الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22-8-2022

سوريا في الصحافة العالمية 22-8-2022

23.08.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • واشنطن بوست: المشاعر المعادية للسوريين في تركيا تتزايد وسببها المشاعر الشوفينية والأزمة الاقتصادية الحادة
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-المشاعر-المعادية-للسوري/
  • نيو لاينز :ألويس برونر.. النازي الذي علّم الاستخبارات السورية أصول التعذيب
https://elaph.com/Web/News/2022/08/1483552.html
 
الصحافة التركية :
  • صباح التركية: إعلان أردوغان بشأن سوريا “شجاعة
https://www.zamanarabic.com/2022/08/22/صحفي-تركي-إعلان-أردوغان-بشأن-سوريا-شج/
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوفيغارو: لهذا يغازل أردوغان النظام في دمشق
https://www.alquds.co.uk/لوفيغارو-لهذا-يغازل-أردوغان-النظام-في/
 
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: المشاعر المعادية للسوريين في تركيا تتزايد وسببها المشاعر الشوفينية والأزمة الاقتصادية الحادة
https://www.alquds.co.uk/واشنطن-بوست-المشاعر-المعادية-للسوري/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده كريم فهيم، قال فيه إن صعود المشاعر القومية في تركيا أدى لزيادة المشاعر المعادية للمهاجرين، تماما مثل المواقف التي سُجلت في بقية الدول الأوروبية التي صعدت فيها الأحزاب القومية على ورقة معاداة المهاجرين.
وفي التقرير الذي أعده كريم فهيم قال إن حادث طعن فتى تركي في حي ألتن داغ في العاصمة أنقرة في آب/ أغسطس الماضي، دفع المهاجرين السوريين لإغلاق محلاتهم واختفوا في ليلة وضحاها. وكان التحذير من السلطات أن عليهم الاختفاء، فبعد طعن إبراهيم يالسين العام الماضي، قامت عصابات “الرعاع” التركية بحسب وصف الصحيفة، بالهجوم على الحي، حيث قامت بالتخريب ونهب محلات وبيوت وسيارات السوريين. وكانت تلك أعمالا صادمة في قسوتها لأنها حدثت على هامش العاصمة التركية وليس بعيدا عن القصر الرئاسي.
ووصف الناشط السوري أبو حذيفة الذي راقب الشغب من شرفة شقته، وتعرض للتهديد بالضرب، وصف المهاجمين بأنهم: “تعرضوا لغسيل دماغ”. وكانت أعمال الشغب في ألتن داغ تحذيرا لكل السوريين في تركيا بأن موسم الكراهية والعداء للأجانب قد حل. وأدت زيادة المشاعر المعادية للأجانب إلى سلسلة من العمليات القاتلة ضد المهاجرين في العام الماضي، في تحول صارخ لمجتمع طالما افتخر بنفسه وبما قام به من جهود لمساعدة اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية، واستقبلت تركيا 4 ملايين لاجئ سوري وطالب لجوء، أي أكثر من أي دولة في العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الغضب انبعث من السكان الخائفين من الأزمة الاقتصادية والقلق من المزاعم التي ينشرها المعادون للمهاجرين بأنهم يقومون بتغيير طبيعة وشخصية المجتمع التركي. ودفع بها سياسيون استخدموا لغة استفزازية أو عنصرية لاستثمار المخاوف العامة.
وتعتبر تركيا آخر دولة أوروبية تواجه مشكلة تصاعد السياسة المعادية للمهاجرين، لكن مشكلة اللاجئين فيها أنهم يعانون من مشاكل تمييز تتعلق بمحاباة الأتراك لبعض المهاجرين من البلقان مثلا على حساب القادمين من الشرق الأوسط. ونقل الكاتب عن الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أصلي أيدنطشباش: “انحرفت تركيا باتجاه القومية في كل الملامح”.
وتكافح حكومة رجب طيب أردوغان للرد على تصاعد المشاعر القومية المعادية للمهاجرين، فهي تتأرجح بين تثمين سياساتها التي رحبت بالمهاجرين والإجراءات التي تعمل على تخفيف ظهورهم في الفضاء العام. ولأن حكومته تواجه جولة انتخابية في العام المقبل، فقد أعلن عن خطة لإرسال أكثر من مليون لاجئ إلى سوريا، وهي خطة غير عملية وغير قانونية، ومع ذلك لم تؤد إلى تهدئة الجماعات القومية المطالبة بإجراءات أكثر.
ويشعر السوريون على طرفي الحدود بالمخاوف، وسط التقارير عن إمكانية تقارب بين النظامين التركي والسوري، وهي خطوة سترحب بها المعارضة التركية التي طالما انتقدت أردوغان على دعمه المعارضة السورية لنظام بشار الأسد. وزادت المشاعر المعادية للاجئين منذ الصيف الماضي، مع تدفق آلاف اللاجئين الأفغان بعد انهيار الحكومة التي دعمها الغرب في كابول. وتظهر استطلاعات الرأي التركية وبشكل دائم، أن المهاجرين هم السبب الأول أو الثاني للمشاكل التي تواجه البلد. وسمع تركي هذا الشهر وهو يصرخ في ترام مليء بالسياح في منطقة السلطان أحمد: “نحن مثل الكلاب في بلدنا”.
ويستغل السياسي اليميني المتطرف أوميت أوزداغ، كل جدل ويكبّره بل ويخلق جدلا جديدا وهو يتجول في أنحاء تركيا مروجا لحزبه المعارض للمهاجرين. ويتذكر سكان ألتن داغ ظهور أوزداغ بعد اندلاع العنف، حيث نشر تغريدة على تويتر: “حان الوقت للمغادرة”. وقال أبو حذيفة الناشط السوري، إن آلاف الرسائل التي تلقاها في ليلة الهجوم على الحي ملأته بالخوف المماثل الذي شعر فيه بمدينة إدلب أثناء الحرب. وأخبره ساكن غاضب إنه سيشعل أنبوبة الغاز لو تعرض بيته للهجوم، وقالت امرأة إنها بالت على نفسها من الخوف. واقترح آخرون تشكيل مجموعات حراسة محلية للانتقام.
وقال أبو حذيفة: “لم أتوقع رؤية هذا.. في كل بناية هناك أتراك وسوريون، فنحن جيران”. وامتلأ الحي اليوم بالأنقاض في خطوة من الحكومة لتحسين الحي، فيما يرى المهاجرون أنها محاولة لإخراجهم من المنطقة التي أُطلق عليها “حلب الثانية”. وغادر في العام الماضي حوالي 60.000 لاجئ سوري كانوا في الحي. وقال أحمد، اللاجئ السوري من حلب: “كل واحد يحب وطنه. بصراحة أريد العودة”، وذلك في معرض حوار مع تركي في محل بقالة كاد أن يتحول إلى شجار. وقال التركي: “إن شاء الله ستتغير الحكومة ويتغير كل شيء”.
وينتقد أوزداغ سياسات أردوغان وهو يروج لحزبه “النصر” وكذا المهاجرين، مستخدما كلمات مثل “الغزو” لوصف وجودهم في البلد. وقال في مقابلة سابقة إن المهاجرين خلقوا “أزمة وجودية عميقة للمجتمع التركي والدولة التركية”. ويزعم أن حزبه هو المخرج الوحيد قبل السقوط في الهاوية. ويحفل حسابه على تويتر بالتغريدات الغاضبة والتي تسجل هجمات المهاجرين والامتيازات التي يتمتع بها الأجانب مثل أسماء المحلات التجارية بالعربية. وقال: “لا نستطيع دمج 5 ملايين عربي في تركيا”، وعندما سئل إن كان يثير المشاعر التي تهدد المهاجرين، رد بأنها مستشرية ولا حاجة له كي يثيرها: “هناك غضب في الشوارع”.
وقال شان سلجوقي، مدير مركز استطلاعات رابورو، إن الانتخابات الأخيرة في تركيا أظهرت زيادة في المشاعر القومية وعداء المهاجرين. وتجنبت الأحزاب الرئيسية إثارة المشاعر المعادية للمهاجرين في وقت تمر البلاد بأزمة اقتصادية حادة. وارتفع معدل التضخم إلى 80%، ويجاهد الأتراك للحصول على المواد الأساسية.
وأضاف سلجوقي أن أوزداغ انقض وبعبارات شعبوية وأمسك بالغضب الشعبي “فالموضوع موجود ولكنه جعله يغلي. ويظل أوزداغ سياسيا ثانويا بنسبة متدنية من الدعم، لكن لديه أنصار في المناطق التي يسكن فيها المهاجرون ومن الذين سيصوتون للمرة الأولى”. ويرى هاوارد إيزنستات من جامعة سانت لورنس، أن خطاب أوزداع المعادي للسوريين ليس مفاجئا، ذلك أن المشاعر القومية متجذرة  في الوطنية بالهوية التركية. ولا مكان في هذه الرؤية للعرب، وعندما يفكر الأتراك بالمشاعر الأخوية، فهم يفكرون بالمسلمين في روسيا والبلقان، ولا يفكرون بالمسلمين في الشرق الأوسط أثناء الدولة العثمانية.
وحمّلت يلدز أونين من منبر “كلنا لاجئون” الحكومة التركية بأنها لم تقم باللازم لمواجهة حملة التضليل في تركيا والتي استهدفت المهاجرين. وقالت إن الناس المعادين للمهاجرين والذين تصفهم بالعنصريين أصبحوا أقوياء ويعملون على تنظيم أنفسهم. وأشارت أيدنطشباش من المجلس الأوروبي، إلى أن الأتراك رحبوا وتضامنوا مع السوريين بداية الحرب وفتحوا بيوتهم لهم، في وقت دفعت أوروبا مليارات اليوروهات لتركيا كي تمنع المهاجرين من الوصول إلى أراضيها.
ومثلما تعرض الأتراك في أوروبا للعنصرية، فهم يستخدمون نفس الشعارات لوصف المهاجرين العرب ووسمهم بالقذارة والتحرش بالنساء التركيات، كما في فيديو انتشر قبل أسابيع. ويرى مصطفى مناوى، أستاذ التاريخ بجامعة كورنيل ومؤلف كتاب سيصدر حديثا عن العرب في إسطنبول نهاية القرن التاسع عشر، أن المشكلة الحالية قد تكون سياسية واقتصادية؛ لكن الأساليب فيها هي الهوية الثقافية.
فوصف العرب بالخونة ربما كان إشارة للثورة العربية ضد الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى. ولكن التعبيرات العنصرية الأخرى متجذرة في خطاب اليمين المتطرف الأوروبي، وتركيا ليست محصنة عن هذا.
=============================
نيو لاينز :ألويس برونر.. النازي الذي علّم الاستخبارات السورية أصول التعذيب
https://elaph.com/Web/News/2022/08/1483552.html
مروان شلالا
إيلاف من بيروت: المكان دمشق، والزمان عم 1988. يحوم أفراد الأمن بثياب مدنية حول المدخل الرئيسي لمبنى سكني أنيق. هناك همسات بأن هاربا ألمانيا 'مهما' يعيش في الطابق الثاني. عندما كنا مراهقين في ذلك الوقت، كلما اقتربنا من ذلك المبنى، كان ضباط الأمن يأمروننا بالتراجع، محذرين من أنه لا يسمح إلا للسكان بالجلوس على الرصيف.
كانت النوافذ مغلقة دائما، لكن في بعض الأحيان، كان شاغل تلك الشقة يخرج في نزهة على الأقدام، ويمر بمطعم شاورما شهير يواجه مبناه، ثم صعد إلى ساحة عرنوس ويمر بنادي الضباط المتقاعدين، المعروف أيضا باسم 'المحاربين القدماء'. العديد من الضباط السابقين الأكبر سنا الذين كانوا يجلسون في ذلك النادي، يحتسون القهوة العربية القوية، ويلعبون الورق ويدخنون الشيشة، يعرفون بالضبط من هو الرجل الطويل القامة، لكن أحدا لم يقل كلمة واحدة. تظاهروا بأنهم لم يروه. خدم العديد منهم في الحرب العالمية الثانية عندما كانت سوريا تحت الاحتلال الفرنسي. وكان بعضهم من الطلاب في أكاديمية حمص العسكرية. وكان آخرون جنودا في جيش الشام الذي تديره فرنسا. خلال الحرب، كان هذا الرجل عدوهم. قاتلوا على طرفي نقيض من ساحة المعركة. هم مع فرنسا والحلفاء، وهو مع أدولف هتلر والنازيين. هذا الرجل كان ألويس برونر.
كل ما كنا نعرفه عن هذا الغريب الغامض هو أنه لم يبتسم أبدا. عندما رأيناه ركض. وفي إحدى المرات، قام بتوجيه صفعة إلى مجموعة من الأولاد الذين اصطدمت به كرة القدم عن طريق الخطأ. علمنا في نهاية المطاف أنه كان 'رجل هتلر' وأنه كان 'جيدا وليس سيئا'، بعد أن 'قتل اليهود خلال الحرب العالمية الثانية'. أحد أصدقائنا، في محاولة ليكون مضحكا، رفع التحية النازية عن بعد ونبح: 'هايل هتلر'. لم يره الرجل ولا أفراد جهاز الأمن الذين كانوا يقفون في مكان قريب. كنا نعرف الهوية السرية لرجل كان النظام يحميه.
نار على علم
اسم برونر معروف بين مؤرخي الحرب العالمية الثانية وصيادي النازيين. انضم برونر، وهو ضابط في قوات الأمن الخاصة نمساوي المولد، إلى النازيين في عام 1931، عندما كان لا يزال مراهقا. في يناير 1943، تم تعيينه مسؤولا عن معسكر درانسي خارج باريس، المحطة الأخيرة لليهود قبل إرسالهم إلى غرف الغاز. كان اليد اليمنى لأدولف أيخمان، وهو ضابط نازي سيئ السمعة وأحد منظمي الهولوكوست. ووفقا لبعض التقديرات، كان برونر مسؤولا عن اعتقال وتعذيب 47,000 يهودي في النمسا، و44,000 في اليونان، و23,000 في فرنسا، و14,000 في سلوفاكيا.
اختفى برونر مباشرة قبل انتحار هتلر في أبريل 1945. في مقابلة عام 1985 مع مجلة Bunte الألمانية الغربية، وصف برونر كيف نجا من قبضة الحلفاء الذين اعتقلوا عن طريق الخطأ شخصا آخر يدعى برونر، معتقدين أنه هو. كان برونر الآخر نشطا أيضا في فيينا خلال الحرب وأعدم لاحقا بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها أليوس برونر. عمل برونر الحقيقي فترة وجيزة سائقًا للجيش الأميركي باستخدام أوراق مزورة ثم فر من ألمانيا في عام 1954 باستخدام جواز سفر مزور من الصليب الأحمر. هبط أولا في روما ومن هناك شق طريقه إلى مصر، حيث وجد نفسه ضيفا على الرئيس آنذاك جمال عبد الناصر. ولا تزال تفاصيل كيفية لقائه بالزعيم المصري غير واضحة، لكن عبد الناصر كان يبحث عن طرق للانتقام من الغرب في ضوء غارة إسرائيلية على غزة في فبراير 1955 خلفت 38 قتيلا من الجنود المصريين. إضافة إلى إحباط عبد الناصر من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، سحب البنك الدولي عرضه لتمويل السد العالي في أسوان. كراهية برونر للصهيونية واليهود جعلت الجندي النازي السابق نقطة جذب فورية لعبد الناصر وجيله من القوميين العرب.
الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر
مستشار أمني في مصر
انتهى الأمر بتعيين برونر مستشارًا أمنيًا في مصر، وعمل عن كثب مع رئيس أمنه، صلاح ناصر. خلال الوحدة السورية المصرية، تم إرسال برونر إلى دمشق لتدريب الكلاب البوليسية، وهي موهبة طورها في سجون هتلر. تصادف وجوده في دمشق عندما أدى انقلاب في 28 سبتمبر 1961 إلى حل الجمهورية العربية المتحدة. وأغلق المطار السوري، وتوقفت الرحلات الجوية إلى القاهرة. تقطعت السبل ببرونر في سوريا. كانت الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا متحالفة بالفعل مع الغرب، ما يجعلها أماكن غير آمنة إن هرب إليها.
تقدم الضابط النازي السابق بطلب لجوء في دمشق. وحتى لا تتفوق عليهم قومية عبد الناصر، وافق نظام ما بعد عبد الناصر في سوريا على طلب برونر على الفور تقريبا. منذ انقلاب سبتمبر، تعرض السوريون لضغوط متزايدة من إذاعة صوت العرب في القاهرة، ومن عبد الناصر نفسه، الذي اتهمهم بإيواء الثلاثية الغادرة في ذلك الوقت: الإمبريالية والصهيونية ومعاداة العروبة. لذا فإن استضافة ضابط نازي مطلوب دوليا سيثبت بالتأكيد أنهم خلاف ذلك، أليس كذلك؟ كان رئيس المخابرات العسكرية السورية في ذلك الوقت ضابطا شابا يدعى شرف الدين زعبلاوي. ويعتقد أنه قدم لبرونر عرضا لم يستطع رفضه. وفي مقابل الحماية، كان برونر يدرب القوات السورية على أساليب الاستجواب والتجسس والتعذيب. عندما وصل البعثيون إلى السلطة بعد تنظيم انقلاب ضد حكومة ما بعد الاتحاد في مارس 1963، جددوا هذا العرض لبرونر، الذي قبل مرة أخرى بسهولة.
يعود تعاطف سوريا مع النازيين إلى الأيام التي سبقت الحرب. في ديسمبر 1937، أرسل هتلر البارون بالدور فون شيراش، وهو زعيم شبابي بارز في الحزب النازي، إلى دمشق. تم تكليف شيراش بتحديد الحلفاء المحتملين لألمانيا في العالم العربي، والتي كانت منتشرة كما كانت في ذلك الوقت مع عدم الثقة في البريطانيين والفرنسيين واليهود. افترض النازيون أن القول المأثور القديم 'عدو عدوي هو صديقي' من شأنه أن يفسح المجال للميل الأيديولوجي الذي أعد القادة العرب للعمل مع النازيين. كان على شيراش أن يعدهم بالتحرر من الانتداب الفرنسي والبريطاني، الذي كانت عدم شعبيته بين العرب تصل إلى نقطة الغليان.
ساعدونا لنربح الحرب
كل ما كان عليهم فعله في المقابل هو مساعدة ألمانيا على الفوز في الحرب في أوروبا.التقى شيراش بالقوميين العرب البارزين مثل شكري القوتلي وسعيد فتاح الإمام، اللذين زارا برلين في عام 1936 والتقيا بهتلر. حتى أن القوتلي اقترح إرسال أسلحة ألمانية إلى مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، لمحاربة اليهود في فلسطين.
كان شيراش مهتما بشكل خاص بمنظمة عسكرية تسمى القمصان الفولاذية، والتي استلهمت إلهامها من القمصان البنية في إيطاليا والقمصان السوداء النازية. حتى أن القمصان الفولاذية ارتدت زيا موحدا مع شارة تشبه الصليب المعقوف النازي مع يد تحمل الشعلة. واتهمت المخابرات الفرنسية المنظمة بالتحريض على إنشاء فرع للحزب النازي في سوريا، وهي فكرة لم تكن بعيدة المنال. ظهرت بالفعل العديد من الأحزاب السياسية المستوحاة من هتلر والنازيين في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك الحزب السوري القومي الاجتماعي بزعامة أنطون سعادة وحزب الكتائب بزعامة بيار الجميل.
أنطون سعادة، زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي شكل حزبه في لبنان على هيئة الحزب النازي، في صورة يكثر القوميون السوريون من استخدامها في صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي
خلال ذلك الوقت، تم إرسال مسؤول نازي كبير آخر إلى سوريا – رجل يدعى والتر بيك – الذي شرع في تقديم 70 منحة دراسية للطلاب السوريين الراغبين في الدراسة في ألمانيا. تم نقلهم وإيواؤهم وتعليمهم بالكامل على حساب الحكومة الألمانية. في يناير 1941، أرسل هتلر أكبر مسؤول له حتى الآن إلى الشرق الأوسط. كان فيرنر أوتو فون هنتيغ رئيسا للقسم السابع في وزارة الخارجية الألمانية، التي كانت مسؤولة عن منطقة شاسعة امتدت من تركيا إلى الهند. وخلال جولته التي استمرت شهرا، وعد القادة العرب بأنه إذا انتصرت ألمانيا في الحرب، فإنها ستلغي على الفور نظام الانتداب وتمنحهم الاستقلال. لم يفشل في تذكيرهم (بدقة) بأنه إذا فاز البريطانيون، فإنهم سيعطون فلسطين للصهاينة وشمال سوريا للأتراك.
في 25 يناير 1941، وصل هنتيج إلى دمشق، وكلف السوريون خياطا لصنع الأعلام النازية ليتم رفعها خلال حفل الاستقبال. بقي هنتيج بضعة أيام في فندق الأمويين في وسط المدينة، حيث استدعى الأصدقاء النازيين الواعدين في البلاد والتقى بهم. في مايو 1941، هبط الرائد أليكس فون بلومبرغ في مطار المزة العسكري خارج دمشق مباشرة وبقي في فندق قصر الشرق في العاصمة السورية. وكان آخر مبعوثي هتلر لزيارة سوريا الأميرة ستيفاني فون هوهنلوهي، وهي عضو في عائلة ألمانية ملكية عن طريق الزواج ويعتقد عموما أنها جاسوسة نازية.
جاسوس خاص
بعد الحرب، استأجر قائد الجيش آنذاك حسني الزعيم (الذي استمر في تدبير أول انقلاب في سوريا) جنودا سابقين من الغستابو لحراسة مكتبه في مقر قيادة الجيش. تمكن الزعيم من إحضار والتر راف، وهو نازي آخر ورجل أيمن سابق إلى هاينريش هيملر. ووفقا لسامي جمعة، الذي كان يعمل في المخابرات السورية في ذلك الوقت، ساعد هيملر الزعيم في التحضير للانقلاب، ثم اعتنق الإسلام، واتخذ الاسم الإسلامي 'عبد الرحمن رؤوف'. وكان وجود النازيين شائعا جدا لدرجة أنه في عام 1962، أرسلت إسرائيل جاسوسا خاصا، هو الأسطوري إيلي كوهين، لتعقبهم والإبلاغ عن أنشطتهم في سوريا. تسلل كوهين إلى المجتمع الراقي في دمشق تحت ستار شخصية مزيفة، مهاجر سوري ثري من الأرجنتين يدعى كامل أمين ثابت. لكن السوريين قبضوا عليه وأعدموه بسرعة في عام 1965، ولم يترك وراءه أي أثر للقاء برونر.
الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في اثناء محاكمته في دمشق قبيل إعدامه
بالنظر إلى الدوائر الصغيرة التي تحرك من خلالها كوهين، هناك احتمال كبير بأنه كان سيتقاطع مع برونر إما في نادي الضباط أو نادي الشرق - وهو كازينو رائد في الستينيات - أو ربما في منزل قائد الجيش عبد الكريم زهر الدين. كان برونر في ذلك الوقت يسير بالاسم المستعار جورج فيشر. قام بتدريس اللغة الألمانية في دروس خاصة لأطفال النخبة السورية. في عام 1950، تابع برونر من مكان إقامته في دمشق، أخبار هروب رئيسه السابق أيخمان الذي انتقل إلى الأرجنتين بهوية مزيفة قدمها له الأسقف الكاثوليكي ألويس هودال. وأثارت هذه الخطوة مطاردة الإسرائيليين له بلا هوادة. وجدوه في الأرجنتين وسلموه إلى تل أبيب، حيث حوكم وأعدم في يونيو 1962 – في نفس الوقت تقريبا الذي وصل فيه كوهين إلى سوريا. بعد وقت قصير من وصوله إلى سوريا، نجا برونر من محاولتي اغتيال بواسطة رسائل مفخخة – واحدة أرسلها الجيش الإسرائيلي في عام 1961 والأخرى أرسلها الموساد في عام 1980. فقد ثلاثة أصابع وعينا لكنه استمر في العيش بقية أيامه في دمشق حتى وفاته.
يعرفونه.. ولكن!
لا يزال عام وفاة برونر موضع خلاف، حيث ربطته بعض الروايات بعام 1996 والبعض الآخر بعام 2001. في عام 2014، نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قصة تقول إنه توفي في عام 2010، وهو ما يعني، إذا كان صحيحا، أنه عاش حتى سن 89. وأكد إفرايم زوروف، مدير مكتب القدس في مركز سيمون فيزنتال، الذي يتعقب مجرمي الحرب النازيين، النتائج التي توصلت إليها بي بي سي، على الرغم من أنه لم يقدم أي أدلة جنائية تدعم هذا الادعاء. في عام 2017، ذكرت المجلة الفرنسية Revue XXI أن برونر توفي في عام 2011، وهو عام الانتفاضة السورية. ووفقا للتقرير، أمضى برونر سنواته الأخيرة في فبو في دمشق، يعيش على حصص غذائية هزيلة يقدمها الجيش السوري. ووفقا لأحد حراسه، الذي يعرف باسم عمر، 'أغلق الباب عليه ولم يفتح مرة أخرى. كل ما كان عليه أن يأكله هو حصص غذائية رهيبة". يبدو هذا الادعاء غريبا وغير مرجح بالنظر إلى أن برونر كان يعامل كضيف من كبار الشخصيات في الحكومة السورية.
قبل وفاته في عام 1982، كتب رئيس المخابرات المصرية صلاح نصر مذكرات مفصلة لكنه لم يشر إلى برونر. وكذلك فعل رئيس المخابرات السورية سيئ السمعة عبد الحميد السراج، الذي لم يتحدث أبدا عن أسراره العديدة بعد مغادرته سوريا في عام 1961. كان السراج خبيرا في التعذيب في السجون السورية قبل الوحدة في عام 1958 وكان عليه أن يلتقي برونر خلال رحلات عمله العديدة إلى القاهرة. توفي السراج في مصر في سبتمبر 2013، دون أن ينطق بكلمة واحدة عن برونر. وربما كان خليفة السراج شرف الدين زعبلاوي، الذي توفي في عام 2018، يعرف برونر أيضا.
علي دوبا، رئيس الاستخبارات العسكرية السورية من السبعينيات وحتى التسعينيات، لا يزال على قيد الحياة وربما يكون الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقول من الذاكرة بالضبط ما هي الخدمات التي قدمها برونر لسوريا، لكن الرجل البالغ من العمر 90 عاما نادرا ما تحدث إلى الصحافة ولم يتحدث أبدا إلى وسائل الإعلام الأجنبية. إذا كان دوبا يعرف أي شيء عن برونر، فمن المحتمل أن يأخذ المعلومات معه إلى القبر.
مستحيل أن نعرف إلى أي مدى رأى برونر أن إرث تكتيكاته الوحشية يؤتي ثماره. لكن لا شك في أن المحققين السوريين اليوم – وهم أصغر من أن يتذكروا برونر أو حتى يعرفون من هو – يطبقون بعض الأساليب نفسها ضد مواطنيهم التي استخدمها النازيون ضد اليهود.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مجلة "نيو لاينز"
=============================
الصحافة التركية :
صباح التركية: إعلان أردوغان بشأن سوريا “شجاعة
https://www.zamanarabic.com/2022/08/22/صحفي-تركي-إعلان-أردوغان-بشأن-سوريا-شج/
أنقرة (زمان التركية) – أثنى الصحفي التركي مليح ألتينوك، على إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان عن وجود اتصالات بين أجهزة الاستخبارات التركية ونظيرتها السورية.
اعتبر ألتينوك في مقال أن الكشف عن العلاقة مع حكومة الأسد على مستوى أجهزة المخابرات “أمر مناسب، وكان شجاعا” رغم اعتراضات أولئك الذين يفضلون استمرار الوضع الراهن.
وأكد الكاتب في صحيفة “صباح” الموالية للحكومة التركية ألتينوك أنه: قريبا، قد يبدأ أنصار حزب حزب الشعب الجمهوري في الاتصال بـ_حكومة بشار_ الأسد ، استعدوا .
كما أشار ألتينوك إلى أنه يؤيد أيضا التقارب بين أنقرة وتل أبيب، الذي تم من خلاله إعادة سفراء البلدين.
طرحت حكومة حزب العدالة والتنمية مؤخرا رسائل معتدلة بشأن نظام الرئيس بشار الأسد. ومؤخرا دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى تسوية سياسية بين النظام والمعارضة.
وبعد أن تحدث الرئيس التركي عن وجود علاقات مع سوريا على مستوى أجهزة المخابرات ذكر أنه يأمل في ترقية مستوى العلاقات إلى ما هو أعلى، وقال أردوغان، إن بلاده غير مهتمة بهزيمة نظيره السوري، بشار الأسد، أو انتصاره في الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من 10 سنوات، واعتبر أنه يتوجب على أنقرة المضي قدما نحو إجراءات على مستويات أعلى مع دمشق.
وخلال حديث مع الصحفيين أثناء عودته من أوكرانيا، أعرب أردوغان عن آماله في أن تشهد الفترة المقبلة إقرار سوريا دستورا جديدا، واتخاذ إجراءات ستحل مشكلات الشعب.
وواصل أردوغان قائلا: “العالم بأسره أدرك مدى احتياجنا للدبلوماسية. لطالما كنا جزء من الحل وأخذنا على عاتقنا مسؤولية حل الأزمة السورية. هدفنا هو إقرار السلام بالمنطقة وحماية بلدنا من مخاطر وتهديدات هذه الأزمة”.
يذكر أن أردوغان وعد في بداية الأزمة السورية بالعمل على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وتعهد للمعارضة بـ الصلاة قريبا في الجامع الأموي بالعاصمة دمشق.
=============================
الصحافة الفرنسية :
لوفيغارو: لهذا يغازل أردوغان النظام في دمشق
https://www.alquds.co.uk/لوفيغارو-لهذا-يغازل-أردوغان-النظام-في/
باريس- “القدس العربي” تحت عنوان: “أردوغان يغازل مع النظام في دمشق”، قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن الرئيس التركي الذي دعم بقوة المعارضة ضد بشار الأسد، لم يعد اليوم يستبعد الاقتراب من رئيس النظام السوري.
لوفيغارو” أشارت إلى أن تركيا دعت من خلال وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، مرتين في غضون عشرة أيام من أجل “المصالحة” بين المعسكرين. حتى أن رئيس الدبلوماسية التركية خلال خطابه الأول، أحدث مفاجأة عندما كشف أنه التقى نظيره السوري فيصل المقداد في أكتوبر الماضي، على هامش قمة حركة عدم الانحياز في بلغراد. ويأتي هذا التحول في موقف تركيا أيضا بعد وقت قصير من لقاء أردوغان في 5 أغسطس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يضغط على نظيره التركي من أجل أن يطبّع العلاقات مع بشار الأسد، حليف موسكو.
تتابع الصحيفة الفرنسية القول إنه بالنسبة للصحافة التركية المعارضة، لا شك أن هذه الإشارات الجديدة من أنقرة، المصاحبة لمصالحة شاملة مع أعداء إقليميين آخرين (إسرائيل، مصر، الإمارات) لها بعد داخلي، مع اقتراب موعد  الانتخابات الرئاسية في تركيا عام 2023، وفي وقت تمر البلاد بأزمة مالية غير مسبوقة منذ وصول حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) إلى السلطة في عام 2002.
يرى الصحافي مراد يتكين أن “حزب العدالة والتنمية يهدف للعب على عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم”، بعد أن  وجد حوالي 3.7 مليون منهم ملاذا في تركيا، البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، وذلك كنتيجة مباشرة لسياسة الباب المفتوح، التي دعا لها أردوغان في بداية الحرب السورية، قبل أحد عشر عاما. في ذلك الوقت، راهن الرئيس التركي على سقوط سريع لبشار الأسد. وقدمت حكومته دعما ثابتا لفصائل المعارضة المسلحة، كما رحبت  بالمنشقين.
لكن الجمود في الصراع، إلى جانب الاستياء المتزايد ضد سوريا بين السكان، يدفعه اليوم (أردوغان) إلى مراجعة خطابه. كما يجد الرئيس أردوغان نفسه تحت ضغط متزايد من حلفائه السياسيين في حزب الحركة القومية المتطرف، الذي أصرّ رئيسه دولت بهجلي، قبل أيام قليلة، على أن “إعادة الحوار بين تركيا والنظام السوري يجب النظر فيه بشكل جدي” ووصفت تصريحاته على الفور بأنها “ضوء أخضر للحوار مع النظام السوري” من قبل الصحافة الموالية للحكومة.
وتواصل لوفيغارو أنه بالإضافة إلى مسألة عودة اللاجئين، يبدو أن هناك شاغليْن رئيسيين في قلب المفاوضات التركية السورية: تعزيز المنطقة العازلة في شمال سوريا، والقتال ضد عناصر حزب العمال الكردستاني الأكراد. بفضل العديد من التوغلات العسكرية التي نُفذت منذ عام 2016، تمكنت أنقرة تدريجياً من تعزيز ما يسمى بالمحيط “الآمن” على طول حدودها، والذي يسكنه بشكل أساسي العرب السنة النازحون داخليا والذين فروا من انتهاكات النظام العلوي السوري. فمنذ عدة أسابيع، أرجأت السلطات التركية عملية جديدة ضد القوات الكردية، على أمل الحصول على موافقة دمشق، أو على الأقل موافقة موسكو.
وتقول الصحيفة الفرنسية، إن الفكرة بحسب بعض المراقبين، هي تجديد الاتصال مع بشار الأسد للحصول على شراكة رئيسية في محاربة الميليشيات الكردية، المتهمين بالتواطؤ مع حزب العمال الكردستاني. ويعد ذلك بمثابة نعمة كبيرة للأسد؛ لأنه استخدم الحرب في سوريا للهندسة العرقية. فقبل الحرب، كان العرب السنة يشكلون أكثر من ثلثي سكان سوريا، لكنهم الآن يشكلون أقل من النصف. في المقابل، يمكن للأسد أن يعرض إعادة وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى سيطرته. إنها صفقة جيدة لأردوغان وتركيا، كما يلاحظ سونر كاجابتاي، مدير برنامج تركيا في معهد واشنطن، في مقابلة مع “عرب نيوز”.
لكن بيرم بالسي، مدير المعهد الفرنسي لدراسات الأناضول، يقول: “ما زلنا بعيدين عن المصالحة.. التصريحات التركية الأخيرة ليست واقعية ولا متماسكة، وهي أكثر من تنازل زائف لفلاديمير بوتين، في وقت يلعب أردوغان على حبل مشدود بين كييف وموسكو.. ليس لتركيا ما تكسبه من التقارب مع النظام السوري. وبشار الأسد ليس في وضع يسمح له بالسيطرة على حزب العمال الكردستاني”.
واعتبرت “لوفيغارو” أنه إذا تصالحت أنقرة غداً مع دمشق، فلن يقف اللاجئون السوريون مكتوفي الأيدي. والمظاهرات الأخيرة في شمال سوريا الواقع تحت سيطرة الثوار المناهضين للأسد، للتنديد بالمبادرة التركية الجديدة، تظهر مدى السرعة التي يمكن أن تتدهور بها هذه المبادرة.
=============================