الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 24/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 24/12/2017

25.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية  :  
الصحافة الفرنسية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة البريطانية  :
جارديان: طفل سورى لاجيء يبنى مدرسة.. ويتفوق على عزلته
سلّطت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، الضوء على  الطفل السورى اللاجيء بمخيمات لبنان "محمد الجندي" الذى تمكّن من بناء مدرسة، وهو في الـ١٦ من عمره الآن.
واضطر محمد اللجوء في أحد المخيمات في لبنان وهو في سن الـ١٢، ومن هناك بدأ يتعلم التصوير والإمساك بالكاميرات لإنهاء عزلته، مما أدى إلى سلسلة أحداث وصلت به إلى فتح مدرسة المخيم وهو في ال١٢ من عمره، وتم تسليمه جائزة من مالالا يوسفزاي.
وترك محمد مدينة حماه بسوريا، بعد أن هددت الحكومة السورية بالقبض على أمه، مما تسبب في هروبهم إلى مخيم لاجئين من قرب مدينة بيروت بلبنان.
روى محمد قصته مع التصوير، التي بدأت عند والده الذي أرسله إلى تعليم التصوير في لبنان، وهذا تسبب في تحسين حياة محمد كثيراً.
كما عمل محمد مع الكثير من الأطفال بالمخيم ولهذا قال أنه أكتشف أن بعض الناس كانت حياتهم أصعب من حياته، مما تسبب في أن يتخطى الحالة النفسية الصعبة التي كان يعاني منها.
وتم تكريمه محمد بجائزة سلام الأطفال الدولية وسيبدأ حياة جديدة في السويد.
 
========================
الصحافة الفرنسية :
لاكرويس :هل يجب الحديث مع بشار الأسد بخصوص مستقبل سورية؟
23 كانون الأول / ديسمبر، 2017التصنيف ترجمات ترجمة- أنس عيسى
بشار عدو الشعب السوري، أما عدوي فهو (داعش)”، ذلك ما أشار إليه إيمانويل ماكرون، يوم الأحد 17 تشرين الثاني/ ديسمبر 2017 من على محطة France 2.ثم تابع بقوله، في نهاية الحرب ضد التنظيم الإرهابي في سورية، “سيكون بشار الأسد” قائد الدولة السورية، والذي يطالب العديد من المعارضين برحيله الفوري، “محميًا من جانب أولئك الذين ربحوا الحرب على الأرض، سواء إيران أو روسيا، من هنا لا يمكن القول إننا لا نريد التحدث إليه أو إلى ممثليه”، أضاف إيمانويل ماكرون شارحًا.
زياد ماجد: “يناقض ذلك كل قيم فرنسا
هل يجب الحديث مع بشار الأسد حول مستقبل سورية؟ فيما يلي وجهة نظر زياد ماجد، الاختصاصي بالعلوم السياسية، والأستاذ في الجامعة الأميركية في باريس.
ألهمني كلام إيمانويل ماكرون بثلاثة تعليقات. بادئ ذي بدء، إن الحديث مع بشار الأسد جارٍ منذ العام 2012؛ فالعملية التي تُدار في جنيف برعاية الأمم المتحدة تتضمن حوارًا مع النظام السوري. عُقدت حتى الآن ثماني جولات مفاوضات. إضافة إلى ما سبق، فالأمم المتحدة حاضرة على الدوام في دمشق، كحال سفير النظام السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، الموجود دائمًا في نيويورك، حيث يحضر اجتماعات الأمم المتحدة.
علاوة على ما سبق، فإن مجرد القول إن “بشار سيكون هنا”، لأنه “محمي”، يكشف عن منطق معاكس للقانون الدولي، ويعتبر أن القانون السائد هو قانون الأقوى. يتناقض هذا القول وجميع القيم التي تدعي فرنسا الدفاع عنها في العالم، فهل يتوجب علينا العمل مع بشار الأسد، تحت ذريعة الاحتلال العسكري للروس والإيرانيين لسورية؟
بالتأكيد، يتم أخذ توازن القوى بالحسبان، عند بناء العلاقات الدولية، كما هي الحال مع الواقع الواجب التعامل معه، والواجب تعديله في الوقت نفسه. ولكن بموجب القانون الدولي، وجدت آليات -منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- تسمح، بالتحديد، بعدم التعامل مع شخص متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ولو كان هذا الشخص محميًا.
في النهاية، يعدّ قول إيمانويل ماكرون “بشار عدو الشعب السوري، أما عدوي فهو (داعش)”، صادمًا؛ لأنه يعني أن محاصرة بشار شعبَه وتجويعه، وارتكابه جرائم ضد الإنسانية، ذُكرت في تقارير هيئة الأمم المتحدة، ليس ذلك من شأن فرنسا. تطرد تلك الرسالة الشعب السوري من المجتمع الدولي، ومن حماية القانون الدولي، كما أنها تعني أيضًا أنه طالما تم ذلك في مكان ليس بالقريب، فلا بأس من ارتكاب المجازر.
بالطبع، يطرح تطبيق القانون الدولي العديد من المشكلات، ولكن يجب البدء بفرض احترام قرارات الأمم المتحدة، ومن بينها واحد، تم التصويت عليه في عام 2014 ولم ينفّذ البتة، يطالب بإنهاء الحصار في سورية. اليوم، يخضع جزء من سكان الغوطة، وفي بعض جيوب وسط البلاد للحصار والتجويع. لا يمكن لقرار كهذا أن يُطبق عند القول إن بشار الأسد سيكون محاورًا، ولكن بوضع الروس تحت الضغط، وبفرض عقوبات على مسؤولي النظام السوري، وبالقول إن من يبقون على الحصار سيدفعون الثمن أمام المحاكم الدولية… من الممكن البدء بإجراءات تهدف إلى إنشاء محكمة خاصة من أجل سورية.
إن منطق عدم القيام بأي شيء، بهدف تجنب الأسوأ، هو منطق هش؛ لأن الأسوأ يحدث مسبقًا. جعل باراك أوباما من استخدام الغاز الكيماوي خطًا أحمر، وعندما تم استخدامه في عام 2013، لم يبد الأميركيون ولا المجتمع الدولي أي ردة فعل؛ الأمر الذي قاد حتمًا لتشجيع الروس في دعمهم للنظام.
نديم حوري: “ليس السؤال “هل يجب”، ولكن “عن ماذا” نتحدث مع بشار الأسد.
هل يجب الحديث مع بشار الأسد حول مستقبل سورية؟ فيما يلي وجهة نظر نديم حوري، المختص في الشأن السوري، ومدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في منظمة (هيومن رايتس ووتش).
إن القول إن “بشار سيكون هنا”، هو عبارة عن استنتاج. هناك اليوم اعتراف بحقيقة أن بشار الأسد وحلفاءه: روسيا وإيران، هو في موضع قوة. لقد قاد التدخل الروسي (الذي بدأ في أيلول/ سبتمبر 2015، ملاحظة التحرير) والدعم الإيراني الهائل إلى تثبيت وحتى تدعيم نظام بشار الأسد، وبالتالي، لن يكون هناك أي تغيير بواسطة القوة.
ولذلك، لم يعد السؤال المناسب يتجلى في معرفة إن كان من الواجب الحديث مع بشار الأسد، وإنما عمّ يجب الحديث معه: إن كان يجب الجلوس معه للنقاش حول التعاون التقني في الصراع ضد الإرهاب، أو من أجل أن يقوم بدور حارس حدود أوروبا، فبكل تأكيد لا يجب الحديث معه. ولكن إن كان من الممكن أن تثمر المحادثات عن تحسين وضع وصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح عشرات الآلاف من المحتجزين، وانتقال سياسي وعدل… فلِمَ لا؟
في الحالة الثانية، يجب الحديث مع الحليف الروسي أو تبني استراتيجيات، كي لا تعطل موسكو الآليات الدولية لتحقيق العدالة، ويعتمد ذلك على الطريقة التي سيستخدم فيها الرئيس الفرنسي العلاقات التي يقول برغبته في بنائها مع موسكو، لضمان انتقال نحو سورية ديمقراطية، تتوقف فيها الأجهزة الأمنة عن التعذيب المنهجي، وعن إعدام المعارضين.
وإن استمر الروس، على سبيل المثال، في إحباط كل تقدم باتجاه تحقيق العدالة على مستوى مجلس الأمن، فلا شيء يمنع فرنسا من العمل لاقتراح محكمة خاصة، تمولها وتنشِئها الجمعية العامة في الأمم المتحدة. لا يجب أن نكون ساذجين، فنحن لن نتحدث عن تحقيق العدالة مع بشار الأسد، لأنه لن يسلم نفسه بنفسه.
من ثم، هنالك العديد من وسائل الضغط على روسيا، فألمانيا بالنسبة إليها شريك مهم، كما يعتبر الرئيس بوتين في حالة بحث عن الشرعية الدولية. يجب، إذًا، إرسال إشارة مفادها أن ذلك الاعتراف يمر عبر قيام موسكو بدور إيجابي في صراعات كالصراع السوري. وللوصل إلى ما سبق، على فرنسا العمل مع الأميركيين والشركاء الأوروبيين والإقليميين.
تمتلك روسيا، بدورها، ما يكفي من وسائل الضغط على النظام السوري، وعندما هددته بالتوقف عن حمايته في مجلس الأمن؛ سمح بدخول المحققين الدوليين، وأعطى جزءًا كبيرًا من ترسانته من الأسلحة الكيماوية.
بالتأكيد، تم تفصيل النظام السوري على مقاس بشار الأسد وعائلته، ولكن لم يعد يجب اقتصار النقاش حول سورية على إشكالية مستقبل الرئيس السوري، ويجب الحديث حول أسئلة تصب في العمق، وسيكون مصير بشار الأسد تحصيل حاصل للآليات التي سيتم تطبيقها.
========================
إلموندو: الطفل كريم رمزا جديدا لمعاناة سوريا
مصطفى السعيد 23 ديسمبر 2017 16:15
احتفل النظام السوري منذ يومين في حلب بالذكرى الأولى لاستعادة السيطرة على المدينة ورحيل المعارضة، والتي اختتمت بستة أشهر من الحصار الوحشي الذي تعرض له السكان المدنيون بشكل خاص.
وبحسب جريدة "إلموندو" الإسبانية، فأن في الوقت نفسه استمر حصار آخر في منطقة غوطة دمشق الشرقية التي تبعد 15 كيلومترا عن العاصمة، وقد تجسدت معاناة الحصار في الطفل كريم، الذي لم يتجاوز عمره الشهرين، حيث فقد إحدى عينيه وتعرضت جمجمته لكسر، كما فقد والدته.
ودشن نشطاء حملة تضامنية على مواقع التواصل الاجتماعي مع الرضيع كريم، والهدف منها هو رفع الحصار عن أكثر من 400 ألف مدني في غوطة دمشق الشرقية في غياهب النسيان، وأظهرت الحملة صورا ومقاطع فيديو للحالة المأساوية للرضيع كريم.
ونشر الأشخاص المشاركين في الحملة صورا يغطون فيها أعينهم، وكان أول المشاهير المنضمين لاعب الكرة القدم الفرنسي فرانك ريبيري ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
ووفقا للمعلومات المنشورة في العديد من وسائل الإعلام الدولية، أُصيب كريم في أكتوبر الماضي بعد ولادته بشهرين، بأول جراح له في الحرب عندما استهدفت نيران المدفعية سوقا في منطقة حمورية، وأدي القصف إلى مقتل والدته، فضلا عن العديد من النساء الأخريات، وبعد ذلك بعشرة أيام، اخترقت شظايا القصف منزله واعادته إلى المستشفى.
وأضيف أسم الطفل كريم الذي يعاني من كسر في جمجمته وفقدان العين اليسرى، إلى قائمة تضم 137 طفلا تدعو منظمة اليونيسيف إلى إجلاءهم الفوري من الغوطة الشرقية، ويبدو أن المهمة البسيطة، شاقه للنظام السوري الذي رفض حتى الآن توفير اجلاء طبي لنحو 500 شخص.
وحذر مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في الأمم المتحدة، من أن الأطفال الذين يبلغون من العمر شهرين فقط، سيموتون إذا لم يتم ضمان تصاريح الإجلاء على الفور.
وأوضح لوكوك أن 16 شخصا من الذين كانوا ينتظرون المغادرة قد لقوا مصرعهم، بينهم طفل عمره 45 يوما وفتاة تبلغ من العمر تسع سنوات ومعاق.
وأضاف منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، كل المطلوب هو اعطاء الضوء الأخضر من النظام السوري، لهؤلاء الأشخاص للذهاب إلى المستشفيات التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من الغوطة دمشق الشرقية.
الأسلحة المحظورة
وأدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" استخدام الأسلحة المحظورة دوليا في غوطة دمشق الشرقية وممارسات النظام المخالفة للعديد من الاتفاقات الدولية، وفي تقرير نشر أمس، أعطت المنظمة أمثلة على استخدام الذخائر العنقودية من قبل قوات بشار الأسد، والقيود المفروضة على حركة المدنيين والقيود على دخول المنتجات الأساسية والأدوية، مما يلحق ضررا مباشرا بالجهات غير المسلحة.
وأشارت المنظمة إلى أن قوانين الحرب لا تحظر الحصار شريطة ألا يعمل على إيذاء المدنيين ولا يتجاوز هدف المكاسب العسكرية، ولا يستخدم في محاولة لتجويع أو أعاقة أي مساعدات إنسانية.
ومع ذلك، تتحدى جميع الجهات الفاعلة في سوريا هذه القاعدة، فالحصار هناك يعتمد على عدم ادخال المساعدات الغذائية والأدوية، والذي يتسبب في زيادة مفاجئة في الأسعار ووفيات ناجمة عن أمراض التي يمكن علاجها بسهولة.
وتضاف إلى هذه المأساة في الغوطة، حملة مكثفة من القصف البري والجوي، ووفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن 190 مدنيا بينهم 52 طفلا، لقوا حتفهم في الغوطة في الفترة بين 14 و30 نوفمبر.
وتم طرح غوطة دمشق الشرقية واحدة وثلاث مناطق سورية أخري للحد من الأعمال العدائية التي تم إصدارها على طاولة المفاوضات في آستانا بموجب اتفاق بين روسيا وإيران وتركيا، وكثف المسؤولون ضغوطهم في المنطقة بعد هجوم شنه النظام السوري في منتصف نوفمبر.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :ليبرمان وسياسة «الرد المنضبط»!
بقلم: عاموس هرئيل
في الجانب السوري من الحدود، في الجزء الشمالي الغربي من هضبة الجولان، عاد الجيش السوري، مؤخراً، إلى التكتيك المتبع لديه. حاصرت وحدات من الجيش قرى سنية صغيرة وقدّمت لها انذارا نهائيا: الاستسلام وإعلان الولاء للنظام أو حرب ابادة. خطوة بعد اخرى يعود الرئيس بشار الاسد الى السيطرة على مناطق اخرى تم اخذها منه خلال سنوات الحرب الاهلية. الجيش السوري والمليشيات التي تعمل بالتنسيق معه يسيطرون الآن على 70 في المئة من مساحة الدولة ومعظم سكانها يقعون الآن تحت سيطرتهم. في صيف 2015 قبل تدخل روسيا العسكري سيطر الاسد على حوالي ربع مساحة سورية.
إطلاق سربين من الطائرات الحربية الروسية في خريف العام 2015 حرك عددا من العمليات التي انتهت بما يبدو اليوم كانتصار للنظام. في البداية في كانون الاول 2016 استسلم المتمردون في حلب، تحت الضغط الكبير للقصف الروسي من الجو. وفي هذه السنة في تشرين الثاني انهارت خلافة «داعش» في شرق سورية، بعد هجوم عنيف للتحالف برئاسة الولايات المتحدة. استسلام «داعش» تم استغلاله من النظام وايران والمليشيات الشيعية للسيطرة على مناطق واسعة اخلاها التنظيم المتطرف في الوقت الذي يطردون فيه تنظيمات للمتمردين من مناطق اخرى.
المرحلة القادمة، كما كتبت «هآرتس»، يمكن أن تحدث في جنوب الدولة قرب الحدود مع اسرائيل. النظام يريد السيطرة مجددا على منطقة الحدود مع لبنان في المداخل الشمالية في جبل الشيخ، وبعد ذلك، حسب التقديرات، تنوي وحدات الجيش السوري بدعم من «حزب الله» والمليشيات، طرد المتمردين السنة من وسط وجنوب الهضبة أيضا، والمناطق التي سيطروا عليها قبل نحو خمس سنوات. المواجهة يمكن أن تكون اكثر صعوبة؛ لأن نجاح النظام في مناطق اخرى جعل مئات المتمردين يهربون الى الجولان. فقط في فرع «داعش»، الذي يسيطر على جيب في جنوب الهضبة قرب مثلث الحدود مع اسرائيل والاردن، هناك حوالي ألف مقاتل.
هذه التغيرات تضع اسرائيل أمام معضلة جديدة، لها ايضا جانب أخلاقي. في السنتين الاخيرتين وبوساطة خطة «جيرة طيبة»، التي توفر علاجا وادوية وغذاء وملابس لسكان القرى القريبة من الحدود، تمكنت اسرائيل من تحسين علاقتها مع هذه القرى (وسائل الاعلام الغربية تتحدث عن أن المساعدة الانسانية تشمل ايضا ارساليات ذخيرة، ان لم يكن سلاح). ان التخوف من الشيطان الصهيوني الفظيع الذي أغرق جهاز التعليم السوري أدمغة مواطنيه بالتحريض ضده على مدى عشرات السنين، استبدل باحترام الجهود الاسرائيلية. ولكن ماذا ستفعل اسرائيل الآن اذا كان النظام يركز جهوده في اساليبه المعروفة لاعادة السيطرة على هذه القرى؟.
على المستوى السياسي وجهاز الامن هناك من ينظرون الى التطورات الجديدة نظرة تحليلية بارزة: عودة نظام الاسد قريبا من الحدود من شأنها أن تضمن فيها استقرارا اكبر وتوقف سيل الجهاديين السنة الذي يتدفق الى المنطقة. وتسمع تقديرات بأن التقاء مصالح الاسد وحلفائه الايرانيين سيتضرر كلما تعزز النظام، والرئيس السوري لن يمكنهم من الاقتراب من الحدود في أعقاب جيشه.
في المقابل، في الجيش الاسرائيلي هناك قلق من أن اسرائيل تنظر وهي مكتوفة الايدي الى مجرم الحرب، الذي يجني ثمار انتصاره. كل اطراف الحرب في سورية ارتكبت جرائم حرب فظيعة، لكن جرائم معسكر الاسد كانت هي الاصعب والاكثر منهجية منها جميعا. وقد اشار ضابط كبير قبل بضع سنوات الى أنه في اختبار التاريخ ستجد اسرائيل صعوبة في تبرير حقيقة أنها ردت بتسليم مطلق ولم تحرك ساكنا من اجل وقف ذبح الشعب الذي يجري على بعد بضعة كيلومترات، وهو قابل للايقاف.
هناك نوع من السخرية من حقيقة أن ليبرمان يضطر الآن الى تفسير سياسة الرد المنضبطة لاسرائيل على التحديات من قطاع غزة. الـ 30 صاروخا التي تم اطلاقها من قطاع غزة، التي اطلقتها التنظيمات السلفية منذ تصريح ترامب حول الاعتراف بالقدس، يبدو أن هذا التوجه كبح في الايام الاخيرة على خلفية خطوات ضبط متشددة اتخذها حكم «حماس» – هذا الاطلاق وضع حكومة نتنياهو أمام معضلة جديدة. إن معاقبة «حماس»، كما دعا الى ذلك آفي غباي ويئير لبيد، من شأنها توريط اسرائيل في حرب لا فائدة لها. في المقابل، ضبط النفس النسبي ازاء سقوط الصواريخ المستمر على مستوطنات غلاف غزة سيكون له ثمن سياسي داخلي، ويمكن أن يقنع «حماس» التي لديها مدى واسع للمناورة للسماح باطلاق آخر.
وزير الدفاع ليبرمان، المؤشر اليميني في «الكابنت» وبصفته وزير خارجية في زمن «الجرف الصامد»، والرجل الذي هاجم الحكومة بسبب ضعفها وعجزها حتى عودته المفاجئة اليها في ايار الماضي، ومن هدد اسماعيل هنية بالموت خلال ربع ساعة – يرى الآن الصورة بشكل مختلف قليلا. الامور التي يرونها من هناك لا يرونها من هنا. في الوقت الذي يطالب فيه اليسار والوسط بقيادة عملية، فان ليبرمان يفسر بهدوء لماذا الآن يكفي ما يقوم به الجيش الاسرائيلي. حسب تحليله الذي يعتمد على تقديرات الاستخبارات العسكرية، قال إنه يحتاج بضعة ايام الى حين تهدئة النفوس في القطاع. «حماس» تسعى الى حرف المواجهة مع اسرائيل الى قنوات مريحة لها، «ارهاب» في الضفة الغربية ومظاهرات قرب الجدار في القطاع، لكنها تخشى من استمرار اطلاق الصواريخ الذي لا تكون لها سيطرة عليه.
يوم الثلاثاء الماضي، زار ليبرمان مستوطنات غلاف غزة، وتم اجراء نقاش هادئ مع رؤساء المجالس في المنطقة، الذين لم يطلبوا من الجيش الاسرائيلي القيام بعملية فورية لاخضاع «حماس». جزء كبير من اللقاء خصص للاحتياجات العملية للمستوطنات: الاستمرار في البناء الذي حظي بالزخم على خلفية الهدوء الذي اعقب «الجرف الصامد»، نصيب للمزارعين، واجراءات التعويض عن ضريبة الاملاك. في الكنيست في القدس، على بعد عشرين دقيقة طيران بالمروحية ووجه وزير الدفاع بجو مختلف تماما، على شفا الذعر الامني.
لحسن الحظ، منذئذ وحتى كتابة هذه السطور، بدأ تساقط الصواريخ، والجهاز السياسي عاد للانشغال في تداعيات التحقيقات مع رئيس الحكومة. ولكن أقوال زعيم «حماس»، يحيى السنوار، عن خطر انهيار المصالحة الفلسطينية يمكن أن تثير اخطارا اخرى: تجدد الازمة الداخلية يمكنه التأثير على اسرائيل.
ازمة ترامب ايضا لم تنته بعد. السلطة الفلسطينية ما زالت تحاول بعث الحياة في المظاهرات في القدس والضفة، رغم تأجيل زيارة نائب الرئيس الامريكي مايك بينس الى المنطقة. في وسائل الاعلام الفلسطينية هناك جهود لتصنيف الاحتجاج كانتفاضة العاصمة.
قيادة السلطة يئست تماما من المسيرة السياسية، ولا تعلق آمالاً على مبادرة السلام العتيدة لترامب. النضال من ناحيتها انتقل الى الساحة الدولية. بجهود الانضمام الى منظمات جديدة وتمرير قرارات إدانة لاسرائيل. الرئيس محمود عباس لا يريد أن يذكر في التاريخ الفلسطيني كمن خضع لاسرائيل في المسألة الاكثر أهمية في المسائل الاساسية، القدس ومستقبل الاماكن المقدسة.
========================