الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 22/2/2018

24.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة التركية والايرانية :  
الصحافة الايطالية والفرنسية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :مشكلة الميليشيات التي تواجهها واشنطن في سوريا هي مشكلة إيرانية
جاكسون دارينغ
19 شباط/فبراير 2018
يشير هذا المرصد السياسي إلى معلومات من "خريطة مفصّلة لغوغل" تم جمعها من قبل المؤلف. انقر هنا للوصول إلى الخريطة.
في أغلب أيام الحرب السورية، شكّلت الميليشيات جزءاً هاماً من قوات بشار الأسد. ولكن في حين تَتْبع الميليشيات الوطنية السورية إلى حدٍ ما أولويات النظام بالقتال من أجل حماية المراكز السكانية الأساسية مثل دمشق وحلب وحماة، إلّا أنّ الميليشيات المدعومة من إيران تميل إلى التركيز على مصالح طهران، وخصوصاً جهودها الرامية لبناء جسر بري بين إيران ولبنان. بالإضافة إلى ذلك، تحافظ الميليشيات الإيرانية في جنوب البلاد على الأراضي التي تستولي عليها بدلاً من تسليمها إلى النظام. وإذا بقي الأسد على رأس السلطة عند انتهاء الحرب، فسيكون رهينة لإيران بسبب عجز جيشه المتكرر عن تأمين السيطرة على الأراضي بمفرده. وفي الواقع، بسبب تحوّل غير متوقع في سياسة الولايات المتحدة، قد تكون سوريا على وشك أن تصبح مشابهة للبنان تحت رئاسة إميل لحود، أي: رهينة دائمة لقوة أعظم.
الجهات الفاعلة والدوافع
أصبح استخدام الميليشيات ضرورياً بالنسبة للأسد بعد أن تقلّص حجم جيشه خلال العامين الأولين من الحرب إلى جزء صغير من حجمه السابق. وفي عام 2013، اعترف «حزب الله» اللبناني علناً بدوره في القتال دفاعاً عن النظام، في حين ازداد وجود «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني من 700 إلى حوالي 3,000 عنصر منذ بدء التدخل الروسي في أيلول/سبتمبر 2015. وقد تحمّل «حزب الله» والميليشيات الأخرى وطأة السيطرة على الأراضي على الأقل خلال السنوات الخمس الماضية، حيث احتلت الميليشيات السورية [مناطق في] شمال وغرب البلاد بينما ركّزت الكتائب المدعومة من إيران على جنوب سوريا (على الرغم من أن «حزب الله» وبعض الفصائل الأجنبية الأخرى انضمت إلى معارك كبيرة في الشمال عندما كانت هناك حاجة إليها للحفاظ على النظام، بما في ذلك في حلب).
وتشمل المليشيات السورية التي تتلقى تعليماتها من الأسد قوات "درع القلمون" و"درع الوطن". وركزت معظم حملاتها على حلب وإدلب وريف دمشق وعمليات أصغر حجماً مثل "معركة القريتين".
أما الميليشيات التي يتم تزويدها وتمويلها وإدارتها من قبل إيران فتشمل «حزب الله» و"لواء فاطميون" و "لواء زينبيون" وعناصر من «قوات الحشد الشعبي» العراقية مثل «لواء الإمام علي». كما يتمتع «الحرس الثوري الإسلامي» بحضور كبير، ليس كثيراً إلى حدّ مشاركة عناصره في القتال في الخطوط الأمامية، بل كهيكل قيادي ونسيج ضام يربط بين حلفاء طهران في سوريا، من بينهم الميليشيات المكوّنة من السكان المحليين (مثل «لواء الإمام الحسين»، الذي شارك في الهجوم الأخير على "بيت جن").
وتتخذ بعض الميليشيات موقف وسط. فعلى سبيل المثال، تعمل "قوات الدفاع الوطني" تحت قيادة نظام الأسد وتتبع مصالحه، لكنها تخضع لنفوذ إيراني كبير أيضاً. وفي الوقت الحالي تحارب "قوات الدفاع الوطني" قوات المتمردين في معقل المعارضة في مدينة حرستا شمال شرق دمشق.
ومن الصعب تقدير العدد الإجمالي للقوات المدعومة من إيران، ولا يتم الإفصاح عن معلومات عنها إلّا بين الفينة والأخرى. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في أيلول/سبتمبر 2017، نقلاً عن أحد قادة «حزب الله» الذي ادّعى أن هناك 10,000 مقاتل من عناصر الحزب في جنوب سوريا. وفي 17 كانون الثاني/يناير 2018، أشار مسؤول إيراني إلى مقتل 2000 من عناصر "لواء فاطميون" وإصابة 8,000 آخرين منذ وصولهم إلى سوريا. وتُظهر تقديرات أخرى أنّ مجموع القتلى يصل إلى حوالي 865. وبطبيعة الحال، هناك حوافز سياسية وراء المبالغة في أعداد الضحايا أو التقليل منها. فعلى سبيل المثال، لا يحب الجمهور اللبناني أن يسمع أن أعداداً كبيرة من مقاتلي «حزب الله» يموتون بسبب قضية إيرانية، حتى وإن كانت مجتمعاتهم تتعاطف عادةً مع تلك القضية. وفي المقابل، قد يكون لدى إيران سبب يدعوها إلى التلاعب بعدد القتلى من "لواء فاطميون" و "لواء زينبيون"، ربما لاعتقادها بأنها ستحشد المُجتمَعيْن الأفغاني والباكستاني كونها تستمد مقاتليها منهما (راجع أدناه تفاصيل إضافية عن هذا الموضوع).
وبالنسبة إلى الدوافع، فلدى الميليشيات الموالية للأسد حوافز سياسية واقتصادية واضحة للقتال، لأن سوريا هي وطنها. أما القوات المدعومة من إيران فلها دوافع أكثر تنوعاً تركّز على ثلاثة أهداف رئيسية هي: (1) حماية مقام السيدة زينب، الضريح الشيعي البارز قرب دمشق، ومحاربة التهديد الجهادي السني قبل وصوله إلى إيران؛ (2) إبقاء الأسد في السلطة كونه عميلاً مفيداً وتابعاً في الوقت نفسه؛ و (3) إنشاء طريق بري عبر العراق وسوريا ولبنان من أجل ترسيخ العمق الاستراتيجي وإنشاء خطوط إمداد متعددة للميليشيات التي تعتمد [على إيران].
وتحقيقاً لهذه الغاية، فإنّ القوات الخاضعة لقيادة إيران غير مهتمّة بشكل خاص بهدف الأسد المعلن والمتمثل في السيطرة على "كلّ شبر من سوريا". فهناك مزيج من الإيديولوجيا وحوافز المكافأة والعقاب التي تدفع "لواء فاطميون" [للمشاركة في القتال]. فعلى سبيل المثال، يمكن لبعض الأفغان المقيمين في إيران الحصول على الجنسية الكاملة إذا وعدوا بالانضمام إلى اللواء، في حين يضطر آخرون إلى الانضمام عن طريق التجنيد الإجباري. وفي حين لا يزال هناك أفراد من «حزب الله»، و «الحرس الثوري الإسلامي» وغيره من القوات الإيرانية متواجدين في جميع أنحاء المناطق غير المهمة بشكل مباشر للجسر البري، فإنّ جهودهم تميل إلى تحقيق الهدف الأول المتمثل في إبقاء الأسد في السلطة. وخلال هجوم كانون الأول/ديسمبر في "بيت جن"، على سبيل المثال، كانت الميليشيات الإيرانية حاضرة ولكنّها لم تركّز على القضاء على مقاتلي المعارضة. وبدلاً من ذلك، تم التوصل إلى اتفاق يسمح للمتمرّدين بالانتقال إلى آخر معاقلهم الشمالية المتبقّية في إدلب. وشارك «حزب الله» في الهجوم أيضاً، لكنّه لم ينشر جنوده على خط المواجهة خوفاً من التضحية بالكثير منهم من أجل أراضٍ غير ضرورية.
التطورات الأخيرة
في الواقع، يتّضح أنّ الميليشيات المدعومة من إيران غير مهتمة بمواصلة الكفاح ضد جماعات المتمرّدين مثل «الجيش السوري الحر» و«هيئة تحرير الشام» من خلال حجب قواتها بشكل متزايد عن الخطوط الأمامية. وبمجرد أن أطلق النظام حملاته لاستعادة مدينتي أبو كمال ودير الزور على نهر الفرات في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لوحظ عدد قليل من الوكلاء الإيرانيين حول إدلب أو حلب أو حماة أو القنيطرة. وبدلاً من ذلك، بدا أنّهم يركزون على الإجراءات على طول الطريق السريع M20  الذي يربط تدمر بدير الزور، وعلى طول الطرق الصحراوية المؤدية إلى محطة الضخ T2.
بالإضافة إلى ذلك، ما أن تقلّص حجم الحملات [على مدن نهر] الفرات، تباطأت إلى حدّ كبير إعلانات الوفيات الخاصة بمقاتلي «حزب الله» و «الحرس الثوري الإسلامي» و "لواء فاطميون". وقد أشار الباحث في "المجلس الأطلسي" علي ألفونه، الذي يراقب هذه الإعلانات، إلى الانخفاض الكبير الذي حدث في أواخر الشهر الماضي، حيث كتب على موقع "تويتر" بأن سبعة عناصر فقط من مقاتلي «حزب الله» قُتلوا في كانون الثاني/يناير، وبالمقارنة، كان تقديره الإجمالي من أيلول/سبتمبر 2012 إلى منتصف كانون الثاني/يناير 2018 هو 1,214 قتيل). وتشير هذه الأرقام إلى أنّه في حين أن هذه الميليشيات ما زالت مستعدة لمساعدة الجيش السوري عند الضرورة، ، إلا أنها تكتفي في الغالب بتأمين الأراضي التي احتلتها مؤخراً ، ووضع الأسس لجسر إيران البري عبر جنوب سوريا بدلاً من العودة إلى العمليات الرئيسية ومعارك الخطوط الأمامية في معاقل المتمردين مثل إدلب. وفي اعتراف قاطع بهذا التحوّل، أظهر شريط فيديو صدر بعد استعادة بلدة أبو كمال الحدودية عبور قائد «قوة القدس» في «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني، قاسم سليماني، الحدود العراقية السورية في محاولة رمزية لتوحيد الشيعة في كلا البلدين.
ويفسّر ذلك كيف يمكن أن تتماشى أولويات طهران مع الأسد خلال الحملات [على مدن نهر] الفرات، ولكن بشكل أقل الآن بعد انتهاء تلك الهجمات. فعلى سبيل المثال، خلال المعركة بين كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير في مدينة أبو الظهور الشمالية الغربية، أدت الميليشيات المدعومة من إيران بشكل أساسي دور قوات الدعم بدلاً من عناصر مقاتلة في الخطوط الأمامية. وتدخّلت في بعض الأحيان عندما توقّف تقدّم الجيش السوري، كما رأينا في الجزء الشمالي الشرقي من حملة أبو الظهور وفي الفوعة. وبالمثل، أشار المحلل أيمن جواد التميمي في الشهر الماضي إلى أنه لا توجد أدلة كافية تشير إلى مشاركة رئيسية لـ «حزب الله» في ساحة المعركة في القتال الذي جرى في كانون الأول/ديسمبر للسيطرة على "بيت جن"، باستثناء الإعلان عن حالة وفاة واحدة بشأن قائد مزعوم. ومع ذلك، يمكن أن تصبح البلدة أكثر أهمية لإيران في المستقبل كقاعدة محتملة لمضايقة القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.
وفي الوقت نفسه، بعد أن انخفض القتال حالياً بشكل ملحوظ في الجنوب الشرقي من البلاد، برزت بعض المعلومات التي تشير إلى أنّ الميليشيات المدعومة من إيران قد تحاول دمج نفسها هناك. وتُظهر أشرطة فيديو وصور مختلفة جنوداً في أبو كمال يحملون رايات إيرانية وأخرى لـ «قوات الحشد الشعبي» العراقية إلى جانب أعلام سوريا و «حزب الله». ولكنّ الدليل الأفضل على نوايا طهران في الجنوب الشرقي من البلاد هو عدد الإطلالات العلنية التي قام بها الأفراد الإيرانيون وعناصر الميليشيات خلال الهجمات [على مدن نهر] الفرات. وفي الفترة الممتدّة من أيلول/سبتمبر إلى كانون الأول/ديسمبر، أصدرت الميليشيات إعلانات عن عدد القتلى أو أظهرتهم في عدّة صور وفيديوهات وبيانات إعلامية، وكانت الإعلانات تشكّل مصدراً رئيسياً للمعلومات عن أماكن وجود القتلى. وبشكل مماثل، ظهرت عروض فاضحة عن الدعم الإيراني لشبكة الميليشيات التابعة لها وللأسد على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى نشرات الأخبار.
التداعيات السياسية
خلال الشهر الماضي، أصدرت إدارة ترامب إعلانين مهمّين عن سوريا. ففي 17 كانون الثاني/يناير، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إنّ تقليص النفوذ الإيراني ومنع طهران من [تحقيق] "أحلام القوس الشمالي" كانا من بين أهداف واشنطن الخمس الأساسية في الحرب، وأنّ القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي والتي تم نشرها في سوريا ستبقى هناك من أجل تعزيز هذا الهدف. وبعد ذلك بأسبوع، أصدر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس وثيقة "استراتيجية الدفاع الوطني" التي أشارت مرة واحدة فقط إلى سوريا، ولكن تعاملت مع المسألة بشكل صحيح على أنّها مشكلة إيرانية، حيث رأت أنّ "المنافسة الاستراتيجية بين الدول، وليس الإرهاب، هي الآن الشاغل الرئيسي للأمن القومي الأمريكي". ولم تذكر الوثيقة الميليشيات في سوريا، وجاءت الإستجابة الإجمالية للإدارة الأمريكية لهذه المشكلة فاترة في أحسن الأحوال. ومن خلال إعادة توجيه استراتيجية الدفاع الأمريكية نحو المنافسة بين القوى الكبرى التي تضم الصين وروسيا ونحو البرنامج النووي الإيراني، أشارت الإدارة الأمريكية إلى أنها لن تمنح أولوية إلى هيئة معيّنة ما لم تشكّل تهديداً مباشراً على الوطن.
وفي المرحلة المقبلة، ستواجه الولايات المتحدة نفس المجموعة من المصالح الحقيقية بل المحدودة في سوريا. ويبدو أنّ سلبيات التدخل العسكري المباشر تفوق فوائده المحتملة، ولا يزال العديد من المناصب الدبلوماسية الأمريكية الهامة في المنطقة شاغرة. وقد التزمت الإدارة الأمريكية بإبقاء قواتها في سوريا، ولكن إذا استمرّت مواردها وأعدادها على ما هي عليه، فمن غير المرجّح أن تغيّر مسار الحرب.
ومع ذلك، يجب على المسؤولين الأمريكيين أن يدركوا أنه لمجرد أن ميليشيا معينة تبدو وكأنها تعمل في ما يخدم مصالح الأسد، لا يعني ذلك بالضرورة أنها ستبقى في خدمة النظام إلى أجل غير مسمى. فلدى معظم الميليشيات داخل سوريا رعاة آخرين بالإضافة إلى دمشق، وسوف تنسق أعمالها وفقاً لذلك. والأمر الأكثر أهمية هو أن القوات المدعومة من إيران ستَتْبع تركيز طهران على تأمين ممر للبحر الأبيض المتوسط. لذلك، في حين أن الأسد يسيطر اسمياً على الأراضي المستردّة في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي من البلاد، إلّا أنّه لن يسيطر عليها أبداً حقاً طالما تتطلب مصالح إيران تلك الأراضي.
جاكسون دارينغ هو مساعد باحث سابق في معهد واشنطن.
==========================
لوس انجلوس : مقاتلو روسيا مرتزقة أم يعملون لحساب الكرملين؟
نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا للصحافية صابرة أيريس، حول المرتزقة الذين تستخدمهم روسيا في سوريا وأوكرانيا.
وتبدأ أيريس تقريرها بسرد قصة ستانيسلاف ماتفيف، الذي ترك بيته في جبال الأورال في أيلول/ سبتمبر؛ للالتحاق بشركة عسكرية روسية خاصة، مشيرة إلى أن ماتفيف قتل بعد خمسة أشهر في غارة جوية أمريكية في 7 شباط/ فبراير في شرق سوريا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أرملته يلينا ماتفيف تريد أجوبة من الكرملين حول موت زوجها، وبحسب بعض التقارير فإن الكثير من "المتعاقدين" الروس قتلوا، وقالت في مقابلة مع الموقع الإخباري الروسي "زناك": "أريد أن يعرف الجميع عن زوجي.. وليس فقط زوجي، لكن جميع الشباب الذين ماتوا هناك لأسباب سخيفة، إلى أين أرسلوا ولماذا؟ لم تكن لديهم أي حماية، كانوا كالخنازير التي أرسلت للذبح".
وتتساءل الصحيفة قائلة: "لكن من أرسلهم؟ الجواب على هذا السؤال ليس سهلا، فلا شيء رسميا يربط بين وزارة الدفاع والكرملين وبين الشركات العسكرية الخاصة، لكن التقارير الإعلامية والباحثين جمعوا ما يكفي من الأدلة التي تشير إلى أن المرتزقة يوظفهم الجيش الروسي أو يوجههم على الأقل، لكن الكرملين ينكر ذلك".
وتقول الكاتبة: "لا يعلم سوى القليل عن المجموعات العسكرية وكيف تعمل، لكنها أصبحت في الواجهة بعد الغارة الأمريكية في سوريا في 7 شباط/ فبراير، وقالت أمريكا بأنها كانت ترد على هجوم من قوات تعد بالمئات تدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، بالقرب من مدينة دير الزور السورية".
ويورد التقرير نقلا عن الإعلام الروسي، قوله إن ما لا يقل عن ثمانية مرتزقة روس قتلوا في الغارة، وإن كانت بعض التقارير قالت إن هذا الرقم أقرب إلى 200، وهو ما رفضته المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، ووصفته بأنه "معلومات كاذبة" من الصحافة الغربية، وقالت: "ليس هناك 400 ولا 200 ولا 1000 ولا 10".
وتفيد الصحيفة بأن الحكومة الروسية أكدت مقتل 5 وليس 8، مع التأكيد أنهم لم يكونوا جنودا، مشيرة إلى أنه بحسب المقابلات مع عائلات الثمانية الذين عرفوا، فإنهم جميعا كانوا مرتزقة في سوريا بعقد مع شركة عسكرية اسمها "فاغنر غروب"
وتكشف أيريس عن أنه يعتقد بأن من يقف خلف الشركة هو ديمتري أوتكن، وهو مواطن أوكراني سابق، حارب إلى جانب الانفصاليين في شرق أوكرانيا، ثم قام بإنشاء "فاغنر غروب" عام 2014، وسمى الشركة باسمه الحركي "فاغنر"، لافتة إلى أن مثل أوتكن، فإن الكثير من المرتزقة المتعاقدين مع شركته قاتلوا في شرق أوكرانيا أولا، حيث دعمت روسيا المليشيات الانفصالية ضد القوات الأوكرانية منذ عام 2014.
ويلفت التقرير إلى أنه لم تتم الإشارة إلى "فاغنر" في التقارير حول التدخلات الروسية في الانتخابات الأمريكية، مستدركة بأنه بحسب تقارير الصحافيين الاستقصائيين في سانت بطرسبرغ في موقع "فونتانكا نيوز" الروسي، فإن أحد داعمي "فاغنر" هو ييفغيني بريغوزهين، وهو رجل أعمال مرتبط بالكرملين، ويعرف باسم "طباخ بوتين"، ويمتلك بريغوزهين أيضا ما وصف بمصنع الأكاذيب الإلكترونية.
وتذكر الصحيفة أن التهم وجهت يوم الجمعة لكل من بريغوزهين ومصنع الأكاذيب في أمريكا، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل غير قانوني لزرع الفتنة السياسية في أمريكا، بالإضافة إلى توجيه التهم لاثني عشر روسيا آخر على علاقة بمصنع الأكاذيب وشركتين روسيتين.
وتجد الكاتبة أن الصراع الأوكراني أثبت وجود مصدر تجنيد دائم لشركة "فاغنر"، فبحسب الإعلام الروسي، فإن مقاتلي "فاغنر"، الذين قتلوا في سوريا في الغارة الجوية الأمريكية في 7 شباط/ فبراير كانوا مقاتلين مع الثوار الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
ويبين التقرير أنه بسبب منع الشركات العسكرية الخاصة في روسيا، فإن شركة "فاغنر" مسجلة في الأرجنتين، لافتا إلى أن معظم المحللين العسكريين يقدرون بأن لدى "فاغنر" 2000 مقاتل من المرتزقة في سوريا.
وتنقل الصحيفة عن ييلينا ماتفيف، قولها بأن زوجها ستانيسلاف عاد إلى البيت لمدة عام بعد القتال في إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، قبل أن يخبرها بأنه ذاهب في مهمة غير محددة، وأضافت للمراسلين بأنها علمت أنه اتصل بممثلين عن شركة "فاغنر" خلال وجوده في شرق أوكرانيا.
وتوضح أيريس أن الشركات العسكرية ليست خاصة بروسيا، حيث قدمت شركات مشابهة الخدمات للجيش الأمريكي في أفغانستان والعراق، واستخدم الأمريكيون المرتزقة للأمن والاستقرار بعد كسب الأراضي، لكن الروس يستخدمونهم للقتال في المعارك، بحسب ما قاله محلل الشؤون العسكرية والأمنية الروسية في مركز ويلسون للدراسات في واشنطن مايكل كوفمان.
وينقل التقرير عن المحلل السياسي الروسي فلاديمير فرولوف، قوله إن الكرملين يستطيع من خلال استخدام المرتزقة، إنكار التدخل المباشر في الصراعات، مثل أوكرانيا، ويتجنب تبرير أعداد الضحايا.
وتذكر الصحيفة أن الكرملين أنكر اتهامات المخابرات الغربية بأن قوات روسية شاركت في القتال الدائر بين الانفصاليين في إقليم دونباس والقوات الحكومية الأوكرانية، مشيرة إلى أنه عندما كان يقتل أو يؤسر مقاتلين من روسيا في شرق أوكرانيا فإن الكرملين كان يسميهم متطوعين أو مجندين "مجازين"، وهو ما يسخر منه المحللون السياسيون في الغرب وروسيا.
ويقول فرولوف للصحيفة بأن الحكومة في الغالب تدير المرتزقة في سوريا أيضا، ويضيف: "لا أصدق عدم وجود تنسيق دقيق بين (المرتزقة الروس في سوريا) والقيادة العسكرية الروسية.. فهناك طرف يمدهم بالأسلحة وأدوات الحرب ويدعمهم ميدانيا".
وتفيد الكاتبة بأن تحقيقات موقع "فونتانكا نيوز" وغيره من الباحثين الروس، أظهرت أن مجموعات المرتزقة مرت في معسكر تدريب في إقليم كراسنودار الروسي الجنوبي، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الروسية تملك ذلك المعسكر وتديره.
واورد التقرير نقلا عن كوفمان، قوله: "لا نعلم بشكل أكيد من يدفع لهم، لكن الجيش الروسي يقوم بدعمهم ونشرهم ونقلهم من مكان إلى آخر، فيمكننا استنتاج شيء من هذا".
وتقول الصحيفة إن الطريقة التي يتعامل فيها الكرملين مع حالات وفاة المرتزقة بدأت تزعج العائلات الروسية، التي فقدت أحبة في حرب يسعى الكرملين لتصويرها بأنها صراع قليل الخسائر، فيقول كوفمان: "محليا، هذا يعني تقارير صحافية سيئة قبل شهر ونصف من الانتخابات".
وتختم "لوس أنجلوس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية ستعقد في روسيا في 18 آذار/ مارس، حيث هناك توقع على نطاق واسع بأن فلاديمير بوتين سيكسب الانتخابات، وهو ما سيعني دورة رابعة له في الرئاسة.
==========================
واشنطن تايمز : اللعبة الكبيرة بسوريا , الرجال الخضر الى الضوء وطلبٌ خطير من إيران لـ حزب الله
نشرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية مقالاً بعنوان “اللعبة الكبيرة الجديدة في سوريا”، قالت فيه إنّ طرفين يتمثلان بروسيا وإيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، يحاولان استخدام الدول العربية وتركيا كالبيادق في لوحة الشطرنج.
وأوضحت أنّه عندما تدخّلت روسيا وإيران في الحرب السورية، أصبحت الحرب إقليميّة، مشيرةً الى أنّ روسيا بنت قواعد جويّة وبحرية في سوريا، كما سعت إيران من خلال تدخّلها في سوريا الى إنشاء جسر برّي يصل الى “حزب الله في لبنان”، وقد نجحت موسكو وطهران بخططهما.
ويحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطبيق استراتيجية “الرجال الخضر الصغار” -كما كان يطلق على الجنود بغير الزي الرسمي للجيش الروسي- والتي نجحت معه في جزر القرم.
أمّا من الجانب الإيراني، فمنذ العام 1979، هدف إيران هو تدمير إسرائيل، وقد انتقلت الى سوريا وتحاول اختبار دفاعات إسرائيل. وبحسب الصحيفة فإنّ إيران تبني منذ عام، قواعد عسكرية في سوريا قريبة من إسرائيل، وتعتقد الأخيرة أنّ إيران تصنّع صواريخ موجّهة، في إحدى القواعد والتي ستمدّ بها “حزب الله” لاحقًا.
وأضافت الصحيفة أنّه منذ بناء إيران للقواعد، يهدّد الإسرائيليون من أنّ الوجود الإيراني على حدودها يشكّل تهديدًا لا يمكن التسامح معه. وتطرّقت الصحيفة الى الأحداث الأخيرة بين إيران وسوريا، من الطائرة المسيرّة فوق الجولان الى الغارات الإسرائيلية. ولفتت الى أنّ إيران لا تريد حربًا مفتوحة مع إسرائيل، فبعد الغارة الإسرائيلية، اتصل بوتين بـرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لثنيه عن الغارات في سوريا، كما اتصل بالرئيس الإيراني حسن روحاني.
وتوقعت الصحيفة أن تكون إيران راغبة بمحاكاة إستراتيجية “الرجال الخضر” الروسية، ولكن لا يمكنها تطبيقها بسهولة ضد إسرائيل لأنّ الأخيرة تراقب حدودها بدقّة. ووفقًا لهذه الإستراتيجيّة، يمكن أن تطلب إيران من “حزب الله” أن يمطر إسرائيل بمئات الصواريخ لبدء الحرب، بطريقة تشبه حرب 2006. ويمكن أن تقصف إسرائيل بالمقابل “حزب الله” في لبنان والقواعد الإيرانية في سوريا.
ومن جانبه، يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طرد الأكراد من الحدود التركيّة، وأمر بتنفيذ غارات ضدّهم، مع أنّهم حلفاء أميركا.
==========================
نيويورك تايمز: أهالي الغوطة يلوذون بباطن الأرض هرباً من القصف
يمكن القول إن جميع أهالي الغوطة الشرقية في ريف دمشق باتوا يعيشون تحت الأرض، هكذا وصف أحد العاملين بمجال الإغاثة الحال في ظل سلسلة من الغارات الجوية التي يشنها الطيران الروسي والسوري منذ عدة أيام، كما جاء في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتتعرض الغوطة الشرقية منذ عدة أيام لقصف عنيف يشنه الطيران الروسي والسوري، في إطار سعي النظام لطرد فصائل المعارضة السورية التي تسيطر على المنطقة منذ عدة سنوات، وأدت تلك الغارات إلى مقتل قرابة 346 شخصاً، بينهم العشرات من الأطفال.
وتقول الصحيفة إن هذا التكتيك سبق أن استخدمه النظام في محاولته لطرد المسلحين من مناطق مثل داريا وحلب، حيث يعمد إلى قصف المناطق السكنية والبنى التحتية لإجبار المسلحين على الخروج ونقلهم، ومعهم المدنيون، إلى مناطق أخرى.
وتصف الصحيفة حالة أهالي الغوطة الشرقية، وتقول: "تتجمع العوائل في ملاجئ تحت الأرض، يهرعون إليها مع كل غارة جديدة للطيران الروسي والسوري، ينتظرون لساعات قبل الخروج، وفي بعض الأحيان يقضون أوقاتاً طويلة هناك، إثر تواصل الغارات الجوية".
وتقدر منظمة "إنقاذ الطفولة" العالمية أن عدد المحاصرين في الغوطة الشرقية يبلغ 350 ألف مدني في الضاحية المترامية الأطراف والتي ترتبط في كثير من أجزائها بأنفاق تحت الأرض.
فراس عبد الله، ناشط محلي من الغوطة الشرقية، صوّر مشاهد تحت الأرض لتلك الأنفاق والغرف المشتركة التي يلجأ إليها الناس، ويقول للصحيفة الأمريكية: "الناس يختبئون هنا من القصف الهائل، بعض النساء والأطفال يأوون إلى هنا لأكثر من 72 ساعة، وهم بحاجة إلى الغذاء والدواء، إنهم يعيشون ظروفاً خطيرة".
من جهتها قالت سونيا غوش، المديرة السورية لمنظمة "إنقاذ الطفولة" في العاصمة الأردنية عمّان: إن "آلاف الأسر قضت معظم الأسبوع في قبو تحت الأرض.. إنهم يلجؤون إلى تلك الأقبية لشعورهم بالأمان هناك، الجميع في الغوطة الشرقية يعيشون حالة من الرعب".
في العام 2012 تعرضت الغوطة الشرقية لسلسلة من عمليات القصف، إلا أن الموجة الأخيرة من الهجمات تعد أسوأها منذ سنوات.
وتتابع "نيويورك تايمز" سرد أحوال سكان الغوطة المحاصرين: "إذا كان فوق الأرض يروي قصة الجحيم الذي يعيشه أهالي الغوطة، فإن الطوابق السفلية منها باتت هي الملاذ الوحيد لأهالي الغوطة، فلم يعد أمامهم سوى أمل ضئيل بالنجاة في المنطقة التي تعيش على وقع الحصار منذ سنوات".
ويعبر شادي جاد الذي يعيش مع عائلته في أحد الأقبية تحت الأرض منذ بداية الأسبوع، بمشاعر مختلطة تنتابه، قائلاً: "أشعر بالأمان، إنه المكان الوحيد الذي يمنحك هذا الشعور، ولكنه أيضاً مثل القبر".
ويعيش جاد مع زوجته بالإضافة إلى ثماني أسر أخرى، كلهم من ذات المنطقة، يتشاطرون قصصاً متشابهة، ويحاولون أن يضفوا جواً من الألفة على حياتهم الأرضية والتي تجعل "العلاقات أعمق" كما يقول جاد.
جماعات الإغاثة الدولية قالت إن الأوضاع في الملاجئ يمكن أن تتدهور بسرعة، فهي تفتقر للتهوية والكهرباء والمياه ومرافق الحمام، وليس هناك من جهات محلية طبية تقدم المساعدة، ما عدا المكتب الطبي الموحد في الغوطة، الذي قال من جهته، إن الذين يعيشون هناك يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي، بالإضافة إلى ظهور القمل وأمراض الجرب.
الغوطة الشرقية المحاصرة منذ العام 2013؛ كانت تعاني بالأصل من العديد من المشاكل التي أشار إليها تقرير سابق للأمم المتحدة، حيث أعرب حينها عن قلقه جراء انهيار مرافق الصحة العامة.
هدى خيطي، البالغة من العمر 29 عاماً، تقول إنها تقضي معظم وقتها مع عائلتها داخل الملجأ تحت الأرض، ومعهم الجيران، مؤكدة في اتصال عبر "فيسبوك" مع الصحيفة الأمريكية، إن اللحظات الأكثر رعباً "هي عندما تنطلق الصواريخ وتنفجر، ثم يتبع ذلك فترة صمت، رغم القصف نشعر بالارتياح عندما نرى الطائرة قد أغلقت وعادت".
==========================
«نيويورك تايمز» تفضح قواعد إيران العسكرية واللوجستية بسوريا
كشفت خرائط نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية واسعة الانتشار، النقاب عن مدى وعمق الوجود الإيراني في سوريا، مشيرة إلى أن حكومة طهران تعيد ترسيم مراكز القوى في منطقة الشرق الأوسط؛ بقواعدها العسكرية واللوجستية والإدارية المتنوعة داخل سوريا.
واستعرضت الصحيفة الأمريكية خرائط المواقع الإيرانية، التي تنوعت بين قواعد إدارية ولوجستية، وقواعد تنطلق منها الطائرات بدون طيار، فضلاً عن قواعد أخرى معنيَّة بتدريب الميليشيات المسلحة في مختلف أرجاء سوريا.
وقال علي الفونة الباحث في مجلس الأطلسي، الذي يتابع تقارير مقاتلي الميليشيات الأجنبية، الذين قتلوا في سوريا، إن عدد الوفيات المبلغ عنها قد انخفض بشكل كبير؛ لأن الذين يقاتلون من أجل الأسد قد حصلوا على اليد العليا في الحرب؛ لكن بدلاً من مغادرة البلاد، قال الفونة «إن إيران أدركت أنه من الممكن فعلاً الحفاظ على جبهة ضد «إسرائيل»؛ حيث لا توجد حرب؛ لكن لا سلام أيضاً».
 
وقال الفونة في بحثه، إنه حدد ثلاث قواعد إيرانية رئيسية تشرف على العمليات في أجزاء كبيرة من سوريا - واحدة بالقرب من حلب في الشمال، إضافة إلى اثنتين جنوبي العاصمة دمشق - فضلاً عن سبع قواعد تكتيكية أصغر بالقرب من الخطوط الأمامية النشطة؛ حيث تتواجد إيران مع وكلائها.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن إيران تصر على الاستمرار في تمويل ميليشيات قوية في سوريا، تتألف من آلاف المقاتلين، كما تمد من خلال فيالق حرسها الثوري، تلك الميليشيات بتكنولوجيا متطورة.
وفي تقديرها للموقف، قالت مصادر سياسية للصحيفة الأمريكية، إن أي مواجهة مسلحة قد تنشب بين «إسرائيل» وإيران أو أي من حلفائها؛ ستقود حتماً إلى حرب إقليمية، لا سيما أن الشبكات المسلحة، التي رسخت طهران وجودها في سوريا؛ ستنطلق إلى خارج حدود البلاد، وتنشر ألسنة اللهب في دول تعدها حكومة طهران دولاً معادية.
ويدعم هذا الرأي خبير السياسة الإيرانية والأمريكية في منطقة الشرق الأوسط كامل وزنة، الذي أكد ل«نيويورك تايمز»، أن أي تصعيد مسلح في المنطقة سيقود إلى حرب شعواء ربما تأكل الأخضر واليابس في المنطقة.
==========================
واشنطن بوست: التحذير التركي بشأن “عفرين” يزيد الوضع سوءا
صحيفة “واشنطن بوست” اهتمت بدورها بما يجري في عفرين وركزت بالأساس على تحذير تركيا للنظام السوري من التدخل في عفرين لحماية المقاتلين الأكراد.
وتتابع الصحيفة أن التحذير التركي يزيد الأمر سوءا وقد يؤدي إلى اشتباك محتمل بين القوات التركية والقوات السورية المدعومة من إيران وروسيا والتي سيكون نشرها في عفرين خطوة أولى لاستعادة سيطرة قوات “بشار الأسد” على طول الحدود التركية.
==========================
واشنطن بوست: تركيا وإيران تتواجهان في معركةٍ جديدة بسوريا.. وميليشيات الأسد لديها ولاءات أخرى
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، الأربعاء 21 فبراير/شباط 2018، إن الحرب الدائرة في سوريا منذ 7 سنوات ذات تعقيد وتشابك؛ بسبب دخول القوات التركية إلى عفرين، وكذلك قيام مقاتلين شيعة تابعين لنظام الأسد بالذهاب إلى المدينة الكردية لمواجهة الأتراك.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن الحرب الفوضوية في سوريا أصبحت أكثر فوضوية بعد دخول ميليشيات موالية للنظام منطقة عفرين التي تشهد حالةً من الصراع، وتخضع لحصارٍ من القوات التركية التي هاجمت سوريا الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني 2018). وبدا أنَّ وحدات النظام تُعزِّز الفصائل الكردية التي تُسيطر على المنطقة قرب الحدود التركية، الأمر الذي أغضب تركيا كثيراً.
التهديد بحرب أوسع
وتُهدِّد المعارك في عفرين باشتعال نزاعٍ أوسع نطاقاً، حيث تنظُر تركيا إلى المجموعة الكردية السورية المسلحة الرئيسية، وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، باعتبارها وكيلاً مباشراً لحزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور، الذي ينشط داخل تركيا وتعتبره أنقرة وواشنطن تنظيماً إرهابياً. لكنَّ الولايات المتحدة تدعم وحدات حماية الشعب الكردية، وتعتمد على مقاتليها للمساعدة في محاربة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ودفع دور واشنطن المُلتبِس في الحرب -إلى جانب قرارها تجنُّب التورُّط عميقاً في المصادمات الدائرة بعفرين- الميليشيات الكردية السورية للجوء إلى بشار الأسد من أجل المساعدة.
وقال نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، للصحفيين يوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2018: "استجابت الحكومة السورية لنداء الواجب، وأرسلت وحدات عسكرية هذا اليوم (الثلاثاء)؛ وذلك للتمركز على الحدود، والمشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها"، بحسب الصحيفة الأميركية.
وفي هذه الأثناء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنَّ تركيا ستبدأ هجوماً مُكثَّفاً على مركز مدينة عفرين في الأيام المقبلة. ووصف خطوة الحكومة السورية بأنَّها عمل "الإرهابيين"، وأعلن أنَّ المدفعية التركية دفعت القوات الموالية للأسد للعودة مرةً أخرى. وقالت مصادر سورية إنَّ القصف فقط أجَّل تقدُّم القوات الموالية للأسد فترة قصيرة.
مع ذلك، يُعَد وصول القافلة منعطفاً جيوسياسياً جديداً في حربٍ تتعقَّد أكثر من أي وقتٍ مضى. فالميليشيات الموالية للأسد، التي يُفتَرَض أنَّها جاءت لنجدة الأكراد السوريين، على الأرجح لديها مجموعة أخرى من الولاءات؛ فبحسب لويزا لافلوك، الصحفية في "واشنطن بوست": "يبدو أنَّ المقاتلين الذين يَصِلون... ينتمون إلى شبكةٍ من الوحدات المدعومة إيرانياً، والتي عزَّزت في كثيرٍ من الأحيان جهود جيش الأسد".
واتضح أن القوات الموالية للنظام التي دخلت عفرين، الثلاثاء، هي ميليشيات شيعية مدعومة إيرانياً، وفقاً لمُحلِّلين. وقد يشير ذلك إلى اتفاقٍ جرى تحت إشراف إيران، وليس روسيا، الداعم الرئيسي للأسد، بحسب الصحيفة الأميركية.
تركيا تستعد للمواجهة
وأضافت "واشنطن بوست": "إن كان الأمر كذلك، فإنَّنا نشهد إذاً استعداد تركيا وحلفائها من المعارضة، ربما لمواجهة الميليشيات الموالية للأسد المرتبطة بإيران وتعمل جنباً إلى جنب مع الوحدات الكردية السورية الصديقة للولايات المتحدة، التي بدورها تعارض كلاً من حكومة الأسد والحضور الإيراني في سوريا. وذلك النوع من التشابك المُربِك هو الذي يُميِّز الصراع الطاحن الدائر منذ 7 سنوات وكوكبته من الأطراف المتحاربة ومجموعات مصالحها المتشابكة".
وقالت وكالة الأناضول التركية على حسابها بـ"تويتر"، مُرفِقةً بعض الصور لمتظاهرين يرفعون الأعلام التركية وأعلام الثورة السورية: "السوريون في عفرين يُظهِرون الدعم لحملة الجيش التركي. متظاهرون يُعبِّرون عن أملهم في أن تسمح لهم عملية غصن الزيتون التركية أخيراً بالعودة إلى ديارهم".
ونشرت منصة "آل سورة" الصحفية، التي تُركِّز على الشرق الأوسط، تغريدةً أرفقت بها مقطع فيديو لأشخاصٍ يرتدي بعضهم زياً عسكرياً ويبدو أنَّهم موالون للأسد، إلى جانب بعض الأشخاص الذين يرفعون عَلم وحدات حماية الشعب الكردية، وكتبت: "عاجل: الصور الأولى لوحدات حماية الشعب الكردية الموجودة في عفرين مع القوات السورية التي نُشِرَت لإيقاف عملية غصن الزيتون التركية. أسقطت تركيا قذيفتين مُوجَّهتين قرب القافلة كتحذير، لكن تجاهلهما المقاتلون السوريون".
إيران غير مرحِّبة بالعملية
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه من وجهة النظر الإيرانية، لم تكن العملية التركية في عفرين محل ترحيب. واستنكر القادة الإيرانيون، ومن ضمنهم الرئيس حسن روحاني، الهجوم، الذي عكَّر صفو المحادثات الأخيرة التي عقدتها روسيا وتركيا وإيران حول مستقبل سوريا السياسي. ووفقاً لموقع المونيتور المهتم بشؤون الشرق الأوسط، ضغط المسؤولون الإيرانيون على نظرائهم الأتراك؛ لتجنُّب حرب استنزافٍ فوضوية في سوريا.
وكتبت غونول تول، الزميلة بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن: "كانت تركيا تأمل أن تدخل عفرين، وأن يشيح شركاؤها بوجوههم في الاتجاه الآخر. اعتقدت أنقرة أنَّها حصلت على ما ترغب فيه حين منحت روسيا، التي تسيطر على الأجواء في عفرين، الضوء الأخضر أخيراً لتوغُّل الجيش التركي إلى المنطقة الكردية. لكن التطورات الأخيرة على الأرض تشير إلى أنَّ الطريق إلى الأمام قد لا يكون بمثل هذه السلاسة، وأنَّ الشراكة مع روسيا وإيران قد لا تكون بمثل تلك القوة التي كانت تأملها أنقرة"، بحسب "واشنطن بوست".
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإنه خارج عفرين، ليست رقعة الشطرنج السورية أقل ازدحاماً؛ إذ تتقاتل مجموعات المعارضة الإسلامية في محافظة إدلب فيما بينها، بينما تشارك أيضاً مع القوات التركية ضد النظام السوري وحلفائه. وأدَّت الحرب الجوية الأميركية في سوريا، المُوجَّهة أساساً ضد داعش، إلى سقوط قتلى من المرتزقة الروس. وتواصل حكومة الأسد، بدعمٍ روسي، سحق مناطق سيطرة المعارضة بلا رحمة. وشنَّت إسرائيل، التي تشعر بالقلق من الحضور الإيراني المُترسِّخ في سوريا، مؤخراً، ضرباتٍ جوية ضد مواقع يُشتبه في أنَّها إيرانية. ويتحدث المسؤولون الإسرائيليون علناً عن احتمال الدخول في حربٍ إقليمية أكثر حدّة.
العلاقات بين أميركا وتركيا
وترى "واشنطن بوست" أن الواقع أمام أنقرة صعب؛ إذ لا يوجد أمامها سوى خياراتٍ جيدة قليلة؛ حيث وضعت المشاعر المتصاعِدة المناوئة للولايات المتحدة في تركيا مقرونةً بالدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية الولايات المتحدة نوعاً ما على خلافٍ مع حليفتها بالناتو. ولا يبدو أنَّ هناك طرفاً آخر مستعدٌ للتدخُّل في الأمر. فكتب نيكولاس دانفورث، الخبير في الشؤون التركية بمركز سياسة الحزبين بواشنطن: "لا روسيا ولا إيران -وكلتاهما يُصوِّرهما الساسة الأتراك أحياناً كبديلين عن الولايات المتحدة- تبدوان متحمستين كثيراً لاستيعاب المصالح التركية".
بالنسبة للأميركيين أيضاً، هناك طريقٌ صعب ماثِل أمامهم. فكتبت منى يعقوبيان، باحثة السياسة البارزة بمعهد السلام الأميركي: "قدرة واشنطن على تشكيل التطورات في سوريا التي يسيطر عليها النظام، ضعيفة على نحوٍ لا يمكن إنكاره. وفي حين لا يزال الأسد بالسلطة، ربما أفضل ما يمكن للولايات المتحدة أن تأمله، هو الاستمرار في التصدي لسلوك النظام الفظيع دون إشعال الصراع أكثر".
لكنَّ ذلك لا يعني تصفية الحسابات مع نظامٍ لا يزال مذنباً بقتل العشرات من شعبه. ففي يوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2018، وفيما اشتدت المعركة بعفرين، دكَّ النظام الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في ضواحي دمشق؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، فيما وصفته وكالات الإغاثة بأنَّه واحدٌ من أكثر الأيام دموية في الحرب السورية. وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بياناً به أسطر فارغة كثيرة، يذكر أنَّه "ليست هناك كلمات بإمكانها أن تُنصف الأطفال القتلى". وكانت تلك صرخة أخرى من الغضب واليأس، في صراعٍ لم تبلغ الوحشية فيه منتهاها بعد.
==========================
وثيقة أميركية تكشف خطة لمواجهة روسيا وإيران في سوريا
العالم - مقالات
المشروع الأميركي التقسيمي في سوريا لم يعد في حيّز التحليلات، لا في دائرة التراشق الدبلوماسي الروسي مع واشنطن، وقد برز منها كلام وزير الخارجية سيرغي لافروف في الأيام الأخيرة عن أن واشنطن تخطّط للتقسيم.
فبعد الضربة التي وجهتها المقاتلات الجوية والراجمات الأميركية، لقوات روسية وسورية رديفة، حاولت الأسبوع الماضي اجتياز «الحدود» فوق جسور عائمة من غرب الفرات إلى شرقه، عملت الولايات المتحدة على تثبيت خط فاصل بالنار بين «سوريتين»، غرب الفرات وشرقه.
لكن ما حدث لم يكن صاعقة في سماء صافية دبلوماسية أو ميدانية. المجزرة التي أوقعتها الطائرات الأميركية في مقاتلي شركة «فاغنر» «الرديفة» للجيش الروسي في سوريا رسمت الحدود ومستقبل ما وراء الفرات إلى الشرق، كما أعد لها الأميركيون منذ أسابيع. يأتي ذلك بعد أن نضجت في مجلس الأمن القومي الاستراتيجية الجديدة حول سوريا وأعلم الأميركيون حلفاءهم في «مجموعة سوريا»، قبل ستة أسابيع، أن الهدف المقبل هو فصل الشرق عن بقية الخريطة السورية، وأن البيت الأبيض خصّص أربعة مليارات دولار في العام الواحد لتمويل القوات التي ستعمل في المنطقة بالإضافة إلى تدريب قوة حرس الحدود المزمع إنشاؤها لتذويب الغلبة الكردية في قوات سوريا الديمقراطية شرق النهر، وتسهيل ابتداع معارضة سياسية شرق النهر تمثل المنطقة، وتمنع عودة الجيش السوري.
وفي برقية دبلوماسية من خمس صفحات، صادرة عن سفارة بريطانيا في واشنطن، حصلت عليها «الأخبار»، يوجز الدبلوماسي وخبير شؤون الشرق الأوسط في السفارة بنيامين نورمان لوزارة الخارجية البريطانية في لندن، الاستراتيجية الأميركية الجديدة للوصول الى تقسيم سوريا كما عرضها مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد خلال اجتماع عقده في واشنطن في الحادي عشر من الشهر الماضي ممثلون عن «مجموعة سوريا» الأميركية.
حضر الاجتماع إلى جانب ساترفيلد، رئيس فريق سوريا في وزارة الخارجية البريطانية هيو كلاري، ورئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون. حليفان عربيان لواشنطن في خطتها التقسيمية حضرا الاجتماع: مستشار وزير الخارجية الأردني نواف وصفي التل، والمسؤول الأمني في وزارة الداخلية السعودي العميد جمال العقيل.
البرقية الموجزة تحدث فيها ساترفيلد بصراحة عن الهدف الذي ستعمل الولايات المتحدة على تحقيقه من الآن فصاعداً، وهو التقسيم وفصل الشرق السوري وشمال الشرق السوري عن البلاد. وقال ساترفيلد، كما جاء في الإيجاز البريطاني، إن الخطة التي يجب العمل عليها تتألف من خمس نقاط: تقسيم سوريا، تخريب سوتشي، استيعاب تركيا، وإصدار تعليمات إلى الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا لاستعادة جنيف، وتنفيذ ورقة من ثماني نقاط تتضمن الحل في سوريا كانت واشنطن قد قدمتها إلى الاجتماع الأخير للمعارضة السورية وممثلي الحكومة في فيينا في السادس والعشرين من الشهر الماضي. المجتمعون أعطوا أنفسهم مهلة عام لتنفيذ هذه الخطة عندما رحبوا، كما قالت الوثيقة، بالاقتراحات الأميركية «ودعوا إلى تحقيق تقدم ملموس في سوريا خلال عام ٢٠١٨، والرد على دعاية الانتصار الروسي».
ساترفيلد أبلغ الحاضرين أن الرئيس دونالد ترامب قرر الإبقاء على قوة عسكرية مهمة في سوريا، رغم هزيمة «داعش»، وأن الإدارة الأميركية خصصت أربعة مليارات دولار سنوياً لهذه العملية التي تقول مصادر غربية إنها ستنفق أيضاً منها على توسيع القواعد الأميركية في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد خصوصاً، في الرميلان في أقصى الشرق السوري، وفي عين العرب (كوباني)، على خط الحدود السورية ــ التركية. وقال إن الهدف من ذلك هو منع الإيرانيين من التمركز على المدى الطويل في سوريا، أو فرض أنفسهم في مسارات الحل السياسي. المجموعة قررت مواجهة الانفراد الروسي سياسياً في تحديد مستقبل النظام السياسي في سوريا عبر تقديم دعم مادي وسياسي لستيفان دي ميستورا لتصليب مسار جنيف، في مواجهة «سوتشي». الجميع رحّب بهذه الاقتراحات، مع التركيز على أخر ميدانية وعملية لمواجهة «الرغبة الروسية بالتوصل إلى حل سياسي».
الأمم المتحدة ستلعب دوراً كبيراً في الخطة الأميركية لتقسيم سوريا. الأولوية ستعطى لتصليب مسار جنيف، إذ أبلغ الأميركيون الحاضرين أنهم لن يشاركوا من الآن فصاعداً في اجتماعات أستانا، وأنهم قد خفضوا تمثيلهم الدبلوماسي إلى أدنى مستوى، للعودة بالمسار السياسي إلى جنيف. محضر الاجتماع يقول إن الداعين إليه أقرّوا بأن جنيف قد فشل رغم الجهود التي بذلها ستيفان دي ميستورا لإنعاشه، وأبدوا تحفظاً على وقف إطلاق النار في سوريا في ظل الشروط الميدانية الحالية ومع تراجع المعارضة واعتبروا أنْ لا فائدة من إدخال اقتراح وقف إطلاق النار في مسار جنيف لأننا في الحقيقة «لا نملك القدرة على منع النظام من قضم الجيوب التي لا تزال المعارضة تحتفظ بها في إدلب والغوطة الشرقية» بحسب الملاحظات المدونة على الوثيقة.
الأميركيون في الطريق إلى التقسيم، لا يعبأون بفكرة الحكومة الانتقالية، ولا بتنفيذ الشق المتعلق بها كما نصّ عليها القرار الأممي ٢٢٥٤، إذ قال ساترفيلد للمجتمعين إننا «نصحنا المعارضة بعدم دعم فكرة الحكومة الانتقالية، وإن على المعارضة أن تتوقف عن التلويح بالحكومة الانتقالية في كل مناسبة». وبيّن الأميركيون أن الغاية من مبادراتهم الدبلوماسية هي الحفاظ على صورتهم «وإبداء مرونتهم وحركيتهم مع عدم المبالغة في توظيف المعارضة في هذه المفاوضات من دون التخلي عن هدفها النهائي والأساسي بتقسيم سوريا ورحيل الأسد». وأوضح الأميركيون للجميع أن «الخطة تقضي بالعمل على إنشاء مؤسسات وشروط لانتخابات لا يستطيع بشار الأسد الفوز فيها، لذلك لا يوجد مبرر بديهي لمنع الأسد من المشاركة في الانتخابات». المجتمعون أقروا استراتيجية تجاه روسيا باختبار نياتها للذهاب نحو توفير شروط ملائمة لإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة «وجرّ النظام إلى التفاوض على دستور جديد، وعدم الاكتفاء من الآن فصاعداً بالكلام المعسول لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف». ساترفيلد قال: «إننا سنستفيد ايجابياً من هشاشة وضع فلاديمير بوتين في المرحلة الانتخابية من أجل دفع الروس إلى التخلي عن الرئيس الأسد عبر المزيد من الاجتماعات في مجلس الأمن، وأوسع حملة إعلامية ضده».
الأميركيون تقدموا خطوة نحو تكريس قناة دبلوماسية مع شرق الفرات والأكراد، عبر تعيين ويليام روبوك، سفيراً لدى «قوات سوريا الديمقراطية»، كما أبلغ ساترفيلد المجتمعين. كذلك قدموا اقتراحات تمنح المزيد من الاعتراف والوزن الدبلوماسي للأكراد في المسار التفاوضي من دون استفزاز الأتراك، وخصوصاً أن هؤلاء كانوا على اطلاع على الخطوات الأميركية في هذا الاتجاه، وهو ما برّر الأتراك به الهجوم على عفرين. واقترح الأميركيون، أيضاً، إغراق التمثيل الكردي في مفاوضات جنيف تحت اعلام «قوات سوريا الديمقراطية» وتشكيل وفد يمثل شرق الفرات عملياً للإطباق بواسطته ووفد المعارضة الائتلافية، على وفد الحكومة السورية، كما تقترح الوثيقة.
المشاركون في الاجتماع
ــ بنيامين نورمان، معدّ محضر الاجتماع المرسل إلى وزارة الخارجية البريطانية، خبير الشؤون السياسة الخارجية والأمنية للشرق الأوسط في السفارة البريطانية – واشنطن.
ــ هيو كلاري، رئيس فريق سوريا في وزارة الخارجية البريطانية.ــ جيروم بونافون، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية.
ديفيد ساترفيلد، مساعد وزارة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط.
ــ نواف وصفي التل، مستشار وزير الخارجية الأردني.
ــ العميد جمال العقيل، مسؤول أمني سعودي.
مقدمة الوثيقة
الاجتماع الأول لمجموعة العمل الأميركية المصغَّرة حول سوريا بعد مباركة الرئيس دونالد ترامب لوجود مديد للقوات الأميركية في هذا البلد. اتُّفق على توفير دعم فوري لستيفان دي ميستورا لموازنة الجهود الروسية، ولإعادة تفعيل مسار جنيف بنيوياً، بإعادة التفاوض في القضايا الانسانية، والسجناء… ستقدم المجموعة المصغرة اقتراحات بشأن الدستور السوري والانتخابات، وإفهام روسيا ما هو منتظر من التزامات من قبل (الرئيس بشار) الأسد في الجولة المقبلة للمفاوضات التي ستعقد في فيينا في السادس والعشرين من كانون الثاني. سيلتقي الوزراء على الاجتماع في باريس في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني، للاتفاق على هذه المقاربة ورمي القفاز في وجه الروس. وسيلقي تيلرسون خطاباً أساسياً حول سوريا الأسبوع المقبل.
تعليقات كاتب الوثيقة
النقطة ١٨: حقق هذا الاجتماع تقدّماً وفق المعايير السورية. أعادت الولايات المتحدة تأكيد زعامتها وفق ما تصبو إليه، وهو ما سيجهر به تيلرسون في خطاب له بشأن سوريا في معهد هوفر. كرر ساترفيلد التزام الولايات المتحدة المسار السياسي، وفي اجتماعات منفصلة (مع براين هوك). كان واضحاً أن تيلرسون سيساهم في دفع العربة إلى الأمام.
النقطة ١٩: لدينا الآن خطة متينة للأسابيع الثلاثة القادمة. مع ذلك جرى نقاش في كيفية الاستمرار بالضغط على روسيا، وحتى مضاعفتها إذا لم يستجيبوا لطلباتنا المتعلقة بالنظام السوري كما نأمل. ينبغي أن نواصل ما قد بدأناه في هذه المجال، بالتركيز على الوضع الإنساني الرهيب والتواطؤ الروسي مع عمليات القصف ضد المدنيين.
النقطة ٢٠: (مخاطباً ساترفيلد) شكراً جزيلاً لكما أنت وهيو لحضوركما هذا الاجتماع. عبّرت الولايات المتحدة عن امتنانها لجهودنا ودعمنا في الاشهر التي خلت، بعد أن بلورت استراتيجيتها، إنه يوم عمل جيد.
أفضل التحيات
بنيامين نورمان. شؤون السياسة الخارجية والأمنية. السفارة البريطانية، واشنطن.
المصدر : الأخبار
==========================
«نيوزويك»: أمريكا تخلت عن الأكراد في الدفاع عن «عفرين»
أصبح الصراع في سوريا مُعقدًا، وذلك بعدما تعددت جبهات القتال بين النظام والثوار وجماعات إرهابية وقوى دولية، وأخيرًا التدخل التركي في عفرين لطرد الأكراد.
لكن ما زاد من توتر المنطقة، هو قرار الحكومة السورية المتحالفة مع روسيا، بالتدخل في عفرين، لمساعدة القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، في صد الهجوم التركي.
مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أشارت إلى أن كلا من روسيا والولايات المتحدة، حاولتا منع حلفائهما من التعاون في تلك المعركة، إلا أن الحكومة السورية والأكراد تجاهلتا حتى الآن دعوات القوتين الدوليتين.
فبعد أسبوع من الاشتباكات المتقطعة، بين قوات موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقوات سوريا الديمقراطية التي يغلب على تكوينها الأكراد والمدعومة من أمريكا، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية أمس الثلاثاء، عن دخول القوات الشعبية التابعة للنظام السوري عفرين، لصد هجوم الجيش التركي على المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن "تدخل النظام السوري في عفرين جاء بعد هدنة، بدأت يوم الاثنين الماضي بين النظام والقوات الكردية".
كما أوضحت "نيوزويك" أن الحكومة السورية سمحت قبل ذلك للقوات الكردية بالتحرك بحرية عبر الأراضي التي يسيطر عليها النظام للدفاع عن عفرين.
كانت تركيا قد شنت عملية "غصن الزيتون" الشهر الماضي للإطاحة بالجماعات الكردية، مثل وحدات حماية الشعب، من منطقة عفرين الحدودية في محافظة حلب السورية.
حيث تتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري، بأنها شريك لحزب العمال الكردستانى، الذى تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
وقد انتقدت كل من الولايات المتحدة وروسيا وقوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية، الهجوم التركي الذي يشارك فيه الجيش السورى الحر، بيد أنها لم تشر أي من القوتين الدوليتين إلى أنها ستساعد حليفها في عرقلة الهجوم.
وأكد التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة، أنه لن يدعم سوى مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التى تقاتل الإرهابيين في دير الزور شرقي سوريا.
كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، ليس بإمكانهما حل مشكلة عفرين، سوى عن طريق الحوار المباشر.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن التعاون بين الحكومة السورية والقوات الكردية أثار غضب كل من أمريكا وروسيا، المتنافسين الرئيسيين في سوريا، والذي يهدد مصالحهما؛ حيث تخشى الولايات المتحدة أن تخسر حليفها الرئيسي في سوريا، والذي تعاونت معه في القضاء على تنظيم "داعش"، وتعتمد عليه في الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأخيراً، نتقدم لكم بجزيل الشكر على زيارة ومتابعة الشرق تايمز ، كما نعدكم بتقديم كل جديد وهام من كافة المصادر الإخبارية الموثوقة، وقد تم نقل «نيوزويك»: أمريكا تخلت عن الأكراد في الدفاع عن «عفرين» , والمصدر هو المسئول عن صحة الخبر.
المصدر : التحرير الإخبـاري
==========================
الصحافة البريطانية :
«الجارديان»: الأقوياء يتنافسون.. والسوريون يدفعون الثمن
الأفق نيوز - اشترك لتصلك أهم الأخبار
تناولت صحيفة «الجارديان» البريطانية، على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، أحداث الغوطة الشرقية بسوريا، تحت عنوان «الأقوياء يتنافسون والمدنيون السوريون يدفعون الثمن»، حيث نقلت عن أحد المحاصرين في الغوطة تساؤله «هل نحن أحياء فعلا؟ هل يعلم الآخرون أننا موجودين وأحياء في هذه السراديب؟».
وأظهرت الصور المتداولة عن مذبحة الغوطة الشرقية بسوريا أطفالا تغطيهم بالدماء وآخرين مبتورين وغيرهم يسحبون من تحت الركام مغطون بالتراب والرمال تملأ أفواههم، بينهم أطفال فقدوا آباءهم أو أمهاتهم أو أشقاءهم.
ونوهت الصحيفة بأنه منذ أقل من عام تم إعلان الغوطة الشرقية، أحد جيوب المعارضة المسلحة التي تقع على أطراف العاصمة السورية دمشق، «منطقة آمنة» في اتفاق بين روسيا وإيران وتركيا، ويظل 400 ألف شخص تقريبا عالقين هناك.
وأضافت الصحيفة أن الغوطة الشرقية بعد سنوات طويلة من الحصار والضربات الكيماوية المتعددة وبينها استخدام غاز السارين المدمر في 2013، شهدت مقتل 7 آلاف شخص خلال الشهور الأخيرة.
وأشارت إلى أن الهجمات التي حدثت هذا الأسبوع قتلت أكثر من 250 آخرين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، و20 منهم، الأربعاء فقط، فضلا عن قصف 7 مستشفيات منذ الاثنين الماضي، فيما أبلغ شهود عيان عن استخدام البراميل المتفجرة في الضربات ضد الغوطة الشرقية.
وذكرت الصحيفة البريطانية إن السوريين يحذرون من أن ما يحدث بالغوطة أكثر وحشية من الحصار المرعب الذي عانت منه مدينة حلب، بينما يشبه طبيب في الغوطة الشرقية الوضع بمذبحة سربرنتيسا ضد مسلمي البوسنة في 1995، والتي تعهد المجتمع الدولي تحت الضغط بعدم السماح بتكرارها مجددا، لكنها تحدث.
وأشارت «الجارديان» إلى أن الأقوياء استثمروا بشكل كبير وبات غير ممكن لهم الانسحاب حاليا أو الالتفات إلى السوريين الذين دمرهم طموحهم، وأصبحت الغوطة الشرقية، التي كانت يوما سلة غذاء دمشق، مخنوقة بالأتربة والجوع.
==========================
التايمز: على الغرب رفض آخر تمسك للأسد بالسلطة
نشرت صحيفة "التايمز" مقالا للمعلق روجر بويز، يدعو فيه الغرب لرفض محاولات رئيس النظام السوري بشار الأسد التسلط في بلاده، وشراء صفقات إعمار البلاد منه.
ويبدأ بويز مقاله بالقول إن "خبراء الشرق الأوسط طالما تساءلوا عما إذا كان بشار الاسد هو المعادل لرجل المافيا الشرس مايكل كورليوني، الابن الذي يعاني من نزاع داخلي في فيلم (العراب)، أو شقيقه الجبان فريدو كورليوني".
ويجد الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أنه "بعد سبعة أعوام من الحرب، التي أدت إلى مقتل نصف مليون، وتشريد ستة ملايين في داخل بلادهم، وأكثر من خمسة ملايين لاجئ في الخارج، فعلى ما يبدو أن بشار الأسد هو الأب دون كورليوني والابن مايكل جمعا في شخص واحد، وبعد أن كتبت نهايته تبين أنه ناج ومدافع عن عائلة حاكمة دموية".
ويقول بويز: "هذا لا يعني أن الأسد رجل يملك زمام أمره، فعندما بدأت القوات التركية تتحرك نحو شمال سوريا، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا ستواجه قوة الطيران السوري، وفي الحقيقة لم تتحرك الطائرات من مدارجها؛ لأن روسيا هي التي تتحكم في المجال الجوي، ولا تريد مواجهة بين أردوغان والأسد".
ويؤكد الكاتب أن "روسيا وإيران هما من تدعمانه، وحقق مكاسب بسببهما، وعليه في هذه الحالة أن يتقيد بالقواعد التي تضعها هاتان الدولتان، وبسبب الدعم الذي لقيه لم يعد تنظيم الدولة إلا في جيوب في الصحراء، والمقاومة لحكمه منحصرة في إدلب ومناطق متفرقة من البلاد".
ويبين بويز أنه "مع أنه ليس حاكما مستقلا إلا أنه يستطيع التحرك دون أي قيود أخلاقية، وكما اكتشف مايكل كورليوني في (العراب) فهو حاسم، ويحضر رئيس النظام السوري لهجوم شامل على الغوطة الشرقية، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، والتي يعيش فيها أكثر من 400 ألف مدني، علقوا وسط القصف المدفعي والجوي، وتم إسقاط البراميل المتفجرة على منطقة حضرية واسعة محاصرة، وقام طيران النظام بـ 72 غارة جوية يوم الاثنين وضرب خمس مستشفيات".
ويقول الكاتب: "لأنه لم تعد هناك حرب واحدة في سوريا، بل حروب متعددة، فإنه من الغرابة بمكان أن يقوم الأسد أو أي طرف بالإعلان عن النصر، فتركيا ضد الأكراد، وإيران ضد إسرائيل، والجماعات الوكيلة للسعودية ضد الجماعات الوكيلة لقطر، والولايات المتحدة ضد روسيا، وكلها تحاول تجنب مواجهة مباشرة، بالإضافة إلى أن السنة ضد الشيعة، وهي جزء من النزاعات التي تثير أسئلة حول قدرة الأسد على استعادة السيطرة على كامل الجمهورية العربية السورية التي ورثها عن والده".
ويلفت بويز إلى أن "سوريا تحولت إلى جحيم من الأضداد المتنازعة، وجمهورية على غرار جمهورية الكونغو الديمقراطية، لكن بأشجار زيتون، وينظر إليها لا كونها دولة، لكن بحروبها التي لا تنتهي".
ويفيد الكاتب بأن "حسابات الأسد حتى الآن تقوم على الاحتفاظ بحكم مدن سوريا الكبرى والساحلية، ولا يعد هذا في حد ذاته نصرا، لكنه إنجاز عظيم أكبر مما حققه أعداؤه الداخليون، وسيسمح له هذا بإعادة خلق نفسه من بشار السفاح الباني، وهو يعلم أن إعادة إعمار سوريا يجب أن تبدأ قبل تحقيق السلام، ولهذا السبب يركز النظام الجزء الأكبر من طاقته على تسوية الغوطة بالتراب، ويريد أن يظهر أن هذا الجزء من مناطق سلطته، التي تصل إلى نسبة 55%، والتي تحتوي على معظم السكان السوريين، وهذا يعني أن سوريا آمنة وجاهزة للأموال الأجنبية".
وينوه بويز إلى أن "عمان والكويت والهند وقعت عقودا تجارية مع سوريا، وتحوم مصر ولبنان والعراق حول الحمى، ويقدر البعض كلفة إعادة إعمار سوريا بحوالي 350 مليار دولار، وهو مبلغ لا يمكن للاعبين الإقليميين وروسيا جمعه، وربما كانت أوروبا أو الولايات المتحدة بالتأكيد من الدول التي قد تنجذب إلى قائمة الذين يريدون طرح عطاءات، وقد ينجذب الباحثون عن الربح لسوريا، التي تحطم اقتصادها،  وزادت نسبة التضخم فيها إلى مستويات عالية, ويتوقع منتجو الإسمنت ازدهارا على الطلب، ويشعرون بالحماسة بأن عملية الإعمار لا تعتمد على تسليم آخر مسلح سلاحه، ويقوم الوسطاء بالبحث عن استشارة من الفرق التي قامت بإعادة إعمار عاصمة الشيشان غروزني؛ في المحاولة المحبطة للاستقلال".
ويقول الكاتب إن "الأسد يعتقد أن المستثمرين سيأتون إليه، وسينسب الفضل لنفسه؛ لأنه أعاد بناء البلد، وحمى حدوده، وستحصل المناطق العلوية أو (أرض الأسد) على حصة أكثر مما تستحق، وستكون بمثابة الجذب للدولة القديمة".
ويضيف بويز أن "هذا هو الحديث الذي ربما دار بين الأسد وأسماء وهما يتصفحان مجلات الديكور والتصميم اللامعة الغربية، وربما تخيل الأسد أنه قد مارس النفوذ على ما سيأتي من أموال لمساعدته، ويتحول إلى رمز مؤثر في الإقليم".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "على الغرب، خاصة وزير الخارجية بوريس جونسون، أن يتخيل أن إعادة الإعمار هي بمثابة ورقة مقايضة مع الغرب، وطريقة لدفعه للخروج من السلطة، وهذه قراءة خاطئة لعقلية الكثير من السوريين، الذين تركوا بلادهم هربا من القتال خلال السنوات الماضية، وبالنسبة لهم فطالما ظل الأسد هناك فلا أمل بعودتهم وتعريض حياة أطفالهم للخطر، حتى لو منحوا بيتا جديدا لامعا، وهم خائفون من انتفامه، ويفهمون أكثر المخاطر الحقيقية، والديكتاتور الذي لا يثق بنفسه، ويقولون لك إنه فريدو كورليوني أكثر من كونه مايكل كورليوني".
==========================
الغارديان: ما الذي يجعل الغوطة الشرقية سربرنيتشا سوريا؟
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للمعلق سايمون تيسدال، يتساءل فيه عن عدد الأطفال الذين سيقتلون في الغوطة الشرقية، قبل أن يتحرك العالم لينقذهم من القصف الجوي والمدفعي والبراميل المتفجرة.
ويقارن تيسدال في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بين مصير مسلمي البلدة البوسنية سربرنيتشا، الذين صمت العالم على قتلهم على يد مليشيا العقارب وقوات صرب البوسنة والجنرال راتكو ميلاديتش، والغوطة الشرقية.
ويذهب الكاتب إلى أنه "مع كل طفل يموت ومع كل عمل وحشي يمضي بلا عقاب تبدو الغوطة الشرقية مثل الجريمة التي وصفها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان بأنها أسوأ جريمة ارتكبت على الأراضي الأوروبية منذ عام 1945".
ويضيف تيسدال إن "سربرنيتشا مثل الغوطة، لم تكن تبعد إلا قليلا عن سراييفو، وتعرضت للحصار مثل الغوطة، التي فرض عليها النظام الحصار منذ بداية الحرب عام 2011".
ويشير الكاتب إلى أن "الغوطة مثل سربرنيتشا، فإن النظام منع وصول المواد الغذائية والطبية عنها، وفي عام 1993 اعتبرت الأمم المتحدة سبرنيتشا (منطقة آمنة)، تماما كما تم اعتبار الغوطة العام الماضي بأنها منطقة (خفض توتر)".
ويقول تيسدال: "لم يفد هذا لا سربرنيتشا أو الغوطة، ولم يحاول أحد حمايتها عندما قام النظام في كانون الأول/ ديسمبر بالقصف الجوي والمدفعي، حيث أن القوى الكبرى والإقليمية منشغلة بدلا من ذلك في تشكيل حصتها من روسيا بعد الحرب، وتتنافس على جثث نصف مليون سوري أو أكثر قتلوا في الحرب".
ويجد الكاتب أن "إدارة دونالد ترامب تريد الحد من تأثير إيران وطموحها لبناء (جسر بري) من أراضيها إلى البحر المتوسط، أو (هلال شيعي) من هيرات في أفغانستان إلى سهل البقاع في لبنان، وتريد تركيا سحق الأكراد، ويتعامل فلاديمير بوتين مع سوريا على أنها ساحة للقوة".
ويلفت المعلق إلى أن "بالنسبة لأهل الغوطة الشرقية فإن الأمر كله يتعلق بالبقاء والنجاة، ذلك أن عددا قياسيا منهم ماتوا خلال الـ 36 ساعة الماضية، حيث يزيد عدد القتلى منذ عام 2011 على الآلاف، والحصيلة الأخيرة تزيد على 200 قتيل ومئات الجرحى في وحشية لا ترحم".
ويبين تيسدال أنه "كما حدث في سبرنيتشا، فإنه تم ذبح وقتل حوالي 8 آلاف مسلم، رجلا وطفلا وعلى مدى أيام قليلة، وتعرض ما بين 25 ألفا إلى 30 ألفا من النساء والأطفال والرجال العجزة البوسنيين للانتهاك والتشريد، واعتبرت المحكمة الجنائية ليوغسلافيا السابقة أن هذه العمليات تشكل جرائم إبادة".
ويفيد الكاتب بأن "العالم جلس في ذلك الوقت وراقب الجنرال راتكو ميلاديتش والجيش الصربي البوسني ومليشيات العقارب وقريبا من قوات حفظ السلام الهولندية، وكان العالم يعلم ماذا سيقوم به ميلاديتش وأن القتل محتوم، لكنه فضل أن ينظر للجهة الأخرى".
ويقول تيسدال إن "العالم يعلم بمعاناة الغوطة الشرقية، حيث كانت مسرحا للحادث سيئ السمعة عام 2013، عندما استخدم النظام غاز السارين ضد سكانه، وقتل أكثر من ألف رجل وطفل وامرأة، ومرة أخرى ترفض الدول الغربية، التي نشرت قواتها في البلد التدخل، فيما تبدو الأمم المتحدة عاجزة، ولم يعد مجلس الأمن مهما بسبب الفيتو الروسي".
ويورد الكاتب نقلا عن زيدون الزعبي من الاتحاد المستقل للرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة، قوله: "قد يكون هذا أسوأ الهجمات في تاريخ سوريا، وحتى أسوأ من حصار حلب.. إن استهداف المدنيين وقتلهم وبشكل منظم وممنهج هو جريمة حرب، وعلى المجتمع الدولي التدخل ووقفها".
ويرى تيسدال أن "الرئيس الأسد يبدو في الوقت الحالي مثل ميلاديتش عام 1995، غير مهتم بالمنطقة، أو الضغط من الخارج، فالأدلة التي تدين الأسد بجرائم حرب كثيرة، ولم يتم حتى الآن توجيه أي إدانة له".
ويخلص الكاتب إلى القول: "إن الغوطة الشرقية اليوم مثل سبرنيتشا عام 1995، ترتكب جرائم فظيعة وتشكل إبادة جماعية، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر حكم أخيرا على ميلاديتش بالإبادة في لاهاي، واستغرق ذلك 22 عاما، فكم عدد الأطفال الذين سيقتلون قبل تحقيق العدالة في سوريا؟".
==========================
التايمز :"جهنم على الأرض"
ونقرأ في صحيفة التايمز تقريراً لريتشارد سبنسر بعنوان "الأسد بقساوته يحول الغوطة إلى "جهنم على الأرض". ويقول كاتب التقرير إن الأطباء وسائقي سيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ يحاولون إنقاذ أطفال في الغوطة الشرقية.
ويضيف أن سمير سليم (45 عاما)، وهو أحد المتطوعين في أعمال الإغاثة والإنقاذ في الغوطة الشرقية كان ينقذ سيدة من تحت الأنقاض ثم تنبه إلى أنها والدته هي التي ما لبثت أن توفيت بين ذراعيه.
وأردف أن أحد منازل متطوعي الخوذ البيضاء في الغوطة الشرقية تعرض للقصف وكان داخلها أطفاله، إلا أنه لم يتمكنوا من الوصول اليهم لمعرفة إن كانوا أحياء أو أموات.
ويروي كاتب التقرير عن أحد الأطباء قوله إنه أنقذ أحد أطفال سائق سيارة إسعاف، ويضيف الطبيب أن والد الطفل جلب طفله وتوسله للعمل على إنقاذه قائلاً "أتوسل اليك، فهو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من عائلتي"، بحسب التقرير.
ويضيف الطبيب "لقد انفطر قلبي ".
ويقول كاتب المقال إن والد الطفل ذهب ليدفن أطفاله الثلاثة إلا أنه لاحظ أن أحدهم ما زال يتنفس فسارع به إلى المستشفى لإنقاذه.
ويشير إلى أن الغوطة الشرقية تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة وسلاح المدفعية من قبل القوات السورية النظامية لليوم الرابع على التوالي حيث سقط نحو 300 شخص من بينهم 70 طفلاً.
ويرى أهالي الغوطة الشرقية بأنهم ضحية مزدوجة بين تصميم الرئيس السوري بشار الأسد على استعاده الغوطة الشرقية وبين تصميم قوات المعارضة على الاستمرار في القتال رغم الوضع الميؤوس منه.
وختم كاتب المقال بالقول إن " المدنيين لا يمكنهم الهروب من الغوطة الشرقية ، إذ أن جميع المنافذ مغلقة، ليس أمامهم إلا الملاجئ للاحتماء التي أضحت الآن غير آمنة، بسبب استخدام المعدات الحربية المتطورة التي تهدم بناية من 5 طوابق بلمح البصر".
==========================
في الغارديان: "المذبحة" في الغوطة الشرقية لا يمكن للمرء أن يتصورها
نطالع في صحيفة الغارديان تقريراً لمارتن شلوف يسلط فيه الضوء على الوضع في الغوطة الشرقية بسوريا، ويصفه بـ"مذبحة لا يمكن للمرء أن يتصورها".
وقال كاتب التقرير إن الغوطة عاشت أياماً صعبة في السابق، وتعرضت للقصف بالقذائف والبراميل المتفجرة، وعانت من الجوع إلا أنها استطاعت الصمود وتحمل معاناتها المستمرة، مضيفاً أنه بالرغم من حصار المدينة إلا أن الأهالي كانوا يحصلون على المواد الغذائية والأدوية والأسلحة والأموال عن طريق التهريب.
وأضاف أن تدفق هذه المواد الأساسية المهربة بدأ يخف تدريجياً في نهاية العام الماضي. وفي يناير/كانون الثاني، أغلقت قاعدة عسكرية أمريكية في الأردن كانت تزود فصيلين من المعارضة بالأسلحة، كما توقف التحويلات المالية المنتظمة التي كانت ترسل إلى الداخل السوري.
وأردف أن "السعودية وقطر اللتان كانتا تدعمان الميلشيات بعد الانتفاضة الشهيرة في عام 2011 قد بدأت تتخلى عن هدفها الساعي لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد من منصبه ".
وأوضح كاتب التقرير أنه "في الوقت الذي تستعد فيه القوات السورية لشن هجوم نهائي بري على الغوطة الشرقية، فإن الأهالي ينتظرون مصيرهم المجهول بعد أن تخلت عنهم القوى الإقليمية ".
ونقل عن عدنان شملي، وهو مقاتل سابق في صفوف المعارضة، قوله إن "الدول العربية التي التقينا بهم في الأردن، أغدقوا علينا بالوعود، وأنا نادم لغاية الآن لأني تركت بيتي إذ كان من الأفضل لو مت مع أصدقائي".
وقال أحد المتحدثين باسم فيلق الرحمان الذي يقاتل في الغوطة الشرقية إن" الطيران السوري يستهدف المدنيين في الغوطة الشرقية بطريقة منهجية والمنطقة كأنها جهنم مفتوحة بشكل لا يمكن تصوره"، مضيفاً أن قطر توقفت عن تمويلهم من دون إعطاء أي مبرر إلا أننا نأمل بأن يعودوا عن قرارهم"، بحسب الغارديان.
==========================
إندبندنت: هل تكون نهاية أطول حصار بالحرب السورية دموية؟
نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للمعلق باتريك كوكبيرن، يقول فيه إن الهجوم الشديد الذي يقوم به النظام السوري لبشار الأسد قد يكون آخر الحصارات في الحرب الأهلية السورية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المعارضة استطاعت السيطرة على الغوطة لوقت طويل؛ بسبب كبر مساحتها، ولأن سكانها المحاصرين كان باستطاعتهم زراعة ما يحتاجونه من طعام، مستدركا بأن قوات النظام شددت الحصار عليها منذ العام الماضي.
ويلفت كوكبيرن إلى الجولة الأخيرة من العنف، التي شملت قصفا جويا ومدفعيا، أدى إلى مقتل أكثر من مئتي مدني في الأيام الماضية، مشيرا إلى أن "قوة القصف الذي استخدمت فيه القذائف المدفعية والقنابل والصواريخ كان مكثفا، ولم تشهد المنطقة مثله منذ سنوات، وهو ما يشير إلى عملية واسعة للسيطرة على الغوطة، مثل الهجوم الأخير على شرق حلب، أو أن هناك محاولة أخيرة للتفاوض لإجلاء المقاتلين عن المنطقة".
وتقول الصحيفة إن حصار الغوطة قد يكون آخر الحصارات الكبيرة التي تميزت بها الحرب الأهلية خلال السنوات الخمس الأخيرة، وجعلتها نزاعا مدمرا، ففي بداية الحرب حدّثت قوات الحكومة استراتيجية مغادرة مناطق المعارضة، وفرض حصار حولها، وتكثيف وجود القوات الموالية للدفاع عن المناطق الموالية لها والطرق الضرورية والأحياء المهمة، وأحيطت مناطق المعارضة بنقاط التفتيش، وتعرض السكان فيها لقصف مدفعي وجوي متقطع.
ويفيد التقرير بأنه كانت هناك مناطق عدة حول العاصمة، التي يعيش فيها حوالي خمسة ملايين نسمة، فبعض الأحياء، مثل داريا في جنوب العاصمة، هجر سكانها وظلت مبانيها قائمة، لكنها متداعية وغير صالحة للسكن، لافتا إلى أن المناطق الأخرى حول العاصمة سويت بالتراب ودمرت، بحيث أن طول أي مبنى من مبانيها لا يتجاوز القدم أو القدمين.
وينوه الكاتب إلى أن الغوطة الشرقية لا تبعد سوى عدة أميال عن العاصمة، وهي منطقة حضرية وزراعية واسعة، يقطنها 400 ألف نسمة، وتعيش منذ عام 2013 حصارا تراوحت شدته من فترة لأخرى، حيث عانت المنطقة من نقص في المواد الطبية والمعدات وقطع الغيار والمواد الكمالية لكن ليس المواد الرئيسية، مستدركا بأن الحكومة شددت في العام الماضي الخناق عليها، وأغلقت الأنفاق التي كانت ممرا للمواد الغذائية والدواء، وبحلول كانون الثاني/ يناير زاد سعر سلة المواد الغذائية الأساسية في الغوطة بنسبة 780% عن السعر المتداول في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
وتقول الصحيفة إن "قوات النظام حققت تقدما ملحوظا في أنحاء سوريا كلها، منذ التدخل الروسي عام 2015، وشهدت السنوات الماضية سقوط مناطق المعارضة منطقة تلو أخرى، حيث تم نقل المقاتلين وعائلاتهم إلى محافظة إدلب، وأفرغت داريا صيف عام 2016، وهو العام ذاته الذي سقطت فيه حلب الشرقية، إلا أن الغوطة صمدت أمام الحصار؛ لأنها أكبر مساحة، وبسبب مناطقها الزراعية، التي سمحت للسكان بزراعة ما يحتاجون، لكن الجماعات التي تسيطر عليها عادة ما نافست بعضها، ودخلت في مناوشات، ولم تملك استراتيجية لمنع تقدم قوات النظام غير إطلاق قنابل الهاون على حي باب طعمة في دمشق القديمة".
وبحسب التقرير، فإن الأوضاع المعيشية كانت في تراجع؛ بسبب نقص البضائع، مشيرا إلى أنها حتى عندما كانت متوفرة فإنه لم يكن لدى السكان المال الكافي لشرائها بسبب غلائها، وعندما كانت الحكومة تسمح بدخول المواد الغذائية فإنها كانت تتقاضى رسوما عالية على كل كيلو.
ويورد كوكبيرن نقلا عن عمال الإغاثة، قولهم إنه لم يمت أحد من الجوع، إلا أن العديد منهم كانوا يعانون من سوء التغذية، لافتا إلى أنه مع بداية القصف الجوي فإن المدارس كلها أغلقت.
وتبين الصحيفة أنه مع تراجع عمليات الجيش السوري في مناطق سوريا الأخرى، أو انتصاره، فإنه أصبح لديه العدد الكافي من الجنود والطائرات للتركيز على الغوطة الشرقية وإدلب، مستدركا بأن هناك مواجهة بين رئيس النظام السوري الأسد وتركيا في مناطق الأكراد شمال البلاد.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالقول إن "الحرب السورية والعراقية كانتا إلى حد ما حروب حصار، حيث تم نشر أعداد قليلة من الجنود، الذين تم دعمهم من الجو، وكان هذا صحيحا في العمليات التي تمت ضد تنظيم الدولة، وكان صحيحا كذلك بالنسبة لقوات حماية الشعب الكردية، التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة في طرد الجهاديين من الرقة والموصل، التي حاصرها الجيش العراقي، إلا أن حصار الأخيرة كان الأكثر دموية؛ بسبب مساحة المدينة وشدة القتال، ورفض تنظيم الدولة السماح للمدنيين بمغادرتها".
==========================
تلغراف: الأسد ينقل حمّام الدم لشوارع الغوطة
أبرزت صحف بريطانية عديدة أخبار القصف الدموي للنظام السوري على الغوطة الشرقية، وقالت تلغراف إن نساء الغوطة وأطفالها يختبئون في الأقبية بينما ينقل الأسد حمّام الدم إلى الشوارع، وقالت تايمز إن القتلى بينهم أطباء وكثير من الأطفال، وقالت غارديان إنها ليست حربا بل مذبحة.
وأوردت هذه الصحف أن سكان الغوطة البالغ عددهم حوالي أربعمئة ألف نصفهم من الأطفال محاصرون في جيب صغير، في الوقت الذي يتعرضون فيه لقصف قوات النظام وحلفائه الروس ليلا ونهارا دون انقطاع، استعدادا لهجوم نهائي كبير يتوقعه كثيرون خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وبلغت تقديرات عدد القتلى منذ الأحد الماضي حوالي 250 شخصا، بينهم 58 طفلا على الأقل. ووصف البعض هذا الرقم بأنه الأعلى خلال 48 ساعة في الحرب السورية منذ عام 2013، حيث هاجم النظام الغوطة الشرقية نفسها بالسلاح الكيميائي.
الأكثر مأساوية
وحذرت منظمات العون من أن ما يجري في الغوطة سيكون الكارثة الإنسانية الأكثر مأساوية من كل الكوارث التي وقعت خلال السنوات السبع في الحرب السورية.
وقالت منظمة العفو الدولية إن جرائم الحرب تُقترف بحجم جماعي كبير في الغوطة، بينما وصفتها المعارضة السورية بأنها "حمام دم لأطفال ونساء أبرياء".
وقال أحد الأطباء المعالجين للجرحى هناك نقص حاد في الأدوية والمعدات والإمدادات الأخرى، وذكر أنهم يضطرون لتكرار استخدام المعدات غير القابلة للاستخدام المتكرر، كما يوزعون الأدوية المنتهية الصلاحية للمرضى والمصابين، واصفا ما يشهدونه بأنه "مذبحة القرن الـ21".
وشبّه مدير منظمة القبعات البيضاء منير مصطفى الوضع في الغوطة الشرقية بصور "يوم القيامة"، وأعلن عن مقتل العضو في منظمته الطوعية فراس جمعة أثناء محاولاته تقديم المساعدة لضحايا القصف.
بيان "صامت"
وفي جنيف أصدرت منظمة اليونيسيف للطفولة التابعة للأمم المتحدة بيانا خاليا من الكلمات، لتقول بصمت إنها لا تملك الكلمات لوصف غضبها مما يجري في الغوطة.
وطال القصف الهستيري الذي استخدمت فيه الطائرات والمدافع والدبابات والصواريخ وكل الأسلحة المتاحة للنظام، سبعة مستشفيات منذ الاثنين.
ونقل عدد من هذه الصحف مشاهد مأساوية من ميدان المذبحة، إذ قالت تلغراف وغارديان على سبيل المثال إن طفلا يبلغ من العمر عشرين شهرا توقف عن التنفس وأصبح لونه أزرقا بسبب دخول الرمال إلى رئتيه، عقب انفجار صاروخ بالقرب منه قتل والدته واثنين من أشقائه. واضطر الطبيب إلى إخراج جزء من الرمال يدويا من فم وحلق الطفل الذي تُرك بين الحياة والموت.
بالغة السوء
ونظرا إلى قلة عدد الأقبية، فقد اكتظت بالناس رجالا ونساء في ظروف بالغة السوء، إذ لا توجد فيها مراحيض أو مياه جارية أو أنظمة تهوية، كما أنها باردة. وتسببت في انتشار القمل بسرعة وسط الأطفال خاصة. ومع ذلك يقول أبو عبد الرحمن إنه محظوظ لأنه استطاع أن يجد موطئ قدم لأسرته في أحد الأقبية.
ونشرت إندبندنت مقالا لمراسلها في العراق والشام باتريك كوبيرن يتوقع فيه أن يكون حصار الغوطة هو آخر حصار في الحرب السورية، ووصفه بأنه الأطول نظرا إلى الاتساع النسبي لرقعة المنطقة المحاصرة وقدرتها على إمداد سكانها بالطعام من مزارعها.
==========================
فايننشال تايمز: إسرائيل وإيران على حافة الحرب
حذرت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية من أن أي خطأ في الحسابات الإيرانية أو الإسرائيلية سيكون قاتلا، مستشهدة بإسقاط الطائرة الإسرائيلية مؤخرا بصاروخ من سوريا، قائلة إن الدولتين كانتا على حافة الحرب.
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب ديفد غاردنر قال فيه إن التوترات في الشرق الأوسط حاليا أشد من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة. وأشار غاردنر إلى أن مؤتمر جنيف للأمن عاد هذا العام إلى موضوع صراع القوى العظمى الذي اعتقد كثيرون أنه انتهى مع الحرب الباردة قبل ثلاثة عقود تقريبا.
خطر حقيقي
ونسب إلى رئيس هذا المؤتمر ولفغانغ إشخنغر القول إن خطر الصراع المسلح بين القوى الكبرى لم يكن عاليا بالمستوى الذي هو عليه الآن منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.
ففي سوريا -بحسب الكاتب- هناك خطر حقيقي من وقوع اشتباكات بين تركيا وأميركا، وبين أميركا وروسيا، لكن من الممكن احتواء هذه باستخدام الحروب بالوكالة، وهو الأسلوب الذي كانت أميركا والاتحاد السوفياتي تتحاربان به في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية إبان الحرب الباردة.
ويضيف غاردنر أن أزمات الشرق الأوسط اعتادت على الانتشار خارج المنطقة، ورغم هذا الانتشار فقد استطاعت واشنطن وموسكو -بعد أن توصلتا إلى توازن الردع النووي خلال الحرب الباردة- أن تحتويا مخاطر حرب 1973 بين العرب وإسرائيل، ومواجهات 1982 بين سوريا وإسرائيل.
عهد مختلف
لكن، في الوقت الراهن، إذ عهد الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، من الصعب أن يكون الشخص متفائلا.
وكما قال مدير مجموعة الأزمات الدولية بالشرق الأوسط جوست هلترمان "بدأت الصراعات في إحدى الكتل تنزف في صراعات بكتلة أخرى... وقد اتسعت الصراعات في الشرق الأوسط لتجتذب في البداية القوى الإقليمية، ثم اللاعبين الدوليين، نتيجة لفراغ السلطة والأمن الذي نشأ وسط فوضى الحروب".
وشهد الصيف الماضي تحريض ترمب السعودية لقيادة معسكر العرب السنة ضد الشيعة وإيران "الفارسية". وكان السعوديون مرتاحون لإيلاء هذه المهمة لإسرائيل، خاصة بعد فشلهم الذريع بعد ثلاث سنوات في هزيمة الحوثيين.
نذير مخيف
وكان تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الأسبوع في ميونيخ بالإقدام مباشرة ضد إيران ووكلائها لمنعهم من التخندق في خط مواجهة جديد في سوريا، نذيرا مخيفا لحرب جديدة تحوّل المنطقة بأكملها إلى كتلة نازفة.
وقال غاردنر إن إسرائيل لم تتدخل في الحرب السورية، باستثناء قصفها مخازن وقوافل الأسلحة الإيرانية في سوريا المتوجهة إلى حزب الله اللبناني، لكنها ظلت تقول طوال العامين الماضيين إنها ستشن حربها الخاصة في حالتين: الأولى إذا أقامت إيران أو حزب الله أو أي من المليشيات التابعة لإيران وجودا عسكريا دائما في سوريا، والثانية إذا استمر حزب الله في بناء ترسانة من الصواريخ الإيرانية التي تصل إلى العمق الإسرائيلي.
وأضاف أن العوامل الأخرى التي ذكرها أعلاه ستساعد في تقريب حرب إسرائيل ضد إيران، ومن بين هذه العوامل لا مبالاة إدارة ترمب وتهورها في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن وزير الدفاع الأميركي هربرت ماكماستر نفسه -الذي يوصف بأنه الكابح لشطحات ترمب- قال أمام مؤتمر ميونيخ إن الوقت قد أزف للعمل ضد إيران.
كما أشار إلى أن اثنين من قادة المليشيات الشيعية بالعراق قد زارا بيروت والحدود اللبنانية مع إسرائيل مؤخرا.
المصدر : فايننشال تايمز
==========================
الصحافة الروسية :
صحيفة روسية: الإخفاقات المتتالية قد تطيح بقائد القوات الروسية في سوريا
تنبأت صحيفة روسية بتغييرات قد تطرأ على قيادة القوات العسكرية الروسية في سوريا بعد "إخفاقات" متتالية للقوات في الفترة الماضية.
وقالت صحيفة "كوميرسانت" في عددها الصادر اليوم الأربعاء: "إن الجنرال ألكسندر جورافليوف، الذي تم تعيينه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كان مكلَّفاً بتقليص القوات وإنهاء (المرحلة النشيطة) من العملية العسكرية، إلا أن الإخفاقات بدأت فوراً، ومنها مقتل عسكريين روس جراء قصف استهدف قاعدة حميميم ليلة رأس السنة، وإسقاط طائرة الهجوم "سوخوي-25إس إم" في إدلب ومقتل طيارها في 3 فبراير/ شباط، وسوء التنسيق مع مختلف الوحدات الموالية للنظام السوري على الأرض، وغيرها من الإخفاقات".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من هيئة الأركان العامة الروسية بأن احتمال تعيين قائد القوات الجوية الفضائية الروسية، الفريق أول "سيرغي سوروفيكين" خلفاً لجورافليوف في قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا مرجَّح جداً، مشيرةً إلى أنها علمت أنه "كان يمكن تجنب التداعيات المأساوية للهجوم على حميميم في حال أُقيم خطٌّ آمن في محيط القاعدة، ولكن عدد المناوبين كان أقل بسبب أعياد رأس السنة" .
وذكرت الصحيفة أن سوروفيكين يبدو أكثر خبرة من جورافليوف، إذ سبق لوزارة الدفاع الروسية أن أشادت بإحداث تحول في مكافحة تنظيم الدولة تحت قيادته، كما أنه كان يساعد قادة قوات النظام السوري في التخطيط للعمليات.
يشار إلى أن الرئيس الروسي أعلن سحب قسم كبير من قواته الموجودة في سوريا في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، إلا أن العمليات العسكرية للقوات الجوية الروسية لم تتوقف واستمرت في قصف أرياف إدلب وحلب وحماة ودمشق.
==========================
آسيا تايمز :هل هناك أساس للمخاوف من التوسع التركي
جوناثان جورفيت - آسيا تايمز - ترجمة وتحرير ترك برس
في الدوحة وفي مقديشيو تظهر ملصقات كبيرة تحمل صورة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في بعض البلدان في الشرق الأوسط وأفريقيا. ومن الجدير بالملاحظة أيضا أنه حقق تلك الشعبية الواسعة في الوقت نفسه الذي يدير فيه توسعا لم يسبق له مثيل في عدد وحجم قواعده العسكرية في الخارج.
في بحر العرب يرفرف علم بلاده على السفن الحربية، وفي الخليج العربي يبرز العلم التركي من أبراج الدبابات. وتوجد قوات تركية حاليا فى قطر والصومال بينما تقوم سفن البحرية التركية بدوريات فى خليج عدن. كما أثارت التصريحات الأخيرة التي أدلت بها شخصيات رفيعة في السودان وجيبوتي تكهنات بأن البلدين أيضا قد تضيفان قريبا جنودا ترسلهم أنقرة.
وتشدد تركيا على أن لها نوايا سلمية فقط وراء هذا الانتشار العسكري، بيد أنه في منطقة لم تشهد مثل هذا الانتشار منذ أن حكمت تركيا، وريثة الإمبراطورية العثمانية، جزءا كبيرا من الشرق الأوسط، فإن هذه العودة ليست دائما موضع ترحيب.
فقد قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة له نهاية العام الماضي، إن "العالم العربي لن تقوده طهران وأنقرة". وكان قرقاش قد حذر في وقت سابق من "الطموحات الإقليمية" لإيران وتركيا.
وبالنسبة إلى البعض فإن هذه التحركات التركية الجديدة تجلب معها مخاوف من تطويق "العثمانيين الجدد".
في المقابل يرى آخرون أن جانبا كبيرا من هذا الانتشار يأتي استمرارا لبحث تركيا منذ أمد طويل عن أسواق جديدة في منطقة الخليج وأفريقيا، على الرغم من أن هذا التوسع الذي يحركه الاقتصاد يتزامن الآن مع فرص جديدة نشأت نتيجة التمزق الإقليمي الأخير والتغيرات العالمية.
وقال أيبارس غورغولو، مدير البحوث في مركز السياسات العامة والدراسات الديمقراطية في إسطنبول (PODEM)، "هناك عالم جديد يتشكل الآن في هذه البيئة، تتخذ تركيا مبادراتها الخاصة، لتصبح أكثر فاعلية وأكثر حضورا".
الأزمة والفرص
وقد تزايدت المخاوف بشأن النوايا التركية فى بعض العواصم بعد سلسلة من التحركات التي قامت بها أنقرة.
أولا، عندما فرضت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، المعروفة باللجنة الرباعية العربية، حصارا على قطر شريكها في مجلس التعاون الخليجي في حزيران يونيو 2017، سارعت أنقرة إلى الدفاع عن الدوحة.
وسارع  البرلمان التركي بالموافقة على إرسال قوة مكونة من نحو ثلاثة آلاف جندي تقوم حاليا ببناء قاعدة طارق بن زياد جنوب العاصمة القطرية، الى جانب الوحدات البحرية والجوية.
وفي الوقت نفسه، وفي غرب شبه الجزيرة العربية، في الصومال، تم نشر نحو 200 جندي تركي في قاعدة جديدة في مقديشو تبلغ تكلفتها 50 مليون دولار، حيث سيقوم الجنود الأتراك بتدريب نحو عشرة آلاف جندي صومالي في المعركة ضد جماعة حركة الشباب.
وإلى الشمال من الصومال وعند مدخل البحر الأحمر، صرح سفير جيبوتي لدى تركيا، أدن عبد الله، في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بأن "بلاده منفتحة على أي تعـاون عسكـري مـع تركيـا،" مشيـراً إلى أن "بناء قاعدة عسكرية تركيـة سيكـون موضـع ترحيـب في جيبوتي." وتشارك سفن بحرية تركية  في مجال مكافحة القرصنة الدولية في البحر الأحمر إلى جانب  قوات من فرنسا والولايات المتحدة بريطانيا والصين واليابان.
وفي الشهر نفسه، زار الرئيس أردوغان السودان أيضا، وهي الزيارة التي انتهت باتفاق تركيا على إقامة ميناء في جزيرة سواكن بتمويل قطري، وهي قاعدة قديمة تعود إلى العصر العثماني.
وصرح وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور للصحفيين فى ذلك الوقت بأن الدولتين اتفقتا على "بناء رصيف للحفاظ على السفن المدنية والعسكرية".
ونفى الرئيس التركي في وقت لاحق أي مصلحة عسكرية محددة في الجزيرة، وإن كان قد تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون العسكري والمدني بين البلدين.
ولم تساعد تصريحات الرئيس أردوغان في الداخل على تخفيف المخاوف في القاهرة والرياض وأبو ظبي والبحرين. ففي العاشر من شباط/ فبراير، أعلن الزعيم التركي أن الجمهورية التركية "تمثل امتدادا للعثمانيين، وأنه في حين أن الحدود وأشكال الحكم قد تغيرت، فإن الجوهر هو نفسه، والروح هي نفسها، وحتى كثير من المؤسسات هي نفس الشيء."
وقالت نهى أبو الدهب، زميلة زائرة في مركز بروكنغز في الدوحة "أعتقد أن تركيا تنظر إلى هذه الأزمة على أنها فرصة. ويمكن أن نرى هذا في العدد الكبير من الصفقات التجارية التي تقوم بها تركيا مع قطر".
وفي أواخر العام الماضي، ضخت قطر نحو 19 مليار دولار من الاستثمارات في تركيا لعام 2018، بعد أن استثمرت نحو 18 مليار دولار في عام 2017.
وفي الوقت نفسه، أدى الحصار إلى إغلاق مصادر الواردات التقليدية في قطر، مثل المملكة العربية السعودية. وقد هرعت الشركات التركية لسد هذه الفجوة، وامتلأت رفوف المتاجر في الدوحة بالمنتجات التركية. وفي الوقت نفسه، تم تسليم عقود البناء في الاقتصاد القطري سريع النمو إلى الشركات التركية.
وفي الوقت نفسه، كانت الصومال قريبة من تركيا، التي وفرت لها الكثير من المساعدات الإنسانية في السنوات الأخيرة، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية الأساسية.
ويقول الباحث غورغولو  "إن تركيا تنظر إلى الصومال بوصفها دولة شقيقة تربطها بها رابطة خاصة. وتركيا لديها اهتمام متزايد في مجال بناء القدرات والمساعدات، لكن الوجود العسكري هو في الواقع وجود رمزي  إلى حد كبير".
وكان التعاون مع الصومال أحد نتائج سياسة تعزيز الوجود التركي في أفريقيا، حيث تبحث تركيا عن أسواق جديدة لمنتجاتها بعد الانهيار الاقتصادي العالمي في الفترة 2007-2008. هذا إلى جانب التوتر المتزايد في العلاقات بين تركيا وسوقها الرئيسي في الخارج، أوروبا.
إن عمليات الانتشار في السودان أو جيبوتي قد تكون رمزية إلى حد كبير، كما يقول غورغولو، "إذا كانت تحدث بالفعل" ويضيف أن "تركيا ليست بلدا غنيا، وهي تقاتل بالفعل في سوريا، لذلك هناك القليل من الحماس لإرسال المزيد من القوات إلى الخارج. تركيا ليس لديها تلك القدرة العالمية".
ورغم ذلك ما تزال هناك شكوك داخل الرباعية العربية. وتوضح معركة التغريدات الأخيرة على موقع تويتر التي دارت بين وزير الخارجية الإماراتي والرئيس التركي حول مزاعم الخيانة والمذابح خلال حصار المدينة المنورة في الحرب العالمية الأولى، مدى حساسية الماضي العثماني.
==========================
الصحافة التركية والايرانية :
يني شفق :هل يمكن لتركيا أن تثق بأمريكا من جديد؟
ميهميت أجيت – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس
لنبدأ بهذا السؤال، هل كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي "تيلّرسون" لأنقرة بسبب قيام تركيا بعملية غصن الزيتون في منطقة عفرين السورية؟ أم أن الزيارة كانت ستحدث في جميع الأحوال سواء أتمّت عملية غصن الزيتون أم لم تتم؟
ربما كانت الزيارة عامة وسيقوم بها تيلّرسون في جميع الأحوال، لكن لا أعتقد أنها كانت ستعطي مثل النتائج التي شهدناها خلال زيارة تيلّرسون لأنقرة في الأسبوع السابق.
أقصد أنه يوجد سببان لهذا الوضع الذي أجبر تيلّرسون على زيارة تركيا والتصريح عن أن حكومته ستشارك تركيا في جميع الخطوات التي ستُتحذ بعد الآن، السبب الأول هو إثبات تركيا نفسها مؤخراً على الساحة، والسبب الثاني هو تصريح تركيا الذي أفاد بأنّ الهدف لن يقتصر على منبج وعفرين فقط، إنما سيسعى إلى القضاء على الإرهاب في جميع المناطق التي تقع شرق الفرات.
والآن لا بد من التذكير بما قاله رجل السياسة الأمريكي ووزير الخارجية في سنة 1973 "هينري كيسّينجر": "في حال عدم إظهار القوة على طاولة الدبلوماسية فإن كل ما يُقال سيبقى في إطار الهزل".
عندما أظهرت تركيا قوتها في الساحة فإن هذه القوة انعكست على طاولة الدبلوماسية أيضاً، وبذلك أُجبرت أمريكا على اتخاذ خطوة جديدة بناء على الوضع الجديد.
وفي هذا السياق سنذكر العبارات التي ذكرها الرئيس أردوغان خلال المؤتمر المعقود في منطقة "كاراهيسار" حيال فوائد النقاش والدبلوماسية:
"في السابق شهدنا على بعض الاختلافات في وجهات النظر والآراء مع إيران والعراق وروسيا واليونان وأمريكا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى، لكن عندما بدأت تركيا بحل هذه المشاكل من خلال استخدام المنطق والنقاش فقد حققت نتائج ملموسة".
أمريكا تتخذ خطوات تكتيكية وليست استراتيجية
خلال المستقبل القريب ستنظر تركيا إلى الاتفاق الذي توصل إليه أردوغان وتيلّرسون على أنه بمثابة قرض يمكن استخدامه عند الحاجة، لكن ما السبب في ذلك؟
يمكن القول إن تيلّرسون قد ربط نفسه بأنقرة بشكل خاطئ عندما صرّح بأن حكومته ستشارك تركيا في جميع الخطوات التي ستُتخذ بعد الآن، والسبب في ذلك هو أن تركيا ستعيد تذكير أمريكا بهذا التصريح في كل خطوة خاطئة تتخذها واشنطن حيال مسألة شمال سوريا، لكن عند النظر إلى الماضي وتقييم الحاضر بناء على ذلك نلاحظ أن كثرة الخطوات الخاطئة التي اتخذتها واشنطن تؤدي إلى نظر تركيا لهذا التصريح على أنه قرض يمكن استخدامه للاحتياط في أوقات الحاجة فقط.
المسألة في الأساس هي أنه على الرغم من أن زيارة تيلّرسون لأنقرة كانت بصيص أمل للحكومة التركية إلا أنه لا يمكن القول إن أمريكا قررت التعاون مع تركيا وتغيير السياسة التي تمارسها في سوريا بشكل جذري.
والسبب في ذلك هو أن هذه الخطوة تبدو كمحاولة إلهاء الحكومة التركية أكثر من كونها تغييراً استراتيجياً للسياسة الممارسة.
هل تهدف أمريكا لإفساد التعاون الموجود بين الدولتين التركية-الروسية؟
خدعت أمريكا الحكومة التركية في العديد من المسائل منذ بداية القضية السورية، إذ صرّحت بأنها ستسعى إلى تغيير النظام السوري بالتعاون مع تركيا ثم تراجعت عن ذلك، كماذكرت أنها ستقوم بدعم وتدريب المعارضة السورية المعتدلة، لكنها قامت بدعم العدو الأكبر لتركيا وهو تنظيم بي كي كي الإرهابي.
وفي هذا السياق لم تؤيد أمريكا أي عملية عسكرية نفذتها تركيا لوحدها أو بالتعاون مع روسيا في الأراضي السورية، كما اتخذت أمريكا العديد من الخطوات الغير مشروعة من أجل إفساد التعاون الذي توطّد بين الدولتين التركية-الروسية مع بداية عملية درع الفرات في 24 آب/أغسطس 2016.
ومثالاً على هذه الخطوات الغير مشروعة يمكن ذكر حادثتين تحافظ على رسوخها في ذاكرتنا:
الأولى هي تنفيذ غارة دامية صادرة عن تخطيط أمريكي ضد القوات المسلحة التركية الموجودة في منطقة الباب بتاريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، أي في الذكرى السنوية لإسقاط طائرة روسية نتيجة تجاوزها للحدود الجوية التركية.
والثانية تعرض القواعد الروسية مع بداية عملية غصن الزيتون لغارة جوية من قبل طائرات بدون طيار مجهولة المصدر.
وفي هذا السياق يجدر بالذكر ما قاله الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" حيال هذا الغارات، إذ قال: "هذه الهجمات لم تكن صادرة عن الدولة والقوات التركية، نحن نعلم مصدرها، وندرك أنها صادرة عن الجهات التي تسعى لإفساد التعاون الموجود بين روسيا وتركيا".
أنا لا أزعم أن روسيا هي الشريك المثالي والموثوق، لكن لا يمكن تجاهل أن تركيا اتخذت جميع خطواتها في سوريا منذ 24 آب/أغسطس 2016 بالتناقض الشديد مع أمريكا والاتفاق مع الحكومة الروسية.
==========================
موقع إيراني يسأل: قتالنا بسوريا من أجل الفوسفات أم المقامات؟
انتقد موقع "دولت بهار" الإيراني تصريحات اللواء يحيى صفوي المستشار العسكري للمرشد الإيراني، حول تصدير الفوسفات من المناجم السورية إلى إيران لتسديد فاتورة إنقاذ النظام السوري".
وقال موقع "دولت بهار"، المقرب من تيار المحافظين في تقرير له: "صرح صفوي بأنه على النظام السوري تسديد فاتورة التدخل الإيراني بسوريا، وأن المناجم السورية بدأت بتصدير الفوسفات إلى إيران. السؤال الذي يطرح نفسه بعد تصريح صفوي، لماذا تقول إيران إن وجود قواتها العسكرية والشعبية في سوريا هو من أجل الدفاع عن أضرحة أهل البيت ومقاماتهم بسوريا؟!".
وتساءل الموقع الإيراني: "هل يجب على سوريا أن تدفع كلفة وثمن الدفاع عن معتقدات الإيرانيين؟!". وانتقد ما سماها "الدعاية الإيرانية" للتدخل العسكري بسوريا، وقال: "لماذا يقال إننا كنا نقاتل تنظيم داعش بسوريا حتى لا نقاتلهم غدا في طهران وهمدان وكرمانشاه؟!".
واعتبر التقرير أن النظام الإيراني مطالب بأن "يوضح ويبرر تدخله بسوريا، وفيما إذا كان التدخل من أجل الدفاع عن الشعب الإيراني وأمنهم من توسع تنظيم الدولة أم الدفاع عن مزارات ومقامات أهل البيت بسوريا أو الدفاع عن النظام السوري".
وشكك الموقع بنوايا طهران في اليمن والبحرين والعراق، وقال: "هل رؤية إيران ودورها في التغييرات التي تشهدها دول المنطقة مثل اليمن والبحرين والعراق في إطار تحقيق مصالح إيران! أم من أجل تحقيق أهداف الثورة الإيرانية، وهي نصرة المظلومين والمستضعفين؟!".
==========================
الصحافة الايطالية والفرنسية :
صحيفة إيطالية: لهذا يصر الأسد على استهداف الغوطة الشرقية
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا عرضت فيه أبرز الأسباب التي جعلت الأسد مصرا على استهداف الغوطة الشرقية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الغوطة الشرقية تعد من أكثر المناطق التي تضررت من الهجمات التي يشنها نظام الأسد، الذي ما انفك يستهدف المدن الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية. وفي الواقع، لم يلحق النظام السوري أضرارا بالغة بدمشق بالمقارنة مع الدمار الذي شمل محافظة حلب. وعلى خلاف بقية المحافظات السورية، إن أكبر مشكلة تعاني منها دمشق هي الأزمة الاقتصادية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الأسد يشن هجمات عشوائية على منطقة الغوطة الشرقية التي تمتد من ضواحي الشرقية للعاصمة، فضلا عن أنها تضم مدنا هامة مثل دوما وحرستا، إلى جانب مناطق ريفية شاسعة. ويعزى سبب تتالي الغارات على هذه المنطقة إلى أنها تعد من بين معاقل المعارضة السورية مما جعلها هدفا لصواريخ الأسد.
وذكرت الصحيفة أنه من المستبعد أن تنتهج قوات النمر سياسة الاحتواء بشأن المعارضة. وفي الآونة الأخيرة، تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لقوات النمر شريط فيديو يظهر وصول تعزيزات من الأسلحة للقوات الموالية لدمشق إلى الغوطة الشرقية. ويمكن الجزم أن قوات النمر على وشك شن المزيد من الهجمات على المدينة، مع العلم أن هذه القوات خاضت سابقا معارك حاسمة ضد جبهة النصرة وتنظيم الدولة.
وأكدت الصحيفة على أهمية الغوطة الشرقية بالنسبة لنظام الأسد، الذي يسعى لاسترجاعها في أسرع وقت ممكن؛ نظرا لأنها تضم شبكة من المخابئ ومخازن الأسلحة والذخائر وهو ما يبرر تحصن المعارضة بالمدينة وهي محاصرة. وعلى الرغم من الحصار الذي فرضه النظام السوري لسنوات على معاقل المعارضة، لا تزال الغوطة الشرقية صامدة.
وأفادت الصحيفة بأن الغوطة الشرقية تعد شوكة في حلق النظام السوري لأنها باتت تشكل خطرا على العاصمة دمشق، ويعزى ذلك إلى قربها من المباني التابعة للحكومة. ومؤخرا، يستعد الجيش السوري لخوض معارك حاسمة ضد قوات المعارضة، التي أصبحت تمثل تهديدا مباشرا للمدينة الأكثر أهمية بالنسبة للنظام.
وأوردت الصحيفة أن قوات المعارضة قد تمكنت خلال سنة 2012 من فرض سيطرتها على عدد من أحياء العاصمة السورية، إلا أن قوات النظام استعادتها بعد فترة وجيزة كان قبلها النظام السوري على وشك الانهزام. على إثر ذلك، تراجعت الفصائل المعارضة إلى أحياء الواقعة في أطراف وقرى وبلدات الغوطة الشرقية.
ونوهت الصحيفة بأنه خلال الفترة الممتدة بين سنة 2013 وسنة 2017 تمكنت قوات النظام من فرض سيطرتها على العديد من المناطق ولم يبق أمامها سوى الغوطة الشرقية. وفي إطار استعادة السيطرة الكاملة على جميع المحافظات السورية، كلفت قوات النمر بمهمة استرجاع آخر معقل تابع للمعارضة.
وأوضحت الصحيفة أن المدينة تعرضت لحصار محكم مما تسبب في اندلاع أزمة إنسانية. وتجدر الإشارة إلى أنه سنة 2013 تحول حي جوبر إلى جبهة قتال ساخنة، باعتباره نقطة إستراتيجية قريبة من العاصمة وبوابة للغوطة. وفي تلك الأثناء، قصف النظام السوري مواقع المعارضة بالأسلحة الكيميائية، ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين. وردا على هذه الغارات، شن الرئيس الأمريكي هجمات استهدفت مواقع تابعة للنظام السوري.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الدافع الرئيسي وراء إصرار النظام السوري على استهداف الغوطة الشرقية يتمثل في سعيه لضمان أمن دمشق. وخلال الفترة الأخيرة، استهدف الأسد مدينتي حرستا ودوما المحاصرتين في الغوطة الشرقية، بقذائف تحمل غازات سامة راح ضحيتها المدنيون، كما ألحقت دمارا شاملا بحي جوبر.
==========================
لوموند: مجزرة حقيقية بالغوطة الشرقية
 “لوموند” الفرنسية تكتب عن الوضع في الغوطة الشرقية قرب دمشق ومقتل وجرح عشرات المدنيين فيها في قصف لقوات النظام السوري.
وتصف الصحيفة الوضع بأنه مجزرةٌ حقيقية حصلت في آخر معقل من معاقل المعارضة المسلحة في سوريا ونقلت مشاهد مأساوية لما حصل للمدنيين قائلة بأن ما يجري يزيد من تفاقم الوضع الإنساني الذي يعيشه أهالي الغوطة المحاصرة.
وبعد حديثها عن حزم النظام السوري في اقتلاع جذور المعارضة المسلحة من الغوطة الشرقية تطرقت “لوموند” أيضا إلى استعداد الجيش السوري لدخول منطقة عفرين في شمال شرق سوريا حيث تدور معارك بين القوات الكردية السورية وتركيا.
==========================
الصحافة العبرية :
هآرتس: على بوتين أن يتخذ قراره أما إيران وإما إسرائيل أو يفقد كل ما استثمره في سورية
بوابة صيدا / (وكالات) أفادت أنباء صحافية أمس، بأن المعضلة التي تواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سورية في السعي منه لمحاولة فرض توازن قوى بين إسرائيل وإيران مع الحفاظ على المكتسبات التي حققها في دعم نظام الأسد.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقرير، أن روسيا اعتمدت على القوة التي توفرها إيران، التي نشرت الآلاف من المرتزقة، سيما اللاجئين من أفغانستان، لدعم نظام الأسد.
وأشارت إلى وجود اتجاهين داخل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، حيث يعتقد المشككون أن بوتين لن يتخلى عن المقاتلين الشيعة المتواجدين على الأرض، وسيحد من حرية إسرائيل في العمل فوق الأجواء السورية، فيما يعتقد المتفائلون بأن روسيا على علم بقدرة إسرائيل بتعريض إنجازاته للخطر وتهديد نظام الأسد، الأمر الذي سيدفعه إلى إعاقة الإيرانيين عن الاستمرار بسياستهم في سورية.
وأضافت “سيتعين على بوتين أن يتخذ قراره، أما إيران وإما إسرائيل أو أنه يخاطر بفقدان كل ما استثمره في سورية.
وأوضحت أن ما يقلق روسيا أكثر حالياً هو شرق سورية، حيث إن “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) توسع سيطرتها على المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم “داعش”.
==========================
هآرتس: مصير الأسد رهن إشارة نتنياهو
نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقرير لها عن المعضلة التي تواجه الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) في سوريا في السعي منه لمحاولة فرض توازن قوى بين إسرائيل وإيران مع الحفاظ على المكتسبات التي حققها في دعم النظام.
وتشير الصحيفة إلى الاعتقاد الذي راود (بوتين)، بإمكانية النجاح حيث فشل الرئيس الأميركي (باراك أوباما) في ذلك الوقت. حيث أعتقد أنه بإمكانه، إحلال السلام في سوريا، وإنقاذ نظام (بشار الأسد) وتحقيق التوازن بين المصالح المتضاربة لإيران وإسرائيل، باستثمار صغير نسبياً.
بالنسبة (لبوتين) فإن نشر العشرات من الطائرات مع 2,000 مقاتل، وبمقارنتها مع حملات الأجنبية الأخرى، تعتبر هذه الحملة ذات تكلفة رخيصة جداً. فضمن مهمات مماثلة كهذه، كانت الولايات المتحدة ستعمد إلى تجهيز قوة أكبر بعشرة أضعاف، تضم مجموعة من حاملات الطائرات ومئات الطائرات المقاتلة والناقلات الجوية وطائرات الحرب الإلكترونية، ماعدا طبعا عن القوات التي ستقوم بنشرها على الأرض.
روسيا، وبحسب الصحيفة، اعتمدت على القوة التي توفرها إيران، والتي قامت بنشر الآلاف من المرتزقة الشيعة، ولا سيما اللاجئين من أفغانستان، لدعم كتائب (الأسد) الفاشلة. يضاف إلى ذلك، مقاتلو “حزب الله” لتنفيذ العمليات الأكثر صعوبة. ما أضافته روسيا، هو فرق صغير، متمثل بالقوات الخاصة، وعندما احتاج الأمر إلى المزيد من القوة، استخدمت قوات من المرتزقة الروس.
بدا استثمار (بوتين) صغيرا نسبيا مع عدد قليل من الضحايا على عكس ما توقعه البعض قبل عامين، على أنه إعادة للاحتلال الكارثي الذي قام به الاتحاد السوفياتي لأفغانستان في الثمانينات.
وتضيف الصحيفة، أن التوقيت كان مثالياً، حيث تم الاستفادة من الفراغ الذي خلفه قرار (أوباما) بعدم التدخل في سوريا، الأمر الذي مكن (بوتين) من وضع روسيا مرة أخرى على الخريطة الجيوسياسية. حيث قام بزيارة مفاجئة لدمشق في كانون الأول لإعلان: إتمام المهمة. وكان حرياً به التعلم من الرئيس الأمريكي السابق (جورج دبليو بوش)، لا تقل إن المهمة قد تمت. لأنه الآن، يبدو أن كل شيء ينهار بالنسبة لروسيا.
علامات الانهيار
وتورد الصحيفة فشل مؤتمر سوتشي الشهر الماضي، بعد أن فشل الاتفاق على البدء في عملية سياسية في ظل وجود (الأسد)، بالإضافة إلى شن تركيا عملية توغل واسعة النطاق في شمال غرب سوريا، في محاولة لوضع حد لما يسمى بـ “وحدات حماية الشعب”. وفي الوقت نفسه، يتصارع الأتراك مع الإيرانيين، أما في يوم الإثنين الماضي، أصبح الصراع مع قوات النظام أيضا.
وما يقلق روسيا أكثر، هو شرق البلاد. حيث إن القوات الكردية المسماة “قسد”-  والتي تضم عناصر من القوات العربية والتركمانية والآشورية والأرمنية – توسع سيطرتها على المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. ومن خلال الدعم الأمريكي الذي تتلقاه، تتحول هذه القوات إلى لاعب وحيد في سوريا، على حد تعبير الصحيفة، مشيرة إلى الاشتباك الذي وقع منذ 10 أيام بين هذه القوات وقوات النظام التي تعمل مع المرتزقة الروس، والذي قوبل من الولايات المتحدة بضربات جوية مدمرة. حيث لم يعترف الكرملين، إلى حد الآن، بوقوع أي إصابات، إلا أن تقارير غير رسمية من روسيا تدعي أن ما لا يقل عن 200 من المرتزقة الروس قد قتلوا أثناء الاشتباكات. تلى ذلك، أول مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران.
وترى الصحيفة، أن الجبهة التركية أقل قلقا بالنسبة (لبوتين)، لأنها لا تهدد مباشرة مصالح روسيا الرئيسية. حيث تعتبر الاشتباكات في شمال شرق سوريا مشكلة أكبر بكثير. بعد أن أرسلت توابيت تحمل قتلى روس إلى أرضهم الأم، وهو آخر ما يحتاجه بوتين قبل الانتخابات الرئاسية المتوقع حدوثها في منتصف آذار.
وتشير الصحيفة إلى أنه وفي الوقت الراهن على الأقل، لن تضع الجبهة الإسرائيلية – الإيرانية الروس في خط النار مباشرة. إلا أن مواجهات من هذا النوع تشكل تهديدا أكبر بكثير على نظام (الأسد) نفسه. فدمشق قريبة جداً من الحدود الإسرائيلية و(الأسد) بتشجيع إيراني، يحاول أن يؤكد نفسه بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات تستهدف الطيران الإسرائيلي.
انتهاء فعالية الصفقة الروسية – الإسرائيلية
وبحسب الصحيفة، فعلى مدى العامين ونصف العام الماضيين، كانت الصفقة بين إسرائيل وروسيا بسيطة، تسمح إسرائيل بروسيا بتزويد جيش (الأسد) ومساعدة النظام- من خلال القصف الجوي للمناطق التي يسيطر عليها الثوار، والقتل العشوائي لآلاف المدنيين – لاستعادة مساحات واسعة من منطقة. وفي الوقت نفسه، تغض روسيا الطرف عن الضربات الإسرائيلية المستمرة على قوافل ومستودعات الأسلحة الإيرانية والمتجهة إلى “حزب الله”. تعاونت روسيا مع إيران في إحياء النظام، في حين لم تتدخل عندما استهدفت إسرائيل وكلاء إيران.
وتشير الصحيفة، إلى أنه عندما طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) من روسيا التدخل لمنع القوات الإيرانية من بناء قواعد دائمة على الأراضي السورية، حاول (بوتين) التوصل إلى تسوية ترضي الطرفين. تكمل إيران ترسيخ ميليشياتها الشيعية، ولكنها في الوقت نفسه لا تقترب جداً من الحدود الإسرائيلية أو تقوم بناء قواعد عسكرية كبيرة.
إلا أن هذا التوازن لم يستمر. بعد أن عزمت قوات “الحرس الثوري الإيرني” على إرسال طائرة بدون طيار إلى المجال الجوي الإسرائيلي في الساعات الأولى من يوم السبت 10 شباط، والذي تلاه انتقام إسرائيلي من وحدة القيادة الإيرانية التي أطلقت الطائرات بدون طيار وما أعقب ذلك من معركة جوية بين الطائرات المقاتلة الإسرائيلية وبطاريات الدفاع الجوي السوري، الأمر الذي يدل على أن روسيا لم تعد قادرة على احتواء مصالح جميع الأطراف المختلفة داخل سوريا.
صعوبة في ملء الفراغ الأمريكي
إدارة مسارات السياسية في الشرق الأوسط، والانخراط في وقت واحد مع جميع اللاعبين الإقليميين يستغرق وقتا وموارد والأهم من كل ذلك، تضيف الصحيفة، وجود الخبرة. وإلى وقت قريب، كان لدى الولايات المتحدة مجموعة من الدبلوماسيين والضباط والأمنين المخضرمين، الذي أمضوا أوقات كبيرة واتصالات واسعة في المنطقة للحفاظ على هذه العملية المعقدة.
في ظل الرئيس (ترامب) ترك العديد من هؤلاء المهنيين الإدارة، وليس هناك اتجاه واضح من البيت الأبيض تجاه أولئك المتبقين. وتشير الصحيفة، إلى إن عدم وجود حقيقي للولايات المتحدة، وغياب سياساتها، لا يعني أن شخصا آخر يمكن أن يأتي ببساطة ويتولى دورها التقليدي.
ليس فقط أن الكرملين، والذي لا يمتلك أي شبكة مماثلة من هذا النوع، بل (بوتين) وطريقته المركزية في إدارة الأعمال والتي تعني أن كل قراراً يجب أن يمر بموسكو. وهذا الأمر لا يساعد روسيا على إدارة الأحداث المتعاظمة على الأرض بقدر ما تفيد (نتنياهو) والذي يعد حاليا اللاعب الإقليمي صاحب أفضل علاقة شخصية مع (بوتين).
مصير الأسد رهن إشارة نتنياهو
وتشير الصحيفة، إلى وجود اتجاهين داخل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي. حيث يعتقد المشككون أن (بوتين) لن يتخلى عن المقاتلين الشيعية المتواجدين على الأرض. وسيحد في نهاية المطاف من حرية إسرائيل في العمل فوق الأجواء السورية، مما سيدفع بإسرائيل إلى اتخاذ خيار صعب بين الجلوس على الهامش وترك إيران و”حزب الله” يبنون قواعد عسكرية لهم أو مواجهة روسيا أيضا. أما المتفائلون، فهم على اعتقاد أن (بوتين) على علم بقدرة إسرائيل على تعريض إنجازاته للخطر وتهديد نظام (الأسد)، الأمر الذي سيدفعه إلى إعاقة الإيرانيين.
يعمل فريق (نتنياهو) بشكل وثيق مع الرئيس الروسي منذ سنوات، ويتحدث الرئيسان بانتظام على الهاتف ويلتقيان كل بضعة أشهر. إلا أن السؤال، بحسب الصحيفة، عندما يلتقي كلاً من (بوتين) و(نتنياهو) بصحبة، (زئيف إلكين) العضو في الكنيست عن حزب ليكود، والذي يقوم بالترجمة، هل يهدد (نتنياهو) علنا بزعزعة نظام (الأسد)؟  تقول الصحيفة على الأغلب لا. فالتهديد الضمني كاف.
لذا سيتعين على (بوتين) أن يتخذ قراره، أما إيران أو إسرائيل أو أنه يخاطر بفقدان كل ما استثمره في سوريا.
==========================