الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22/10/2016

سوريا في الصحافة العالمية 22/10/2016

23.10.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة البريطانية : الصحافة العبرية : الصحافة التركية والألمانية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست :الحرب السورية.. في الانتخابات الأميركية
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=91590
ميكا زينكو
الاتحاد
خلال المناظرة التي جمعت المرشحين لمنصب نائب الرئيس مساء الرابع من أكتوبر الجاري، وقع بين مديرة المناظرة والمرشحين «الجمهوري» و«الديمقراطي» حوارٌ قصيرٌ يعكس جيداً الارتباك والغموض اللذين يلفان مهمات عسكرية جديدة قد تقودها الولايات المتحدة في سوريا، ويُظهر نوعاً من الخطاب غير الدقيق الذي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى دخول الولايات المتحدة حرباً يعارضها الأميركيون.
فبعد مرور قرابة نصف المدة المخصصة للمناظرة، سألت مديرةُ المناظرة «إيلين كويجانو» حاكمَ ولاية إنديانا مايك بانس (عن الحزب الجمهوري) والسيناتور تيم كاين (عن الحزب الديمقراطي) حول الحرب هناك فقالت: «50 ألف شخص، 100 ألف منهم أطفال، محاصَرون في حلب في سوريا اليوم. القنابل المدمرة للملاجئ، والقنابل العنقودية، والأسلحة الحارقة تلقى عليهم من قبل الجيشين الروسي والسوري. فهل تقع على الولايات المتحدة مسؤولية لحماية المدنيين ومنع وقوع إصابات جماعية بهذا الحجم؟».
«بانس» شدّد أولاً على ضرورة زيادة عديد الجنود في الجيش الأميركي بشكل كبير، وهو ما يمثّل اقتراحاً سياسياً محيراً في الواقع بالنظر إلى أن دونالد ترامب لا يؤيد نشر أي جنود أميركيين في سوريا، قبل أن يضيف قائلاً: «ينبغي علينا أن نشرع في الانكباب على هذا الأمر بقيادة أميركية قوية».
سجال «المنطقة الآمنة»
ولكن ما الذي كان يقصده بانس؟ «ما ينبغي على الولايات المتحدة أن تقوم به في الوقت الراهن هو الانكباب فورا على إقامة مناطق آمنة حتى تستطيع العائلات الهشة التي لديها أطفال مغادرة تلك المناطق، والعمل مع شركائنا العرب الآن من أجل تحقيق ذلك». ولكنه لا يوضح في أي مكان داخل سوريا سيتم إنشاء هذه المناطق بشكل فوري، ولا من سيتولى الدفاع عن حدودها من المعتدين، ولا من هم الشركاء العرب، ولا كيف ستضمن هذه القوة الميدانية المجهولة عدم استعمال تلك المناطق من قبل المقاتلين.
أما «كاين»، فقد ربط بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولكنه قال في النهاية: «بخصوص حلب، قلتُ إننا متفقان بالفعل على ضرورة إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا».
غير أنه باتفاقه مع «بانس»، خلط «كاين» مقترح حاكم ولاية إنديانا بخصوص إقامة منطقة آمنة مع مقترحه الخاص بإقامة منطقة إنسانية. والواقع أنه ينبغي أن نعذر المشاهدين العاديين إذا اعتقدوا أنه لا يوجد فرق بين المقترحين، غير أنه بالنسبة للمرشحين، والحملتين اللتين يمثلان، يشكّل هذا خلطاً وإرباكاً لا مبرر له بخصوص السياسة العسكرية، بعد مرور أكثر من خمس سنوات على الحرب الأهلية السورية، وعلى بعد أقل من شهر على موعد الانتخابات الرئاسية.
حظر جوي أم ممرات آمنة؟
والواقع أنه لا يوجد تعريف محدد لـ«منطقة آمنة» في العقيدة العسكرية الأميركية، ولا في عقيدة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، غير أن نوع المنطقة التي يبدو أن «بانس» يحاول وصفها تتعلق أكثر بما يسميه البنتاجون منطقة منزوعة السلاح: «منطقة محددة تُمنع فيها مرابطة قوات عسكرية أو تركيزها، أو إقامة منشآت عسكرية من أي نوع أو الإبقاء عليها». وتنبغي الإشارة هنا إلى أن مثل هذه المنطقة لا يمكن أن تضم، بالتعريف، أعضاء من المعارضة المسلحة.
وبالمقابل، فإن منطقة إنسانية من النوع الذي كان يتحدث عنه «كاين» كثيراً ما تكون مرتبطة بالممرات الآمنة، وهي طرق ممنوعة على المسلحين ومحددة للتنقل أو مناطق محددة تستطيع فيها المنظمات الإنسانية العمل من دون تدخل من أجل توفير المساعدة للمدنيين.
تعريفات غائبة
وزيادةً في الإرباك، قالت «كويجانو» بعد ذلك: «أشرتَ إلى منطقة حظر جوي أيها الحاكم بانس» ثم سألته كيف يعتزم الإبقاء على هذه «المنطقة الآمنة» آمنة. والواقع أن بانس لم يأتِ أبداً على ذكر منطقة حظر جوي، وهي أيضاً منطقة غير معرّفة في عقيدة الأمم المتحدة أو العقيدة العسكرية الأميركية، ولكن المقصود بها عادة منطقة جغرافية محددة تحظر فوقها عمليات عسكرية جوية معينة. ولكن بانس لم يجب بشكل مباشر، لافتاً إلى كيف أن إدارة أوباما «أنتجت اعتداء روسيا».
معضلة «الفيتو»
ولكن «كويجانوا» لم تستسلم لهذا الجواب وحاولت من جديد: «كيف ستشتغل هذه المناطق الآمنة بالضبط؟». فأجاب «بانس» قائلاً: «المناطق الآمنة ينبغي أن تكون... هناك إطار لهذا الأمر يعترف به المجتمع الدولي. وعلى الولايات المتحدة الأميركية أن تكون مستعدة للعمل مع حلفائنا في المنطقة من أجل خلق طريق للمرور الآمن، ولحماية الناس في تلك المناطق، بما في ذلك باستعمال منطقة حظر جوي».
الآن، لنوضح هذا الجواب بإيجاز. إن «المجتمع الدولي» الوحيد الذي يمكن أن يعترف بمثل هذا التدخل في بلد آخر هو مجلس الأمن الدولي، الذي وافق على مثل هذا القرار الذي يؤيد إقامة منطقة حظر جوي في ليبيا في 2011، في إطار الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة. ولكن نظرا لقدرة روسيا على استعمال حق النقض «الفيتو» ضد مثل هذا القرار، باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، فإنه من شبه الأكيد أن التدخل الذي يقترحه بانس لن يكون «معترفا» به.
حماية المدنيين
ثم إن «طريقا لمرور آمن» من أجل «حماية الناس في تلك المناطق» يعني ضمنياً أن المدنيين لن يكونوا محميين إلا عندما يكونون في طريقهم إلى مكان ما، في هذه الحالة إلى منطقة آمنة على ما يبدو، ولكن ربما أيضا إلى مكان آخر، مثل نقاط المراقبة الحدودية. كما أنه لا توجد تفاصيل تحدّد موقع تلك الطرق بالضبط، أو – مرة أخرى – مَن من بين «الآخرين في المنطقة» سيسهر على فرض احترام هذه المناطق، أو كيف سيقومون بذلك. هذه المهمة يبدو أنها تشمل استعمالا كبيرا لجنود المشاة، وتحركا ميدانيا، وإسنادا جويا لمواكبة وتأمين قوافل مركبات المدنيين والمركبات الإنسانية. ومما لا شك فيه أنه ستكون ثمة حاجة أيضاً لقوات مستعدة لفرض احترام منطقة حظر جوي فوق الطرق نفسها أو فوق مناطق محمية غير محددة جغرافيا. ولكن بانس لم يقدم أي تفاصيل حول أي من هذه المسائل.
الهروب من الإجابات
واللافت أيضا أن المرشحين لمنصب نائب الرئيس تحاشيا الإجابة على السؤالين الأهم المتعلقين بالمهمات العسكرية التي كانا يتحدثان عنها، وهما: هل سيشمل فرضُ احترام المناطق الآمنة أو الإنسانية أو مناطق الحظر الجوي مهاجمةَ مصادر عسكرية روسية تهدد أو تخرق تلك المناطق المحظورة؟ وهل سيشمل فرضُ احترام تلك المناطق مهاجمةَ أعضاء المعارضة المسلحة الذين يهددون أو يخرقون تلك المناطق المحددة؟ الواقع أن الكيفية التي سيجيب بها المرشحان على هذين السؤالين هي التي ستكشف ما إن كانا جادين بشأن حماية كل المدنيين من كل أشكال القتل، أو ما إنْ كانا يؤيدان تصعيد الأعمال العدائية بين الجيشين الأميركي والروسي داخل سوريا، أو ما إنْ كانا يدعمان ضمنياً توفير دعم عسكري لمصلحة بعض أعضاء المعارضة المسلحة الملتزمين بإسقاط نظام بشار الأسد.
ارتباك واضح
ومما لا شك فيه أن التصريحات التي وردت في هذه المناظرة ينبغي فهمها في سياق السياسات التي وُصفت خلال الحملة بشكل عام، ولكن هذا لا يعفيهما من التسبب في قدر كبير من الإرباك. فهيلاري كلينتون قالت في عدة مناسبات إنها تؤيد إقامة «منطقة حظر جوي» و«منطقة آمنة»، مشيرةً إلى أن ذلك «يمنحنا بعض التأثير في مفاوضاتنا مع روسيا» و«تأثيرا إضافيا أبحث عنه في مساعينا الدبلوماسية مع روسيا»، ولكنها لم تقدم أي تفاصيل إضافية. ومن جانبه، لم يشر ترامب أبدا إلى أنه يؤيد إقامة «منطقة حظر جوي»، حيث قال عنها في أكتوبر الماضي: «لا أعتقد ذلك. أعتقد أن ما أريد القيام به هو أنني أريد التريث ورؤية ما سيحدث».
مهمات مُرتجلة!
وخلاصة القول إن على مديري المناظرات أو المستجوِبين ألا يسمحوا للمرشحين لمنصب القائد الأعلى للقوات بالإشارة إلى مهمات عسكرية مختلفة بشكل مرتجل من دون الضغط عليهما لتقديم تفاصيل حول كيف يعتزمان القيام بذلك. فالمنطقة الإنسانية ليست هي المنطقة الآمنة، والمنطقة الآمنة مختلفة عن منطقة حظر جوي. ذلك أن كل واحدة من هذه المهمات تتطلب مستويات مختلفة من الالتزام العسكري، وحقوق تحليق مختلفة فوق البلدان، ودرجات مختلفة من الدعم الوجيستي والتحليلي. كما أنها ستؤثر على المحاربين في الحرب الأهلية السورية بشكل مختلف.
كما ينبغي على المتنافسين الجادين لأعلى منصب في الولايات المتحدة، اللذين يسعيان لقيادة الجيش، ألا يستعملا هذه المهمات العسكرية كما لو كانت مترادفات لشيء واحد، وبدون اعتبار لكلفتها وعواقبها المحتملة. أما إذا فعلا، فينبغي على وسائل الإعلام في تلك الحالة أن تساعد الأميركيين، الذين سيتعين عليهم تنفيذ أي عملية يأمر بها القائد الأعلى المقبل للقوات، على تحديهم ومحاسبته على هذا الأمر.
*باحث أميركي، زميل «مركز العمل الوقائي» بمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
إذا كان المرشح لمنصب نائب الرئيس على بطاقة «ترامب» يتحدث باسم زميله في السباق بالفعل، فيمكن القول إنه أعلن عن سياسة جديدة لحملة ترامب في المناظرة. ويذكر هنا أن ترامب كان قد قال في وقت سابق إنه يؤيد إقامة «منطقة آمنة للناس... حتى يستطيعوا... العودة إلى من حيث أتوا».
ميكا زينكو*
 
=======================
«وول ستريت جورنال» تكشف ما تحضره أمريكا للرقة
http://asianewslb.com/?page=article&id=39722
 كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الولايات المتحدة بدأت بالتزامن مع معركة الموصل البحث في إنشاء قوة عسكرية من أجل استعادة مدينة الرقة في سوريا.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين أميركيين كبار التقوا خلال الأسابيع الماضية أعضاء في التحالف الدولي ضد "داعش" بمن فيهم تركيا وقادة كرد في سوريا وبريطانيا في محاولة للتوصل إلى اتفاق لشن هجوم قريب على الرقة، لافتةً إلى أن المسؤولين يبحثون مقاربة عسكرية مماثلة لمعركة الموصل في الرقة. وتابعت "إن بعض المسؤولين الأميركيين يأملون في شن معركة الرقة بسرعة بحيث لا يستطيع مقاتلو "داعش" الانسحاب من الموصل في ظل هروب بعضهم في الأسبوع الماضي"، كما نقلت عن مقاتل في التنظيم ومسلحين سوريين.
ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى جهود أميركية معقدة للوصول إلى إجماع حول خطة معركة الرقة، مع معارضة الأتراك الاقتراحات الأميركية بمشاركة قوة كردية في الهجوم وتمسكهم بـ "المقاتلين العرب" لقيادة العملية. ونقلت عن مسؤولين غربيين أن "القوة الكردية قد تزيد الصراع العرقي في المدينة ذات الغالبية العربية وأن احتمال حصول هجوم بقيادة كردية بدأ بالفعل يدفع بالمقاتلين العرب إلى صفوف "داعش". وقالت "وول ستريت جورنال" إن المسؤولين الأميركيين يشككون في قدرة تركيا على تدريب وتسليح عدد كاف من "المقاتلين العرب" ليحلوا مكان المقاتلين الكرد الذين يملكون قدرات فعالة على الأرض. وقال مسؤول أميركي رفيع للصحيفة "نشعر بضرورة الإسراع لممارسة المزيد من الضغط على الرقة من أجل عزلها على الأقل"، مضيفاً "أنه من المهم المباشرة بالرقة عاجلاً أم آجلاً. لكن الأتراك لا يشعرون بنفس الطريقة إزاء ضرورة الاستعجال". من جهة ثانية، تحدثت "وول ستريت جورنال" عن أن خطط تجنيد المقاتلين العرب هي الأخرى تواجه الكثير من التعقيدات.
========================
معهد واشطن :الدروز والرئيس الأسد: حلفاء استراتيجيون
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-druze-and-assad-strategic-bedfellows
فابريس بالونش
20 تشرين الأول/أكتوبر 2016
على الرغم من أن الدروز يشكلون أقلية صغيرة نسبياً في سوريا وسعوا إلى تجنب التدخل بصورة أعمق في الحرب الدائرة في البلاد، إلا أن مكانتهم الاستراتيجية في المنطقة الجنوبية الجبلية من "جبل الدروز" تمنحهم بالضرورة النفوذ للتأثير على الجهات الطامحة إلى السيطرة على مستقبل سوريا. وحتى وقت قريب، تسنّت للمعارضة العربية السنية فرص متعدّدة للاستفادة من هذا النفوذ نظراً لأن ولاء الدروز لنظام الرئيس الأسد كان محدوداً في أحسن الأحوال. غير أن الأسد نجح في استغلال مخاوف هذه الطائفة وإقناعها بالتعاون معه بفاعلية أكبر للدفاع عن مركز دمشق، مستفيداً بالدرجة الكبرى من سلسلة أخطاءٍ ارتكبها المتمردون.
المكانة الاستراتيجية للدروز
اعتباراً من 2010، الذي هو العام الأخير الذي توفرت فيه أرقام موثوقة عن التعداد السكاني في البلاد، كان يعيش في سوريا حوالي 700,000 مواطن درزي، أي ما يعادل 3 في المائة من إجمالي عدد السكان. وكانت غالبيتهم تعيش في محافظة السويداء، التي بلغ عدد سكانها [آنذاك] 375,000  نسمة - 90 في المائة منهم دروز، و 7 في المائة مسيحيون، و 3 في المائة من السنة. كما كان هناك 250,000  درزي آخر يقيمون في دمشق وضواحيها (جرمانا، صحنايا، وجديدة عرطوز)، بالإضافة إلى 30,000  درزي على الجانب الشرقي من "جبل حرمون" و 25,000  في أربعة عشر قرى في "جبل السماق"، شمال شرق إدلب. وقد غيّرت الحرب التوزيع السكاني في الجنوب بشكل كبير، حيث شُرِّد 100,000  شخص من السنة داخل البلاد، وهاجروا بعد ذلك إلى "جبل الدروز". وقد فرَّ الكثير من دروز دمشق إلى جنوب البلاد أيضاً، مباشرة بعد أن أصبحت منطقة العاصمة غير آمنة.
تضطلع ضواحي دمشق الدرزية بدور رئيسي في الدفاع عن المدينة كونها تحيط بالبلدات الخاضعة [لسيطرة] المتمردين على غرار بلدة داريا، وتشكل حاجزاً فاصلاً يقطع الاتصال بين المناطق السنية في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية. وعلى نحو مماثل، تشكل القرى الدرزية في جبل حرمون معقلاً للموالين للنظام عند الأطراف الجنوبية الشرقية للعاصمة وتسمح للجيش السوري بالبقاء على اتصال مع مرتفعات الجولان. كما تمنع ارتباط المتمردين في محافظة درعا مع أولئك في القلمون شمالي شرقي دمشق. وفي الوقت نفسه، يشكل "جبل الدروز" منطقة عازلة في جنوب العاصمة، ويحافظ على الرابط البري الرمزي بين سوريا والأردن. ويأمل النظام بأن يمنع هذا العازل دون دخول المزيد من المتمردين إلى البلاد من تلك الجهة. بالإضافة إلى ذلك، تسهم القواعد الجوية العسكرية في المنطقة في الدفاع عن مواقع الجيش السوري في محافظة درعا. وعلى نطاق أوسع، يشكل المعقل الجبلي تهديداً مستمراً لقوات المتمردين في تلك المحافظة.
[وبما أن] الجيش السوري لا يشارك بقوة في الدفاع عن "جبل الدروز"، فإن الجزء الأكبر من هذه المهمة يقع على عاتق حوالى 10,000 عنصر من الميليشيات المحلية؛ فهؤلاء يعرفون المنطقة جيداً ولديهم حافز أكبر للدفاع عن وطنهم من دفاعهم عن النظام في حلب أو حمص. وفي الواقع، إن الاتفاق غير الرسمي الذي توصل إليه الأسد مع الزعماء الروحيين للطائفة الدرزية أو "شيوخ العقل" نصّ على إبقاء المجندين الدروز في محافظة السويداء، مع الإشارة إلى أن الأسد يعتمد اعتماداً كبيراً على هؤلاء الزعماء للتحكم بالدروز.
هجمات المتمردين على الدروز
ظهر التوتر مع المعارضة السنية في درعا في وقت مبكر من عام 2011 حينما بدأ بعض المتظاهرين والمتمردين المسلحين بإطلاق شعارات تربط الدروز بالأسد وتصفهم بالزنادقة (بتحريضٍ من الزعماء الدينيين السنة المتطرفين في غالب الأحيان). وقد تم أخذ بعض القرويين الدروز كرهائن وأُفرج عن بعضهم لقاء فدية أو تم قتلهم؛ وفي كانون الأول/ديسمبر 2012، على سبيل المثال، قامت «جبهة النصرة» [التي غيّرت اسمها لـ «جبهة فتح الشام» بعد فك ارتباطها بـ تنظيم «القاعدة» كما ادّعت] باختطاف أحد كبار أعيان الدروز المدعو جمال عز الدين مع ستة عشر من رفاقه. وفي ذلك الوقت، كانت تربطه علاقات جيدة مع كل من مسؤولي النظام والمعارضة، ولكنه قُتل بعد بضعة أشهر.
أما في المناطق الأخرى، فتعرضت ضاحية جرمانا في دمشق إلى هجمات عنيفة منذ ربيع عام 2012. وفي خريف ذلك العام شنّت فصائل المتمردين بقيادة «جبهة النصرة» هجوماً على "جبل الدروز". ورداً على ذلك، تخلى الدروز عن موقفهم الحيادي السابق وشكلوا ميليشيا محلية بمساعدة الجيش السوري.
ومنذ ذلك الحين، لم تنفك «جبهة النصرة» عن القيام بهجمات منتظمة على "جبل الدروز"، من بينها معركة ضروس وقعت في الربع الشمالي الغربي في الفترة بين 17 و20 آب/أغسطس 2014، وبرزت فيها ميليشيا "الشيخ وحيد البلعوس"، التي كانت موالية للنظام في ذلك الوقت، بفضل الجهود التي بذلتها في تلك المواجهة. وفي حزيران/يونيو 2015، وبالتزامن مع هجوم «جيش الفتح» على شمال غرب سوريا، حاول متمردون ينتمون إلى «الجبهة الجنوبية» السيطرة على مطار الثعلة العسكري الذي يشكل ركيزة أساسية في الدفاع عن السويداء، إلا أن الجيش السوري والميليشيات الدرزية وقفت لهم بالمرصاد، بينما قاتل بعض هذه المليشيات بضراوة لحماية عاصمة المحافظة. إن هذا التطور ملفت بشكل خاص إذا تَذَكر المرء أن دروز السويداء ثاروا ضد النظام في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2000 مما أدى إلى [قيام الجيش السوري] بشن حملة عسكرية ضدهم خلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى.
نبذ المتمردين
حين بدأت الانتفاضة السورية تتنامى في ربيع عام 2011، كان الوضع في "جبل الدروز" متأججاً، حيث استمد السكان إلهامهم من ذكرى الزعيم الدرزي سلطان الأطرش الذي ثار ضد الاحتلال الفرنسي في عام 1925. فانطلقت الاحتجاجات في السويداء، إلا أن الأجندة السياسية المختلفة للمعارضة السنية (الصادرة عن "المجلس الوطني السوري" ومن ثم "الائتلاف الوطني السوري") لم ترقَ إلى توقعات الدروز. ولم يأتِ أحدٌ على ذكر العلمانية التي يجد فيها الدروز الضمانة الوحيدة لأمنهم، بل أن مجلس المعارضة تبنى مفهوم "الدولة المدنية" الذي يعني في المصطلحات الإسلامية دولةً إسلامية خاضعة لأحكام الشريعة. ولا يزال انعدام الثقة تجاه المتمردين مرتفعاً حتى اليوم بسبب الحملات الدعائية التي يقوم بها النظام، والتي غالباً ما يتم فيها الاستشهاد بالفتاوى الشهيرة للعلاّمة السني ابن تيمية التي تدعو إلى إبادة الدروز.
ولكن عندما بدأ التمرد، بقي بعض الدروز متأملاً بالانضمام إلى القتال. وفي آب/أغسطس 2011، انشق الملازم أول الدرزي خلدون زين الدين عن الجيش السوري وشكل تنظيم مسلح معادٍ للأسد أطلق عليه اسم "كتيبة سلطان باشا الأطرش". وسرعان ما انضمت هذه الجماعة إلى تنظيمات المتمردين السنة في درعا. وشارك التنظيم في عدة هجمات ضد أهداف تابعة للنظام في "جبل الدروز" ولكنه فشل في كسب تأييد كبير من السكان المحليين. وفي عام 2013، اعتقلت «جبهة النصرة» أعضاء الكتيبة وحكمت عليهم بالإعدام ولكن تم في النهاية إطلاق سراحهم بفضل تدخل جماعات متمردة أخرى، ولكنهم شعروا بأنهم مضطرين إلى الفرار إلى الأردن. وقد خلّفت هذه المرحلة جروحاً عميقة وأقنعت الكثير من الدروز بأنهم ليسوا موضع ترحيب في الثورة. وقد اعتبر المتمردون عموماً أن أي مشاركة درزية تفتقر إلى الصدق، وفي بعض الحالات كان اعتناق المذهب الإسلامي السني السبيل الوحيد الذي أنقذ الدروز المحليين من الموت. وفي عام 2015 أرغمت «جبهة النصرة» سكان "جبل السماق" على تدمير مقاماتهم الدينية واعتناق المذهب السني.
مغريات الانشقاق
في الوقت نفسه، لا يزال الحل المتوفر أمام الدروز بربط مصيرهم كلياً بمصير الأسد حلاً غير مرضٍ لأن سقوط الأسد سيترك الدروز في مهب الريح. وتمثل إحدى الحلول البديلة التي تم النظر فيها في الماضي في إقامة منطقة مستقلة في "جبل الدروز" مع حدود مفتوحة مع الأردن تحت حماية دولية. وبدأت إمكانية تحقيق هذا الخيار تبدو أكثر تيسّراً حين بدا الجيش السوري على وشك الانهيار في ربيع عام 2015.
لقد كان "الشيخ البلعوس" أحد الدروز الأوائل الذين شكّلوا ميليشيات موالية للنظام، وبحلول عام 2014 نجح في تمييز نفسه في اشتباكات متعددة على غرار "معركة داما". وقد طلب من الأسد تزويد ميليشيات "جبل الدروز" بأسلحة ثقيلة للدفاع بفعالية أكبر عن المنطقة، ولكنه دخل في الوقت نفسه في النقاش السياسي ليعبّر عن مخاوف أبناء طائفته من خلال انتقاد غلاء المعيشة والفساد المستشري وتجنيد الرجال الدروز للقتال على الخطوط الأمامية خارج "جبل الدروز". وبحلول حزيران/يونيو 2015، ازداد عدد أفراد عناصر الميليشيا التابعة له إلى حوالي1,000  مقاتل، وكان يتلقى التمويل اللازم لشراء الأسلحة من جهات خارجية، بما في ذلك من الدروز الإسرائيليين القلقين على مصير إخوانهم في سوريا. ولكن في الخامس من أيلول/سبتمبر من ذلك العام، اغتيل "الشيخ البلعوس" في ظروف غامضة وتم حل ميليشايته.
ليس هناك شك في أن نظام الأسد مسؤول عن مقتل "البلعوس"، والسبب المرجح هو أنه أصبح طموحاً جداً في انفصال "جبل الدروز" عن الدولة. وفي حزيران/يونيو 2015، على سبيل المثال، وقف "البلعوس" وكتيبته على الحياد عندما حاول المتمردون بقيادة «جبهة النصرة» احتلال مطار الثعلة؛ وقد حثّ الدروز على الاستيلاء على مواقع الجيش ومباني الحكومة عوضاً عن القتال لصدّ الهجوم ولكنهم لم يفلحوا في ذلك. لعله ظنّ في ذلك الوقت أن الجيش كان يهمّ بالخروج من "جبل الدروز" نظراً للهجمات الناجحة التي نفّذها المتمردون في محافظة إدلب وفي محيط درعا (على سبيل المثال، سقطت البلدة الجنوبية الرئيسية "بُصرى الشام" في آذار/مارس من ذلك العام). ولعله كان قد شعر أيضاً أن سقوط الأسد بات وشيكاً ربما من خلال السماح لـ "البلعوس" بأن يصبح زعيماً على منطقة درزية آمنة. ولكن في كافة الأحوال، أدّى مصرعه والتدخل الروسي الذي أعقبه بفترة وجيزة إلى قلب موازين القوى بالكامل على الأرض، ولذلك من المستبعد أن يغامر الدروز بتنفيذ المزيد من المحاولات الانفصالية في أي وقت قريب.
الخاتمة
كما تبدو الأمور، سوف يكون من الصعب فصل "جبل الدروز" عن نظام الأسد بقوة الإقناع وحدها. ولا يمكن كسب ولاء الدروز ما لم تنقطع صلتهم عن دمشق، وحتى في هذه الحالة سيحتاجون إلى ضمانات ملموسة فعلية بأن القوى الدولية ستحميهم من التنظيمات الجهادية مثل «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية». [وفي الواقع]، لا يريد أهالي "جبل الدروز" أن يلقوا المصير نفسه الذي لقيه إخوانهم في الدين في "جبل السماق". ومن هذا المنطلق، إذا كانت واشنطن وحلفاؤها يريديون لهذه الأقلية الاستراتيجية أن تلعب أي دور في الإطاحة بالنظام أو في إنهاء الحرب بشروط ميسّرة، فلا بد لهم من طمأنة الدروز المحليين بشكل واضح بأنّ لديهم مستقبل آمن في في سوريا من دون رعاية الأسد.
فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
========================
دفينز نيوز :بناء سوريا من عظام داعش
http://altagreer.com/بناء-سوريا-من-عظام-داعش/
نشر في : السبت 22 أكتوبر 2016 - 01:49 ص   |   آخر تحديث : السبت 22 أكتوبر 2016 - 01:49 ص
دفينز نيوز – التقرير
إن هزيمة تنظيم الدولة، يجب أن يتم ربطها بميلاد الدولة السورية بعد رحيل الأسد، والتي تتميز بالتعددية وحكم القانون والحكم المحلي القوي والمصالحة وإعادة الإعمار، فالخطوة الأولى هي هزيمة داعش، أما الخطوة الثانية فهي تمكين المعارضة السورية المعترف بها من قبل المجموعة الدولية لدعم سوريا من دخول شرق سوريا، والتواصل مع المجالس المحلية وتأسيس حكومة تدير المناطق المحررة، والخطوة الثالثة هي اعتراف الولايات المتحدة وشركائها بالإدارة كحكومة للجمهورية العربية السورية، والخطوة الرابعة هي عرض الحكومة التفاوض مع حاشية بشار الأسد.
إن تحديد خط سير داعش من الرقة ودير الزور ومناطق أخرى مأهولة بالسكان في شرق سوريا، يجب أن يوضع ببساطة في خدمة الانتقال السياسي السوري؛ فقد دمر الأسد وروسيا العملية الدبلوماسية التي بدأت في فيينا قبل عام من الآن، وهما – بدعم من إيران – منشغلان في عملية قتل جماعي تتركز في حلب، وبينما تحاصر العملية العسكرية الكسولة التي تقودها الولايات المتحدة داعش في شرق حلب، تنتج وحشية روسيا والأسد مجندين لحساب “الخليفة” المصطنع حول العالم.
عند نقطة ما سيتم هزيمة داعش في سوريا، ولكن على يد مَن؟ هذا هو ما لم يتضح حتى الآن، ولكن عندما يحدث يجب على أحد ما أن يدير المناطق المحررة من أيدي الإرهابيين، ولا يمكن أن يكون الأسد؛ فحكمه الوحشي السيء قد خلق فراغًا ملأه داعش في المقام الأول، ولا يمكن أن تكون ميليشيا كردية؛ فالمنطقة التي نتحدث عنها يسكنها العرب، ولا يمكن أن يكون التحالف ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة.
في ديسمبر عام ٢٠١٢، اعترفت الولايات المتحدة ومجموعة أصدقاء الشعب السوري بالمعارضة السورية العادية – التحالف الوطني السوري – كممثل شرعي للشعب السوري، وفي عام ٢٠١٥ قامت المعارضة بتوسيع نفسها تنظيميًا وأصبحت في شكل اللجنة العليا للمفاوضات، بقيادة رئيس الوزراء السوري السابق رياض الحجاب، وهذه هي الهيئة التي كان يتم تجهيزها خلال مفاوضات جنيف لكي تحل محل الأسد، وهذه هي الهيئة التي يتعامل معها جميع أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا، والتي تشارك في رئاستها الولايات المتحدة وروسيا.
وللأسف، لم يرافق بيان الاعتراف عام ٢٠١٢ أي إجراء لإعداد المعارضة السورية بالخارج للحكم داخل سوريا، وبدلاً من ذلك تم شغل الفراغ الحكومي على المستويات المحلية – في أماكن كالرقة ودير الزور – بالمجالس المحلية التي شارك فيها السوريون، وللمرة الأولى في تاريخ سوريا يحكم المواطنون أنفسهم حكمًا ذاتيًا، وقد أرغم داعش هذه المجالس على الاختفاء في الشرق، بينما حاول كل من الأسد وروسيا وإيران القضاء عليهم في الغرب.
إن القضاء على داعش سوف يُمكّن هذه المجالس من الظهور مرة أخرى، لكنها كيانات محلية قادرة فقط على الإدارة محليًا، ويجب على حجاب، في أعقاب التحرير مباشرة، أن يسافر إلى مسقط رأسه – دير الزور – وأن يؤسس حكومة تكنوقراط تربط هذه المجالس وتدعم جهودها.
ويجب على الولايات المتحدة وشركائها – التزامًا بواجبهم في الحفاظ على سلامة الأراضي السورية – الاعتراف بهذه الإدارة كحكومة للجمهورية العربية السورية؛ فهذا سوف ينهي حالة الخزي المستمرة نتيجة الاعتراف بمجرم حرب كبشار الأسد، وتستطيع الحكومة الجديدة الحصول على مقعد الأسد بالأمم المتحدة، ويمكنها – بصفتها حكومة سوريا – رفع قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية تمهيدًا لمحاكمة الأسد ودوائره الداخلية لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
وسوف تحتاج الحكومة السورية الجديدة إلى دعم خارجي، ويمكن إعادة إعمار البلاد من الشرق، كما يمكن إعادة تأهيل صناعة النفط والغاز، ويجب على الولايات المتحدة وشركائها إقامة علاقات أمنية مع الحكومة الجديدة لمساعدتها في بناء قوة ذات كفاءة لحفظ الاستقرار الوطني في سوريا، ويجب منع الأسد وحلفائه من التحرك شرقًا، ويجب أن يصبح الغرض من التحالف المحارب لداعش الدفاع عن الحكومة الجديدة، كما يجب أن يصبح شرق سوريا منطقة يحظر فيها الطيران حتى تستطيع الحكومة الجديدة الدفاع عن نفسها.
إن استبدال داعش بحكومة جديدة سوف يفتح أيضًا طريقًا دبلوماسيًا للأمام، وينبغي أن تلزم الحكومة الجديدة نفسها بالتعاون الكامل مع المجموعة الدولية لدعم سوريا وإعلان استعدادها للجلوس مع زمرة الأسد في جنيف لتأسيس الهيئة الانتقالية التي أقرتها اتفاقية جنيف عام ٢٠١٢، وسوف يتم بالطبع استبعاد المجرمين من الهيئة، لكنها سوف تشمل مسؤولين سوريين وضباط بالجيش معروفين بحسهم الوطني برغم الإدارة المجرمة.
هذه الهزيمة الوشيكة لداعش في سوريا يجب ألا تضيع سدى، فقد أغلقت روسيا والنظام العميل لها الباب أمام التقدم الدبلوماسي، ويجب فتح باب آخر، سواء رضوا بهذا أم لم يرضوا.
========================
ذا اتلانتك :كيف أدار تنظيم “داعش” إعلامه في ظل هزائمه؟
http://altagreer.com/كيف-أدار-تنظيم-داعش-إعلامه-في-ظل-هزائم/
نشر في : السبت 22 أكتوبر 2016 - 01:38 ص   |   آخر تحديث : السبت 22 أكتوبر 2016 - 02:03 ص
ذا اتلانتك – التقرير
في صباح يوم 17 أكتوبر، أطلق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عملية لإعاد السيطرة على مدينة الموصل من داعش، وبعدها بعدة ساعات أعلنت البشمركة الكردية السيطرة على حوالي 9 قرى و200 كيلو متر.
ومما لا يثير الدهشة أن رؤية تنظيم “داعش” للأحداث كانت مختلفة؛ حيث أنهم اعترفوا بوجود هجوم قوي قرب الموصل في صباح الاثنين، من خلال الإعلام الخاص بهم، وفي حين كانت البشمركة تعد عدد الكيلو مترات التي أخذتها من داعش؛ ادعى الإعلام الخاص بالدولة الإسلامية أن كل التقارير الغربية الواردة هي كاذبة، حيث قالوا إنهم تمكنوا من استيعاب زخم القوات الزاحفة قبل صدهم.
في اليوم الثاني والثالث من عملية “قادمون يا نينوي”، زادت الدعاية المرتبطة بحالة الإنكار التي وصلت لها داعش؛ حيث استمروا في تحدي الروايات الصادرة عن التحالف والتي تصف الجماعة بالمعتدين (حيث أنهم أصدروا حوالي 69 دعاية لبدء عمليات، وفيديوهات وصور وتقارير مرتبطة بالوضع في الموصل)، ولكنهم اعترفوا أيضًا بالنجاحات التي حققها التحالف.
ولكن كل ذلك تغير في خطاب الدولة الإسلامية في اليوم الرابع للعملية؛ حيث ذكرت في عنوان لصحيفة خاصة بها “بداية مخبية للآمال للحملة الصليبية ضد نينوي”، موضحة من خلالها أن التحالف أجبر على التحول من وضع الهجوم للدفاع، واستكملت مقدمتها النارية أن الهجوم في الموصل تم تجهيزة ليسبب للتحالف كارثة أكبر من التى حدثت عند سقوط الموصل في أيدي داعش في 2014.
وعلى الرغم من تحدي داعش، فإنه من غير المرجح استمرارها الفترة المقبلة في ادعاء النصر بمعركة الموصل؛ حيث أن قوات التحالف تتفوق عليها عددًا وعتادًا، وعلى غير رغبتهم، فإنه على الأغلب سوف تسقط الموصل من أيديهم خلال الأشهر المقبلة.
وعلى عكس بعض التقارير، فإن الدولة الإسلامية لا تعتبر ذلك تهديدًا لها؛ حيث أنها كانت تستعد لهذه اللحظة وغيرها من اللحظات المشابهة بتغيير روايتها من هجوم سماوي إلى المقاومة الثابتة، وبينما كان يلمح قادة الدولة الإسلامية لهذا التغيير العام الماضي فإن هذا المحور بدأ في الظهور بعد خطاب مايو 2016، والذي كان موجهًا للتحالف عن طريق المتحدث الراحل “أبو محمد العدناني”، الذي قال “هل سنهزم وتكونوا أنتم الفائزون إذا استطعتم استرداد الموصل والرقة أو حتى كل المدن، وسنعود نحن لوضعنا الأول؟”، وأجاب: “بالطبع لا”.
وفي الأشهر التالية، فإنه كان من المفهوم تحول الخلافة في لهجتها وهذا كان أمرًا جيدًا؛ خاصة أنه صدر عن جريدة النبأ التابعة للدولة الإسلامية، وهذا التصريح بإعادة تشكيل الأراضي – وكأنها نبؤة خاصة بالمشروع الإلهي الذي يزعمونه – آتى بعد سقوط الفلوجة من أيدي داعش في يونيو 2016، وقبل هذه الهزيمة فإن سياسة داعش تجاه الهزيمة كانت التجاهل حيث أنهم على سبيل المثال عند سقوط قرية تل الأبيض في أيدي تحالف من الأكراد والجيش السوري الحر في يونيو 2015، فإن التغطية الإعلامية لداعش كانت نادرة، مع تأكيد داعمي الدولة الإسلامية أنها لم تكن هزيمة ولكنه انسحاب تكتيكي، وحدث ذلك أيضًا مع خسارتهم في تكريت وبالميرة.
هذا التشويش يعتبر أمرًا نافعًا مع الهزائم الصغرى، ولكن الوضع مختلف في الفلوجة حيث أنها هزيمة كبيرة ولا يمكن إخفاؤها أو تبريرها؛ إذ أنها سيطرت على المدينة لسنتين ونصف ودخلت في أعماقها وكانت تملك بها أكثر مما ملكته في المدن السابقة، وخسارتها سببت أصداء قوية.
وأخذ قادة الدولة الإسلامية خطواتهم التالية بعناية؛ حيث قاموا بتغطية معركة الفلوجة بعدد كبير من التقارير الخاصة بالعمليات والفيديوهات القصيرة ومقالات إخبارية وتقارير مصورة، بالإضافة لأفلام وثائقية مثل “مقاومة الفلوجة” و”إشارة النصر”، وفي البداية وصفت المعركة بالبطولية والملحمية، ولكن بعد قرب سقوط الفلوجة في أيدي القوات العراقية فإن إعلام داعش قلل من الأخبار الصادرة عنه، ولكن ليس قبل أن يظهر هذه الهزيمة بشكل جيد.
منذ اختبار الفلوجة، فإن إعلام الدولة الإسلامية استمر على هذا المنوال، حيث أنه أصبح يرى أن حتمية الظهور بشكل جيد على المدى الطويل أفضل من النصر في المدى القصير، وهذا التحول أتاح لهم صياغة خسارتهم الإقليمية على أنها قرب نهاية العالم وليس فشل تمردهم.
على الرغم من تراجع التغطية السريعة من الدولة الإسلامية، فإن نهاية العالم لازالت تحتل صدارة أخبارهم.
وللتأكيد، فإن هذا النهج ليس مثاليًا ولكنه من وجهة نظر الدولة الإسلامية أفضل من اللاشيء، وجعلت داعش نفسها اختيارًا جذابًا للجهاديين في أيام مجدها في 2014 و2015، وذلك عن طريق تضخيم نفسها ووعدها بموقعة قريبة لنهاية العالم؛ حيث أنها بدأت بدعايا قرب نهاية العالم مع أوامر واضحة لمؤيديها بالانضمام تحت راية الخلافة، والآن فإن الدولة الإسلامية تقدم تغطية لما يحدث بشكل أقل سرعة، بينما لازالت صيغة نهاية العالم تتصدر المشهد في رواياتها وتحاول الحفاظ على مصالحها في مواجهة تقلبات ساحة المعركة.
وادعت الدولة الإسلامية في خطاباتها أن خسارتهم الإقليمية – بغض النظر عن مدى التدمير الناجم عنه – هو أمر ضروري من أجل مشروع الخلافة، حيث أنها طالما تستطيع هدم أعدائها من بعيد فإن إدارة أجزاء كبيرة من العراق لم يعد شيء جوهري لحلم الجهاد، وقالت العناوين الصادرة عنهم إن الخسارة هو أمر لا مفر منه وهو جيد نوعًا ما، حيث أنه علامة أن النبؤات بنهاية العالم تتحقق.
بينما يبدو الأمر مفتعلاً، ولكن المؤيدون للخلافة مؤمنون أن استراتيجة المناورة سوف تنجح، كما قال أحد الدعاة في العدد الحديث من صحيفة الرومية التابعة لداعش إن النصر الكامل قادم ولكن ليس في أي وقت قريب.
========================
ذا نيشن: الحديث عن سوريا وصل إلى طريق مسدود
http://www.sasapost.com/translation/syria-debate-dead-end/
ذا نيشن: ترجمة مروة عبد الله- ساسة بوست
«سوريا صامدة مستقلة موحدة.. قد يبدو حلمًا بعيد المنال».
هكذا جاءت نهاية المقال المنشور على موقع «ذا نيشن» لكاتبه «بسام حداد»، مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط بجامعة جورج ميسون.
يرى الكاتب أنه حلم بعيد المنال، خاصةً بسبب السياق الذي يحيط بالصراع السوري، من طرفين أساسيين ينفي كل منهما وجود الآخر نظريًّا، وربما يسعى لإقصائه ومحوه فعليًّا، وبين أطراف خارجية تستتر وراء دوافعها في نفاق فج، إذ تدعي دعم المعارضة في بلد، وتقصف مثيلتها في أخرى. الثابت أن من يغفل الملابسات الأدق لوضع الصراع ومدى تشابك الأطراف الداخلية والعالمية الخارجية، لن يمكنه التوصل لحل للأزمة. فكيف السبيل لحل صراع يراه كل طرف أنه صراع صفري؛ فوز مطلق لي أنا وهزيمة نكراء تامة للآخر، أو بعبارة أخرى أنا أو الآخر. يقول الكاتب:
«سَردَان متوازيان ومتحاربان تمامًا، يقصي كل منهما الآخر، هما المسيطران على المباحثات، إلا أن أيًّا منهما ليس كافيًا لإنقاذ البلد من على حافة الهاوية».
الآن وقد تشبع كل من يتابع أخبار سوريا التي تعتصر القلوب بالبيانات والتحليلات والمعلومات، وأيضًا المعلومات المضللة بشأن تطور الأوضاع في سوريا منذ عام 2011، وتبني العديد منا الروايات المتباينة البائسة، يتبين هنا هل كنا حقًّا نتابع الوضع السوري على مدى العقدين الماضيين أم أننا فقط انتبهنا فجأةً للوضع هناك منذ أحداث عام 2011. ولسوء الحظ، في ضوء طبيعة التدفق المستمر للمعلومات عن البلد، وخاصةً في ظل الظروف الراهنة ، فإن تبلور رأي حول الوضع هو عرضة دائمًا للتشكيك أو للحجج المغايرة المعقولة.
ولعل الأسوأ من ذلك، كان هناك تجاذب متزايد بين روايتين يستبعد أحدهما الآخر، الأولى تتمثل في أن «الثورة نقية ومتسقة»، والثانية في «المؤامرة الخارجية»، وتحمل كل رواية بين طياتها بعض الحقيقة، لكن أثقلت كل منهما بادعاءات متطرفة، ونقاط ضعف أساسية بددت أي احتمالية لوجود أرض مشتركة ضرورية لإحلال اتفاق لوقف إطلاق النار، أو أية تحولات محتملة، فضلًا عن مصالحات ما بعد الحرب.
وقد تبلورت هاتان الروايتان المنقسمتان في المؤسسات البحثية ومؤسسات الفكر والدوائر السياسية، وبين الفنانين والصحافيين ووسائل الإعلام والفضائيات في الشرق الأوسط، وغالبًا ما تظهر كل تلك الجهات روايتها المفضلة بصورة ساخرة مسيئة لها. تلك المناقشات تحدث في كل مكان، على طاولات الطعام في المنازل بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين الأصدقاء، لكن ربما تختلف في حجم فظاظتها وثقلها وآنيتها، وكذلك عفويتها. ولعل أبرز المفارقات تتمثل في أن الاستثناء الوحيد الذي لا يناقش القضية السورية بهذا الحجم هم السوريون الذين يعيشون في سوريا؛ الذين أنهكتهم الحرب وبالفعل استنزفتهم النقاشات، الذين تولدت لديهم وجهات نظر أكثر تعقيدًا من رحم المعاناة الشديدة، أو بالأحرى واقعهم الذي صار قاب قوسين أو أدنى من كونه «ساحة للقسوة المفرطة».
«يصر السرد الأول على نقاء واتساق الثورة السورية التي اشتعلت في 2011».
لن يركز هذا المقال على الجوانب السياسية من المناقشة، والخيارات المتعلقة بزيادة تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، إنما يتركز هدفه بالأساس على العالم الأوسع الذي تحدث فيه المحادثات، وخاصةً النقاشات على منصات الإنترنت. السياسة والسرد عادة ما يرتبطان، حتى لو كانت السياسة انتهازية ومتأخرة كثيرًا، وهو سبب أدعى للأخذ بالروايات، لا سيما الأكثر انتشارًا على محمل الجد. وربما لأن الهدف هنا هو تجنب الخوض في جولة أخرى من الجدل الشخصي الذي لا طائل منه، سأمتنع عن ربط أشخاص معينين أو مؤسسات بعينها برواية بعينها. وعوضًا عن ذلك، أعمل على تحقيق الهدف من المقال، وهو المساهمة في استعادة بعض المساءلة الخطابية والوضوح.
بالتأكيد هناك بعض الاختلاف/ الانحراف فيما يتعلق بالقضايا داخل هذين السردين، وهو ما يفسر بعض أوجه التخبط، خاصةً عقب تجميد العنصر الجهادي في الانتفاضة السورية. إلا أن التركيز هنا سيكون على الادعاءات الأساسية التي نسجت عليها كل من الروايتين
يؤكد السرد الأول على نقاء واتساق الثورة منذ بدايتها في عام 2011، وتتمثل تلك الرواية في أن الثورة تسعى إلى إطاحة دكتاتورية وحشية في سبيل نظام حكم عادل، ويخضع للمساءلة. ويقر العديد من أتباع هذه الرواية بمشكلات التسليح والتطرف في الانتفاضة وبي صفوف المعارضين، ولا سيما معضلة التدخلات الخارجية المريبة التي تدعم هذا الجانب. إلا أن -حسب رأيهم- مثل تلك الديناميكيات لا يسمح لها بالتأثير في طبيعة الثورة. ومن هذا المنطلق، لا توجد درجة من التسليح أو التطرف أو الطائفية كافية قد تغير بشكل أساسي إمكانية الثورة في تأمين نظام أكثر عدلًا ومسائلةً في سوريا. وبالتالي تقر تلك الرواية أن الجهاديين على اختلافهم هم من يتزعمون عمليًّا المعركة على الأرض ضد نظام الأسد.
ومع ذلك، فإن تلك الرواية في نفس الوقت إما تدين نظرة الجهاديين للعالم، أو تستبعدهم باعتبارهم نتاجًا للقمع، وفي كلتا الحالتين تحاول «الثورة» أن تنأى بنفسها عن الجهاديين. تلك الرواية أيضًا تنتقد تبعية الممثلين الرسميين للثورة لدول الخليج العربية وتركيا، وتدين علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك دورها في تمويل أو تسهيل دخول الجهاديين إلى سوريا. ومع ذلك، لا تعترف بالآثار المترتبة على ذلك الاستنكار، دائمًا ما يقال إن الثورة ستكون قادرة على الخروج سالمة، وأن نبذ هذا الادعاء أمر مرفوض باعتباره أقرب إلى الخيانة.
«الرواية الثانية تعترف بقمع النظام، لكنها لا ترى إلا المؤامرة الخارجية والجهاديين الداخليين».
يعترف السرد الثاني بقمع النظام السوري والحاجة إلى التغيير، حتى أن معتنقي هذا الرأي يعترفن بشرعية الاحتجاجات على النظام، أو على الأقل يعترفون بشرعيتها نظريًّا. إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالانتفاضة الفعلية، فهم لا يرون سوى المؤامرة الخارجية والجهاديين في الداخل. في هذا السرد، يتلاشى بقية المتظاهرين في خلفية غير ذات صلة بالقضية، أو أنهم يقحمون في الواجهة باعتبارهم أداةً في يد الجهات الخارجية الإشكالية. وبالتبعية لا يوجد هناك أي سوريين علمانيين ومناهضين للإمبريالية يعملون -بشكل أو بآخر- لقلب نظام الحكم. فهم إما غير موجودين أو أنهم قليلون للغاية، بدرجة يستحيل رصدها.
كل ما دون النصر المطلق غير مقبو
وبالتالي فإن هذا السرد يقلل من وضوح تدمير النظام لسوريا من خلال التمييز الوصفي للقوى الإمبريالية التي تستفيد من هذا الدمار. فبعضهم يتمادى لحد وضع حجم الدمار الذي يسببه النظام في كفة موازية مساوية لحجم الدمار الذي تحدثه مجموعات المتمردين الصغيرة، فهم يساوون بين الاثنين. ومن هذا المنظور، فإن سوريا ليست فقط معتركًا للصراعات الإقليمية والدولية فحسب، بل أيضًا مسرحًا حيث تهزم السيناريوهات المصممة خارجيًّا مهما كانت تكلفة ذلك على السوريين أنفسهم. فصارت المشاركة في المعارضة للنظام السوري شكلًا من أشكال خيانة فكرة معاداة الإمبريالية، وبالتالي خيانة الأمة نفسها.
للأسف فشل كلا السردين في الاعتراف بالنواحي الشرعية لنظيره، ومتبعو كل من الروايتين يرفضون السماح للحقائق والتطورات بأن تغير من وجهات نظرهم. كل منهما يتبنى مواقف منافقة فيما يخص التدخل الخارجي. ووفقًا للسرد الأول، يعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية أمرًا جيدًا طالما كان ضد النظام، ويرى السرد الثاني أن التدخل الخارجي أمر جيد في حالة دعمه للنظام السوري، وفي تلك الحالة لا تعد روسيا إمبريالية، بعكس الولايات المتحدة الأمريكية. علاوة على أن السرد الأول يرى أن المخاطر المحتملة الناتجة عن انهيار الدولة هي مجرد نقطة خلافية.
إلا أن السرد الثاني يرى أن سقوط الدولة أمر غير مقبول مهما ازداد الوضع سوءًا. وفيما يتعلق بقضية سقوط الدولة ومدى ارتباطها بإطاحة النظام، فإن أيًّا من السردين لا يستند في رأيه إلى تحليل موزون أو يضع في اعتباره العواقب. بل عوضًا عن ذلك، يبدأ كل طرف منهما بمجموعة افتراضات عن الجانب الذي يتحتم إسقاطه وإلحاق الهزيمة به، وكل منهما يعيد هندسة الحجة فيعكسها بحيث تناسب أغراضه. عادة يرتبط السرد الأول بالغرب، والثاني بالنظام، مصحوبًا بكل أنواع مقتضيات «التجريم» من كل طرف للآخر. وفي النهاية، يبدو أن أيًّا من الجانبين غير مستعد لتقديم التنازلات أو المساومة، لن يقبل أي منهما بهزيمة محققة كاملة للآخر، هزيمة كاملة للنظام أو المعارضة، كل ما دون ذلك غير مقبول؛ مما يتسبب في ضياع عدد من المخارج المحتملة من تلك الفوضى.
«منهج أكثر دقة، لكن مؤيديه منبوذون بتهمة إما موالاة النظام وإما تأييد الغرب أو حتى موالاة الجهاديين».
الانتصار الكامل لجانب واحد لن يعود على سوريا بالخير، لن تنعم البلاد بسلام دون الأخذ في الاعتبار تطلعات غالبية المواطنين، أيًّا كانت انتماءاتهم أو تفضيلاتهم. وهكذا، فإنه على الرغم من الإدانة الأخلاقية والسياسية لكل من متبعي الاتجاهين على السواء، أي من الاتجاهين غير قادر على إنقاذ سوريا من حافة الهاوية، طالما يتمسك كل منهما بالنسخة المتطرفة عن الآخر. غالبًا ما تكون المصالحة الوطنية مجرد عمل فوضوي غير مرضي، يتأكد ذلك انطلاقًا من عشرات الأمثلة التاريخية. فكلا الجانبين يتمادى في الخوض في عيوب أي صيغة مستقبلية، وهو ما يفسر لماذا صار العناد مكلفًا اليوم. أولئك الذين يعتبرون هذا الحوار مكافئًا أخلاقيًّا لنفس الحوار بين الظالم والمظلوم، فهم يركزون فقط على أنماط غير سياسية مثالية.
لا شك أن النهج الأكثر دقة موجود بالفعل، لكن عادةً ما يتم نبذ مؤيديه بتهمة الخيانة للثورة، أو السذاجة السياسية، أو موالاة النظام، أو موالاة الغرب، أو حتى موالاة الجهاديين. بعض العبارات مثل «مؤيد المعارضة» تكون فيها إدانة دامغة بما فيه الكفاية من أتباع السرد الثاني الموالي للنظام، وذلك بسبب هوية من يدعمون المعارضة، وبالمثل، فوفقًا للرواية الأولى عدم الخضوع لأوامر المعارضة هو بمثابة دعم لبشار الأسد.
ووسط هذا الجو المسموم، فإن المراقبين مجبرون على اختيار أحد الطرفين، أو يعتبرون ضعيفي الشخصية واهني العزم من كلا الطرفين. فمن ناحية، يبدو أنه غير مسموح لك بانتقاد المعارضة إلا من منظور مناهضة النظام جملة وتفصيلًا. وبالمثل، لا يمكن أن تكون بحال من الأحوال مع المعارضة إلا ويتم وصفك بـ«الموالي للغرب الإمبريالي» و«الموالي للصهيونية»، أو «المؤيد للجهاديين»؛ ستوصف بالثلاثة في آن واحد على الرغم من التناقضات الجوهرية بين الثلاثة. ولعل المفارقة الرئيسية في هذا السياق هي أننا ندعي دائمًا أننا نتحدث نيابةً عن الشعب السوري كله، في حين أنه في الحقيقة السواد الأعظم من السوريين –أولئك الذين يعملون ليلًا ونهارًا للحفاظ على مجتمعاتهم وبقائهم- هم أكثر دقة في التعبير عن السوريين من هذين المعسكرين.
البعض ممن يدعون مناداتهم بحل وسط ربما لا يقولون الكثير، باعتبار أنه على الأقل في الوقت الحاضر لا توجد أي قنوات مؤسسية أو اجتماعية أو سياسية لموقفهم، لكن لا ينبغي أن نسعى وراء حل غير سياسي وسطي مجرد. بل الأحرى علينا أن نوجد تصور لمخرج يحفظ جميع فئات الأمة السورية، بغض النظر عن ميولهم، وذلك هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. فضلًا عن أن ذلك يتطلب المزيد من المرونة والسخاء في رؤية كلا الطرفين، والتي لا يبدو أن أيًّا منهما قادر على تحقيقها في الوقت الراهن.
سيعالج هذا المقال اثنين من التوجهات السائدة كوسيلة لفتح آفاق وإمكانات لنتائج قد تكون أفضل في حل الأزمة السورية. إلا أن تلك النتائج ستكون بالضرورة دون المستوى الأمثل الذي يتوقعه كل طرف، لأن المصالحة الأصلية الحقيقية هي درب من دروب الوهم، على الأقل في المرحلة الحالية.
لعبة إلقاء اللوم
وسط القنابل والقتل، يواصل الكثيرون الشجار والنزاع حول من المسؤول عن الوضع الكارثي الحالي في سوريا، وعادةً ما يحدث ذلك على المستويات الشخصية، إذ إن التحزب والسياسة الصارمة خدرت عقولنا، وصار الشغل الشاغل هو محاولة البعض تبرئة أو لوم هذا أو ذاك على نحو مطلق.

«القتل الذي نشهده اليوم هو قتل ترتكبه جميع الأطراف، وللنظام السوري نصيب الأسد من القتل».
من الصعب إلقاء اللوم بشكل دقيق ومحدد على طرفٍ بعينه، لكن إلقاء اللوم ليس بلغز مستعصٍ طالما نأخذ في عين الاعتبار التاريخ والحس السليم. من ناحية وعلى المستوى الأساسي، أنى للمرء أن يعفي النظام من المسؤولية؟ لم تكن جبهة النصرة أو قطر من حكموا سوريا بالحديد والنار طوال العقود الأربعة الماضية. بالطبع يختلف الأمر من تحميل المسؤولية على جهات خارجية في لعبها دور أساسي في إضعاف المعارضة عن طريق سلب الدعم منهم، وتشجيع العناصر المسلحة سعيًا لقلب نظام الحكم، وبين التمسك بتلك الرواية كغطاء لعقود طويلة من القمع، وسياسات النيوليبرالية الاقتصادية، وغيرها من علل النظام. القتل والدمار الذي تشهده حلب وأماكن أخرى اليوم، ترتكبه جميع الأطراف، لكن للنظام السوري نصيب الأسد من حصة القتل والتدمير. ذلك الدمار ليس عرضًا مصاحبًا، إنما بالأحرى هو تجلي للمبادئ الأساسية لحكم النظام السوري في ظل ظروف مختلفة.
بالتأكيد سيتفاعل النظام السوري مع أي تهديد لحكمه بنفس الطريقة، الأمر ليس كما لو أن الأسد لم يكن متسامحًا مع نمو معارضة يسارية محلية مستقلة علمانية مناهضة للإمبريالية، موالية للقضية الفلسطينية، مسلحة أم لا، إنما الفرق الوحيد الآن هو طبيعة القوى التي تقف خلف المعارضة وتدعمها. هذا هو الفرق الوحيد الذي يعطي للصراع بعدًا جيوسياسيًّا، والذي عزم النظام السوري على الاستفادة منه من خلال التلاعب بتناقضات المعارضة متعددة الطبقات.
باختصار، فإن أقل الادعاءات تعقيدًا فيما يتعلق بالوضع السوري، وكذلك أسهلها وأسرعها إقناعًا هي إجرام النظام السوري، والادعاءات المضادة التي تنفي ذلك ليست لها أي أساس تحليلي، ولا ترقى لمستوى التحليل الواقعي الحقيقي، ناهيك عن المستوى الأخلاقي. أولئك الذين لا ينفكون أن يشيروا إلى تسبب المتمردين في قتل عشرات الآلاف من جنود الجيش السوري والمواطنين السوريين المؤيدين للنظام السوري، أو الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لحكم بشار الأسد، تقديراتهم ليست دقيقة، فضلًا عن أنهم لا يتعرضون أبدًا للمسؤولية الأساسية للنظام على الكارثة في سوريا، سواء فيما مضى أو الآن. علاوة على أنه عندما تثار قضية وحشية النظام السوري فإن مؤيدي السرد الثاني الذي يرفع شعار «المؤامرة الخارجية» غالبًا ما يقرون بتلك الحقيقة، ثم سرعان ما يرفضون هذا الادعاء أو الوصف في محاولة لإلقاء اللوم على أطراف مذنبة أكبر، كما لو أن جرم طرف يشفع لجرم الآخر عند من يعانون من تلك الوحشية.
«حركة احتجاجات مشروعة من أغلب السوريين تشابكت مع أكثر الدوافع التهكمية والإمبريالية الخارجية».
روعت الحكومة السورية الأمة السورية منذ عام 2011، وذلك بعد حصولها على الكثير من المساعدة على صعيديّ الحلفاء الإقليميين والدوليين. لكن الحقيقة أن هذا لا يعفي معارضيها الدوليين والإقليميين من المسؤولية، والمساهمة بشكلٍ كبير في الفوضى بسوريا. فقد تشابكت حركة الاحتجاج المشروعة التي قام بها معظم السوريين مع أكثر الدوافع الخارجية سخرية وإمبريالية، جهات دوافعها لا علاقة لها من قريب أو بعيد بتعزيز فرص وجود معارضة مستقلة قوية ديمقراطية. لن ينتج أي انعكاس جدي حقيقي دون الاعتراف بتلك الحقيقة. العديد من المراقبين الأمناء ربما يعترفون بتلك الحقيقة لكنهم سينأون بأنفسهم عن محاولة استخلاص الدلالات والآثار، بما في ذلك حقيقة أنها تعيب وتفسد مفهوم «المعارضة» و«الثورة». إضافة إلى أن الكثيرين ليسوا على استعداد للاعتراف بشبه استحالة فك التشابك بين من يفترض أنهم المعارضون الأخيار، وبين المعارضين السيئين، فضلًا عن فك التشابك بين أي منهما، وبين الجهات الخارجية البغيضة التي تغذي باستمرار العنف والوحشية التي روعت الشعب السوري.
جبهة النصرة التي تدعي الآن «فتح الشام» صارت الآن صمامًا متغيرًا، يمكن فتحه أو غلقه وفقًا للسياق السائد. وفقًا لسرد «الثورة»، فإن كل ذلك لن يخرج عن كونه ذرائع لتبرير جرائم النظام. وفي حين أن ذلك حقيقي وصحيح في أغلب الأحوال، إلا أنه لا يعفي «المعارضة» أو «الثوار» من مسؤوليتها، ولا يعفي مسؤولية سذاجة الجهات الخارجية في دعمهم، لا سيما في ظل سجل السياسة الخارجية والمحلية البشعة في المنطقة.
فضح الادعاءات المفرطة في وجود مؤامرة خارجية، لا يعني أنه لم يكن هناك إجماع بين الأطراف المتورطة الإقليمية والدولية، متمثلة في المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة الأمريكية، إجماع يتمحور حول فكرة أساسية، وهي أن سوريا وحلفاءها في حاجة إلى التحجيم، بسبب إعاقتها هيمنت تلك القوى وحلفاؤها على المنطقة، ولا سيما إسرائيل. كانت سوريا والعراق القوى الإقليمية الوحيدة المتبقية التي تشكل تهديدًا محتملًا للاحتلال العسكري الإسرائيلي، ومحاولة التطهير العرقي للفلسطينيين، حتى ولو كان تهديدًا غير مباشر من خلال حزب الله الموجود في سوريا. فتلك القوى تحديدًا تعثرت في اندفاعها نحو إشعال الانتفاضة السورية، ومن ثم خطفها لأغراضهم الخاصة، وسرعان ما اكتشفت تلك القوى أن هناك حواجز خطيرة متمثلة في إيران وسوريا، فضلًا عن الصين. كيف إذَا يمكننا أن نعفي الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي تورطت في الشأن السوري بطرق أساسية جوهرية.
وعلاوة على ذلك، هناك إرث تاريخي معلم يغذي التهكم إزاء الداعمين الخارجيين لسرد «الثورة النقية المتسقة»، ماذا استفدنا من تلقي النظام السوري الدعم الخارجي طوال عقود، فضلًا عن تلقيه الدعم من نفس الدول العربية النفطية التي تقوم بتسليح وتمويل المعارضة ضده الآن. ماذا استفدنا من الخطط التعاونية الاقتصادية الموسعة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس السوري الأسد في سوريا عشية الانتفاضة، كما لو كان ارتباطًا رتبه القدر. وماذا استفدنا من مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في دعم المعارضة السورية منذ بدايتها، في حين دعمت واشنطن سحق الحكومة البحرينية حركة معارضة مشابهة قبل أشهر قليلة من ذلك الدعم للمعارضة السورية. في حين أنها أشرفت على ترك العنان أمام الفوضى في العراق المجاورة لسوريا بعد غزوها الوحشي المحتال للعراق في عام 2030.
أي مراقب جاد للوضع الإقليمي يعترف أن سنوات الاضطراب في العراق والحدود مع سوريا التي يسهل اختراقها، كان له بالغ الأثر في رعاية وتنمية أهم العناصر المسلحة في الانتفاضة السورية، لا سيما مع الدعم الملحوظ من الحكومة السورية في تسهيل شبكات وممرات الجهاديين إلى داخل العراق في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في 2003. ويستمر ذلك التاريخ البغيض في اليمن حاليًا، فأولئك -الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية- الذين يطالبون بالمساعدات الإنسانية في مدينة حلب ووضع حد لقنابل النظام السوري وروسيا، هم أنفسهم الذين يدعمون قصف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في اليمن، بل وتسببهم في جرائم حرب مروعة في اليمن.
لا يبرر أي من ذلك ذبح حلب الذي نشهده اليوم، لكن كل ذلك يلقي بظلال الشك على الدعم المقدم للجهاديين البارزين في المعارضة المسلحة على مدى السنوات الخمس الماضية. النظام السوري في وضع عسكري الآن أفضل بكثير مما سبق بفضل الدعم المتزايد من روسيا وحزب الله والميليشيات العراقية، لكن عندما لم يكن مثل هذا الدعم متوفرًا للنظام السوري في الفترة من 2012 إلى 2014، واستمر سرد «الثورة النقية» على الرغم من اجتياح الجهاديين المدعومين من «أصدقاء» الثورة صفوف قوات المعارضة.
جميعنا في حاجة إلى إعادة النظر في ما نريده حقًّا، فإذا كانت الحجة ببساطة هي أننا نفعل كل ذلك من أجل الثورة، أو أننا نفعله في سبيل إطاحة النظام، ألا يحتم علينا إعادة تعريف ما تعنيه الثورة، أو إطاحة النظام حقيقة لكل السوريين، بما فيهم أولئك الذين يعتبرون النظام أخف الضررين. حقيقة أن لا أحد يستطيع الإجابة على هذا السؤال هي السبب في أن العديد من المعارضين الصادقين للنظام ما يزالون يختلفون بشكل جذري في تشخيص الصراع.
تجري الآن مناقشات مثمرة داخل وخارج سوريا، وليس بين الأنصار المتشددين للنظام القمعي، وأنصار المعارضة المنقسمة، بل تجري تلك المناقشات الجادة بين أولئك الذين يعارضون النظام بشكلٍ أساسي لا لبس فيه.
إلا أن هناك وجهة نظر مختلفة تتمحور حول تواطؤ أو تبعية جزء كبير من تلك المعارضة لجهات خارجية. يتضح من خلال هذه المناقشات أن تطور مفهوم الثورة، والأهمية الجيوسياسية للنزاع السوري، لا يقلان أهمية عن حقيقة أن الثورة في بدايتها كانت انتفاضة أصلية اندلعت ضد نظام دكتاتوري.
ببساطة لا يوجد مفر عملي أو مجازي من التعامل بجدية مع هذا المأزق.
كارثة إقليمية
تشير أنباء ترد من سوريا وروسيا وبريطانيا والسعودية وتركيا والعراق وأماكن أخرى، إلى أننا لم نقترب حتى من أي حل للصراع، فتلك المساعي الإنسانية التي تهدف لوقف إراقة الدماء، والتي مثلت ضغطًا غير مسبوق أثناء حصار شرق حلب، تؤدي في كثير من الأحيان إلى المطالبة بسياسات قد تبدو ضمانًا لاستمرار التصعيد الذي تمارسه القوى الغربية.
«لكي نلم بكافة جوانب هذا المأزق، يجب أن ننظر إلى الصراعات الإقليمية المتداخلة نظرة شاملة».
فما نحن فيه الآن نتيجة للفخ المزدوج الذي تنحصر فيه كل من الولايات المتحدة وروسيا، فواشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي طويلًا، بينما تشاهد روسيا وهي تتحكم في الصراع.
إلا أن معظم البدائل التي اقترحتها الولايات المتحدة كفرض مناطق حظر جوي، أو تخصيص مناطق آمنة من القصف، لا بد أن تكون مصحوبةً بالاستعداد للمواجهة المباشرة مع روسيا، وهو ما يعد نتيجة مصاحبة بالضرورة لأي فرض جدي لمنطقة حظر جوي.
ومن ناحية أخرى، تعمقت روسيا في الصراع بشكل كبير، رافعةً شعار القضاء على الجماعات الإرهابية، والتي تقصد به المعارضة المسلحة ضد النظام، وهي مهمة غير محددة المعالم، ما يعتبر غطاءً لا محدود للمراوغة من أجل تحقيق أهداف أكبر بكثير في ظل دوافعها العالمية، وبالتالي لن يتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسهولة.
تعد أنصاف الحلول المقترحة لحل الأزمة اليوم في أفضل حالاتها مجرد تضميد للوضع المأساوي، إلا أنها في أسوأ حالاتها تعد وصفات لقيام حرب إقليمية أو دولية واسعة النطاق.
قد توسع الولايات المتحدة نطاق مشاركتها، ولكن غير مرجح أن تبالغ في هذا التوسع في مواجهة التعنت الروسي، فعلى الرغم من دعوات هيلاري كلينتون بفرض منطقة حظر جوي، إلا أن سوريا وحدها ليست العامل الأهم أو الجائزة الكبرى في العلاقات الدولية التي تسعى إليها.
كما أن النظام السوري وروسيا، يسرعان من وتيرة ضرباتهما لتعزيز موقف النظام عسكريًّا واقتصاديًّا، قبل تولي الإدارة الجديدة السلطة في واشنطن يناير/ كانون الثاني المقبل.
نظرة أكثر شمولية
«لكن لكي نفهم تمامًا أسباب هذا المأزق، يجب أن نلقي نظرة شمولية على الصراعات الإقليمية المتداخلة والمرتبطة بهذا الصراع».
يرتبط تزايد اتساع نطاق الحرب السورية بالتطورات الإقليمية من العراق إلى اليمن، فضلًا عن مسألة داعش، فعندما كانت روسيا تدك حلب، كانت السعودية تقصف اليمن باستخدام المقاتلات الأمريكية التي أمدتها بها واشنطن مؤخرًا، ويتزامن ذلك مع تقدم السفن الحربية الإيرانية من السواحل اليمنية للدفاع عن المتمردين الحوثيين في اليمن.
فضلًا عن أن كلًّا من روسيا وسوريا والمعارضة السورية والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وكافة الفصائل الكردية والعراق وقوات الحشد الشعبي العراقية يقاتلون، أو يدَّعون أنهم يقاتلون داعش.
ففي حين بدأت آخر خمس قوى من تلك التي ذكرناها هجومًا لاستعادة السيطرة على الموصل من داعش، يتبادل الأتراك والحكومة العراقية حربًا كلامية حول من سينضم لتلك المعركة.
ويمكن إضافة المزيد من التعقيدات حتى ولو لم نأخذ في الحسبان الحسابات المستقبلية، وبالتالي من يعتقد في إمكانية معالجة الصراع السوري بمعزل عن كل تلك المعارك الأخرى، فهو بالتأكيد غافل عن أبعاد الصراع.
تتباين الجداول الزمنية لمختلف الأطراف الفاعلة، على سبيل المثال سحق الثوار في حلب، والذي يعد علامةً فارقةً للنظام السوري وروسيا، لن يمثل سوى مجرد مرحلة على طريق جهود إستراتيجية موسعة وتداعيات متموجة ستجتاح المنطقة، ومع كل هذه الأوضاع المتغيرة غير المستقرة، قد تطرأ تطورات غير متوقعة تعقد الأوضاع في سوريا أكثر من ذلك، ومعظمها على حساب الشعب السوري.
مخارج للأزمة غير مرضية
صار الصراع الآن مجردًا من كل المبادئ، إذ أصبحت مفاهيم النصر والمنتصرين لا معنى لها؛ فلم يعد يُذكر سوى الضحايا. أصبح من المستحيل تدوين أي شيء، أو حتى التفكير بهدوء في ظل ذلك الدمار الذي حل بالبلاد، وترك المجتمع السوري مفككًا منقسمًا، لكن يحتم علينا ذلك ويدفعنا نحو مناطق لم نضعها في الحسبان من قبل. بالنظر إلى هؤلاء المتنافسين المتشددين المتورطين في الصراع، لم يكن من المفترض أن يكون هناك «انتصار» تام لأي طرف منهم، ومع ذلك نجد أن الكثيرين يرون أن هناك إمكانية لوجود منتصر أوحد ليدعموه.
البعض يريد القضاء على النظام أولًا، بغض النظر عمن يقود هذا الانتصار؛ يقولون «حينئذٍ نستطيع أن نتفاهم، نعمر ونتصالح».
وكأن النظام كيان مستقل بمعزل عن الناس، كيان يمكن استئصاله جراحيًّا مثلًا؛ لا يوجد شيء أكثر توهمًا من هذا المطلب -إسقاط النظام أولًا-، وبالتأكيد لا يقل توهمًا من مطلب الاتجاه الآخر بقمع المعارضة أولًا، باعتبار أن النظام سيتمكن من حكم سوريا مجددًا -بعد سحقهم– ورأب ما تبقى منها، ومن ثم ينسدل الستار على ماضيه القمعي.
حتى وبعد إبقاء الأخلاقيات بمنأى بعيد عن أي شيء، سنجد أن كلا المطلبين مستحيلين. فالأسس ليست لغزًا، لن يكون هناك مجال للعودة إلى ما قبل 2011 في سوريا، سواء بتدخل من روسيا، أو بقضاء الله وقدره.
وبالمثل، فلن تستطيع المعارضة إسقاط النظام وبناء سوريا جديدة علمانية، ديمقراطية، بها عدالة اجتماعية، لأنه بالأساس ليس ما يطمح إليه الداعمون، سواء من الخارج أو حتى أقوى الميليشيات المسلحة في الداخل.
فأولئك الذين يرغبون أن يكون المجتمع السوري آمنًا، وديمقراطيًّا، وعلمانيًّا هم في الأصل متواجدون في طرفي الصراع، منقسمون كل على شاكلته حتى جفت أصواتهم.
«يجب على معارضي النظام تكريس طاقتهم لبناء حركة شاملة ترتكز على الأهداف الوطنية المشتركة».
وعلى الرغم من أن الظروف الحالية محبطة، يمكننا على الأقل تصور السيناريوهات التي من شأنها تجميع الأصوات المتباينة تحت راية النضال من أجل سوريا أفضل، ولكن لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا في حالة اقتناع تلك الأطراف بعدم إمكانية تحقيق فوز مطلق، أو على الأقل توصلهم لإعادة تعريف مفهوم الانتصار على كافة الأصعدة مجتمعة، والتي تشمل كافة الفئات السورية، والذي من شأنه جلب الخير لمعظم السوريين، حتى ولو تمسكوا بوعود القصاص لما تعرضوا له.
يجب أن يكرس المعارضون للنظام على كافة أطيافهم طاقتهم لبناء حركة أكثر استقلالية وديمقراطية وشمولية، على أساس الأهداف الوطنية المشتركة والمصالح المشتركة، على الأقل لوقف الفوضى، وهي مهمة طويلة وشاقة، ويتحتم علينا فيها الانتباه لبعض المخاوف والادعاءات لكلا السردين، والتي تناولها المقال بنوع من البحث. ولعل ما يفوق ذلك أهمية هو ألا ترتكز أنظار تلك الجهود على نهاية بعينها للصراع؛ بل الأحرى أن نضع نصب أعيننا أنه هناك حياة بعد الصراع؛ حياة تتطلب أعلى مستويات تحمل المسؤولية في البناء. ويجب علينا البدء من لحظتنا هذه لئلا تختطف جهات أخرى فاعلة أكثر وممولة جيدًا هذه الفرصة، وتفرض من جديد نسخة سورية أقل من النظام الحالي في قمعيته واستغلاله.
ولعل الخبر السار هو أن الجماعات والمنظمات المختلفة داخل وخارج سوريا قد بدأت بالفعل في هذه الجهود، وهم يدركون جيدًا أن المؤسسات الدولية والممولين والدول سوف يدعمون سوريا عندما تأتي ساعة إعادة الإعمار.
هذه الجهات الخارجية والعناصر الممولة بما فيهم البنك الدولي، ومجلس التعاون الخليجي، وكافة الرعاة الآخرين بما في ذلك الصين، قد بدأت عملها بالفعل تحسبًا لانتهاء هذا الصراع، ووضعت تصوراتها لهياكل رأس المال والشبكات. إذ يجب ألا يتركوا هؤلاء الأطراف الخارجية الداعمة للحكم ولو يومًا واحدًا، إذ إن الجهود البديلة تستحق دعمنا في الدفع في سبيل سرد مستقل، وسوريا مستقلة صامدة متحدة.
قد يبدو ذلك بعيد المنال، لكنها مجرد رؤية قد نستخلص منها بعض الأفكار البناءة، التي لا تلغي بعضها البعض في سبيل بعض الرؤى الموجودة فعليًّا، والتي تتميز بالعنف الشديد، وصعوبة التحقيق.
========================
نيويورك تايمز: (تسييس) إيصال المساعدات بسورية… فضيحة جديدة تلاحق الأمم المتحدة
http://all4syria.info/Archive/356207
العربي الجديد-
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فضيحة جديدة بحق الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنّ المنظمة الدولية دفعت ملايين الدولارات لشركة طيران روسية خاصة، كانت ممنوعة من التعامل مع المنظمة منذ أكثر من 10 سنوات بتهمة الرشوة، كي تلقي مساعدات إنسانية على منطقة خاضعة لسيطرة النظام، في وقت تقدم تبريرات لعدم القيام بخطوة مماثلة في مناطق سيطرة المعارضة.
وقالت الصحيفة، في تقرير، اليوم الجمعة، إنّ شركة “أباكان إير” ومقرّها موسكو، هي الشركة المدنية “الوحيدة” التي تم إعطاؤها إذناً بتقديم مساعدات إنسانية عبر إلقائها من الجو على “منطقة وحيدة” في سورية، وتسيطر عليها قوات النظام.
وبحسب الصحيفة، فإنّ مالكي الشركة نيكولاي إيستيمنكو وابنه بافيل، كانا متورطين في فضيحة مالية مع الأمم المتحدة قبل 10 سنوات، بعدما أوصى تقرير داخلي للمنظمة بمنع التعامل معهما.
وقالت الصحيفة إنّ “قصة تمكّن شركة إيستيمنكو من أن تكون المورّد الوحيد للمساعدات الإنسانية عبر الجو في سورية، هي مزيج من السياسة والمصالح الخاصة، وبيروقراطية الأمم المتحدة”.
وأوضحت الصحيفة أنّ قوات النظام السوري منعت الأمم المتحدة وبعثاتها الإنسانية من إيصال الغذاء والدواء للمناطق المحاصرة، في حين سمحت لشركة “أباكان إير” التي يربطها عقد مع “برنامج الغذاء العالمي” التابع للأمم المتحدة، بإلقاء مساعدات غذائية لحوالي 110 آلاف شخص في مدينة دير الزور الخاضعة لها، ويحاصرها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وهي المنطقة الوحيدة التي تحصل على مساعدات من الجو.
ووفقاً لقاعدة بيانات الشركة الروسية، بحسب الصحيفة، فإنّه تبيّن أنّ الشركة دفعت في العام 2007، لمسؤول أممي، ما لا يقل عن 186 ألف دولار كعمولات، في وقت وفرت الشركة خدمات تأمين جوية لشركات تعاقدت معها الأمم المتحدة.
وقد حصلت الشركة، في المقابل، على معلومات قيّمة حول عقود الطيران، وفق ما بيّنه تحقيق داخلي أجرته الأمم المتحدة، وأورد تفاصيله موقع “ويكيليكس”، وكشف أنّ الدفوعات حصل عليها الدبلوماسي الروسي ألكسندر ياكوفليف، والذي كان عاملاً في قسم التوريدات في الأمم المتحدة.
وخلص التحقيق إلى أنّ إيستيمنكو “شارك في أعمال إجرامية، بما في ذلك الرشوة والفساد وغسل الأموال”، ومن خلال شركة أخرى، قدّم خدمات تأمين لشركات الطيران التي تعاقدت معها الأمم المتحدة.
 وبدوره، أكد “برنامج الغذاء العالمي”، أنّه بحث تقديم مناقصات تنافسية من أجل خطة المساعدات، وكانت شركة “أباكان إير” المتوفر الوحيد.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج، عبير عطافة، في رسالة إلكترونية للصحيفة، إنّ “شركة أباكان أبدت استعدادها وقدرتها للقيام بهذه المهمات الخاصة”، مشيرة إلى أنّ “مشغلين آخرين تبين افتقارهم للخبرة التي تتطلبها عمليات من هذا النوع في إلقاء المساعدات، أو أبدوا تحفظات أمنية للقيام بهذه المهمات في سورية”.
وأكدت عطافة أنّ الشركة قد عملت مع الأمم المتحدة في مهمات بجنوب السودان، بعدما نجحت في اختبار تقييم سلامة المنظمة هناك، إلا أنّها لم تعلّق على تجاوز الشركة للمعايير الداخلية بعدما تبيّن أن مالكَيها متورطان بفضيحة مالية مع المنظمة الدولية.
وفي وقت تدفع الأمم المتحدة، عبر “برنامج الغذاء العالمي”، لشركة طيران روسية من أجل إلقاء المساعدات على المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، تقدم حججاً لعدم إلقاء المساعدات على المناطق التي تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة، من قبيل أنّ هذه المناطق “مكتظة بالسكان ولا تصلح لإلقاء المساعدات من الجو”.
وقال مدير برنامج “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، ويدني براون، للصحيفة: “نعلم مسبقاً أنّ تقديم المساعدات إلى الناس يتم بناءً على انتمائهم السياسي”، مشيراً إلى أنّ “تقديم المساعدات من قبل طرف متورط في الصراع، يعزز النظرة وواقع أنّ إيصال المساعدات مسيّس للغاية”.
وتلقي هذه الفضيحة الجديدة الضوء، بحسب الصحيفة، على كيفية استغلال النظام السوري وحلفائه من المسؤولين الروس، آلية إيصال المساعدات من قبل الأمم المتحدة، على الرغم من أنّ كبار مسؤولي المنظمة يتهمون النظام ذاته بانتهاك القانون الإنساني الدولي.
 
========================
الصحافة البريطانية :
«الإيكونوميست»: أزمة العالم العربي.. من حلب إلى الموصل
http://www.sasapost.com/translation/from-aleppo-to-mosul/
منذ 21 ساعة، 21 أكتوبر,2016
رصد تقرير نشرته مجلة «الإيكونوميست» البريطانية الأزمة التي تشهدها مدينتان عربيتان، وهما مدينة حلب السورية، ومدينة الموصل العراقية، وما يتعرض له سكان المدينتين من أزمة إنسانية في الوقت الراهن.
وقال تقرير المجلة البريطانية إن السكان السنة في المدينتين يتحملان الجزء الأكبر من وطأة العمليات العسكرية التي تشهدها المدينتان. ولا تقتصر الأوضاع الصعبة على سكان هاتين المدينتين وحسب، بل تمتد لتشمل السنة في مدن عربية أخرى.
تقرير «الإيكونوميست» قال: «ألق نظرة على أنقاض الهلال الخصيب، وسوف يظهر لك نمط مثير للقلق: من البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج، أولئك الذين يتحملون وطأة الحرب هم في الأغلب من العرب السنة».
وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن السنة يشكلون أكبر مجموعة عرقية وورثة الإمبراطوريات الأسطورية، فإن الكثير من مدنهم العظيمة تخضع لسيطرة الآخرين: اليهود في القدس. المسيحيون والشيعة في بيروت. العلويون في دمشق. وحديثًا، الشيعة في بغداد.
وتابع التقرير بقوله إن السنة يشكلون غالبية اللاجئين في المنطقة. وفي المناطق التي يحكم فيها السنة، كما هو الحال في دول الخليج، يشعرون بأنهم محاصرون من إيران العدائية، وبأنهم قد تم التخلي عنهم من قبل أمريكا غير المبالية.
فيدرالية مركزية
بحسب التقرير أيضًا، يتجاوز الشعور بالضيق ما هو أبعد من الطائفية. تعاني الدول العربية من أزمة في كلّ مكانٍ تقريبًا، والتي تفاقمت من جراء عقود من سوء الحكم على يد زعماء من بينهم زعماء من السنة.
من بين هؤلاء الزعماء الرئيس السابق للعراق «صدام حسين»، والرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».
يساعد شعور أهل السنة بأنهم يتعرضون للهجوم من جميع الأطراف على شرح كيف تمكن الجهاديون من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، الذي يعرض استعادة الخلافة القديمة، بالسيطرة على مناطق مأهولة بالسكان السنة في سوريا والعراق، وذلك بحسب ما أورده التقرير.
وشدد التقرير على أنه لن يكون هناك انتصار كامل في المعركة ضد الجهاديين، ولن يكون هناك حل دبلوماسي دائم، حتى يتم معالجة قضية طرد أهل السنة.
وفقًا للتقرير، فإنه يجري الآن تقرير مستقبل المنطقة في مدينتين جليلتين: حلب، المعقل الحضري الأخير لقوات المعارضة السورية المناهضة للأسد. والموصل، أغلى المناطق التي يسيطر عليها داعش في العراق.
وسوف يحدد سير المعارك، والنظام السياسي الذي يتبعه مسار الحروب الوحشية في المنطقة. ويكمن أفضل أمل للسلام -بحسب التقرير- في الفيدرالية واللامركزية لإعطاء السنة، وغيرهم، صوتًا لائقًا.
قصة مدينتين
التقرير ذكر أن حلب تمثل رمزًا لأسوأ أشكال التدخل الخارجي. تساعد روسيا القوات السورية، وحلفاءهم الإيرانيين والشيعة على استهداف قوات المعارضة من السنة المحاصرين.
يبدو ذلك وكأنه محاولة للاستيلاء على المدينة بأكملها قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» منصبه العام المقبل، وهم على قناعة بأنه لن يفعل شيئًا لوقفهم. والوحشية المتعمدة التي يتم من خلالها استهداف المستشفيات مرارًا وتكرارًا، سوف تغذي فقط استياء السنة وتطرفهم. سيفعل الأمر ذاته إصرار روسيا على أن يبقى الأسد مسؤولًا عن أي حكومة تتقاسم السلطة في المستقبل.
الموصل، على النقيض من ذلك، يمكن أن تصبح نموذجًا لهزيمة الجهاديين، وخلق سياسة أكثر عقلانية تعترف بحصة العرب السنة في العراق. وقد شرعت القوى السنية العراقية والكردية في حصار المدينة، مع دعم أمريكي. وقد تعطي العملية التي بدأت لاستعادة الموصل مؤخرًا أوباما انتصار الوداع. إن فقدان الموصل سيوجه ضربة لتنظيم داعش: من هناك أعلن «أبو بكر البغدادي»، زعيم التنظيم، خلافته، وفقًا للتقرير.
وتابع التقرير بقوله إنه قد يحصل الكثير من الخطأ في الموصل. لا أحد يعرف كيف ستقاتل داعش. وهناك مخاوف من أن الحكومة العراقية لم تفعل ما يكفي للتحضير للنزوح الجماعي للمدنيين. أو أنها لن تكون قادرة على منع صراع مسلح بين الميليشيات المسلحة الشيعية، والكردية، والسنية المتنافسة.
ولكن رغم أعمال العنف والفوضى، قال التقرير إن العراق أمل حقيقي. سياسة البلد هي أكثر انفتاحًا من تلك التي في معظم الدول العربية، مع صحافة مشاكسة وبرلمان عنيد. فيما بدأت تحالفات طائفية عابرة تتشكل. الساسة الشيعة يريدون التخلص من صورتهم كعملاء لإيران، بينما يرغب نظراؤهم من العرب السنة في الابتعاد عن سياسة الرفض، وحلم إعادة احتلال بغداد.
نموذج جديد
التقرير قال إنه بعد فشل القومية العربية، والإسلاموية والجهادية، يمكن للعراق أن يمنح العالم العربي نموذجًا جديدًا يكون موضع ترحيب من تفويض السلطة. هذا من شأنه أن يجعل من الصعب على الطغاة القتلة إرهاب شعوبهم، ويمنح المجموعات العرقية المتنوعة الشعور بأنهم يحكمون أنفسهم. وربما يمكن إقناع الانفصاليين، ولا سيما الأكراد، أن يظلوا ضمن الحدود الحالية.
ويمكن لشكل أكثر مرونة للحكومة أن يخفف بعض الصراعات في العالم العربي، حتى سفك الدماء الرهيب في سوريا. قد يختلف ميزان القوى، ولكنه يجب أن يتبع بعض المبادئ الأساسية، بحسب ما عدد التقرير.
أولًا، لأنه لا توجد منطقة نقية عرقيًّا، يجب على الكيانات الفرعية احترام حقوق الأقليات.
ثانيًا، يجب أن تتشارك كل المجموعات السلطة في الحكومة المركزية.
ثالثًا، يجب أن تعود الموارد الوطنية، على سبيل المثال، النفط، بالنفع على جميع السكان.
رابعًا، العثور على التوازن الصحيح للقوة المسلحة بين الجيوش الوطنية، وقوات الشرطة المحلية، بحيث تشعر الأقليات بالحماية.
وفي حين ينص الدستور العراقي على الكثير من هذا، على الورق على الأقل، فقد طالب التقرير بوجوب تطبيق ذلك على أرض الواقع.
قد لا ينهي تفويض السلطة الخلافات السياسية. ولكن إذا توقف سفك الدماء، فمن شأن ذلك تحقيق تقدم في الواقع.
وأخيرًا، قال التقرير إن تحقيق تقدم الموصل سيمنح فرصة لإقناع السنة المحاصرين أن هناك بديلًا أفضل من المذهب الجهادي العدمي. ولكن إذا غذت السياسة العراقية فقط شعورهم بالحرمان، فمن شأن العنف أن يستمر. ما يحدث في الموصل يهم من هم خارج العراق. حتى أنه يمكن أن يعطي الأمل للفقراء في حلب.
========================
فايننشال تايمز: القصف الروسي لحلب سيدخلها سجلات العار
http://www.qamishly.com/news/فايننشال-تايمز-القصف-الروسي-لحلب-سيدخ/
 ترجمة العربي الجديد-
اعتبرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن القصف الجوي الروسي الكثيف على مدينة حلب السورية سيدخلها في سجلات العار، قبل أن يتمكن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية من إيقافه.
وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان “ثمن جرائم الحرب الروسية في حلب”، أنّ جيش النظام السوري المتداعي لا يستطيع سحق الثورة، لذا تساعد موسكو في تحويل المدينة إلى مقبرة جماعية، فتسحق الأحياء الشرقية في حلب، حيث يحاصر حوالى 250 ألف سوري.
وأشارت إلى أنّ قوات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، استخدمت منذ 2011، الأساليب الأكثر فساداً وانعداماً للأخلاق التي يحرمها القانون الدولي ضدّ المدنيين، فضربت إمدادات المياه والغذاء، هاجمت الخدمات الطبية، واستخدمت التجويع كسلاح.
واعتبرت أن حلب مسرح لجريمة حرب تطابق في حالها عدداً قليلاً من جرائم الحروب الأخرى في العقود الأخيرة، مما يستدعي محاسبة موسكو وأداتها السورية، وفقاً للصحيفة.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى ضرورة اعتراف الدول الغربية بأن نظام القواعد الدولية الذي صيغ بعد الحرب العالمية الثانية، يخضع للتزييف في حلب أيضاً، ومن قبل عضو بارز في مجلس الأمن الدولي.
وأفادت أن روسيا قصفت قوافل المساعدات، وساهمت في طرد مئات آلاف اللاجئين إلى خارج سورية. ولم تكتف بإنقاذ الديكتاتور الذي دمر بلاده للأجيال المقبلة، بل قوضت أيضاً التحركات الدبلوماسية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية قد توقف الحرب، وفقاً للصحيفة.
واعتبرت “فايننشال تايمز” أن بعض اللوم يقع على الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، بسبب الضعف الذي أظهره الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في سورية، مما سمح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بملء الفراغ. كما أن أوروبا تقاعست عن الموضوع السوري، بسبب انشغالها بأزماتها الداخلية.
ورأت الصحيفة أن قمة الاتحاد الأوروبي التي تعقد اليوم الجمعة، هي فرصة ليبدو أن هناك ثمناً يجب أن يدفعه بوتين جراء هذا العدوان على حلب، معتبرة أن ما يحدث في حلب يجب أن يقوي عزيمة أي عضو متردد في الاتحاد من تمديد العقوبات على روسيا.
وختمت بالقول إن “كبح جماح بوتين سيستدعي استراتيجية احتواء متأنية، وينبغي أن يعيد الغرب رسم الخطوط الحمراء، وتنبيه موسكو إلى الكلفة الحقيقية لتجاوزها هذه الخطوط، وحذرت من المواقف التصالحية قصيرة الأجل، لأنها ستشجع بوتين على استعراض عضلاته أكثر على المدى الطويل”، وفقاً للصحيفة.
========================
التلغراف : تعطل حاملة طائرات روسية متوجهة إلى سورية
http://zamanmasdar.net/archives/19525
تدعمه ترجمة
قالت صحيفة “الديلي تلغراف” إن حاملة الطائرات الروسية العجوز “أدميرال كوزنتسوف“ تعطلت أثناء اجتيازها القناة الإنكليزية, حيث بدأت بنفث الدخان والذي يعتقد إنه ناتج عن عطل في محركات الدفع.
واضافت الصحيفة ان الحاملة الروسية تعاني من عدة مشاكل تقنية أدت إلى تعطل محركات الدفع و قال خبراء البحرية في وقت سابق أن عملية السباكة و التصنيع الخاصة بهيكل السفينة سيئة جدا .
كما أن البارجة تعاني من مشاكل في توليد الطاقة اللازمة لتحريكها في البحر مما قد يسبب حوادث أخرى مستقبلاً. وكانت الحاملة في طريقها عبر النرويج لميناء طرطوس لتشارك في قتل السوريين .
========================
التايمز البريطانية تصف استهداف تركيا لحزب الاتحاد الديمقراطي بالصفعة الموجهة لاستراتيجية واشنطن في سوريا
http://www.turkpress.co/node/27243
ترك برس
عقب استهداف مقاتلات تركية لمواقع تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي (الذراع السوري لمنظمة بي كي كي الإرهابية) في منطقة عفرين بريف حلب قبل يومين والذي أسفر عن مقتل قرابة 200 من عناصره، أبدت العديد من الدول المعنية بالأزمة السورية انزعاجها من هذه الخطوة.
وتعليقاً على القصف ادعت صحيفة التايمز البريطانية التي تعكس وجهة نظر الحكومة البريطانية أنّ غارات تركيا ضدّ حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا لا تتوافق مع سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، واصفة القصف بالضربة الموجة لاستراتيجية واشنطن في المنطقة.
وأضافت الصحيفة البريطانية قائلة: "قوات الجيش السوري الحر المدعومة من قِبل تركيا قامت بالاشتباك مع قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق حلب، رغم أنهما يحاربان تنظيم داعش الإرهابي، وقامت القوات التركية بتوجيه ضربات ضدّ عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي المدعومة أمريكياً، وهذه الخطوة تعتبر صفعة موجعة لاستراتيجية واشنطن والناتو المتبعة في المنطقة".
من جانبه أصدر جيش النظام السوري بياناً هدد فيه بإسقاط أي مقاتلة تركية تقوم بعمليات جوية داخل الأراضي السورية، حيث جاء في البيان: "سنقوم باستخدام كافة الوسائل المتاحة لدينا لإسقاط أي آلية جوية تابعة لتركيا تقوم بانتهاك المجال الجوي السوري مجدداً".
بدوره عكس وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر مواقف بلاده تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي، وذلك بامتناعه عن الإجابة سؤال طُرح عليه حول رأيه بالغارة الجوية التي استهدفت عناصر التنظيم.
ووجه أحد الصحفيين سؤال على كارتر أثناء زيارته أمس إلى أنقرة حول موقف بلاده من القصف التركي، حيث فضّل كارتر الامتناع عن الإجابة، الأمر الذي فسّره المحللون السياسيون على أنّ واشنطن غير راضية عن هذه الخطوة.
ويجدر بالذكر أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تدّعي في كل مرة أنها تقف إلى جانب أنقرة في محاربتها للمنظمات الإرهابية غير أنّها تلتزم الصمت أو تعلن معارضتها علانيةً عندما يتعلق الأمر بتوجيه ضربات لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية كداعش وغيرها.
كما علّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات صحفية على الغارة التركية التي أدت إلى مقتل قرابة 200 من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي، قائلاً: "إنّ مثل هذه الخطوات تبعث القلق وإنّ سوريا دولة ذات سيادة".
========================
إندبندنت: مدينة سويدية ستعرض حوافز للجهاديين العائدين
http://arabi21.com/story/954981/إندبندنت-مدينة-سويدية-ستعرض-حوافز-للجهاديين-العائد
لندن- عربي21- بلال ياسين# الجمعة، 21 أكتوبر 2016 12:01 م 0197
ذكرت صحيفة "إندبندنت" أن مدينة سويدية قررت منح الجهاديين العائدين من سوريا والعراق إسكانا ومعونات؛ لتساعدهم على الاندماج من جديد في المجتمع السويدي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المسؤولين في مجلس مدينة لوند يناقشون منح الجهاديين مساعدات اجتماعية وتعليمية ومالية؛ للتخلص من ماضيهم الجهادي، والعودة إلى الحياة العادية في بلادهم
وتنقل الصحيفة عن المنسقة لبرنامج ضد التطرف آنا سجوتراند، قولها إن المقترح يبدو مثيرا للجدل، إلا أنه نهج يجب تبنيه مع المنشقين من تنظيم الدولة، كما يتم التعامل مع المجرمين والنازيين الجدد، وأخبرت الإذاعة الوطنية "سفيرجيس"، قائلة: "عندما طرح الموضوع، فكرنا كيف يمكن أن نتعامل مع الموضوع، وفكرنا سريعا، واكتشفنا أنه يجب أن نتعامل معه بالطريقة المقترحة".
وتضيف سجوتراند: "لو ارتكبت فعلا إجراميا فيجب أن تتحمل مسؤوليته، لكن هناك العديد من الجوانب، ويجب النظر إليها من ناحية التكلفة، فإنه من الأرخص إعادة دمج شخص في المجتمع، بدلا من التخلي عنه، مثلا". 
ويورد التقرير نقلا عن الخبير في مجال الجريمة كريستوفر كارلسون، قوله إنه يدعم تلك الخطط، بعدما قام بعمل تقرير حول المتطرفين المنشقين للحكومة السويدية، وأخبر راديو "سفيرجيس" أن الذين يحاولون الهروب من جماعة تنظيم الدولة، هم بحاجة إلى طريقة للخروج من شبكات التنظيم، والعمل لتجنب ارتدادهم مرة أخرى، مشيرا إلى أن هناك حاجة "للموارد، وإعادة الاندماج في سوق العمل، ورخصة، وسقف فوق رأسك"، ويتساءل قائلا: "أتساءل لماذا علينا أن نتعامل مع الأشخاص الذين يتركون العنف المتطرف بطريقة مختلفة؟"
وتذكر الصحيفة أن تقريرا سابقا أشار إلى أن غالبية المقاتلين الأوروبيين مع تنظيم الدولة لديهم سوابق إجرامية، حيث تستهدف دعاية التنظيم الأشخاص الذين يحاولون البحث عن التطهر والخلاص، لافتة إلى أن مدنا أخرى، مثل مالمو، وبورلانج، وأوبيرو، تفكر بتطبيق البرنامج ذاته، الذي تفكر لوند بتطبيقه.
ويلفت التقرير إلى أن عدد السويديين الذين عادوا من العراق وسوريا يقدر بحوالي 140 مقاتلا من بين من يعتقد أنهم 300 جهادي ذهبوا إلى هناك، مشيرا إلى أن السويد تعد الدولة الأولى في أوروبا، التي سافر منها مقاتلون إلى تنظيم الدولة، بناء على نسبة السكان، مع أنها تأتي متأخرة من ناحية العدد عن كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وتفيد الصحيفة بأن جدالا يدور في العواصم الأوروبية حول كيفية التعامل مع المقاتلين العائدين، في ظل استمرار خسارة التنظيم أراضيه في مناطق نفوذه في العراق وسوريا، حيث يخشى المسؤولون تدفقا واسعا للهاربين بعد عملية الموصل، التي تعد أكبر تجمع حضري في العراق.
وينوه التقرير إلى أن المفوض لشؤون الأمن في الاتحاد الأوروبي جوليان كينغ، حذر من تدفق أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم، وقال: "قد تقود استعادة الموصل، معقل التنظيم في شمال العراق، إلى عودة مقاتلي التنظيم العنيفين إلى أوروبا".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن عدد حملة الجوازات الأوروبية والإقامة بين الجهاديين الأوروبيين يبلغ حوالي 3700 شخص، وذلك بناء على دراسة قامت بها كلية "كينغز" في لندن، ويقدر عدد الأشخاص الذين سافروا من بريطانيا إلى ما تطلق على نفسها "الدولة الإسلامية" بحوالي 800 شخص.
========================
الاندبندنت :لماذا يعيش لبنان في سلام بينما يحترق الشرق الأوسط؟
http://altagreer.com/لماذا-يعيش-لبنان-في-سلام-بينما-يحترق-ال/
نشر في : السبت 22 أكتوبر 2016 - 01:29 ص   |   آخر تحديث : السبت 22 أكتوبر 2016 - 01:30 ص
روبرت فيسك – الإندبندنت – التقرير
من المحتمل أنني أرى الحياة في لبنان حياة طبيعية لأنني عدت حديثًا إلى بيروت بعد زيارة مدينتي حلب ودمشق؛ فالشرق الأوسط من حول الجوهرة الصغيرة يحترق، حيث ستجد العديد من الصراعات المتأججة من حولها في سوريا والضفة الغربية الفلسطينية والعراق واليمن وليبيا، وتصاعد الأحداث في مصر، وللأسف أيضًا مع الأكراد الأتراك، بينما تتألق لبنان وحدها في سماء هذا الظلام دون أن تمسها الأعمال الوحشية التي تحدث على الجانب الآخر من حدودها، أو هكذا تبدو هي للعالم.
ومن الغريب أن نعتقد أن مثل هذه القطعة من الجنة مازالت تنتمي إلى العالم العربي؛ فإذا ما نظرنا إلى أحوالها، سنجد أن لبنان لا يحكمها رئيس بعينه حتى الآن ولم تحدد لها حكومة معنية بتسيير أمورها، بالإضافة إلى انقطاع مستمر في التيار الكهربائي (عادة ما تنقطع الكهرباء عن منزلي ثلاث مرات يوميًا، فتستمر العتمة في بعض الأحيان إلى ست ساعات، إن لم يتوافر وجود مولد كهرباء)، وقد تبدو لكم القراءة على ضوء الشموع رومانسية مثل أجواء شعر ميلتون، ولكنها تتحول إلى ملل شديد بعد فترة.
ومما لا شك فيه، أن الحرب السورية قد تركت آثارها على لبنان؛ من تفجير للمساجد ومحاولات انتحارية لتفجير السفارة الإيرانية، وسيطرة داعش على المدينة اللبنانية “عرسال” لفترة وجيزة، وذبح الجنود اللبنانيين الأسرى، فكانت بمثابة إنذار قابل على إحياء سيناريو الحرب الأهلية القديمة بها، فقد حظي مقاتلو حزب الله في جنوب لبنان بجنازات عسكرية بعد عودة عشرات القتلى من المعارك السورية، بينما قاتل العديد من المسلحين السنة والشيعة في مدينة طرابلس شمال لبنان، ولكن بالرغم من كل ما أحيط بها، لم تقحم لبنان نفسها في أي حرب جديدة.
لديَّ العديد من النظريات التي تدور حول تفسير سبب تماسك لبنان حتى الآن؛ إذ تحتوي لبنان على أعلى المعدلات العربية من الشباب المُتَعلّم وأكثرهم موهبة، فلن تنتصر جبهة بعينها على الأخرى، لتكون هذه إحدى الدروس المستفادة من الحرب الأهلية اللبنانية – بعد فقدانهم لما يقارب 150 ألف قتيلاً، وهو بالطبع رقمٌ لا يُقارن لما يحدث في سوريا الآن – على الرغم من تمسك الأقلية المسيحية بمنصب رئاسة الجمهورية، بينما مازال مقاتلو حزب الله محتفظين بأسلحتهم.
تعمدت العديد من الأسر اللبنانية – من الطبقات المتوسطة والعليا – بإرسال أبنائهم للخارج في جينيف وباريس ولندن ونيويورك؛ من أجل حماية أرواحهم أثناء الحرب اللبنانية التي استمرت من العام 1976 وحتى 1990، ليتعلموا في الجامعات الأجنبية مثل أوكسفورد وهارفارد وسوربون، فترعرعوا حتى مرحلة البلوغ في وسط الحياة الغربية؛ حيث اعتادوا على الحياة المُتسمة بالكرامة والحرية كحقوق إنسانية طبيعية وليست مميزات كمالية للحياة.
وفوجئوا لدى عودتهم إلى بلادهم بانتشار الطائفية والعنصرية بها، إضافة إلى الفساد المتفشي والصراعات الأسرية “زوما”، إلى جانب الإقطاعيين الموقنين بحقوقهم الملكية في الوصول إلى السلطة، ولكنهم نجحوا في إقناع الحكومة بتقنين الزواج المدني، على الرغم من رفض شيوخ الديانة الإسلامية وأساقفة المسيحية لهذه المبادئ.
ولكن كالعادة، تسود العادات القديمة وتغلب على كل شيء؛ فأنا أتذكر صديق لي مسلم كان يدرس في الجامعة البريطانية، وكنا نتقابل في بريطانيا من وقت لآخر، كان يستمتع بالحريات المقدمة له في الغرب، ولكن فجأه حزنت عندما طلب من أمه أن تبحث له عن عروس مسلم ليتزوجها، فقد عاش حياته بالطول والعرض وفجأه أراد من أمه أن تجد له عروس صغيرة تنتمي إلى الدين المتلائم معه.
كل ستة أشهر تقريبًا أقابل مسلمًا أو مسيحيًا يهدده أسرته إذا ما تزوج رجلاً أو امرأة من ديانة مختلفة عنهم، وحضرت أحد المؤتمرات في بيت دين على جبال الشوف ستناقش فيه فكرة الطائفية؛ حيث اقترح أحد الأكاديميين الغربيين تأكيده على ضرورة تشجيع الشباب اللبناني على الزواج ممَن يحبونهم مهما اختلفت ديانتهم، ولكنني أرى أن الآباء هم من يجب أن يوجهوا لهم مواعظهم وليس الأبناء.
وماذا هم فاعلون بالفساد؟ فالفساد ما هو إلا سرطان ينتشر في الشرق الاوسط رغم أنف الكل (وبالطبع لابد أن أعترف أن الفساد موجود في الكثير من الدول الغربية)؛ فبطبيعة عملي كصحفي عادة ما أقابل رجالًا ونساءً ذوي ماضٍ مريب، سواء كان باحتيالهم على بنك ما أو لُطّخت أيديهم بدماء الحرب الأهلية، أو حاولوا الإساءة إلى سمعة أحد السياسيين؛ فأنا أعرف صاحب محل خضراوات قتل شخصًا بسبب خلافات عائلية.
وفي حين تهدد البنوك التي تفرض رسوم فاحشة على الحسابات الجارية لعملائها؛ اعتاد البنك الخاص بي في بيروت – وهو بنك لا يعتمد على فرض رسوم عالية ويملكه رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري – بإرسال خطابات تنص على تعهدي بألا أخرق أي من قوانين البنوك الفيدرالية الأمريكية، حيث تخشى البنوك من أي تهديد بغسيل الأموال الأمريكية – فأي بنك لا يتعامل بالدولارات يعتبر خارج السباق – واستمر البنك الخاص بي في إرسال هذه الرسالة عامًا بعد الآخر حتى مللت منه، وأرسلت إليهم خطابًا موجّه من المحامي الخاص بي ينص على أنهم لا يحق لهم قانونيًا أن يقوموا بمثل هذه الإدعاءات مع مواطن بريطاني، وبذلك انتهت المسألة بسلام ولم تتكرر مرة أخرى بعد ذلك.
وحتى مع وجود الفساد بنسب صغيرة؛ فوجوده في حد ذاته يشجع على انتشاره، ولكن ماذا يجب أن تقوم به لبنان فيما يخص وجود شقيقتها السورية بجوارها؟ تنص الإحصائيات على وجود 10 مليار من الأموال السورية في البنوك اللبنانية ومستثمرة في العقارات اللبنانية، وبالطبع لك أن تتخيل مدى غضب ما يقارب من 80 سوريًا وضعتهم أمريكا على القائمة الاقتصادية السوداء، ولكنه أمر حقيقي.
وبسبب رواد إمبراطوريات الاحتلال في الشرق الأوسط في الماضي – فرنسا – انفصلت لبنان عن سوريا؛ فالعديد من العائلات اللبنانية لهم أصول سورية، وهو ما يعادل ثلث سكان “طرابلس” شمال لبنان، مع العلم أن العديد منهم يحملون الجنسيات الأمريكية، وبالطبع لهم الحق في أن يكون لديهم حسابات في البنوك اللبنانية، فلن يستطيع أحد تتبع هذه الأموال إذا ما قرروا سحبها واستعمالها في دمشق.
يحمد اللبنانيون ربهم على وجود الجيش اللبناني؛ حيث أعيد تكوينه بعد انتهاء الحرب الأهلية؛ فهو القوة الوحيدة التي لم تتسم بالطائفية في لبنان والمؤسسة الوحيدة التي لم تتوقف عن العمل حتى الآن، ولولاه لتجددت الحرب الأهلية من جديد في لبنان، حيث كان من المفترض أن يُعيد السعوديون تسليحه بما يعادل 3 مليار دولار مقابل توفير الأسلحة من قبل فرونسوا هولاند صديق الملك سلمان، ولكن لم ينفذ السعوديون وعدهم بعدما أثير غضبهم جراء هجمات شيعة حزب الله على المملكة، ولذلك لازال الجنود اللبنانيون يدافعون عن بلادهم بالبنادق البريطانية القديمة التي استخدمت من قبل في “بالفاست”، وفي سيارات “الهامفي” الأمريكية، ومروحيات “هيوي” المستخدمة في حرب فيتنام قديمًا.
ومع غياب منصب الرئيس اللبناني، أصبح اللواء “عباس إبراهيم” أقوى رجل في لبنان، وهو رئيس الأمن الداخلي اللبناني، إضافة إلى كونه مسلم شيعي يُعرف بصلاته القوية مع قطر، وساعد في المفاوضات حول الإفراج عن الجنود والراهبات اللبنانيات المحتجزين من قبل جماعة نصرالله الإسلامية، ودائمًا ما أنصحه أن يحافظ على سلامته لأنني أخشى عليه؛ فنادرًا ما تجد رجلاً مثله في لبنان كشخص في مثل شجاعته، فعلى الرغم من أن العديد يرغبون في قتله إلا أنه يستحق أن يعيش.
ولبنان لها الحق أن تعيش بسلام أيضًا، ولكن يبدو أن اللواء السابق “ميشال عون” يرغب في تحقيق طموحاته بأن يصبح الرئيس اللبناني القادم، في محاولة خداع جديدة؛ فقد كان لواء في الجيش اللبناني وفي لحظة ما اعتبر نفسه رئيسًا للبلاد وقرر من تلقاء نفسه الدخول في حرب مع سوريا في العام 1990، وبعد استشهاد المئات من جنوده من قبل القوات السورية (وهو ما قوبل بنفس الأعداد بالنسبة للجيش السوري)؛ هرب “عون” للاحتماء في السفارة الفرنسية منطلقًا إلى باريس ليعود مرة أخرى منتصرًا إلى لبنان، مستندًا إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه من حزب الله، وبذلك اعتقد العديد من اللبنانيين باختلال عقله.
ولكن لم يكن هناك من يماثل سعد الحريري رئيس الوزراء السني الأسبق، في حجم غضبه تجاه “عون”؛ فسعد الحريري يؤمن بأن والده قتل من قبل أفراد الأمن السوري في العام 2005، ولكن ومع اندهاش العالم كله؛ أعلن سعد الحريري بعد جولات له في السعودية وفرنسا، دعمه لعون ليكون رئيسًا للبنان.
وفي أقوال أخرى، يتقرب الحريري من رجل ينتمي إلى النظام الذي قتل والده، فهل يعلن الحريري هذا الموقف لأنه يريد أن يصبح رئيس وزراء لبنان مرة أخرى، حتى وإن كان رئيس وزراء حكومة عون؟ في لبنان يشترط أن يكون رئيس الجمهورية مسيحي ماروني، بينما يجب أن يكون رئيس الوزراء مسلم سني، والمتحدث الإعلامي للبرلمان اللبناني شيعي، ولكن المتحدث الشيعي للبرلمان هو “نبيه بري”، وقد أعلن مرارًا أنه لن يرضخ لكون “عون” رئيسًا لهم تمامًا مثل 13 عضوًا على الأقل، من حزب الحريري.
النظام اللبناني يعيش فيه كل لبناني سواء كان مسيحي أو مسلم سني أو شيعي في أجواء حب متبادل يتسم بالترقب الحذر، ولكن عادة ما يخلب الحب أي شعور سلبي آخر إذا ما أراد الناس أن تتوقف الحروب الأهلية.
لكي تتحول لبنان إلى بلد حديث لابد أن تتخلى عن تحفظاتها الطائفية ليستطيع أي لبناني مهما كانت ديانته أن يكون رئيسًا للبلاد، ولكن إذا ما أزلنا الطائفية من لبنان؛ لن تكون هناك لبنان لأن الطائفية هي كيان لبنان.
ولكن بالرغم من كل ذلك، سوف تبقى لبنان على قيد الحياة؛ فهي تختلف عن غيرها من البلدان العربية، حيث تتمتع لبنان بنسبة كبيرة من الحرية والتعليم وحبها للكتب وبعدم تخليهم عن تاريخهم؛ سواء كان من بقايا الرومانية أو قلاع الصليبيين أو مساجدهم العتيقة أو حبهم الفينيقي للسفر والمغامرة ولذلك عادة ما تجد رحلات الطيران اللبنانية مكتظة بالركاب؛ فاللبنانيون هم أبطال أنفسهم.
========================
إندبندنت: هل اخترقت الاستخبارات البريطانية تنظيم الدولة؟
http://arabi21.com/story/954741/إندبندنت-هل-اخترقت-الاستخبارات-البريطانية-تنظيم-الدولة#tag_49219
إندبندنت: هل اخترقت الاستخبارات البريطانية تنظيم الدولة؟
إندبندنت: تنظيم الدولة يعاني من الانقسام وهروب مقاتليه والخوف من اختراقه- رويترز
نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا لمراسلها كيم سينغوبتا، يتحدث فيه عن الوضع الراهن لتنظيم الدولة، واستعداده لمعركة الموصل، التي تخضع لسيطرة التنظيم منذ عامين.
وتكشف الصحيفة عن أن تنظيم الدولة، الذي يواجه معركة شديدة في آخر معقل له في العراق، يعاني من الانقسام، وهروب مقاتليه، والخوف من أنه تعرض لعملية اختراق من المخابرات الأجنبية، وفي مقدمتها المخابرات البريطانية.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن الجهادي البلجيكي رشيد، قوله: "إن مقاتلي التنظيم خائفون من أشياء كثيرة الآن، وهم خائفون من القصف، وخائفون من الهجوم القادم، وخائفون حقيقة من الجواسيس الأجانب بينهم"، ويضيف رشيد أن أكثر مؤسسة استخباراتية استطاعت اختراق الجهاديين كانت المخابرات البريطانية.
ويصف الكاتب رشيد بأنه واحد من آلاف الجهاديين الذين ذهبوا إلى سوريا للقتال مع التنظيم، وتخرج من معسكراتهم، وعمل معهم مدة عامين، قبل أن يبدأ بالشعور بخيبة الأمل منهم، والخوف من القادم، ولهذا فرّ عبر الحدود إلى تركيا، مشيرا إلى أن رشيد كان يعمل ميكانيكيا قبل سفره إلى سوريا.
وتشير الصحيفة إلى أن سينغوبتا اتصل برشيد عبر وسيط في تركيا، عندما نشر الشهر الماضي تقريرا، تحدث فيه عن آلاف الجهاديين مع تنظيم الدولة، الذين يواجهون الهزيمة، ويحاولون الهروب.
وبحسب التقرير، فإن "الصورة التي رسمها رشيد عن التنظيم، الذي كان خارقا في بداية خروجه عام 2014، والعصي على الهزيمة، حلت محلها صورة الخوف والانقسامات والهروب، بالإضافة إلى جنون العظمة والعنف والانتقام ممن اعتبروا خونة".
ويقول سينغوبتا إن "رشيد، الذي كان قصر لحيته، وحرق ملابسه ووثائقه، التي كانت معه عندما وصل إلى سوريا، حريص على مغادرة مدينة أورفة؛ لأنها أصبحت ملجأ للمتشددين، بمن فيهم عناصر تنظيم الدولة، وتم فيها اغتيال عدد من الناشطين المعتدلين، منهم إبراهيم عبد القادر، وفارس الحمادي، وهما ناشطان من مجموعة (الرقة تذبح بصمت)، ونشر تنظيم الدولة شريط فيديو، قال إنه عن قتل أشخاص (تآمروا مع الصليبيين)، ولا يوجد أي دليل يربط هؤلاء مع المخابرات البريطانية أو أي مخابرات أجنبية".
وتلفت الصحيفة إلى أن هناك عددا كبيرا ممن قتلوا وهم يعبرون الحدود اتهموا بالعمالة مع المخابرات الأجنبية، وكان من أشهر هؤلاء مدير مخابرات تنظيم الدولة في حلب أبو عبيدة المغربي، الذي أشرف على احتجاز الصحافي الأمريكي جيمس فولي، وغيره من الرهائن الغربيين، مشيرة إلى أن المغربي، الهولندي من أصول مغربية، قتل مع ثلاثة بعد اتهامهم بالتعامل مع المخابرات البريطانية "إم آي6"، وكانوا يقدمون أسرارا إليها.
ويفيد التقرير بأن تنظيم الدولة قام بعقد تحقيق داخلي بعد مقتل محمد إموازي،الملقب بالجهادي جون، الذي ظهر في شريط إعدام فولي والبريطانيين ديفيد هينز وآلان هيننغ، واعتقد التنظيم أن معلومات عن مكان إقامة إموازي قدمها عملاء من داخله للمخابرات البريطانية، لافتا إلى أن رشيد وغيره من الجهاديين يواجهون احتمالا بصدور أحكام بقضاء فترات سجن طويلة في بلادهم، في حال عودتهم، باستثناء الدانمارك، التي تقوم بنقل هؤلاء إلى مراكز إعادة تأهيل.
ويورد الكاتب نقلا عن رشيد، قوله إنه وبقية المقاتلين الأجانب مقتنعون بملاحقة المخابرات الغربية لهم، بعدما زرعت عملاء داخل تنظيم الدولة، وهم مقتنعون أيضا بأن بريطانيا تؤدي دورا مهما في هذه الجهود، ويضيف رشيد: "لا يشكل البريطانيون الجماعة الأكبر من المتطوعين، وبسبب بروز عدد منهم، بدأت مخابرات بلادهم بملاحقتهم، لكن الكثير من الإخوة سيقولون لك إن هذه المخابرات ناشطة، وقتل تنظيم الدولة نساء ورجالا بعدما اعترفوا أنهم عملاء أجانب، بعضهم جواسيس بريطانيون"، ويتابع رشيد قائلا: "كما تعلم، فقد طلب تنظيم الدولة الكثير من الناس، وليس مقاتلين فقط، وإنما طلب معلمين ومهندسين وأطباء لبناء الدولة، وهو يعتقد أن بعض هؤلاء جواسيس".
وتورد الصحيفة نقلا عن الأكاديمي التركي الذي يعد كتابا عن الثوار السوريين، أولوك أولتاس، قوله إن التنظيم واع "للاتصالات البريطانية"، ويضيف: "هناك شعور على نطاق واسع بأن بريطانيا استطاعت اختراق عدد من الجماعات، بما فيها تنظيم الدولة، وأن قادته واعون لهذا الأمر وخائفون، ودهشت عندما سمعت بهذا؛ لأنني شعرت أن الأمريكيين هم الذين يجب أن يأخذوا زمام المبادرة من بين الدول الغربية، ويبدو أن البريطانيين يعملون على هذا الأمر منذ وقت، ولا تنس أن تنظيم الدولة اعتقل المغربي قبل عامين".
وينوه التقرير إلى أن أولتاس يعمل مديرا لمركز "سيتا"، الذي أنشأه مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالين، وسيحتوي كتابه على مقابلة مع أبي فراس السوري، وهو أحد قادة جبهة النصرة، الذي قتل في غارة أمريكية، ويقول أولتاس: "ما هو مثير أن تنظيم الدولة، الذي كان يتشدد في فحص من يرغبون بالانضمام إليه، أصبح أقل تشددا"، ويضيف أن "التنظيم لم يكن ناجحا في منع اختراقه، ما سمح للمخابرات الغربية وغيرها من المخابرات التركية والأردنية باختراقه، وكان المغربي من أهم الشخصيات في تنظيم الدولة ممن أعدم لتعامله مع البريطانيين، لكنني تحدثت مع مقاتلين يقولون إن المغربي لم يقتل، وشوهد في بعض الأحيان، وربما احتجز ليكون ورقة مقايضة في حال سقوط الرقة، من يعلم؟".
ويذكر سينغوبتا أنه عرف عن المغربي من خلال الجهادي البلجيكي جيجون بونتيك، الذي قال إن جيمس فولي احتجز لدى مجموعة من الجهاديين البلجيكيين، الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "شريعة فور بيلجوم" (الشريعة من أجل بلجيكا) في حلب، وانتقلوا لاحقا إلى الرقة.
وتنقل الصحيفة عن فيليب بالبوني، الذي عمل مع فولي في المنظمة الإخبارية الأمريكية "غلوبال بوست"، قوله عن بونتيك: "صادق جهادي بلجيكي شاب سافر إلى سوريا للقتال فولي، وعندما عاد ذلك الجهادي إلى بلجيكا قدم معلومات ثرية عن المكان الذي اعتقل فيه فولي ومن احتجزه، وكانت هذه هي المرة الأولى التي علمنا فيها أن جيم حي يرزق".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن بونتيك كان عضوا في جماعة "شريعة فور بيلجوم"، وكان قائدها هو فؤاد بلقاسم، المتهم بالسرقة، وزار بريطانيا عام 2010، والتقى مع أنجم تشاودري، الناشط الذي سجن بتهمة الولاء لتنظيم الدولة، وطلب منه النصح، وقام عدد من أفراد هذه المجموعة بزيارة لندن لاحقا، وعملوا مع تشاودري
========================
الغارديان: قلق من تغيير التحالفات بعد طلب إيران ضم مصر للمحادثات بخصوص سوريا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/10/161020_press_uk
تقول الجريدة إن وزير الخارجية الإيراني طلب شخصيا حضور مصر في جولة المحادثات بخصوص سوريا والتي جرت الاسبوع الماضي في لوزان في سويسرا.
وتوضح الجريدة أن هذه الخطوة أثارت مخاوف من قيام مصر بالتخلي عن موقفها المعتاد الموالي للغرب.
وتؤكد الجريدة انها اطلعت على رسائل بريد إليكتروني توضح ان محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني طلب شخصيا من نظيره الامريكي جون كيري حضور وفد ممثل عن القاهرة.
وتكشف الجريدة من واقع الرسائل التي قالت إنها اطلعت عليها أنه عندما اقترح كيري إجراء مفاوضات يشارك فيها 6 اطراف "لنرى إن كان من الممكن أن نتوصل إلى حل منطقي للأزمة" رد عليه ظريف قائلا "ولماذا لاتحضر مصر ايضا"؟
وتشير الجريدة إلى أن إيران لم توافق على حضور المحادثات إلا بعدما حصلت على الموافقة على حضور وزيري الخارجية المصري والعراقي للمحادثات حيث يؤيد البلدان الموقف الإيراني الداعم لنظام الأسد.
وتقول الجريدة إن الموقف المصري يبدو اكثر لفتا للأنظار حيث أنها تمثل أكبر البلدان السنية في المنطقة من حيث تعداد السكان.
وتؤكد الجريدة أن إيران أرادت ألاتكون صوتا غريبا خلال المحادثات الأخيرة في لوزان بين كل من قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة موضحة أن عملية الحشد لضم مصر للمحادثات بدأت قبل أيام فقط من بدايتها.
وتعرج الجريدة على إيضاح ان مصر قامت قبل أسبوعين بالتصويت مع الروس في مجلس الأمن الدولي حول الملف السوري مما شكل صدمة للملكة العربية السعودية الداعم المالي لمصر.
وتنقل الجريدة عن صادق غرباني الصحفي في وكالة فارس للأنباء وهي وكالة شبه حكومية قوله في تدوينة على موقع تويتر "من المثير للاهتمام متابعة كيف تغير مصر السيسي موقفها تدريجيا من محور واشنطن الرياض إلى محور موسكو طهران".
========================
الإندبندنت: "قارنوا تغطية المعارك في الموصل وحلب لتعرفوا الكثير عن الدعاية التي توجه لنا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress/2016/10/161021_press_saturday
الإندبندنت نشرت موضوعا لباتريك كوبيرن بعنوان "قارنوا تغطية المعارك في الموصل وحلب لتعرفوا الكثير عن الدعاية التي توجه لنا".
يقول كوبين إن المعارك تدور في سوريا في منطقة حلب وفي العراق في الموصل وتقوم وسائل الإعلام بتغطية المعارك في الدولتين لكن الفروق كثيرة.
ويؤكد كوبيرن أن كلا من الموصل وحلب يشكلان تجمعين للسكان السنة في كل من العراق وسوريا ويتعرضان لهجوم عسكري من قوات معادية تحصل على دعم جوي من قوى خارجية.
ويواصل كوبيرن المقارنة موضحا أنه في حلب يعيش نحو 250 الف مدني بينهم نحو 8 آلاف مقاتل وتقوم القوات الأرضية الشيعية التابعة للأسد والموالية لإيران بشن هجمات متتابعة على المدينة بينما تقبع بالكامل تحت الحصار.
ويضيف أن هذه القوات جاءت من العراق ولبنان وإيران ويحصلون على دعم جوي واسع من الطيران الروسي الذي شن غارات أدت لانتقادات كبيرة في مختلف انحاء العالم واتهامه بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في المدينة.
ويواصل كوبيرن قائلا "لكن في الوقت نفسه وسائل الإعلام ذاتها تقدم تغطية مختلفة للمعارك في الموصل والتي تبعد فقط نحو 500 كيلومتر شرقي حلب حيث يقبع مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية تحت حصار القوات الشيعية والكردية ومسلحي القبائل السنية ويحصلون على دعم جوي واسع من التحالف الأمريكي".
ويقول كوبيرن إن المدافعين عن الموصل يتهمهم الإعلام بالإرهاب ويلقي عليهم باللوم في تعريض حياة المدنيين في المدينة لخطر الموت في المعارك وحتى باستخدامهم كدروع بشرية ومنعهم من مغادرة المدينة.
ويؤكد كوبيرن أنه في حلب لايذكر الإعلام شيئا عن وجود دروع بشرية كما يحدث في الموصل رغم ان أغلب المدنيين في شرق حلب يرغبون في مغادرتها لكن الامم المتحدة تعتبرهم فقط ضحايا للوحشية الروسية فقط.
ويعتبر كوبيرن ان الإعلام يقارن الدمار في حلب بدمار غروزني في الشيشان على أيدي الروس قبل نحو 16 عاما لكن الإعلام نفسه لايذكر شيئا على الإطلاق عن الدمار الذي لحق بمدينة الرمادي التي كان يقطن فيها 350 ألف شخص على نهر الفرات والتي دمر الطيران التابع للتحالف الأمريكي نحو 80 في المائة منها.
ويعتبر كوبين أن هناك تحيزا كبيرا في تغطية وسائل الإعلام للحرب في كل من العراق وسوريا بما يكفي لتدريس هذه الحالة للطلاب في الجامعات ودراسي درجتي الدكتوراه والماجستير في تأثير وسائل الإعلام والتغطية المنحازة.
========================
تلغراف: الغرب لا يهتم كفاية بوقف بوتين
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/21/تلغراف-الغرب-لا-يهتم-كفاية-بوقف-بوتين
في مقال بصحيفة ديلي تلغراف كتب السفير البريطاني السابق تشارلز كروفورد أن بإمكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يفعل ما يحلو له في سوريا ولا يهتم الغرب بوقفه.
وأشار إلى استغلال بوتين لضعف الرئيس الأميركي باراك أوباما في إدانته الجرائم التي يرتكبها النظام السوري ضد الإنسانية وكيف سارت الأمور وفقا لذلك وقلبت موسكو عبارات أوباما المتكررة "الأسد يجب أن يرحل" إلى "في الواقع سيظل الأسد موجودا بعد رحيل أوباما".
وألمح كروفورد إلى وجود مشكلة قاتمة أمام الدبلوماسيين الغربيين وهي أن الرئيس السوري بشار الأسد لديه واحد من أهم المبادئ الأساسية في القانون الدولي يقف في صفه وهو المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تشير إلى أنه لا يوجد في الميثاق الحالي ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس فرديا أو جماعيا إذا حدث هجوم مسلح ضد أحد أعضاء الأمم المتحدة.
وأردف أن الأسد قد يكون بعيدا عن المثالية لكن من الواضح أنه المنافس الجاد الوحيد بصفته الرئيس الشرعي لسوريا، وهو ما جعله يطلب من روسيا مساعدة بلاده في الدفاع عن نفسها ضد كل أنواع الفصائل المسلحة البغيضة المدعومة بشكل غير قانوني من أطراف مختلفة في أماكن شتى، فلماذا يخذله والقانون الدولي في صفه بشكل واضح؟
"هناك مشكلة قاتمة أمام الدبلوماسيين الغربيين وهي أن الرئيس السوري بشار الأسد لديه واحد من أهم المبادئ الأساسية في القانون الدولي يقف في صفه وهو المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة"
وعلق الكاتب بأنه لهذا السبب لا يمكن لكل هذا النشاط الدبلوماسي المكثف الذي يحيط بعمليات السلام المحتملة في سوريا أن يصل إلى نتيجة بينما يعتقد طرف واحد على الأقل أنه سوف يفعل ما هو أفضل في أي عملية سلام نهائية بفرض واقع على الأرض في صالحه أولا.
وختم بأن الأمر ليس أن هذا الجهد العسكري الروسي بهذه القوة أو مقدر له النجاح، لكن الواقع هو أن الكرملين يعمل على افتراض أن واشنطن تحت الإدارة الحالية لا تهتم بما فيه الكفاية بشأن سوريا لجعل أي شيء أقرب إلى الالتزام.
وفي زاوية أخرى بالصحيفة نفسها كتبت جولي لينارز أن الولايات المتحدة أمامها أسبوعان فقط لإنقاذ سوريا من العدوان الروسي وإلا ستخسر ما تبقى لها من حجة أخلاقية.
وأشارت الكاتبة إلى الحشد الهائل للعتاد الروسي الذي يعتبر الأضخم منذ نهاية الحرب الباردة فيما يعتقد أنه استعداد لهجوم أخير على الجزء الشرقي المحاصر من حلب الذي يمكن أن يحول المد لصالح نظام الأسد خلال الأسبوعين المقبلين.
 
 
وقالت إن توقيت هذا الحشد لم يكن مصادفة. فقد بقيت ثلاثة أسابيع على الانتخابات الرئاسية ومع تركيز قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على استعادة مدينة الموصل العراقية، فإن بوتين يغتنم هذه الفرصة لتحقيق هدفين في آن واحد: إعلان النصر في سوريا، وتسليط الضوء على عجز الولايات المتحدة.
وأضافت أن هذا معناه أن الوقت بدأ ينفد ولم يبق أمام الولايات المتحدة سوى أسبوعين لفرض منطقة حظر جوي فوق المدينة. كما أن الأمر يقتضي منها أن تسيطر على الوضع وتتصدى لنظام الأسد وحلفائه في شرق المدينة، وألا تقف موقف المتفرج.
وفي السياق نشرت غارديان أن الاتحاد الأوروبي تراجع عن تهديده لروسيا بفرض عقوبات فورية بسبب قصفها المستمر لحلب عندما اصطدمت خطة مدعومة من بريطانيا بمعارضة من إيطاليا.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أرادت من قادة الاتحاد، في القمة الأوروبية التي عقدت أمس، أن يتخذوا موقفا واضحا بأن أجندة روسيا في سوريا لم تكن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن تشجيع الرئيس الأسد ليعتقد أن بإمكانه أن يفوز، وبالتالي تتقوض الجهود الغربية الرامية لتحقيق السلام.
========================
هآرتس: الإملاءات الروسية تقيّد “إسرائيل” في الجو وتفقدها تفوقها
https://www.ewan24.net/هآرتس-الإملاءات-الروسية-تقيّد-إسرائي/
للمرة الأولى منذ قصفه لقواعد الصواريخ السورية في البقاع اللبناني خلال الغزو عام 1982، يفقد الاحتلال الإسرائيلي تفوّقه الجوي الإقليمي؛ وذلك بعد الحدّ من حرية سلاح الجو الإسرائيلي؛ بسبب الحضور العسكري الروسي في سوريا.
هذا التكثيف العسكري، بتأكيد محللين أمنيين إسرائيليين، يجعل من روسيا تفرض على الاحتلال الإسرائيلي واقعاً أمنياً جديداً، وتضع كذلك نظاماً سياسياً وفق منظورها فقط، وهو ما يعني أن التنسيق الأمني بين روسيا والاحتلال أصبح أضعف في الفترة الأخيرة.
وبحسب ما اطّلع عليه “الخليج أونلاين”، يؤكد المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، أن التعزيز العسكري الروسي له تداعيات على الاحتلال، فالطيران الإسرائيلي لم يعد قادراً على الانطلاق من قاعدة “تل نوف” العسكرية الواقعة في العمق الإسرائيلي، أي في منطقة المركز، دون أن ترصده الرادارات الروسية.
هذه الحالة، المتمثلة بفقدان التفوق الجوّي، لم تحصل للاحتلال منذ الثمانينيات، فعلى طول العقود الثلاثة السابقة تمتع الطيران الإسرائيلي بحرية حركة تامة في الجبهة الشمالية، وهو ما لم يستمر بسبب القرار الروسي بتكثيف الدفاع الجوي في طرطوس، وهنا يرى هارئيل أن روسيا استطاعت تقييد حركة الطيران الإسرائيلي– الأقوى في الشرق الأوسط- دون جهد ظاهر.
وعلى الصعيد السياسي يرى هارئيل أن التقييدات والإملاءات الروسية تتجاوز كونها عسكرية وأمنية لتكون سياسية أيضاً. ومن هنا يعتبر أن التقارب الروسي الإسرائيلي، وفتح غرفة تنسيق أمني مشتركة لمنع التصادم بين الطيران الروسي وطيران الاحتلال، والزيارات المكثفة التي عقدها نتنياهو لموسكو في العام الأخير، لم تكن كلّها إلا خطوات مفروضة على نتنياهو، أي إنها إملاءات روسية وافق الاحتلال عليها مضطراً، بعد اتخاذ روسيا لقرار البقاء في الساحة الخلفية لتل أبيب.
بحسب هارئيل، يبدو أن تكثيف وجود الدفاع الجوي الروسي في سوريا هو رد فعل على إدانة الولايات المتحدة للقصف الثقيل على حلب، كما أنه نابع أيضاً من مخاوف موسكو– غير الواقعية حالياً- من اتخاذ إدارة أوباما لخطوات عسكرية ضد نظام الأسد في سوريا.
وعلى الرغم من كون الاقتصاد الروسي مترنّحاً فإن بوتين مصرّ على الذهاب حتى النهاية، وذلك بعدة طرق، أولاً بتلميحاته حول خطر اندلاع حرب نووية، وبمحاولاته إحباط الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبالخطوات الروسية المفاجئة في الشرق الأوسط مثل التدريب العسكري المشترك مع مصر، والذي أعلن عنه الشهر الحالي.
ويضيف الكاتب أن نوايا موسكو من كل جهودها المبذولة لردع وإرباك خصومها، غير واضحة وصعبة على التفسير، لكنه يرى أن من ضمن الأسباب التي تحرك روسيا هو رغبتها بكسر عزلة موسكو بعد الملف الأوكراني، إضافة إلى لفت الأنظار للملف الروسي، وتعزيز حضور روسيا كلاعب دولي أساسي في المنطقة لا يمكن التوصل إلى حل للأزمات من دونه.
وهنا يشير هارئيل إلى أن المحاولة الأولى لتناول الأسئلة حول روسيا بعمق يجري مؤخراً من وجهة نظر عسكرية إسرائيلية؛ فمركز الأبحاث التابع لكلية الأمن القومي أصدر مجلة “عشتنوت”، التي خصصت عدداً كاملاً موسعاً للتدخل الروسي في سوريا بأبعاده الاستراتيجية والدروس المستفادة منه.
ويفيد الكاتب، ديما أدمسكي، أنه إضافة للدوافع التي ذكرها هارئيل هناك دوافع أخرى تقف وراء القرارات الروسية. ويقول في هذا السياق إن قرارات الكرملين تتخذ بحسب خطة استراتيجية بعيدة المدى، إذ يرى الروس أنفسهم في حالة دفاع عن النفس أمام الهجمات الغربية في شرقي أوروبا (أوكرانيا تحديداً)، وفي الشرق الأوسط أمام عمليات الناتو في ليبيا، والسعي لتغيير نظام الأسد في سوريا.
ودافع آخر هو القلق من وصول خطر التنظيمات المتطرفة إلى روسيا، خاصة أن كثيراً من المقاتلين في تنظيم “الدولة” في سوريا أتوا من القوفاز، هذا إلى جانب ضرورة حماية الأسد بالنسبة لروسيا كوسيلة لحماية مصالحها، وعلى رأسها ميناء المياه الدافئة في طرطوس.
ويضيف أدمسكي أن التدخل الروسي في سوريا هو التحرك الأول من نوعه في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهو أوسع حملة عسكرية منذ الحرب على أفغانستان في الثمانينيات. كما أن نظرية الانتصار بالنسبة لهم، والوسائل الصارمة المستخدمة، تستند إلى تجربتهم في حرب الشيشان السابقة في العقد الماضي، والتي انتهت بانتصار حاسم ووحشي لموسكو.
بعد عام من التدخل في سوريا، يرى أدمسكي أن بوتين يمكنه التفاؤل أكثر من نتنياهو؛ وذلك لأن “حزب الله” يشكل جزءاً من المعركة التي تقودها روسيا، وعليه فقد اكتسب خبرات قتالية، وطرق عمل متطورة تعلمها من الروس، وهذا العلم قد يطور قدرات قوات “حزب الله” في مجال القوات الخاصة، واستخدامها في المواجهات ضد جيش الاحتلال.
========================
عاموس هارئيل   21/10/2016 :الجبهة الروسية في الشمال
http://www.alghad.com/articles/1202032-الجبهة-الروسية-في-الشمال
استكملت روسيا في الاسابيع الاخيرة تعزيز دفاعاتها الجوية شمال سورية. نشرت "واشنطن بوست" هذا الاسبوع خريطة فيها مجال التغطية المتوقع للصواريخ المختلفة، اس 300 واس 400 التي تدعم بصواريخ مضادة للطائرات وضعت على سفن في ميناء طرطوس. مجال الإسقاط في دائرة تبلغ 400 كم تغطي مساحة لبنان وجزءا كبيرا من الاراضي التركية والاردن وشرق حوض البحر المتوسط إلى ما وراء قبرص – وأيضا منطقة إسرائيل حتى النقب الشمالي.
في البنتاغون يجدون صعوبة في التوقع اذا كان يمكن دخول الطائرات والصواريخ إلى مجال الإسقاط. يمكن القول إن الأميركيين طوروا قدرة تكنولوجية تُمكنهم من تشويش الأمر. ولكن "واشنطن بوست" تقول إن الاجهزة الروسية تقيد قدرة القصف من الجو للأهداف العسكرية لنظام الاسد. وفي نفس الوقت تصعب ايجاد مجالات جوية محمية، ممنوعة من الطيران، والتي أيد وجودها مؤخرا المرشحان للرئاسة، كلينتون وترامب.
يوجد تأثير للتعزيزات الروسية على إسرائيل أيضا، حيث أنه حسب وسائل الاعلام الاجنبية، قامت إسرائيل بالقصف الجوي مرات كثيرة تجاه قوافل السلاح من سورية لحزب الله. وحسب الخارطة فإن الطائرة الإسرائيلية لا يمكنها الاقلاع من موقع تل نوف بالقرب من رحوبوت دون أن تلاحظها الرادارات الروسية. ومنذ تدمير الصواريخ السورية المضادة للطائرات في 1982، يحظى سلاح الجو الإسرائيلي بالتفوق الجوي المطلق، وكذلك حرية العمل المطلقة في الساحة الشمالية. وقد انتهت هذه القصة في اللحظة التي قررت فيها موسكو تعزيز دفاعاتها الجوية في منطقة طرطوس.
لقد قيد الروس بدون جهد تقريبا سلاح الجو الاقوى في الشرق الاوسط. وهذا التقييد ليس عسكريا فقط، بل سياسي أيضا. اقامت إسرائيل وروسيا اجهزة تنسيق مشتركة من اجل عدم حصول صدام جوي بينهما، والتقى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اربع مرات مع الرئيس الروسي بوتين، حيث كانت النية المعلنة هي منع الصدام في سماء سورية. وقد تبنى نتنياهو دون وجود خيار آخر، الحب الروسي. ولكن فعليا، هذه القصة الرومانسية هي مثل ملاحقة ترامب الفظة للنساء اللواتي سقطن بين مخالبه. هذا تقرب مفروض اضطرت إسرائيل إلى الموافقة عليه منذ قرر الوحش الروسي دخول ساحتها الخلفية.
تعزيز الدفاع الجوي الروسي تم كما يبدو ردا على الاستنكار الأميركي للقصف في حلب، والخوف في موسكو الذي لا يبدو واقعيا الآن، أن ادارة اوباما ستتخذ خطوات عسكرية ضد الاسد. رغم أن الاقتصاد الروسي ضعيف، إلا أن بوتين ما زال يسير على الحبل الفاصل: والرموز المتتالية حول خطر نشوب حرب نووية، ومحاولة التأثير في الانتخابات في الولايات المتحدة وخطوات اخرى مفاجئة في الشرق الاوسط، وأيضا المناورة العسكرية المشتركة التي اعلنت عنها مصر وروسيا في هذا الشهر. لكن نوايا موسكو التي تبذل جهد لبلبلة وردع خصومها، يصعب تحليلها. حقيقة أنه منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، قلصت الاستخبارات الإسرائيلية اهتمامها بروسيا، لا تساعد في فهم اعتبارات بوتين وخططه.
محاولة اولى لمواجهة هذه الاسئلة تتم الآن فوق منصة عسكرية، مجلة "اشتونوت" التي يصدرها مركز الابحاث لمعهد الامن القومي. خصص عددها الجديد لتحليل التدخل الروسي الواسع في سورية، ومغزى ذلك استراتيجيا والدروس العلنية. التي قام بكتابتها د. ديما ادامسكي، محاضر رفيع في معهد المجالات المتعددة في هرتسليا، والذي يدرس أيضا في المعاهد العسكرية. يصف ادامسكي طريقة اتخاذ القرارات في الكرملين كطريقة مدروسة ومنظمة تعتمد على التفكير الاستراتيجي بعيد المدى.
وحسب قوله فإن الروس يعتبرون أنفسهم يدافعون عن النفس امام الاعتداءات الغربية، في شرق اوروبا (الصراع في اوكرانيا وعمليات توسيع الناتو) وفي العالم العربي (اعمال الناتو في ليبيا، والمحاولة الغربية من اجل تغيير النظام في سورية)، التدخل العسكري في سورية، كما كتب هو الخطوة الاولى من نوعها لروسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي والعملية الاوسع منذ الحرب في افغانستان في الثمانينيات. الخطوة التي تحمل الرمز السري "عملية القفقاز 3" تم التدرب عليها من قبل القيادة الوسطى لجيش روسيا، في الاشهر التي سبقت ارسال القوات إلى سورية في ايلول 2015.
الدافعان الاساسيان حسب ادامسكي هما الرغبة في الدفاع عن نظام الاسد، وعن طريق ذلك الدفاع عن المصالح الروسية في سورية وعلى رأسها قاعدة حميميم في طرطوس والخوف من أن نجاح منظمات الجهاد السنية في سورية سيزيد من الارهاب الداخلي في روسيا. يعيش اليوم في روسيا اكثر من 20 مليون مسلم معظمهم من السنة، ووصل من اجل محاربة الاسد آلاف المتطوعين من القفقاز.
دافع آخر يرتبط برغبة روسيا في كسر العزلة الدولية عليها، واضعاف العقوبات التي فرضت عليها في اعقاب الحرب في اوكرانيا. ارسال القوات إلى سورية حرف الاهتمام العالمي من التورط الروسي في شرق اوكرانيا وألزم الغرب بالتعامل مع موسكو كلاعبة اساسية في ساحة الشرق الاوسط والساحة الدولية.
طلب الروس اعادة اعمار التواصل الجغرافي الذي يسيطر عليه الاسد، وبعد ذلك قيادة المفاوضات السياسية التي تحدد حسبها مكانة النظام ويتم فيها ضمان مصالحهم. نظرية الانتصار الخاصة بهم، والادوات الصلبة التي يستخدمونها، اعتمدت على تجربتهم في حرب الشيشان الثانية في العقد الماضي، التي انتهت بانتصار ساحق وفظيع لموسكو. وحسب ادامسكي، بعد عام من التدخل في الحرب السورية يستطيع الروس التفاؤل بحذر. أما إسرائيل فهي مختلفة. لأن حزب الله يساهم اليوم في الحرب التي تقودها روسيا، وقد اطلعت هذه المنظمة على طرق الحرب وطرق العمل التي بلورها الروس. هذه المعرفة قد تزيد قدرة حزب الله العسكرية، خصوصا في مجال استخدام القوات الخاصة من اجل تحقيق إنجازات هجومية في حال حصل صدام مستقبلي مع الجيش الإسرائيلي.
البحث الذي قدمه ادامسكي هو مادة قراءة ضرورية للمستوى العسكري الرفيع. التواجد الروسي في سورية غير الواقع الاستراتيجي. وفي اعادة التفكير، في مكتب وزير الأمن اليوم شخص تربى على الثقافة الروسية وتعلم ما هي نظرية القوة السوفييتية ونظر إلى العالم باشتباه وشك. يمكن أن وثيقة ادامسكي قد تساعد جنرالات الجيش الإسرائيلي في فهم أفيغدور ليبرمان أيضا بشكل افضل.
النجاح الروسي في سورية ليس كاملا ولم يكن حسب الجدول الزمني الاصلي لبوتين. في خريف 2015 خططت موسكو لهجمة مدتها ثلاثة اشهر يساعد فيها سلاح الجو القوات البرية للجيش السوري وبغطاء ايراني من اجل احتلال حلب وادلب وتحرير شمال شرق سورية من المتمردين حتى ضفة نهر الفرات. قائد جيش القدس في حرس الثورة الايراني، قاسم سليماني، زار موسكو ووعد أن يرسل إلى سورية اكثر من 2000 من رجال حرس الثورة الايراني. وأمل الروس أن تنتهي بذلك المرحلة الفاعلة والخطيرة للتدخل في سورية.
صحيح أن القوات الايرانية وصلت ودخلت في المعركة، لكن سرعان ما تكشفت الصعوبات في خطة العمل الروسية. وحدات جيش الاسد سحقت بسبب ضراوة الحرب على مدى سنوات وهناك صعوبة في العمل، حزب الله تعرض لخسائر كبيرة، والزعيم الروحاني الايراني علي خامنئي أمر بإعادة حرس الثورة إلى البيت وإبقاء عدد من مئات المستشارين. وهكذا ولدت الخطة الروسية البديلة التي ذروتها القصف على حلب في الاشهر الاخيرة، جريمة حرب تنفذها موسكو امام الجميع دون دفع أي ثمن.
في الوقت الذي يسمح فيه الأميركيون لروسيا بعمل ما تريد في سورية، فإنهم يركزون على ما يحدث في العراق. بدأت هذا الاسبوع الهجمة الكبيرة للجيش العراقي بمساعدة مليشيات شيعية وبغطاء أميركي من اجل طرد داعش من الموصل. توقيت الهجوم ليس صدفيا. اضافة إلى استغلال شروط الحالة الجوية المريحة، فإن هذا من اجل اظهار القوة العسكرية لادارة اوباما، حيث أنه بقي أقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات الرئاسية، ومن اجل التغطية على التسامح الذي تظهره الادارة امام المجزرة المتواصلة في سورية.
========================
الصحافة التركية والألمانية :
صحيفة حريت التركية :من مصلحة أنقرة وبروكسل إنقاذ صفقة اللاجئين من الإخفاق
http://www.turkpress.co/node/27219
21 أكتوبر 2016
مراد يتكين - حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
في مؤتمرهما الصحفي المشترك ركز وزير الشؤون الأوروبية في الحكومة التركية عمر تشيليك، ووزير الدولة البريطاني لشؤون أوروبا والأمريكتين، آلان دانكن، على الاتفاق بين أنقرة وبروكسل حول المهاجرين، وتيسير حصول المواطنين الأتراك على التأشيرة.
كرر تشيليك موقف تركيا الذي سبق أن أوضحه الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو. قال تشيليك إن الاتفاق سينهار ما لم ينفذ الاتحاد الأوروبي ما اتفق عليه من إعفاء الأتراك من التأشيرات بحلول نهاية العام الحالي، وأن السبيل الوحيد لإنقاذ الاتفاق سيكون الجلوس والتباحث مرة أخرى. وفي الوقت نفسه كرر دانكن موقف بريطانيا بالتأكيد على أهمية الحفاظ على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي قوية.
والمفارقة أن تركيا تريد دخول الاتحاد الأوروبي، بينما تريد بريطانيا الخروج منه.
ومهما يكن من أمر فلم تكن بريطانيا جزءا من اتفاق الإعفاء من التأشيرة الذي يفترض أن يكون ساريا بين مجموعة دول الشينجين. وقد أوضحت المفوضية الأوروبية بجلاء أنه بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، فإنها لا تريد أن تتدخل لندن في شؤون الاتحاد الأوروبي، ولاسيما المتعلقة بمستقبل الاتحاد الأوروبي.
لم تكن العلاقات بين أنقرة وبروكسل في أفضل حالاتها حتى قبل محاولة الانقلاب العسكري الساقط في تركيا. ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى قلق الاتحاد الأوروبي من رغبة الرئيس رجب طيب أردوغان في تحويل تركيا إلى النظام الرئاسي التنفيذي، وعلاقات أنقرة مع موسكو، وسياستها في سوريا والعراق.
من جهة نظر الحكومة التركيا لم يُبد الاتحاد الأوروبي التضامن الضروري مع تركيا منذ محاولة الانقلاب، وفي الوقت نفسه يرى الاتحاد الأوروبي أن التطورات التي حدثت في تركيا منذ محاولة الانقلاب وضعت الضوابط والتوازنات وسيادة القانون في النظام التركي في خطر، إلى جانب زيادة تركيز السلطة التنفيذية في يد أردوغان.
تسير العلاقات بالتأكيد بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عبر نوع من اختبار التحمل.
ونظرا لتنامي المشاعر القومية والمعادية للأجانب في دول الاتحاد الأوروبي الناجمة عن تدفق اللاجئين هربا من الحرب الأهلية السورية، ونظرا لزيادة المشاعر المعادية للاتحاد الأوروبي في تركيا نتيجة تعامله مع تركيا، فإن التوتر بين أنقرة وبروكسل قد بدأ يتحول كلية إلى لامبالاة.
لكن اللامبالاة في هذه الحال أسوأ من الكراهية والعداء.
يجب أن تبقى تركيا في داخل النظام الأوروبي، لا بسبب نوعية الديمقراطية في البلاد فقط، بل بسبب المخاوف الأمنية المشتركة والسياسة الخارجية أيضا. لا تقتصر هذا المخاوف على تدفق اللاجئين الذي قد يزيد مع تصاعد الاشتباكات حول حلب في سوريا، والموصل في العراق.
ينبغي لأنقرة وبروكسل أن يكونا حريصين للغاية على الحفاظ على تطور علاقتهما. وسيكون الاختبار الرئيس لذلك استمرار صفقة المهاجرين/ الإعفاء من التأشيرة. إذا كان من الممكن إنقاذ هذه الصفقة، فإن الأمور قد لا تتحسن كثيرا، ولكن إذا أخفقت، فمن المرجح ان تزداد العلاقات سوءا.
========================
صحيفة ستار التركية: الحرب مع داعش على خط الموصل– حلب
http://all4syria.info/Archive/356077
بريل ديدي أوغلو- صحيفة ستار:  ترجمة وتحرير ترك برس
ما يزال موضوع محاربة الجميع لداعش من أكثر المواضيع المختلف عليها وغير القابلة للنقاش في آن واحد. فهناك الكثير من اللاعبين المستمرين في محاربة التنظيم داخل سوريا والعراق. وذلك من خلال محاربة روسيا إلى جانب قوات النظام في سوريا جوًا بالدرجة الأولى؛ ومشاركة القوات الإيرانية بشكل صريح أو ضمني في العمليات البرية والجوية.
في حين تواصل الولايات المتحدة الأمريكية محاربة داعش بواسطة قواتها الجوية؛ إضافة إلى تنفيذها عمليات بالتعاون مع تركيا في سوريا وفرنسا في العراق.
وبناء عليه يعطي هذا المشهد العام انطباعًا عن اصطفاف جميع الدول كالطوابير تقريبًا في ميدان المعركة الممتد على مساحة واسعة للغاية، ومحاربتهم داعش ضمن تحالف ضخم. غير أن الواقع ليس كذلك.
لأنه بالرغم من قبول روسيا بالتواجد التركي في المنطقة؛ ولكن مع اقتراب عناصر الجيش السوري الحر غير المرغوب بهويتها “السنية” من المراكز الحساسة مثل حلب فإنها تفضل إبعاد هذه القوات أو بقائها في المؤخرة على الأقل. ولهذا السبب تراجع بالفعل تأثير الأطراف التي ستجلس على طاولة المفاوضات مع النظام مستقبلًا. وبالمقابل لا تبدي روسيا ارتياحًا كبيرًا من إزعاج حزب الاتحاد الديمقراطي لتركيا؛ إذ تبدو المجموعات الكردية المسلحة كنوع من الترياق ضد التقدم التركي والإيراني بالطبع أو احتمالات فتح مجالات جديدة.
مما يعني استمرار الصراع القائم حاليًا.
ومحافظة روسيا على التوتر التركي – الإيراني من خلال السياسات التركية الموجهة نحو الموصل، واستعدادها لدعم تلك المجموعات الكردية المسلحة في حال تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنها.
باختصار تسعى روسيا إلى ضمان تقارب الحكومات المركزية لدى كلا الدولتين من إيران، وبالمقابل ضمان تحويل تطلعاتهم إلى روسيا بشكل أساسي بدلًا من إيران. وعلى الرغم من رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في التقليل من حصة الثقل العربي – السني في التسوية السياسية المستقبلية بالضبط كروسيا؛ ولكنها تتوقع من الأكراد الحد من تأثير تلك المجموعات.
بالإضافة إلى عدم إنزعاج روسيا على الإطلاق من القلق الإيراني من هذا الدعم العلني للمجموعات الكردية المسلحة.  
 
إذن هل الرغبة بالقضاء على داعش فعليًا مشجعة إلى هذا الحد لكي تتدخل تركيا بالمنطقة وتأسس الجيش السوري الحر وتشارك بالحرب، بالرغم من احتمال وجود الدعم الإيراني ومشاركة الحكومات المركزية في العراق وسوريا ووجود رقابة جوية روسية وأمريكية خلال العملية؟ وبصورة مشابهة، لماذا لم يكن معسكر بعشيقة مثار جدلِ على امتداد عامين من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الموصل، بينما أصبح مشكلة في ظل التحضير للتحرك جديًا ضد داعش؟ 
الموقف التركي
أينما اتجهت تركيا مع الجيش السوري الحر أو قوات البيشمركة، هناك من يأمرها بالتوقف والإنسحاب. إذ تتعرض تركيا لضغوط مستمرة بعضها يتعلق بمطالب الولايات المتحدة الأمريكية. لأنها تتوقع من تركيا إقامة تحالف مع القوى العسكرية وشبه العسكرية المكون غالبيتها من الشيعة في العراق وكذلك مع القوات الكردية المحاربة لداعش في سوريا. ولم تكن لتمانع على الإطلاق اتخاذ تركيا موقف ملائم لكافة التوقعات الأمريكية في حال انقسام سوريا أو احتمال إقامة دولة كردية إضافة إلى وجود احتمال زيادة التأثير الشيعي أو الإيراني بالأحرى مؤديًا إلى تخريب التوازنات المذهبية في المدن السورية والعراقية الهامة.
وكذلك محاولة الولايات المتحدة الأمريكية المستعجلة للوصول إلى الانتخابات عن طريق تحقيق انتصار على داعش، تنفيذ عملية بالتعاون مع القوى الموجودة على الأرض على نحو أوسع من تركيا؛ ورغبتها في التضييق على التنظيم داخل نطاق ضيق، وإحضار تركيا إلى طاولة المفاوضات عند إعادة هيكلته مرة أخرى.
ومثال على ذلك، أن الهواجس التركية لا تتعلق بالتواجد على طاولة المفاوضات، بل في إتاحة المجال لانتقالها إلى السياسة. ولهذا السبب تسعى جاهدة للتعزيز من قبضتها في المنطقة. وبالتالي استغلالها مسألة التوقف والتقدم كوسيلة للمساومة دبلوماسياً بشكل أساسي.
========================
صحف ألمانية: قمة اللغة القاسية بين ميركل وبوتين
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/10/21/صحف-ألمانية-قمة-اللغة-القاسية-بين-ميركل-وبوتين
احتل لقاء المستشارة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأكثر من ست ساعات بدائرة المستشارية الألمانية ببرلين مكانا بارزا بصحف ألمانيا الصادرة الجمعة، ووصفتها بقمة اللغة القاسية.
وتحدثت مقالات الرأي عن دبلوماسية ميركل مع سيد الكرملين، وتعرضت لما وصفته "بإحباط المستشارة الألمانية من قمة اللغة القاسية" مع بوتين، وتوقعت تلك المقالات أن تدفع تهديدات العقوبات الجديدة على روسيا بوتين للتفكير طويلا في الخسائر الفادحة له ولنظامه جراء استمراره في الاعتماد على آلته العسكرية في سوريا.
وتحت عنوان "الدبلوماسية على طريقة ميركل" كتب شتيفان راون في "زود دويتشه تسايتونغ" أن "من المحتمل أن لقاء ميركل وهولاند مع الرئيس الروسي لم يسفر عن أي نتيجة، وأن معاناة السوريين بعده ستستمر، وربما ستواصل موسكو رهانها على القوة العسكرية لتحقيق نصر تتطلع إليه، لكن لقاء برلين كان له رغم ذلك طابع استثنائي".
كلمات مؤلمة
وقالت الصحيفة إن المستشارة الألمانية "سعت بقوة إلى ثني بوتين عن المضي في طريقه الضال بسوريا"، وأوضحت أن ميركل لم تفعل ذلك بتهديد ضيفها الروسي بعقوبات جديدة فقط، أو بتحذيره من عمل عسكري غربي، وإنما قالت له إن إستراتيجيته في سوريا فاشلة لا محالة.
وذكر براون أن "هذا الأسلوب وإن بدا مثيرا للسخرية فإن معرفة ميركل الجيدة ببوتين جعلتها توجعه مثلما لم يؤلمه أكثر من أي شيء آخر بقولها إن مصيره الفشل والخسارة الحتميين"، وأضاف أن رسالة ميركل للرئيس الروسي هي أنه حتى لو انتصرت بلاده على أشلاء مئات آلاف السوريين فلن تستطيع تحقيق هدف واحد مما تسعى لتحقيقه في سوريا والمنطقة.
 
الصحف الألمانية قالت إن ميركل وهولاند عبرا عن إحباطهما الشديد لعدم تجاوب بوتين مع مساعيهما بشأن سوريا (الجزيرة)
وأوضح الكاتب أن رسالة مستشارة ألمانيا هي أنه "حتى لو بقي بشار الأسد رئيسا فسيكون مرفوضا دوما من السوريين، وأن تطلع روسيا لمزيد من النفوذ بالشرق الأوسط لن تقبل به قوة إقليمية واحدة بالمنطقة، والعكس هو الذي سيتحقق من سعي الروس لقوة أكثر لأن كلفة هذا ستكون في النهاية باهظة وغير محتملة".
وخلصت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إلى أن ما قالته ميركل لبوتين كان مجرد كلمات، لكنها كانت شديدة الإيلام للرئيس الروسي.
حدة ووضوح
وتعرض الكاتب ألبريشت ماير في "دير تاجسشبيغيل" للأجواء التي خلفها اللقاء الألماني الفرنسي الروسي، وكتب تحت عنوان "قسوة للقاسي" أن ميركل وهولاند لم يسبق لهما أبدا أن انتقدا الحملة العسكرية الروسية في سوريا بهذا المستوى من الوضوح والحدة مثلما فعلاه أثناء اجتماعهما ببوتين.
وقال الكاتب إن المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي بدت عليهما علامات إحباط شديد وهما يتجهان إلى قاعة المؤتمر الصحفي المشترك، وأضاف أن ظهورهما كان استثنائيا لأن نبرتهما اختلفت عن مثيلاتها في مؤتمرات صحفية سابقة، وحتى في قضايا حرجة مرت بها أوروبا.
وأضاف ماير أن لغة ميركل وهولاند كانت استثنائية بتعبيرها عن صدمتهما من سياسي آخر لم يتجاوب مع مساعيهما الدبلوماسية هو فلاديمير بوتين.
ورأى بيرتهولد كوهلر في صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة" أن مبادرة النية الحسنة لميركل وهولاند والمتمثلة في استقبال بوتين ببرلين كانت مناسبة استغلتها آلة الدعاية الروسية داخليا وخارجيا.
وقف الغارات
وأضاف كوهلر أن قمة اللغة القاسية مع بوتين لم تحقق معجزة مثلما توقعت ميركل، إلا أنها أسهمت في تمديد وقف القصف الروسي على حلب ثلاثة أيام على الأقل، وأبقت الاتهام موجها لروسيا بارتكاب جرائم حرب في سوريا.
ورأى الكاتب أن التهديد الأوروبي بفرض عقوبات ضد روسيا لإرغامها على تغيير سياساتها بسوريا لن يحول بوتين إلى ديمقراطي خالص، لكنه سيرغمه على التفكير مليا أكثر من أي وقت مضى في الخسائر والتكاليف الفادحة لحملته العسكرية بسوريا، وتأثيرها المدمر عليه شخصيا وعلى نظامه.
=======================