الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23-10-2022

سوريا في الصحافة العالمية 23-10-2022

25.10.2022
Admin

Untitled 1

سوريا في الصحافة العالمية 23/10/2022

إعداد مركز الشرق العربي

 

الصحافة الامريكية :

·        فوربس : إحداها متعلّقة بالائتلاف.. مجلة أمريكية: ثلاثة تداعيات لسيطرة ميليشيا الجولاني على عفرين

https://orient-news.net/ar/news_show/200017

·        نيو لاينز أنستيتيوت : لبنان و"إسرائيل": ماذا بعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية؟

https://www.noonpost.com/content/45539

 

الصحافة السويسرية :

·        لوتان : في سوريا وأوكرانيا.. الجنرال هرمجدون هو هو

https://www.aljazeera.net/news/politics/2022/10/23/في-سوريا-وأوكرانيا-الجنرال-هرمجدون-هو

 

الصحافة الامريكية :

فوربس : إحداها متعلّقة بالائتلاف.. مجلة أمريكية: ثلاثة تداعيات لسيطرة ميليشيا الجولاني على عفرين

https://orient-news.net/ar/news_show/200017

أخبار سوريا || أورينت نت- حسان كنجو 2022-10-23 12:22:17

كشفت مجلة فوربس الأمريكية في تقرير لها، عمّا أسمته (تداعيات سيطرة تحرير الشام على عفرين) وانعكاساته على المنطقة في شمال غرب سوريا ككل، حيث أدّى توغّل ميليشيا الجولاني في عفرين لتغير المنظور الدولي تجاه مناطق سيطرة الجيش الوطني بأرياف حلب، والتي كان آخرها (رسالة تهديدية من واشنطن لأنقرة) تطالب الأخيرة بوصفها (داعماً لفصائل الجيش الوطني) بإجبار "تحرير الشام" على الانسحاب باتجاه إدلب، وإلا فستأتي واشنطن بقواتها وحلفائها (ميليشيا قسد) لإخراجها.

وجاء في التقرير الذي اطلع عليه موقع أورينت نت، أن دخول تحرير الشام وسيطرتها بهذه السرعة على عفرين بدعم من بعض حلفائها في الجيش الوطني كـ (العمشات والحمزات وأحرار الشام) كشف العديد من النقاط وهي:

تعاظم قوة تحرير الشام وضعف الجيش الوطني

وفقاً للتقرير، فإن أولى تداعيات سيطرة تحرير الشام على عفرين يكشف أنها قوة لا يستهان بها حتى خارج نطاق سيطرتها في إدلب، ولا سيما أنها حصلت على حلفاء من فصائل الجيش الوطني أنفسهم كـ (لواء سليمان شاه وفرقة الحمزة وأحرار الشام)، في وقت كان فيه خصمها فصيلاً آخر في الجيش الوطني.

وتابع التقرير: "هذه القوة يقابلها وبنفس الشدة (ضعف) لدى فصائل الجيش الوطني، وأن الأحداث الأخيرة أثبتت أن الجيش الوطني أضعف مما كان يُعتقد عموماً ولن يكون لديه فرصة للبقاء حتى ليوم واحد دون دعم تركي على الرغم من عدم امتلاك تحرير الشام لقوة جوية وأسلحة ثقيلة محدودة أو مدفعية متطورة"، مشيرة إلى أن الجيش الوطني لا يزال ينهار، ولا سيما أنه يضمّ العديد من المقاتلين الذين لم يسبق لهم قتال ميليشيات أسد، وغالبيتهم خاضوا معركة ضد ميليشيا قسد التي تدعمها واشنطن.

وبعيداً عن العسكرة، ذكرت المجلة أن فصائل الجيش الوطني ورغم الدعم الكبير المقدم لها من قبل تركيا قد فشلت تماماً في حكم مناطقها، وأن الحكم في ظل وجود قوات أخرى أو مجموعات مختلفة كان أكثر احتراماً كـ مناطق سيطرة ميليشيات قسد والمناطق التي سيطر عليها داعش فيما مضى والتجسيدات السابقة لهيئة تحرير الشام، مؤكدة أن الجيش الوطني فشل تماماً في النمو أو أن يصبح قوة سياسية أو عسكرية مرنة.

القومية سارعت من الانهيار

يُعد سوء الإدارة في مناطق الجيش الوطني أحد عوامل الانهيار السريع لنظامه المستند أصلاً على (القوميات)، في وقت تبنّت فيه تحرير الشام الأيديولوجيا الدينية بدلاً من القومية، وهو ما ساهم في إبقاء هيمنتها مستمرة بل والحفاظ عليها قوية خاصة في مناطق حكمها بإدلب وريفها، فعلى سبيل المثال يحتقر معظم الأكراد في عفرين هيئة تحرير الشام أيديولوجياً وسياسياً، ومع ذلك فمنذ بدء التوغلات التركية 2018، ذكر البعض أنهم يفضّلونها لإدارة عفرين بدلاً من فصائل الجيش الوطني، ولا سيما أن هؤلاء عُرفوا بموقفهم المناهض للأكراد وعنفهم ضدهم.

أما ميليشيا الجولاني فقد استغلت الموقف ولعبت عليه بشكل صحيح، إذ مع دخولها عفرين مؤخراً سارعت للتواصل وطمأنة الأهالي من جميع الانتماءات العرقية من خلال بيان على تلغرام قالت فيه: "تركيزنا وتقديرنا يقعان على الشعب العربي والكردي أو بشكل أكثر تحديداً، نودّ أن نخص بالذكر إخواننا الأكراد... هم السكان الأصليون لهذه المناطق... وبالتالي فمن الصواب أن نحميهم ونقدم لهم الخدمات".

ائتلاف فاشل وحكومة غير صالحة وفصائل عديمة التأثير

واعتبرت المجلة أن تسارع الأحداث مؤخراً، كشف بشكل أو بآخر عن عدم وجود أي دور مرجِّح للحكومة السورية المؤقتة ولا حتى الائتلاف المعارض في مستقبل سوريا، والسبب هنا ليس الاعتراف الدولي بهم من عدمه، بل الدعم الشعبي الذي خسرته الحكومة المؤقتة وكسبته حكومات أخرى منافسة لها كـ (الإنقاذ والإدارة الذاتية).

وعلى الرغم من أن الأخيرتين (الإنقاذ والإدارة الذاتية) لم تتم دعوتهما إلى أي منصات دولية تناقش الحل السياسي في سوريا، إلا أنهما ستشكلان قوى داخلية أو خارجية يجب أن يُحسب لها حساب وذلك بسبب الدعم الذي حصلوا عليه من الشعب بسبب تجربة حكمهم الأكثر موثوقية نسبياً، نظراً لأن الحكومة المؤقتة لديها ضعف من الناحية المؤسساتية وقليل من الهيكلة، فيما تتمتع نظيرتها (الذاتية) بحكم أكثر بيروقراطية وتطوراً وشمولية.

وفيما يبدو فإن الجماعات المدعومة من تركيا في شمال سوريا، غير قادرين على ترسيخ وجودهم كقوة سياسية وعسكرية يمكن الاعتماد عليها في ظل ممارسات الحكم الرديئة، كما إنه وفي وقت يتحدث فيه المسؤولون التنفيذيون الأتراك والسوريون عن اجتماع محتمل للتطبيع بين تركيا ونظام أسد، فإن ذلك يكشف أن سوريا ككل هي مجرد جزء من العلاقات المعقدة العميقة بين تركيا وروسيا، وبالتالي فإن الجماعات السورية الموالية لتركيا لن يكون لها سوى القليل من التأثير على مستقبلها.

=============================

نيو لاينز أنستيتيوت :لبنان و"إسرائيل": ماذا بعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية؟

https://www.noonpost.com/content/45539

كتب بواسطة:فريدريك هوف

ترجمة وتحرير: نون بوست

لم يحظ الاتفاق البحري الإسرائيلي اللبناني بوساطة أمريكية بانتباه الإعلام، مع أنه من المحتمل أن يسهّل اختراقًا آخر في الصراع العربي الإسرائيلي. لم يتفق لبنان و"إسرائيل" على خط فصل بحري مؤقت فحسب، بل أقاما "حدودًا بحرية دائمة"، وذلك حسب ما أكده الرئيس جو بايدن. ولأول مرة في التاريخ، اعترف لبنان بأن له حدودًا مع "إسرائيل". وإذا تم الآن إنشاء حدود المياه الزرقاء، فما المانع من مدها إلى اليابسة؟ ولماذا لا تواصل الوساطة الأمريكية حل النزاعات البرية بين الأطراف أو حتى التفكير في خطوات نحو إحلال السلام بين طرفين لا يزالان رسميًا في حالة حرب؟

عندما تم الإعلان لأول مرة عن موافقة لبنان و"إسرائيل" على الشروط التي صاغتها الولايات المتحدة للتفاهم البحري، سألني أحد المحاورين عما إذا كنت أعتقد أنها الخطوة الأولى نحو التطبيع بين لبنان وإسرائيل. كانت إجابتي قاطعة: "لا". أما الآن بعد قراءة الشروط، أرى فرصة محتملة للتطبيع. ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم اغتنام هذه الفرصة. تحدد القوى القوية مصالحها الخاصة فيما يتعلق بعرقلة الجهود الرامية للتخفيف من حدة الصراع الإسرائيلي اللبناني على الأرض ومنع إرساء السلام بين الدولتين في نهاية المطاف. ومع ذلك، يبدو أن تجنب بذل جهود لحل هذا الصراع نظرًا لحدود الاتفاقية البحرية أمر لا يمكن تصوره.

منذ تأسيس ما يسمى بـ "إسرائيل" في أيار/ مايو 1948، أنكر لبنان باستمرار أن يكون له حدود من أي نوع معها. كان له لمدة ربع قرن "حدود دولية لسنة 1923" مع فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني. وبالفعل، هذه الحدود - مع فلسطين - لا تزال قائمة. في سنة 1949، وقّع لبنان اتفاقية هدنة تنص على خط يفصل بين القوات المسلحة من المفترض أن يتوافق مع حدود الانتداب لسنة 1923. وفي سنة 2000، وافق (مع بعض التحفظات) على "الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة بهدف تأكيد انسحاب "إسرائيل" الكامل من الأراضي اللبنانية. حتى اللحظة الراهنة، امتنع لبنان عن التأكيد على أن له حدودًا من أي نوع مع "إسرائيل".

يقضي نص الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة على أن الهدف من الوساطة هو "ترسيم الحدود البحرية بين جمهورية لبنان وإسرائيل". لم يكن هذا مجرد خط فصل بحري (المصطلح الفني المستخدم خلال الوساطة البحرية 2011-2012)؛ بل تم إنشاء حدود دولية بشكل صريح بموافقة الطرفين. وخلال المحادثات قبل عقد من الزمن (التي ترأستها كوسيط) اتفق الجانبان على أن الموضوع قيد المناقشة كان خطًا مؤقتًا يمكن أن يتغير إذا كان الطرفان يفكران في إنشاء حدود. وكان الهدف من ذلك مد الخط الأزرق إلى البحر لأن لبنان لم يكن مستعدًا لترسيم الحدود. واستخدام بايدن لعبارات "الحدود البحرية الدائمة" يعكس بدقة ما هو لبنان الآن على استعداد للاعتراف به.

سيكون لقضايا الحدود البرية التي ستتم معالجتها وتسويتها عنصران: مسار الخط الأزرق حيث يتوافق بشكل أو بآخر مع الخط المتفق عليه خلال الهدنة اللبنانية الإسرائيلية لسنة 1949 والخط الأزرق الممتد الذي يفصل لبنان عن مرتفعات الجولان.

مع ذلك، يبدو أن التفاهم البحري والاعتراف المتبادل بالحدود لا يُنهيان حالة الحرب القانونية بين لبنان وإسرائيل. وقد جادل خبير واحد على الأقل - آشر كوفمان من نوتردام - في مقابلة مع "تايمز أوف إسرائيل" بأن "هناك عملية واضحة جدًا لجعل الحدود البحرية معترفًا بها دوليًا، وهذا الاتفاق لم يتبع هذه العملية". ومهما كانت هذه "العملية"، فمن المؤكد أنه لا يزال من الجدير بالذكر أن لبنان و"إسرائيل" سيعترفان من خلال قبول شروط الاتفاق البحري بأن لهما حدودًا مشتركة. من هذا المنطلق لسائل أن يسأل: من الذي سيرفض الاعتراف الدولي بمثل هذا الاتفاق؟

على الرغم من أن الخبراء سوف يناقشون النقاط الدقيقة لما تم الاتفاق عليه - وكيفية تطبيق كلمة "الحدود" على الحدود الإقليمية (12 ميلًا بحريًا في حالتي لبنان وإسرائيل)، والمناطق المتاخمة (12 ميلًا بحريًا أخرى) والمناطق الاقتصادية الخالصة (في هذه الحالة تمتد إلى الخط الذي رسمته قبرص) - والفرصة المحتملة في المستقبل في أيدي القادة السياسيين والدبلوماسيين وليس العلماء والمحامين.

عندما ترأست الوساطة البحرية الأمريكية بين "إسرائيل" ولبنان، كنت آمل أن يؤدي الاتفاق على خط الفصل البحري إلى وساطة أمريكية في النزاعات البرية على الخط الأزرق بين البلدين. لم يكن الهدف أن يكون السلام بالمعنى الحقيقي، الذي كان يعتمد كليًا في ذلك الوقت على تسوية بين سوريا و"إسرائيل" أولاً. بدلا من ذلك، كان الغرض من توسيع الوساطة من البحر إلى البر هو القضاء، إلى أقصى حد ممكن، على الخلافات حول مسار الخط الأزرق - أي النزاعات التي تسببت في اشتباكات مسلحة دامية. وبما أنه تم التوصل إلى اتفاق بحري حاليا، هل ستتحقق فرصة الوساطة البرية المتوقعة لسنة 2012؟

تعتبر وجهة النظر هنا وجود فرصتين مترابطتين ولكنهما مختلفتان. ففي حال كانت جميع الأطراف تركز حصريًا على التخفيف من حدة النزاعات ومنعها، فقد تنتقل وساطة الولايات المتحدة مباشرة من البحر إلى البر. أما إذا كان الهدف هو السعي لتحقيق سلام رسمي بين الطرفين، فستكون هناك حاجة إلى اتفاق أكثر ابتكارا.

سيكون لقضايا الحدود البرية التي ستتم معالجتها وتسويتها عنصران: مسار الخط الأزرق حيث يتوافق بشكل أو بآخر مع الخط المتفق عليه خلال الهدنة اللبنانية الإسرائيلية لسنة 1949 والخط الأزرق الممتد الذي يفصل لبنان عن مرتفعات الجولان.

وإذا كان الهدف من هذا الاتفاق الحد من النزاعات وتجنبها، فإن تحديد التعديلات المقبولة للطرفين لجعل الخط الأزرق يتوافق مع خط الهدنة لسنة 1949 لن يتطلب جهودًا دبلوماسية  عظيمة. وهناك نقاط ذات حساسية كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بمنطقة واحدة مأهولة بالسكان في "إسرائيل" على الأقل، ولكن يبدو أن المسائل التي يمكن المقايضة بشأنها متاحة بسهولة.

من شأن  قضية الخط الأزرق أن تلقي بظلالها على قضية مرتفعات الجولان التي تواجهها تحديات حقيقية. تخضع بلدة الغجر، التي تحتلها "إسرائيل" منذ سنة 1967، للتقسيم الآن (على الورق) بواسطة الخط الأزرق. وعندما دُرست مشكلة الغجر قبل عقد من الزمن، بدا أن سكان البلدة يفضلون الحكم الإسرائيلي القائم على الحكم اللبناني أو السوري.

يمثل ما يسمى بجدل "مزارع شبعا وتلال كفر شوبا" عقبة حقيقية مرتبطة بالحدود أمام السلام. وقد هدد الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من لبنان في أيار/ مايو 2000 بإخراج حزب الله من تجارة "المقاومة اللبنانية" تماما. فبدون احتلال، ماذا تقاوم؟

قام ضابط استخبارات لبناني كبير بحل معضلة مقاومة الاحتلال مشيرا إلى وجود قطعة ضئيلة من مرتفعات الجَولان المجاورة للبنان التي استحوذت عليها الحكومات اللبنانية السابقة وطلبت من سوريا نقلها. ويبدو أن الرعايا اللبنانيين يمتلكون أصولا في هذا الشريط الضيق، وأن الجهود الفرنسية المتساهلة خلال فترة الانتداب لترسيم الحدود بين سوريا ولبنان قد أسفرت، في هذه المنطقة وغيرها، عن قدر كبير من الغموض. وقد جرت المحادثات السورية اللبنانية قبل حرب حزيران/ يونيو 1967، لكن الأرض بقيت تحت سيطرة الولاية السورية إلى أن احتلتها القوات الإسرائيلية في حزيران/ يونيو 1967. ولم تكن هناك مطالبات لبنانية تتعلق بالمنطقة المعنية حتى سنة 2000. كما تظهر الأوراق النقدية والخرائط اللبنانية أنها داخل سوريا.

بحلول صيف سنة 2000، كان حزب الله يدعي أن الاحتلال الإسرائيلي لم ينته بعد، وأنه لا يزال قابعا فوق الأراضي اللبنانية في شكل مزارع شبعا وتلال كفر شوبا. ومن ثم اضطرت الحكومة اللبنانية إلى الوقوف خلف حزب الله. وأخيرا، اتصل وزير الخارجية السوري هاتفيا بالأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ليؤكد أن الأرض المعنية لبنانية بالفعل.

 هذا التأكيد على أن "إسرائيل" ما زالت تحتل الأراضي اللبنانية أساس ادعاء حزب الله بأنه "المقاومة اللبنانية"، وهو الأساس المنطقي الرئيسي لحزب الله للحفاظ على قوة مسلحة قوية مستقلة عن الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني. مع أن حزب الله قد وافق على وضع ترتيبات للبنان لإنشاء حدود بحرية مع "إسرائيل"، إلا أن المنظمة التي تستجيب للأهداف والأولويات الإيرانية لم تبد أي اهتمام على الإطلاق في تسوية نزاعات الخط الأزرق، ناهيك عن تعزيز السلام بين لبنان وإسرائيل.

من أجل التأثير في مكانة حزب الله باعتباره ممثل "المقاومة اللبنانية" والدور الذي تضطلع به إيران في لبنان، تبدو الوساطة الأميركية في مسألة مزارع شبعا - وتلال كفر شوبا بمثابة جسر دبلوماسي بعيد المنال. ومن شأن وساطة الولايات المتحدة في نزاعات الخط الأزرق التي اقتصرت على محيط خط الهدنة لسنة 1949 أن تواجه حق نقض من حزب الله.

لكن ماذا لو أشارت "إسرائيل" إلى أن السلام الذي يلبي احتياجات الطرفين سيشمل نقل مزارع شبعا وتلال كفر شوبا إلى لبنان؟ سيكون لكل من لبنان و"إسرائيل" الحرية في الاستشهاد باعتراف سوريا سنة 2000 بصحة ادعاء لبنان. وبالفعل، طالب الاعتراف السوري ضمنيا بأن تقوم "إسرائيل" بتسليم الأرض المذكورة إلى لبنان دون الرجوع إلى دمشق. وبالتالي، يبدو أن النقاشات حول وضع مرتفعات الجَولان (الأراضي السورية المحتلة ضد السيادة الإسرائيلية) لن تحول دون نقل القطاع المعني إلى لبنان، نظرا لأن سوريا تصنفه على أنه أراض لبنانية.

يعد تنفيذ الاتفاقية البحرية والحفاظ عليها بحسن نية من الأهداف الرئيسية. ولكن ما تم الاتفاق عليه في البحر يجب أن يكون قابلا للتطبيق على الأرض أيضًا. وهي فرصة تستحق الاستكشاف والاغتنام.

كيف يمكن أن يتفاعل حزب الله مع مثل هذا العرض الإسرائيلي؟ لا شك أنه سيرفض المبادرة والتمسك بحقه الأبدي في حمل السلاح، مستشهدا بنيته فيما يتعلق بتحرير القدس. وقد يعيد إحياء مناورة مزارع شبعا - كفر شوبا، أو ما يسمى بادعاء "القرى السبع". ولكن رفض حزب الله قبول النصر والتفكير في التنحي كقوة عسكرية سيكون مشهدا رائعا يشهده الشعب اللبناني - بما في ذلك ناخبي حزب الله.

من المؤكد أن السلام الإسرائيلي اللبناني يتطلب أكثر بكثير من مجرد نقل الأراضي التي تعتبرها "إسرائيل" ملكا لها - أرض مرتفعة يعتبرها جيش الدفاع الإسرائيلي ذات أهمية أمنية كبيرة. كما توجد مسألة التوصل إلى حل عادل لوضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. ويجب حل الخلافات القديمة المتعلقة بالمياه والمتعلقة بنهر الحاصباني، إلى جانب ضرورة تأمين المساعدة الإسرائيلية فيما يتعلق بإزالة الألغام الأرضية والذخائر العنقودية من الأراضي اللبنانية. وستكون الاتفاقات المتعلقة بالتمثيل الدبلوماسي والتجارة والسياحة وما شابه ذلك إلزامية. ويجب ترسيم حدود برية من البحر الأبيض المتوسط ​​باتجاه جبل حرمون (الشيخ). كما يجب التوصل إلى ترتيبات أمنية يمكن التحقق منها، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله والقواعد المتفق عليها لحفظ السلام على طول الحدود.

بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة، من المرجح أن تثبت "إسرائيل" اهتمامها بتحقيق السلام مع لبنان بقدر اهتمام حزب الله في لبنان بعدم تحققه. ومن المرجح أن تساعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية كل هؤلاء الأطراف على التعامل معًا في المستقبل المنظور. ومن الواضح أن حكومة لبنان، رغم اتخاذها خطوة مهمة للاعتراف بأن لها حدودا بحرية مع الدولة اليهودية، ليست في وضع يمكّنها من الشروع في الخطوات التالية، سواء كانت تنطوي على حل قضايا الخط الأزرق أو استكشاف إمكانية السلام مع "إسرائيل". ومن المرجح أن يعرقل الإستيلاء الإيراني على أجزاء كبيرة من بلاد الأرْز لبعض الوقت ليس فقط السلام مع الجار الجنوبي وإنما أيضا الانتعاش الاقتصادي وإنشاء دولة لبنانية يمكن العيش فيها.

مع ذلك، يشير الاتفاق البحري إلى أن إحدى الحقائق البديهية المقبولة منذ فترة طويلة لجهود السلام العربية الإسرائيلية - بأن يكون لبنان آخر من يصنع السلام مع "إسرائيل" - قد لا تكون فعالة. وهو على الأقل اقتراح يستحق الاختبار، ويمكن لإسرائيل اختباره إذا ما شاءت. كما يمكن للدول العربية التي تعيش في سلام مع "إسرائيل" أن تدعم الرد اللبناني الرسمي الحذر والمرتقب. و بطموح أقل، يمكن لواشنطن أن تعرض خدمات الوساطة للمساعدة في تسوية نزاعات الخط الأزرق المتفاقمة والخطيرة.

ويعد تنفيذ الاتفاقية البحرية والحفاظ عليها بحسن نية من الأهداف الرئيسية. ولكن ما تم الاتفاق عليه في البحر يجب أن يكون قابلا للتطبيق على الأرض أيضًا. وهي فرصة تستحق الاستكشاف والاغتنام.

المصدر: نيو لاينز أنستيتيوت

=============================

الصحافة السويسرية :

لوتان :في سوريا وأوكرانيا.. الجنرال هرمجدون هو هو

https://www.aljazeera.net/news/politics/2022/10/23/في-سوريا-وأوكرانيا-الجنرال-هرمجدون-هو

منذ 24 فبراير/شباط 2022، وكل الأنظار معلقة على الحرب في أوكرانيا، لكنْ انطباع "كأني رأيت هذا من قبل" بين أوكرانيا وسوريا يوقظ الذكريات المريرة لدى معظم المعارضين السوريين، وهم يشاهدون القصف العشوائي الذي ينفذه الجيش الروسي اليوم وكأنه هو نفسه الذي ألحق الدمار ببلدهم.

بهذه المقدمة افتتحت صحيفة "لوتان" (Le Temps) السويسرية مقالا لخصت فيه إديث بوفيير فيلما وثائقيا تقوم بإخراجه، محاولة أن تستعرض التعاون بين الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) السوري وبين الأوكرانيين، عندما قرر عناصر الخوذ البيضاء إرسال المشورة إلى نظرائهم، حيث يقول رجل الإطفاء منير مصطفى "واجبنا نحن البشر هو تقديم خبرتنا مع الروس وأساليبهم في شن الحرب. القصف الروسي مستمر هنا حتى اليوم. نحن لدينا عدو مشترك مع الأوكرانيين هو روسيا".

مأساة كان يمكن تفاديها

في سبتمبر/أيلول 2013، وبعد أن استخدم النظام في دمشق الأسلحة الكيميائية عدة مرات ضد شعبه، تراجع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عن تهديداته بالانتقام، وعهد بإدارة الملف إلى الروس -كما ترى الكاتبة- ليتحوّل الخط الأحمر الذي رسمته واشنطن إلى ضوء أخضر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعندها أدركت المعارضة السورية أن الأمل في مشاركة دولية أكبر قد انتهى.

زعمت الدعاية الروسية أن موسكو تتدخل في سوريا لمحاربة الإرهاب، لكن الواقع كان غير ذلك، إذ تدخلوا في مناطق مأهولة بالمدنيين وخالية من "الجهاديين"، كما يقول الباحث في العلوم السياسية سلام الكواكبي الذي شاهد مدينته حلب وهي تقصف دون أن يستطيع فعل شيء، موضحا "أتيحت لي فرصة اللقاء بمسؤول روسي قريب جدا من الملف وسألته: إلى أي مدى يذهب الروس؟ نظر إلي بعيون حزينة قائلا: بالنسبة لحلب، هذا هو الحل: غروزني. وبالفعل فعلوا في حلب بالضبط ما فعلوه في غروزني، وما فعلوه بعد ذلك في ماريوبول وما سيفعلونه لاحقا، ربما في مدن أخرى في أوكرانيا".

واستعادت الكاتبة لحظات من المفاوضات بين الروس والمعارضين السوريين للخروج من حلب، وكيف أفهمتهم أنه عليهم أن يُخرجوا كما تريد أو تعتبرهم إرهابيين، وكيف قصفت الطائرات الروسية قوافل النازحين وقتلت العشرات من المدنيين، لينتقد المجتمع الدولي الهجوم دون فرض أي عقوبات على موسكو.

إستراتيجية الأسوأ

بعد حلب -كما تقول الكاتبة- تم استخدام إستراتيجية الحصار نفسها في العديد من المدن في سوريا كحمص والغوطة ودرعا، حيث تستخدم روسيا مدن سوريا ميدان تدريب عسكريا على أهداف حقيقية، حتى إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تفاخر بذلك عشية التدخل في أوكرانيا.

وذكرت الكاتبة بأنه منذ عام 2015 نفذت الطائرات الروسية 90 ألف غارة في سوريا، وجاء 98% من الطيارين الروس للتدريب في البلاد -كما تقول الكاتبة- واليوم يعين بوتين الجنرال سيرجي سوروفيكين قائدا للقوات الروسية في أوكرانيا بعد أن كان قائد المنطقة الجنوبية في سوريا، وهو يحل محل الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الملقب بـ"جزار دمشق" حيث نفذ سياسة الإرهاب ضد السكان المدنيين في سوريا.

وقد اشتهر الجنرال سوروفيكين، الملقب بـ"الجنرال هرمجدون"ـ بقدرته على الرد بشكل غير تقليدي وبسرعة، وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية، فهو متورط في سوريا في عدة هجمات على مناطق سكنية وقصف بالقنابل الكيميائية وضربات على المستشفيات، وقد تزامن وصوله إلى أوكرانيا مع إعلان بوتين عن قصف عشوائي وواسع النطاق، يبدو أنه ينذر بالأسوأ، كما ترى الكاتبة.

صحوة الغرب

منذ بداية الحرب في أوكرانيا، ضاعف القادة الغربيون تعبيراتهم عن دعمهم للشعب الأوكراني، وأرسلوا شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية بصورة منتظمة، وفرضوا العقوبات على موسكو، وهو رد يرحب به السوريون مع لمحة من المرارة، كما تقول الكاتبة، إذ يقول القائد أيوب "لو تلقينا نصف أو ربع ما حصل عليه الأوكرانيون، لكنا عكسنا الوضع، ولكان بإمكاننا إنشاء مناطق حظر طيران يعيش فيها المدنيون بسلام.

يتذكر علاء الدين أيوب، العضو في الجيش السوري الحر منذ إنشائه، وصول شحنات قليلة من الذخيرة قدمها الأميركيون في ذلك الوقت، قائلا "أعطونا ما لا يكاد يكفي، وطلبوا منا التقاط صور لجميع الخراطيش التي يتم إطلاقها والأهداف المستهدفة، وبعد ذلك جف هذا الإمداد بسرعة وتركونا وحدنا".

في عام 2017، منح الرئيس السوري بشار الأسد بوتين السيطرة على قاعدتين عسكريتين في غربي سوريا، قاعدة جوية بالقرب من اللاذقية وميناء في طرطوس، "هذا موقع عسكري دائم لمدة لا تقل عن 49 عاما قادمة مع إمكانية التجديد لمدة 25 عاما (…) واليوم هذه القواعد موقع إستراتيجي يسمح لروسيا بإبراز قوتها في جنوب أوروبا وعلى الجانب الجنوبي من حلف الناتو".

في الوقت الحالي، تستخدم موسكو هذه القواعد أداة لإظهار القوة لإرسال رجالها إلى ليبيا أو جنوبا في أفريقيا، وبالتالي اعتقد بوتين أن بإمكانه توسيع دائرة نفوذ بلاده دون مخاطر، وبتشجيع من نجاحاته في سوريا، استهان بالردود الدولية عند إطلاق عمليته العسكرية في أوكرانيا وبالغ في تقدير قوة جيشه.

المصدر : لوتان

=============================