الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 21/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 21/2/2018

22.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة الالمانية والفرنسية :  
الصحافة البريطانية والايطالية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة الامريكية :
نيوزويك: هل يمكن لترامب وبوتين تحقيق السلام في سوريا؟
جبريل محمد 20 فبراير 2018 21:59
بين موسكو وواشنطن هناك اتفاق على سلامة سوريا واستقرارها، وتمكينها من الحكم الشرعي، والمجتمع المدني وإعادة بناء بنيته التحتية، حتى إيران قد لا تعترض على مثل هذه النتيجة، بشرط أن تظل سوريا طريقا فائق السرعة للأسلحة والتدريب والنقود وغيرها من أنواع المساعدة لقيادات في حزب الله اللبناني.
وتساءلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، هل يمكن لروسيا والولايات المتحدة المساعدة في تحقيق السلام في سوريا، وخلق أساس للشرعية؟
وقالت، إن" المبعوث الخاص للأمم المتحدة "ستافان دي ميستورا" مستعد لمحاولة المساعدة في خلق أساس للشرعية، ويريد أن ينعش عملية السلام في جنيف التي يرأس مباحثاتها بين النظام والمعارضة تهدف لتنقيح الدستور السوري الحالي، بل واستبدال الرئيس بشار الأسد.
ووافق المفاوضون بوزارة الخارجية الروسية في جنيف يونيو 2012 على إجراء محدد يمكن أن يفضي إلى تغيير نظامي سلمي ومستقر في سوريا، لكن لم يكن بشار الأسد، ولا الرئيس فلاديمير بوتين سعداء بمضمون البيان الختامي لمجموعة العمل بشأن سوريا، وهي صيغة وافق عليها الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن التراجع الروسي بدأ قبل أن يجف الحبر، وكان تدخله العسكري في سبتمبر 2015 يهدف إلى قتل فكرة هيئة الحكم الانتقالي التي وصلت إليها الحكومة والمعارضة من خلال الموافقة المتبادلة، لكن التركيز اليوم على الدستور يعكس نجاح تدخل موسكو.
وتابعت، بعدما حمل الأسد على أكتاف الطيارين الروس والميليشيات التي يقودها الإيرانيون، تمكن من السخرية من محادثات السلام التي أجرتها الأمم المتحدة تحت إشراف الأمم المتحدة، ومع التحول على أرض الواقع، رفض بشكل ثابت إشراك وفد المعارضة في المناقشات.
وموسكو إذا أرادت أن يحدث عملية سلام ينبغي أن تكون عملية بطيئة تنطوي على دستور متغير ،وانتخابات وطنية، وبالنظر إلى الظروف التي خلقتها روسيا على أرض الواقع، فإن طريقتها المفضلة لتحقيق تقدم، هي استمرار معاناة الملايين.
ومن الواضح أن طبيعة حاشية الأسد ونظامه لا تسمح بتقاسم السلطة، أو منح السلطة لأي جهة، أو إظهار الاحترام لوثيقة قانونية، وستبذل طهران جهودا جادة لإبقاء السوريين خاضعين لحزب الله، وطهران، ولكن ماذا عن موسكو؟.
وكانت روسيا توسلت مؤخرا إلى المعارضة في فيينا للقدوم لسوتشي والمشاركة في المحادثات الدبلوماسية الروسية، وكل المعارضة تطالب بأن يوقف النظام هجماته القاتلة على المناطق السكنية في غوطة الشرقية وغيرها، لم تستطع موسكو أو لم تقدم.
الآن، يريد "ستافان دي ميستورا" تنظيم مناقشات جادة في جنيف حول مراجعة الدستور السوري أو استبداله، ويمكن موسكو إجبار عميلها للتعاون؟ وسوف تفعل؟
وإذا استمر القتل الجماعي للمدنيين السوريين، وخاصة إذا شارك الطيارون الروس، فقد تختتم واشنطن وشركاؤها حملة النوايا الروسية الحميدة في سوريا.
وتعلم موسكو جيدا أن المناقشات حول الأحكام الدستورية لا يمكن أن تحدث أي تغير، في حين تصب الطائرات والمدفعية قذائفها على المدنيين، ولكن هل سيتوقف القتل الجماعي؟ سوف نرى، بحسب الصحيفة.
وإذا استمر الذبح في سوريا المليئة بالكلور المروع، هل سوف تصل إدارة ترامب للنتيجة الصحيحة حول النوايا الروسية؟ أم أنها ستعاني من التردد والأمل أن تحدث معجزة، لتحقيق السلام في البلاد التي مزقتها الحرب منذ  2011.
==========================
نيويورك تايمز :ستيفن إرلنجر :شقاق أميركي - أوروبي في ميونيخ
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢١ فبراير/ شباط ٢٠١٨ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
بعد أعوام على حض الدول الأوروبية على التعاون وتعزيز وسائل الدفاع الأوروبية، يبدو أن أميركا غيّرت رأيها في المسألة، وتنظر بعين القلق إلى احتمال انتهاج القارة الأوروبية سياسات حمائية في القطاع الدفاعي. ووقعت الشكوك الأميركية في الدفاع الأوروبي وقع المفاجأة في مؤتمر الأمن في ميونيخ الأسبوع الماضي على مسؤولي الناتو الذين رحبوا بالتزامات الاتحاد الأوروبي الدفاعية الجديدة، بعد ضم روسيا القرم.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، دعمت واشنطن وقيادة الأطلسي مشروع «بنى التعاون الأمني والدفاعي الدائمة» الأوروبية المعروفة بـ «بيسكو»، ورحبت بزيادة أوروبا الإنفاق الدفاعي على برامج وطنية تعزز قدرات أوروبا القتالية، وتقلص النقص في العتاد بين الدول الأوروبية. وأنشأ الاتحاد الأوروبي صندوق بحوث دفاعية موازنته 5.5 بليون يورو سنوياً - وهذا مبلغ متواضع - بدءاً من 2020. والصندوق هذا و «بيسكو» هما في مثابة «ثورة ثقافية في بروكسيل»، وفق ما قالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي في مؤتمر ميونيغ.
وأعلنت نظيرتها الألمانية، أورسولا فون دير لاين «نريد أن تربطنا علاقات عابرة للأطلسي وأن نصير أوروبيين أكثر» في مجال الدفاع وأن تخلف أوروبا بصمة أكبر في النظام الدولي.
وفي الأيام الأخيرة، طعن مسؤولون أميركيون في المشاريع الأوروبية، وأعلنوا قلقهم من تقويض الدفاع الأوروبي المشترك «الناتو»، وإقصاء الصناعة العسكرية الأميركية من مناقصات بعض المشاريع الأوروبية. وفي وقت حذر السفير الأميركي الناتو، من حمائية أوروبية دفاعية، أعلنت كايتي ويلباغر، أبرز مساعدي وزير الدفاع الأميركي جايمس ماتيس، أن بلادها تسعى إلى تناغم «بيسكو» مع «الناتو»، وإلى التكامل بينهما، وعدم تقليص قوى الناتو ونقلها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأبدت دول «أطلسية» مقربة من روسيا، مثل بولندا، قلقها من سحب مبادرة الدفاع الأوروبية الموارد من تحت أقدام الناتو لتمويل مشاريع أخرى، على غرار حملة فرنسا العسكرية في شمال أفريقيا ضد «الجهاديين». ويرى مسؤول بارز في الناتو رفض الإفصاح عن اسمه، أن موقف الأميركيين يعود إلى سوء فهم البيت الأبيض المشروع الأوروبي، ويرى أن الموقف هذا يتحدر من اعتقاد دونالد ترامب أن حلفاء أميركا يستغلونها في قضايا التجارة. ولا شك في أن ثمة مبالغة في الموقف الأميركي، يقول المسؤول الأطلسي. فالأموال المخصصة لصندوق الدفاع الأوروبي أقل من واحد في المئة من موازنة الاتحاد وأقل من واحد في المئة من الإنفاق العسكري في الدول الأعضاء. ويرى نيكولاس بيرنز، وهو سفير أميركا سابق في الناتو واليوم أستاذ في هارفرد، أن الموقف الأميركي خاطئ، وليس في محله، ويدعو واشنطن إلى تحفيز إنفاق عسكري أوروبي أكثر فاعلية ونجاعة. ويرى بيرنز أن الاتحاد الأوروبي عاجز عن إرساء بنى دفاعية تنافس الناتو. ولكن في العام الحالي، قلما دار كلام مستشار الأمن القومي الأميركي، الجنرال هربرت ماكماستر، على أوروبا. ولم يتناولها ماتيس ومدير الـ «سي آي أي»، مايك بومبيو، بالذكر أبداً.
وطوال أعوام قبل إدارة ترامب، دعت أميركا الأمم الأوروبية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وإلى تولي شطر أوسع من المسؤوليات الأمنية الأوروبية. وأثمرت هذه الدعوات، وزاد الإنفاق الدفاعي زيادة فعلية في دول الناتو. وتتوقع قيادة الأطلسي أن 15 دولة من الدول الأعضاء (29 دولة) سيبلغ إنفاقها العسكري، في 2024، عتبة 2 في المئة من ناتجها المحلي في أقل تقدير. وهذا تقدم بارز، إذا اقترن مع إنفاق أكثر نجاعة يرجح التعاون والتكامل.
ويرى إيفو دالدر، وهو سفير أميركي سابق إلى الناتو شأن بيرنز، أن بلاده تعود اليوم إلى لغة نهاية عقد التسعينات، إثر بدء بريطانيا وفرنسا حينذاك التعاون الدفاعي المشترك. ويومذاك، حذرت مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأميركية، من الأخطار الثلاثية: خطر قطع روابط المساعي الأوروبية بـ «الناتو»، و «تكرار» أو استنساخ المساعي «الأطلسية»، والتمييز ضد دول «أطلسية» ليست في الاتحاد الأوروبي. ويقول دالدر أن واشنطن أخفقت في توجيه رسالة دعم واضح إلى أوروبا. وكان حرياً بها الترحيب بالمبادرة الأوروبية وزيادة الإنفاق عوض زرع الشقاق والخلاف. فإدارة ترامب ترى أن العالم عالم قوى متنافسة وغير حليفة. ويحسِب الرئيس الأميركي أن أوروبا قوة منافسة. وتنظر موسكو بعين الرضا إلى هذا الشقاق وهذا الحسبان. فمصدر قوة أميركا التقليدي مستمد من شبكة حلفائها الواسعة، على خلاف كل من روسيا والصين - وهما لا تبرمان الأحلاف وعلاقتها بالدولة علاقة زبائنية، يقول دالدر.
* مراسل، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، 19/2/2018، إعداد منال نحاس
==========================
 (واشنطن بوست): احتمالات جديدة تلوح في الأفق حول اندلاع صراعات بين أنقرة ودمشق بسبب عفرين
سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم /الثلاثاء/ الضوء على التحذير الذي وجهته تركيا إلى الحكومة السورية بشأن السماح بدخول الأكراد إلى شمال سوريا حيث تجرى معارك عنيفة يقودها الجيش التركي، ملمحة بأنها سوف تستهدف القوات السورية إذا ما حرصت على حماية المقاتلين الأكراد.
واعتبرت الصحيفة ـ في تعليق لها بثته على موقعها الإلكتروني – أن هذا التحذير من شأنه أن يشعل صراعا محتملا بين القوات التركية والقوات السورية المدعومة من إيران وروسيا، والتي يعد انتشارها على طول الحدود التركية بمثابة الخطوة الأولى نحو استعادة سيطرة قوات الرئيس بشار الأسد على هذه المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن تحذير أنقرة جاء عقب إعلان التلفزيون السوري بأن القوات الموالية للحكومة سوف تصل عفرين في غضون ساعات لدعم القوات المحلية في مواجهة ما سمته بـ”العدوان التركي”، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق مع الميليشيات الكردية التي تسيطر على المدينة.
وأضافت” إن تفاصيل الاتفاق بين دمشق ووحدات حماية الشعب الكردية لم تعلن من جانب أي من الطرفين، غير أن المسئولين الأكراد أكدوا أن الطرفين أجروا محادثات مطولة في هذا الشأن”.
يذكر أن قوات الأسد لا تحظى بأي تواجد لها في عفرين منذ انسحابها من معظم مناطق شمال سوريا في 2012، أي عقب وقت قصير منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد، لذا فإن عودة القوات السورية إلى المنطقة من شأنه أن يزيد من تعقيدات الموقف الراهن، وقد يؤدي ذلك إلى مواجهات غير مرغوب بها كما ذكرت الصحيفة الأمريكية
==========================
نيويورك تايمز: هكذا استغلت إيران الأوضاع في سوريا لتطويق إسرائيل.. والكل متخوف من الحرب
هاف بوست عربي
نجحت إيران، في السنوات القليلة الماضية، ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، في فرض أجندتها بسوريا، ودعم حليفها بشار الأسد حتى لا يسقط، وكذلك زرع ميليشيات لها تُطوِّق إسرائيل من الأراضي السورية، مما أثار مخاوف تل أبيب بشكل كبير.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الإثنين 19 فبراير/شباط 2018، إن تدمير الطائرة الإيرانية من دون طيار فوق إسرائيل وإسقاط مقاتلة إسرائيلية بعد قصف مواقع داخل سوريا- لفتا الأنظار إلى مدى العمق الذي رسَّخت به إيران نفسها في سوريا، ما يعيد رسم الخريطة الاستراتيجية للمنطقة.
وينتشر مستشارون تكتيكيون من الحرس الثوري الإيراني في قواعد عسكرية بمختلف أنحاء سوريا. ويظهر قادته بانتظام على خطوط الجبهات لقيادة المعارك. وأنشأت إيران، وما زالت تدعم، ميليشيات قوية لديها الآلاف من المقاتلين الذين درَّبتهم في سوريا. وجلبت معها تقنيات جديدة، مثل الطائرات من دون طيار؛ للتجسس على الأعداء وربما مهاجمتهم من السماء.
صراع جديد بين إيران وإسرائيل
ويقول المسؤولون الإسرائيليون وأعداء إسرائيل، على حدٍ سواء، للصحيفة الأميركية، إنَّ أي صراعٍ جديد بين إسرائيل وإيران، أو أيٍ من حلفائها، قد يحشد شبكة إيران الواسعة من الميليشيات الوكيلة في بلدان عدة، وهو ما تشير إيران إليه باسم "محور المقاومة".
قال كامل الوزني، مؤسِّس مركز الدراسات الاستراتيجية الأميركية، في بيروت: "إن وقعت حربٌ فستكون إقليمية. وأي مواجهة ستكون بين جبهة المقاومة كاملةً ضد إسرائيل وداعميها".
وتدخَّلت إيران وحلفاؤها في سوريا بداية الأمر؛ للدفاع عن حكم بشار الأسد ضد المعارضة السورية، بعد اندلاع الحرب الأهلية في 2011، وساعدوا لاحقاً قواته ضد جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإنه مع خسارة المعارَضة الأرض وعدم وجود تهديدٍ حقيقي واضح لحكم الأسد، بقيت إيران وحلفاؤها، وحوَّلوا تركيزهم إلى إقامة بنْية تحتية تهدد إسرائيل، مثلما يقول المحللون.
فقال أمير توماج، وهو باحث يدرس إيران بمركز الدفاع عن الديمقراطيات: "في حالة نشوب حربٍ أخرى، فسيكون الهدف النهائي هو جعل سوريا جبهة جديدة بين إسرائيل وحزب الله وإيران. وهم لا يجعلون ذلك هدفاً فحسب؛ بل وواقعاً كذلك".
بناء "محور المقاومة"
وبحسب الصحيفة الأميركية، يتحدث القادة الإيرانيون علانيةً عن عملهم لبناء محور المقاومة هذا ضد النفوذ الأميركي والإسرائيلي. ويقول المحللون والمسؤولون إنَّ أحد الأمور الرئيسية للاستراتيجية الإيرانية هي الاعتماد، ليس على القوة العسكرية التقليدية أو السيطرة على الأرض، وهو ما يمكن لإسرائيل قصفه بسهولة؛ بل على بناء علاقات مع القوى المحلية التي تشارك إيران أهدافها وتستفيد من دعمها وخبرتها.
ومكَّن هذا النهج إيران من تعزيز قوتها في العالم العربي وتقليص التهديد المحيط بقواتها وأرضها. وخلقت أيضاً مشكلةً لبلدان، بينها الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، والتي تخشى نفوذ إيران المتنامي وعانت من أجل التوصل إلى سبلٍ لإيقافه، بحسب الصحيفة الأميركية.
وبحسب "نيويورك تايمز"، بدأ البعض في إسرائيل يشيرون إلى "حرب شمالية أولى" محتملة، ويعنون بذلك أنَّ إسرائيل سيتعين عليها أن تقاتل عبر الحدود مع كلٍ من سوريا ولبنان. ويقول الكثير من الإسرائيليين إنَّ الخطر لا يأتي من الميليشيات الجديدة المدعومة إيرانياً فقط؛ بل أيضاً من الجهود الإيرانية لمنح أسلحة متطورة عالية الدقة قادرة على ضرب البنى التحتية الحساسة، لحزب الله، أقوى قوة خارجية حليفة لإيران وأكثرها خبرة.
ممر أرضي من إيران إلى العراق
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنَّ إيران وحلفاءها يسعون لإقامة ممرٍ أرضي من إيران إلى البحر المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان؛ من أجل تسهيل نقل هذه الأسلحة وبناء مصانع تحت الأرض لتصنيعها في لبنان وسوريا. وقصفت إسرائيل قوافل في سوريا، يُعتَقَد أنَّها تحمل أسلحة متطورة إلى حزب الله، لكنَّ طبيعة الحزب السرية تجعل من الصعوبة تحديد أي الأسلحة أفلتت وإذا ما كانت مصانع الأسلحة التابعة له تعمل أم لا.
وقد تسحق تلك الأسلحة، مقرونةً بالأغطية النارية الكثيفة الآتية من أكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة لا تتمتَّع بقدرات إصابة عالية الدقة وتقول إسرائيل إنَّ حزب الله يمتلكها- الدفاعات الإسرائيلية.
وقال ياكوف أميدرور، المستشار السابق للأمن القومي في إسرائيل: "لن تواجه إسرائيل كمّ (الصواريخ) فحسب؛ بل وكذلك التهديد الذي يواجه المواقع الاستراتيجية الضعيفة". وأضاف: "كل واحدٍ منهما يُمثِّل إشكالية؛ ومعاً، سيكونان مُدمِّرَين"، مشيراً بذلك إلى الجمع بين كلٍ من الأسلحة الأكثر دقة والجبهة الجديدة.
وأثارت التحركات الإيرانية بالمنطقة قلق الولايات المتحدة. فقال الجنرال هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، في مؤتمر ميونيخ للأمن: "الأمر المثير للقلق على نحوٍ خاص، هو أنَّ هذه الشبكة من الوكلاء تصبح قوية أكثر فأكثر في ظل تقديم إيران المزيد والمزيد من الدعم. لذا، نعتقد أنَّ الوقت حان للتحرك ضد إيران"، بحسب الصحيفة الأميركية.
توسيع النفوذ الإيراني
وفي أثناء توسيعها نفوذها بسوريا في السنوات الأخيرة، اتبعت إيران نموذجاً قياسياً. ففي لبنان بالثمانينيات، ساعدت على تأسيس حزب الله، الذي تطور منذ ذلك الحين ليصبح القوة العسكرية المهيمنة بالبلاد ويصير بحد ذاته قوة إقليمية تشارك في الحروب بسوريا والعراق واليمن. وبالعراق، رعت إيران مجموعة من الميليشيات، في حين طوَّرت ارتباطات عميقة بالاقتصاد والنظام السياسي العراقي.
ومنحت الحرب في سوريا إيران فرصةً لدفع ذلك المشروع، عن طريق ربط حلفائها بأنحاء الشام معاً.
وطرد مقاتلون من حزب الله المعارَضة السورية قرب الحدود اللبنانية، وأرسلت إيران مستشارين لمساعدة قوات الأسد المحاصَرة في السنوات الأولى من الحرب.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإنه بحلول عام 2013، كانت قوات الأسد على حافة الانهيار، وتدخَّلت إيران بصورة أكثر قوة، واضطلعت بعمليةٍ إقليمية واسعة للتدريب والتسليح ونقل الآلاف من رجال الميليشيات الشيعة من الخارج إلى سوريا؛ لقتال المعارضة وجهاديي داعش.
تتراوح تقديرات أعداد العسكريين الإيرانيين في سوريا اليوم بين 1000 وبضعة آلاف قليلة. وفي حين يشارك البعض في القتال بصورة مباشرة، فإنَّ معظمهم مدرِّبون وقادة وخبراء يُقدِّمون المشورة للجيش السوري ويشرفون على الميليشيات. وتُعَد الميليشيات، التي قد يبلغ عدد مقاتليها 200 ألف، هي ما تمنح إيران قوتها الحقيقية، بحسب الصحيفة الأميركية.
ويضم هؤلاء المقاتلون نحو 6 آلاف من حزب الله. ومعظم أفراد الميليشيات الآخرين -الذين يأتون من أفغانستان والعراق ولبنان وباكستان ومناطق أخرى- جاءوا للقتال في سوريا بعد إغرائهم بالمال واستحثاث إيمانهم الشيعي. وبالفعل، يرى معظمهم الحرب في سوريا من منظورٍ ديني، باعتبارها جهاداً ضد أعداء دينهم.
قال علي ألفونه، الباحث بالمجلس الأطلسي والذي يتتبع التقارير حول المقاتلين الأجانب الذين يُقتلون بسوريا، إنَّ عدد القتلى المُبلَّغ عنهم تراجع بصورة كبيرة بعد حصول أولئك الذين يقاتلون لصالح الأسد على اليد الطولى في الحرب. لكن بدلاً من ترك البلاد، بدا أنَّ الميليشيات تنقل أنظارها صوب إسرائيل، بحسب الصحيفة الأميركية.
وأضاف ألفونه: "أدركت إيران أنَّه من الممكن فعلاً أن تُبقي على جبهةٍ ضد إسرائيل، لا يوجد فيها حربٌ ولا سلام كذلك".
وفي بحثه، قال ألفونه إنَّه حدَّد 3 قواعد إيرانية تشرف على العمليات بمناطق كبيرة من سوريا: واحدة بالقرب من حلب في الشمال، واثنتان بجنوب العاصمة دمشق، بالإضافة إلى سبع قواعد تكتيكية صغيرة قرب خطوط الجبهات النشطة، حيث يوجد لإيران ووكلائها حضور.
إسرائيل قلقة
وبحسب الصحيفة الأميركية، تثير فكرة الوجود الإيراني الدائم بسوريا قلق إسرائيل، التي تخشى أن تواجه هناك تهديداً مماثلاً لذلك الذي يشكِّله حزب الله في لبنان. ويقول المحللون القريبون من إيران ووكلائها، إنَّ تلك بالضبط هي الفكرة.
وقال علي رزق، وهو محلل لبناني يكتب لصالح موقع "المونيتور"، وهو موقع إخباري يركز على الشرق الأوسط: "الأمر أشبه باستنساخ نموذج حزب الله". وقال إنَّ إيران بالفعل تُدرِّب مقاتلين في جنوب سوريا؛ حتى يترك حزب الله وراءه نموذجاً سوريّاً إذا ما قلَّص وجوده في سوريا مثلما تعهَّد قادته.
وفي الشهور الأخيرة، زار اثنان -على الأقل- من قادة الميليشيات العراقية الحدود اللبنانية-الإسرائيلية إلى جانب حزب الله، ويقول أعضاء الميليشيا إنَّ الويارات تضمَّنت تطوير خطط حول الكيفية التي قد يتعاونون بها في أي صراعٍ مستقبلي.
عادت الحياة إلى طبيعتها في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل منذ يوم المعركة في 10 فبراير/شباط 2018، ويعمل منتجع التزلج فوق جبل الشيخ كالمعتاد. ولم يكن هناك أي شعور بين الإسرائيليين بأنَّ هناك استعدادات للحرب.
لكنَّ الإسرائيليين وكثيراً من اللبنانيين قلقون منذ وقتٍ طويل حول أنَّ حرباً أخرى بين حدوديهما حتمية. وصعَّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطابه يوم الأحد 18 فبراير/شباط 2018، في مؤتمر ميونيخ للأمن، وحذَّر قادة إيران من أنَّ إسرائيل ستتحرك، "ليس فقط ضد وكلاء إيران الذين يهاجموننا؛ بل وضد إيران نفسها"، إذا ما اضطُرت إسرائيل، بحسب الصحيفة الأميركية.
الخوف من الدمار
وبحسب الصحيفة الأميركية، يقول كلا الجانبين إنَّهما لا يريدان الحرب، ومنعَ الخوفُ من الدمار الواسع والقتلى المدنيين نشوب أعمال عدائية جديدة منذ الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في 2016. لكن، كلما زاد ترسُّخ حلفاء إيران، زاد الضغط الذي قد يواجهه القادة الإسرائيليون لشن ضربة، وزادت فرص ارتكاب أي من الطرفين حساباتٍ خاطئة أو خطأ قد يشعل أعمالاً عدائية جديدة.
عبَّر بعض المحللين عن آمالهم في أنَّ تعمل روسيا، التي تدخَّلت هي الأخرى بسوريا نيابةً عن الأسد، ككابحة للطموحات الإيرانية. وتعاونت روسيا مع إيران في الحرب، لكنَّها تسعى أيضاً للحفاظ على علاقاتٍ جيدة مع إسرائيل.
ومن الجدير بالملاحظة أنَّ روسيا لم تحتجَّ علناً حين قصفت إسرائيل قوافل يُعتَقَد أنَّها مرتبطة بحزب الله. ويتساءل آخرون: إلى أي مدى قد يقبل الشعب السوري المشروع الأيديولوجي الإيراني؟ لافتين إلى أنَّ جزءاً صغيراً فقط من السكان يشاركون إيران مذهبها الشيعي.
ويبقى الكثير حول نوايا إيران غير واضح. فبعد أيام من تدمير إسرائيل الطائرة من دون طيار، قال مسؤولو الجيش الإسرائيلي إنَّهم لا يزالون غير متأكدين مما إذا كانت مُسلَّحة أو أنها أُرسِلت في مهمة مراقبة أو كانت مجرد اختبار للدفاعات الإسرائيلية.
وقال العميد تومر بار، رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي، للصحفيين: "من المهم للغاية لنا، فهم هذه المهمة. علينا أن نفهمها وسنُحقِّق فيها حتى النهاية".
==========================
نيويورك تايمز: ما هي استراتيجية إيران القادمة بسوريا؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، تكشف فيه عن عمق الوجود الإيراني في سوريا، وخططها بعد دعم نظام بشار الأسد وإنقاذه لتوجيه الحرب باتجاه إسرائيل.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن اختراق الطائرة دون طيار الإيرانية المجال الجوي الإسرائيلي هذا الشهر عمق المخاوف حول ما إذا كانت هناك حرب كارثية جديدة ستواجه الشرق الأوسط؛ وذلك بسبب ما نتج عنها من سلسلة سريعة من الضربات والضربات المضادة.  
وتبين الصحيفة أن المواجهات المتتالية انتهت بسرعة بعد تدمير الطائرة دون طيار، وإسقاط الطائرة الإسرائيلية بعد قصفها لمواقع في سوريا، مشيرة إلى أن هذا كله لفت الانتباه إلى "عمق إيران في سوريا"، الذي تعيد فيه رسم الخارطة الاستراتيجية للمنطقة.
ويلفت التقرير إلى أن إيران نشرت مستشارين تكتيكيين من الحرس الثوري في القواعد العسكرية في أنحاء سوريا جميعها، حيث يظهر قادتها بانتظام في الخطوط الأمامية لقيادة المعارك، بالإضافة إلى بناء ودعم شبكة من المليشيات القوية، التي تضم آلافا من المقاتلين المدربين في سوريا، مشيرا إلى أنها أدخلت تكنولوجيا جديدة إلى القتال، مثل الطائرات دون طيار وتقنيات التجسس على الأعداء، في حال لم تكن قادرة على القيام بهجمات جوية.
وتفيد الصحيفة بأن كلا من المسؤولين الإسرائيليين وأعدائهم يرون أن أي نزاع جديد بين إسرائيل وإيران، أو أي من حلفائها، قد يؤدي إلى حشد إيران الشبكة الواسعة من الوكلاء المتشددين التابعين لها في بلدان عديدة، الذين تشير إليهم إيران على أنهم "محور المقاومة".
وينقل التقرير عن مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية الأمريكية في بيروت كامل وازن، الذي يدرس سياسات الولايات المتحدة وإيران في الشرق الأوسط، قوله: "إذا كانت هناك حرب، فإنها ستكون إقليمية"، وأضاف أن "أي مواجهة ستكون مع جبهة المقاومة ضد إسرائيل وداعميها".
وتذكر الصحيفة أن إيران دخلت مع حلفائها لأول مرة إلى سوريا للدفاع عن حكم بشار الأسد ضد الثوار في عام 2011، إلا أنه بعد أن بدأت قوات الثورة بالتراجع، وخف الخطر الذي يهدد النظام، فإن إيران وحلفاءها عملوا على تحويل انتباههم لإقامة بنى تحتية تهدد إسرائيل، حيث تواصل إيران تدريب المقاتلين وتجهيزهم، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء في العراق ولبنان؛ أملا في إقامة جبهة موحدة في حالة نشوب حرب جديدة.
وبحسب التقرير، فإن محللين ومسؤولين يرون ذلك على أنه الهدف الأساسي لاستراتيجية إيران، ليس فقط الاعتماد على المعدات العسكرية التقليدية، أو السيطرة على الأراضي، التي يمكن لإسرائيل أن تقصفها بسهولة، بل أيضا بناء علاقات مع القوات المحلية التي تشترك في أهدافها مع إيران، وتستفيد كذلك من خبرتها وتمويلها.
وتجد الصحيفة أن "إيران استطاعت بهذه الطريقة تعزيز قوتها في العالم العربي، مع تقليل التهديد الذي تواجهه داخل أراضيها، وهو ما خلق مشكلة لعدة دول، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، التي تخشى من النفوذ الإيراني المتزايد، وتكافح من أجل التوصل إلى سبل لإيقافه".
وينوه التقرير إلى أن بعض القادة في إسرائيل باتوا يتحدثون عن احتمال نشوب "الحرب الشمالية الأولى"، وهو ما قد يدفع إسرائيل للقتال على الحدود اللبنانية والسورية في وقت واحد، مشيرا إلى أن الكثير من الإسرائيليين يقولون إن الخطر ليس فقط من المليشيات المدعومة من إيران، بل أيضا من الجهود الإيرانية لتزويد حزب الله، الجماعة الوكيلة لها، بأسلحة متقدمة، وعالية الدقة، وقادرة على ضرب أهداف حساسة في البنية التحتية الإسرائيلية.
وتبين الصحيفة أن إيران وحلفاءها يسعون إلى إقامة ممر بري من إيران إلى البحر المتوسط، من خلال العراق وسوريا ولبنان؛ لتسهيل نقل هذه الأسلحة، ولبناء مصانع تحت الأرض، لتصنيعها في لبنان وسوريا، لافتة إلى قيام إسرائيل بقصف قوافل في سوريا، يعتقد أنها تحمل أسلحة متقدمة لحزب الله، إلا أن طبيعة الحزب السرية، تجعل من الصعب تحديد الأسلحة التي تم الحصول عليها، وما إذا كانت القوافل تحمل أسلحة متقدمة.
ويكشف التقرير عن أن المسؤولين الإسرائيليين يقدرون ترسانة حزب الله بأكثر من 100 ألف قذيفة وصاروخ دون قدرات استهداف عالية الدقة، التي تقول إسرائيل إنه يمتلكها بالفعل، ويمكنها أن تهدد الدفاعات الإسرائيلية.
وتقول الصحيفة إن التحركات الإيرانية في المنطقة أثارت قلق الولايات المتحدة، حيث قال مستشار مسؤول شؤون الأمن القومي الأمريكي الجنرال أتش آر مكماستر في مؤتمر ميونيخ للأمن: "ما يثير القلق بشكل خاص هو شبكة الوكلاء هذه التي تكتسب المزيد والمزيد من القدرة، فيما تزرع إيران المزيد والمزيد من الأسلحة المدمرة في هذه الشبكات"، وأضاف: "حان الوقت الآن للتحرك ضد إيران".
ويشير التقرير إلى أن إيران اتبعت في السنوات الأخيرة نموذجا موحدا ساعدها على توسيع نفوذها في سوريا، فساعدت في لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي على خلق حزب الله، الذي تطور منذ ذلك الحين إلى قوة عسكرية مهيمنة في البلاد، وقوة إقليمية في حد ذاتها، وشارك في حروب سوريا والعراق واليمن، لافتا إلى أن إيران قامت في العراق برعاية مجموعة من المليشيات مع تطوير روابط عميقة مع الاقتصاد العراقي والنظام السياسي.
وتذهب الصحيفة إلى أن الحرب في سوريا منحت إيران فرصة جديدة للتقدم في هذا المشروع، من خلال ربط حلفائها في بلاد الشام معا، ففي البداية، واجه مقاتلو حزب الله الثوار السوريين، بالقرب من الحدود اللبنانية، كما أرسلت إيران مستشارين لمساعدة قوات الأسد المنهكة خلال السنوات الأولى من الحرب.
ويستدرك التقرير بأنه بحلول عام 2013، فإن إيران تدخلت بقوة أكبر، وقامت بعملية إقليمية واسعة لتدريب وتسليح ونقل الآلاف من رجال المليشيات الشيعية من الخارج إلى سوريا؛ لمحاربة الثوار وتنظيم الدولة.
وتلفت الصحيفة إلى أن عدد العسكريين الإيرانيين في سوريا يتراوح اليوم ما بين مئات الآلاف إلى الآلاف، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يشارك فيه البعض منهم بشكل مباشر في القتال، إلا أن معظم هؤلاء مدربون، فهم إما قادة أو خبراء، يقدمون المشورة لجيش النظام، ويشرفون على المليشيات الأخرى، التي تضم ما يصل إلى 20 ألف مقاتل.
ويورد التقرير أن حوالي ستة آلاف مقاتل من حزب الله من بين هؤلاء المقاتلين، منوها إلى أن معظم أفراد المليشيات المتبقية جاءوا من أفغانستان والعراق ولبنان وباكستان وأماكن أخرى.
وتنقل الصحيفة عن الباحث في "المجلس الأطلسي" علي الفونة، الذي يتابع تقارير مقاتلي المليشيات الأجنبية الذين قتلوا في سوريا، قوله إن عدد الوفيات المبلغ عنها بين صفوف هذه المليشيات انخفض إلى حد كبير، ويعزو السبب إلى أن الذين يقاتلون من أجل النظام أصبحت لهم اليد العليا في الحرب، لكنهم بدلا من مغادرة البلاد فإن أنظارهم تحولت نحو إسرائيل، وأضاف الفونة أن "إيران فهمت أنه من الممكن فعلا الحفاظ على جبهة ضد إسرائيل، حيث لا يوجد حرب ولا سلام أيضا" .
وبحسب التقرير، فإن الفونة حدد ضمن البحث الذي قام به وجود ثلاث قواعد إيرانية رئيسية، تشرف على العمليات في أجزاء كبيرة من سوريا؛ واحدة بالقرب من حلب في الشمال، واثنتين في جنوب العاصمة دمشق، بالإضافة إلى سبع قواعد تكتيكية أصغر بالقرب من الخطوط الأمامية النشطة، حيث توجد إيران ووكلاؤها.
وتنوه الصحيفة إلى القلق الإسرائيلي من فكرة وجود دائم لإيران في سوريا، حيث تخشى إسرائيل من مواجهة تهديد لها في سوريا، على غرار ما يشكله "حزب الله" في لبنان، لافتة إلى أنه بحسب محللين قريبين من إيران ووكلائها، فإن هذا هو الهدف الإيراني بالضبط.
ويشير التقرير إلى زيارة قيادات من المليشيات العراقية إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية برفقة قيادات من حزب الله، حيث قال أعضاء هذه المليشيات إن الزيارات تضمنت وضع خطط لكيفية تعاونهم في نزاع مستقبلي ضد إسرائيل.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن بعض المحللين عبروا عن أملهم في أن تكون روسيا، التي تدخلت أيضا في سوريا، قادرة على الحد من طموحات إيران، فروسيا، التي تعاونت مع إيران خلال الحرب السورية، تسعى أيضا إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع إسرائيل.
==========================
نيويورك تايمز: لا حل في سوريا دون موافقة اميركا
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلا عن مصادر في البنتاغون أي وزارة الدفاع الأميركية ان الجيش الأميركي الذي احتل 28 بالمئة من الأرض السورية في منطقة الشمال واقام جيش حماية الشعب الكردي وتسليحه بالدبابات والمدرعات والمدفعية وعدده 60 الف مقاتل، كذلك اقام الجيش الأميركي جيش سوريا الديمقراطية من عشائر عربية وأهالي الرقة ودير الزور وقام بتسليحه أيضا بالدبابات والمدرعات والمدفعية واصبح عدد القوة تحت رعاية اميركا 95 الف مقاتل سوري من اكراد وعرب لن تسمح اميركا بوضع أي حل في سوريا دون موافقتها والا فان مع الجيش الأميركي والطيران الأميركي الموجود في المنطقة في شمال سوريا عبر قاعدة جوية أميركية تم اقامتها بمحافظة الحسكة مع 95 الف مقاتل كردي وعربي سيرفضون أي حل تضعه روسيا بالاتفاق مع النظام السوري دون موافقة واشنطن والجيش الأميركي، اضافت صحيفة نيويورك تايمز انه بات مستحيلا ضرب القوة الكردية وجيش سوريا العربية وهم تحت الغطاء الجوي الأميركي الذي سيمنع أي غارة او قصف مدفعي على منطقة شمال سوريا وستقوم الطائرات الأميركية بقصف أي مركز يقصف مناطق شمال سوريا حيث الجيش الأميركي والكردي وجيش سوريا الديمقراطية.
من جهة أخرى أعلنت دمشق ان وجود الجيش الأميركي في شمال سوريا هو احتلال ولا يستند الى قانون دولي او قرارا من مجلس الامن او طلب من الدولة السورية وطالبت دمشق الجيش الأميركي بالانسحاب من سوريا.
الجيش الأميركي يرفض الانسحاب ويقول انه سيبقى في سوريا يحتل 28% من أراضيها ولو أدى ذلك الى سنوات لحين التوصل الى حل يتوافق عليه اميركا وليس روسيا لوحدها، وتقوم الطائرات الأميركية من طراز اف 15 بحماية شمال سوريا حيث تنطلق الطائرات الأميركية من 4 قواعد جوية لها في العراق لضرب أي تقدم يقوم به الجيش العربي السوري او حلفائه، وهكذا باتت اميركا شريكا في سوريا بالقوة اما القوات الروسية فلن تهاجم المراكز الأميركية والجيش الاميركي باق يحتل شمال سوريا وقد قام بفتح الحدود السورية مع العراق وتركيا وتعيش المناطق التي يسيطر عليها الجيش الأميركي وهي 28% من ارض سوريا ازدهار وحركة تجارية ثلاثية سورية عراقية تركية. كما نزح الى محافظة الرقة والى الحسكة حوالي نصف مليون لاجئ سوري ليعيشوا بأمان في ظل سيطرة الجيش الأميركي وحمايته لمناطقهم، ويبدو ان حوالي مليون لاجئ يؤيدون التوجه نحو محافظة الرقة وخاصة محافظة الحسكة في مدينة القامشلي عاصمة محافظة الحسكة لكن جيش حماية الشعب الكردي يمنعهم حتى الان من دخول هذه المنطقة.
==========================
الصحافة الالمانية والفرنسية :
دير تاغسشبيغيل :هل تتعاون ألمانيا مع نظام الأسد ضد الإرهاب؟
أثار إعلان رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي أن دي) برونو كاهل عن وجود ضرورة للحوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشأن الإرهاب؛ جدلا سياسيا وتأييدا ومعارضة من الأحزاب السياسية الألمانية لهذه الدعوة.
وذكرت صحيفة "ديرتاغسشبيغيل" الصادرة الثلاثاء أن حديث كاهل معها بشأن ضرورة الحوار بين جهازه والنظام السوري حول الإرهاب، وتكراره هذه الدعوة خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن والسياسات الدفاعية، وجد تأييدا من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه المستشارة أنجيلا ميركل، ومن الحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك في الحكومة الألمانية الجديدة، ومن الحزب الديمقراطي الحر، وحزب بديل لألمانيا اليميني الشعبوي المعادي للإسلام، في حين عارض الدعوة حزبا الخضر واليسار المعارضان.
وأشار برونو كاهل -حسب الصحيفة- إلى أن "هذا الحوار ضروري للحصول من نظام الأسد على معلومات حول تنظيمي الدولة والقاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى، وتقليل أي أخطار إرهابية محتملة على ألمانيا".
صحيح وصعبوفي تأييد لدعوة رئيس الاستخبارات الألمانية وصف أرمين شوستر رئيس لجنة مراقبة عمل أجهزة الاستخبارات بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) حوار ألمانيا مع النظام السوري حول الإرهاب بالأمر الصحيح.
وقال شوستر -وهو قيادي بالحزب المسيحي الديمقراطي- لصحيفة ديرتاغسشبيغيل إن ألمانيا لا يمكنها في منطقة شديدة الأهمية الجيواستراتيجة وملتهبة مثل الشرق الأوسط أن تترك الأمور للصدفة، وتكون لديها ثغرات أمنية هناك.
ونوه رئيس لجنة مراقبة الاستخبارات في البرلمان الألماني بأن اللجنة التي يترأسها "ستراعي الحساسية السياسية في تعامل جهاز "بي أن دي" مع نظام الأسد أو غيره من الأنظمة الديكتاتورية الأخرى".
وبكلمات مماثلة قال بوركهارد ليشكا ممثل الحزب الاشتراكي بلجنة مراقبة عمل أجهزة الاستخبارات الألمانية في (البوندستاغ) إن حوار أجهزة استخبارات الدول الديمقراطية مع أنظمة استبدادية أشبه بالمشي على حافة سكين، لكن لا مفر من تواصل الاستخبارات الخارجية الألمانية مع مثل هذه الدول إذا تعلق الأمر بالمساعدة في مصائر مواطنين ألمان.
رئيس الاستخبارات الألمانية دعا للتعاون مع نظام الأسد في مؤتمر ميونيخ للأمن (الجزيرة)
وذكرت دير تاغسشبيغيل أن جهود الاستخبارات الخارجية الألمانية في سوريا أسفرت عامي 2013 و2016 عن إطلاق سراح صحفي وصحفية اعتقلا من قبل نظام الأسد والمعارضة الإسلامية المسلحة.
ورغم تأييد ألكسندر غراف لامبسدورف نائب رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الحر في البرلمان الألماني "حوار جهاز بي أن دي بشأن حماية مواطنين ألمان مع أنظمة لا يمكن لألمانيا التعاون معها"؛ فقد حذر الاستخبارات الألمانية من الوقوع ضحية معلومات مضللة.
وذكّر لامبسدورف الاستخبارات الألمانية بتقديم شخص عراقي لها معلومات عن امتلاك نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل، واستناد الرئيس الأميركي جورج بوش إلى هذه المعلومات كمبرر لغزو العراق عام 2003.
وفي الاتجاه نفسه، ذهب رومان رويش ممثل حزب بديل لألمانيا اليميني الشعبوي في لجنة مراقبة الاستخبارات بالبرلمان الألماني، واعتبر أن المطالبين بعدم الحوار مع الأنظمة الديكتاتورية مخطئون، لأن الاستخبارات الألمانية ليس بوسعها البحث عن أنظمة ملائمة، ورأى أن المحدد بهذا الموضوع هو مصالح ألمانيا.
تحفظ الخضر
من جانبه، عبر حزب الخضر عن تشككه في جدوى الحوار مع استخبارات النظام السوري، وقال أوميد نوري بور ممثل الخضر في لجنة الخارجية في البرلمان الألماني إن "أي تعاون مع الأسد أكبر سفاح فوق الكرة الأرضية سيثير أسئلة حول الثمن الذي ستدفعه ألمانيا".
وأكد نوري بور أن الحكومة الألمانية ملزمة بتعريف الرأي العام بشأن المعلومات التي ستحصل عليها من النظام السوري، وبإمكانية استخدام الأسد المعلومات التي سيحصل عليها من ألمانيا ضد معارضيه.
وكرر حزب اليسار رفضه المبدئي لأي تعاون مع أجهزة استخبارات الأنظمة الاستبدادية وغير الديمقراطية، وقال شتيقان ليبيش ممثل الحزب في لجنة الخارجية في البرلمان الألماني إن عدم مبالاة جهاز الاستخبارات الخارجية بمعلومات انتزعت بواسطة التعذيب يعني أنه يسير في اتجاه خاطئ.
==========================
لوفيغارو :جورج مالبرونو :سورية مسرح حروب جديدة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢١ فبراير/ شباط ٢٠١٨ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
جبهة للحؤول دون استقلال الأكراد في شمال سورية، وجبهة أخرى لوقف تقدم إيران ومن يدور في فلكها في جنوبها: مثل هذه الجبهات يشتعل اليوم في سورية، إثر هزيمة داعش وخسارتها «كيانها» الجغرافي في شرق البلاد. واليوم، لا تدور النزاعات المقلقة والخطرة بين بشار الأسد ومعارضيه، بل بين قوى إقليمية أو دول جارة لسورية تريد حماية مصالحها إلى حين نهاية الحرب. ففي جوار جيب عفرين، في شمال غربي سورية، تقصف المدفعية التركية، منذ 4 أسابيع، البنى التحتية العسكرية لحزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي، في وقت أن الهجمات الجوية الإسرائيلية في جنوب سورية تشير إلى أن الدولة العبرية ترفض أن يستقر «حزب الله» و «إيران» على الدوام هناك. وبعد سبعة أعوام على اندلاع العنف، النزاع يتحول: بروز حروب في الحرب الدائرة قد تفوز فيها روسيا- وهي مطلقة اليد في البر السوري، وبشار الأسد. ويبدو أن أنقرة وتل أبيب تريان أن نظام الأسد هو أهون الشرور في الأمد القصير.
وقبل أيام، شارفت حرب إقليمية جديدة على الوقوع حين انطلقت طائرة درون إيرانية من قاعدة «تي فور» (المعروفة بالتيفور) في وسط سورية. والطائرة هذه حاكت نموذج الدرون الأميركي RQ طراز رقم 170، الذي وقع في إيران في 2011. وعطلت الدفاعات الإسرائيلية الدرون الإيرانية بعد 90 ثانية على تحليقها في أجواء إسرائيل. ورداً على الخرق هذا، شنت ثماني مقاتلات جوية إسرائيلية عدداً من الهجمات على أهداف في سورية. ولكن على خلاف ما درجت عليه الأمور، أي عودة المقاتلات الإسرائيلية سالمة، أطلقت عشرات الصواريخ على «أف – 16 إسرائيلية. فسقطت فوق الأراضي الإسرائيلية. واحتفت دمشق و «حزب الله» بنهاية القوة الإسرائيلية التي لا تقهر.
ولكن هل وقعت الدولة العبرية في فخ نصبه الأعداء الإيرانيون لتغيير قواعد الاشتباك الإسرائيلي فوق سورية؟ يرفض القادة في الجيش الإسرائيلي هذا الاحتمال. فسرعة رد دمشق تعود إلى قرار مشترك روسي وإيراني وسوري مفاده أن انتهاك الأجواء السورية لن يمر مرور الكرام. وكانت قوات روسية على مقربة من قاعدة التيفور. فاتصل الرئيس الروسي، فلادمير بوتين غاضباً ببنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي. «كان في وسع الروس الحؤول دون إطلاق الدرون الإيرانية، ولكنهم اختاروا الوقوف موقف المتفرج. وهذه رسالة قوية لم تغفلها إسرائيل»، أسرّ مسؤول عسكري إسرائيلي إلى الصحافي الإسرائيلي رونن برغمن في «نيويورك تايمز». وحال الاتصال بين بوتين ونتانياهو دون مواصلة إسرائيل الرد الانتقامي. ومنذ ايلول (سبتمبر) الماضي، تعاظم التدخل الإسرائيلي في سورية. ولم تعد الضربات الإسرائيلية تقتصر على قصف شحنات سلاح «حزب الله» في جوار الحدود اللبنانية، بل صارت تطاول مواقع في العمق السوري: قواعد عسكرية سورية ينزل فيها عملاء إيرانيون أو أتباعهم. وخلصت الدولة العبرية إلى أن الروس، شأن الأميركيين، لا يريدون إبعاد الخطر الإيراني، أي الميليشيات الإيرانية وتلك الموالية لإيران، 60 كلم عن حدودها الشمالية. وهذا مطلب إسرائيل منذ 2016، على قول الباحثة إليزابث تسوركوف. فـ «موسكو التزمت التزاماً موقتاً النأي بمقاتلين أجانب 5 إلى 7 كلم عن إسرائيل». ويبدو أن كرّ سبحة الهجمات الإسرائيلية على الجيش السوري أغضب موسكو فأجازت هذه رد الأسد.
وإلى تغير طبيعة الحرب في سورية، طرأ تغير جديد في جنوب سورية: تعاظم دعم إسرائيل للثوار مالياً (مبالغ لشراء سلاح من السوق السوداء) ومادياً (ذخائر). وتستفيد 7 فصائل على أقل تقدير من الدعم هذا. وساند الأميركيون هذه الفصائل المعارضة إلى حين قطع دونالد ترامب المساعدات عنها في نهاية 2017. وكانت غرفة قيادة العمليات العسكرية في عمان تسدد رواتب آلاف المتمردين السوريين في الجبهة الجنوبية. وحين توقف الدعم الأميركي، استكملته إسرائيل. ولكن هذه القوات أخفقت في إبعاد الميليشيات الإيرانية الولاء عن حدود إسرائيل.
ومنذ الثورة ضد الأسد في 2011، كانت الحدود الشمالية الإسرائيلية الجبهة الأكثر هدوءاً وأمناً. وإلى اليوم، لا تعتبر الدولة العبرية أن النظام السوري هو مصدر خطر مباشر عليها، بل ترى أن تبعيته لإيران هي مصدر الخطر. «في مناقشات الدوائر الأمنية في إسرائيل، تتصدر استعادة النظام السوري السيطرة على جنوب البلاد الأولويات، شرط أن يُبعِد الميليشيات الإيرانية»، تقول تسوركوف. وأوجه الشبه بين هذا الكلام وبين ما يقال عن قبول تركيا عودة النظام السوري إلى الحدود الشمالية – الغربية، إذا حال دون استقلال الأكراد، كبير. ولم يعد رحيل الأسد يتصدر أولويات أنقرة الإستراتيجية بعد القضاء على داعش. فالأولوية في تركيا اليوم هي للحؤول دون منطقة كردية مستقلة في الشمال. وقبل العملية التركية في سورية، اتفقت موسكو وأنقرة على قواعد تفادي الصدام بين قوتيهما.
والحملة التركية العسكرية هي جسر روسيا إلى ثلاثة أهداف، على نحو ما تقول صفحة مركز حميميم في سورية الفايسبوكية: 1) تقويض النفوذ الأميركي في سورية، 2) حمل الأكراد على التفاوض مع دمشق، 3) وتعزيز التعاون الروسي – التركي. ولكن موسكو لن تبلغ ما ترمي إليه إذا انزلقت الحملة التركية الى مواجهة طويلة الأمد بين أنقرة والأكراد السوريين، على شاكلة المواجهة بين «حزب العمال الكردستاني» والأتراك في العراق. وخطر مثل هذا الانزلاق كبير، في وقت تريد تركيا المضي قدماً الى الشرق نحو منبج، حيث تستقر القوات الأميركية. وإذا واصلت القوات التركية التقدم نحو الشرق، زادت أخطار مواجهات بين الحليفين الأطلسيين.
وموقف أنقرة عدائي من الولايات المتحدة التي سلحت أعداءها الأكراد. وقبل وصوله إلى أنقرة، سعى ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركية، إلى تهدئة الأكراد، وأعلن أن بلاده لم تمدهم بأسلحة ثقيلة. ولكن واشنطن لا تنوي التخلي عن الحلفاء الأكراد السوريين. وقواتها ترابط في سورية للحؤول دون انتصار إيران و «حزب الله» ودمشق في النزاع. وتوجيه الضربات الأميركية الأخيرة- وقضت فيها قوات موالية للأسد وقوات روسية عاملة في شركة خاصة- رسالة بائنة إلى الميليشيات الموالية لإيران وتركيا: عدم الاقتراب من القوات الأميركية- وعديدها نحو ألفي جندي- في شمال شرقي سورية.
* مراسل، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 16/2/2018، إعداد منال نحاس
==========================
الصحافة البريطانية والايطالية :
الجارديان: الدور الأمريكي في سوريا يقلق تركيا ويؤخر عملية السلام
03:04 م الثلاثاء 20 فبراير 2018
كتبت – إيمان محمود
مع دخول حوالي 1500 ممثل عن دول وكيانات ومنظمات دولية وسورية، للمحادثات حول سوريا التي انطلقت في مدينة سوتشي الروسية في نهاية يناير المُنصرم، غابت احدى أهم وأكبر الدول المشاركة في الحرب السورية؛ وهي الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن المحادثات لم تحقق أي نجاحًا في تحقيق السلام للبلد الذي يعاني الحرب والدمار على مدى سبع سنوات، توسطت فيها روسيا وتركيا وإيران، إذ كانت المعارضة السورية ونظام الرئيس السوري بشار الأسد يتوهمان بأنها سيحصلان خلال هذا المؤتمر على الخطة المستقبلية لما سيحدث في سوريا.
وأضافت أنه مع وجود القوى الدولية الثلاث، الذين يمتلكون قوات عسكرية موالية لها على الأرض السورية، قامت الولايات المتحدة بترسيخ وجودها بهدوء في شمال وشرق سوريا، عن طريق وكلائها من القوات الكردية المسلحة، بالإضافة إلى سعيها لإعادة بناء المناطق المُحررة من تنظيم داعش.
فقد أقامت القوات الكردية في سوريا منطقة تمتد شرق الفرات حتى الجنوب باتجاه الحدود العراقية -تمامًا كما فعلت القوى الإقليمية الأخرى- إذ تسيطر تركيا ووكلائها الآن على المنطقة الواقعة شمال حلب، في حين أن تسيطر روسيا وإيران على النفوذ وسط سوريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وفي الوقت الذي طمأن فيه الوجود الأمريكي حلفاء مثل السعودية وإسرائيل، التي تدعم هذا الوجود الطويل الأمد في المنطقة، إلا أن هذا الوجود يتسبب في قلق تركيا، التي تخشى من الاعتماد الأمريكي على قوات الحشد الشعبي الكردية، التي تتهما أنقرة بالتواصل مع حزب العمال الكردستاني المُدرج على لائحة المنظمات الإرهابية في تركيا.
وحذّرت الصحيفة من أن استمرار دعم الولايات المتحدة للقوات الكردية في سوريا، سيتسبب في تعزيز الانقسامات داخل سوريا، واستقطاع جزء من الأراضي السورية بعيدًا عن سيطرة الحكومة، ما يجعل احتمال التوصل إلى تسوية سلمية وموحدة أبعد من أي وقت مضى.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سوري يعمل مع الولايات المتحدة في محافظة الرقة التي تسيطر عليها القوات الكردية منذ طرد تنظيم داعش منها، العام الماضي، قوله إن "الحل السياسي في سوريا سيكون في شكل اتفاق بين الدول حيث يتفق الامريكان مع الروس والأكراد والإيرانيين ودول الخليج على من سيحتفظ بالنفوذ في مختلف المناطق".
وأضاف المصدر السوري أنه "بمجرد تقسيم الكعكة، سيكون هناك حل سياسي في سوريا".
وفي خطاب ألقاه ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، الشهر الماضي، في كاليفورنيا، أوضح أن التواجد الأمريكي في سوريا من شأنه أن "يوازن" التواجد الإيراني –غير المرغوب فيه- كما أنه يساعد في استمرار محاربة فلول تنظيم داعش في الوقت الذي يتراجع فيه إلى مخابئ صحراوية.وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن تواجد الولايات المتحدة في سوريا سيكون "طويل الأجل لضمان عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبتها بلاده في العراق ومنع عودة ظهور داعش".
ومن بضعة أيام؛ أطلق البنتاجون ميزانيته المقررة لعام 2019 التي تنص على وجود قوات لحوالي 6 الاف جندي أمريكي كجزء من التحالف ضد داعش في العراق وسوريا.
وتعتقد انقرة ان وحدات حماية الشعب تستفيد من المظلة الأمنية الأمريكية لإقامة منطقة حكم ذاتي أو دولة مستقلة على طول الحدود مع تركيا، كما يساورها القلق من استمرار الولايات المتحدة في التحالف.
ونقلت الصحيفة البريطانية، عن مسؤول تركي رفيع المستوى قوله: "بالنسبة لكثير من المسؤولين الأمريكيين وبعض دول الخليج، فإن القضية الرئيسية في الشرق الأوسط هي وقف تمدد إيران مهما كان الثمن".
وأكد أن القضية الأولى والأخيرة لتدخلهم في الحرب السورية هي "إيران وإيران ثم إيران .. الأراضي السورية أصبحت مجرد مسرح دولي للحرب بالوكالة ".
وواصلت الولايات المتحدة العمل مع القوات الكردية وإعادة بناء الجسور وتطهير الألغام وإصلاح البنية الأساسية مع وضع مسؤولين الأكراد في المناصب الإدارية المحلية الرئيسية، كما واصلت تقديم الدعم السياسي والعسكري للتحالف.
وقال سيبان هامو، القائد العام لوحدات حماية الشعب: "إن تعاون الأكراد مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يُعتبر نقطة انطلاق لمكافحة داعش، التي بدأت في كوباني واستمرت حتى دير الزور.
وأضاف "هناك أيضًا علاقات مع الإدارات السياسية، وهناك تنسيق وعمل مشترك في جهود التعمير والإدارة .. وليس لدينا أي تطلعات أو مشاكل مع أهالي هذه المناطق".
استمر هذا التعاون في إزعج تركيا، التي شنت عملية "غصن الزيتون" الشهر الماضي في مدينة عفرين السورية الواقعة قرب حدودها، ضد وحدات حماية الشعب الكردية، كما هددت بعد ذلك بمهاجمة منبج.
جاء هذا الزخم بعد إعلان ان الولايات المتحدة، أنها ستبنى قوة حدودية قوامها 30 ألف جندي أغلبهم من وحدات حماية الشعب الكردية للقيام بدوريات في الحدود السورية ضد داعش.
وبما أن الولايات المتحدة تثبت وجودها في مغامرة شرق أوسطية أخرى، فإنها رسخت نفسها كجزء من المشكلة والحل في سوريا التي مزقها الصراع على السلطة والنفوذ في المنطقة، بحسب الصحيفة.
==========================
الإندبندنت: حصار الغوطة الشرقية قد يكون الأخير في الحرب السورية
كتب باتريك كوبيرن المختص بالشؤون الحربية في الشرق الأوسط تقريرا في صحيفة الإندبندنت عن حصار منطقة الغوطة الشرقية السورية بعنوان " قد يكون هذا الحصار هو الأخير في الحرب السورية".
ويقول كوبيرن إن كثافة النيران التي يستخدمها نظام الأسد ضد آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق، وهو الغوطة الشرقية، يفوق أي شيء شاهدناه في البلاد خلال السنوات الماضية.
ويوضح أن هذه الكثافة النيرانية تشير إلى أن ثمة تقدما بريا قد يحدث قريبا للسيطرة على المنطقة أو قد يحدث مثلما جرى في حلب من تدخل دولي في آخر لحظة لتنفيذ عملية إخلاء واسعة النطاق لسكان المنطقة.
الأمم المتحدة تحذر من أن الغوطة الشرقية قد تتحول إلى حلب ثانية
ويعتبر كوبيرن أن حصار الغوطة ربما يكون آخر حصار في الحرب في سوريا، مشيرا إلى أنه تميز بطوله لعدة سنوات، ربما بسبب توفر المناطق الزراعية في المنطقة وقدرتها على توفير الغذاء لسكانها من الزراعة ولو بشكل جزئي عكس المناطق الأخرى التي تعرضت للحصار سابقا.
ويقول إنه في ظل انتصار القوات البرية الموالية لنظام الأسد في بقية أنحاء سوريا أو تمركزهم في مناطق لا تشهد اشتباكات من السهل على النظام أن يقوم بنقل أعداد منهم لخوض حرب برية في الغوطة الشرقية والقضاء على مقاومة المعارضة المسلحة.
==========================
لاستامبا: هل تشهد خارطة التحالفات أي تغير في سوريا؟
نشرت صحيفة" لاستامبا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن خريطة القوات المتحالفة الجديدة في سوريا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التطورات التي جدت في الفترة الأخيرة في عفرين لا تتماشى مع الخطة التي وضعها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوريا. وخلافا لبقية الأطراف المتدخلة في النزاع، تعد إسرائيل المستفيد الوحيد من تأزم الوضع في المنطقة.
وأوردت الصحيفة أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أعلن مؤخرا عن تحالفه مع الأكراد بهدف منع تقدم الأتراك في عفرين. وفي اليوم الماضي، تمكنت قوات موالية للنظام من دخول المحافظة عبر محور بلدتي نبل والزهراء التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الكردية قد سعت إلى عقد اتفاق مع الأسد بعد أن خسر عددا كبيرا من قواته، مقابل قبول القوات الكردية أن تتخلى عن أسلحتها. وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لنظيره الروسي عزمه على مواصلة التقدم في عفرين معتبرا أن دخول قوات النظام إلى عفرين بالتنسيق مع وحدات حماية الشعب الكردية، أمر ستكون له تداعيات وعواقب وخيمة.
وبينت الصحيفة أن سعي أردوغان إلى طرد الأكراد على خلفية المستجدات الجديدة، سيدفعه إلى إيجاد حلفاء جدد ضد وحدات حماية الشعب الكردية. وفي هذا الإطار، تطالب أنقرة ببعض المناطق في إدلب وحلب والحسكة بهدف إنشاء مناطق عازلة تحت إشرافها وسيطرة المعارضة السورية. وفي الآونة الأخيرة، سعت تركيا إلى طرد الأكراد من سوريا، ما دفع بها إلى التخلي عن مبادئها والتحالف مع روسيا حليفة الأسد.
وأوردت الصحيفة أن إيران تمكنت من اكتساب نفوذ في سوريا، حيث أصبحت تمتلك قواعد عسكرية لدعم القوات الشيعية الموالية لها، علما وأنه يوجد في سوريا ما بين 20 أو 30 مليشيا عراقية، و10 آلاف مقاتل أفغاني ينشطون كلهم تحت قيادة جيش الحرس الثوري. إلى جانب ذلك، تشترك إيران مع روسيا في امتلاك قاعدة "تي4" العسكرية الواقعة بالقرب من تدمر. ومع ذلك، ترفض موسكو استفزازات إيران لإسرائيل.
وعموما، تتسم مواقف طهران بالغموض في علاقتها بكل من الأكراد والأتراك؛ ويتجلى هذا التناقض خاصة في دعمها للأكراد في عفرين ومحاربتهم في مناطق أخرى في الشرق الأوسط. كما تساند طهران مواقف تركيا المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها في نفس الوقت تحارب حلفاء الأتراك من التيار السني، على غرار أحرار الشام.
وأكدت الصحيفة أن نظام الأسد يعتبر حليفا هاما للمحور الشيعي ضد إسرائيل. فعندما كان النظام السوري قد شارف على الهزيمة، خلال الفترة الممتدة بين سنة 2013 و2015، أصبح الآن بفضل الدعم الإيراني يسيطر على 65 بالمائة من الأراضي التي تضم نحو 80 بالمائة من إجمالي السكان. وفي الأثناء، لا يزال النظام السوري محافظا على علاقته بروسيا، حيث سعى إلى تعزيز علاقته بموسكو في مواجهة واشنطن.
وفي الوقت الراهن، تعد كل من تركيا والمملكة العربية السعودية خصمين للنظام السوري بسبب دعمهما للمعارضة. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها موسكو من أجل تحسين العلاقات بين أنقرة ودمشق، إلا أن العلاقة بين البلدين لا تزال متوترة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بين سنتي 2012 و2013 تمكنت القوات الكردية من فرض سيطرتها على الشمال الشرقي السوري، حيث أصبحت المنطقة تخضع لسيطرة وحدات حماية الشعب. والجدير بالذكر أن علاقة الأكراد مع دمشق غير مستقرة؛ ففي السابق تحالف حافظ الأسد مع الأتراك لطرد زعيم الأكراد، عبد الله أوجلان، لتنقلب الموازين ويتحالف الأكراد مع بشار الأسد للتصدي للأتراك.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت في البداية القوات المعارضة المسلحة، ولكنها قامت مؤخرا بتغيير استراتيجيتها موجهة الدعم للأكراد. وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية في شمال الشرقي السوري 13 قاعدة وحوالي 2000 جندي. وفي الواقع، لا تزال واشنطن محافظة على علاقاتها بأنقرة حليفتها في حلف شمال الأطلسي رغم خلافاتهما بشأن الأكراد.
وفي 30 أيلول/ سبتمبر من سنة 2015، تدخلت روسيا من أجل دعم النظام السوري، حيث أرسلت ما يقارب 50 مقاتلة جوية ومروحيات هجومية إلى الأراضي السورية، علما بأنها تمتلك قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية في طرطوس.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا حاليا غير متحمسة لقرار دعم الأسد للأكراد لأن ذلك من شأنه أن يوتر العلاقة مع تركيا. وعلى ضوء الخطوة المفاجئة التي اتخذها النظام السوري، من المحتمل أن يساهم ذلك في تغيير خارطة التحالفات في سوريا.
==========================
الصحافة التركية :
صحيفة حرييت :العلاقات التركية-الأمريكية خلال المرحلة الراهنة
طه أيكول – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس
انتهت المشاكل الموجودة بين الدولتين التركية-الأمريكية دون الوقوع في أزمة كبيرة، لكن ما زال هناك بعض الأمور المجهولة.
ذكر "جميل ايرتيم" كبير مستشاري الرئيس التركي أردوغان أن المباحثات التي جرت مع الحكومة الأمريكية انتهت بنتائج إيجابية، وقال: "سنشهد حدوث تطورات إيجابية فيما يخص أطروحات الحكومة التركية حيال عفرين والمسائل الأخرى".
فيما أعاد وزير الخارجية "مولود جاويش أوغلو" ذكر الوعود التي لم تف بها واشنطن، وأشار إلى أن تركيا ستقوم باختبار مدى وفاء أمريكا من خلال مراقبة الموقف الذي ستبديه الأخيرة في منبج.
كما ستحاول مجموعات العمل المراد تأسيسها في شهر آذار/مارس المقبل أن تنظّم العلاقات والاتصالات الموجودة بين تركيا وأمريكا وسوريا، وهذه الخطوة تمثل بداية إيجابية وملموسة.
مشكلة منبج
استمرت الحكومة التركية منذ البداية في الإصرار على إخراج حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية من منقطة منبج، ونظراً إلى ما ذكره جاويش أوغلو حيال هذه المسألة حين دعا أمريكا لإخراج وحدات الحماية الشعبية من منبج وبذلك فتح المجال لتأسيس علاقات مبنية على الثقة المتبادلة بين الدولتين، فمن المتوقع أن يتم إخراج الفصائل التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الشعبية من المنطقة خلال الشهر المقبل.
لم يتحدث "تيلّرسون" عن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية خلال مقابلته الصحفية الأخيرة، لكنه ذكر أنه الأولوية في الوقت الحالي هي مسألة منبج، وأشار إلى أن حكومته ستكثف أعمالها حيال هذه المسألة، وأضاف هذه الكلمات: "أمريكا تريد التأكد من أن منطقة منبج تقع تحت سيطرة القوات الحليفة لها، ونحن لا نريد دخول أي قوة أخرى إلى المنطقة، وبطبيعة الحال ستكون هذه النقطة واحدةً من المناقشات الأساسية التي ستجريها الحكومة الأمريكية في الوقت الحالي، لأن منبج منطقة هامة جداً على الصعيد الاستراتيجي، وبالتأكيد نحن نسعى لأن تكون منبج تحت سيطرتنا".
كانت هذه الكلمات موجهة للنفوذ الروسي في الأراضي السورية، لكن من هي القوات الحليفة التي ذكرها تيلّرسون خلال خطابه؟ نظراً إلى السير العام للمباحثات وتدقيق تصريحات جاويش أوغلو المتعلقة بالمنطقة فيجب أن تكون تركيا هي الحليف المشار إليه.
العمل المشترك
ذكر تيلرسون بعض النقاط الملفتة للانتباه، وهي: "هناك أعمال مفصّلة ستجري في الفترة المقبلة، ولن تقوم تركيا أو أمريكا بأشياء مختلفة، ستدخل الدولتان في إطار عمل مشترك".
عند قراءة هذه الكلمات بحسن نية فإنها تشير إلى نتائج إيجابية، لكن عند القراءة مع وجود الشكوك فإنها تؤدي إلى خلف أسئلة عديدة في العقول.
هل تشير هذه الكلمات إلى أن أمريكا لن تتصرف بشكل فردي حيال الأمور المتعلقة بوحدات الحماية الشعبية؟ أم تشير إلى أن تركيا لن تستطيع اتخاذ قرار فردي حيال تنفيذ عمليات عسكرية ضد الإرهاب في سوريا؟
لم تُذكر وحدات الحماية الشعبية في البيان المشترك الذي ينص على العمل المشترك في إطار مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وبي كي كي والقاعدة، ومن الواضح أن هذا البيان يشير إلى استخدام أسلوب دبلوماسي وتعبير ملغّم في نص البيان.
جميع الأمور مرتبطة بمجموعات العمل المراد تأسيسها في الشهر المقبل، وبطبيعة الحال ترتبط  أيضاً بمدى تأثيرها على أرض الواقع.
تمكنت الحكومتان التركية-الأمريكية من الإبحار في بداية إيجابية، وبذلك لم تعط الفرصة للقوى التي تتوقع تشكّل أزمة بين الدولتين.
==========================
ملليت :5 أعباء أعدتها واشنطن "للكردستاني".. فهل ينهض بها؟
نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تعيش العلاقات التركية الأمريكية واحدة من أكثر فتراتها اضطرابًا. ويأتي في طليعة أسباب الأزمة المتفاقمة مسألة حزب الاتحاد الديمقراطي، فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا.
تعتبر تركيا أن تعاون الولايات المتحدة مع الاتحاد الديمقراطي يستهدف أمنها ووجودها مباشرة. ومع أن حزب العمال الكردستاني بلغ موقعًا متفوقًا بفضل الحرب السورية إلا أنه مدين بتطوير قدارته للتعاون مع الولايات المتحدة.
فالحزب اليوم يسيطر على 30% من مساحة سوريا، ويمتلك قدرات عسكرية علاوة على الإمكانيات الدعائية والموارد الاقتصادية.
لم تتمكن تركيا من الحيلولة بالطرق الدبلوماسية دون التعاون المذكور، فبدأت باتباع استراتيجية "غير مباشرة" عن طريق إطلاق عملية غصن الزيتون في عفرين، الشهر الماضي.
ولا بد أن الاستراتيجية آتت أكلها، لأن التحركات الدبلوماسية تزايدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة. ومع ذلك فإن الولايات المتحدة تتعامل، في إطار سياساتها تجاه المنطقة، مع حزب الاتحاد الديمقراطي وكأنه "جيش متوطن".
وبالنسبة للأدوار التي أعدتها واشنطن لحزب الاتحاد الديمقراطي، أولًا، يشكل الحزب، بصفته مجموعة "متوطنة"، مشروعة للوجود العسكري الأمريكي في سوريا.
ثانيًا، تقيد الولايات المتحدة الوجود الروسي في سوريا عبر حزب الاتحاد الديمقراطي. وهي تعلن نيتها حمايته في كل فرصة. فقد قصفت مقاتلاتها الأسبوع الماضي عناصر شركة أمنية روسية خاصة كانوا يحاولون العبور إلى شرق الفرات، فقتل الكثيرون منهم. وبررت واشنطن القصف بإنها كانت تحمي حليفها.
ثالثًا، تحجيم سلطة ومستقبل الأسد في العملية السياسية، فمن المحتمل أن تصر واشنطن على كيان فيدرالي في سوريا يمثل فيه حزب الاتحاد الديمقراطي الأكراد بموجب الدستور الجديد. وستقدم على الخطوات اللازمة من أجل جعل الحزب حجر أساس في النظام.
رابعًا، كلفت الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي بمهمة كسر النفوذ الإيراني في المنطقة. وفي هذا السياق تسعى واشنطن إلى تحميل الحزب الدور الرئيسي من جهة، وإعداد جو مناسب للتحرك مع العرب السنة، ووضع الآليات اللازمة لذلك. وبهذا ينكسر النفوذ الإيراني في لبنان، ويساهم حزب الاتحاد الديمقراطي في تحقيق أمن إسرائيل.
أخيرًا، بتشكيل حزام لحزب الاتحاد الديمقراطي على طول الحدود التركية الجنوبية سيمنع خروج عناصر تنظيم داعش من سوريا، كما أنه سيخفف تأثير تركيا على العرب السنة. وتأمل واشنطن بتصوير حزب العمال الكردستاني على أنه قوة عسكرية لا تقهر، وبالتالي يمكن أن تصبح تركيا بعد فترة جاهزة للجلوس إلى طاولة المفاوضات معه.
تبدو قائمة الأدوار التي أعدتها الولايات المتحدة من أجل حزب العمال الكردستاني "طموحة" جدًّا، فهل يستطيع الحزب النهوض بمثل هذه الأعباء الثقيلة باسمه وباسم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟ هذا ما سوف نراه.
==========================
خبر تورك :تركيا وأهون الشرين في عفرين..
محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
لا يمكن وصف نتيجة المباحثات الجارية منذ يومين بين النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي حول عفرين إلا بالعبارة الواردة في العنوان على أي حال.
لأن أنقرة وموسكو ودمشق نالت مبتغاها من خلال هذه النتيجة.
مضت ستة أشهر من أجل تحقيق النتيجة المذكورة..
بيد أن عودة حزب الاتحاد الديمقراطي إلى رشده جاءت بعد فقدانه قرابة ألفين من مقاتليه. وها هو يتشبث الآن بخطة كان قد رفضها قبل أشهر.
كيف سارت الأمور؟
بعد تحقيق تقدم في محادثات أستانة، اقترحت روسيا في سوتشي خطة تنص على أن تدخل قوات تابعة للنظام السوري عفرين، وتستلم الدفة فيها، وأن يغادر مقاتلو حزب الاتحاد الديمقراطي المنطقة مع أسلحتهم، مع إمكانية بقاء أنصارهم في المدينة.
في المرحلة الأولى كان رد فعل الحزب إيجابيًّا.
جلست حكومة دمشق إلى طاولة المفاوضات مع حزب الاتحاد الديمقراطي برعاية روسيا.
ولم يكن موقف أنقرة من الخطة سلبيًّا.
لكن، بينما كانت الأمور تسير كما خُطط لها، عاد حزب الاتحاد الديمقراطي إلى المراوغة.
عوضًا عن تسليم إدارة عفرين، طلب الحزب من النظام السوري حمايته من تركيا مقابل تسليمه مطار منغ وبعض نقاط المراقبة.
أما روسيا فلم تغير من موقفها..
ماذا سيحدث الآن؟
عندما رأى الحزب أنه تعرض لهزيمة، وحُوصر في الكثير من المناطق، بما فيها جنديرس وراجو، وجد حبل النجاة في الخطة التي اقترحتها روسيا قبل أشهر.
وسرّع القصف التركي جنوب غربي مدينة عفرين من اتخاذ الحزب قرار قبول الخطة.
وفي مقابل هذه التطورات، أصبح موقف دمشق أقوى في مواجهة الحزب.
وبموجب الخطة فإن قوات تابعة لجيش النظام السوري ستدخل مركز مدينة عفرين، وستستلم زمام الأمور فيها، في حين سيخرج الحزب مقاتليه من المدينة و يرسلهم إلى حيث أتوا، وسيتركون أسلحتهم الثقيلة.
كما سيتخلى عن قرابة 80 نقطة تفتيش مع مطار منغ إلى النظام، وسيقدم المساعدة في جمع الأسلحة من المدنيين.
وفي إطار الخطة المقترحة، لن تدخل أنقرة مركز مدينة عفرين، الذي أعلنت أنها ستعيد النظر في مسألة دخوله بحسب التطورات. وستنهي عملياتها في ريف عفرين بما في ذلك جنديرس وراجو.
هذا هو السيناريو الأفضل الذي يمكن التوصل إليه بالنسبة للأطراف في الوضع الحالي.
حصلت دمشق على مدينة هامة دون الحاجة إلى القتال.
بهذه الخطة، أبعدت موسكو حزب الاتحاد الديمقراطي عن الولايات المتحدة، وقرّبته من دمشق.
بدورها، سكنت مخاوف أنقرة لأن الإرهابيين المستهدفين من جانبها انسحبوا دون قتال، واكتسبت مزيدًا من القوة.
لكن لا يمكن اعتبار الخطر المحتمل قد زال.
لأنه إذا دخلت عفرين، عوضًا عن جيش النظام السوري، قوات شبه عسكرية ترتدي بزات، وهي على توافق مع حزب الاتحاد الديمقراطي، فسوف ينجم عن ذلك مشاكل أكبر.
من هذا المنظور ينبغي قراءة تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، التي قال فيها إنه إذا كان النظام سيدخل عفرين لتطهيرها من الإرهابيين فلا مشكلة، وإلا فلن يوقف أحد الجيش التركي.
==========================
الصحافة العبرية :
هرتسيليا"،  :تقدير إسرائيلي مثير.. هكذا تعيد روسيا تشكيل الشرق الأوسط
استعرض باحث إسرائيلي بارز، ثلاثة مبادئ تقوم عليها الاستراتيجية والتكتيك الروسي في تشكيل وتصميم منطقة الشرق الأوسط بما يثبت مكانتها كدولة عظمى ولاعب رئيس في المنطقة.
وأوضح المحاضر والباحث في المركز متعدد المجالات في "هرتسيليا"، بروفيسور ديما أدامسكي، أن "الأحداث الأخيرة في الشمال جسدت للجميع أن روسيا تشكل جهة سائدة ولاعبا لا بديل له، قريبا من الولايات المتحدة في نفوذه، بمنطقة الشرق الأوسط".
وأوضح أنه "يمكن لموسكو اليوم أن تعطي الضوء الأخضر لخطوات تصعيدية، وهي لا تمنع خطوات مثل إطلاق طائرة إيرانية غير مأهولة وصواريخ سورية، وخطوات أخرى أيضا مثل النية الإسرائيلية لتشديد قوة الرد على تلك الحادثة".ورأى أن "الأمر الأهم من كل شيء، هو أن روسيا تبث ضوءا برتقاليا يدخل اللاعبين، بما فيهم تل أبيب، في وضع من عدم اليقين بالنسبة لدوافعها الاستراتيجية والشكل العملي الذي تحقق فيه هذه الدوافع".
وأكد أدامسكي، أن "هذه الاشارات، الذكية، المتغيرة والمتلاعبة، توسع مجال المناورة الجغرافية السياسية لروسيا وتأثيرها على اللاعبين في المنطقة".
وقال: "بينما يحاول خبراء استراتيجيون في إسرائيل والعالم حل لغز السلوك الروسي، ينشغل أصحاب القرار في تل أبيب بمسألة ما إذا كانت نواياها وقدراتها تقلص أم توسع حرية عمل الجيش الإسرائيلي"، موضحا أن "الإجابة عن هذا السؤال منوطة بسياق وبعد محددين، وتستوجب استيضاحا وتحقيقا لجوهر الأمر".
ثلاثة مبادئ
واستدرك الباحث بقوله: "لكننا يمكن أن نشير إلى ثلاثة مبادئ عامة توجه سلوك روسيا الاستراتيجي وخطواتها العملية في المنطقة".
وأولى هذه المبادئ، هي "حفظ التوتر المضبوط"، حيث يتأكد أن "موسكو معنية باستمرار التوتر في المنطقة، بما في ذلك بين إسرائيل وجيرانها، بحيث يسمح لها باستخلاص المكاسب السياسية وتحقيق أهدافها الإقليمية والعالمية من خلال إجراءات الوساطة والتسوية". ومن الجانب الروسي، لفت أدامسكي أن "شدة المواجهة يجب أن تكون على ما يكفي من الارتفاع كي تسمح بأزمات مبادر إليها وصدامات بين اللاعبين، ولكن ليست على ارتفاع أكثر مما ينبغي كي تمس بالاستقرار وتخلق فوضى إقليمية"، موضحا أن "موسكو تتطلع إلى التحكم في التصعيد وتقليص مستوى اللهيب كي لا تعرض للخطر ذخائرها الإقليمية".
وثاني تلك المبادئ، هو "وساطة تعمق التعلق"، حيث "تأخذ موسكو على عاتقها مهمة الوسيط، الذي بوسعه أن يصعد أو يثبت السياقات"، وفق الباحث الإسرائيلي الذي قال: "ومن أجل السماح لذلك فهي تطور قدرة وصول مميزة لجملة من اللاعبين الإقليميين الذين ينتمون لمعسكرات مختلفة، وهذا هو التفوق التنافسي البارز لديها حيال واشنطن".
وأشار إلى أن "موسكو تفضل ألا يكون للاعبين أفضلية واضحة للواحد على الآخر، وألا يكونوا أقوياء أو ضعفاء أكثر مما ينبغي كي يغيروا الوضع القائم"، لافتا أنها "في كل تطور سياسي أو حادثة عسكرية، تتطلع لأن تجسد للأطراف قيودا لقوتهم وتعلقهم بها، ولا سيما عند الحاجة إلى آلية لإنهاء المعركة".
ويعتبر "الاكتفاء المعقول"، هو ثالث تلك المبادئ وفق أدامسكي، حيث إنه "في وقت تعظيم تدخلها لدرجة الخيار العسكري، تستوعب روسيا أن خطرها الأكبر يكمن في الاستثمار الزائد، الذي من شأنه أن يحدث نتاجا سلبيا ويؤدي إلى غرق استراتيجي".
المدى الذهبي
وبناء على ذلك، "تبحث موسكو بشكل دائم عن المدى الذهبي بين استثمار الطاقة الاستراتيجية الفائضة وبين الاستخدام المقلل لهذه الطاقة"، منوها أن موسكو وفي السياق السوري مثلا، "حرصت على تقليل المشاركة المباشرة والاستخدام للقوة بشكل يسمح لها بتحقيق أهدافها دون أن تغرق في وحل الحرب".
ووفق ما يعرف بـ"المدى الذهبي"، فإن "استثمارا أقل مما ينبغي أو أكثر مما ينبغي من القوة السياسية والعسكرية، هو دينامية موسكو تغيرها وفقا للظروف".
لكن العديد من الخبراء وأصحاب القرار، يطرحون سؤالين كبيرين وهما: "هل روسيا هي قوة عظمى؟ وكيف تنظر إلى منافسيها وحلفائها في الشرق الأوسط؟".
ووفق اقتباس منسوب لسياسيين أوروبيين يقدم مادة للتفكير في السؤال الأول، فإن "روسيا ليست في أي مرة ضعيفة مثلما تعد، ولكن أيضا ليست قوية مثلما تبدو".
وفي اقتباس آخر ربما يوفر إجابة للسؤال الثاني، وهو منسوب للقيصر ألكسندر الثالث، ويعتبر شخصية يعجب بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،فإن "لروسيا حليفين فقط؛ جيشها وأسطولها".
وذكر الباحث الإسرائيلي، أنه "في هذه الأيام هناك من يتحدثون عن عودة الدب الروسي"، معتبرا أن "الأصح هو الادعاء بأن الحديث لا يدور عن عودة روسيا إلى الشرق الأوسط، لأنها لم تغادر الساحة أبدا بل عن إعادة بناء مكانتها في المنطقة لذروة العهد ما بعد الاتحاد السوفياتي".
==========================
اسرائيل اليوم :كل الطرق تؤدي إلى إيران...الاتفاق النووي أوقف الزمن في الطريق للقنبلة لكنه أعطى الضوء الأخضر للتمدد في المنطقة
إيال زيسر
Feb 21, 2018
الثمن سيدفع الإيرانيين إلى إعادة النظر في خطواتهم. هذا ما ينبغي أن نتذكره إذا ما تمكن الرئيس ترامب من إعادة فتح الاتفاق النووي الموقع مع إيران. لقد أوقف هذا لزمنٍ ما، السباق الإيراني نحو القنبلة، بفضل العقوبات المتشددة التي يصعب على إيران تحملها، ولكن في الوقت نفسه، منح ضوء أخضر لمواصلة التسلل الإيراني إلى قلب الشرق الأوسط.
جاء التصعيد في حدود القطاع بعد أسبوع بالضبط من إسقاط الطائرة غير المأهولة الإيرانية في سماء إسرائيل، ومن بعده الهجوم الإسرائيلي الواسع في سوريا، وإسقاط السوريين طائرة سلاح الجو. ظاهريا، فإنها أحداث منفصلة الواحدة عن الأخرى، لكن يتبين بأن العلامات كلها تؤدي من سوريا ولبنان وغزة مباشرة إلى طهران.
لا يدور الحديث كما في الماضي فقط عن ريح دعم تمنحها إيران للإرهاب، ولا عن مساعدة مالية ووسائل قتالية تنقلها إلى حزب الله وحماس. إذ أن وجود قادة وخبراء إيرانيين، يبادرون بالنشاط الإرهابي ضد إسرائيل ويوجهونه، أمر اعتدنا عليه منذ وقت بعيد. الجديد هذه المرة، تواجد قوات جيش إيرانية في سوريا، تتبع طهران مباشرة وتتلقى تعليماتها منها، للعمل من دون حاجة إلى وساطة قيادة حزب الله أو قيادة حماس. فحسن نصرالله ويحيى السنوار، ليسا، كما هو معروف، من محبي صهيون. ومع ذلك فإنهما يمتنعان في السنوات الأخيرة عن العمل ضد إسرائيل خوفا على مصير أبناء شعبيهما؛ الشيعة في لبنان أو الفلسطينيون في القطاع. وهما يعرفان بأن هؤلاء هم من سيدفع الثمن عند كل مواجهة مع إسرائيل بل ويعرفان من تجربتيهما بأنه عند كل مواجهة، كحرب لبنان الثانية أو حملة الجرف الصامد، سترفع الشكاوى إليهما. ليس هذا، حال القادة والقوات الإيرانية في منطقتنا. إذ ليس لدى هؤلاء من يلجم ويردع، فالبيت في إيران بعيد، ولا يوجد أي خوف من أن يجبى أي ثمن للتصعيد والتدهور من أبناء شعبهم.
فضلا عن ذلك، يخدم الاحتكاك مع إسرائيل الحرس الثوري في صراعه داخل المنظومة الإيرانية لتبرير وجوده وحفظ استقلاله وتعظيم قوته. بالنسبة لهم، تتماثل مصلحتهم مع مصلحة الدولة الإيرانية، وهي الفرضية التي لا يقبل بها معظم الإيرانيين، كما شهدت على ذلك المظاهرات بداية السنة في إيران تحت شعار: «كفى لتبذير الأموال على لبنان وغزة، احتياجات إيران أولى.
يساعد الاحتكاك مع إسرائيل، إيران على تعميق تسللها إلى الهلال الخصيب، الذي ترى فيه مجالا أمنيا حيويا لها. إذ بعد كل شيء، يسعى الإيرانيون – مثل أردوغان التركي – باسم الصراع ضد إسرائيل، إلى التغلب على عدم الثقة التاريخية والخوف في أوساط عديد من العرب من هاتين القوتين العظميين؛ تركيا وإيران، اللتين سادتا على مدى مئات السنين في الشرق الأوسط.
لكن، يتبين أن إسرائيل ليست الوحيدة التي يعمل الإيرانيون ضدها. عمليا، لا توجد دولة عربية واحدة محصنة من تآمرهم. هكذا هو الأمر في البحرين والكويت والإمارات المتحدة، وهكذا هو أيضا في مصر في حينه. وضررهم السيئ، يشعر به الناس بشكل خاص في اليمن الذي يجعلونه رأس حربة، كما في لبنان، حيث يهددون منه، بل ويطلقون الصواريخ نحو السعودية. وفي المستقبل يمكن الافتراض بأن يحاولوا منع الملاحة والحركة الجوية في مضائق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر.
إنجازات الإيرانيين في سوريا وفي العراق، وريح الدعم التي تمنحها لهم موسكو وأخيرا انعدام السياسة الأمريكية الواضحة والمصممة، كل هذا يزيد إحساس الأمن، كما يزيد أيضا الاستعداد للاستفزاز والتجرؤ.
حقيقة أن معظم الجمهور في إيران، بل وربما حكومتها، لا يشاركون في نزعة المؤامرة ودق طبول الحرب لا تزيد ولا تنقص شيئا، كون القرار والتنفيذ في نهاية المطاف هما في يد الحرس الثوري والزعيم الروحي آية الله خامنئي.
طالما بقيت الدول الغربية وروسيا أيضا ترى في إيران مصدر استقرار يساعد في الكفاح ضد داعش، وطالما لم تدفع إيران ثمنا على تدخلها وعدوانها في أرجاء المنطقة، فلن ترفع يدها ولن تكف عن خطواتها في سوريا ولبنان وغزة واليمن أيضا. وحده الردع الواضح، وتدفيع الثمن سيدفعان الإيرانيين إلى إعادة النظر في خطواتهم. هذا ما ينبغي أن نتذكره إذا ما تمكن الرئيس ترامب من إعادة فتح الاتفاق النووي الموقع مع إيران. لقد أوقف هذا لزمنٍ ما، السباق الإيراني نحو القنبلة، بفضل العقوبات المتشددة التي يصعب على إيران تحملها، ولكن في الوقت نفسه، منح ضوء أخضر لمواصلة التسلل الإيراني إلى قلب الشرق الأوسط.
 
إسرائيل اليوم 20/2/2018
==========================
اسرائيل اليوم :معضلة نصر الله إذا نشبت الحرب بين إسرائيل وإيران: التدخل أم الجلوس جانبا؟
عوديد غرانوت
Feb 21, 2018
رد كبار ممثلي إيران ولبنان في مؤتمر ميونيخ للأمن على حطام الطائرة غير المأهولة الإيرانية، الذي عرضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الوافدين إلى المؤتمر؛ فقد اكتفى وزير الخارجية الإيراني برد عابر وغير ملزم. وبدا وزير الدفاع اللبناني قلقا، إذ قال: «سندافع عن أنفسنا إذا تعرضنا للاعتداء، ولكننا لا نريد الحرب».
أما الرد الأهم فلم يسمع على الإطلاق. وهو رد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله الذي درج تقريبا في كل واحد من خطاباته على تهديد إسرائيل بوابل من الصواريخ المدمرة على أهداف استراتيجية. فقد ملأ نصرالله فمه ماءً حتى بعد إسقاط الطائرة غير المأهولة، واكتفى بالثناء على عملية مضادات الطائرات السورية.
تفسير صمت نصرالله بسيط. فالأمين العام يقرأ الخريطة ويفهم أن الأمور في الجبهة الشمالية غدت أكثر جدية وأكثر خطورة. فلأول مرة منذ ثورة الخميني، تهاجم إسرائيل في وضح النهار أهدافا إيرانية داخل سوريا؛ ولأول مرة يهدد نتنياهو بمهاجمة إيران مباشرة، إذا حاولت تثبيت تواجدها في هذه الدولة والاقتراب من الحدود في هضبة الجولان.
معنى ذلك أن مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران فوق الأراضي السورية وما وراءها لم تعد بمثابة سيناريو خيالي، وإن كان الطرفان لا يرغبان فيها، على الأقل،الآن. في مواجهة كهذه، ستكون مشاركة حزب الله العميقة حتمية.
نشأ حزب الله في لبنان عام 1982 على أيدي الإيرانيين، كأداة أساس في يد النظام في طهران للحرب ضد إسرائيل. وضخت مليارات الدولارات إلى المنظمة لتأهيلها ليوم الأمر: «لتصدير الثورة» إلى خارج حدود إيران وكذلك كي تكون ذراعا متقدما لحماية النظام.
غير أنه على مدى السنين اجتهد نصرالله وسلفه في المنصب، على طمس حقيقة أنهم يتلقون الأوامر من طهران، وعرضوا أنفسهم كوطنيين لبنانيين، ممن مصلحة الدولة اللبنانية نصب أعينهم.
وهنا، ظاهرا، توجد المعضلة. يعرف نصرالله بأن تدخل حزب الله في كل مواجهة مستقبلية بين إيران وإسرائيل سيوقع مصيبة ليس فقط على منظمته بل وأيضا على دولة لبنان. أما الجلوس جانبا، فكفيل بانقاذه من هذا الخطر. بالمقابل، فإن الجلوس جانبا، ليس خيارا بالنسبة له حقا. فالولاء الديني للزعيم الروحي، الموجود في طهران، يسبق الولاء لدولة لبنان، حتى لو كان الثمن قاسيا ولا يطاق.
التاريخ الحديث هو الدليل الأفضل. فحزب الله أُدخل إلى الحرب في سوريا بقدر كبير بسبب رغبة خامنئي في إنقاذ جلد حليفه بشار الأسد. والنتيجة أن الأسد نجا، ولكن حزب الله «رأس حربة الثورة»، دفع ثمنا مضاعفا للثمن الذي دفعه أسياده الإيرانيون: 1.213 قتيلا للمنظمة (بينهم 75 قائدا كبيرا)، مقارنة بـ 535 قتيلا للقوات الإيرانية.
يبدو أن هذا هو السبب الذي يجعل نصرالله يصمت، حاليا، عن سيناريو مواجهة مستقبلية بين إسرائيل وإيران، كما أن هذا هو السبب الذي يجعل وزير الدفاع اللبناني قلقا. فهو يفهم بأن حزب الله لا يمكنه الدفاع عن لبنان، فما بالك عن الجيش اللبناني، الذي في أفضل الأحوال يسمح بحرية عمل مطلقة لحزب الله في الجنوب، وفي أسوأها يتعاون معه.
إسرائيل اليوم 20/2/2018
==========================
هآرتس :رهان عفرين بين تركيا والأسد أم بين روسيا وأمريكا؟
تسفي برئيل
Feb 21, 2018
الاعتراف بأنه لم يبق لهم سند حقيقي يساعدهم في نضالهم ضد القوات التركية التي غزت في كانون الثاني الماضي منطقة عفرين في شمال سوريا، سيجبر الأكراد في سوريا كما يبدو على التراجع خطوة إلى الوراء ومعانقة الجيش السوري. أصبحت قوات الجيش والمليشيات السورية العاملة إلى جانب النظام، مستعدة للدخول إلى منطقة عفرين، وحتى المدينة نفسها من أجل أن تعيد للنظام السيطرة على المنطقة، وبناء سور دفاعي ضد القوات التركية، وبعد ذلك توسيع سيطرة الأسد على باقي المناطق الكردية في شمال الدولة. نفت قيادة منطقة عفرين، وهي واحدة من ثلاثة مناطق كردية تتمتع بالحكم الذاتي، توصلها إلى أي اتفاق مع النظام، لكن على الأقل حسب تحركات جيش النظام والردود الضبابية للأكراد، فإن هذا (الاتفاق) سيكون العملية القادمة.
إذا سيطر النظام السوري حقا على المنطقة، وأقام مواقع عسكرية على طول الحدود مع تركيا، فسيكون هذا إنجازا مهما للأسد، وستكون له تداعيات كثيرة أيضا على العملية السياسية حول حل الأزمة السورية. أصبحت مشاركة الأكراد في العملية نقطة خلاف قابلة للانفجار؛ في البداية بين تركيا والولايات المتحدة، التي سارعت في عهد أوباما إلى التنازل عن ضم الأكراد للجان الدولية في جنيف. وبعد ذلك بين تركيا وروسيا، التي أظهرت تصميما أكبر عندما قررت دعوة الممثلين الأكراد إلى مؤتمر سوتشي الشهر الماضي.
إذا انتقلت المناطق الكردية إلى حكم نظام الأسد بموافقة الأكراد، يمكن التخمين بأنهم سينضمون كممثلين مؤيدين للنظام إلى العملية، وفي المقابل يمكنهم تحقيق جزء من تطلعاتهم السياسية. مثلا، خلافا لقيادة الأكراد في العراق، فإن الأكراد في سوريا لا يسعون لإقامة إقليم مستقل ومنفصل عن الدولة السورية، بل منطقة ذات حكم ذاتي تكون جزءا من فيدرالية سورية، وخاضعة للدستور السوري في المستقبل. لدى للأكراد في سوريا تاريخ طويل من العلاقة الدامية مع النظام السوري، لا سيما في عهد حافظ الأسد والد بشار. ولكن بالذات في سنوات التمرد الأخيرة، قرر النظام السوري عدم التصادم مع الأكراد. وفي المقابل حصل الأسد على الهدوء النسبي، بل وعلى التعاون. إذ امتنعت المليشيات الكردية التي تعتبرها تركيا منظمات إرهابية والمتشعبة عن حزب العمال الكردستاني برئاسة عبد الله أوجلان المسجون في تركيا، عن الانضمام إلى المليشيات المناهضة للنظام، ولم تكن مدنها تحت الحصار، وحصل الكثير من الأكراد على الجنسية السورية التي سحبت منهم في فترة حافظ الأسد.
تحول بشار الأسد إلى حليف يحتضن الأكراد. ولم يوضح بعد موقفه بالنسبة لطلباتهم، ولا يُعرف شيء عن التعهد الذي قطعه للأكراد بالاعتراف بالمناطق ذات الحكم الذاتي. ولكن في هذه الأثناء، يوجد لدى لأسد دافعان لمساعدة الأكراد ضد الأتراك. الأول والأهم ؛ تحقيق مطلب إبعاد القوات الأجنبية من سوريا. والثاني، إظهار الولايات المتحدة وكأنها غير قادرة حتى على مساعدة حلفائها الذين حاربوا بصورة مثيرة للانطباع ضد داعش.
مع ذلك، ليس هناك أي ضمانة لأن تغادر القوات التركية سوريا، إذا سيطر الأسد على المناطق الكردية. يوجد لدى تركيا مكانة متفق عليها، كواحدة من الراعيات لمناطق خفض التصعيد حسب الاتفاقات الموقعة بينها وبين روسيا وإيران. تمنح هذه المكانة تركيا صلاحية إقامة مواقع عسكرية في تلك المناطق، للإشراف منها على وقف إطلاق النار. تسعى تركيا أيضا إلى «تطهير» مناطق سورية أخرى من سيطرة الأكراد، أساسا مدينة منبج ومحيطها لمنع إقامة تواصل جغرافي كردي على طول الحدود. لكن هذه الطموحات من شأنها أن تواجه الآن موانع مزدوجة؛ سورية وروسية، التي بمجرد وجودها في المنطقة الكردية ستضع أمام تركيا معضلة خطيرة: مواصلة القتال ضد الأكراد في الأراضي السورية، والمخاطرة بمواجهة مباشرة مع القوات السورية، أو أن تترك للسوريين وروسيا السيطرة على طول الحدود مع تركيا.
أوضح وزير الخارجية التركي أمس أن تركيا لا تعارض دخول قوات سورية إلى عفرين، «إذا كان الهدف تطهير المنطقة من الإرهابيين (المليشيات الكردية)، لكنها ستواصل العمل في المنطقة إذا لم يكن هذا هو الهدف السوري». لأن دخول القوات السورية سيستند إلى موافقة وتنسيق مع الأكراد، علينا ألا نتوقع أن سوريا ستعمل ضد المليشيات الكردية.
في هذه الحالة فإن تركيا يمكن أن تجد نفسها فوق شجرة عالية جدا، حيث إن نشاط الجيش السوري في المنطقة الكردية، كما في كل مناطق سوريا، منسق ومدعوم من قبل روسيا. بالنسبة لروسيا، فان سيطرة سورية على المناطق الكردية بموافقة الأتراك هي الحل النهائي، سواء من أجل ترسيخ نظام الأسد في إحدى أهم مناطق سوريا أو من أجل شل الرافعة التركية التي تستخدمها واشنطن لتبرير وجودها في سوريا. يقول المنطق إن أردوغان لن يذهب بعيدا إلى درجة مواجهة مباشرة مع روسيا، حليفته العظمى الوحيدة بعدما وصلت علاقته مع الولايات المتحدة إلى شفير الهاوية.
 
هآرتس 20/2/2018
==========================
هآرتس :خطورة سيناريو الحرب ضد إيران في سوريا...عاجلا أو آجلا سيوجه نظام الأسد جهده للجولان
على مسرحية الرعب الإيرانية التي عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المؤتمر في ميونيخ ـ التي زينها بقطعة معدن تبدو أنها تعود للطائرة غير المأهولة الإيرانية التي أسقطت في غور بيسان ـ أن تثير القلق في مصر. ليس تماما بسبب التهديد نفسه، الذي اصبح أساسا ثابتا في الفكر الأمني الإسرائيلي بل بسبب سياقات اتخاذ القرار.
لقد قرر نتنياهو هذه المرة أن يهدد إيران مباشرة، وليس فقط فروعها، ما يوضح بشكل لا لبس فيه بأن إسرائيل لن تسمح لإيران بتثبيت تواجدها في سوريا. لا يشرح نتنياهو للجمهور الإسرائيلي ما معنى هذه الاستراتيجية. فهل تعتزم إسرائيل بجدية الخروج إلى حرب في سوريا لمنع التواجد الإيراني هناك، أم انها تنوي العمل بشكل موضعي؟ هل تقدّر بأن مثل هذه المجابهة من شأنها أن تولد مواجهة مع سوريا؟ هل لدى إسرائيل دعم أمريكي يضمن شراكة عسكرية نشطة في الساحة السورية؟ ماذا سيكون رد إيران؟ هل ستسقط صواريخ إيرانية على تجمعات سكانية في إسرائيل؟ وأساسا، هل مسار المواجهة العنيفة هو الخيار الوحيد الذي تحت تصرف إسرائيل؟ نتنياهو، الذي يعرض نفسه كمن يحرص على «الحياة نفسها»، ملزم بالردّ على هذه الأسئلة قبل أن يزج بإسرائيل في حرب زائدة.
ليس تواجد قوات معادية لإسرائيل على حدودها واقعا جديدا. فعلى مدى سنوات وجود الدولة استندت إلى الفكرة القائلة إنها «دولة صغيرة محاطة بالأعداء». أصبح بعضهم حلفاء، كالأردن ومصر، وكفّ بعضهم عن تهديدها بل ويقيمون معها علاقات غير رسمية، وبقي آخرون بمثابة عدو مهدد، لكن حتى هؤلاء لا يعتبرون تهديدا وجوديا على الدولة. لا خلاف في أن إيران دولة ذات إمكانية تهديد حقيقي على إسرائيل، ولكن الحرب ضدها في الساحة السورية، سيناريو خطير.
يظهر مؤخرا على الحدود الإسرائيلية دور كبير لإسرائيل، ليس في الجو فحسب بل وعلى الأرض أيضا، ردا على تعزيز قوة نظام الأسد في جنوب سوريا، ووفقا لتقدير الجيش الذي يقول أنه آجلا أم عاجلا سيحشد نظام الأسد جهدا في الجولان ليستعيد السيطرة هناك. وحسب تقارير أجنبية، فإن إسرائيل لا تمنح مؤخرا فقط مساعدة مدنية للقرى في الجولان السوري، بل وأيضا مساعدة عسكرية لسبع منظمات لثوّار سنة (عاموس هرئيل، «هآرتس» 19/2). في هذه المرحلة يبدو أن المخططات الإسرائيلية تتقدم في محاولة لصد تقدم قوات الأسد والقوات الإيرانية التي تساعدها. ولكن من شأن هذا أن يكون بداية تورط طويل في ساحة حرب مركّبة. إسرائيل ملزمة بالامتناع عن ذلك، لئلا تتحول بنفسها وتصبح تهديدا إقليميا.
أسرة التحرير
هآرتس 20/2/2018
==========================
يديعوت :ثلاثة مبادئ توجه استراتيجية بوتين في الشرق الأوسط...لا يدور الحديث عن عودة روسيا إلى المنطقة فهي لم تغادرها أبدا
صحف عبرية
Feb 21, 2018
إذا كان لا يزال لدى أحد ما شكوك، فإن الأحداث الأخيرة في الشمال جسدت للجميع بأن روسيا تشكل جهة سائدة؛ لاعبا لا بديل عنه، قريبا من الولايات المتحدة في نفوذه في الشرق الأوسط. يمكن لموسكو اليوم أن تعطي «ضوءا أخضر» لخطوات تصعيدية: كإطلاق طائرة غير مأهولة إيرانية وإطلاق الصواريخ السورية، من خلال عدم منع هذه الخطوات، وأن تعطي «ضوءا أخضر» لخطوات أخرى، مثل النية الإسرائيلية لتشديد قوة الرد على تلك الحادثة. ولعل الأهم من كل شيء، هو أن موسكو تبث «ضوءا برتقاليا» يدخل اللاعبين، بمن فيهم إسرائيل، في وضع من عدم اليقين بالنسبة لدوافعها الاستراتيجية، والشكل العملي الذي تحقق فيه هذه الدوافع.
توسع هذه الإشارات الذكية والمتغيرة والمتلاعبة، مجال المناورة الجغرافي السياسي لروسيا وتأثيرها على اللاعبين في المنطقة.
بينما يحاول خبراء إستراتيجيون في البلاد وفي العالم حل لغز سلوك روسيا، ينشغل أصحاب القرار في إسرائيل بمسألة في ما إن كانت نواياها وقدراتها تقلص أم توسع حرية عمل الجيش الإسرائيلي.
الجواب عن هذا السؤال منوط بسياق وبعد محددين، ويستوجب استيضاحا وتحقيقا لجوهر الأمر. ولكن يمكن الإشارة إلى ثلاثة مبادئ عامة توجّه سلوك روسيا الاستراتيجي وخطواتها العملية في المنطقة:
٭ حفظ التوتر المضبوط؛ موسكو معنية باستمرار التوتر في المنطقة، بما في ذلك بين إسرائيل وجيرانها، بحيث يسمح لها ذلك باستخلاص المكاسب السياسية وتحقيق أهدافها الإقليمية والعالمية من خلال إجراءات الوساطة والتسوية.
بالنسبة لها، فإن شدة المواجهة يجب أن تكون بما يكفي من الارتفاع كي تسمح بأزمات مُبادر إليها وصدامات بين اللاعبين، لكن ليست بارتفاع أكثر مما ينبغي كي تمس الاستقرار وتخلق فوضى إقليمية.
تتطلع موسكو إلى التحكم بالتصعيد وتقليص مستوى اللهيب لئلا تعرض للخطر ذخائرها الإقليمية.
٭ وساطة تعمق الارتباط: تأخذ موسكو على عاتقها مهمة الوسيط، الذي بوسعه تصعيد أو تثبيت السياقات. ومن أجل السماح بذلك، فهي تطور قدرة وصول مميزة لجملة من اللاعبين الإقليميين الذين ينتمون إلى معسكرات مختلفة؛ التفوق التنافسي البارز لديها حيال الولايات المتحدة. وهي تفضل ألا تكون للاعبين أفضلية واضحة الواحد ضد الآخر، وألا يكونوا أقوياء أو ضعفاء أكثر مما ينبغي كي يغيروا الوضع القائم. في كل تطور سياسي أو حادثة عسكرية تتطلع روسيا لأن تجسد للأطراف قيود قوتهم وارتباطهم بها، ولا سيما عند الحاجة إلى آلية لإنهاء المعركة.
٭ الاكتفاء المعقول. في وقت تعظيم تدخلها، إلى درجة التدخل العسكري، تستوعب روسيا بأن خطرها الأكبر يكمن في الاستثمار الزائد، الذي قد يحدث نتاجا سلبيا ويؤدي إلى غرق استراتيجي. وبالتالي تبحث موسكو بشكل دائم عن «المدى الذهبي» بين استثمار الطاقة الاستراتيجية الفائضة، وبين الاستخدام المقلِل لهذه الطاقة. وفي السياق السوري مثلا حرصت موسكو على تقليل المشاركة المباشرة واستخدام القوة بشكل يسمح لها تحقيق أهدافها من دون أن تغرق في وحل الحرب. «المدى الذهبي» هذا، بين استثمار أقل مما ينبغي وأكثر مما ينبغي من القوة السياسية/ العسكرية، هو ديناميكي، وموسكو تغيره وفقا للظروف.
يطرح الخبراء وأصحاب القرار سؤالان كبيران: هل روسيا قوة عظمى؟ وكيف تنظر إلى منافسيها وحلفائها في الشرق الأوسط؟ يقدم اقتباس منسوب لسياسيين أوروبيين مادة للتفكير في السؤال الأول: «ليست روسيا ضعيفة في أي مرة كما تعد، لكنها أيضا ليست قوية كما تبدو». اقتباس آخر، كفيل بتوفير فكرة للسؤال الثاني، وهو اقتباس منسوب للقيصر ألكسندر الثالث، وهو شخصية تعجِب الرئيس بوتين: «لروسيا حليفان فقط ؛ جيشها وأسطولها».
في هذه الأيام ثمة من يتحدث عن «عودة الدب الروسي». لعله من الأصح الإدعاء بأن الحديث لا يدور عن عودة روسيا إلى الشرق الأوسط، فهي لم تغادر الساحة أبدا، بل عن إعادة بناء مكانتها في المنطقة إلى ذروة العهد ما بعد السوفياتي.
 
ديما أدامسكي
٭ بروفيسور محاضر وباحث في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا
يديعوت 20/2/2018
==========================
الصحافة الروسية :
صحيفة روسية تكشف وجود إتفاق سري بين دمشق وأنقرة حول عفرين
الأفق نيوز - رجحت صحيفة "فزجلياد" الروسية، اليوم الثلاثاء، وجود اتفاق سري بين الحكومة السورية وتركيا بشأن منطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية شمالي سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن الأنباء التي ترددت اليوم حول دخول الجيش السوري عفرين على الرغم من تهديدات تركيا، تشير إلى وجود علامات اتفاق غير رسمي بين الحكومة السورية والحكومة التركية.
ورأت الصحيفة أن تركيا تتخذ التهديدات جزء من سياستها، فهي توجه التهديدات أيضًا للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الجانب السوري أيضًا غير مستعد للدخول في حرب مع أنقرة ولم يكن ليخاطر ويصطدم معها في الوقت الحالي.
ولفتت الصحيفة إلى أن دمشق تعتبر الأكراد المتواجدين في عفرين مواطنين سوريين يحتاجون إلى حماية، وبالتالي فإن رفع علم الحكومة السورية في المدينة السورية هو مسألة رمزية مهمة بالنسبة للحكومة السورية.
ورجحت "فزجلياد" أن دخول الجيش السوري لعفرين جاء بإتفاق غير رسمي مع تركيا، حيث توافق أنقرة على وجود القوات الحكومية السورية في المدينة وتحكم سيطرتها على المنطقة وتتخلص من هؤلاء الأكراد الذين يهددون تركيا والمدعومين في الأصل من الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه بمجرد قيام قوات الجيش السوري بالسيطرة على المدينة، ستكون الولايات المتحدة في موقف حرج وهذا مهم بالنسبة للجانب السوري.
واعتبرت الصحيفة طلب الحكومة السورية من الأكراد بتسليم المرافق الإدارية والعسكرية في المدينة بجانب الأسلحة الثقيلة إلى القوات الحكومية إستسلامًا كاملًا، وهو ما يوحي بتنفيذ اتفاق سري قريب.
كان التلفزيون السوري أعلن اليوم دخول قوات شعبية موالية للجيش السوري إلى عفرين، حيث أكدت وحدات حماية الشعب الكردية أن تلك القوات دخلت المدينة لمساندة الأكراد ضد الجيش التركي.
==========================
برافادا: أردوغان يغادر الناتو ويُزاحم نفوذ بوتين في البحر الأحمر
أخبار
كتب - عبدالعظيم قنديل:
سلطت صحيفة "برافادا" الروسية الضوء على التوترات الأخيرة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال التقرير إن أنقرة تبدو غير مكترثة بالبقاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأشار التقرير إلى أن أنقرة تتناقض في مواقفها السياسية واشنطن بحكم الأمر الواقع بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016، والتي دعمتها واشنطن.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد زار تركيا، الأسبوع الماضي، وأكد على سعي أمريكا للتعاون مع تركيا، وأن السيطرة على منبج ستكون على "رأس الأولويات".
وفي وقت سابق، هددت تركيا بمهاجمة القوات الأمريكية المتحالفة مع وحدات حماية الشعب الكردي في منبج والتي تعتبرها الحكومة التركية قوات إرهابية.
ووفقًا لـ"برافادا"، يعتبر أردوغان السياسة الأمريكية الداعمة للأكراد في سوريا إهانة جسيمة. ولا تفرق أنقرة بين الميليشيات الكردية السورية وحزب العمال الكردستاني - وهو منظمة إرهابية، التي يحاربها الأتراك منذ الثمانينات.
وترابط القوات الأمريكية أيضا في منبج التي انتزعتها وحدات حماية الشعب الكردي من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي منذ عام 2016.
"صفعة عثمانية"
وأوضح التقرير أن العلاقات بين أعضاء حلف شمال الأطلسي (تركيا والولايات المتحدة) قد تفاقمت بين بعد أن شنت بدأت أنقرة عمليتها العسكرية على مدينة عفرين في شمال سوريا، بذريعة وقف الاكراد السوريين من الحصول على موطئ قدم في المنطقة، في الوقت نفسه طالبت أنقرة القوات الأمريكية بمغادرة مدينة "منبج" لتوسيع الهجوم.
وبحسب التقرير، ليس من الواضح كيف يمكن للقوات الأمريكية مغادرة منبج، حيث يقيم المستشارين الأمريكيين يقيمون في منطقة تخلو من أي قوات أمريكية برية أخرى على الأرض، لذلك فإن هذا التحرك يعني الاستسلام المباشر لمواقفهم في سوريا. وباختصار، كل مطالب تركيا على الولايات المتحدة غير قابلة للتطبيق.
وبعبارة أخرى، فإن استراتيجية الولايات المتحدة ضد تركيا ستكون مماثلة لتلك التي ضد إيران وروسيا. كان على إيران التخلي عن جزء من سيادتها، ولكن روسيا لم تفعل ذلك. إذا ماذا سيحدث لتركيا؟
"قاعدة عسكرية في السودان"
ونوهت الصحيفة الروسية أن أردوغان يرغب في توسيع نفوذ بلاده، ليس فقط عبر محور روسيا وإيران، لكنه ينظر إلى تحالفه مع قطر والسودان، غير أن موسكو تفكر في قبول العرض الذي قدمه الرئيس السوداني عمر البشير لإنشاء قاعدة عسكرية في بلاده مقابل الحصول على أسلحة.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير أكد، في نوفمبر الماضي، أنه ناقش إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير دفاعها، مضيفا أنه طلب تزويد بلاده بأسلحة دفاعية روسية.
وأثارت الجولة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أفريقيا، في ديسمبر الماضي، جدلًا كبيرًا، والتي تضمنت السودان وتشاد وتونس، بعدما حصلت أنقرة على مشروع إعادة إعمار وترميم آثار جزيرة سواكن السودانية التي كانت جزءا من حصيلة الزيارة بناء علي اتفاق بين البلدين.
وأوضح التقرير أن وجود تركيا في البحر الأحمر تعد بمثابة أخبار سيئة ليس فقط بالنسبة لمصر بل أيضا للمملكة العربية السعودية ومن ثم بالنسبة للولايات المتحدة لأن أنقرة دعمت قطر في مواجهة التكتل السعودي.
ووفقًا لـ"برافادا"، الوجود العسكري التركي في البحر الأحمر يضمن سيطرتها على أحد أهم الممرات الملاحية، فضلًا عن امتيازات الوصول إلى أحد أكثر طرق النقل العابر ازدحاما في العالم (الخليج العربي وقناة السويس).
في الوقت نفسه، يستعد أردوغان للتدابير المضادة في حال شرعت واشنطن في فرض عقوبات علي بلاده بسبب شراء منظومة "إس 400" الروسية، ومن غير المستبعد أن تتجه القوات التركية إلى التأثير على الملاحة في قناة السويس، الأمر الذي من شأنه زعزعة استقرار أسعار النفط.
ويضيف التقرير، ينبغي لموسكو أن تضع في اعتبارها أن تركيا ليست حليفا موثوقا، حيث تشتهر القيادة التركية بدعم الإرهابيين مثل جبهة النصرة، ولذا يجب على الكرملين التفكير في طريقة لبناء محاور بديلة في المنطقة، في حال اعتراض السودان وقطر على توجهات السياسة الروسية.
==========================
أوارسيا ديلي: تركيا تغرق في عفرين
تحت عنوان “تركيا تغرق في عفرين: “غصن الزيتون” تطول، والخسائر تزيد”، كتب قسم الشرق الأوسط في صحيفة “أوارسيا ديلي”، عن الوضع في عفرين بعد 4 أسابيع من بدء العملية التركية هناك.
وجاء في المقال: تستمر عملية القوات التركية وتشكيلات ما يسمى بـ “الجيش السوري الحر” في منطقة عفرين في شمال غرب سوريا في أسبوعها الرابع. وخلال شهر تقريبا من القتال، فشلت المجموعة التي يبلغ قوامها 25 ألف جندي، مع دعم جوى وقصف مدفعي واسع وغارات من القوات الخاصة التركية، في السيطرة على أي بلدة كبيرة في عفرين.
الحملة العسكرية التركية ضد من تسميهم أنقرة بـ”الإرهابيين الأكراد” تأخذ طابعا مديدا، على الرغم من أن القيادة العسكرية والسياسية التركية تحدثت في البداية عن خطط لهجوم عابر على مدينة عفرين، الواقعة في وسط المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.
ويتابع المقال: الأتراك، أثناء عمليتهم السابقة، لم يعقهم أحد، ولم يتدخل في موعد إنهائها أحد. وعلاوة على ذلك، تلقوا في مراحل منفصلة من “درع الفرات” دعما استطلاعيا وجويا من القوات الأمريكية في المنطقة، وفي المرحلة النهائية من البعثة، من أجهزة الأمن العسكري الروسية. أما فيما يتعلق بـ “غصن الزيتون”، فإن روسيا والولايات المتحدة سلبيتان جدا.
وعلى صعيد المعلومات المتعلقة بتغطية العملية في عفرين، فإن التركيز يتم على أشياء لا تناسب السلطات التركية. ولم يجد الأكراد أنفسهم في حصار إعلامي، حيث يتم إيصال صوتهم إلى صفحات الصحافة العربية والغربية، بنشاط.
وخسارة الأتراك في “غصن الزيتون”، خلال أقل من شهر من القتال، تقترب من نصف الخسائر التي تكبدوها في حملتهم السابقة التي استمرت 5-6 أشهر من المعارك مع تنظيم الدولة.
ومع ذلك، فإن الجيش التركي ما زال بعيدا عن الوصول إلى عتبة الخسائر غير المقبولة،31 جنديا قتيلا… وفي الوقت نفسه، فإن بطء وتيرة تقدم القوات التركية والإسلامية، وزيادة الخسائر البشرية مقارنة بالعملية السابقة (درع الفرات)، تدفع إلى ضرورة إنهاء عملية عفرين.
وينتهي المقال إلى أن الأتراك بحاجة إلى نقطة تحول حاسمة، في الأيام المقبلة. وإلا، فإنهم قد يتعرضون لخطر الغرق في معارك موضعية مع الأكراد، واستمرار الضغوط الخارجية. ولذلك، على عتبة شهر من “غصن الزيتون”، يتوقع الجنرالات الأتراك زيادة حادة في النشاط القتالي على جبهة عفرين.
==========================
أر به كا :مكسيم سوتشكوف : روسيا وأميركا على خط المواجهة
تدرج حوادث ريف دير الزور خلال الأسبوع الأول من شباط (فبراير) في سياق تفاقم الصراع السوري، على رغم أنها فصل جديد من المواجهة بين القوى الإقليمية والعالمية في سورية. طال أمد العملية التركية- وكان يفترض أن تكون خاطفة- ضد وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين.
وضربت إسرائيل أهدافاً عسكرية في سورية تعود، وفق استخباراتها، إلى إيران. ويقول البنتاغون أن 500 من أنصار الأسد، هاجموا، في 7 شباط (فبراير) بدعم المدفعية والدبابات وقذائف الهاون، مقر «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها أميركا في دير الزور».
أما الجانب السوري النظامي فيقول إنه في ذاك اليوم كانت قوات موالية للأسد تقوم بتطهير أحد المواقع من خلايا «داعش» النائمة. وتذهب رواية أخرى إلى أن القوات الموالية للحكومة حاولت الاستيلاء على مصفاة النفط في إقليم يسيطر عليه حلفاء أميركا.
ودار كلام كثير من الخبراء، ومنهم روس وأميركيون، على احتمال وجود روس في صفوف القوات الموالية للأسد التي هاجمتها القوات الأميركية. ويشير تحقيق أجراه «كونفليكت إنتليجنس تيم» إلى وجود 4 قتلى روس من مقاتلي الشركة العسكرية الخاصة، «فاغنر». ويؤكد العسكريون الأميركيون أنّ بلادهم أبلغت مسبقاً روسيا «قلقها من حركة قوات النظام في المنطقة» بواسطة قناة الاتصال الحالية بين القاعدة الجوية الروسية في حميميم وقاعدة العمليات الجوية الأميركية في قطر. وتصر موسكو على أن الرسالة الأميركية وردت بعد هجمات التحالف، ولكنها تقر بأن هجوم القوات الموالية للأسد لم يُنسق مع القيادة الروسية. ويرى الجانب الأميركي أن السبب الرئيسي وراء الحادث هو عدم سيطرة القيادة الروسية على بعض المجموعات الموالية للحكومة السورية، ويقول إن الحادث لم ينجم عن خلل تواصل في الخط الساخن بين البلدين. وشح المعلومات الموثوقة يولد افتراضات جريئة. ولكن من العسير تحديد ما وراء الضربة نفسها، في وقت تستسيغ موسكو وواشنطن عدم مناقشة تفاصيلها في العلن. ولكن أية محاولة للفهم متعذرة من دون فهم التناقضات الحالية بين البلدين.
وتواجه الولايات المتحدة حالياً ثلاثة تحديات رئيسة على الأقل: تسويغ وجودها العسكري في سورية وتوطيده؛ منع انتشار نفوذ إيران في المنطقة؛ وضمان استحالة «نصر الأسد الكامل»، مع تقليص مصادر الدخل إلى أدنى حد يضمن بقاءه في السلطة. وبلوغ هذه الأهداف هو جسر أميركا إلى نفوذ راجح في مفاوضات السلام وفي مرحلة ما بعد الحرب السورية، وإلى الإعداد لاحتواء إيران. وليس الهدفان موجهين ضد روسيا مباشرة، ولكن من المؤكد أنهما يخالفان المصالح الإقليمية الروسية في سورية.
وتتبع إدارة ترامب «سياسة في اتجاهين»: لا تكف، من جهة، عن الحديث عن المصالح المشتركة بين البلدين في استقرار سورية وإدراك الطرفين طبيعة التحديات الأمنية التي تواجه موسكو وواشنطن معاً. ومن ناحية أخرى، تحاول إرساء مسارها الخاص. والحق يقال ليس للوجود العسكري الأميركي في سورية شرعية دولية أو حتى داخلية. ولكن أميركا لا تواجه أخطاراً دولية يعتد بها تثنيها عما تفعل. ولا يجرؤ أحد على الوقوف في وجه الجبروت الأميركي.
ولا شك في أن إستراتيجية احتواء إيران هي مشروع طويل الأمد، وستتعامل معه الإدارة الأميركية لسنوات مقبلة. ومع ذلك، لا تتراجع واشنطن عن توجيه فكرتين إلى موسكو – من طريق حلفاء إقليميين وغيرهم. ومفاد الرسالة الأميركية أن التأثير الإيراني في الشرق الأوسط يسمم الأمن الإقليمي- وموسكو تسعى إلى دعم استقراره-؛ وأن تعزيز قبضة طهران، ولو على الأمد المتوسط، يهدد المصالح الروسية في المنطقة.
لكن المسألة الأكثر أهمية هي السيطرة على البنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها الاقتصاد السوري - في شكل مباشر أو من خلال تشكيلات عربية- كردية منضوية في «قوات سورية الديموقراطية». وهذا قد يكون سبباً فعلياً للصراع العسكري. وأبرز أسباب الصراع في دير الزور هو السعي إلى السيطرة على حقل نفطي. حادثة السابع من شباط- قضية استئنائية، ولكن ذات دلالات. ويبدو أن الجيش الأميركي كان على قناعة بأنه يرسم «خطه الأحمر» (المحظور) من دون أي عواقب عسكرية أو سياسية خطيرة. فضربته لا تؤثر تأثيراً مباشراً في روسيا. ومع ذلك، حادثة دير الزرو تقربنا خطوة إضافية من صراع بين القوى العظمى لا تحمد عقباه. وتريد موسكو وواشنطن تجنب مثل هذا الاشتباك.
وربما، لهذا السبب تحديداً، تنتشر الأنباء عن هذه الحوادث بسرعة في دوائر العلن، على رغم أن في الأمر مفارقة: الجمع بين كتم التفاصيل والإعلان عن الحادثة في آن معاً. والإعلان عنها يرمي إلى تفادي تكرارها قدر الإمكان، والحد من مستوى خطر تصرفات الخصم.
وتفتقر موسكو إلى دالة أو تأثير في سياسات واشنطن. والافتقار إلى الدالة هذه متبادل. فواشنطن لا يسعها التأثير الفعال في سياسات الكرملين. وشارف الطرفان فعلاً على الانزلاق إلى الخطر. واليوم، بعدما سُحق «داعش»، يبرز الشقاق في مصالح القوى الكبرى. وروسيا والولايات المتحدة أمام مفترق طرق: إما التصعيد المستمر إلى ما بعد «الخط الأحمر» وإما البدء في البحث عن الحلول المشتركة.
* خبير في العلاقات الدولية، عن موقع «أر به كا» الروسي، 13/2/2018، إعداد علي شرف الدين
==========================