الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 21/9/2017

سوريا في الصحافة العالمية 21/9/2017

23.09.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الفرنسية والبريطانية :  
الصحافة الامريكية :
ذا نيويورك تايمز: لماذا سمحت الولايات المتحدة لقافلة داعش بالعبور الآمن؟
http://idraksy.net/syria-isis-convoy-us/
لحاجة إلى التخفيف عن نفسه خرج أحد الرجال من الحافلة ليلاً في الصحراء السورية. وكانت الحافلة جزءاً من قافلة تحمل 300 مقاتل من الدولة الإسلامية كانوا عالقين منذ أيام، حيث كانت تمنعهم القاذفات الأمريكية من التحرك، كما يمنعهم أيضاً خوفهم على نسائهم وأطفالهم من الصواريخ والمتفجرات.مشى الرجل مسافة قصيرة بعيداً عن حافلته.. وبدأ بقضاء حاجته، لكن صاروخ هيلفاير الأميركي أنهى هذه النزهة.
حسب إحصائية الجيش الأميركي فإن ٢٠ من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا هكذا. وقتلهم كان كجائزة ترضية استحقها الأمريكيون بعد انتهائهم هذا الأسبوع من مواجهة استمرت لأسبوعين، لكن خلافاً لما وعدت به أمريكا  من منع مقاتلي داعش بالعبور فقد  تنازلت عن ذلك ومنحت الدولة الإسلامية نصراً تكتيكياً.
المسؤولون الأمريكيون قالوا إن القرار كان بالتراجع نتيجة لموازنة معقدة بين الأولويات، وقالوا إن طبيعة أرض المعركة في سوريا تمثل رقعة شطرنج ثلاثية الأبعاد متعددة اللاعبين، تتغير فيها الاستراتيجات باستمرار، والفرص فيها إما أن تستغل  أو تضيع هباء.
الحقيقة أن الحرب فوضوية وغير منظمة” هذا ما قاله  توماس جوسلين العضو الكبير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن،  وأضاف: “كل هذه الفوضى ممَّن يملك الحق في فعل ما يريد في سوريا”.
 غضب الأميركيون بشأن القافلة منذ بداية الأمر، إذ عقدت الدولة الإسلامية اتفاقاً مع الحكومة السورية وحلفائها من مليشيا حزب الله للسماح بممر آمن لمقاتليها وعائلاتهم، ليعبروا سورية من الحدود اللبنانية في الغرب إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش في شرقي سوريا والعراق. وخلال أيام قطعت الضربات الجوية الأمريكية الطريق أمام القافلة لتوقفها في مسارها، وعد المسؤولون الأمريكيون بأن لا يسمحوا لها بالمرور أو العودة إلى ساحة المعركة. وقال بريت ماكغورك المبعوث الخاص للرئاسة الأمريكية للتحالف ضد داعش: “تحالفنا سوف يساعد على ضمان عدم دخول الإرهابيين إلى العراق أو الهروب ممَّا تبقى من الخلافة المتضائلة”.
 لكن الخط الأميركي في الصحراء مسح بالمكالمة الهاتفية يوم الجمعة الماضية من القاعدة العسكرية الروسية في سوريا إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في بغداد، حيث طلبت روسيا من أميركا إزالة الاستطلاع الجوي من فوق القافلة، والذي يعلم كلا الطرفين أنه سيسمح لها بالتقدم والعبور.
كان الطلب جزءاً ممَّا يسميه الجيش “التنسيق الجوي” ؛ العملية التي تحول دون وقوع هجوم غير مقصود بين القوات السورية التابعة لروسيا وقوات سورية الديمقراطية التابعة لأمريكا، في حين أن كلتيهما تسعيان لقتال داعش.
 كان التعاون مع روسيا مهماً منذ أن طوقت القوات السورية التابعة لروسيا وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا، كلٌّ على حدة، مدينة دير الزور، من مدن نهر الفرات، مع إطلاق كثير من الغارات الجوية من كلا الطرفين على المنطقة.
 علاوة على ذلك تم إيقاف القافلة بالقرب من مدينة السخنة الواقعة على الجانب الروسي من اتفاق “التنسيق الجوي”، أي المناطق المخصصة للطيران الحربي الروسي، والتي يجري العمل بها وفقاً للاتفاق الأميركي الروسي القديم.  ويقول السيد توماس جوسلين:  “إن “اتفاقية “التنسيق الجوي” مفعلة؛ حيث توجد مناطق معينة تمتلك روسيا السيطرة على ما يجري بها من أحداث، وهذه واحدة من تلك المناطق”.
 لم ترد الولايات المتحدة إحباط العملية، بل أرادت أن تعتمد عليها لاحقاً، ووافق الأميركيون على الأمر وتسللت القافلة إلى مناطق سيطرة الدولة الإسلامية مساء الأربعاء، بعد 17 يوماً من خروجهم من الحدود اللبنانية، وتوجهت يوم الثلاثاء  أقصى الجنوب إلى مدينة البوكمال على الحدود العراقية.  وعبر يوم الجمعة، وفقاً لنشطاء المعارضة المناهضة للنظام ووفق المسؤولين العراقيين في المنطقة الحدودية، جزء من القافلة إلى مدينة القائم غربي محافظة الأنبار، والتي هي أيضاً ضمن مناطق سيطرة داعش، مثيرة بذلك غضباً وسط المسؤولين العراقيين.
 بينما تتم الاستجابة للطلب الروسي تتناقص المكاسب العائدة  للولايات المتحدة في المواجهة، ويقول المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، ريان ديلون، إن أعداداً كبيرة من مقاتلي الدولة الإسلامية قُتلوا بالفعل، حيث أصبحت الحافلات المنقطعة عرضة للنيران غير المتوقع.
 وقد حاولت الدولة الاسلامية إرسال منقذين، لكن الطائرات الحربية والطائرات من دون طيار المسلحة كانت تلتقطهم بسهولة، فتكنولوجيا الرؤيا الليلية جعلت حتى الحمامات أماكن محفوفة بالمخاطر. وبحسب الكولونيل ديلون دمرت الضربات الجوية الأمريكية، بالمحصلة، 40 سيارة إنقاذ، وقتلت 85 من المقاتلين؛ بعضهم من القافلة وبعضهم من المنقذين.
 ووفقاً لمواجهة استمرت من أيام لأسابيع. فقد كان الجيش الأميركي قلقاً من الإشهار الإعلامي  لمأساة المدنيين في الحافلات العالقة، ورغم  وصول الطعام والشراب للقافلة لكن درجات الحرارة كانت عالية في تلك المناطق الصحراوية، وبحسب مسؤول كبير في حزب الله في سوريا فإن ثلاثة أطفال قد ولدوا في هذه الحافلات.
ويقول الكولونيل ديلون إن هذا لم يكن السبب الرئيسي للانسحاب لكنه كان عاملاً مؤثراً في ذلك، فطيلة المواجهة كان ما يعيق الأمريكيين وجود أعداد كبيرة من المدنيين يتجاوز عددهم 300 بحسب ما يقوله حزب الله، وإذا اتخذ المقاتلون هؤلاء المدنيين دروعاً بشرية فإن الاستراتيجية هذه قد أثبتت فاعليتها.
 حزب الله والحكومة السورية أيضاً كانا قلقين من عبور القافلة.  بالنسبة لسوريا فقد كان الإعلام الحكومي يحظر الأخبار المتعلقة بالقافلة، فمن المربك له أن يرى القافلة عالقة في منتصف دولته. وعلق الكثير من الموالين للحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي كأي حدث عابر.  أما حلفاء حزب الله وأنصار إيران فأرادوا من الدولة الإسلامية الإفراج عن السجناء وتسليم جثث القتلى، وفي النتيجة يقول المسؤول الكبير في حزب الله إن الحكومة السورية وإيران ضغطتا على روسيا لتغلق الملف مع الأمريكيين.
 يقول السيد  جوسلين: “هذا هو الاتفاق لخروج مقاتلي الدولة الإسلامية من مناطق الحدود اللبنانية”، ويضيف: “الحقيقة هي أنه حتى القوات التابعة للولايات المتحدة عقدت نفس الاتفاق. حلفاء الروس؛ إيران ونظام الأسد وحزب الله كلهم عقدوا نفس الاتفاق، ومن المحتمل أنهم التزموا به حتى يتمكنوا من عقد اتفاقات أخرى في المستقبل”.
 ولأن القافلة وصلت إلى منتصف وادي نهر الفرات فإن المعركة لحقتها إلى هناك. ووفقاً لما ذكره الجيش فإن القوات الجوية الأمريكية قتلت اثنين من كبار قادة الدولة الإسلامية خلال الأسبوع الماضي،  ويقول الكولونيل ديلون إن الضربات الجوية قتلت الثلاثاء الماضي قائداً كبيراً في الدولة الإسلامية، ودمرت مخابئ أسلحة وأهدافاً أخرى في مدينتي الميادين والبوكمال.
 وفي مدينة القائم على الجانب العراقي من الحدود اتصل السكان عبر الهاتف، وأخبروا أن مقاتلي داعش بدؤوا بالانتشار ضمن المدينة آخذين المنازل الفارغة ليقيموا فيها. وقال أحد السكان: “سمعنا أنهم جاؤوا من الاتفاق الذي وقع مع حزب الله”، معطياً اسم عشيرته فقط “السلماني”؛ خوفاً من انتقام مقاتلي داعش.
=======================
معهد واشنطن :الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية للشرق الأوسط
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-united-states-needs-a-middle-east-strategy
جيمس جيفري و دينيس روس
متاح أيضاً في English
19 أيلول/سبتمبر، 2017
بينما تَوَجه الرئيس الأمريكي إلى الأمم المتحدة هذا الأسبوع، تتصدر قضايا الشرق الأوسط وكوريا الشمالية جدول الأعمال. ففي تلك المناطق، تواجه الولايات المتحدة تصعيداً شديداً في التوتر وهي غير مستعدة له بعد بشكل كاف. فإيران والميليشيات الشيعية التابعة لها، المدعومة من قبل القوات الجوية الروسية، تُهيئ نفسها لملء الفراغ في العراق وسوريا بعد هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية». ويشكّل انتشار الوجود الإيراني ونفوذه خطراً على إسرائيل والأردن ودول الخليج، وربما على تركيا أيضاً. بالإضافة إلى ذلك، وبينما تقوّض إيران سيادة العراق وسوريا ولبنان، حيث الميليشيات الشيعية أكثر ولاءً للجمهورية الإسلامية من دولها الأصلية، من المؤكد تقريباً أنهيار الاستقرار ونظام الأمن الإقليمي الذي تتولى الولايات المتحدة صونه.
وعادة ما يكون دعم الولايات المتحدة للنظام الإقليمي بديهياً، خاصة بالنظر إلى مصلحة أمريكا في الشرق الأوسط. ولا تزال المنطقة تسهم إسهاماً كبيراً في الطاقة العالمية، وعندما لا تُدار، تبقى منطقة مولّدة للإرهاب ومصدراً خطيراً لانتشار أسلحة الدمار الشامل. ومع ذلك، فإن الجمع بين صراعين بقيادة الولايات المتحدة اللَذيْن سارت فيهما الأمور بشكل سيء، إلى جانب الاستياء الشديد من العنف المستمر في المنطقة، قد قوّضا الرغبة الأمريكية [للعب] دور الموازن الإقليمي. وفي حين تعتبر إدارة ترامب أن إيران تشكل تهديداً إقليمياً، واتخذت خطوات تكتيكية ضدها، إلّا أنّ سياساتها لا تزال قيد المراجعة، ولم تضع بعد استراتيجية شاملة. وللأسف، لدى إيران استراتيجية كهذه وتتصرف بموجبها.
لقد بدأ الوقت ينفذ بالنسبة للولايات المتحدة، وإذا لم تضع استراتيجية، فإن الأحداث هي التي ستقود السياسة. فالنزاعان في بلاد الشام - الحرب في سوريا والحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» - على وشك الانتهاء. وقد أصبح من الواضح الآن في النزاع الأول أن الرئيس السوري بشار الأسد - بفضل روسيا وإيران - سوف يبقى مسيطراً على معظم أنحاء سوريا وليس كلها. وفي النزاع الثاني، سيختفي بشكل متزايد الحاجز المؤقت الذي كان يفصل جهود إيران وسوريا من الجهود التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وسرعان ما ستقف الولايات المتحدة والحلفاء المحليون في جميع أنحاء سوريا والعراق إلى جانب المتشددين التابعين لإيران، كما هم الآن في جنوب سوريا، وفي منبج في الشمال، وبالقرب من الموصل. وبدون تنظيم «الدولة الإسلامية» لتبرير هذا الوجود، يجب على الولايات المتحدة أن تنسحب أو تستخدم موطئ قدمها لمقاومة برنامج إيران لتحويل سوريا والعراق إلى دول تابعة.
إن أي خطة أمريكية للطعن في التوسع الإيراني لا تشمل سوريا والعراق، فالسؤال الذي يطرح نفسه عندئذ، أين يمكن للولايات المتحدة وضع الحد الفاصل؟ فمن شأن هيمنة إيران في تلك المنطقة أن تُقسّم الشرق الأوسط، وتُهدد إسرائيل وتركيا، ومن خلال هيمنتها على المناطق العربية ستقوّض مطالبة العالم العربي بالتحكّم في مصيره. وبدعم من روسيا المنبعثة من جديد، يمكن لإيران كهذه أن تهدد بشكل خطير مصالح الولايات المتحدة وأصدقائها.
وواشنطن تدرك ذلك. ولهذا السبب تقوم إدارة ترامب بمراجعة سياساتها تجاه إيران، وتُصنّف المزيد من المسؤولين الإيرانيين والشركات الإيرانية كميسّرين للإرهاب، وتهدّد بالإعلان بأن إيران لا تفي بالتزاماتها بموجب «خطة العمل الشاملة المشتركة»، كما يُعرف الاتفاق النووي الإيراني. ولكن حتى عند أخذ هذه العوامل مجتمعة في عين الاعتبار، لا ترقى هذه الخطوات إلى استراتيجية حقيقية. فالاستراتيجيات الحقيقية تحدّد أهم أهداف بلد ما، وتضع السياسات التي تسمح له باتباعها، وتحشد الحلفاء والثروات القومية، بما فيها مجموعة كاملة من الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية لتحقيق الأهداف المعلنة. وقد رأى الرؤساء تاريخياً، أنه من الممكن تركيز أقصى قدر من الاهتمام والاستراتيجيات الشاملة على عدد قليل جداً من القضايا في وقت واحد. ومن الأمثلة على ذلك توحيد ألمانيا في "حلف شمال الأطلسي" أثناء رئاسة جورج بوش الأب؛ والبلقان أثناء رئاسة بيل كلينتون؛ والعراق أثناء رئاسة جورج دبليو بوش؛ وبرنامج إيران النووي أثناء رئاسة باراك أوباما. أما السياسات الأخرى التي لا تتوفر فيها الموافقة الكاملة من قبل الرئاسة الأمريكية - مثل تلك التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري حول سوريا وإزاء اتفاق إسرائيلي - فلسطيني، أو ما طرحتاه مادلين أولبرايت وكوندوليزا رايس فيما يتعلق بكوريا الشمالية - فهي تفتقر لهذه المعايير لـ "الاستراتيجية الحقيقية ". وهكذا، فمن أجل التعامل مع إيران بشكل فعال، يجب على الرئيس الأمريكي أن يجعلها إحدى اثنتين أو ثلاثة من استراتيجياته المميزة في مجال السياسة الخارجية.
ما هي المبادئ التي ينبغي أن توجه هذه الاستراتيجية؟
أولاً، العمل بهدوء مع حلفاء الولايات المتحدة لمساعدتهم على الشعور بأنهم جزء من الاستراتيجية المتعلقة بإيران - من خلال ضمان أن بإمكان الولايات المتحدة زيادة النفوذ على إيران، وإبقائها معزولة، والحفاظ على دعم الحلفاء في التمسك بهذا الجهد. (وفيما يتعلق بالحلفاء، يجب التفكير حول المخاطر المحتملة، فضلاً عن التأثير المحتمل للإجراءات على قضايا أخرى مثل كوريا الشمالية - أو كيف يمكن للإجراءات التي تتناول معالجة [المشاكل مع] كوريا الشمالية أن تؤثر على الاستراتيجية تجاه إيران.)
ثانياً، إذا كانت إيران تشكل التهديد الرئيسي الذي تواجهه الولايات المتحدة في المنطقة، فلا يمكن للإدارة الأمريكية أن تُخضِع استراتيجيتها [لرغبة] الإيرانيين في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». فإيران دولة تشكل خطراً أكبر بكثير، خاصة في ضوء نجاحها في استخدام الميليشيات الشيعية. ولا شك أن السياسة التي تركز على تنظيم «الدولة الإسلامية» لا بد وأن تضر على الأرجح [بالمصالح الأمريكية] لأن السياسات الإيرانية الطائفية تجازف بإبعاد السنة وإعادة تهيئة الظروف التي ولّدت تنظيم «الدولة الإسلامية» في البداية.
ثالثاً، الإدراك بأنه لا يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يصلح معضلة أمريكا مع إيران في سوريا. فالتواصل والتنسيق مع الروس أمر منطقي، ولكن ما لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لرفع الثمن الذي يدفعه الروس، فسيواصلون معاملة الإيرانيين والميليشيات الشيعية كمنفذيهم الميدانيين. يجب التوضيح بأن أمريكا لن توقف الإيرانيين أو وكلائهم في سوريا، ولكنها ستستخدم قوتها الجوية المتفوقة لمنعهم من التوسع بصورة أكثر، وهي السياسة الوحيدة التي من شأنها أن تجبر بوتين على أن يحاول تقييد التحركات الإيرانية. وآخر ما يريده هو تصوّر دولي بأن القوة الأمريكية هي التي تقرر النتيجة في سوريا.
رابعاً، يتعيّن ممارسة النفوذ الأمريكي لإنهاء الموقف المعقّد الذي حرّض السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد قطر. وفي حين تحتاج قطر إلى تغيير سلوكها، فقد آن الأوان لإنهاء تشتت الفكر وحشد جميع الشركاء الأمريكيين، مع سكانهم المتفوقين، وجغرافيتهم، وقدراتهم العسكرية، وثرواتهم، والذين يصلون مجتمعين إلى مستوى تتضاءل فيه إمكانية مواجهتهم من قبل الشراكة بين إيران وروسيا.
خامساً، يجب شرح السياسة الأمريكية بشكل متكرر للأصدقاء والأعداء على حد سواء؛ ولا ينبغي لأحد أن يشك في النوايا الأمريكية.
سادساً، يتعيّن الاعتراف بالمعايير الدولية وليس الاستهانة بها. وقد تكون «خطة العمل الشاملة المشتركة» هدفاً رابحاً، ولكن يجب التعامل معها بطريقة تُظهر أن واشنطن تأخذ في الإعتبار مخاوف حلفائها حتى في الوقت الذي تريد منهم أن يعالجوا المخاطر التي يراها المسؤولون الأمريكيون في الاتفاق.
سابعاً، يجب عدم الانسحاب من مناطق أو التخلّي عن مواجهات ما لم تكن المخاطر هائلة. ولا تزال مصداقية الولايات المتحدة، التي تشكل إطار جميع النظم الأمنية، ضعيفة على الرغم من الردود العسكرية الأخيرة التي أذن بها الرئيس ترامب.
وأخيراً، لكي تكون الولايات المتحدة ناجحة، يجب ألا تتمادى في رد فعلها وتضغط  من أجل الحصول على مطالبها. وقد فهم الرئيس جون كندي ذلك خلال "أزمة الصواريخ الكوبية"، ولكن الأهداف الطموحة قد أضعفت الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وحيث تتمتع الولايات المتحدة بقوة جوية متفوقة إلى حد كبير من تلك التي نشرتها روسيا لتحويل المسار في الحرب السورية، بإمكان أمريكا بالتأكيد احتواء إيران و ووكلائها. وليس هذا هو الوقت أو المكان المناسب للولايات المتحدة للالتزام [بنشر] قوات برية - حيث أن احتواء الوجود الإيراني وإقامة حواجز ومناطق آمنة حقيقية للشركاء المحليين في سوريا ودول أخرى سوف يعالج المصالح والاحتياجات الأمريكية.
 جيمس إف. جيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في معهد واشنطن، وقد أمضى ثلاثين عاماً في وزارة الخارجية الأمريكية، من بينها شغله منصبي سفير الولايات المتحدة في تركيا والعراق. دينيس روس هو مستشار وزميل "ويليام ديفيدسون" المتميز في المعهد، وقد عمل في خمس إدارات رئاسية، كان آخرها مساعد خاص للرئيس أوباما.
========================
كريشناديف كالامور – (الأتلانتيك) 7/9/2017 :لماذا تشعر إسرائيل بالقلق من سورية؟
http://www.alghad.com/articles/1839422-لماذا-تشعر-إسرائيل-بالقلق-من-سورية؟
كريشناديف كالامور – (الأتلانتيك) 7/9/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بينما تتواصل الحرب السورية الطاحنة، تواجه إسرائيل الآن عدوين لدودين متشابكين، واللذين يكتسبان القوة بالقرب من حدودها -إيران وحزب الله. وفي هذا السياق، اتهمت سورية إسرائيل يوم الخميس قبل الماضي بتوجيه ضربة داخل حدودها، إلى منشأة يعتقد مراقبون آخرون أنها تنتج الأسلحة الكيميائية. ولم تكن الضربة، التي لم تعلق عليها إسرائيل في انسجام مع سياستها، هي الضربة الأولى، لكنها كانت الأولى منذ وافقت الولايات المتحدة وروسيا في تموز (يوليو) على اتفاق لوقف إطلاق النار بهدف إنهاء القتال في سورية. وقد تم التوصل إلى ذلك الاتفاق من دون إسهام إسرائيل -لكن الضربة الجديدة تُظهر كيف تستطيع إسرائيل الاستمرار في تشكيل ميدان المعركة من تلقاء نفسها.
قال الجيش السوري إن طائرات إسرائيلية أطلقت النار من المجال الجوي اللبناني في اتجاه مواقع عسكرية سورية بالقرب من المصيف، وقتلت اثنين من أفراد الجيش ودمرت الموقع. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جماعة مراقبة مقرها لندن والتي تعتبرها منظمات الأخبار الغربية مصدراً موثوقاً للمعلومات حول الحرب الأهلية السورية، إن المنشأة التي ضُربت تعود إلى "المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية"، وهو مؤسسة البحث الرائدة في البلد، والتي تحتوي على مخزون من صواريخ أرض-أرض. وكان مسؤولو الاستخبارات الغربيون يعتقدون منذ وقت طويل بأن منشأة المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية في مصيف تقوم، من بين مرافق أخرى، بإنتاج الأسلحة الكيميائية. وقد احتفظ المسؤولون الإسرائيليون بسياستهم القائمة على عدم التعليق على الأمور العملياتية، لكن عاموس يالدين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بينما لم يؤكد مسؤولية إسرائيل عن الضربة، قال على "تويتر" إن الضربة "لم تكن روتينية".
قال يالدين: "استهدفت (الضربة) مركزاً علمياً عسكرياً سورياً يعمل -من بين أمور أخرى- في تطوير وتصنيع صواريخ دقيقة التوجيه، والتي سيكون لها دور مهم في الجولة التالية من الصراع". كما أشار يالدين أيضاً إلى أن المصنع في مصيف "ينتج الأسلحة الكيميائية وقنابل البراميل التي قتلت الآلاف من المدنيين السوريين". لكن الضربة الإسرائيلية المذكورة ليست غير مسبوقة. ففي الشهر الماضي، قال الجنرال أمير إيشيل، القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي، للصحيفة الإسرائيلية اليومية "هآرتس"، إن الطائرات الإسرائيلية ضربت قوافل تزويد لحزب الله نحو 100 مرة على مدى السنوات الخمس الماضية. وتتلقى المجموعة الشيعية المتشددة في لبنان الدعم من إيران، ويخوض مقاتلوها المعارك إلى جانب الأسد في الحرب الأهلية السورية.
الآن، تجد إسرائيل نفسها في موقف محفوف بالمخاطر مع استمرار الحرب الأهلية السورية: فقد أبرمت الولايات المتحدة، حليفها العالمي الرئيسي، اتفاقاً مع روسيا، راعي سورية الرئيسي، لوقف إطلاق النار، والذي يبدو الأكثر صموداً؛ وأصبح الرئيس السوري بشار الأسد الآن أكثر سيطرة على بلده من أي وقت منذ بدء الحرب الأهلية قبل أكثر من خمس سنوات؛ وإيران، التي تنظر إليها إسرائيل على أنها تهديد وجودي، وحزب الله، الذي حاربته لأربع سنوات في لبنان، خرجا أكثر قوة مما كانا قبل بدء الصراع.
بينما ترسل ضربة الخميس رسالة لخصوم إسرائيل بأنها لن تجلس على الهوامش بينما تكسب القوى المعادية لها القوة، فإنها ترسل رسالة أيضاً إلى إدارة ترامب بأن أي حل سياسي للصراع السوري يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل على المدى الطويل. ولدى إسرائيل علاقات مع اثنين فقط من جيرانها المباشرين، مصر والأردن. وفي حين أن لها علاقات غير معلنة وغير معترف بها مع دول عربية أخرى مهمة، قائمة على أساس الكراهية المشتركة تجاه إيران، فإن إسرائيل تنظر إلى جيرانها المباشرين كمشكلة استراتيجية. فقد احتلت أجزاء من لبنان لمدة 22 عاماً حتى العام 2000، أولاً لمحاربة الفصائل الفلسطينية ثم لمحاربة حزب الله؛ وهناك أيضاً سورية، حيث زاد نظام الأسد اعتماده على طهران.
لم تخفِ إسرائيل مخاوفها من الصفقة الأميركية-الروسية حول مسودة اتفاق تموز (يوليو) لوقف لإطلاق النار في سورية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه حتى يترسخ السلام في سورية، فإن على إيران وحزب الله الانسحاب من البلد، مضيفاً أن إسرائيل ربما تعمل من جانب واحد لحماية مصالحها. وفي الشهر الماضي، قال نتنياهو للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويترس، الذي كان يزور البلد، إن إيران تقوم ببناء مرافق في كل من سورية ولبنان لصناعة صواريخ موجهة عالية الدقة.
تنظر إسرائيل إلى حزب الله على أنه يشكل تهديداً هائلاً حتى أنها أجرت مؤخراً تمريناً عسكرياً لمدة 10 أيام لمحاكاة حرب مع المجموعة الشيعية المتشددة في حال حدوث اختراقات. ووصفت صحيفة "هآرتس" هذه المناورات بأنها الأكبر في عقود. جاءت ضربة الخميس بعد يوم واحد من تأكيد الأمم المتحدة على أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية ضد المدنيين في خان شيخون في نيسان (أبريل). وكان ذلك هو الهجوم الذي دفع إدارة ترامب إلى توجيه ضربات صاروخية إلى مرافق عسكرية سورية. ويوجه التقرير ضربة للأسد وكذلك لروسيا، التي رفضت الأدلة الوفيرة على أن الحكومة السورية هي التي كانت وراء استخدام غاز السارين في الهجوم.
ولكن، بينما كانت الضربة الإسرائيلية التي أبلِغَ عنها يوم الخميس تنطوي على منطقها الخاص، فإنه يمكن أن يكون لها تداعٍ واحد غير مقصود: لقد أصبح "داعش"، الواقع تحت هجوم كل من القوى المتحالفة مع الولايات المتحدة ومن قوات الحكومة السورية وحلفائها الأجانب على حد سواء، أصبح يقاتل الآن من أجل حياته في سورية -وهي حقيقة يستخدمها أصحاب نظرية المؤامرة المناهضون لإسرائيل مُسبقاً لتقديم تفسيراتهم الخاصة للأسباب التي كانت وراء ضربة يوم الخميس. وقالت قيادة الجيش السوري من جانبها "إن هذا الاعتداء... يؤكد الدعم المباشر الذي يقدمه الكيان الإسرائيلي لتنظيم ‘داعش’ وغيره من المنظمات الإرهابية".
========================
 “واشنطن بوست”: قلق إسرائيلي من مصير الأسد و”الممر البري الشيعي
https://beiruttime-lb.com/واشنطن-بوست-قلق-إسرائيلي-من-مصير-الأس/
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أنّ الرئيس السوري بشار الأسد الذي يبدو أنه سوف يتجاوز مرحلة الحرب الأهلية السورية على رأس السلطة، تتزايد حدة القلق الذي يساور القادة العسكريين الإسرائيليين بشأن نوايا الرعاة الداعمين للأسد، وممر النفوذ الإيراني الناشئ في المنطقة.
ويعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التحريض ضد إيران في المحافل الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الجاري. ويجري جيش الدفاع الإسرائيلي المناورات المتعددة التي تستهدف قوات “حزب الله”، وتصدر التصريحات الحادة والتهديدات النارية من جنرالات إسرائيليين، على أمل تفادي ما يمكن أن يكون اشتباكاً إسرائيلياً مدمراً جديداً في لبنان، ولكنه هذه المرة سوف يكون في مواجهة المستشارين العسكريين الإيرانيين الرابضين على أعتاب الأبواب الإسرائيلية.
اعتبرت إسرائيل، ومنذ فترة طويلة، إيران، أنها تشكل أكبر التهديدات لوجودها، في إشارة إلى برنامجها النووي المشبوه، وتطوير قدرات الصواريخ الباليستية طويلة المدى، فضلاً عن الخطاب السياسي العدائي. بيد أن المكاسب التي حققتها القوات الحكومية السورية وحلفاؤها المدعومون من إيران قد منحت المخاوف الإسرائيلية بعدا وإلحاحا جديدين. وتخشى إسرائيل من إقامة “الممر البري الشيعي” الذي يربط إيران ولبنان على نحو مباشر، مما يسمح بحرية حركة المقاتلين والأسلحة عبر المنطقة. ويحل “حزب الله” محل القلب من هذه المخاوف، وهو الذي حارب إسرائيل من قبل في حرب أسفرت عن مأزق كبير، واستمرت قرابة الشهر الكامل في عام 2006.
وأردف رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلاً في خطابه: “سوف نعمل على منع إيران من إقامة القواعد العسكرية الدائمة في سوريا لقواتها الجوية والبحرية والبرية. كما سوف نعمل على منعها من إنتاج الأسلحة المميتة على الأراضي السورية أو في لبنان لاستخدامها ضدنا. وسوف نعمل كذلك على منع إيران من فتح جبهات الإرهاب الجديدة ضد إسرائيل على طول حدودنا الشمالية”.
واختتمت إسرائيل في الأسبوع الماضي أكبر مناوراتها العسكرية خلال عقدين من الزمن، إذ حشدت نحو 30 ألف مقاتل لتدريبهم على الحرب القادمة ضد حزب الله.
وفي مقابلة حصرية مع وكالة “أسوشييتد برس”، قال قائد المناورة الإسرائيلية الجنرال تامير حيمان إنه رغم مكاسب حزب الله الأخيرة، فإن توازن القوى قد تحول وبصورة كبيرة لصالح إسرائيل منذ عام 2006. وأضاف الجنرال الإسرائيلي: “إنْ كانت قدرات حزب الله قد تعززت، فإن قدراتنا العسكرية قد نمت على صعيد الاستخبارات، والأهداف، والمقدرة على توجيه الهجمات. وإذا ما استؤنف القتال بيننا، فإن الأضرار التي سوف تلحق بقوات حزب الله ستكون فادحة، وشديدة، ومريعة”.
واستطرد قائد الفيلق الشمالي بالجيش الإسرائيلي: “ليست لدينا نوايا في هذا الوقت للخروج للحرب وهزيمة حزب الله. بل إن هدفنا هو المحافظة على الهدوء والاستقرار في الشمال”. وأسقطت القوات الإسرائيلية الثلاثاء الماضي ما وصفته إسرائيل بأنه طائرة استطلاع مسيرة تابعة لحزب الله كانت تحلق على مسافة قريبة للغاية من الحدود السورية مع إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن الطائرة من دون طيار مصنوعة في إيران وانطلقت من مطار دمشق، قبل أن تتمكن وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية من إسقاطها في الجزء الخاضع لسيطرة إسرائيل من مرتفعات الجولان السورية.
وبعد مرور 6 سنوات من القتال الذي حصد أرواح نحو 400 ألف شخص، تبدو قوات بشار الأسد قد حازت أخيرا اليد العليا مع استعادتها الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش وقوات المعارضة السورية من قبل. وروسيا التي تشن الحملة الجوية بالنيابة عن الأسد، إلى جانب إيران وحزب الله، مع المقاتلين التابعين لهما على الأرض، قد قدموا الدعم الحيوي والحاسم للقوات الحكومية السورية، ومن المتوقع أن يلعبوا دورا رئيسيا في سوريا ما بعد الحرب.
يقول شاغاي تسوريل، المدير العام لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية: “لقد أصبحت الصورة واضحة الآن في سوريا، مع عودة السيطرة التدريجية إلى أيدي الجيش السوري وحزب الله والمجموعات الشيعية على مساحات شاسعة من أراضي البلاد”. وقالت إسرائيل إن أي وجود دائم للقوات الإيرانية أو قوات “حزب الله” على طول الحدود السورية مع إسرائيل، سوف يعد تجاوزاً للخط الأحمر المعلن من جانب تل أبيب، في إشارة إلى استعداد إسرائيل لاتخاذ الإجراءات العسكرية إذا لزم الأمر. وحذر تسوريل من “نشوب حريق إقليمي” جراء ذلك.
========================
الصحافة العبرية :
موقع "واللاه" :آيزنكوت : لا توجد مصانع إيرانية للصواريخ في لبنان أو سورية.. حتى الآن
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12482e44y306720324Y12482e44
أجرى المقابلة: امير بوحبوط، يعقوب ايلون وأبيرام العاد
 
أكد الفريق غادي آيزنكوت، رئيس الاركان الإسرائيلية، على وجود اتفاق سيوقع في الشهر القادم يقضي بإبعاد الإيرانيين 60 عن عند حدود الإسرائيلية- السورية، وأضاف: "لن نقبل بتواجد إيراني بجوار إسرائيل".
ونفى الفريق آيزنكوت وجود مصانع لوسائيل قتالية إيرانية في لبنان أو سورية حتى الآن، معتبراً إيران "التهديد المركزي لإسرائيل".
  وفيما يلي نص المقابلة:
   - تبجحات نصر الله، هذا الصباح، ألا تؤثر علينا؟
*يوظف الجيش الاسرائيلي أساس جاهزيته للساحة الشمالية ومن ضمنها الساحة اللبنانية. في لبنان يوجد رئيس، رئيس أركان، وجيش. المسؤولية السياسية لحكومة لبنان عن منظمة "حزب الله "عنصر في كل تطور مستقبلي في حالة وقوع حرب.
 - أمين عام "حزب الله" يتحدث، مؤخراً، كثيراً، أهو خائف؟ أهو موضع تصفية؟
*لا أعتقد أن اللهب يساعد، والتبجحات هذا الصباح لا تؤثر علينا.
- أهو هدف شرعي؟
*هو هدف شرعي في اللحظة التي نعرف فيها أنه يعمل ضدنا. أنظر الى العقد الأخير، وأعتقد أن الدرس قد استخلص. اضافة الى ذلك، نحن نتابع عن كثب ونعرف بالضبط ما الذي بناه "حزب الله" في هذا العقد. إذا تغير الواقع، فان المنظمة – وهو – هما هدف شرعي.
          جرت المقابلة على خلفية منشورات أجنبية بأن سلاح الجو الاسرائيلي هاجم منشأة ايرانية في سورية لتطوير السلاح الكيميائي. فأجاب رئيس الاركان بشكل غير مباشر على هذا الموضوع، إذ قال: "يعمل الجيش الاسرائيلي بشكل مكثف لمنع مساعي تعاظم أعدائنا. لقد تمكنا من بناء آلية مع الجيش الروسي في اطارها نتعاون لمنع الاحتكاك بين الجيشين. وفي نظرة لسنتين، فان هذه الآلية تعمل جيدا جدا. آلية 24/7 لخط ساخن وتنسيق معي تجري مرة كل بضعة اسابيع، ما يضمن أن نحافظ على مصالحنا ولا نضرب قوات أصدقائنا".
- هل نعطيهم إخطارا مسبقا؟
*في المكان الذي يكون هذا لازما نفعل هذا. نحن نعتمد على صورة استخبارية جديرة تسمح لنا بحرية عمل واسعة.
  - هل هناك امكانية لتسريب ما تبقى من سلاح كيميائي الى "حزب الله"؟
*نزع السلاح الكيميائي، الذي تم قبل قرابة ثلاث سنوات، أدى الى أن حروج قسم كبير من هذه القدرة من سورية. ومع ذلك نعرف أنه لا تزال هناك قدرة كهذه، ونعرف أن هناك استخداما لها كجزء من القتال. في الاماكن التي نعرف هذا نبلغ عنه ونساهم في بيان ذلك للاسرة الدولية حول، أي استخدام السوريين لهذه المواد ضد المدنيين؛ الامر الخطير بحد ذاته. اعتقد انه كان من السليم اتخاذ خطوات حيال سورية.
 
التهديد الإيراني
 - هل نريد أن نمنع ايران من أن تصبح كوريا شمالية اقليمية؟
*الهدف الايراني هو الوصول الى قدرة نووية انطلاقا من الفهم بأن ايران هي قوة عظمى اقليمية. وعليه، فان الجهود لاحباط التهديد النووي الايراني يوجد على رأس جدول اولويات الجيش.
  - أين يقف التهديد الايراني في المجال السوري، وما العمل لصده؟
*اذا كان تواجد ايراني في سورية فهذا يكون نذير سوء لكل المنطقة، بما في ذلك للمعسكر السني المعتدل، وأكثر من هذا لدول اوروبا. ملايين السوريين سيهاجرون من الدولة وسيفرون الى اوروبا اذا كانت في سورية سيطرة شيعية لـ "حزب الله" وايران. لقد أعلنا أننا لن نقبل بتواجد ايراني بجوار دولة اسرائيل. هذه مصلحة اسرائيلية واضحة انعكست ليس فقط في الاقوال، بل وفي الافعال ايضا.
 - جرى الحديث مؤخرا عن مصانع ايرانية في الاراضي السورية واللبنانية لانتاج الوسائل القتالية، فهل هذا موجود منذ الآن؟
*هذا الامر غير موجود، وفي هذه اللحظة هذا تطلع. ولكن عندما تتثبت مثل هذه المسائل فاننا سنعرف.
   - هل على اسرائيل أن تواصل الطلب من الولايات المتحدة الغاء الاتفاق النووي مع ايران؟
*ايران هي التهديد المركزي على دولة اسرائيل في العقد الأخير. وللتهديد الايراني عدة عناصر. احدها هو النووي، والثاني هو السلاح الصاروخي بعيد المدى، والثالث هو مساعي النفوذ. الاتفاق النووي حقيقة. هناك جهود يقوم بها رئيس الوزراء في هذا الموضوع. نرى في التهديد الايراني تهديدا مركزيا. وهذه الرؤيا لم تتغير في السنة الاخيرة ولا في الاسابيع الاخيرة. الهدف الايراني هو الوصول الى قدرة نووية على اعتبار أن ايران قوة عظمى اقليمية. ولهذا فان الجهود لاحباط التهديد النووي الايراني هي في رأس سلم اولويات الجيش، قبل الاتفاق وبعده. ولدينا هدف مشترك هو منع ايران من أن تصبح كوريا شمالية اقليمية. هذا جهد لدولة اسرائيل وللدول السنية المعتدلة في الشرق الاوسط وفي العالم كله.
- ما هي الخطوط الحمر بالنسبة للنووي وبالنسبة لما يجري في سورية؟
*اعتقد أن ليس صحيحا وضع خطوط حمر، وليس صحيحا الاعلان ما هي الخطوط الحمر. نرى في التطورات في سورية مؤخرا تطورات خطيرة جدا. نرى الجهد الايراني لتحقيق نفوذ اقليمي. نرى هذا منذ سنين في لبنان، في سورية وفي قطاع غزة. كما نراه في العراق وفي اليمن. اذا تحققت هيمنة ايرانية في سورية فهذا نذر سوء للمنطقة كلها، واعتقد للعالم ايضا. الكل سيعاني. ولهذا فاننا وضعنا التهديد الايراني ومنع جهود النفوذ في المنطقة في سلم اولويات عال جدا للمعالجة.
- هل رفض العالم طلبنا بفاصل 60 كم عن القوات الايرانية؟
*الطلب لم يرفض. لا تزال هناك محادثات للتسوية. وهذا الاتفاق سيوقع في بداية تشرين الأول. طلب اسرائيل هو ابعاد القوات الايرانية من سورية في صالح الدولة السورية، وفي صالح المصالح الامنية لدولة اسرائيل، وبالطبع الاستقرار الاقليمي. الطلب الفوري كان ابعادهم عن خط الحدود بين اسرائيل وسورية، واليوم لا توجد قوات ايرانية أو قوات لـ "حزب الله" بجوار الحدود. لقد أبلغنا بأن من يقترب من حدود اسرائيل يعرض نفسه للخطر. هذه رسالة مرت، ونحن لا نرى بالعين في هضبة الجولان قوات ايرانية. لدينا استخبارات. ونعرف أفضل من الآخرين ماذا يحصل في المجال.
 - لكن، هل توجد خلافات رأي مع الروس والأميركيين حول الخط الذي لا يجتازه الايرانيون؟
*لا. مع الأميركيين يوجد موقف مشترك، وللروس اوضح بأننا نطالب بابعادهم الى مسافة كبيرة، ومطالبة باخراج كل القوات الايرانية من سورية في اليوم التالي. هذا منصوص عليه في الـ 12 نقطة لمبعوث الامم المتحدة. فهذه مصلحة اقليمية ومصلحتنا.
 
غزة
  - والآن الى غزة. ماذا كنت فاغلاً كي تعيد جثماني الجنديين هدار غولدن وأورن شاؤول؟
*أرى واجبي كرئيس للاركان اعادة هدار وأورون الى قبر في اسرائيل كواجب أعلى لنا تجاه مقاتلينا اللذين بعثنا بهما الى مهام في قطاع غزة، وجثماناهما يتواجدان في أيدي "حماس". نحن نبذل جهودا للوصول الى صورة استخبارية. نبذل جهودا غير مباشرة. وجهودا مباشرة للتشديد على منظمة "حماس" وقادتها. الواقع الناشئ بيننا وبينهم على مدى السنين، ولا سيما بعد قضية جلعاد شاليت، يخلق تعقيدات كبيرة. نحن لا نتحدث مع هذه المنظمة. الحوار هو غير مباشر مع جهات عربية. لأسفي، لست رجل بشرى عشية رأس السنة. آمل بأن نعيدهما الى قبر في اسرائيل في أقرب وقت ممكن.
 - يقولون إنه يجب اختطاف مئات من رجال "حماس"، وهذا ما سيعطي رافعة ضغط؟
*لا اعتقد أن من الصحيح الحديث عن الاعمال التي نقوم بها. نحن نقوم بالكثير جدا من الجهود. وقد تغير الواقع منذ الاختطاف في الستينيات. عمليات شجاعة. وتعريض الجنود للخطر اذا اضطررنا الى هذا كي نحقق اعادتهما يعد مهامة مناسبة، ويعالج هذا افضل القادة والاشخاص الذين اختصاصهم هو القتال والمفاوضات. هذا نمط مركب جدا. هذا ليس حوارا بين جيشين، هذا حوار مع منظمة عالم مفاهيمها مختلف تماما، والسوابق الاخرى التي تعتمد عليها لا يقبلها اصحاب القرار اليوم، وأفكر ايضا بالمجتمع الاسرائيلي.
 - هل أنت موافق على قرار القيادة السياسية ترك نوع من المفاوضات والانتقال الى آخر؟
*التقيت مع ليئور دوتان بعد أن اعلن استقالته، وأسفت لذلك. فهو أحد الاشخاص الاكثر كفاءة لمعالجة مسائل كهذه. لا نوفر جهودا. كانت هناك جهود في الماضي وتجري جهود اليوم. هناك تغييرات في الساحة الفلسطينية بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص، ونحن نبحث عن كل سبيل لاعادتهما الى قبر في اسرائيل. أن نقول إننا نفعل كل ما هو ممكن؟ دوما يمكن عمل أكثر. هناك انشغال مكثف جدا. لا يمر اسبوع لا أعنى فيه بهذه المسألة من عدة جوانب انطلاقا من التزام عميق لإعادتهما إلى إسرائيل.
  - الوضع الانساني في غزة يمكن أن يدهور المنطقة الى حرب؟
*الوضع الانساني في غزة صعب، مع التشديد على الكهرباء والمياه. لا يوجد هناك جوع ولا توجد ضائقة جوع. نحن نسمح لألف شاحنة بالدخول كل يوم.
 - اذا أنت تقول إن الوضع على ما يرام؟
*الوضع ليس على ما يرام. مصلحتنا كدولة اسرائيل هي أن يكون هناك واقع اقتصادي – اقليمي جيد. أن يكون أمل للمواطنين. المواطنون اختاروا حكم "حماس" التي اختارت توجيه قسم كبير من مقدراتها لبناء قنوات للدفاع والهجوم واكتساب قدرة عسكرية. كان يمكنه أن يوجه هذا الى اعادة بناء قطاع غزة وبناء مناطق صناعية. لكنه اختار أن يوجه هذا الى اماكن اخرى.
 - ما رأيك بحل جزيرة اصطناعية؟
 *الوضع المرغوب فيه في نهاية المطاف لقطاع غزة هو أن تكون هناك كهرباء على مدى 24 ساعة في اليوم، وأن تكون المياه صالحة، وأن تكون هناك مناطق صناعية، وأن يكون هناك ميناء ايضا. فهل هذا ميناء بري في مصر أم جزيرة اصطناعية؟ هذا حل صحيح الحديث فيه. الوضع المرغوب فيه من ناحيتنا هو أن يكون الواقع في قطاع غزة افضل. من اختار هذا الواقع هو حكم "حماس" الذي يحتجز هناك مليوني مواطن كرهائن.
  - العلاقات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، هل هي في وضع ايجابي، سلبي، أم ثابت؟
العلاقات بين الجيش الاسرائيلي وـجهزة الامن الفلسطينية هي علاقات جيدة كمصلحة مشتركة للطرفين.
 - هل يوجد تنسيق؟
*يوجد تنسيق غير مباشر. فقد تضرر بعد احداث الحرم، لكنه موجود. توجد لنا مصلحة في أن تكون السلطة الفلسطينية تؤدي مهامها وتعنى بـ 2.8 مليون فلسطيني يعيشون في "يهودا" و"السامرة". ولهذا يوجد تنسيق يتم عبر منسق اعمال الحكومة في "المناطق". وتوجد لنا مصلحة في أن يكون واقع الحياة في "يهودا" و"السامرة" جيدا. اعتقد أن نسيج حياة ايجابيا هو جزء من الادوات والعناصر التي تسمح بواقع أمني جيد.
عن موقع "واللاه" الإخباري
========================
هآرتس :التهديد الإيراني يغير مكانه… ماذا أعددنا له؟
http://www.alquds.co.uk/?p=794012
عاموس هرئيل
Sep 21, 2017
المناورة العسكرية التي أجراها جيش الدفاع الإسرائيلي في الجبهة الشمالية في الأسبوع الماضي انتهت بانتصار كبير على حزب الله. ولكن هل السيناريو الذي اختاره الجيش للتدرب يشابه حقا الواقع الذي يمكن أن يواجهه إذا اندلعت لا سمح الله حرب لبنان الثالثة.
منذ سنوات وضباط كبار وخبراء استراتيجيون يحاولون الإجابة عن سؤال: هل سلة الوسائل والأساليب القتالية المتوفرة لدى جيش الدفاع الإسرائيلي تتناسب مع التحدي الجديد الذي تضعه أمامها منظمات مثل حزب الله في لبنان (وبدرجة أقل حماس في غزة)، بعد أن ذوى التهديد الذي كان يهددها من جيوش بعض الدول المجاورة. هذه السنة انضم لهذا السؤال سؤال آخر: هل الظروف الإقليمية الجديدة التي خلقت، إزاء موقف الأفضلية الواضحة الذي أسسه لنفسه نظام الأسد في الحرب الأهلية السوريا لا تقتضي تغييرا في طريقة التفكير الإسرائيلية حول المواجهات المقبلة؟
جيش الدفاع الإسرائيلي لا يكشف عن تفاصيل كثيرة حول طبيعة المناورة. وهذا مفهوم. ومما سمح بنشره يتضح أن الجيش استعد لهجوم مفاجئ من حزب الله، يتضمن محاولة للاختطاف ـ السيطرة على بلدة أو موقع عسكري بالقرب من الحدود ـ من خلال قصف شديد للجبهة الداخلية المدنية في شمال البلاد ومركزها. رد الجيش الإسرائيلي يعتمد، غلى جانب القصف الجوي الواسع لأهداف حزب الله، ايضا على اختراق بري سريع إلى داخل الأراضي اللبنانية. ضباط كبار قالوا أثناء المناورة بأن «المناورة ليست مشكلة، ولكنها جزء مهم من الحل». هذا يبدو كأنه تقرير لموقف واضح بشأن المسألة التي تقلق القيادة الأمنية منذ سنوات طوال: وضع القوات البرية وقدرتها يعد دورا مركزيا في تحقيق انتصار على العدو.
المرة الأخيرة الذي دخل فيها الجيش الإسرائيلي إلى عمق الأراضي المعادية كانت في 1982، ضد المنظمات الفلسطينية في لبنان. أريئيل شارون، وزير الدفاع الذي بادر بحرب لبنان الأولى أنهى الحرب بخيبة أمل كبيرة من أداء جيش الدفاع الإسرائيلي في المعارك، هذا الانطباع الذي زاد من شكوكه تجاه هيئة الأركان العامة أيضا لدى انتخابه لرئاسة الحكومة في 2001، في ذروة الانتفاضة الثانية.
ولكن منذ 1982 امتنعت إسرائيل عن الاختراقات العميقة. عملية «الدرع الواقي» في الضفة الغربية في 2002 لم تتضمن حركة كبيرة للمدرعات ومن الجانب الآخر بقي فقط عدو ضعيف. موشيه يعلون رئيس الأركان قبل حرب لبنان الثانية في 2006، كان متشككا بخصوص قدرة الوحدات العسكرية البرية، التي قللت من تدريبها في الفترة التي كانوا بها مشغولين في صد الإرهاب في الانتفاضة الثانية. دان حلوتس رئيس الأركان الذي خلفه وواجه الحرب مع حزب الله، خاف من تشغيل القوات البرية واكتشف أنه كان على حق، أيضا عندما تم جره لتأييد عملية عسكرية فاشلة في الستين ساعة الأخيرة. في عملية «الرصاص المصبوب» في غزة في 2008 اكتفى جيش الدفاع الإسرائيلي باختراق رمزي في منطقة مفتوحة. حيث لم يواجه بمعارضة حقيقية نظرا لأن وحدات حماس انسحبت إلى داخل المناطق المبنية في القطاع.
وفي «الجرف الصامد» في صيف 2014 كانت القيادة الأمنية حذرة ـ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع يعلون ورئيس الأركان بيني غانتس ـ من القيام بعملية برية واسعة في القطاع. واكتفت بمعالجة الأنفاق الهجومية لحماس بالقرب من الحدود. جيش الدفاع الإسرائيلي تكبد حينها خسائر لا بأس بها، ووزع أوسمة كثيرة لجنوده، ولكنه لم يتعامل مع احتكاك مكثف في عمق المنطقة الواقعة تحت سيطرة حماس، سواء بسبب خوف القيادة الإسرائيلية من سيناريو فوضى في القطاع إذا تمت هزيمة حماس أو بسبب أنها لم تكن متأكدة من قدرات الجيش في المواجهة نفسها. هذه الظاهرة التي سميت فيما بعد في هيئة الأركان العامة «فضيحة الاختراق». الضباط أقسموا باسم الاختراق ولكنهم لم يعرفوا بالضبط ماذا يعملون معه وخافوا من التداعيات التي تكتنفه، من خسائر فادحة وحتى هزيمة محتملة.
رئيس الأركان الحالي غادي آيزنكوت يتحدث بصورة مختلفة عن سابقيه وبدرجة ما أيضا ينفذ. لقد طور عملية بدأ بها سابقه غانتس بشأن وضع نظام تفضيلي بين فرق الجيش الإسرائيلي، وهكذا فإن الوحدات التي مهمتها الاختراق إلى العمق تتلقى أولوية في التدريبات والموارد موازنة بالفرق الأخرى التي تتعامل مع الأمن الجاري. في السنة المقبلة ستتساوى للمرة الأولى منذ 18 سنة فترات التدريب والعمليات التنفيذية (في المناطق وفي الحدود) لوحدات تشكيلة الاختراق.
ولكن في السنوات التي تجمدت فيها القوات البرية في مكانها، فإن سلاح الجو حسن وطور قدراته الهجومية. من وجهة نظر ذوي الشأن فإن الإغراء باستمرار الاعتماد عليه كبير. حرب جوية تدار عن بعد هي آمنة تماما والخطر على حياة الجنود أقل بكثير. بالمقابل فإن ضباطا وخبراء كثيرون يتشككون في إمكانية الوصول إلى حسم في معركة جميعها جوية. في لبنان في 2006 وفي الثلاثة حروب الأخيرة في غزة تكررت القصة: في موعد مسبق نسبيا أفلس بنك الأهداف لسلاح الجو وظل العدو صامدا برغم الضغط الكبير الذي ألقي عليه.
في حرب لبنان الثانية كان آيزنكوت رئيس قسم العمليات في جيش الدفاع الإسرائيلي. فيما بعد صرح: إنه «ربما كان من الأفضل لإسرائيل الاكتفاء بخطة العمل الأصلية «كاسحة الجليد»، التي أساسها هجوم جوي مكثف لمدة أربعة أيام مع تحركات برية محدودة جدا. حسب تصريحاته العلنية، منذ أن زادت ثقته بقدرة اختراق للجيش الإسرائيلي فإنه عاد وأعطاها أهمية كبيرة.
في مناورة الفرق العسكرية واجه الجيش الإسرائيلي واقعا مشابها لجنوب لبنان: فالقوات اخترقت نحو الجنوب تجاه الجليل السفلي الذي شابه في المناورة منطقة العدو، ولكن أين سيقف يتقدم السهم البري في حركة خطية متواصلة؟ صور، صيدا او طول الطريق حتى بيروت؟ يثور السؤال هل تكفي الحركة، عبر جنوب لبنان من أجل إنهاء الروح القتالية لحزب الله. وبالمقابل، فإن التحرك حتى بيروت تكون متلازمة مع خطوط اتصال وخطوط لوجستية طويلة، وبخسائر، وباطلة أمد الحرب وبتلاشي شرعية تحركات جيش الدفاع الإسرائيلي من الداخل، وبالتأكيد من الخارج. في المستقبل يمكن أن تُخلق فجوة بين الرواية التي يسوقها الجيش الإسرائيلي لنفسه، وللجمهور الإسرائيلي وللأعداء ـ التي تخدم الردع الغسرائيلي مثل أيضا الحفاظ على أسطورة المقاتل والرغبة في تعزيز التطوع للوحدات القتالية ـ وقدرته على تنفيذ الفكرة بنجاح مرضٍ فعليا.
 
تغيير استراتيجي
 
هنا يدخل إلى الصورة عنصر جديد، مهم ـ التطورات الأخيرة في سوريا. منذ استسلام المتمردين في حلب، في كانون أول الماضي، واتفاق وقف اطلاق النار الذي أملته سوريا في جزء من مناطق الدولة في تموز الأخير يتزايد ويتعزز انتصار نظام الأسد في المعركة. الكاسبتان الكبيرتان من هذا هما الدولتان اللتان دعمتا الطاغية السوري، روسيا وإيران. طهران تنوي كما يبدو أيضا جباية مقابل بدلا من مساهمتها: اتفاقات اقتصادية كبيرة مع النظام، إنشاء ميناء بحري، خلق تواصل نفوذ بري عن طريق منطقة العراق وسوريا حتى لبنان. وفيما بعد أيضا تمركز تدريجي بالقرب من الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان. في الأسبوع الماضي نشر في «هآرتس» أن روسيا والولايات المتحدة لم تستجيبا للمطالب الإسرائيلية بإبعاد إيران والمليشيات الشيعية حتى نحو 60 كيلو مترا من الحدود، من شرق خط دمشق السويداء (البلدة المركزية في جبل الدروز). الروس تعهدوا فقط ألا يقترب الإيرانيون ومندوبوهم إلى أقل من 5 كيلو مترات من خطوط الاتصال.
إن تحالف المصالح بين موسكو وطهران هو جزئي ومؤقت. في حالة تدهور الوضع ليصل إلى حرب بين إسرائيل وحزب الله فإن الوجود السوري يمكن أن يعمل باتجاهين: كتأثير كابح على إيران، هدف منع حرب وبهذا الحفاظ على الذخر الاستراتيجي المتمثل في نظام الأسد أو كقوة تحاول تقييد حرية العمل الإسرائيلية، مثلا، بوساطة التهديد بتشغيل بطاريات صواريخ أرض ـ جو المنتشرة في سوريا.
هناك شك كبير في ما إذا كانت إيران تبحث الآن عن مواجهة عسكرية مع إسرائيل. يوجد لديها الكثير جدا مما تفقده. ولكن منذ فترة طويلة يبدو أن الإيرانيين يتصرفون بحكمة كبيرة. اتفاق فيينا جمد بالفعل برنامجه النووي ولكنه أدى غلى رفع العقوبات الاقتصادية وإنقاذ الاقتصاد الإيراني من الانهيار. إن تحمس إدارة أوباما للوصول إلى اتفاق نووي، إلى جانب الخوف المتزايد لدى الجمهور الأمريكي من حروب بالغة الضحايا في دول بعيدة، دفعته للتنازل عن تدخل عسكري في سوريا. هذه المقاربة التي فيما بعد وبعد التدخل الروسي أدت إلى قلب الوضع رأسا على عقب، ومكنت من بقاء نظام الأسد. في الوقت ذاته فإن إيران تعزز اليوم قدرتها على شن حرب بوساطة مندوبين ضد إسرائيل في هضبة الجولان، إضافة غلى جنوب لبنان.كما وصف ذلك أحد اعضاء المجلس الوزاري المصغر «يوجد لإيران الآن حدود طويلة مع إسرائيل ولكن لا يوجد لإسرائيل حدود مع إيران».
استنتاج آخر يستخلص من الحرب الأهلية في سوريا هو أن طهران تحولت أخيرا إلى صاحبة البيت للمحور الشيعي العلوي. في تموز 2006 أمر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بتنفيذ عملية خطف فيها جنديي احتياط في الحدود الشمالية، من خلال تفكير بأن الأمر يتعلق بعملية تكتيكية لم تقد إلى حرب. وكما هو معروف من دون أن يتشاور مع الإيرانيين. علاقات القوى تغيرت منذ ذلك الحين. إذا كان نصرالله قد أرسل 1.800 شاب شيعي لبناني إلى حتفهم من أجل الأسد، فهو يضع بصورة دائمة أكثر من ربع القوات النظامية لحزب الله في سوريا، معنى ذلك أنه يعمل طبقا لتوجيهات من إيران. يبدو أنه في المستقبل ستكون طهران هي التي ستقرر هل ومتى سيشن حزب الله حربا ضد إسرائيل، ولكن جهود القتال الإسرائيلية ما زالت متركزة على حزب الله. إسرائيل تتخبط في كيف تردع (إذا كانت هناك ضرورة لتهزم) نصرالله. ولكن العدو الحقيقي لها هو قائد فيلق القدس، فيلق الخارج لحرس الثورة الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
كل هذا يقتضي فحصا مجددا للافتراضات الأساسية، مثل المقولة بأن الخوف من ضرر بالقرى الشيعية في جنوب لبنان يردع حزب الله من شن حرب. بالتأكيد يجب فحص الادعاء بأن تدمير البنية التحتية المدنية للدولة اللبنانية يمكنه أن يجعل حزب الله يجثو على ركبتيه ويفرض عليه وقف لإطلاق النار بشروط مريحة لإسرائيل.
إن من يُحسن تشخيص الوضع الجديد الذي خلق في المنطقة هو نتنياهو. إذا تجاهلنا للحظة حقيقة أن تأكيد التهديد الإيراني تفيده لأغراض داخلية (الحفاظ على الشعور بالخوف الأمني يفيد دائما في الانتخابات). ولأغراض خارجية (هذا أسلوب جيد لتجنيد الولايات المتحدة إلى جانبنا)، رئيس الحكومة يفهم أن وجهة إيران هي نحو النفوذ المتعاظم في الدول الواقعة غربا. على هذه الخلفية يجب أن نرى كما يبدو أيضا تصريحات نتنياهو في الأسبوع الماضي بتأييده إقامة دولة كردية مستقلة. دولة كهذه بعلاقات مع الغرب وربما أيضا مع إسرائيل، يمكنها أن تساعد في وقف طموحات طهران بتحقيق تواصل نفوذ إقليمي.
في هذه الأثناء وإزاء الوجود الإيراني المتزايد بالقرب من حدود إسرائيل، من الممكن أن يقتضي هذا تفكيرا مجددا بشأن أهداف الحرب بين الحروب (ح.ب.ح)، التي تتركز الآن بالأساس في صد الجهد الإيراني لتطوير ترسانة الصواريخ الدقيقة الموجودة بأيدي حزب الله. في المدى الأبعد هذه أيضا مسألة بناء القوة: هل الوصفة الحالية من فرق المدرعات والمشاة الموجودة لدى جيش الدفاع الإسرائيلي تناسب التحديات المتغيرة التي تواجهه؟ آندرو آكسون، هو ضابط سابق في الجيش الأمريكي، أشغل وظيفة في البنتاغون في فترة إدارة أوباما، نشر هذا الأسبوع مقالا في مجلة «أتلانتك»، توقع فيه أن سلوك حزب الله يزيد مخاطر وقوع حرب أخرى بينه وبين إسرائيل. الحرب يدعي آكسون، ستندلع نظرا لأن حزب الله مصر على تسليح نفسه بكميات ضخمة من الصواريخ والقذائف التي تثير خوفا في إسرائيل، ويتجاهل التحذيرات الإسرائيلية كلها بالامتناع عن ذلك. حسب أقواله فإن كل موظف في الإدارة الأمريكية زار إسرائيل في السنتين الأخيرتين سمع من مضيفيه هنا تحذيرات بأن الحرب مقبلة ـ ومن المتوقع حربا ضروسا شنيعة سيكتنفها العديد من معاناة المدنيين من كلا الجانبين.
 
طائرات قبل حاملات الجنود المصفحة
 
في الأسبوع المقبل ستنشر لجنة فرعية للكنيست لشؤون العقيدة الأمنية وبناء القوة، برئاسة عضو الكنيست عوفر شيلح (يوجد مستقبل) تقريرها عن الخطة متعددة السنوات «جدعون». في اللحظة الاخيرة ثار خلاف سياسي حول توقيع أعضاء الليكود في اللجنة على التقرير. على ضوء الانتقاد الذي يتضمنه حول عملية «الجرف الصامد». النقاش السياسي هو هامشي، لكن أحد الأسئلة الأساسية التي تظهر من التقرير ـ أن جيش الدفاع الإسرائيلي ساعد في شيلح بصورة واسعة في الأعمال التمهيدية لبلورته ـ تتعلق بدرجة تدخل المستوى السياسي بالقرارات الحاسمة حول بناء قوة الجيش. في «الجرف الصامد» عمل الجيش الإسرائيلي في غزة 51 يوما بمنطق حرب استنزاف، وليس حرب حسم. طريقة تشغيل الجيش لم تناسب الخطة العملية وتركيبة وحداته لم تتناسب مع المهام، الأمر الذي برز بشكل خاص في الرد الفاشل على تهديد الأنفاق. التقرير يشير إلى الخطر بأن هذه الظاهرة من الممكن أن تتكرر، إزاء التدخل البسيط للمستوى السياسي في الخطة متعددة السنوات.
لو أن الإدارة عملت هنا بصورة أكثر صحة، لكان المستوى السياسي قد حدد للجيش الإسرائيلي الإنجاز المطلوب منه في الحرب في الجبهات جميعها، ومن هنا كانت ستتحدد المخططات العملية في القطاعات كلها والمخططات لبناء القوة، من خلال تدخلات كبيرة من قبل الجيش. فعليا الفراغ الذي تركه المستوى السياسي يلزم القيادة العامة بالدخول إليه وأن تحدد بنفسها الاتجاهات. أحيانا يكون الوضع أكثر خطورة من ذلك: الـ 11 مليار شيقل الذي استثمرها نتنياهو ووزير الدفاع الأول له إيهود باراك في التحضير لمهاجمة إيران جاءت أيضا على حساب الاستعداد للمواجهة في غزة. في
الوقت عينه تضخمت في تلك السنوات القوى البشرية في الخدمة النظامية (بصورة أجبرت غانتس وآيزنكوت أن يخفضا فيما بعد أكثر من 5 آلاف من جنود الاحتياط). كان لإسرائيل سلاح جو عرف كيف يهاجم أهدافا تحت الأرض في إيران ـ وهو أمر مهم بحد ذاته ـ ولكن بخصوص قواتها البرية لم يفكروا بأن هنالك مشكلة في إدخال جنود جولاني إلى قلب حي الشجاعية في غزة بحاملات الجنود المصفحة ام ـ 113 قديمة وغير محمية، في حين إن جزءا من المعدات الأحدث بقيت خلفهم من دون استخدام. خلال الحرب نشر جيش الدفاع الإسرائيلي في جنوب البلاد ما يقارب الـ 1500 حاملة جنود مصفحة قديمة. فعليا دخل إلى قطاع غزة فقط بضع عشرات من حاملات الجنود وقد أوقف استخدام تلك الحاملات نهائيا غداة ضرب حاملة الجنود المصفحة لجولان، التي قتل فيها سبعة جنود. أيضا هذا موضوع يتعلق بإدارة صحيحة ونظم أفضليات.
هآرتس 20/9/2017
========================
الصحافة الفرنسية والبريطانية :
لوموند: كيف تفرض روسيا النظام في سوريا؟
http://alyaumtv.net/?p=11150
جاء في صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالاً لـ “بانجامان بارث” كتب فيه: الروس في كل مكان في سوريا، ويعملون على إيجاد مخرج للازمة السورية حسب مصالحهم وعلى ذوقهم، خاصة بعد الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة الأمريكية التي تركّز تواجدها في سوريا لمحاربة تنظيم “داعش”، وبعد تراجع الدعم والتواجد الخليجي الذي انشغل بالحرب في اليمن والصراع بين قطر وجيرانها، بالإضافة إلى التقارب بين أنقرة وموسكو.
ويكمل “بانجامان بارث” التواجد الروسي في سوريا، وصل إلى حد رفع صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد ووالده حافظ الأسد في الساحات العامة والمؤسسات الحكومية.
وبدلاً من وضع خطة للسلام، تسعى موسكو إلى التوصل إلى اتفاق مؤقت، مما يسمح لها بالخروج من الأزمة، في حين تدعي أنها نجحت في إعادة الاستقرار إلى سوريا.
في حين عنونت صحيفة “الغارديان” البريطانية: هل يهدف التدخل الروسي في سوريا إلى تعزيز نظام الأسد بأي ثمن؟
تقول الصحيفة أن روسيا تدخلت في الصراع السوري، حيث وقفت في صف نظام الأسد، خلال شهر أيلول/ سبتمبر من سنة 2015، في الوقت الذي بدا فيه النظام السوري أقرب منه إلى السقوط. وعلى الرغم من أن هدف موسكو المعلن لطالما ارتبط بهزيمة تنظيم “داعش”، إلا أن السنة الأولى من الاشتباكات شهدت استهداف أغلب الغارات الجوية السورية لجماعات المعارضة الأخرى، بما في ذلك تلك المدعومة من قبل الدول الغربية.
وتضيف الصحيفة “تاريخياً، كانت سياسة روسيا في الشرق الأوسط تتمثل في الإبقاء على الوضع الراهن، بغض النظر عن مدى بشاعة النظام، وهو ما يظل دائماً خياراً أفضل من الثورة. وبالتالي، يبدو أن التدخل السوري يهدف إلى تعزيز نظام الأسد بأي ثمن. نظراً لأن الأسد يبدو منيعاً أكثر من أي وقت مضى، انطلقت روسيا بالفعل في محاربة تنظيم الدولة. ويوم الخميس الماضي، أطلقت القوات الروسية سبعة صواريخ جوالة على أهداف تابعة لتنظيم “داعش” في جنوب شرق دير الزور، كما أوضحت أنه سيتم دفع المقاتلين قريباً إلى الجهة الأخرى من نهر الفرات.
ونطالع في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية التي نشرت مقالاً للكاتب السوري “فادي عزام” يقول فيها “إن ديمقراطيات العالم خذلت ثورتهم في سوريا، وإن نظام الأسد تشجع بعد أن رأى أن شعوب الدول الديمقراطية ومجتمعاتها المدنية لا تأبه بمصير الثورة السورية.
وأشار إلى أنه عندما يقول ديمقراطيات العالم لا يقصد السياسيين الغربيين ولا وزراء الخارجية أو الجنرالات، بل النخب الثقافية، ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في الغرب، مكرراً أن هؤلاء هم من خذلوا الشعب السوري.
وأوضح أن المأساة السورية التي هيمنت على الشاشات على نطاق العالم أُريد لها أن تبث للشعوب العربية السؤال التالي: هل تفهمون كيف يكون مصير من يطالبون بالديمقراطية والحرية؟، مشيراً إلى أن هذا السؤال الذي أُجيب عليه بالدم السوري أكد أن الربيع العربي المخيف كان يجب أن يتوقف في دمشق.
وأضاف أنهم يفهمون كيف أن الولايات المتحدة تحرص على استمرار الأنظمة القمعية في الشرق الأوسط وعلى نطاق العالم، وكيف أنها أطاحت بنظم ديمقراطية في أمريكا اللاتينية وغيرها، وأن النفط السوري لا يمكن مقارنته بالنفط العراقي، وأن الشعب السوري ليس مهماً بالنسبة لواشنطن حتى تتدخل لصالحه.
واستمر يقول إنهم يعلمون ما جرى في أبو غريب وما حدث للأبرياء الذين أغارت عليهم الطائرات المسيرة، قائلاً هذه هي وسائل القوة التي يستطيع الغرب أن يستخدمها، واصفاً هذه القوة بأنها “لا أخلاقية” إذا لم تُستخدم للدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية وترسيخها للفقراء والمعدمين.
ويسرد قائلاً “السوريون، طلبوا من العالم أن يساعدهم في إنهاء المذابح وتوفير ملاذات آمنة للمدنيين ومحاكمة المجرمين، لكن اتضح أن طلباته هذه عقيمة بالنسبة للأنظمة الديمقراطية”، “لكن الموت السوري قد أصبح فضيحة أخلاقية لن تنفك تطارد العالم بأكمله”.
وأضاف أن السلطة في الغرب صُممت لتحقيق مصالح رجال الأعمال، وأن تركيز صناع القرار هناك أصبح يدور حول “الوظائف، الوظائف، الوظائف …”.
وفي نهاية المقال يتساءل الكاتب: هل يمكن تحقيق الديمقراطية باستخدام القوة العسكرية؟ مجيباً بنعم، وقال لو تدخل الغرب لدعم الثورة السورية لوجدت الديمقراطية فرصة لها في سوريا، لكن وبدلاً من التدخل، ترك الغرب الشعب السوري لشعارات الديمقراطية والأكاذيب والمزيد من الدمار و”التطرف”.
قراءة: زوزان بركل
========================
الغارديان: هل يهدف التدخل الروسي في سوريا إلى تعزيز نظام بشار الأسد بأي ثمن؟
http://www.all4syria.info/Archive/443408
كلنا شركاء: الغارديان- ترجمة إدراك للدراسات والاستشارات
صرّح قائد مقر القوات الروسية في سوريا أن هزيمة تنظيم الدولة في البلاد باتت وشيكة، وذلك خلال زيارة أداها إلى بلدة ذات موقع إستراتيجي افتكت مؤخرا من تنظيم الدولة على أيدي قوات موالية لبشار الأسد.
أثناء الإدلاء بتصريحه، وقف الجنرال ألكسندر لابين، وسط إجراءات أمنية مشددة، خارج مبنى محكمة الشريعة التابع لتنظيم الدولة سابقا، والمزدان بشعار الجماعة المتطرفة ذو اللونين الأبيض والأسود. في هذا السياق، أفاد لابين بأن “كافة الظروف أصبحت متوفرة للمرحلة النهائية من القضاء على تنظيم الدولة في سوريا. كما بإمكاني أن أعدكم بأن لا أحد من إرهابيي تنظيم الدولة سيكون قادرا على دخول هذه البلدة مجددا”.
تمت استعادة بلدة عقيربات السورية من قبل القوات الموالية للحكومة السورية في الثاني من أيلول/ سبتمبر الجاري بعد هجوم استمر ثلاثة أشهر وسط غارات جوية روسية مكثفة. في الواقع، مكنت استعادة المدينة القوات المدعومة من قبل الحكومة من المضي قدما نحو كسر الحصار الذي طال أمده على مدينة دير الزور شرق البلاد.
والجدير بالذكر أن روسيا تدخلت في الصراع السوري، حيث وقفت في صف حكومة الأسد، خلال شهر أيلول/ سبتمبر من سنة 2015، في الوقت الذي بدا فيه النظام السوري أقرب منه إلى السقوط. وعلى الرغم من أن هدف موسكو المعلن لطالما ارتبط بهزيمة تنظيم الدولة، إلا أن السنة الأولى من الاشتباكات شهدت استهداف أغلب الغارات الجوية السورية لجماعات المعارضة الأخرى، بما في ذلك تلك المدعومة من قبل الدول الغربية.
تاريخيا، كانت سياسة روسيا في الشرق الأوسط تتمثل في الإبقاء على الوضع الراهن، بغض النظر عن مدى بشاعة النظام، وهو ما يظل دائما خيارا أفضل من الثورة. وبالتالي، يبدو أن التدخل السوري يهدف إلى تعزيز نظام الأسد بأي ثمن. ونظرا لأن الأسد يبدو منيعا أكثر من أي وقت مضى، انطلقت روسيا بالفعل في محاربة تنظيم الدولة. ويوم الخميس الماضي، أطلقت القوات الروسية سبعة صواريخ جوالة على أهداف تابعة لتنظيم الدولة في جنوب شرق دير الزور، كما أوضحت أنه سيتم دفع المقاتلين قريبا إلى الجهة الأخرى من نهر الفرات.
في هذا الإطار، رافق الروس مجموعة من الصحفيين إلى بلدة عقيربات باعتبارها المحطة الأخيرة في جولة استمرت أربعة أيام مخصصة للصحافة وتهدف إلى عرض المساهمة الروسية في الحرب وما سيتبعها من عملية حفظ للسلام. وقد أظهرت هذه الجولة مدى تورط روسيا على أرض المعركة في سوريا، بالتزامن مع مشاركة شرطتها العسكرية في تأمين عدد من “مناطق خفض التصعيد”، حيث تم وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة المعتدلة.
يوم الجمعة، تم نقل الصحفيين جوا من القاعدة الجوية الروسية الرئيسية بالقرب من اللاذقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، إلى مطار يقع شرقي حلب. ومن ثم نُقل الصحفيون في قافلة من الشاحنات المدرعة في رحلة استمرت لخمس ساعات على طول الطرق المقفرة وصولا إلى عقيربات، حيث شاهدوا القذائف التي خلفتها الحرب، فضلا عن القرى المهجورة.
وتجدر الإشارة إلى أن القافلة قد رافقها رجال يرتدون ملابس سوداء ينتمون إلى الشرطة السرية التابعة للأسد، التي يُطلق عليها اسم “المخابرات”، في شاحنات بيك-آب مزودة بالبندقيات. وعند وصول القافلة، كانت البلدة تخضع لدوريات اتضح فيما بعد أنهم جنود تابعون للقوات الخاصة الروسية المسلحين بالمعدات المتطورة الذين لم يكونوا يحملون شارات.
كانت الاشتباكات المعقدة بين القوات التي تقاتل على أرض المعركة واضحة في قاعدة عمليات خارج بلدة عقيربات، حيث توقفت القافلة لفترة وجيزة، ليتضح لاحقا أنها مأهولة على الأقل جزئيا من قبل الروس غير النظاميين الذين رفضوا التحدث إلى الصحافة. من جهتهم، صور الروس التقدم الذي تم إحرازه مؤخرا على أنه مدار بالكامل من قبل وحدات الجيش السوري تحت الغطاء الجوي الروسي.
لكن، في واقع الأمر، قادت المليشيات المدعومة من قبل إيران معظم العمليات القتالية في سوريا على مدى السنوات القليلة الماضية نظرا لحالة الفوضى التي تسود صفوف الجيش السوري. وفي الأثناء، كان القتال لا يزال مستمرا في المنطقة حيث سقطت قذيفة هاون بالقرب من القافلة الروسية أثناء توجهها نحو عقيربات. أما داخل البلدة، فقد كان بالإمكان سماع أصوات المدفعية على فترات زمنية منتظمة. ووفقا لما أفاد به الروس، كانت مواقع تنظيم الدولة تبعد حوالي 10 أميال عن البلدة.
بالإضافة إلى ذلك، حفر مقاتلو تنظيم الدولة شبكة أنفاق واسعة تحت البلدة على امتداد السنتين الماضيتين، وهو ما جعل استعادة عقيربات مهمة صعبة بشكل خاص. كما احتوت البلدة على مصنع للدبابات خاص بتنظيم الدولة، حيث قال الجنرال الروسي ألكسندر لابين إن الروس حددوا مكان المصنع باستخدام الطائرات من دون طيار لاتباع مسارات الدبابات، ومن ثم وجهوا ضربات جوية على الهدف في 29 آب/ أغسطس الماضي.
تضمّن المصنع ثلاثة أقسام مختلفة، أولها معد لإصلاح الدبابات التي يتم الاستيلاء عليها، والثاني مخصص لتعزيزها بالدروع المؤقتة، وثالثها مخصص لتحويل الدبابات إلى مركبات انتحارية قوية. وكان المصنع لا يزال يحتوي على بقايا عدد من الدبابات، بما في ذلك دبابة تمت إزالة برجها. ووفقا لما أفاد به لابين، وقع إزالة أبراج حوالي ثلث الدبابات التي تم الاستيلاء عليها من الجيش السوري بفضل المتفجرات، التي يتم استخدامها فيما بعد في المهام الانتحارية. وحين يتم إعدادها بهذه الطريقة، تصبح الدبابات ذات تأثير قاتل في قُطر يبلغ 300 متر.
كما أضاف لابين أنه خلال العملية السورية والروسية الأخيرة ضد تنظيم الدولة، لقي 1209 مقاتل حتفهم وتم تدمير 49 دبابة و159 شاحنة بيك-آب مزودة بالبندقيات. وفي أغلب الأحيان، يتجنب الروس التطرق إلى الخسائر المدنية أو الادعاء بأن هذه الخسائر لم تحدث، على الرغم من أن مجموعات المراقبة أبلغت في العديد من المناسبات عن وقوع إصابات، لاسيما جراء الغارات الجوية.
وقُبيل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، بلغ عدد سكان بلدة عقيربات 10 آلاف نسمة، بيد أن البلدة أصبحت تضم 2500 نسمة فقط تحت حكم تنظيم الدولة، وذلك فقا لما صرح به الجنرال ألكسندر لابين. حيال هذا الشأن، ادعى الروس أن جميع المدنيين فروا من البلدة قبل الهجوم الأخير الذي شُنّ عليها، بيد أنه يبدو من غير الواضح كيفية حدوث ذلك وإذا ما وقعت إصابات في صفوف المدنيين أثناء الهجوم. من جهتها، أبلغت مجموعات المراقبة عن وقوع العديد من الضحايا المدنيين خلال الموجة الحالية من القتال.
في سياق متصل، أشار لابين إلى أن تنظيم الدولة والجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى تسيطر حاليا على حوالي 15 بالمائة من سوريا، تزامنا مع تراجع تنظيم الدولة وتوجهها إلى خوض مواجهة حاسمة ونهائية على وادي الفرات. وفي الأثناء، تشهد محافظة دير الزور الشرقية استمرار هجوم منفصل من قبل مقاتلي المعارضة المدعومين من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، يُقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة، أن حكومة الأسد تسيطر حاليا على 48 بالمائة من الأراضي السورية، مشيرا إلى أن الصراع الطويل والمدمر في البلاد لن ينتهي حتى في أعقاب الهزيمة النهائية لتنظيم الدولة.
========================