الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19/9/2016

سوريا في الصحافة العالمية 19/9/2016

20.09.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة التركية والعبرية : الصحافة البريطانية :  
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :تقييم اتفاق كيري "السري" مع روسيا بشأن سوريا
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/judging-kerrys-secret-syria-agreement-with-russia
أندرو جيه. تابلر
متاح أيضاً في English
15 أيلول/سبتمبر 2016
في العاشر من أيلول/سبتمبر، أبرم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اتفاقاً لإعادة العمل في هدنة "وقف الأعمال العدائية" التي تمّ التوصّل إليها في شباط/فبراير الماضي، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا، لا سيما حلب - أكبر مدينة في البلاد. وقد وافقت واشنطن على إنشاء "مركز التنفيذ المشترك" المثير للجدل بالتعاون مع الجيش الروسي - إذا تمكَّن الفريقان من تطبيق هذه الشروط والالتزام بها لمدة سبعة أيام - وذلك من أجل استهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» وجماعات المتمردين المرتبطة بـ تنظيم «القاعدة».
ولم يُكشف بعد عن نصّ الاتفاق على الملأ، وهو الذي جاء بناءً على طلب واشنطن وفقاً لما قاله لافروف في 13 أيلول/سبتمبر. وأضاف أن الاتفاق الذي يضم خمسة أجزاء لا يجب أن يُنشر فحسب، بل يجب توثيقه أيضاً في قرار جديد من قبل مجلس الأمن الدولي. وبعد مراجعة انتهاكات هدنة "وقف الأعمال العدائية" من قبل الجانبيْن في 14 أيلول/سبتمبر، أعاد كلّ من كيري ولافروف تحديد الإطار الزمني، حيث أعلنا تمديد "وقف الأعمال العدائية" لثمانٍ وأربعين ساعة إضافية وأشارا إلى إمكانية إقامة "مركز التنفيذ المشترك" في 21 أيلول/سبتمبر على أقرب تقدير.   
ويكمن الهدف الأمريكي من المفاوضات في الاستفادة من رغبة روسيا الكبيرة في التعاون العسكري من أجل انتزاع تنازلات. وعلى وجه الخصوص، من المتوقع أن تمارس موسكو حالياً ضغوطاً على نظام بشار الأسد لإعادة العمل في هدنة "وقف الأعمال العدائية" والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، على أن يكمن الهدف النهائي في استئناف المفاوضات السياسية التي ستؤدّي إلى إنهاء الحرب وإبقاء سوريا بلداً واحداً
وعلى الرغم من السرية، برزت تفاصيل من الاتفاق تكفي للحكم على فعاليته وعلى الأسس التي سيُبنى عليها "مركز التطبيق المشترك":
إعادة العمل في هدنة "وقف الأعمال العدائية". يمثّل تطبيق "وقف الأعمال العدائية" الاختبار الحاسم الرئيسي لقابلية استمرار الاتفاق.  وعلى الرغم من أن التفاصيل الرسمية للآلية الواجب اتّباعها لتحقيق ذلك لا تزال غير واضحة، إلا أنه تمت الإشارة إليها باختصار وبصورة جزئية في رسالة باللغة العربية أرسلها المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا مايكل راتني، إلى فصائل المعارضة السورية. ولفت مسؤولون إلى أن القاعدة العامة التي سيتمّ استخدامها لقياس مدى الالتزام تنصّ على تقليص وتيرة أعمال العنف إلى مستويات سُجلت للمرة الأخيرة في أعقاب التطبيق الأول لهدنة "وقف الأعمال العدائية" في مطلع آذار/مارس، عندما ادّعى مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية أن الأعمال القتالية "تراجعت بنسبة 90%". غير أنه من الصعب تحديد عدد الوفيات الدقيق المسجل خلال تلك الفترة، لكن وفقاً لمصادر مختلفة ناهز عدد القتلى في شهر آذار/مارس 600 شخص.   
ووفقاً لمحادثات خاصة مع بعض المسؤولين، استخلصت وكالة "أسوشيتد برس" عدداً من الشروط التي لا بدّ من تطبيقها والالتزام بها لمدة سبعة أيام متتالية لكي يؤتي الاتفاق ثماره ويحقّق هدفه. وتشمل التفاصيل الرئيسية من رسالة المبعوث راتني واستنتاجات الوكالة ما يلي:
·         اعتباراً من الثاني عشر من أيلول/سبتمبر، يتوجّب على قوات النظام والمعارضة وقف كافة الهجمات بواسطة أي نوع من الأسلحة، بما في ذلك القصف الجوي، والصواريخ، وقذائف الهاون، والصواريخ الموجّهة المضادة للدبابات.  
·         لا يجب أن يحاول أي من الطرفيْن كسب أراضٍ جديدة.
·         يتعيّن على النظام والمعارضة ضمان وصول المساعدات الإنسانية بصورة سريعة وآمنة ومستمرة وخالية من العوائق إلى كلّ من يحتاج إليها.
·         في الحالات التي تتطلّب دفاعاً عن النفس، يجب استخدام القوة المتناسبة.
·         يجب تجميد حركة القوات في الراموسة الواقعة جنوب حلب. (تم تقويض هذا الشرط من واقع استعادة قوات النظام لأراضٍ في هذه المنطقة).
إدخال المساعدات الإنسانية. تدّعي واشنطن أنه لا يمكن إبرام أي اتفاق مع روسيا من دون إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة والوصول إليها، لا سيما حلب. يُذكر أنه في تموز/يوليو، طوّق النظام وحلفاؤه المدينة، ولكن بعد فترة وجيزة تم كسر ذلك الحصار من خلال عمليات قادتها «جبهة فتح الشام» التي كانت تُعرف سابقاً باسم «جبهة النصرة»، بعد فك ارتباطها بـ تنظيم «القاعدة». وقد كشف تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" تفاصيل عن عدد من الشروط المتعلقة بنقاط الدخول إلى هذه المناطق
·         ستعمد منظمة "الهلال الأحمر العربي السوري" شبه الحكومية إلى إقامة وإدارة اثنين من نقاط التفتيش على طريق الكاستيلو، الذي يُعتبر الشريان الرئيسي لحلب، بحيث لا يكون فيهما أكثر من عشرين عنصراً مسلّحاً (من غير الواضح ما إذا كان ذلك يعني أن كل نقطة ستضم عشرين عنصراً). وسيتم تحديد الترتيبات الأمنية بموافقة مشتركة بين قوات النظام والمعارضة وبإشراف الأمم المتحدة.
·         يجب على قوات النظام سحب عناصرها وأسلحتها الثقيلة وأي أسلحة أخرى بعيداً عن طريق الكاستيلو. وفي بعض المواقع، لا بدّ من سحب الدبابات والمدفعية وقذائف الهاون إلى مسافة لا تقل عن 3.5 كيلومترات (نحو 2 ميل). وفي أماكن أخرى، يتعيّن على الجنود الذين بحوزتهم أسلحة أخفّ حملاً التراجع إلى مسافة لا تقل عن 500 ياردة من الطريق. وترتبط متطلّبات أخرى بالرشاشات ومراكز المراقبة التي يحتاج تشغيلها أكثر من عنصر واحد.
·         يتعين على قوات المعارضة الانسحاب من طريق الكاستيلو أيضاً، شرط أن يكون تراجعها في عدة مواقع موازياً من حيث المسافة لانسحاب قوات النظام. ففي شرق الطريق، سيتوقّف انسحابها على تحركات القوات الكردية. فإذا تراجع الأكراد إلى مسافة 500 ياردة، يجب على قوات المعارضة أن تحذو حذوها. أما المتطلبات الأخرى التي يفرضها الاتفاق فتتعلق بالأسلحة الثقيلة بما فيها مركبات المشاة القتالية والدبابات والمدافع الرشاشة التي يحتاج تشغيلها أكثر من عنصر واحد.
·         يتعيّن على المعارضة بذل قصارى جهودها لمنع المسلّحين التابعين لـ تنظيم «القاعدة» من التقدّم باتجاه المناطق المنزوعة السلاح.
·         يجب أن تتاح لجميع السوريين، بمن فيهم قوات المعارضة، القدرة على مغادرة حلب عبر طريق الكاستيلو، مع أسلحتهم. وعلى المقاتلين تنسيق عمليات الخروج المماثلة مع مسؤولي الأمم المتحدة مسبقاً.
فصل المعارضة عن تنظيم «القاعدة». وفقاً لرسالة راتني، يتعيّن على مقاتلي المعارضة فصل أنفسهم عن «جبهة فتح الشام» فوراً. وغالباً ما تسمّى هذه العملية "فكّ الترابط"، في إشارة إلى الخرائط التي تُظهر تداخل قوات المعارضة مع الجماعات المتطرفة وتبدو كخطوط عروق الرخام. وتفيد بعض التقارير أن الولايات المتحدة وروسيا وضعتا خرائط استخباراتية لمواقع تواجد قوات المعارضة و«جبهة فتح الشام» حالياً.
وجاء في الرسالة أنه يتعيّن على المعارضة تجنّب التعاون مع «جبهة فتح الشام» وإلا فسيكون لذلك عواقب وخيمة. كما أشارت إلى أنه يمكن لقوات المعارضة الدفاع عن نفسها ضدّ الهجمات، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك يسري على الهجمات التي تشنّها «جبهة فتح الشام» فقط، أم تلك التي يشنها النظام وحلفاؤه أيضاً (أي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران مثل «حزب الله»).
الحكم على الإتفاق ومراوغته
يُعتبر إصرار كيري على إبقاء نصّ الرسالة سرياً وسيلةً لتجنّب منح «جبهة فتح الشام» وتنظيم «الدولة الإسلامية» إشعاراً مسبقاً بشنّ أي عمليات محتملة ضدّهما. لكن في الوقت نفسه من المرجّح أن يكون البيت الأبيض وكيري بصدد وضع نفسيْهما في مصاف قضاة الامتثال في النهاية - علماً بأن تكتيكاً مماثلاً استُخدم وحقّق نجاحاً في الفترة التي سبقت التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. ونظراً إلى نداءات كيري المتكرّرة حول "ما هو البديل" [المطروح أمامنا]؟" - وهو تكتيك غريب نظراً لأن كيري قد ميّز نفسه بأنه من دعاةعدة "خطط بديلة" تتعلق بسوريا خلال هذا العام وحده - فقد تسعى الإدارة الأمريكية إلى المراوغة [فيما يتعلق بالالتزام] في محاولة للحفاظ على ماء الوجه. غير أنه ليس هناك شك بأن كيري يعلم أن هذا الأمر سيكون بمثابة ممارسة لخداع الذات حيث أفادت بعض التقارير أنه يدرك بأن عدداً أكبر من العوامل المحرّكة والجهات الفاعلة يؤثّر على الاتفاق السوري مقارنةً بالاتفاق الإيراني. ويبدو أن لافروف يفهم هذا الأمر أيضاً نظراً إلى طلبه المفاجئ بجعل هذا الاتفاق علنياً. وفي حين قد تكون المحافظة على سرية الاتفاق سبيلاً للبدء بتطبيقه، إلا أن إقناع الأطراف المشاركة بتنفيذ بنوده ومحاربة الإرهاب وإنهاء الحرب سيتطلّب قدراً أكبر من الشفافيةً من جانب واشنطن - لا سيما فيما يتعلق بمستقبل الأسد
أندرو تابلر هو زميل "مارتن جي. غروس" في برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن.
========================
معهد واشنطن :تقييم الحملة العسكرية ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية»
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-military-campaign-against-the-islamic-state-an-assessment
مايكل نايتس, جيمس جيفري, مايكل آيزنشتات, و أندرو جيه. تابلر
متاح أيضاً في English
14 أيلول/سبتمبر 2016
"في 9 أيلول/سبتمبر، خاطب مايكل نايتس، جيمس جيفري، مايكل آيزنشتات، وأندرو تابلر منتدى سياسي في معهد واشنطن. ونايتس هو زميل "ليفر" في المعهد ومقره في بوسطن ومؤلف التقرير الذي أصدره المعهد باللغة الإنكليزية، "الطريق الطويل: إعادة تفعيل التعاون الأمني ​​الأمريكي في العراق". وجيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في المعهد وسفير الولايات المتحدة السابق في العراق تركيا. وآيزنشتات هو زميل "كاهن" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد، ومؤلف التقرير، "برنامج تدريب وتجهيز معزز للمعارضة السورية المعتدلة" (مع جيفري وايت). وتابلر هو زميل "مارتن جي. غروس" في برنامج السياسة العربية في المعهد. وفيما يلي ملخص المقررة لملاحظاتهم".
مايكل نايتس
تغيَّر المشهد في العراق بشكل ملحوظ منذ أيلول/سبتمبر 2014، حيث بدأ يُقدم بعض العِبر المهمة الرئيسية بشأن طبيعة الصراع المحلي. فقبل عاميْن، كان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد أحكم قبضته على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. غير أن الهجمات التي شنّها في «إقليم كردستان» دفعت بالولايات المتحدة ودول أخرى إلى زيادة تدخّلها. وفي ذلك الوقت، اعتقد بعض العراقيين أن واشنطن تردّدت لفترة طويلة في التحرك بعد سقوط الموصل بخلاف جهات فاعلة أخرى كانت قد كثّفت جهودها لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال الفترة نفسها، مثل إيران وروسيا و«قوات الحشد الشعبي» الشيعية.
واليوم، تدهورت القدرات العسكرية والدفاعية لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، كما تداخلت خسارة الجماعة لأراضٍ مهمة مع قدرته على التجنيد، وبثّ الذعر في النفوس، والاستفادة من أصول النفط. وكانت هذه الإنجازات ممكنة إلى حدّ كبير بفضل الشراكة بين قوات الأمن العراقية و"قوة المهام المشتركة"، وهو التحالف العالمي الكبير المكلف بمهمة الاضطلاع بتنفيذ »عملية الحل المتأصل«. وأثبتت هذه الشراكة نجاحها الباهر في تحرير مدن عراقية رئيسية، رغم أن السؤال لا يزال يتمثّل بالكيفية التي سيتذكّر فيها العراقيين عوامل الصراع الحاسمة [في المستقبل].
وعلى كلّ حال، يمكن استخلاص ثلاث عِبر من الحملة العسكرية حتى الآن. أولاً، أهمية القيادة في الحرب. فلم تكن إخفاقات القوات العراقية والكردية العادية هي التي مكّنت تنظيم «الدولة الإسلامية» من التوسّع بين عاميْ 2011 و2014، إنما عجز القيادة عن التصرّف بحزم في مواجهة التحذيرات المتكررة بأن التنظيم سيشنّ قريباً هجمات كبيرة.
ثانياً، كررت الحملة التأكيدعلى أهمية القوات الصغيرة العدد والباسلة في ملاحقة العدوّ رغم نقص قواها البشرية. وعلى الرغم من أن قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على اكتساب قابليّة تحرّك متفوّقة وتركيز قواته على خطوط المواجهة الأمامية ساهمت في النجاح الذي حقّقه في وقت مبكر، إلا أن أعداءه تمكنوا منذ ذلك الحين من إثقال كاهله وتقويض قدراته.
ثالثاً، شكّل عاملا الوقت والإنهاك سلاحاً فعّالاً لكافة الأطراف المشاركة في الحرب. لكن الأحداث قد أظهرت أيضاً أنه غالباً ما تكون لهذا السلاح نتائج عكسية.
وستتضمّن المراحل القادمة من هذه الحرب الاقتتال في الأراضي العراقية غير الخاضعة للسلطة. ومن أجل التصدّي لأي هجمات قد يشنّها تنظيم «الدولة الإسلامية» في المستقبل من هذه الأراضي، على الولايات المتحدة مضاعفة تعاونها مع قوات الأمن العراقية، وتسليحها وتدريبها في مجالات مكافحة الإرهاب، وضبط أمن الحدود، وتقنيات الاستخبارات، واستهداف مواقع محدّدة، من بين أمور أخرى. ويتعيّن على واشنطن أيضاً العمل عبر تحالف مجموعة "الدول العشرين" على تعزيز الإصلاح والتعاون بين القوات العراقية و"قوات البشمركة الكردية"، إلى جانب تنفيذ مشاريع حوكمة في المناطق السنّية والشيعية على حد سواء.
جيمس جيفري
على الرغم من النجاحات التي قد تحقّقها «عملية الحل المتأصل«، يبقى تنظيم «الدولة الإسلامية» قوة فعّالة في العراق وسوريا، حيث لا يزال يُحكم قبضته على معاقله في الرقة والموصل ويواصل تأدية مهامه كدولة. فهو لا يزال قائماً رغم تحالف يضمّ ستين دولة، لها عدد كبير من الطائرات، بالتعاون مع القوات العراقية وقوات "البيشمركة" و«قوات الحشد الشعبي» على الأرض، التي تعمل جميعها ضد التنظيم.
وفي ظل هذه الخلفية، فالسؤال هو لماذا لم تتم هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» ودحره؟ تكمن الإجابة في التحديات والحسابات السياسية التي تواجهها كل جهة فاعلة في هذه الحرب.
وبالنسبة لبغداد، ساهم الاستقرار على خطوط المواجهة الأمامية بإزالة موضوع دحر تنظيم «الدولة الإسلامية» بوصفها مسألة ذات أولوية [للحكومة]، رغم الخوف الناتج عن الانتصارات الأولية للجماعة. فضلاً عن ذلك، طغت التحديات الأمنية الأخرى على المعركة ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية»، من بينها توسُّع إيران عبر وكلائها، وامتداد الصراع الطائفي في المنطقة، وتزايد العنف بين العشائر السنّية في العراق.
لكن الحسابات تختلف بالنسبة لقوات "البيشمركة" التي أثبتت أنها من أبرز حلفاء واشنطن الذي يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التنظيم. ورغم التحدّي المتمثّل بحشد وتعبئة قوات كبيرة على طول جبهة القتال والتعامل مع أعداد غفيرة من اللاجئين، يتمتّع الأكراد بقدرات قوية وبالمحفزات السياسية والاقتصادية (في إشارة إلى: السيطرة على قطاع النفط) لمواصلة المعركة.
من جهتها، لم تتحرّك الولايات المتحدة بسرعة حتى بعد سقوط الموصل في حزيران/يونيو 2014، وانتظرت لغاية آب/أغسطس لإطلاق حملتها الجوية ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية». ولا ترتبط التحذيرات والتقاعس التي تعرقل سياسة إدارة أوباما تجاه العراق بطبيعة التهديد، بل تنبع مباشرةً من تردد مبدئي في استخدام القوة العسكرية في تلك البلاد. ووفقاً لذلك، لا يكمن التحدّي الفعلي في احتمال إساءة فهم إعادة الإعمار بعد دحر تنظيم «الدولة الإسلامية»، بل في إمكانية أن يؤدي الخوف من الفشل إلى إعاقة اتّخاذ إجراءات حاسمة بشكلٍ كلي.
على صعيد آخر، تنظر إيران إلى أي مسألة في المنطقة من خلال العدسة نفسها: توسيع رقعة نفوذها وتحسين مكانتها على المدى الطويل. ووفقاً لذلك، سعت إلى التوسّع في العراق خلال السنوات القليلة الماضية من خلال علاقاتها مع جماعات شيعية وأكراد، وستواصل القيام بذلك. غير أن طهران لا ترغب في الانخراط في حرب ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية»، لذلك فمن غير المرجح أن تلتزم التزاماً كاملاً بتدميره.
وكلّما طالت الحرب، تراكمت تكاليفها. وسيواصل العديد من المدنيين العراقيين مواجهة خطر العيش تحت حكم تنظيم «الدولة الإسلامية»، وسيلقى المزيد من المقاتلين حتفهم، كما سيستمر المجتمع الدولي في مواجهة الهجمات الإرهابية وأصدائها السياسية. ومن هذا المنطلق، أياً كانت التطوّرات التي ستأتي لاحقاً في الموصل والرقة، فإنها ستكون أفضل من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على المدينتين. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو بأي سرعة ستسعى الإدارة الأمريكية المقبلة إلى تدمير التنظيم وبأي ثمن.
 مايكل آيزنشتات
في سوريا، تضمّنت «عملية الحل المتأصل« حملة جوية لتدمير الأصول البرية لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» (بما فيها البنية التحتية المرتبطة بالنفط)، وتوفير دعم جوي كبير للحلفاء، واستهداف قادة تنظيم «الدولة الإسلامية». كما شنّت "قوات العمليات الخاصة الأمريكية" غارات وقدّمت النُصح وساعدت "وحدات حماية الشعب"، من بين حلفاء آخرين. وقد شملت النجاحات استعادة 20 في المائة من أراضي التنظيم، والحدّ من إيراداته النفطية، وربما خفض عدد المقاتلين الأجانب الذين يسافرون إلى العراق وسوريا للانضمام إلى صفوفه. ويتمثّل أحد المؤشرات الرئيسية على الضرر الذي أُلحق بـ تنظيم «الدولة الإسلامية» بواقع أنه لم يشنّ أي هجمات عسكرية كبيرة منذ سيطرته على الرمادي (في العراق) وتدمر (في سوريا) خلال أيار/مايو 2015.
ومع ذلك، يبقى السؤال: كيف سيتمّ إلحاق الهزيمة بـ تنظيم «الدولة الإسلامية» في النهاية؟ يقول البنتاغون إنه يعتزم "محاصرة وتدمير" تنظيم «الدولة الإسلامية» في الرقة والموصل، لكن هذا الأمر قد لا يُترجم بالضرورة إلى هزيمة: ففي أفغانستان خلال عام 2001 وفي العراق في عام 2003، أدّى انهيار مقاومة العدو إلى عودة العناصر كمتمرّدين. وتزداد احتمالات مثل هذه النتيجة بشكل خاص نظراً إلى الفراغ المستمر في السلطة في معظم أنحاء البلاد.
كما علينا ألا ننسى كيف أثّرت الجهود المبذولة لتدريب المعارضة السورية وتجهيزها في «عملية الحل المتأصل«. فقد بدأت الولايات المتحدة بتسليح ما يسمّى بـ "الثوار" المعتدلين سرّاً في عام 2013، للضغط على نظام بشار الأسد من جهة، وكبح الحلفاء العرب والأتراك الذين كانوا يسلّحون الجماعات المتمردة الأكثر تطرفاً من جهة أخرى. غير أن الموارد التي تغذّي هذه المساعي بقيت ضئيلة، مما دفع بالعديد من المقاتلين إلى الانخراط في صفوف جماعات متطرّفة تتمتّع بتمويل أكبر على غرار «جبهة النصرة» [التي غيّرت اسمها لـ «جبهة فتح الشام» بعد فك ارتباطها بـ تنظيم «القاعدة»] و تنظيم «الدولة الإسلامية». وقد أدى إصرار واشنطن على إبرام اتفاق نووي مع ايران إلى تفاقم هذا الاتجاه من خلال إقناع بعض المتمردين بأن أمريكا متحالفة ضمنياً مع طهران وعميلها في دمشق. وفي غضون ذلك، فإن فشل برنامج واشنطن الأكثر علنيةً في عام 2014 لتدريب القوات المعادية لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» وتزويدها بالعتاد، قد أدّى إلى زيادة تعقيد الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف «عملية الحل المتأصل« بشكل إضافي.
وعموماً، ركّز قسم كبير من السياسة الأمريكية في سوريا على إيجاد حلول على المستوى الوطني. وستبقى سوريا دولة مدمّرة في المستقبل المنظور، لذلك على واشنطن التخلّي عن ميلها نحو "إيجاد الحلول المناسبة لكافة المشاكل" والتركيز عوضاً عن ذلك على السيطرة على النزاع من خلال إيجاد ترتيبات محلية تصاعدية (من خلال البدء بالتفاصيل ثم التعبير عن التصورات العليا). وانطلاقاً من نفس الاعتبار، عليها أن تبقى منخرطة في سوريا. وعلى الرغم من أن الإرهاب لا يشكّل تهديداً وجودياً إلا أنه يملك القدرة على تغيير المشهد السياسي المحلي في أوروبا (لصالح روسيا) والولايات المتحدة. وأخيراً، يتعيّن على واشنطن اتّخاذ خطوات لضمان أن تدمير تنظيم «الدولة الإسلامية» في الرقة والموصل لا يدفع ببساطة بعناصره إلى الدول المجاورة والتسبّب بزعزعة استقرارها بشكل أكبر.
أندرو تابلر
تؤدي الجوانب الدبلوماسية للحرب السورية، لا سيما غياب أي حل سياسي فعلي، إلى جعل الأمر أكثر صعوبة لمواصلة الحملة ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية». وكانت المفاوضات التي أجرتها "المجموعة الدولية لدعم سوريا" العام الماضي قد أرست الأساس لوقف الأعمال العدائية التي تمّ اعتمادها خلال شباط/فبراير من هذا العام، لكن في حين ساهم الاتفاق في التخفيف من حدّة العنف في بادئ الأمر، سرعان ما أدى عناد الأسد إلى تقويض استدامته. وفي الوقت نفسه، فإن الهجمات التي شنّتها قوات الأسد والمعارضة قد عكّرت المفاوضات ودفعت بالأسد إلى إشعال فتيل الحرب مجدداً في المناطق المحيطة بحلب.
وقد كشفت هذه الإستراتيجية القائمة على ممارسة الضغوط على المعارضة لانتزاع تنازلات عن نقطة ضعف رئيسية: وفي وقت لا يزال فيه النظام منخرطاً بشكل كامل في حلب، قوّض العجز في القوى البشرية الجهود التي بذلها لدحر تنظيم «الدولة الإسلامية» في أماكن أخرى. وبتعبير أعم، وضع النظام محاربة عناصر آخرين من المعارضة على سُلّم أولوياته، لتبقى معركته ضدّ التنظيم مفتقرة إلى الموارد اللازمة. وتمثّلت إحدى العواقب الأخرى لنقص القوى البشرية في واقع أن التقدّم ضدّ المتطرّفين السنّة قد أتى مع مقايضة، ألا وهي: توسُّع «حزب الله» وميليشيات شيعية أخرى في سوريا.
ومع انهيار وقف الأعمال العدائية، برز اتفاق محتمل آخر سيوقف بموجبه النظام استهداف المعارضة مقابل التعاون العسكري الأمريكي مع روسيا لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» وجماعات متطرّفة أخرى. وتشير مؤشرات راهنة إلى أن واشنطن تسعى إلى تهيئة الأرضية اللازمة لحل سياسي أكثر شمولاً للحرب. وتشمل العوامل الرئيسية التي تؤثّر على مثل هذه التسوية استخدام النظام للأسلحة الكيماوية، والعلاقة بين تركيا و «حزب الاتحاد الديمقراطي» في سوريا و «حزب العمال الكردستاني» [في تركيا]، فضلاً عن قدرة مختلف الجماعات على الاستحواذ على أجزاء من وادي نهر الفرات والاحتفاظ بها، بما فيها الرقة.
وعلى نطاق أوسع، يمكن للمرء استخلاص عدة عِبر من الصراع حتى الآن. أولاً، يعني عناد النظام أنه من غير المرجح أن تتغيّر العوامل السياسية الرئيسية، كما أن مشكلة الدولة المدمّرة ستبقى قائمة سنوات طويلة على الأرجح. ثانياً، سيحدّ النقص في القوى البشرية من احتمال خوض حرب أهلية ومن الحملة ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» على حد سواء. ونتيجةً لذلك، ستواصل الدول المجاورة توسيع مجال نفوذها داخل دولة سوريا المقسّمة. وأخيراً، إن إلحاق هزيمة عسكرية بالتنظيم قد يتسبّب ببساطة بانتشار عناصره، مما يجعل شبح الإرهاب يقترب من الغرب بصورة أكثر، وحتى من الولايات المتحدة نفسها.
أعدّت هذا الموجز كيندل بيانكي.
========================
فورين بوليسي :حدادا على سوريا التي كان ينبغي أن تكون
http://all4syria.info/Archive/345816
– POSTED ON 2016/09/19
فورين بوليسي : التقرير
في وقت سابق هذا الأسبوع، عندما دخل وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، انتهز بشار الأسد الفرصة للبدء في جولة بمكان لطالما استعصى عليه؛ فقام بزيارة لمدينة داريا بضواحي دمشق، حيث نجح الثوار في مقاومة قواته لأربع سنوات طوال، حتى وافقوا على التخلي عن السيطرة عليها خلال الأسبوع الماضي في أغسطس.
وخلال تلك السنوات الأربع جرب النظام كل ما لديه في داريا؛ فقد حاصرتها القوات لتجويع أهلها، ورفضت السماح لقوافل الإغاثة بتوصيل الطعام إلى السكان، وقامت مروحيات النظام بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة، وأسلحة الإرهاب العشوائية التي لا فائدة عسكرية منها، وفي أغسطس، استخدمت القوات الجوية السورية الصواريخ وقنابل النابالم لدك آخر مستشفى بالمدينة، ويعتقد بعض المراقبين أن هذا كان جزءًا من جهد محسوب لتحويل المكان إلى منطقة غير صالحة للسكن تمامًا.
وقد رأينا نفس الوحشية في عدة أماكن أخرى خلال الحرب، ولكن كان هناك شيء مختلف في داريا؛ شيء يساعد على تفسير سبب احتفاء الأسد بسقوطها.
وإذا تابعتم عناوين الأخبار فقط، فسوف يكون لكم العذر إذا رأيتم ان هذه الحرب هي في الأساس قتال بين بديلين سيئين بنفس القدر؛ حزب البعث الشمولي التابع للأسد أو تنظيم الدولة الشمولي الديني والجماعات الجهادية الأخرى، لكن هذا تبسيط مخل – يريد الأسد والإرهابيون على حد سواء أن يصدقه أتباعهم بل والعالم كله – لكنه بالتأكيد أكثر صحة الآن مما كان عليه في بداية الصراع، ولكن الحروب الأهلية في طبيعتها لديها ميل إلى تعزيز التطرف، حيث يتم مكافأة القساة، ويستبعد الثوريون والإصلاحيون.
وهذا بالضبط ما حدث في سوريا، واليوم، وبعد خمس سنوات، من السهل نسيان أن ثورة سوريا قد انطلقت في خضم التفاؤل الذي عم أثناء الربيع العربي.
لقد كانت الاحتجاجات الأولى ضد ديكتاتورية الأسد سلمية؛ حيث طالبت المظاهرات بالديموقراطية، وليس حكم القاعدة.
وكانت داريا أحد الأماكن التي بدأت فيها الحركة؛ ففي المراحل الأولى للثورة كانت موطنًا للناشط غياث مطر، المعروف بـ”غاندي الصغير” بسبب اعتناقه للاعنف، وعندما وصلت قوات الأسد لسحق المظاهرات، قام بتحيتهم بالورود والمياه، وقد ردوا عليه بتعذيبه حتى الموت، وقد تمت إعادة جثمانه إلى عائلته بعد تمزيق حنجرته، وبدأت البلاد في الانحدار.
وتشرح الصحفية جانين دي جيوفاني، في كتابها “الصباح الذي أتوا من أجلنا فيه”، ما حدث بعد ذلك، فعندما زارات داريا عام ٢٠١٢، حدثها السكان المحليون بشكل مفصل عن المجزرة التي نفذتها قوات النظام التي نجحت خلال وقت قصير في انتزاع البلدة من الثوار، وقالت لي: “لقد تم عقابها؛ أنها كانت رمزًا للمقاومة السلمية”.
ولكن بالرغم من الوضع الصعب، حاول سكان المدينة التمسك بمبادئهم، وعندما أدرك جنرالات الأسد أنهم لا يستطيعون استعادة المدينة، قاموا بحصارها، وأصبح الجوع هو سلاح النظام الفعال، تقول دي جيوفاني: “وقد سألتهم: ماذا أكلتم اليوم؟”، فكانت إجابتهم: “أوراق العنب وبعض الملح”، فقد كانوا يأخذون الأوراق من الأشجار ويصنعون منها حساء، لقد غادر معظم السكان المدينة، لكن الآلاف – ومعظمهم من النشطاء – قد بقوا، وفي أكتوبر عام ٢٠١٢، قاموا بتأسيس مجلس كي يحكموا أنفسهم، وفي السنوات التالية، وحتى بعد أن أصبحت الحياة شبه مستحيلة، استمروا في إجراء انتخابات، “كل ستة أشهر، داخل كل مكتب ووزارة في الحكومة المحلية”، كما يقول حسام عياش، المتحدذ باسم المجلس المحلي.
والأهم من هذا كله – كما أخبرني – أن الحكومة المحلية قد استمرت في الحفاظ على استقلالها عن الجيش السوري الحر، ويقول عياش إنه في العديد من المناطق التي يسيطر عليها الثوار، قد سقطت الحكومات المحلية في يد المقاتلين، وكثيرون منهم من المتطرفين الإسلاميين، وعلى عكس الأماكن الأخرى لم يتمكن تنظيم القاعدة وأمثاله من الحصول على موطئ قدم في داريا، ويقول عياش: “لم تكن لدينا أي وسائل اتصال، ولم يكن لدينا ماء، ولكن أيضًا لم يتمكن أحد لا من الدخول ولا من الخروج، والمقاتلون الوحيدون في داريا كانوا من السكان المحليين؛ لذلك لم يكن لدينا جهاديون”.
وقد تحدث عياش معي من شمال سوريا، حيث يعيش هناك الآن بعد “إجلائه” من داريا على يد قوات النظام في الأيام التي أعقبت استسلام المدينة في ٢٥ أغسطس، وعندما نجح الجيش السوري في السيطرة على موقع هام على أطراف المدينة، عرف زعماء داريا حقيقة ما يحدث، وقبلوا بعرض النظام وهو ممر آمن إلى الشمال مقابل التخلي عن سيطرتهم عن المدينة، إذ أن هذه اللفتة المتساهلة غير المعهودة من جانب الأسد كانت خطوة ذكية، فقد مكنته أخيرًا من السيطرة على أحد أهم معاقل الثوار بتكلفة منخفضة نسبيًا من قواته، كما أنها كانت محسوبة للنيل من عزيمة معاقل الثوار في المناطق الأخرى الأكثر صعوبة، التي قد ترى الآن أن أي اتفاق مع النظام قيد يكون الخيار الأكثر قبولاً من الاستمرار في المقاومة.
من الصعب المبالغة في تقدير الأثر النفسي لسقوط المدينة، وقد أخبرني فادي محمد – وهو ناشط آخر من داريا – أن المدينة قد جسدت آمال كثير من السوريين الذي رفضوا المتطرفين من كل الفصائل، واستشهد بواقعة حدثت قبلها بفترة، عندما كون المتظاهرون سلسلة بشرية حول مبنى الحكومة المحلية لحمايته من القوات الموالية للنظام، ويتذكر إخلاص المدينة لمبدأ الحكم المدني، فقد قال: “لو كانت التجربة في داريا قد تلقت حماية ودعما من قبل المجتمع الدولي، فربما كانت نموذجًا يحتذى به”، هذه “لو” كبيرة جدًا، بالطبع. ولكن من الصعب استبعاد هذه الفكرة.
وكتب المحلل سام هيلر من مؤسسة سينشري، قائلاً: “إن سقوط داريا هو نقطة تحول في الحرب السورية”، وأضاف: “بالنسبة لكثيرين في المعارضة السورية، كانت داريا تمثل أفضل ما في الثورة السورية؛ حيث كانت معقلاً للنشطاء المدنيين والقوميين، وثوار الجيش السوري الحر الذي حافظ على وحدته وثابر لسنوات ضد مصاعب كثيرة، حتى عندما وقعت المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة في أيدي الجهاديين وانزلقت إلى منحدر الاقتتال الداخلي”.
وللتأكيد، فإن داريا هي أيضًا مكان له أهمية عسكرية كبيرة؛ حيث يشير فيصل عيتاني، المحلل بالمجلس الأطلسي بواشنطن، إلى أن المدينة تقع على بعد أميال قليلة من دمشق، وتقع بالقرب من مطار النظام، وأخبرني قائلاً: “لقد كانت وجهة نظري دائمًا هي أن هذه المدينة هي أهم منطقة جغرافية في الحرب”، ويقول إن سقوط داريا ومناطق أخرى بالقرب من دمشق في أيدي قوات النظام هي “أهم انتصارات الحرب”، ويقول إن الفضل في هذه الانتصارات يعود إلى التدخل الروسي لصالح الأسد.
وقد نجح النظام الآن في إخلاء المدينة بالكامل من الناس الذين كانوا يعيشون هناك، وهناك شائعات حول نية الأسد استبدال ثوارها السنة بجماعات طائفية موالية لنظامه، وتقول دي جيوفاني: “ما حدث في داريا هو تطهير عرقي”، مشيرة إلى أن طرد المدنيين واستبدالهم بآخرين هو انتهاك صريح للقانون الدولي، “وهذا يصنع سابقة مرعبة”.
ويتحدث أنصار داريا عادة عن “تجربة” في الحكم الذاتي والممارسة الديموقراطية، والسؤال الآن هو ما إذا كان تلك التجربة يجب أن تعتبر فاشلة، أو أن الناجين يمكنهم الحفاظ عليها حية في وقت يبدو أن روح الاعتدال والبراجماتية لديهم قد ارتدت إلى عصور بعيدة.
يظل نموذج داريا محيرًا؛ فهذه حالة يتمسك فيها السوريون بمبادئهم الخاصة بالحكم المدني حتى تحت أسوأ الظروف، وهذا هو بمثابة تحد واضح لحزب البعث الحاكم؛ حزب بشار الأسد، وكما يقول عياش فإن “فكرة الاختيار هذه بين الأسد أو تنظيم الدولة، ليست صحيحة، ففي الحقيقة لديك خيار آخر، وهذا الخيار هو نحن؛ نحن نبحث عن مستقبل، ونحن نعتقد أنه سيكون لدينا مستقبل جيد، إذا كنا أحرارًا، ونعيش بكرامة”.
لكن الواقع الأليم، بالرغم من ذلك، هو أن سقوط داريا هو ضربة هائلة لهذا الحلم، والسوريون المؤمنون بالديموقراطية في كل مكان ينعونها، ولهذا السبب تحديدًا قرر الأسد الاحتفال بانتصاره هناك، وتقول دي جيوفاني: “إنه انقلاب حقيقي بالنسبة للأسد، لقد كره داريا، لقد كانت كل شيء يبغضه”.
========================
نيويورك تايمز: المحور العسكري الروسي الإيراني يزعزع استقرار الشرق الأوسط
http://www.khabarpress.com/335653-نيويورك-تايمز-المحور-العسكري-الروسي-ا.html
كتبه: منى الصنهاجيفى: 18 سبتمبر 2016فى: العالم طباعة البريد الالكترونى
إن قرار الإعلان عن وقف إطلاق النار، بصفة مؤقتة، في سوريا يعتبر خطوة إيجابية تستحق الترحيب. ولكن لا يجب أن يحجب هذا الترحيب التطورات الخطيرة والجديدة المتمثلة في ظهور محور عسكري روسي إيراني؛ الأمر الذي يمكن أن يزعزع آمال تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ويسمح لروسيا من تحقيق طموحاتها العالمية مستقبلا.
كما أن ملاحظتنا لاتساع التعاون الروسي-الإيراني بدأت منذ الشهر الماضي، عندما استخدمت روسيا قاعدة جوية إيرانية لقصف أهداف عسكرية في سوريا. ورفض مسؤولون أمريكيون هذا الحدث المفاجئ والتكتيكي، في حين صرح مسؤولون إيرانيون بأن التعامل مع روسيا سيكون في إطار “عملية مكافحة الإرهاب ولن يكون إلا في مناسبة واحدة”.
ولكن، في تعليق له على هذا التعاون، أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن عبارة “في الوقت الراهن” اقترنت بإعلانه عن “انتهاء هذه العملية” المشتركة، تاركا المجال بوضوح إلى إمكانية تكرار فرص التعاون العسكري بين البلدين.
في الواقع، تكونت علاقات التعاون الروسي الإيراني سريعا، وذلك لالتقاء المصالح بين الروس الذين يتنافسون مع الغرب لفرض نفوذ استراتيجي على جميع أنحاء الشرق الأوسط، والمتشددين الإيرانيين الذين يسعون إلى الهيمنة على السياسة المحلية والإقليمية.
في العقود الأخيرة، كانت تمتلك أمريكا فقط، وبعض حلفائها، ترخيصا مطلقا لاستخدام قاعدة عسكرية في إحدى بلدان الشرق الأوسط لمهاجمة أهداف في بلد آخر. إلا أن روسيا صارت تمتلك، اليوم، نفس هذا الامتياز. وقد سرب بعض القادة الإيرانيون أن القيام بمناورات بحرية إيرانية روسية مشتركة واستخدام روسيا لقواعد بحرية الإيرانية في الخليج العربي، قد يتواصل في المستقبل.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن إمكانية نشأة حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا، بعيدة كل البعد عن الواقع. وبالرغم من ذلك، فإن أمريكا لديها مصلحة في تنافس روسيا وإيران مع الغرب. فإذا أخذ هذا التحالف شكل جبهة عسكرية مشتركة، فإنه من المرجح أن يضمن، تحول السياسات الإيرانية وتصبح أكثر تعقيدا. كما أنه من الممكن أن يسيطر هذا البلد على السلطة في الشرق الأوسط. أما روسيا المتسلطة، فستنطلق في تحقيق حلمها في استعادة إمبراطورياتها الممتدة على طول حدودها.
وجدير بالذكر أن روسيا وإيران يتقاسمان شعورا بالاستياء، تجاه إمكانية عرقلة أمريكا لطموحاتهما التوسعية. ولهذا السبب قدمت القوتان الدعم لبعضهما البعض. وتجدر الإشارة إلى أن تعاونهما يعود إلى سنة 1991، أي إلى انهيار الاتحاد السوفياتي، حين تشاركا في إدارة آسيا الوسطى والقوقاز. وخلال هذا الصيف، قام زعيما البلدين بزيارة باكو، عاصمة أذربيجان جنبا إلى جنب، مبينين وحدة تأثيرهما في القوقاز.
وخلال الحرب السورية، تبادلت الدولتان المعلومات الاستخباراتية والتخطيط العسكري المنسق. وكانت روسيا قد زودت إيران بصواريخ سطح-جو متطورة. وقبل فترة وجيزة من تدخل روسيا في سوريا، قبل عام تقريبا، أدى الجنرال قاسم سليماني، قائد قوات الحرس الثوري الإيراني، زيارة إلى موسكو.
وخلال العامين الماضيين، أعلنت أطراف أميركية وعربية بان الحرس الثوري الإيراني قام بتجميع مقاتلين شيعة ينتمون إلى فصائل مختلفة؛ من أعضاء حزب الله اللبناني ومتطوعين من العراق وإيران وأفغانستان، لتكوين قوة من عشرات الآلاف الناشطين في سوريا. وقد اكتسب هؤلاء المقاتلون خبرات في ساحات المعركة تحت قيادة الحرس الثوري، وقد يساهمون في مواصلة النزاع على الأراضي السورية باعتبارها رصيدا إقليميا متاحا لأي محور روسي إيراني جديد.
لمواجهة هذا المحور، عملت الولايات المتحدة على زيادة مبيعات الأسلحة الأمريكية للمنافسين الإقليميين لإيران، وخاصة إلى المملكة العربية السعودية. إلا أنه ترتبت عن هذا القرار، نتائج عكسية تمثلت في إعطاء المتشددين في إيران سببا آخر لتعزيز العلاقات العسكرية مع روسيا.
ومن ناحية أخرى، لم يكن تصعيد التنافس على التفوق العسكري، سوى أحد السياسات الإستراتيجية. فبعيدا عن الفوز في سوريا، فإن معركة روسيا لمساندة الرئيس السوري، بشار الأسد، تبدو في صورة حرب فاشلة. وبالتالي مثلت هذه الحرب المتواصلة دون انتصار واضح لأي طرف، لا لإيران ولا لروسيا، فرصة لهما لتحقيق نمو اقتصادي واندماج عالمي تسعا كلاهما إلى الوصول إليه منذ سنوات.
وفضلا عن ذلك، يمنح هذا اللغز امتيازا للسياسة الأمريكية. فإن الحرس الثوري وغيره من المتشددين لا يمثل الأصوات الوحيدة في إيران. كما راهن الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، على تطوير علاقات جديدة مع الغرب، ويبدو أن تحالفا عسكريا روسيا-إيرانيا ضيقا، يمكن أن يعرقل هذا المشروع.
وعلاوة عن ذلك، فإن الأصوات الإيرانية المعتدلة قلقة من التقارب الأخير مع روسيا، لأنها على علم بالعدوان الامبريالي الروسي الذي هدد الأراضي الإيرانية في القرن التاسع عشر، وفي القرن العشرين أيضا. ويمكن أن تتحول هذه المسألة إلى موضوع خلاف أو حتى مواجهات بين المتشددين والمعتدلين الإيرانيين.
ولحسن الحظ، لازالت المباراة في بدايتها. أولا، يجب على الولايات المتحدة التحرك بشكل أكثر فعالية لإنهاء الحرب في سوريا. وفي هذا الإطار، يمكن أن يكون وقف إطلاق النار مفيدا؛ في حال إصرار الدبلوماسيين الأميركيين على استغلال هذه الهدنة لفتح مناقشات جادة تهدف للوصول إلى تسوية سياسية.
كما يتوجب عليهم أيضا الضغط على إيران وجيرانها العرب للحد من خصوماتهم الإقليمية، علما وأن هذه التوترات هي التي دفعت إيران إلى التوجه نحو روسيا. وبعيدا عن ذلك، يمكن أن تتحقق هذه الأهداف إذا اقتنع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن المشاركة في حرب، يبدو أنها ستكون طويلة المدى، وبأن تصعيد التوتر مع الغرب سوف يُبقي هذا البلد بعيدا عن الهدف الذي يتطلع إليه؛ وهو إعادة بناء اقتصاد متعدد الأبعاد.
وبالمثل، لرفض منطق التعاون مع موسكو، يتعين على السياسيين الإيرانيين المعتدلين، الكشف عن النتائج الاقتصادية للاتفاق النووي الذي وقع العام الماضي للرأي العام الإيراني. لذا، يجب على أمريكا توفير مكاسب اقتصادية ملموسة في مقابل التزام إيراني حازم بعدم تحويل أراضيه إلى قواعد أو منافذ عسكرية متاحة لروسيا.
ودبلوماسيا، وفي إطار ملف النزاع السوري، فإنه يتعين على أمريكا الوفاء بوعودها الاقتصادية بخصوص الاتفاق النووي، كي تعزز موقف أولئك الذين يرون مستقبل إيران مع الغرب، وليس مع الكرملين.
========================
"واشنطن بوست": ضربة التحالف لشرق سوريا تشعل حربًا مع موسكو
https://www.albawabhnews.com/2117481
الأحد 18-09-2016| 10:50ص
قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الأحد إن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أقرت بتنفيذ هجوم في شرق سوريا، يقول الجيش الروسي إنه تسبب في مقتل 62 عسكريا سوريا، مما تسبب في إشعال واحدة من أكثر الحروب الدبلوماسية عدائية بين موسكو وواشنطن خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت الصحيفة، في تعليق لها بثته على موقعها الإلكتروني، إن روسيا، بعدما دعت إلى عقد اجتماع طارئ مساء أمس داخل مجلس الأمن الدولي، رجحت أن الضربة "لم تكن عرضية" وإنما كانت تستهدف خرق اتفاق الهدنة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الهجوم مثل الاشتباك الأول من نوعه بين الجيش السوري والولايات المتحدة منذ أن بدأت الأخيرة في استهداف تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق قبل عامين. كما أن هذا الهجوم جاء في وقت حرج في عمر الجهود الروسية والأمريكية لتعزيز وقف إطلاق النار في سوريا؛ حيث بدأ كل منهما باتهام الطرف الآخر بالفشل في الالتزام بالاتفاق الذي توصلا إليه قبل أسبوع/ على حد قول الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا وسوريا أعلنتا مقتل 62 جنديا سوريا وإصابة 100 آخرين. ورغم أن بيان القيادة المركزية الأمريكية لم يذكر الخسائر، إلا أن مسئولا بارزا بالإدارة الأمريكية قال إن واشنطن نقلت أسفها إلى روسيا عن وقوع الخسائر غير المقصودة في أرواح الجنود السوريين الذين يحاربون مقاتلي داعش.
ونقلت الصحيفة عن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قوله " إن هذا الهجوم ربما يكون دليلا على دعم الولايات المتحدة لتنظيمي داعش والقاعدة اللذين يحاربان الحكومة السورية والتي تسعى واشنطن إلى الإطاحة بها".
وفي سياق متصل، قالت الصحيفة الأمريكية إنه رغم أن حدة أعمال العنف قد تضاءلت في سوريا، إلا أن الأمم المتحدة اتهمت الحكومة السورية بالفشل في منح التصريحات للعبور الآمن لقوافل المساعدات الإنسانية، فيما قال مسئولون بالإدارة الأمريكية إن موسكو لم تعد تمتلك النفوذ التي اعتقدت أنها تفرضه على الرئيس السوري بشار الأسد.
وأبرزت (واشنطن بوست) أن ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق تُنسق من خلال خلايا التخطيط العسكري الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط.ويتم تتبع الهدف من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، بما في ذلك الاستطلاع الجوي من قبل طائرات الاستطلاع بدون طيار واعتراض الاتصالات.
========================
واشنطن بوست: هكذا ربح بوتين وخسر أوباما في سوريا
http://klj.onl/ZAlzdC
2016-09-19 ترجمة منال حميد - الخليج أونلاين
"خسر باراك أوباما وربح فلاديمير بوتين"، هكذا استهل الكاتب جاكسون ديل مقالته في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في تقييمه لمآلات الحرب بعد خمس سنوات في سوريا.
يقول جاكسون: "على مر سنوات، وتحديداً منذ العام 2012، والرئيس الأمريكي باراك أوباما يصر وبعناد عجيب على أن التدخل العسكري في سوريا سيزيد من تفاقم الأمور، وسيؤدي إلى زيادة التطرف".
وتابع: "رفض أوباما كل النصائح التي تقدم بها جون كيري، وهيلاري كلينتون، وديفيد بترايوس (جنرال أمريكي)، وليون بانيتا (عضو سابق في إدارة بيل كلينتون)، والتي كان من بينها زيادة الدعم الجوي للمعارضة السورية لإسقاط بشار الأسد أو إضعافه، وهو ما يجعل التسوية السياسية ممكنة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها".
أوباما أصر منذ بداية الأزمة السورية على أن أي مشاركة عسكرية ستؤدي إلى مستنقع جديد للقوات الأمريكية، على غرار ما جرى لها بالعراق، وأن استخدام قوة عسكرية محدودة يمكن أن يؤدي الى نتائج سياسية ومن دون تكاليف كبيرة.
غير أن هذه النظرية لم تثبت طويلاً، فقد تحقق النصر لروسيا وإيران في سوريا بعد تدخلهم المباشر على حساب أمريكا وحلفائها في المنطقة، كما يقول الكاتب.
اتفاق التهدئة الأخير بين وزيري خارجية أمريكا جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، منح بوتين كل ما كان يطمح إليه من خلال تدخله المباشر في سوريا، فقد مهد هذا الاتفاق لتوسيع سلطة الأسد من خلال احتفاظ قواته بمواقعهم، وتحديداً في حلب أكبر مدن البلاد.
كما أن الاتفاق وضع الولايات المتحدة الأمريكية في خانة روسيا لمحاربة "الإرهابيين" بدلاً من محاربة الأسد، وهو الأمر الذي ما زالت ترفضه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
ويتابع الكاتب: "لقد نجح بوتين من خلال هذا الاتفاق في التأكيد أن المشكلة الرئيسة في سوريا في الجماعات المعارضة المسلحة وليس في النظام السوري، في وقت ما زال جون كيري يصر على أن الاتفاق سيسهم في فتح الطريق أمام دخول المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين، رغم أن الأسد ما زال يعرقل دخول تلك المساعدات".
ويضيف جاكسون: "التدخل الروسي في سوريا كان قبل عام، وجاء بعد أن أبلغ الجنرال الإيراني قاسم سليماني حلفاءه الروس بأن الأسد يواجه الهزيمة، وهذا التدخل شكل مفاجأة للأمريكيين، الذين أصر أوباما على أن تدخلهم في سوريا سيقودهم إلى مستنقع".
إلا أنه وبعد نحو عام على التدخل الروسي في سوريا، لم يكن هناك مستنقع للروس في سوريا، بل على العكس فإن بوتين حصل على أفضل النتائج من تدخله بسوريا، عكس ما كان يأمله أوباما من عدم تدخله المباشر، وما قد يعكسه على الانتخابات الأمريكية المقبلة.
بوتين فرض نفسه في المناطق التي كانت تعتبر مناطق نفوذ وسيطرة أمريكية، بالتأكيد على أن روسيا اليوم عكس روسيا التي بدت ضعيفة عقب العام 1990.
========================
الصحافة التركية والعبرية :
صحيفة ستار : حلول ستحول سوريا إلى عراق جديد
http://all4syria.info/Archive/345807
– POSTED ON 2016/09/19
حليمة كوكتشة – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
يأتي التدخل التركي هذه الأيام في إطار حملة مساعداتها الإنسانية، فاتفاق وقف إطلاق النار الأخير يعتبر أيضا جزءًا مهمًا في هذه الحملة. بعد أن فُتحت أبواب الجحيم هناك في سوريا هرب السوريون بأرواحهم إلى تركيا والأردن ولبنان وغيرها من البلدان، ورغم كل القتل الذي أُعمل في القوم إلا أن القوى العالمية لم تتحرك في أي اتجاه يخدم الأهداف الإنسانية، وإنما حصرت كل تحركاتها في اتجاه مصالحها وأجنداتها الخاصة، ولو سألنا هنا: إلى متى ستستمر هذه اللعبة القذرة على دماء الأبرياء من الشعب السوري؟ سنجد الجواب هو “حتى تبيع تلك الدول والقوى ما يكفي من السلاح، وحتى يتم قتل ما يكفي من البشر”. نعم هذه هي الحقيقة، فلعبتهم البرغماتية هذه وحروب الوكالة التي تجري هناك لن تتوقف حتى تصل حدود تحمل تلك الدول إلى أقصاها وتحقق أكبر المكاسب الممكنة من تلك الدماء. فهل يا تراه وصلت سوريا إلى هذه النقطة؟
في البداية يجب أن نسأل ما يلي: هل أصبح حل السلم في العراق ممكنا هذه الأيام؟ هل من الممكن أن تجلب الحلول التي طُبقت في العراق السلم لسوريا؟ من بداية المباحثات والمفاوضات السورية لم يكن هدف أي طرف من أطراف تلك الطاولات حلول دائمة وطويلة المدى، وإنما كانت حلولهم كلها قصيرة وتهدف للتحضير والحشد لما بعد تلك التهدئات؛ يعني اتفاقيات تهدئة لصب الزيت في النار! في اتفاق روسيا وأمريكا الأخير الذي جرى بين وزير الخارجية الأمريكي كيري ونظيره الروسي لافرورف تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في فترة العيد، نحن وحسب ما رأينا فقد توسمنا من الأمر خيرا، لكن الحقيقة التي كانت وراء هذه التهدئة جاءت كما صرح وزير الخارجية الروسي؛ وكانت لـ”الفصل بين المعارضة المعتدلة والإرهابيين”.
إن أخطر ما واجه اتفاقية وقف إطلاق النار هو اعتبار روسيا لتنظيم فتح الشام المرتبط بالقاعدة قديما تنظيما إرهابية، وهو في المقابل يعتبر قوة كبيرة ومؤثرة في المعارضة السورية، واعتباره تنظيما إرهابيا سيحجّم بالتأكيد من دعم تركيا للثوار بسبب ارتباط الأول بأحزاب المعارضة بشكل عميق. كما وتعتبر اتفاقات التهدئة هذه من أكبر مكاسب الأسد فقد كان يعقدها بسبب ضعف مواقف المعارضة، وما يزال الأسد يستخدم هذه الاتفاقيات لإضعاف الثوار، ومع استمرار التفريق المغرض من الأسد ومن لف لفه بتقسيم المعارضة إلى معتدلة وإرهابيين فإن الاتفاقيات هذه ستكون في خطر شديد وقد تذهب بلا رجعة في مهب الريح. في نفس الصورة يجب أن لا ننسى أن ميليشيات الأسد والشبيحة والميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والإيرانية وغيرها لم يتم إدراجها في أي لائحة إرهابية!
 مع بداية سريان اتفاقية التهدئة قام النظام بخرقها عبر ضرب مواقع استراتيجية لقوى المعارضة، وقبل ساعات من نهاية الاتفاق عادت من جديد مليشيات الأسد حتى تضرب وتقتل المدنيين الأبرياء، ثم بعد كل هذا نقبل بمثل هذه الاتفاقيات على أنها حلول، لا هذه ليست بحلول وإنها هي فقط ضمادات إنسانية لبعض يسير من الجروح. مع استمرار هذا التدهور في المشهد السوري يجب أن لا ننسى السبب الذي دفع الملايين للخروج إلى الشارع ورفض الظلم، كما يجب أن نعلم يقينا أن المثال العراقي الفاشل لا يمكن أن يكون حلًا لسوريا.
========================
معاريف: لهذا يحرص السيسي على بقاء الأسد
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1260406-معاريف-لهذا-يحرص-السيسي-على-بقاء-الأسد
الأحد, 18 سبتمبر 2016 17:27 معتز بالله محمد
قال الصحفي الإسرائيلي "إفرايم غانور" إنه رغم الكراهية التي يكنها العالم العربي والإسلامي للرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن مصر تؤيد بقاءه في السلطة.
 وأكد في مقال بصحيفة "معاريف" بعنوان "اتفاق الهدنة في سوريا لا يتوقع أن يحقق الهدوء" أن سقوط الأسد سينظر له على أنه انتصار لجماعة الإخوان المسلمين التي تقاتل بعض فصائلها النظام في سوريا، وهو ما قد يشجع -حال حدوثه- الإخوان في مصر على تصعيد صراعهم ضد نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
إلى نص المقال..
يهدف اتفاق الهدنة الذي وُضع بين روسيا والولايات المتحدة للتسبب في إنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ونصف في سوريا. التي خلفت حتى اليوم نصف مليون قتيل، ومليوني مصاب ومئات الآلاف من اللاجئين.
لكن بداية فإن هذا الاتفاق سوف يعزز استمرار نظام بشار الأسد برعاية راعيه الرئيس الروسي بوتين. يثبت هذا الاتفاق أيضا أن إدارة أوباما تخلت عن سوريا وعن وضع الولايات المتحدة في هذا الصراع، وبشكل عام في شئون الشرق الأوسط، لصالح الرئيس الروسي الذي لا يكف عن التطلع للمكانة التي كان عليها الاتحاد السوفيتي السابق في الأيام الخوالي لحاكمه نيكيتا خروشوف، كل هذا يحدث برضا وسعادة الإيرانيين ورعاياهم في حزب الله.
احتمالية أن تصمد هذه الهدنة وتؤدي لإنهاء تلك الحرب الطويلة ضعيفة للغاية، لأن النار الأبدية للحرب على الأراضي السورية تشتعل بكامل قوتها. من يعرف قوانين الثأر لدى أبناء إسماعيل يدرك أن ألف اتفاقية بين الأمريكان والروس لن تنجح في إطفاء تلك النار.
بالنسبة لإسرائيل، التي تتابع بسبعة عيون التطورات في سوريا، ويثير الانصياع الأمريكي للمطلب الروسي الذي يهدف للحفاظ على نظام الأسد المخاوف.
أكثر من يتعين عليه القلق هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وهو أيضا كما هو معروف وزير الخارجية الذي تباهى مؤخرا بإنجازات العلاقات الخارجية لإسرائيل وعلاقته الخاصة التي ارتبط بها مع الرئيس بوتين، لاسيما بخصوص سوريا.
لكن على أرض الواقع، فإن الروس لا "يحصوننا" في كل ما يتعلق بمصالحهم في الحفاظ على نظام الأسد بسوريا، ليس هذا فحسب، بل إنهم لم يهتموا بالاتصال بالقدس وإطلاع نتنياهو على نواياهم.
وفي الوقت الذي خفتت فيه الأصوات التي تتطالب الأسد بالاستقالة، كان بمقدور الأسد الخروج للمناطق الحساسة في سوريا منتفخ الأوداج، والتقاط الصور كبطل هذه الحرب، في وقفة عيد الأضحى، ويقول للعالم :”قوات الجيش السوري عازمة على إعادة السيطرة على كل المناطق التي استولى عليها الإرهابيون".
بعد ذلك بساعات حرص أن يبث التلفزيون السوري التابع له بثقة :”نجحت قوات الدفاع الجوي السوري أمس بالجولان مستخدمة صواريخ أرض- جو في إسقاط مقاتلة وطائرة إسرائيلية بدون طيار حاولتا الهجوم على مواقع سورية بمنطقة القنيطرة".
من الواضح أن الأسد تلقى دفعة وثقة كبيرة من اتفاق الهدنة، وبات يسمح لنفسه بما لم يتجرأ على قوله أو فعله قبل شهر أو شهرين.
على الرغم من مفاخر الأسد الذي ذبح شعبه، والكراهية الكبيرة التي يكنها العالم العربي الإسلامي ضده، فإن هناك أسبابا مهمة تؤدي لبقائه. السبب الأساسي هو مصر: سينظر لسقوط الأسد على أنه نصر مفترض للإخوان المسلمين، التي تقاتل أذرعها جيش الأسد على الأراضي السورية. هذا الأمر سوف يشجع أذرع الإخوان المسلمين خاصة في مصر، على التصدي لنظام الرئيس المصري السيسي وخلق مشاكل بالأردن.
وفقا لتكهنات الخبراء في شئون المنطقة وسوريا، لن يصل السلام ونهاية الحرب للمنطقة خلال الفترة القريبة، وستتواصل الصراعات الداخلية- ويستمر الروس في توفير الغطاء الجوي للأسد وجيشه. وبمرور الوقت ستتحول سوريا إلى لبنان ثانية في فترة الحرب الأهلية التي اندلعت فيها بين 1975إلى 1990: منقسمة، مع كثير من الصراعات الداخلية التي ستمزقها إلى أجزاء جغرافية، يسطير كل طرف من القوى المتصارعة بها على منطقة، محاولا توسيع الحدود والسيطرة على أماكن إستراتيجية.
 ستواصل إيران بمساعدة حزب الله، رعاية مصالحها في سوريا على حساب الدم، وإسرائيل التي تتطلع من الجهة الأخرى، ستهتم بأن تتمنى- مثلما تمنى رئيس الحكومة الراحل مناحيم بيجين عندما سُئل عن الحرب العراقية الإيرانية فقال :”بالتوفيق لطرفي الصراع".
 
========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان :لماذا لم يعالج العالم أزمة اللاجئين؟
http://altagreer.com/لماذا-لم-يعالج-العالم-أزمة-اللاجئين؟/
نشر في : الإثنين 19 سبتمبر 2016 - 02:31 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 19 سبتمبر 2016 - 02:31 ص
الغارديان – التقرير
تجري الآن أكبر حركة نزوح في تاريخ العالم وأكبر من أي وقت مضى؛ فقد نزح نحو 65 مليون شخص من أوطانهم، منهم 21.3 مليون لاجيء الذين تم تهجيرهم عبر رحلات إلزامية، مثل ضحايا السياسة والحرب أو الكوارث الطبيعية.
و مع وجود نسبة أقل من 1٪ من المشردين في العالم والذين يسعون لحياة أفضل وأكثر أمنًا، فإن هناك أزمة عالمية في طريقها إلينا، وقد تفاقمت بسبب عدم وجود تعاون سياسي من العديد من الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة التي تتجاهل الاتفاقيات الدولية الرامية للتعامل مع الأزمة.
وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة والرئيس باراك أوباما هذا الاسبوع إلى مناسبتين كبرتين في نيويورك، وقد تعرضوا لانتقادات لاذعة حتى من قبل قادة العالم الأول.
وتعتبر منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش والجمعيات الخيرية للاجئين من بين المتهمين بكونهم من القمم التي “بلا أسنان”، وتصريحهم بأن الإعلان المتوقع أن يتم التصديق عليه من قبل الأمم المتحدة يوم الاثنين، لا يفرض التزامات على 193 دولة وجمعية عمومية لإعادة توطين اللاجئين.
وفي الوقت نفسه، تهدف القمة التي يرأسها باراك أوباما إلى انتزاع تعهدات التمويل التي يقول عنها النقاد إنها نادرًا ما تتحقق، وقال ستيف سيموندز، مدير برنامج اللاجئين في منظمة العفو: “التمويل كبير ونحتاجه كثيرًا، لكنه لن يقوم بمعالجة النقطة المركزية في تقاسم المسؤولية، وينمو حجم الخلل ويتزايد مع ظهور عواقب وخيمة”.
وأضاف أن الدول التي تقوم بتخريب الاتفاقيات تفعل ذلك من أجل مصالحها الشخصية، وقال: “إنه من الصعب جدًا أن نشعر بأي تفاؤل حول هذه القمة أو ماذا ستفعل للأشخاص الذين يبحثون عن مكان آمن لهم ولأسرهم في هذه اللحظة، ولا لمعالجة الإجراءات الفظيعة التي تفكر فيها بعض الدول الآن”، إذا كانت هناك بعض البلدان التي لا تحاول تحمل المسؤولية، فلماذا يجب علينا أن نفعل؟”، وأننا الآن نقود اليائسين إلى الوراء.
لا يساعد إقناع اللاجئين بالعودة إلى البلدان التي يوجد فيها صراعات وعدم استقرار، الأرجوحة على السير ذهابًا وإيابًا”.
وقد هاجم كينيث روث، المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش، قمة الأمم المتحدة باعتبارها فرصة ضائعة، مشيرًا إلى أن “الملايين من الأرواح معلقة في الميزان”، وقال إن هناك مخاوف ضخمة من أن أسس حماية اللاجئين أصبحت تحت تهديد الترحيل القسري، وجدران الحدود وإجراءات الشرطة العدوانية التي تقوم بها الدول القومية.
وقد شهدت أحدث دولة في العالم – جنوب السودان – فرار مليون مواطن يوم الجمعة، وهو أمر قد يهدد التقدمية والسياسات الترحيبية لأوغندا المجاورة، حيث يتم إعطاء المهاجرين الأراضي وتشجيعهم على المساهمة.
ويمثل هذا الرقم أيضًا مقياسًا بائسًا لجار آخر، وهي كينيا، حيث يوجد مئات الآلاف من اللاجئين الآخرين الهاربين من الصراع الصومالي والمجاعة ويعيشون بالفعل في مخيمات؛ مما يهدد الدولة الواقعة في شرق أفريقيا بالإغلاق، ويتعرض داداب لانتقادات بسبب جهوده للشروع في محاولة إبعاد اللاجئين إلى البلدان التي مزقتها الحرب.
وتواجه باكستان نفس الانتقادات لجهودها في عودة عدد 2000000 من السكان الأفغان قسرًا، ومنهم الذي كان في البلاد منذ سنوات، وتوجد الآن حملة على اللاجئين القادمين من سوريا  إلى الأردن – البلد التي تستضيف بالفعل ملايين السوريين – وقد ترك نحو 75،000 شخصًا تقطعت بهم السبل في الصحراء بين البلدين.
وقد استشهدت تركيا وبلغاريا واليونان بعدم وجود دعم من بلدان أخرى لإجبارهم على اتخاذ إجراءات تقييدية على اللاجئين السوريين والأفغان، ويبدو أن سياسة الباب المفتوح التي اتخذتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ألمانيا الآن غير مستقرة؛ لأن الدول الأوروبية الأخرى اتخذت ردًا على الأزمة عن طريق إغلاق أبوابها بحزم بدلاً من اتباع الخطى الألمانية، كما كانت ميركل تأمل.
وفي بريطانيا، دعا كل من زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي تيم فارون وإيفيت كوبر، إلى حث تيريزا ماي على بذل المزيد من الجهد عندما تذهب إلى نيويورك يوم الاثنين، وفقط سدس النقدية التي تم التعهد بها في القمة التي استضافها ديفيد كاميرون في لندن في فبراير/شباط؛ لمعالجة أزمة اللاجئين في سوريا قد تحقق.
وقال كوبر إنه على ماي إظهار القيادة، وخصوصًا في الوضع في كاليه، “يجب أن تذهب إلى هذه القمة لحشد الدعم للاجئين وتوضيح أن بريطانيا يمكن ان تفي بالتزاماتنا، والحقيقة أن قرارات البرلمان التي اتخذت في بلادنا هي غارقة في البيروقراطية والحكومة تتلكأ في تنفيذها، وكانت بريطانيا دائمًا تقوم بدورها في مساعدة أولئك الفارين من الاضطهاد، وعلينا أن نرقى إلى مستوى تلك القيم مرة أخرى”.
وقال فارون إنه يرحب بمبادرة أوباما، لكنه أضاف: “أشك أن لا شيء أكثر أهمية من الكلمات الدافئة سوف يتحقق من هذا الاجتماع رفيع المستوى، وسيظل آلاف من الاشخاص اليائسين يغرقون في البحر الأبيض المتوسط ​​وهو الشيء الذي يدل على فشل المجتمع الدولي، وخاصة فشل حكومتنا وجميع الدول في أوروبا، في التعامل بأمان مع اللاجئين الفارين من سوريا والعراق، وكذلك الهاربين  من الفقر في أفريقيا”.
ولكن عدم وجود مفهوم للتعاون يجعل من قمة الأمم المتحدة غير حيوية، وفقًا لموكيش كابيلا، أستاذ الشؤون الإنسانية في جامعة مانشستر ومستشار الأمم المتحدة.
وأضاف: “إننا نعيش في عصر حيث المبادئ المتبعة في الإنسانية والكرامة تقع  تحت تهديد مستمر، وفي عصر يمكن فيه انتخاب الساسة على حسب السلطة وعلى منصات من الأكاذيب، وقد تم إنشاء قواعدها تحت التهديد، وليس هناك ما يمكن أن يقال مقابل التصريحات المسكنة لمبادئنا، وحتى اضطرار زعماء العالم للوقوف بجانب أوباما في أن يكون له قمة خاصة ثانية – حتى لو كان ذلك يؤدي إلى بعد المزيد من فرص العمل التي تم إنشاؤها في نيويورك – ما زال خط أحمر”.
وتابع: “إن المنظمات الإنسانية الان  في قمة الفرح لتمكنهم من الانتقاد، وأتحدى القادة الذين يعملون على مصالحهم الذاتية أن يقوموا باقتراح حلول عملية، ولأن صمام الأمان لحرية الحركة يساعد فقط أولئك الذين لديهم القدرة والقوة على السفر، فهو ليس حلاً”.
وقلقي هو أن هذه القمة لن تفعل لصالح اللاجئين؛ لأنها لا تميز بين اللاجئين والمهاجرين، وتتيح الأرقام الكبيرة للحكومات استخدام الخوف والسياسات السيئة، حيث أن عدد اللاجئين الحقيقي ضئيل جدًا؛ إنها بضعة أيام على قيام الرحلات الجوية في مطار هيثرو، وأنا أتعاطف مع السكان الهاربين بشكل غير قانوني من أجل حياة أفضل، فلا يمكن لأحد إلقاء اللوم عليهم، ولكن لا يمكن للأشخاص الذين يواجهون الفقر الحقيقي وضع ساق علي ساق والرضا بالوضع، ناهيك عن الهجرة عبر المحيطات والصحاري، إلا إذا كانوا يفرون من اضطهاد حقيقي، أو هم من الشباب القوي الذين قامت عائلتهم بجمع المال لهم”.
إنه لشيء رائع أن يجعل بان كي مون العمل الإنساني في بؤرة تركيزه في سنته النهائية، فإن تأتي في وقت متأخر أفضل من ألا تأتي أبدًا”.
وقد أتت الأمم المتحدة إلى حيز الوجود في وقت الأزمة الماضية الكبيرة للاجئين، عندما كان نحو 40700000 شخصًا قاموا بالنزوح من أوطانهم في جميع أنحاء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وأكثر من ذلك في أفريقيا والصين وآسيا، في هذا العالم الذى مزقته الحرب، والذي شن الجهود القانونية والتنظيمية، وقد عاد نحو مليوني من  السوفييت – بعضهم قسرًا – وتمت تسوية الملايين من الناجين من معسكرات الاعتقال، وعمال السخرة وغيرهم من الضحايا النازيين في بلدان مثل فرنسا، بلجيكا، واليونان”.
وقد أنتجت فوضى ما بعد الحرب  الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، الذي يضمن “حق التماس ملجأ والتمتع به في بلدان أخرى هربًا من الاضطهاد”، ونهى عن الحرمان التعسفي من الجنسية، فيما منحت اتفاقية جنيف لعام 1951، حقوق محددة للاجئين، وحظرت إعادتهم القسرية من بلدان اللجوء.
ولكن المشاكل لا تزال قائمة، ويقول كابيلا: “فلقد كان لدينا دائمًا صعوبة كبيرة في إقناع الدول في التصرف بطريقة دولية، ولكن نحن الآن بحاجة إلى التركيز على الأسباب الجذرية للهجرات السكانية الكبيرة، احتفالاً بأولئك الذين لديهم القدرة والشجاعة على البقاء حيث هم، والمساعدة على حل الأسباب التي لا تعد ولا تحصى من التعاسة في العالم”، وتابع: “ليس لدي أي توقعات عن القمة؛ لذا لن أصاب بخيبة أمل”.
لكن قالت آريان رميري  المتحدثة باسم المفوضية، إن إعلان الأمم المتحدة المتوقع غدًا كان “معجزة”، ومن المتوقع أن يعتمد رسميًا في 2 أغسطس، وسيتم إعادة التأكيد على حقوق اللاجئين والمهاجرين وسيتعهد بدعم البلدان الأكثر تضررًا من التحركات الواسعة للناس.
وأضاف أن: “العدد الكبير للأشخاص الذين أجبروا على الفرار حتى اليوم يعني أننا لا يمكن أن يكون لدينا عمل كالمعتاد، فيما ترى المفوضية القمة كحدث إيجابي للغاية، وفرصة تاريخية لحشد الإرادة السياسية لزعماء العالم لإنقاذ الأرواح وحماية الحقوق وتقاسم المسؤولية على نطاق عالمي”.
إن الانتقادات تطل على أهمية هذه القمة في السياق الحالي، والحقيقة أن نص الإعلان في نيويورك والذي تم الاتفاق عليه من قبل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة يمثل إنجازًا كبيرًا – إن لم يكن معجزة – في السياق الحالي للزيادة في النزوح، وعدم اليقين، والضغوط الكبيرة على البلدان المضيفة والمناقشات المسيسة حول الانقسام على المستوى الوطني والإقليمي والدولي”.
ونحن بحاجة لتحويل هذه الإرادة السياسية إلى العمل للتصدي لدوافع وأسباب النزوح، وفي نفس الوقت مساعدة اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم، ويؤكد الإعلان على المبادئ القانونية الأساسية لحماية اللاجئين، بما في ذلك اللجوء ومبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحظر إعادة الأشخاص إلى بلدان يواجهون فيها خطرًا، والأهم من ذلك، أن هذه القمة تأتي على أسس صكوك قانونية أساسية لمواجهة تحديات أزمات اللاجئين في العالم، وكسب المزيد من التعاون العالمي وتقاسم المسؤولية”.
========================
التايمز: نجوان مصطفى السورية المقعدة ورحلتها المحفوفة بالمخاطر من حلب إلى أوروبا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/09/160918_press_monday
قبل ساعة واحدة
نطالع في صحيفة التايمز مقالاً لفيونا ويلسون تلقي فيه الضوء على قصة المراهقة السورية التي تحدت إعاقتها وهربت مع أختها من سوريا إلى أوروبا بالرغم من أنها على كرسي متحرك.
وقالت ويلسون إن " قصة نجوان المؤثرة تكشف عن مدى الخوف الذي واجهته في رحلتها فضلاً عن التعب والإرهاق.
وأضافت كاتبة المقال أنه " نحو خمسة ملايين لاجئ سوري فروا من بلدهم منذ بدء الحرب فيها في عام 2011، من بينهم 1.1 استطاعوا الوصول إلى أوروبا، كما استقر 430 ألف منهم في ألمانيا".
وأردفت أن " ربع عدد اللاجئين السوريين هم في عمر السابعة عشر أو أقل"، مضيفة أن "نجوان هي واحدة منهم".
وكانت قصة نجوان جذبت الكثير من التضامن العام الماضي عندما حاورها مراسل بي بي سي خلال عبورها على كرسي متحرك من صربيا إلى المجر مع أختها الصغرى.
وقالت نجوان حينها إن " على المرء أن يحارب ليحصل على مبتغاه"، مضيفة " كانت رحلة للبحث عن حياة جديدة".
وأشارت كاتبة المقال إلى أن ما جعل قصة نجوان فريدة من نوعها هي إصابتها بشلل دماغي منذ ولادتها، إلا أنها استطاعت القيام بهذه الرحلة بعد عبورها الرمال والجبال الوعرة والأمواج العاتية وهي على كرسي متحرك.
وأردفت الكاتبة أن قصة نجوان ترويها في كاتب بعنوان " نجوان: رحلة فتاة على كرسي متحرك من سوريا المثقلة بالجراح إلى الغرب".
ونجوان هي طفلة من أصل 9 أبناء، وهي تنتمي لأسرة كرديةـ وكانت تعيش قبل الحرب مع عائلتها في حلب، بحسب كاتبة المقال.
وختمت كاتبة المقال بالقول إن " نجوان تعيش وتدرس اليوم في ألمانيا، وهي تحيا حياة عادية بعيدة عن القصف وتنظيم الدولة الإسلامية".
========================
الإيكونوميست :لماذا تتركز الحرب السورية في الشمال؟
http://www.alghad.com/articles/1136202-لماذا-تتركز-الحرب-السورية-في-الشمال؟
تقرير خاص - (الإيكونوميست) 15/9/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
إعلان الولايات المتحدة وروسيا يوم 9 أيلول (سبتمبر) عن وقف إطلاق نار جزئي آخر في الحرب الأهلية السورية الطويلة المستمرة منذ خمس سنوات أثار قهقهة المشككين؛ فسرعان ما انهارت صفقة سابقة كانت قد أبرمت في شباط (فبراير) بعد اندلاع القتال حول مدينة حلب المحاصرة؛ ثاني كبريات مدن البلد. ولكن، وعلى الرغم من مقتل عشرات الآلاف من الناس في الشمال خلال ذلك الوقف الزائف لإطلاق النار، أصبح الجنوب السروري أكثر هدوءا بشكل ملحوظ في واقع الأمر. ومنذ شهر شباط (فبراير)، حدث أكثر من 95 % من القتال في الشمال، وفقاً لمركز كارتر، المؤسسة الفكرية الأميركية. وأظهرت خريطة للصراع الدائر في سورية خلال الأسبوع الذي سبق الوقف الأخير لإطلاق النار منطقة الشمال منقطة بالرموز التي تشير إلى مواقع الاشتباكات والقصف الجوي والموت حول مركز الزلزال في مدينة حلب، في حين يكاد الجنوب يخلو من هذه الرموز. فلماذا يتركز القتال في سورية بشكل رئيسي في الشمال؟
ليس الجنوب غريباً على التمرد. فقد بدأت الثورة السورية في العام 1925 ضد الحكم الفرنسي من هناك، تماماً كما فعلت انتفاضة العام 2011، والتي بدأت في درعا؛ المدينة المتاخمة للحدود الأردنية، وعجلت بقدوم الحرب الأهلية الدائرة الآن. وعندما بدأ القتال، قام مئات من الأردنيين بتضخم صفوف الجماعات الجهادية العالمية في الجنوب. وأمطرت قنابل البراميل التجمعات السكانية في الجنوب كما فعلت في الشمال، وتحول مئات الآلاف من الناس هناك إلى لاجئين. ولكن الثورة إذا بدأت في الجنوب، فإنها ذهبت إلى العسكرة في الشمال الأكثر سكاناً، وخاصة بين الفقراء الذين ذهبوا إلى المناطق الحضرية حديثاً بعد أن أجبرتهم على الفرار من حقولهم سنوات متعاقبة من الجفاف. وحول الحرمان واليأس الفلاحين المحتجين إلى ثوار. وعلى عكس الجنوب المتميز بخليطه من الطوائف الباطنية، وأبرزها الدروز الذين ظلوا موالين بشكل كبير للنظام، كان الشمال أيضاً موحداً بالمذهب السني، ومعادياً لنظام بشار الأسد وقاعدة سلطته العلوية.
ومع ذلك، فإن انخفاض حدة العنف في الجنوب يعود إلى عوامل خارجية أكثر من العوامل المحلية. فقد حافظ الأردن على رقابة مشددة على الحدود، وفرض احتكاراً على مرور الأفراد والأسلحة والأموال، مما مكنه من فتح القتال وإغلاقه على نحو متقطع مثل الحنفية، كما يقول متحدث باسم المتمردين. وتقوم غرفة تحكم مقرها في عمان بتحويل مسارات الدعم من مصادر متعددة من خلال الأجهزة الأمنية الأردنية. ويسمح لجماعات الثوار التي تلتزم معه بعبور الحدود والحصول على العلاج الطبي. ومع تصاعد خوف الأردن من تداعيات الحرب الأهلية السورية -اللاجئين، وخطر التعرض للانتقام، وتراكم القوى الراديكالية على حدوده- عمل البلد على تطهير التمرد الجنوبي من الجماعات الجهادية المتطرفة وعلى إقامة الهدوء هناك. ويعمل شيء مشابه عبر الحدود الشمالية لسورية تحت رعاية وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. لكنه على العكس من وضع الجنوب، ممزق بين المصالح المتنافسة. وبينما تركز وكالة الاستخبارات المركزية على دعم التمرد ضد الأسد من خلال العرب السنة، تشن وزارة الدفاع حربها على "داعش" من خلال قوة يقودها الأكراد السوريون. وقد أزعج ذلك تركيا التي تخوض حربها الداخلية الخاصة ضد الأكراد. وإلى جانب قطر، قامت تركيا ببناء ميليشيات عربية سنية أخرى، وهي أكثر اهتماماً على ما يبدو بقدره هذه الميليشيات على العمل باعتبارها حصناً ضد التوسع الكردي من اهتمامها بملاحظة ميولها الجهادية المعلنة. وقد أدى المزيج من المصالح المتنافسة، وطرق الإمداد واستقلال الجماعات الجهادية إلى جعل السيطرة على شمال سورية أكثر صعوبة.
هل يمكن أن يحقق خفض العنف الأخير في الشمال ما كانت قد حققته الترتيبات السابقة في الجنوب؟ عندما كانا يكشفان عن اتفاقهما، قام وزيرا الخارجية الروسي والأميركي، سيرجي لافروف وجون كيري، بتخصيص حلب كمكان للراحة القادمة. كما التزما أيضاً بالعمل معاً على تخليص الشمال من "داعش" و"جبهة النصرة"، تابعة تنظيم القاعدة التي أعادت تسمية نفسها مؤخراً لتصبح "جبهة فتح الشام". وعلاوة على ذلك، أقنعت استعادة العلاقات مع روسيا واتساع دائرة العنف وتسربها إلى بلاده الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بمنح تحقيق الاستقرار في الشمال أولوية على هدف إسقاط نظام بشار الأسد. ومع ذلك، يمكن أن تكون لاستقرار الشمال عواقب غير مقصودة. فإذا تحررت قوات الأسد في الشمال، فإنها قد تتحول إلى الجنوب. وقد سعت قوات الأسد قبل وقف إطلاق النار الأخير إلى التقدم جنوباً على طريق درعا التي يسيطر عليها الثوار. وبالإضافة إلى ذلك، وللالتفاف على الصعوبات في الشمال، ربما يعمد رعاة الثوار الخليجيون إلى مضاعفة جهودهم لمحاولة العمل من الأردن؛ حيث توفر لهم مساعداتهم الوفيرة بعض النفوذ. ومن دون التوصل إلى تسوية سياسية، يمكن أن تؤدي التهدئة على إحدى الجبهات السورية إلى التصعيد الفوري للقتال على جبهة أخرى.
========================
"الديلي تليجراف": "هزيمة مذلة" لأمريكا وبريطانيا بسوريا
http://almesryoon.com/دفتر-أحوال-الوطن/928775-الديلي-تليجراف-هزيمة-مذلة-لأمريكا-وبريطانيا-بسوريا
 3   كتبت - جهان مصطفى الأحد, 18 سبتمبر 2016 09:35 قال الكاتب البريطاني كون كوغلين, إن اتفاق الهدنة الجديد بشأن سوريا, الذي وقعه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف, يمثل "هزيمة مذلة" للولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين التزمتا في البداية بإسقاط نظام بشار الأسد "الوحشي", حسب تعبيره. وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية في 14 سبتمبر, أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سبق أن وضع خطا أحمر أمام الأسد يقضي بضرورة عدم استخدامه الأسلحة الكيميائية، لكن الأسد استخدمها ضد الشعب السوري، ورغم ذلك لم يفعل أوباما شيئا. وتابع " نظام الأسد سرعان ما استعاد السيطرة، بعد أن قرر الرئيس الروسي فلادمير بوتين التدخل العسكري في سوريا, لملء الفراغ الناجم عن تراخي الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة وبريطانيا". وخلص الكاتب إلى القول :" إن اتفاق الهدنة الجديد بشأن سوريا يعني فقط أن واشنطن وموسكو متفقتان على بقاء الأسد في السلطة". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, قالت أيضا إن اتفاق الهدنة الجديد بشأن سوريا, الذي وقعه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف, عزز وضع نظام بشار الأسد الذي كان آيلا للسقوط قبل عام واحد, أي قبل التدخل العسكري الروسي. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 14 سبتمبر, أن الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبرما من قبل اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار في سوريا، ولم يلتزما بأي منها، وكانت مكافأتهما الحصول على مزيد من الأراضي وتعزيز وضعهما الاستراتيجي، ولم ينالا من واشنطن عقابا, بل مزيدا من التنازلات والعروض لاتفاقات جديدة. وتابعت " إذا جرت مفاوضات سياسية جديدة بشأن مستقبل سوريا في أي وقت, فإن نظام الأسد وداعميه الروس والإيرانيين سيكونون في وضع أفضل من المعارضة السورية, بسبب اتفاقات وقف إطلاق النار المتتالية, والتي لا تخدم سوى النظام السوري". واستطردت " الهدنة الجديدة ضربة قوية للمعارضة السورية، لأن الولايات المتحدة وافقت على مطلب روسي طالما طالب به بوتين, وهو أن تشارك واشنطن موسكو في استهداف جماعات المعارضة, التي يُقال إنها إرهابية". وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن واشنطن عجزت في اتفاق الهدنة الجديد عن منع طيران نظام الأسد من إسقاط البراميل المتفجرة وغاز الكلور على مناطق المعارضة, وهو ما يعني استمرار المجازر ضد المدنيين. وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية, قالت كذلك إن اتفاق الهدنة الجديد بشأن سوريا, الذي وقعه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف, لن يصمد طويلا. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 12 سبتمبر, أن وقف إطلاق النار لن يطول لأن نظام بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغبان في الانتصار أكثر مما يرغبان بالسلام. وتابعت " الأسد وإيران أيضا لا يفكران أبدا في أن سوريا سيكون لها مستقبل يختلف عما هي عليه الآن". واستطردت "لماذا تلتزم المعارضة السورية بوقف إطلاق النار, بينما تتواصل انتهاكات نظام الأسد, الذي يستغل أي هدنة جديدة لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم صفوف قواته؟". وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, قالت أيضا إن اتفاق الهدنة الجديد بشأن سوريا, يضع التزامات صعبة على المعارضة السورية, فيما لا يتضمن أي التزام واضح من موسكو بالضغط على نظام بشار الأسد لوقف مجازره ضد المدنيين. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 سبتمبر, أن المعارضة السورية "المعتدلة", بموجب الاتفاق, مطالبة بالانفصال سياسيا وعسكريا عن جبهة فتح الشام, تمهيدا لضربها من قبل أمريكا وروسيا معا بعد أسبوع من تنفيذ وقف إطلاق النار. وتابعت " هذا الالتزام المفروض على المعارضة, أمر صعب نظرا إلى العلاقات التي ربطت بينها وبين جبهة فتح الشام, عندما تخلت أمريكا عن دعم هذه المعارضة في معركة حلب". ونقلت الصحيفة عن أحد مسئولي "فتح الشام" قوله في تعليقه على اتفاق أمريكا وروسيا على تنفيذ هجمات مشتركة للقضاء عليهم :"لدينا عدد كبير من المحاربين الاستشهاديين المستعدين لحرق الأرض تحت أقدام تحالف الصليبيين"، وحذرت "الإندبندنت" من أن هذا التصريح يحمل تهديدا حقيقيا, وليس لـ"التبجح" فقط, حسب تعبيرها. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قالت أيضا إن اتفاق الهدنة الجديد بشأن سوريا, ينص على قيام واشنطن وموسكو بتوجيه ضربات جوية مشتركة لكل من جبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا", وتنظيم الدولة "داعش". وأضافت الوكالة في تقرير لها في 10 سبتمبر, أن الاتفاق يطلب أيضا من فصائل المعارضة السورية النأي بنفسها كليا عن جبهة فتح الشام. وتابعت " الاتفاق ينص أيضا على أن تمارس موسكو ضغوطا على النظام السوري للالتزام بوقف القتال, فيما ستضغط واشنطن على أطراف المعارضة". وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف أعلنا في جنيف فجر السبت الموافق 10 سبتمبر عن خطة جديدة للهدنة في سوريا، تنص على وقف كل الأطراف العمليات القتالية اعتبارا من مساء الاثنين 12 سبتمب، وإتاحة وصول المساعدات إلى كل المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها بما في ذلك حلب، وانسحاب قوات كل الأطراف من طريق الكاستيلو في حلب. وحسب الاتفاق, فإنه بعد سبعة أيام من بدء وقف العمليات القتالية, ستنشئ روسيا والولايات المتحدة مركزا مشتركا لمحاربة تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام. وطالب مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا مايكل راتني فصائل المعارضة السورية بالالتزام بالهدنة التي ينص عليها الاتفاق الروسي الأمريكي، في حين أعلنت دمشق موافقتها على الاتفاق, ورحبت به إيران أيضا, وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن نجاح الهدنة "مرتبط بإنشاء آلية مراقبة شاملة، وخصوصا مراقبة الحدود لوقف وصول إرهابيين جدد، وكذلك أسلحة وموارد مالية إليهم", حسب تعبيره. وبدورها, نقلت "الجزيرة" عن مصادر في المعارضة السورية قولها إن الفصائل المسلحة قبلت باتفاق الهدنة الأمريكي الروسي وسترسل ملاحظاتها عليه. وصرح زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع "فاستقم", وهو أحد فصائل المعارضة المسلحة، بأن المعارضة سترسل إلى الجانب الأمريكي ملاحظاتها على بعض بنود الاتفاق, ومن أبرزها ما يتعلق بآلية ضمان التزام النظام بوقف إطلاق النار وآلية محاسبته في حال حصول اختراقات.   وأكد ملاحفجي أن المعارضة لا تزال تدرس بنود الاتفاق في نواحيه السياسية، لكن فيما يتعلق بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات فلا شك أن المعارضة تقف مع كل ما يضمن حماية المدنيين. وأضاف أن هناك ملاحظات أخرى بشأن جبهة فتح الشام وإغفال الميليشيات الموالية لنظام الأسد، مؤكدا أن المعارضة التزمت بكل الهدن التي تم الاتفاق عليها من قبل، ولكن نظام الأسد هو من كان يخرقها. وفي 17 سبتمبر, أعربت مستشارة الهيئة العليا لوفد المعارضة السورية في مفاوضات جنيف مرح البقاعي عن مخاوفها من تقسيم البلاد ضمن الاتفاق الروسي الأمريكي الأخير, في ظل خلاف الطرفين على إعلان تفاصيله. وقالت البقاعي إن هناك تفاصيل للاتفاق لا تريد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن تخرج إلى التداول، معربة عن استغرابها من عدم وصول تفاصيل الاتفاق إلى هيئة المفاوضات المعنية بالحل السياسي في البلاد. ولدى تعليقها على التصريحات الأمريكية بأن التكتم على تفاصيل الاتفاق يخدم "الأمن العملياتي", قالت البقاعي لـ "الجزيرة", إن الأمر أبعد من ذلك بكثير، فهو اتفاق أمريكي روسي يخدم البلدين فقط. وحول الإصرار الروسي على كشف التفاصيل مقابل الرفض الأمريكي لذلك، قالت البقاعي إن ذلك مجرد مناورة بين موسكو وواشنطن بحيث يرمي كل طرف الكرة بملعب الآخر. ورجحت البقاعي أن يكون الاتفاق قد جاء ضمن صفقة التخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، وأعربت عن خشيتها أن يفضي هذا الاتفاق إلى تقسيم البلاد، وهو ما ترفضه المعارضة التي تسعى لتكون دولة مدنية موحدة. وكان من المقرر أن يُطلِع سفيرا روسيا والولايات المتحدة بالأمم المتحدة فيتالي تشوركين وسامانثا باور مجلس الأمن الدولي في 16 سبتمبر على تفاصيل الاتفاق -الذي تنص بعض بنوده على وقف النار، وإيصال المساعدات، وشن ضربات مشتركة ضد المقاتلين الإسلاميين بسوريا- ولكن ذلك ألغي في اللحظات الأخيرة. وقالت البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة إنها لم تستطع الاتفاق مع روسيا على طريقة لإطلاع مجلس الأمن على تفاصيل الاتفاق، حسب زعمها. وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي إن موسكو لن تنشر تفاصيل الاتفاق مع واشنطن بشأن سوريا من طرف واحد، مشيرا إلى أن الأمريكيين طلبوا الإبقاء على بعض بنود الاتفاق في إطار السرية.