الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23-12-2015

سوريا في الصحافة العالمية 23-12-2015

24.12.2015
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. الغارديان: الغارات الروسية في سوريا لا تفيد ولا تتقدم
  2. واشنطن بوست: أوباما وضع الإطاحة بالأسد جانبا
  3. الصحافة الإسرائيلية: انتقام حزب الله لمقتل القنطار مسألة وقت
  4. هأرتس :قرار الرد على اغتيال سمير القنطار يعود لإيران
  5. معاريف :التحدي والثمن المتوقع
  6. نيويورك تايمز :ترياق مضاد لفكر "داعش" من القرون الوسطى
  7. «نيويورك تايمز»: محادثات دولية جديدة بشأن سوريا في يناير المقبل تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة
  8. «فاينانشيال تايمز»: تشديد الرقابة على الحدود السورية يخدم المهربين
  9. معهد واشنطن :تنظيم «الدولة الإسلامية»: وجهات نظر داخلية جديدة
  10. لوموند :جان - فيليب ريمي:  من زملكا والقلمون والرقة إلى بوخوم الألمانية... مقاتلون سوريون صاروا في المهجر
  11. نيزافيسيمايا غازيتا :نينا زابيلينا :روسيا في مأزق استراتيجي
  12. يجيدنفني جورنال» الروسي :ألكسندر غولتس :ثمن إذلال أميركا
  13. واشنطن بوست : الاتفاق الأممي «حبر على ورق»... موسكو تقود حرب الأسد
 
الغارديان: الغارات الروسية في سوريا لا تفيد ولا تتقدم
لندن - عربي21 - باسل درويش# الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015 08:48 م 0128
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمارتين شلوف وكريم شاهين، قالا فيه إنه عندما أطلقت روسيا حملتها لدعم بشار الأسد، كانت تعتمد على أن هناك قوات سورية على الأرض لإنهاء ما تبدؤه الطائرات المقاتلة.
ويستدرك التقرير بأنه وبعد أكثر من 12 أسبوعا منذ بدء العملية، لم يحقق الجيش السوري، ولا المليشيات الشيعية المتعددة التي تدعمه، تقدما حقيقيا على الأرض. وفي الوقت ذاته أضافت الطائرات العسكرية الروسية مذابح جديدة إلى المذابح المرتكبة في سوريا، فقتلت 600 مواطن سوري، 70 منهم في إدلب يوم الأحد.
وتشير الصحيفة إلى أن الدمار الذي جلبته الحملة الروسية خلال الأسبوعين الماضيين على مناطق شمال سوريا، والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في حماة ودمشق، ومراكز الكثافة السكانية، أكثر كثافة من أي وقت مضى خلال الخمس سنوات من الحرب، بحسب سكان تلك المناطق والمراقبين في الخارج.
ويذكر الكاتبان أن أمريكا تدعي بأن الفجوة بينها وبين روسيا حول كيفية إنهاء الحرب في سوريا بدأت تتضاءل، حيث نادى الطرفان الأسبوع الماضي بعملية سلمية، تهدف إلى إنهاء صراع تسبب بمقتل ربع مليون شخص، وترك سوريا محطمة.
ويلفت التقرير إلى أنه لا يوجد أي ثقة في العملية السلمية على الأرض في مناطق الثوار. ويقول أحد الأطباء بينما كان يعالج مصابا في إدلب: "أين هم الروس المتفهمون الذين يدعي كيري بأنهم بدؤوا يرون النور؟ فلم تضربنا طائرات بشار بالقوة ذاتها التي تضربنا بها الطائرات الروسية، ولم يصطدنا تنظيم الدولة بمثل هذا الشكل أبدا".
وتبين الصحيفة أنه بينما تتزايد الأضرار الناتجة عن الغارات الجوية، فإن القوات البرية السورية لم تظهر أنها قادرة على الاستفادة منها لصالحها على الأرض. وحيث أوقعت مضادات الدبابات الكثير من الضحايا في صفوف الجيش بين حماة واللاذقية، فإن الحكومة تحاول تجنيد أكبر عدد ممن هم في سن التجنيد في المناطق التي تسيطر عليها لاستعادة شيء من قوة الجيش.
ويقول الكاتبان إن هذه الجهود وصلت ذروتها في دمشق، حيث قال أحد السكان إن الحكومة بدأت حملة قبل شهر، تهدف إلى تجنيد عشرات آلاف الشباب لقوات الاحتياط، وأضاف أن الحملة استهدفت شبابا أتموا خدمتهم العسكرية الإجبارية.
وتنقل الصحيفة عن المواطن قوله: "يريدون أشخاصا لديهم بعض الخبرة، ويأخذون أناسا خدموا من قبل، وقد صدرت قوائم استدعاء لمجندين في الاحتياط بدلا من إرسالها للبيوت، حتى لا يختفي المطلوبون".
ويضيف المواطن أن نسخا من القوائم وضعت على الحواجز المنتشرة في أنحاء المدينة، حيث يتم تفحص هويات الشباب الذين يعبرون تلك الحواجز قبل القيام بأخذهم للجيش، إن كانت أسماؤهم موجودة على القوائم. ويتابع قائلا: "يؤخذون على الحواجز دون سؤال إن كانوا مطلوبين ولا يقال لهم اذهبوا إلى البيت وأحضروا ملابسكم". كما أن الحكومة أدخلت الحواجز الطيارة للبحث عن شباب للتجنيد.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، نقلا عن رجل آخر قوله إن صديقه، الذي لم يكمل تدريبه كونه جنديا احتياطا، أخذ من البيت إلى قاعدة عسكرية بداية الأسبوع الماضي. ويضيف: "هناك شاحنات عليها سماعات تدور في الشوارع، وتطلق منها أوامر للشباب بالانضمام للجيش".
وينوه الكاتبان إلى أن روسيا أطلقت حملتها على أنها حملة لتحرير سوريا من الإرهاب في 30 أيلول/ سبتمبر، وتستمر في توجيه طاقتها بعيدا عن معاقل تنظيم الدولة. ويقول المسؤولون العسكريون والدبلوماسيون إن ما لا يقل عن 80% من الغارات الروسية تستهدف مجموعات معارضة لا علاقة لها بتنظيم الدولة.
وتنقل الصحيفة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي توثق الهجمات في طول وعرض البلاد، قولها إن المساجد والمخابز والبنايات السكنية والمدارس ومحطات توليد الكهرباء ومصادر المياه كلها ضربت بشكل مستمر، وسجلت أسماء 570 شخصا، بينهم 152 طفلا، قتلوا في الهجمات الروسية.
ويفيد التقرير بأنه في إدلب، التي وقعت تحت سيطرة المعارضة بقيادة الجهاديين، بما في ذلك جبهة النصرة الربيع الماضي، يقول عمال الدفاع المدني إن الروس قاموا بشن ست غارات على الأقل على منطقة سكنية في قلب المدينة، حيث قتل ما لا يقل عن 70 شخصا، وجرح أكثر من مئة. وجاءت هذه الغارات بعد غارات موثقة على 13 مستشفى ومركزا طبيا في أوائل تشرين الثاني/ أكتوبر، وهجمات جنوب المعبرين على الحدود شمال غرب سوريا مع تركيا.
ويورد الكاتبان نقلا عن أحد عمال المؤسسات غير الحكومية، قوله: "لقد تم شل حركة إيصال مواد الإغاثة، وحتى الإمدادات الروتينية لحلب، ولا يدخل شيء إلى هناك. ويتم تجويع الناس المتبقين هناك عن عمد. إنها استراتيجية عسكرية".
ويلفت التقرير إلى أنه وقع الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 70 انفجارا، معظمها كانت بسبب غارات جوية ضربت الغوطة، بالقرب من العاصمة السورية، ما تسبب بمقتل العشرات، وكانت مؤشرا على تصعيد جديد في حملة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي يصر على أنها ضد تنظيم الدولة.
وتنقل الصحيفة عن عيسى خالد، وهو واحد من حوالي 300 ألف مواطن، لا يزالون يعيشون في شرق الغوطة، حيث وقعت عدة هجمات كيماوية كارثية في آب/ أغسطس 2013، قوله: "لم نشهد مثل هذا القصف من قبل، فقد كانت السماء فوقنا تظهر وكأنها هيروشيما، وكانت هناك غيوم مشرومية في كل مكان، وكان الدمار كبيرا".
ويقول حارث أبو باقي (34 عاما) وهو قائد عسكري من الشمال السوري: "إن هذا يهدف بالتأكيد إلى تدمير الثورة، إنهم يستخدمون الأكراد كونهم قوات برية؛ لأن الجيش السوري لم يستطع القيام بواجباته، وهذا فاجأ الروس الذين وجدوا أنفسهم في مستنقع".
ويضيف أبو باقي للصحيفة: "إنهم يهدفون للسماح لحزب الاتحاد الديمقراطي بالسيطرة على خطوط الإمداد والحدود، كما يريدون الضغط على تركيا التي لا تريد أن تخسر السيطرة على حدودها". ويقول: "كانوا في جنوب حلب يتقدمون في حملتهم، وكانت المليشيات الشيعية تعمل بأقصى قوتها، ولكنهم توقفوا الآن، ولا يتقدمون بالرغم من أعدادهم الأكبر وعتادهم الأفضل".
ويكشف الكاتبان عن أن قوى المعارضة والدبلوماسيين الإقليميين تقول إن المليشيات الشيعية بالقرب من حلب في غالبيتها من الشيعة الأفغان، الذين أتت بهم إيران، ويقودهم ضباط إيرانيون وأعضاء كبار في حزب الله.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول أبي باقي: "المشكلة أن هذه ليست قضيتهم، وليست لديهم الإرادة للقتال، وقتل حوالي 17 ضابطا إيرانيا كبيرا يحاولون تثبيت النظام والانضباط، منهم عدة جنرالات، واحد منهم فقط قتله تنظيم الدولة. الأمور لا تسير لصالحهم، ولا أرى الشمال يستقر في أي وقت قريب".
======================
واشنطن بوست: أوباما وضع الإطاحة بالأسد جانبا
قالت صحيفة واشنطن بوست إن إدارة أوباما تقول علنا إن على الأسد الرحيل أما في الكواليس وخلف الأبواب فهي تتبنى استراتيجية تدعم بقاء الرئيس السوري في السلطة درءا لمخاطر الإرهاب.
هذا وقال محللون، عندما وافقت الولايات المتحدة على استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن عملية السلام لم يشر إلى الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرين أن استسلام إدارة أوباما للمطالب الروسية والإيرانية يعني السماح للأسد بالبقاء في السلطة في المستقبل القريب.
من جهته صرح جوشوا لانديس، الذي يرأس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، أن حسابات البيت الأبيض تشير إلى أن العمل مع الأسد أقل سوءا من البديل وهو الذهاب إلى الحرب مع روسيا، أو إرسال عدد كبير من القوات الأمريكية لمحاربة "الدولة الإسلامية" على الأرض.
وتواجه الإدارة الأمريكية انتقادات لاذعة من مشرعين في الكابيتول هيل، والعديد منهم يقول إن البيت الأبيض ليس لديه استراتيجية واضحة لدحر المجموعة الإرهابية المعروفة باسم "داعش".
وأشارت واشنطن بوست  الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول، إلى أن ذلك أثر على الحملة الانتخابية الرئاسية وأحدث انشقاقا حيث ساندت هيلاري كلينتون المتنافسين الديمقراطيين ماركو روبيو، جيب بوش وكريس كريستي في التأكيد على أن الإطاحة بالأسد لا نقاش فيها.
إلا أن مرشحي الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وتيد كروز وراند بول، يشاطرون الديمقراطيين الرأي، ويرى برنارد ساندرز ومارتن أنه من الأفضل الحفاظ على الأسد في السلطة ليكون حصنا منيعا ضد التطرف.
في غضون ذلك أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن موقف جون كيري حول هذه القضية لم يتغير منذ أكثر من عام، علما بأن كيربي قال قبل عام ونصف إن الأسد فقد شرعيته وعليه أن يغادر السلطة.
وبينت الصحيفة الأمريكية أن وزير الخارجية جون كيري أظهر الكثير من المرونة بشأن هذه المسألة في الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أن كيري قاد حملة مع مؤيدي الرئيس السوري، في إشارة إلى روسيا وإيران، لوضع خطة لعملية السلام مع المعارضة السورية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية وتركيا.
وعقب لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، قدم كيري من خلاله تأكيدات بأن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يسعون إلى ما يسمى تغيير النظام في سوريا.
ولاحظت الصحيفة تراجعا في خطاب البيت الأبيض في سياسته السورية خاصة اعتقادها أن الأسد ليس مؤهلا لقيادة سوريا في المستقبل، ولكنها تتفق مع بوتين على ضرورة تقرير المستقبل للسوريين أنفسهم.
المصدر: واشنطن بوست
======================
الصحافة الإسرائيلية: انتقام حزب الله لمقتل القنطار مسألة وقت
تاريخ النشر:22.12.2015 | 11:41 GMT |
أقرت الصحافة الإسرائيلية في معرض تعليقها على تهديدات حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في أعقاب مقتل سمير القنطار، بأن وقوع عملية انتقامية جديدة ضد إسرائيل مسألة وقت فقط.
وكان نصر الله قد قال في كلمة له مساء الاثنين 21 ديسمبر/كانون الأول إن حزب الله سيرد على اغتيال القنطار في المكان والزمان المناسبين وبالطريقة التي يراها مناسبة.
وتابع أنه لا شك أن إسرائيل نفذت عملية اغتيال سمير القنطار، عبر استهداف المبنى السكني الذي كان موجودا فيه عبر صواريخ دقيقة.
وفي هذا السياق كتب موقع "Yetnews" الإلكتروني التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" تعليقا على تصريحات نصر الله: "إذا لعب حزب الله وفق القواعد المعتمدة منذ السنتين الماضيتين، فإن الانتقام لمقتل سمير القنطار وفرحان الشعلان ليس إلا مسألة وقت، وسيتمثل على الأرجح في عملية برية".
وأعاد الموقع إلى الأذهان أن نصر الله أمر بتقليص عمليات حزب الله ضد إسرائيل خلال السنوات الماضية، لتكون العمليات الانتقامية ردا على الهجمات الإسرائيلية، دقيقة للغاية.
وأشار الموقع إلى أن العملية الأخيرة والأكثر دموية من هذا القبيل حصلت منذ عام تقريبا، عندما استهدف كمين لحزب الله لواء غيفعاتي قرب قرية الغجر، وذلك انتقاما لغارة إسرائيلية على القنطيرة أسفرت في يناير/كانون الثاني الماضي عن مقتل جهاد مغنية وقياديين آخرين في حزب الله.
ونقل الموقع عن ضابط في الجيش الإسرائيلي أن الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية تغير جذريا خلال العام الماضي. وأردف الضابط قائلا: "لم يعد حزب الله يعد نفسه منظمة إرهابية، بل جيشا قادرا على خوض معركة شرسة".
ولفت الموقع إلى أن خسائر حزب الله خلال مشاركته في الحرب السورية، بلغت قرابة 1300 قتيل، لكنه في الوقت نفسه اكتسب الثقة ورفع قدراته على إدارة وحداته إلى مستوى غير مسبوق.
وتابع الموقع أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي بعد الهجوم المذكور على لواء غيفعاتي، اتخذ عددا من الإجراءات لتعزيز الحدود، إلا أنه ما زال عاجزا عن جعلها غير قابلة للاختراق. وأشار أيضا إلى التغيرات الديموغرافية في الجانب اللبناني من الحدود، مشيرا إلى أن قرابة 12 ألف مواطن سوري، معظمهم علويون من دمشق ودرعا، يسكنون في مخيمات تبعد كيلومترات عدة عن الحدود. وأضاف الموقع أن الجيش الإسرائيلي يخشى من أن يستغل حزب الله هؤلاء السوريين وتلك المخيمات للتخطيط ولتدبير هجمات جديدة ضد إسرائيل.
بدورها لفتت صحيفة "هآرتس" الانتباه إلى مقال نشره مؤخرا بسام القنطار شقيق سمير في صحيفة "الأخبار" اللبنانية تحت تسمية "عاد إلى فلسطين"، حيث كشف أن شقيقه بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية في عام 2008، انخرط في "تأسيس جبهة مقاومة في الجولان السوري المحتل".
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن سمير القنطار وفرحان الشعلان نجحا خلال السنتين الماضيتين في تشكيل جماعة أطلق عليها "المقاومة الوطنية السورية في الجولان"، متحالفة مع حزب الله  وفيلق القدس، وعملا على تجنيد متعاطفين جدد لها في صفوف الدروز في الجولان والفلسطينيين المقيمين في سوريا والسوريين الموالين للحكومة السورية.
وذكرت الصحيفة أن عملية اغتيال القنطار التي وصفتها بأنها "إنجاز استخباراتي كبير لإسرائيل" جاءت ليس بسبب الهجمات الدموية التي ارتكبها في الماضي، بل بسبب تخطيطه لهجمات جديدة انطلاقا من الجزء السوري لخط الفصل في الجولان.
وفي هذا السياق شككت "جيروساليم بوست" في أن يختار حزب الله الحدود اللبنانية الإسرائيلية كنقطة انطلاق لعملية انتقامية جديدة ضد إسرائيل، خشية من رد إسرائيلي ساحق على مثل هذا الهجوم.
وكانت إسرائيل قد رحبت بمقتل القنطار في غارة استهدفت جرمانا في ريف دمشق فجر الأحد الماضي، لكنها لم تعلن مسؤولتها عنها.
لكن الصحافة الإسرائيلية لم تشكك في وقوف تل أبيب وراء الهجوم رغم ما أعلنه "لواء المهام السرية بدمشق" في "الجيش الحر" عن تبني مسؤولية اغتيال القيادي في حزب الله.
ولفتت "جيروزاليم بوست"إلى أن إحدى المسائل الأكثر غموضا تتعلق بكيفية تنفيذ الهجوم يوم الأحد الماضي، وتحديدا عما إذا أطلقت الصواريخ التي اغتالت القنطار من الأجواء السورية أو من خارجها.
وتابعت أنه إذا اتضح أن طائرة إسرائيلية أطلقت صواريخ دقيقة على جرمانا من الأجواء الإسرائيلية، فسيعني ذلك أن تل أبيب قررت ألا تخاطر بالدخول في اشتباك محتمل مع القوة الروسية العاملة في سوريا، ولا سيما بعد قرار موسكو نشر منظومات دفاع جوي مطورة في قاعدتها قرب اللاذقية.
وأضافت الصحيفة: " لكن إذا اتضح أن سلاح الجو الإسرائيلي اخترق الأجواء السورية، فسيعني ذلك أن التنسيق مع الروس أوسع وأعمق بكثير مما يقر به الطرفان".
المصدر: صحف إسرائيلية
======================
هأرتس :قرار الرد على اغتيال سمير القنطار يعود لإيران
عاموس هرئيل
DECEMBER 22, 2015
القدس العربي
انتظروا في الاجهزة الامنية الإسرائيلية أمس خطاب الامين العام لحزب الله، حسن نصر الله. منذ القصف الجوي الذي نسب لإسرائيل والذي قتل فيه المخرب سمير القنطار بالقرب من دمشق، نشرت وسائل الاعلام المقربة من حزب الله اعلانات الحداد والتضامن.
نصر الله اكتفى بأقوال عامة مثل، المخرب الدرزي كان «واحدا منا»، ووعد بالانتقام لموته في الزمان والمكان المناسبين.
زعيم حزب الله لم يقدم أي تفاصيل اخرى ولم يحدد الخطوط التي توجه العمل الذي ينوي القيام به. هل سيكون انتقاما في مستوى اشعال الحرب من جديد مع إسرائيل؟ أغلب الظن لا. يبدو أن هناك اشارة إلى ذلك في وصية سمير القنطار التي نشرها التنظيم حيث طلب فيها الانتقام لدمه بحكمة من دون الانجرار إلى حرب لا يستطيع حزب الله السيطرة عليها. لكن يجب التعامل مع اقوال نصر الله بجدية: في أغلب المرات التي هدد فيها إسرائيل، كان هناك رد من قبل تنظيمه حتى ولو كان الامر بقوة محدودة.
هذه هي المرة الثانية التي يسود فيها التوتر في هذه السنة على الحدود الشمالية على خلفية تصفيات منسوبة لإسرائيل. في المرة السابقة حدث هذا عندما قتل جهاد مغنية وجنرال ايراني وخمسة مقاتلين في قصف الجولان السوري في كانون الثاني. وقد امتنع نصر الله في حينه عن الظهور العلني الفوري، لكن تنظيمه هدد بأنه سيصفي الحساب مع إسرائيل. وقد نفذ تهديده بعد عشرة ايام في كمين صواريخ ضد المدرعات في هار دوف حيث قتل ضابط وجندي من كتيبة جفعاتي.
سمير القنطار ليس جهاد مغنية، رغم كل المديح الذي يكيله حزب الله في هذه الاثناء. ويبدو أن القنطار لم يعمل في السنة الاخيرة تحت مظلة حزب الله. فحسب مصادر مختلفة، التنظيم الشيعي كان يفضل تقليص علاقته مع المخرب الدرزي منذ عام بعد فشل الخلية التي ترأسها في الجولان. منذ ذلك الوقت عمل القنطار بشكل مباشر تحت إمرة حرس الثورة الايراني في سوريا ولبنان من خلال ضابط ايراني برتبة كولونيل. وقد قالوا في إسرائيل مؤخرا إنه على خلفية الخلية التي ترأسها، شكل القنطار «قنبلة موقوتة». واذا كان قتل على أيدي إسرائيل فيبدو أن هذه هي الخلفية لقتله.
في المقابل، حزب الله لا يتملص من صلته مع القنطار. اطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي بعد 29 سنة في صفقة لتبادل جثث جنود من الجيش الإسرائيلي في أعقاب حرب لبنان الثانية، كان انجازا كبيرا للتنظيم وقد احتفل به في بيروت. تجربة الماضي تشير إلى أن حزب الله يتعامل بجدية كبيرة مع مسائل الاحترام والصورة في ميزان الردع الإسرائيلي. لذلك يصعب القول إن حزب الله سيمتنع تماما عن الرد العسكري. حتى لو بدا نصر الله مثل اسحق شمير لبناني في تصريحاته حول «الزمان والمكان».
بعد مقتل القنطار ببضع ساعات تم اطلاق ثلاثة صواريخ كاتيوشا على الجليل الغربي من الجبهة الشعبية/القيادة العامة، وهو تنظيم مقرب من سوريا وأسسه احمد جبريل. ويصعب القول إن هذا هو الانتقام الذي يدور الحديث عنه. لقد نفذ القنطار عمليته الاولى حيث قتل أبناء عائلة هران وشرطي في نهاريا في سنة 1979 من قبل جبهة التحرير الفلسطينية التي انشقت عن تنظيم احمد جبريل. يبدو أن اطلاق صواريخ الكاتيوشا كان من اجل التضامن مع المخرب القديم، ومن غير الواضح اذا تم التنسيق أصلا مع حزب الله.
إن الرد في لبنان وسوريا يرتبط كما يبدو، أولا وقبل كل شيء، بايران، سواء نفذ الانتقام حزب الله أو بقايا تنظيم القنطار في شمال هضبة الجولان، فان القرار النهائي على الاغلب سيتم اتخاذه في ايران. اولا لأن سمير القنطار كان تابعا لايران في الاشهر الاخيرة. ثانيا لأنه توجد للايرانيين مصالح معقدة في المنطقة منها العلاقة مع القوى العظمى على خلفية الاتفاق النووي، الجهود لابقاء نظام الاسد في سوريا، الاتصالات لانتخاب رئيس جديد في لبنان. كل ذلك له أهمية أكبر من موضوع قتل سمير القنطار. في هذا السياق الانطباع في إسرائيل هو أنه لم يكن أحد من حرس الثورة في المبنى، والمصابون هم القنطار ونائبه والمتحدث بلسانه شعلان وحارسه الشخصي.
في جميع الحالات فان الجاهزية الإسرائيلية تستند إلى فرضية خطيرة تقول إن الرد يمكن أن يكون أخطر مما هو متوقع. ففي جولة صغيرة على طول الحدود اللبنانية أمس برز التواجد الضئيل لقوات الجيش الإسرائيلي هناك، الامر الذي لا يشير إلى جاهزية الوحدات. يمكن أن يكون العدد القليل للمدرعات العسكرية قرب الحدود يهدف إلى منع حزب الله من الوصول إلى أهداف. في الماضي تصرف الجيش الإسرائيلي خلافا لذلك الامر الذي كلفه الخسائر.
في عام 2014 قتل برصاص القناصة اثنين من فنيي الاتصال تم ارسالهما لاصلاح أحد الهوائيات على سطح موقع نوريت العسكري على الحدود، رغم التوتر الذي ساد في أعقاب قتل أحد قادة الجهاد الاسلامي الفلسطيني في لبنان والذي نسب إلى إسرائيل. وبعد الكمين في بداية العام تساءل الجيش اذا كان من الضروري اجراء جولة لضباط جفعاتي خصوصا في ظل التوتر الذي كان سائدا.
هآرتس 22/12/2015
عاموس هرئيل
======================
معاريف :التحدي والثمن المتوقع
الغد الاردنية
يوسي مليمان  22/12/2015
حقيقة أن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ألقى أمس خطاب التهديد الاعتيادي بعد أن أعلنت وزارة الدفاع عن نجاح تطوير وتجربة العصا السحرية، هي صدفة. ومع ذلك، ثمة علاقة بين الحدثين. العصا السحرية هي منظومة اعتراض الصواريخ متوسطة المدى، التي طورت كي تقدم ردا على الصواريخ والمقذوفات الصاروخية للمنظمة الشيعية اللبنانية.
قال نصرالله في خطابه إن منظمته ترى في إسرائيل مسؤولة عن تصفية رجل حزب الله، سمير قنطار، ووعد برد وثأر في الموعد الذي يختار. يمكن التقدير، بانه بسبب المشاركة في الحرب الأهلية في سورية، والتي تجبي ثمنا باهظا من حزب الله، لن يكون الرد في أعلى سلم الأولويات للمنظمة. ولكن لا شك أنها ستحاول الثأر بمحاولات عمليات في خارج البلاد ضد أهداف اسرائيلية واعمال من سورية ضد هضبة الجولان.
أفادت امس مديرية "سور" في وزارة الدفاع بالانتهاء الناجح لسلسلة التجارب على العصا السحرية وانتهت بذلك عمليا أعمال التطوير للمنظومة، التي استغرق نحو خمس سنوات. وستسلم المنظومة الآن إلى سلاح الجو، الذي بدأ منذ الآن بتدريب الطواقم الأولى لتفعيلها والتقدير هو أنه حتى نهاية العام 2016 ستكون تنفيذية، ولكن ليس قبل أن تجتاز المزيد فالمزيد من التجارب لفحص مصداقية اعتراضها. وحسب خطة عمل جهاز الأمن، ستنصب البطاريات في أربعة مواقع في ارجاء البلاد.
يجري تطوير المنظومة بالتعاون مع "رفائيل" وشركة رايتون الاميركية ويحظى بتمويل جزئي آخر من الادارة في واشنطن. وفي الاصل كان يفترض بالعصا السحرية أن تعترض صواريخ مدى طيرانها حتى 200 كم وتشكل شريحة الدفاع الثانية بين القبة الحديدية (التي ازداد مدى اعتراضها من 40 – 70كم) وبين الحيتس، المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج المجال الجوي.
ولكن، منذئذ ادخلت الى العصا السحرية زيادات وتطويرات تكنولوجية أتاحت لها ان تعترض الصواريخ التي تحمل رؤوسا متفجرة بعشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، على مسافات اوسع وارتفاعات أعلى بكثير.
وقال رئيس البرنامج في رفائيل والذي لم يسمح بنشر اسمه، أمس ان الفكرة خلف المنظومة هي "السماح بالاعتراض حتى بارتفاع عال يبلغ مئات الكيلومترات، بعيدا عن المنطقة المحمية، لصواريخ دقيقة ايضا". وقد تم تطوير المنظومة بحيث تكون لها قدرة على اعتراض طائرات غير مأهولة أيضا.
ولكن، مع كل الثناء للاختراقات التكنولوجية، لا يمكن أن نتجاهل أيضا المشاكل والتحديات التي تقف أمام المنظومة، اذا ما وعندما تقف أمام الاختبار في الزمن الحقيقي – لنار الصواريخ نحو اسرائيل.
من اصل المخزون الهائل لاكثر من مائة ألف صاروخ ومقذوفات صاروخية، لدى حزب الله يوجد بضعة آلاف من الصواريخ التي تستجيب لتعريف "المدى المتوسط". حتى لو دمرت معظمها قبل الأوان من قبل سلاح الجو، في حالة الحرب، فان لدى المنظمة سيبقى ما يكفي من الصواريخ لاطلاقها نحو اهداف عديدة في اسرائيل، حتى مسافة المفاعل النووي في ديمونا.
التحدي الاكبر أمام العصا السحرية سيكون اعتراض صليات لصواريخ ذات قدرة مناورة، وهذا قبل أن نذكر موضوع الثمن. الحديث يدور عن منظومة باهظة الثمن جدا. اذا كان الصاروخ المعترض الواحد في القبة الحديدية يكلف نحو 70 الف دولار، فان الكلفة المقدرة للصاروخ المعترض في العصا السحرية هي نحو مليون دولار. وعليه، اذا كانت مسألة الكلفة – المنفعة لصواريخ القبة الحديدية مهمة وان لم تكن حرجة، في حالة صواريخ الاعتراض في العصا السحرية، فان مسألة الثمن هي ذات وزن كبير في قرارات التشغيل.
======================
نيويورك تايمز :ترياق مضاد لفكر "داعش" من القرون الوسطى
مصطفى أكيول* – (نيويورك تايمز) 21/12/2015
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
إسطنبول، تركيا- المجازر الأخيرة التي وقعت في باريس وسان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، أوضحت مرة أخرى قدرة ما تسمى "الدولة الإسلامية" على كسب عقول وقلوب المسلمين الساخطين. وباستخدام مزيج من الحَرفية النصية ويقين بالصواب الذاتي، تتمكن المجموعة المتطرفة من إقناع الشباب من الرجال والنساء، من باكستان إلى بلجيكا، بمبايعتها على ذلك، وارتكاب العنف باسمه.
هذا هو السبب في وجوب أخذ إيديولوجية "الدولة الإسلامية" الدينية على محمل الجد. ففي حين أن من الخطأ الزعم بأن تفكير المجموعة يمثل تيار الإسلام السائد، كما يفعل المصابون برهاب الإسلام في كثير من الأحيان، فإن من الخطأ بالمقدار نفسه التظاهر بأن الدولة الإسلامية "ليس لها علاقة بالإسلام"، كما يحب أن يقول الكثيرون من المسلمين القلقلين من ظاهرة رهاب الإسلام. في واقع الأمر، يتميز قادة الجهاديين بانغماسهم العميق في الفكر الإسلامي وتعاليمه، حتى ولو أنهم يستخدمون معرفتهم لمتابعة غايات ضارة ووحشية.
ثمة مكان جيد للبدء منه في فهم عقيدة مجموعة "الدولة الإسلامية"، هو قراءة "دابق"، المجلة الرقمية الناطقة باللغة الإنجليزية، والتي تصدرها المجموعة كل شهر. وكانت إحدى أكثر المواد التي رأيتها فيها مدعاة للانتباه، مقالة من 18 صفحة، والتي ظهرت في عدد شهر آذار (مارس)، بعنوان: "الإرجاء: البدعة الأكثر خطراً".
ما لم تكن لديك بعض المعرفة بالفقه الإسلامي في العصور الوسطى، فربما لا تكون لديك أي فكرة عما تعنيه كلمة "إرجاء" التي تعني حرفياً "التأجيل". وكان ذلك مبدأ فقهياً طرحه بعض علماء المسلمين خلال القرن الأول المبكر من الإسلام. وفي ذلك الوقت، كان العالم الإسلامي يعيش حرباً أهلية كبرى؛ حيث كان مؤيدو السنة ومؤيدو الشيعة يتقاتلون من أجل السلطة، وكانت مجموعة ثالثة تسمى الخوارج (المنشقون) تقوم بعزل وإقصاء وذبح كلا الجانبين. وفي مواجهة هذه الفوضى الدموية، قال أنصار "الإرجاء" إن السؤال المشتعل حول من هو المسلم الحقيقي، يجب أن يُرجأ -أي أن "يؤجل"- إلى الحياة الآخرة. واعتقدوا أنها لا تمكن إدانة حتى المسلم الذين يتخلى عن ممارسة الشعائر الدينية ويرتكب الكثير من الذنوب، واعتباره "مرتداً". كان الإيمان بالنسبة إليهم مسألة تخص القلب، وشياً لا يستطيع سوى الله وحده تقييمه -وليس أي بشري.
أصبح العلماء الذين وضعوا هذا المبدأ يعرفون باسم "المرجئة". وكان الفقه الذي وضعوا أطره أساساً لإسلام متسامح، تعددي وغير قسري -أي بمثابة ليبرالية إسلامية. ولكن، لسوء الحظ، لم يكن لديهم ما يكفي من النفوذ والتأثير في العالم الإسلامي. وسرعان ما اختفت هذه المدرسة الفكرية بسرعة، فقط لتهبط إلى قاع الذاكرة العقائدية السنية المتشددة باعتبارها واحدة من أولى "العقائد المهرطقة". وقد ترك المرجئة أثراً على الجانب الأكثر تساهلا من الإسلام السني، ممثلاً بالحنفية-المتريدية(1)، الطريقة الأكثر شعبية في مناطق البلقان وتركيا وآسيا الوسطى. لكنها لا توجد هناك عملياً اليوم أي جماعة إسلامية تُعرِّف نفسها بأنها من المرجئة. ونادراً ما تُسمع كلمة "الإرجاء" في مناقشات الفقه الإسلامي.
وإذن، لماذا تشعر "الدولة الإسلامية" بالقلق والخوف البالغ من هذه "البدعة" القديمة؟ يمكن العثور على الجواب عن هذا السؤال في مقالة "دابق" المذكورة نفسها؛ حيث يتهم كتابها غيرها من الجماعات الثورية الإسلامية في سورية بـ"الإرجاء". ويلاحظ كتاب "الدولة الإسلامية" في المقالة باحتقار: "إن هذه الفصائل لم تحكم بالشريعة، على الرغم من سيطرتها على (الأراضي المحررة)". وبعبارات أخرى، فإنها لم تقتل "المرتدين"، ولم تعمد إلى تطبيق العقاب البدني، أو إجبار النساء على تغطية أنفسهن من الرأس إلى أخمص القدمين.
المجموعات التي تتهمها مجموعة "الدولة الإسلامية" بالإرجاء -والكثير منها من الإسلاميين المحافظين- ربما لن تقبل بسهولة هذه التسمية. ففي نصوصها الدينية أيضاً، ربما يبدو "الإرجاء" بدعة وهرطقة. ولكن علينا أن ندرك حقيقة أن هذه المجموعات، من خلال "تأجيلها" فرض الدين ومعاقبة المذنبين، إنما تنخرط في "إرجاء" بحكم الأمر الواقع. ربما ليس من باب المبدأ، وإنما بدافع من البراغماتية.
في حقيقة الأمر، هناك مئات الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم الذين يشاركون أيضاً في ممارسة "الإرجاء"، حتى لو أنهم ليسوا معتادين على هذا المصطلح ولا يألفونه. ويرتكز بعضهم على القرآن بدلاً من الشريعة الإسلامية في القرون الوسطى، ويتمسكون بالآية القرآنية المعروفة التي تقول: "لا إكراه في الدين". وهناك غيرهم من المسلمين الواقعين تحت التأثير الثقافي لليبرالية الغربية. وثمة البعض الآخر ممن هم تحت تأثير التصوف، نسخة الإسلام التي تركز على تقوى الفرد المرغوبة بدلاً من المدفوعة بالتقيد الصارم بالقواعد والقوانين. وبإدانتها لمبدأ "الإرجاء"، تستهدف "الدولة الإسلامية" أيضاً هؤلاء المسلمين الأكثر تساهلاً. إنهم هؤلاء، كما تلاحظ "دابق"، هم الذين "حولوا الإسلام إلى مجرد ادعاء ليس له واقع"، والذين يجب تذكيرهم بأن "رحمة الله وغفرانه ليسا ذريعة لارتكاب الذنوب".
باعتباري من هذا النوع من المسلمين، فإنني أدعو إخوتي في الدين من الذين يشاطرونني المنظومة العقلية إلى الانضمام إلي في ارتداء شارة "الإرجاء" بكل فخر -وإحياء المعرفة بها. لقد فقدنا هذا الفقه الرئيسي منذ أكثر من ألف عام مضت، ولكننا أصبحنا في أمس الحاجة إليه اليوم، سواء من أجل وضع نهاية لحربنا الدينية الأهلية الراهنة، أو من أجل تأسيس الحرية للجميع.
من منطلق إدراكها لحقيقة أن "الإرجاء" هو الترياق الفقهي المضاد لإيديولوجيتها، تقوم "الدولة الإسلامية" بعرض هذا المبدأ باعتباره تجسيداً للافتقار إلى التقوى الدينية. ولكنه، مع ذلك، هو التقوى الحقيقية المقرونة بالتواضع -التواضع الذي يأتي من تكريم الله تعالى باعتباره القاضي والحكم الوحيد على حقائق الناس وسرائرهم- وحده دون سواه. ومن ناحية أخرى، يبدو تعصب "الدولة الإسلامية" وحماستها للإملاء وفرض الرؤية، وهو ما تعرضه على أنه التقوى، مقودان بالغطرسة -غطرسة إصدار الحكم على جميع البشر الآخرين، وادعاء السلطان عليهم، باسم الله ونيابة عنه.
 
*مؤلف كتاب: "إسلام بلا تطرف: قضية إسلامية من أجل الحرية"، وهو كاتب رأي مساهم.
(1)  الماتريدية، مدرسة إسلامية تمثّل أتباع أبو منصور الماتريدي الحنفيّ، وهي إحدى فرق أهل السنة والجماعة الكلاميّة، والتي تستخدم الأدلّة العقليّة لإثبات العقائد الدينيّة، وقد أقام أبو منصور نظرياته في العقائد على المأثور من أبو حنيفة النعمان في الرسائل التي رواها عنه. ولا تختلف المدرسة الماتريدية بشكل عام عن المدرسة الأشعرية إلا في بعض القضايا البسيطة. ويتبع الكثير من علماء الماتريدية المذهب الفقهي الحنفي، في حين يغلب على الأشاعرة المذهب الفقهي الشافعي والمالكي. (ويكيبيديا).
*نشر هذا المقال تحت عنوان: A Medieval Antidote to ISIS
ala.zeineh@alghad.jo
======================
«نيويورك تايمز»: محادثات دولية جديدة بشأن سوريا في يناير المقبل تضم ممثلين عن الحكومة والمعارضة
 معتز يوسف
الأربعاء 23.12.2015 - 02:47 ص
البلد
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه سيتم عقد جولة جديدة من المحادثات الهادفة لإنهاء الصراع السوري في جنيف قرب نهاية يناير المقبل، وفق ما قاله مايكل مولر مدير عام الأمم المتحدة بجنيف، وسط سعى المفاوضين لتحقيق المزيد من التقدم بعد ان وافق مجلس الأمن الدولي على خارطة طريق دبلوماسية حل الأزمة السورية الأسبوع الماضي.
وأضاف مولر فى تصريحات صحيفة، أن ستيفان دى ميستورا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، يخطط لبدء محادثات فى وقت ما قرب نهاية يناير المقبل.
وقال مولر:" الجميع ريد لهذه المحادثات ان تنجح، حتى يمكننا في النهاية التوصل لحل سياسي مقبول بالفعل".
وقال المسؤول الأممي إن ممثلون عن الحكومة السورية والمعارضة سيشاركون في هذه المحادثات، برغم عدم وجود تفاصيل حول الموعد الدقيق للمحادثات أو المفاوضين المشاركين فيها.
وتأتى هذه التصريحات بعد عدة أسابيع، من تسريع المشاورات بين القوى العالمية والإقليمية المهتمة، بإنهاء الصراع المتمر منذ 5 أعوام والذى أسفر عن مقتل نحو 250 ألف شخص.
وجاءت أحدث خطوة على هذا الصعيد يوم الجمعة الماضية، عندما وافق مجلس الأمن بالإجماع على خارطة طريق للسلام، ودعت الخطة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون لإعداد مقترحات لمراقبة وقف إطلاق النار خلال شهر.
وقالت نيويورك تايمز إن المحادثات تحاول الالتفاف حول عدد من القضايا الأكثر حساسية من بينها مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك تحديد فصائل المعارضة التي سيجرى الموافقة على إدخالها كطرف تفاوضي.
======================
«فاينانشيال تايمز»: تشديد الرقابة على الحدود السورية يخدم المهربين
الحدث نيوز
نشرت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية تقريرا -اليوم الثلاثاء- عن معاناة اللاجئين السوريين على الحدود، وتعرضهم لابتزاز المهربين، واعتداء العصابات الإجرامية.
ويروي كاتبا التقرير، جود ويبر وإيريكا سولومون، قصص العائلات التي هربت من الحرب في سوريا، وقطعت مسافات طويلة، وأنفقت كل ما جمعته من أجل الوصول إلى أوروبا، لكنها وجدت نفسها رهينة عند المهربين.
هذا ما حدث لأم سالم، التي تعرضت للضرب واحتجز المهربون أفراد عائلتها السبعة في غرفة، لأنها لم تجد المزيد لتدفعه، حسبما جاء في تقرير الفاينانشيال تايمز.
ويقول الكاتبان إن العصابات الإجرامية تحولت من تهريب الأشخاص عبر الحدود إلى الاتجار بالبشر، وأشكال الاستغلال الأخرى.
ويضيفان أن تشديد الرقابة على الحدود يخدم مصلحة عصابات المهربين، الذين يستغلون حاجة المهاجرين الماسة إلى عبور الحدود.
ورفع المهربون تسعيرة عبور الحدود التركية السورية بعد تجاوب أنقرة مع الضغوط الدولية عليها، لمنع مرور المتشددين الملتحقين بتنظيم "الدولة الإسلامية"، وتخفيف تدفق موجات المهاجرين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، كما يقول الكاتبان.
======================
معهد واشنطن :تنظيم «الدولة الإسلامية»: وجهات نظر داخلية جديدة
 
منقذ داغر, هارون ي. زيلين, و ديفيد بولوك
متاح أيضاً في English
17 كانون الأول/ديسمبر 2015
"في 14 كانون الأول/ديسمبر، خاطب منقذ داغر، هارون زيلين، وديفيد بولوك منتدى سياسي في معهد واشنطن. ويتمتع داغر بسجل بارز في إجراء اقتراعات ذات بصيرة نافذة في الشرق الأوسط في أوضاع متطرفة، بما في ذلك في سوريا والعراق خلال أحدث الصراعات في هذان البلدان. وزيلين هو زميل "ريتشارد بورو" في المعهد ومؤسس موقع Jihadology.net. وبولوك هو زميل "كوفمان" في المعهد ومدير منتدى "فكرة"؛ وكان قد أشرف خلال سنوات على اقتراعات أُجريت في الدول العربية عندما كان يعمل في وزارة الخارجية الأمريكية. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهم".
منقذ داغر
إنّ إجراء استطلاع للرأي في مناطق خاضعة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)/«الدولة الإسلامية» هو أكثر صعوبة من إجرائه في ظلّ ظروف عاديّة، إلّا أنّ النتائج تمنح الثقة بأنّ الناس يُجيبون بآرائهم الحقيقية. وقد أعرب معظم الذين شملهم للاستطلاع عن كرههم لـ تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي يشكّل أمراً لافتاً. وبالرغم من أنّه لا يمكن اعتبار النتائج دقيقة تماماً، إلّا أنّ كيفية إجابة الناس على الأسئلة نفسها مع مرور الوقت هي نقطة مثيرة للإهتمام إلى حد كبير.
في استطلاع أُجري في مطلع هذا الشهر، على سبيل المثال، قال ٥٥٪ من المستجيبين في الموصل إنّ حياتهم هي أفضل مما كانت عليه قبل عام ونصف، بينما أعرب ٢١٪ فقط عن مثل هذا التحسّن عندما سُئلوا في حزيران/يونيو ٢٠١٥. ولا يدلّ ذلك على أنّ سكّان الموصل يستلطفون تنظيم «الدولة الإسلامية» - فـ ٣٩٪ فقط قد اعتبروا التنظيم ممثّلاً لآرائهم ومصالحهم. إلّا أنّ هذه النسبة هي أعلى بكثير من نسبة الـ١٠٪ التي سُجّلت في حزيران/يونيو من عام ٢٠١٤. وبالإضافة إلى ذلك، في حين يفضّل ٥٧٪ منهم رحيل تنظيم «الدولة الإسلامية» عن الموصل، اختار ٣٩٪ بقاء التنظيم. ومن نسبة الـ ٣٩٪ المذكورة هنا، علّل ثلثهم دافعهم الرئيسي بالدعم لهذه الجماعة، في حين ذكر آخرون الخوف من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين أو عدم ثقتهم بالولايات المتحدة، أو الجيش العراقي، أو القوّات الكردية.
وبتعمّقهم بصورة أكثر بهذا الشعور، ذكر غالبية المستطلَعين أنّ الولايات المتحدة تتآمر لدعم تنظيم  «الدولة الإسلامية» - زيادة بنسبة ٥٠٪ مقارنةً بما كانت عليه قبل ثمانية عشر شهراً. كما اعتبر المزيد من المستطلعين أنّ ضربات التحالف هي الخطر الأكبر المحدق بأمن عائلاتهم (٤٥.٨٪)، في حين اعتبر ٣٧.٥٪ منهم أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» هي الخطر الأكبر. وعارضت الغالبية الضربات الأمريكية، في حين أنّ ثلاثة أرباع المستطلَعين قلقون من "وحدات الحشد الشعبي" والميليشيات الشيعية الأخرى. وفي الوقت نفسه، لا يرى معظم السكّان أنّ سياسيي الموصل أو السياسيين السنّة أو الحكومة العراقية المركزية يمثّلون وجهات نظرهم ومصالحهم.
وتدلّ هذه النتائج على أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» يكسب حرب القلوب والعقول في المناطق التي يسيطر عليها، في حين أنّ الرأي العام يتحوّل في الوقت نفسه ضدّ الذين يعارضون التنظيم. إنّ غالبية سكّان الموصل لا يزالون يرفضون تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلّا أنّهم يفتقرون إلى البدائل الموثوقة. فهم لا يثقون بمؤسسات الدولة العراقية، بما في ذلك الحكومة المركزية، والجيش، والشرطة، والبرلمان، والمسؤولين المحلّيين، والسياسيين في بغداد. ويعتقدون أنّ المعارضة المسلّحة ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» غير فعّالة.
ومن هذا المنظور، يبدو أنّ الإستراتيجية العسكرية للتحالف تساعد تنظيم «الدولة الإسلامية». فجهود التنظيم في الحوكمة ليست السبب الرئيسي لازدياد الدعم المحلّي الذي تحظى به أو ازدياد المعارضة العامّة لنشاطات التحالف. غير أنّ الأضرار الجانبية هي الإثم الأكبر. ولكي تكون ناجحة، يتعيّن على استراتيجية التحالف أن تضم الدعم الشعبي كمحور جاذبية، فـ تنظيم «الدولة الإسلامية» لن يُهزم بالتدخّل العسكري فقط.
إنّ العراقيين السنّة غير راضين عن بغداد منذ وقت طويل، وكان هناك الكثير من إشارات التحذير في المناطق ذات الغالبية السنّية عندما كان تنظيم «القاعدة» يسيطر عليها ما بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٩. ويشير ذلك إلى أنّ تنظيم «الدولة الإسلامية» هو من أعراض مشكلة هيكلية أكثر من كونه المرض بحدّ ذاته. فعندما أطلق على نفسه اسم تنظيم «القاعدة في العراق»، بدا أنّ الجماعة كانت قد هُزمت بالفعل في عام ٢٠٠٩، إلّا أنّ إعادة تجسّدها الحالية هي أسوأ مما كانت عليه آنذاك. يجب إقناع السنّة بمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» بأنفسهم.
وباختصار، تظهر الاستطلاعات في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» استياءً محلّياً من البدائل لهذه الجماعة. وفي حين أنّ أقليّة فقط تفضّل التنظيم، إلّا أنّ هذه الأقليّة آخذة بالتزايد.
هارون زيلين
أرسى تنظيم «الدولة الإسلامية» وجوده في الموصل للمرة الأولى ما بين عامي ٢٠٠٣ و٢٠٠٤. وقد اعتبر قادته المنطقة أرضاً أساسية، لا سيّما خلال صحوة القبائل وتصاعد عملياتها. فما بين العامَين ٢٠٠٦ و٢٠١٠، شكّلت الموصل قاعدة للتخطيط للنشاطات الإرهابية، وتمكّن تنظيم «الدولة الإسلامية» من تمويل عمليّاته من خلال أعمال الابتزاز وعائدات النفط. ونظراً لهذا التأصّل، قد تكون الموصل آخر معاقل التنظيم إذا نجح التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في هزيمته في مكان آخر.
لقد أسّس تنظيم «الدولة الإسلامية» وزارات أوّلية مختلفة تحت مكتب «الخليفة»، بما في ذلك الوزارات المعنية بالتعليم، والخدمات العامة، والموارد الثمينة، و«الدعوة»، والصحة، والأمن، والخزانة، والتواصل مع القبائل. وتشمل الخدمات العامّة البارزة برامج التطعيم، وتنظيف الطرق، وأمن الغذاء والدواء، وتطبيق منع التدخين والكحول. كما يعمل التنظيم على إعادة إطلاق صناعات محلّية.
وبالإضافة إلى إظهارها للسكّان المحلّيين التزام قادة تنظيم «الدولة الإسلامية» بالحوكمة المستدامة، تساعد جهود بناء الدولة الاقتصادات المحلّية وتزيد من قدرات التنظيم العسكرية. وهذه الجهود هي أكثر نجاحاً وتطوّراً عندما يكون هناك ضغط محدود من جهود التحالف وعندما حظي تنظيم «الدولة الإسلامية» بوقت أطول لترسيخ إدارته.
وأمام هذا الواقع، هناك حدود حقيقية لهذه الحملة لبناء الدولة. فعلى الرغم من التصريحات العامة على العكس من ذلك، لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» يستخدم العملات المحلّية بدلاً من سك عملته الخاصّة. وفي حين يدّعي التنظيم علناً بأنّه ألغى الحدود بين العراق وسوريا، إلّا أنّ سجلّاته تعكس تمييزاً للحدود على أرض الواقع.
أمّا بالنسبة إلى الدعم الإيديولوجي، فإنّ دوره في نجاح التنظيم مبالغاً فيه. فقليلون هم الأعضاء الذين يتمتّعون بفهم عميق للإسلام يتخطّى البديهيّات. إنّ التقدّم العسكري هو أكثر أهمية بالنسبة إلى قدرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على الحفاظ على الأراضي ونشر قصّة نجاحه، كما أنّ فتوحاته الجديدة تضمن انتشار رسالته. وتُعتبر محاولة هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» من خلال هزيمة أيديولوجيّته مقاربة تؤدّي إلى طريق مسدود: إنّ قسماً صغيراً من السكّان سيكون دائماً متقبّلاً لهذه الإيديولوجية، كما أنّ الحركات الجهادية لا تحتاج سوى لدعم شريحة صغيرة للتسبّب بمشاكل هائلة. وبالإضافة إلى ذلك، يسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على نشر المعلومات داخل أراضيه، مما يجعل من محاربة إيديولوجيّته مسألة صعبة جدّاً. فهو يبني مراكز إعلامية حيث يتوفّر الولوج للإنترنت وبطاقات SIM لمتابعة أخباره. ويتمّ استهداف المراهقين بشكل خاص في حملات تنظيم «الدولة الإسلامية» الإعلامية، مما يعني أنّ إيديولوجيّته تنتشر بين الجيل القادم.
ديفيد بولوك
في الوقت الذي لا يخسر تنظيم «الدولة الإسلامية» حرب القلوب والعقول في الموصل، هناك إثباتات واضحة بأنّه خسر هذه الحرب في العالمين العربي والإسلامي الأوسع عموماً. وتوفّر الاستطلاعات ترياقاً لبعض أكثر حملات التنظيم الدعائية إثارة. ولا ترتكز هذه الاستطلاعات على استقصاءات الإنترنت أو الهاتف ذات الانتقاء الذاتي، بل إنّها نتيجة جلسات وجهاً لوجه أجراها أشخاص محلّيون وظّفتهم شركات بحث تجارية، وهي الطريقة الأكثر موثوقيّة (انظر "رغم شبح هجمات باريس، خسر تنظيم «الدولة الإسلامية» حرب الأفكار"). والطريقة الأمثل لطرح أسئلة سياسية في المنطقة هي إضافة بعضها إلى استطلاعات تجارية لا تجعل المستجيبين عنها يشعرون بالارتياب كما تشعرهم الاستطلاعات السياسية بالكامل. وكدليل على مصداقية الاستطلاعات، حتّى في بلدان تُعتبر فيها جماعة «الإخوان المسلمين» غير قانونية، عبّر عدد كبير من الناس عن دعمهم للجماعة.
ووفقاً للتأييد الذي يحظى به من خلال استطلاعات أخيرة من ستة بلدان عربية مختلفة، يتمتّع تنظيم «الدولة الإسلامية» بدعم قليل جدّاً في العالم العربي السنّي الأوسع. فالتأييد الأكبر الذي تتمتّع به الجماعة خارج الأراضي التي تسيطر عليها هو في نيجيريا حيث يقول ٢٠٪ من المسلمين إنّهم يدعمون جماعة «بوكو حرام» التي تُعدّ فرعاً شكليّاً لـ تنظيم «الدولة الإسلامية». كما أنّ دعم تنظيم «الدولة الإسلامية» قد تراجع مع مرور الوقت ولم يتزايد. وخلافاً لادعاءات حملته الدعائية، إنّ رؤية التنظيم للإسلام هي معاكسة لما يؤمن به معظم السنّة. وبالرغم من أنّ نسبة ضئيلة من الناس في بعض البلدان تدعم تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أنها لا تُعتبر نسبة كافية لإنشاء حركة جماهيرية أو لتشكيل خطر استراتيجي على هذه البلدان. بيد، على الرغم من ذلك، تشكّل نسبة صغيرة من ملايين الأشخاص عدداً كبيراً - ومن الواضح أنّ بضعة ملايين من المتعاطفين مع تنظيم «الدولة الإسلامية» يمثّلون مشكلة من منظور محاربة الإرهاب.
وأخيراً، عندما سُئلوا عن أسباب نشأة تنظيم «الدولة الإسلامية»، لم يذكر معظم السنّة السخط على الاحتلال الأجنبي كسبب رئيسي. إلّا أنّهم يميلون إلى ذكر الفساد، والفقر، ونقص التعليم. وعلى الرغم من أن تنظيم «القاعدة» قد حظي في البداية بقدر معيّن من الدعم، إلّا أنّه خسر معظم المسلمين عندما لاحظوا أنّ التنظيم ألحق الضرر بمصالحهم. ويدل ذلك على أنّ النداءات الإنسانية ليست قويّة بقدر مناشدات المصالح الشخصية العمليّة. وفي حين يؤكّد الكثيرون في الغرب أنّه لا يوجد حل عسكري لـ تنظيم«الدولة الإسلامية»، يقول المستطلَعون العرب أّن على الوسائل العسكرية أن تشكّل جزءاً من الحلّ، مع الإشارة إلى أنّه لا يمكن هزيمة التنظيم من خلال بذل جهود في مجالات التعليم، والتوظيف، ومحاربة الفساد فقط.
أعد هذا الملخص باتريك شميت.
======================
لوموند :جان - فيليب ريمي:  من زملكا والقلمون والرقة إلى بوخوم الألمانية... مقاتلون سوريون صاروا في المهجر
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٣ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
سكب المضيفون السوريون لضيفهم الفرنسي (كاتب هذا التحقيق) ولأنفسهم الشوكولا الحارة في أكواب من الكرتون، قبل أن نغادر جميعاً مطبخهم الضيق، ونسير قاصدين بوخوم، في ألمانيا، ليلاً. وكانت السماء تمطر شيئاً يتردد بين الماء وبين الجليد. ولف البلل والعتمة الاشياء كلها، وخيّم ضوء سميك مستعار من فيلم تعبيري من أفلام القرن العشرين. وها هو اليوم قرن آخر، وها هي مآسٍ أخرى، وأجزاء من تاريخ مضطرب يُكتب بعضه في ألمانيا، المحطة الأخيرة من هجرة تاريخية مصدرها سورية والعراق وإريتريا وغيرها من البلدان. فبين كانون الثاني (يناير) وتشرين الثاني (نوفمبر) هذا العام بلغ عدد طلبات اللجوء 965 ألفاً، ويقدر أن يتجاوز المليون قبل نهاية العام.
وكان مرجحاً ان تؤدي الهجرة العريضة الى فوضى عميمة. وعلى خلاف المتوقع أو المرجح استقبلت أمواج المهاجرين خطة وطنية واسعة تولت التدبير والتأطير والاستيعاب، وتصدرت الدفاع عنها أنغيلا مركل، المستشارة الألمانية. واستقبال القادمين كلهم يقتضي تقريباً الانتقال من عالم الى عالم. وبينما تدب المرارة في أوروبا، وتغلق هذه أبوابها، وتقترع للأحزاب اليمينية المتطرفة، احتسبت ألمانيا افتقارها الى يد عاملة، وتخطت الحاجز بواسطة خطة استقبال كبيرة تضاهي تلك التي أقرت بعد 1990 واقتضاها التوحيد مع شرق ألمانيا. يومها، هاجر 3 ملايين ألماني الى غرب ألمانيا. وفي أثناء الحرب في يوغوسلافيا السابقة، هرب مئات قاصدين ألمانيا. لكن الأمر، هذه المرة، أشد حدة. والقادمون، بدءاً بالسوريين، رحلتهم أطول بكثير من رحلة الذين لجأوا من يوغوسلافيا.
السوريون يلقاهم المراسل في أنحاء ألمانيا كلها تقريباً، حتى في بوخوم. فمن يقصد بوخوم غير أنصار فرق كرة القدم المتطرفين والمتحمسين؟ وبلاد الرو(هـ) ر، حيث بوخوم، غدت مقصداً مفضلاً. وحولها تتشابك الطرق العريضة والسريعة، وتنتشر مصانع تتعالى سحب الدخان من مداخنها، قرينة على عملها، وعلامة على استجابتها رجاء الذين كابدوا الأهوال في طريقهم اليها، وألقوا الرحال على أبوابها وقد استبد بهم الإعياء والإرهاق، جيوبهم خاوية وأولادهم بين أذرعهم وعلى أكتافهم وظهورهم. وها هم السوريون يسعون في حياة جديدة. و»الشباب»، شأنهم في وطنهم الذي غادروه، يعيشون جماعة ومعاً، خصوصاً في ليل بوخوم. وهم قبل هجرتهم كانوا معاً في الحرب، في سورية، جنوداً ومقاتلين أنفاراً في نزاع كبير هربوا منه الى المهجر، وليس في مستطاعهم الاعتراف بقتالهم في الحرب وأسماؤهم ينبغي كتمانها وتلقيبهم بكنى مثل أبوعبدالله وأبو بشير وأبو أحمد وأبوعمر.
غادروا سورية ودمارها، غادر بعضهم زملكا، في ريف دمشق، بعد قصفها بغاز السارين القاتل في آب (أغسطس) 2013. وبعضهم الآخر ترك الربيبة، البعيدة نحو 30 كلم من دمشق، وبوابة سلسلة جبال القلمون بين شمال العاصمة والحدود اللبنانية. آخرون غادروا الرقة، كرسي «خلافة» تنظيم «داعش»، لكن أبو عبدالله وأبو بشير، الماشيين في ليل بوخوم وفي اليد كوب الشوكولا الساخن، خلّفا وراءهما البلاد التي قاتلا فيها، ولا يريدان التفكير فيها. فهما يقصدان بوخوم، مدينة كرة القدم والجامعة والمصانع وأنصار الفرق الفوضويين والجعة وأمور أخرى.
فأبو عبدالله، وهو شاب عصبي لا ينام أكثر من ساعتين متصلتين ويبدو نهباً لنار تقض مضجعه، لا يزال عضواً في كتيبة مقاتلين في طريقها الى الاندثار. وكانت تعد 90 مقاتلاً، وتقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر في 2013، بضاحية دمشق. ولم يبق اليوم من المقاتلين التسعين غير عشرة أو أكثر بقليل، يقاتلون في القلمون قتالاً متقطعاً. هؤلاء ينعتون أبوعبدالله بـ «الخائن» و «الجبان»، وهو لا يملك نفسه عندما يروي هذا الفصل من سيرته، فيشحب وجهه، ويحاول تبرير فعله: «كان على عاتقي زوجتي وأمي وأولادي، ولا يجوز أن أتركهم يموتون في سورية». وبلغتهم أخيراً رسالة من مقاتل صديق يسرُّ له فيها بأنه «تعب» أيضاً، وينوي المغادرة. وأرفق برسالته صورة فوتوغرافية للقلمون، ولجباله الترابية النقية وغيمها. وتتردد أصداء المعارك البعيدة في الفضاء الاحتمالي، عبر واتساب وفَيْبر، وعلى شاشات السمارتفون في ألمانيا.
التقينا في بوخوم أبو بشير، وعمره 23 سنة، ولكن قسماته تنبئ بـ33 سنة. كان يهرّب سلاحاً بين لبنان وسورية، قبل أن يذهب الى مصر، حيث حُجِر عليــه ســـنة كاملة في القاهرة. ويروي: «أمرنا المهربون بالانبطاح في مؤخرة الشاحنة، كنا حوالى 60، ووقع بعضنا من الشاحنة أثناء سيرها فلم يقف السواقون، وحين أوقفنا الشاحنة أخيراً، تقدم رجال ملثّمون يلبسون ألبسة سوداً صوبي وقالوا:» انت سوري؟ إذاً انت من داعش، تعال معنا».
ضربوه وعذّبوه وابتزوه، الى ان اشترى منهم هربه. فذهب الى زوارة على الساحل الليبي. وركب مركباً الى ايطاليا انقطع محركه، وعامَ على مياه المتوسط 3 أيام على غير هدى. وأمرهم المهربون بالتلطي: «العرب فوق، والسود لصق القعر، الموضع الأشد تعرضاً للخطر». وأنقذهم في اللحظة الأخيرة خفر السواحل الايطاليون. وفي فانتيميغليا، بين إيطاليا وفرنسا، ضربتهم الشرطة، سد السكان أنوفهم قرفاً من روائحهم. وفي نيس، أرهقهم التعب وعسر النوم والاضطرار الى الانتقال من مكان إلى آخر.
وأخيراً ألمانيا. ومذ ذاك: شقة سكن من غرفتين، ودروس تعلم الالمانية، وتعويض مالي، وخطط، وحياة. وفي حجرة الاستقبال جهاز تلفزة للألعاب الالكترونية. سألت أبو بشير عن حيواته الكثيرة وهو في مقتبل العمر، كيف عاشها. فأجاب ضاحكاً، ورأسه يميل الى خلف:» أنا لم أطلق رصاصة واحدة. وبدت الحرب، ومعها التهريب، في أوائلها أشبه باللعب المثير، حسبنا أننا سنسقط السلطة ونربح الحرية، ثم تخربط كل شيء واضطرب، وقبل أن يُقبض عليّ هربت». طوال أيام الأسبوع، و3 ساعات في اليوم، يتعلم أبو بشير الألمانية. وهو ينبّه أصحابه حين يقصّرون عن التلفظ بـ «الشه» مع الإمالة الشفوية الملازمة. وكان بدأ درس المعلوماتية قبل الحرب، وتوليف الفيديو، وهو مصمم على استلحاق المستوى الألماني قبل ان ينصرف الى البحث عن عمل. «فهنا، في رينانيا الشمالية - فيستفاليا، فرص العمل متوافرة». وهو جال في الولايات كلها، وعلى دراية بمغانمها ومغارمها. ولا يرى ان الهجرة تصلح للهواة.
فـ «الشباب» كانوا مقاتلين متواضعين في حرب سورية. وهاهم يؤدون أدواراً متواضعة في مغامرة كبيرة مسرحها ألمانيا وأوروبا والخليط الكبير. وتتناول السيرة الجارية، سيرة هجرتهم، تفاصيل الحياة اليومية كلها. وهذا المساء، قرر «الشباب» التنزُّه في حي أضواؤه الخافتة تحيط الوجوه بهالات سود. وفي تجوالهم يشربون الشوكولا الحارة ويحدقون في العابرين والعابرات مثلهم، ومعظمهم جاء من البلقان أو أبعد، ومن جنوب آسيا وشرقها. وفي الاثناء، يغطي السوريون رؤوسهم بذيل معاطفهم، ويتلثمون بشالاتهم كأنهم يخشون التعرف (إليهم)...
ونقف «الشباب» وأنا، أمام «إيمبيس» (محل للأكل الخفيف) يتولى فيتنامي إدارته أو خدمته، ويقدم طعاماً نباتياً يُفترض ألا يُطعن في حلاله. فليس يسيراً في بلاد السجق البقري الاكل من غير قلق. ويقضي المهاجرون المسلمون ساعات طويلة في المخازن الكبرى (سوبر ماركت) يتقصون الكلمات الالمانية التي قد تعرب عن مواد علبة الطعام المعدنية ومصدرها، ويستعين بها المشتري على استبعاد الخنزير منها. ويسأل بعضهم:» كيف يقال «جيلاتين» (الهلام) بالألمانية؟ حتى بعض الحلويات استبعد أكلها، على رغم رخص سعرها، خشية تسلل مشتقات غير مأمونة الصفة إليها. ومن حسن الصدفة أن مغربياً يبيع الشوكولا بالفراولة في علبة ثمنها يورو، ويقسم انها حلال. ومع تقدُّم الليل، حان وقت الإياب والإنصراف الى قتل ركام الأعداء في اللعبة الالكترونية، وخوض معارك مصفحات ملحمية على السمارتفون، والكلام على هجمات باريس المقلقة ربما.
يسأل أبو عمر: هل ينتهي الأمر بالناس هنا الى حسبان السوريين أنصاراً لـ «داعش»؟ أبوعمر جاء من الرقة، وقاتل في صفوف «جبهة النصرة»، لكنه يتكتّم على الأمرين، ويزعم أنه طالب جامعي. ويحميه زعمه من إصرار المحققين الألمان على استجوابه وحمله على إفشاء اسماء زملائه وأصدقائه، يقول: «أنا لا أُحسِن التجسس ولا أداء دور المخبر». وينوي أبو عمر الزواج بألمانية، على خلاف اصحابه الذين «يغازلون» على مواقع التعارف، عربيات من بلدان متفرقة. ويقر بأنه لم يلق بعد جواباً مرحباً. وقبل العودة، أخيراً، الى البيوت، يعرج «الشباب» على محل لبيع السلاح. تقع الانظار على M4 يكاد يكون السلاح الذي كان في حوزة أبو عبدلله. «الآن اعترف بأن ذخيرتي لم تتجاوز 13 طلقة». وهو اشترى سلاحه بـ3 آلاف دولار وباعه حين عزم السفر الى أوروبا. وداعاً أيتها الحرب!
 
 
* مراسل الصحيفة (راسلها من الغوطة الشرقية في أيار- مايو 2013، ونقل ملحق «صحافة العالم» مراسلته في 5/6/2013)، عن «لوموند» الفرنسية، 13-14/12/2015، إعداد م. ن.
======================
نيزافيسيمايا غازيتا :نينا زابيلينا :روسيا في مأزق استراتيجي
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٣ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
نشرت وسائل إعلام صينية رسمية تقريراً قاتماً حول الوضع الاقتصادي الروسي، مفاده أنّ روسيا في مأزق استراتيجي، واقتصادها في أزمة شاملة، ولا يبدو أن ثمة حلاً سريعاً. ويقول التقرير أن جوهر الأزمة البنيوية في روسيا، هو تراجع الاقتصاد الصناعي وقطاع الزراعة. وتزامن صدور التقرير مع نهاية زيارة دميتري مدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، الصين.
ويقول خبراء الاقتصاد الصينيون أنّ الأزمة البنيوية للاقتصاد الروسي بدأت في مطلع عام 2012. وهي من أبرز أسباب عدم الاستقرار المالي والاقتصادي في روسيا في 2014 و2015. ويعتقد الخبراء أن الأزمة الأوكرانية هي وراء انزلاق روسيا إلى أخطر مأزق استراتيجي منذ بداية القرن. وإثر تراجع أسعار النفط والعقوبات الغربية، دخل الاقتصاد الروسي في مرحلة ركود. أمّا العلاقات الروسية - الأميركية فتشوبها أزمة ثقة وارتفاع حدة المواجهة. وعادت الخصومة بين روسيا وحلف الناتو من جديد. ويتساءل الصينيون: هل ستصمد روسيا أمام هذا الامتحان في وقت تعصف بها أزمة معقدة؟
ويرى الخبير الاقتصادي الروسي، إيغور نيكولاييف، أن صدور التقرير مع زيارة مدفيديف مستهجن. ويقول أنّ الصينيين يريدون إفهام الروس أن ما ينتظرونه من الصين لن يبصر النور، وأن بكين ستلقي لائمة تجميد المشاريع المشتركة على روسيا. ولسان حال التقرير ليس تباطؤ الاقتصاد الصيني المشكلة بل الأزمة في روسيا. ويختتم نيكولاييف بالقول أن تقويم الوضع في روسيا في محله، فيما خلا ما يتعلق بالقطاع الزراعي الذي يشهد نمواً لعامين متتاليين.
 
 
* صحافية، عن «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية، 18/12/2015، إعداد ع. ش.
======================
يجيدنفني جورنال» الروسي :ألكسندر غولتس :ثمن إذلال أميركا
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٣ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
تقطع زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لموسكو، الشك باليقين، بأنّ العملية العسكرية الروسية في سورية حققت نجاحاً باهراً. طبعاً، لا يدور الكلام على محاربة الإرهابيين من تنظيم «داعش»، ناهيك عن الانتصار عليهم، بل الأهداف الفعلية لهذه العملية.
أولاً، إثر كلام كيري للصحافيين، صار واضحاً أن واشنطن لم تعد تصرّ على الاستقالة الفورية للأسد. انتهى يوم كامل من المفاوضات المكثفة في موسكو، بتغيّر موقف كيري، فهو صار مؤيداً لموقف الكرملين القائل إنّ «مصير الأسد يقرره الشعب السوري». وهذا الموقف باللغة الديبلوماسية يقصد به أنّ الحاكم السوري سيبقى في منصبه إلى أجل غير محدد. ومقابل هذا التنازل، حازت الولايات المتحدة موافقة روسيا على عقد اجتماع أممي يوم الجمعة حول سورية في نيويورك، ووعدت موسكو مجدداً بعدم ضرب «المعارضة المعتدلة» والتركيز على «داعش». وليس تخلي كيري عن الموقف الأميركي المبدئي من الأسد، الانتصار اليتيم لبوتين ولافروف. فموسكو بلغت الغاية من المغامرة السورية، إثر تخلي كيري عن عزل روسيا في الساحة الدولية جزاء دورها في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم. عزل روسيا كان هدف السياسة الأميركية، كما أعلن الرئيس باراك أوباما في خطبته أمام مجلسي الكونغرس العام الماضي.
وفي وسع موسكو أن تحتفل. ولكن المشكلة الوحيدة هي أن ثمن «الانتصار» كان التضحية بأكثر من مئتي روسي قُتِلوا في هجوم إرهابي في مصر، ومقتل اثنين من القوات الروسية، وتحويل دولة صديقة، هي تركيا، إلى دولة معادية. ولكن إذا كنت ترغب في إرغام وزير خارجية القوة الأكثر نفوذاً في العالم على زيارة موسكو والخنوع أمامك، فإن الكرملين مستعد لدفع أي ثمن.
* عن موقع «يجيدنفني جورنال» الروسي، 16/12/2015، إعداد علي شرف الدين
======================
واشنطن بوست : الاتفاق الأممي «حبر على ورق»... موسكو تقود حرب الأسد
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٣ ديسمبر/ كانون الأول ٢٠١٥ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
أقرّ مجلس الأمن بالإجماع، قراراً يطالب بوقف الهجمات ضد المدنيين السوريين والمراكز المدنية والقصف الجوي العشوائي. وبعد أقل من 48 ساعة على القرار، شنّت المقاتلات الروسية 6 هجمات جوية على الأقل على «أهداف مدنية» في إدلب شمال سورية، وأودت بحياة كثر من السوريين. فانتهكت موسكو القرار الذي صادقت عليه للتو. وهذا الانتهاك يشير الى رأي فلاديمير بوتين بالاتفاقات الديبلوماسية التي تسعى إليها إدارة أوباما في سورية. فروسيا لا تقيم وزناً للديبلوماسية هناك. وكانت سوق شعبية ومحكمة في مرمى القصف الروسي في وسط إدلب. ونقل عن عمال الإغاثة، مقتل 43 شخصاً، وقال هؤلاء إن عملية انتشال عشرات الجثث المتفحّمة من الأنقاض لم تنتهِ بعد. وإدلب في قبضة تحالف معارض مؤتلف من فرق إسلامية، لكنها ليست على مقربة من اراضي «داعش».
الانتهاك الروسي يحرج دول مجلس الأمن، خصوصاً وزير خارجية أميركا الذي خرج قبل أيام من اجتماع جمعه بالرئيس الروسي، وأعلن أن بوتين سيأخذ بالاعتبار الاحتجاج الأميركي على قصف مناطق غير واقعة في يد «داعش». وجليّ أن بوتين لا يرغب في تعديل سياسته في سورية، ومفادها إعلان الحرب على «داعش» شكلياً، وقصف القوات المعارضة للديكتاتور السوري بشار الأسد فعلياً. وتلتزم روسيا تكتيكات الرئيس السوري، إذ تخوض حربه، فهي لا تقصف القوات المعارضة فحسب، بل تدمّر منشآت مدنية واقعة تحت سيطرة المعارضة. ووفق تقرير أممي صدر أخيراً، دمر القصف الروسي عشرات المستشفيات والمخابز في شمال سورية البعيدة من مناطق «داعش».
وأعلن تقرير صادر عن «منظمة هيومن رايتس ووتش»، أن القوات الروسية والسورية تستخدم قنابل عنقودية في المناطق المدنية، وأن هذه القنابل استخدمت 20 مرة منذ شن دمشق وموسكو عملية مشتركة في 30 أيلول (سبتمبر) الأخير. ويقول جون كيري، إن القرار الأممي يرسي للمرة الأولى، جدولاً زمنياً لحل سياسي انتقالي في سورية. وفي هذه المرحلة، يصاغ دستور جديد وتنظَّم انتخابات. وهذا كلام ضعيف الصلة بالواقع. لكن الدعوة الى وقف النار تعتق السوريين من نيران القصف، وتسمح بالانصراف الى قتال «داعش».
ولا تقوم قائمة للقرار الأممي، إذا لم تحمل طهران وموسكو الأسد على الالتزام به، وإذا لم تعدلا عن حملة إطاحة المعارضة. وإثر القصف الروسي، ترى الصحيفة أن كلام وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هو الأقرب الى الواقع، فالوزير ليس متفائلاً بما أنجزه القرار الأممي. فالقرار غير واعد.
 
 
* افتتاحية، عن «واشنطن بوست» الأميركية، 21/12/2015، إعداد منال نحاس
======================