الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22-6-2023

سوريا في الصحافة العالمية 22-6-2023

24.06.2023
Admin



سوريا في الصحافة العالمية 22-6-2023
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
  • المونيتور :تقدم غير مرجح لمحادثات التطبيع التركية السورية في أستانا.. لماذا؟
https://cutt.us/2Ut8A
  • معهد واشنطن : كيف يقيّد "قانون قيصر" التطبيع مع سوريا
https://cutt.us/xHtNS

الصحافة البريطانية :
  • ديلي تلغراف: بشار الأسد.. من طالب مغمور في لندن لزعيم متردد وطاغية.. فما سر نجاته وأسماء؟
https://cutt.us/rcpKu

الصحافة الامريكية :
المونيتور :تقدم غير مرجح لمحادثات التطبيع التركية السورية في أستانا.. لماذا؟
https://cutt.us/2Ut8A
المصدر | المونيتور/ترجمة وتحرير الخليج الجديد
أفاد موقع "المونيتور" بأن المؤشرات قليلة على إمكانية إحراز تقدم بعملية التطبيع التركية السورية في الجولة الـ 20 من محادثات للسلام في العاصمة الكازاخستانية أستانا، التي انطلقت، الأربعاء.
وذكر الموقع أن نائب وزير الخارجية الجديد، بوراك أككبار، مثل تركيا في المحادثات، بمشاركة نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، ومساعد وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، وزعيم المعارضة السورية المدعومة من السعودية، أحمد توما، مشيرا إلى حضور كل من: مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا، جير بيدرسون، ومسؤولون من الأردن والعراق ولبنان كمراقبين.
وأضاف أن أيمن سوسان، مساعد وزير الخارجية السوري، كرر موقف رئيسه، بشار الأسد، بأن العلاقات مع تركيا لا يمكن إصلاحها حتى تسحب أنقرة قواتها بالكامل من مساحات شاسعة من شمال شرق سوريا تصل إلى 9% من البلاد.
ونقل الموقع عن الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، حميد رضا عزيزي، قوله إن "الأسد يشعر بالارتياح من إعادة اندماجه مؤخرًا في جامعة الدول العربية، ويبدو أنه ليس في حالة مزاجية تدفعه للتوصل إلى حل وسط، على الرغم من ضغوط الكرملين للتطبيع مع أنقرة".
وأضاف: "لكن الأسد أيضًا بحاجة ماسة إلى السيولة، ودول الخليج، بقيادة السعودية، تريد من الأسد أن يقلل من اعتماده على إيران. وقد يساعد السلام مع أنقرة في خدمة هذا الغرض، بالإضافة إلى تقليل الوجود التركي في سوريا بمرور الوقت".
ويرى عزيزي أن وجود بيدرسون بالمحادثات يشير إلى رغبة الأمم المتحدة في أن يكون لها يد في عملية السلام، ولو فقط لتوجيهها بما يتماشى مع القرار 2254، الذي يدعو إلى إنهاء تفاوضي للصراع السوري.
ومع ذلك، أقر بيدرسون، في مقابلة أجراها مؤخرًا مع مجلة المجلة اللندنية، أنه "في الوقت الحالي لا يمكن تحقيق حل شامل"، وبالتالي فإن النهج التدريجي الذي يضع احتياجات الشعب السوري في المقام الأول كان في محله.
 وأشار بيدرسون إلى أن "اللاعبين العرب الرئيسيين لديهم مصلحة قوية في العمل مع الأمم المتحدة في هذا الشأن"، ووصف الانخراط العربي في هذا الاتجاه بأنه "فرصة يجب اغتنامها" لكنه لم يخض في التفاصيل.
وبالنسبة لبوجدانوف، كان الاجتماع الرباعي بين تركيا وسوريا وروسيا وإيران لتحديد مسار التطبيع السوري التركي "أهم اجتماع" في المحادثات التي استمرت يومين.
وقال بوجدانوف: "هذه عملية حاسمة للغاية. لدينا قضايا متراكمة منذ 12 عاما"، مذكرا بأن وزراء خارجية اللجنة الرباعية اجتمعوا في موسكو في مايو/أيار".
وهنا يلفت عزيز إلى أن تركيا وإيران وروسيا بدأت محادثات أستانا من أجل هدف "ظاهري" هو إنهاء الصراع السوري المستمر منذ 12 عامًا، وآخر حقيقي هو إدارة خلافاتهم في سوريا. وأوضح أن الدول الثلاث عززت مناطق نفوذها تدريجياً، مع تنازل تركيا عن السيطرة على الأراضي التي يسيطر عليها السنة والمعارضة لنظام الأسد، باستثناء محافظة إدلب الشمالية الغربية، التي يحكمها هيئة تحرير الشام، تصنفهم الدوائر الغربية باعتبارهم "متطرفون سنة".
ومن المرجح أن تتمحور أي صفقة بين سوريا وتركيا على مساعدة دمشق في سحق "دويلة الأكراد" التي تحميها قوات العمليات الخاصة الأمريكية مقابل سحب أنقرة دعمها لهيئة تحرير الشام، بحسب عزيزي، مشيرا إلى أن تركيا تريد، في الوقت نفسه، أن تستعيد سوريا ما يقرب من 4 ملايين لاجئ.
ويرى عزيزي أن أيا من الهدفين "لا يبدو واقعيا"، إذ تلعب هيئة تحرير الشام دورًا مهمًا في إبعاد المزيد من السوريين عن تركيا، وإذا شن النظام هجومًا واسع النطاق على إدلب، فلن يكون لدى الجهاديين أي حافز للقيام بذلك، كما أن آخر شيء يحتاجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الانتخابات البلدية القادمة، في مارس/آذار، هو قدوم المزيد من اللاجئين السوريين.
ولذا يعتقد عزيزي أن أستانا "تجاوزت هدفها ووظيفتها"، و"اختُزلت إلى مكان تحاول فيه إيران وروسيا تعزيز التطبيع بين تركيا ونظام الأسد".
=====================
معهد واشنطن : كيف يقيّد "قانون قيصر" التطبيع مع سوريا
https://cutt.us/xHtNS
بواسطة أندرو جيه. تابلر, ماثيو زويغ
Jun 17, 2023
أندرو جيه. تابلر
أندرو جيه. تابلر هو زميل أقدم في برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، يركز بحوثه على سوريا والمصالح الأمريكية في بلدان المشرق العربي.
ماثيو زويغ
ماثيو زويغ هو زميل أقدم في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات".
لعب القانون التاريخي دورًا حاسمًا في تطور العقوبات الأمريكية، ومن شأن القيود اللاحقة التي يفرضها الكونغرس أن تحبط إلى حد كبير أي جهود لإعادة الأسد إلى الأوساط الاقتصادية.
في كانون الأول/ديسمبر 2023، يصادف مرور 44 عامًا على وضع الولايات المتحدة الجمهورية العربية السورية على قائمتها الأولى للدول الراعية للإرهاب بعد أن فشلت واشنطن في أعقاب حرب عام 1973 في استمالة الرئيس حافظ الأسد وإبعاده عن الجماعات الفلسطينية المتطرفة وتوجيهه نحو السلام العربي الإسرائيلي. وفي ظل تزايد الدعم السوري لـ "حزب الله" وغيره من المنظمات التي صنفتها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب، لا تزال سوريا اليوم الاسم الوحيد المتبقي في أول قائمة للدول الراعية للإرهاب، وتخضع لعدد كبير من العقوبات والأوامر التنفيذية الإضافية المتعلقة باحتلالها العسكري للبنان على مدى 29 سنة انتهت رسميًا عام 2005.
وجاء رد نظام الأسد العنيف على الانتفاضة والحرب السورية عام 2011، بما في ذلك استخدامه للأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة الاستراتيجية ضد المدنيين والفظائع التي ارتكبها ضد المعتقلين، ليرفع العقوبات الأمريكية والدولية ضد سوريا الأسد إلى مستوى مختلف كليًا. ويتجلى ذلك في تنفيذ "قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا" لعام 2019 ("قانون قيصر")، الذي تتضمن أحكامه عقوبات مكثفة ثانوية أو مشتقة على الكيانات غير الأمريكية التي تسهل المعاملات أو الأنشطة المتعلقة بإعادة الإعمار في سوريا من دون تسوية سياسية محددة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.
وفيما ترحب دول المنطقة بعودة سوريا الأسد إلى "الحضن العربي" بعد القمة العربية التي انعقدت في 19 أيار/مايو في جدة، من المهم دراسة مسار تطور العقوبات الأمريكية على سوريا، والدور الحاسم الذي لعبه "قانون قيصر" في هذا التطور، والدرجة التي يحد بها أي التزامٍ من العواصم العربية بتطبيع العلاقات الاقتصادية مع نظام الأسد. ومن الضروري أيضًا مراجعة التأثير المحتمل لقانون مناهضة التطبيع مع نظام الأسد الذي أقرته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي بتصويت شبه إجماعي في 16 أيار/مايو ووسّع نطاق عقوبات "قانون قيصر" ومدد العقوبات المقرر رفعها في العام المقبل حتى عام 2032. باختصار، يبدو أن وقف العمل بـ"قانون قيصر" مستبعدًا على المدى القريب، كما أن أي جهد تبذله الدول العربية لإغراء الأسد بالابتعاد عن سياساته الحالية من خلال توسيع العلاقات الاقتصادية معه سيكون عرضة لعقوبات جمة.
طبقات متعددة من العقوبات
عندما صنّفت واشنطن نظام الأسد من الدول الراعية للإرهاب عام 1979، فرضت، من جملة تدابير أخرى، قيودًا واسعة على تصدير أو إعادة تصدير بعض المواد الخاضعة للرقابة و"ذات الاستخدام المزدوج" إلى سوريا. ولكن التجارة العامة بقيت مسموحة إلى حد كبير بين الولايات المتحدة وسوريا.
واكتسبت الجهود المتضافرة لزيادة تطبيق العقوبات على دمشق زخمًا في عام 2003 عندما وقعت إدارة الرئيس بوش على "قانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية". فقد فرض هذا القانون عقوبات إضافية على سوريا، منها عقوبة إلزامية تحظر تصدير المعدات الأمريكية العسكرية أو ذات الاستخدام المزدوج، ونص على أن تفرض السلطة التنفيذية عقوبتين على الأقل من قائمة العقوبات التي شملت:
    منع الشركات الأمريكية من الاستثمار أو العمل في سوريا
    فرض القيود على سفر الدبلوماسيين السوريين في نيويورك وواشنطن العاصمة
    منع شركات الطيران السورية من الوصول إلى المجال الجوي الأمريكي أو المطارات الأمريكية
    الحد من الاتصالات الدبلوماسية الأمريكية مع سوريا
    وقف التعامل بالممتلكات التي تملك الحكومة السورية مصلحة فيها
وفي حين لم تنجح الجهود السابقة لإقرار "قانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية" على الرغم من الدعم القوي من الكونغرس، إلا أنه حظي عام 2003 بتأييد ساحق من مجلسَي النواب والشيوخ، ويعود ذلك جزئيًا إلى الهجمات المدعومة من سوريا على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق.
في بادئ الأمر، كان موقف إدارة بوش فاترًا تجاه القانون واستغرقت نحو ستة أشهر لتنفيذه وتنازلت عن بعض العقوبات في البداية. لكن الإدارة لم تعارض "قانون محاسبة سوريا"، وزادت في نهاية المطاف الضغط الاقتصادي على دمشق، على غرار الكونغرس الأمريكي.
وحاولت إدارة أوباما بدايةً مد يدها إلى حكومة الأسد، وتمحورت المحاولة حول معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل، لكن انتفاضة عام 2011 واندلاع الحرب السورية في النهاية أرغما الإدارة على توسيع نظام العقوبات بشكل كبير على سوريا وتغييره بشكل جوهري، إذ حوّل سوريا من بلد يخضع لعقوبات محددة الأهداف إلى منطقة خاضعة لعقوبات شاملة، من بينها عقوبات تشكل أساس نظام العقوبات الحديث المنصوص عليه في الأمر التنفيذي رقم 13572 بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، والأمر التنفيذي رقم 13573 القاضي بحظر ممتلكات كبار المسؤولين في النظام السوري، والأمر التنفيذي رقم 13582 القاضي بحظر ممتلكات نظام الأسد ويحظر التعامل معه، والذي فرض محظورات وعقوبات واسعة النطاق على التجارة مع سوريا والاستثمار فيها.
أُقر "قانون قيصر" في هذه البيئة وغيّر جذريًا الحسابات الاستراتيجية في سوريا في ما يتعلق بالعقوبات. فقد وسّع هذا القانون العقوبات التي وُضعت في عهد أوباما من خلال تطبيق عقوبات معززة تستهدف وسطاء النظام لمنعه من الاستفادة من الجهود المبذولة للاستحواذ على ممتلكات السوريين المقيمين أو المغتربين بحجة إعادة الإعمار. وكان هذا أول توسيع كبير للعقوبات ضد النظام السوري منذ عام 2005، ويمكن القول إنه أهم قوانين العقوبات ضد نظام الأسد منذ عام 2003.
وشكّل أيضًا هذا القانون تغييرًا كبيرًا في البيئة السياسية حظي "قانون قيصر" بدعم سياسي ساحق، ليس من مختلف أركان "الكابيتول" فحسب، بل من الإدارة الأمريكية أيضًا. فمقابل فتور إدارة بوش تجاه إقرار إجراء في الكونغرس، أصدرت إدارة ترامب بيانا مؤيدًا لهذا القانون.
ويكمن دليل آخر على الدعم السياسي لـ "قانون قيصر" في كيفية تحوله في نهاية المطاف إلى قانون من خلال "قانون تفويض الدفاع الوطني" السنوي. والواقع أن "قانون قيصر" لم يكن مدرجًا في نسخة "قانون تفويض الدفاع الوطني" المخصصة لمجلس النواب أو لمجلس الشيوخ، ولكنه أدخل في القانون بينما كان المجلسان يعالجان الاختلافات في مشاريع القوانين الخاصة بهما، وذلك من خلال عملية تعرف بـ "الإسقاط".
وجدير بالذكر أن هذه العملية نادرًا ما تُستخدم، خصوصًا في القوانين الواسعة النطاق مثل "قانون قيصر". مع ذلك، حُددت مدة القانون بخمس سنوات فقط تُجدَّد بموجب قانون صادر عن الكونغرس.
ويختلف "قانون قيصر" في جوهره إذ يشرّع عقوبات ثانوية أو مشتقة ضد وسطاء نظام الأسد، ما يعني أنه لا يقيد قدرة الأشخاص والكيانات الأمريكية وحدها على الانخراط في إعادة إعمار سوريا في عهد الأسد، بل الأشخاص والكيانات غير الأمريكية أيضًا. وبذلك سيواجه جميع المستثمرين معضلة إذا استثمروا في إعادة إعمار سوريا في عهد الأسد، حيث سيخاطرون بقطع علاقاتهم التجارية وتعاملاتهم ليس مع الولايات المتحدة فحسب، ولكن مع المؤسسات المالية العالمية أيضًا.
وفي إثبات للقوة الأمريكية، فرضت إدارة ترامب عقوبات على 113 وسيطًا للنظام في الأشهر الستة التي تلت دخول "قانون قيصر" حيز التنفيذ في حزيران/يونيو 2020، وقد خضعوا جميعهم لعقوبات ثانوية أو مشتقة إلزامية ضد وسطاء للنظام. أما إدارة بايدن فلم تحدد حتى الآن سوى عدد قليل منهم، ولكن لا شيء يحول دون إعادة تفعيل موقف تنفيذ العقوبات من الإدارة الحالية أو اللاحقة.
في حين التزمت إدارة بايدن علنًا بتطبيق القانون، كان الكونغرس قلقًا من بطء وتيرة التصنيفات على قائمة العقوبات، وجهود إدارة بايدن المحسوبة على ما يبدو لتخفيف العقوبات، أولها السماح بالمدفوعات العينية للحكومة السورية كرسوم عبور الغاز الطبيعي والكهرباء عبر سوريا إلى لبنان.
وبرز ثانيًا قلق من آثار القانون غير المقصودة، وعلى الأخص من جهة قطع المؤسسات المالية علاقاتها مع الجهات الفاعلة الإنسانية وغيرها من الجهات الفاعلة التي تتعامل مع سوريا من خلال عملية تعرف باسم "إزالة المخاطر"، على الرغم من أن "قانون قيصر" يجيز، لا بل يشجّع التجارة الإنسانية. وينطبق هذا الأمر بشكل خاص في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب الحدود التركية السورية في 6 شباط/فبراير، عندما أصدرت إدارة بايدن "ترخيصًا عامًا للعقوبات"، وهو نوع من الاستثناء، سمح بالمعاملات المصنفة في خانة "الإغاثة من الزلزال".
ومع أن هذه الممارسة اعتيادية من جانب الحكومة الأمريكية، لم تعرّف وزارة الخزانة بالتحديد ما تنطوي عليه الإغاثة من الزلزال، لا بل سمحت بإنجاز المعاملات مع "الحكومة السورية" (التي يسيطر عليها نظام الأسد) على الرغم من سجلها الحافل في حرف المساعدات الإنسانية عن وجهتها واستخدامها كسلاح. كما أصدرت واشنطن الترخيص لمدة 6 أشهر بدلًا من الأشهر الثلاث المعتادة.
التطبيع يعجل في النسخة الثانية من "قانون قيصر"
لا يزال "قانون قيصر" يشكل رادعًا مهمًا ضد الاستثمار في إعادة إعمار سوريا عن طريق نظام الأسد، ولكنه يضعف مع الوقت إذا لم يتم تنفيذه بشكل فعال. وانطلاقًا من هذا القلق، قدم ائتلاف من الحزبين في مجلس النواب "قانون مناهضة التطبيع مع الأسد"، الذي أقرته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في 16 أيار/مايو. ومن شأن هذا القانون أن يطيل مدة "قانون قيصر" حتى 31 كانون الأول/ديسمبر 2032 ويوسع العقوبات التي يجب على الإدارة فرضها لتشمل التعامل بالممتلكات التي صادرها النظام أو استولى عليها.
وتشمل أهم عناصر مشروع القانون الجديد الذي يدعم "قانون قيصر" استهداف المتورطين في سرقة ممتلكات الشعب السوري لأسباب سياسية أو مكاسب شخصية، ومنع النظام السوري وأتباعه من الاستفادة من التطهير العرقي المرتبط بإعادة الإعمار. فقد وسّع القانون نطاق استهداف كبار قادة النظام من خلال فرض العقوبات، بما في ذلك عقوبات ثانوية على جميع أعضاء "مجلس الشعب السوري" وأفراد أسرهم المباشرين وكبار المسؤولين في "حزب البعث العربي الاشتراكي" في سوريا. كما يحاول تحديد ما إذا كانت المؤسسة الخيرية "الأمانة السورية للتنمية" التابعة للسيدة الأولى لسوريا، أسماء الأسد، تستوفي معايير العقوبات بموجب "قانون قيصر"، فضلًا عن تحديد "معاملة كبيرة" بموجب القانون، ستحظر بدورها المدفوعات العينية إلى نظام الأسد التي استخدمتها إدارة بايدن للسماح بشحن الطاقة من الأردن عبر الأراضي السورية إلى لبنان.
ثماني سنوات حتى انقضاء الصلاحية؟
من شأن كل ما سبق أن يحد بشكل كبير من قدرة بايدن أو أي إدارة مستقبلية على تخفيف العقوبات، على الأقل طالما أن الأسد مستمر في عرقلة التقدم نحو تسوية سياسية وشاملة للحرب. وحتى إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء ووضَع الدبلوماسيون العرب التعامل مع الأسد قيد الاختبار، تخاطر الدول العربية وشركاتها بالتعرض للعقوبات حتى انقضاء مدة "قانون قيصر" في نهاية عام 2024، ما يعني فعليًا أن التحايل على العقوبات الأمريكية سيكون صعبًا جدًا لمدة عامين آخرين على الأقل.
وفي هذه الحالة، ستبقى هناك ثغرة واحدة هي الترخيص العام لـ "الإغاثة من الزلزال" الذي من المقرر أن ينتهي في 9 آب/أغسطس. ويمكن لوزارة الخزانة تمديده، ولكن من شبه المؤكد أن مدته الطويلة ستؤدي إلى تدقيق شديد.
في حال إقرار "قانون مناهضة التطبيع"، لن يتم تمديد العقوبات السورية لثماني سنوات أخرى فحسب، بل سيتم تعزيزها بهدف محدد هو منع النظام من الاستفادة من إعادة الإعمار. وسيقفل الباب أمام التطبيع الاقتصادي الحقيقي، ومعه محاولات إغراء الأسد بالحوافز بدلًا من الإجراءات الصارمة للوصول إلى تسوية سياسية للحرب.
أندرو تابلر هو زميل أقدم في برنامج "مارتن ج. غروس" في معهد واشنطن والمدير السابق لشؤون سوريا في مجلس الأمن القومي. ماثيو سفايغ هو المدير الأول للسياسات في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وكان سابقًا كبير مستشاري العقوبات في مكتب الممثل الأمريكي الخاص للمشاركة في سوريا. تم نشر هذا المقال في الأصل على موقع "المجلة"
=====================
الصحافة البريطانية :
ديلي تلغراف: بشار الأسد.. من طالب مغمور في لندن لزعيم متردد وطاغية.. فما سر نجاته وأسماء؟
https://cutt.us/rcpKu
لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا أعده كون كوغلين تساءل فيه إن كان العالم مستعدا لإعادة تأهيل بشار الأسد؟ وقال فيه إن الحرب الأهلية الوحشية استمرت لأكثر من عقد، إلا أن سلسلة التقارب الأخيرة تشير إلى تحول في المواقف الدولية من الديكتاتور بشار الأسد.

ويقول إنه عندما بدأ بالكتابة عن الشرق الأوسط لصحيفة “ديلي تلغراف” في بداية الثمانينات من القرن الماضي، مر بتجربة ليس من تم تعميده بالنار ولكن من ظل يتعرض للهجمات. ففي ذلك الوقت لم يكن هناك أي من دورات التدريب على المخاطر التي يتلقاها اليوم المراسلون الأجانب قبل إرسالهم إلى الخارج. وكان المطلب الوحيد هو توفر أساسيات لدى المراسل في التغطية الصحافية ورغبة بالمغامرة.

    كحليف لإيران كان الأسد متورطا وبشكل عميق في لبنان والحرب الأهلية فيه

 وقبل وصوله إلى بيروت التي مزقتها الحرب في عام 1983 كانت التجربة الوحيدة في تغطية اضطرابات هي تغطية أحداث الشغب في بريكستون بجنوب لندن عام 1981، مع أن العنف هنا لم يكن حربا. وقبل سفره إلى مطار بيروت المحطم، قضى أسابيع محيرة يكتب عن الغزو العسكري الأمريكي للجزيرة الكاريبية الممتعة، غرنادا. وخلال ثلاثة أسابيع في العاصمة سانت جورج، كان الخطر الوحيد عليه هو سحابة ضخمة من دخان الكانبيس الذي رافق هانتر أس تومبسون الذي كان يغطي الأحداث لمجلة بلاي بوي.

وكانت بيروت منطقة مختلفة بالكامل، فقد كان عمره 28 عاما ولديه رغبة لإثبات نفسه عبر القبول بالذهاب إلى خطوط القتال في واحد من محاور الحرب الأكثر تطلبا في العالم. وكان لبنان الذي بدأت فيه الحرب الأهلية عام 1975 المكان المناسب. وتم إرسال قوات المارينز التي أرسلت لغزو غرنادا لكي تخفف العبء عن مفرزة المارينز في بيروت والتي عانت من خسارة 241 جنديا ومئات الجرحى بعدما فجرت ثكناتها في لبنان في عملية نفذتها ميليشيا اسمها حزب الله.

ولم يتعرف على المارينز في غرنادا إلا أن المسؤولين في الصحيفة وجدوا من المناسب إرفاقه معهم إلى بيروت، ومن هنا بدأت علاقته الطويلة مع المنطقة، حيث وقع تحت النار أكثر من مرة ونجا من محاولة اختطاف على يد ميليشيا إسلامية. والقول إنه لم يكن جاهزا للمخاطر هو سوء تقدير، ففي واحدة من لياليه الأولى في بيروت، خرج إلى الضاحية الجنوبية لكي يتحقق من تقارير حول معركة بالدبابات بين ميليشيات متنافسة مما اضطره للهرب. وفي تلك الأيام لم يكن المراسلون الأجانب لديهم متعة ارتداء الستر الواقية بكلمة صحافة عليها وخوذة على الرأس، وكان عليك أن تنجو بناء على حدسك.

 وبشكل تدريجي علم كيف يتصرف بذكاء في الشارع. وعندما كان القصف كثيفا حول الفندق الذي يقيم فيه كان ينام في الحمام تجنبا للشظايا. وعندما بدأت الميليشيات تستهدف الصحافيين البريطانيين وتختطفهم مثل تيري ويت، هرب مختبئا تحت بطانية سوداء على كرسي سيارة إلى مطار بيروت حيث نجح بركوب آخر طائرة متجهة نحو قبرص. وفي هذه الفترة المضطربة من عمله الذي مضى عليه أربعة عقود لصحيفة “تلغراف” طور اهتماما قويا بالشرق الأوسط وبخاصة الظل المخيف لنظام الأسد في سوريا المخيم على المنطقة منذ انقلاب الرئيس الراحل حافظ الأسد في 1970.

وكحليف لإيران كان الأسد متورطا وبشكل عميق في لبنان والحرب الأهلية فيه. وكشفت التحقيقات عن تورط المخابرات السورية في هجوم على السفارة الأمريكية وثكنات المارينز عام 1983. وكانت تغطيته كما يقول ناقدة لنظام الأسد وحليفه حزب الله في لبنان.

واكتشف لاحقا أنه لم يعد ممنوعا من السفر إلى سوريا فقط ولكنه أصبح على قائمة أهداف حزب الله من الغربيين. وبعدما تحولت سوريا إلى الضحية الأخيرة من الأنظمة القمعية للحرب الأهلية عام 2011، تركز انتباه الكاتب على دور بشار الأسد في النزاع. فبعد أن ورث الرئاسة عن والده، نجح بشار الخجول والبعيد عن السياسة بتحويل نفسه لأكثر ديكتاتور مكروه في العصر الحديث.

    طوال الحرب الأهلية، ثبت أن الأسد كان في قلب العنف الإجرامي الذي مارسه نظامه ضد شعبه

 وطوال الحرب الأهلية، ثبت أن الأسد كان في قلب العنف الإجرامي الذي مارسه نظامه ضد شعبه، إما من خلال الإشراف على المجازر في مناطق المعارضة أو استخدام الأسلحة الكيماوية. ويقول كوغلين إن قدرة الأسد على النجاة من أشد النزاعات وحشية، رغم ما لديه من عيوب شخصية صارخة هو ما دفعه لكتابة كتاب عن الزعيم السوري وتحليل الطبيعة المعقدة والمتناقضة والعوامل المهمة التي أبقته في السلطة.

 وبالنسبة لشخص لم يولد ديكتاتورا فقد أنجز بشار مهمة جيدة في ترويع شعبه. فتحت نظره قتل ما يقدر بنصف مليون سوري وأجبر الملايين على مغادرة بيوتهم. وفي الذكرى الـ 12 على اندلاع الحرب قدرت الأمم المتحدة أن 15.3 مليون سوري بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة.

ولم يكن هذا ليحدث، فلم يكن بشار الأسد مرشحا أبدا لدور الرئيس. فقد كان الدور لباسل، شقيقه الأكبر. وكان باسل “بلاي بوي“ وصوره حزب البعث الحاكم بالفارس الذهبي، الذي ارتقى لمقام صورته من خلال تحوله لمحبوب ملاهي بيروت الليلية.

ولكن الآمال بأن يصبح باسل وريثا لوالده انتهت عندما مات في حادث سيارة قاتل على طريق مطار دمشق عام 1994 وقبل فترة قصيرة من بلوغه الـ 32 عاما.

وفي وقت وفاة شقيقه كان بشار، 28 عاما، يعيش حياة هادئة بعيدة عن الأضواء كطالب طب في لندن. وكان خجولا ويتحدث بلثغة طفيفة ويعيش في شقة سكنية بمنطقة بيلغريفيا مع حارسيه السوريين. ولم تكن لديه حياة اجتماعية ولكي يرتاح كان يستمع لأغاني فيل كولينز وويتنسي هيوستن. وعندما عبر عن رغبة بإكمال دراساته الطبية في لندن بعدما حصل على شهادة من جامعة دمشق، لم تكن الحكومة البريطانية مرتاحة لمنظور استقبال عضو بارز من عائلة الأسد في لندن. ولم تكن العلاقات البريطانية – السورية جيدة وقد توترت بعد محاولات رجل أمن سوري تفجير طائرة إسرائيلية بمطار هيثرو عام 1986، إلا أن رجلا يعرف العائلة عرض التدخل لدى 10 داونينغ ستريت وعرض على بشار دراسة طب العيون في مستشفى ويسترن آي.

واهتم الأسد بالتكنولوجيا وبخاصة الكمبيوتر، وحالة خروجه من منزله كان يستخدم اسما مستعارا، وبخاصة عند التواصل مع المجتمع العربي الحي في لندن. ورغم جهوده الدراسية إلا أن المشرفين عليه لا يعتقدون أنه كان طالبا مبهرا. وقال مشرف سابق له “كان مجتهدا ولطيفا بما فيه الكفاية للعمل معه ولكنه كان عاديا”. ويتذكر المشرف الذي أشرف على الأسد خلال عام ونصف قضاه في لندن “في يوم جاءت سيارة ليموزين سوداء وأخذته ولم ير بعد ذلك”. ووصلت طائرة خاصة إلى لندن لكي تأخذ الابن الثاني إلى بلده ولكي يخلف باسل كوريث لوالده.

    بناء على أمر من والده قدمت للأسد دورة أساسية في السياسة والمهارات الدبلوماسية والضرورية للسيطرة على سوريا المتشرذمة

 وبناء على أمر من والده قدمت للأسد دورة أساسية في السياسة والمهارات الدبلوماسية والضرورية للسيطرة على سوريا المتشرذمة، في وضع لم يكن مؤهلا له وإن لفترة مؤقتة. و”كما علق والده لأحد معارفه فإن “سوريا هي غابة ولم يصبح بشار ذئبا بعد”. وعندما وصل إلى الرئاسة عام 2000 تم الترحيب به كوجه للتغيير بعد 30 عاما من الحكم القمعي لوالده. وكانت الصورة التي قدمها بشار للعالم في المرحلة الأولى من حكمه هي أنه متعلم وحركي وهدفه هو تحديث البلد وتطبيق إصلاحات سياسية واقتصادية راديكالية. وتحدث في خطابه الأول عن طموحه للتركيز على الاقتصاد والتعليم “أجد من المهم دعوة كل مواطن للمشاركة في رحلة التنمية والتحديث لو كنا صادقين وجادين للحصول على النتائج المطلوبة وفي أقصر وقت”. ففي فترة حكم والده الأسد كان أي تلميح للمعارضة يقابل بالسحق، فيما سيطرت على الاقتصاد شلة بعثية فاسدة. وكان بشار راغبا بتصوير نفسه على أنه الصورة المضادة لوالده.

فلم يتعلم بالغرب ولكنه تزوج فتاة جميلة عمرها 25 عاما والدها طبيب قلب في لندن، اسمها أسماء الأخرس. وكانت صديقاتها في لندن يطلقن عليها “إيما” وتخرجت من كينغز كوليج في لندن بشهادة في علوم الكمبيوتر. وقال شخص يعرفها من الطفولة “كانت مؤدبة”. وساعد زواجه من أسماء على اهتمام الغرب به، فعندما رتب توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني للزوجين مقابلة الملكة عام 2002 كمحاولة منه للحصول على دعم سوريا في حرب العراق، خرجت الصحافة البريطانية بتغطيات براقة ووصفت أسماء بالأيقونة.

وخلف الأضواء كان الأسد يعاني من الشكوك وبحسب صديق للعائلة “كان هناك شعور عند بشار أنه كان يحاول أن يكون شخصيتين في وقت واحد” و”نصف منه يحاول أن يكون مثل والده والنصف الآخر أن يكون مثل باسل”. وقال معاصر آخر “كان بشار يعيش في ظل والده وفي ظل شقيقه الأكبر” و”كره عندما كان الناس يقللون من قدره”.

 وعليه قام بقمع حركة الإصلاح الناشئة وهمش من شكوا في صعوده السياسي وقرب إليه الموالين وعين شقيقه ماهر قائدا للفرقة المدفعية الرابعة. إلا أن العالم غض الطرف عن هذا، فمع تكثف غيوم الربيع العربي عام 2011، نشرت مجلة “فوغ” صورة شخصية عن أسماء تحت عنوان “وردة في الصحراء”، ووصفت فيها أسماء وزوجها وعائلتهما بأنها “ديمقراطية”، وبأنهما زوجان يقضيان الإجازات في أوروبا ويعززان المسيحية ويشعران بالراحة مع النجوم الأمريكيين وأهم طموح لهما هو جعل سوريا “أكثر الأماكن أمنا في الشرق الأوسط”.

إلا أن أي مظهر احترام راكمته عائلة الأسد عبر شركات العلاقات العامة، تبخر في الوقت الذي شعر فيه النظام بأنه مهدد بسبب الاحتجاجات المعادية للحكومة. وكانت الاضطرابات تغلي تحت السطح منذ تولي الأسد السلطة وعدم وفائه بوعوده. وبعد أيام من اندلاع الاحتجاجات في آذار/مارس بجنوبي سوريا كشف الأسد عن وحشية مرضية، وبناء على أوامره تم إنشاء جهاز أمني شرير باسم “الخلية المركزية لإدارة الأزمة” بمهمة تحديد مركز الاحتجاجات واستهدافها بالمذابح والقمع وعلى قاعدة واسعة. وفي حادث معروف بحي التضامن بدمشق في نيسان/إبريل 2013 حفرت القوات السورية خندقا في واحد من الشوارع الرئيسية وأعدمت 280 شخصا رميت جثثهم في قبر جماعي.

وأقامت خلية الأزمة شبكة من السجون التي احتجز فيها المعارضون المشتبه بهم وعرضوا وبناء على أوامر من الرئيس لكل أنواع الانتهاكات واعتقلوا لأوقات طويلة تعرضوا فيها للتخويف والعنف الجسدي والجنسي، بما في ذلك الاغتصاب. وعلى مدى عامين مات الآلاف من المعتقلين حيث قام مصور عسكري بتهريب الصور للموتى خارج البلد. والسؤال كيف تحول طبيب العيون اللطيف وزوجته ابن الضواحي لقاتلين؟

    لم يكن الأسد نفسه قائدا طبيعيا وعانى من التردد، ويقول المساعدون له إنه كان يغير رأيه 20 مرة

لم يكن الأسد نفسه قائدا طبيعيا وعانى من التردد، ويقول المساعدون له إنه كان يغير رأيه 20 مرة، مما جعل من الصعوبة بمكان على القادة الحصول على أوامر واضحة. فمن جهة كان يعد بالإصلاح ويشرف على القمع من جهة أخرى. وهو ما عقد على المسؤولين معرفة أهداف الرئيس، وأضاف تشوشا على رد النظام.

 ويقول روبرت فورد الذي كان سفيرا لواشنطن في دمشق بداية النزاع إنه لا يشك ولو للحظة عمن كان المسؤول وأن الأسد لم يقم بأي محاولة للحد من المتطرفين في النظام و”لم يكن يسيطر على الأساليب اليومية، وأخبر المسؤولين البارزين في الأمن بالتصرف، وكان يقول لهم: أنتم تعرفون ما يجب عمله” و”لم نحصل على أي فكرة أنه كان يدعو لضبط النفس”.

وكان الأسد وبدرجة أقل أسماء في حالة إنكار للعنف الجاري حولهما، وعندما ووجه بتقرير أمنستي لاحقا، رفضه الأسد “تستطيع تزوير أي شيء هذه الأيام” و”نعيش في عصر الأخبار المزيفة”، حسبما أخبر “وول ستريت جورنال”، وزعم أن صور الجثث في السجون هي عبارة عن “فوتو شوب”.

وفي الوقت الذي حاول فيه تقديم صورة رجل قوي يهاجم أعداءه إلا أن ضعفه انكشف عندما أصبح أكثر اعتمادا على إيران. وبعد موافقة طهران على إمداده بآلاف المقاتلين الشيعة الأجانب أصبح الجنرال قاسم سليماني المسؤول الرئيسي. وقال مسؤول استخباراتي أمريكي “وصل الأمر لحد ذهاب سليماني إلى الأسد ليخبره بما يجري وعلى سبيل المجاملة”. ثم ذهب سليماني إلى روسيا وأقنع فلاديمير بوتين بالتدخل مما أنقص من قدر الأسد أكثر.

وقال ضابط سوري سابق “منذ اللحظة التي وصلوا فيها، أصبح الروس هم الذين يملون الشروط، ولم يكن لدى القادة الروس أي اهتمام بإعلام الأسد عما يحدث”. وفي الوقت نفسه فشلت جهود أسماء في إبعاد نفسها عن المجازر عندما أعلنت الشرطة البريطانية عام 2021 أنها تحقق بالمجازر، وهو تحرك قد إلى محاكمتها وخسارتها الجنسية البريطانية.

إلا أن الأسد لا يزال يحكم سوريا، وأعيد تأهليه لدرجة دعوته الشهر الماضي إلى القمة العربية في جدة، فنظر العالم متركز على أوكرانيا. وفي مقابلات أجراها لكتابه الصادر حديثا “الأسد: انتصار الطغيان” وجد أن الطريقة التي نجا فيها الأسد وأسماء كانت لأنهما عاشا في عالمين متوازيين: سرد بنوه لأنفسهما وصورهما بأنهما ضحيتان بريئتان للانتفاضة العنيفة وأجبرهما على الدفاع عن البلد وشعبه.
=====================