الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19/7/2016

سوريا في الصحافة العالمية 19/7/2016

20.07.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • جوشوا باتزيك - (صوت أميركا) 12/7/2016 :التعذيب الوحشي جزء من الحياة اليومية تحت حكم "داعش"
  • فورين بوليسي :ما هي آثار الحرب السورية على حزب الله؟
  • وول ستريت جورنال  :الهروب من القتل البطيء.. قصص الناجين من “دولة الخلافة
 
الصحافة الأوروبية :
  • الفاينشيال تايمز: حصار حلب يأخذ مساعي التسوية فى سوريا إلى نقطة الانهيار
  • اللوموند : «لماذا لم يفعل الأميركيّون شيئًا؟» في سوريا
 
الصحافة الروسية :
  • إيزفيستيا: تركيا تعدل سياستها إزاء سوريا!
  • إيزفيستيا: لهذا السبب فرنسا ترغب بالأسد رئيساً لسوريا
 
 
الصحافة الأمريكية
جوشوا باتزيك - (صوت أميركا) 12/7/2016 :التعذيب الوحشي جزء من الحياة اليومية تحت حكم "داعش"
جوشوا باتزيك - (صوت أميركا) 12/7/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
تقول مجموعة دولية لحقوق الإنسان إن التعذيب الوحشي تحت حكم إرهابيي "داعش" هو حدث يومي، وأن محاولات الهرب تفضي في العديد من الحالات إلى إعدام سريع لمرتكبيها.
ويوضح تقرير جديد صدر عن منظمة "هيومان رايتس ووتش" بعض الطرق التي يحاول من خلالها "داعش" السيطرة على المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي استولى عليها التنظيم، ويفصل المدى الذي تذهب إليه المجموعة من أجل الحيلولة دون هروب الناس من هذه المناطق.
وقد ذكر سكان هربوا من قرى في منطقة مخمور في العراق، والتي كانت خاضعة "داعش" لمدة 21 شهراً، والذين تمكنوا من الوصول إلى مخيم للاجئين في كردستان، الكثير من الحوادث التي انتهكت فيها المجموعة الإرهابية قوانين التعذيب الدولية.
وفي إحدى الحالات، قال رجل إن متطرفي "داعش" ضربوه لمدة 18 يوما متواصلة لأنه كان مشتبهاً به في بيع السجائر التي تحظر المجموعة الإرهابية بيعها بحزم كجزء من عقيدتها الإسلامية. وقال الرجل لـ"هيومان رايتس ووتش" إنه شاهد 15 امرأة عضواً في "داعش" وهن يضربن على نحو متكرر امرأة أخرى كعقاب لها لأنها لا ترتدي نقاباً للوجه.
وأضاف الرجل: "لقد مكثت لعشر دقائق ثم غادرت سريعاً لأنني شعرت بالغثيان. وهكذا لا أعرف ما حدث بعد ذلك".
كما أبلغ العديد من الآخرين عن تلقيهم عقوبات قاسية بسبب جنح بسيطة جداً. وقد زُجّ برجل آخر اتهم ببيع السجائر في السجن؛ حيث قال إن الحراس كانوا يعذبونه يومياً بالجلوس فوقه وضربه على كعبيه بكوابل فولاذية. وقال إنه تم الإفراج عنه بعد أن دفع 13 دولاراً غرامة لـ"الحسبة"، شرطة الآداب في "داعش".
وقال ضابط عسكري ناج إنه عندما استولى "داعش" على بلدته في آذار (مارس) 2015، عصبوا عينيه وألقوا به في مؤخرة سيارة شحن صغيرة "بيكاب". وقاد الرجال الذين اختطفوه السيارة لمدة ساعة من دون إبلاغه عن وجهتهم. ثم سجن الرجل بعد ذلك لمدة 18 يوماً في غرفة صغيرة جداً بحيث لم يستطع أن يستلقي للنوم.
وقال جو ستورك، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط في منظمة "هيومان رايتس ووتش" مستخدما الاسم المختصر لمجموعة الدولة الإسلامية: "من أبرز العناوين أن داعش يقوم بشكل روتيني بتدمير الحياة والعائلات في البلدات والقرى العراقية التي يحتلها. ويمكن أن تفضي مجرد محاولة الهروب من حكم داعش الوحشي ببساطة إلى الحكم بالإعدام".
وفي محاولة لردع الناس عن الهرب، غالباً ما يستهدف "داعش" عائلات الأشخاص الذين يتمكنون من الهرب، كما يقول التقرير. وقد ذكر الناس من إحدى القرى حادثة حيث قتل مقاتلو "داعش" رجلاً يبلغ من العمر 20 عاماً كان يحاول الهرب، ثم أرسلوا صورة لجثته بعد قتله إلى عائلته كعقاب.
وقال لاجئون من قرية أخرى إن "داعش" قام بنسف منازل تعود لست عائلات كعقاب لأن أفراداً من أقاربهم تمكنوا من الهرب. كما ذكر أن "داعش" قام أيضاً بزراعة الألغام الأرضية حول القرى لمنع الناس من المغادرة.
وروى العديد من القرويين السابقين قصصاً عن إقدام مقاتلي "داعش" على إعدام أولئك الذين يشتبه التنظيم بأنهم يتآمرون مع أعدائه من دون محاكمة. وفي إحدى الحالات، قام "داعش" بإعدام معلم من قرية خبَّاطة العراقية بعد اتهامه بإرسال معلومات إلى قوى معارِضة.
وفي شباط (فبراير) 2016، اتهم مقاتلو "داعش" رجلاً من قرية تل الشوك باستخدام هاتفه المحمول لإرسال معلومات إلى جهة عدوَّة، وأطلقوا النار عليه أمام المدرسة الابتدائية في القرية.
وقال التقرير أيضاً إن "داعش" يقوم بوضع أسلحته بشكل روتيني بالقرب من المدارس والحوانيت والمناطق الأخرى المكتظة بالسكان -وهو ما يشكل انتهاكاً مباشراً للقانون الدولي.
وقال أحد السكان لمنظمة "هيومان رايتس ووتش": "في ثلاث مناسبات أطلق داعش الصواريخ من بين المنازل. كانوا يخرجون منصات الإطلاق، ويطلقون صاروخين أو قذيفتي هاون ثم ينسحبون. ثم تضرب نار الرد المنزل بعد ذلك. ولو كانت العائلة هناك لكانت قد ضربت. وكانت هناك عائلات أخرى قريبة في الجوار في منازلها".
 
========================
فورين بوليسي :ما هي آثار الحرب السورية على حزب الله؟
نشر في : الثلاثاء 19 يوليو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 18 يوليو 2016 - 11:50 م
فورين بوليسي – إيوان24
الانضمام إلى الحرب الأهلية السورية جعل حزب الله أكثر قوة، ولكن أقل شعبية في منطقة الشرق الأوسط.
في الساعة التاسعة صباح يوم 12 يوليو عام 2006، سقط صاروخ من نوع “كاتيوشا” من لبنان إلى شمال إسرائيل. وفق تقييم الجنود الإسرائيليين للمشهد، تسلل فريق من مقاتلي حزب الله عبر أول سياج من الأسلاك الشائكة، ثمّ اخترقوا السياج الثاني، وركضوا حتى وصلوا إلى طريق به سيارتي همفي تابعتين للجيش الإسرائيلي.
أطلق الفريق صاروخًا مضادًا للدبابات على إحدى مركبات الهمفي، مما أسفر عن تدميرها وقتل ثلاثة جنود إسرائيليين. وفي الوقت نفسه، أمسكوا جندييّن إسرائيليين آخرين وصبّوا البنزين على المركبة وأضرموا فيها النيران قبل سحب الجندييّن والعودة إلى الأراضي اللبنانية. كما تمّ ضرب مركبة الهمفي الثانية بعبوة ناسفة أثناء ماولتها عبور الحدود، مما أسفر عن مقتل جميع الجنود الإسرائيليين الأربعة على متنها.
كانت هذه بداية لحرب دموية استمرت 33 يومًا، استهدف فيها الهجوم الجوي الإسرائيلي جنوب لبنان وسهل البقاع، والضاحية الجنوبية لبيروت، وهي مناطق حددتها إسرائيل باعتبارها معاقل حزب الله. وبعد ذلك أطلق الإسرائيليون حملة برية في جنوب لبنان بهدف معلن وهو نزع أسلحة الحزب. من جانبه أطلق حزب الله مئات الصواريخ عبر الحدود على إسرائيل. وقُتل نحو 1300 لبناني معظمهم من المدنيين، وفد 165 إسرائيليًا حياتهم، 121 منهم من الجنود.
كانت حرب عام 2006 لحظة حاسمة في تاريخ حزب الله. وتمّ الاحتفاء بالجماعة الشيعية اللبنانية في جميع أنحاء العالم العربي، باعتبارها القوة الوحيدة في المنطقة القادرة على هزيمة إسرائيل. وحظي حزب الله حينها بتأييد شعبي كبير، وسمعة كمدافع عن حقوق المظلومين.
ولكن بعد مرور عشر سنوات، تغيّرت الكثير من الأمور في حزب الله. هذا الحزب الذي كان يُعامل كحركة مقاومة وطنية لبنانية، بات يُنظر إليه الآن كذراع نخبويّ لمحور شيعي إقليمي يتألف من إيران وسوريا له وجود عسكري وسياسي يمتد من دمشق إلى بغداد حتى صنعا.
ولكنَّ صعود حزب الله كلاعب إقليمي جاء بتكلفة باهظة للحركة. لقد فقد حزب الله عددًا كبيرًا من المقاتلين وكبار القادة في الحرب السورية. وتضاءل الدعم الشعبي في الشارع العربي أيضًا نظرًا لاعتبار الجماعة كحزب طائفي شيعي. كما يواجه حزب الله ضغوطًا متزايدة من الدول القوية في المنطقة. وكل هذا يدفع العديد من المراقبين إلى التساؤل التالي: مع استمرار الحزب في النمو، هل يمكنه الصمود أمام التحديات والمسؤوليات الجديدة؟
النمو العسكر
في مطعم بالضاحية الجنوبية لبيروت، أوضح أحد المقاتلين المخضرمين بحزب الله الخبرة العسكرية والتكتيكية التي اكتسبها الحزب في الفترة الأخيرة. شارك هذا المقاتل في كل من حرب لبنان عام 2006 والصراع الحالي في سوريا، قبل إصابته في ساحة المعركة في سوريا التي أجبرته على الخروج من الخدمة الفعلية.
وقال هذا المقاتل: “جرت أحداث حرب عام 2006 على منطقتين فقط: منطقة الجنوب والبقاع، مشيرًا إلى التلال والجبال في الجنوب، وسهول وادي البقاع. لكنَّ الحرب في سوريا عرّضت المجموعة لمناطق متنوعة في هذا البلد، التي مكّنت حزب الله من زيادة قدراته العسكرية بشكل كبير. في هذه العملية، تحوّل الحزب من كيان دفاعي في المقام الأول إلى كيان يشبه الجيش التقليدي.”
وأضاف: “في سوريا، على سبيل المثال، قاتلنا في سلاسل جبلية أعلى من جبال لبنان، حيث كان علينا أن نتعلم استراتيجيات جديدة ونستخدم معدات مختلفة تمامًا، لأنَّ المعدات السابقة لا تعمل على هذا العلو المرتفع. لقد قاتلنا في الجبهات الساحلية والصحراوية، والحضرية. حتى الجبهات الحضرية تختلف بين المدن الكبيرة والبلدات الصغيرة.”
في حين وقعت أحداث حرب عام 2006 على أرض حزب الله، وسط داعم كبير من السكان المحليين، أجبرت سوريا الحركة على التكيّف مع القتال في أماكن غير مألوفة مع سكان معاديين. وأردف المقاتل: “في عام 2006، كنا نقاتل بشكل دفاعي في المناطق التي نعرفها جيدًا. أما في سوريا، فإننا ندخل مناطق يمكن أن يكون السكّان المحليون ضدنا، ونحارب ضد مقاتلين يعرفون المنطقة أفضل منا. كما خضنا معارك هجومية.”
ردّد بعض المقربين من حزب الله هذه السردية كذلك. وللمرة الأولى يجرى حزب الله عمليات هجومية ويعتزم نقل المهارات المكتسبة في سوريا إلى أي مواجهة مستقبلية مع إسرائيل.
وقال مصدر مطلع على عمليات حزب الله في سوريا: “بالنسبة لإسرائيل، بدأت ترى الخبرة التي اكتسبناها وتشعر بالقلق من استخدامها ضدها، خاصة داخل المدن والبيئات الحضرية.”
قد يكون هناك ما يبرر مخاوف إسرائيل. لقد أوضح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أنّه في أي مواجهة مستقبلية، سيحاول غزو شمال إسرائيل. ومن أجل القيام بذلك، ستنطوي العملية على المهارات نفسها التي اكتسبها حزب الله في سوريا – القتال في منطقة غير مألوفة حيث السكان المحليين معاديين لوجوده.
وعلاوة على ذلك، قد تنطوي العملية على مستوىٍ عالٍ من قدرات القيادة والسيطرة التي طوّرها حزب الله في سوريا. وعلى الرغم من أنّه في عام 2006 نشر الحزب خلايا صغيرة من المقاتلين الذين استمروا في القتال لأيام وأسابيع دون الحاجة إلى الانتظار للحصول على تعليمات من قيادتهم، ينشر حزب الله الآن تشكيلات كبيرة من الجنود على جبهات متعددة، عبر مئات الأميال، ويحافظ على تدفق ثابت للمعلومات والإمدادات إلى القادة في الميدان.
وقال ماثيو ليفيت، مدير معهد واشنطن لبرنامج ستاين لسياسة الشرق الأدنى في مكافحة الإرهاب والاستخبارات: “لقد كان حزب الله دائمًا جماعة تمرد، والآن تعلّم الحزب كيف يقوم بمكافحة التمرد جيدًا. وهذا يتيح للحزب القدرة على الانخراط في مجموعة كاملة من أنواع أخرى مختلفة من المهارات والمناورات التي ستكون مفيدة في القتال في إسرائيل.”
يشكّك ليفيت في ادّعاء حزب الله أنّه يمكن أن يسيطر على الأراضي الإسرائيلية في أي مواجهة مستقبلية. ويوضح: “التدابير الامنية هناك في شمال إسرائيل معقدة للغاية، لذلك لا أعتقد أنَّ حزب الله سيكون قادرًا على القيام بذلك، أو الاحتفاظ بتلك الأراضي، ولكن تخيّل التأثير النفسي على المجتمع الإسرائيلي إذا حدث ذلك، حتى لو فشل.”
هناك تقارير تفيد بأنَّ حزب الله حصل على أسلحة أكثر تطورًا بكثير من تلك التي استخدمها ضد إسرائيل قبل عشر سنوات. اليوم، يمتلك الحزب المدفعية الثقيلة والطائرات بدون طيار، وعدد كبير من سيارات الجيب مع البنادق عديمة الارتداد – جنبًا إلى جنب مع حوالي 120 ألف صاروخ، وفقا لتقديرات إسرائيل، وهو ما يقرب من زيادة تمثل عشرة أضعاف المعدات في 2006. كما أنَّ الصواريخ في ترسانة الحزب اليوم أقوى بكثير من السابق: يمتلك حزب الله صاروخ فاتح-110 وهو صاروخ باليستي إيراني تكتيكي وبديله السوري، صاروخ ” M-600”. وتشير العديد من التقارير أيضًا إلى حيازة حزب الله لصواريخ ياخونت الساحلية وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة مثل نظام ” 9K33 Osa” الروسي.
كما ارتفع عدد المقاتلين اللبنانيين بين صفوف حزب الله أضعافًا مضاعفة. في عام 2006، كان حزب الله يمتلك ما يقرب من 2000 من المتخصص والمقاتلين بدوام كامل بالإضافة إلى حوالي 10 آلاف من جنود الاحتياط الذين تلقوا التدريب الأساسي فقط. وقد منحت المشاركة في سوريا الحزب الفرصة لتوسيع قواته، والذين تلقوا التدريب الأساسي أصبحوا أكثر قوة بعد القتال في سوريا.
وقد ذكرت مصادر عديدة من حزب الله أنَّ المجموعة شهدت إقبالًا كبيرًا من المتقدمين للانضمام إليها في أعقاب عام 2006، ثم مرة أخرى في أعقاب مشاركتها في سوريا.
في الآونة الأخيرة، أقامت جمعية كشافة الإمام المهدي حفل تخرج 70 ألف من الكشافة الجدد. وقال أحد المراقبين الذين حضروا الحفل: “لم أستطع أن أصدّق عيني.” وقال نصر الله في هذا الحدث:” نحن ليس لدينا مشكلة في تجنيد أعضاء جدد في حزب الله، مشكلتنا هي أين نضعهم؟
وأكّد المصدر ذاته أنَّ حزب الله يدير في لبنان الآن ما يصل إلى سبعة معسكرات تدريب في وقت واحد لاستيعاب عدد من المقاتلين الجدد والتقنيات الجديدة التي اكتسبها الحزب في الفترة الأخيرة.
 
ومع ذلك، عانى حزب الله من خسائر فادحة على مدى السنوات العشر الماضية، وأهمها بعد دخوله في صراعات إقليمية واسعة النطاق. وبالرغم من عدم وجود أرقام رسمية لعدد قتلى حزب الله في سوريا، تتراوح التقديرات ما بين 800 إلى 1200 مقاتل قُتلوا خلال السنوات الثلاث الماضية. كبار القادة مثل فوزي أيوب، وجهاد مغنية، ومحمد أحمد عيسى، وغسان فقيه، وفادي الجزار، وعلي فياض، وسمير القنطار، ومصطفى بدر الدين، كلهم قُتلوا منذ تورط حزب الله في سوريا. وكان اغتيال عماد مغنية في عام 2008، العقل المدبر الرئيسي وراء معظم عمليات حزب الله ضد إسرائيل، ضربة كبيرة للحزب.
وقال ليفيت: “إنه أمر مؤلم للحزب أن يفقد المزيد من الأفراد، بما في ذلك عدد من كبار القادة في حربهم ضد إخوانهم المسلمين أكبر من كل الحروب التي خاضها الحزب ضد إسرائيل”. 
وقال علي فضل الله، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، إنَّ حزب الله على استعداد لتحمل الخسائر لأنّه يرى الحرب السورية باعتبارها قضية وجودية.
وأوضح فضل الله: “يفكر حزب الله في دوره في سوريا على أنه التزام وضرورة لحماية طريق الإمداد بالأسلحة ودوره السياسي في المنطقة. ونتيجة لذلك، فإنّه يدفع ثمنًا باهظًا، بما في ذلك موت الشخصيات الرئيسية في الحزب.”
وقد قلّلت مصادر مقربة من حزب الله من تأثير الخسائر. ووفقًا للمقاتل المخضرم، فإنَّ الخسائر التي تكبدها الحزب في سوريا لا “تساوي 10 بالمئة من تقديرات الحزب لعدد القتلى في مثل هذه الحرب.”
وقال مصدر آخر: “لا توجد حرب بدون تضحيات. لقد أصبح حزب الله بعد مقتل الحاج عماد مغنية أكبر بكثير مما كان عليه قبل عام 2006، وهكذا نحن نعيد هيكلة المنظمة باستمرار. يقدّم كل شهيد فرصة جديدة، وهناك دائمًا دماء جديدة تنضم لحزب الله.”
السياسة والهوية
نجاح حزب الله في ساحة المعركة، رُغم ذلك، لم يتكرر في السياسة. لقد فقد الحزب الكثير من جاذبيته الواسعة النطاق التي كان يتمتع بها في السابق، سواء في لبنان والمنطقة، في أعقاب حرب عام 2006. في المشاركة الانتقائية في الصراعات في المنطقة – العراق وسوريا واليمن – عزّز حزب الله فكرة أنّه قوة عسكرية وسياسية تعمل لصالح الشيعة”.
وقال حسام مطر، وهو محلل سياسي لبناني قريب من حزب الله: “بينما يُعرّف حزب الله نفسه كلاعب وطني له تأثيرات إقليمية، أصبح يُنظر إليه اليوم على أنّه نموذج للشيعة بسبب النجاح السياسي والعسكري في المنطقة”.
ومع أخذ الانتفاضة السورية الطابع الطائفي على نحو متزايد، كان دخول حزب الله بمثابة تدخل نيابة عن الأقلية العلوية في البلاد ضد الأغلبية السُنية. انتشرت هذه الرسالة بصوت عالٍ وعلى نطاق واسع من خلال صحف الخليج ووسائل الإعلام التي تهيمن على المشهد الإعلامي العربي. ونتيجة لذلك، فإنَّ العديد من العرب الذين دعموا حزب الله من قبل بدؤوا ينظرون إليه من منظور الطائفية بين السُنة والشيعة. وقد امتد هذا الشكّ إلى خطاب حزب الله الداعم للقضية الفلسطينية والنضال ضد إسرائيل.
في حين يعترف حزب الله ومؤيدوه بهذه المسألة، إلّا أنهم يسعون للتقليل منها. وتعلن الحركة باستمرار أنها تقاتل التكفيريين، وليس أهل السُنة في سوريا، وتحثّ العرب لتجاهل ما تراه كبروباغندا من وسائل الإعلام السعودية.
وقال مطر: “السبب في هذا التحوّل هو الحملة التي يقوم بها الآخرون لتصوير حزب الله كحزب طائفي كان ناجحًا، ولأننا نشهد صراعًا طائفيًا في المنطقة، سوف يتضح أنَّ حزب الله مجرد كيان شيعي، وهذا ليس بالاختيار.”
لقد أدى تصور حزب الله كمجموعة طائفية شيعية رائدة في منطقة الشرق الأوسط إلى زيادة الضغط الدبلوماسي على الحزب. تاريخيًا، كانت هناك علاقة مضطربة بين دول الخليج العربية وحزب الله. اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في عام 2005، وتداعياته، كانت نقطة انهيار ملحوظة في تلك العلاقات. ولكن بعد تدخل حزب الله في سوريا ومعارضته العلنية للحرب التي قادتها السعودية في اليمن، أصبحت دول الخليج أكثر عدوانية ضد الجماعة، واعتبرتها منظمة إرهابية وقامت بترحيل الشيعة اللبنانيين المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي. التحويلات المالية من اللبنانيين العاملين في الخليج تُعدّ المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للكثير من المقيمين في لبنان وتساعد على الحفاظ على استقرار النظام المالي في البلاد.
وقال ليفيت: “لا أعتقد أنَّ الإسرائيليين كانوا معادين لحزب الله مثل دول الخليج في الوقت الراهن، وهذا لديه تداعيات حقيقية بالنسبة لهم”.
ولكن، على الرغم من تصاعد الضغوط ضده، يبدو أنَّ حزب الله يشعر بالدعم عن طريق الدور الدولي الذي اكتسبه حديثًا.
وقال مصدر مقرب من حزب الله: “عندما يزور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لبنان، فهو لا يأتي لإجراء محادثات مع السياسيين، ولكن مع حزب الله حول دور الحزب في المنطقة”. وضاف: “إنّه يتعامل مع حزب الله باعتباره ممثلًا إقليميًا”.
كما أشار مطر أنَّ العلاقة بين إيران وحزب الله تغيّرت أيضًا بسبب ارتباطه الوثيق بالشيعة العرب في المنطقة. “حزب الله يمكنه الآن تقديم المشورة لإيران بشأن القضايا العربية، وهذا بدوره منح حزب الله دورًا أكبر في المنطقة.”
ماذا بعد؟
في عام 2006، كان حزب الله منظمة عسكرية صغيرة مع مسرح عمليات واحد ومهمة واحدة. بعد مرور عشر سنوات، ازدادت مسارح الحزب مع مسؤوليات، ومطالب، وتحديات متنوعة. لقد تطور حزب الله ليصبح لاعبًا سياسيًا إقليميًا له تأثير يساوي تأثير بعض الدول. لكنه ابتعد عن شريحة كبيرة من السكان العرب.
يكتسب حزب الله قوة في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة من حيث” محور المقاومة”، هكذا قال فضل الله، في إشارة إلى تحالف إقليمي يتكون من حزب الله وإيران وسوريا. وأضاف “إذا استطاع حزب الله الفوز في هذه المعركة، فإنّه سيفوز بالمنطقة”.
وقال مطر إنّه بغض النظر عن مقدار نمو وتطور حزب الله، لا يعقد الحزب أي التزامات إقليمية دون النظر في تأثيرها على مهمته الأساسية – مقاومة إسرائيل. وأوضح مطر: “عندما يشارك حزب الله إقليميًا، كانت إسرائيل دائمًا في طليعة حساباته. إنّه يخصص الموارد وفقًا لذلك.”
المقربون من حزب الله يحتفلون بقدرة الحزب في جميع أنحاء المنطقة ويأسفون لعدم وجود تأييد واسع النطاق بين العرب وتصاعد الضغوط الإقليمية والدولية على الحزب. ولكنهم يصرّون أيضًا على أنَّ “الملف” الإسرائيلي لا يزال أولوية قصوى لحزب الله. يتم وصف كل أنشطة الحزب الأخرى كوسيلة لاكتساب الخبرة لإنجاز غايته في نهاية المطاف.
وقال أحد المصادر المقربة من حزب الله: “ما أخذنا إلى سوريا كان بعض الأسلحة المتقدمة والآلاف من المقاتلين. لكن في في جنوب لبنان الآن لدينا الكثير من المفاجآت الجديدة للإسرائيليين”.
========================
وول ستريت جورنال  :الهروب من القتل البطيء.. قصص الناجين من “دولة الخلافة
نشر في : الثلاثاء 19 يوليو 2016 - 02:26 ص   |   آخر تحديث : الثلاثاء 19 يوليو 2016 - 02:26 ص
وول ستريت جورنال – التقرير
هذا هو دليل انهيار تنظيم الدولة، الذي أجبر الملايين من اللاجئين على الفرار خلال العامين الماضيين، وارتكب جرائم إبادة جماعية ضد أقليات، مثل الإيزيديين.
كانت الساعة 7:30 مساء يوم الأحد بالعراق، عندما توغلت شاحنتين ممتلئتين بالعشرات من اللاجئين عبر نقطة تفتيش لقوات البيشمركة الكردية. وكانت الشمس حينها تسطع وسط تصاعد الدخان في السماء، بسبب الحرائق التي أشعلها تنظيم الدولة، لحجب مواقعهم عن طائرات التحالف. وعلى بعد عدة كيلومترات، كان الجيش العراقي يقاتل التنظيم قرب القيارة، لكن هؤلاء اللاجئين كانوا قد وصلوا بأمان أخيرا.
قوات البشمركة الكردية يخشون من أن يكون لدى اللاجئين أعضاء داخل تنظيم الدولة، ومع ذلك، يعملون جنبا إلى جنب مع الميليشيا السنية والحشد الوطني والجيش العراقي، لتجميع اللاجئين وتمريرهم من خلال نقاط التفتيش الأمني.. ويعد هذا رمزا للعراق المحطم، حيث المجموعات المختلفة من الجنود تتواجد للتعامل مع هؤلاء الناس
وتصل قوات البيشمركة إليهم مع الماء والوجبات، لتوزيعها على اللاجئين الخائفين. والأطفال يصرخون، والنساء الشابات يلهثون للبحث عن زجاجات المياه التي يتم توزيعها.. كما تتجمع النساء في مجموعات للجلوس في الحقول المجاورة وتعلو ملابسهم الأتربة. حيث أن بضعة أكياس فقط هي التي تشمل ممتلكات حوالي 50 شخصا.
إنهم لا يملكون هواتف محمولة ولا مال، فقط يحملون بعض الخبز معهم في رحلتهم الطويلة. ولا يوجد منظمات دولية هناك لمساعدتهم ورعايتهم، ومشى بعض منهم مسافة تصل إلى 45 كيلو مترا عبر خطوط جبهة تنظيم الدولة، واجتازوا الجيش العراقي الذي يقول البعض إنهم يخشونه
كما ظهرت امرأة تبدو بشكل محموم تظهر بطاقة تعريفها للجنود، وتقول إنها تبحث عن ابنها. الذي أصيب برصاص قناص، وهو في مستشفى أربيل.. وهناك غيرها من النساء اللذين فروا من قبضة تنظيم الدولة، ووصلوا إلى عدد قليل من الخيام المؤقتة، حيث وصلوا بعد عدة ساعات من فرارهم من بلدة بدير، جنوبي الموصل. وكان معظمهم من النساء والفتيات الصغيرات.
وعلى الرغم من الظروف القاسية، كان الأطفال ينشغلون باللعب والابتسام والضحك. فهم لديهم تعطش للحياة، بعيدا عن تنظيم الدولة، والجحيم الذي يحيط بهم. كما كان هناك امرأة تجلس مع طفل ولد قبل ستة أيام فقط.. وتقول المرأة، وهي تضع غطاء على وجهها خوفا من التنظيم، “كنا نريد المغادرة منذ أول يوم لوصول تنظيم الدولة”.
ويوضح بعضهم أن الأمر استغرق سنتين تحت قبضة المتطرفين، قبل أن يتمكنوا في النهاية من الهرب. فبعد وصول الجيش العراقي لقصف منطقتهم، انسحب تنظيم الدولة وهربوا هم.. وتحدثت امرأتان أن تنظيم الدولة لم يكن ليسمح لهم أبدا بمغادرة منازلهم، وكانوا يسألونهم دائما لماذا لم ترتدِ بناتهم النقاب والعباءات السوداء لتغطية أجسادهن. وردت عليهم امرأة قائلة “إنهم فتيات صغيرات وغير متزوجات”. كما يشعر بناتهم الآن بحرية في ارتداء غطاء الرأس والملابس الملونة وإظهار شعرهم، إن أرادوا ذلك.
وتحكي امرأة أخرى أن تنظيم الدولة اتهم ابنها وصديقه بالتدخين، ومن وجهة نظر التنظيم، فالتدخين ممنوع. ووقعوا العقاب على الابن. واتهموه بالتدخين مرة أخرى وألقوا القبض عليه. وقالت أيضا إن التنظيم كان يدق أبواب البيوت جميعا بشكل روتيني، ويسألون لماذا لم يكن الرجال في المسجد، ووفقا لما قالته المرأة، يأتي أعضاء التنظيم في النهاية إلى البيوت ويأخذون طعامهم، مدعين أنهم لا يملكون طعاما
إن التحالف المدعوم من الولايات المتحدة، وقوات البيشمركة الكردية والجيش العراقي، جميعهم يتمنون استعادة الموصل، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق، وآخر أكبر معقل لتنظيم الدولة في البلاد، وذلك خلال الأشهر المقبلة، والعمل على تدمير تنظيم الدولة، لكن هذا خلف الملايين من المدنيين وبعض الأقارب، الذين خدموا مع تنظيم الدولة.
وبالنسبة للأكراد الذين يقفون حراسة، أصبح اللاجئون عبئا اقتصاديا. ويخشى كثيرون من اللاجئين، الذين يتبعون للعرب السنة، من دور المليشيات الشيعية والجيش العراقي في تحرير الموصل، ويفرون إلى إقليم كردستان، حيث يسعون إلى معاملة أفضل.
========================
 
الصحافة الأوروبية :
الفاينشيال تايمز: حصار حلب يأخذ مساعي التسوية فى سوريا إلى نقطة الانهيار
 البشير  منذ 3 ساعات  0 تعليق  5  ارسل لصديق  نسخة للطباعة
قالت صحيفة الفاينشيال تايمز البريطانية إن الحرب في سوريا في طريقها للتصاعد مع انتهاء فرصة التسوية إثر إطباق الحصار على مناطق الثوار في حلب.
وتحت عنوان"حصار حلب يأخذ اتفاق وقف إطلاق النار فى سوريا إلى نقطة الإنهيار" كتبت إريكا سولومون وجيوف دير في عدد اليوم يقولان: "فى الوقت الذى يشتد فيه الحصار المدعوم من روسيا لمدينة حلب التى يسيطر عليها الثوار فإن الجهود الأمريكية الرامية للتوصل إلى اتفاق دولى هذا الصيف لإنهاء الحرب فى سوريا تبدو عديمة الجدوى".
وأضافت الصحيفة أن الهجوم على مدينة حلب الواقعة شمالى سوريا من قبل نظام الرئيس السورى بشار الأسد يأخذ اتفاقا هشا بالفعل لوقف إطلاق النار والذى كانت واشنطن وموسكو قد توسطتا فيه إلى نقطة الإنهيار فى الوقت الذى يقوض فيه أيضا الجهود الأمريكية الرامية للتوصل إلى اتفاق مع روسيا.
وذكرت أن موسكو التى تدعم نظام الأسد وواشنطن التى تدعم على مضض قوى المعارضة تحاولان منذ عدة أشهر التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع فى سوريا بيد أنهما لم تحرزا تقدما كبيرا فى هذا الصدد، ناهيك عن أنه لم يتبق سوى بضعة أسابيع على الموعد النهائى الذى حددته واشنطن للتوصل إلى اتفاق فى الأول من أغسطس القادم.
وأشارت إلى ما قاله دبلوماسى غربى فى بيروت: "لا أدرى عما إذا كان حصار حلب يشبه المسمار الأخير فى النعش أم أنه مجرد نتيجة للجهود التى تبدو عديمة الجدوى على نحو آخذ فى التزايد. لكن فى كلتا الحالتين فإننى لست متأكدا كيف سنعود للمحادثات"، لافتة إلى أنه من المقرر أن يصل "جون كيرى" وزير الخارجية الأمريكى إلى موسكو غدا الجمعة لإجراء مباحثات حول الصراع فى سوريا وتأتى زيارته وسط تقارير تذيعها وسائل الإعلام الأمريكية عن أن واشنطن ربما تسعى لتجاوز التوصل إلى حل سياسى للصراع وبدلا من ذلك ستركز على مسألة الجماعات المتطرفة التى تمثل مصدر قلق أكبر للدول الغربية.
ولفتت إلى التقارير التى مفادها أن المسئولين فى البيت الأبيض اقترحوا القيام بمجهود عسكرى مشترك مع روسيا لاستهداف جبهة النصرة فى مقابل وقف الضربات الجوية التى يشنها النظام السورى ضد جماعات الثوار التى تضم بينها تلك الجماعات التى تدعمها واشنطن.
وأشارت "الفايناشيال تايمز" إلى ما قاله "جون كيربى" المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى إشارة إلى استعداد موسكو لقتال جبهة النصرة وتنظيم الدولة: "عرضنا الأفكار على الروس واعتقد أنه سيتم النظر إلى هذه الزيارة لموسكو على أنها مؤشر على مدى صدق البيانات الصادرة عن روسيا". وترى الصحيفة أنه من المحتمل أن تتم مناقشة الهجوم المدعوم من روسيا على حلب أيضا خلال الزيارة.
ونوهت إلى ما يقوله المدنيون المحبطون فى المناطق التى يسيطر عليها الثوار بإن عقلية الحصار هى السائدة فى الوقت الذى تزداد فيه إمدادات المياه العذبة ندرة، وذكر عبده خضير أحد السكان أن الأسواق الصغيرة باتت خاوية على عروشها، مؤكدا على أن السكان المذعورين يتشاجرون مع الباعة على أسعار المواد الغذائية التى ارتفعت لأكثر من الضعف خلال ثلاثة أيام وأنهم سوف يشهدون أزمة خبز قريبا.
وتابعت الصحيفة تقول إن هذا الوضع يترك المسئولين الأمريكيين يتصارعون مع حلقة مفرغة، مشيرة إلى أنه كلما استخدمت روسيا وجود جبهة النصرة لقصف الثوار زادت قدرة النصرة على استغلال الغضب الناجم من أجل توسيع قاعدتها والتجنيد فى صفوفها.
وترى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع ضمان توفير الحماية ضد الضربات الجوية التى تشنها روسيا أو النظام السورى أو وضع نهاية للحصار فى كافة أنحاء البلاد والذي يؤثر على سير حياة قرابة مليون نسمة.
وأشارت إلى ما قاله شخص شارك فى المحادثات بين المسئولين الأمريكيين وقادة الثوار: "لن يتم التوصل إلى اتفاق لأن الأمريكيين لا يستطيعون ضمان أى شىء. وهو عيب يشوب مساعيهم الدبلوماسية.. وكل ما يستطيعونه هو الأمل فى أن يحسن الروس التصرف".
*ترجمة خاصة بموقع "الإسلام اليوم"
========================
اللوموند : «لماذا لم يفعل الأميركيّون شيئًا؟» في سوريا
18 يوليو,2016 صحافة 0 293 مشاهدات
ترجمة مركز الحرمون للدراسات
إنّها قصّة سطو مسلّح، ذات انعكاسات عالميّة، وقصّة بعض الأشخاص أصحاب النيات الحسنة، ممّن حاولوا منع حدوثها. بعد خمس سنوات من خروج أوّل مظاهرة ضد الأسد، في أسواق دمشق بتاريخ 15 آذار/ مارس 2011، تجد الثّورة السوريّة نفسها عالقةً بين فكّي كمّاشة، القوى الموالية للنظام من جهة، ومجاهدي “جبهة النصرة” و”الدّولة الإسلاميّة” من جهةٍ أخرى.
نجح هذان التشكيلان، المنحدران -في الأصل- من القاعدة، في القيام بخروقات عسكريّة صاعقة، ضدّ مقاتلي الجيش السوري الحر، روّاد الثّورة، وترفرف راية الجهاديّين السوداء، في الوقت الحالي، على الجزء الأكبر من شمال البلاد، المحرّر منذ شتاء 2012-2013، والذي حَلُم المعارضون بتحويله إلى مختبر بناء سورية الجديدة.
تُعدّ الأسباب الرئيسة لهذا التحوّل، الذي هزّ كل العالم العربيّ، وشعرت العواصم الأوروبيّة بصدى صدمته، معروفة جيّدًا، وهي: وحشيّة النظام السوري غير المحدودة، والتي زرعت الفوضى الملائمة لنمو المتشدّدين، واللعبة الإشكالّية للجهات المانحة من دول الخليج، التي ساهمت بتطييف الحراك، إضافة إلى انقسام المعارضة التي تضاعفت أخطاؤها.
يجب إضافة عامل رابع إلى العوامل الثلاثة تلك، وهو ازدراء الولايات المتحدة الأميركيّة المعارضين السوريّين، والتي أهملت بشكل متكرّر تحذيراتهم.
مكّنت عدّة أسابيع من البحث في تركيّا، في أوساط معارضي الأسد في المهجر، صحيفة “اللوموند” من جمع الوثائق والشهادات غير المرويّة حول هذا الموضوع.
لقد تمّ كشف حقيقتَين: فمن جهة، أنّ الاستخبارات السريّة الأميركية، وبفضل صلاتها بأكناف الثورة، كانت قد تتّبعت صعود الدولة الإسلاميّة سلّم القوّة، خطوةً بخطوة، منذ أواسط عام 2013، ومن جهةٍ أخرى، فإنّ واشنطن لم تستخدم تلك المعلومات إلّا بشكلٍ شحيح، حتّى بعد بدء الضربات ضدّ الدولة الإسلاميّة في سورية، في أيلول/ سبتمبر عام 2014، والتي شكّلت خيبة أمل للجماعات المسلّحة الوطنّيّة، والإسلاميّة المعتدلة، والتي كانت تأمل الاستفادة منها.
كبير مُخبري الجيش السوري الحر
إنّ التحقّق المضاعف من صحّة تلك المعلومات، يستند إلى الاعتراف الحصري لرجل، يُعدّ كبير مخبري الجيش الحر، والذي قابلته صحيفة “اللوموند” ثلاث مرّات. أرسل هذا الشخص، خلال مدة تقدّر بسنتين تقريبًا، إلى “وكالة الاستخبارات المركزيّة” الأميركية تقاريرَ مشغولة بعناية، ومغذّاة بمعلومات شبكته من المخبرين، كما تحتوي كنزًا من المُعطيات، والكثير من الخرائط والصور، إضافة إلى إحداثيات، مستندة إلى النظام العالمي لتحديد المواقع (جي.بي.إس)، وأرقام هواتف.
يشرح ذلك المصدر قائلًا: «كنّا نبرزُ كلّ شيء للأميركيّين، منذ اللحظة التي كان تعداد “داعش” فيها عشرين عنصرًا إلى اللحظة التي أصبح تعدادها عشرين ألفًا، وعندما كنا نسألهم عمّا سيفعلونه بتلك المعلومات، كانت إجاباتهم مراوِغة، كالقول بأنّ الأمر بين أيدي صانعي القرار»
استطاعت صحيفة “اللوموند” الاطّلاع على العديد من تلك الوثائق، والحصول على بعض منها، وبشكل خاص مواقع مكاتب حواجز الجهاديّين في الرقّة، مقرّهم الرئيس في سورية. وفي هذا الصدد، تمكّنت “اللوموند” من الوصول إلى خطّةٍ سريّة، وُضعت صيف عام 2014، بالتشاور مع واشنطن، والتي تنصّ على السماح بطرد الدولة الإسلاميّة من محافظة حلب، لكنّ تنفيذ تلك الخطّة أُجّلَ مرّاتٍ عديدة من قِبل الأميركيين، وأخيرًا تمّ إفساد ذلك الهجوم، في نهاية عام 2014، بواسطة هجومٍ مفاجئ من جبهة النصرة على فرقة من الجيش الحرّ أُنيط بها تنفيذ الخطة.
سمحت لنا لقاءات مع رَجُلين، يعملان في الظلّ، بالتحقّق من صحّة تلك المستندات، كما سمحت لنا بمقاطعة وإغناء الرواية الأولية، ورُويداً رويداً، رسمت تلك العناصر أبعاد الفرصة الثمينة الضائعة، والتي لو تمّ استغلالها، لكان بإمكان المجتمع الدّولي أن يكون في وضع أكثر ارتياحًا، في مواجهة الدولة الإسلاميّة، ممّا هو عليه اليوم.
«نحن نقلّل من قيمة المعلومات الاستخباراتيّة، التي باستطاعة السوريّين التزويد بها، فيما يخصّ الدولة الإسلاميّة.» كما يؤكّد شارل ليستر، المتخصّص في شؤون الجماعات الجهاديّة السوريّة، والذي كان عرضة -أكثر من مرّة- للنقد اللاذع من قِبل معارضين، أهملت الولايات المتحدة معلوماتهم.
ويُضيف دبلوماسيّ غربيّ، قائلًا: «في نهاية عام 2013، أضعنا فرصتَين: تتمثّل الأولى بالهجوم الكيماويّ على ضاحية دمشق، في 21 آب/ أغسطس 2013، الذي بقي من دون ردّ، الأمر الذي ساعد النظام، بينما تتمثّل الفرصة الثانية في تقوية الطرف الفاعل الذي كان بمقدوره منازعة داعش، وكان الجيش السوريّ الحرّ الأمثل، للعب دور كهذا
لنسمِّ مصدرنا بـ «م.» لأسبابٍ أمنيّة؛ فليس من النفع بمكان التجسّس على الدولة الإسلاميّة في سورية اليوم، حيث دفع العديد من المناضلين الثوريّين المنفييّن في تركيا من حياتهم ثمنًا؛ بسبب نضالهم ضد الحركات الجهاديّة.
بدأت مهمّة «م.» في الاستخبارات في نيسان/ أبريل من عام 2013، عندما التحق بـ “المجلس العسكري الأعلى”، والذي كان وقتها قد تأسّس منذ أربعة أشهر، وكان هذا المجلس يطمح إلى تنسيق العمليّات بين الألوية، والفرق التابعة للجيش السوري الحرّ، وإلى مَركزة المساعدات الماليّة المتدفّقة بطريقةٍ فوضويّة جدًّا.
كما ساهم «م.» في البدء بمهمّة تحرّي الأمم المتّحدة عن استخدام الأسلحة الكيماويّة في سورية، ثمّ شارك -بعدها- في وساطات، تهدف إلى تحرير رهائن أجنبيّة، معتَقلة من قِبل جماعات جهاديّة، ولكنه سرعان ما صبّ اهتمامه على الدولة الإسلاميّة، والتي شاهدها في سراقب، وهي مدينة في محافظة إدلب.
يروي «م.»: «كان مسؤولهم، في ذلك المكان، يُدعى أبو براء الجزائري، وهو بلجيكيّ من أصل جزائريّ، كان يتصرّف بحماقة، و”يدخّن الحشيش باستمرار”، وكان يتحدّث عن إنشاء خلافة، تنتشر كالسرطان، ظنّ كل الناس أنّ كلامه كان مزاحًا، لكنّ مسيرتهُ كانت تثير فضولي؛ حيث كان قد قاتل في العراق وفي أفغانستان. كان يتحدّث اللغات الروسيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة، مع خلفيّة علميّة في الهندسة؛ بالتأكيد لم يكن أحد الهواة. عندما افتتح رجاله محكمة، وبدؤوا بمحاكمة الناس فيها، أدركنا -وقتها- أنّ حماقات أبو براء كانت جدّيّة
قرّر «م.»، بالاتّفاق مع قادته، إنشاء ملفات خاصّة بأولئك الدخلاء، تُسمّى الدولة الإسلاميّة الآن “الدولة الإسلاميّة في العراق والشام”، ويتميّز مقاتلوها، المنحدرون من أصول غير سوريّة، في معظمهم، بعُجالتهم في فرض قوانينهم على الأراضي التي ينتقلون إليها، بخلاف منافسيهم في “النّصرة”، المندمجين -بشكل أفضل- في الثورة، والذين يركّزون جهدهم في الاطاحة بالنظام. يصل أولئك المقاتلون بالمئات شهريًّا إلى الحدود السوريّة-التركيّة، والتي يُعدّ عبورها بالأمر السهل جدًّا.
يقول «م.» بغضب، واصفًا إيّاهم بالخطر المميت على الثورة: «هؤلاء الأجانب جاؤوا لسرقة بلدنا، لسرقة حقوقنا وأرضنا»، بينما يضيف رئيسه محذّرًا بلهجةٍ شبه ساخرة، خلال لقاء أجراه روبرت فورد، السفير الأميركي، مع المعارضة السوريّة في تركيّا: «إذا لم توقفوا هذه الموجة من الإرهابيّين، سيكون لزامًا حتّى على السوريّات إطلاق لحاهم».
التسلّل إلى كنف الدولة الإسلاميّة
أُرسل «م.» للتدرّب في الخارج، وعند عودته، وظّف حوالي ثلاثين رجلًا، يثق بهم، منتشرين في المدن التي كانت تقع تحت سيطرة “الدولة الإسلاميّة في العراق والشام”؛ في جرابلس ومنبج وتل أبيض والرقّة، وبغرض تمويل شبكته، طلب كبير المُخبرين من الولايات المتّحدة مبلغًا شهريًّا قدره 30.000 دولاراً أميركيًّا (27.000 يورو)، حصل منها على 10.000 دولار. كانت تُعقد اللقاءات مع موظّفيه في الفنادق الفخمة في مدن تركيّا الوسطى، كأضنة وغازي عنتاب وأنقرة.
تسلّل أحد أعلى العملاء شأنًا، في “المجلس العسكري الأعلى”، إلى مكتب الشؤون الماليّة للدولة الإسلاميّة في العراق والشام، والمتمركز في منبج، ليس بمَبعدة عن الحدود التركيّة. يُظهر تقريرٌ، يستند إلى معلوماته، واستطاعت صحيفة “اللوموند” الحصول عليه، تحويلاتٍ ماليّة من رضوان حبيب، عضو مجلس الشعب السوري وعضو في حزب البعث السوري الحاكم، إلى أخيه علي، الأمير في “الدولة الإسلاميّة” في مسكنة، المدينة الصغيرة المطلّة على نهر الفرات، حيثُ تمّ رصد عشر تحويلات بين شهري تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2013، ونيسان/ أبريل من عام 2014، تبلغ قيمة إحداها 14 مليون ليرة سوريّة (حوالي 67.000 ألف يورو). يقول «م.» شارحًا: «في البدء، كان الأمر بمثابة دعمِ رضوان حبيب لأخيه، قائد ثوري بسيط، في مواجهة عشيرة منافسة، ولكنّ النقود استمرّت في التدفّق، حتّى عندما انتقل أخوه إلى داعش
لا يقتصر عمل مخبري “المجلس العسكري الأعلى” على استراق السمع من وراء الأبواب فحسب، إنّما يشمل -أيضًا- عملًا ميدانيًّا محفوفًا بالمخاطر أحيانًا. أظهر «م.» لصحيفة “اللوموند” صورًا مأخوذةً بواسطة المنظار لمعسكر تدريب يرتاده مجاهدون أجانب، ويقع شمال محافظة اللاذقيّة. يقول «م.» بتذمّر: «أرسلتُها بالطبع لصِلاتي الغربيّة، مع إحداثيّات نظام تحديد المواقع العالمي “جي.بي. إس” لكننّي لم أحصل على أيّ جواب، استطاع عملائي الحصول على أرقام هواتف مسؤولين في داعش، على الأرقام التسلسليّة الخاصّة بأجهزة فضائية، وحتّى على عناوين الـ “آي. بي”. لكن من دون أيّ جواب أيضًا».
في تلك الفترة، بين نهاية عام 2013 وبداية عام 2014، كانت الولايات المتحدة ما تزال بعيدة عن الدخول في حرب مع الدولة الإسلاميّة، كانت تراقب -عن بُعد- الجماعات المسلّحة التي تنمو بسرعة، محاولةً كشف تلك التي تهدّد مصالحها، والأُخرى التي من الممكن التعاون معها.

«دائمًا كان أوباما وفريقه يعارضون استخدام القوّة العسكريّة في سورية، وتسليح الثوار» يذكّر روبرت فورد، والذي تقاعد من عملهِ، كدبلوماسي، في شباط/فبراير عام 2014، والذي يعمل -الآن- كباحث في معهد الشرق الأوسط، ثمّ يضيف: «كان لديهم قلق مضاعف، من جهة، أن تُستخدم الأسلحة المُقدّمة ضد نظام الأسد (كانت الولايات المتّحدة تنظرُ دائمًا إلى نظام الأسد كصاحبِ الشرعيّة القانونيّة السوريّة، على الرغم من إغلاق السفارة الأميركية في دمشق.) ومن جهةٍ أخرى، أن ينتهي المطاف بتلك الأسلحة بين يدي جماعات كجبهة النصرة
في هذا الصدد، فإنّ الاستيلاء على مكاتب ومستودعات الجيش السوريّ الحر، في كانون الأوّل/ ديسمبر من عام 2013، في مدينة “أطمه” على الحدود التركيّة، كان بمثابة نقطة تحوّل؛ فقد استطاعت الجماعات الإسلاميّة المسلّحة، وفي غضون ساعات، من السيطرة على الأماكن وترسانة الأسلحة الموجودة فيها. كان ذلك بمثابة الضربة القاضية للمجلس العسكريّ الأعلى، والذي كان قد قلّ -أساسًا- دعمه من عدد من الجهات الدّاعمة للثورة، كقطر وتركيّا، على سبيل المثال، اللتين تملكان قنواتًا وعملاءَ خاصّين بهما، من خارج الجيش السوري الحر، كما قلّت شحنات الأسلحة التي تصل من ليبيا، عبر قوراب مُستأجرة من قِبل إمام في استوكهولم، يُدعى هيثم رحمة، عضو في جماعة الإخوان المسلمين.
لوقف الفوضى، ابتداءً من هذه اللحظة، على الأمور -كلّها- أن تمرّ عبر “مركز العمليّات الحربيّة”، والذي يُعدّ بمثابة هيئة تنسيق موجودة في القواعد العسكريّة جنوبي تركيّا، حيثُ تستقرّ -أيضًا- تحت إدارة وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركية، جميع الدول الداعمة للثوّار، كالمملكة العربيّة السعوديّة وقطر وتركيّا؛ وفرنسا والمملكة المتّحدة.
ولدفع الثوّار إلى ابتلاع الطُّعم؛ تَعِدهم الولايات المتّحدة الأميركية بأسلحة مضادّة للدبّابات (صواريخ تاو)، ستزوّدهم بها المملكة العربيّة السعوديّة، بينما سيدرّب -في قطر-خبراء أميركيون جنودَ المدفعيّة على استخدامها.
كان أوّل لواء من الجيش السوريّ الحرّ، يستلم تلك الصواريخ، يُدعى “حركة حزم”، والذي تشكّل مطلع العام، بواسطة بعض المقاتلين القدامى من “كتيبة الفاروق” التي دافعت عن مدينة حمص القديمة. رغبت “حركة حزم”، وبفضل صواريخ التاو، والتي تركت فيديوهات بدايات استخدامها على الانترنت أثرًا عميقًا، في أن تصبح القطب الرئيس للثوار في الشمال، خصوصًا مع توزيعها ل 4000 مقاتل بين محافظات حلب وإدلب وحماه، بميزانيّة شهريّة تبلغ بضع مئات آلاف الدولارات مقدّمة من الولايات المتّحدة الأميركية.
لم تكن تلك أولوّية واشنطن
بعد فشل المجلس العسكري الأعلى، بدأ «م.» مرحلة إعادة التأهيل، فخلال صيف 2014، وبينما كانت ميليشيات الدولة الإسلاميّة، المعلنة بواسطة أبي بكر البغداديّ، تنتشر في مدينة الموصل العراقيّة، بدأ العمل على خطّة سريّة، تمهّد لاختلال توازن القوى في شمال سورية؛ تنصّ الخطّة على مهاجمة مواقع “الدولة الإسلاميّة في العراق والشام” من شمال إلى جنوب محور إعزاز-حلب؛ ما كان سيُعدّ تتمّةً لهجوم كانون الثاني/ يناير 2014، الذي سمح بطرد الجهاديّين من حلب، اطّلعت صحيفة “اللوموند” على الوثائق المقدّمة للأميركيّين، تحضيرًا للهجوم الذي كان من المفترض، أن تنضمّ إليه فرقٌ عسكريّة أخرى من الجيش الحر، كجيش المجاهدين المتمركز في حلب.
لقد تمّ تقدير الأمور كافة، ساعةً بساعة وشارعًا بشارع، من خط سير المهاجمين، إلى خطوط تزويدهم بالعتاد والوقود، أُنجز هذا العمل الدّقيق بواسطة جيش مخبري «م.».
«في كلّ قريةٍ من تلك الخاضعة لداعش، كنّا نعرف كم عدد الرجال المسلّحين، أماكن مكاتبهم ومخابئهم، كذلك حدّدنا أماكن قنّاصيهم وألغامهم، كنّا نعرف أين ينام أميرهم، ولون سيّارته وحتّى نوعها. لقد كنّا مستعدّين تكتيكيًّا واستراتيجيًّا.».
يتردّد الأميركيّون، ويطلبون تدقيقات، لكنّ الوقت يمرّ بعجالة؛ ففي منطقة إدلب بدأت “جبهة النصرة” بتشكيل خطرٍ حقيقيّ؛ حيثُ استولت في آب/ أغسطس على مدينة “حارم”، طاردةً منها رجال “جبهة ثوّار سورية” (المدموغة بختم الجيش السوريّ الحرّ، والمموّلة من قبل مركز العمليّات الحربيّة، والمُقادة من قبل جمال معروف، عامل البناء القديم، والذي تحوّل إلى قائد ومستفيد من الحرب).
وضع هجوم جبهة النصرة حركة حزم في مأزق، فحركة حزم على دراية بشعبيّة جبهة النصرة على الأرض، والتي لا تقتصر على المدنيّين فحسب، وإنّما تشمل -أيضًا- صفوف الثوار المعتدلين.
يستذكر مستشارٌ سوري، يعمل لحركة حزم، قائلًا: «لقد قمنا بجس نبض صِلاتنا، في مجلس الأمن القومي في واشنطن، حدّثناهم عن مقاتلة جبهة النصرة قبل أن تقوى، رفضوا ذلك مبرّرين بأنّها لم تكن أولويّتهم
شكّلت “كوباني” حالة طوارئ للبيت الأبيض؛ فحالما دخلت “الدولة الإسلاميّة” تلك البلدة “الكرديّة” المحاذية للحدود التركيّة، منتصف أيلول/ سبتمبر 2014، بدأ السلاح الجوّي الأميركيّ، والذي كان ناشطًا في العراق، بقصف طوابير سيّارات البيك-أب،  وخلال فصل الخريف كلّه، قدّم سلاح الطيران الأمريكي دعمًا جويًّا هائلًا  لـ “وحدات حماية الشعب”، الذراع العسكري لحركة الإدارة الذاتية الكرديّة؛ ما مهد لانسحاب الجهاديّين في ر كانون الثاني/ يناير 2015، كان أعضاء “حركة حزم”، مثلهم كمثل معظم الثوار السوريين، الناظرين لـ “وحدات حماية الشعب” بعين الريبة؛ لاتّهامهم إيّاها بالتواطؤ مع النظام السوري، يراقبون تلك المعركة بمشاعر مختلطة.
وبالتوازي مع ذلك، انحسرت خطّة الهجوم ضدّ “الدولة الإسلاميّة”؛ حيث لم يُمنح لها الضوء الأخضر، على الرّغم من عديد الاجتماعات في الفنادق التركيّة. يقول «م.» متحسّرًا: «كان الأميركيّون يتهرّبون من تزويدنا بصورٍ فضائيّة، وكانوا يخبروننا بأنّ طائراتهم لن تساعدنا، في حال بدء الهجوم ضدّ “الدولة الإسلاميّة”. كلّ ما كانوا يعرضونه علينا هو التخلّص من عقبةٍ واحدةٍ أو اثنتين، قبل أن نبدأ بالهجوم
لم تمنحهم “جبهة النصرة” الفرصة؛ فقد سيطرت، في تشرين الثاني/ نوفمبر، على المقرّات الرئيسة لـ “جبهة ثوّار سورية”، و”حركة حزم” في محافظة إدلب، وفي غضون أسابيع، قام مقاتلوها بكنس كافّة منافسيهم، والذين كانوا يرون فيهم نسخةً -طبق الأصل- عن “مجالس الصحوة”، تلك الميليشيّات السنيّة، والتي قامت واشنطن بتحريكها في العراق بين عامي: 2007 و2010، بهدف تفكيك تنظيم القاعدة؛  فعلّقت واشنطن، كردّة فعل على ما حصل، مساعداتها العسكريّة والماليّة لهاتين الجماعتين الثائرتين السوريّتين، تلا ذلك عقد اجتماع  لقادة “الجيش السوريّ الحرّ”، في مدينة الريحانيّة الواقعة في الجهة التركيّة من الحدود،
في جوّ يسوده التوتّر، دعا “حمزة الشمالي”، قائد “حركة حزم”، إلى ردّ شديد اللهجة على “جبهة النصرة”، كما دعا -بشكلٍ خاص- إلى الالتزام بالتعاون المشترك، في حال التعرّض لهجومٍ جديد. يقول مستشارٌ في المعارضة السوريّة، كان حاضرًا وقتها: «وافق جميع قادة الجيش الحر، بطريقةٍ استعراضيّة، لكنّ بعضهم بدأ بالشكّ في غضون دقائق قليلة. لم يقم أيّ منهم بالتحرّك، عندما سيطرت “جبهة النصرة” على آخر مقرّات “حركة حزم” غرب حلب، في كانون الثاني/ يناير. في الحقيقة، كانت “جبهة النصرة” مخيفةً للجميع، كما لم تشجّع الولايات المتحّدة زبائنها الآخرين على التحرّك.».
جبنٌ؟ سيطرة؟ يقول “روبرت فورد”، السفير الأميركي السابق، والذي لم يَعُد في منصبه: «لم يكن أعضاء “جبهة النصرة”، الذين هزموا “حزم”، يجهّزون لمهاجمة أيّ هدف أميركيّ؛ لم تمثّل تلك الأهداف أولويّة، وبالإضافة إلى ذلك، كانت الولايات المتّحدة مرتبكةً، بخصوص ثقتها بالجماعات المسلّحة شمالي سوريّة»، وكان بقوله -هذا- يشير ضمنًا إلى تشكيل “جمال معروف”، المتّهم بارتكاب العديد من الخروقات.
فشل برنامج التسليح والتدريب
يشعر «م.» بالغضب الشديد في تركيا؛ فقد قطع كل جسور الصلة مع موظّفيه، على إثر اجتماعٍ أخير؛ فيقول: «لو كان بمقدورنا الذهاب بعيدًا في خطّتنا، كنّا الآن سنُعدّ الشركاء الحصريّين في الصراع ضدّ الإرهاب، لكن يبدو أنّ أحدًا ما، لم يكن يريد أن نصل لتلك المرتبة»، ولكنّ مستشار “حزم” المقرّب من “وكالة الاستخبارات المركزيّة” الأميركية يقول مصحّحًا: «لا أؤمن بنظريّات المؤامرة» ثمّ يضيف: «ليس ” أوباما” بالشخص الذي يحبّ التدخّل، والأمر كذلك؛ فهو يرى أنّ على دول الشرق الأوسط أن تدير فوضاها بنفسها، وهمّه الأساسي كان التحدّث مع الجميع، أمّا فيما يخصّ المعارضة، فليس باستطاعتها الشكوى؛ فقد حصلت على الكثير من الأسلحة، لكنّها ارتكبت العديد من الأخطاء.».
على الأرض، كان لما حصل في خريف 2014، نتائج كارثيّة؛ فقد قام قادة “الجيش السوري الحر”، وبسبب خوفهم من مواجهة مصير “حركة حزم”، و”جبهة ثوار سورية”- بوضع أنفسهم، بشكل أو بآخر، تحت وصاية “جبهة النصرة”؛ حيث لم يكن بمقدور المعتدلين القيام بأي مبادرة بدون دعمها. يقول “جمال معروف”، والذي قابلناه في ضاحيةٍ تقع جنوبيّ تركيا، حيث يعيش هناك على حساب حكومة “أردوغان”: «بدأت “جبهة النصرة” بالاقتطاع من المساعدات الإنسانيّة والعسكريّة التي تصل لـ “الجيش السوريّ الحرّ”، ولكنّها تترك لهم صواريخ تاو، والتي تحتاجها لتدمير دبّابات النظام، هي تعرف أنّها إذا ما استولت على تلك الصواريخ، فسيكف الأميركيّون عن التزويد بها
دفعت نتائج فشل مشروع “التسليح والتدريب”، في صيف عام 2015، والذي كان منوطًا به تجهيز الثوار ضدّ “الدولة الإسلامية”، تخبّط الأميركيين في هذا الصراع إلى ذروته؛ فما أن دخل المقاتلون، والمختارون بتسرّع من قِبل “البنتاغون”، إلى سورية، حتّى تمّ تجريدهم من أسلحتهم من قِبل مقاتلي “جبهة النصرة”، وبسبب منع مجنّديه من مقاتلة النظام، لم يجد “البنتاغون” أنّه من النافع تقديم أيّ غطاء جوّي لهم.
يكرّر «م.» شعوره بالمرارة في تركيّا، ويرى أنّ أكراد “وحدات حماية الشعب”، والذين يتعاون معهم الأميركان بشكلٍ متزايد، ينتحلون الدور الذي كان يحلم القيام به. لقد كان آخر عمل قام به للأميركيّين هو إعداد تقرير ضخم عن مدينة “الرقّة”، المكان المقدّس لـ”الدولة الإسلاميّة” في سورية، يتضمّن مخطّطات إجماليّة للتنظيم الجهادي، من الأمير إلى مسؤولي نقاط التفتيش، كما تضمّن صفحاتٍ كاملة إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي “جي.بي. إس، يقول «م.» بنبرةٍ لا تخلو من الاحتجاج: «كان ذلك منذ عام ونصف، ولا تزال الرقّة حتّى الآن عاصمةً لداعش».
خذلان تدمر
يبدي شخصٌ سوريٌ آخر غضبه، وهو ضابط سابق منشق عن جهاز المخابرات في نظام الأسد، تحوّل إلى رجل أعمال في المملكة المتّحدة، ويؤدّي دور الوسيط السرّي للجيش السوريّ الحرّ. قابلته صحيفة “اللوموند”، في تشرين الثاني/ نوفمبر في أحد فنادق “غازي عنتاب”، بناءً على طلبه للحديث عن تدمر.
كانت مدينة تدمر الأثريّة، والغنيّة عن التعريف،  قد وقعت قبل عدّة أشهر، في حزيران/ يونيو، بأيدي ميليشيا “الدولة الإسلاميّة”، على إثر هجمة خاطفة فاجأت العالم بأجمعه، لكنّ هذا الشخص أكّد لنا أنّه قد تمّ إخطار الأميركيين بتلك الهجمة، حيث قال: «كنت في مدينة اسكندرون، اتّصل بي رجالي من مدينة السخنة ]وهي مدينة تبعد 70 كيلو مترًا شرق تدمر[؛ ليخبروني أنّ سيارات جيب، تابعة لـ “الدولة الإسلاميّة،” تتقدّم باتّجاه تدمر، قمت بإخطار “وكالة الاستخبارات المركزية”، و”البنتاغون”، لكنّ الجواب الوحيد الذي حصلت عليه، كان بأنّهم قد رأوا -أيضًا- انطلاق مواكب السيّارات، لكنّ طيّاريهم قد رصدوا أطفالًا في إحدى الشاحنات. حسنًا، لكن ماذا عن باقي العربات؟».
لم يبرز لنا هذا المصدر أي وثيقة تسند كلامه، لكنّ المستشار السابق في حركة “حزم” يؤكّده لنا، قائلًا: «كان الجميع يعلم في المعارضة بأنّ “الدولة الإسلاميّة” ستهاجم تدمر، قبل الهجوم بعشرة أيّام على الأقل. إنّها عبارةً عن أراضٍ مسطّحة وصحراويّة من السهل قصفها، لماذا لم يفعل الأميركيّون شيئًا؟ يبقى جواب هذا السؤال غامضًا
كما لا يملك المحلّل، “شارل ليستر”، أي إجابة، ويقول: «تشكّك المعارضة، ومنذ وقتٍ طويل، بأهداف الولايات المتّحدة في سورية، ويبدو أنّ انعدام الثقة موجودٌ -أيضًا- لدى الطرف الآخر، ولكن لا يمكن لتنظيم “الدولة الإسلاميّة” أن يُهزَم، بدون مساعدة السوريّين على الأرض، وبصياغةٍ أخرى، من دون مساعدة المعارضة المتكوّنة في معظمها من سنّة وعرب
يوم الأحد الواقع في 13 آذار/ مارس 2016، قامت “جبهة النصرة” بهزيمة فرقةٍ أخرى من “الجيش السوري الحر”، وهي الفرقة 13 في مدينة “معرّة النعمان”، هزيمة جديدة للمعتدلين ضد الجهاديّين، وتستمرّ الحلقة السوداء. إنّها الثانية عشر إلا ربعًا ليلًا بحسب التوقيت المحلّي في سورية.
========================
 
الصحافة الروسية :
 
 
 
إيزفيستيا: تركيا تعدل سياستها إزاء سوريا!
ذكرت صحيفة “إيزفيستيا” أن موقف رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم بشأن تطبيع العلاقات مع دمشق يشير إلى استعداد أنقرة للإصغاء إلى روسيا
جاء في مقال الصحيفة:
صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف لصحيفة إيزفيستيا” بأن التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة التركية بن علي يلديريم حول سوريا تدل على حصول بعض التقدم في مواقف أنقرة.
وأضاف: “أريد لفت الانتباه إلى ما جرى بعد ذلك من توضيح هذه التصريحات بأن يلديريم لم يكن يقصد استعداد تركيا لتطبيع العلاقات مع سوريا في ظل حكم الرئيس بشار الأسد. ومع ذلك، فهي دليل على تغير اللهجة. وهذه فرصة لتركيا لكي تصغي باهتمام إلى موقف روسيا من سوريا، ولغيرها من البلدان التي تحاول تغير الأنظمة القائمة فورا. بيد أن هذا التقدم المحدود في موقف أنقرة ليس نهائيا ولا يسمح بالحديث عن تقارب مواقف روسيا وتركيا بشأن سوريا. أما فيما يتعلق بتطبيع العلاقات الروسية – التركية، فنحن الآن في بداية الطريق. لذلك، لا أريد أن أبالغ في  نتائج قرار التطبيع في حالات ما ومن ضمنها سوريا. فالمستقبل سيوضح كل شيء”.
من جانبه، أشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) أليكسي بوشكوف إلى أن التغيرات في موقف القيادة التركية تجاه سوريا قد تكون مرتبطة بالتهديدات الأخيرة التي تواجهها أنقرة.
وأضاف أن “بعض التعديلات في موقف تركيا تجاه سوريا قد بدأت؛ ولكنها لم تؤد حتى الآن إلى تغيرات نوعية. والحديث يدور عن تصحيح المواقف. وأعتقد أن لذلك علاقة من جانب بتهديدات “داعش”. ومن جانب آخر، فإن تركيا من دون تطبيع العلاقات مع سوريا، قد تواجه صعوبات في تسوية القضية الكردية. وهذه اللهجة الجديدة تشير إلى اتجاه الحراك، ولكن موقف أنقرة الرسمي من بشار الأسد لم يحصل فيه أي تغيير.
ففي اليوم التالي، قال يلديريم إن تركيا لن تغير موقفها إلا بعد رحيل الأسد. أي أننا هنا نلاحظ تصحيحا في الموقف، ولكنه لم يصل إلى مستوى إعادة النظر بالعلاقات مع القيادة السورية. إذ سيكون من الصعب على تركيا تغيير موقفها، لأنها تصر منذ فترة طويلة على رحيل الأسد. ولكن، مع ذلك تبرز ضرورة الاتصالات بشأن المسائل التي تهم تركيا.
وكان رئيس الحكومة التركية بن علي يلديريم قد أعلن، يوم 13 يوليو/تموز الجاري، أن القيادة التركية تسعى لتطبيع العلاقات مع سوريا. جاء ذلك خلال الخطاب الذي ألقاه في اجتماع القيادات الإقليمية لـ”حزب العدالة والتنمية” الحاكم.
وقال يلديريم: “سنزيد عدد أصدقائنا، وقد تم فعلا اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، حيث تم تطبيع العلاقات مع روسيا وإسرائيل. وأنا واثق من هذا سيحصل مع سوريا أيضا. لأننا بحاجة إلى هذا الأمر”.
وأضاف: “من أجل النجاح في مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق يجب ضمان الاستقرار”.
غير أنه في اليوم التالي، 14 يوليو/تموز الجاري، كرر في تصريحات لـ “بي بي سي”، موقف القيادة التركية من الرئيس السوري.
وقال ردا على سؤال حول احتمال تليين سياسة تركيا من الأسد على خلفية تزايد خطر الإرهاب: “يوجد الأسد من جهة، ومن الجهة الأخرى “داعش”، وإذا سألتموني أيا منهما أختار، فإنني سأقول لا هذا ولا ذاك، وإن على الاثنين الرحيل، لأنهما سبب مشكلة الشعب السوري”.
أما المحلل السياسي السوري أحمد صوفان، فيعتقد أن على أنقرة في جميع الأحوال البحث عن مخرج من الوضع الصعب التي وجدت نفسها فيه خلال السنوات الأخيرة.
ويقول إن “السياسة التي انتهجتها القيادة التركية أوصلت البلاد إلى طريق مسدود كما على مستوى السياسة الداخلية كذلك على مستوى العلاقات مع دول الجوار. والآن يجب أن تحدث تغيرات في هذا النهج. وإذا تحدثنا عن سوريا، فإن أول عملية تقوم بها، يجب أن تكون إغلاق الحدود لمنع تدفق المرتزقة والأسلحة”.
وأضاف: إذا أغلقت تركيا الحدود مع سوريا فستكون هذه إشارة مهمة لبدء الحوار بين أنقرة ودمشق. (روسيا اليوم)
========================
إيزفيستيا: لهذا السبب فرنسا ترغب بالأسد رئيساً لسوريا
نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا حول دعوة أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي إلى توحيد الجهود مع روسيا والحكومة السورية في مكافحة الإرهابيين.
وبحسب "شام تايمز" فقد جاء في مقال الصحيفة:
ينعقد يوم الاثنين الـ 18 من الشهر الجاري في بروكسل اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بمشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري. وسيناقش المجتمعون الاستراتيجية العامة لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية وفي مجال الأمن، والتي قدمتها المفوضة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني في نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي؛ حيث يدور الحديث عن ضرورة استمرار الحوار والمفاوضات "من أجل تسوية الصراع في سوريا".
باريس من جانبها، تعتقد بعد العملية الارهابية في مدينة نيس الفرنسية يوم 14 يوليو/تموز الجاري، بضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى محاربة "داعش" عن طريق التعاون مع روسيا، ودعم مؤقت للرئيس بشار الأسد. هذا ما صرح به لـ "إيزفيستيا" السيناتور الفرنسي إيف بوزو دي بورغو، عضو لجنة الشؤون الدولية والدفاع والقوات المسلحة.
وكان الخلاف الرئيس بين روسيا والاتحاد الأوروبي في سوريا هو الموقف من الرئيس بشار الأسد. ولكن، بعد عملية نيس الإرهابية أصبحت غالبية أعضاء مجلس الشيوخ تطالب بدعم بشار الأسد رئيسا لسوريا مؤقتا، وتوحيد الجهود مع روسيا في مكافحة "داعش" .
ويضيف بوزو دي بورغو أن الوقت قد حان للتوقف عن اعتبار الأسد مشكلة، وأن من الضروري تطوير العلاقات مع روسيا في سوريا وعموما في مجمل عمليات مكافحة الإرهاب في العالم. كما أن من الضروري أن يكون هناك تنسيق أكثر فعالية للعمل بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا؛ حيث أصبح واضحا أن ظاهرة "داعش" هي مشكلة دولية، و"علينا أن نتضامن ونتكاتف في محاربته".
وبحسب قوله، فمن المحتمل أن تبدأ باريس قريبا في تنسيق عملياتها مع البيشمركة وقوات الحكومة السورية.
وأضاف أنه لا يوجد داخل الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة رأي موحد بشأن العمليات البرية. ومع ذلك، "نحن على استعداد للتعاون مع قوات البيشمركة الكردية في العراق والقوات السورية. ولكن يجب أن نفهم بألاَّ حل لمشكلة "داعش" بعد القضاء عليه في سوريا والعراق؛ لأنه مشكلة دولية تتطلب التفكير".
من جانبه، أدلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بتصريح بعد العملية الإرهابية في نيس، أشار فيه إلى أن فرنسا ستوسع عمليتها ضد "داعش".
وهذا ليس هو التصريح الأول من نوعه للرئيس الفرنسي. فبعد العملية الإرهابية التي نفذت في باريس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وسعت فرنسا عملياتها العسكرية ضد المسلحين باستخدام القوات الجوية والبحرية فيها، وبلغ عدد العسكريين الفرنسيين المشتركين في هذه العمليات 3.5 آلاف شخص.
إلى ذلك، قال المستشار السابق في وزارتي الدفاع  والداخلية في فرنسا آلان كورفيز لـ "إيزفيستيا"، إن "على باريس أن تبدأ بالتعاون مع القوات السورية لرفع فعالية محاربة المسلحين".
وأضاف: "يجب تغيير السياسة الخارجية للبلاد؛ لأن الدبلوماسية لم تعد تعطي ثمارها، وفرنسا تواجه تهديدات حقيقية باستمرار. ويتفاعل زعماء بلدان الاتحاد الأوروبي بموضوعية مع ما يجري من أحداث. ولكن الواقع يقول إنه من دون التنسيق مع روسيا والقوات السورية لن نتمكن من الانتصار على الارهابيين. لذلك، من الضروري التعاون المكثف مع روسيا في سوريا ومع قوات الحكومة السورية أيضا وتبادل المعلومات معهما؛ لأن الأجهزة الأمنية السورية أكثر اطلاعا على ما يجري في ساحات القتال من الآخرين، وخاصة عن المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب الراديكاليين ومن أي بلد قدموا. يجب على فرنسا تغيير سياستها لأننا فعلا اصطدمنا بتهديدات إرهابية خطيرة. فيما تبذل روسيا جهودا كبيرة في مكافحة الراديكاليين، ولديها خبرة واسعة في محاربة الإرهاب. لذلك، إذا وحَّدنا قوتنا فسنتمكن من القضاء على المسلحين".
من جانب آخر، أكد كورفيز أن القضاء على داعش في سوريا والعراق لا يعني بالضرورة القضاء على ظاهرة الإرهاب، بل على العكس من ذلك: هناك خطر من تنفيذ عمليات إرهابية في مختلف دول العالم.
وهذا ما تحدث عنه وزير داخلية فرنسا بيرنار كازنيف، خلال تعليقه على العملية الإرهابية في مدينة نيس؛ حيث اعترف بأن منظومة مكافحة الإرهاب غير فعالة، مشيرا إلى أن عملية نيس هي دليل على "إرهاب من طراز جديد" يؤكد "صعوبة مكافحة الإرهاب".
كما أعلن الوزير الفرنسي أنه سيكون من الصعوبة منع وقوع عمليات ارهابية من هذا الطراز؛ لأن "الأشخاص المستعدين لتنفيذ نداءات "داعش" يقومون بأعمال وحشية جدا لا تتطلب مشاركة سابقة في المعارك ولا حتى تدريبات خاصة". كما أن التحكم بأشخاص ذوي النفسية القلقة هو جزء من استراتيجية "داعش"، حيث إن هدف الإرهابيين هو تقسيم المجتمع في مسألة تحديد الهوية، ويسعون لجعل المسلمين يشعرون وكأنهم مغبونون وملاحقون.
=======================