الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 21/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 21/3/2016

22.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. موقع ويلا الاسرائيلي :الانسحاب الروسي من سوريا مصلحة لإسرائيل
  2. واشنطن بوست : نتائج كارثية لسياسة أوباما تجاه سوريا
  3. مجلة ناوشن الامريكية :صحيفة أمريكية: مكائد الكرملين في كل مكان
  4. "لوموند" تكشف كيف سمحت أمريكا بصعود تنظيم الدولة بسوريا
  5. فورين بوليسي :انعكاسات أزمة اللاجئين على سياسة ميركل
  6. واشنطن بوست :مقامرة بوتين في سوريا.. أهداف وعوائد
  7. جيفري غولدبيرغ – (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016 :عقيدة أوباما: الرئيس الأميركي يعرض شرحا ضافيا لأصعب قراراته حول دور أميركا العالمي (الجزء الثاني)
  8. يديعوت أحرنوت :أليكس فيشمان:  20/3/2014الإرهاب في تركيا
  9. موقع واللا 20/3/2016: عندما عاد الأسد إلى الحياة
  10. معاريف :السهم يرتد على أردوغان :للتسهيل على صراعه ضد الأكراد غيّر الرئيس التركي سياسته تجاه تنظيم «الدولة»
  11. معهد واشنطن :سواء كانت إبادة جماعية أم لا، المدنيون يحتاجون الحماية من تنظيم «الدولة الإسلامية»
  12. واشنطن بوست: سوريا كانت ساحة لإستعراض قدرات #الجيش الروسي العسكرية
  13. واشنطن بوست: حلب السورية المدينة المزدوجة.. الأنقاض والدمار جنبا إلى جنب مع الحياة والرفاهية
  14. «ناشيونال إنتريست»: 5 زوايا مختلفة لقراءة انسحاب بوتين من سوريا
 
موقع ويلا الاسرائيلي :الانسحاب الروسي من سوريا مصلحة لإسرائيل
قال موقع ويلا الإخباري الإسرائيلي إن روسيا وإسرائيل لديهما مصلحة مشتركة في سوريا، بعدم وقوع إشكاليات بينهما فيها، بجانب المصالح الاقتصادية المشتركة، دون أن يكون ذلك بديلا عن التحالف مع الولايات المتحدة، معتبرا أن الانسحاب الروسي من سوريا يشكل مصلحة لإسرائيل.
واعتبر المراسل العسكري بالموقع أمير تيفون أن قرار الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا، يشكل مناسبة جيدة لإسرائيل أن تعرف مكانتها الحقيقية لدى موسكو، وهل أن العلاقات بينهما تحسنت في الآونة الأخيرة؟ أم أن الأمر يتعلق بتنسيق سطحي فقط؟
ونقل تيفون عن وزير الاستخبارات السابق دان مريدور أن الروس لديهم مصالح حقيقية في علاقات إيجابية مع إسرائيل، وهم في ذروة تدخلهم العسكري بالشرق الأوسط، وإسرائيل لها مصلحة في التقارب مع روسيا، دون أن يكون ذلك على حساب العلاقة مع الولايات المتحدة.
ورفض مريدور ما يتردد في إسرائيل من القول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوي، ونظيره الأميركي باراك أوباما ضعيف، وروسيا قوية والولايات المتحدة ضعيفة، معتبرا أن العكس هو الصحيح "لكن لاشك أن أوباما ارتكب أخطاء، وأحسن بوتين استغلالها، لتحسين موقع روسيا بالمنطقة".
زعامة حقيقية
من جهة أخرى، كتب المحلل العسكري للقناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دافيد بصحيفة معاريف أن الرئيس الروسي أراد إظهار زعامة حقيقية حين قرر دخول سوريا والخروج منها بناء على رغبته الشخصية، رغم الأضرار التي لحقت بروسيا في العالم السني بسبب قتلها للسوريين، لكنه في النهاية حقق ما أراده منذ البداية، وهو تحديد مستقبل سوريا.
وقال إن بوتين نجح بدخول سوريا دون أن يتوقع أحد، وأوقف عملية سقوط النظام السوري، ثم فاجأ الجميع مجددا بالإعلان أن المهمة قد انتهت، وبدأ بإعادة قواته إلى بلاده "وهو ما أخفق فيه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش عام 2003 في العراق، وفشلت إسرائيل بتنفيذه عام 1982 في لبنان، عقب طرد منظمة التحرير منه".
واعتبر أن عودة الطائرات الروسية إلى بلادها، ومغادرة الشرق الأوسط، بما فيها منظومة الدفاع الجوي "إس 400" هي أخبار سارة لإسرائيل "لأن إيران التي أبقت سبعمئة فقط من كوادرها في سوريا، لا تبدو كما لو كانت في بداية الحرب السورية، وكذلك حزب الله الذي يبقي في سوريا سبعة آلاف من مقاتليه يقاتلون بجانب الأسد".
وختم حديثه بالقول إنه في ظل الواقع القائم في سوريا، فإنه ليس لدى الجيش الإسرائيلي مشكلة عملياتية بإرسال فرقة عسكرية أو كتيبة ميدانية إلى العمق السوري لتنفيذ مهمة ما، مضيفا أنه وبعد مرور خمس سنوات على الحرب في سوريا، فإن الدرس الأهم أمام إسرائيل أن أي نظام ليس محصنا من الثورات.
======================
واشنطن بوست : نتائج كارثية لسياسة أوباما تجاه سوريا
قال محرر افتتاحيات صحيفة واشنطن بوست بالإنابة جاكسون ديل إن تكلفة سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا باهظة جدا وواضحة للجميع إلا هو، مشيرا إلى أن هذه التكلفة تشمل التدهور المريع للأوضاع في الشرق الأوسط، وتنمر الصين وروسيا.
وذكر ديل أنه وعندما اختار أوباما عام 2013 ألا ينفذ وعيده ويهاجم سوريا بشأن استخدام السلاح الكيميائي ويعقد صفقة للتخلص من مخزون هذه الأسلحة، كان يعتقد -أي الكاتب- أن الرئيس تعثر في انتصار تكتيكي، لكنه بدّل اعتقاده ذلك بعد أن استمع لعشرات وزراء الخارجية وغيرهم من كبار المسؤولين حول العالم من حلفاء الولايات المتحدة حول فداحة ذلك التراجع.
وأوضح أنه سمع من يابانيين وكوريين وسنغافوريين ومن مسؤولين هنود بأنهم على قناعة تامة بأن تراجع أوباما عن تنفيذ تهديده لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أغسطس/آب 2013 كان سببا مباشرا في تنمر الصين وبروز نزعتها العدوانية بشأن النزاعات الحدودية في بحر جنوب الصين.
وأضاف أن البولنديين والليتوانيين والفرنسيين قالوا نفس الشيء عن روسيا فيما يتصل بغزو أوكرانيا، وقال العرب السنة والأتراك أيضا إن قرار أوباما سرّع تفاقم الكارثة في سوريا والشرق الأوسط ككل، بالإضافة لتسببه في أزمة اللاجئين بأوروبا وفي تعزيز وضع الأسد وتنظيم الدولة.
مجرد عجرفة
وأعرب ديل عن دهشته لقول أوباما مؤخرا لمجلة أتلانتيك الأميركية إنه فخور بقراره ذلك حول سوريا، ووصف الكاتب عبارة الرئيس تلك بأنها "مجرد عجرفة للدفاع عن النفس" وتشير أيضا إلى "جهل أصيل" مصاب به أوباما أو "حالة نكران لنتائج قرار من المؤكد أن يعتبره المؤرخون لاحقا واحدا من أخطائه المصيرية الحاسمة".
وقال أيضا إن الدول الحليفة لأميركا مقتنعة بأن الأخيرة دمرت قدرتها الولايات المتحدة على الردع وشجعت النزعات العدوانية لدى الخصوم، وإن هؤلاء الحلفاء بدؤوا يفكرون في تعديل سياساتهم وفقا لذلك.
وأضاف بأنه ليس مهما أن يحاجج أوباما بأن بكين وموسكو لم تتنمرا بسبب سياسته تجاه سوريا، بل المهم هو أن كل قادة الدول الحليفة لأميركا وكذلك المفكرين بمراكز البحث الأميركية مقتنعون بذلك، وأنه هو وحده يخالف الجميع.
واختتم ديل مقاله بأن نتيجة ذلك القرار أن أوباما حاليا ملزم بمحاربة تنظيم الدولة وهجماته المتزايدة بمنطقة الشرق الأوسط دون أي أمل في وجود دولة قابلة للاستمرار قادرة على أن تحل محل تنظيم الدولة، وأن الرئيس الأميركي القادم سيرث مستنقعا عميقا تغوص فيه البلاد دون حلفاء ودون إستراتيجية للخروج.
 
======================
مجلة ناوشن الامريكية :صحيفة أمريكية: مكائد الكرملين في كل مكان
تحدثت مجلة Nation الأمريكية في مقالة للمحلل السياسي  لوي ماثيو ديل سانتو عن الحرب الإعلامية التي يشنها الاتحاد الأوروبي على روسيا.
 وذكرت المجلة أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي يقومون "ولغاية في نفس يعقوب"، من حين لآخر "بفضح محاولات روسيا" للإطاحة بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وتدمير أوروبا"، ولكن يبدو جليا وواضحا أن العمليات التي تثير رعبهم تجري فعلا بشكل مستقل عن إرادة موسكو.
ويرى زعماء دول الناتو والاتحاد الأوروبي، "يد الكرملين" في كل البلايا التي تحل بأوروبا وهم يتعمدون القيام بذلك لكي يرفعوا عن أنفسهم مسؤولية المشاكل العويصة التي تعصف بالقارة العجوز.
قبل فترة قصيرة نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية لقاء مع يانس سارتس مدير مركز الاتصالات الاستراتيجية في لاتفيا وفيه تحدث عن "حرب إعلامية تشنها روسيا بهدف الإطاحة بميركل مع محاولات لزرع الانقسام في الاتحاد الأوروبي حول مشكلة الهجرة.
وزعم سارتس بأنه ظهرت "دلائل" تؤكد انغماس روسيا في مثل هذه الحرب. وطبعا لم يكلف المحلل نفسه عبء تقديم هذه الدلائل. ومأخذ المحلل الرئيس على روسيا، هو أنها  تحاول تحقيق مكاسب سياسية من النمو المتسارع لشعبية المعارضين خاصة حزب البديل لأجل المانيا " AfD" لسياسة ميركل في مجال الهجرة. ولكن لو أنهم فعلا تمكنوا من ضبط مبالغ مالية يستلمها حزب AfD، لماذا لا تستخدم هذه المعلومات ضد قيادة الحزب المذكور؟.
ويرى ديل سانتو أن مزاعم سارتس طرحت ليس من أجل إطلاع الجمهور بل من أجل ترويعه وتخويفه، هذه المزاعم تدل على العكس وهو أن بروكسل بالذات تقوم بحرب إعلامية على موسكو.
ووصلت الهجمة الكلامية على موسكو إلى ذروة السخافة حين أعلن قائد قوات الناتو في أوروبا فيليب بريدلاف أن "روسيا ونظام الأسد تعمدا عسكرة أزمة الهجرة، في محاولة لتقويض بنية الإدارة الأوروبية. وطبعا لم يقدم الجنرال الأمريكي أي إثبات لمزاعمه وفقط قال:" لا يوجد سبب آخر يدفع روسيا إلى إجبار اللاجئين على مغادرة ديارهم إلا هدف جعلهم مشكلة بالنسبة للآخرين".
وضمن هذه القائمة تأتي تصريحات رئيس الاتحاد الأوروبي على مدى الأشهر الستة الأخيرة التي شدد فيها على أن سبب تدفق اللاجئين هو تصرفات روسيا في سوريا.
ولكن توسك وكبقية السياسيين الغربيين يتجنب التطرق إلى الأسباب العميقة للأزمة ومن بينها محاولات الغرب الحثيثة وعلى مدى سنوات عديدة فرض معايير "بناء الدولة" في بلدان الشرق الأوسط وفقا لتصوراته لها وبدون الأخذ بالاعتبار واقع هذه البلدان. والغرب يتجاهل أن اليونان كان يعج باللاجئين حتى قبل بدء العملية الجوية الروسية في سوريا.
ويرى ديل سانتو أن التدخل العسكري الروسي على العكس لعب الدور الحاسم في وقف القتال وهو ما قد يساعد في عودة اللاجئين إلى وطنهم.
ومن نافل القول أن الساسة الغربيين بحثوا دائما عن " يد الكرملين الخفية" في كل المشاكل والأزمات الأوروبية حتى قبل اندلاع النزاع في سوريا وحاولوا العثور عليها في أزمة ديون اليونان وقبرص على سبيل المثال.
وينهي المحلل مقالته بالقول إن النزعة العدائية نحو الحكومات الوطنية ونحو المؤسسات البيروقراطية التابعة للاتحاد الأوروبي، تقوى وتشتد ولا علاقة لها بروسيا".
المصدر: نوفوستي
======================
"لوموند" تكشف كيف سمحت أمريكا بصعود تنظيم الدولة بسوريا
عربي21 - يحيى بوناب# الإثنين، 21 مارس 2016 01:04 ص 212
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تحقيقا تضمن شهادات أحد عناصر الجيش السوري الحر ووثائق، تؤكد أن الاستخبارات الأمريكية كانت على علم بتحركات تنظيم الدولة في سوريا، وكانت قادرة على استهدافه في عدة مناسبات، ولكنها امتنعت عن ذلك بشكل غير مبرر. ويطرح التحقيق تساؤلات حول "العلاقة الخفية" بينها وبين هذا التنظيم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المعلومات الجديدة التي ظهرت؛ تبرز القصة المأساوية للثورة السورية خلال السنوات الخمس الماضية، حيث إن الشعب السوري الذي ثار ضد حكم بشار الأسد في سنة 2011، شاهد ثورته وهي تضيع بين مطرقة النظام وسندان "المنظمات الإرهابية"، على غرار تنظيم الدولة وجبهة النصرة.
واعتبرت الصحيفة أن الأسباب التي أدت لهذ التحول غير المرغوب لمسار الثورة السورية، وانتشار التشدد والعنف، هي بالأساس وحشية قوات الأسد والقمع الدموي الذي مارسته ضد الشعب، وتعمدها نشر الفوضى لتمهيد الطريق للمجموعات المتطرفة، بالإضافة إلى الأدوار المعقدة التي أدتها القوى الخارجية المتدخلة، وضعف المعارضة المعتدلة التي ارتكبت عدة أخطاء.
وأضافت الصحيفة أن هذه العوامل الثلاثة يجب أن يضاف إليها عامل رابع على ضوء المعلومات التي تم كشفها مؤخرا، حيث إن معارضين سوريين أكدوا أن الاستخبارات الأمريكية كانت تتلقى معلومات دقيقة حول تحركات تنظيم الدولة، إلا أنها كانت في كل مرة تقوم بتجاهلها.
وذكرت الصحيفة أن التحقيقات التي قامت بها لعدة أسابيع في تركيا، وخاصة في غازي عنتاب التي تمثل معقل المعارضة السورية في الخارج، مكنتها من جمع عدة وثائق وشهادات في هذا السياق، وهي تكشف أمرين مهمين، أولهما أنه منذ منتصف سنة 2013 كانت الأجهزة الاستخبارات الأمريكية تجلس متفرجة على صعود تنظيم الدولة شيئا فشيئا، حيث كانت تحصل على المعلومات من داخل المعارضة السورية. والأمر الثاني هو أن واشنطن لم تستعمل هذه المعلومات للتحرك بشكل إيجابي حتى بعد انطلاق حربها ضد تنظيم الدولة في سوريا في أيلول/ سبتمبر 2014، وهو ما مثّل خيبة أمل لقوى المعارضة المعتدلة التي كانت تأمل أن تستفيد من التدخل الدولي ضد الإرهاب.
ونقلت الصحيفة شهادة أحد أبرز رجال "مخابرات" الجيش السوري الحر، الذي أكد أنه في عدة مناسبات، وعلى امتداد سنتين، أرسل تقارير مفصلة إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه"، جمعها عن طريق شبكة من المخبرين في الميدان، وقد تضمنت هذه التقارير منجما من المعلومات والخرائط والصور وإحداثيات "جي بي أس" وأرقام الهواتف.
ونقلت الصحيفة عن هذا الرجل، الذي أشارت إليه بحرف "م"، قوله: "منذ أن كان تنظيم الدولة يضم 20 شخصا إلى أن أصبح يضم 20 ألفا، كنا في كل مرة نحذر الأمريكيين، ولكنهم لم يحركوا ساكنا، وعندما كنا نسألهم عما يفعلونه بهذه المعلومات، كانوا يقدمون لنا إجابات غامضة، ويقولون إن تلك المعلومات كان يتم إيصالها إلى "صناع القرار".
وأكدت لوموند أنها اطلعت على بعض هذه الوثائق، وتضمنت إحداها خريطة بمواقع مكاتب تنظيم الدولة في الرقة، ونقاط التفتيش التي أقامها ومركز عملياته. كما تضمنت هذه الوثائق خطة سرية تم تجهيزها في صيف سنة 2014 بالتشاور مع واشنطن، كانت ستمكن من دحر تنظيم الدولة من مواقعه في محافظة حلب، إلا أن الأمريكيين قاموا بتأجيل هذه العملية مرارا وتكرارا ثم تمّ إلغاؤها نهائيا، وتركوا الجيش السوري الحر يواجه مصيره في هذه المحافظة.
وذكرت الصحيفة أن واحدا من أهم المخبرين الذين عملوا ضمن هذه الشبكة، كان موظفا في مكتب الشؤون المالية لتنظيم الدولة في منبج في ريف حلب الشرق، غير بعيد عن الحدود التركية. وقد كشف هذا المخبر عن وثائق تثبت أن عضو مجلس الشعب السوري وحزب البعث، رضوان حبيب، كان يرسل مبالغ مالية ضخمة لشقيقه علي، وهو أمير تنظيم الدولة في بلدة مسكنة في ريف حلب.
كما نقلت الصحيفة عن الشاهد "م" قوله إن مخبري الجيش السوري الحر نجحوا في تجهيز ملف كامل حول معسكر لتدريب مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب في شمال محافظة اللاذقية، تضمن إحداثيات "جي بي أس" وصورا، بالإضافة إلى أرقام هواتف قياديين في التنظيم والأرقام التسلسلية لأجهزة الاتصال بالأقمار الصناعية وعناوين الإنترنت التي كانوا يستعملونها، إلا أنه لم يتم قصف هذا الموقع.
وذكرت الصحيفة أنها التقت شخصا آخر عمل أيضا كهمزة وصل بين الجيش السوري الحر وأجهزة المخابرات الغربية، في مدينة غازي عنتاب، تحدث عن كيفية سقوط تدمر في يد تنظيم الدولة في تموز/ يوليو 2015.
ويقول هذا الشاهد: "كنت في ذلك الوقت في ميناء إسكندرون، وقد اتصل بي بعض معارفي الموجودين في منطقة السخنة في شرق تدمر، ليقولوا لي إن رتلا من سيارات الجيب التابعة لتنظيم الدولة كان يتجه نحو تدمر، وقد أخبرت وكالة الاستخبارات الأمريكية والبنتاغون، وقالوا لي إنهم هم أيضا كانوا بصدد مشاهدة هذا الرتل، إلا أنهم برروا عدم قصفهم بالقول إن قائد الطائرة القريبة منهم أشار لوجود بعض الأطفال على متن إحدى الشاحنات، وهو ما أثار استغراب هذا الشاهد الذي قال لهم: وماذا عن بقية السيارات؟".
وتساءل هذا الشاهد حول الأسباب التي دفعت بالولايات المتحدة للامتناع عن قصف رتل سيارات تنظيم الدولة لمنعه من السيطرة على تدمر، رغم أن الجميع كان يعلم مكان هذا الرتل ووجهته، وكان من السهل قصفه في تلك المنطقة الصحراوية المكشوفة. وقد أثارت هذه الحوادث المتكررة شكوك المعارضة السورية، حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة في سوريا.
======================
فورين بوليسي :انعكاسات أزمة اللاجئين على سياسة ميركل
لا يزال تدفق اللاجئين إلى أوروبا الفارين بعيدا عن ويلات الحروب والاضطهاد في الشرق الأوسط، يثير أزمة وانقسامات في أوساط القارة المسيحية، وخاصة في ألمانيا حيث تواجه المستشارة أنجيلا ميركل تبعات ترحيبها باللاجئين.
في هذا الإطار، تناولت صحف أميركية تداعيات أزمة اللاجئين في ألمانيا، حيث نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للكاتب جان ويرنر ميولر قال فيه إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سمحت بتدفق اللاجئين لأوروبا دون التفكير في أبعاد قراراتها على المسيحيين في القارة.
وأضاف أنه على عكس ما يتردد دوما في وسائل الإعلام الأميركية، فإن الدين لا يزال يعتبر مؤثرا في أوروبا وفي السياسة الأوروبية بشكل عام.
ويستدرك الكاتب أن سياسة ميركل تجاه اللاجئين وجدت صداها في الانتقادات التي تواجهها المستشارة، وذلك بسبب سياساتها المؤثرة على أيديولوجية الديمقراطية المسيحية والتي تعتبر إحدى الأيديولوجيات الرائدة في حكم أوروبا في حقبة ما بعد الحرب.
انقسامات
وأشار إلى أنه أصبح من الممكن ملاحظة الانقسامات القديمة بين الكاثوليك والبروتستانت، وذلك بعد أن كان الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني قد نجح في توحيد مسيحيي البلاد بعد قرون من الصراعات العنيفة.
من جانبها، أشارت مجلة نيوزويك الأميركية إلى أن أزمة اللاجئين تزيد من تعميق الانقسامات بين الأحزاب في الحكومة الائتلافية للمستشارة الألمانية.
وأضافت أن خلافات شديدة بدأت تظهر بين هذه الأحزاب، وذلك على خلفية سياسة الهجرة ورفض المستشارة حصر عدد اللاجئين الذين يدخلون ألمانيا.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن ألمانيا تواجه تحديا غير مسبوق، وذلك بعد أن تسببت سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها ميركل في جعل البلاد جاذبة للفارين من الحرب في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن ألمانيا تعتمد على العودة الطوعية للاجئين إلى بلادهم، وذلك بعد أن عمد العديد منهم إلى تمزيق جوازات سفرهم، الأمر الذي يجعل إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية أكثر صعوبة.
======================
واشنطن بوست :مقامرة بوتين في سوريا.. أهداف وعوائد
تاريخ النشر: الإثنين 21 مارس 2016
توبين هارشو*
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب معظم قواته من سوريا لأن «أهدافه» تحققت. فكيف يمكننا الحكم على هذا الإعلان؟
لم يصدر الخبراء بعد حكماً على مدى تحقق أهداف، مثل إبقاء الطاغية السوري بشار الأسد في السلطة، وتعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، والمحافظة على مقعد موسكو على طاولة السلطة العالمية، وتوجيه رسالة استعراض قوة إلى المتطرفين الإسلاميين داخل حدود روسيا نفسها. لكن ليس من السابق لأوانه أن نبحث النجاح الروسي على جبهة أخرى، وهي استعراض القوة العسكرية أمام الخصوم المحتملين والحلفاء ومشتري السلاح. فلم يتورط الجيش الروسي في صراع كبير مثل هذا منذ انسحابه الكارثي من أفغانستان قبل عقود. وأداء الجيش الروسي في مناوشاته على الحدود التي استمرت خمسة أيام مع جورجيا عام 2008، لم يكن مثيراً للإعجاب أمام خصم ضعيف. رغم أن الحملة حققت نجاحاً سياسياً. وتعرض الجيش الروسي مراراً لمداهمات بسبب سوء عملياته الاستخباراتية، وفقد ست طائرات أمام الدفاع الجوي الجورجي أو «نيران صديقة». وكانت دباباته غير ملائمة للقتال ليلا. لكن بعد مرور سبع سنوات فحسب، أصلح الروس أنفسهم إلى حد كبير. وفي حملة سوريا الجوية في الأساس، أظهر الروس قدرة جيدة على شن عدد كبير من الغارات الجوية. وأشارت بعض التقديرات إلى تنفيذ ما لا يقل عن ألف غارة في الشهر من سرب طائرات مقاتلة من طراز إس. يو-24 تتخذ من سوريا قاعدة ومن طائرات الدعم البري إس. يو-25، مما يشير إلى طواقم ذات كفاءة ودعم لوجستي جيد.
وأظهر الروس قدرات مدهشة في الأسلحة الذكية. وفي أكتوبر، أطلقوا 26 صاروخ كروز من طرادات من فئة بايان-إم العائمة في بحر قزوين. ورغم أن المعلومات الاستخباراتية الغربية تزعم أن بعضها لم يبلغ الهدف بفارق كبير، لكن المثير للإعجاب هو قدرة مثل هذه السفن الحربية الصغيرة على نشر هذا النظام الصاروخي المعقد من طراز كاليبر إن. كيه.
وفي ديسمبر الماضي، أصابت صواريخ كروز أُطلقت من غواصات روستوف أون دون، ذات القدرة الفائقة على التخفي في الأبيض المتوسط، أهدافاً بالقرب من مدينة الرقة. ولأن هذه الصواريخ التي تُطلق من البحر أكثر كلفة بكثير من إلقاء قنابل من الطائرات، يستطيع المرء أن يزعم أن الهدف الحقيقي كان نقل رسالة لواشنطن. ونشرت روسيا عتاداً لم يكن هناك ما يبرر استخدامه، مثل إرسال صواريخ موسكوفا قبالة الساحل السوري، وإرسال النظام الصاروخي المتقدم الأرض جو من طراز إس- 400 في قاعدة جوية بالقرب من اللاذقية. وهذا الحشد من أسلحة الدفاع الجوي المثير للإعجاب مبالغ فيه، مع العلم أن المتمردين السوريين والجماعات الإسلامية المتطرفة لا يملكون طائرة واحدة. لكن الهدف الحقيقي كان استعراض القوة، وهي الإشارة التي فهمتها الولايات المتحدة جيداً.
ولن تعرقل الحملة السورية مبيعات الأسلحة الروسية المتصاعدة التي بلغت حصتها 25٪ من السوق العالمية مقارنة بحصة الولايات المتحدة البالغة 33٪، رغم العقوبات ذات الصلة بالصراع في أوكرانيا. وأكثر ما يقلق الغرب وحلفاؤه في الشرق الأوسط هو تقارب موسكو مع إيران. فبعد صفقة الأسلحة النووية في الصيف الماضي وافقت موسكو على صفقة بيع نظام دفاع جوي متقدم لطهران، وناقشت مبيعات محتملة لطائرات إس. يو-30 متعددة الأدوار والدبابات الروسية الرئيسة. وفي المدى الطويل، يبدو أن موسكو وطهران ستعززان التبادل الحربي فيما بينهما، وهو هدف آخر لبوتين عززه بقراره الخطير بأن يجعل من حرب الأسد حربه هو.
* محلل عسكري وأمني
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
جيفري غولدبيرغ – (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016 :عقيدة أوباما: الرئيس الأميركي يعرض شرحا ضافيا لأصعب قراراته حول دور أميركا العالمي (الجزء الثاني)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
جيفري غولدبيرغ – (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016
كان أوباما يعرف أن قراره عدم قصف سورية سوف يزعج حلفاء أميركا على الأغلب. وقد فعل. وقال لي رئيس وزراء فرنسا، مانويل فالس، إن حكومته كانت تشعر بالقلق مسبقاً من تداعيات التقاعس عن العمل في سورية عندما جاءتها الأخبار عن تراجع أوباما. وقال لي فالس: "بعدم التدخل في وقت أبكر، خلقنا وحشاً. كنا متأكدين تماماً أن الإدارة الأميركية سوف تقول نعم للعمل. كنا قد حددنا الأهداف مسبقاً بالعمل مع الأميركيين. كان ذلك مفاجأة عظيمة. أعتقد أن الأشياء كانت ستختلف كثيراً اليوم لو أننا قصفنا كما كان مخططاً". وقال ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان، الذي كان غاضباً أصلاً من "تخلي" أوباما عن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، قال غاضباً لزوار أميركيين إن الولايات المتحدة يقودها رئيس "غير جدير بالثقة". وملك الأردن عبد الله الثاني -المستاء مسبقاً مما رآه على أنه رغبة أوباما غير المنطقية في النأي بالولايات المتحدة عن حلفائها التقليديين من العرب السنة وخلق تحالف جديد مع إيران، راعية الأسد الشيعية- قال في جلسة خاصة: "أنا أؤمن بالقوة الأميركية أكثر مما يفعل أوباما". كما غضب السعوديون أيضاً. إنهم لم يثقوا أبداً بأوباما -كان قد أشار إليهم، قبل وقت طويل من أن يصبح رئيساً، على أنهم "ما يدعى حليفاً" للولايات المتحدة. وقال الجبير، السفير السعودي في واشنطن، لرؤسائه في الرياض: "إن إيران هي القوة العظمى الجديدة في الشرق الأوسط، والولايات المتحدة هي القديمة".
تسبب قرار أوباما في هزات عبر واشنطن أيضاً. كان جون مكين ولندسي غراهام، الصقران الجمهوريان الأبرز في مجلس الشيوخ، قد اجتمعا مع أوباما في البيت الأبيض في وقت سابق من الأسبوع، وتلقيا وعداً بشن هجوم. وقد أغضبتهما هذه الاستدارة الكاملة. كما وقع الضرر أيضاً حتى في داخل الإدارة نفسها. لم يكن أي من تشاك هاغل، وزير الدفاع في ذلك الحين، ولا جون كيري، حاضرين في المكتب البيضاوي عندما أعلم الرئيس فريقه بأفكاره الجديدة. ولم يعرف كيري عن التغيير قبل وقت متأخر من ذلك المساء. وقال لصديق بعد فترة قصيرة من التحدث مع الرئيس في تلك الليلة: "لقد ذهلتُ تماماً فحسب". (عندما سألت كيري مؤخراً عن تلك الليلة المضطربة، قال "إنني لا أكف عن تحليل الأمر. خمنت أن لدى الرئيس سببا لاتخاذ القرار، وبصراحة، فهمت فكرته").
كانت الأيام القليلة التالية فوضوية. طلب الرئيس من الكونغرس منح تفويض باستخدام القوة -وعمل كيري الذي يتعذر كبحه رئيساً لجماعة الضغط- وسرعان ما اتضح في البيت الأبيض أن للكونغرس قليلا من المصلحة في توجيه ضربة. وعندما تحدثت مع بايدن مؤخراً عن قرار أوباما عدم إنفاذ تهديد "الخط الأحمر"، علق بملاحظة خاصة عن هذه الحقيقة. قال: "من المهم أن يكون الكونغرس إلى جانبك، إلى جانب قدرتك على استدامة ما تنوي فعله". إن أوباما "لم يذهب إلى الكونغرس ليخلص نفسه من الصنارة. كانت لديه شكوكه عند تلك النقطة، لكنه كان يدرك أنه إذا أراد فعل أي شيء، فإن من الأفضل له بكثير أن يكون الجمهور معه، أو أن مسعاه سيكون رحلة قصيرة جداً". وقد أقنع تردد الكونغرس الواضح في منح التفويض جو بايدن بأن أوباما كان على حق في تخوفه من المنحدر الزلق. وتساءل بايدن: "ما الذي يحدث لو أن طائرة سقطت؟ ألا نذهب إلى هناك للإنقاذ؟ يجب عليك أن تدعم الشعب الأميركي".
وسط ذلك الارتباك، ظهرت آلة خارقة عملاقة في شكل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. في قمة العشرين في سانت بطرسبرغ، التي عُقدت بعد أسبوع من عكس قرار سورية، سحب أوباما بوتين جانباً، كما تذكر وهو يحدثني، وقال للرئيس الروسي أنه "إذا أجبر الأسد على التخلص من الأسلحة الكيميائية، فإن ذلك سيلغي حاجتنا إلى توجيه ضربة عسكرية". وفي غضون أسابييع، سوف يهندس جون كيري، بالعمل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أمر إزالة معظم ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية -وهي برنامج كان الأسد قد رفض حتى ذلك الحين مجرد الاعتراف بوجوده.
جلب ذلك الترتيب الثناء على الرئيس، من بين جميع الناس، من بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل الذي كانت علاقته معه مثيرة للجدل على الدوام. فقد شكلت إزالة مخزونات أسلحة سورية الكيميائية "شعاع الضوء الوحيد في منطقة بالغة الظلمة"، كما قال لي نتنياهو بعد وقت قصير من الإعلان عن ذلك الاتفاق.
لا يعرض جون كيري اليوم أي صبر أمام أولئك الذين يجادلون اليوم -كما فعل هو نفسه ذات مرة- بأن أوباما كان يجب أن يقصف مواقع نظام الأسد من أجل تأكيد قوة الردع الأميركية. وقال لي عن ذلك: "كانت ستظل لديك أسلحة هناك، وربما كنتَ الآن بصدد مقاتلة داعش من أجل السيطرة على الأسلحة"، مشيراً إلى مجموعة "الدولة الإسلامية" الإرهابية. وأضاف: "لا يبدو ذلك معقولاً فحسب. لكنني لا أستطيع أن أنكر أمامك أن تلك الفكرة عن تعرض الخط الأحمر للتجاوز، وعدم فعل (أوباما) أي شيء حيال ذلك، قد كسبت حياة خاصة بها وحدها".
يدرك أوباما جيداً أن المؤرخين سوف يستنطقون بلا رحمة القرار الذي اتخذه بالتراجع عن الضربات الجوية لسورية، والسماح بأن يذهب تجاوز خط أحمر كان قد رسمه هو نفسه من دون عقاب. لكن ذلك القرار يشكل اليوم مصدر ارتياح عميقا بالنسبة له.
قال لي الرئيس: "إنني فخور جداً بهذه اللحظة. لقد ابتعد الوزن الساحق للاعتقادات السائدة ولآلة مؤسسة أمننا القومي مسافة جيدة. كان التصور هو أن مصداقيتي كانت على المحك، وأن مصداقية أميركا كانت على المحك. وحتى الآن بالنسبة لي، كان ضغط زر الإيقاف في تلك اللحظة، كما أدركت، سيكلفني سياسياً. وحقيقة أنني تمكنت من الابتعاد عن الضغوط المباشرة والتفكير ملياً وحدي في تقدير ما هو أفضل لمصالح أميركا -ليس فقط فيما يتعلق بسورية، وإنما أيضاً فيما يتعلق بديمقراطيتنا- كان ذلك قراراً صعباً اتخذته. وأعتقد في نهاية المطاف أنه كان القرار الصحيح الذي ينبغي اتخاذه".
قال الرئيس: "أين يجعلني ذلك مثيراً للجدل؟ عندما يأتي الأمر إلى استخدام القوة العسكرية، فإن ذلك هو مصدر الجدل. هناك كتاب لقواعد اللعبة في واشنطن، والذي يفترض في الرؤساء أن يتبعوه. وهو كتاب يأتي من مؤسسة السياسة الخارجية. ويصف كتاب قواعد اللعبة هذا ماهية الردود على الأحداث المختلفة، وتميل تلك الاستجابات إلى أن تكون عسكرية. وحيث تكون أميركا مهددة مباشرة، فإن كتاب القواعد هذا يعمل. لكن كتاب قواعد اللعبة يمكن أن يكون أيضاً مصيدة ربما تقود إلى اتخاذ قرارات خاطئة. وسط تحد دولي مثل سورية، سيتم الحكم عليك بقسوة إذا لم تتبع القواعد المذكورة في الكتاب، حتى لو أن هناك أسباباً وجيهة لتفسير عدم انطباق تلك القواعد على واقع الحال".
خلصت إلى الاعتقاد بأن 30 آب (أغسطس) 2013 كان في ذهن أوباما بمثابة يوم تحرره؛ اليوم الذي لم يتجاهل فيه مؤسسة السياسة الخارجية وكتاب قواعدها لاستخدام صواريخ كروز فحسب، وإنما تجاهل أيضاً مطالب حلفاء أميركا المغيظين ومكلفي الصيانة في الشرق الأوسط -بلدان تسعى، كما يشتكي لأصدقائه ومستشاريه في الجلسات الخاصة، إلى استغلال "العضلات" الأميركية لخدمة غاياتها الخاصة الضيقة والطائفية. وبحلول العام 2013، كان استياء أوباما قد تطور إلى حد كبير. أصبح مستاءً من قادة الجيش الذين يعتقدون أنهم يستطيعون إصلاح أي مشكلة إذا منحهم القائد الأعلى ببساطة ما يريدون. وكان مستاءً من مجمع مؤسسات الفكر والرأي المختصة بالسياسة الخارجية. وكان هناك شعور سائد إلى حد كبير في داخل البيت الأبيض بأن العديد من أكثر المؤسسات الفكرية المشتغلة بالسياسة الخارجية بروزاً في واشنطن، إنما تقوم فقط بتنفيذ عطاءات لصالح مموليها من العرب ومؤيدي إسرائيل. وقد سمعت مسؤولاً في الإدارة يشير إلى جادة مساشوستس، حيث توجد مقرات العديد من هذه المؤسسات الفكرية، باسم "الأراضي العربية المحتلة".
بالنسبة لبعض خبراء السياسة الخارجية -حتى في داخل إدارته نفسها- كان انقلاب أوباما على فرض الخط الأحمر لحظة محبطة، والتي عرض فيها الرئيس كلاً من التردد والسذاجة، وألحق ضرراً دائماً بموقف أميركا في العالم. وقال لي ليون بينيتا مؤخراً، والذي عمل مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ثم وزيراً للدفاع في ولاية أوباما الأولى: "اعتقدت في ذلك الحين أن مصداقية القائد العام وهذه الفكرة نفسها سيكونان على المحك إذا لم يقم بإنفاذ التهديد". ومباشرة بعد تراجع أوباما، قالت هيلاري كلينتون في حديث خاص: "إذا قلتَ إنك ستضرب، فعليك أن تضرب. ليس هناك خيار".
وفي ذلك الوقت، كتب شادي حميد، الباحث في معهد بروكينغز، في مجلة "الأتلانتيك": "تتم الآن مكافأة الأسد عملياً على استخدامه الأسلحة الكيميائية، بدلاً من "معاقبته" كما كان مقرراً في الأساس. لقد تمكن من إزالة تهديد عمل عسكري أميركي بينما يعطي القليل جداً في المقابل".
وحتى المعلقين الذين كانوا متعاطفين عموماً مع سياسات أوباما، نظروا إلى ذلك الفصل على أنه كارثي. وكتب جدعون روز، محرر مجلة "فورين أفيرز" مؤخراً أن معالجة أوباما لهذه الأزمة -"إعلانه في البداية عن التزام كبير، ثم تعثره في الوفاء به، ثم إلقاء الكرة بشكل محموم في ملعب الكونغرس من أجل استصدار قرار- شكل كله حالة دراسة للارتجال وعمل الهواة بطريقة محرجة".
مع ذلك، يقول المدافعون عن أوباما إن قراره عدم إنفاذ التهديد الخاص بعبور الخط الأحمر لم يلحق أي ضرر بمصداقية الولايات المتحدة، مستشهدين بموافقة الأسد اللاحقة على إزالة أسلحته الكيميائية. وقال لي تيم كين، السيناتور الديمقراطي من فيرجينيا: "كان ذلك التهديد بالقوة موثوقاً بما يكفي بالنسبة إليهم ليجعلهم يتخلون عن أسلحتهم الكيميائية. لقد هددنا بعمل عسكري وهم استجابوا. هذه هي مصداقية الردع".
ربما يسجل التاريخ يوم 30 آب (أغسطس) 2013 على أنه اليوم الذي منع فيه أوباما الولايات المتحدة من دخول حرب أهلية إسلامية كارثية أخرى، واليوم الذي أزال فيه تهديد احتمال شن هجوم كيميائي على إسرائيل وتركيا والأردن. أو أنه ربما يتم تذكره على أنه اليوم الذي جعل فيه أوباما الشرق الأوسط ينزلق من قبضة أميركا، إلى أيدي روسيا وإيران و"داعش".
كنت قد تحدثت مع أوباما عن السياسة الخارجية أول الأمر عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي في العام 2006. وفي ذلك الوقت، كنت على دراية بشكل خاص بنص خطبة كان قد ألقاها قبل أربع سنوات من ذلك، في نشاط مناهض للحرب أقيم في شيكاغو. كانت تلك كلمة غير عادية لتلقى في مناسبة مناهضة للحرب، لأنها لم تكن مناهضة للحرب؛ فقد جادل أوباما، الذين كان في ذلك الحين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي، ضد حرب واحدة محدودة فحسب، والتي كانت ما تزال مجرد حرب نظرية في ذلك الحين. قال: "ليست لدي أي أوهام إزاء صدام حسين. إنه رجل وحشي. رجل لا يرحم... لكنني أعرف أيضاً أن صدام لا يشكل أي تهديد وشيك ولا مباشر للولايات المتحدة أو لجيرانه". وأضاف: "إنني أعرف أن غزواً للعراق بلا تبرير منطقي ومن دون دعم دولي قوي سوف يزيد نيران الشرق الأوسط اشتعالاً فقط، وسوف يشجع أسوأ -وليس أفضل- نوازع العالم العربي، وسوف يقوى ذراع التجنيد لتنظيم القاعدة".
في ذلك الحين، جعلتني هذه الكلمات فضولياً إزاء صاحبها. أردت أن أعرف كيف أن سيناتوراً من ولاية إلينوي، وأستاذ قانون يعمل بدوام جزئي ويمضي أيامه متنقلاً بين شيكاغو وسبرنغفيلد، وصل إلى فهم أكثر بصيرة لكابوس قادم من أكثر مفكري السياسة الخارجية خبرة في حزبه، بمن فيهم شخصيات مثل هيلاري كلينتون، وجو بايدن، وجون كيري -ناهيك بطبيعة الحال عن ذكر معظم الجمهوريين ومعظم محللي السياسة الخارجية وكتابها، بمن فيهم أنا شخصياً.
منذ ذلك اللقاء الأول في العام 2006، أجريت مقابلات مع أوباما بشكل دوري، حول شؤون تتصل بالشرق الأوسط في أغلب الأحيان. لكنني قضيت على مدى الأشهر القليلة الأخيرة ساعات عدة من الأحاديث معه حول الموضوعات الأكثر عمومية من "اللعبة الطويلة" التي خاضها في السياسة الخارجية، بما فيها موضوعات بدا أكثر حرصاً على مناقشتها -وبالتحديد تلك التي ليست لها أي صلة بالشرق الأوسط.
قال لي أوباما في واحدة من هذه المحادثات: "إن الدولة الإسلامية ليست تهديداً وجودياً للولايات المتحدة. لكن التغير المناخي هو تهديد وجودي محتمل للعالم كله إذا لم نفعل شيئاً حياله". وشرح أوباما أن التغير المناخي يقلقه بشكل خاص لأنه "مشكلة سياسية مصممة بشكل مثالي لصد التدخل الحكومي. إنها مشكلة تشمل كل بلد، وهي حالة طارئة تتحرك بخطى بطيئة نسبياً. لذلك، هناك دائماً شيء يبدو في ظاهره أكثر إلحاحاً (من مشكلة المناخ) على الأجندة".
في هذه اللحظة، بطبيعة الحال، تشكل سورية المسألة الأكثر إلحاحاً من بين تلك القضايا التي "تبدو في ظاهرها أكثر إلحاحاً". لكن بالوسع أيضاً، في أي لحظة مُعطاة، قلب رئاسة أوباما كلها رأساً على عقب بعدوان من كوريا الشمالية، أو هجوم تشنه روسيا على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، أو وقوع هجوم من تخطيط "داعش" على الأرض الأميركية. وقد واجهَت قلة من الرؤساء مثل هذه الاختبارات المتنوعة على الساحة الدولية كما فعل أوباما. وكان التحدي الأبرز بالنسبة له، ولكل الرؤساء، هو التمييز الدقيق بين المُلِحّ فقط والمهم حقاً، والتركيز على المهم.
كان هدفي في محادثاتنا الأخيرة هو رؤية العالم من خلال عيون أوباما، وفهم ما يعتقد أنه ينبغي أن يكون دور أميركا في العالم. وتستنير هذه المادة بالسلسلة الأخيرة من محادثاتنا التي جرت في المكتب البيضاوي؛ على مأدبة غداء في غرفة طعامه؛ على متن الطائرة الرئاسية؛ وفي كوالالمبور خلال زيارته الأخيرة إلى آسيا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. كما تستنير هذه المادة أيضاً بمقابلاتي السابقة معه وبخطاباته وتأملاته العامة الغزيرة، فضلاً عن حوارات خضتها مع كبار مستشاريه لشؤون السياسة الخارجية والأمن القومي، ومع الزعماء الأجانب وسفرائهم في واشنطن، ومع أصدقاء الرئيس وآخرين ممن تحدثوا معه حول سياساته وقراراته، وخصومه ومنتقديه.
على مدار أحاديثنا، أصبحت أرى أوباما كرئيس يصبح أكثر قدّريَّة باطراد إزاء محدوديات قدرة الولايات المتحدة على توجيه الأحداث العالمية، حتى مع أنه راكم في وقت متأخر من رئاسته مجموعة من الإنجازات التي ربما تكون تاريخية في السياسة الخارجية -إنجازات مثيرة للجدل، ومؤقتة بالتأكيد، لكنها تظل إنجازات مع ذلك: الانفتاح على كوبا؛ اتفاقية تغير المناخ في باريس؛ اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ؛ وبطبيعة الحال، اتفاق إيران النووي. وقد صنع أوباما هذه الإنجازات على الرغم من شعور متنام لديه بأن ثمة قوى أكبر -تياراً معاكساً من الشعور القبَلي في عالم ينبغي أن يكون قد تخلص مسبقاً من رجعيته؛ صمود الرجال الصغار الذين يحكمون بلداناً كبيرة بطرق مناقضة لأفضل مصالحها؛ تواصل سيادة الخوف باعتباه الشعور الإنساني الغالب- والتي تتآمر ضد أفضل النوايا الأميركية. لكنه أدرك أيضاً، كما قال لي، أن القليل جداً يتم إنجازه في الشؤون الدولية من دون قيادة الولايات المتحدة.
تحدَّث أوباما إلي من خلال هذا التناقض الواضح: "أريد رئيساً لديه شعور بأنه لا يمكنك إصلاح كل شيء". ولكن من ناحية أخرى، "إذا لم نقم نحن بتحديد الأجندة، فإنها لن تكون هناك أجندة". وشرح الرئيس ما يعنيه: "الحقيقة هي كالآتي: لم تكن هناك أي قمة حضرتها منذ أصبحت رئيساً حيث لم نضع نحن الأجندة، وحيث لم نكن نحن المسؤولين عن النتائج الرئيسية"، قال "ويصح ذلك، سواء كنت تتحدث عن الأمن النووي؛ سواء كنت تتحدث عن إنقاذ النظام المالي العالمي؛ أو إذا كنت تتحدث عن المناخ".
في أحد الأيام، على الغداء في غرفة الطعام في المكتب البيضاوي، سألت الرئيس عن كيف يعتقد أن المؤرخين سيفهمون سياسته الخارجية. وبدأ يصف لي شبكة من أربعة مربعات تمثل المدارس الرئيسية لفكر السياسة الخارجية الأميركية. أحد المربعات سمّاه الانعزالية، وهو ما رفضه جملة وتفصيلاً. قال: "إن العالم يتقلص بلا توقف. والانسحاب منه لا يمكن الدفاع عنه". أما الخانات الأخرى فسماها: الواقعية؛ التدخلية الليبرالية، والأممية. وقال: "أفترض أنك يمكن أن تسميني واقعياً في اعتقادي بأننا لا نستطيع، في أي لحظة مُعطاة، تخفيف جميع البؤس الحاضر في العالم"، قال. "علينا اختيار المكان الذي يمكن أن يكون لنا فيه تأثير حقيقي". وأشار الرئيس أيضاً إلى أنه أممي بوضوح كامل، مكرس -كما هو حاله- لتعزيز المنظمات متعددة الأطراف والأعراف الدولية.
أخبرته أن انطباعي هو أن الصدمات المختلفة التي أنجبتها السنوات السبع الأخيرة، إذا فعلت شيئاً، فإنه تكثيف التزامه بضبط النفس المدفوع بالواقعية. فهل حرضه قضاء ما يقرب من فترتين رئاسيتين كاملتين في البيت الأبيض ضد النزعة التدخلية؟
قال: "مع كل عيوبنا، كانت الولايات المتحدة بوضوح قوة للخير في العالم. إنك إذا قارنتنا بالقوى العظمى السابقة، فإننا نتصرف أقل على أساس المصلحة الذاتية المجردة، في حين كنا معنيين أكثر بتأسيس أعراف وقواعد تفيد الجميع. إذا كان بوسعنا فعل الخير بكلفة يمكن تحملها، لإنقاذ الأرواح، فإننا سنفعل ذلك".
أما إذا كانت أزمة أو كارثة إنسانية ما لا تلبي معاييره الصارمة لما يعتبره تهديداً مباشراً للأمن القومي، فقال أوباما إنه لا يعتقد بأنه يجب إجباره على الصمت إزاء ذلك. إنه ليس شخصاً واقعياً كثيراً -كما أشار- إلى حد عدم إصدار حكم على القادة الآخرين. ومع أنه استبعد حتى الآن خيار استخدام القوة الأميركية المباشرة للإطاحة بالأسد، فإنه لم يكن مخطئاً -كما أشار- عندما دعا الأسد إلى التنحي. وقال الرئيس: "في كثير من الأحيان، عندما يكون لديك منتقدون ليساستنا السورية، فإن واحداً من الأشياء التي يشيرون إليها هو: "كنتَ قد دعوت الأسد إلى الرحيل، لكنك لم تجبره على الرحيل. إنك لم تقم بغزو". والفكرة هي أنك إذا لم تكن تريد الذهاب للإطاحة بالنظام، فإنه ما كان عليك أن تقول أي شيء. هذه أطروحة غريبة بالنسبة لي؛ فكرة أننا إذا استخدمنا سلطتنا الأخلاقية لنقول "هذا نظام وحشي، وليس هكذا يجب أن يعامل القائد شعبه"، -بمجرد أن تفعل ذلك، فإنك تكون ملزماً بغزو البلد ذلك وتنصيب حكومة تفضلها هناك".
"إنني أممي كثيراً"، قال أوباما في حديث لاحق. "وأنا شخص مثالي أيضاً طالما أعتقد بأن علينا تعزيز قيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمعايير والمثُل، لأن تبني المزيد من الناس للقيم التي نتقاسمها لا يخدم مصالحنا فحسب -وإنما لأنه يجعل العالم مكاناً أفضل. وأود أن أقول ذلك بلغة بسيطة ربما لن يستخدمها حتى برنت سكوكروفت نفسه.
وتابع أوباما: "أما وقد قلتُ ذلك، فإنني أعتقد أيضاً أن العالم مكان قاس ومعقد وفوضوي ولئيم، مليء بالمصاعب والمآسي. وحتى نمضي قدُماً بمصالحنا الأمنية وبتلك المُثل والقيم التي نهتم بها على حد سواء، فإننا يجب أن نكون صارمين، في حين نكون كبيري القلب أيضاً، وأن نختار وننتقي مواقعنا، وندرك أن أوقاتاً ستأتي حين يكون أفضل ما يمكننا فعله هو تسليط ضوء على شيء مريع يحدث، لكننا لا نعتقد بأننا نستطيع حله بطريقة آلية. سوف تكون هناك أوقات تتعارض فيها مصالحنا الأمنية مع مكامن قلقنا إزاء حقوق الإنسان. وستكون هناك أوقات حيث يمكننا فعل شيء للناس الأبرياء الذين يتعرضون للقتل، لكنها ستكون هناك أوقات أيضاً حيث لا نستطيع القيام بشيء".
إذا كان أوباما قد شك وتساءل في أي وقت عما إذا كانت أميركا حقاً هي الدولة الضرورية التي غنى عنها في العالم، فإنه لم يعد يفعل قطعاً. لكنه الرئيس النادر الذي يبدو أنه يزدري في بعض الأحيان فكرة هذه الضرورة أكثر مما يعتنقها. قال لي: "الراكبون بالمجان يثيرون حنقي". وفي الفترة الأخيرة، حذر أوباما من أن بريطانيا العظمي لن تعود قادرة بعد الآن على ادعاء وجود "علاقة خاصة" لها مع الولايات المتحدة إذا لم تلتزم بإنفاق 2 في المائة من ناتجها المحلى الإجمالي على الأقل على شؤون الدفاع. وقال أوباما لديفيد كاميرون، الذي أوفى في وقت لاحق بعتبة الاثنين في المائة المطلوبة: "عليكم أن تدفعوا حصتكم العادلة".
======================
يديعوت أحرنوت :أليكس فيشمان:  20/3/2014الإرهاب في تركيا
محاولة محافل الاستخبارات وليس في تركيا فقط لحل لغز العملية في اسطنبول باءت بالفشل. كما أن هوية منفذها ليست مؤكدة بعد. فالتعاون الإسرائيلي مع محافل الاستخبارات التركية لم يتحسن في السنوات الأخيرة. بحيث أنه مشكوك جدا الآن أيضا أن يكون ثمة شفافية وتعاون بين الطرفين في كل ما يتعلق بحل لغز قتل الإسرائيليين في اسطنبول.
يمكن في هذه الاثناء أن نقول بيقين ان مزايا العملية الإرهابية في اسطنبول تتطابق ومزايا العمليات التي نفذها داعش. فالإرهاب الكردي، يركز أساسا على الجنود، أفراد الشرطة ومؤسسات الحكم. وليس على السياح. وبالتأكيد ليس هناك أي مصلحة للاكراد بالمس بالسياح الإسرائيليين. وبالمقابل، فان رجال القاعدة وداعش يهاجمون السياح في مناطق الاستجمام والاهداف اليهودية مثلما في بروكسل وباريس كسياسة.
لم يكن لاسرائيل أي اخطار مسبق عن أي محاولة لعملية ضد سياح اسرائيليين في اسطنبول. ومع ذلك، فان موجة العمليات التي تغمر تركيا في الاشهر الاخيرة كان يفترض أن تشكل اشارة تحذير للاسرائيليين، للتفكير جيدا قبل السفر للاستجمام في هذه الدولة. وما لم يفهم كتلميح اصبح أمس قولا واضحا من قيادة مكافحة الارهاب: تركيا هي دولة خطيرة للاسرائيليين. يبدو ان الارهاب الكردي فر من أيدي السلطات التركية.
في كل ما يتعلق بداعش، زرع الاتراك في السنوات الاربعة الاخيرة الريح وهم يحصدون الان العاصفة. فقد سمحوا لرجال داعش بالخروج والدخول بلا رقابة تقريبا. واقام رجال التنظيم في تركيا خلايا استوعبت متطوعين، فأصبحت هذه قاعدة خلفية لداعش، يخرج ويدخل منها رجال التنظيم الى سورية والى اوروبا. فقد اعتقد الاتراك بان داعش سيخدمهم في الصراع ضد الاكراد السوريين، وعمليا استخدموا داعش لمنع الربط بين الجيوب الكردية على طول الحدود التركية – السورية.
وفي السنة الاخيرة فقط، بضغط اوروبي – اميركي وعلى خلفية التورط مع الروس، توقف الدعم الاقتصادي التركي لداعش واصبح ظاهرا محاولة للتضييق على خطى التنظيم في تركيا. وعلى هذا يدفع الاتراك الان الثمن. فداعش من جهته عاد الى فكرته التقليدية التي تقول ان اردوغان هو رئيس دولة فاسد يتعاون مع المسيحيين ويجب اسقاطه من الحكم. اما عملية أمس – اذا كانت لداعش بالفعل – فلم تكن العملية الاولى لداعش في تركيا ولن تكون الاخيرة ايضا.
======================
موقع واللا 20/3/2016: عندما عاد الأسد إلى الحياة
صحف عبرية
MARCH 20, 2016
 
خلال زيارة لي في سوريا في شهر كانون الاول 2012 لاجراء تقرير حول الحرب الاهلية في الدولة أنا وزميلي إيتي انجل، وصلنا إلى قرية صغيرة في شمال غرب الدولة تم احتلالها للتو من قبل المتمردين الذين يقاتلون ضد نظام بشار الاسد. وقد استقبلنا نموذج بلاستيكي من النوع الذي كان يعلق ذات مرة في الصف في دروس البيولوجيا، قام المتمردون بتعليقه على شجرة. «هذا هو بشار الاسد الكلب»، قال أحد المقاتلين، «هذه ستكون نهاية بشار ومعاقبته على ما فعله بالشعب السوري».
في التقرير الذي تم بثه في برنامج «عوفدا»، قمنا بتبني تقديرات المتمردين. وقد كانت هناك اسباب لذلك. فالتقارير من الجبهة في تلك الفترة كانت منهجية ومتتابعة: الاسد يفقد المزيد والمزيد من أراضي الدولة، والمتمردون يوسعون سيطرتهم في الدولة. وبعد لحظة سيصلون إلى مركز دمشق. التوقع المتفائل ولكن الخاطيء للمتمردين كان يشبه ما توقعته إسرائيل ايضا. في كل يوم كانت تنشر في وسائل الإعلام تقارير تقول إن الاسد يعد أيامه الاخيرة. ووزير الدفاع في حينه، اهود باراك، قال في أكثر من مناسبة إن سقوط الاسد سيتم خلال شهرين.
الآن، وبنظرة إلى الوراء، الصورة في سوريا تغيرت كثيرا عما كانت عليه في ذلك الحين. صحيح أن الاسد قد فقد أجزاءً واسعة من الدولة، لكنه نجح في البقاء والتحصن في السلطة. العملية العسكرية الواسعة لسلاح الجو الروسي ساعدته على قلب الموازين في الاشهر الاخيرة. حتى لو كان ذلك بشكل بطيء. باراك تحول إلى رجل اعمال خاصة والمتمردون السوريون الذين تحدثنا معهم يتعرضون الآن للقصف بطائرات بوتين القتالية والاسد وحده، حتى اليوم، ما زال في مكانه.
الاستخبارات في إسرائيل
تؤمن أن النظام القائم اليوم أبدي
الوزير زئيف الكين ألقى خطابا في نهاية الشهر الماضي، تصدر العناوين. وقد حذر فيه من أن السلطة الفلسطينية ستنهار وأنه يجب على إسرائيل البدء في الاستعداد لهذا الحدث وتأثيراته الدراماتيكية. وحسب ادعاء الكين فإن الأجهزة الأمنية لا تهييء نفسها للسيناريو المرعب الذي يتحدث عنه. «أن تكون أسيرا للقناعة التي تقضي بأن الوضع الراهن أبدي، هذا للأسف الشديد هو أحد الاخطاء المنتشرة لدى الجهات الأمنية في إسرائيل، بما في ذلك الاكثر جدية منها»، قال الكين. «الامثلة على ذلك كثيرة منها تقديرات إسرائيل حول مصير الرئيس المصري حسني مبارك. لقد كنت عضو في لجنة الخارجية والامن وسمعت جهات رفيعة المستوى تقول إن مبارك لا يمكن أن يسقط. وكان ذلك قبل انهيار نظامه بأسبوعين. وقالوا ايضا إن نظام الاسد أبدي. وبعد ذلك قالوا لي إنه خلال اسبوعين سيختفي الاسد لأن مصيره قد حُسم. لكننا جميعا نرى الآن الواقع أمام أعيننا».
الكين هو واحد من وزراء الكابنت السياسي الامني الذين يجدون أنفسهم في الآونة الاخيرة يتناقشون كثيرا مع الجهات الأمنية الرفيعة، وبشكل غير مباشر ايضا مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون حول «انتفاضة الافراد» المتصاعدة. ومن المهم ذكر اقواله حول الموضوع الفلسطيني في هذا السياق. ولكن اقوال الكين عن أسبقيات تشير إلى عدم قدرة الاستخبارات على توقع التطورات التي من شأنها تغيير النظام العالمي، وهي تذكير مهم لموضوع لا يتم الحديث عنه كثيرا في وسائل الإعلام الإسرائيلية وهو حقيقة أن أحداث «الربيع العربي» ومنها الحرب في سوريا، التي اندلعت قبل خمس سنوات، قد فاجأت إسرائيل واجهزتها الامنية.
المفاجأة ضربتنا مرة اخرى في هذا الاسبوع حينما أعلن بوتين أنه سيسحب قواته من سوريا. رئيس الاركان غادي آيزنكوت تطرق لهذا الموضوع اثناء عرضه على لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست. وقد اعترف أنه لم تكن لإسرائيل أي معلومات مسبقة عن الخطوة الروسية. وقال آيزنكوت إن إسرائيل توقعت، بناء على معلومات وتقديرات استخبارية، أن روسيا ستنضم للحرب الاهلية في سوريا. لكن صحة هذه الاقوال جزئية فقط. صحيح أن إسرائيل لاحظت ذلك قبل حدوثه بوقت قصير، لكنها حسب اقوال رفيعي المستوى على مدى السنين عن سقوط نظام الاسد، لم تتوقع انضمام روسيا قبل فترة طويلة.
«قصة سوريا هي قصة فشل استخباري، لكنه ليس فشلا إسرائيليا فقط، بل هو فشل لجميع الاجهزة الاستخبارية في العالم ـ من الولايات المتحدة ومرورا بالدول الغربية وانتهاء بجيراننا في الشرق الأوسط»، هذا ما قاله عضو الكنيست آفي ديختر رئيس «الشباك» السابق، «يجب أن نتذكر أن خط التفكير خلال سنوات كان أن سوريا هي دولة مستقرة، مع نظام مركزي قوي. في المقابل، بعد أن بدأت الحرب كان خط التفكير هو أن سقوط الاسد يحتاج إلى بضعة اشهر فعليا. هذه التقديرات كانت خاطئة تماما».
ديختر يعتقد أنه قبل الحديث عن سوريا، يجب أن تتوقف إسرائيل قليلا أمام احداث الربيع العربي التي بدأت في عام 2011 مع اندلاع الثورة في تونس. «النقطة الاولى التي فوت الجميع فيها ما يحدث كانت مصر»، قال. ومثل الكين فان ديختر الذي كان في حينه في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، يتذكر الارشادات التي كانت تقول إن الرئيس المصري حسني مبارك مستقر على كرسيه، وإن «الاخوان المسلمين» لا يشكلون أي تهديد حقيقي لسلطته في القاهرة.
«كان واضحا أن الاسد
سيسقط مثل القذافي»
حادثة واحدة كانت موجودة بقوة في وسائل الإعلام في القاهرة، وهي ارشادا لرئيس الاستخبارات العسكرية أمام لجنة الخارجية والامن في تاريخ 25 كانون الثاني 2011. ذلك اليوم الذي بدأت فيه المظاهرات الصغيرة في ميدان التحرير في مركز القاهرة، الامر الذي أدى في نهاية الامر إلى سقوط نظام مبارك. قال رئيس الاستخبارات العسكرية في حينه إن قادة الدول العربية يتابعون باهتمام وقلق الثورة التي حدثت في تونس، ويتخذون خطوات مانعة. لكنه قال ايضا «لا يوجد الآن أي خوف من استقرار النظام المصري، الاخوان المسلمون غير منظمين بما يكفي من اجل الاستيلاء على السلطة أو الاتحاد من اجل خطوة كبيرة».
وأشار ديختر إلى أنه بعد أن اتضح أن نظام مبارك في طريقه إلى السقوط ـ احتاج ذلك إلى ثلاثة اسابيع فقط ـ وجدت الاجهزة الأمنية في إسرائيل صعوبة في الكشف عن زخم «الاخوان المسلمين». وحسب قوله «كان هذا سائدا لدى الاجهزة الاستخبارية في العالم وبما في ذلك في الدول العربية المجاورة، بأن سقوط مبارك لن يؤدي إلى صعود الاخوان المسلمين بالضرورة. بل ان النظام القديم سيستمر في البقاء ولكن بدون مبارك، أو أن القوى العلمانية أكثر في الدولة هي التي ستمسك زمام السلطة، اولئك الذين أحدثوا ثورة ميدان التحرير. الاخوان المسلمون انتظروا الفرصة وفي نهاية المطاف انتصروا في الانتخابات الاولى التي تمت بعد الثورة».
لم تنته المفاجآت هنا. «بعد انتصار الاخوان المسلمين حدثت مرة اخرى تقديرات غير صحيحة»، قال ديختر، «لقد حصل الاخوان المسلمون على العناق من الأمريكيين، وكان يبدو أنهم سيسيطرون على الدولة فترة طويلة من الوقت. لم يتوقع احد أن الجيش المصري سيقوم بالانقلاب خلال عام واعادة السيطرة على الدولة، والقاء جميع قادة الاخوان المسلمين في اقبية التحقيق، كان عندنا من طالب بأن نستعد لحقبة جديدة تعود فيها مصر لتكون عدو محتمل، وقد فاجأ السيسي الجميع مرة اخرى».
الامثلة التي يتحدث عنها ديختر حول مصر تشمل ايضا التصريحات التي قيلت في الموضوع السوري ايضا. تحدثت وسائل الإعلام في شهر كانون الاول 2011 ان مبارك يعتقد أن «الاسد سيسقط خلال الاسابيع القادمة». في ايار 2012 قيل إن قسم الاستخبارات في الجيش «يعتقد أن الاسد في طريقه إلى السقوط». وفي تموز 2012 كانت تقديرات الاستخبارات العسكرية ان الاسد سيصمد «بين عدة اشهر وحتى سنتين». في ذلك الشهر كانت الـ سي.آي.ايه تعتقد ان الاسد سيسقط قريبا، وكانت هذه هي القناعة التي تسيطر على وسائل الإعلام الدولية. ومنذ ذلك الحين مرت اربع سنوات، وليس فقط ان الاسد ما زال موجود في القصر الرئاسي في دمشق، بل نجح ايضا في اعادة احتلال مناطق في شمال سوريا في الاونة الاخيرة.
«التوقعات بأن الاسد سيسقط خلال عدة اشهر لم تقل من فراغ»، قال ديختر، «كان هذا يبدو منطقيا، ويبدو انه بعد الاحداث المفاجئة في مصر، سرعة حدوث الامر وبشكل مفاجيء، حيث لم يعد هناك مبارك، دفعت الناس إلى الاعتقاد بتكرار الامر في سوريا، في ليبيا القذافي، حيث كانت الحرب هناك عنيفة جدا تطلب الامر عدة اشهر من لحظة انطلاق المظاهرات في الشوارع حتى اعدام القذافي وتفكيك الدولة، ولم يتوقع احد ان إيران وفي اعقابها روسيا ستبذلان كل هذه الجهود من اجل الحفاظ على سلطة الاسد، لم نكن نتوقع حدوث هذا».
هل أنقذ الاقتراح الإسرائيلي الأسد؟
مصدر إسرائيلي رفيع المستوى شارك في الكثير من النقاشات حول الموضوع السوري قال هذا الاسبوع لاخبار «واللاه» أنه في نظرة إلى الوراء، كان واضحا ان الحدث الذي غير الاتجاه بالنسبة للاسد قد تم في ايلول 2013. حينما انسحب الرئيس الأمريكي براك اوباما من الخطوط الحمراء التي وضعها البيت الابيض حول استخدام السلاح الكيميائي. اوباما وعد أنه إذا تبين ان الاسد قد سمم الآلاف من مواطنيه بالغاز فان الولايات المتحدة ستتدخل وتضرب قوات النظام. لكن اوباما تراجع عن ذلك مقابل الموافقة السورية ـ الروسية على اخراج السلاح الكيميائي من سوريا.
في هذا الموضوع بالذات عرفت إسرائيل الاتجاه بدقة، كما قال الشخص رفيع المستوى. «مع مرور الوقت تولد الانطباع الخاطيء ان الحديث هنا عن حدث مدته يوم، وان اوباما تراجع فجأة عن وعوده»، واضاف، «لكن من كان مطلعا على الامر يتذكر جيدا ان الامر استمر عدة ايام، كان يلاحظ خلالها تراجع تدريجي في الموقف الأمريكي عن الخط الاحمر الذي وضعوه بأنفسهم، ودون الدخول إلى تفاصيل كثيرة. يمكن القول إن إسرائيل بالتأكيد لاحظت اتجاه تطور الاحداث وهناك من يقول انها ساهمت في نقاش الامر».
مايكل اورن الذي كان سفير إسرائيل في واشنطن في السنوات 2009 ـ 2013 ادعى في كتاب نشره في الصيف الماضي ان فكرة اخراج السلاح الكيميائي من سوريا مقابل امتناع الولايات المتحدة عن قصف قوات الاسد، كانت مبادرة إسرائيلية، وبشكل محدد مبادرة الوزير يوفال شتاينيتس. هذا الادعاء لم يحصل على المصادقة الرسمية من أي جهة في الولايات المتحدة أو روسيا.
«المغزى الحقيقي لهذا الحدث كان أن الاسد قد يبقى، خلافا للتوقعات التي تم سماعها في السنوات الثلاثة الاولى للحرب، طالما أنه يستمر في الحصول على الدعم من روسيا»، قال المصدر الإسرائيلي، «اذا لم يتدخل العالم لاسقاطه بعد وجود الأدلة على استخدام السلاح الكيميائي. فمن الواضح أنه لا شيء يستطيع تغيير ذلك.
ونظرا لأن المتمردين السوريين ضعيفين ومنقسمين فانهم لا يستطيعوا ايقافه بقواهم الذاتية، الامر الذي يعني أنه طالما نجح في البقاء أمام هذه المعارضة فانه هنا كي يبقى».
مثل عجّة يعلون
التقديرات حول سقوط الاسد تم استبدالها بادعاء جديد هو أنه قد يبقى في دور محدود «رئيس علويستان»، أي رئيس دولة علوية تكون في منطقة الشاطيء في سوريا مع ممر ضيق إلى دمشق، وليس أكثر من ذلك. حسب هذا السيناريو فان سوريا ستتفكك إلى دويلات بل وحمائل وتكف عن كونها دولة. ومن وضع هذه النظرية هو وزير الدفاع يعلون الذي قال: «يمكن عمل العجة من البيض، لكن لا يمكن عمل البيض من العجة». أي بعد تفكك دولة مثل سوريا لا يمكن اعادة تجميعها.
لقد تطرق الكين بشك إلى هذه النظرية في خطابه في الاسبوع الماضي وبعد استعراضه اخطاء الاستخبارات في السنوات السابقة، أضاف: «يبدو أن اقوالنا في السنة الاخيرة حول العجة التي لا يمكن عمل البيضة منها، لن تصمد في امتحان الواقع بناء على أنباء الايام الاخيرة».
ديختر ايضا اقترح أن نحذر من اعطاء المضامين بناء على تجربة السنوات السابقة. «هذه الجملة حول العجة صحيحة أكثر بالنسبة لليبيا المكونة من قبائل، أما في سوريا فيوجد سكان من السنة هم الاغلبية وقد يسيطرون على الدولة حتى لو تطلب الامر المزيد من السنوات بسبب تصميم روسيا على ابقاء الاسد».
هناك أمر يتفق عليه الجميع: إسرائيل تصرفت بحكمة عندما امتنعت عن تدخلها في الحرب السورية. لا سيما بسبب الطابع غير المتوقع للاحداث. الصحافي نظير مجلي، محلل الصحيفة العربية «الشرق الاوسط» في إسرائيل زعم أنه «في العالم العربي هناك تقدير لسلوك إسرائيل التي نجحت في عدم انجرارها وتدخلها في الحرب السورية رغم أن جهات كثيرة حاولت اغراءها للدخول إلى الحرب خلافا لمصالحها. وحينما يتم حساب الربح والخسارة فمن الواضح أنه حتى لو اخطأت إسرائيل في فهم الواقع، فان سلوكها الاستراتيجي تجاه الازمة في سوريا كان صحيحا».
من ناحية اخرى، قال مجلي: «لقد فوتت إسرائيل فرصة استراتيجية لاستغلال الوضع الجديد في الشرق الاوسط من اجل تحقيق المصالح الأمنية والسياسية الاوسع. يمكن لإسرائيل أن تحسن علاقاتها مع دول عربية كثيرة ونقل العلاقات من الجانب السري الاستخباري فقط إلى مجالات اكبر. ومع مرور الوقت فان هذه الفرصة آخذة بالانغلاق.
أمير تيفون
 
صحف عبرية
======================
معاريف :السهم يرتد على أردوغان :للتسهيل على صراعه ضد الأكراد غيّر الرئيس التركي سياسته تجاه تنظيم «الدولة»
يوسي ملمان
MARCH 20, 2016
 
تحاول إسرائيل بقنوات سياسية واستخبارية الاستيضاح إذا كانت العملية في اسطنبول تستهدف السياح الإسرائيليين، وان كان معقولا أكثر أن يكون الإسرائيليون علقوا بالصدفة، لسوء حظهم، في ساحة الإرهاب، مثل المارة والسياح الاخرين. في تركيا يزور في كل سنة 35 مليون سائح من دول عديدة، معظمها تقع على شواطيء البحر المتوسط.
لم تتضرر السياحة إلى الدولة حاليا رغم موجة الإرهاب التي تمر بها ومصدرها الاكراد و «الدولة الإسلامية» (داعش). هذه هي عمليا حرب مستمرة منذ نحو نصف سنة وجبت حتى الان قرابة 3 الاف قتيل. من بدأ هذه الحرب هو رئيس الوزراء أردوغان، الذي فعل ذلك لاغراض سياسية داخلية. فقبل نحو سنة لم ينجح حزبه في أن ينال مثلما في الماضي اكثر من 50 في المئة من اصوات الناخبين ومن اجل تشكيل حكومة اضطر للحزب الوطني ـ حزب يميني قومي متطرف يعتقد بان أردوغان ليس حازما بما يكفي في صراعه ضد الاكراد. وحتى تلك الانتخابات أدارة الحكومة التركية محادثات سلمية مع الاقلية الكردية وبالاساس مع جناحها الكفاحي ـ حركة حزب العمال الكردستاني. وكان زعيم الحركة أجولان، القابع في السجن، شخصية أساس في المحادثات التي كانت غايتها تعزيز وقف النار والبحث في توسيع الحكم الذاتي للاكراد.
وضع أردوغان حدا لمحادثات السلام وأعلن عمليا الحرب على حزب العمال الكردستاني، ومن ناحية عملية على معظم الاقلية الكردية. قبل نحو نصف سنة كان يخيل ان رهانه كان مجديا. فقد حصد الاصوات من الحزب القومي الذي تقلصت قوته من 80 مندوب إلى 40 فقط، وفاز حزبه باغلبية ساحقة. ولكن الثمن هو عمليات إرهابية ارتفع فيها عدد الانتحاريين وبات ضررها اشد وأكثر ايلاما.
توجد تركيا عمليا في حرب شاملة تتجاوز الحدود في ثلاث جبهات: حرب من الداخل ضد حزب العمال الكردستاني، حرب ضد الاقلية الكردية في سوريا، وحرب ضد معسكرات تدريب حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق. فالجيش التركي يقصف من الجو في العراق ويبعث بقوات خاصة إلى الميدان. اما لسوريا فلا يتجرأ الجيش التركي على ارسال طائراته خوفا من اسقاطها من بطاريات الدفاع وطائرات سلاح الجو الروسي. وهو يكتفي بالقصف المدفعي في محاولة يائسة لمنع الاكراد في سوريا، الذين بمساعدة الولايات المتحدة والقوة الجوية الروسية ينجحون في احتلال اراض من داعش ويقيمون اقليما مستقلا على طول الحدود التركية.
للتسهيل على صراعه ضد الاكراد غير أردوغان سياسته تجاه داعش. من دعم سري أو غض نظر عن تواجدهم في سوريا، مما دفع الولايات المتحدة والغرب إلى انتقاده، قرر الانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش. وهكذا يكون فتح ايضا جبهة ضدهم. ومن الصعب أن نعرف ماذا فكر أردوغان حين قرر تحطيم الاواني مع الاكراد في الداخل وفي الخارج والانضمام إلى الحرب ضد داعش. لعله اعتقد بانهم لن يردوا وربما كان هذا حسابا مدروسا من جانبه. مهما يكن من امر، فان الاكراد وداعش يردون بعمليات إرهابية إجرامية.
معاريف 20/3/2016
يوسي ملمان
======================
معهد واشنطن :سواء كانت إبادة جماعية أم لا، المدنيون يحتاجون الحماية من تنظيم «الدولة الإسلامية»
ماثيو ليفيت و إيه. جي. بيلوف
متاح أيضاً في English
"ذي هيل"
11 آذار/مارس 2016
يمارس تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») مجموعةً واسعةً من أعمال العنف المتطرفة التي تستهدف المدنيين من الرجال والنساء والأطفال وأقليات عرقية ودينية، وحتى المسلمين السنة الذين ينتمون إلى نفس طائفتهم ولكنهم لا يوافقون على الإيديولوجية المتطرفة والاستبدادية التي يعتنقها التنظيم. [وفي السابع عشر من آذار/مارس قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن تنظيم «داعش» ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق جماعات دينية مختلفة].
وينصّ أحد الأحكام في مشروع قانون الإنفاق الشامل الذي أقره الكونغرس الأمريكي في كانون الأول/ديسمبر المنصرم، على أنّ "وزير الخارجية الأمريكي... سوف يقدّم إلى لجان الكونغرس المعنية تقييماً لاضطهاد المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى في الشرق الأوسط والهجمات التي يشنّها ضدّهم الإسلاميون المتطرفون الذين ينتهجون العنف... بما في ذلك إذا كانت هذه الاضطهادات أو الهجمات تشكّل فظائع جماعية أو إبادة جماعية". وأناط مشروع القانون وزير الخارجية بتقديم نتائجه إلى الكونغرس بحلول 17 آذار/مارس، وهذا ما قاله في ذلك التاريخ.
وفي اليوم نفسه، أصدرت "لجنة الشؤون الخارجية" في مجلس النواب الأمريكي قراراً وقّعه أكثر من 200 مشرّع من كلا الحزبين، أعربت فيه عن شعور الكونغرس بأنّ الأعمال التي يقوم بها تنظيم «الدولة الإسلامية» ضدّ المسيحيين واليزيديين والتركمان وغيرهم يمكن تصنيفها على أنها "ارتكاب لـ 'جرائم حرب' و'جرائم ضد الإنسانية'، و'إبادة جماعية' ". وإذا ما تجاوزنا الجدل حول مصطلح "الإبادة الجماعية" بحدّ ذاته، يشعر البعض بالقلق إزاء احتمال أن يؤدي التأكيد على اندراج هذه الأعمال في إطار هذا المصطلح إلى إرغام الإدارة الأمريكية على اتخاذ إجراءات سواء ضدّ تنظيم «داعش» أو دفاعاً عن الأقليات والمدنيين أو عن كليهما، الأمر الذي تفضّل الإدارة الأمريكية تفاديه قدر الإمكان. وفي واقع الأمر، نظراً لمفهوم "مسؤولية توفير الحماية" المعترف به على نطاق واسع، ينبغي على القوى العالمية أن تبذل جهداً أكبر لحماية المدنيين في سوريا والعراق، بغض النظر عما قاله وزير الخارجية الأمريكي حول ارتكاب تنظيم «داعش» "الإبادة الجماعية"...
"انقراض منطقة الوسط"
يعتنق تنظيم «الدولة الإسلامية» إيديولوجية سلفية جهادية متشدّدة ضمن رؤية مروّعة للوجود تنذر بنهاية العالم وتحرّض المؤمنين الحقيقيين ضد الآخرين أجمعين. وفي إطار هذه النظرة المتطرفة إلى العالم، لا يجوز قتل الأعداء والكفار فحسب، بل إنّ ذلك واجب ديني. على سبيل المثال، يصنّف تنظيم «داعش» الشيعة والعلويين على أنّهم مرتدّون، مما يعني أنّهم يخضعون لعقوبة الإعدام من دون محاكمة.
وفي العدد السابع من مجلة "دابق" الدعائية اللامعة وهي المجلة الرسمية لتنظيم «الدولة الإسلامية»، المُعَنوَن "من الرياء إلى الارتداد: انقراض منطقة الوسط"، كشفت المجلة المعبرة عن أيديولوجية تنظيم «داعش» باللغة الإنجليزية عن نظرة التنظيم المستقطبة حول النزاع بين المؤمنين والمرتدّين. فالتنظيم يرى المعركة بين الإيمان والكفر على أنّه "الاختبار الذي يحدد ما إن كان الشخص يتمتع بالعقيدة الإسلامية". ويحرم التنظيم بعناد أيّ فرصة للتعايش السلمي مع الناس الذين لديهم معتقدات مختلفة.
وفي العدد الرابع من مجلة "دابق"، ركّز تنظيم «الدولة الإسلامية» على الأقلية اليزيدية، وخلص إلى أنّه يجوز استعباد نسائهم وتطبيق نظرة التنظيم في التعامل مع المشركين على اليزيديين. "اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلّ مرصد... فإن تابوا، وأقاموا الصلاة، وأعطوا الزكاة، فأخْلوا سبيلهم."
وفيما يدّعي تنظيم «داعش» بالدفاع عن أراضيه، أورد تقرير لجهاز الاستخبارات الهولندية أنّ "مفهوم تنظيم «الدولة الإسلامية» لـ 'الدفاع' يشمل مهاجمة السوريين والعراقيين الذين لا يشاركون التنظيم معتقداته، أو قتلهم أو اغتصابهم أو استعبادهم، أو مهاجمة أولئك الذين يقاومون بطريقة ما". كما خلص إلى أنّ: "أي شخص يسافر للالتحاق بما يُعرف بـ تنظيم «الدولة الإسلامية» يُفترَض أنه يعلم تماماً بأنّه يختار الانضمام إلى جماعة إرهابية تعتبر كلّ الخارجين عنها 'كفاراً' وتلجأ إلى استخدام العنف المفرط بشكل يومي".
جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
منذ أن أخذ تنظيم «الدولة الإسلامية» العالم على حين غرة في صيف عام 2014، لم يكفّ بلا شكّ عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وأعمال التطهير العرقي. فقد أفادت الأمم المتحدة في آذار/مارس 2015 أنّ الأدلة "تشير بقوة إلى" أنّ تنظيم «داعش» ارتكب قائمة طويلة من جرائم الحرب. وبعد خمسة أشهر، أي في آب/أغسطس 2015، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً جديداً خلصت فيه بشكل قاطع إلى أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية»، في الواقع، "قد ارتكب جرائم حرب، بما في ذلك القتل والإعدام من دون أيّ محاكمة عادلة، والتعذيب، وخطف الرهائن، والاغتصاب وممارسة العنف الجنسي وتجنيد الأطفال واستخدامهم في الأعمال العدائية والهجوم على الأهداف المحميّة، فضلاً عن غيرها من الانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي". كذلك، وجد التقرير نفسه الصادر عن الأمم المتحدة أنّ تنظيم «داعش» ارتكب أيضاً أعمال عنف وإرهاب استهدفت المدنيين، من قتل وتعذيب واغتصاب واستعباد جنسي "وأفعال أخرى غير إنسانية في إطار الهجوم الواسع الذي يشنّه على المدنيين، والذي يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانيّة."
وفي أعقاب رحلة لتقصّي الحقائق في شمال العراق، أصدر "المتحف التذكاري للمحرقة في الولايات المتحدة" تقريراً خلص إلى أنّه "بناءً على السجلات العامة وروايات خاصة لشهود عيان، نعتقد أنّ تنظيم «داعش» - الذي نصب نفسه بنفسه كدولة إسلامية -  ارتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وتطهير عرقي ضد المسيحيين واليزيديين والتركمان والشبك والسبأ-المندائيين والكاكائيين في محافظة نينوى بين حزيران/يونيو وآب/أغسطس 2014".
إبادة جماعية؟
ولكن، هل وصلت هذه الجرائم إلى حدّ الإبادة الجماعية؟ يرد في "اتفاقية الأمم المتحدة بشأن منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية" (كانون الأول/ديسمبر 1948)، تعريفٌ للإبادة الجماعية على أنّها "نيّة بالتدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية."
في 3 شباط/فبراير 2016، أصدر البرلمان الأوروبي قراراً بالاجماع يُعدّ "اعترافاً بأنّ القتل المنظّم واضطهاد الأقليات الدينية اللذين يعتمدهما تنظيم «الدولة الإسلامية» في الشرق الأوسط إنّما هما إبادة جماعية." وأكّد الاتحاد الأوروبي أنّ تنظيم «داعش» "يرتكب الإبادة الجماعية بحقّ المسيحيين واليزيديين وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية التي لا تتفق مع ما يعرف بـ مفهوم 'تنظيم «الدولة الإسلامية»/«داعش»' عن الإسلام"
كما خلصت تحقيقات أخرى إلى نتائج مماثلة لكنّها كانت أقل حسماً. فوفقاً لتقرير مشترك صادر عن "بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق" ("يونامي") وعن "مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة"، "يبدو أن استهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» للجماعات العرقية والدينية يشكّل جزءاً من سياسة متعمّدة وممنهجة تهدف إلى قمع هذه الجماعات أو تطهيرها أو طردها بشكل دائم، أو في بعض الحالات تدمير هذه الجماعات في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وبالمثل، وجد "المتحف التذكاري للمحرقة في الولايات المتحدة" أيضاً "سبباً كافياً للتأكيد بأنه بالإضافة إلى ارتكاب تنظيم «الدولة الإسلامية» جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ارتكب التنظيم في آب/أغسطس عام 2014 إبادة جماعية ضد السكان اليزيديين الذين يعيشون في نينوى".
وسابقاً، ذكر كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري مصطلح "الإبادة الجماعية" عند الإشارة إلى الأعمال التي يرتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتحديداً بالحديث عن حصار سنجار. وفي 7 آب/أغسطس 2014، أعطى الرئيس أوباما الإذن بالقيام بعمليات عسكرية داخل العراق من أجل حماية الأفراد الأمريكيين وإنقاذ آلاف المدنيين العراقيين الذين يهدّدهم وجود تنظيم «داعش». وفي شرحه لهذا القرار، قال الرئيس: "لدينا قدرات فريدة للمساعدة في تجنّب مجزرة، لذلك أعتقد أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تغضّ الطرف عمّا يحصل. يمكننا العمل بعناية ومسؤولية، لمنع حدوث إبادة جماعية محتملة". وتعليقاً على الوضع نفسه في العراق، قال كيري "إنّ حملة تنظيم «الدولة الإسلامية» لممارسة الإرهاب ضد الأبرياء، بمن فيهم الأقليتان اليزيدية والمسيحية، وأعمال العنف البشعة التي تستهدفهم إنّما هي علامات تحذير وعلامات دامغة للإبادة الجماعية. هذه هي الرسالة إلى كلّ من يحتاج دعوة للاستيقاظ".
إن اتخاذ قرار بشأن الإبادة الجماعية يبدو معقداً بسبب الحاجة إلى إثبات النية بتدمير جماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية بأكملها. ولكن في بعض الحالات، يبدو أن نية تنظيم «الدولة الإسلامية» لفعل ذلك بالضبط واضحةً تماماً. ففي آب/أغسطس 2014، على سبيل المثال، هاجم أعضاء التنظيم قرية كوجو الصغيرة، الواقعة إلى الجنوب مباشرة من جبل سنجار، حيث يُعتقد أنهم ذبحوا مئات اليزيديين. ووفقاً لـ "المتحف التذكاري للمحرقة في الولايات المتحدة" كشف الهجوم على كوجو جهداً ممنهجاً لتدمير اليزيديين هناك. فقد تمّ إعدام كلّ شاب تقريباً تخطّى سنّ الثانية عشرة، بالإضافة إلى خطف النساء والأطفال واستعبادهم. وكان الهدف يكمن في القضاء على هذه المجموعة الدينية قضاءً تامّاً.
ويبدو أيضاً أن تنظيم «الدولة الإسلامية» ارتكب إبادة جماعية ضد المسيحيين. ففي أيار/مايو 2015، أدلت الأخت ديانا موميكا، وهي راهبة تخدم في أحد الأديار في الموصل بشهادتها أمام الكونغرس ودافعت قائلة: "لقد أدركنا أن خطة تنظيم «داعش» تكمن في محو المسيحيين عن وجه الأرض وتطهيرها من أيّ دليل قد يشير إلى وجودهم سابقاً. وهذه هي الإبادة الثقافية والإنسانية الحقّة. فالمسيحيون الوحيدون الباقون في 'سهل نينوى' هم أولئك الذين لا يزالون رهائن محتجزين". ولاحقاً، في كانون الأول/ديسمبر 2015، قدّم زعيم بارز في الجماعة اليزيدية شهادته أمام الكونغرس معلناً أن "اليزيديين والمسيحيين الكلدان والأشوريين يواجهون هذه الابادة الجماعية معاً."
المحصلة
لا شكّ في أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» يتعمّد استخدام العنف الفائق كمسألة سياسية وأنّ الكثير من أعمال العنف التي يمارسها إنّما تشكل جرائم حرب وجرائم بحقّ الإنسانية. إن تحديد ما إذا كانت أعمال عنف محددة يقوم بها تنظيم «داعش» تشكّل أيضاً إبادة جماعية أم لا، يجب أن يتمّ على أساس الوقائع وحدها، وليس على السياسات التي يمكن أن تتشعّب عن هذا القرار. وفي الواقع، فبينما قد يحظى قرار مماثل بالدعم الشعبي المؤيّد لاتخاذ مزيد من الإجراءات بحقّ تنظيم «الدولة الإسلامية»، يبدو من غير الضروري اتخاذ أيّ إجراء جديد بموجب القانون الدولي.
[وفي أعقاب تصريح وزير الخارجية الأمريكي بأن تنظيم «داعش» ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق جماعات دينية مختلفة]، يجب أن يكون لحماية المدنيين مكاناً أوضح في التكتيكات والاستراتيجيات التي يعتمدها التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية». وفي النهاية، سيُهزم تنظيم «داعش»، ولكن، في غضون ذلك، يجب مواجهة إعلان التنظيم وحملة العنف المفرط التي يتبعها والمتسمة بالعزم والتصميم واستهداف المدنيين، من بينهم الجماعات الدينية والعرقية برمّتها. وفي هذا الإطار، يجب أن تشمل الاستراتيجية التي تهدف إلى هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» الحدّ من قدرة التنظيم على القيام بعمليات إرهابية وممارسة أعمال العنف، ولكن يجب أن تشمل أيضاً حماية السكان المحليين من خطر الفظائع الجماعية. ففي سوريا يجب أن تتمثّل نقطة الانطلاق المناسبة لتحقيق هذه الاستراتيجية بإنشاء مناطق آمنة لحماية المدنيين، في المناطق المحرّرة من البلاد، من العنف الوحشي الذي يمارسه كلّ من تنظيم «داعش» ونظام الأسد. أمّا في العراق، فيجب التركيز على ضمان حماية جماعة السنّة والأقليّات من انتقام الميليشيات الشيعية. ومهما كان الأمر، يجب أن يتحمّل العالم بأسره مسؤولية الحماية.
 ماثيو ليفيت هو زميل "فرومر- ويكسلر" ومدير برنامج "ستاين" للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن. إيه. جي. بيلوف هو مساعد باحث في برنامج "ستاين" في المعهد.
======================
واشنطن بوست: سوريا كانت ساحة لإستعراض قدرات #الجيش الروسي العسكرية
قالت  صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الدول المجاورة لروسيا راقبت بانتباه شديد كيف أصبحت سوريا نوعا ما ساحة لاستعراض قدرات #الجيش الروسي العسكرية.
وذكرت الصحيفة في مقالة نشرت الجمعة 19 مارس أن العملية التي نفذتها القوات الجوية الروسية في سوريا سمحت بتقييم الإمكانات الحديثة للجيش الروسي المتمثلة في الصواريخ المجنحة التي تطلق من البحر والدعم اللوجستي المتطور ووحدات النخبة.
ونقلت الصحيفة عن يانيس بيرزينش، المدير المالي لمركز الأمن والدراسات الاستراتيجية التابع للأكاديمية الوطنية للدفاع في لاتفيا، قوله: "الأمر كما في لعبة كرة القدم، إذا ما أردتم اللعب أمام ألمانيا فيجب عليكم حضور ومشاهدة مباريات منتخبها، أليس كذلك؟".
وتضيف الصحيفة أن لا أحد يتوقع حربا بين روسيا ولاتفيا أو بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، لكن ومع ذلك، يشير الخبراء إلى تنامي الكفاءة المهنية للجيش الروسي بالإضافة إلى رغبة روسيا بعمل الكثير لتحقيق أهدافها.
وتقول الصحيفة، لعل الحقيقة الأكثر إثارة أصبحت الدعم اللوجستي، فالعملية العسكرية في سوريا أظهرت أن هذا الدعم عمل بشكل ممتاز في وقت كان هذا الجانب في الماضي نقطة ضعف #الجيش الروسي لزمن طويل.
ونقلت الصحيفة في مقالتها عن مارك غاليوتي، أستاذ في جامعة نيويورك وخبير في القوات المسلحة الروسية، قوله: "عندما بدأ كل شيء (العملية العسكرية الروسية في سوريا) كان الاعتقاد السائد بعدم قدرة موسكو على المحافظة على وتيرة عملياتها"... "هم أثبتوا أن الأمر ليس كذلك، في بعض الحالات، حصل ذلك من خلال الخطوات الخشنة، ولكن المهم هو النتيجة، هكذا كان أبدا النهج الروسي".
 
ويرى الخبير أن روسيا حاليا تستطيع استخدام قدراتها العسكرية في عمليات مكافحة الإرهاب في آسيا الوسطى وأفغانستان.
======================
واشنطن بوست: حلب السورية المدينة المزدوجة.. الأنقاض والدمار جنبا إلى جنب مع الحياة والرفاهية
نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا عن مدينة حلب السورية أبرزت فيه حياة السكان في المدينة بعد 5 سنوات من الحرب الأهلية في البلاد.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن المدينة انقسمت إلى نصفين نصف تسيطر عليه الحكومة السورية ونصف آخر تسيطر عليه جماعات المعارضة السورية، مع تناقض حاد في طبيعة الحياة بين كل نصف وآخر.
وذكرت واشنطن بوست أنه فى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية يقوم الأطفال بنزهات مع عائلاتهم في الحدائق العامة، ويصطفون لشراء البالونات والفشار، وعلى بعد عدة كيلومترات، يحضر آلاف الطلاب صوفوهم الدراسية، اما في وسط المدينة فإن دور العرض السينمائي تعرض أحدث الأفلام عن هوليود في المساء والمطاعم تبدو ممتلئة عن آخرها.
وقالت واشنطن بوست إن الحياة في هذا الجزء من المدينة بعيد كل البعد عن الصور التى يراها العالم عن الحرب فى سوريا والتي تصور شوارع مليئة بالأنقاض وجثث تطل من المبانى، وأكوام من المخلفات الناتجة عن الضربات الجوية، مردفه أن هذه الصورة حقيقية وموجودة بالفعل ولكن في الجزء الذى تسيطر عليه المعارضة فى حلب.
ففي تلك المنطقة يوجد مزيج من الجماعات المسلحة المسيطرة، والتي تقع كلها تقريبا تحت الحصار، كما شهدت المدينة قصف وحشى إلا ان وقف إطلاق النار المؤقت نجح في جعل سكانها يلتقطون أنفسهم.
في الوقت ذاته تتقدم القوات الحكومية في جميع انحاء المدينة التي كان عدد سكانها قبل الحرب يقترب من 3 مليون نسمة. وعززت الغارات الجوية الروسية موقف هذه القوات والت سمحت لهم بأخذ زمام المبادر والاندفاع نحو تأمين الطريق الرئيسي الوحيد الذي يعتبر خط الحياة للجانب الذي تسيطر عليه الحكومية والطريق الوحيد للخروج في الوقت ذاته من المدينة.
وقالت واشنطن بوست إن المدينة وبعد أكثر من 3 أشهر دون إمدادات مياه، تم إعادة توصيل الإمدادات لمعظم المناطق هذا الشهر، لكن حتى الآن لا يوجد بها أى كهرباء فيما تتمثل الطاقة الكهربائية المتاحة فقط من المولدات الكهربائية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن السيطرة الطائفية على الحرب في سوريا قسمت المدينة أيضا، فالعديد من الأحياء التي يغلب على سكانها الثراء فى حلب وخاصة فى غرب المدينة وقفت مع قوات الرئيس السورى بشار الأسد، اما المعارضة فقد وسيطرت على المناطق الأكثر فقرا.
وقالت هديل كسابج، البالغة من العمر 25 عاما والتي كانت تقضى أمسية مع عائلتها فى المدينة إن نقص الكهرباء بات صراع فى حد ذاته.
وأضافت:” علينا الآن ان نفكر فى هذه الأمور، ضروريات الحياة”.
من جانبه قال رافى بالابان، البالغ من العمر 31 عاما :” من الصعب ان تعيش هنا ( يقصد حلب) ، إنها ليست حياة طبيعية”. هذا فيما قالت زوجته نورور عقب خروجمها من دار السينما إنها حاولت إقناعه بالمغادرة مثل العديد من الآخرين الذين هاجروا لحياة جديدة في أوروبا وأماكن أخرى فى المنطقة.
ملحوظة: نشرنا لكم في نافذة على العالم خبر بعنوان : واشنطن بوست: حلب السورية المدينة المزدوجة.. الأنقاض والدمار جنبا إلى جنب مع الحياة والرفاهية منقول بالكامل كما هو من محرري صدى البلد ولا نتحمل مسئولية محتواه ويمكنك رؤية الخبر في مصدره الاصلي من هنا : صدى البلد
======================
«ناشيونال إنتريست»: 5 زوايا مختلفة لقراءة انسحاب بوتين من سوريا
 عاجل  15 ساعة   ساسة بوست  4
هل كانت العملية العسكرية الروسية في سوريا غاية في حد ذاتها؟ أم أنها خطوة على طريق استعادة الكرملين مكانته كقوة عظمى في العالم؟ وهل إعلانها الانسحاب المفاجئ الآن وسيلة للتملص من أي إخفاقات أو أخطاء ربما تكلفها الكثير لاحقًا؟ أم أن روسيا ببساطة أنجزت مهمتها؟
تكمن الإجابة على تلك التساؤلات في تفسير دوافع إعلان بوتين الانسحاب المفاجئ غير المحدد بفترة زمنية من سوريا.
نشرت «ناشيونال انتريست» تقريرًا تحاول فيه عرض الزوايا المختلفة لهذا الإعلان المفاجئ للعالم كله؛ حتى حكومة الأسد في سوريا بدت متفاجئة من الإعلان على الرغم من تصريح روسيا لاحقًا أنه جاء بعد التنسيق بين الكرملين ودمشق. إليكم خمس زوايا قد تكشف المزيد من دوافع روسيا.
1- نجحت المهمة
في سرده لأول زاوية للقرار الروسي يقول «نيكولاس جيفازديف» (الكاتب الأمريكي الروسي الأصل): «لعل التفسير المباشر الأكثر وضوحًا لإعلان انسحاب قوات التدخل الروسية التي بدأ نشرها في سبتمبر أَيْلُول الماضي في سوريا، هو أن العملية في سوريا كان مخطط لها أن تكون عملية قصيرة المدى من البداية». في ذلك الوقت لم يقطع الكرملين أي وعود كبيرة بشأن أهداف التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية، ولم يبد تفاخرًا باستهداف تدمير داعش أو يصرح باستهدافه السيطرة على الأراضي السورية وتسليمها لنظام الأسد.
فكما فعلت روسيا من قبل أثناء تدخلها في دونباس الأوكرانية، انتقل بوتين للعمل في سوريا بسرعة عقب تأكيد العديد من الخبراء الغربيين على أن الأسد على وشك السقوط، وأن المعارضة السورية صارت على أبواب دمشق. من البداية كان مخطط للقوات الروسية دعم بقاء نظام الأسد، ومساعدته في استعادة سيطرته على الأراضي السورية، وهو بالفعل ما حدث. في مارس (آذار) 2016، أي بعد ستة أشهر من بدء التدخل الروسي، لم يعد أحد يقترح حتى احتمالية سقوط نظام الأسد. فقد عادت الغلبة للقوات الحكومية السورية وحلفائها من المليشيات المتعددة في ساحة المعركة، وتمكنت من استعادة مناطق حيوية تقوي وتدعم قدرتها في السيطرة على أجزاء سوريا الأخرى التي تسيطر عليها بالفعل، كما تمكنها من تقويض قدرات المعارضة.
علاوة على ذلك، تغيرت بالفعل الدينامية السياسية. من قبل كانت المعارضة السورية والولايات المتحدة الأمريكية، وغالبية الدول الغربية، بالإضافة لحلفائهم من دول الخليج، كانوا يصرون جميعًا على أن رحيل الأسد شرط أساسي قبل الشروع في أي مفاوضات مع الحكومة بشأن انتقال السلطة. أما الآن، فعلى الرغم من محاولة استغلال خطاب حفظ ماء الوجه، صار أولئك الشركاء المتعددون – الذين تدخلوا في السياسية السورية بشكل أو بآخر – أكثر تقبلًا لفكرة حق الأسد ونظامه في البقاء في السلطة بدرجة ما. وبتحقيق مثل هذا التغير يرى «نيكولاس» أن بوتين يؤكد المرة تلو الأخرى أن الكرملين يظل دائمًا وفيًّا لحلفائه وشركائه، وأنه بالتأكيد لديه القدرة على تحقيق أهداف سياسية وعسكرية معًا في حملة محدودة ناجحة.
2- انسحب وأنت في أوج انتصارك
تتمثل الزاوية الثانية للقرار الروسي بالانسحاب حسب ما كتب «نيكولاس» في تقريره أن الكرملين قرر الانسحاب مرفوع الرأس وهو في أوج انتصاره. فالتدخل الروسي في سوريا غير صورة الكرملين، ليس فقط في المنطقة بل في العالم كله. وبنجاحها أثبتت روسيا أن الإصلاحات العسكرية والإنفاقات المتزايدة خلال الأعوام القليلة الماضية بالفعل آتت ثمارها. إضافة إلى إظهار الكرملين قدرته على تحقيق تدخلٍ شاملٍ خارج أراضي الاتحاد السوفيتي سابقًا، وأن بإمكان موسكو تغيير الحقائق على الأرض بغض النظر عما قد تقوله واشنطن أو بروكسيل أو الرياض أو أنقرة. بتدخلها السريع، نبهت روسيا العالم إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست القوة الوحيدة التي بإمكانها فرض سيطرة على مناطق أخرى في العالم.
ويضيف «نيكولاس» أنه على الرغم من إرسال روسيا تلك الرسالة واضحة للعالم كله، لن تُحَصِّل روسيا أي فائدة حقيقية من استمرار تدخلها، وبالطبع مع مرور الوقت ستبرز نقاط الضعف في المؤسسة العسكرية الروسية أكثر. على سبيل المثال، مؤخرًا أثير قلق شديد جراء إطلاق البحرية الروسية صواريخ كروز من أسطولها ببحر قزوين موجهة نحو أهداف في سوريا، لكن حدوث عطل فني أفسد صدمة إطلاقه. وبتدخل روسيا عسكريًّا في سوريا، أتيحت لها الفرصة بأن تجني ثمار تدخلها من وقف تقدم المعارضة مقابل تكلفة زهيدة نسبيًّا وبدون تكبد خسائر فادحة. وإذا كانت روسيا تنتوي الاستمرار في المرحلة المقبلة، وهي البدء في استعادة السيطرة على المناطق والمدن الكبيرة التي سيطرت عليها كل من المعارضة السورية وتنظيم داعش طوال سنوات، عليها إدراك أن الوضع لن يكون بنفس درجة سهولة التدخل من قبل.
ومع بدء مباحثات السلام، ربما أتيحت الفرصة أمام روسيا لإنهاء عملياتها بنجاح وتنفيذ «انسحاب المشرف» من سوريا، ويبدو أن الكرملين سيستغل الفرصة بحكمة، ويوقف عملياته في أوج انتصاره عوضًا عن المخاطرة بالاستمرار وإذلال نفسه بالإخفاقات المتوقعة مستقبلًا. بالطبع يساعد ذلك في توفير التكلفة المادية، إذ إن استمرار العملية العسكرية في سوريا، يعني بالضرورة استمرار استنزاف الخزينة الروسية.
3- تجنب الفخ الأفغاني
يعتقد الكاتب أن الزاوية الثالثة لقراءة الانسحاب الروسي المفاجئ ربما تكمن في أن الكرملين قد وعى الدرس التاريخي من التجربة مع الأفغان.
عندما بدأ الانتشار الروسي في سوريا بشكل جدي الخريف الماضي، كان رد فعل المعارضة السورية المدعومة هي الأخرى أنهم سيجعلون من سوريا أفغانستان ثانية للقوات الروسية، وذلك عن طريق زيادة قدرات المعارضة السورية لتصبح قادرة على استهداف الطيران الروسي، فتنجر روسيا إلى اشتباكات على الأرض، وبالتالي تتمكن من إلحاق أكبر قدر من الخسائر بروسيا.
يرى «نيكولاس» أن بوتين ليس بغافل عن عواقب التورط في عملية مطولة داخل سوريا، حيث من المتوقع أن تتسبب في ضعف القدرات العسكرية الروسية، وتؤدي في النهاية إلى سخط شعبي. كان بوسع بوتين مراقبة سريان الأمور عن كثب، وكيف انعكست العمليات العسكرية في العراق وأفغانستان على الولايات المتحدة الأمريكية، فعلى سبيل المثال، انتقلت أمريكا من العمليات العسكرية لإسقاط طالبان في أفغانستان إلى التدخل في العراق لتضمن عدم امتلاكها أسلحة دمار شامل، ثم انتقالها لما هو أوسع من ذلك من جهودٍ لا نهائية في تحويل المجتمعات، كل ذلك لم يسهم فقط في استفزازٍ أشد لمعارضتها، بل أيضًا في استنزاف قوة الولايات المتحدة الأمريكية.
إذا تمكن النظام في سوريا بالفعل من استعادة الاستقرار واستعادة التجهيزات العسكرية اللازمة، وخاصة بعد أن صار بإمكانه الاستمرار في القتال بالتعاون مع القوة البشرية المقاتلة للحرس الثوري الإيراني، لن تكون هناك حاجة للاستمرار الروسي في سوريا. وبالطبع فإن إعلان روسيا الانسحاب قد يكون خطوة بوتين في اتباع الدرس الذي تعلمته روسيا بعد قتال الاتحاد السوفييتي من قبل في أفغانستان، والذي أدى بها في النهاية للانسحاب خالية الوفاض. فروسيا تتبع الآن طريقة مختلفة تتمثل في تقوية وكلاء محليين يضمنون لها آليات التواجد داخل سوريا. فقد مكنت الأسد من استعادة السيطرة على أراضيه في سوريا، وتأكدت من عدم الإطاحة به.
4- تمهيد للمملكة العربية السعودية
يقول «نيكولاس» في الزاوية الرابعة للقرار الروسي أن بوتين ربما يلوح بالانسحاب غير المحدد بإطار كمبادرة للوصول إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية بشأن إنتاج البترول وأسعاره.
بالتأكيد لا ترحب روسيا باحتمال نشوب اشتباكات مع السعوديين بشأن سوريا. بل الحقيقة أنها تود التوصل لاتفاق مع الرياض يحقق مزيدًا من الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، بحيث يتسنى للخزانة الروسية التعافي. وربما يكون الانسحاب الروسي من سوريا هو إشارة للمملكة العربية السعودية باستعدادها لذلك. يضيف «نيكولاس» أنه بعد أن تمكنت روسيا من الإبقاء على حليفها في سوريا في السطلة، صارت الآن مفتوحة لتفاوضات التسوية على أساس اللامركزية وتوزيع السلطات بدرجة ما بين جميع الأطراف في سوريا وتشكيل حكومة موحدة. بإبدائها الاستعداد للتفاوض، فإنها تلوح للسعودية مخاطبةً المخاوف والمصالح السعودية على السواء. يرى «نيكولاس» أن عدم استمرار روسيا في القتال مع صفوف الأسد حتى النهاية، لكن في نفس الوقت انسحابها بعد ضمانها بقاءه في السلطة، يخلق حالة من التفاوض للوصول للتسوية. وبالنظر للاجتماع المقرر انعقاده &a
======================