الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 21/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 21/12/2017

23.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الفرنسية والاسبانية :  
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي :ستيفن والت: من يخافُ توازنَ القِوى؟
ترجمة: جلال خشيب
تستمر الولايات المتحدّة في تجاهل أكثر مبادئِ العلاقات الدولية أساسيةً على حسابها.
إذا ما أخذتم دورة في مدخل العلاقات الدولية بكلية ما، ولم يُشِر الأستاذ أبداً إلى [مصطلح] “توازن القوى”، فرجاء تواصلوا مع تلك الكلية لاسترداد أموالكم الخاصة. بإمكانكم العثور على هذه الفكرة [أي توازن القوى] في كتاب “حرب البيلوبوناز” لثيوسيدايدس، و”التنين” لتوماس هوبز وعند الكاتب الهندي القديم كوتيلا في كتابه “علم السياسة” (Arthashastra)، أو في أعمال مركزية لواقعيين من العصر الحديث على غرار إدوارد هاليت كار، وهانز مورغانثو، وروبرت غِلبين وكنيث والتز.
لكن وبالرغم من التاريخ الطويل والمتميّز لهذه الفكرة البسيطة، فعادةً ما يتّم نسيانها من قِبل نخب السياسة الخارجية الأمريكية. وبدلاً من طرح تساؤلٍ عن سبب التعاون القائم بين روسيا والصين، أو التفكير مليّاً فيما يجذب إيران وشركاءها العديدين معاً في الشرق الأوسط، فإنّهم يفترضون بأنّ ذلك جاء كنتيجة للدكتاتورية المتشاركة، أو أنّه يعكس نزعةً من العداء لأمريكا، أو جاء كنمط آخر من التضامن الإيديولوجي. يُشجع هذا الفعل لفقدان الذاكرة الجماعي قادة الولايات المتحدّة على التحرّك بطرق تساهم من دون قصد في دفع الخصوم إلى اقتراب بعضهم من بعض أكثر فأكثر، وتفويت الفرص الواعدة لتفريقهم أكثر.
إنّ المنطق الأساسي الذي يقف خلف نظرية توازن القوى (أو إذا فضلتم نظرية توازن التهديد) هو منطق بسيط وصريح. فنظراً لعدم وجود “حكومة عالمية” تحمي الدول بعضها من بعض، فإنّ على كلّ دولة أن تعتمد على مواردها وإستراتيجياتها لتتجنّب تعرّضها للاحتلال والقهر من طرف الآخرين، أو أن تتجنّب التعرّض لمخاطر أخرى. فحين مواجهة دولة مُهدِّدة أو ذات قوة، فإنّ البلد المتخوّف بإمكانه أن يحشد مزيداً من موارده، أو أن يبحث عن حليف من الدول الأخرى يواجه نفس الخطر، حتّى يُحوِّل ميزان القوة لمصلحته أكثر.
في حالات الضرورة القصوى، فإنّ تشكيل ائتلاف يتوازن مع غيره قد يتطلّب وجود دولة تقاتل إلى جانب بلد آخر تمّ النظر إليه مسبقاً من طرفها على أنّه عدو أو حتّى منافس لها في المستقبل. لذلك تحالفت الولايات المتحدة وبريطانيا مع الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب العالمية الثانية؛ لأنّ إلحاق الهزيمة بألمانيا النازية قد نال الأسبقية على المخاوف طويلة الأمد بخصوص الشيوعية. التقَف وينستون تشرشل هذا المنطق تماماً حينما علّق ساخراً: “إذا ما غزا هتلر الجحيم فسوف أودّ أن أكون مرجِعاً مُفضّلاً لدى الشيطان في مجلس العموم”. وعبّر فرانكلين ديلانو روزفلت عن مشاعر مشابهة حينما قال إنّه “سوف يعمل يداً بيد مع الشيطان” إذا كان ذلك سوف يساعد على دحر الرايخ الثالث. حينما تحتاجُ حقيقةً إلى حلفاء، فمن غير الممكن أن تكون صاحب خيار.
لا داعي للقول بأنّ منطق “توازن القوى” قد أدى دوراً مهمّاً في السياسة الخارجية الأمريكية، خصوصاً حينما كانت المخاوف الأمنية لا لبس عليها. لقد تمّ تشكيل حلفاء أمريكا في الحرب الباردة (مثلاً الناتو ونظم التحالفات الثنائية في آسيا) لأجل موازنة واحتواء الاتحاد السوفييتي، وقد قاد نفس الدافع الولايات المتحدة إلى دعم نظم دكتاتورية عدّة في أفريقيا، وأمريكا اللاتينية، والشرق الأوسط وغيرها من الأماكن. بشكل مشابه فإنّ انفتاح ريتشارد نيكسون على الصين سنة 1972، كان انفتاحاً مستلهماً من مخاوف صعود القوة السوفييتية، كما كان هناك إدراك بأنّ قيام روابط مقرّبة مع بيجين من شأنه أن يضع موسكو في موضع غير مؤاتٍ.
لكن صناع السياسات والخبراء، رغم صِلتهم الطويلة والمستمرة [بهكذا موضوع] عادة ما يفشلون في إدراك الطريقة التي يقود بها منطق توازن القوى سلوك كلٍّ من الحلفاء والخصوم على حدّ سواء. يرجع قسم من هذه المشكلة إلى الاتجاه الأمريكي المشترك [والسائد] الذي يفترض بأنّ سياسة الدولة الخارجية تُشكّلُ في أغلب الأحيان عبر سِماتها الداخلية (مثلاً شخصية قادتها، أو نظامها السياسي والاقتصادي، أو إيديولوجيتها الحاكمة إلخ)، بدلاً من الظروف والمعطيات الخارجية (مثلاً جملة التهديدات التي تواجهها).
انطلاقاً من وجهة النظر هذه، فإنّ حلفاء أمريكا “الطبيعيين” هم الدول التي تتشارك قيمنا، فحينما يتحدّثُ الناس عن الولايات المتحدة باعتبارها “قائدة للعالم الحرّ”، أو حينما يصفون الناتو باعتباره “المجتمع العابر للأطلسي” للديمقراطيات الليبرالية، فإنّهم يرون بأنّ هذه الدول يدعم بعضها بعضاً لأنّها تتقاسم ذات الرؤية المتعلّقة بالطريقة التي ينبغي أن يُدار بها العالم.
بالطبع، فإنّ القيم السياسية المُشتركة ليست من الأهميّة بمكان. صحيح أنّ بعضاً من الدراسات الإمبريقية ترى بأنّ التحالفات الديمقراطية أكثرُ استقراراً من التحالفات القائمة بين الدكتاتوريات، أو بين نظمٍ ديمقراطية وأخرى غير ديمقراطية. لكن، مع ذلك، فإنّ الافتراض القائل بأنّ مكوّن الدولة الداخلي يُحدّد تمييزها للأصدقاء والأعداء، أمرٌ بإمكانه أن يضللنا في نواحٍ عدّة.
أوّلاً، إذا ما اعتقدنا بأنّ القيم المُشترَكة تُعتبر قوّةَ توحيد عظيمة، فمن المحتمل أنّ نكون قد بالغنا في تماسك ومتانة بعضٍ من حلفائنا القائمين. يُعتبر الناتو مثالاً واضحاً عن ذلك: لقد أزال انهيار الاتحاد السوفييتي منطق بقاء الناتو الأساسي، ولم تمنع الجهود الشاقة لإعطاء التحالف نمطاً جديداً من المهام ظهورَ علاماتٍ متكرّرة ومتنامية للتوتّر بين أعضائه، ربّما كان سيختلف الأمر لو أنّ حملات الناتو في أفغانستان أو ليبيا قد سارت على ما يُرام، لكنّها لم تكن كذلك.
لنكون متأكدين، فقد أوقفت الأزمة الأوكرانية انحدار الناتو البطيء بشكل مؤقّت، إلا أنّ هذا الانقلاب أو التغيّر المتواضع أكّد فقط الدور المركزي للتهديدات الخارجية (مثلاً الخوف من روسيا) التي أدت دوراً مُهمّاً في المحافظة على [دول] الناتو معاً.
إنّ “القيم المشتركة” ببساطة غير كافية لاستدامة ائتلافٍ ذي معنى يضّم قُرابة 30 أمّة متوزّعة على ضفتّي الأطلسي، بل  أكثر من ذلك، فإنّ دولاً على غرار تركيا والمجر وبولندا متخلِيّة عن القيم الليبرالية التي يرتكز الناتو عليها.
ثانياً، إذا ما نسيتُم سياسة توازن القوى، فسوف تُفاجؤون حينما تُوحّدُ دولٌ أخرى (وفي بعض الحالات فواعل غير دولاتية) قِواها ضدّكم. لقد فُوجئت إدارة جورج دبليو بوش حينما وَحدت فرنسا وألمانيا وروسيا قِواها بهدف صدّ جهودها للحصول على مصادقة مجلس الأمن القومي حتّى تغزو العراق سنة 2003، إنّها خطوة اتخذتها هذه الدول لأنّها أدركت أنّ إسقاط صدّام حسين قد يكون له نتائج عكسية ستُهدّدُها مستقبلاً (وهو ما حدث فعلاً). مع ذلك لم يستطع قادة الولايات المتحدة إدراك لماذا لم تنتهز هذه الدول الفرصة لإزالة صدّام وتحويل المنطقة باتجاه الخطّ الديمقراطي. هكذا اعترفت لاحقاً مستشارة بوش لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس بقولها: “سوف أقولها بغاية الصراحة: ببساطة لم نفهم ذلك الأمر”.
لقد فوجئ مسؤولون أمريكيون معا، حينما ضمّت كلّ من إيران وسوريا قواهما لمساعدة التمرّد العراقي بعد الغزو الأمريكي للبلاد، رغم أنّه كان من المنطقي بالنسبة لهم تأكيد فشل جهود إدارة بوش في إحداث “تحوّل إقليمي” ما. لقد كانت إيران وسوريا ستصيران الدول التالية على قائمة بوش إن جح احتلال العراق، ولقد تصرفتا فقط كأيّ دولة مُعرّضَة للتهديد (مثلما تتوقّع نظرية توازن القوى). وبالطبع ليس للأمريكيين أيّ سببٍ منطقي للترحيب بسلوك كهذا، لكن لا ينبغي لهم أن يفاجؤوا به.
ثالثاً، يُشجّعنا التركيز على الانتماءات السياسية والإيديولوجية وتجاهل دور التهديدات المشتركة على رؤية الخصوم أكثر توحّداً من كونهم كذلك حقّاً. وبدلاً من أن يُدرك المسؤولون والمعلّقون الأمريكيون وجود تعاون واسع بين المعارضين لأسباب أداتية وتكتيكية، فإنّهم يُسارعون إلى افتراض أنّ الخصوم مرتبطون معاً بالتزام عميق عبر مجموعة من الأهداف المشتركة. في حقبة سابقة، رأى الأمريكيون العالم الشيوعي مُوحّداً بشكل متراص وحازم، كما اعتقدوا خطأ بأنّ كلّ الشيوعيين في كلّ مكان كانوا عملاء موثوقين للكريملين. ولم يَقُدهم هذا الخطأ إلى تفويت (أو إنكار) فرصة الانقسام الصيني السوفييتي وحسب، بل أخطأ القادة الأمريكيون أيضاً في افتراضهم أنّ اليساريين غير الشيوعيين كانوا على الأرجح متعاطفين مع موسكو أيضاً. بالمناسبة فقد ارتكب القادة السوفييت الخطأ ذاته.
تعيش هذه الغريزة المُضلٍّلة اليوم، للأسف الشديد، في عبارات مثل “محور الشرّ” (الذي عُنيَ به إيران، والعراق وكوريا الشمالية، وهي دول كانت جزءاً من ذات الحركة الموحدّة)، أو في مصطلحات مُضلّلة أخرى على غرار “الفاشية الإسلامية”، فبدلاً من أن ينظر القادة والخبراء الأمريكيون إلى الحركات المتطرّفة باعتبارها تنظيمات متنافسة تحملُ رؤى وأهدافاً متعدّدة، فإنّهم يتحدّثون ويتصرّفون بشكل روتيني تجاهها وكأنّ أعداءنا كانوا يتحرّكون جميعاً انطلاقاً من قواعد لعبة مُتماثلة. وبعيداً من أن تكون هذه الجماعات متوحّدة بشكل قوي عبر عقيدة مشتركة، فإنّها غالباً ما تعاني من انقسامات إيديولوجية عميقة ومنافسات شخصية، وهي توحّد قواها لضرورةٍ ما أكثر من وجود قناعة بعينها. ويُمكن لهذه الجماعات أن تستمر في التسبّب بمشكلات بالطبع، لكنّ الافتراض بأنّ كلّ الإرهابيين هم جنود أوفياء موالون في حركة عالمية واحدة، أمرٌ يجعلهم يبدون بمظهر مخيف أكثر ممّا هم عليه حقيقةً.
الأسوأ من ذلك، فإنّ الولايات المتحدة بدلاً من أن تبحث عن سُبل لتشجيع الانقسامات والانشقاقات بين المتطرّفين، فإنّها عادةً ما تتصرّف وتتحدّث بطرق تزيد التقارب بين هؤلاء. أخذاً بمثال واضح نقول إنَّه بالرغم من وجود شيء من الخلفية الإيديولوجية المتواضعة بين كلّ من إيران، وحزب الله، والحوثيين في اليمن، ونظام بشّار الأسد في سوريا وحركة الصدر في العراق، فإنّ كُلاًّ من هذه الجماعات لها مصالحها وأجنداتها الخاصة، وتعاونها هذا يُفهم بشكل أفضل باعتباره تحالفاً استراتيجياً بدلاً من كونه جبهة إيديولوجية متوحّدة ومتماسكة. إنّ إطلاق (حملة) صحافية مُحكمة شاملة ضدّ هؤلاء، مثلما تريدنا كلّ من السعودية وإسرائيل أن نفعل، أمر من شأنه أن يمنح حتّى جميع خصومنا سبباً أكثر ليُساعد بعضهم بعضاً.
أخيراً، فإنّ تجاهل ديناميكيات توازن القوى يُبدّد إحدى أهّم المزايا الجيوبوليتيكية الأمريكية، فللولايات المتحدة، باعتبارها القوة العظمى الوحيدة في القسم الغربي من العالم، مدىً هائل حينما تختار الحلفاء، ومن ثم فلها نفوذ هائل على هؤلاء. نظراً “للأمن المجاني” الذي توفّره العزلة الجغرافية لأمريكا، فإنّها تتمكّن من القيام بما يصعب القيام به لنيل الأفضلية في التنافس الإقليمي حينما يحدث، كما يُشجّع الفواعل الدولاتية وغير الدولاتية في الأقاليم البعيدة للتنافس لأجل ما نضعه نحن بعين الاعتباره وما ندعمه أيضاً، والبقاء حريصة على فُرصٍ -نسعى إليها- بهدف إحداث الوقيعة بين خصومنا الحاليين. تُوفّر هذه المقاربة مرونةً، وفهماً متطوّراً للشؤون الإقليمية ونفوراً من “العلاقات الخاصة” مع دول أخرى، ورفضاً لشيطنة بلدان معيّنة لدينا معها اختلافات ما.
للأسف أقدمت الولايات المتحدة على العكس تماماً طيلة العقود القليلة الماضية، خصوصاً في الشرق الأوسط؛ فبدلاً من إظهار المرونة ظللنا عالقين بشكل صارم في نفس الشَراكات، وخائفين بخصوص مسألة طمأنتهم أكثر من جعلهم يتحرّكون بالطريقة التي نعتقد بأنّها الأفضل. لقد عمّقنا “علاقاتنا الخاصة” مع مصر، وإسرائيل والسعودية، حتّى مع التنامي الضعيف لمسألة تبرير هذا الدعم الحميمي، ومع وجود بعضٍ من الاستثناءات، قُمنا بمعاملة خصوم معيّنين كإيران وكوريا الشمالية كمنبوذين هدّدناهم وفرضنا عقوبات عليهم بدلاً من محادثتهم. النتيجة وا أسفاه، تتحدّث عن نفسها.
ملاحظة للقرّاء: سآخذ فترة راحة قصيرة هنا على مجلة الشؤون الخارجية، للانتهاء من كتاب أعكف عليه. سأستأنف عمودي هنا شهر شباط/فبراير 2018، ما لم تجرّني الأحداث العالمية مرّة أخرى إلى قلب المعركة. من فضلكم ابذلوا قُصارى جهدكم حتّى تُحافظوا على الهدوء إلى ذلك الحين. أرجو لكم جميعاً أطيب الأمنيات بموسمِ عطلة بهيجة، وسالمة ومزدهرة مع قدوم سنة 2018.
========================
إنترست الأميركية: مستقبل سوريا بيد موسكو
اهتمت مجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية بالحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، وأشارت إلى أبرز اللاعبين فيها على المستويين الداخلي والخارجي، وقالت إن التدخل الروسي تسبب في حفظ النظام السوري من الانهيار، لكن البلاد تعرضت للقتل والدمار.
ونشرت المجلة مقالا للكاتب دانييل ديبتريس قال فيه إنه يصعب تحقيق التحول السياسي في سوريا، وإنه ينبغي للمعارضة السياسية أن تدرك أن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيبقى في منصبه على المدى القريب.
وأشار الكاتب إلى الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، وذلك بعد أن أمر قواته الجوية قبل نحو عامين بالتدخل وردع الجماعات المتمردة التي كانت تزحف وتقترب من القصر الرئاسي.
وقال إنه عندما بدأت القاذفات الروسية حملتها الأولى في الحرب السورية، كان نظام الأسد على وشك الانهيار، لكن الأسد الآن في وضع مستقر بينما يعاني كثير من معارضيه من التعب والإنهاك جراء الحرب التي تدخل سنتها السابعة، وسط تساؤلهم المتزايد ما إذا كان هدفهم للإطاحة بالنظام قد انتهى.
وأضاف الكاتب أنه يروق للكثيرين في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وصف المقامرة العسكرية لبوتين في سوريا بأنها تمثل انتصارا غير مشروط بالنسبة للروس، وكارثة واضحة بالنسبة للأميركيين والأوروبيين في حلف الشمال الأطلسي (ناتو)، لكنه استدرك بالقول إن القصة في سوريا لا تزال تكتب.
وأشار إلى أن الحكومة السورية تسيطر الآن على جميع نقاط الوصول الرئيسية في البلاد، بما فيه المطارات والموانئ والمراكز السكانية التي تحتاجها للاحتفاظ بالسيطرة الاسمية على الأقل في البلاد، وأضاف أن روسيا أصبحت الآن مسؤولة عن مستقبل سوريا.
وقال إن تنحي الأسد عن السلطة كان شرطا تصر عليه واشنطن خلال المفاوضات الأممية في جنيف، لكن الوضع الآن اختلف، حتى إن السعودية اعترفت سرا بأن تنحي الأسد أثناء الانتقال السياسي في سوريا يعتبر أمرا لا يمكن تحقيقه، وأشار إلى أنه ينبغي للمعارضة أن تدرك أن الدكتاتور باق على المدى القريب.
وذكر أنه على الرغم من أن الحرب في سوريا تسير على الطريقة التي يريدها النظام، فإن البلاد لا تزال في حالة من التوتر، وسط انقسام اجتماعي ودمار اقتصادي ونظام سياسي فاسد.
وأضاف أن الحرب السورية كانت مكلفة بشكل لا يصدق، وتحدث عن تفاصيل ما أسفرت عنه الحرب من قتل ودمار وتشريد للملايين، وقال إن الأمر قد يستغرق أجيالا حتى تستعيد البلاد وضعها الذي كانت عليه قبل الحرب.
وقال إن مناطق ومدنا سورية تعرضت للدمار بأكملها كما في حلب والرقة وإدلب والمناطق التي كان يسيطر عليها المتمردون في حمص وغيرها
========================
معهد واشنطن :الصفقات مع داعش نهج إيراني بامتياز
متاح أيضاً في English
 20 ديسمبر/ كانون الأول 2017
برزت مؤخرا العديد من التصريحات التي تدعي هزيمة الدولة الإسلامية عسكريا في معاقلها في الموصل والرقة وفي البوكمال على الحدود السورية العراقية. كما تطرح اليوم تساؤلات متجددة، حول دلائل هزيمة تنظيم "داعش" من جثث وأسلحة ومعسكرات ومعتقلين. هذا الغموض أوجد مساحة واسعة لهؤلاء الذين لا يمتلكون أدلة كافية باتهام جهات عديدة بالوقوف وراء التنظيم ودعمه، خاصة أن قوافل داعش تجوب الصحراء مكشوفة بين سوريا والعراق، بما فيها قوافل النفط. وفي ظل العودة السريعة لداعش إلى المناطق التي يتم الإعلان عن هزيمتها فيها، وحجم الصفقات الواسعة التي تعقد مع التنظيم، يتم تامين منافذ تنتقل بموجبها داعش إلى مناطق أخرى، بحماية خصومها.
فعلى مدى الشهور القليلة الماضية تم تبادل اتهامات بين الخصوم في العراق وسوريا بعقد صفقات مع داعش ، يشترك فيها جميع الخصوم ( إيران وحزب الله والنظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية وتركيا وأمريكا) بعضها معلن كما في صفقة حزب الله وصفقات نظام الأسد مع  داعش، وأخرها ما تردد عن صفقة بين الجيش السوري وداعش ، مقابل إطلاق سراح جنود سوريين وقعوا في كمائن داعش، وصفقة تركيا في العراق لإطلاق سراح جنود أتراك، والعديد من الصفقات ما بين الحشد الشعبي العراقي-الذى تهيمن عليه ايران-  وداعش في العراق، بإشراف من قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني.
ومن المعروف أن تلك الصفقات مستمرة منذ فترة طويلة، وقد طرحت الكثير من الشكوك، منذ حزيران عام 2014، حينما اجتاحت داعش مساحات واسعة في شمال ووسط العراق ووصلت بعض قطاعاتها إلى مشارف بغداد، بعد انهيار هوليودي لقطاعات الجيش العراقي، إبان قيادة نوري المالكي للحكومة العراقية، وكان رد ترويكا الحكم الشيعي العراقي، اندفاعه سريعة بتشكيل “الحشد الشعبي العراقي" بفتوى صدرت عن المرجع الديني آيات الله علي السيستاني.  وتم تشريع هذا الحشد الذي يضم حوالي 70 مليشيا مسلحة، تؤكد معلومات خبراء عراقيين أن ما يزيد على نصفها موال للمرشد الأعلى للثورة اليستاني تمويلا وتسليحا وتدريبا، وتلتزم بأوامر وتعليمات المرشد، ولا يملك رئيس الوزراء العراقي أية سلطة عليها، وخاضت هذه المليشيات غالبية الحروب مع داعش في العراق، وانتقلت إلى سوريا، تحت قيادة قائد فيلق القدس " قاسم سليماني".
يجمع خبراء الإرهاب والحرب أن إمكانيات داعش البشرية والعسكرية، لم تكن لتؤهلها حينما اجتاحت حوالي نصف مساحة العراق، لتحقيق ذلك لولا أن هناك مساعدات قدمت من طرف ما ساهمت على الأقل في فتح الطريق لداعش للقيام بهذه الخطوة، خاصة وان تحقيقات مع قادة التشكيلات العراقية لاحقا، أدانت قادة عراقيين كبار بتهمة التهاون في مقاومة داعش. ومعلوم أن اجتياحات داعش تزامنت مع احتجاجات واسعة في غرب العراق على طائفية حكومة المالكي، واحتجاجات في مناطق الجنوب ضد التكتلات السياسية " الشيعية" في الحكم، على خلفية فشل الحكومات في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وظهور شعارات تتمنى عودة أيام نظام البعث السابق "صدام حسين".  ولم يكن بالإمكان ظهور الحشد الشعبي العراقي لولا ظهور داعش.
ربما تشكل تلك الصفقات أحد جوانب الإجابة على التساؤلات المطروحة حول غياب أثار المعارك التي يعلن عنها بانتصارات على داعش، إذ أن المشترك في الصور التي تعرضها وسائل الإعلام في المناطق المحررة من داعش بقايا مدن تم تدميرها وتسويتها بالأرض، فيما لا جثة لمقاتل ولا لبندقية مكسورة ولا آلية معطوبة، ثم ما تلبث أن تظهر بعد أيام في منطقة مجاورة. وعلى هامش تلك الصفقات يلاحظ أولا: يعلن المتصارعون في سوريا جميعهم أنهم يحاربون داعش، وتتعرض داعش لضغوطات عسكرية لأكثر من حملة، تشترك فيه كل من أمريكا وروسيا وحلفائهما، في غمار حرب إعلامية حول تسجيل السبق بقتل أبو بكر البغدادي الذي يفترض انه مات أو تم إلقاء القبض عليه أكثر من مرة في سوريا وفي العراق. وثانيا: باستثناء ما يتردد عن صفقة سوريا الديمقراطية مع داعش- والتي أنكرتها قوات قسد واعتبرتها "ادعاءات وأكاذيب تهدف للنيل من سمعة قوات سوريا الديمقراطية ورفع معنويات الإرهابيين"، فان بقية الصفقات تمت من قبل حلفاء إيران خاصة الجيش السوري وحزب الله اللبناني.
إن الصفقات التي تقوم بها تلك المجموعات في ساحات العمليات في سوريا والعراق ، استراتيجية ثابتة في العقل الإيراني، منذ الصفقة الإيرانية الكبرى مع القاعدة عام 2001 بعد حرب أفغانستان باستقبال قيادات وكوادر القاعدة في طهران ، وفي العراق لاحقا حيث زودت إيران القاعدة بالأسلحة مقابل عدم التعرض للمراقد المقدسة وقد وفرت القاعدة  لإيران أسباب إنشاء الحشد الشعبي العراقي والسيطرة على العراق، وحولت الثورة السورية من ثورة شعبية ضد الظلم والفساد إلى مواجهة بين النظام السوري والإرهاب ،وقد أصبح واضحا أن وكلاء إيران هم من يخططون لانتشارات داعش ويوفر لها الملاذان الآمنة ، بما يضمن إبقائها مهددا ، لان أي استقرار في العراق أو سوريا ، يعني فتح ملفات إيران وأسباب تواجدها.
وفي الخلاصة فان عقد صفقات مع داعش في مسرح العمليات في سوريا والعراق، من قبل وكلاء إيران يطرح تساؤلات عميقة حول نجاعة استراتيجيات مكافحة الإرهاب، في ظل شكوك عميقة بإمكانية تحقيق نجاحات ملموسة، ويؤشر لإمكانية بقاء داعش والقاعدة في ظل علاقتهما مع إيران، ومن المرجح أن تفتح القاعدة ساحات قتال جديدة في مناطق أخرى، خارج سوريا والعراق، لإبقاء الإرهاب عنوانا دوليا.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :الأسد يستعد لتوسيع سيطرته
عاموس هرئيل
Dec 22, 2017
 
نظام الأسد في سوري’ يستعد لتوسيع المنطقة التي تقع تحت سيطرته في جنوب سورية قرب الحدود مع إسرائيل. بمساعدة الهجمات الجوية الروسية ومقاتلي المليشيات الشيعية الذين ترسلهم إيران. فإن نظام الأسد يراكم المزيد من النجاحات. السيطرة على حلب في كانون الأول الماضي، وبعدها احتلال منطقة دير الزور والرقة في شرق الدولة من أيدي داعش، يحرر الجيش السوري والمليشيات الشيعية ويسمح لها بالعودة إلى الاهتمام بمناطق أخرى، اعتبرت أقل أهمية بالنسبة للأسد. العملية المقبلة يمكن أن تتم بالقرب من إسرائيل.
إن هجوم الجيش السوري والمليشيات التي تساعده ضد تنظيمات المتمردين يمكن أن تبدأ كما يبدو في المرحلة الأولى قرب الحدود السورية اللبنانية، في المداخل الشمالية لجبل الشيخ السوري، كي تقطع نهائيا طريق الامداد للمتمردين من لبنان، بعد ذلك، إذا نجحت هذه الجهود فإن الجيش سيحاول التقدم نحو الجنوب على طول الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، لطرد تنظيمات المتمردين من جنوب الجولان أيضا. ولكن الجدول الزمني غير واضح. وكالعادة في سورية ـ يمكن أن يحدث فيه تأجيل.
إسرائيل التي اتخذت في السنوات الأخيرة موقفا أكثر تشددا ضدَّ نظام الأسد، وبموازاة ذلك تقديم المساعدات الإنسانية للقرى القريبة من حدودها، ستضطر إلى إعادة النظر في سياستها، على خلفية وصول بضع مئات من نشطاء التنظيمات السنّية المتطرفة المنتمين للقاعدة وداعش إلى المنطقة.
في السَّنة الأخيرة ساد استقرار نسبي في الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان. في الجزء الشمالي الأكثر بعدا سيطر النظام، الذي عاد وسيطر على مناطق في جبل الشيخ السوري والقنيطرة الجديدة. قرب المنطقة التي تحت سيطرته كان هناك أيضا جيبان، الأول درزي ـ قرية الخضر ـ التي سيطرت عليها مليشيا محلية حافظت على العلاقة مع النظام، والثاني سنّي، في القرى المحاذية للحدود مع لبنان.
في الجزء الأوسط من الحدود سيطرت تنظيمات المتمردين من القنيطرة القديمة وحتى الجنوب. في هذه المنطقة توجد مليشيات سنّية محلية، استعان جزء منها بإسرائيل من أجل التزود بالغذاء والملابس والأدوية والحصول على العلاج الطبي في المستشفيات في البلاد.
في وسائل الإعلام العربية برز أيضا الادّعاء أن هذه المليشيات تتلقى وسائل قتالية وذخيرة من إسرائيل. في عمق المنطقة على بعد ما من الحدود عملت أيضا تنظيمات متطرفة تنتمي للقاعدة وعلى رأسها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).
في الجيب الجنوبي، المحاذي للمثلث الحدودي مع الأردن وإسرائيل، تسيطر ذراع محلية لداعش، تسمى الآن جيش خالد بن الوليد. هناك تداعيات أخرى لهزيمة داعش على أيدي نظام الأسد قرب الحدود، والآن يشن التنظيم صراعات للسيطرة مع تنظيمات أخرى للمتمردين، في الشمال والشرق، ومؤخرا، تقريبا هو لا يشارك في القتال ضد النظام. لقد وصل مؤخرا إلى الجيب الجنوبي الذي يقع تحت سيطرة داعش بمحاذاة الحدود مع الأردن بضع مئات من المقاتلين ولاجئي المعارك من المناطق التي خسرها التنظيم.
حسب التقديرات، يتجمع هناك نحو ألف متمرد مسلح يعملون تحت إمرة الذراع المحلية لداعش. وفي القطاع الأوسط للحدود مع إسرائيل يزداد وجود تنظيم متطرف، وهو فرع القاعدة الذي تلقى الدعم من المقاتلين الذين هربوا من مناطق المعارك في شرق الدولة.
في السّنة الأخيرة، على خلفية نجاح نظام الأسد في القتال، والتدخل المتزايد لمليشيات شيعية وحرس الثورة الإيراني في القتال، تزيد القيادة الإسرائيلية التحذير من نفوذ إيران في سورية، وفي الأساس من اقترابها من الحدود في الجولان. ولكن الوضع الآن مختلف قليلا. أولا، تجمع المتمردين المتطرفين الذين أيديولوجيتهم التنظيمية معادية جدا لإسرائيل من شأنها أن تخلق إمكانية للإرهاب قرب الحدود. ثانيا، يبرز السؤال هل منح المساعدة الإنسانية المتزايدة للمليشيات المحلية السورية لن يضع إسرائيل في مسار مواجهة مباشرة مع الأسد وإيران، اللذين لديهما احتمالات جيدة للانتصار على المتمردين.
في هذا الشأن، تتبلور مؤخرا مقاربات مختلفة في أجهزة الأمن وفي المستوى السياسي. من جهة، هناك دعم لمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للقرى السنّية، وقد ذكرت المخاوف بأنه غذا اتسعت سيطرة النظام في المنطقة الحدودية فسيأتي في أعقاب الجيش السوري الإيرانيون والمليشيات المتماهية معهم. في المقابل، سمعت آراء من جهات أخرى تقول إن عودة النظام يمكن أن تعيد الاستقرار في الحدود وأن تبعد من هناك التنظيمات المتماهية مع القاعدة وفي الأساس داعش. وعلى أي حال، من الواضح أن تجدد القتال الداخلي في سورية قرب الحدود سيجبر إسرائيل على إظهار يقظة خاصة وإعادة النظر في مواقفها.
 
الدروز خائفون
 
في الأسبوع الماضي أجرى وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس الأركان آيزنكوت وضباط كبار آخرين حوارا مع رؤساء الطائفة الدرزية وضباطا كبارا متقاعدين من الطائفة على خلفية الأزمة التي حدثت في بداية تشرين الثاني. في حينه، بسبب تقدم تنظيمات سنّية متمردة نحو القرية الدرزية الخضر في شمال الجولان السوري، ثار احتجاج من قبل زعماء الطائفة في إسرائيل الذين قالوا إن حكومة إسرائيل تتعاون مع المتمردين وتعرض حياة الدروز في الخضر للخطر. على خلفية الاحتجاج حذرت إسرائيل المتمردين بأنها تفحص التدخل لمصلحة الدروز في الخضر، وقام المتمردون بالانسحاب من المواقع التي احتلوها قرب القرية.
التطورات الأخيرة في جنوب سورية أثارت مرة أخرى خوف زعماء الطائفة في إسرائيل بأن يجد السكان الدروز في الجولان في قلب المواجهة بين النظام والمتمردين. في مقابلة مع ليبرمان وآيزنكوت تم تأكيد التزام إسرائيل للطائفة الدرزية، وتم طرح انطباع الجهاز الأمني بخصوص الأحداث في سورية.
إن عدم الاستقرار في جنوب سورية يستمر في إقلاق الجارة الجنوبية، الأردن. الصحافي بسام بدارين، الذي لديه مصادر كثيرة في النظام الأردني، كتب هذا الأسبوع في صحيفة «القدس العربي» إن الأردن يشعر بأنه متروك برغم التفاهمات التي تم التوصل إليها مع الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق الذي وقع الشهر الماضي بشأن تثبيت مناطق «تقليل الاحتكاك» في جنوب سورية. حسب أقوال بدارين، فإن قائد «قوة القدس» لحرس الثورة الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، يواصل تشجيع تسرب مليشيات شيعية إلى مدينة درعا المحاذية للحدود مع الأردن، وبهذا يعرض أمن المملكة للخطر في حين تتركها الدول العظمى لمواجهة المشكلة وحدها.
========================
هآرتس: روسيا تعيد رسم الخريطة السورية وهذه خلافاتها مع إيران
تتعرض صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى الخطط الروسية الإيرانية في سوريا والخلافات بينهما لناحية سعي إيران لمد نفوذها إلى سواحل المتوسط في الوقت الذي تحاول فيه روسيا، كما جاء في مقال هآرتس الذي ترجمه موقع أورينت نت، إنهاء المعارك  نحو حل سياسي يضمن لها الحضور والنفوذ الأمر الذي يعني بالضرورة الصدام مع مخططات إيران، وبين كل ذلك تناقش الصحيفة المصالح الإسرائيلية في تعدد هذه الخطط وتعارضها.
 
الإيرانيون حريصون على التواجد مع الأسد
تسعى كل من روسيا وإيران حليفتي بشار الأسد إلى إعادة رسم الخريطة في سوريا لصالح الأسد وإلى إيجاد تسوية من شأنها توطيد الاستقرار مع تأمين مصالحهم في المنطقة لكن هذا الأمر تعارضه بقوة الحكومة الإسرائيلية.
ويأتي ذلك بعد عام على خروج المعارضة من أحياء حلب وبعد أن استطاعت قوات النظام المدعومة من قبل روسيا وإيران السيطرة مساحات واسعة من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة وبعد فشل المحادثات المدعومة من قبل الأمم المتحدة بتحقيق أي تقدم في جنيف، ومع استعداد روسيا لإطلاق عمليتها السياسية في 2018 (الانتخابات الرئاسية) حيث أعلن الرئيس فلاديمير بوتين إنجاز المهمة التي أوكلت للجيش في زيارة له للقاعدة الجوية الروسية في سوريا (حميميم)، حيث قال إن الظروف مهيأة من أجل التوصل إلى حل سياسي.
وفي الوقت الذي لاتزال واشنطن تصر به على رحيل الأسد، صرح أحد كبار شخصيات المعارضة السورية لرويترز أن الولايات المتحدة وحكومات أخرى من التي دعمت الثورة  "استسلمت للرؤية الروسية لإنهاء الحرب". وهذا ما يعتبر برأي النظام الحفاظ على الأسد رئيسا، حيث اعتبر مسؤول في نظام الأسد أنه "من الواضح أن هناك مساراً جارياً والروس يشرفون عليه". وأضاف المسؤول "هناك تحول في مسار الأزمة في سوريا وهو تحول نحو الأفضل".
مع ذلك يكافح المحللون لمعرفة كيف يمكن للدبلوماسية الروسية أن تحقق السلام الدائم في سوريا، وتشجع الملايين من اللاجئين على العودة، أو تؤمن مساعدات إعادة الإعمار الغربية. فليس هناك ما يشير إلى أن الأسد مستعد للتسوية مع خصومه، كما أن الحرب التي سمحت لحليفته الكبرى الأخرى، إيران وحرسها الثوري، بتوسيع نفوذها الإقليمي، و هو الامر الذي لا تريد طهران أن تضعفه من خلال أي تسوية في سوريا.
وقال رولف هولمبو، سفير الدنمارك السابق في سوريا، "الحرس الثوري يشعر بقوة بأنهم فازوا بهذه الحرب، والمتشددون في إيران ليسوا حريصين على أي شيء ماعدا التواجد مع الأسد، وعلى هذا الأساس فإنه من الصعب قليلاً أن نرى أنه يمكن تحقيق أي تقدم حقيقي"، وأضاف "لا يمكن للأسد أن يعيش بحل سياسي ينطوي على أي تقاسم حقيقي للسلطة". معتبراً أن "الحل الذي يمكن هو تجميد الوضع  الحالي على الأرض في الوقت الراهن".
العالم "تعب من الأزمة"
بدأت الحرب تنقلب لصالح الأسد منذ عام 2015، عندما أرسلت روسيا سلاحها الجوي لمساعدته، وأنقلبت كفة الميزان لصالحه أكثر هذا العام عندما أطلقت روسيا صفقات مع تركيا والولايات المتحدة والأردن التي أدت لاحتواء المعارك في الغرب وساعدت بشكل غير مباشر على تقدم الأسد في الشرق مع سحب واشنطن المساعدات العسكرية من الثوار، وعلى الرغم من أن "الأسد يبدو أنه لا يهزم"، فإن الحكومات الغربية لا تزال تأمل في إحداث تغيير من خلال ربط مساعدات إعادة الإعمار بعملية سياسية ذات مصداقية تؤدي إلى "انتقال حقيقي".
وفى الوقت الذى تضغط فيه روسيا على مبدأ انه يتعين إبرام أي اتفاق سلام تحت إشراف الأمم المتحدة، فإنها تهدف إلى عقد مؤتمر سلام خاص بها فى منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود. بهدف وضع دستور جديد تليه الانتخابات، المقترح الذي تدعمه الولايات المتحدة وقطر والسعودية والأردن.
وقال مسؤول كبير في المعارضة السورية إن الولايات المتحدة والدول الأخرى التي دعمت قضيتها (السعودية وقطر والاردن وتركيا) أفسحت المجال لروسيا لتقيم سوتشي، وليس جنيف "هذه هي الطريقة التي يفكرون بها كما تفهم من التحدث إلى الأميركيين والفرنسيين والسعوديين .. جميع الدول" مضيفاً "أنه من الواضح أن هذه هي الخطة، ولا توجد دولة تعارضها... لأن العالم كله تعب من هذه الأزمة"، وتشمل المقترحات تشكيل حكومة جديدة لإجراء انتخابات تشمل اللاجئين السوريين.
إيران وروسيا تختلفان بما يتعلق بالأكراد السوريين
روسيا جادة في تحقيق شيء ما في العملية السياسية، ولكن وفق شروطها الخاصة، بحسب كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية نوح بونسي، حيث قال "لست متأكدا من أن لديهم فكرة جيدة عن كيفية تحقيق ذلك، وبقدر ما يسعون إلى تحقيق الأمور سياسيا، فإنهم قد يواجهون تباينا فى المصالح بينهم وبين حلفائهم".
المسألة الكردية السورية هي أحد المجالات التي تختلف بشأنها  كلاً من روسيا وإيران.
في الوقت الذي صرح فيه مسؤول إيراني كبير مؤخراً أن حكومة النظام ستستعيد المناطق التي تحتفظ بها القوات التي تقودها الولايات المتحدة والقوات الكردية، أبرمت روسيا صفقات مع الأكراد وداعميهم الأمريكيين.
فواز يوسف، أحد كبار السياسيين الأكراد، قال "منذ بداية الأزمة، كان هناك فرق بين الروس والإيرانيين والنظام". ويعتقد الروس أن الاكراد "لديهم قضية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار"، وفي الوقت الذي يصدر فيه النظام تحذيراته الخاصة ضد الأكراد، فإنها قد تستمر في تركهم على حساب الحملات العسكرية ضد الجيوب الأخيرة التي يسيطر عليها الثوار في غرب سوريا.
إن الوضع في الجنوب الغربي يتشكل من عوامل مختلفة، من ضمنها إصرار إسرائيل على إبقاء القوات المدعومة من إيران بعيدة عن حدودها، الأمر الذي قد يدفع إلى رد عسكري إسرائيلي، وقال بونسي "لا تزال هناك اسئلة كبيرة والكثير من الاحتمالات لتصاعد العنف في أماكن مختلفة في سوريا".
========================
الصحافة الفرنسية والاسبانية :
ليبراسيون: عدو الشعب السوري ليس صديقا لفرنسا
لئن كان استخدام أوروبا البند السابع ضد بولندا هو أبرز مواضيع الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الخميس، فإن إحداها حذرت فرنسا من غض الطرف عن جرائم النظام السوري مقابل عقود إعادة البناء، في حين اهتمت أخرى بقصة رضيع سوري بعين واحدة ألهب مشاعر الناس داخل وخارج سوريا، هذا فضلا عن مواضيع أخرى متفرقة.
فتحت عنوان "على مكرون أن يعود لمبادئ القانون والإنسانية"، قالت صحيفة ليبراسيون في افتتاحيتها إن تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن "عدو فرنسا الوحيد في سوريا هو داعش" يعني أن الأطراف الأخرى في الصراع السوري، بمن فيهم بشار الأسد، يمكن أن يكونوا أصدقاء لفرنسا.
وهو ما حذرت الصحيفة منه، إذ يعني -حسب رأيها- بعبارة أخرى أن فرنسا ستصبح "صديقة لعدو الشعب السوري".
وأوردت في هذا الإطار قول الأسد ردا على كلام ماكرون "إن أيادي الفرنسيين ملطخة بدماء السوريين"، قائلة إنها تثبت أن الأسد أوصد الأبواب أمام طريق الواقعية السياسية (ريلبولتيك)، "ولم يبق أمام ماكرون سوى التمسك بقيم فرنسا".
وختمت بقولها إن حصول الشركات الفرنسية على عقود بالشرق الأوسط لا يمكن أن يكون الطموح الوحيد لفرنسا.
========================
"الكونفدنسيال" الإسبانية :ما هي معالم سباق التسلح الخطير في الشرق الأوسط؟
نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن سباق التسلح الخطير في الشرق الأوسط. ففي السابق، كانت هذه المنطقة من أكثر المناطق المعسكرة في العالم، وفي ظل السياسات الأمريكية والمشتريات الجديدة للدبابات والطائرات المقاتلة تضاعفت إمكانيات المواجهة المدمرة بين مختلف الأطراف المتناحرة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده الكاتب غونزالو توكا ترجمته "عربي21"، إن الخبراء يطلقون على هذه الظاهرة اسم "المعضلة الأمنية"، وهي تعني أنه كلما عززت دولة من أمنها الخاص عن طريق شراء دبابات قتالية والعتاد العسكري، قللت من أمنها، نظرا لأن استجابة جيرانها ستكون عن طريق اتباع نفس الاجراءات.
وأوردت الصحيفة أن النتيجة المعتادة للمعضلة الأمنية هي سباق التسلح بين القادة الإقليميين، الذي من شأنه أن يضاعف إمكانية اندلاع حرب واسعة النطاق تغذيها دوامة الخوف من الآخر وانعدام الثقة. فخلال الفترة الممتدة بين سنة 2011 وسنة 2016، ارتفع الإنفاق الرسمي على الأسلحة في إسرائيل من 15 ألف مليون دولار إلى 19 ألف مليون دولار.
وفي سنة 2017، تفاوضت وزارتا الدفاع والمالية على زيادة جديدة تبلغ 1.500 مليون دولار، التي لم تتم الموافقة عليها بعد. واليوم، بإمكانهم اعتبار الانتفاضة الفلسطينية كحجة لتعزيز مجال الدفاع العسكري.
وأضافت أن الميزانية الرسمية للدفاع الخاصة بالسعودية كانت على وشك أن تتضاعف منذ سنة 2011 إلى غاية 2016، عندما بلغت 81.500 مليون دولار. ومع ذلك، أعلنت السعودية في شهر أيار/ مايو الماضي عن شرائها لترسانة من الأسلحة الأمريكية بقيمة 110 آلاف مليون دولار. وفي هذا السياق، يرى خبير الشرق الأوسط في جامعة بونتيفيسيا كوميلاس، ألبرت برييغو، أن تراجع توغل واشنطن في المنطقة، والاتفاق على تجميد البرنامج النووي الإيراني من أكثر العوامل التي تفسر قرار الرياض.
كما يرى برييغو أن أوباما وترامب قد وعدا بالتخفيف من تواجد الجيش الأمريكي في المنطقة، فضلا عن استبعاد المزيد من التدخلات العسكرية في العراق وأفغانستان. وبالتالي، سيتعين على القوى الكبرى في المنطقة تولي مسؤولية تحقيق الاستقرار فيها، وبالنسبة للسعودية لن يكون ذلك سوى عن طريق تحديث جيشها.
وأوضحت  أن قطر، التي يقل عدد سكانها عن ثلاثة ملايين نسمة، قد أصبحت في السنة الماضية ثالث أكبر مستورد للأسلحة في العالم. ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، زادت واردات الأسلحة الرسمية لقطر بنسبة 245 بالمائة بين سنة 2012 و2016. إلى جانب ذلك، من المتوقع أن تحقق قطر زيادة في الأسلحة نظرا للتهديدات المحتملة من قبل السعودية والإمارات، فضلا عن السياسة العدوانية الجديدة لبن سلمان.
ولكن، كيف يمكن تفسير الإيرادات العسكرية السعودية، بعدد سكان يقل عن 40 مليون نسمة، للمزيد من الدبابات والطائرات المقاتلة والبنادق الهجومية، كما هو الشأن بالنسبة لإمارة قطر الصغيرة؟
ونقلت الصحيفة عن المدير المشارك لمركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، خيسوس فيلافيردي، أن "هذه الدول ترغب في إنشاء صداقات مع مجموعة من البلدان المؤثرة، على غرار الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، المصدرين الرئيسيين للأسلحة. كما أن جزء كبيرا من هذه الأسلحة لن يكون لصالح جيوشهم، وإنما لصالح المرتزقة الذين يتعاقدون معهم".
وأشارت  إلى وجود العديد من الألغاز، لعل أهمها الرد الحقيقي لإيران على هذا الانتشار المهدد لمصالحها، فالأرقام الرسمية للإنفاق العسكري لإيران ليست موثوقة. ومن الناحية النظرية، لم تتجاوز ميزانيتها العسكرية 12.500 مليون دولار سنة 2016، بينما تجاوزت منافستها السعودية 19 ألف مليون دولار. وخلال هذه السنة، لم يتجاوز إنفاقها العسكري 800 مليون دولار، في حين أعلنت السعودية عن شراء ما قيمته 110 ألف مليون من السلاح من الولايات المتحدة.
وأكدت أنه يمكن أن يكون لدى إيران المزيد من الأسباب لتسليح نفسها أكثر من مجرد المنافسة من أجل الهيمنة الإقليمية. فيبدو أنها وجدت في روسيا موردا موثوقا للأسلحة، فضلا عن كونها حليفا قويا لها في سوريا. وبحسب فيلافيردي، "يبدو أن الإيرانيين قد فهموا أن إرهاب تنظيم الدولة والقاعدة هي مشكلة يمكن أن تؤثر عليهم أيضا".
وأفادت بأنه من المتوقع أن تزيد تركيا أيضا من الإنفاق الرسمي في مجال الدفاع بنسبة 30 بالمائة خلال السنة المقبلة. ووفقا للمحلل بمركز برشلونة للشؤون الدولية، إدوارد سولير، فإن "تركيا تريد تأمين حدودها لمواجهة مشاكلها مع سوريا وضمان أمنها الداخلي، خاصة بعد كسر عملية السلام مع أكراد حزب العمال الكردستاني سنة 2015".
وأكدت أن سباق التسلح الأكثر خطورة في المنطقة لا يرجع فقط إلى الحد من التدخل الأمريكي، أو الخوف من العدو الداخلي للأنظمة الاستبدادية، أو الدوامة الشيطانية للمعضلة الأمنية، وإنما هناك عوامل أخرى أقل بروزا لكنها مهمة وعلى رأسها صعود روسيا كحليف سياسي وعسكري في المنطقة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن قوة الدول المصدرة للأسلحة ومحاولة إغوائها، وهي واشنطن ولندن وباريس وموسكو، تعد من بين الأسباب التي تفسر مساعي دول الشرق الأوسط نحو التسلح، وذلك من خلال شراء الطائرات المقاتلة والدبابات بمليارات الدولارات من شركاتهم.
========================