شعر زعماؤهم بأنهم قد تم خداعهم بواسطة الاتفاق النووي التاريخي، فإن المستقبل سوف يكون مثيرًا للجدل.
======================
واشنطن بوست :قبل أن يغادر أوباما منصبه.. هذا ما يجب أن نفعله حيال إيران
نشر في : السبت 18 يونيو 2016 - 02:31 ص   |   آخر تحديث : السبت 18 يونيو 2016 - 04:48 ص
واشنطن بوست – التقرير
ذكرت صحيفة “الواشنطن بوست”، أن علاقة أمريكا مع إيران تشكل معضلة جيوسياسية كلاسيكية. إن إيران قوة إقليمية مهمة تنتهج سياسات عدائية مع جيرانها، وتقوم بقمع شعبها في الداخل. ولكن الولايات المتحدة يمكنها فقط معالجة القضايا الرئيسية والتي تؤثر على مصالحها إذا دخلت طهران كلما أمكنها ذلك. وكما فعلت تجاه الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة، فالولايات المتحدة تحتاج إلى انتهاج سياسات تهدف لمنع الهيمنة الإقليمية وخلق توازن قوي بالمنطقة، كما أعربت عن دعمها حقوق الإنسان في إيران وإشراكها دبلوماسيًا.
ويشير المقال إلى أنه إذا كانت الفوضى في الشرق الأوسط قد هدأت، فالولايات المتحدة يجب أن تعمل ليس فقط مع الشركاء التقليديين ولكن مع المنافسين كذلك. وقد أسهمت إيران بدور في الاستقطاب الطائفي بالشرق الأوسط وعززت الصراعات التي تعاني منها المنطقة، ولكنها ليست السبب الوحيد في ذلك. يذكر أن واشنطن وطهران على خلاف بشأن سوريا، ولكنها تدعم نفس الحكومات والقادة في كل من أفغانستان والعراق.
ولفت المقال إلى أنه لإتاحة الفرصة أمام التفاعل المثمر، فستضطر الولايات المتحدة إلى العمل مع شركائها بالمنطقة من أجل إقامة توازن ملائم للسلطة. وهذا يعني استمرار الانتشار العسكري ومبيعات الأسلحة لضمان أمن الخليج الفارسي، وذلك في حين التأكيد على حقوقها بموجب اتفاق نووي جديد يمنع إيران من تحقيق تقدم سري في مجال الأسلحة. وفي الوقت نفسه، ينبغي على الولايات المتحدة البدء في التخطيط لسياسة عامة من شأنها ردع إيران عن استئناف برامجها النووية بمجرد فرض بعض القيود في الاتفاق. وفي النهاية، يجب على الولايات المتحدة وشركائها الاتحاد معًا ضد إيران في العراق وسوريا.
ونوه أن تلك الجهود ستهيئ وضعًا أفضل للولايات المتحدة للتعامل مع إيران في تسوية النزاعات الإقليمية وهزيمة تنظيم الدولة. إن المناقشات مع إيران في عهد جورد دبليو بوش كانت تحقق تفاهمات محدودة في بعض المناطق وتعاون فعال مع الآخرين. واتفاق بون الذي نص على تأسيس حكومة مؤقتة في مرحلة ما بعد حركة طالبان في أفغانستان كانت نتيجة ذلك التعاون؛ حيث كان من الصعب إن لم يكن مستحيلًا تحقيقه دون الدعم الإيراني. والجدير بالذكر أن هذه النجاحات كانت في سياق التأكيد على سلطة الولايات المتحدة النشطة ضد حركة طالبان.
وأوضح أنه في عهد أوباما، ركزت الاتصالات مع إيران بشكل أكبر على القضايا النووية. ولكن هذه الاتصالات تحدث بشكل غير منتظم، وتنطوي على دائرة صغيرة من الأشخاص، كما تميل إلى معالجة القضايا الأكثر إلحاحًا فقط. وربما تواصل وزير الخارجية جون كيري مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال اتصال هاتفي سريع. ومن المرجح أن يغادر كيري منصبه في غضون أشهر قليلة، ويقوم ظريف الذي تلفى تعليمه بالولايات المتحدة على التواصل بنفسه في نهاية المطاف. فليس هناك ما يضمن إنشاء الألفة نفسها مع خلفاء كيري. إن سياسة الولايات المتحدة لا تعتمد على القيام بذلك.
ولهذا قبل أن يغادر منصبه، يجب أن يتخذ أوباما خطوات لتعزيز الاتصال بين الدولتين. والخطوة الأبرز ربما تكون إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية. ليس واضحًا ما إذا كان النظام الإيراني سيكون مستعدًا إلى هذا الحد، كما أن مثل هذه الخطوة ربما تثير جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة.
وأكد أنه يجب أن تقوم الولايات المتحدة وإيران بتعيين دبلوماسيين أمريكيين وإيرانيين من المستوى المتوسط داخل أقسام رعاية المصالح بكل من السفارتين الموجودتين بالفعل في كلتا الدولتين. ومن الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة كان لها وجود دبلوماسي كبير في كوبا قبل استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة العام الماضي. كما أن هناك إجراءً آخر يمكن للولايات المتحدة اتخاذه وهو السماح للدبلوماسيين الإيرانيين المنتدبين من قبل الأمم المتحدة في نيويورك بالسفر إلى واشنطن من حين لآخر. وقد ترد إيران على هذه اللفتة بمثلها، فتسمح للمسؤولين الأمريكيين الموجودين في دبي، والذين يقومون بمراقبة الشؤون الإيرانية بمكتب تابع للولايات المتحدة هناك.
التعامل بين الولايات المتحدة وإيران يجب بالتأكيد أن يركز على الحرب ضد تنظيم الدولة، كما يجب أيضًا أن يركز على مسارات تحقيق الاستقرار في المنطقة. ويجب أن تسعى الولايات المتحدة لمساعدة السعودية وتركيا وإيران على الاتفاق بخصوص العراق وسوريا لكبح الصراع الطائفي والجغرافي السياسي. مثل هذا الاتفاق لن يحدث دون وساطة من الخارج. والولايات المتحدة هي وحدها القادرة على فعل هذا الآن.
ويختتم المقال أنه يجب ألا يتجاهل أوباما تطلعات الشعب الإيراني، الذي يأمل كثير منه في مزيد من الحريات والتواصل مع العالم. ويجب أن تكون قضايا حقوق الإنسان جزءًا من خطة العمل المشترك. كما يجب أن تعمل الولايات المتحدة على تيسير السفر الخاص بين الدولتين للطلاب والباحثين والمواطنين العاديين. وأفضل طريقة لفعل هذا هي استئناف الرحلات الجوية التجارية المباشرة بين البلدين. هذه الخطوة سيكون لها فائدة عظيمة لمئات الآلاف من الإيرانيين الأمريكيين وعائلاتهم في إيران.
======================