الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 2-5-2023

سوريا في الصحافة العالمية 2-5-2023

03.05.2023
Admin

سوريا في الصحافة العالمية 2-5-2023
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة البريطانية :
  • فايننشال تايمز: التطبيع مع الأسد بات حتميا والسؤال ما هو الثمن الواجب عليه دفعه؟
https://cutt.us/zXAYf

الصحافة الفرنسية :
  • أوريان 21: في شرق سورية، عودة القبائل إلى قلب اللعبة السياسية
https://cutt.us/IvBW3
  • لوفيغارو: الإستراتيجية الفرنسية في لبنان غير متناسقة لهذه الأسباب
https://cutt.us/2EAvm

الصحافة العبرية :
  • جيروزاليم بوست :زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للأردن والعراق.. ما علاقة نظام الأسد؟
https://cutt.us/M8NfN
  • جيروزاليم بوست :بينها الكبتاجون.. 4 قضايا ثنائية تناولها الاجتماع العربي مع سوريا
https://cutt.us/EGzks

الصحافة البريطانية :
فايننشال تايمز: التطبيع مع الأسد بات حتميا والسؤال ما هو الثمن الواجب عليه دفعه؟
https://cutt.us/zXAYf
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”:
ما هو الثمن الذي يجب على رئيس النظام السوري بشار الأسد دفعه لكي يعود إلى الجامعة العربية؟ تقول صحيفة “فايننشال تايمز” في تقرير أعدته راية الجلبي، وأندرو إنغلاند، وسامر الأطرش، إن الأسد الذي عومل لأكثر من عقد كمنبوذ دولي بسبب وحشيته ضد شعبه بات يلعب دورا جديدا، هو استقبال الشخصيات العربية البارزة.
فقد شهدت الفترة الأخيرة سلسلة من الزيارات بعد 12 عاما من العزلة الإقليمية للأسد التي تقترب من نهايتها بدون معالجة الانتهاكات التي ارتكبتها قواته وسحقه للانتفاضة الشعبية ومواجهة الحرب الأهلية التي تسبب بها.
وتقول الصحيفة إن المسؤولين والمحللين في المنطقة، يرون أن النقاش بات يدور حول معقولية إعادة تأهيل الأسد وما يجب أن يقدمه من تنازلات مقابل ذلك. ومن هنا، يبدو التطبيع مع الأسد محتوما بحسب جوزيف ضاهر، من معهد الجامعة الأوروبية في إيطاليا، الذي يقول: “ربما اختلفت الدول العربية بعض الشيء، لكنها تتلاشى بشكل كبير في وقت زاد الاهتمام المشترك لتعزيز استقرار ديكتاتور في المنطقة”.
    قال مسؤولون عرب إن النظام السوري لم يظهر اهتماما بتقديم تنازلات، رغم محاولات التطبيع معه
وبات يقود ركب التطبيع مع الأسد، الإمارات والسعودية التي التقى وزير خارجيتها رئيس النظام السوري في نيسان/ أبريل، وهي أول زيارة علنية من مسؤول سعودي منذ 2011. وجاءت الزيارة بعد زيارة وزير الخارجية السوري إلى السعودية للتباحث “بعودة سوريا إلى محيطها العربي”. في الوقت نفسه، يشعر الأسد بالثقة، ففي لقاء لوزراء الخارجية لمناقشة عودة سوريا من جديد للجامعة العربية، قال المسؤولون إنه لم يظهر اهتماما بتقديم تنازلات.
وقال مسؤول: “السوريون يريدون تنازلا كاملا.. يمزح البعض بأنه قد يطلب اعتذارا”. وهناك بعض الدول العربية مترددة بالتطبيع، من بينها قطر والكويت، اللتين ترددتا بدعم الخطط التي تقودها السعودية لدعوة النظام السوري لحضور القمة العربية هذا الشهر. إلا أن مسؤولين بارزين من عدة دول عربية، منها السعودية والأردن والعراق ومصر، بدأوا بالعمل على قضايا لطرحها مع النظام.
وقال دبلوماسي إن المفاوضات هذه ستمتحن فيما إن كان الأسد “جديا أم لا” حول العودة للحظيرة العربية.
وبدأت العمل للتواصل مع الأسد بقيادة الإمارات التي أعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018 ثم البحرين. وقال أندرو تابلر، المسؤول السابق والزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن الضغط من إدارة ترامب منع الآخرين من التحاور مع الأسد. وعند تلك النقطة، كانت المنطقة قد استُهلكت بسبب التنافس السعودي- الإيراني، ولهذا لم تكن هناك أية شهية للتعامل مع الأسد.
ودعمت دول الخليج المعارضةَ السورية ضد الأسد، وعارضت الحضور الإيراني في سوريا. إلا أن المواقف من طهران تغير بسبب ما يراه المسؤولون في المنطقة غيابا في الرؤية الأمريكية الواضحة، والرغبة السعودية – الإماراتية في خفض التوتر مع إيران والجماعات الوكيلة لها. وهو ما عبّد الطريق الشهر الماضي للتقارب السعودي- الإيراني برعاية الصين.
وقال مسؤول سعودي إن التوصل مع نظام الأسد لم يكن “شرطا في الصفقة” لكن “كل واحد ترك تأثيرا على الآخر” و”أعتقد أننا لم نكن لنصل إلى سوريا لو لم نتواصل مع إيران”.
وحتى تركيا الداعم المهم للمعارضة ضد الأسد، اتخذت خطوات حذرة لتغيير موقفها. وبعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط/فبراير، خففت الولايات المتحدة العقوبات على سوريا لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بشكل دفع الدول العربية لاستغلال الزخم، بطريقة أدهشت الولايات المتحدة حسب تابلر.
وعلى خلاف 2018، لم تلق التحركات الأخيرة دفعة من الولايات المتحدة، كما قال تابلر. وقال محمد علاء غانم، مدير السياسة للمجلس السوري- الأمريكي: “لم  تكن سوريا أولوية لإدارة بايدن”. وقال إن “الولايات المتحدة انتقلت من “لا تتجرأوا للتطبيع مع الأسد” إلى “لو طبعتم مع الأسد، فتأكدوا من الحصول على مقابل”.
وأشار إلى تعليقات أخيرة من مسؤولة أمريكية بارزة بقولها: “يجب التعامل مع الأسد كمنبوذ” ولو تواصلت الدول العربية مع الأسد، فعليها التأكد “من الحصول على شيء”.
وبالتأكيد، فالرياض التي قادت التحركات الدبلوماسية الأخيرة نحو دمشق، لن تلتزم بالتطبيع الكامل مع الأسد بدون تحرك من الجانب السوري. وقال مسؤول سعودي بارز: “لا يعني فتح قنوات اتصال أنها كذلك، وهي ليست مفتوحة بشكل كامل، وبدون تواصل لا يمكنك التفاوض حول ما تريد”. وقال دبلوماسي عربي آخر، إن عودة النظام السوري للجامعة العربية يجب أن يكون نتيجة جهود”. وبعد لقاء وزراء خارجية الجامعة العربية، قال الدبلوماسي إن لجنة على مستوى عال من مسؤولي السعودية والأردن والعراق ومصر، التقوا لمناقشة الخطوات المقبلة.
    القادة العرب لن يضغطوا على الأسد فيما يتعلق بالانتهاكات، خشية لفت الانتباه لانتهاكاتهم
وقال الدبلوماسي العربي: “لقد توصلنا إلى إجماع حول الموضوعات التي نريد التركيز عليها”، و”هناك موضوعات نريد من النظام تحقيقها”.
وحظيت المبادرة بزخم يوم الإثنين، عندما التقى وزراء الخارجية في عمّان لمناقشة الموضوعات، وهذه المرة بحضور فيصل المقداد، وزير خارجية النظام السوري.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية، إن اللقاء هدف لمناقشة مبادرة “والتوصل لحل سياسي للأزمة السورية”. وبعد لقاء الإثنين، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن دمشق وافقت على العمل ووقف “تهريب المخدرات” عبر الحدود إلى الأردن والعراق، ومعالجة موضوع اللاجئين والمشردين والمفقودين.
ومن الصعب تحقيق تقدم، ويقول الخبراء إن القادة العرب لن يضغطوا على الأسد فيما يتعلق بالانتهاكات، خشية لفت الانتباه لانتهاكاتهم. وبالنسبة لملايين اللاجئين في الخارج الخائفين من تقارب الدول العربية مع الأسد، فهم يخافون من إجبارهم على العودة إلى سوريا. ولهذا فقد تم التركيز على الكبتاغون الذي أصبحت التجارة فيه شريان الحياة لاقتصاد النظام في سوريا.
وتأثرت السعودية والإمارات والأردن بتهريب المخدرات عبر الحدود. وتقول كارولين روز، من معهد نيولاينز: “أصبح الكبتاغون على رأس النقاشات المتعلقة بالتطبيع”. وقالت إن النظام استخدم تجارة الكبتاغون كورقة ضغط، ومن “الحماقة التفكير أنهم سيتوقفون”.
ولا يُعرف في النهاية ما يعنيه التطبيع للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام في شمال- غرب، وشمال-شرق البلاد. وتقول دارين خليفة من مجموعة الأزمات الدولية، إن “استئناف العلاقات السياسية مع الأسد، يترك عدة أسئلة بدون جواب”، فقد أثبتت دمشق مرة بعد الأخرى أنها ليست مستعدة للحوار بشأن حل سياسي “وليست هذه الطريقة التي يعمل بها الأسد”.
=====================
الصحافة الفرنسية :
أوريان 21: في شرق سورية، عودة القبائل إلى قلب اللعبة السياسية
https://cutt.us/IvBW3
ماريون دواليه؛ وفيليكس ليغران* – (أوريان 21) 16 آذار (مارس) 2023
بعد أن أصابها الوهن إبّان تولي حزب البعث مقاليد الحكم ثم مع بدء الحرب، تستعيد القبائل نفوذها في سورية؛ حيث تسمح البنى القبلية بالسيطرة على السكان، في الوقت الذي تفقد فيه أطراف الصراع الأخرى قوتها. وفي نطاق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية، أصبح لشيوخ القبائل من الآن فصاعدًا حضور قوي. لكن الوضع لا يخلو من صعوبات عملية وسياسية.
* * *
لم يُسلط الضوء كثيرًا على دور القبائل في الصراع السوري. فمن ناحيةٍ أيديولوجية، يُنظَر إلى القبلية بوصفها عائقًا أمام المشاريع الاجتماعية لغالبية أطراف الصراع الأخرى (سواء أكانت مشاريع حزب البعث القومية العربية، أو مشاريع الجماعات الإسلامية والجهادية التي خرجت من رحم الثورة، أو مشاريع الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني). ولكن في سياق يتسم بانهيار مؤسسات الدولة والتنافس بين الجماعات المسلحة، أصبحت القبائل أداة أساسية لحشد وتعبئة المواطنين وإحكام السيطرة عليهم.
إذا ما نظرنا إلى منطقة وادي الفرات على وجه التحديد، يمكن أن نفهم كيف تم تغيير البنى القبلية واستغلالها، وكيف لعبت دورًا رئيسيًا في تطور الصراع؛ حيث فقدت القبائل مكانها في مركز التفاعل، وحل محلها الصراع بين القوى المتمردة، وما تلاه من مواجهات وحروب نفوذ دائرة حتى اليوم بين تنظيم “داعش” والقوات الكردية والنظام السوري والميليشيات المدعومة من تركيا.
البعث، وصناعة قبلية بلا قائد
على مدار عقود من حكم البعث، وأثناء تبلور الحراك الثوري السوري، تم تفتيت البنى الهرمية القبلية وإضعافها عمدًا. تتنظم قبائل الشرق الأدنى مثل دمى روسية. تنقسم التجمعات القبلية الكبرى إلى قبائل وعشائر رئيسية وفروع (أفخاذ وبطون). وفي الرقة، ينحدر غالبية السكان من قبيلة البوشعبان، التي تنقسم بدورها إلى عشائر عدة، أهمها عشيرة العفادلة. وتنقسم تلك الأخيرة إلى ستة أفخاذ، يُضاف إليها فخذٌ سابع حديث النشأة. وتقوم البنية الهرمية القبلية على نظام قيادة مركب يتمثل في شيوخ القبائل. ويُتوارث منصب شياخة القبيلة داخل عائلات بعينها (بيت المشيخة) وفقًا لنظام معقد يذكي المنافسة بين أفراد العائلة الواحدة من أجل الفوز بالشياخة.
وقد أسهم وصول حزب البعث إلى السلطة في تقويض سلطة القبائل ببنيتها الهرمية التقليدية على عدة مستويات، إذ جرد الإصلاح الزراعي شيوخ القبائل من وضعهم الاجتماعي بعد أن كانوا من كبار ملاك الأراضي، كما وضع النظام الأمني القوي الذي أرساه النظام حداً للصراعات القبلية، التي تشكل جوهر ثقافة الحرب المتأصلة في القبائل. وأخيرًا، أذكى “استزلام” صفوات قبلية جديدة التنافسية داخل القبائل للفوز بالقيادة.
قبيل الانتفاضة الشعبية في العام 2011، كان المشهد القبلي يتسم بنزعة قبلية قوية، ولكن ببنية هرمية متشرذمة وأقل قدرة على الحشد والتعبئة. هكذا لم تكن عوائل الشيوخ على مستويات عدة تمثل بالنسبة لأفراد القبيلة سلطة سياسية أو اقتصادية أكثر منها وجاهة اجتماعية وسلطة معنوية. وإذا كان شيوخ القبائل الرئيسيين يتبوأون مناصب قد تبدو مرموقة (سفراء أو نوّاب برلمان في دمشق)، لم تكن سوى مناصب شرفية الهدف منهم محاباتهم. في المقابل، كان النظام يعين وجهاء الصف الثاني في القبائل في مناصب إدارية وأمنية (لها المزيد من السلطات والصلاحيات)، الأمر الذي خلق توترا بين القيادات التقليدية والقيادات التي وصلت إلى موقعها بفضل انتمائها إلى حزب البعث.
في العام 2011، لم يلجأ النظام سوى نادرًا إلى الاعتماد على شبكاته القبلية من أجل إحباط أو قمع الاحتجاجات. ولم يحُل تدخل وجهاء القبائل الضعفاء الموالين للنظام دون اندلاع المظاهرات الحاشدة في بعض المناطق القبلية، من درعا في الجنوب إلى دير الزور، مرورًا بالمناطق الريفية في حمص وحلب.
لعبة تنظيم “داعش”
مع تحول انتفاضة العام 2011 إلى حرب أهلية، أدى ظهور جماعات مسلحة متناحرة منبثقة من حركة التمرد، إلى إعادة إحياء الخصومات القبلية القديمة. في البداية، نشأ العصيان المسلح في نطاق شديد المحلية مع تشكل ميليشيات تتبع بشكل أو بآخر الجيش السوري الحر. لكن وصول جماعات خارجية قوية لا تتمتع بقاعدة اجتماعية صلبة (أحرار الشام وجبهة النصرة وتنظيم “داعش”) أدى إلى زعزعة التوازنات القبلية في شرق البلاد.
ولعل خير مثال على تلك الظاهرة هزيمة تنظيم “داعش” للقوات المتمردة في دير الزور. هذا الانتصار -الذي لم يكن مجرد غزو عسكري- يمكن أن يُعزى جزئيًا إلى فهم تنظيم “داعش” الدقيق للواقع القبلي، واستغلالها للتنافس بين القبائل. حتى صيف 2014، كانت محافظة دير الزور تخضع لسيطرة العديد من الجماعات المتمردة، ولم يستطع تنظيم “داعش” أن يدخلها، كما لم تستجب القبائل لمحاولات المنظمة التحالف معها. ولكن حين كانت خصمتها جبهة النصرة تستعد للسيطرة على جماعات متمردة أخرى، من خلال اعتمادها شبه حصريًا على قبيلة من مدينة الشحيل، نشأ لدى بعض القبائل المنافِسة إحساس بالخطر، وهو ما دعاها إلى التحالف مع تنظيم “داعش” أو التفاوض حول بقائها على الحياد.
من ناحية أخرى، حاولت المنظمة جاهدة عدم الوقوع في فخ القبلية. وسواءً في دير الزور مع قبيلة البكير، أو مع قبيلة البريج التي سمحت لها بترسيخ وجودها المحلي في الرقة، نجح تنظيم “داعش” في استغلال القبائل التي همشتها الانتفاضة، مع الحرص على منعها من الاصطفاف كقوة منظمة. وبعد احتلالها الأراضي، سعى التنظيم إلى التأكد من عدم استغلال القبائل التي ساندته لموقعها في جهاز التنظيم الأمني لصالح أجندة قبلية. ونادرًا ما تم إقحام وجهاء القبائل في عملية اتخاذ القرار، بل ظل رأيهم استشاريًا.
استراتيجية حزب العمال
الكردستاني القبلية
وضع احتلال قوات سورية الديمقراطية (قسد) لوادي الفرات، في إطار حربها على تنظيم “داعش”، الحركة الكردية السورية أمام تحد تمثل في ضرورة حشد القوات العربية، من أجل السيطرة على الأراضي المعادية لوجودها مسبقًا وتهدئتها. تعين إذًا على الأكراد التعامل بمهارة مع المناخ القبلي، حيث تمكنوا من الاستعانة ببعض القبائل المعارضة لوجود التنظيم والقبائل التي كانت تُعد حليفًا رئيسيًا له في آن واحد. وقد مكنهم إدماج تلك القبائل في النظام الأمني الكردي من تفادي أعمال الانتقام الجماعي ودائرة الاستقطاب، التي تمثل بالنسبة للتنظيم أرضًا خصبة لتجنيد مقاتليها.
عندما انتزعت قسد الرقة من قبضة تنظيم “داعش” في العام 2017، ضمت إليها الكثير من أفراد عشيرة البريج، الذين كانوا يشكلون أساس قوات التنظيم المحلية في الرقة. حتى أن بعض مقاتليه من عشيرة البريج شاركوا في مذابح المدنيين الأكراد (من بينهم نساء وأطفال) في كوباني في حزيران (يونيو) 2015، وهو حادث ما يزال محفورًا في الذاكرة الجمعية.
أثناء الغزو العسكري لدير الزور في العام 2019، حيث تعد النزاعات القبلية أكثر عنفًا وتعقيدًا من تلك الموجودة في الرقة، أراد الأكراد تجنيد مقاتلين عرب معادين لتنظيم “داعش” مع تجنب إشعال فتيل الحرب بين القبائل. وهكذا نجحت قسد بسهولة في تجنيد مقاتلين من عشيرة الشعيطات في شرق دير الزور، والتي قُتِل منها ما يقارب الألف على أيدي تنظيم “داعش” في 2014. كما عينت على رأس المجلس العسكري بدير الزور فردًا من قبيلة البكير المنافسة، والتي ساندت تنظيم “داعش” بقوّة. باستعانتها بالشعيطات والبكير معًا، تمكنت القوات الكردية من تلافي الانتقام الجماعي المحتمل من الشعيطات ضد البكير.
دور القبائل في حكم الإدارة
الذاتية لشمال وشرق سورية
نجحت القوات الكردية بين العامين 2016 و2019 في هزيمة تنظيم “داعش” والسيطرة على جزء مهم من وادي الفرات، دون مقاومة شعبية كبيرة، رغم افتقارها إلى قاعدة اجتماعية. في هذا السياق، اعتمدت القوات الكردية بشكل أساسي على الرموز القبلية بإدماجها في المجالس المدنية، التي أنشئت قبيل تحرير الأراضي العربية، وكذلك في الأجهزة الأمنية، والتي يلعب فيها قادة القبائل دور الكفيل لأبناء قبيلتهم، فيما يخص إمكانية العودة والإفراج والعفو عن المسجونين، والإدماج في الهياكل المدنية والعسكرية التي أنشأتها قسد.
رغم ذلك كله، سقطت قسد رغمًا عنها في فخ الاستقطاب القبلي في دير الزور. وكما هو الحال مع أطراف الصراع الأخرى، لم تتمكن قسد من مقاومة اجتياح القبلية لمؤسساتها المدنية والعسكرية، مع وجود خطر تماسك بعض الفصائل وإقصاء أخرى، وبالتالي مناصبة الأخيرة العداء لتلك المؤسسات. وتحظى قبيلة البكارة في غرب دير الزور بتمثيل كبير في مؤسسات دير الزور المدنية، بينما تكتسح عشيرتا البكير في الشمال والشعيطات في الغرب المؤسسات العسكرية والأمنية. وتعد المنطقة المسماة بـ”الوسطى”، والمحاطة بهذه المناطق القبلية الثلاث التي يستند إليها الأكراد، المنطقة الأكثر خطورة في شمال غربي سورية. إذ لا يمتلك الأكراد فيها عمليا أي وسطاء محليين، ولا يستطيعون تدمير خلايا تنظيم “داعش”. بطبيعة الحال، لا يعد الاستقطاب القبلي وحده سبب عدم استقرار تلك المنطقة، وإنما يُضاف إليه هيمنة القبائل والعشائر المنافسة لتلك الموجودة في “المنطقة الوسطى” على المؤسسات.
شيوخ تكنوقراط
تتجلى حدود استراتيجية قسد القبلية أيضًا في بناء المؤسسات المدنية؛ حيث تم إقناع الصفوف الأولى والثانية من القيادات القبلية بالمشاركة في تأسيس الحكم المحلي، ليكونوا بمثابة مرشدين للأكراد في المناطق العربية والقبلية، التي كانت بالنسبة لهم آنذاك مناطق مجهولة.
وقد أدى تعيين شيوخ القبائل المهمة إلى طمأنة وجذب قبائل أخرى، بينما تم اصطفاء شخصيات متعلمة وقادرة على شغل وظائف إدارية من بين القيادات القبلية، ليكونوا بذلك “شيوخًا تكنوقراط”. وقد أجاد الأكراد عقد التوازنات بين القبائل والعشائر، باتباع نظام التناوب على الرئاسة، وكذلك بمضاعفة الوظائف الرسمية التي غالبًا ما تكون غير جوهرية، حتى يحظى الجميع بفرصةٍ للتمثيل دون المشاركة في الحكم. أعطت تلك الاستراتيجية انطباعًا ظاهريًا بإشراك القبائل في التمثيل المحلي، ولكن دون تفويض حقيقي للسلطة؛ حيث اشتهر قادة القبائل بعزوفهم عن السياسة وانقسامهم، وليس من الوارد أن يشكلوا قوة سياسية منافسة. في واقع الأمر، تظل أجهزة الحكم المحلي تحت سيطرة المستشارين السياسيين الأكراد، وهو ما يخلق إحباطات وانسحابًا تدريجيًا للقيادات القبلية الممثلة فيها، إضافة إلى الشيوخ التكنوقراط.
في الوقت نفسه، فإن الإشراك المتزايد لكثير من الشخصيات القبلية التي تعد أقل مكانةً في نظر النظام الاجتماعي القبلي، يؤدي إلى ظهور “شيوخ” انتهازيين، بل وضعفاء في نهاية المطاف، ما يزيد البناء الهرمي القبلي غموضًا وتشرذمًا. وإذا كان الهدف المنشود هو الحد من خطر تحول القبائل والعشائر المهمة إلى قوة معارضة بتعزيز تشرذمها وإذكاء التنافس الداخلي الذي يعتمل داخلها (كما فعل النظام السوري سابقًا)، ستكون النتيجة نفور القيادات التي ما تزال مؤثرة، والقيادات الأكثر تعليمًا ومهنية، التي شاركت في تأسيس المجالس المدنية.
تآكل الشبكة الأمنية
نشهد إذًا تناقضًا في مكاتب الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية. فمن ناحية، يتواجد قادة القبائل بشكل كلي في المجالات التي لم يكن للقبائل مكان فيها من قبل، وهو ما يعد توسعًا ظاهرًا لمجال عملهم وثقلهم في الإدارة. لكن من ناحية أخرى، تنفلت السلطة من بين أيديهم باستمرار، ويتناقص ثقلهم الاجتماعي النسبي مع اختيار شخصيات لا تحظى بشرعية، إضافة إلى عدم وفاء السلطة بوعودها بتوفير الخدمات للسكان، وهو ما يتهدد البنية الهرمية القبلية.
بترسيخ وجودها في الأراضي العربية بوادي الفرات، من خلال استراتيجية لا تهدف سوى إلى التهدئة عن طريق استمالة وجهاء القبائل دون إعطائهم سلطة حقيقية، تسهم القوات الكردية في توليد الإحباط والنفور، وهو ما يقود في النهاية إلى خرقٍ تدريجي للشبكة الأمنية التي أثبتت فعاليتها حتى الآن. وفي دير الزور وفي المنطقة الحدودية الصحراوية مع العراق، يتخذ هذا التآكل في الشبكة الأمنية شكلا تمرديا، يتمثل في كل ممارسات المافيا وعودة تنظيم “داعش”.
وفي المقابل، فإن موجة الاحتجاجات التي اندلعت في تموز (يوليو) 2021 (إضراب عام وأعمال شغب) فتحت المجال أمام فاعلين جدد أصغر سنا، نجحوا في فرض أنفسهم في مجتمعهم القبلي وعلى السلطات الكردية كمحاورين لديهم مطالب سياسية. هذا الشكل من أشكال التسييس، حتى وإن ظل هامشيا، قد يستطيع فرض نفسه كعنصر معارضة في النظام السياسي الذي أرساه الأكراد. بالنسبة للقبائل العربية، يكمن الرهان في قدرتها على لعب دور سياسي يتجاوز كل من التمثيل القبلي الصوري في مؤسسات تخضع لسيطرة الأكراد والتخريب العنيف المدعوم من أطراف الصراع السوري الأخرى.

*ماريون دواليه: طالبة دكتوراه في كلية الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية، تعمل على الصراع السوري والديناميكيات في المناطق الكردية. متعاونة حاليًا مع منظمة أطباء بلا حدود. فيليكس ليغران: باحث ومستشار مستقل متخصص في الصراع السوري، عاش لسنوات عدة في سورية، السنوات الأخيرة في الشمال الشرقي. ترجمت المقال من الفرنسية دينا علي.
=====================
لوفيغارو: الإستراتيجية الفرنسية في لبنان غير متناسقة لهذه الأسباب
https://cutt.us/2EAvm
باريس- “القدس العربي”:
قال الكاتب والجيوسياسي الفرنسي رينو جيرار، في مقال رأي بصحيفة ”لوفيغارو” الفرنسية، إنه غالبا ما تطلق فرنسا في إستراتيجيتها الدولية، مبادرات جديرة بالثناء، ولكن للأسف غالبا ما تثبت أنها غير قادرة على أدائها بشكل جيد. بمزيج من نسيان ميزان القوى والإيمان الساذج بالحلول الإلهية، ينتهي الأمر عموما إلى نتيجة تتعارض مع آمالها.
واعتبر الكاتب أن هذا الغياب في التناسق من جانب فرنسا بين إستراتيجيتها وتكتيكاتها هو الآن صارخ في لبنان. بعد الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في  أغسطس 2020، بذل إيمانويل ماكرون الكثير من الجهد والوقت في ذلك العام لإخراج بلد الأرز من مأزقه السياسي والاقتصادي. زار بيروت مرتين، لكن منذ ذلك الحين، لم يتحسن وضع لبنان السياسي ومستوى معيشة السكان ذرة واحدة.
من الناحية الإستراتيجية، كان الرئيس الفرنسي محقًا في الاستثمار في هذا الملف. أولا، لأن دولة لبنان هي خلق سياسي فرنسي، ومن الطبيعي أن تسقي باريس ما زرعته. ثم لأنه يجب الحفاظ على هذه الديمقراطية المتسامحة، حيث يتعايش المسيحيون الكاثوليك والأرثوذكس والمسلمون السنة والشيعة والدروز، كنموذج للمجتمع في الشرق الأوسط بأسره. أخيرا، لأن فرنسا في وضع أفضل من أي كان لتكون عرابة للبنان المتجدد: من الولايات المتحدة التي فقدت مصداقيتها بسبب الكارثة التي سببها تدخلها العسكري في العراق، ومن إيران التي يلفظ نظامها الديني أنفاسه، ومن السعودية المنشغلة بتهدئة علاقاتها مع جيرانها المباشرين، كما يقول الكاتب.
وتابع رينو جيرار القول: “ساعد نفسك، السماء ستساعدك” هي في جوهرها الإستراتيجية الفرنسية في لبنان منذ مؤتمر سيدر الذي عقد في باريس في شهر أبريل 2018، والذي طُلب فيه من اللبنانيين القيام بإصلاحات على مستوى نظامهم المصرفي وإدارتهم وقطاع الطاقة لديهم، على أن تفرج فرنسا مقابل ذلك عن منح وقروض لهم من المؤسسات المالية الدولية (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي) والدول الخليجية.
واعتبر الكاتب أن هذه الإستراتيجية الفرنسية جيدة وبسيطة وواضحة وعادلة، لكن المشكلة أن قادة الأحزاب اللبنانية الكبرى هم جماعات إقطاعية غير قادرين على التضحية بأي شيء. لقد مرت ستة أشهر على عدم تمكنهم من الاتفاق على اسم رئيس جديد للجمهورية، يُنتخب بالأغلبية المطلقة لـ128 نائباً من مجلس النواب. تكمن الصعوبة في أن النصاب القانوني للأطراف مطلوب حتى يكون الانتخاب صحيحا. وبالتالي لا يمكن انتخاب سوى شخصية توافقية.
فرنسا، التي عهدت إليها الولايات المتحدة في عهد ترامب ثم في عهد خلفه بايدن، ضمنيا بالإدارة الغربية للملف اللبناني، تكرر لكل من يستمع إليها أن خطها ما يزال واضحا، وأنها لا تطالب إلا بثلاثة أشياء: إصلاحات، ورئيس وزراء إصلاحي، ورئيس جمهورية لا يعيق الإصلاح. فمنذ اتفاق الطائف عام 1989، فإن رئيس الوزراء (سُني دائماً) هو المسؤول عن تسيير السياسة الوطنية، مع بقاء سلطة التعيين في يد رئيس الجمهورية.
وأوضح جيرار أنه مما أثار دهشة الإصلاحيين اللبنانيين، أنهم علموا أن فرنسا كانت تشجع سرا ترشح سليمان فرنجية -ينحدر من عائلة سياسية قديمة في شمال البلاد، وإقطاعي كلاسيكي، متحالف تماما مع محور دمشق طهران- لمنصب رئيس الجمهورية، وتطلب من السعوديين إقناع النواب اللبنانيين السنّة بذلك.
وتساءل الكاتب: “أليس من السذاجة أن تصدق فرنسا أن فرنجية سيحافظ على وعده بتشجيع الإصلاح، بذريعة أنه صريح؟”. موضحا أنه منذ أواخر السبعينات، احتلت سوريا وإيران لبنان أو سرقتاه أو استغلتاه فقط لتلبية مصالحهما الخاصة. وهاتان الدولتان تتحكمان برئيس مجلس النواب اللبناني، الذي يمتلك حق النقض شبه المطلق. فلماذا تريد باريس منح الدولتين أيضا مقعد رئيس الجمهورية؟ ألا يجب أن تستغل فرنسا المصالحة الإيرانية- السعودية للتوصل إلى حل وسط بشأن شخصية إصلاحية حقيقية؟ يتساءل رينو جيرار، معتبراً أنه ليس من غير الصحي أن تسعى فرنسا ذات يوم لإعادة سوريا وإيران إلى ساحة الأمم. لكن الرغبة في منحهما مفاتيح لبنان اليوم أمر غير متناسق بالمرة.
=====================
الصحافة العبرية :
جيروزاليم بوست :زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للأردن والعراق.. ما علاقة نظام الأسد؟
https://cutt.us/M8NfN
سلط الأكاديمي، سيث فرانتزمان، الضوء على خلفيات زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا أ.ليف، إلى الشرق الأوسط، في إطار سعي الولايات المتحدة لتعزيز نفوذها ودعمها للبلدان الرئيسية في المنطقة، مشيرا إلى أن للزيارة أبعاد تتعلق بالتوجهات الإقليمية نحو التطبيع مع نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. 
وذكر فرانتزمان، في تحليل نشره موقع "جيروزاليم بوست" وترجمه "الخليج الجديد"، أن الزيارة بدأت من الأردن يوم السبت الماضي ومن المقرر أن تنتهي يوم الجمعة القادم، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية أعلنت أن باربرا ستناقش مجموعة من الأولويات الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك "تعزيز التعاون الاقتصادي ومناقشة التحديات الأمنية".
وبحسب وسائل الإعلام الأردنية الحكومية "بترا"، فقد التقى نائب رئيس الوزراء الأردني، توفيق كريشة، ووزير الخارجية، أيمن الصفدي، مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي في عطلة نهاية الأسبوع.
وذكر التقرير أن "الاجتماع تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأعلنت الولايات المتحدة أن باربرا بدأت رحلتها في الأردن، والتقت برئيس الوزراء الأردني ووزير الدفاع، بشر الخصاونة؛ "لبحث مجالات التعاون الثنائي والإصلاح الاقتصادي وسبل توسيع الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن".
ومن المقرر أن تلتقي مساعدة وزير الخارجية الأمريكي بمسؤولين حكوميين في العراق وتعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة هناك. وستتوجه إلى بغداد وأربيل، عاصمة إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي.
وأورد بيان لوزارة الخارجية الأمريكية أن مساعدة الوزير ستركز، في كل من بغداد وأربيل، "على تعزيز شراكتنا الشاملة مع حكومة وشعب العراق".
ويأتي تحرك باربرا وسط قلق بأوساط الإدارة الأمريكية من التوجهات الإقليمية نحو التطبيع مع النظام السوري، إذ استضاف الأردن، هذا الأسبوع، اجتماعًا لمسؤولين من الدول العربية وسوريا.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن باربرا مؤخراً أن التطبيع لا يجب أن يحدث "في غياب تغيير سياسي دائم" في سوريا.
وتعارض واشنطن التطبيع مع نظام بشار الأسد في سوريا "ما لم يتغير"، لكن الواقع أنه بات مرحب به في جميع أنحاء المنطقة، وسيستضيف الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في دمشق، هذا الأسبوع.
 كما سيواصل نظام الأسد العمل مع موسكو، وبالتالي فلا دافع يحفزه للتغيير، حسبما يرى فرانتزمان، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تواجه، في المقابل، ضغوطًا في العراق وسوريا وتهديدات إيرانية.
واستضافت العاصمة الأردنية عمّان، الإثنين، اجتماعا بمشاركة وزراء خارجية السعودية والعراق ومصر وسوريا والأردن، بحث سبل وضع "خارطة طريق للتقدم باتجاه التوصل لحل في سوريا".
وجاء اجتماع عمان قبل نحو 3 أسابيع من انعقاد القمة العربية بالرياض في 19 مايو/ أيار الجاري، وبعد نحو أسبوعين من زيارة وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، لدمشق ولقائه مع الأسد، ضمن مقاربة سعودية دبلوماسية جديدة إزاء الملف السوري، تواكب سياسة إقليمية سعودية تستهدف إنهاء التوترات في المنطقة.
المصدر | فرانتزمان/جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد
=====================
جيروزاليم بوست :بينها الكبتاجون.. 4 قضايا ثنائية تناولها الاجتماع العربي مع سوريا
https://cutt.us/EGzks
قال الكاتب سيث فرانتزمان إن الاجتماع التشاوري الوزاري العربي مع سوريا في عمّان الإثنين ناقش 4 قضايا ثنائية، بينها وقف تدفق مخدر الكبتاجون، وأظهر أن الأردن لاعب رئيسي في عملية التطبيع العربية مع نظام بشار الأأسد.
فرانتزمان تابع، في تحليل بصحيفة "جيروزاليم بوست" (The Jerusalem Post) الإسرائيلية ترجمه "الخليج الجديد"، أن الاجتماع حضره "وزراء خارجية عدد من الدول المهمة في المنطقة، في إطار عملية زيادة اندماج سوريا".
ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، فإن الاجتماع شارك فيه وزراء خارجية الأردن والسعودية وسوريا والعراق ومصر، ويمثل متابعة للاجتماع التشاوري بجدة، في 14 أبريل/ نيسان الماضي، بمشاركة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق والأردن ومصر.
وقال فرانتزمان إن الاجتماع "يدعم الحل السياسي في سوريا ولا يقتصر الأمر على دعم النظام؛ فالصراع هناك ينتهي نسبيا، ويُظهر كيف تريد الدول العربية أن يتقدم التطبيع السوري".
وفي 2011 جمَّد كل من جامعة الدول العربية (مقرها في القاهرة) ومنظمة التعاون الإسلامي (مقرها في جدة) عضوية سوريا ردا على قمع نظام الأسد لاحتجاجات شعبية مناهضة له طالبت بتداول سلمي للسلطة، مما زج بالبلاد في حرب أهلية مدمرة.
وزاد فرانتزمان بأن "السعودية والإمارات ومصر قادت عملية التطبيع مع سوريا، والأردن لاعب رئيسي أيضا بسبب حدوده المشتركة مع سوريا ويستضيف مليون لاجئ سوري.. والعراق في الموقف نفسه.. والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يزور سوريا قريبا (الأربعاء) وتريد إيران أن تكون لحليفتها دمشق علاقات قوية في المنطقة".
وجاء اجتماع عمّان قبل نحو 3 أسابيع من انعقاد القمة العربية بالرياض في 19 مايو/ أيار الجاري، وبعد نحو أسبوعين من زيارة وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان لدمشق ولقائه مع بشار الأسد، ضمن مقاربة سعودية دبلوماسية جديدة إزاد الملف السوري، تواكب سياسة إقليمية سعودية تستهدف إنهاء التوترات في المنطقة.
وبحسب الوكالة، التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره السوري فيصل المقداد قبل الاجتماع التشاوري وتناولا "جهود إرساء دور قيادي عربي لحل سياسي للأزمة السورية".
اهتمامات ثنائية
و"خلال الاجتماع، تناولت المباحثات مجموعة واسعة من الاهتمامات الثنائية، بينها أمن الحدود (مع الأردن والعراق) واللاجئين (لاسيما في الأردن) والمياه (بين سوريا والأردن والعراق) ومكافحة تهريب المخدرات"، بحسب فرانتزمان.
وأضاف أن "التهريب مسألة مهمة للغاية لأن الميليشيات في سوريا تصدر (مخدر) الكبتاجون في جميع أنحاء المنطقة. وبعض الجماعات المدعومة من إيران جزء من صناعة تجارة المخدرات في المنطقة بمليارات الدولارات، وينتهي المطاف ببعض المخدرات في (دول) الخليج (العربية لاسيما السعودية)".
وتابع أن الاجتماع يأتي في وقت التقى فيه وزير الداخلية الأردني مازن فاريا ووزيرة العدل النرويجية إميلي إنجر وناقشا سبل تعزيز التعاون بشأن أزمة اللاجئين السوريين في المملكة.
وأكدت فاريا "دعم النرويج للأردن في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، بما في ذلك مساعدة مخيمات اللاجئين والبنية التحتية للمجتمعات المضيفة وبرامج ومشاريع التنمية الوطنية"، وفقا للوكالة.
وأردف فرانتزمان أن الأردن يحتاج إلى زيادة التمويل للاجئين. لكن الوكالة أفادت بأنه تم التعهد بنسبة 6٪ فقط من التمويل اللازم، وسيعمل الأردن لتوفير الأمن والتعليم والرعاية الصحية والحياة الكريمة للاجئين، في انتظار حل سياسي في سوريا".
قائد إقليمي رئيسي
ومن خلال استضافته للاجتماعات، بحسب فرانتزمان، "يضع الأردن نفسه كقائد إقليمي رئيسي، حيث استضاف مؤخرا مباحثات مع الولايات المتحدة حول التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات العسكرية والتشغيلية والتدريبية واللوجستية".
وأردف أن "اجتماع عمان يُظهر على ما يبدو دعما لتطبيع العلاقات مع دمشق"، مشيرا إلى أن البيان الختامي "أكد أولوية إنهاء الأزمة (في سوريا) وكل ما تسبب فيه من قتل ودمار ومعاناة للشعب السوري الشقيق وانعكاسات سلبية إقليميا ودوليا".
وشدد الوزراء على ضورة إيجاد "حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها ويلبي تطلعات شعبها ويخرجها من الإرهاب ويسهم في تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، وبما يؤدي إلى خروج جميع القوات الأجنبية غير الشرعية منها، ويحقق المصالحة الوطنية، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ودورها".
ذلك البيان وصفه فرانتزمان بـ"العام، ولكنه مهم من الناحية الرمزية، ويظهر محاولة لمنع تجارة المخدرات ومعالجة القضايا في سوريا، كما أنه يضع الأردن كجزء أساسي في هذه العملية"
المصدر | سيث فرانتزمان/ جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
=====================