الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22-11-2023

سوريا في الصحافة العالمية 22-11-2023

23.11.2023
Admin




سوريا في الصحافة العالمية 22-11-2023
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الالمانية :
  • تقرير ألماني: حماس لا تصدّق بشار الأسد
https://elaph.com/Web/News/2023/11/1520260.html

الصحافة الامريكية :
  • معهد واشنطن: التصعيد الإيراني في العراق وسوريا: التداعيات والخيارات الأمريكية
https://cutt.us/FUimV
  • معهد واشنطن : خلال الحرب في غزة، الولايات المتحدة تخسر قلوب وعقول العرب بسرعة، لصالح منافسيها
https://cutt.us/wpnh5

الصحافة الالمانية :
 تقرير ألماني: حماس لا تصدّق بشار الأسد
https://elaph.com/Web/News/2023/11/1520260.html
 مروان شلالا
الميليشيات الموالية لإيران تهدد إسرائيل من سوريا. يقول بشار الأسد إنه يؤيد الفلسطينيين، لكن من يصدقه؟
إيلاف من بيروت: يتحدث ناشطو المعارضة السورية عن مهزلة كبرى في القمة العربية الإسرلامية بالرياض، التي انعقدت أخيرًا بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة: حضور رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وبحسب موقع "دي دبليو" الألماني، قال رؤساء الدول والحكومات في الاجتماع الذي بادرت إليه الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إن إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي، واتهموها بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في قطاع غزة، كما انتقد الأسد اتفاقيات التطبيع المبرمة بين دول عربية عدة وإسرائيل.
إن ظهور الأسد بصفة السياسي المهتم بمعاناة المدنيين أمر يصعب على الناشطين السوريين تحمله، نظراً إلى الجرائم التي اقترفها خلال الحرب الأهلية السورية. ونسب موقع "دي دبليو" إلى سيلين قاسم، الناشطة ومسؤولة الاتصالات في قوة الطوارئ السورية ومقرها واشنطن، قولها: "يفوز خطاب الأسد في الرياض حول الوضع في غزة بجائزة اللحظة الأكثر نفاقًا في تاريخ العالم". أضافت: "من غير المحتمل أن يتحدث مجرم حرب له تاريخ مظلم عن هذه الأشياء".
وأشار إبراهيم زيدان، وهو صحافي وناشط من إدلب في غرب سوريا، إلى أن الأسد ذكر في خطابه القصف الذي يتعرض له أطفال غزة، وهو من قصف بالأسلحة الكيميائية مدينة خان شيخون في محافظة إدلب في عام 2017، مؤكدًا أن ضحايا الأسد لم يكونوا سوريين فحسب، "فقد هاجمت قوات الأسد الفلسطينيين الذين فروا إلى سوريا".
في عهد والد بشار، حافظ الأسد، لجأ عدد كبير من الفلسطينيين إلى سوريا، وصارت البلاد موطناً جديداً لنحو مليون منهم، حتى لو لم يتم تجنيسهم أبداً. كما عاش زعيم حماس خالد مشعل في المنفى في سوريا فترة طويلة.
غزة السورية
كانت العلاقة بين دمشق وحماس التي انبثقت من جماعة الإخوان المسلمين صعبة جدًا، بسبب المذبحة التي تعرض لها أنصار الجماعة في مدينة حماة في عام 1982، إذ قتل منهم النظام السوري بين 10 آلاف و30 ألفاً. في الوقت نفسه، صوّر نظام دمشق نفسه مراراً مدافعًا عن القضية الفلسطينية. وعندما تحولت الثورة السلمية إلى حرب أهلية دامية في عام 2011، تدهورت العلاقات مع الفلسطينيين، إذ رفضت حماس الوقوف إلى جانب الأسد، فانتقل مشعل إلى قطر حيث يقيم حتى اليوم.
في خلال الحرب الأهلية، تقول سيلين قاسم إن قوات النظام السوري استهدفت المدنيين الفلسطينيين في مخيم اليرموك الفلسطيني بدمشق، وكان فيه فلسطينيون معارضون للنظام. حينها، أغلقت قوات الأسد المنطقة وأوقفت تسليم المواد الغذائية والكهرباء والدواء وغيرها من المساعدات. وأطلق العديد من المراقبين في ذلك الوقت على مخيم اليرموك اسم "غزة السورية". وفي نهاية العام 2022، بعد عودة الأسد إلى الجامعة العربية، تصالحت حماس رسمياً مع نظام دمشق. لكن ثمة مؤشرات تدل على أزمة ثقة مستمرة بين الجانبين، بحسب ما كتب الباحث السياسي صامويل راماني من المعهد الملكي للخدمات المتحدة.
في قمة الرياض، دعا الزعماء العرب المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية" التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، فوقع الأسد على البيان الختامي. لكن، لا شيء يؤكد أن هذا القرار سيكون له عواقب ملموسة. قال راماني لموقع "دي دبليو": "أعرب النظام السوري عن تضامنه مع قطاع غزة، لكنه يتجنب التصعيد ضد إسرائيل. دمشق لا تريد المخاطرة السياسية والأمنية لنصرة حماس". أضاف راماني أن العمليات العسكرية من الأراضي السورية ضد إسرائيل "اقتصرت حتى الآن على قصف متقطع وهجمات صاروخية على مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل. هذه الأحداث تحدث منذ سنوات، وغالباً ما تتهم بها الميليشيات الإيرانية أو الموالية لإيران".
ضعيف وسلبي
من جهته، أطلق الجيش الإسرائيلي صواريخ على المطارات السورية في دمشق وحلب، ما أدى إلى تعطيلها مؤقتاً. وتقول تل أبيب إن هذا القصف يمنع تدفق المقاتلين أو الأسلحة من إيران. لكن إسرائيل لم تقم حتى الآن بأي محاولات للقضاء بشكل مباشر على المنشآت العسكرية السورية أو حتى الروسية في سوريا. مع ذلك، هاجمت الولايات المتحدة مؤخرًا القواعد الإيرانية في سوريا.
"النظام السوري لاعب ضعيف وسلبي، ولا يملك القوة العسكرية". هذا رأي جوزيف ضاهر، الخبير في الشأن السوري في معهد الجامعة الأوروبية. في الواقع، يسلم الخبراء في الشأن السوري بأن حكومة الأسد لم تكن قادرة على النجاة من الحرب الأهلية عسكريًا إلا بفضل الدعم العسكري الهائل من إيران وروسيا. وهذا أحد الأسباب التي ترجح ألا تقوم الحكومة السورية نفسها بأي عمل عسكري ضد إسرائيل. مع ذلك، يمكن الميليشيات الموالية لإيران الموجودة في البلاد أن تبادر إلى تنفيذ عمليات أكبر ضد إسرائيل، وهي في أي حال لا تأتمر بأمر الأسد.
في الوقت الحالي، وعلى الرغم من الهجمات والهجمات المضادة، يبدو أن أياً من الطرفين - الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران والجماعات المدعومة منها من جهة أخرى – لا يسعى إلى تصعيد إقليمي كبير، بحسب تحليل مجموعة الأزمات الدولية. لكن ، كلما طال أمد الحرب، زاد خطر حدوث ذلك.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "دي دبليو" الألماني
=====================
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن: التصعيد الإيراني في العراق وسوريا: التداعيات والخيارات الأمريكية
https://cutt.us/FUimV
بواسطة مايكل نايتس, فلاديمير فان ويلجنبرغ, ديفورا مارغولين, أندرو جيه. تابلر
17 تشرين الثاني/نوفمبر 2023
تحليل موجز      
يناقش أربعة خبراء ما يمكن أن تفعله واشنطن بشأن الارتفاع الحاد في هجمات الميليشيات ضد القواعد الأمريكية والشركاء المحليين للولايات المتحدة في المنطقة في المدة الأخيرة - حتى أثناء محاولتهم مواصلة مهمة مكافحة الإرهاب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
"في 15 تشرين الثاني/نوفمبر، عقد معهد واشنطن منتدى سياسي افتراضي مع مايكل نايتس، وفلاديمير فان ويلجنبرغ، وديفورا مارغولين، وأندرو جيه تابلر. ونايتس هو "زميل برنشتاين" في المعهد وأحد مؤسسي منصة "الأضواء الكاشفة للميليشيات" التابعة للمعهد. وفان ويلجنبرغ هو مؤلف مشارك لكتاب "الأكراد في شمال سوريا: الحكم والتنوع والصراعات". ومارغولين هي "زميلة بلومنشتاين-روزنبلوم" في المعهد، حيث تركز على حوكمة الإرهاب ودور المرأة في التطرف العنيف. وتابلر هو "زميل أقدم في زمالة مارتن ج. غروس" في المعهد ومدير سابق لشؤون سوريا في "مجلس الأمن القومي الأمريكي". وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهم".
مايكل نايتس

إن "المقاومة الإسلامية في العراق" كما تُعرف، هي المسؤولة عن الكثير من الأنشطة الحركية ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا خلال الشهر الماضي. وتشمل هذه التسمية الشاملة جميع الميليشيات المشتبه بها المعتادة المدعومة من إيران في العراق. وفي الواقع، يحافظ فريق "الأضواء الكاشفة للميليشيات" في "معهد واشنطن" على إحصاء مستمر عن هجمات "المقاومة الإسلامية في العراق" من خلال تتبع وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى التي يجري عبرها تبني هذه الأنشطة.
وتُصنف الجماعات التي تنفذ هذه الضربات بأنها تقع ضمن مجالَين رئيسيين من ناحية المسؤولية. ويركز المجال الأول على القواعد الأمريكية جنوب نهر الفرات، في غرب العراق (على سبيل المثال، "قاعدة الأسد الجوية") وجنوب سوريا ("حامية التنف"). ويركز المجال الآخر على الأهداف الأمريكية شمال نهر الفرات، وفي شمال العراق (على سبيل المثال، "قاعدة حرير الجوية") وشرق سوريا (الشدادي والرميلان)، من خلال شن هذه الجماعات هجماتها من مناطق في سنجار والموصل وسهل نينوى وكركوك. بالإضافة إلى ذلك، تَطلق جماعات متنوعة مدعومة من إيران في الضفة الغربية لوادي نهر الفرات الأوسط في سوريا صواريخ قصيرة المدى على القواعد الأمريكية والعناصر المجاورة التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" ("قسد") حول حقول النفط في محافظة دير الزور. كما يتم إطلاق بعض الهجمات من هذا الوادي، بطائرات بدون طيار بعيدة المدى على الشدادي ورميلان وتل بيدر.
وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تُعَد قواعد اللعبة - الأهداف المقبولة، والخطوط الحمراء، وما إلى ذلك - مفهومة جيداً. ويصحّ ذلك أيضاً بالنسبة للولايات المتحدة وإيران في سوريا والعراق. فهناك مستوى معين من مضايقات الميليشيات تعتبره واشنطن مقبولاً، لكن ثمة إجراءات حركية أخرى مدعومة من إيران ستثير رد فعل أمريكياً أقوى. وغالباً ما يعتمد المحفّز المحدد على درجة تعقيد هجوم معيَّن وما إذا كان يؤدي إلى وقوع إصابات أم لا. على سبيل المثال، في شهر آذار/مارس من هذا العام، نفذت القوات الأمريكية غارة جوية مباشرة بعد هجوم شنته إحدى الميليشيات، ويرجع ذلك جزئياً إلى مقتل مقاول أمريكي، فضلاً عن أن الهجوم قد أظهر ارتفاعاً نوعياً في القدرة.
واليوم، تواصل الميليشيات المدعومة من إيران اختبار صبر واشنطن وقدرتها على ضبط النفس من خلال زيادة هجماتها، التي يتم شن معظمها في سوريا. ورداً على ذلك، شنت القوات الأمريكية ثلاث غارات جوية وعدداً غير محدد من الضربات المدفعية المضادة للبطاريات (بشكل عام، يكشف المسؤولون الأمريكيون علناً عن الغارات الجوية فقط). وعلى الرغم من أنه يُفترض بالهجمات الأخيرة على القواعد أن لا تكون مميتة، إلا أنها لا تزال تواجه خطر قتل أمريكيين عن طريق الخطأ وتصعيد الوضع بشكل كبير. وفي ظل هذه الظروف، قد تضرب الولايات المتحدة بقوة أكبر بكثير في سوريا - أو حتى ضد قادة الميليشيات في العراق، أو أهداف إيرانية أوسع نطاقاً في المنطقة، أو المصالح الاقتصادية في الأراضي الرئيسية لإيران.
فلاديمير فان ويلجنبرغ
يفرض الوضع الحالي في شمال شرق سوريا تحديات متعددة على "قوات سوريا الديمقراطية". ومع تباطؤ المعركة الرئيسية في المنطقة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في السنوات الماضية، لم تكن "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها الأكراد مهتمة في البداية باحتلال المناطق المحيطة بالرقة ومدينة دير الزور. لكن الولايات المتحدة شجعتها على دخول تلك المدن، على الرغم من أن الرقة لا تضم سوى عدد قليل من السكان الأكراد، بينما ليس هناك أكراد في دير الزور على الإطلاق.
ودفع هذا الوضع "قوات سوريا الديمقراطية" إلى العمل مع أحمد حامد الخبيل (المعروف بأبو خولة)، وهو شخصية لا تحظى بشعبية ولكن الأكراد يعتقدون أن بإمكانه مساعدتهم على السيطرة على دير الزور. ومع ذلك، فمع مرور الوقت، اشتد الغضب المحلي تجاه "قوات سوريا الديمقراطية" بسبب استغلال أبو خولة للسلطة وفشله في توفير الخدمات الأساسية مثل الوصول إلى المياه النظيفة.
وفي آب/أغسطس، أدت هذه المظالم إلى تمرد قبلي عربي ضد "قوات سوريا الديمقراطية". وعلى الرغم من أن التمرد كان محدوداً في البداية، إلا أن رقعته اتسعت مع تزايد الخسائر البشرية، ووصل في النهاية إلى ذيبان، وهي بلدة تخضع لسيطرة الزعيم القبلي إبراهيم الهفل. وفي النهاية، فشل التمرد لأن غالبية العرب المحليين لم ينضموا إليه. وبعد استعادة ذيبان، استسلمت مناطق أخرى من دون قتال.
وقد حاول نظام الأسد استغلال التمرد واستمر في زرع بذور الانشقاق بين سكان دير الزور. وبعد تباطؤ القتال الأولي، تجلّت عدة علامات على دعم النظام، إذ طلب أبو خولة من دمشق المساعدة في إخراج "قوات سوريا الديمقراطية" من دير الزور. ودعا إبراهيم الهفل إلى شن المزيد من الهجمات ضد "قسد" انطلاقاً من أراضي النظام. وألقت "قوات سوريا الديمقراطية" من جهتها القبض على الكثير من أعضاء "قوات الدفاع الوطني" الموالية للنظام خلال عملهم في المنطقة. وتم شن هجمات جديدة ضد وحدات "قوات سوريا الديمقراطية" في تشرين الأول/أكتوبر.
وتريد إيران ونظام الأسد أن تغادر الولايات المتحدة سوريا، ويستغلان الاضطرابات القبلية العربية ضد "قوات سوريا الديمقراطية" كفرصة لتحقيق هذا الهدف. ومن دون الدعم الأمريكي، لم يكن بإمكان "قوات سوريا الديمقراطية" قمع التمرد القبلي. وبالتالي، في حين أن الوجود الأمريكي في سوريا لا يزال مرتكزاً على مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية"، يجب على واشنطن وضع استراتيجية تتجاوز مهمة مكافحة الإرهاب، بحيث تركز بشكل أكبر على تعزيز مكانة "قوات سوريا الديمقراطية". ولا يزال الكثير من السكان المحليين يفضلون "قسد" على نظام الأسد، إلا أن مظالمهم الكثيرة تبقى عرضة بشدة للاستغلال من قبل طهران ودمشق.
ديفورا مارجولين
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية" من الحفاظ على درجة معينة من "حكم الظل" في أجزاء من شمال شرق سوريا - حيث لا يزال يجمع الضرائب، ويُصدر الوثائق الإدارية، ويحتفظ بوحدات الشرطة الأخلاقية. والأهم من ذلك أنه لم يتخلَ قط عن طموحه في استعادة السيطرة على الأراضي. وتشير هذه الأنشطة من حكم تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى أنه قد يكون أقوى مما يفترضه الكثير من المراقبين.
وفيما يتعلق بالنشاط الإرهابي، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن عدد أقل من الهجمات حتى الآن هذا العام. وخلال شهر آب/أغسطس، أبلغت "القيادة المركزية الأمريكية" عن تنفيذ سبع وثمانين عملية ضد التنظيم بشراكة مع "قوات سوريا الديمقراطية" وثلاث عمليات أمريكية أحادية الجانب. فضلاً عن ذلك، اعتقلت قوات التحالف القيادي الكبير في تنظيم "الدولة الإسلامية" محمد صخر البكر في وقت سابق من هذا الشهر في الرقة. وزادت عمليات إعادة معتقلي التنظيم وأفراد أسرهم إلى أوطانهم في عام 2023، حيث أُعيد 3200 عراقي إلى وطنهم (معظمهم من النساء والأطفال) إلى جانب 590 مواطناً أجنبياً آخراً.
وفي أعقاب هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، امتنع تنظيم "الدولة الإسلامية" عن أي إشارة صريحة إلى الحادثة. فالكراهية متبادلة بين هاتين المنظمتين الإرهابيتين، إذ لا يزال قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" ينظرون إلى "حماس" على أنها جماعة مرتدة بسبب تطلعاتها الوطنية الفلسطينية. ومع ذلك، دعا تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى شن المزيد من الهجمات ضد اليهود منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وذكر على وجه التحديد أهدافاً في أمريكا الشمالية وأوروبا.
وفي الأشهر والسنوات المقبلة، سيتعين على الولايات المتحدة وشركائها مراقبة الكثير من التفاصيل "المجهولة المعروفة" في شمال شرق سوريا. فمن ناحية، من غير الواضح كيف ستؤثر الحرب بين "حماس" وإسرائيل على وجود التحالف ومهمة مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" على المدى الطويل. فأعمال التخريب والاضطرابات العامة في الأراضي الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" تصرف بالفعل انتباه القوات الشريكة عن تلك المهمة. وقد يكون لتغير المناخ أيضاً تأثيرات متزايدة على الأرض، حيث تتقاتل الفصائل المختلفة على الموارد. كما أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تلوح في الأفق تلقي ظلال الشك على مستقبل الوجود الأمريكي أيضاً.
أندرو جيه تابلر
تعرضت القوات الأمريكية في العراق وسوريا لأكثر من خمسين هجوماً في موجة العنف الحالية، مما أدى إلى إصابة تسعة وخمسين جندياً أمريكياً حتى تاريخ كتابة هذه السطور. ولحسن الحظ، عاد جميع هؤلاء الأفراد إلى الخدمة، ولكن مع استمرار الهجمات، يتزايد احتمال مقتل عدد أكبر من الأمريكيين. ولا شك في أن هذا السيناريو من شأنه أن يولد المزيد من الدعوات في الولايات المتحدة لسحب القوات الأمريكية، وهذا بالضبط ما تريده إيران ونظام الأسد وروسيا. وفي سوريا، تحرص هذه الجهات الفاعلة بشكل خاص على إثارة النعرات في المناطق الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية". ويمنح الوجود الأمريكي "قوات سوريا الديمقراطية" القوة اللازمة للعمل في دير الزور، لكن القوة التي يقودها الأكراد ستواجه صعوبة في العمل هناك بمفردها نظراً لضعفها الديموغرافي المحلي.
وفيما يتعلق بالوضع في غزة، يعتقد البعض أن هجوم "حماس" كان جزءاً من خطة إيرانية تهدف إلى تطويق إسرائيل واستدراج الولايات المتحدة إلى أزمة إقليمية. لكن هذا ليس هو الحال بالضرورة. ومع ذلك، تعتبر إيران أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل وثيقاً للغاية لدرجة أن مهاجمة إحدى هاتين الدولتين تعني عملياً مهاجمة الأخرى. كما تدرك مدى حساسية الولايات المتحدة تجاه الخسائر الأمريكية - حيث ستزداد هذه الحساسية خلال عام الانتخابات الأمريكية المقبلة. وبناءً على ذلك، قد تعمد طهران قريباً إلى تكثيف جهودها لإخراج القوات الأمريكية من المنطقة.
وفي هذا السياق، فإن مهاجمة أهداف أمريكية في سوريا تطرح مخاطر أقل وتُقدم مكافآت أكبر من مهاجمة أهداف في العراق أو في أي مكان آخر. فسوريا تتمتع بقدر أكبر من حرية المناورة وقواعد لعبة أكثر مرونة. لكن غياب القواعد الصارمة قد يؤدي إلى تصعيد غير مقصود بين الجيوش الأجنبية المتعددة والوكلاء الذين ما زالوا يعملون في سوريا.
تم إعداد هذا الملخص من قبل كايل روبرتسون.
=====================
معهد واشنطن : خلال الحرب في غزة، الولايات المتحدة تخسر قلوب وعقول العرب بسرعة، لصالح منافسيها
https://cutt.us/wpnh5
بواسطة منقذ داغر, كارل كالتنثالر
الدكتور منقذ داغر هو مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعضو مجلس إدارة مؤسسة جالوب الدولية. و هو أيضا مؤلف العراق من الاحتلال إلى الاعتلال: دراسة توثيقية للرأي العام في العراق منذ ٢٠٠٣.
كارل كالتنثالر، هو أستاذ العلوم السياسية ومدير الدراسات الأمنية بجامعة أكرون. وهو متخصص في قضايا الأمن الدولي والتطرف العنيف وسياسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وقد عمل كمستشار لوزارة الخارجية الأمريكية، والجيش الأمريكي، والوكالات الحكومية الأخرى في القضايا المتعلقة بسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. هو مساهم في منتدي فكرة.
تحليل موجز
صارت الولايات المتحدة تخسر مقارنة بمعارضيها، حيث بلغت نسبة العرب الذين يعتقدون أن للولايات المتحدة دور إيجابي في حرب غزة 7% فقط.
طوال الخمسة عشر عاما التي أعقبت الانسحاب من العراق عام 2011، شهدت كل إدارة رئاسية أمريكية دعوات محلية للانسحاب من منطقة الشرق الأوسط. لكن في كل مرة كانت فيها هذه الأصوات تعلو، يبرز متغير إقليمي جديد يفرض على الإدارة الأميركية العودة لممارسة دورها التقليدي الذي تفرضه عليها طبيعة مصالحها الاستراتيجية الأمنية والاقتصادية الملحة.
عقب الانسحاب الأمريكي من العراق، حدث فراغ استراتيجي أدى الى ظهور تنظيم "داعش" وما تلاها من حرب تسببت في مقتل الآلاف محلياً ودولياً، وتهجير الملايين من أبناء المنطقة، اضطرالجيش الأمريكي للعودة الى المنطقة بقوة للمشاركة في القضاء على "داعش".  وبعد إعلان الانتهاء من القضاء على التنظيم، برزت تهديدات إقليمية جديدة تمثلت في إيران وأسلحتها التي شكلت مصدرتهديد ليس لحلفاء الولايات المتحدة فقط وإنما حرية تدفق الإمدادات النفطية للعالم. وفي الوقت الذي ظنت فيه إدارة بايدن أن تلك المشكلة يمكن حلها من خلال توفير حزمة مكافآت واتفاقات مع إيران، برزت الحرب في غزة لتؤكد من جديد خطأ كل التقديرات التي تعتقد أن هذه المنطقة لم تعد مهمة لمصالح الولايات المتحدة الاستراتيجية.
طبقاً لما ورد في القسم الثالث من وثيقة استراتيجية الأمن القومي الموقعة من قبل الرئيس بايدن في تشرين الأول /أكتوبر 2022 فأن الأولوية الأولى للولايات المتحدة على المسرح العالمي هي التفوق على الصين ثم الحد من نفوذ روسيا. كما تضمنت الوثيقة أولويات الأمن القومي ومكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.
ومع ذلك، وعندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، سيشكل التصور العام الإقليمي السائد بخصوص دور الولايات المتحدة ونواياها في الشرق الأوسط أمرا حاسما لجميع هذه المهام. وفى هذا السياق، تشير الأرقام التي أسفر عنها استطلاع الرأي العام الذي أجرته المجموعة المستقلة للأبحاث IIACSSوشركاؤها في المنطقة والذي شمل عينات وطنية في ستة دول عربية مهمة (العراق، سوريا، الأردن مصر، لبنان، وفلسطين) في الفترة من 17-29 تشرين الأول /أكتوبر 2023، إلى أن الولايات المتحدةتخسر نفوذها بشكل قد يؤثر على الأولويات الثلاثة التي حددتها وثيقة الأمن القومي.
ونتيجة الدعم الأمريكي لإسرائيل، وصلت نسبة الثقة في الولايات المتحدة وتأثيرها بين شعوب المنطقة إلى أدنى مستوياتها، بينما تصاعدت نسبة التأييد لمنافسيها وخصومها الاستراتيجيين (الصين،وروسيا وإيران). وفي الوقت عينه، يشير مؤشر مثير للقلق تضمنه الاستطلاع إلى وجود تصاعد في المواقف التي ساهمت في تغذية عمليات التجنيد الإرهابية السابقة لتنظيم داعش أو القاعدة أو حتى الميليشيات.
باختصار، ونتيجة الحرب على غزة، صارت الولايات المتحدة تخسر مقارنة بمعارضيها، حيث بلغت نسبة العرب الذين يعتقدون أن للولايات المتحدة دور إيجابي في حرب غزة 7% فقط، وفي بعض الدول مثل الأردن كانت 2% فقط. مقابل ذلك فأن نسبة العرب الذين يقولون أن للصين دور إيجابي بلغت 46% في مصر، و34% في العراق و27% في الأردن. كما بلغت نسبة من يعتقدون أن لروسيا تأثير إيجابي 47% في الدول المستطلعة (عدا فلسطين).
ويبدو أن إيران كانت أحد أكبر المستفيدين من هذه الحرب حيث بلغت نسبة من يقولون أن لها تأثير إيجابي في الحرب 40%، ونسبة من يقولون إن لها تأثير سلبي 21% فقط. وفي دول مثل مصر وسوريا قفزت نسبة التأثير الإيجابي لإيران الى 50% و52% على التوالي.
وترتكز مثل هذه الآراء على حالة من انعدام الثقة شبه التام في الولايات المتحدة ونواياها، حيث قال 3% من المستطلعين في الأردن أنهم لا يثقون في الولايات المتحدة، مقابل 25% لروسيا، و24% للصين. وبلغت الثقة باميركا7% في العراق مقابل 33% لإيران و33% للصين و36% لروسيا. أما في مصر فقد بلغت الثقة بأميركا 9% فقط مقابل 51% لروسيا، ونفس النسبة لإيران و47% للصين. أن هذه الأرقام هي الأدنى لصالح أميركا طوال السنوات العشرين السابقة التي أمضيناها في بحوث الرأي العام في المنطقة. وفى السياق نفسه، تُشير الدراسة الصادرة عن المركز العربي للأبحاثودراسة السياسات عام 2020 إلى أنه حتى في أدنى درجات التفضيل للولايات المتحدة في المنطقة، لميتراجع تقييم سياسات أميركا سلبياً تجاه فلسطين الى أقل من 19%،
أن من الواضح أن طريقة تعامل الولايات المتحدة مع حرب غزة أفقدتها ما تبقى لها من مصداقية وحيادية بين قسماً من الجماهير العربية، فالمتابع لما ينشر في الإعلام العربي وعبر منصات التواصل الاجتماعي يدرك فعلاً كم بلغت خسارة الولايات المتحدة في قوتها الناعمة في المنطقة التي استثمرت فيها على مدار قرن من الزمن تريليونات الدولارات وكثير من الدماء والجهود التي على ما يبدو مهددة بالضياع كلياً بسب الصراع في غزة.
علاوة على ذلك، توفر حرب غزة خدمة للإرهاب في المنطقة. أن المبدأ الأول الذي تعلمناه من البحوث الكثيرة التي نشرناها مؤخراً في كتاب عن دورة حياة داعش في العراق، تشير إلى مبدأ مهم في مكافحة الإرهاب وهو ضرورة الفوز بمعركة القلوب والعقول. إن ربح هذه المعركة يضمن حرمان الإرهابيين من أي حاضنة شعبية، فضلاً عن أنه يساعد على تعبئة الرأي العام لقتالهم.
في أول مقابلة أجريتها في أحد سجون بغداد مع أحد كبار مساعدي أبو بكر البغدادي قبل سنوات، بادرني بسؤال: هل تساءلتم لماذا تمكنت داعش من تجنيد آلاف المقاتلين من شتى أنحاء العالم في فترة بسيطة وتحتل رقعة شاسعة من سوريا والعراق في فترة وجيزة، في حين لم تتمكن القاعدة والتي هي الحاضنة الفكرية لداعش وأقدم من داعش تجربةً وخبرةً إن تستقطب سوى عدد محدود من المقاتلين؟
عندما طلبت منه الإجابة على السؤال أجابني لان "داعش" ببساطة لا تهتم بالخلفية الأيدلوجيةوالإيمان الديني لمقاتليها مثلما تفعل القاعدة. نحن (كما قال) نركز في تجنيدنا للمقاتلين على كل شخص لديه سبب لقتال أميركا أو الغرب أو النظام في العراق أو سوريا وبغض النظر عن مدى تديّنه. نحن مثل الحافلة التي تتوقف في محطات عدة وتقول نحن ذاهبون لقتال كل هؤلاء الأعداء (الغرب والأنظمة الأخرى في المنطقة) فمن يريد إن يقاتل معنا فليركب الحافلة. الفكرة الأساسية أذاً هي نحن(أصحاب القضية) مقابل هم(اعداؤنا).
وفي هذا السياق، إذا كانت الولايات المتحدة تعطي الأولوية لمكافحة الإرهاب في المنطقة كما تعلن مراراً وتكراراً، فإن أرقام استطلاعات الرأي العام العربي لا تحمل سوى أخباراً غير سارة لهذا الجهد. فعندما سألنا في استطلاعنا الأخير عن الأسباب التي جعلت أميركا والغرب يساندون إسرائيل لم يجب سوى 8% تقريباً إن السبب هو للدفاع عن المدنيين الذين خطفتهم حماس أو قتلتهم يوم 7 أكتوبر. أما الغالبية المطلقة (بحدود 50%) قالوا إن سبب دعم الغرب لإسرائيل لكرههم للإسلام والمسلمين. وأجاب حوالي 30% أن السبب هو قوة اللوبي الإسرائيلي. بمعنى أن غالبية العرب يرونأن دعم الغرب للحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس هو بمثابة دعم للحرب ضدهم.
إن أحد أهم أسرار القوة الناعمة الأميركية في مواجهة منافسيها هو الأنموذج الأمريكي القائم على حقوق الإنسان وعدم العنصرية ورفض "شريعة الغاب" في التعامل بين الدول. ويؤكد استطلاع الراي العام الذي أجري مؤخرا أن الأغلبية الساحقة من المستطلعين لا يعتقدون أن مثل هذه المبادئ يتم تطبيقها في الموقف الأميركي الرسمي من الحرب في غزة.
تُثير هذه المعلومات القلق بالنسبة لصانعي السياسات في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، خاصةعندما يفكرون في الكيفية التي تحول بها مشهد الرأي العام العربي ضدهم. بمعنى أن غالبية العرب ينظرون إلى الصراع كونه حرب صليبية جديدة وليست لمحاربة الإرهاب، وهذا بالضبط هو التصور الذي يريد المترفون تبنيه من قبل العرب كي يسهل تجنيدهم. ويرتبط هذا الانقسام العميق حول مسألة الصراع الأساسي للحرب أيضًا بكيفية رؤية الجماهير العربية لهجوم حماس في 7 تشرين /الأول أكتوبر، ففي الوقت الذي يتم الترويج في الغرب لسردية أن هجوم حماس قد حصل لوقف التطبيع مع إسرائيل أو لخدمة أهداف إيران في المنطقة أو لخدمة أهداف حماس في تثبيت سيطرتها على الوضع في غزة، فان 13% فقط من العرب هم من تبنوا هذه السردية. في حين أن أكثر من 60% فسروا أسباب هجوم حماس بثلاثة أسباب متدرجة من الأعلى للأقل في قوتها هي: تحرير فلسطين ثم وقف انتهاكات إسرائيل للمسجد الأقصى، ثم وقف المستوطنات.
مع ذلك، ما زالت هناك جوانب إيجابية، حيث ما زالت الولايات المتحدة تحظى بقدر جيد (44%) من ثقة العرب بقدرتها لمساعدة الفلسطينيين إن أرادت ذلك. لكن يجب التنبيه هنا إلى أن ذلك سلاح ذو حدين. فحينما تثق بقدرة شخص أو جهة ما على حل مشكلة تواجهك، ثم لا يقوم ذلك الشخص أو تلك الجهة بفعل ما تتوقع منه فإن ذلك قد يرفع من منسوب الغضب تجاه الولايات المتحدة كثيراً. لقد أظهرت آراء الشارع العربي في الدول التي تم استطلاعها إن هناك ضوء في نهاية النفق، فرغم كل الألم الذي يشعر به العرب فان 43% منهم ما زال يؤمن أن حل الدولتين ممكن، وفي دول مثل مصر والأردن تكاد تصل النسبة الى 50%.
الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كانت هذه التحولات في الرأي العام العربي تجاه الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية مجرد تصاعد مؤقت في الغضب، أو ما إذا كانت هذه المواقف ستزداد تشددًا وقوة، وتؤدى إلى حدوث تغيير أكثر استدامة. وفى هذا الصدد، هناك عاملان من المرجح أن يلعبا أدواراً مهمة في تشكيل المسار المستقبلي للرأي العام العربي تجاه حرب غزة والغرب.
يتمثل العامل الأول في فترة الحرب، حيث أصبحت مشاهد الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين القتلى والجرحى منتشرة الآن في كل مكان في وسائل الإعلام العربية التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي. في حالة طال أمد الحرب، قد يشعر بعض العرب بالضجر من الصراع وينصرفون إلى قضايا أخرى. ومع ذلك، وفى ظل التغطية الإعلامية المكثفة في العالم العربي سيكون من الصعب تصور حدوث تحول كبير بعيدًا عن الصراع الدائر. وكلما طال أمد الصراع وطغت هذه المشاهد علىالوعي الشعبي العربي، كلما زاد احتمال استمرار الغضب العربي أو حتى نموه إلى ما هو أبعد من فترة الصراع الحالي.
أما العامل الثاني فهو يتمثل في المسار الذي سيتخذه الصراع الحالي، والذي سيساعد في تشكيل المواقف العربية تجاه الحرب والغرب. وبعبارة أخرى، ستكون تصرفات الحكومة الإسرائيلية وداعميها الغربيين حاسمة في كيفية تأطير هذه الحرب في العالم العربي بعد انتهائها. في الوقت الراهن، أصبحت المخاوف من التهجير الجماعي لفلسطينيي غزة والضفة الغربية إلى مصر أو الأردن أو أي مكان آخر نقطة محورية في وسائل الإعلام العربية. لذلك، إذا حاولت إسرائيل نقل أجزاء من السكان الفلسطينيين إلى خارج غزة أو استمر احتلالها لغزة لفترة طويلة، فمن شأن ذلك أن يزيد من تأجيج الرأي العام العربي تجاه الصراع ويعمق الاستياء تجاه الغرب.
علاوة على ذلك، من المرجح أن تتبع المواقف العربية المستقبلية تجاه إيران والصين وروسيا إلى حد كبير نفس المنطق. وربما لا يرجع هذا التحول إلى أي إجراءات محددة أو رسائل وطنية من جانب هذه الجهات الفاعلة، بل يعود إلى الاعتراف بأن هذه البلدان ""أعداء عدوي"" ومعارضون صريحون للغرب على طريقتهم الخاصة. ومن ثم، فإن مدى استمرارية مكافأة الأفضلية هذه سيعتمد أيضًا على مدة الصراع ومساره.
وأخيراً، من المهم تقييم ما تعنيه المواقف العربية السلبية السائدة تجاه الولايات المتحدة بالنسبة للعلاقات بينها وبين حكومات هذه الشعوب، وما إذا كان الرأي العربي "في الشارع" يمكنه الضغط على الحكومات العربية لتقليص مستوى العلاقات والتعاون مع واشنطن. في حين أنه من غير المرجح أن يكون هناك أي انقطاع عميق في العلاقات بين الولايات المتحدة والحكومات العربية الصديقة بشأن هذا الصراع، إلا أنه سيكون من غير المريح على نحو متزايد بمرور الوقت أن تتعامل الحكومات العربية علنًا مع المسؤولين الأمريكيين إذا استمر الصراع أو اتخذ مسارًا أكثر ضررًا لسكان غزة. سيكون من المهم أيضا تقييم عمق الغضب العربي تجاه الغرب وفهم ما إذا كانت هناك فترة زمنية معينة تدهورت فيها المواقف العربية تجاه الولايات المتحدة بشكل سيئ للغاية بحيث لم يعد يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها شر لا بد منه في المنطقة، بل أصبحت فاعل غير مرحب به من قبل الأغلبية.
ملاحظات منهجية
شمل الاستطلاع عينات وطنية شاملة لخمسمائة مقابلة في كل دولة. أجريت كل المقابلات خلال الفترةمن 17-29 تشرين الأول /أكتوبر 2023 بطريقة المقابلات الشخصية الوجاهية في العراق وسورياوالمقابلات الهاتفية في بقية الدول
=====================