الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 21/12/2016

سوريا في الصحافة العالمية 21/12/2016

22.12.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية : الصحافة الامريكية : الصحافة العبرية : الصحافة الالمانية والفرنسية : الصحافة الروسية : الصحافة الايرانية والتركية :  
الصحافة البريطانية :
ديلي ميل: خيانة أردوغان لحلب وراء اغتيال السفير الروسي
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1330079-ديلي-ميل--خيانة-أردوغان-لـ-لحلب-وراء-اغتيال-السفير-الروسي
محمد البرقوقي 20 ديسمبر 2016 12:38
هل جاء اغتيال السفير الروسي في أنقرة انتقامًا من الصفقة القذرة بين تركيا وبوتين؟.. هكذا عنونت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريرًا سلطت فيه الضوء على واقعة اغتيال السفير الروسي أندريه كارلوف أمس الاثنين بعد إطلاق النار عليه من جانب مسلح كان مكلفًا بحراسته خلال حضوره معرضًا للفنون في العاصمة التركية أنقرة مساء أمس الاثنين.
وذكرت التقرير أن الحادثة تجيء قبل يوم واحد من المباحثات التي كان من المقرر أن تستضيفها روسيا بمشاركة وزيري الخارجية التركي والإيراني لمناقشة عملية إجلاء المدنيين من المناطق التي استعادت قوات النظام السوري السيطرة عليها مؤخرًا شرقي حلب، والتي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة منذ أيام قلائل.
 ورأى التقرير أنَّ هذا الهدف الذي توحدت عليه أنقرة وموسكو، على وجه الخصوص هو ما يقف على ما يبدو وراء هذا الهجوم الإرهابي الذي نفذه ضابط شرطة من قوات مكافحة الشعب التركية ويُدعى "مولود مرت ألطن طاش" وعمره 22 عامًا.
 واضاف التقرير أن الكلمات التي نطق بها المهاجم التركي في أعقاب تنفيذه حادثة الاغتيال بحق كارلوف والتي قال فيها بالتركية إنّه نفّذ الهجوم انتقاما لأهالي مدينة حلب السورية، إذا ما ثبتت صحتها، يمكن القول إن مولود مرت كان داعما للأشخاص الذين لقوا حتفهم على أيدي قوات الرئيس السوري بشار الأسد والتي تفرض سيطرتها الآن على المدينة.
وألمح التقرير إلى المظاهرات الغاضبة التي اندلعت خارج مقار البعثات الدبلوماسية في تركيا في أعقاب الاجتياح الدموي لمدينة حلب السورية، موضحا أنه من المرجح لذلك أن منفذ حادثة اغتيال السفير الروسي كان غاضبا من الدور الذي تلعبه موسكو في المدينة السورية، إضافة إلى اشتمامه رائحة الخيانة في صفقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع بوتين.
وأشار التقرير إلى أن الفضل في الانتصارات الحاسمة التي حققها الأسد في حلب وفي معارك أخرى ضد المعارضة يعود إلى دعم الميليشيات الإيرانية له والتي تعمل تحت غطاء جوي روسي. لكن الدور الذي تقوم به أنقرة في التحالف المؤيد لـ بشار، كان كلمة السر في فهم واقعة اغتيال السفير الروسي في أنقرة مساء أمس الاثنين.
وفي بداية الانتفاضة السورية التي اندلعت قبل 5 أعوام ضد الديكتاتور الأسد، اختارت تركيا الانحياز إلى الجماعات المعارضة التي كانت تحاول الإطاحة بالرئيس السوري. بل واستضافت تركيا حتى قادة المعارضة وسمحت للمسلحين بنقل المجندين والإمدادات عبر حدودها مع سوريا.
ورفضت سوريا أيضا السماح لحلف شمال الأطلسي "الناتو" وهي عضو فيه، باستخدام قاعدة "إنجرليك" الجوية لشن هجماتهم على "داعش."
لكن دخول روسيا الحرب الأهلية السورية لدعم نظام الأسد، أسهم في تعقيد الموقف التركي، نظرًا لأنَّ كلا البلدين يعرفان بعضهما تمام المعرفة. فـ موسكو وأنقرة خاضتا 12 حربًا، خسرها الأتراك جميعًا.
ويرى مراقبون أنّ عملية اغتيال السفير الروسي تمثل لحظة جديدة ومنعطفا خطيرا في انعكاسات الأزمة السورية على دول الجوار، وهي أول عملية اغتيال سياسية وعلى الهواء مباشرة ترتبط مباشرة بموقف روسيا من أزمة حلب وإدارتها لها.
ويردف المراقبون أن العملية تعد كذلك رسالة للحكم في تركيا وتضع علامات استفهام كبرى حول التفاهمات بين الروس والأتراك حيث سكتت روسيا عن دخول تركيا إلى شمال سوريا وشن عملية "درع الفرات" مقابل تحييد وإخراج حلب من دائرة الاشتباك بين البلدين.
 وحتى الآن تتكهن روسيا بأن أجهزة استخبارات غربية هي من تقف وراء الحادث، ولا يمكن طبعا استبعاد تنظيم الدولة الإسلامية من دائرة الشك، إذ يستشعر التنظيم الإرهابي بأن روسيا وإيران سينضمون على الأرجح إلى القوات التي تتحالف ضدهم بمجرد تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي تعهد بقتال "داعش"، مهام منصبه رسميًا في يناير المقبل.
========================
الغارديان :رثاء حلب: مدينة يضرب تاريخها في عمق الزمان
http://arabi21.com/story/968462/رثاء-حلب-مدينة-يضرب-تاريخها-في-عمق-الزمان#tag_49219
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للزميل المقيم في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط في واشنطن حسن حسن، يقول فيه إن آخر مرة زار فيها حلب، التي تعد أكثر مدينة تعدادا للسكان في سوريا، ومركزها التجاري، والتي أصبحت مدينة جريحة ومحطمة، كانت قبل الثورة في سوريا بأربعة أشهر، في آذار/ مارس 2011.
ويقول الكاتب: "كانت آخر مرة أزور فيها سوريا زيارة طويلة، وكانت حلب محطة في تلك الزيارة، التي بدت لي فيما بعد وكأنها زيارة وداع لمدن أصابها الدمار في الصراع السوري، سافرت بالسيارة من دمشق، وتوقفت في معلولة، البلدة المسيحية القديمة، حيث لا يزال السكان يتحدثون اللغة الآرامية، لغة عيسى (عليه السلام)، ومن هناك سافرنا بالسيارة إلى الجانودية بين تركيا وجسر الشغور، وفي الطريق توقفنا في حمص وحماة.. وحلب".
ويضيف حسن في مقاله، الذي ترجمته "عربي21": "سكان هذه المناطق اليوم يتحدثون عن قصص لا نهاية لها حول الصراع، وكما كانت حلب مدينة مزدهرة تقف الآن شاهدة على بربرية النظام السوري التي ليس لها مثيل".
ويتابع الكاتب قائلا: "على مدى السنوات الماضية أصبح كثير من الناس يعرفون عن المدينة؛ بسبب العنف البشع، لكنها مدينة جذورها ضاربة في التاريخ، ذكرها شكسبير في ماكبيث وأوثيلو، بصفتها مكانا بعيدا وغريبا، حيث قتل أوثيلو تركيا انتقاما لشخص من البندقية كان قد قتل، وأقسم البحار في ماكبيث أن يغرق سفينته، بحسب واحدة من الساحرات الثلاث، إنها إحدى المدن المحبوبة في المنطقة، وتاريخها يذكر بقصص عميقة حول النصر والهزيمة والنجاح والمعاناة، وحمل تجار حلب اسمها إلى أنحاء العالم، لدرجة أنه يقال إن العديد في أفريقيا يعرفون اسم حلب أكثر مما يعرفون اسم سوريا".
ويواصل حسن قائلا: "على غير شاكلة المدن السورية الأخرى، فإن حلب هي الوحيدة التي تمتاز بالقدود المسماة باسمها، وهي موسيقى تقليدية تعود أصولها إلى الأندلس، وتلقب بالشهباء؛ بسبب بياض الرخام الذي اشتهرت، كما للموصل لقب على القافية ذاتها، حيث تلقب بالحدباء على شكل مسجدها الكبير أو شكلها، وكانت حلب تاريخيا صانعة الملوك في المنطقة، فمن كان يسيطر عليها كان يقوم بحملات للسيطرة على المدن الأخرى مثل دمشق، وبالرغم من أهميتها، إلا أن حافظ الأسد لم يزرها في حياته، رغم فترة حكمه الممتدة 30 عاما".
ويقول الكاتب: "أتذكر جيدا عندما سافرنا إلى حلب أننا ذهبنا إلى شرقها، الذي تقع فيه الآثار القديمة، مثل القلعة المطلة على المدينة، والمسجد الكبير، وهذا هو الجزء الذي دخله الثوار في حزيران/ يونيو عام 2012، حيث بقوا حتى قبل أسبوع، ومنذ وعيت كانت حلب وجهة التجار الرئيسة والمتسوقين من شرق سوريا، حيث تقع بلدي، وكان الناس من منطقتي يسافرون إلى منطقة حلب الصناعية لتصنيع عربات الركشة قبل أن تختفي العربات ذات الثلاث عجلات تقريبا، بالإضافة إلى أن البضائع التي تباع في بلدتي البوكمال تأتي في معظمها من حلب، ويأتي التجار الحلبيون إلى مناطقنا ليستثمروا في بساتين الرمان وفي الماشية".
ويشير حسن إلى أن "تاريخ تجارة حلب والعلاقات السكانية فيها يعودان إلى ما قبل سوريا الحديثة، فقبل الاستقلال كانت حلب مندمجة مع المناطق النائية حول في شمال سوريا وشرقها وجنوب تركيا وشمال العراق، وخلال الحكم العثماني كانت حلب مركزا تجاريا أكثر أهمية من دمشق، وكانت الشركة البريطانية المسؤولة عن التجارة مع العثمانيين والبريطانيين، التي تعرف بشركة بلاد الشام لندن، كان مقرها في حلب حتى القرن الثامن عشر".
ويقول الكاتب: :بالنسبة لي، فإن الإحساس هو أن حلب (مدينة شقيقة)- كما يسميها الناس في الموصل، ففي المدينة القديمة، بالقرب من القلعة، ذهبنا إلى مطعم محلي له شعبية، وعلى بعد عمارة سكنية واحدة كانت المدينة تبدو مختلفة تماما، حيث كانت على قيد الحياة ومعاصرة ومزدهرة، وبعد أربع سنوات من إعلان المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة حلب واحدة من عواصم الثقافة الإسلامية الثلاث، مع أصفهان وتمبكتو، كانت المدينة مفعمة بالحياة بفضل تدفق السياح والاستثمارات، وبدت حلب أكثر نظافة، وبدأت تنشأ فنادق جديدة وراقية في أنحاء المدينة كلها، وليس بعيدا عن القلعة كان هناك قصر قديم تم تحويله إلى فندق خمس نجوم، وزرنا في تلك الليلة ناديا ليليا يشبه النوادي في الدول الغربية، وهذا يعني أن المدينة بدأت تتغير من كونها مدينة تقليدية محافظة".
ويستدرك حسن قائلا: "بالرغم من التغيرات الواضحة، فإن هناك نمطا ظهر من زياراتي لحلب ودمشق والمناطق النائية، فبعد مغادرتي لهذه المدن بدأ هذا الانطباع عن الحداثة والازدهار يتغير إلى قصة حزينة، فقد كان القرق بين ما أسميه الجيوب الغنية من البلد وبقية البلد كبيرا جدا، وكانت هناك قصص كثيرة عن شباب يقترضون من أصدقائهم ليقضوا بعض الساعات في مقاهي فنادق راقية، وبالنظر إلى الوراء الآن، فإنه يمكن أن أرى كيف يمكن لزائر من الغرب أن يخرج بانطباع بلد مليء بالحيوية يقوده زعيم من القرن الحادي والعشرين، العيش في فقاعة كان أمرا سهلا".
ويلفت الكاتب إلى أن "تاريخ حلب مهم لمصير المنطقة التي تمتد من إيران وعبر الشام إلى مصر جنوبا، وكان نور الدين زنكي في الثلاثين من عمره عندما قتل أبوه عام 1146 بالقرب من قلعة جعبر خارج الرقة، فيما هي الآن سوريا، وقام زنكي ثاني أكبر الأبناء والوحيد المرافق لأبيه بتسلم قيادة جيش أبيه، وسار إلى الغرب من نهر الفرات إلى حلب، وفتحها خلال أشهر".
ويفيد حسن بأنه "مع الوقت الذي مات فيه زنكي بعد 28 عاما في دمشق، فإنه كان يحكم منطقة تمتد من الموصل  وحلب إلى مصر، حاكم شجاع وتقي، ينسب إليه الفضل في إعادة تنظيم الجيوش الإسلامية في مصر والشام، ومهد الطريق أمام القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي لهزيمة الصليبيين في معركة حطين بعد 13 سنة من وفاته".
ويجد الكاتب أنه "إذا كان فتح زنكي جزءا من تاريخ المنطقة القديم، فإن ذلك الإرث له تداعيات مهمة في أهم الأحداث التي تجري في المنطقة اليوم؛ المعركة التي وصلت إلى ذروتها الدموية الأسبوع الماضي في حلب، والمعركة الطاحنة في الموصل في الجارة العراق".
ويقول الكاتب: "حلب، التي رأيتها قبل ست سنوات، كانت مختلفة جدا عن حلب زنكي، لكن الصورة تعود أيضا إلى ماض بعيد بسبب الدمار الذي أحدثته وحشية النظام، وأمطرت البراميل المتفجرة، وهو السلاح الذي أتقن استخدامه النظام وحلفاؤه، المدنيين يوميا خلال ما يقارب الخمس سنوات، وتم تصميم حملة (استسلم أو مت) العشوائية، لتجبر السكان على الخروح، فوجود حاضنة للثوار في حلب يشكل تهديدا مباشرا لحكم الأسد، وبالرغم من آمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار على مدى السنوات الماضية، إلا أن تصميم النظام على تحويل المدينة إلى جحيم كان أقوى".

ويرى حسن أن "هجوم النظام على المدينة ليس أقل وحشية من تدمير تنظيم الدولة للآثار، فبالإضافة إلى القتل الجماعي للمدنيين، فإن القصف المستمر المدينة الأثرية حولها إلى (قفار رهيب)، كما وصفتها كلاريسا وارد من (سي أن أن)، والفرق بين أفعال الأسد وأفعال تنظيم الدولة هو فقط في طريقة العرض: ففي الوقت الذي يعلن فيه تنظيم الدولة عن وحشيته ليراها العالم ويصدم بها، ينكر الأسد جرائمه".
ويبين الكاتب أنه "بالنسبة للناس من الخارج، فإن الصراع يختلف في كلا البلدين، ففي الموصل هناك حملة مخططة، وصلت الآن إلى شهرها الثالث، وتهدف إلى إنهاء حكم تنظيم الدولة، الذي احتل المدينة من القوات العراقية عام 2014، أما في حلب، فإن الحملة، التي يشنها النظام بقيادة بشار الأسد، عمرها أربع سنوات، ووصلت ذروتها الاسبوع الماضي بطرد الثوار من معاقلهم الأخيرة في النصف الشرقي من المدينة، موجهة صفعة للثورة الشعبية ضد الديكتاتورية السورية، التي انفجرت في أنحاء البلاد عام 2011".
وينوه حسن إلى أنه "بالنسبة للناس في العراق وسوريا والمنطقة، فإن الحرب الطاحنة في المدينتين في الوقت ذاته، تذكر بتاريخ مشترك، فأهل المنطقة يقارنون بين ما يحصل الآن وما حصل في ماضيهم البعيد، ويمكنهم وضع أوجه شبه بين الصراعين ليست واضحة بالنسبة لمن هم من خارج المنطقة، فالمليشيات الشيعية مشاركة في المعركتين، في الوقت الذي تبدو فيه إيران هي المستفيد الوحيد منهما، وكلا الصراعين اكتسب اهتمام القوى العظمى، وتساعد أمريكا القوات المهاجمة للموصل في الوقت الذي تساعد فيه روسيا القوات المهاجمة لحلب".
ويجد الكاتب إلى أن "ما يجعل الأمور أسوأ هو أن المليشيات في المدينتين تتعمد التأكيد بأن الصراع في الحالتين جزء من حريق عام في المنطقة، ستشعر بنتيجته مدن ودول المنطقة كلها لآلاف الأميال، وعندما اعتلى أبو بكر البغدادي المنبر في المسجد الكبير في الموصل لإعلان الخلافة، لم يكن اختياره عفويا، فالمسجد يعرف أيضا بالمسجد النوري، ويذكر بصلة بين المدينتين، وكان صلاح الدين قد خطب من المنبر ذاته".
وبحسب حسن، فإن " أكرم الكعبي، قائد المليشيا الشيعية الرئيسة، التي تحارب إلى جانب النظام السوري، قال في زيارة له في أيلول/ سبتمبر، إن حلب مدينة شيعية أصلا قبل أن يفتحها نور الدين زنكي، عندما كان يحكمها الحمدانيون".
ويورد الكاتب أن "المسؤولين العراقيين، بمن فيهم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، قالوا إن المليشيات الشيعية ستتحرك نحو حلب بعد نهاية معركة الموصل، وفي آب/ أغسطس ألقى الجهادي السعودي والمقرب من تنظيم القاعدة عبد الله المحيسني، خطبة نارية من الجامع الكبير في حلب، ودعا فيها الفصائل المسلحة إلى الوحدة، وفك الحصار الذي قادته الجماعات الشيعية الموالية للأسد على المدينة، وفي الأسبوع الماضي قام الناشط الإعلامي في حزب الله حسين مرتضى، بالسخرية من المقاتلين، ومن البقعة ذاتها التي يقع فيها المسجد المدمر الآن".
ويقول حسن: "لا يتم ذكر هذه الاستفزازات في الإعلام الغربي، فخسارة الجزء الشرقي من مدينة حلب تم تأطيرها من خلال الحرب السورية، فإلى جانب الكارثة الإنسانية عادة ما تتركز الأسئلة حول ما تعنيه خسارة المعارضة ضد الأسد معقلا قويا لها، إلا أن أسئلة كهذه لا تمسك بعمق الجرح السيكولوجي الذي تسبب به مصير المدينة في المنطقة، فمأساة حلب عميقة جدا، وسيتم الشعور بتداعياتها في السنوات المقبلة".
ويشير الكاتب إلى أن "الحقيقة المحيرة للكثير من الناس حول العالم هي أن الأسد لا يزال ينظر إليه على أنه بديل أكثر تحضرا من فوضى الجهاديين، وبصفته شريكا محتملا، فالعبارة المتداولة التي تبرر العنف الذي لا يمكن لأحد تخيله، الذي عانى منه ملايين السوريين، وباسم الحفاظ على الدولة والاستقرار هي: (نعم، هو رجل سيئ ولكن...)".
ويعلق حسن قائلا: "إنها قضية أخلاقية وصفها الراحل كريستوفر هيتشتنز بشكل جيد، وفي اقتباس منه يصف هذا الموقف تجاه الإطاحة بنظام صدام ينطبق بشكل مخيف على سوريا: (كل من يقول إن صدام كان (جيدا) وشخصا سيئا فإنهم لا يعرفون عما يتحدثون، وتسمع هذا يقال كثيرا، فإنهم لا يعرفون ماهية الفاشية، ولا يعرفون كيفية إجبار عائلة تحت تهديد السلاح لتهتف باسم تعذيب أقاربهم وإعدامهم في الساحات العامة، ولا يعرفون كيفية مشاهدة على الأقل 180 ألفا من أبناء الشعب الكردي قتلوا بسبب الغاز السام في المنطقة الشمالية، ولا يعرفون كيفية مشاهدة العدد ذاته على الأقل من الشيعة قتلوا في جنوب العراق)".
ويقول الكاتب: "كوني سوريا، فإنه يؤلمني رؤية العراقيين الذين يعرفون كيف كانت الحياة في ظل صدام، وممن تلقوا دعما من الخارج، يحاضرون على المعارضة السورية، وينسون أن رئيس النظام السوري الحالي قضى عقدا من الزمان وهو يقوم بتسهيل تدفق الجهاديين إلى العراق لقتل أبناء شعبهم، وليس لديهم أي وقت للتفكير بآلاف المدنيين الذين قتلوا أو علقوا تحت الأنقاض من نظام يحمل كل صفات الشر الذي عانوا منه في الماضي".
ويضيف حسن: "بالنسبة لهم، فإن عناصر المعارضة السورية، هم عملاء للسعودية الوهابية والولايات المتحدة الإمبريالية وليسوا شعبا انتفض ضد نظام قمعي، وبالنسبة لهم، فإن السوريين الذين يعارضون النظام هم جهاديون وليسوا معارضة مدنية شرعية، وفي المقابل فهم يغضون الطرف عن الجهاديين الشيعة، الذين يسافرون من العراق إلى سوريا؛ ج النظام على قمع المعارضة، ولا يشعرون بالريبة حول الجهاديين الذين تدعمهم الدولة؛ لأن دولة أخرى تقوم بتوريدهم، ويرفضون إطلاق عليهم وصف الجهاديين الأجانب، رغم ما تطلقه هذه الجماعات على نفسها، وكيف تقوم بتقديم دورها في سوريا، جنودا في حرب مقدسة عظيمة، لكن ضحايا النظام وحلفاءه ليسوا جهاديين، وجدران حلب تشهد أنهم ليسوا كذلك، فلا يترك الجهاديون خلفهم شعارات جدارية تنعي الحرية التي فقدوها، ومدينتهم التي أجبروا على تركها، وعبرت رشا العكيدي بطريقة جميلة على (تويتر)  قائلة: (لو كان سكان حلب متطرفين فلم يكونوا ليتركوا وراءهم عبارات شعرية وكلمات من أغاني فيروز على جدران مدينتهم عندما ودعوها)".
ويتابع الكاتب قائلا: "كما قال هيتشتنز، فإن من صفق سرا لسيطرة الأسد على حلب، لا يعرفون عما يتحدثون، أو نسوا كيفية الحياة في ظل نظام يقتل ويعذب في زمن السلم، وفي الوقت الذي يشعر فيه بالحصار، وانتفض السوريون لأنهم كانوا يريدون بلدهم حرا، وما حدث لاحقا، بما في ذلك صعود المتطرفين والفوضى، كان نتاجا لرد النظام على مطالب الشباب والشابات".
ويؤكد حسن أن "السوريين الذين نشأوا في ظل النظام الحالي كانوا يعرفون أن الخروج إلى الشوارع والمطالبة بالحرية كانا نوعا من الجرأة، وكانوا يعرفون أن العودة للحياة في ظل الأسد يعني أن عليهم أو يتوجب على جيل آخر، البدء من جديد، ومن الوهم أيضا التفكير أن سوريا ستعود إلى ما كانت عليه قبل عام 2011، فسوريا التي نعرفها لن تعود كما كانت، وفكرة سيطرة الأسد على كامل سوريا، أو غياب الجماعات المتطرفة التي كانت نتاجا للعنف، هما ضرب من الخيال".
ويقول الكاتب: "سيركز الكثيرون على ما يمكن أن يغيره، ما أطلق عليه النصر، مسار النزاع في سوريا، حيث سيطر الأسد وبشكل كامل على ثاني أكبر مدينة أقام فيها المقاتلون قاعدة لهم، بعد سيطرته على حمص قبل عامين، ويواجه المقاتلون إمكانية تحول العالم نحو الأسد المنتصر، والتخلي عنهم بصفتهم معارضة باتت تقاتل على الهامش، وسيكون هذا خطأ، فالحرب لم تنته بعد، ولو حدث شيء، فإن الطريقة التي تمت فيها استعادة حلب ستخلق مناخا لنمو المتطرفين وتفاقم بيئة التطرف، فقد كان النظام بحاجة للسيطرة على حلب لتوجيه ضربة قاصمة لأي مشروع يقوي الثورة ضد الأسد، خاصة قبل تولي الإدارة الأمريكية المقبلة السلطة، وهناك تقارير تحدثت عن إرسال روسيا قوات النخبة ذاتها التي ساهمت بضم شبه جزيرة القرم عام 2014، إلى حلب الشرقية، وقد تم تحقيق هذا".
ويرى حسن أن "هذا لا يعني أن النظام يستطيع السيطرة على سوريا كلها، فعلى خلاف هذا، فإن النظام سيضطر بعد سيطرته على حلب لتخصيص مصادر أكثر لتأمين المدنية، ومنع المتمردين الذين أجلوا عنها من اختراق المناطق الآمنة".
ويعلق الكاتب قائلا إن "الجماعات التي أسهمت بالسيطرة على حلب الشرقية تضم مليشيات شيعية أجنبية، وهي متهمة بارتكاب إعدامات فورية، بالإضافة إلى أن بروز الجماعات الشيعية كرأس حربة في القتال في مدينة غالبيتها سنية، وبمساعدة من إيران، المهيمنة بشكل متزايد وبدعم قوى عظمى، ووقوف أخرى متفرجة، هذا كله يضيف إلى طبقات التعقيد من المعاناة التي لا يمكن تخيلها، كما أن سيطرة تنظيم الدولة المفاجئة على تدمر هي تذكير بمحدوية تأمين بلد مثل سوريا، فتدمير حلب القديمة هو تهمة لعدم قدرة العالم على منع النظام من القتل والتسبب بالأذى دون خوف من العقاب".
ويخلص حسن إلى أن تدمير حلب يدمر أحلام الشبان السوريين وسط البنايات اللامعة، والحشود الصاخبة التي شاهدتها عندما زرت المدينة قبل الأشهر المصيرية في عام 2011، الذي اندلعت فيه الثورة، لكن الأحداث التي بثت على شاشات التلفاز حول العالم وفي الأسابيع الماضية سيتردد صداها في منطقة الشرق الأوسط كلها، لكن القوى السياسية التي ستظهر من ركام المساجد والفنادق والأزقة الضيقة والأسواق لا يمكن التكهن بها، وربما انتهت معركة حلب، إلا أن حرب الهيمنة في المنطقة بعيدة عن النهاية".
========================
التلغراف: (تراخَيْنا فصارت سوريا ملعباً للشيطان).. ماذا خسرت إسرائيل وبريطانيا في حلب؟
http://bof-sy.com/?p=78300
نعم هناك مدنيون تألموا، حتى صارت جرائم الحرب أمراً اعتيادياً في بلادهم.. إنهم هؤلاء السوريون الذين ينعى جيمس سورين، مدير المركز الإسرائيلي البريطاني للأبحاث والاتصال، على بريطانيا التردد في التدخل في بلادهم في الوقت المناسب.
ولكن سورين، المتحدث السابق باسم نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ، لا يرى أن الهدف من التدخل كان حماية المدنيين السوريين فقط، وإنما لفرض “قيم” بلاده، وتأمين الهزات الارتدادية التي سيتأثر بها العالم من الجرائم التي تقع في سوريا، والأهم لتجنب المشهد السياسي الذي وصل إليه الأمر وانتهى بتوسع النفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، مقابل انحسار النفوذ الغربي، الأمر الذي يهدد مصالح “حلفائه” في إسرائيل.
وفي مقاله بصحيفة التلغراف البريطانية أمس الإثنين 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016، لفت سورين إلى مكاسب حزب الله اللبناني ايضاً، الذي استفاد -بحسب قوله- من القتال بجانب روسيا والميليشيات الإيرانية في سوريا، بتطوير قدراته القتالية، الأمر الذي يهدد -مرة أخرى- إسرائيل.
وفيما يلي نص المقال
في سبتمبر/أيلول من العام 2012، كُنتُ حاضراً في اجتماع مجلس الأمن الوطني في شارع داوننغ ستريت، وهو شارع شهير في قلب لندن يسكنه العديد من مسؤولي الحكومة. كان ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني حينها، يترأس نقاشاً بشأن الخيارات العسكرية في سوريا، حيث قُتل نحو 40 ألف مدني وهُجر الآلاف.
شرح رئيس أركان الجيش كيفية فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وتوفير ملاذ آمن للاجئين. وبجواره، كان قادة الأجهزة الاستخباراتية يقيمون وضع جماعات المعارضة، وبعضها من جماعات المتطرفين الإسلاميين. وبعد مرور وقت طويل من تبادل وجهات النظر، وافق الوزراء على عدم التدخل العسكري في سوريا.
تمر الأيام سريعاً صوب تاريخ أغسطس/آب 2013، عندما استخدم رئيس النظام السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه. هددت القوى الغربية حينها باتخاذ رد فعل عسكري. وفي تطور غريب للأحداث، وجدت نفسي في أفغانستان قبل ميعاد تصويت حاسم في البرلمان.
كان بريدي الإلكتروني ممتلئاً بمسودات خطابات النواب عن التدخل في سوريا. تزامن هذا التصويت مع زيارتي لآخر القواعد العسكرية العاملة، التي توجد فيها القوات البريطانية في ولاية هلمند الأفغانية، التي تجسد نهاية التدخل العسكري البريطاني في أفغانستان، الذي دام 12 عاماً.
أما في لندن، فقد وصلت الأحداث الدرامية إلى ذروتها عندما خسرت الحكومة تصويت البرلمان حول التدخل في سوريا، وعندما تراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تعهده بقصف الأسد.
لا تتخذ تطورات الأحداث في قضايا الشرق الأوسط عادة مساراً واضحاً. تتضمن الحرب الأهلية السورية عشرة صراعات منفصلة، وعدداً كبيراً من جماعات المعارضة التي تحارب من أجل إحكام سيطرتها على المناطق السورية. في 2012، كانت تحركاتنا مشلولة بسبب تعقيدات هذا المشهد واحتمالية أن تصبح إحدى جماعات المعارضة أخطر من النظام، وهو ما تحقق مع ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وتعود جذور هذا الشلل إلى الصدمة التي واجهتنا في العراق، والتي نتج عنها أن حل الارتياب وتفضيل نهج التغيّر الحذِر والتدريجي محلَ غطرسة التدخل الليبرالي: انتابتنا الهواجس بشأن تقلّص قدرتنا على تحسين الأوضاع، ومحدودية قدرتنا الاستخباراتية، وأصبحنا خائفين من فرض قيمنا.
كان رد فعلنا على ظهور تنظيم داعش بطيئاً للغاية. كان ينبغي علينا توفير ملاذ آمن للسوريين، لأنَّ تراخينا بعث رسالة مفادها أننا لا نريد دفع ثمن حماية المدنيين وفرض الشروط الإنسانية الملائمة. كانت نتيجة هذا أن أصبحت سوريا مَلعباً للشيطان وتحولت مدينة حلب إلى مأتم: قصف روسي عشوائي، وهجمات بغاز الكلور، وقوات حزب الله وإيران التي تذبح المدنيين العزل.
وعلى المدى القصير، أصبحت اليد العليا لنظام الأسد، وبدأ تنظيم داعش يخسر نفوذه في غربي سوريا والعراق. لكنّ تداعيات سقوط حلب، على المدى الطويل، أنه سوف يرسل موجات صدمة تمتد عبر الشرق الأوسط لعقود قادمة. أما من جنوا غنائم هذا الصراع، فهي روسيا وحزب الله وإيران.
عندما انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة، تدخلت روسيا بلا رحمة. وفي تطور مذهل للأحداث، أصبح على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط حالياً أن تُمرَّر عبر التفاوض مع روسيا، التي بات نفوذها في تصاعد.
لقد شكَّل سقوط حلب مكسباً كبيراً لإيران، إذ بات بإمكانها الآن التباهي بأنَّ نفوذها يمتد من طهران ويمر عبر بغداد ودمشق وبيروت. أما حزب الله فقد راهن على نظام الأسد، ورغم تكبّده لخسائر ثقيلة في الحرب، فإنَّ الخبرة التي اكتسبها من خلال العمل بجانب القوات الإيرانية وتحت قيادة روسيا حوّلته إلى واحد من أكثر القوات المسلحة كفاءة في المنطقة.
وفضلاً عن كل ذلك، أكسب سقوط حلب صفة الاعتيادية على جرائم الحرب، بعد أن أصبح القصف الجوي العشوائي، واستخدام الأسلحة الكيميائية أمراً شائعاً في الحرب السورية. إذا قرر حزب الله استئناف حربِه مع إسرائيل، فلا يوجد سبب لافتراض أنه لن يكرر نفس الممارسات.
ربما لن تتوقف تداعيات سقوط حلب على صعود نفوذ الثلاثي المتحالف: روسيا، وإيران، وحزب الله. يجب أن نتعلم درساً قاسياً من التاريخ. عندما غزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان في عام 1989، سلّحت الولايات المتحدة المجاهدين وأنتجت الحرب الأفغانية تنظيمي طالبان والقاعدة. استغرق الأمر سنواتٍ حتى بات الخطر ملموساً في نيويورك 2001، وفي لندن 2005. ربما كان نفوذ تنظيم داعش في تراجع، لكنَّ مقاتليه لن يحوّلوا سيوفهم إلى محاريث للأرض.
كيف سيتمكن داعش من إعادة تنظيم صفوفه؟ ما المساحة غير المحكومة التي سوف يعمل خلالها؟ سيناء؟ الجزائر؟ تونس؟ تتصاعد قوة تنظيم القاعدة وسط الصراع السوري الطاحن. وفي غضون 10 أو 15 عاماً، كم من الآلاف سيُجندهم التنظيم للثأر لأطفال حلب؟ وما المناطق التي سيستهدفونها؟ موسكو؟ واشنطن؟ لندن؟
إنَّ الدرس الحقيقي الذي يجب أن يتعلمه القادة الغربيون من حلب، هو التوقف عن اتباع سياسة التدخل التدريجي الحذر. وبالإضافة إلى تقييم مخاطر اتخاذ أي رد فعل حالياً، نحتاج إلى التعامل المتوازن مع المخاوف بشأن التأثير المستقبلي المدمر لتراخينا عن الفعل، لأنَّ الرسالة التي نرسلها للعالم قد تكون لها تداعيات مخيفة.
سرعان ما ستتكشف السياسة الانعزالية المحيرة الرافضة للخوض في الحرب بالشرق الأوسط، التي يتبناها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. يشعر حلفاؤنا في إسرائيل ودول الخليج بالخوف، في وقت بدأت فيه بعض أخطر القوات بالمنطقة التحلي بالجرأة. لقد حان الوقت الذي يجب أن تقرر فيه بريطانيا القيم والمصالح التي تستعد للقتال من أجلها.
هافينغتون بوست عربي
========================
الصحافة الامريكية :
أتلانتيك  :لماذا لن يكون مقتل السفير الروسي في تركيا بداية حرب عالمية ثالثة؟
http://altagreer.com/لماذا-لن-يكون-مقتل-السفير-الروسي-في-ترك/
نشر في : الأربعاء 21 ديسمبر 2016 - 12:45 ص   |   آخر تحديث : الأربعاء 21 ديسمبر 2016 - 12:45 ص
أتلانتيك – التقرير
قُتلت إمبراطورة النمسا في سبتمبر من العام 1898، بعد أن طعنها إيطالي في جينيفا بسويسرا، في حادثة مفجعة هزت أوروبا. وبعد مرور أربعين عامًا على هذه الحادثة، عبرت الكاتبة الروائية “ربيكا ويست” عن أنها ما زالت تتذكر هذه الصدمة وأثرها على الصحافة ووسائل الإعلام. حيث شرحت ما شعرت به كونها خادمة حائرة: “تتسبب العمليات الاغتيالية فيما هو أسوأ من الفعل نفسه.”
لكن هل فعلاً يحدث ذلك؟
تكررت مثل هذه الحادثة مرة أخرى، بعد مرور 16 عامًا، بإطلاق النار على الأرشيدوق فرانس فريدناند، وريث عرش الإمبراطورية النمساوية، لتكون الفتيل الذي أشعل الحرب العالمية الثانية في قارة أوروبا، إلا أن قتل الإمبراطورة إليزابيث، على الرغم من بشاعتها، لم تكن ذات تأثير سياسي فعال، حيث أعتبرت حالة إجرامية طبيعية، وحوكم من ارتكبها بالسجن مدى الحياة، ثم انتحر بعد ذلك في العام 1910.
لا يمكن حصر الاختلاف بين واقعتي القتل، أو الحكم عليهما من واقع المشاعر والعاطفة؛ حيث كانت تعد الإمبراطورة شخصية عامة بارزة في المجتمع، ومحبوبة من قبل الإمبراطور زوجها، بينما كان الأرشيدوق فرانس فرديناند مكروهًا من قبل أهله وشعبه أيضًا.أدى مقتل الأرشيدوق إلى الحرب، ليس بسبب حزن أحد مهم في العالم آنذاك عليه بشدة، إنما تعود إلى ترحيب النمسا باستغلال أي ثغرة، من أجل معاقبة سيربيا على استفزازاتها المستمرة. هذا ووفرت علاقات جفريالو برينسيب، المتصلة بجماعات سيربيا الوطنية هذه الثغرة. ما كان مختلفًا تمامًا في العام 1898، ففي ذلك الوقت لم يكن لدى النمسا نية لبدأ أي صراع دامٍ مع إيطاليا، لذلك تخلت البلاد آنذاك عن الانتقام من مقتل الأمبراطورة العزيزة على قلبهم، ليتخذ القانون مجرياته.
تتسبب الاغتيالات في اشتعال فتيل الحرب، وتعد فرصة جيدة لافتعالها؛ لكن لا تكون السبب الأساسي منها.
لنتطرق إلى  مثال أكثر كأبة وإزعاجًا:
وصفت العديد من التقارير الخاصة بمقتل السفير الروسي في تركيا، بجريمة دافعها الغضب الشديد تجاه الأعمال الوحشية، التي تسببت بها روسيا في سوريا. قد تعود بنا هذه الواقعة لأذهاننا ذكريات مشابهه بهيرشيل غرينزبان، وهو شاب يهودي حاول الثأر من المعاناة، التي شهدتها أسرته على أيدي النازيين، عن طريق قتل دبلوماسي ألماني في باريس في نوفمبر من العام 1938، ما استغله هتلر عذرًا لافتعال هوجة جديدة، للهجوم على اليهود عرفت باسم “ليلة الكريستال”.
إلا أنه عندما قتل طالب يهودي زعيم الحزب النازي السويسري، في فبراير من العام 1936، لم يكن لهتلر ردة فعل إزائها. أمنت ألمانيا دورة الألعاب الأولومبية لعام 1936، قبل صعود هتلر للسلطة، وكان هناك العديد من التحريضات هذا العام، لإلغاء الاحتفال بالجوائز، لحتجاجًا على النازية المعادية للسامية. ولم يتوقف الأمر على هذا المثال فقط، إنما ترك هتلر حادثة قتل ويلهالم جاستلوف لتتلاشي في غياهب غموض التاريخ. (حيث نجح قاتله في البقاء على قيد الحياة، حتى بعد الحرب العالمية الثانية بسجن فس سويسرا.)
فحتى هتلر نفسه استغل الاعتداءات لغاياته الخاصة، عوضًا عن أن تكون الدافع لإشعالها.
فهل ستتسبب جريمة اليوم في إشعال شرارة الصراع بين بوتن وإردوغان؟ بالطبع ستكون كذلك، إذا ما أراد مثل هاذين الحاكمين المستبدين اختلاق المشاكل. وإن حدثت بالفعل، فلن يكون اغتيال السفير الروسي، السبب  الرئيسي في حدوثها، لكنها ستكون مجرد تبرير لها. لكن في حالة تجنب حدوث أي شيء، وهو السيناريو المرجح، لن يكون بسبب التزام أي من القائدين العنيفين النبيل بالسلام، لكن سيكون لأن حالات الوفاة، مثلها مثل كل حياة، تعد ذات قيمة فقط، إذا ما ارتبطت بأغراضهم السياسية الأنانية القاسية.
========================
واشنطن إنستيتيوت:فابريس بالانش :ما بعد حلب... إدلب؟
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/19184994/ما-بعد-حلب----إدلب؟
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢١ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
إثر السيطرة على حلب، يرجح أن يسعى جيش النظام الى التوسع الى شرق المدينة. فحدود الثوار على بعد مئات الأمتار فحسب من الأحياء الموالية المجاورة. والنظام أنشأ خطوط دفاع قوية حول حلب، لكنه غير محصّن ضد حملة قد يشنّها مقاتلو «جبهة فتح الشام»، وهي فرع «القاعدة» السوري. وإدلب هي معقل هذا التنظيم الذي كسر موقتاً الحصار في آب (أغسطس) المنصرم على حلب، ثم هدد المناطق الموالية هناك في تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم. لذا، يبدو أن التقدم نحو إدلب يتصدر أولويات القوات النظامية. فهذه المحافظة هي موئل أكبر تجمع من الثوار، ويرى «معهد دراسات الحرب» أن أكثر من 50 ألف مقاتل يتجمعون فيها تحت لواء جيش الفتح. وتقدُّم القوات النظامية نحو الشرق يساهم في حماية حماة من قوات الثوار المرابطة على بعد عشرات الكيلومترات فحسب الى شمال المدينة. وقد تسعى قوات النظام في المناطق الساحلية الى استعادة مدينة جسر الشغور، التي خسرتها وإدلب في ربيع 2015. وجسر الشغور هي مركز حيوي لحماية معقل النظام العلوي والقواعد العسكرية الروسية على الساحل.
ويرجح أن تتمسك إيران والميليشيات الشيعية التابعة لها بأولوية فك الحصار عن الفوعة وكفريا - عديد سكانهما نحو 20 ألف نسمة - المحاصرتين منذ آذار (مارس) 2015. فالدفاع عن المناطق الشيعية في شمال سورية هو ذريعة «حزب الله» لإقناع مؤيديه في لبنان بأن مشاركته في الحرب مسوغة. وهو يتذرع كذلك بالحصار المفروض على المدينتين هاتين، للرد على الشجب الدولي لحصاره الزبداني ومضايا على مقربة من دمشق. ويبدو أن «حزب الله» أبرم اتفاقاً مع الثوار: إذا نزل أذى بالبلدتين الشيعيتين، سيقتصّ من البلدتين السنيتين المحاصرتين. لكن هشاشة الاتفاق هذا تتعاظم. فإذا رجحت كفة الهجوم على إدلب مع سقوط حلب، قد تجتاح «جبهة فتح الشام» الفوعة وكفريا، وترتكب مجازر وتأخذ رهائن غير آبهة بالنتائج الانتقامية في مضايا والزبداني.
وثمة سيناريو آخر بعد حلب: شن النظام السوري حملة على وادي الفرات تفتتح باستعادة أراض واقعة بين قاعدة كويرس وبحيرة الأسد. والى قطع الطريق أمام تقدّم الثوار المؤيديين لتركيا، يبدو أن الأسد وحلفاءه ينوون انتزاع الرقة من «داعش». وانتزاعها يقتضي السيطرة على سد الثورة على نهر الفرات. والسد هذا يمد الرقة وحلب ودير الزور بالطاقة، ويروي ثلاثة أرباع الأراضي الزراعية في محافظة الرقة. ومن يتحكّم بالمياه، يحكم العباد في هذه المنطقة. وهذا ما أدركه حافظ الأسد حين بادر الى تشييد السد في نهاية الستينات، في موازاة سد أسوان على النيل.
وعلى رغم أن الأوضاع في دير الزور وإدلب تستدعي تدخلاً مستعجلاً، لا يملك الجيش السوري وسائل شن حملتين عسكريتين في آن واحد. وفي وقت يستسيغ الغرب شن حملة على «داعش» في وادي الفرات ويرى أنها أولوية تتصدر الحملة على إدلب، لا يولي القادة في موسكو ودمشق وطهران بالاً الى وجهة نظر الغرب. فشاغل فلاديمير بوتين هو حسابات تركيا. فأنقرة قد تسرع وتيرة حل النزاع من طريق حرمان الثوار من الدعم اللوجيستي. واليوم، يبدو من غير شك أن فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان أبرما اتفاق عدم تعدٍّ في بطرسبورغ في التاسع من آب (أغسطس) المنصرم، يقضي بتقاسم مناطق النفوذ في سورية. والتزام الاتفاق المزعوم كان متدرجاً. ففي البدء، فك الثوار المؤيدون لتركيا ارتباطهم بـ»جبهة فتح الشام». والخطوة هذه ساهمت في إحكام الطوق على حلب. وفي الأثناء، سيطر هؤلاء الثوار على أراض بين أعزاز وجرابلس في مطلع العام بدعم من الجيش التركي. ثم، حين بدا أن الفوز يستتب لجيش الأسد في حلب، شنّت تركيا حملة على الباب.
وإذا قرر الأسد الهجوم على إدلب بعد حلب، استفاد من حياد الأتراك في وقت يسعون الى وضع اليد على منبج أو انتزاع تل أبيض من الأكراد. وإذا قطعت الطرق بين الكانتونات الكردية في عفرين وكوباني وقامشلي، بددت تركيا حلم الأكراد بوحدة أراضيهم. وينظر الأسد بعين الرضا الى مثل هذا المآل (فهو لطالما رفض منح الأكراد إدارة ذاتية على صورة كردستان العراق)، على غرار بوتين (الذي يسره المآل هذا). فهو يرى أن الأكراد مرتبطون بحلف وثيق مع واشنطن.
لكن تترتب على توسع المواجهة التركية – الكردية نتائج سلبية تقوض مصالح الولايات المتحدة. ومن هذه النتائج، تعزيز «الدولة الإسلامية» في سورية حين اندلاع حرب تركية – كردية (تشغل القوتين عن مكافحة التنظيم)، وتسليط الضوء على تنصّل واشنطن من حماية حلفائها. وهذه الاعتبارات قد تحمل مسؤولين أميركيين على إبرام تفاهمات مع روسيا تقضي باستهداف «داعش» و»القاعدة»، وحماية المدنيين والثوار المعتدلين. وقد يعاد النظر مجدداً في اقتراحات إنشاء «مناطق آمنة» في شمال سورية وجنوبها.
 
 
*أستاذ شريك، مدير بحوث في جامعة ليون الثانية، عن «واشنطن إنستيتيوت» الأميركي، 15/12/2016، إعداد منال نحاس
========================
كريستيان ساينتس مونيتور :تطورات الصراع السوري الأخيرة تخلق تحديات أمام روسيا وإيران
http://www.alarab.qa/story/1038211/تطورات-الصراع-السوري-الأخيرة-تخلق-تحديات-أمام-روسيا-وإيران#section_75
ترجمة - العرب
الإثنين، 19 ديسمبر 2016 05:52 ص
نقلت صحيفة كريستيان ساينتس مونيتور الأميركية عن محللين قولهم إن حلفاء نظام الأسد الرئيسين يعتبرون الانتصار على المعارضة في حلب تعزيزا لنفوذهم عالميا وإقليميا، لكن عدم وجود نهاية سريعة للصراع سيدفع على الأرجح حلفاء الأسد لتسوية سياسية.
وأشارت الصحيفة على أن الآثار الاستراتيجية لسقوط حلب تتجاوز المدينة نفسها، وتشير إلى إعادة تغير في معطيات القوى في الشرق الأوسط.
ويرى فواز جرجس أستاذ العلوم السياسية بكلية لندن للاقتصاد أن الإدارة الأميركية تتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية سقوط حلب والوضع السوري، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بنقص القدرات بل بالافتقار للعزيمة، فقد آثر أوباما عدم التدخل عسكريا أو سياسيا في الشرق الأوسط.
رغم ذلك يحذر جرجس ومحللون آخرون من أن استعادة بشار لحلب لا تعطيه فقط سيطرة إلا على ثلث سوريا، ولذلك فإن رعاته الروس والإيرانيون يرون أن الصراع مستمر، ومن ثم سيضغطون من أجل تسوية سياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تواجه العديد من التحديات في المستنقع السوري كارتفاع تكلفة الحرب والمخاطر، خاصة في وقت لا تستطيع فيه سوريا مواصلة تلك السياسية مع نفاد مواردها، وتشكيل الحرب عبئا على البحرية، وأيضا إمكانية ضعف معنويات الجنود الروس هناك. ويقول فواز جرجس إن تجربة أفغانستان لا تزال حاضرة في ذهن الروس، الذي يدركون أنه ليس بإمكانهم البقاء بسوريا عسكريا لوقت طويل. ولفتت الصحيفة أيضا إلى أن إيران تواجه صعوبات في سوريا أيضا أبرزها حالة الارتياب إزاء موقف الإدارة الأميركية المقبلة تحت ترمب، الذي قد يحسن علاقته مع روسيا على حساب نظام الملالي، ومن ثم فطهران تسعى لتسوية سياسية في أقرب وقت ممكن.;
========================
واشنطن تايمز :ساحة جديدة تدعم فيها أميركا جيش بشار
http://www.alarab.qa/story/1038212/ساحة-جديدة-تدعم-فيها-أميركا-جيش-بشار#section_75
ترجمة - العرب
الإثنين، 19 ديسمبر 2016 05:51 ص
رصدت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية تداعيات سيطرة تنظيم الدولة على مدينة تدمر السورية، وقالت إن القادة العسكريين الأميركيين وفوا بتعهداتهم لتدمير الأنظمة المضادة للطائرات والأسلحة الثقيلة التي استولى عليه مسلحو التنظيم من جيش بشار.
وأضافت الصحيفة أن طائرات أميركية شن غارات عدة على مواقع التنظيم حول مدينة تدمر، إذ دمرت حوالي 12 طائرة أميركية 14 دبابة سورية بحوزة التنظيم و3 قطع مدفعية ثقيلة وهيكل مدفعية مضادة للطائرات.
ونقلت الصحيفة عن جون دوريان المتحدث باسم الجيش الأميركي بالعراق تأكيده أن واشنطن لن تسمح لتنظيم الدولة بامتلاك قدرات تهدد قوات التحالف أو قوات شركائها.
وأضافت أن الطائرات الأميركية لم تدمر أنظمة صواريخ «أس-3» الروسية الصنع التي استولى عليها مسلحو التنظيم من جيش بشار، إذ لا تزال الأسلحة في مكانها بالقرب من قاعدة تياس الجوية في تدمر.
ولا يزال مقاتلو تنظيم الدولة يطوقون القاعدة التي تقع على بعد 40 ميلا غرب تدمر والتي فر إليها جنود النظام بعد هزيمتهم بالمدينة، وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم يقترب من السيطرة على المنشأة.
وتحدث مسؤولون أميركيون للصحيفة وقالوا إنهم يتعقبون مواقع الأسلحة التي يطوقها تنظيم الدولة لكنها ما زالت بقبضة جنود بشار، وأنهم حتى الآن ممتنعون عن تدميرها لأنها لا تشكل تهديدا مباشر للطائرات الأميركية، التي لا يستهدفها جنود الأسد رغم خرقها لما يسمى بالسيادة السورية.;
========================
واشنطن بوست :نوح فيلدمان :عام أسود في التاريخ السوري
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=92360
تاريخ النشر: الأربعاء 21 ديسمبر 2016
سقوط حلب في نهاية عام 2016 يؤشر على مستقبل كئيب للغاية بالنسبة للحرب الأهلية، والمنطقة، والأعداد الهائلة من المهاجرين داخل سوريا وخارجها. ومن كل الجوانب العملية، يمكن القول إن نهاية معركة حلب تعني أن الديكتاتورية السورية، قد تمكنت بمساعدة خارجية، من كسب حربها من أجل البقاء. مع ذلك، ليس ثمة طريق واضح أمام نظام الأسد لمحو بقايا الإرهابيين، مما يعني أن القتال سيستمر، وأن دويلة سورية سُنية، ستتمكن من البقاء. ونظراً لأن السُنة النازحين، سيظلون حذرين للغاية من العودة إلى ديارهم الواقعة في مناطق يسيطر عليها النظام الحاكم المعادي، فإن الاحتمال الأكبر هو أن مشكلة اللاجئين السوريين ستتحول إلى مشكلة دائمة. وهذا ليس بالأمر الهين، خصوصاً إذا عرفنا أن حجم هذه المشكلة، ونطاقها، يجعل أزمة اللاجئين الفلسطينيين عامي 1948، و1967 تتضاءل لجانبها.
وإخفاق منظومة حقوق الإنسان في حلب، يتساوى مع إخفاقها في مناسبات عدة خلال العقود الأخيرة من سربرنيتشا إلى رواندا. والحقيقة أنه لم يكن لدى المجتمع الدولي أي نفوذ أو تأثير على الرئيس السوري، وهو يقصف ويقتل آلاف المدنيين. والأسوأ من ذلك أن التكتيك، الذي جرى اتباعه قد نجح، وهو ما يقدم درساً لمنتهكي حقوق الإنسان في المستقبل، مؤداه أنه بإمكانهم استخدام أي وسيلة، مهما كانت، لتحقيق النصر. ومع ذلك، وشأنها شأن أي مأساة أخرى، فإن سقوط حلب يحمل معنى خاصاً بالنسبة للصراع، الذي دار على أرضها. فانتصار الأسد يبين أنه بمساعدة من دعم جوي من قبل قوى عظمى، يمكن لنظام مسلح إزاحة المتمردين من الفضاءات الحضرية، حتى في الحالات التي يتمتع فيها الإرهابيون بدعم كبير من المدنيين. ولو كانت الولايات المتحدة في مكان النظام السوري، لكان بإمكانها طرد مقاتلي «داعش» باتباع نفس تكنيكات الأرض المحروقة، لو كانت تميل إلى تجاهل القانون الدولي، وعدم الاكتراث بولاءات السكان المدنيين المقصوفين، بعد انتهاء الصراع. والفرق بين الولايات المتحدة، والأسد وحلفائه، ليس هو أن الأخيرين لا يأبهون بالتعرض لمحاكمة من جانب المحكمة الجنائية الدولية، وإنما أن الأسد نفسه لا يهتم بكسب قلوب وعقول السوريين السنة، سواء الآن أو في أي وقت. بدلاً من ذلك، يرى الأسد أنه سيكون سعيداً غاية السعادة، إذا لم يعد الحلبيون، شأنهم في ذلك شأن السوريين السنة، إلى ديارهم أبدا، سواء انتهى الصراع، أو خفت وتيرته.
نظام الأسد يقول من خلال قتل السنة إنه لا يهتم، وأنه قادر على تحمل عبء دولة ذات عدد سكان أقل كثيراً مما كان موجوداً في السابق. فهناك الآن خمسة ملايين سوري يعيشون في الخارج. وبخصم هذا العدد يتبقى 18 مليون سوري داخل البلاد، منهم 6 ملايين نزحوا من ديارهم الأصلية إلى أماكن أخرى داخل البلاد(وتقديرات القتلي والمصابين تبلغ نحو نصف مليون)، وبالتالي، فإن السنة الموجودين في الخارج إذا لم يعودوا إلى سوريا بعد توقف القتال، أو تخفيف وتيرته، فإن الأسد لن يفتقدهم.
في المدى الطويل، قد تكون الرغبة المثلى لدى الأسد هي إخضاع البلد كله تحت سيطرته. أما في الوقت الراهن، فهناك فائدة سياسية كبيرة من استمرار وجود إرهابيين في ميدان المعركة، لأن ذلك سيظهر الأسد في صورة البطل الدولي، الذي يحارب «داعش» و«القاعدة»، وسيبرر استمرار الدعم الروسي، ويبقي الإرهابيين في الآن ذاته خارج المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وهذا أحد سببين يدعوان لتوقع أن يقبل الأسد بوجود دويلة سُنية مثل تلك الموجودة في محافظة إدلب لبعض الوقت في المستقبل. أما السبب الآخر، فهو أن الأسد يعرف أنه لا يستطيع أن يلحق هزيمة نهائية بتنظيم فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) الذي يسيطر على جزء كبير من إدلب، أو «داعش»، أو حتى المتمردين الأكثر اعتدالاً التابعين لـ«الجيش السوري الحر»، لأن القصف الجوي وإن كان فعالاً في المدن، فإنه ذو قيمة محدودة في المناطق الريفية، كما أن الاحتفاظ بالأراضي التي يتم تحريرهما من تلك التنظيمات، يحتاج إلى قوة بشرية لا يمتلكها الأسد ببساطة في الوقت الراهن.
وضع الجيوب الكردية في سوريا قصة أخرى. فتركيا ترغب أن ترى تلك الجيوب وقد أزيلت، ولكنها في الوقت الراهن، تحافظ على سياستها المعارضة للأسد بشأن التعامل مع الأكراد. ولكن بمرور الوقت، سيتوقف مصير هذه المساحات من الأراضي التي يحتلها الأكراد، على ما إذا كانت تركيا ستلجأ في نهاية المطاف، إلى موقفها التقليدي القائم على التواطؤ، مع جيرانها- بما في ذلك الأعداء- لمنع الأكراد من الحصول على السيادة.
المحصلة النهائية، والتي لا مهرب منها في آن، هي أن هناك احتمالاً كبيراً لأن تتحول أزمة اللاجئين السوريين إلى أزمة دائمة- حتى لو انتهت الحرب في سوريا بنصر واقعي للأسد. إنه لأمر صادم للضمير، أن نرى أمامنا ما يقرب من 5 ملايين لاجئ، غير قادرين على العودة لديارهم. ولكن، ومع اقتراب عام 2016 من نهايته، فإن هناك احتمالاً ضئيلاً لتغير هذا الوضع.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
واشنطن بوست :مأساة حلب.. من المسؤول؟
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=92359
تاريخ النشر: الأربعاء 21 ديسمبر 2016
«يتحمل المسؤولية عن هذه الوحشية جهة واحدة هي نظام الأسد وحلفاؤه».. هذا ما قاله الرئيس أوباما الأسبوع الماضي عن البربرية التي تحدث في مدينة حلب السورية، مضيفاً: «وهذه الدماء والانتهاكات مما اقترفته أيديهم».
ونتابع أنا وطلابي في قسم الصحافة هنا في دبي، الأخبار عن كثب بصفة يومية، لنتحدث عن الأخبار وكيفية كتابتها. بيد أننا تابعنا هذا الخبر بحالة من الإحباط وخيبة الأمل، لأن الرئيس الأميركي لم يعترف بتبعات تقاعسه عن التحرك في سوريا. وعندما تحدثت مبعوثته لدى الأمم المتحدة «سامانثا باور»، عن العار، تساءل طلابي حول ما إذا كانت قد نظرت في المرآة مؤخراً!
وبالنسبة لهم، لم يعد هناك أي عجب من عدم حضور الرئيس الأميركي أو أي ممثل أميركي آخر للمؤتمر المقبل حول سوريا. وتشير التقارير إلى أن هناك اجتماعاً في موسكو نهاية الشهر الجاري لتحديد مصير سوريا، ولن يحضره سوى الروس والأتراك والإيرانيين.. ولن يحضره حتى سوريون. وأشار أحد الطلاب إلى أن مؤتمراً دولياً حول سوريا عُقد العام الماضي في فيينا، لم يوجد فيه سوى سوري واحد كان نادلاً يخدم الدبلوماسيين!
وبالطبع، قضّت صور الدمار في حلب مضاجعنا لأيام، ونشعر جميعاً بالعجز. ولي زملاء من الرجال والنساء من كل أنحاء الشرق الأوسط، أعربوا جميعهم عن حالة من الغضب واللوم، قائلين: «إن تركيا تتصرف بطريقة شنيعة لأن تنظيم (داعش) لم يكن بمقدوره فعل ما يفعل في سوريا من دون مساعدة، وإيران لها مآرب أخرى في الشرق الأوسط».
واتهم اثنان من زملائي بغضب أوباما بدعم بشار الأسد. وقال أحدهما وهو أردني: «إنه أمر واضح، فقد أبرم اتفاقاً نووياً مع إيران، وهو ما يعني أنه في نفس الجانب مع روسيا والأسد».
وأما بالنسبة لخليفته المنتخب، توقع زميل آخر أن «ترامب لن يفعل أي شيء مختلف»، وأرجع السبب إلى وجود دولتين تقرران كل شيء هما: إسرائيل والولايات المتحدة. وبالنسبة للبعض: الرعب في حلب ليس سوى أحدث حلقة في مسلسل خطة تدمير الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن بعض العرب الآخرين محبطون وغاضبون، يبدو السوريون مصعوقين ومصدومين ومكتئبين بسبب ما يشاهدونه، وهذا بالطبع أمر يمكن تفهمه. وقد تحدثت مع أستاذة سورية في دبي، وأخبرتني أن أقاربها في حلب كانوا قد فرّوا إلى ألمانيا. وجميعهم آمنون. لكنها قالت: «كي أكون أمينة، توقفت عن متابعة أخبار الحرب»، مضيفة بصوت حزين: «لا أستطيع!».
وأُخبر طلابي أنه من المفترض أن نتعلم من أخطائنا السابقة لتفادي تكرارها. وقد تحدثنا، على سبيل المثال، عن مدينة «درسدن» الألمانية، التي سويت بالأرض في غضون أيام عام 1945، وقتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين. لكن بعد «درسدن»، شاهدنا الدمار والقتل في يوغوسلافيا السابقة وفي رواندا وجنوب السودان والآن في حلب.
ولدي طلاب من حلب. وأكدوا لي أنهم عندما زاروا أسرهم الصيف الماضي، وجدو أحياءهم آمنة، وأن هناك أجزاء من المدينة لم يتم استهدافها. وعلى الرغم من ذلك، يبدو أنهم مصدومون، وبحث كل منهم عن طريقة للتعامل مع الوضع المروّع. وأخبرني أحدهم، وهو طالب إنتاج تلفزيوني، أنه لم يعد بمقدوره مشاهدة التقارير التلفزيونية حول الحرب، من روع ما تُصوره. ورغم أنه لا يزال يقرأ عن الحرب، لكنه اضطر إلى التوقف عن مشاهدة الصور التلفزيونية عندما بدأت الضربات الجوية.
وكان لإحدى الطالبات في قسم الصحافة رد فعل أكثر فتوراً، متسائلة: لماذا يتوقع السوريون أن يتعاطف معهم أحد، في حين أنهم لم يفعلوا شيئاً لأناس آخرين عندما كانوا في أزمة؟ وقالت: «لم يكن لنا رد فعل عندما كانت هناك معاناة في الصومال، ولا عندما ضربت الفيضانات الفلبين». وأضافت: «لماذا نتوقع منهم أن يكترثوا بنا إذا لما نكترث بشأنهم؟». وأكدت أنها ووالداها يتابعون الأخبار عبر التلفاز ويواصلون قراءة الأخبار في الصحف، منوّهة إلى أنها اعتادت على الأمر. وذكرت بأسى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها حلب للدمار، «لقد تم تدميرها ثلاث أو أربع مرات على مر التاريخ».
ياسمين بحراني: أستاذة الصحافة في الجامعة الأميركية بدبي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
========================
نيويورك تايمز :كاترين إينهور جودي كانتور : قصة أسرة سورية لاجئة في كندا
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/19184851/قصة-أسرة-سورية-لاجئة-في-كندا
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢١ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
ما إن حطت الرحال بيان محمد، وهي لاجئة سورية في العاشرة من العمر، في كندا الشتاء الماضي، حتى بدأت تتغير وتتحول. ففي أول ساعة من التزلج على الجليد، استغنت عن المساعدة حين التزحلق. وربطتها صداقات بفتيات من منابت مختلفة لم يسبق لها أن تعرفت على امثالهن.
وربطت بيان بين نفسها وبين فيلم «آني» (طفلة يتيمة تلفت موهبتها انتباه أسرة ثرية فتتبناها) وبين باليه «سندريلا» وفصول من «عجلة الحظ»، أي بقصص التحولات والانقلاب من حال إلى أخرى. وصارت طليقة بالإنكليزية بعد أن كانت تتعثر في كلامها، وأنجزت كل ما صبّت وتاقت إليه (دروس الرياضة، صنع سيدة ثلج وليس رجل ثلج). «جل ما أريده هو أن أكون كندية». وأذهلت بيان المتطوعين - وهم مجموعة من المعلمين وأطباء الأطفال وأصدقاء وجيران حضّتهم صور اللاجئين وضحايا الحرب الأليمة على التطوع - الذين يسعون إلى تيسير عملية اندماج أسرتها واستيطانها في كندا. فوالداها، عبدالله وإيمان محمد، صاحب دكان سابق وممرضة من بلدة ريفية في محافظة درعا، نظرا إلى تحولات ابنتهما نظرة تجمع الفخر إلى القلق والحذر. فهما قدما إلى كندا مع أولادهما الاربعة، وتوقعا أن يلقاهما الناس بعدائية على نحو ما كان نصيب اللاجئين في أصقاع العالم وعلى المقلب الآخر من الحدود الكندية حيث حذّر دونالد ترامب من خطر استقبال لاجئين سوريين. ولكن كان في انتظارهما، على خلاف حسبانهما، حركة وطنية لمساعدتهما.
ومع تفتّت سورية، اتصل كنديون عاديون بمنظمات خاصة لاستقبال اللاجئين، وطلبوا تبني القادمين الجدد، وتطوّعوا بوقتهم وآلاف الدولارات لمساعدتهم في سنة وصولهم الأولى على العيش في كندا والتعرف على شِعاب الحياة اليومية فيها. ووفّر المتطوعون حاجات عائلة عبدالله محمد كلها: الشقة، والزيارات الطبية، ومعلومات عن موقع الجوامع ومتاجر الأطعمة الحلال.
ووقع الاستقبال الحار وقع المفاجأة على آل محمد، وشعروا بالامتنان. ولكن مع مرور 10 أشهر، كانت الصلة بالمتطوعين الكنديين تغيّر وجه العائلة وترسم الأدوار من جديد وقواعد السلوك. ووجد عبدالله وإيمان زواجهما في مرحلة جديدة، فالتوازنات الداخلية في الأسرة بدأت تتغير. وبيان، ابنتهما البكر، تنتقل من مرحلة الطفولة إلى المراهقة، وتتحوّل من فتاة شرق أوسطية إلى فتاة أميركية شمالية. وهي أكثر أولادهما تذكراً لحياتهم السابقة في سورية والعيش في منزل العائلة المتوارث على مدى ثلاثة أجيال. وحسِب والداها أن في وسعها الجمع بين هويتها الجديدة وهويتها القديمة، ولكنهما في أوقات أخرى خافا أن يتبدد أثر انتمائها السوري. والأرجح أن الأسرة هذه كانت ستجبه معضلات ثقافية لو حطت الرحال في ميونخ أو مينيابوليس، ولكن نظام الرعاية الكندي الخاص فاقم هذه المعضلات. فالكنديون والسوريون بموجب النظام هذا يتبادلون الزيارات من أجل ساعات إرشاد ودروس خصوصية، ودروس كومبيوتر، والاحتفال بالأعياد. ويتشاركون بالمهمات الأبوية مثل التواصل مع المعلمين في المدرسة، في وقت يجيد عبدالله محمد، الأب، الإنكليزية لماماً. «ما أعطونا إياه يفوق ما يقدمه الأخ لشقيقه»، يقول. ولكن حين اصطحب أحد المتطوعين الأطفال إلى حفل باليه، سارعت بيان في العودة إلى البيت، وسألت والديها الالتحاق بدروس الباليه، ولكنهما لا يرتاحان لزي الرقص هذا اللصيق بالجسد. ودعا الرعاة المتطوعون الأطفال إلى منازلهم ليخبزوا خبز الجنزبيل وإنشاد ترانيم العيد. ولكن هل يعني قبول مثل هذه الزيارة الاحتفال بعيد مسيحي؟ «فنظام الرعاية الكندي ينفخ في التوتر بين الشرق والغرب»، يقول سام نمورا، وهو محام سوري - كندي في كالغاري، ألبيرتا. وشدّ آل عبدالله محمد الرحال من سورية إلى الأردن لحماية أولادهما، ولكن ما وجدوه في انتظارهم في كندا أثار حيرتهم، وشغلتهم أسئلة مثل: لماذا يسمح للمراهقين البقاء في الخارج إلى ما بعد منتصف الليل؟ وهل يرحل الأطفال عن منزل الأسرة حين يبلغون الرشد وما أشكال سلطة الأهل على الأولاد وما قدر سيطرتهم عليهم؟ «ويومياً، أعيش هذه المعضلات، هل ما أسمح به للأولاد هو الصواب؟»، يسأل عبدالله محمد.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم، تصدرت أولويات لائحة تمنيات بيان المشاركة في رحلة مدرسية تدوم 3 أيام مع المبيت في الخارج شأن أبناء صفها جميعهم الذين سيسافرون إلى جزيرة من مرفأ تورونتو، ويجرون اختبارات علمية وينامون في منامات الطلاب. «أريد الذهاب، ولكن والدي رفض، ويحزنني أنني لن أذهب، على خلاف أصدقائي»، تقول بيان وهي تتناول الغداء في البيت. فوالداها يشعران أن أولادهما ينتميان إلى المنزل وداخله، ولم يسبق لأي من الأولاد المبيت في الخارج. وطلب بيان المشاركة في الرحلة مهذب قياساً إلى المعايير الكندية أو الأميركية. فهي لم توجه اتهامات إلى أهلها ولم تعلن الاستياء ورفض القرار، شأن أقرانها في هذا الجزء من العالم. ولكن يفترض بالأبناء والبنات، ولو بلغوا سن الرشد، في سورية احترام سلطة الوالدين. وهذا ما درجت عليه أسرة آل عبدالله محمد طوال أجيال. ولكن بعد أشهر من الوصول إلى كندا، وقع على والديّ بيان وقع الصدمة مبادرتها إلى مساءلة قراراتهما. «اليوم صارت أقوى. هنا، تحاول التعبير عن نفسها أكثر مما كانت تفعل في سورية»، تقول والدتها. ولم يفت بيان أن ثمة حليفاً لها على مائدة الغداء، ولو كان حضوره خفراً: كيري ماكلورغ، وهي من تتولى تنظيم مجموعة الرعاية. وماكلورغ لم تشأ الضغط على والديّ بيان، وحين يسألانها نصيحتها، تميل إلى أجوبة موزونة لا تظهر ما تستسيغه. ولكنها لاحظت أن بيان تتوق إلى المغامرة. ورأت، شأن غيرها من الرعاة، أن الرحلة هي خطوة على طريق اندماجها في المجتمع الكندي. فولديّ ماكلورغ سبق لهما المشاركة في مثل هذه الرحلة قبل سنوات، وإلى اليوم يتكلمان عن تقاليد الرحلة: زيارة المنارة ورواية قصص الأشباح. «كل ولد في تورونتو يذهب إلى هذه الرحلة. فأكاديمياً الرحلة غير مهمة، ولكنها اجتماعياً بالغة الأهمية»، أجابت ماكلورغ أهل بيان. ولكن والد بيان كرر رفضه. فهو ليس مهاجراً مستعداً للتكيف مع العالم الجديد، بل هو لاجئ يسعى إلى التمسك بما انتزع منه. «نحن سعداء هنا، ولكن لم نأت طواعية»، يقول. فهو يرغب في الحفاظ على الهوية التي أرادها لابنته. ولكنه قال:» سأفعل بعون الله ذلك من أجلها (القبول بالرحلة)، ليكن الله في عوننا».
وأقبلت بيان على الحياة في كندا، ولكنها تقول إنها لم تتخيل يوماً، ما وجدت الأسر والعائلات الكندية عليه: التنوّع والطلاق وانفصال الوالدين في السكن. «أمي وأبي لن يفعلا مثل هذا أبداً»، تقول. وأسرتها قادمة من بلدة محافظة في درعا. وزواج والديها دبرته عائلتاهما، وكانا يسيران على هدي مبادئ واضحة. فإيمان في السادسة والثلاثين من العمر، ولا تترك المنزل من غير إذن زوجها. والنساء في القرية لا يسمح لهن بالقيادة. ولكن زوجها وافق على عملها في التمريض، على خلاف نساء كثيرات يتركن العمل حين الإنجاب. واستقرارها في كندا يفوق استقرار زوجها. فهي حين ارتادت مسرحية راقصة، اعترتها الدهشة والمفاجأة. وحين رفض زوجها، وهو في مثل سنها، فرصة عمل في سوبرماركت لأنه لا يعرف ما ينتظره هناك، قالت مازحة إنها ستتقدم هي للوظيفة. وهي تسعى إلى حيازة شهادة رسمية في التمريض في كندا، ولو اقتضى الأمر أعواماً من دراسة لغة جديدة واكتساب مهارات جديدة والتزام تعليمات مختلفة وحضور محاضرات جديدة.
ووجدت والدة بيان ما تصبو إليه: المساهمة في رئاسة مجموعة دعم سوريات في محنة اللجوء والهجرة. وأمام لوح أبيض، تقرأ بصوت عال توجيهات حماسية مثل «لا مستحيل». وهي تقول إن العيش في كندا وفّر لها فرصاً لم تعرف حتى أنها ممكنة أو موجودة. ولكن زوجها يواجه صعوبات. فهو في بلده الأم، كان شريكاً في ملكية متجر وملحمتين، وكان رب المنزل من غير منازع. ولكن اليوم، يشاركه المتطوعون الرعاة في دعم عائلته، شأن المساعدات الحكومية. وحين تذهب زوجته إلى جلسات العلاج الجماعي، وهي تتقاضى 70 دولاراً كندياً مقابل كل جلسة، يجالس الأطفال، ويساعد في أعمال المطبخ. «أحياناً أشعر بالضعف حين أقوم بهذه الأعمال، فهي أعمال نسائية»، يقول عبدالله محمد. وعلقت بيان آمالها على أبيها، فهي أرادت أن يتعلم السباحة والقيادة، وشراء سيارة بستة مقاعد. ولكنه لم يستطع العثور على عمل يكفي لتأمين معيشة أسرة من 6 أشخاص في مدينة باهظة الأسعار. ومهارات زوجته اللغوية تفوق مهاراته، وفي كثير من المرات، يُهمش دوره في الحديث حين تتولى هي زمام الكلام. (وأسرة بيان طلبت التستر على اسمها الكامل مخافة أن يواجه أقاربها في سورية القصاص والعيب). وإذا عادت الأمور في سورية إلى سويتها، يقول والد الأسرة إنهم سيعودون. ولكن زوجته تقول إن مستقبلها ومستقبل أولادها في كندا. فيضحكان. وهما لا يغفلان أن زواجهما المدبر يواجه صعوبات كبيرة في هذه التربة الجديدة. وجلسات العلاج مليئة بنساء يقلن إن أزواجهن يشعرون بالمرارة من تغير الأحوال، وصار في وسع كثيرات منهن الإبلاغ عن سنوات من العنف الأسري.
وفي وقت تتوق إيمان إلى الفرص الجديدة، ليست على ثقة من قدر الحرية التي ترغب في أن تتمتع بها ابنتها. ففي سورية، مسار الحياة مقيد ولكنه واضح. ولو لم تندلع الحرب في سورية، لكانت بيان اليوم تستر شعرها. والفتيات في قريتها يتزوجن في الرابعة عشرة من العمر أو الخامسة عشرة. وتشعر إيمان أن جعبتها خاوية في كندا من خريطة ترسم وجهة حياة ابنتها. وحين أقبلت بيان على الاحتفال بعيد هالوويين، شرحت لأمها معناه: الشعور بالخوف على منوال مسلٍ وارتداء ثياب الأشباح والهياكل العظمية. ولكن إيمان احتارت. فهي هربت من الموت والرعب في الواقع، وتتساءل من أين لأولادها الاحتفال بهما، وهل ثمة ما يحتفل به.
 
* محررة، ومراسلة، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، 17/12/2016، إعداد منال نحاس
========================
واشنطن بوست: أردوغان يواجه ورطة ستدفعه للتنازل فى سوريا
http://www.youm7.com/story/2016/12/20/واشنطن-بوست-أردوغان-يواجه-ورطة-ستدفعه-للتنازل-فى-سوريا/3018602
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن اغتيال السفير الروسى على يد ضابط شرطة تركى فى تركيا يخلق أزمة لرئيسها رجب طيب أردوغان.
وأشارت الصحيفة فى تحليل لها عن تداعيات حادث اغتيال أندرى كارلوف، على يد ضابط شرطة تركى، أثناء مشاركته فى معرض فنى بأنقرة، إلى أنه برغم تصريحات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن الحادث لن يؤثر على الدفء فى العلاقات بين موسكو وأنقرة، وبرغم أن البعض حذر من المخاوف القلقة من احتمال انهيار فى الروابط بين البلدين، إلا أن أردوغان لا يزال يواجه ورطة جيوسياسية محرجة، موضحة أن علاقات تركيا مع الغرب فى أدنى مستوى لها، حيث أدانت الكثير من الحكومات حملة أردوغان على المعارضين عقب محاولة الانقلاب فى الصيف الماضى، وسيكون مضطرا لتقديم تنازلات لروسيا بعد مقتل سفيرها.
ويقول هنرى باركرى، مدير برنامج الشرق الأوسط فى معهد ودرو ويلسون فى واشنطن، إن هذا الحادث لم يكن ليأتى فى وقت أسوأ لأردوغان، الذى كان يتفاوض مع بوتين بحذر بشأن سوريا، وفى الوقت الذى توترت فيه علاقته بالولايات المتحدة وأوروبا، كان إعادة التقارب مع روسيا شيئا يحتاجه الرئيس التركى.
وأضاف باركرى: "ويجد أردوغان أن موقفه الآن مع الروس أضعف من ذى قبل، وأصبح متأكدا أن بوتين سيسعى لتحقيق كل ما يمكنه خلف الأبواب المغلقة، بينما يتحدث علنا عن العلاقات التى لن تتغير، والشىء الوحيد الذى سيتم تحديده هو الثمن الذى سيضطر أردوغان لدفعه".
يذكر أن أردوغان قال فى بيان أمس، الاثنين، إنه فى اتصال هاتفى مع بوتين، وافق كلاهما على تعزيز مزيد من التعاون بينهما لاسيما فى المعركة الدولية على الإرهاب فى الأيام القادمة.
 وتقول واشنطن بوست إن ما يعنيه هذا يظل غير واضح، فالمسئولون الأتراك وبينهم وزير الخارجية كان من المقرر أن يزوروا موسكو اليوم فى محادثات مع نظرائهم الروس والإيرانيين عن سوريا، ويعد هذا المؤشر الأحدث على أن تركيا ربما ستسمح لحلفاء الأسد فى موسكو وطهران بتشكيل مستقبل سوريا.
وعلق سليم رزاق، الباحث فى مؤسسة القرن الأمريكية، قائلا إن لعبة تركيا فى سوريا قد انتهت.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس: بعد اغتيال السفير الروسي.. هل تغير تركيا موقفها من الأسد؟
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1330013-هآرتس--بعد-اغتيال-السفير-الروسي--هل-تغير-تركيا-موقفها-من-الأسد؟
معتز بالله محمد 20 ديسمبر 2016 11:03
رغم تطلع موسكو لإجابات من تركيا، من المستبعد أن تحملها مسئولية الاغتيال؛ التعاون بين الدولتين حيوي لكل منهما، ومن المحتمل أن يساعد مقتل السفير روسيا في ممارسة ضغوط على تركيا".
هذا ما خلص إليه "تسفي برئيل" المحلل السياسي بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في مقاله المنشور الثلاثاء 20 ديسمبر بعنوان "المصالح المشتركة بين روسيا وتركيا سوف تلزمهما بتنحية اغتيال السفير جانبًا".
 وقال "برئيل": ”هوية منفذ عملية اغتيال السفير الروسي في تركيا، آندريه كارلوف، تحولت الآن لمسألة ثانوية مقارنة بالمخاوف من تدهور العلاقات بين روسيا وتركيا، بعد شهور معدودة من رأب الصدع بينهما في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015. أعلنت موسكو الرسمية أنها ترى في الاغتيال عملية إرهابية، لكن يبدو أنها لا تعتزم تحميل المسئولية المباشرة للنظام التركي أو تفكيك اتفاق المصالحة بين الدولتين".
مع ذلك- يستدرك محلل "هآرتس"- تتطلع روسيا للإجابة على أسئلة صعبة، على سبيل المثال، كيف نجح رجل أمن تركي، حقيقي أو مزيف، يحمل أيدولوجيا فردية أو تنظيمية في التسلل إلى وفد السفير. أو لماذا لم يتم تفتيشه لدى دخول متحف الفنون الحديثة وكيف تجاوز دوائر المخابرات التي تفتش على مدى شهور طوال عن أية معلومات حول عمليات إرهابية، وخصوم سياسيين ومنفذي عمليات اغتيالات محتملين".
وتعرضت سوريا لسبع هجمات شديدة في 2016، آخرها الأسبوع الماضي، ويمكن بالنسبة لجميع هذه العمليات طرح الأسئلة ذاتها. لكن إذا كان في كل هذه العمليات  من أعلن مسئوليته، أو كانت هناك دلائل يمكن من خلالها تحميله المسئولية، مثل حزب العمال الكردستاني أو داعش، فهذه المرة لا تنعدم الدلائل الواضحة فحسب، فهناك ملايين المواطنين أو اللاجئين في تركيا يتطلعون لاستهداف روسيا.
 على الرغم من فتور العلاقات بين تركيا وروسيا (لم ترفع موسكو جزءا من العقوبات التي فرضتها على أنقرة بعد قضية الطائرة)، نجحت الدولتان في بناء قاعدة معقولة للتعاون في كل ما يتعلق بالأزمة في سوريا بشكل عام، وفي حلب تحديدًا. هذا التعاون ما أثمر عن اتفاق الهدنة في حلب الأسبوع الماضي، الذي بدأ حقيقية في مزيد من عمليات قتل المواطنين الفارين، لكنه استمر بشكل سليم نسبيا.
ومن المتوقع أن يبدأ اليوم اجتماعًا في موسكو لوزراء الخارجية والدفاع الروس والأتراك والإيرانيين لبحث سبل تطبيق أكثر فاعلية لاتفاق الهدنة، وبالأخص لتوسيع إمكانات خروج المواطنين المحاصرين والسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية. ويتوقع في نفس الاجتماع أن تبحث الأطراف مستقبل المفاوضات السياسية لحل الأزمة السورية.
 لم يعلن أي طرف إلغاء الاجتماع بسبب اغتيال السفير، وسوف يقام وفقًا لما هو مخطط له بسبب أهميته الاستراتيجية. يحتمل أن تساعد عملية الاغتيال روسيا في ممارسة ضغوط على تركيا ودفعها لجعل موقفها أكثر مرونة فيما يتعلق بمستقبل الأسد.
أوضحت تركيا أمس اعتراضها على استكمال ولاية الأسد، بعكس المواقف الثانية لروسيا وإيران اللتين تريان في الأسد عنصرا حيويا للحفاظ على وحدة سوريا وتعزيز نفوذهما في المنطقة، لكن تركيا قالت ذلك قبل الاغتيال. بحسب الإسرائيلي "برئيل".
========================
يديعوت 20/12/2016 :موسكو ومستنقع الشرق الأوسط
http://www.alquds.co.uk/?p=648321
شق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طريقه بعد ظهر أمس نحو عرض للمسرحي والدبلوماسي المعروف الكسندر غربويدوف. وكان غربويدوف السفير الاخير لروسيا الذي قتل، وقد حصل هذا في 1829 في طهران. وفي طريقه إلى هناك تبين لبوتين بأن في المرة الاولى منذئذ مرة اخرى اغتالوا سفيرا روسيا. هذه المرة في أنقرة.
ملابسات موت غربويدوف تشير إلى السبيل الذي يتبين فيه أن الشرق الاوسط لم يتغير تماما: فبعد الحرب بين فارس وروسيا، والتي أهانت فيها روسيا الفرس، حصل الروس على حقوق الدفاع عن المواطنين الارمن وغيرهم. فقد هربت امرأتان ارمنيتان ومخصيان من قصور الشاه الإيراني وتلقوا ملجأ في السفارة الروسية. رفض غربويدوف تسليمهم للفرس الغاضبين، الذين رأوا في ذلك اختطافا لمسلمين على ايدي الكفار. فتجمع جمهور غفير حول السفارة، قاتل ضد قوة القوزاقيين الصغيرة التي كانت تحميه واقتحمت غرفة السفير حيث تمترس مع المرأتين الارمنيتين. وأعلن مُلا شيعي بأنه توجد فتوى لقتله، فأطاع الجمهور، كما تدعي المصادر الروسية بلغة أدبية. أخذ بائع كباب فارسي رأسه ووضعه على وتد. اما جثته فسحلت في شوارع طهران.
روسيا متدخلة مرة اخرى في الشرق الاوسط. وهي مستعدة لأن تدفع ثمنا على تدخلها في سوريا وعلى تأييدها لنظام بشار الاسد الاجرامي، وهي تدفع أثمانا باهظة. القيصر الحالي في موسكو، فلاديمير بوتين، لا يخجل القياصرة الاكفاء في الماضي، وقد أهان اردوغان والاتراك بعد اسقاط الطائرة القتالية الروسية. ومثلما في حينه، فإن الجماهير التركية – الاسلامية والعلمانية على حد سواء، من مؤيدي اردوغان ومؤيدي عدوه اللدود فتح الله غولان يمقتون روسيا. وليس عبثا ان كان منذ الاغتيال رجل قوات الامن التركية. ان الضغينة تجاه الروس وجرائم الحرب في سوريا هي ظاهرة عموم تركية، عموم سنية، ولا حاجة للبحث عن عنصر جهادي (هذا أيضا قائم) في دوافع مطلق النار. يوجد احتفال كامل في العالم وفي إسرائيل حول الكفاءة المثيرة للانطباع لدى بوتين في استخدام القوة، ولكن يوجد تجاهل للاثمان لاستخدام القوة: طائرة يسقطها داعش في طريقها من سيناء، اسقاط الطائرة الروسية، هذا الاغتيال وغيره وغيره. فالسنة لن ينسوا للروس ارتباطهم بإيران، بالشيعة وبالعلويين، والأثمان ستكون بعيدة المدى. في المدى القصير، اوضح اردوغان وبوتين على الفور، بطريقتهما، بأنهما لا ينويان جعل هذه اللحظة «لحظة فرانتس فرديناند، على اسم الاغتيال الاكثر فتكا في التاريخ، ذاك الذي أدى إلى الحرب العالمية الاولى. لا يوجد أي سبب. فبوتين اهان اردوغان حول اسقاط الطائرة الروسية لدرجة أن أنقرة اختلقت قصة كاذبة تقول ان حادثة الطائرة قامت بها طائفة غولن، الذريعة الدائمة للرئيس وكبش الفداء لكل أمر سيء يحصل في تركيا، من حالة الطقس وحتى أزمة السير في اسطنبول. طالما كان السلطان في أنقرة والقيصر في موسكو يتفقان، فلا يوجد احتمال كبير للتصعيد. في 1829 كان ينبغي للشاه الفارسي أن يبعث بأكبر ذخائره، «جوهرة الشاه»، 88 قراط، إلى القيصر الروسي. وقد منع هذا الحرب؛ اما هذه المرة فلا حاجة حتى لهذا.
نداف ايال
 
========================
الصحافة الالمانية والفرنسية :
فرانكفورته الغيماين: قاسم سليماني الرجل الذي أنقذ الأسد
http://arabi21.com/story/968483/فرانكفورته-الغيماين-قاسم-سليماني-الرجل-الذي-أنقذ-الأسد#tag_49219
عربي21- أسامة الذهبي# الأربعاء، 21 ديسمبر 2016 12:38 ص 056
نشرت صحيفة "فرانكفورته ألغيمانه" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الدور الهام الذي يلعبه قائد العمليات الإيرانية في الأراضي السورية، قاسم سليماني، منذ بداية تدخل إيران في الصراع الدائر في سوريا.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن قاسم سليماني، رجل إيران في سوريا، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني منذ عام 1998، ساهم بشكل كبير إلى حد الآن في بقاء نظام الأسد.
وذكرت الصحيفة أن خطيب الجمعة في طهران، آية الله محمد إمامي كاشاني، تحدث مؤخرا عن سيطرة قوات النظام على شرق حلب، قائلا "إن انتصار حلب يعتبر انتصارا للمسلمين على الكفار"، على حد تعبيره، يرا إلى أن "هذا الانتصار كان نتيجة العزم والتصميم".
واعتبرت الصحيفة أن سليماني لعب دورا مهما في ترجيح كفة الحرب السورية لصالح قوات النظام؛ فقد استقر منذ سنة 2012 في دمشق، وتمكّن بالتعاون مع قوات حزب الله اللبناني من إعادة تنظيم قوات الأسد التي كانت بصدد الانهيار، كما أنه ساهم في تأمين كميات من الأسلحة والمعدات، فضلا عن أنه جلب عددا من المقاتلين من العراق وإيران وباكستان وأفغانستان، ما مكنه من تكوين فيلق شيعي وصل تعداده إلى قرابة 50 ألف مقاتل.
وذكرت الصحيفة أن قاسم سليماني أصبح منذ آب/ أغسطس 2015 مسؤولا عن معركة حلب، وفي الشهر ذاته سافر إلى روسيا، رغم العقوبات المفروضة من طرف الأمم المتحدة على إيران، التي تشمل مسؤولين كبارا، من بينهم سليماني.
ومنذ سنة 2014، توجه قاسم إلى العراق؛ حيث أنشا قوات الحشد الشعبي. وبعد شهرين من دخول تنظيم الدولة الموصل، نجح سليماني ولأول مرة في وقف زحف التنظيم عند بلدة أمرلي ذات الأغلبية التركمانية الشيعية في محافظة صلاحالدين. كما اتفق مع القوات الأمريكية أيضا على تدعيم الهجوم جوا، وفي ربيع سنة 2015، نجح في استعادة مدينة تكريت العراقية من أيدي تنظيم الدولة.
وأفادت الصحيفة بأن سليماني، الذي ولد في سنة 1957 في محافظة كرمان وسط عائلة فقيرة، شارك في الحرب ضد العراق سنة 1980، باعتباره جنديا تابعا للحرس الثوري الإيراني.
وقد احتفل الإيرانيون بسليماني، باعتباره بطلا، في حين تصفه الصحافة السعودية "بمجرم الحرب" و"بالإرهابي".
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن سليماني يدرك تماما حجم القوة والنفوذ اللذين يمتلكهما، حيث إنه كتب في رسالة إى القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق الجنرال بترايوس قائلا: "يجب أن تعلم أنني أتحكم في السياسة الإيرانية، كما أنني أسيطر على كل من العراق ولبنان وغزة وأفغانستان، وأسيطر الآن أيضا على سوريا".
========================
لوموند :بانجامان بارت : ويقلب أولويات دمشق
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/19184993/----ويقلب-أولويات-دمشق
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢١ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
في هجوم سريع، استرجع تنظيم «داعش» مدينة تدمر، في 11 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بعد 9 أشهر على طرده منها على يد الجيش السوري وحلفائه من القوات الروسية والميليشيات الشيعية. ويعيد سقوط تدمر إلى الأذهان سقوطها السابق في أيار (مايو) 2015: فاجتياحها اليوم كان سريع الوتيرة على ما كان عليه في العام السابق، شأن سرعة انهيار القوات الحكومية والقوات الموالية لها وانسحابها وترك سكان المدينة لمصيرهم في أيدي الجهاديين.
وتقدم «داعش» يوقف سلسلة انتصارات حققتها القوات الموالية للنظام السوري في ضواحي دمشق حيث قوضت تهديد جيوب الثوار أو في حلب. ويسلط الضوء على ضعف القوات السورية النظامية المتهالكة على وقع 5 سنوات من الخسارة وانشقاق جنودها عنها، وتقهقرها في المعارك حين لا يدعمها مقاتلو الميليشيات الشيعية الأجنبية. ويبدو أن «داعش» اقتنص فرصة سنحت إثر سحب وحدات حكومية ونقلها إلى حلب. ودرجت هذه الوحدات على حماية حقول الوقود- نصف الانتاج السوري- التي سقطت اليوم في أيدي «داعش».
وأعلنت قيادة الجيش السوري أن رجالها انسحبوا من تدمر انسحاباً منظماً حرصاً على رعاية عملية إجلاء السكان. ولكن الجيش هذا ترك وراءه ترسانة ذخائر وأسلحة من مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات وصولاً الى عشرات المركبات المصفحة. ولطالما انتشر «داعش» في جوار تدمر، وتحرش دورياً بالقوات الحكومية. فعلى بعد 250 كلم منها، رابط في جوار مدينة دير الزور حيث يحاصر المنطقة الواقعة تحت سيطرة دمشق. وفي جوار المدينة هذه، يعزز التنظيم دفاعاته ويستقبل المقاتلين الوافدين من مناطق أخرى. فقوات «داعش» تلجأ الى دير الزور حين انهيار مراكزها الأخرى.
لكن عودة رافعي الرايات السود الى تدمر تهدد بزعزعة خطط معسكر مؤيدي الأسد حين يحكمون القبضة على حلب. والخطط هذه كانت أمام خيارين: إما التوجه نحو الباب والانقضاض عليها، وهي المدينة الواقعة على بعد نحو 50 كلم من شمال شرقي حلب وهي في يد «داعش»، وإما الزحف نحو إدلب، في جنوب غربي سورية حيث يهيمن «جيش الفتح».
واليوم، على دمشق حسم أمرها وإرجاء مثل هذه الخطط وتوجيه قواتها الى تدمر لتفادي ترسيخ الداعشيين أنفسهم في المدينة وزرع الألغام على تخومها. وإذا أرجأت هذه العملية الى وقت لاحق، غامرت بإفساح المجال أمام «داعش» لتدمير ما تبقى من الآثار الأغريقية – الرومانية المدرجة في التراث الانساني العالمي. وحين سيطر التنظيم على المدينة القديمة من أيار (مايو) 2015 الى آذار (مارس) 2016، فخخ جنود «الخليفة» عدداً كبيراً من المنشآت الأثرية مثل معبدي بل وبعل شامين، وتركوا غيرهما من الأثارات البارزة على حالها. ولم يكن في الإمكان استعادة المدينة في آذار المنصرم من غير حشد قوات من الجيش النظامي و «حزب الله» اللبناني والحرس الثوري الايراني. وكانت مساهمة روسيا راجحة في قلب موازين القوى من طريق شن عشرات الضربات الجوية على جبهات الداعشيين ومواكبهم البرية. لذا، نظم احتفال موسيقي كلاسيكي شارك فيه من بُعد الرئيس الروسي، وبثت كلمته بالفيديو. ويبث «داعش» تسجيلات فيديو من تدمر تظهر المواقع العسكرية التي أخلتها القوات النظامية وفيها شارات ولافتات توجيه بالروسية. وشأن القوات السورية، لم تملك القوات الروسية المرابطة في المدينة، وعديدها يقتصر على عشرات الجنود، غير الانسحاب السريع. وفي بيان صدر في 11 الشهر الجاري، ألقت وزارة الدفاع الروسية شطراً من مسؤولية سقوط تدمر على الغربيين. فـ «داعش»، «نقل قسماً من قواته في الرقة الى تدمر، إثر تعليق قوات الائتلاف الدولي والأميركي القصف ضد الإرهابيين. ونقل احتياطي «داعش» من المركبات المصفحة الى دير الزور.
 
* مراسل، عن «لوموند» الفرنسية، 13/12/2016، إعداد منال نحاس
========================
الصحافة الروسية :
كومرسانت :مكسيم يوسين :النصر في حلب «روسي»... وسقوط تدمر «سوري»
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/19184995/النصر-في-حلب-«روسي»----وسقوط-تدمر-«سوري»
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢١ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
على وقع أخبار النجاحات الواردة من حلب المحاصرة، بلغتنا أخبار صادمة من تدمر الأثرية حيث سيطر عناصر «داعش» على المدينة، وانهارت دفاعات القوات الحكومية بسرعة، فتبددت فرحة الانتصار. والأحداث الدرامية في تدمر تحملنا على بعض الاستنتاجات المهمة، أولاً، صار جلياً أن «داعش» يعمل في تعاون وثيق مع حركات المعارضة الأخرى، وضمنها تلك المسماة بـ«المعتدلة»، وغيرها من فروع الـ«القاعدة». ثانياً، أحد أهداف الهجوم على تدمر هو تشتيت القوات السورية وحلفائها عن جبهة حلب.
وإلى ذلك، أكدت معركة تدمر أن القدرة القتالية للقوات السورية، باستثناء بعض المجموعات، بالغة الضعف. وفي وسع هجوم يتيم تبديد قوات الحكومة السورية التي تركت بعد انسحابها ترسانة كاملة من الأسلحة. ولا شك في أن موسكو كانت أكثر المتألّمين من سقوط تدمر. فهذه المدينة في عين روسيا ليست مجرد واحة في الصحراء. وإثر تحرير تدمر في الربيع الماضي، وإقامة حفل أوركسترا بقيادة المايسترو العالمي، فاليري غيرغييف، صارت المدينة رمز التراث الروحي للبشرية جمعاء، الذي أنقذته موسكو. وعليه، خسارتها هي ضربة لروسيا تشوّه صورتها. وإذا استأنف رجال «الخلافة» تفجير الأثارات وإعدام السجناء على خلفية الأعمدة الأثرية، تلقت روسيا ضربة هائلة.
وخلاصة القول، إن الفشل الذريع للجيش السوري في تدمر يعني أنّه لم يفز بالحرب، والسيطرة على حلب لن توقفها (الحرب). وأمام الأسد كثير من الأعداء والجبهات، وقواته بالغة الإنهاك بعد خمس سنوات من إراقة الدماء. ولا شك في أن السيطرة على حلب نجاح بارز لدمشق، وأكبر انتصار لها في الحرب. لكن يجب الخروج باستنتاجات صحيحة مما حصل في حلب. ويفترض بهذا الانتصار أن يكون حافزاً لإيجاد حلّ سياسي ويحمل على تسوية سياسية وعلى استئناف محادثات السلام في شروط جديدة. لكن موسكو قلقة من أنّ يسعى «الصقور» في دمشق وطهران، إثر تجرّعهم جرعة كبيرة من الثقة نتيجة النجاح الأخير في حلب، الى السيطرة على كامل سورية، كما سبق ووعد بشار الأسد. واستعادة كامل سورية ليست خياراً ترغب فيه موسكو، وهي تستبعده. وعوض الانسحاب من الحرب السورية منتصرة، تجازف، إذا سعت الى هذا الخيار، بالغرق في مستنقع الحرب لأشهر وسنوات. ومع ذلك، يؤمل بأن تدرك دمشق وطهران الى من يعود الفضل في انتصار الائتلاف الشيعي في حلب، وأن تأخذا بنصائح موسكو في نشوة النصر. ولنسمي الأشياء بأسمائها، ليست دمشق وطهران من حقق النصر في حلب. فالنصر متعذر بطريقة القتال التي رأيناها للتو في تجربة تدمر الحزينة.
 
 
* محلل سياسي، عن موقع «كومرسانت» الـــــروســــــــــي، 13/12/2016،
إعداد علي شرف الدين
========================
صحيفة روسية تكشف تفاصيل مقتل قائد كتيبة روسية بتدمر
https://www.alaraby.co.uk/politics/2016/12/20/صحيفة-روسية-تكشف-تفاصيل-مقتل-قائد-كتيبة-روسية-بتدمر
كشفت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل مقتل قائد كتيبة الإنزال الهجومي، الرائد سانال سانتشيروف، في محيط تدمر، في 8 ديسمبر/كانون الأول، وذلك بعد يوم على تداول موقع "ميدوزا" الإخباري ووكالة "نوفوستي" أنباء مقتله.
ونقلت الصحيفة عن شقيقة الرائد القتيل، ليوبوف سانتشيروفا، قولها: "كُتب في شهادة الوفاة التي حصلنا عليها من الثكنة العسكرية، أنه قتل على أراضي الجمهورية العربية السورية في مدينة تدمر".
وأضافت ليوبوف أن العسكريين الروس "تعرضوا للقصف بالهاون أثناء القتال. قالوا لنا إن بضعة عسكريين أصيبوا، وهم الآن موجودون بالمستشفيات".
وبحسب شقيقة القتيل، فإنه كان في الـ37 من عمره، وبدأ مسيرته العسكرية فوره تخرجه من المدرسة، وتم إيفاده إلى سورية في سبتمبر/أيلول الماضي، وعلمت أسرته بذلك بالأثر الرجعي أثناء وجوده هناك.
وبعد مقتله، نُقل جثمانه إلى موسكو أولًا، قبل أن يدفن في بلدة ياشكول في جمهورية كالميكيا جنوب روسيا في 13 ديسمبر/كانون الأول.من جانبه، أوضح مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية لـ"كوميرسانت" أن الرائد سانتشيروف كان من بين أولئك الذين تم نقلهم إلى تدمر لدعم القوات الحكومية بشكل عاجل في 8 ديسمبر/كانون الأول، حيث اشتبك العسكريون الروس على الخط الأمامي مع مسلحي "داعش" قبل أن يتعرضوا للقصف بالهاون.
ورغم أن أنباء مقتل سانتشيروف بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 12 ديسمبر/كانون الأول، إلا أن وزارة الدفاع الروسية لم تعلق عليها حتى الآن.
========================
الصحافة الايرانية والتركية :
كيهان : اجتماع موسكو وإنهاء الأزمة السورية
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/19184991/اجتماع-موسكو-وإنهاء-الأزمة-السورية
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢١ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
يبدو أن مجمل التغييرات والتطورات المتسارعة التي طغت على الساحتين الدولية والإقليمية بعد تحرير حلب غيّر المواقف والموازين والمعادلات... حين يفرض المنتصر شروطه (...). والأنظار تتجه اليوم الى موسكو لترى ماذا سينبثق عن الاجتماع الثلاثي [الروسي- الإيراني- التركي] الذي ينعقد بعد معركة حلب المفصلية مبعداً (عن الاجتماع) الغرب وبعض الأطراف الإقليمية المتورطة في الأزمة السورية، وإن كانت تركيا جزءاً من هذا المحور. إلا أنها جاءت صاغرة اليه بعد أن أقفلت جميع الأبواب أمامها ولم تعد تمتلك ورقة في سورية لتضغط بها. بل عليها أن تدفع ثمن أخطائها وأن تتحمل تبعات ومضاعفات ممارسات جميع المجموعات الإرهابية بمختلف توجهاتها والتي وظفت للعمل في الساحة السورية. لأن الدعم اللوجستي لكل هذه الفصائل كان يمر عبر أراضيها. والأهم من ذلك هو كيف ستتعامل (تركيا) مع هذه المجموعات الإرهابية التي أثبتت وحشيتها في الإجرام المفرط مع الشعب والجيش السوريين وأين ستؤويها غداً؟! وكيف ستتقي شرها وردود فعلها الانتقامية؟ بعد أن لمست (المجموعات هذه) عملياً كيف تخلت تركيا والأطراف الداعمة لها.
لكن كيف ستتعامل موسكو وطهران مع الجانب التركي الذي لم يمتلك استراتيجية ثابتة وواضحة في تعامله مع الآخرين والأزمات بخاصة (الأزمة) السورية؟ وكيف ستطمئنان لنتائج الاجتماع الثلاثي والتزامات أنقرة في وقت أثبتت الأحداث أن الرئيس اردوغان يتخذ أكثر من موقف متناقض بين ليلة وضحاها وهو المعروف في الوسط اللبناني «رجب طيب جنبلاط». وإن التجارب الماضية أثبتت أن تركيا سرعان ما تتملص من تعهداتها والتزاماتها، لكنها عندما تواجه من يرد عليها بقوة ويرسم لها خطوطاً حمراً تتراجع وتقف عند حدودها وهذا ما ترجم على الأرض عندما أرادت اقتحام مدينة «الباب» السورية والاقتراب منها، لكن سرعان ما تلقت التحذير الروسي وتراجعت. لذلك ينبغي على الجانبين الروسي والإيراني إلزام تركيا بتنفيذ ما تتعهد به خلال هذا الاجتماع وأن يقطعا الطريق عليها نهائياً لئلا تتلاعب ثانية بمصير الشعب السوري وتتدخل في شؤونه الداخلية. لأن طبيعة المهزوم هي عرقلة أي اتفاق يضرها إضافة الى أنها اليوم الحلقة الأضعف في هذا الاجتماع الثلاثي لما تواجه من مشاكل داخلية وأزمات حادة مع دول الجوار.
 
* عن موقع «كيهان» الإيراني، 20/12/2016
========================
حرييات :مراد يتكن :حلب واغتيال في أنقرة
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/19184996/حلب-واغتيال-في-أنقرة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢١ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٦ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
السفير الروسي أندريه كارلوف، ديبلوماسي قديم ورجل هادئ، تعامل مع أزمة إسقاط الطائرة الروسية في تركيا تعاملاً متأنياً، وكان له دور في إعادة العلاقات إلى مجاريها بين البلدين. وفيما كان وزير الخارجية التركي، مولود شاوش أوغلو، يستقل الطائرة متوجهاً إلى موسكو لحضور اجتماع تركي- إيراني- روسي حول سورية، وقع حادث اغتيال السفير كارلوف خلال حضوره معرض صور فوتوغرافية. وللمفارقة بدأ كارلوف كلمته خلال زيارة المعرض قائلاً «الهدم سهل أما الإصلاح والبناء فهما الأصعب» وكأنه يصف العلاقات بين تركيا وروسيا.
ثم اقترب منه القاتل وأطلق النار عليه من خلفه، صارخاً «هذا جزاء القتلة في حلب» وعبارات أخرى تعودنا أن نسمعها من قيادات وعناصر «جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة». هنا توقف الزمن وتغيرت كثير من الأمور: أعلنت موسكو حال الطوارئ في كل سفاراتها، وعقد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اجتماعاً طارئاً مع مستشاريه، ووصل وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إلى مكان الحادث وأغلقت الشرطة المكان. ولا بد من الإشارة إلى خصوصية المكان. فالمعرض أقيم في غرفة صناعة أنقرة، ومكانها يقع في قلب العاصمة، بين السفارة الأميركية والنيابة العامة وعديد من مؤسسات الدولة الحساسة والأمنية. وبرر أمن المعرض دخول القاتل مسلحاً بالقول إنه كشف لهم هويته كرجل شرطة، فلم يشكوا به، والداخلية اعترفت بأنه شرطي من قوات مكافحة الشغب، لكنها أضافت أنه لم يكن على رأس عمله يومها.
وسارع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الاتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ثم ظهر أردوغان على الإعلام في بيان مصور وملامحه تجمع الحزن إلى الغضب. وكيف لا، وهو يعلم أن القوانين والمعاهدات الدولية تحمّل الدولة المضيفة مسؤولية أمن الديبلوماسيين الأجانب ومسؤولية حمايتهم. واتفق بوتين وأردوغان على أن الاغتيال هو محاولة استفزازية من أجل ضرب العلاقات بين البلدين، وهو أمر خفف بعض الشيء عن أنقرة، لكن الرئيس الروسي أضاف «علينا أن نعرف من يقف وراء هذا الحادث». وليس يسيراً أن نجعل الروس يصدقون رواية «أن القاتل من جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن، وأنه كان يعلم أنه مدرج في قوائم الطرد من الخدمة، لذا قام بما قام به». وأصر بوتين على إرسال وفد تحقيق روسي للمشاركة في الكشف عن تفاصيل الحادث. ولو أن الأمن قبض على القاتل حياً، لكان من الممكن معرفة من وراء الحادث، وإذا ما كان بالفعل من أتباع غولن أم من المتعاطفين مع «النصرة» أو «القاعدة». وحين مطاردة المشاركين في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي، أطلق الرصاص المطاطي عليهم أو على أرجلهم أو حوصروا بالغاز المسيل للدموع، وبلغ الحرص أقصاه على عدم قتلهم من أجل محاكمتهم وكشف مؤامرتهم. لكن مثل هذه المطاردة لم تحدث مع هذا القاتل، وخرج وزير الداخلية ليقول إنه تم «تحييد» القاتل أي قتله. ورفض الرد على الأسئلة وأهمها «أما كان من الممكن تحييده حياً؟». وتمس الحاجة إلى التحقيق في إذا ما كان قتل القاتل يرمي إلى إخفاء بعض الأدلة أو معلومات عمن يقف وراءه.
والاغتيال حلقة في سلسلة من الإخفاقات الأمنية التي ترسم صورة تركيا دولةً غير آمنة وغير ممسكة بزمام الأمن في مكان الحادث الحساس. فأنقرة أخفقت في حماية السفير والديبلوماسيين، والقاتل من رجال الشرطة والأمن، وهي فشلت في اعتقاله حياً. كل هذه الأمور تزيد الموقف صعوبة وتعقيداً. وعلى الحكومة أن تصحح هذا العيب في سجل تركيا وشعبها، وأن يترك مسؤولو الحكومة تصريحات تقول «إن تركيا مستهدفة من أعداء داخليين وخارجيين، وإن (مثل) هذه الحوادث سيتكرر مجدداً فلا تندهشوا». فهذا النوع من التصريحات هو الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
* كاتب، عن «حرييات» التركية، 20/12/2016، إعداد يوسف الشريف
=======================