الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23/10/2018

سوريا في الصحافة العالمية 23/10/2018

24.10.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية :
  • سوريا لن تُفرجنا وديوننا 83 مليار دولار .. "فايننشال تايمز" تكشف مصائب لبنان الإقتصادية
http://www.alankabout.com/lebanon_news/132758.html
  • ذا أراب ويكلي :القوة الروسية الناعمة تضع موسكو في مركز الفوضى السورية
https://www.alghad.com/articles/2508952-القوة-الروسية-الناعمة-تضع-موسكو-في-مركز-الفوضى-السورية
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس :موسكو تحاول فرض «قواعد جديدة» على إسرائيل في سماء سورية
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12ed1d2ey317529390Y12ed1d2e
 
الصحافة البريطانية :
سوريا لن تُفرجنا وديوننا 83 مليار دولار .. "فايننشال تايمز" تكشف مصائب لبنان الإقتصادية
http://www.alankabout.com/lebanon_news/132758.html
بعنوان "الصراع في سوريا يؤدي إلى تفاقم الضعف في الاقتصاد اللبناني"، نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية مقالاً تحدّثت فيه عن تأثير الحرب الدائرة في سوريا على الوضع المالي في لبنان، لا سيما مع تدفق أكثر من مليون سوري عبر الحدود الى لبنان.
ورأت الصحيفة أنّ المقاولين في لبنان يُدركون كيف يستفيدون من الأزمة، إذ لديهم تجربة بإعادة بناء البلاد بعد الحرب الأهلية، وكانوا يتوقعون ربحاً مماثلاً بعد نهاية القتال في سوريا المجاورة، لكن خططهم أحبطت.
وقال مارون الحلو، رئيس نقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء "يعتقد الجميع أنّه تمّت تسوية الأزمة السورية"، إلا أنّ الصحيفة عادت ولفتت الى أنّه مع مستقبل غير محسوم لسوريا واستمرار الجهود الدولية لتفادي معركة دامية في محافظة إدلب، أصبح الحلو أقل تفاؤلاً الآن، وأردف قائلاً: "أعتقد أننا سوف نتأخر سنة أخرى أو أكثر". كما دعا المعنيين الى إطلاق العملية اللازمة للحصول على الـ11 مليار دولار التي قدمها المجتمع الدولي خلال مؤتمر "سيدر" في باريس.
وتابعت الصحيفة أنّ سوريا تشكل عبئاً على الاقتصاد اللبناني، مما يزيد من مجموعة المشاكل التي تعوق نموه، فقد أعاقت الحرب السورية التي دامت سبع سنوات التجارة عبر الحدود، ودفعت أكثر من مليون لاجئ إلى لبنان، وعرقلت مجيء السياح الأجانب. ونقلت عن صندوق النقد الدولي أنّ إجمالي نمو الناتج المحلي الذي وصل إلى أرقام مضاعفة قبل عقد من الزمن تقريبًا من المتوقع أن ينخفض إلى 1 أو 1.5 في المئة هذا العام.
ومع المأزق السياسي في لبنان، يحذر العديد من الاقتصاديين من أن لبنان معرض لخطر التخلف عن سداد ديونه العامة المتضخمة البالغة 83 مليار دولار، أي ما يعادل 150 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبنان، وهو ثالث أعلى معدل في العالم.
وقال ديبلوماسي غربي للصحيفة: "لقد دفعت قضية النازحين السوريين لبنان نحو أزمة اقتصادية حتمية".
من جانبه، يلقي حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اللوم في المشاكل الاقتصادية على أزمة اللاجئين السوريين والحروب في الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة التي أوضحت أنّ البنك الدولي قدّر أن الأزمة السورية كلفت لبنان ما يقرب من 3 في المئة من نمو الناتج المحلي الإجمالي في عام 2014 وأن النازحين أضافوا 1.1 مليار دولار إضافية لتكاليف الدولة اللبنانية بين 2012-2014.
ويشير سلامة إلى "التوترات السياسية" في المنطقة وكذلك في بيروت، حيث حال المأزق السياسي بشأن تشكيل الحكومة دون إجراء إصلاح حقيقي. وقال سلامة: "لبنان بحاجة إلى حكومة لتنفيذ الإصلاحات لتعزيز الثقة عبر وقف توسيع القطاع العام ودعم القطاع الخاص". كما أعرب سلامة عن أمله في أن يؤدي الحلّ السياسي إلى رفع العقوبات في سوريا، والتي شكلت تحديات للمصارف على المستوى الإقليمي.
وأضافت الصحيفة أنّ صندوق النقد الدولي دعا لبنان إلى خفض الإنفاق العام من أجل تثبيت عجز الميزانية، لا سيما وأنّه يتم إنفاق ما يقارب الـ40 في المئة من الإيرادات الحكومية على رواتب القطاع العام، وبحسب وكالة موديز، فإن 40 في المئة تنفق على خدمة الديون المترتبة على لبنان.
وفيما تلوح أزمة اللاجئين السوريين في الأفق. انضمّ لبنان إلى روسيا التي لعبت دوراً حاسمًا في الحرب لصالح الحكومة السورية، من خلال السعي لإقناع الدول الأوروبية بدعم الجهود الرامية إلى إعادة اللاجئين إلى سوريا وتمويل إعادة الإعمار، وفقاً لدبلوماسيين غربيين وثلاثة مسؤولين لبنانيين.
إلا أنّ المانحين الاوروبيين الأساسيين رفضوا المشاركة بإعادة الإعمار ريثما يمّ تأمين عودة آمنة للنازحين أو إثبات وجود عملية سياسية في سوريا.
توازيًا، نقلت الصحيفة عن وزير الإقتصاد رائد خوري قوله إنّ المصارف تعتمد بالفعل على دخول النقد الأجنبي، مضيفًا: "يعتمد نظامنا النقدي على التدفقات المستمرة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في القطاع المصرفي والحفاظ على هذه التدفقات يعني زيادة أسعار الفائدة، للحفاظ على عمل هذا النظام".
ولكن بدون إصلاح مالي وإقتصادي هادف، يخشى الكثيرون من أن يستمر اقتصاد لبنان بالتأرجح على حافة الهاوية. وقال النائب ياسين جابر، الذي كان وزير اقتصاد بوقت سابق: "الأمر أشبه بالقيادة على طريق سريع وفقدان المخارج"، مشددًا على أنه "يجب أن نتجنب الوصول إلى طريق مسدود قبل أن يفوت الأوان".
وختمت الصحيفة التقرير بالإشارة الى أنّ المصرف المركزي اتبع منذ عام 2016 هندسة مالية غير تقليدية للحفاظ على ربط الليرة اللبنانية بالدولار الأميركي، وزيادة احتياطيات العملة الأجنبية، وتخفيض تكلفة تمويل ديون الحكومة اللبنانية.
المصدر: لبنان 24 - ترجمة: سارة عبد الله
==========================
ذا أراب ويكلي :القوة الروسية الناعمة تضع موسكو في مركز الفوضى السورية
https://www.alghad.com/articles/2508952-القوة-الروسية-الناعمة-تضع-موسكو-في-مركز-الفوضى-السورية
سايمون سبيكمان كوردول* - (ذا أراب ويكلي) 18/10/2018
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بينما تحولت الحرب السورية من حركة تمرد وطنية إلى لعبة تنخرط فيها قوى دولية، كرست روسيا نفسها كواحد من مراكز النفوذ الحاسمة في الصراع.
*   *   *
تونس- من إنقاذ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من الهزيمة في العام 2015، إلى إملاء مصير آخر محافظة سورية باقية تحت سيطرة الثوار في العام 2018، أثبتت القوة العسكرية الروسية أنها حاسمة للغاية في تحديد مسار الحرب الأهلية في سورية.
مع ذلك، وبنفس أهمية الثقل العسكري الذي أدخلته موسكو إلى حلبة الصراع، ثمة الثقة التي زرعتها روسيا في المواطنين السوريين، والتي سمحت لها بأن تتدخل كوسيط نزيه على ما يبدو في ميادين المعارك، حيث بدا أن النوايا الحسنة قد تبخرت.
وبينما تحولت الحرب السورية من حركة تمرد وطنية إلى لعبة تنافس بين القوى الدولية، كرست روسيا نفسها كواحد من مراكز التأثير الأكثر نفوذا في الصراع.
جذبت قوة موسكو الناعمة تركيز المفاوضات بعيداً عن المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، وفي اتجاه عمليات السلام التي يتعهدها الكرملين في كازاخستان والمدينة المنتجع الروسية الجنوبية، سوشي.
وفي داخل منطقة الشرق الأوسط، كرست روسيا نفسها كوسيط أساسي في الصراع؛ حيث تتمتع بالقدرة على الانخراط مع القيادة في إسرائيل بقدر ما هي قادرة على تقاسم الخبز مع رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران.
في دوما، عندما كان النظام متهماً بارتكاب أعمال تقترب من الإبادة الجماعية، تدخلت موسكو وتوسطت في التوصل إلى صفقة بين المدافعين عن دوما وبين دمشق.
وكان دور الروس في سورية "حاسماً إلى درجة أنهم أسهموا في الإبقاء على الأسد في السلطة وتكريس انطباع بمركزية روسيا في حل الصراع"، كما تقول آنا بورشيفسكايا، الزميلة الرفيعة في "معهد واشنطن".
في مواجهة تناقض الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، باعتبارهما معارضَين بشكل أساسي لبقاء الأسد في السلطة بينما كان الرئيس السوري سيحتفظ بها، ظهرت فُرجة استغلتها روسيا على الفور.
وتقول بورشيفسكايا: "انخرطت موسكو دائماً مع أولئك الأعضاء من المعارضة الذين لم يطالبوا بتنحي الأسد كمتطلب مسبق للشروع في إجراء محادثات. وفي الحقيقة، كان إصرار موسكو هو السبب في أن لغة بيان جنيف في العام 2012 كانت غامضة في تحديد أي مجموعات من المعارضة هي التي يمكن إشراكها في الحكومة الانتقالية. وكان هذا الغمموض الذي ساعدت موسكو في خلقه في المقام الأول، هو الذي استخدمته بعد ذلك لإشراك المجموعات والأفراد الذين لم يكونوا يطالبون برحيل الأسد كشرط أساسي".
على الأرض، أيضاً، أصبحت قوة روسيا الناعمة رمزاً محسوساً لوجود موسكو في سورية. وفي حين تدعو موسكو إلى دعم دولي لإعادة إدماج العدد الهائل من اللاجئين السوريين، وكذلك إلى المساعدة في إعمار المدن السورية التي دمرتها الحرب، يقوم برنامجها للمساعدات بتعزيز صورة دور روسيا الإيجابي في سورية.
يقول غريغوري لوكيانوف، خبير السياسة الخارجية الروسية والصراعات في المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو، لصحيفة "الفايننشال تايمز": "يشكل تحويل مناطق خفض التصعيد إلى مناطق للدعم الإنساني فرصة". وقال أن مجموعات المساعدة الإنسانية الروسية "تم إنشاؤها على عجل، وهي تكتسب المزيد من القوة".
في إطار الجهد الإنساني، تم تسليم أطنان من المساعدات الروسية إلى سورية، بينما تنخرط المنظمات غير الحكومية والبرامج العسكرية الروسية وتتنافس مع وكالات الإغاثة الدولية على إيصال الإغاثة التي تحمل العلامة الروسية.
وتقول بورشيفسكايا: "من المهم ملاحظة أن السياسة العسكرية التي استخدمتها موسكو اعتمدت على نشر جنود من أبناء شمال القوقاز". وجاء ذلك في جزء منه، لأنه يرجح أن تكون الخسائر في صفوف قوة قوقازية في أغلبها أقل إثارة للقلق بالنسبة لروسيا أوروبية ما تزال تعاني من آثار الذكريات التي صنعها تورط الاتحاد السوفياتي الكارثي في المستنقع الأفعاني خلال السبعينيات والثمانينيات.
مع ذلك، أكدت هذه السياسة على فكرة أن هؤلاء الجنود هم مسلمو روسيا الذين يهبون لمساعدة نظرائهم السوريين، في مقابل دوافع الخيرية الغربية والشفقة المسيحية.
وتضيف بورشيفسكايا: "على نطاق أوسع، إقليمياً، يمكن أن تجد موسكو الكثير من الجمهور المتلقي لخطابها. إنها تلعب على العواطف المناهضة للغرب في المنطقة... كما أنها تلعب أيضاً على العاطفة السائدة بين بعض أفراد الجيل الأكبر سناً بشكل عام، والذين يفكرون في الماضي بحميمية، حتى ولو بغير دقة، ويتذكرون أيام الاتحاد السوفياتي".
بذلك، رسخت روسيا نفسها كعنصر لا غنى عنه في أي نقاش حول مستقبل سورية. وعن طريق تأمين تدخلهم في واحد من أكثر صراعات العالم مرارة، بحيث يعكس مواطن تعاطف المواطنين الأصليين، تمكن الروس من تطهير الأرضية فعلياً من الاستياء المحلي الذي كان يمكن أن يصنعه تواجدهم العسكري في سورية.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :موسكو تحاول فرض «قواعد جديدة» على إسرائيل في سماء سورية
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12ed1d2ey317529390Y12ed1d2e
بقلم: عاموس هرئيل*
تنتهج روسيا، في الأسابيع الأخيرة، خطاً أكثر صرامة حيال إسرائيل في كل ما يتعلق بعمليات سلاح الجو الإسرائيلي في الساحة الشمالية. يطالب الروس بمزيد من التوضيحات من الجيش الإسرائيلي بوساطة "الخط الساخن"، وهو الآلية الهاتفية لمنع حدوث احتكاك جوي بين الطرفين، وجرى عدة مرات تشغيل المضادات الجوية ومنظومة الدفاع الروسية في سورية على خلفية عملية قام بها سلاح الجو في الشمال.
الإسرائيليون يفسرون السلوك الروسي بأنه رد على الحادثة التي أسقط فيها صاروخ سوري طائرة استخبارات روسية من طراز إليوشن، في 17 أيلول الماضي، في نهاية هجوم إسرائيلي جرى بمنطقة اللاذقية شمال غربي سورية. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قالا، في الأسبوع الماضي: إن إسرائيل تواصل العمل في سورية بهدف إحباط مساعي تعاظم القوة العسكرية لـ "حزب الله".
في نهاية الأسبوع الأخير، ذكرت الصحيفة الروسية "إزفستيا" أن روسيا زودت سورية، بعد الحادثة، بثلاث منظومات جوية، في أواخر أيلول، وهي من طراز أكثر تقدماً من صواريخ S-300، ولديها قدرة رادار وكشف عن أهداف أكثر ارتفاعاً. بالإضافة إلى ذلك قيل: إنه في المرحلة الأولى، على الأقل، سيشغل خبراء روس بطاريات الصواريخ، ويعتقدون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه في إمكان سلاح الجو، عند الحاجة، التغلب على البطاريات الجديدة ومهاجمة مزيد من الأهداف في سورية. ومن المتوقع أن تستغرق عملية إعداد الجنود السوريين وقتاً ما لاستعمال هذه البطاريات التي لم تصل بعد إلى مرحلة الجهوزية العملانية.
لكن الأهمية الأساسية للخطوات الروسية سياسية وعلى صعيد التصريحات: موسكو تلمح بذلك لإسرائيل بأنها تنوي تقييد حرية العمل الجوي للأخيرة في سماء سورية. ووجود جنود روسيين في مواقع البطاريات التي جرى نقلها إلى منظومة الدفاع الجوي السوري سيجعل من الصعب أيضاً على إسرائيل مهاجمة هذه البطاريات بحد ذاتها، إذا أطلقت صواريخ في اتجاه طائرات سلاح الجو.
قبل أسبوعين، قال نتنياهو: إنه تحدث مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وإن الاثنين اتفقا على لقاء قريب. وحتى الآن لم يجرِ الحديث عن تنسيق مثل هذا الاجتماع. في اللقاءات التي تلت حادثة سقوط الطائرة، أعرب الروس عن تحفظهم على الاقتراح الإسرائيلي إجراء اجتماع على مستوى سياسي رفيع، واكتفوا بمجيء وفد عسكري إسرائيلي برئاسة قائد سلاح الجو اللواء عميكام نوركين.
لقد عرض اللواء نوركين أمام نظرائه الروس النتائج التفصيلية للتحقيق الذي قام به سلاح الجو بشأن الحادثة، والذي يضع المسؤولية الكاملة لسقوط الطائرة على عاتق الجيش السوري. لكن روسيا رفضت نتائج التحقيق ونشرت روايتها التي اتهمت سلاح الجو بأنه أقدم على سلوك خطر، واستندت إلى جدول زمني مختلف تماماً لوصف الأحداث. وكان الانطباع في إسرائيل أن الروس زوّروا صور الرادارات التي نشروها بشأن الحادثة، كي يلقوا بالمسؤولية على طائرات سلاح الجو.
الخطوات الروسية لم تنهِ عهد الهجمات الإسرائيلية في سورية، لكن بعد مرور أكثر من شهر على الحادثة، من الواضح أن شيئاً أساسياً تغير في صورة الوضع، وأن إسرائيل بحاجة إلى خطوات مختلفة، على الصعيدين السياسي والعسكري، كي تواصل الاحتفاظ على الأقل بجزء من حرية العمل. على هذه الخلفية يبدو أنه من المناسب أن نفحص مجدداً السياسة التي انتُهجت في السنوات الأخيرة. سلسلة النجاحات التي حققتها أجهزة الاستخبارات وسلاح الجو خلقت شعوراً لدى المستوى السياسي بأن إسرائيل تستطيع أن تفعل تقريباً ما تشاء في أجواء سورية. ومن المحتمل أن مغزى التغيير الذي حدث في مقاربة موسكو ودمشق، على خلفية استكمال عملية سيطرة نظام الأسد على جنوب سورية، لم تستوعبها إسرائيل جيداً قبل حادثة إسقاط الطائرة الروسية.
بعد حادثة اللاذقية التي جرى خلالها إسقاط الطائرة، ذكر الجيش الإسرائيلي أن الهدف الذي هوجم اشتمل على آلات معدة لإنتاج منظومات لتحسين دقة الصواريخ التي يملكها "حزب الله". وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن الحرس الثوري الإيراني وعناصر "حزب الله" كانوا على وشك تهريب هذه الآلات من سورية إلى لبنان. بعد ما جرى، السؤال الذي يطرح نفسه: هل مثل هذا الهدف يبرر القيام بهجوم إسرائيلي في قلب منطقة النفوذ والاهتمام الروسي، وبالقرب من قاعدة سلاح الجو في حميميم والمرفأ البحري على ساحل طرطوس، اللذين تحتفظ بهما روسيا؟ لن تكون هذه هي المرة الأولى تحديداً التي يجري فيها استخدام قدرة تكتية واستخباراتية مهمة من شأنها توريط إسرائيل على الصعيد الإستراتيجي.
في الأسبوع الماضي، ذكرت شبكة التلفزة الأميركية فوكس نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية (بحسب تقارير في الماضي، بينها إسرائيل) أن إيران زادت مؤخراً من وتيرة شحنات السلاح إلى "حزب الله"، بوساطة رحلات مدنية إلى بيروت. وبحسب التقرير، فإن "أجهزة دقة" تستند إلى تركيب أنظمة تُوجه بواسطة الأقمار الصناعية (GPS) على صواريخ لدى "حزب الله"، قد نُقلت على متن طائرات بوينغ 747، بعضها توقف بصورة مؤقتة في مطار دمشق.
على ما يبدو، ليس لدى "حزب الله" القدرة التكنولوجية الكاملة المطلوبة لتركيب سريع وفعال لهذه الأنظمة على الصواريخ في لبنان، بصورة تتيح له تحسيناً سريعاً في دقة العديد من الصواريخ. في خطابه أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة، كشف نتنياهو الجهود التي تقوم بها إيران و"حزب الله" لإقامة خطوط إنتاج لتركيب هذه المنظومات بعدة مواقع في بيروت، بينها موقع تحت أرض ملعب كرة قدم بالقرب من المطار، وليس من المستبعد أن تتخذ إسرائيل في وقت قريب خطوات علنية أُخرى للكشف عن خطط "حزب الله".
رداً على كلام نتنياهو في الأمم المتحدة، قال الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله، في خطاب ألقاه في تجمع للحزب: إنه قد سئم مما تنشره إسرائيل وأنه لن يتطرق علناً إلى الاتهامات الموجهة إلى "حزب الله".
يجري تركيز الجهود الإيرانية على التهريب المباشر إلى لبنان، في مقابل تراجع معين سُجل في الشهر الأخير في التهريب عبر أراضٍ سورية. ولا يستبعدون في إسرائيل أن التغير حدث نتيجة طلب روسي، بعد حادثة إسقاط الطائرة. وهذا التطور يمكن أن يعبّر عن محاولة موسكو وضع قواعد لعبة جديدة في سورية وتقليص الاحتكاك بين إسرائيل وإيران هناك. وذلك كجزء من الجهد الرامي إلى ترسيخ سيطرة نظام الأسد.
عن "هآرتس"
==========================