الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 20/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 20/12/2017

21.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :إعادة النظر في عودة تنظيم «الدولة الإسلامية» بين العامَين 2011 و 2014: دروسٌ للمستقبل
هارون ي. زيلين
متاح أيضاً في English
18 كانون الأول/ديسمبر 2017
عند إخراج تنظيم «الدولة الإسلامية» من الموصل والرقة، أشار عدد كبير من المحلّلين أنّ ذلك لن يمثّل هزيمة كلّية للتنظيم، وإنما العودة إلى مستوى مختلف من التمرّد. ومثل هذه التصريحات تشير ضمناً أيضاً إلى أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» قد يستغلّ الانشقاقات والفراغات المستقبلية في العراق وسوريا كما فعل سابقاً بين العامَين 2009  و 2012، أي في الفترة الممتدة بين هزيمته التكتيكية كتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» وإعادة بروزه في نيسان/أبريل 2013. فما الذي أدّى إلى معاودة الظهور تلك، وكيف تُقارن البيئة الحالية بـ"الهزيمة" الأولى للجماعة؟ قد تُضيئ الإجابة على هذه الأسئلة مسار أي عودة مستقبلية لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» والنقاش ذو الصلة حول مستقبل القوّات الأمريكية في العراق وسوريا.
كيف بقي التنظيم وتوسّع؟
هناك خمسة عوامل أساسية ساهمت في معاودة ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية» عام 2013، وهي: انسحاب الولايات المتحدة من العراق في كانون الأوّل/ديسمبر 2011، والضعف المتلازم لقوات الأمن العراقية، ومشاركة التنظيم المتواصلة في أعمال إجرامية محلية وقدرته على استغلال مظالم العراقيين السنّة ضدّ الحكومة المركزية ذات الغالبية الشيعية، وعمليات الهروب الجماعية من السجون من قِبَل رفاق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق»، واندلاع الحرب في سوريا، الأمر الذي حثّ على تعبئة غير مسبوقة للمقاتلين الأجانب.
الانسحاب الأمريكي وضعف الأمن العراقي. ليس من المستغرب أن تبرز فرص جديدة أمام تنظيم «الدولة الإسلامية» نظراً للتفاوت الهائل بين القدرات الأمنية العراقية والأمريكية. فلو كان الجيش وجهاز المخابرات العراقيان قويّيَن بما فيه الكفاية، لما كان رحيل الولايات المتحدة ليؤثّر بهذا القدر. وعوضاً عن ذلك، منح الانسحاب عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» حرية أكبر في الحركة والعمليات في المناطق التي سبق لهم أن أسسوا فيها وجوداً قوياً أو شبكات دعم واسعة، حرصت القوّات الأمريكية على قمعها عند ظهور حركة «الصحوة» السنّية.
الأعمال الإجرامية. منحَ الفراغ ما بعد عام 2011 المزيد من الفرص لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» للاستغلال أو إنشاء شبكات إجرامية تعمل بالإتجار بالبشر، والاختطاف، والابتزاز، وسرقة المصارف، والتكرير البدائي للنفط، والإتجار بالآثار. كما قام التنظيم باستثمارات خفيّة في شركات محلية مشروعة لمراكمة أصوله المالية.
مظالم السنّة. في أعقاب الانسحاب الأمريكي وحركة «الصحوة»، وعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بدمج النظام السياسي والأجهزة الأمنية مع أولئك السنة الذين ساعدوا على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في أقسام من محافظة الأنبار بين العامَين 2006  و 2009. غير أنّه على مرور الوقت، أصبح مرتاباً أكثر فأكثر من إمكانية عودة الأقليّة السنّية إلى السلطة  وتنصيبهم طاغية آخر على غرار صدّام حسين. وقد دفعت هذه المخاوف الحكومة إلى تهميش الأطراف الفاعلة السنية، مما أدى إلى بروز حركة احتجاجية في كانون الأوّل/ديسمبر 2012. وعندما قامت الحكومة بتدمير مخيّم تظاهري في الرمادي بعد عام، ساهمت في إعادة إشعال حركة تمرّد أكبر كان تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموقع المناسب لاستغلالها.
عمليات الهروب من السجون. منذ عام 2011، سمحت عمليات هروب بارزة من سجني "أبو غريب" و"التاجي" وغيرهما لعاملين وقادة رئيسيين في تنظيم «الدولة الإسلامية»، كانوا قد اعتقلوا خلال سنوات الزيادة في عدد القوات/و«الصحوة»، بالعودة إلى التنظيم. وكان العديد من هؤلاء الهاربين مقاتلين مؤهّلين، ومضرّسين خدموا كمضاعفين للقوّة ومجنِّدين فاعلين.     
الجهاد السوري. لعلّ الحرب السورية منحت تنظيم «الدولة الإسلامية»، أكثر من أي عامل آخر، ولوجاً لمجنّدين وأسلحة وتمويل جديد. وشمل ذلك تدفق أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب المستعدّين لمساعدة التنظيم على الفوز بالمعارك وإدارة المناطق الواقعة تحت سيطرته. وعلى الرغم من أنّ عوامل كثيرة قد حرّكت هذه التعبئة، فإن موقع تركيا الاستراتيجي في المنطقة وحدودها المفتوحة مع سوريا ربما شكّلا العاملَين المساعدَين الأكثر أهميّة، فقد استمر تدفّق المقاتلين عبر هذه الحدود دون عوائق حتّى وقت قريب من ربيع عام 2015 عندما بدأت أنقرة في تناول القضية بجدية أكبر.
أوجه التشابه والاختلاف في الوقت الحالي
لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» بشكله الحالي، يستغلّ المنظمات الإجرامية ومظالم السنّة في العراق والحرب السورية، لکن ھناك عوامل أخرى قد برزت ومن الأرجح أن تقلّص من فرصه بالعودة بشكل منتصر كما فعل بين العامَين 2013  و 2014. وإذا ومتى استعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» الأراضي، ستكون هذه على الأرجح شبيهةً بأرخبيل من المعاقل أكثر من شُبهها لمساحات واسعة من الأراضي التي سيطر التنظيم عليها سابقاً بسرعة كبيرة.
ومن بين الأسباب الكامنة وراء هذا التقييد استبعاد أن تشهد المنطقة تكراراً لتعبئة شاملة للمقاتلين الأجانب كما حصل بين العامَين 2012  و 2015. وعلى الرغم من أنّ الجهاديين سيستمرّون في محاولتهم التسلّل إلى العراق وسوريا، إلّا أنّ أعدادهم ستكون قليلة وليست هائلة نظراً للأنظمة القانونية الجديدة التي طبّقتها الحكومات المختلفة لمحاربة مثل هذا التجنيد، والإجراءات الصارمة المتواصلة التي تتّبعها تركيا ضد حركة المقاتلين الأجانب على أراضيها. وبالتالي، سيتمتّع تنظيم «الدولة الإسلامية» بقوة بشرية محتملة أقلّ حجماً بكثير للمساعدة في إعادة بناء هيكل حوكمته أو عملها كمزودة الذخيرة لمدافعه.
بالإضافة إلى ذلك، إنّ «قوات الحشد الشعبي» في العراق ومجموعة الميليشيات الشيعية المحلية والأجنبية في سوريا، لا سيما تلك المصطفة مع إيران، لن تسمح بجهود شاملة لإعادة بناء تنظيم «الدولة الإسلامية». ومنذ تحرير الموصل، عمدت بعض وحدات ميليشيا «قوات الحشد الشعبي» إلى التعويض على هذا الصعيد، ليس من خلال قمع أي نشاط مرتبط بـ تنظيم «الدولة الإسلامية» فحسب، بل أيضاً من خلال اتخاذ إجراءات ضدّ المجتمعات السنّية التي ليس لها علاقة بها. ومن المفارقات أن مثل هذه الأعمال من المرجح أن تؤسس قاعدة تجنيد مستقبلية لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، لا سيّما أنّه لم يبق للمجتمع السنّي سوى القليل من بدائل القيادة المحلّية بعد نصف عقد من حملات تنظيم «الدولة الإسلامية» ضدّ شخصيّات «الصحوة» السابقة وغيرها من العناصر السياسية والمتمردة السنية. ومع ذلك، فإن النفوذ الإيراني المتزايد والانضباط الأكبر في صفوف «قوات الحشد الشعبي» يعني أنّ أي بروز جديد لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» قد يتضمّن جيوباً أصغر بكثير من الأراضي، ويستدعي ردّاً عسكرياً سريعاً، مما يجعل من الصعب تحقيق أي مكاسب أو توسيعها. وأحد البدائل المحتملة هو إعادة تأسيس شبكة تنظيم «القاعدة في العراق»، ولكن في حين تمّ تناقل هذه الفكرة في الأوساط الجهادية منذ بضع سنوات، إلا أنها لم تأتِ بثمارها بعد.
وأخيراً، فإن الأرض المجاورة في سوريا ليست خصبة لسيطرة الجهاديين كما كانت في السابق. إذ لا يزال نظام الأسد و«قوّات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد تستولي على الأراضي، ولن تقوم الجماعات الإسلامية السنّية التي أفسحت المجال لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» بين نيسان/أبريل 2013 وكانون الثاني/يناير 2014 (من بينها «جبهة النصرة»، التي كانت مرتبطة بـ تنظيم «القاعدة» في ذلك الوقت) بتكرار ذلك. ففي الواقع، كان ردّ الفعل السنّي ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا أكثر حزماً مما كان عليه في العراق بعد حركة «الصحوة». وباختصار، سيواجه تنظيم «الدولة الإسلامية» صعوبة أكبر بكثير في تسخير الأطراف الفاعلة السورية السنية لمصلحته اليوم أكثر من قبل عندما احتلّ الرقة وأجزاء أخرى من البلاد عام 2014.
المرحلة القادمة
نظراً إلى هذه العوامل، من غير المرجح أن يتكرّر السيناريو الذي حصل بين كانون الأوّل/ديسمبر 2011 وحزيران/تمّوز 2014، على الأقل ليس بنفس النطاق أو الوتيرة. وعلى الرغم من أنّ بعض الظروف والمشاكل الهيكلية الكامنة التي أدت إلى إعادة بروز التنظيم لا تزال قائمةً، إلّا أنّه يجب الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات الأساسية أيضاً. وبطبيعة الحال، سيكون من الغباء اعتبار تنظيم «الدولة الإسلامية» خارج المعادلة، وذلك لأنّ الجماعة هي أقوى اليوم مما كانت عليه عقب "هزيمتها" الأولى في عام 2009. ومع ذلك، فإن القمع الدولي للمحاربين الأجانب، واليقظة الأكبر بين الأعداء المحلّيين لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، والبيئة المتغيرة في العراق وسوريا، تشير كلها إلى أنّ الجماعة قد لا تكون قادرة على فرض نفسها بالامتداد والسرعة نفسهما كما فعلت في عام 2014.
وبالتالي، يتعيّن على الولايات المتحدة وحلفائها التركيز على الفهم الكلّي لهذا السياق المتغيّر تماماً، وليس على إعادة خوض المعركة السابقة. ويُعتبر تعزيز قوّات الأمن العراقية خطوة أولى مفيدة بشكل خاص لتجنب تكرار الأخطاء السابقة والحدّ من الدور الذي تؤدّيه الميليشيات المدعومة من إيران في مستقبل العراق. ومن شأن هذه المقاربة أن تُخفف من العبء على القوّات الأمريكية، مما سيسمح لها بالتالي بالتركيز أكثر على كيفية التأثير على الأحداث على الأرض في سوريا على الرغم من غياب علاقات أمريكية مع نظام الأسد. وعلى المدى الأطول، لا يوجد علاج سريع لتهديد تنظيم «الدولة الإسلامية» في أي من البلدَين. ومع ذلك، على الولايات المتحدة العمل مع الشركاء المحلّيين والدوليين على المهمّة الأساسية القاضية بحلّ المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والدينية الكامنة التي يستغلّها تنظيم «الدولة الإسلامية» والجماعات الجهادية الأخرى.      
========================
نيويورك تايمز :ترامب ومشكلات الشرق الأوسط
ليس هناك ما يميز العصر الحالي، على كثرة المعلومات المغلوطة والفضائح والمبالغات، أكثر من انتصار أميركا وحلفائها مؤخراً في حرب، تصدرت قبل عامين فقط عناوين الأخبار، وهيمنت على المناقشات السياسية، وساعدت على انتخاب الرئيس دونالد ترامب رئيساً، ويبدو أن كثيراً من الأميركيين لم يلحظوا ذلك الانتصار!
وبالطبع أقصد الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي كان تمدده بمثابة كارثة مُنيت بها السياسة الخارجية الأميركية في فترة أوباما الثانية، ولا سيما أن إعدام أميركيين بيد التنظيم جعل أميركا تبدو ضعيفة، بينما جذبت تجربته الوهمية متطوعين متعطشين لطموحات تاريخية عالمية، وأحلام خارقة للطبيعة، وعلى رغم ذلك، بدأت هزيمته في ظل إدارة أوباما، وإن كان العراقيون هم من خاضوا أشرس المعارك، إلا أنها كانت حرباً أميركية أيضاً، وقد نجحنا في الانتصار فيها من دون عمليات نشر واسعة للقوات البرية الأميركية، ومن دون الانزلاق إلى براثن حرب عابرة مع روسيا، ومن دون تحفيز موجة ضخمة من الإرهاب في الغرب. ويبقى السؤال لماذا لم نلقِ بالاً لذلك النجاح؟ وأحد أسباب ذلك هو طبيعة انتصارنا، ومثلما أوضح الكاتبان «ماكس أبراهامز» و«جون جلاسر»، مؤخراً في صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، لم تحدث هزيمة «داعش» على الطريقة التي تصورها «كثير من صقور السياسة الخارجية الأميركية»، لأنها لم تتطلب الخوض في حرب ضد بشار الأسد، أو إنشاء جيش جديد للمعارضة السورية. وفي الوقت ذاته، حدث الانتصار بسهولة أكثر مما كان يخشى المتشككون في التدخل، ومن ثم، لن تجد مراقبين، من اليمين أو اليسار، على استعداد لتأكيد الانتصار!
ومن بين الأسباب الأخرى لقلة الاهتمام، أشار «ديفيد فرينش» في مقال نشرته مجلة «ناشيونال ريفيو»، وألهمني لكتابة هذا المقال، إلى افتراض القلقين من الحرب أنه إذا سُحِقت جماعة إرهابية، فستطل أخرى برأسها (وهو أمر حقيقي، لكن سحق تنظيم إرهابي يطمح إلى أن يكون دولة هو إنجاز حقيقي في واقع الأمر)، والقابلية الشعبية للأخبار السيئة لا تكاد تترك مجالاً للاحتفاء بالانتصار.
وعلى رغم ذلك، يعتبر ذلك إخفاقاً صحافياً أيضاً، إذ إنه يقدم مثالاً على عدم تقديم وسائل الإعلام تغطية ملائمة لنجاح مهم، لأنه لا يلائم روايتها لـ«الكارثة الترامبية»، التي استغرقت فيها كيانات صحفية أميركية كثيرة.
ولا أستثني نفسي من ذلك الاتهام، فقد كنت أميل إلى التركيز على القصص التي تلائم القلق من السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الراهنة، التي ترتبط بداية بمخاطر الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط، إلى مخاطر سياسة حافة الهاوية تجاه كوريا الشمالية، ولا تزال تلك المخاوف منطقية، ولكن التعليقات والتكهنات الصحافية تكون مشروطة، وفي الوقت الراهن، يبدو نهج إدارة ترامب تجاه الشرق الأوسط متوسط النجاح، وفي الواقع قريب مما كنت سآمل فيه من أي رئيس «جمهوري» عادي يتبع مساراً عالمياً واقعياً، وقد تفادى ترامب الجاذبية التي كثيراً ما افتتن بها «صقور الجمهوريين»، وهي أنه من المفترض أن تحارب الولايات المتحدة قوى الشر كافة على 16 جبهة في آن واحد، وبدلاً من ذلك، مضى الهويني، على رغم مواقفه «الصقورية» بشأن إيران، وسمح ببقاء الأسد حتى الآن، وتفادى تصعيد التوترات مع روسيا، وهو أمر بالطبع محاط بكثير من الجدل المحتدم، ولكن من الجيد أن «الحرب الباردة المصغرة» بين واشنطن وموسكو لا تزال هادئة نسبياً، ولم تقصف إحداهما الأخرى فوق سوريا.
وربما يخشى بعض الكتاب والمراقبين من كتابة مقالات تمدح الإدارة الحالية على أي شيء فعلته، بسبب توقعهم حدوث شيء كارثي بشكل سريع يستلزم النقد. ولكن لو أن أحداً أخبرني في نهاية عام 2016، أنه خلال عام من حكم ترامب، ستهزم «خلافة داعش المزعومة» من دون حدوث ما هو أسوأ في الشرق الأوسط، لتملكني التعجب، ولذا، أقول وبحذر شديد إن الفضل يُنسب للجنود والدبلوماسيين الأميركيين وكذلك للرئيس ترامب!
روس دوثات: كاتب أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
========================
بلومبيرغ: هل فككت «عملية كاساندرا» ضد «حزب الله»؟
الأربعاء - 2 شهر ربيع الثاني 1439 هـ - 20 ديسمبر 2017 مـ رقم العدد [14267]
إيلي ليك
عندما عمدت إدارة أوباما إلى الترويج للاتفاق النووي الذي وقعته مع إيران داخل الكونغرس عام 2015، تمثلت واحدة من الحجج الأساسية التي طرحتها الإدارة في أن الاتفاق يتسم بضيق نطاقه، فهو يقضي برفع العقوبات النووية فقط. وأخبرنا الرئيس أوباما أن أميركا ستبقى خصماً يقظاً لأطماع إيران الإقليمية من خلال أداة العقوبات وأدوات أخرى.
وبفضل تقرير جديد صادم من جوش مير، بمجلة «بوليتيكو»، أصبح بمقدورنا اليوم تقييم مدى صحة هذه التأكيدات والوصول إلى نتيجة مفادها أنها كانت أشبه بـ«حقائق بديلة».
أشار مير إلى أنه في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة وقوى عظمى أخرى تتفاوض بخصوص التوصل لاتفاق يضمن الشفافية في برنامج إيران النووي، كان كبار مسؤولي إدارة أوباما يعكفون على تفكيك حملة عرفت باسم «عملية كاساندرا» ترمي لتقويض شبكة «حزب الله» العالمية للاتجار بالمخدرات وغسل الأموال.
وفي غضون شهور قلائل من تنفيذ الاتفاق المبرم في يناير (كانون الثاني) 2016 تعرضت «عملية كاساندرا» للنسف وجرى تكليف العملاء العاملين فيها بمهام أخرى. وأفلت الأشرار من العقاب.
اللافت أن «حزب الله» يشكل أموراً عدة معاً: فهو حزب سياسي لبناني وميليشيا وحركة دينية شيعية. كما أنه ذراع للسياسة الخارجية الإيرانية. وتحارب قوات من «حزب الله» بجانب قيادات من الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق. كما تتولى طهران الإشراف على عمل العملاء التابعين للجماعة، خلال تنفيذهم هجمات إرهابية في أميركا اللاتينية. كما تتولى الدولة الإيرانية توفير الترسانة المتطورة التي يحظى بها «حزب الله». وتوفر تجارة المخدرات التي تضطلع بها الجماعة اللبنانية وهي العائدات التي تحتاج إليها لتمويل جهودها في نشر الفوضى. وعليه، فإن التصدي لهذه التجارة يعني حرمان الجماعة الرئيسة التي تعمل بالوكالة عن إيران من مصدر رئيس للدخل.
في المقابل، اعتقدت إدارة أوباما أن شن إجراءات صارمة ضد تجارة «حزب الله» في المخدرات سيقوض المفاوضات النووية مع إيران. ومثلما أخبر ديفيد أشر، المحلل السابق لشؤون الأموال غير المشروعة لدى «البنتاغون» وأحد العناصر الرئيسة في عملية كاساندرا، مير فإنه: «كان هذا قراراً سياسيا، وقراراً ممنهجاً. لقد نسفوا هذه الجهود التي حظيت بدعم وتمويل كبيرين، وجرى تنفيذ هذا الأمر من أعلى لأسفل».
الواقع، تبدو التفاصيل مثيرة للقلق. تتضمن أحد الأمثلة علي فياض الذي اشتبه عملاء أميركيون في كونه عميلاً لدى «حزب الله» يقدم تقارير مباشرة إلى الكرملين، وذلك باعتباره مورد سلاح في العراق وسوريا. عام 2014 ألقت السلطات التشيكية القبض على فياض. وأشار مير إلى أنه على الرغم من إدانة محاكم أميركية لفياض بتهمة التآمر لقتل مسؤولين أميركيين، فإن «مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة أوباما رفضوا ممارسة أي ضغوط حقيقية على الحكومة التشيكية لترحيل فياض إلى الولايات المتحدة، حتى في الوقت الذي كان بوتين يمارس جهود ضغط قوية ضد هذا الأمر». في نهاية الأمر، وجد فياض طريقه إلى لبنان ومن المعتقد أنه عاد اليوم لعمله القديم في توفير السلاح لمسلحين مدعومين من جانب إيران داخل سوريا.
ولو كانت إدارة ترمب هي التي سمحت لفياض بالإفلات من شبكة إنفاذ القانون، لكان الأمر تحول إلى فضيحة كبرى. ومع هذا، نجد أن هذا الأمر بالنسبة لإدارة أوباما تحول إلى جزء من نمط عام. لم يطلب أوباما قط من جيران سوريا حرمان الطائرات الروسية من حقوق التحليق فوق أراضيها عام 2015 الأمر الذي كان بمقدوره إبطاء أو منع بوتين من بناء قواعد جوية في سوريا التي جرى استغلالها في مساعدة النظام السوري.
وقد أنشأت روسيا هذه القواعد في غضون أقل من شهرين قبل نهاية بعد نهاية المفاوضات النووية الإيرانية. أيضاً، رأى الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس، في إنجاز المحادثات النووية ضوءاً أخضر. وسرعان ما ركب الطائرة إلى موسكو لصياغة ملامح تحالف تكتيكي بين روسيا وإيران داخل سوريا، في الوقت الذي استمر أوباما في محاولة إقناع أكثر من ثلث الكونغرس بدعم الاتفاق النووي.
وقد شكك مسؤولو إدارة أوباما الذين تواصلنا معهم طلباً للحصول على تعليق، في أجزاء مما ورد بتقرير مير. وأشار كيفين لويس، المتحدث الرسمي باسم أوباما، إلى بعض عمليات إلقاء القبض الأوروبية على أفراد من «حزب الله» بعد تنفيذ الاتفاق النووي. إلا أن مير ذكر أن مسؤولين بعملية كاساندرا ذكروا أن هؤلاء العملاء ألقي القبض عليهم في أعقاب وقف وزارة العدل في عهد أوباما جهود محاكمة مثل هؤلاء العملاء داخل المحاكم في الولايات المتحدة.
من جانبه، ذكر مسؤول بارز بالأمن الوطني رفض ذكر اسمه، في حديث له مع مير أن عملية وكالة مكافحة المخدرات الأميركية، ربما كانت لتحبط عن دون قصد عملية استخباراتية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أو إسرائيل داخل «حزب الله».
إلا أن هذا الادعاء يبدو مشكوكاً فيه صحته، على الأقل بالنسبة لـ«سي آي إيه». كانت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» قد أشارت عام 2011 إلى أن مكتب بيروت التابع للوكالة والمسؤول عن مراقبة «حزب الله» أوقف عن العمل، بعد إلقاء القبض على معظم مصادره ذلك العام. ومن غير المحتمل أن تتمكن الوكالة من بناء شبكة مصادرها مجدداً في غضون سنوات قلائل.
*بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
 
========================
أتلانتك: ماذا عن الضحايا المدنيين الذين لم تذكرهم الإحصائيات؟
نشرت مجلة "ذا أتلانتك" مقالا للباحثين روبرت مالي وستيفين بومبر، يقولان فيه إنه بين فينة وأخرى ينشر شيء تعلم أنه يجب عليك أن تعرفه، لكنك لا تريد أن تعرفه.
ويشير الباحثان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الصحافية الاستقصائية عظمة خان وزميلها الصحافي أناند غوبال نشرا تحقيقا رائدا في المجلة التي تصدر عن صحيفة "نيويورك تايمز" بعنوان "غير المحسوبين"، حول أعداد المدنيين الذين قضوا في الحملة الأمريكية ضد تنظيم الدولة، والفرق الكبير بين الأعداد التي يقرها البنتاغون والأعداد الحقيقية.
ويعلق الكاتبان قائلين: "لا نستطيع الحديث عن إحصائيات دقيقة، لكن نستطيع القول إن عائلة رازو، التي كانت لب التحقيق الصحافي تشكل مثالا لقصة أكبر لسوء الحظ".  
ويلفت الباحثان إلى أن "باسم رازو كان أحد أفراد عائلة من أعرق عائلات الموصل، ويروي التحقيق الصحافي المذكور كيف أفاق باسم عندما هدم البيت عليه وعلى عائلته وهم نائمون، بعد أن استهدفته قنبلة أمريكية، ومع أن باسم رازو نجا إلا أن زوجته وابنته توفيتا في الغارة، كما يوثق الصحافيان للتحقيق الذي قام به رازو ليعرف لماذا استهدف بيته، حيث اكتشف أن بيته استهدف عمدا، فقد رصدته الطائرات الأمريكية دون طيار لمدة ثلاثة أيام قبل قصفه، بناء على تقارير قديمة بأن البيت مركز قيادة لتنظيم الدولة، وفشل تصوير طائرات التجسس في تأكيد أو نفي تلك التقارير، وهذا على ما يبدو كان كافيا للجيش الأمريكي ليوجه الضربة".
ويعلق الكاتبان قائلين إن "هذه القصة تبين كيف تؤدي المعلومات الخاطئة إلى افتراضات خاطئة وتقتل المدنيين وتغضب الناجين، بالإضافة إلى أنها قصة تعكس كيف تجعل الضبابية البيروقراطية والقانونية من شبه المستحيل الكشف عن الأخطاء المأساوية التي ترتكب، ما يترك شعورا كاذبا بالارتياح بأن مثل تلك الأخطاء لم تقع نهائيا، إنها قصة تتعلق بسياسة تبرر نقاشا صادقا وتغييرا، وقد عمل كلانا في تلك السياسة عن كثب، ففي عهد أوباما كان أحدنا مسؤولا عن حقوق الإنسان، والآخر ينسق الحملة ضد تنظيم الدولة، وفي هذا الصدد كنا جزءا من إدارة كانت مقصرة".
ويقول الباحثان: "يجب إيضاح نقطتين؛ الأولى هي أن الجيش الأمريكي فيه ضباط من المستويات كلها حريصون على حماية الأبرياء، بالإضافة إلى أن الرئيس أوباما ومستشاريه كانوا حريصين على أهمية حماية المدنيين، ويدركون أهمية الشفافية للمساءلة الديمقراطية، وكانوا ملتزمين بالعمل داخل إطار القانون".
ويذكر الكاتبان أن "الأمر الثاني هو أن التحقيق الصحافي في مجلة (نيويورك تايمز) ألمح الى أن الأمور ستتجه نحو الأسوأ، فقد احتفت إدارة ترامب بسياسة لا تلتزم بأي قيود في الحرب ضد تنظيم الدولة، وتعطي القادة الميدانيين حرية أكبر في التصرف، مخففا القيود التي فرضت من الإدارة السابقة، إضافة إلى توسع الحرب إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا يزيد من احتمالات وقوع المزيد من الضحايا المدنيين، وقامت منظمات مستقلة بمتابعة الإحصائيات، وتشير إلى أنه كانت هناك زيادة في عدد الضحايا المدنيين في كل من العراق وسوريا منذ كانون الثاني/ يناير 2017، ويمكن عزو هذا بشكل جزئي إلى الدخول في مرحلة نهائية من الحرب مع تنظيم الدولة والقتال معه في مناطق ذات كثافة سكانية، لكن الأمر يتعلق أيضا بالتوجيهات السياسية، بالإضافة إلى أمور مثل اللهجة والموقف والأولويات التي تضعها القيادة العليا، بمن فيهم القائد العام (ترامب)، فهذه تتسرب إلى الرتب الأقل حتى تصل إلى آثارها إلى ساحة المعركة".
ويستدرك الباحثان بأنه "مع ذلك، فإن مقال (نيويورك تايمز) وجد مدنيين لم يتم عدهم خلال إدارة أوباما، لم يعدهم الناس الذين كانوا ينوون الحد من الضحايا المدنيين وضمان الشفافية، وكون تلك الإجراءات الاحترازية لم تكن كافية حتى في يد إدارة تعدها أولوية أمر يثير أسئلة صعبة".
ويبين الكاتبان أن "بعض الأجوبة مباشرة، مثل القول بأنهم هم السبب، أي تنظيم الدولة، وذلك لأنهم يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم دروعا بشرية، وفعلوا ذلك لمنع ضربات التحالف، أو لجعل الثمن كبيرا، ومثل تنظيم القاعدة، فإن تنظيم الدولة يشكل مأزق كيفية التعامل مع مقاتلين غير عسكريين، وتعريض الأبرياء للضرر يشكل مركز تكتيكاتهم، ثم المبالغة بتلك الأضرار للحصول على غضب شعبي كبير".
ويجد الباحثان أنه "مع ذلك، فإن تلك المبررات يمكن استخدامها إلى حد معين فقط، فالخيارات في الحرب صعبة، لكن لا بد من اتخاذ تلك الخيارات، بعضها على المستوى السياسي والآخر على المستوى التنفيذي، وكلها قد يكون لها أثر كبير على المدنيين، وباتخاذ أي حكومة قرار استخدام القوات العسكرية فإن تلك الحكومة تقوم بتجاوز العتبة إلى حيز من عدم الدقة وعدم الوضوح، وكلاهما يهدد حياة الأبرياء، ويؤثر على كل مستوى من مستويات اتخاذ القرار، فما هي حدود الضحايا المدنيين التي يمكن تحملها وفي الحدود القانونية؟ كيف يحدد الهدف؟ ما هو مقياس الدقة الذي يجب استخدامه للتوصل إلى قرار؟ وعندما يتم التوصل إلى القرار ما هي الإجراءات للتأكد من صحته والقيام بالإصلاحات وتوفير التعويضات إن كان خاطئا؟".
ويفيد الكاتبان بأن "ما أظهره ذلك التحقيق الصحافي في العراق (وبالتأكيد غيره من مسارح العمليات) فإن عدم الدقة وعدم التأكد في العادة يكلفان حياة أناس أبرياء، وأديا إلى عدم الاعتراف بقتلهم، والتصنيف الواسع لما يمكن استهدافه مع وجود نظام منقوص لتحديد الأهداف، ويزيد من الطين بلة عدم وضوح إجراءات التأكد والتعويض بعد الاستهداف، فهذا كله ضاعفه الميل الطبيعي لعدم التشكيك في المنفذين العسكريين الأمريكيين، ولذلك إن كان هناك تساؤل حول عملية ما فمن غير المحتمل أن يصنف البنتاغون الضحايا على أنهم مدنيون في غياب مستوى عال من اليقين، ولذلك كانت عائلة باسم رازو ضحية لهذه الإجراءات مرتين، حيث تم استهدافهم خطأ، ثم كان من السهل جدا إهمال خسارتهم المدمرة".
ويرى الباحثان أن "ما جعل المشكلة أكبر هو شكل الصراع الذي اختارته أمريكا في العراق وسوريا، وهو ما يمكن التوقع بحصوله في المستقبل القريب، فلم يكن هذا نوعا من مكافحة الإرهاب الذي يركز على استهداف أشخاص يمثلون خطرا مباشرا ووشيكا على أمريكا، حيث حاول أوباما توجيه الفعل العسكري الأمريكي في مناطق بعيدة عن الجبهات في الصومال واليمن، فالمعركة ضد تنظيم الدولة كانت تهدف إلى إضعاف وهزيمة منظمة بكاملها، معتبرين أن وجودها يشكل خطرا على الأمن الأمريكي، وحتى في الحروب السابقة (ضد تنظيم القاعدة) كانت هناك تقارير عن ضحايا مدنيين وعن إعلان أعداد أقل من الواقع، لكن هذا الحجم تزايد مع توسيع النطاق والهدف للمعركة وتراجعت الحتمية الاستراتيجية في إبقاء أعداد الضحايا المدنيين إلى أدنى الحدود".
ويقول الكاتبان: "لم تكن هذه عملية مكافحة تمرد عادية، حيث لم ينتج عنها وجود عسكري كبير على الأرض، كما كان الأمر في أفغانستان وفي العراق ذاته في وقت سابق، وأدت تلك العمليات إلى معرفة أفضل بالتضاريس، وسمحت بتفاعل أفضل مع المجتمعات، وسمحت بنجاح العمليات أحيانا وأحيانا أخرى لم تنجح؛ خشية تنفير المجتمعات المحلية، وفي أفغانستان بالتحديد رأى قادة الجيش الكبار أن حماية المدنيين وتعويضهم أمران أساسيان للعملية العسكرية، وهكذا وجهوا جنودهم، وعلى النقيض كانت الحملة ضد تنظيم الدولة، فإن الجزئية التي اختصت فيها القوات الأمريكية هي استخدام سلاح الطيران، حيث كانت معظم المناطق التي قصفت تحت سيطرة تنظيم الدولة، فليس بالإمكان تصنيفها على أنها حرب ضد تمرد أو مكافحة إرهاب، بل هي هجين من الاثنتين".
وينوه الباحثان إلى أن "الخيار كان مفهوما، فتنظيم الدولة ليس كتنظيم القاعدة، الذي هو عبارة عن خلايا سرية، بينما تنظيم الدولة كان يحمل صفات التنظيم الذي هو جزء من الدولة والتمرد والمنظمة الإرهابية، فكان البنتاغون يخوض حربا غريبة ضد شبكة أكبر مما قاتل من قبل، وكان جمع المعلومات الاستخباراتية قبل توجيه الضربات وبعدها ضروريا، لكن كانت القاعدة الاستخباراتية ضحلة، وسرعة التقدم المطلوبة عالية، وعدد الجنود الموجودين على الأرض قليل، لكن ذلك الخيار والخيارات المرتبطة به ترتبت عليها تداعيات حقيقية، فكان من المهم أن الجيش لم يتعامل مع حماية المدنيين بالأهمية الاستراتيجية ذاتها التي كانت تطبقها في أفغانسان، وكان مهما أن الإدارة الأمريكية لم تطبق في كل من سوريا والعراق الإجراءات الاحترازية باستخدام الاستهداف المقيد الذي صمم لساحات المعارك البعيدة، مثل الصومال واليمن، التي مهما كانت غير كاملة فإنها ساعدت في احتواء نطاق العمليات الأمريكية، فكانت الحملة ضد تنظيم الدولة على نطاق محاربة تمرد لكن دون وجود القيود التي من المفترض أن تضبط الحرب".
ويذهب الكاتبان إلى أنه "مع أن إدارة أوباما كانت على معرفة بالمشكلة، وقامت بالدفع نحو المزيد من التقارير حول ضحايا الغارات، ونشرت ما لديها من إحصائيات، ودققت فيما كان ينشره الإعلام والمنظمات غير الحكومية، وعملت مع منظمات ميدانية للبحث عن وسائل لتصحيح الأخطاء ودفع تعويضات، لكن تلك الإجراءات لم تكن كافية".
ويتساءل الباحثان: "فما هي المقاربة التي قد تكون أفضل فيما يتعلق بأعداد الضحايا المدنيين؟ ابتداء يمكن أن تفرض مقاييس للتأكد من أن تزيد أخطاؤنا من ناحية الاحتراس في تحديد الأهداف، وتحديد عتبات واقعية للاعتراف بالأخطاء، وقد توفر  المزيد من المعلومات حول ما ومن تعده أمريكا مستهدفا ليكون هناك حوار واسع حول الموضوع، وقد تقوم بتوظيف أشخاص مدنيين وعسكريين في البنتاغون تكون مسؤوليتهم التقليل من أعداد الضحايا المدنيين".
ويختم الكاتبان مقالهما بالقول إن "هذا كله مهم، ويمكن أن يساعد، لكن ما دامت أمريكا تسعى لمكافحة الإرهاب من خلال حلول عسكرية فإنه سيكون هناك ضحايا مدنيون".
========================
«نيوإنفورم»: إيران ستفتح أبواب جهنم على قوات أمريكا في سوريا
 (العرب نيوز _ طريقك لمعرفة الحقيقة) - أحرز موقع "نيوإنفورم" بأن المحلل السياسي الأمريكي بول كريغ روبرتس، يرى إمكانية تعرّض القوات الأمريكية فى ســوريا إلى هجوم من قبل قوات إيرانية.
ووفق المحلل السياسي الأمريكي، فإن قائد فيلق القدس فى مليشيات الحرس الثوري الايراني الإيراني الجنرال قاسم سليماني وجه تحذيرا إلى القيادة العسكرية الأمريكية، اخبر فيه إن القوات الأمريكية يجب أن تغادر ســوريا بعد أن تنتهي الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسـلامية داعـش"، وإلا سوف تُفتح أبواب جهنم عليها.
وحسب معلومات روبرتس، فإن مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو وجه رسالة إلى سليماني عبر فيها عن قلقه من نية إيران لمهاجمة القوات الأمريكية.
ووفق المحلل السياسي الروسي أندريه كوشكين، فإنه يوجد فى ســوريا الآن نحو ألفي عسكري أمريكي فى 11 قاعدة.
ويقول المحلل الروسي إن احتمال تعرضهم لهجوم احتمال وارد. ولهذا السبب ستغادر الولايات المتحدة الأمريكية ســوريا أو تكثف حشودها العسكرية هناك.
ويرجح المحلل أن تغادر القوات الأمريكية ســوريا، مشيرا إلى أن النظام السوري وكذلك تركيا وإيران وروسيا تعارض وجود القوات الأمريكية فى ســوريا، وقد لا تؤيد الـسعـودية أيضا الولايات المتحدة.
========================
الصحافة البريطانية والروسية :
 
مجلة الإيكونوميست: إنقاذ الرئيس الأسد فلاديمير بوتين يلف جولة النصر في الشرق الأوسط
حتى أكثر معارضي بشار الأسد صمودًا قد شعر بالازدراء من جراء التجاهل، فقد قام فلاديمير بوتين، بتاريخ 11 كانون الثاني/ ديسمبر 2017، بزيارة مفاجئة إلى قاعدة حميميم الجوية في سورية، التي كانت قد انطلقت منها حملة قصف القوات الجوية الروسية للثوار السوريين عام 2015. وبعد ذلك التاريخ بسنتين، تحققت معظم أهداف السيد بوتين؛ حيث إن قواعد روسيا العسكرية في الشرق الأوسط آمنة، وقد فشلت محاولات الغرب لعزل روسيا، وبقي السيد الأسد رئيسًا لسورية؛ ليتوقف بذلك ما رآه الكرملين موجةً مدعومةً من أميركا لتغيير الأنظمة. ولكن عندما حاول السيد الأسد الانضمام لفرصة التقاط الصورة، أمسك ضابط روسي بذراعه، ومنعه من التقدم. قد تكون القاعدة موجودة على أرض سورية، ولكنها مضمار روسي، وسيقود السيد بوتين مرحلة النصر.
من سورية، طار السيد بوتين إلى مصر لعقد محادثات مع رئيسها: عبد الفتاح السيسي، حيث اتفق الرئيسان على استئناف الرحلات الجوية بين بلديهما التي توقفت بعد تعرض طائرة روسية للقصف فوق سيناء في عام 2015. كما أحرزا تقدمًا في اتفاق بقيمة 21 مليار دولار تشيد روسيا بموجبه محطة طاقة نووية، في ساحل مصر الشمالي، إضافة إلى نقاشهما خلال الأسابيع الأخيرة حول السماح للطائرات الحربية الروسية باستخدام المهابط الجوية المصرية. أنهى بعدها الرئيس الروسي جولته في تركيا، حيث أعلن نظيره التركي: رجب طيب أردوغان، عن التقدم في صفقة لشراء نظام دفاع جوي روسي.
كان الكثير مما سبق أمرًا غير وارد قبل سنوات قليلة؛ فتركيا عضو في الناتو، ومصر حليف قريب من الولايات المتحدة منذ السبعينيات. ولكن كالعديد من جيرانهم، يُغيظ البلدين غيابُ قيادة أميركية في الشرق الأوسط، فعدا عن قتال جهاديي “تنظيم الدولة الإسلامية”، لا يُظهر الرئيس دونالد ترامب إلا القليل من الاهتمام في سورية؛ ولذلك دارت تركيا باتجاه القوة الجديدة في المنطقة، حتى إن السيد أردوغان، الذي كان فيما سبق أحد أشدّ معارضي النظام السوري، بات يقبل الآن بقاءَ السيد الأسد في السلطة. كما أنه غاضب أيضًا من الدعم الأميركي، الذي بدأ في عهد باراك أوباما، للمقاتلين الأكراد في سورية الممتلكين لصلات مع مقاتلين في بلده. وتعرف مصر، التي طالما كانت شريكًا شائكًا لأميركا، بأن روسيا لن تعاقبها على اضطهاد المعارضين والديمقراطيين، كما فعلت أميركا في شهر آب/ أغسطس، عندما قطعت بعض المساعدات.
قامت روسيا مؤخرًا بنشاطات غير معتادة، بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي. فعلى الرغم من كونها جزءًا من “اللجنة الرباعية”، كانت روسيا العضو الأقل نشاطًا فيها. مع ذلك، عرض السيد بوتين، العام الماضي، استضافةَ جولة محادثات، ودان من أنقرة قرارَ السيد ترامب الاعتراف بالقدس “عاصمة لإسرائيل”. ليس لتلك الإشكالية أهمية استراتيجية بالنسبة إليه؛ حيث تمتلك روسيا مسبقًا علاقات وثيقة مع “إسرائيل”، أما الفلسطينيون عديمو الدولة فلا يقدمون شيئًا، ولكنها كانت فرصة أخرى أمام السيد بوتين، لتوجيه الاتهام لأميركا.
قد يكنّ السيد بوتين اعتبارًا للجمهور المحلي، إذ يقدّر الروس سياسةَ الرئيس الخارجية الحازمة التي كان الشرق الأوسط مسرحًا مركزيًا لها، ولكن لم تولّد الحرب السورية إلا القليل من الحماس في الداخل، ويفضل معظم الروس رؤيتها منتهية. قال السيد بوتين في سورية إنه سيبدأ بسحب القوات، وينظر البعض إلى لحظة “إتمام المهمة” تلك، كخطوة افتتاحية في حملة إعادة انتخابه. لا مجال للشك في نجاحه، في انتخابات الربيع المقبل، ولكن يخشى الكرملين من ضعف الإقبال عليها.
في ظل الأداء الضعيف والمتذبذب للاقتصاد الروسي، يمنح الشرق الأوسط أيضًا سوقًا مربحة. تستثمر (روزنفت) شركة النفط العملاقة التي تديرها الدولة، أكثر من مليار دولار في البنية التحتية في كردستان العراق، كما يعتبر العقد النووي في مصر واحدًا من بين عدة عقود في المنطقة؛ إذ وقعت كل من الأردن وتركيا عقودًا مع روسيا، لبناء محطات. كانت الحملة في سورية استعراضًا لعدة روسيا العسكرية، وربما كانت تندرج ضمن خطة لعمليات مستقبلية في مكان آخر. أظهر التحريك عديم الرحمة لسلاح جوي حديث إمكانات فعالة لتغيير الوقائع على الأرض، كما ساعد استخدام شركات عسكرية شبه خاصة كقوات هجومية، في إبقاء الخسائر البشرية الروسية بمنأى عن الرأي العام.
يعدّ الحديث عن روسيا، بوصفها القوة الإقليمية العظمى الجديدة، مبالغًا فيه؛ إذ لا يعتبر الانتصار في سورية مدويًا؛ فالسيد الأسد هو قائد منهك على بلدٍ مدمر. كما حاولت روسيا حتى الآن أن تلعب على كل الجهات، كالعمل بشكل وثيق مع إيران في الوقت الذي كانت تعمّق فيه صلاتها مع ألد أعدائها: المملكة العربية السعودية. ستؤدي تلك العلاقات حتمًا إلى صراع؛ فـ “إسرائيل”، على سبيل المثال، تستشيط غضبًا من رفض روسيا تقييد الميليشيات الإيرانية في سورية؛ أما مصر فهي تستفيد من مساعدة أميركية مقدراها مليار دولار أميركي سنويًا، ولكنها إن سمحت للطيارين الروس بالتجول في قواعدها الجوية، فقد تخاطر بخسارة الحصول على أسلحة وخدمات استخباراتية أميركية متقدمة.
لا تُعدّ روسيا الدولة الوحيدة التي تحاول ملء الفراغ الذي خلفته أميركا، حيث ساعد إمانيويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، الشهر الماضي، في نزع فتيل أزمة سياسية في لبنان، كما اتخذ موقفًا رافضًا لقرار ترامب المتعلق بالقدس. وها هو محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، يستعرض عضلاته في اليمن وما وراءها. قد يكون لنزهة بوتين المتوسطية دور مساعد له في بلاده، حيث لا يواجه تحديات حقيقية، ولكن لقد بدأ الشرق الأوسط بالازدحام.
========================
صحيفة روسية: مقاتلو داعش الروس يفرون من سوريا إلى سيناء
قالت صحيفة "أوراسيا دايلي" الروسية، إن مقاتلي تنظيم الدولة الذين يتكلمون اللغة الروسية فروا من سوريا إلى مصر، وذلك حسب تغريدة نشرتها الصحفية جوانا باراتشوك، التي تعمل على تعقب خطوات مقاتلي تنظيم الدولة الذين ينحدرون من دول الاتحاد السوفياتي سابقا، على حسابها على تويتر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن جوانا باراتشوك، التي تعمل لصالح إذاعة "سفابودا"، قد أكدت أن مجموعة من مقاتلي تنظيم الدولة قد انتقلوا من الرقة نحو شبه جزيرة سيناء، حيث توجد إحدى خلايا التنظيم. ولإثبات صحة أقوالها، نشرت باراتشوك صورة، تزعم أنها التقطت في مصر، تتضمن عبارة "الشيشان الجديدة" كتبت على جدران أحد المنازل.
وفي سياق متصل، ذكرت جوانا أن المصدر الذي أرسل لها هذه الصورة أكد أن المتطرفين الذين يتحدثون اللغة الروسية، فضلا عن مقاتلي تنظيم الدولة يفرون بشكل جماعي من سوريا إلى مصر. وأردف المصدر ذاته، أن "هناك أدلة دامغة تفيد بأن المتطرفين قد غادروا الرقة، ويتمركزون الآن في مصر. وقد توعد المتطرفون ببدء الجهاد في سيناء".
وأضافت الصحيفة أنه، ووفقا للمصدر ذاته، لم يفر هؤلاء المتطرفون من الرقة وتخلوا عن التنظيم بسبب الهزيمة التي حلت بهم فقط، بل بسبب الصراعات الشخصية والأيديولوجية أيضا، التي تفند الوعود التي التزم بها تنظيم الدولة في وقت سابق، إضافة إلى افتقار المقاتلين لمبدأ التضحية بالنفس من أجل التنظيم.
وأشارت الصحيفة إلى تعليق أحد المدونين السوريين، عيسى، على تغريدة جوانا، الذي أورد أن زعيم إحدى العشائر القبلية في سيناء ذكر على إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، أن فرار المتطرفين من سوريا ولجوئهم إلى مصر، كان السبب وراء المذبحة الأخيرة التي حدثت في مسجد الروضة في محافظة شمال سيناء في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر.
والجدير بالذكر أن حادثة تحطم طائرة ''إيرباص إيه 321'' التابعة لشركة ''كوغاليم أفيا'' الروسية أثناء رحلتها من شرم الشيخ إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، التي أودت بحياة 224 راكبا، وذلك في 31 من تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2015، وقع تبنيها من قبل تنظيم الدولة. وكشفت التحقيقات آنذاك أن موظف خدمات المطار يعد المسؤول عن وضع القنبلة في حجرة الأمتعة.
وأفادت الصحيفة أن صلاح الدين الشيشاني زعيم جماعة المتطرفين المنحدرين من شمال القوقاز، لقى حتفه نهاية الأسبوع الماضي في الشمال الغربي من مدينة حماة السورية. فضلا عن ذلك، وردت أنباء تؤكد مقتل زعيم جيش العسرة. عموما، يعد المتطرفون الناطقون باللغة الروسية في سوريا من الحلفاء الرئيسيين لكل من تنظيم القاعدة، وهيئة تحرير الشام.
ووفقا لتقارير واردة من مصادر مختلفة، قتل صلاح الدين الشيشاني في مواجهة مع القوات النظامية. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الروسي قد تولى مهمة القضاء على الشيشاني.
وأوضحت الصحيفة أن صلاح الدين الشيشاني كان من بين القيادات البارزة المنتمية للجماعات المتطرفة الناطقة باللغة الروسية. وقد قدم الشيشاني إلى سوريا في سنة 2012، ويعتبر من بين  قدامى المحاربين في شمال القوقاز وجورجيا. وقاد الشيشاني في سنة 2014 "جيش المهاجرين والأنصار" الذي وحد المقاتلين الناطقين باللغة الروسية. وفي سنة 2015، وفي أعقاب سيطرة المقاتلين العرب على جيش المهاجرين والأنصار، تم عزل الشيشاني الذي بادر بتشكيل "جيش العسرة"، الذي كان يحارب في شمال سوريا، في محافظة إدلب، وشمال مقاطعة حماة، حيث تتمركز القوات الرئيسية التابعة للقاعدة، والجماعات المتطرفة، فضلا عن المعارضة المعتدلة.
وأشارت الصحيفة إلى الخسائر التي تكبدها المقاتلون الروس في النصف الثاني من أيلول/ سبتمبر، من السنة الجارية، إضافة إلى الهجوم الفاشل الذي شنه مقاتلو تنظيم الدولة على الجيش النظامي في شمال محافظة حماة، الذي أدى إلى مقتل صلاح الدين الشيشاني، في خضم محاولة المسلحين القضاء على وحدات الشرطة العسكرية الروسية. وفي السياق ذاته، أدت الضربات التي وجهها الطيران الروسي إلى  مقتل العديد من المسلحين التابعين للحزب الإسلامي التركستاني، وكتيبة التوحيد والجهاد الأوزبكية.
وشددت الصحيفة على أن حوالي 9 آلاف شخص من دول رابطة الدول المستقلة يقاتلون فى سوريا، وذلك حسب ما أفاد به الرئيس الروسي خلال لقاء أجراه مع ضباط الأسطول الشمالي الروسي. ومؤخرا، فر عدد من المقاتلين الناطقين باللغة الروسية المنشقين عن التنظيم في سوريا إلى شبه جزيرة سيناء للقتال هناك.
========================
التايمز: كيف تعيش الغوطة الشرقية في ظل حصارها المستمر؟
ذكرت صحيفة "التايمز" أن المقاتلين السوريين في آخر مناطق تحت سيطرتهم قرب دمشق يواجهون الجوع.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن الأوضاع في الغوطة الشرقية وصلت إلى "نقطة حرجة"، حيث كثفت قوات النظام عملياتها منذ الشهر الماضي، وسط نقص المواد الغذائية، وانخفاض درجات الحرارة.
وتشير الصحيفة إلى أن المنطقة المحاصرة من قوات النظام تعاني من قصف مستمر، ومئات الغارات الجوية، وآلاف من القنابل المدفعية التي تسقط عليها منذ منتصف الشهر الماضي، في محاولة من النظام ضرب الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة منذ سنوات.
ويذكر التقرير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت من الأزمة الإنسانية التي تواجه أكثر من 400 ألف مدني يعيشون في المنطقة، وقالت: "هناك نقص شديد في الطعام"، وسط انخفاض درجات الحرارة.
وتنقل الصحيفة عن مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني، قوله إن "الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية وصل إلى نقطة حرجة، وبعض العائلات لا تتمكن من تناول إلا وجبة طعام واحدة في اليوم"، وأضاف أن هناك من يعانون من أمراض مزمنة أو من جراح خطيرة يكافحون من أجل الحصول على العناية، محذرا من أنه "يجب عدم استخدام الجرحى ورقة ضغط بين الأطراف المتحاربة".
ويورد التقرير نقلا عن أطباء في المنطقة، قولهم إن الوضع الطبي"كارثي"؛ بسبب عدم توفر الأدوية المهمة للحياة، وعدم وصول الإمدادات اللازمة، وقال أحد المسعفين: "لدينا قائمة من 572 مريضا بحاجة إلى الى إجلاء لتلقي العلاج، حيث لم تعد أدويتهم متوفرة في الغوطة"، وأضاف: "لم تسمح السلطات إلا لـ 12 حالة لتحويلها عبر الصليب الأحمر إلى مستشفيات العاصمة، ولدينا 138 طفلا وهم بحاجة إلى عملية إجلاء عاجلة، ومات منهم حتى الآن 16 شخصا"، وقال إن آخر قافلة مساعدات وصلت في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبدأ الناس يجوعون منذ ذلك الوقت.
وتلفت الصحيفة إلى أن الغوطة الشرقية ظلت تحت الحصار منذ 2013، رغم أنها من مناطق حفض النزاع التي حددتهما حليفتا رئيس النظام السوري بشار الأسد، روسيا وإيران، وتركيا التي تعد الراعية الأولى للمعارضة.
وينوه التقرير إلى أن القتال اشتد في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما زاد النظام من هجماته، وبعد هجوم قامت به المعارضة، واستمرت الأعمال القتالية رغم موافقة النظام على هدنة في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، لافتا إلى أن الأمم المتحدة ناشدت الشهر الماضي نظام الأسد السماح لـ500 من الحالات الطارئة بالخروج للعلاج، لم يسمح إلا لعدد من الحالات رغم أن المستشفى لا يبعد عن الغوطة سوى 30 دقيقة.
وتقول الصحيفة إنه "بالنسبة للعائلات التي علقت في الحصار فتخشى أن يموت أطفالها من فقر التغذية لو لم تصل المواد الإغاثية في الوقت العاجل، ويقوم السكان بحرق النفايات من أجل الحصول على الدفء لغلاء سعر الوقود".
وينقل التقرير عن والد الطفل محمد، الذي يحتاج مواد حقنة يومية غير متوفرة، قوله: "ابني مصطفى عمره 8 سنوات ويحتاج إلى حقنة تغذية يومية، سعرها 150 دولارا، وهي غير متوفرة"، ويضيف: "يموت الكثير من الأطفال بسبب الجوع وسوء التغذية، وحياة الأطفال في خطر حقيقي". 
وتورد الصحيفة نقلا عن أبي محمود الحوت من دوما، قوله إن ابنته البالغة من العمر 17 شهرا تتناول البسكويت المملح والزبدة للبقاء على قيد الحياة، وهو كل ما يتوفر لدى اللجنة الطبية في المنطقة، ويضيف الحوت: "لا يزيد وزنها على 6 كيلوغرامات، مع أن وزنها يجب أن يكون 10 كيلوغرامات".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الأمم المتحدة عبرت عن "قلقها العظيم" من الوضع الخطير في الغوطة، وذلك في مسودة قرار سيصوت عليه مجلس الأمن قريبا، ويدعو إلى توسيع عمليات وصول المواد الإغاثية للمناطق المحاصرة من تركيا والأردن إلى مناطق المعارضة.
=======================