الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 24/2/2018

سوريا في الصحافة العالمية 24/2/2018

25.02.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الفرنسية والعبرية :  
الصحافة التركية والايطالية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: سوريا .. لبنان جديدة في المنطقة
جبريل محمد 23 فبراير 2018 19:49
هل ستكون حرب إسرائيل وإيران عنوان الصراع الجديد من أجل النفوذ على أنقاض سوريا؟ ربما لا، ولكن بدأت لعبة حساسة، حيث يكافح واضعو السياسات في واشنطن وتل أبيب وموسكو وطهران لتحديد القواعد  الجديد في البلد الذي دمرته الحرب.
جاء ذلك في مقال للكاتب الأمريكي "ديفيد إغناتيوس" نشره بصحيفة "واشنطن بوست" حول ما يجري في سوريا حاليا، وتصدرها للمشهد من جديد بعد فترة من الهدوء النسبي، خاصة مع احتدام الصراع بين إيران وإسرائيل على النفوذ في البلد الذي دمرته الحرب، وتشبيه الكاتب، لسوريا بأنها مثل لبنان قبل عام 1982.
وقال الكاتب، إن المواجهة الإسرائيلية الإيرانية هي أخطر عامل جديد في سوريا، التي أصبحت محط أنظار العالم مرة أخرى بعد بضعة أشهر من الهدوء النسبي، حيث يحاول النظام السوري سحق المقاومة في الغوطة شرقي دمشق التي كانت تتلقى في الماضي الدعم من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وأصبح حمام الدم هناك مروعا، وناقش مجلس الامن الدولي الخميس الماضي قرارا بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، إلا أن روسيا منعت إصدار هذ القرار لرغبتها في استكمال الحملة الدموية.
هذه المرحلة الجديدة القاتمة من الصراع السوري، تتضمن إعادة حصار حلب، مع إضافة خطر حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران، هذه المشكلة الأخيرة تتعلق بالمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، خصوصا بعد إسقاط طائرة إسرائيلية من طراز F-16 خلال ضربها لأحد المطارات السورية التي انطلقت منها طائرة بدون طيار واسقطتها المقاتلات الإسرائيلية بعد دخولها الأجواء.
وأوضح الكاتب، إن مسؤول رفيع في إدارة ترامب لخص استراتيجية الردع ضد القوات الإيرانية في سوريا، بالقول: يجب على إسرائيل المحافظة على حريتها في مواجهة التهديدات الإيرانية في أي مكان بسوريا، ويتعين على الولايات المتحدة وروسيا توسيع المنطقة العازلة في جنوب غرب سوريا حيث لا يسمح للقوات المدعومة من إيران بالعمل هناك، وتبلغ مساحة حاليا حوالي 10 كيلومترات؛ وتريد الولايات المتحدة توسيعها لـ 20
ولكن هذه الصيغة البسيطة لا تعالج الأسئلة الأكبر التي تكمن في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الجديدة، وتتلخص حول هل يجب على إسرائيل العمل بشكل أوثق مع روسيا لتقليل النفوذ الإيراني؟، وهل يجب على الولايات المتحدة استخدام وجودها العسكري في شرق سوريا لضبط القوات الإيرانية؟.
وهناك أيضا تطور جديد مثير للجدل يناقشه بهدوء بعض المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، ويتمحور حول إمكانية أن تقوم القوات العسكرية الأمريكية وحلفائها الأكراد باحتلال الأراضي السورية شرقي الفرات، ثم تبدأ العمل على استعادة تدريجيا سلطة الحكومة السورية في ذلك الجزء من البلاد؟.
"عودة الدولة، لا عودة النظام" هناك تحذير هام، وهو: لا يمكن أن تعني هذه الاستراتيجية إعادة السلطة للرئيس بشار الأسد، الذي لن يغفر له الملايين من السوريين ذبح شعبه، لقد كان للأسد دور سام في ذبح الغوطة هذا الأسبوع.
ويجمع خبراء في واشنطن وموسكو وتل ابيب حول وجود صفقة محتملة بين الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا، القوات السورية التي يقودها الاكراد، والجيش السوري، والدولة التي يتم إصلاحها، وتحالف الحكومة الكردية قد يكون حصنا أفضل ضد النفوذ الإيراني، من الاحتلال الأمريكي، ويمكن أن يكون أيضا العمود الفقري لإصلاح سوريا.
وبحسب الكاتب، لاستبعاد النفوذ الإيراني في سوريا، تحتاج الولايات المتحدة إلى استراتيجية متماسكة، واشنطن لديها نفوذ ولكن يبدو غير متأكدة من كيفية استخدامه، مما يغري منافسين مثل روسيا وتركيا وإيران، ويقول "نورمان رولي" الرئيس السابق للعمليات الإيرانية في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية:" الخيار الأكثر تكلفة في الشرق الأوسط لا يفعل شيئا، وهذا يفرض ببساطة تكاليف أكبر على صناع السياسة في المستقبل".
في الوقت نفسه، تكرر إيران في سوريا قاعدة السلطة الإيديولوجية المنضبطة التي طورت في لبنان والعراق واليمن، ويقول "رول" إن" الإيرانيين يزدهرون بسبب ثلاثة عوامل، الفوضى السياسية الداخلية، والأقلية الشيعية المحاصرة، وخط النقل اللوجستي إلى طهران، وكل هؤلاء موجودون في سوريا.
وبدراسة كيفية بناء إيران لهذه القوة تجد الإجابة في الميليشيات التي غالبا ما يطلق عليها اسم "حزب الله السوري"، إنها صغيرة نسبيا ومتنقلة، ووفقا للمحلل السوري "أيمن جواد التميمي" فقد حارب التنظيم في دمشق وتدمر وحلب وأنشأ فروعا في شمال شرق وجنوب غرب سوريا.
وبحسب الكاتب، ما يحدث في سوريا، وعدد القوات الأجنبية التي تحارب بالوكالة هناك، يعيد للأذهان ما حدث في لبنان قبل الحروب الإسرائيلية في أعوام 1982 و 2006، الولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية بحاجة لرسم طريق نحو الاستقرار، أو أن هذه الكارثة سوف تزداد سوءا.
==========================
مجلس الأطلسي :الخسائر الروسية ونيَّة موسكو
فريدريك سي. هوف – (مجلس الأطلسي) 13/2/2018
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
تشير التقارير الواردة من موسكو بأن عدداً ما من الروس المسلحين –بما يصل إلى نحو 200- قد قُتلوا على يد التحالف المناهض لتنظيم "داعش" تحت قيادة الولايات المتحدة، بعد عبور خط نهر الفرات لمنع الاشتباك في شرق سورية يوم 7 شباط (فبراير). وإذا كانت هذه التقارير صحيحة، فقد كان هذا هو الحادث الأكثر دموية بما لا يقاس بالنسبة للأفراد الروس في تدخل موسكو العسكري في سورية في نهاية أيلول (سبتمبر) 2015.
تبقى الدرجة التي عرف بها الكرملين مسبقاً عن الاجتياز سيئ المشورة لنهر الفرات، غير واضحة. وتقول المصادر العسكرية الأميركية أن الاتصالات بينهم وبين نظرائهم الروس في سورية لم تعانِ من الانهيار أبداً، وأن سلاح الجو الروسي لم يتدخل مطلقاً نياباً عن الغزاة.
على الرغم من أن موسكو أصدرت تصريحات دعائية في أعقاب العملية، عن الشهوة الأميركية لموارد النفط السورية والنفور الأميركي من قتال "داعش"، فقد كان رد فعل الكرملين على الخسائر الروسية مكبوت الصوت. واقترحت بعض التقارير أن أثقل الخسائر كانت في صفوف الشيشان. وقالت أخرى إن القوة المهاجِمة كانت تتكون من أفراد من مختلف أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق. ومع ذلك، اقترحت تقارير أخرى أن المهاجمين كانوا مرتزقة يعملون على أساس ارتباط بحبل طويل يبقيهم على مسافة بعيدة من الكرملين.
كان المرء ليتوقع أن يُستخدم في عملية جسّ نبض من هذه الطبيعة مرتزقة أفغان أو عراقيون من الذين تجندهم إيران بشكل حصري. وقد ظل هؤلاء حتى الآن هم السلع الاستهلاكية –علف المدافع- المفضلة في داخل الصفوف الموالية لنظام الأسد. ومع ذلك، تشير بعض التقارير إلى أن هناك، بالإضافة إلى الخسائر الروسية، وحدة نظامية من الجيش السوري، والتي ضُربت بشدة أيضاً. وقد أصبح جيش الأسد منضَّباً حتى أنه لم يعد من المفاجئ أن يتم تلقيم وحدات نظامية قصداً في مفرمة اللحم.
ليس من المفاجئ على الأطلاق أن الوحدات التابعة لنظام الأسد ربما تحاول اختبار عزم أولئك الذين يحاولون إضفاء الاستقرار على شرق سورية. وكان علي أكبر ولايتي، مستشار السياسة الخارجية للمرشد الإيراني الأعلى، قد قال مؤخراً لوكالة ميهر الإيرانية للأنباء: "إما أنهم (الأميركيون) سيغادرون شرق الفرات في سورية، أو أننا سنطردهم من هناك". وربما كان القصد من تقرُّب جس النبض الذي وقع يوم 7 شباط (فبراير) –على الرغم من تكوين القوة المهاجِمة- هو أن يكون بمثابة اختبار لمدى استعداد المدافِعين للدفاع. وينبغي أن تقنع نتائج الاختبار السيد ولايتي على الأقل بأن الوسائل غير المتماثلة لمواجهة استقرار ما بعد "داعش" في شرق سورية هي أكثر احتمالاً لتحقيق النجاح من استخدام الهجمات المباشرة.
في حقيقة الأمر، يبدو أن المكان الذي تتلاقى فيه المصالح الروسية والإيرانية في سورية هو تصميمهما المشترك على طرد الولايات المتحدة من سورية ومن المنطقة الأوسع. وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات، قاتل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" –والذي ليست روسيا وإيران ولا نظام الأسد أعضاء فيه- من أجل تخليص شرق سورية من الخلافة الزائفة ومجموعة السارقين والقتلة والمغتصبين الذين جذبتهم إلى سورية. وخلال هذا الوقت، أولت روسيا، وإيران ونظام الأسد القليل من الاهتمام لـ"داعش"، مركزين قوة نيرانهم بدلاً من ذلك على إنقاذ الأسد باستخدام حملة من العقاب الجماعي، والتي ميزتها ممارسات الإبادة الجماعية. ولن يكون من المستغرب مطلقاً أنهم يسعون الآن إلى المساعدة في انبعاث "داعش" من خلال محاولة تقويض استقرار المنطقة التي تم تحريرها من الخلافة.
في كانون الأول (ديسمبر) 2017، كافأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه بلحظة "المهمة أنجزت" وأعلن –للمرة الثانية منذ أيلول (سبتمبر) 2015- أن القوات الروسية سوف تنسحب من سورية. ولا شك في أن الجمهور المستهدف لهذه القطعة من التضليل هم الناخبون الروس الذين يسعى بوتين إلى كسب دعمهم في الانتخابات الرئاسية في آذار (مارس) 2018.
حتى مع أن خسائر روسيا كانت في الحدود الدنيا، فإن نظاماً كليبتوقراطياً سوف يخشى دائماً من تنامي المشاعر الشعبية بأن الموارد الشحيحة أصلاً يجري تبديدها على مغامرات خارجية عديمة الجدوى. وفي الحقيقة، سمع القادة في إيران –بما هم عليه- هذه الرسالة بصوت عالٍ وواضح خلال الموجة الأخيرة من الاحتجاجات في بلدهم. وقد تمكن بوتين حتى الآن من تحييد هذه الحجة على الصعيد المحلي عن طريق الادعاء بأن نجاح موسكو في إنقاذ الرئيس الأسد غير المثير للإعجاب هو العرض (أ) لعودة روسيا إلى مكانة القوة العظمى. وبهذا المعنى، يكون رد فعل الكرملين الصامت على عملية 7 شباط (فبراير) الفاشلة مفهوماً تماماً.
كما أن تصميم روسيا على البقاء عسكرياً في سوريا حتى يصبح بشار الأسد آمناً تماماً هو أمر مفهوم تماماً بالمثل. ومع ذلك، حتى لو اختفى كل أعداء الأسد اليوم، وحتى لو تخلت الولايات المتحدة عن مهمة إضفاء الاستقرار على شرق سورية غداً، فإن عميل روسيا سيكون رئيساً على حفرة يتصاعد منها الدخان. ولا تمتلك موسكو ولا طهران الموارد أو الاهتمام بإعادة أعمار الشيء الذي ساعدتا في تدميره. ويمكن توقع أنهما ستعمدان إلى ابتزاز أوروبا غربية خائفة من مواجهة موجة هجرة شبيهة بموجة العام 2015.
ربما لن تُعرَف الحقيقة الدقيقة الكامنة وراء الهجوم الكارثي يوم 7 شباط (فبراير) أبداً. ما الذي دار في خلد المهاجمين؟ هل اعتقدوا حقاً أن القوات الأميركية ستسمح بانتهاك خط نهر الفرات لمنع الاشتباك؟ ربما كان الأمر كذلك. ربما خلطوا بينه وبين خطٍ أحمر آخر ذهب منذ سنوات!
==========================
لوس انجلوس: اميركا طلبت من اسرائيل قصف الجيش السوري حول الغوطة وبوتين يهدد نتنياهو طائراتكم لن تعود
فى: فبراير 24, 2018 10:23 صفى: slider, الأخبارمشاهدات  طباعة البريد الالكترونى
ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز ان اميركا طلبت من سلاح الجو الاسرائيلي قصف الجيش السوري حول الغوطة الشرقية ومنعه من اقتحام الغوطة، لكن الرئيس الروسي بوتين اتصل برئيس وزراء اسرائيل نتنياهو وطلب منه عدم القيام بأي غارة في منطقة الغوطة الشرقية.
والا فان روسيا ستسلم سوريا من الان وصاعدا منظومات الدفاع اس 400 لتنشرها على كامل الاراضي السورية، وانها لن تترك مجالا للطيران الاسرائيلي لقصف منظومات الدفاع اس 400 اثناء ايصالها لسوريا وتركيبها لان الجيش السوري في ذاته هو الذي سيوصل منظومات الدفاع اس 400 الى مرفأ اللاذقية ثم يرافقها الجيش الروسي مع خبراء ومهندسين وجنود وضباط يصل عددهم الى 32 الف جندي ويقومون بنشر صواريخ منظومة الدفاع اس 400 في كامل الاراضي السورية. واذا قام الطيران الاسرائيلي بقصف اي منظومة دفاع اس 400 فمعنى ذلك انه سيقتل ضباط وجنود من الجيش الروسي وقال الرئيس الروسي بوتين الى الرئيس نتنياهو ان هذا يعني ان روسيا ستكون في حالة حرب مع اسرائيل، اذا هاجمت طائرات اسرائيلية منظومة الدفاع اس 400 وقتلت جنود من الجيش الروسي.
بعد ساعة من الان والساعة الان هي يوم الجمعة في 23 شباط هي العاشرة الا عشرين دقيقة بتوقيت بيروت، فان مجلس الامن سيجتمع للتصويت على قرار كويتي – سويدي لوقف اطلاق النار مع موافقة 10 دول غير دائمة العضوية في مجلس الامن وموافقة اميركا وفرنسا وبريطانيا والصين عليه باستثناء طلب روسي بتعديله مع اعطاء روسيا جو ايجابي تجاه القرار.
وبانتظار قرارات مجلس الامن يستمر القصف المتبادل بين القوى التكفيرية في الغوطة الشرقية والجيش السوري وحلفائه لكن دون حصول معارك واقتحامات وهجومات. ويبدو ان الغوطة الشرقية اصبحت حربا دولية او حرب نفوذ كبرى من قبل اميركا وروسيا على الارض السورية. وهذا الصراع الاميركي – الروسي سيحدد مستقبل سوريا بالنسبة الى الحل السياسي وكيفية تنفيذه سواء لمستوى وضع دستور جديد واجراء انتخابات نيابية جديدة وتشكيل حكومة من المعارضة والنظام واجراء انتخابات رئاسة جمهورية. لكن هنا نذكر ان هذا الامر غير وارد لدى القيادة العسكرية والسياسية في سوريا لان الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد مقتنع بضرب كافة التنظيمات التكفيرية قبل الوصول الى تسوية سياسية، وان كل وفود المعارضة التي تأتي الى جنيف وغيرها للتفاوض مع وفد النظام لا تسيطر على 100 مقاتل في سوريا، بينما الـ 11 قوة تكفيرية من تنظيمات اسلامية متطرفة وهي التي تقود الحرب ضد النظام السوري غير موجودة في مفاوضات جنيف وغير موجودة في اجتماعات سوتشي في روسيا، ولا تريد حل مع النظام. كذلك النظام لا يقبل باستمرار وجودها.
==========================
وورلد بوليتكس ريفيو :ما الذي تكشفه سورية عن مستقبل الحرب؟
ستيفن ميتز* – (وورلد بوليتكس ريفيو) 16/2/2018
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
أسبوع وراء أسبوع، وشهر وراء شهر، تستعر الحرب السورية الرهيبة الطاحنة بلا انتهاء، ويُقتل فيها المتحاربون من عديد الدول –والأكثر مأسوية من الجميع، المدنيون السوريون –الضحايا العرَضيون، بل المقصودون في كثير من الأحيان، لصراع الأطراف المتحاربة. وكما كتبت ليز سلاي ولوفداي موريس مؤخراً في صحيفة "الواشنطن بوست"، فإن "حرباً بدأت باحتجاجات سلمية ضد الرئيس بشار الأسد سرعان ما تحولت إلى تدافع عالمي للسيطرة على ما يتبقى من سورية الممزقة، وبما يَعرض خطر اندلاع صراع أوسع نطاقاً. وتحت سماء مزدحمة بطائرات نصف دزينة من البلدان، تقاتل مجموعة متنوعة من الفصائل المدعومة من القوى المتنافسة بعضها البعض في تكوينات مذهلة تدير الرأس".
من السهل النظر إلى الحرب السورية على أنها فظيعة بطريقة فريدة، وعلى أنها نتيجة كارثية للجغرافيا، ووحشية الأسد الجبانة، وانتشار الجهادية وأيديولوجيتها الخبيثة، والتدخلات الأجنبية. لكن سورية في واقع الأمر تشكل رمزاً وتجسيداً، ونافذة مرعبة على مستقبل الحرب.
عمل خبراء الأمن لسنوات من أجل فهم الطابع المتغير للحرب، مدركين حقيقة أن العالم يمكن أن يجد لها حلولاً فقط بعد فهم هذا التغير، أو العثور على طرق لتخفيف العنف على الأقل. ومن خلال استلهام الصراعات المعقدة في منطقة البلقان، والتي أعقبت انقسام يوغسلافيا في التسعينيات، وصفت الأكاديمية البريطانية، ماري كالدور، على سبيل المثال، ما أسمته "الحروب الجديدة" التي اعتقدت أنها ستهيمن على البيئة الأمنية لفترة ما بعد الحرب الباردة. وسوف تكون الجهات التي تخوض هذه الصراعات، كما اعتقدت كالدور، تركيبات متحولة من الدول واللاعبين من غير الدول. وسوف تقوم هذه الحروب على أساس عناصر مثل الهوية أو الدين، أكثر مما تقوم على الأيديولوجية السياسية. وسوف يستخدم المتقاتلون التخويف والإرهاب للسيطرة على السكان. وسوف يمولون جهودهم من خلال الضراوة والجريمة، مما يفضي إلى ظهور "اقتصادات الحرب" التي تزود المتحاربين بمصلحة خاصة في الإبقاء على العنف مستمراً.
قوبلت أفكار كالدور بالنقد من بعض مفكري الحرب الآخرين الذين قالوا إن ما تصفه ليس جديداً، وإنما هو عُرف تاريخي للصراعات الداخلية. وفي حين أن هذا النقد كان صحيحاً إلى حد كبير، فقد كانت كالدور تتحدث عن شيء يتعلق بطابع صراعات فترة ما بعد الحرب الباردة. وسواء كان ذلك جديداً أم لا، فإنه بعد أن خبا عنف البلقان، اندلع شيء مثله من العراق إلى ليبيا إلى السودان. وبالعديد من الطرق، تشكل سورية اليوم مجرد طفرة أكثر تدميراً من حروب كالدور الجديدة، ببسانطة. وهي تَعرض أيضاً معاينة مخيفة لما قد تجلبه العقود القادمة.
إذا كانت سورية تصلح لأن تكون نموذجاً حقاً، فمن المرجح أن تتميز حروب المستقبل بالعديد من الخصائص المميزة. وسوف يعرض هذا المقال أربعا من خصائصها الأكثر إدهاشاً. وفي مقال لاحق، سوف أحفر أعمق وأستكشف الخصائص الاستراتيجية لحروب المستقبل التي تؤشر عليها سورية، بما في ذلك تداعياتها على الولايات المتحدة.
الخاصية الأولى التي ربما تكون الأكثر تمييزاً للحرب السورية، هي تعقيدها الخادع والمميت. فبدلاً من دولتين أو تحالفين يقاتلان بعضهما بعضاً، تجري العديد من المعارك المتشابكة في نفس المكان والزمان. وفي الفترة الأخيرة، أرسل كولين كاهل، المسؤول السابق في إدارة أوباما الذي يعمل الآن أستاذاً في جامعة جورجتاون، تغريدة على "تويتر" وكتب فيها إن هناك الآن خمسة محاور رئيسية للصراعات الدائرة في سورية: الولايات المتحدة وقوات سورية الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد، في مقابل نظام الأسد؛ وتركيا في مقابل قوات سورية الديمقراطية وميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة معها؛ ونظام الأسد وحلفاؤه الخارجيون –روسيا، وإيران وحزب الله- في مقابل طيف من مجموعات المعارضة السورية؛ والآن إسرائيل في مقابل إيران، في صراع يتكشف عبر مرتفعات الجولان.
يؤدي هذا التشابك إلى دفع العنف في اتجاهات لا يمكن التنبؤ بها. فعلى سبيل المثال، يقوم الأسد بهدوء بمساعدة الأكراد السوريين ضد تركيا، في حين تقوم قوى موالية للنظام بمهاجمة الميليشيات الكردية. ويعرقل تشابك الحرب السورية التوصل إلى أي حل للصراع، بما أن كل لدى كل مشارك سبب مختلف وشركاء مختلفون، وغاية نهائية مختلفة.
ثانياً، توحي الحرب السورية بأن مستقبل الصراعات سوف يتضمن تكويناً من القوى، والذي سيكون مشروطاً بالموقف، بدلاً من التحالفات الدائمة. وبأحد المعاني، تبدو الحرب السورية عتيقة الطراز: فقد دعمت روسيا وإيران سلالة الأسد لسنوات. لكن الولايات المتحدة وتركيا –الحليفتين القديمتين في الناتو واللتين تشاجرتا في كثير من الأحيان- تقفان في أطراف مختلفة ويمكن أن ينتهي بهما المطاف إلى صراع مباشر. وهذا مجرد واحد فقط من التحالفات والعداوات الغريبة، بل وحتى الغرائبية، الحاضرة في سورية اليوم. والقائمة تطول كثيراً.
ثالثاً، يُظهر الصراع السوري أنه على الرغم من التكاليف البشرية الهائلة المعلَن عنها جيداً للحروب المعاصرة، فإن المجتمع الدولي فقد قابليته للتدخل الإنساني. وكان هناك اهتمام متزايد بالتدخل الإنساني بعد حروب البلقان في التسعينيات والفشل في وقف الإبادة الجماعية في رواندا في العام 1994، لكن الفوضى التي أعقبت التدخل العسكري الذي قاده حلف الناتو في ليبيا في العام 2011، امتص الحياة من هذا الاهتمام. واليوم، ثمة كوارث إنسانية مستمرة –ليس في سورية فقط، وإنما أيضاً في اليمن، وجنوب السودان وميانمار. لكن الدول القوية في العالم لا تنطوي على أي اهتمام بصنع السلام في هذه الأماكن وغيرها. ومن المرجح أن يستمر هذا الافتقار إلى الرغبة في وقف الكوارث الإنسانية –أو حتى الإبادة الجماعية المباشرة.
رابعاً، تجسد سورية شيئاً كان واضحاً منذ عقود: أن الأمم المتحدة ليست في وضع مناسب للعب دور رئيسي في الحروب الحديثة المعقدة، خاصة عندما يكون الأعضاء الدائمون لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذين يتمتع كل منهم بحق النقض لحماية تصرفاته، متورطين في هذه الحروب. ولكن، ليست هناك أي فرصة أيضاً لأن تخدم أي منظمة دولية أخرى –باستثناء منظمة شمال الأطلسي (حلف الناتو)- كمنصة للعمل الجماعي لإيقاف حرب ما. وبعد ليبيا، حتى الناتو نفسه أصبح من غير المرجح أن يفعل ذلك خارج أوروبا.
وإذن، هذا هو ما تقترحه الحرب السورية حول مستقبل الصراعات: سوف تكون صراعات بالغة التعقيد بشكل يصعب حله؛ وسوف تتضمن تكوينات ومشاركين محددين بالصراع المعني؛ ولن تكون هناك تدخلات إنسانية لوقف الحروب؛ ولن تكون الأمم المتحدة عاملاً فاعلاً. لكن هذا ليس كل شيء، وسوف يشرح المقال التالي الكيفيات.
==========================
واشنطن بوست : من يسيطر أخيرا على حطام سوريا؟
شهدت مدينة ميونيخ بألمانيا منتصف الشهر الجاري مؤتمرا دوليا للأمن بحضور رفيع ناقش العديد من القضايا الأمنية الدولية والإقليمية، ومن بينها الملفات الشائكة في العالم العربي والمنطقة.
وانطلاقا من هذا الحدث الأمني الدولي وبما يهم منطقة الشرق الأوسط، يشير الكاتب ديفيد إغنيشاس إلى ما تشهده سوريا، ويقول في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست إن هذه البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سبع سنوات تعود لتشكل قمرة القيادة الرهيبة مرة أخرى، وذلك بعد بضعة أشهر من الهدوء النسبي.
فمن يتصارع في سوريا، ومن يريد السيطرة على حطامها، وما هي أبرز الدول اللاعبة فيها وما هي أهدافها؟ كلها أسئلة يدور في إطارها مقال الكاتب.
ويشير إغنيشاس إلى تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقطعة من طائرة بدون طيار إيرانية أسقطتها إسرائيل مؤخرا، بينما يحذر طهران كي لا تحاول اختبار الحل الإسرائيلي في هذا السياق مرة أخرى.
ويتساءل الكاتب: هل تتجه إسرائيل وإيران إلى الحرب، وذلك أثناء تناورهما الجديد لبسط النفوذ على أنقاض سوريا؟
ويجيب بأن اللعبة في سوريا أصبحت حساسة، وأن سياسة حافة الهاوية قد بدأت تتشكل في البلاد بكل تأكيد.
فمن يحاول تحديد قواعد هذه اللعبة الحساسة الخطرة يا ترى؟
يقول إغنيشاس إن واضعي السياسات في الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا وإيران يناضلون لأجل تحديد قواعد هذه اللعبة والتواصل بشأنها.
ويمضي بأن النظام السوري يحاول الآن سحق المقاومة بالغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث سبق أن تلقى "المتمردون" فيها الدعم من الولايات المتحدة، لكنهم الآن يناضلون لوحدهم.
وأما حمام الدم بالغوطة فيعتبر مروعا، وفي ظل ما يجري في الغوطة فقد ناقش مجلس الأمن الدولي أمس قرارا لـ وقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يوما، لكن روسيا قاومت هذا الأمر، مما يعني بوضوح أنها تريد إكمال الحملة الدموية.
هذه المرحلة الجديدة "القاتمة" من الصراع السوري تشكل إعادة للأحداث الدامية التي رافقت حصار حلب، ولكن مع إضافة خطر جديد يتمثل في احتمال نشوب حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران في سوريا.
وأما بشأن الاشتباك الأخير بين إيران وإسرائيل، فإن مسؤولا رفيعا في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب يلخص إستراتيجية الردع ضد القوات الإيرانية في سوريا التي تقول إنه يجب على إسرائيل أن تحافظ على حريتها في العمل لضرب التهديدات الإيرانية في أي مكان بسوريا.
وتضيف الإستراتيجية بأنه يتعين على الولايات المتحدة وروسيا توسيع المنطقة العازلة في جنوب غرب سوريا، بحيث لا يسمح للقوات المدعومة من إيران بالعمل فيها.
لكن هذه الصيغة البسيطة لا تعالج الأسئلة الأكبر التي تكمن في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الجديدة.
فهل يجب على إسرائيل العمل بشكل أوثق مع روسيا لتقليل النفوذ الإيراني؟ وهل يجب على الولايات المتحدة استخدام وجودها العسكري في شرق سوريا لفحص القوات الإيرانية؟
تعقيدات الأوضاع
ويتحدث الكاتب بإسهاب عن تعقيدات الأوضاع الأخرى في سوريا، وخاصة ما تعلق بالمسلحين الأكراد.
وأما بالنسبة لإيران، فيقول إنها تكرر هناك قاعدة القوة الأيديولوجية "المنضبطة" التي طورتها في لبنان والعراق واليمن، مشيرا إلى أن الإيرانيين يعتمدون ثلاثة عوامل في توليد هذه القوة، تتمثل في الفوضى السياسية الداخلية ووجود الأقلية الشيعية المحاصرة وخط النقل اللوجستي إلى طهران، مضيفا أن كل هذه العوامل موجودة في سوريا.
ويشير الكاتب إلى أن إيران أنشأت هناك مليشيات متنقلة صغيرة نسبيا يطلق عليها "حزب الله السوري" وحاربت في دمشق وتدمر وحلب وأنشأت فروعا لها في شمال شرق وجنوب غرب سوريا.
وأما معرض إطلاق النار في سوريا وتضخيم القوات الأجنبية بالوكالة في البلاد، فيذكر المرء بشكل تشاؤمي بحال لبنان قبل حربي إسرائيل عامي 1982 و2006.
ويختتم الكاتب بأن الولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية الأخرى تحتاج إلى رسم طريق نحو الاستقرار في سوريا، وإلا فإن "الكارثة ستتفاقم وتزداد سوءا".
==========================
فورين بوليسي :ماذا يعكس التوجه لإلغاء منصب المبعوث الخاص لدول التحالف؟
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا لكل من ريز روبن ودان دي لوس، يقولان فيه إن وزارة الخارجية الأمريكية، قد تلغي منصب المبعوث الخاص لدول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا القرار المتوقع يأتي بعد نجاح الحملة لإضعاف وهزيمة تنظيم الدولة، التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لافتا إلى أن إدارة دونالد ترامب تخطط لإلغاء منصب المبعوث الخاص، الذي يقوم بتنسيق الحملة ضد تنظيم الدولة، وهو تحرك أثار قلقا في ظل الفراغ الدبلوماسي في العراق وسوريا.
ويفيد الكاتبان بأن هذا التحرك يأتي وسط تجدد المواجهات الدموية في سوريا، وحالة من الفوضى الدبلوماسية مع عضو حلف الناتو تركيا، التي تقوم بمواجهة مع المقاتلين الأكراد الذين تدربهم القوات الأمريكية الخاصة، مشيرين إلى أن مسؤولين في حكومات غربية يرون أنه من الباكر لأوانه أن يتم سحب المبعوث الخاص، في وقت تكافح فيه الولايات المتحدة لتطوير استراتيجية واضحة بشأن سوريا.
وتنقل المجلة عن الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، قوله: "تحتاج الولايات المتحدة اليوم لمبعوث على مستوى عال يقوم بهذا العمل الدبلوماسي أكثر من أي وقت مضى".
ويجد التقرير أن إنهاء مهام مكتب المبعوث الخاص، الذي كان يديره الدبلوماسي بريت ماكغيرك، يعكس التغيرات على الأرض، حيث يتراجع فيها خطر تنظيم الدولة، لافتا إلى أن هذه الخطوة تتناسب مع عملية إعادة ترتيب الوزارة التي يقوم بها وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي ألغى مناصب عدد من المبعوثين الخاصين.
ويورد الكاتبان نقلا عن مساعدين في الكونغرس، قولهم إن مهام المبعوث الخاص سيتم تخفيضها وربطها بقسم مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية، وبأنه لن يتم تمديد عقود الموظفين الذين ليسوا من القسم الدبلوماسي مرة أخرى، فيما سيتم نقل البقية من الدبلوماسيين إلى أقسام أخرى.
وتقول المجلة إنه ليس من المعلوم متى سيتم إعفاء ماكغيرك من منصبه، وفيما إن كان سيعين في منصب جديد، حيث قال مساعد في الكونغرس: "هناك فكرة بمنحه مركزا في إحدى زوايا الحكومة"، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية أكدت أن الدبلوماسي لا يزال على رأس عمله، ولم تؤكد خطط حل منصب المبعوث الخاص لدول التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة.
وينقل التقرير عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية، قولها: "لا يزال تنظيم الدولة تهديدا قاتلا وأولوية كبرى لوزير الخارجية تيلرسون وهذه الإدارة"، وأضافت: "سنواصل التأكد من حصول جهوده على أعلى الدعم والمصادر المطلوبة؛ للتأكد من هزيمة دائمة لتنظيم الدولة".
ويرى الكاتبان أن "رحيل ماكغيرك المحتمل، وإلغاء مكتب المبعوث الخاص لمواجهة تنظيم الدولة، سيتركان فراغا واضحا في الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، لا سيما في ظل فشل الولايات المتحدة ولسنوات في تشكيل استراتيجية واضحة أبعد من هزيمة تنظيم الدولة".
وتورد المجلة نقلا عن المساعد في الكونغرس، قوله إن ماكغيرك أدى دورا مهما في إدارة الملف العراقي، وتشكيل السياسة بشأن سوريا، "ولا أحد يعرف العراق مثله"، لافتة إلى أن ماكغيرك تولى مهام المنصب بعد استقالة الجنرال جون ألين في عام 2015، وهو واحد من المسؤولين الذين بقوا من الإدارة السابقة، وعمل في سفارة الولايات المتحدة في بغداد عام 2004، وعمل في مناصب عليا في إدارة الجمهوريين والديمقراطيين.
ويستدرك التقرير بأن التغير المخطط له في مكتب ماكغيرك كان سيحصل لا محالة، خاصة أن تيلرسون أعفى عددا من المبعوثين الخاصين، مشيرا إلى أن وثائق الخارجية تظهر أن منصب المبعوث الخاص سيعاد النظر فيه مع نزع خطر تنظيم الدولة
ويعلق الكاتبان قائلين: "على ما يبدو فإنه قد حان الوقت للقيام بهذه الخطوة، حيث خسر تنظيم الدولة السيطرة على مناطقه في العراق وسوريا كلها، وأعلنت الحكومة العراقية عن النصر في المعركة ضده، وتواجه انتخابات مهمة في أيار/ مايو".
وتجد المجلة أنه مع ذلك فإنه قد ينظر للخطوة على أنها تحرك أمريكي متعجل، ستعزز الرؤية التي تقول إن الولايات المتحدة ليست منخرطة دبلوماسيا، وبشكل كامل، في المنطقة، فبعد أكثر من عام على تولي دونالد ترامب السلطة لا تزال العديد من المناصب الدبلوماسية، بما فيها مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، شاغرة، فيما يقوم دبلوماسيون بالعمل مؤقتا أو بالإنابة حتى يتم تعيين دبلوماسي دائم.
وينوه التقرير إلى أن إدارة ترامب لم تعين مبعوثا لسوريا، حيث تم اقتراح جون حانا، الذي عمل مستشارا للأمن القومي لديك تشيني، نائب الرئيس جورج دبليو بوش، إلا أنه رفض العرض، مشيرا إلى أن دبلوماسيين وعسكريين يخشون أن يؤثر إلغاء منصب المبعوث الخاص على زخم الحملة ضد تنظيم الدولة، خاصة أن مهام المبعوث تقوم على تنسيق جهود 70 دولة من التحالف الدولي.
وينقل الكاتبان عن مسؤول غربي، قوله: "عملية تنظيم التحالف والتعامل معه عمل جهنمي.. أداره الأمريكيون وضبطوه وتأكدوا من التزام كل طرف".
وتفيد المجلة بأن المراقبين يربطون بين القرار المحتمل والتحول من المعركة ضد تنظيم الدولة إلى العمل الدبلوماسي، الذي يهدف إلى منع الجهاديين من العودة مرة أخرى، حيث يرى بريان كاتوليس من معهد التقدم الأمريكي أنه يشعر أن التحول محتوم، ويقول: "انظر لما حدث في المرة الأخيرة عندما حرفنا النظر عن تنظيم القاعدة، ولم ننظر للديناميات السياسية التي أدت إلى ولادة تنظيم الدولة".
وبحسب التقرير، فإن الباحث المقيم في معهد "أمريكان إنتربرايز" والمسؤول السابق في البنتاغون مايكل روبن، يرى أنه من الباكر لأوانه إعلان النصر، ويعني تخفيض المستوى الدبلوماسي تكرار أخطاء الماضي، قائلا إن التخلص من مكتب منسق التحالف ضد تنظيم الدولة قد يكون لحظة "المهمة أنجزت" لترامب، في تذكير بإعلان جورج دبليو بوش عام 2003 عن النصر في العراق وبشكل متعجل.
ويبين الكاتبان أن آخرين يرون أن هزيمة تنظيم الدولة تعني أن المكتب لم يعد مهما، حيث يقول الباحث غير المقيم في معهد "بروكينغز" إريك روزاند: "يركز مدير قسم مكافحة الإرهاب انتباهه عليه، ولو نظرت لجدول المهام لوجدت أن لا شيء يقوم به المبعوث الخاص، لا يستطيع مدير قسم مكافحة الإرهاب القيام به".
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى أن منصب ماكغيرك أصبح محلا للجدل في داخل الوزارة، حيث يرى الموظفون من أصحاب الخبرة الطويلة أن الكثير من المهام التي يقومون بها تذهب إليه.
==========================
إنترسبت: لماذا زاد عدد قتلى المدنيين بالعراق وسوريا بـ2017؟
نشر موقع "إنترسبت" تقريرا للصحافي مرتضى حسين، يعلق فيه على إعلان البنتاغون عن نهاية العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة، وأن قوات التحالف الدولي حررت نسبة 98% من المناطق التي كانت خاضعة للجهاديين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه جاء في بيان البنتاغون أنه تم تحرير "7.7 مليون نسمة من العراقيين والسوريين كانوا تحت حكم تنظيم الدولة القاسي"، قائلا إن النصر جاء بثمن باهظ.
ويورد الكاتب نقلا عن التحالف، قوله إنه شن 29070 غارة من آب/ أغسطس إلى كانون الثاني/ يناير 2018، قتل فيها 841 مدنيا، مستدركا بأن الرقم هو أقل من التقديرات المستقلة بشكل يثير تساؤلات حول طريقة إدارة الحرب، وأثرها غير المتناسب على المدنيين في العراق وسوريا.
ويلفت الموقع إلى أنه بحسب التقارير التي أعدتها المنظمة غير الحزبية "إيروورز"، فإنه قتل ما بين 6136 إلى 9315 مدنيا منذ بدء غارات التحالف عام 2014، وارتفع عدد القتلى بشكل كبير في عام 2017، مشيرا إلى أن تقريرا لصحيفة "نيويورك تايمز"عن الغارات في العراق، وجد أن الإعلان عن الضحايا المدنيين كان أقل من العدد الحقيقي، حيث لم يتسن توثيق حالات عدة من الوفيات بينهم.
ويكشف التقرير عن أن التقييم الشهري الذي تقدمه "إيروورز" وجد أن عام 2017 كان الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين في العراق وسوريا، حيث قتل ما بين 3923 - 6102 مدني؛ بسبب الغارات التي قام بها الطيران الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويفيد حسين بأنه في عام 2017 زاد عدد القتلى بين المدنيين بسبب القصف المدفعي والجوي، دعما للقوات المحلية في العراق وسوريا، بنسبة 200% عن العام الذي سبقه، لافتا إلى أن نسبة القتل الأعلى منذ بداية غارات التحالف سجلت في العام الأخير، حيث وصلت نسبة قتلى المدنيين عام 2017 إلى 65%.
وينقل الموقع عن الباحث في "إيروورز" أليكس هوبكنز، قوله: "توقعنا أن يسقط ضحايا مدنيون في أثناء العملية العسكرية، خاصة خلال الهجمات الكبرى على المراكز المدنية، لكننا لم نتوقع زيادة العدد بهذه النسبة"، وأضاف: "ننظر إلى مستوى لا يصدق من المستويات العالية للضرر الذي أصاب المدنيين، خاصة العام الماضي، ما يثير تساؤلات حول مستوى الحذر التي تتسم فيه غارات التحالف في أثناء العمليات".
ويجد التقرير أن "الزيادة المذهلة في مستويات القتل بين المدنيين تثير تساؤلات حول الكيفية التي أثر فيها التغير السياسي في الولايات المتحدة، الذي ربما كان عاملا في إدارة الحرب، ففي أثناء الحملة الانتخابية وعد المرشح في حينه دونالد ترامب باتخاذ إجراءات عشوائية ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا، وعندما وصل إلى البيت الأبيض وعد بأن يسحق الجهاديين سحقا، وأن يقتل عائلات المشبته في ارتباطهم بالنشاطات الإرهابية".
ويعلق الكاتب قائلا: "يشك فيما إن كان ترامب على علم يومي بإدارة الحرب، إلا أن خطابه المتشدد، بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة، ربما أثر على طريقة إدارة البنتاغون للحرب، وفي تحول عن عهد إدارة باراك أوباما، وطريقة إدارة القادة العسكريين، من مثل ديفيد بترايوس وستانلي ماككريستال، الذين أكدوا الأهمية الاستراتيجية لاستخدام القوة العسكرية وحماية المدنيين، دعا وزير الدفاع جيمس ماتيس وبشكل علني إلى ما أطلق عليه (تكتيكات الإبادة) ضد الجماعات المتشددة".
ويقول الموقع: "على ما يبدو، فإن موقف ماتيس قد رشح إلى المستويات الأخرى في القيادة العسكرية، ففي 9 كانون الثاني/ يناير قال أعلى ضابط في الجيش المجند جون وين تروكسل إنه في حالة لم يستسلم مقاتلو تنظيم الدولة (فسنقتلهم بطريقة متطرفة، سواء من خلال مساعدة أمنية، أو رمي القنابل عليهم، أو قتلهم وجها لوجه، أو ضربهم حتى الموت)، وقبل أشهر من بداية عملية الهجوم على الرقة قال قائد قوات التحالف الجنرال ستيفن تاونسند متفاخرا، إن قواته (ستطلق النار على أي قارب تجده) في نهر الفرات، الذي كان يمر عبر المدينة، ونسي تاونسند أن النهر هو المعبر الوحيد للمدنيين، الذين كانوا يريدون الهروب من حكم تنظيم الدولة".
ويذهب التقرير إلى أن الترابط بين الخطاب الدموي وزيادة عدد الضحايا المدنيين يشير في الحد الأدنى إلى تبني نهج أكثر شدة في المعركة، لافتا إلى أنه في الوقت الذي أبداه ماتيس في تصريحاته العلنية من تفويض قرارات الغارات إلى القيادات الأخرى في الجيش، فإن البنتاغون أكدت أن قواعد الاشتباك لم تتغير في العراق، وذلك منذ وصول ترامب إلى السلطة.
وينقل حسين عن المتحدث باسم القيادة المركزية، قوله: "في الوقت الذي لا يقدم فيه التحالف التفاصيل حول قواعدنا للاشتباك، إلا أننا نقول لكم إن قواعدنا للاشتباك لم تتغير في العام الماضي"، وأضاف: "وفي هذه النقطة للعملية فنحن نركز على تفكيك شبكات المتطرفين، وإضعاف قدراتهم، وفضح أيديولوجيتهم والعنف الذي لا معنى له، وما يمثلونه، ومنع عودتهم من جديد". 
ويستدرك الموقع بأن الخبراء يقولون إنه دون تغير رسمي، فإنه تم تحول في التأكيد والمصادر والتوقعات داخل الجيش، قاد بعض القادة إلى اتخاذ قرارات استهداف أدت إلى زيادة الضحايا.
ويورد التقرير نقلا عن ميكا زينكو من مؤسسة "تشاتام هاوس" في لندن، قوله: "قبل ثلاث أو أربع سنوات، كان القادة يستخدمون عبارات مثل لا نستطيع حل المشكلة عن طريق القتل والأسر، لكن في ظل إدارة ماتيس فإن اللغة هي عن قتل العدو"، حيث عبر زينكو عن تشككه من أن زيادة الضحايا يمكن نسبها إلى المواجهات في المدن، مثل الرقة والموصل، مشيرا إلى أن "القدرة على تدمير الذخيرة باتت متطورة جدا، ولا يكاد يكون الأمر مهما حيث تجري المعارك".
وينوه الكاتب إلى مثال "سيء السمعة"، قام فيه الجيش الأمريكي باستخدام قنبلة زنتها 500 رطل؛ لاستهداف قناصين من قناصة تنظيم الدولة، وهو ما أدى إلى سلسلة من التفجيرات الثانوية، قتل فيها أكثر من 100 شخص، مشيرا إلى أنه كان يمكن تجنب الضحايا لو تم استخدام ذخيرة خفيفة.
ويقول زينكو عن هذا الحادث: "لم يكن مهما أن الغارة جرت في مكان مدني، لكن الذخيرة التي تم استخدامها عرضت حياة المدنيين للخطر".
ويختم "إنترسبت" تقريره بالإشارة إلى أنه رغم تراجع وتيرة الغارات بعد هزيمة تنظيم الدولة، حيث تقترب الحملة، التي مضى عليها ثلاثة أعوام، من النهاية، إلا أن الدمار للبنية التحتية في العراق وسوريا سيترك آثارا بعيدة المدى.
==========================
الصحافة البريطانية :
 التايمز” تطالب الغرب بقصف المطارات الحكومية السورية
دعت صحيفة “التايمز” البريطانية دول الغرب إلى التفكير مليًا في ضرب المطارات الحكومية التابعة للنظام السوري في حال استمرار القصف على الغوطة الشرقية.
جاء ذلك في افتتاحية الصحيفة البريطانية اليوم، الجمعة 23 شباط، تحت عنوان “جهنم على الأرض”، أكدت فيها أن الأطفال السوريين “يذبحون” جراء قصف قوات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للغوطة، داعيةً إلى التفكير في قصف مطاراته الحكومية.
وقالت الصحيفة إنه في 2016 سويت أحياء حلب الشرقية بالأرض، وبالرغم من تحذيرات أطلقتها كل من روسيا على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، ونظام الأسد من أنهما سيتعلمان دروسًا من أحداث حلب، إلا أنهما لم يلتزما بذلك في الغوطة، حلى حد قول الصحيفة.
وتابعت أن الدرس الذي تعلمه النظام السوري من تجربة حلب يتمثل في تجويع السكان ثم استهداف المستشفيات وعمال الإغاثة حتى يصاب الجميع بحالة من “الإرهاق والتعب الشديد”.وأضافت الصحيفة أنه بعد سلسلة التجويع والدمار يبدأ النظام بتخيير السكان بين اتفاق على عملية إجلاء أو تدمير شامل.
وكان مجلس الأمن عقد اجتماعًا، أمس الخميس، لبحث الوضع الإنساني في الغوطة ولفرض هدنة إنسانية مدتها شهر، وانتهى الاجتماع دون التوصل إلى قرار، مع تأجيل التصويت إلى اليوم الجمعة.
وتوقعت الصحيفة أملًا “ضعيفًا للغاية” في أن يتوصل مجلس الأمن الدولي إلى حل للأزمة في الغوطة، مؤكدًا أنه توصل في السابق لوقف لإطلاق النار خلال هذه الحرب المستمرة إلا أنه لم يفض إلى حلول جذرية.
وشهدت سوريا سلسلة من أحداث العنف بدءًا من 2011، وهو ما يعزز، بحسب الصحيفة، أن هذه الزاوية من سوريا ماتزال “جحيمًا على الأرض”.
ولم تستبعد الصحيفة أن يكون النظام السوري ومؤيدوه في طريقهم إلى تحقيق “نصر عسكري”، وفقًا لقولها.
ومنح سكان الغوطة الشرقية قسطًا “قليلًا” من الراحة يوم أمس، حيث أشارت “التايمز” أن ذلك لم يكن بسبب قوة الدبلوماسية الدولية أو تصميم الأمم المتحدة، بل بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقامت القوات الجوية السورية بالإبقاء على طائراتها “الهيلوكبتر” فقط في القواعد، خشية أن تواجه اضطرابًا أثناء إلقائها للبراميل المتفجرة، في ظل الأحوال الجوية السيئة، تلاها عودة القصف مجددًا على المدنيين.
وتشهد أحياء الغوطة الشرقية قصفًا مكثفًا من قبل الطيران السوري-الروسي، لليوم الخامس على التوالي، أدى لمقتل 370 شخصًا وإصابة 1200 آخرين، حسب بيانات منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية
==========================
في التايمز: الأطفال "يذبحون" في الغوطة الشرقية بسوريا
جاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان "جهنم على الأرض". وقالت الصحيفة إن الأطفال "يذبحون" جراء قصف قوات الرئيس السوري بشار الأسد للغوطة الشرقية.
وأضافت أنه في حال لم يتوقف هذا القصف، فإن على الغرب التفكير في ضرب المطارات الحكومية.
وأوضحت الصحيفة أن سوريا شهدت سلسلة من أحداث العنف التي وصفتها بـ"جهنم" بدءاً من عام 2011.
وذكرت أنه في عام 2016 سويت أحياء حلب الشرقية بالأرض.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والنظام السوري مسبقاً من أنهما سيتعلمان بعض الدروس من حلب، إلا أنهما لم يلتزما بذلك، بحسب التايمز.
وتابعت بالصحيفة بالقول إن الدرس الذي تعلمه النظام السوري من تجربته في حلب يتمثل في تجويع السكان ثم استهداف المستشفيات وعمال الإغاثة حتى يصاب الجميع بحالة من الإرهاق والتعب الشديد، ثم تخيرهم بين اتفاق على عملية إجلاء أو تدمير شامل.
وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة أمل ضعيف للغاية في أن يتوصل مجلس الأمن الدولي إلى حل لهذه الأزمة، مضيفة أنه توصل في السابق لوقف لإطلاق النار خلال هذه الحرب المستمرة إلا أنه لم يفض إلى أي حلول.
وختمت الصحيفة بالقول إن النظام السوري ومؤيديه قد يكونوا في طريقهم لتحقيق نصر عسكري.
==========================
الغارديان :"استهداف المشافي في الغوطة الشرقية"
ونقرأ في صحيفة الغارديان تقريراً لمارتن شلوف يسلط فيه الضوء على استهداف القوات الحكومية السورية وحلفاؤها للقطاع الصحي في الغوطة الشرقية.
وقال كاتب المقال إن " النظام الصحي في الغوطة الشرقية على مشارف الانهيار التام بحسب ما أكده الأطباء وعمال الإغاثة هناك، إذ تم استهداف 22 مستشفى وعيادة طبية خلال أسبوع واحد".
ونقل كاتب المقال عن بعض الأطباء في الغوطة الشرقية قولهم إن " 3 مستشفيات فقط ما زالت تعمل إلا أنها ممتلئة بالجرحى الذين ما زالوا يتدفقون بصورة مستمرة جراء تعرض المنطقة لقصف متواصل من قبل النظام السوري وحلفائه لليوم الخامس على التوالي".
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن 13 مشفى تدعمه تم تدميره أو تعرض لأضرار جسيمة خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب كاتب المقال .
وأردف كاتب المقال أن النظام السوري يستهدف جميع المرافق الطبية في الغوطة الشرقية المحاصرة وبشتى أنواع الأسلحة الفتاكة.
وفي مقابلة أجراها مع مديرة مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أكدت الأخيرة أن "الحكومة السورية تستهدف المشافي والمراكز الصحية بالصواريخ".
وأضافت أنه "من المهم أن نؤكد بأن النظام السوري يضرب الغوطة الشرقية بشكل عشوائي إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالمشافي والمراكز الطبية فإنه يعمد إلى استهدافها بشكل مباشر، كما أنه يقصفها أكثر من مرة".
وختم كاتب المقال بالقول إن عمال الإغاثة مستهدفون أيضا بشكل مباشر خلال تأدية عملهم.
==========================
الغارديان :الهجوم على عفرين
ونشرت الغارديان موضوعا لأستاذ علم الإنسان دافيد غرابر الذي تساءل عن السبب الذي يدفع قادة العالم الغربي إلى دعم الهجوم التركي على عفرين التي تسيطر عليها ميليشيات كردية.
ويرى غرابر أن المواجهة في عفرين تدور بين جانب خير وجانب شرير وهو جانب "المعتدي التركي"، موضحا أن المعتدين أقنعوا العالم الغربي والرأي العام أنهم يقاتلون "إرهابيين".
ويقول غرابر إن "وحدات حماية الشعب الكردي" التي تسيطر على عفرين واجهت مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، مشيرا إلى أنها أصرت على مواصلة القتال حتى مدينة الرقة في عمق أراضي التنظيم بهدف القضاء عليه وهو ما كلفها العديد من القتلى والجرحى.
ويوضح أن أنقرة نجحت عام 2001 في تصنيف حزب العمال الكردستان على أنه منظمة إرهابية، متهما حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإغداق الاموال على تحسين صورة تركيا في العالم الغربي عبر دفع ملايين الدولارات لشركات العلاقات العامة.
ويقول غرابر إن هذا هو ما سمح للقادة الغربيين بالاسترخاء ومتابعة الاتراك يشنون هذه الحرب على الأكراد في شمال سوريا.
==========================
الاندبندنت :"قصف الغوطة لن يتوقف قريبا"
ونشر الموقع الإندبندنت موضوعا لروبرت فيسك بعنوان "قد تستمر المفاوضات لكن قصف الغوطة الشرقية لن يتوقف قريبا".
ويقول فيسك إن منطقة الغوطة الشرقية ستسقط في أيدي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وعندما يحدث ذلك ستكون إدلب هي التالية وبعدها سيفكر السوريون مليا في سبل كسر التحالف الأمريكي الكردي الذي يسيطر على الرقة.
ويعتبر أن الحشد الكبير للقوات البرية حول الغوطة يشير إلى إصرار النظام على السيطرة على المنطقة.
ويوضح فيسك أن ماهر الأسد يقود بنفسه القوات البرية التي تحاصر الغوطة كما يعاونة العقيد سهيل الحسن والذي جعلته انتصاراته عبر أرجاء سوريا بطلا في أعين مؤيدي النظام.
ويرى الكاتب أن المفاوضات التي تدور بين النظام و3 من مجموعات المعارضة قد تستمر كما سيستمر التفاوض حول قرار فرض الهدنة في مجلس الأمن الدولي مع وجود حق النقض الروسي لكن كل ذلك لن يؤدي إلى وقف قصف الغوطة الشرقية في أي وقت قريب.
ويوضح فيسك أن حصار الغوطة يعد نوعا متفردا من أنواع الحصار حيث يعتمد على سياسة "المفاجأة والإرهاب"، وهو أمر يجب أن يكون اعداء النظام السوري قد فهموه والغارات التي يشنها النظام وحلفاؤه الروسي هي أوضح دليل على هذه السياسات.
==========================
الاندبندنت :الغوطة والحصار الأخير في سوريا
باتريك كوكبيرن
قصفت المدفعية السورية أخيرا بقذائفها القاتلة والطائرات ببراميلها المتفجرة الغوطة الشرقية التي تعتبر آخر أكبر معقل للثوار السوريين ويقع إلى الشرق من العاصمة دمشق.
وسقط في يوم واحد نحو 127 شخصا، وقد تضاعف هذا الرقم من الضحايا في نهاية اليوم التالي. ولم تشاهد مثل هذه القوة من القصف الهائل منذ سنوات عديدة، حيث تساقطت البراميل المتفجرة والقنابل والصواريخ وأحدثت دمارا شديدا. وحمل ذلك المراقبين على الاعتقاد أن هذا الهجوم مقدمة لاجتياح بري شامل وأخير في الحرب الدائرة، تماما كما حدث في حلب قبل عام، وستكون هناك محاولة في اللحظة الأخيرة لإجراء مفاوضات لإجلاء جماعي من المنطقة.
وحصار الغوطة الشرقية قد يكون آخر أكبر حصار ميز الحرب السورية في السنوات الخمس أو الست الماضية، وحولها إلى نزاع مدمر. وفي بداية الحرب، تكيفت القوات الحكومية مع استراتيجية تجنب معاقل المعارضة القوية، والاكتفاء بمحاصرتها والتعويل على القوات الموالية للحكومة في الدفاع عن المناطق الموالية لها، وعلى الطرق الرئيسية والمناطق الحضرية المهمة. وحوصرت مواقع الثوار بنقاط التفتيش، فيما كان سكانها يتعرضون للقصف بصورة منتظمة.
وكان هناك الكثير من هذه المناطق في السابق، والتي كانت تحيط بدمشق ويقارب عدد سكانها الخمسة ملايين. وبعض المناطق كداريا الواقعة في جنوب العاصمة، تم تفريغها من سكانها في وقت سابق، وما زالت مبانيها منتصبة، لكنها دمرت من الداخل ولم تعد صالحة للسكنى. وهناك معاقل أخرى للمعارضة في شمال دمشق سويت بالأرض بفعل نيران المدفعية أو نسفت بشدة بواسطة فرق هندسية اختصاصية، ولم يعد ينتصب أي مبنى لأكثر من بضعة أقدام.
ولا تبعد الغوطة الشرقية عن العاصمة سوى بضعة أميال، وهي تعتبر منطقة حضرية زراعية ممتدة، ويبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف نسمة، وقد تعرضت لحصار فضفاض بعد عام 2013. وكان هناك نقص في المواد الطبية وقطع غيار الآلات وغيرها من المواد الثمينة باستثناء موارد الغذاء الأساسية. لكن النظام السوري أحكم حصاره على المنطقة العام الماضي، وأغلقت شبكة الأنفاق غير الرسمية التي يمر عبرها الوقود والطعام. وبحلول يناير من العام الجاري، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في الغوطة الشرقية بنسبة 780% مقارنة بالأسعار في المناطق التي تقع سيطرة الحكومة على بعد بضعة أميال.
وتتقدم القوات الحكومية في جميع أنحاء سوريا منذ التدخل العسكري الروسي في عام 2015، وبدأت تتساقط مناطق الثوار المحاصرة واحدة تلو الأخرى، وغالبا ما كان المقاتلون والمدنيون المتعاطفون معهم ينتقلون إلى إدلب في شمال غرب سوريا. وغادروا داريا في صيف 2016، فيما سقطت منطقة شرق حلب في السنة نفسها. وصمدت الغوطة الشرقية لفترة أطول بسبب كبر مساحتها وتمسك الثوار بها بقوة، واستطاعت توفير الطعام لسكانها تقريبا بالزراعة. لكن المعارضة كانت منقسمة على نفسها، وغالبا ما كان الفرقاء المعنيون يتقاتلون فيما بينهم ولم تكن لديهم استراتيجية لوقف التقدم المطرد للقوات السورية باستثناء إطلاق قذائف المورتر على المناطق المؤيدة للحكومة مثل باب توما في البلدة القديمة من العاصمة.
لقد كانت الحرب السورية، وإلى حد ما الحرب العراقية، حروب حصارات يتم فيها انتشار أعداد محدودة من القوات النظامية، لكنها مدعومة بقوة جوية هائلة. وهذا ينطبق على قوات الحكومة السورية والقوات الروسية ضد داعش والقوات المنتمية للقاعدة والمتطرفين. ولكن ذلك ينطبق أيضا على وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من قبل سلاح الجو الأميركي، خلال أربعة أشهر من حصار الرقة. كما حظي الجيش العراقي أيضا بدعم الطيران الأميركي وبدعم مدفعيته الثقيلة أيضا في أشهر الحصار التسعة للموصل. وربما كان الحصار الأخير للموصل أكثر الحصارات دموية بسبب الحجم الكبير للمدينة، وشراسة القتال ورفض داعش السماح للمدنيين بالهرب من غرب الموصل ومن البلدة القديمة المكتظة بالمباني والسكان.
ـــ  صحافي في «إندبندنت» البريطانية
==========================
الجارديان: في الغوطة.. الحرب لم تبدأ بعد والخوف من سريبرينيتسا جديدة
جبريل محمد 23 فبراير 2018 23:01
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن" ما يحدث في الغوطة منذ الاثنين الماضي، جرائم حرب بكل ما للمعنى من كلمة، حيث قتل أكثر من 250 شخصا خلال ساعات قليلة، وتعرضت المنطقة لقصف شديد لم تسلم منه حتى المستشفيات، ويخشى البعض من القادم، وتكرار مذبحة سريبرينيتسا.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، قبل أقل من عام، أعلنت المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في ضواحي دمشق "منطقة آمنة" في أتفاق بين روسيا وإيران وتركيا، وهناك ما يقرب من 400 ألف شخص ما زالوا محاصرين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 12 شخصا قتلوا خلال الاشهر الاخيرة، لكن الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي اسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا، حيث قصفت سبعة مستشفيات منذ الاثنين الماضي، ويقول شهود عيان، إن" الطائرات تستخدم البراميل المتفجرة، وهذا الحصار والقصف يشكل جريمة حرب بكل ما للكلمة من معنى.
واضافت، أن دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار يتجاهلها النظام السوري، والأوضاع تزداد سواء، ويقول قائد في قوات الأسد، "هذا هو القصف الأولي .. الحرب لم تبدأ بعد"، ويخشى السوريون من أن القادم قد يكون أكثر وحشية، حتى أن البعض يقارن ما يحدث في الغوطة بما حدث في "سريبرينيتسا" المذبحة التي قتل خلالها الالاف ووعد المجتمع الدولي بعدم حدوثها مرة ثانية.
سربرنيتسا مدينة جبلية صغيرة تقع شرق البوسنة والهرسك،  وكانت مسرحاً لمذبحة شهيرة عام 1995 قتل فيها ما يزيد عن 8 آلاف مدني، وحدث اغتصاب منظم للبوسنيات تحت مرئي ومسمع قوات الأمم المتحدة.
وبحسب الصحيفة، العنف ليس "خارج السيطرة"، ولكنه أصبح مرخصا، وبحجة تدمير "الإرهابيين" يكمن الواقع الوخيم، لأن الأسد يعرف أنه لن يمنعه أحد، وقال "ثوسيديدس" في القرن الخامس قبل الميلاد:" القوي يفعل ما يستطيع.. والضعفاء يعانون". لقد أعطت الحرب العنان للطمع والطموح والقسوة والوحشية.
وأوضحت الصحيفة، أن الأسباب الحقيقة لهذا الصراع الذي دام سبع سنوات، تصنف منذ زمن طويل بأنها مصالح الأطراف الفاعلة تقتضي استمرارها، بجانب السعي لتحقيق الأرباح في اقتصاد الحرب، الأقوياء مستثمرون ولن يلتفتوا إلى السوريين الذين دمرتهم طموحاتهم.
الغوطة الشرقية، واحدة في المناطق المشتعلة، حيث سرقت الحروب حياة ما لا يقل عن نصف مليون سوري، وشردت نصف السكان، مما اضطر ستة ملايين للفرار إلى الخارج إلى حياة غير مستقرة
وحتى مع معاناة الغوطة الشرقية، ظهر تطوران ضاعفا هذه الكارثة، وأظهرا عدم وجود نهاية في الأفق، الأول، قيام القوات التركية الثلاثاء الماضي بإطلاق النار على قافلة للقوات الموالية للنظام في منطقة عفرين التي كانت قادمة لدعم المقاتلين الاكراد، ثانيا، اعتراف موسكو بان "العشرات" من رعاياها ومواطني دول الاتحاد السوفيتى السابق لقوا مصرعهم في غارة شنتها الولايات المتحدة على قاعدة في دير الزور شرقي سوريا قبل اسبوعين، بعدما رفضوا تقارير في السابق عن وفاة "مرتزقة".
واختمت الصحيفة تقريرها، بالقول إن الولايات المتحدة أيضا لا يتوقع أن تغادر المسرح السوري، كما أوضح وزير الخارجية، وإسرائيل تعمق الفوضى لأنها تواجه إيران الجريئة التي تسعى لإبقاء ميليشيات حزب الله السوري قريبة من حدود إسرائيل وهو ما ترفضه الأخيرة بشدة.
لقد انهار الائتلاف الذي أنشأته المعركة ضد الدولة الإسلامية بتفكك الخلافة؛ وسيظل مقاتلوها يشكلون خطرا في سوريا وخارجها، ولكن الأطراف المختلفة المعنية عادت إلى عداواتها  القديمة.
==========================
الصحافة الفرنسية والعبرية :
لو فيغارو- سوريا: إحتكاك بين موسكو ودمشق
Saturday, February 24, 2018
في حين كانت تحوم حالة غموض ليلة أمس حول التصويت في الأمم المتّحدة على هدنة إنسانية لمدة 30 يوماً في سوريا، لا تزال القوات الموالية لبشّار الأسد تصل إلى عفرين، في شمال غرب البلاد، من أجل دعمِ المقاتلين الأكراد الذين تقصفهم تركيا منذ شهر. ولكنّ هذا الانتشار لميليشيات مؤيّدة لبشّار الأسد، والذي وافقت عليه في بادئ الأمر أنقرة وموسكو، بات يثير الآن التوتّرات بين دمشق وحليفِها الروسي.
وكان ألكسندر لافرنتيف، مبعوثُ فلاديمير بوتين إلى سوريا، قد التقى الخميسَ في دمشق بشّار الأسد للتوصّل إلى موقف مشترك حول مسألة عفرين. وجاءت هذه الزيارة بعد زيارة يوم الاثنين في روسيا، للمستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان التي أعرَبت عن «الاستياء السوري» إزاء اللعبة الروسية في شمال غرب البلاد. ولاحَظ خبير في بيروت أنّ: «منذ بِضعة أسابيع، كانت موسكو قد طالبَت دمشق بتعليق عملياتها العسكرية ضدّ متمرّدي إدلب».
وعندما كانت دمشق والأكراد يتفاوضون الأسبوع الماضي تحت رعاية موسكو، لم تكن أنقرة بعد معاديةً لإرسال التعزيزات الموالية للنظام في عفرين، لا، بل على العكس؛ ففي أذهان السلطات التركية، والروسيّة أيضاً، كانت هذه الميليشيات الشيعية الآتية من المدن المجاورة مِثل نبل والزهراء، ستسمح للنظام السوري باستعادة السيطرة على عفرين من الأكراد، الذين جعلوا منها مختبَر استقلاليتهم منذ انسحاب القوات السورية عام 2012، بعد فترةٍ قصيرة من إطلاق الثورة ضدّ الأسد.
ومع إنشاء منطقة أمنية على طول حدودها في الأراضي السورية، حيث ستعيد تركيا نقلَ لاجئين تؤويهم منذ سنوات، باتَ طردُ المقاتلين الأكراد من مدينة عفرين الهدفَ الثاني وراء الهجوم العسكري التركي الذي بدأ في 20 كانون الثاني. ولكن لم تجرِ الأمور كما كان متوقّعاً. فبَعد ظهر الاثنين، وبينما كانت تدخل أوّلُ وحدات مناصِرة للأسد إلى عفرين، أكّد بيان سوري أنّهم ليسوا هناك لإضعاف الكرد، مثلما تأمل أنقرة وموسكو، ولكنْ لمكافحة «العدوان» التركي.
ماذا حدثَ بين الروس والأتراك والأكراد من جهة ودمشق من جهة أخرى؟ يكشف دبلوماسي ضليع في القضية السورية: «في المفاوضات الأخيرة مع الحكومة السورية، رفضَ الأكراد شروط دمشق التي تقتضي نزع سلاحِهم واستعادةَ الإدارات المستقلّة مقابل إرسال التعزيزات إلى عفرين». وأضاف: «لم يَقبل الأكراد إلّا بنشرِ القوات الموالية للأسد على الحدود التركية من أجل أداءِ دورِهم الدفاعي عن الإقليم.
واستجابةً لطلب النظام المستاء، ضغط الروسُ على الأكراد. ولكنّ حلفاء الأكراد الأميركيين نصَحوا هؤلاء بعدم القبول بأكثر من وجود سوري على الحدود، لمنعِ أيّ مواجهة بين الجيش التركي والأكراد. لم تجرِ الأمور كما كانت تظنّ دمشق، ولكن لم يكن للنظام خيار آخر» سوى دعمِ الأكراد، لا سيّما أنّ الأتراك يشدّدون ضرباتهم بالقرب من عفرين، مع استهداف قوافل الميليشيات التي تصل إلى المنطقة.
وفي الأيّام الأخيرة، أرسَلت دمشق إلى عفرين وحدة نخبةٍ صغيرة قوامُها «حزب الله» اللبناني، وليس الجيش السوري. ولكن هل تنازَل الأسد نهائياً عن «دقّ عنقِ» استقلالية أكراد عفرين؟ على الأرجح لا. ويَعتبر الدبلوماسي أنّ: « نتائج بعثة لافرنتيف لدى الرئيس السوري ستحدّد التدابير المقبلة»،
ولكنْ يبدو أنّ الأكراد الذين يقاومون في وجه الأتراك مصمّمون على خيارهم. ويؤكّد: «لن يتخلّوا عن سلاحهم لصالح النظام». ويكرّر المتحدّث باسم المقاتلين الأكراد أنّ «مساعدي الأسد «لا دورَ لهم في إدارة عفرين المدنية».
ماذا سيَحدث الآن؟ في نظر العديد من المراقبين، يمكن لتركيا أن توقِف هجومها بصعوبة، قبل أن تطرد من عفرين «حزب الاتحاد الديومقراطي»، الفرع المحلي لـ«حزب العمّال الكردستاني»، الذي تعتبره أنقرة إرهابيّاً، وأن تؤمّنَ حدودها من خلال إنشاء منطقة عازلة.
ستَسمح هذه المنطقة لأنقرة بالوصلِ بين منطقة تقع في الشرق تحت سيطرة المتمرّدين المقرّبين منها، ومقاطعة إدلب في الغرب، آخِر مقاطعة يسيطر عليها المتمرّدون المناهضون للأسد، والتي سيطرت تركيا فيها، بالاتفاق مع موسكو وعلى حساب دمشق، على العديد من نقاط المراقبة.
وفي المقابل، يبدو هجوم تركي في عفرين خطراً بالنسبة لأنقرة المستعدّة لرؤية النظام أو أتباعِه، بين المتمردين السوريين، يحلّون محلّ أعدائها الأكراد في السيطرة على هذه المدينة التي تحوّلت إلى مقرّ للمتمرّدين الأكراد، حيث أتى جنود «حزب العمّال الكردستاني» القدامى من قاعدتهم العراقية في قنديل التي تضربها بانتظام أنقرة، من أجل الاستقرار بعد رحيل قوات الأسد في عام 2012.
إذا أصبحت نتيجة مأساة الغوطة واضحة باستسلام المتمرّدين واستعادة السيطرة على المنطقة من قبَل الأسد، فإنّ مصير عفرين يبقى في المقابل غامضاً. وسيكون أحد أهمّ المواضيع على قائمة اجتماعات شهر آذار بين وزراء الخارجية الروسية والتركية والإيرانية، واجتماعات القمّة في شهر نيسان بين الرؤساء بوتين وأردوغان وروحاني. على أيّ حال، كما يقول السفير الأميركي السابق روبرت فورد في دمشق في مجلّة Foreign Policy، إنّه: «بالنهاية، يمكن لروسيا أن تؤثّر على دمشق ولكن لا يمكنها فرضُ خياراتها عليها».
جورج مالبرونو - لو فيغارو- الجمهورية
==========================
اسرائيل اليوم :تسوية إسرائيلية – سورية، الآن
بقلم: يوسي بيلين
عندما اطلعتُ على الاستطلاعات التي اجريت في بعض من الدول العربية، والتي اظهرت بان المستطلعين رأوا في اسرائيل نوعا من الحليف في المواجهة مع ايران وسورية، فرحتُ للحظة مثلما يخرج المشاهد لمباراة كرة قدم فرحا من مباراة تخسر فيها إسرائيل امام الاتحاد السوفياتي بنتيجة 1:2. فالدول العربية المستعدة للقتال حتى آخر قطرة من دمائها ضد ايران ليست حليفات لنا، حتى عندما تصفق لنا. وعندما تصفق لنا يجدر بنا أن نراجع أنفسنا.
أثار الاجماع الاسرائيلي ايضا فيّ احساسا غير مريح. فعندما يتفق الجميع فهذا مؤشر الى أن هناك شيئا ما ليس على ما يرام. والصوت الوحيد لقائد المنطقة الشمالية السابق، اللواء احتياط عميرام لفين الذي قال انه كان من الافضل الاكتفاء باعتراض الطائرة الايرانية غير المأهولة، ابتلع في بحر من الاجماع. يحتمل أن يكون هو المحق بالذات مع كل الاهمية لضرب الاهداف في منطقة دمشق. فبعد كل شيء، تطير الطائرات بلا طيار في منطقتنا من جهات مختلفة وبشكل عام نكتفي باعتراضها. والفرصة لاستخدام الطائرة الايرانية غير المأهولة كي نتعرف على القمقم وما يوجد فيه كانت مهمة واعتراضها كان يمكن ان ينهي القضية في هذه المرحلة.
ولكن ما سيذكر من سبت المواجهة في الشمال سيكون طائرة الـ «اف 16» التي اسقطت. كلما وسعنا في الحديث عن خصوصية الحدث، وعن أنه لم تسقط طائرة في اراضينا منذ ربع قرن، هكذا سيتركز الخطاب على الاسقاط ومن يدفعنا نحو الحرب سيكونون الاوائل الذين سيوزعون الحلويات من شدة الشماتة.
هذا لا يعني اننا فقدنا الردع. فجيراننا يعرفون ما هي قوتنا وهم يفهمون جيدا انها حالة نادرة جدا تبين قوتنا فقط. كما أنه لا ريب ان بطاريات الصواريخ في سورية قلصت مستويات حريتنا، وضربها يسهل على سلاح الجو ولكن من المشكوك فيه أن يكون حدث الطائرة غير المأهولة برر مثل هذه الخطوة على قرب من العاصمة السورية. ان وضع اسرائيل في بداية الحرب بين «داعش» وكل الباقين على الارض السورية مركب للغاية ليس فقط بسبب تواجد ايران و»حزب الله» على أراضيها، بل أساسا بسبب التواجد الروسي، الذي ليس في الطريق الى الخارج، والغياب الاميركي. نجد أنفسنا أمام ائتلاف غير مريح، حيث يكون مجال عملنا العسكري محدودا استراتيجيا، حتى وان كنا تكتيكيا نجحنا في التسهيل على أنفسنا من خلال ضرب بطاريات الصواريخ.
في الاشهر الاخيرة تناور اسرائيل بين المصالح المختلفة في سورية، تحظى باسناد لفظي من الجانب الأميركي، بباب مفتوح في موسكو، تنجح في الوصول الى توافقات عسكرية موضعية ومحدودة، ولكنها تضطر الى الاستعداد لفترة طويلة من العيش الى جانب برميل متفجر. اذا لم يكن مفر – لا مفر. عندنا تجربة لا بأس بها في مثل هذا الحال ويمكننا أن نجند هذه التجربة الى جانبنا في السنوات القادمة ايضا، ولكن ليس واضحا على الاطلاق فيما اذا كانت هذه هي الامكانية الوحيدة. والوضع المعقد الناشئ بالذات قد يؤدي الى اتجاه معاكس للتسوية السياسية، برعاية روسية، وربما ايضا اميركية.
العلاقات الطيبة بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بوتين قد تؤدي دورا مهما اكثر بكثير من التوافقات التكتيكية الحالية. ومن المعقول جدا الافتراض بان لبوتين مصلحة في أن يؤدي دورا تاريخيا في حمل اسرائيل وسورية الى تسوية سياسية كنا قريبين منها جدا قبل 18 سنة. فقربه من الطرفين وفهمه لاحتياجات اسرائيل الامنية قد يساعداننا. لقد كان نتنياهو مشاركا في المفاوضات على هضبة الجولان في الماضي من خلال رون لاودر، وكل ما عليه أن يفعله هو ان يخرج الملف المتعلق بالامر من الارشيف. على اسرائيل أن تصر على مصالحها الامنية في مثل هذه التسوية وان تفهم بان السلام الاسرائيلي – السوري قد يكون ذا آثار مهمة على «حزب الله»، وعلى العلاقات بيننا وبين لبنان، وعلى ما يبدو ايضا على التهديد الايراني.
دول الخليج لن تصفق، ويحتمل أن يكون مسالمون في الغرب يشرحون لماذا من المحظور علينا الوصول الى سلام مع بشار الاسد، ولكن يحتمل أن هذه اللحظة بالذات هي الافضل للمصلحة القومية لاسرائيل.
عن «إسرائيل اليوم»
==========================
هآرتس: كيف تهدد الحرب السورية العالم؟
كتبت- هدى الشيمي:
مع تصاعد وتيرة العنف في سوريا، وسقوط مئات المدنيين (من بينهم أطفال ونساء) في الغوطة الشرقية، أحد آخر معاقل المعارضة السورية، تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الحرب تتفاقم، وتهدد بحدوث أزمة عالمية.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن الأوضاع في سوريا ما تزال خطيرة، في ظل حدوث تصعيدات كبيرة، بالرغم من انهيار تنظيم داعش العام الماضي، وقدرة الرئيس السوري بشار الأسد على تحقيق انتصارات كبيرة بمساعدة روسيا.
وذكرت الصحيفة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني أمس الخميس، أن الصراع، الذي يبلغ عمره 7 أعوام في سوريا، تسبب في مقتل مئات الآلاف، ونزوح الملايين من منازلهم، وهدم البنية التحتية، وزعزع استقرار المنطقة، وجذب أطراف أجنبية إلى الداخل وجعلها تستخدم الأراضي السورية كمساحات للتنافس والحرب بالوكالة.
وبحسب هآرتس، فإن الثورة التي قام بها مجموعة من الشباب منذ سنوات تحولت إلى حرب أهلية وحوّلت سوريا إلى موقع عسكري يشهد صراعات وتنافسات جيوسياسية، حيث تتحدى الولايات المتحدة روسيا، وإيران من جهة، وتحارب إسرائيل إيران من جهة أخرى.
وترى هآرتس أن هدف الأسد واضح، وهو استعادة السيطرة على كافة المناطق السورية، واخضاعها مرة أخرى إلى حكمه، وتمكن من ذلك بمساعدة روسيا، والتي ساعدته على تحقيق انتصارات كبيرة، بعد إرسال طائراتها العسكرية إلى سوريا لدعمه في الحرب منذ عام 2015.
وبخلاف روسيا، هناك إيران الحليفة الأخرى المقربة من سوريا، ومليشيات حزب الله الشيعي اللبناني الذي تدعمه لبنان، واللذين ساعدوه أيضا على هزيمة المعارضة وتحقيق مكاسب كبيرة.
إلا أن أكثر ما يبعث على الخوف بحسب هآرتس، هو استغلال فلول وبقايا داعش للصراع الدائر في سوريا، وعدم الاستقرار في البلاد في إعادة بناء نفسها مرة أخرى.
وتقول الصحيفة إن اختلاف الجماعات السورية المعارضة، رغم اتفاقها جميعا على ضرورة التخلص من الأسد، يعرقل أي جهود لإنهاء الأزمة، لاسيما وأنهم يختلفون بشأن شكل وطبيعة البلاد إذا انتهى حكم الأسد، ولا يستطيعون الاتفاق حول ما إذا كانوا يرغبون في تأسيس دولة إسلامية أم قومية علمانية.
وذكرت هآرتس أن تركيا كانت أحد أهم الداعمين لقوات المعارضة، إلا أنها تركز هدفها الآن على القضاء على وحدات حماية الشعب الكردية، والتابعة لقوات حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، فشنت عملية عسكرية في عفرين من أجل التخلص منهم.
ومع بدء العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد، تقول هآرتس إن القوات الكردية أصبحت محاصرة بين الأتراك من جهة وقوات الأسد من جهة أخرى، ما يهدد أحلامهم بتأسيس دول مستقلة خاصة بهم.
ولعبت الولايات المتحدة دورا كبيرا في دعم قوات المعارضة المعتدلة والقوات الكردية، وأمدتهم بالأسلحة خلال السنوات الأخيرة الماضية، إلا أنها أولت اهتماما أكبر لقتال تنظيم داعش، كما أنها تحاول تخفيف علاقاتها بالأكراد والتي أثارت غضب تركيا.
كما تحاول الولايات المتحدة في التصدي لتنامي النفوذ الإيراني في المنطقة من خلال التدخل في الأزمة السورية، لاسيما وأن طهران تشكل تهديدا كبيرا على حليفتيها الأقرب إسرائيل والسعودية.
وذكرت الصحيفة أن الأجندات السياسية المتعددة في سوريا تسببت في زيادة الانقسامات، مُشيرة إلى أن الأسد وحلفائه يسعون إلى القضاء على المعارضة عن طريق الضغط عليهم في الغوطة الشرقية، وذلك بتشديد الحصار وشن غارات مكثفة، وهي الاستراتيجية ذاتها التي استعملوها في حلب، وحمص وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها المتمردين.
وأشارت هآرتس إلى أن الحروب والاشتباكات تسببت في دفع العديد من المتمردين إلى مدينة إدلب، والمناطق المجاورة لها، والتي تشن عليها قوات النظام غارات جوية مستمرة.
وتتوقع الصحيفة أن تشن تركيا هجوما على القوات الكردية في مدينة منبج، 100 كيلو متر شرق عفرين، إلا أن الوضع مختلف هناك، لانتشار قوات أمريكية في المدينة ذات الأغلبية الكردية.
ووسط الحروب المنتشرة في كل مكان تقريبا في سوريا، تقول هآرتس إن أكثر المناطق اشتعالا في سوريا الآن تقع في الجنوب الغربي، حيث ما تزال المعارضة تسيطر على بعض المناطق القريبة من مرتفعات الجولان المحتلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن استمرار القصف والعمليات العسكرية بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية، يثير قلق تل أبيب، والتي أسقطت طائرة إيرانية بدون طيار الشهر الجاري، بعد اختراقها لمجالها الجوي، وشنت عدة غارات على حدودها مع سوريا، كما أسقطت منظومة الدفاع السورية طائرة إسرائيلية، وقد يتسبب ذلك، بحسب هآرتس، في حدوث تصعيد عسكري بين تل أبيب وطهران قد يتورط فيه حزب الله الشيعي اللبناني الذي تدعمه إيران.
ورجحت هآرتس أن أي حرب قد تنشب بين إسرائيل وإيران ستحتم على الولايات المتحدة التدخل، وقد ينتج عن هذا ما لا يحمد عقباه.
==========================
الصحافة التركية والايطالية :
خبر تورك :واشنطن تبدأ مساعٍ جديدة في سياستها المتعلقة بأكراد سوريا
سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
بدأت واشنطن العمل على اتخاذ قرارات جديدة بعد محادثات أجراها في تركيا كل من وزيري الخارجية ريكس تيلرسون، والدفاع جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي هربرت مكماستر.
أدركت واشنطن أنها لن تستطيع اتخاذ خطوات بشأن شرق الفرات بموجب اتفاق توصلت إليه مع روسيا، دون الحصول على دعم فعلي من تركيا، ولهذا بدأت بمراجعة علاقاتها مع وحدات حماية الشعب.
ترى واشنطن أن موسكو أيضًا بدأت تقدم على خطوات سريعة بخصوص العلاقات مع وحدات حماية الشعب، وتدرك أنها إذا فقدت هذه الورقة فإنها قد تفقد بشكل كامل نفوذها، الذي انحسر في الأساس، في المنطقة.
مصدر مطلع متابع لعملية تشكيل هذه السياسة بين مفاصل الإدارة الأمريكية قال لي إن واشنطن شعرت لهذا السبب بأنها مضطرة للعمل بالتنسيق مع تركيا.
وأوضح المصدر أنه حتى البنتاغون وسي آي ايه، اللتين تشجعان توتير العلاقات دائمًا مع أنقرة، تركزان حاليًّا على كيفية العمل بالتنسيق مع تركيا بخصوص أكراد سوريا.
وتركز واشنطن على منتدى حواري هام انعقد قبل أيام في موسكو، حيث تأمل أن تساعدها مخرجات المنتدى على تشكيل استراتيجية جديدة بشأن شمال سوريا. لأنها بدأت ترى أن من الأصوب اتخاذ القرارات المتعلقة بشرق الفرات، أي بأكراد سوريا، بالتنسيق مع تركيا وروسيا.
منتدى فالداي انعقد تحت عنوان "روسيا والشرق الأوسط: لاعب في كل الساحات"، بمشاركة فيتالي نعومكين رئيس معهد الاستشراق في موسكو، وهو أكثر من يثق به بوتين في مسألة القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط، إضافة إلى وزيري خارجية روسيا وإيران.
وتأمل واشنطن أن تستنتج من المناقشات والحوارات التي جرت في هذا المنتدى ما ستكون عليه السياسة الروسية بشأن الأكراد في شمال سوريا.
كان من المفترض أن يزور نعومكين الولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي للحديث في اجتماع مغلق مع نخبة السياسة الخارجية بواشنطن عن خطة روسية بشأن شمال سوريا، إلا أن الاجتماع أُلغي في اللحظة الأخيرة بدعوى مشاغل العمل.
بيد أن السبب الحقيقي للإلغاء كان عدم الحديث بشكل واضح مع تركيا حول الخطة التي كان من المأمول وضعها والتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حولها.
ولا شك أن نعومكين يعتقد أن الوقت حان لتقديم الخطة، التي تأمل موسكو العمل بموجبها مع واشنطن في شرق الفرات، بشكل رسمي لتركيا.
ويقول نعومكين إن الولايات المتحدة تريد إقامة دولة مستقلة للأكراد في شرق الفرات إلا أن ذلك أمر غير مقبول ولا يمكن تحقيقه. وبحسب خطة نعومكين يتوجب تطبيق نموذج شمال العراق في شمال سوريا.
ما تتداوله أوساط واشنطن هو أن نعومكين يفكر بكيان كردي مستقل إداريًّا ومرتبط بدولة سورية قوية.
يقول نعومكين بصراحة إنه لا يمكن الإقدام على أي خطوة في المنطقة دون الحصول على دعم تركيا. ويعتقد أن الخطة قابلة للتطبيق بالنسبة لهذا النموذج لأنها لا تخل بوحدة تراب سوريا، فضلًا عن أن تركيا رأت أن بإمكان هذا النموذج العمل لصالحها في شمال العراق.
المصدر الذي حدثني عن هذه التحركات في واشنطن أضاف أن أجهزة الإدارة الأمريكية تناقش الكيان المنصوص عليه في خطة نعومكين، وأنها أطلقت عليه اسم "suzrainty".
ولفت المصدر إلى إمكانية تسارع التوصل إلى فكر مشترك بين موسكو وواشنطن بخصوص شرق الفرات، في ظل القرارات المتخذة في المحادثات التركية الأمريكية الأخيرة.
واختتم بالقول: "لن نبالغ إذا قلنا إن قمة ثلاثية رفيعة بين روسيا وتركيا وأمريكا ستنعقد مع التوصل إلى الفكر المذكور".
==========================
صحيفة إيطالية تنتقد: سوريا واليمن تنزفان أمام صمت دولي
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية، تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في كل من سوريا واليمن.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مشاهد الذعر والموت على إثر الغارات والهجمات التي شنها النظام السوري، والتي تسببت في مقتل الأبرياء من المدنيين، ستبقى محفورة في ذاكرة الإنسانية.
وذكرت الصحيفة أن صورة الفتاة التي ترتدي منامة ويسعى عمال الإغاثة إلى انتشالها من تحت الأنقاض أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، ومن المؤكد أنها ستظل راسخة في ذاكرة الكثيرين.
والأمر سيان بالنسبة لصورة الطفل عمران، الذي كان وجهه مغطى بالغبار والدموع وبدا مذهولا من هول ما رآه بعد إنقاذه من غارة استهدفت منزله في حلب.
والجدير بالذكر أن هذه الصور الصادمة والمؤلمة، التي توثق معاناة الشعب السوري ومصير الأطفال، قد انتشرت بشكل كبير على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت الصحيفة أن الصور التي صدمت العالم بأسره تحمل في طياتها العديد من المعاني والانتقادات، لأنها تعد دليلا يدين المجازر التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه. وعلى الرغم من أن هذه الصور والمشاهد المروعة قد لاقت رواجا كبيرا وتعاطفا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن المجتمع الدولي يلتزم الصمت بشأن القصف والتدمير الذي يطال سوريا، وهو ما يعد في حد ذاته تواطؤ مع المحرمين، وتشجيعا على استمرار قتل الأبرياء.
وأوردت الصحيفة أن انتشار هذه الصور يتزامن دائما مع الانتصارات التي يحققها الأسد. فعندما استخدم الأسد الأسلحة الكيمائية، اتهمه وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، باستعمال غاز السارين المحظور دوليا ضد المدنيين في خان شيخون.
من جهته، نفى جيش النظام السوري تورطه في هذا الهجوم معتبرا هذه التهم ادعاءات لا أساس لها من الصحة. لكن الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مثل النار في الهشيم تؤكد عكس ذلك.
وفي الوقت الراهن، تزامن تداول منصات التواصل لصورة الفتاة التي يقع إنقاذها من تحت الركام، مع الغارات الجوية التي يشنها النظام السوري ضد المعارضة في الغوطة الشرقية، ومع الانتصار الذي قد يحققه الأسد في سوريا.
وإن دلت هذه الصور على شيء فهي تدل على أن الأسد مجرم متعطش للدماء يعزز حكمه على حساب الأبرياء من شعبه.
وفي الحقيقة، تعكس هذه الصور جانبا من المأساة التي يعيشها الشعب السوري الذي يعد المتضرر الوحيد من هذه الحرب التي دفع ثمنها غاليا.
وأكدت الصحيفة أن قادة بعض الدول طالبوا بضرورة وقف إطلاق النار في سوريا لحقن دماء السوريين. لكن السؤال المطروح هو، هل تعي الأطراف المتدخلة في النزاع؛ سواء كانت الولايات المتحدة أو إسرائيل أو فرنسا أو روسيا أو طهران، حجم الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري؟
في الواقع، يبدو أن هذه الدول لا تكترث سوى لمصالحها الخاصة في سوريا، لذلك اكتفت بالشجب والتنديد ولم تتخذ أي إجراء فعلي لردع الأسد.
وشددت الصحيفة على الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في نشر هذه الصور المروعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما ساهم في كسب تعاطف الرأي العام الدولي.
فالعالم يشاهد بصمت القصف العشوائي الذي خلف العديد من الضحايا في صفوف الأبرياء، بينما يواصل النظام السوري والكرملين نفي تورطهما في المجاز التي ارتكبت، واستعمال الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
وبينت الصحيفة أن اليمن يشهد كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث. وتعبتر المملكة العربية السعودية المسؤولة عما لحق بهذا البلد الفقير من دمار، في ظل صمت دولي عميق ومشين.
وتشير كل الأدلة إلى أن السعودية هي المتهم الأول في الحرب اليمنية انطلاقا من الصور التي توثق معاناة الأبرياء ووصولا إلى القنابل التي لا تستثني المدنيين.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن هذه الصور تساهم في نقل مأساة اليمن للعالم، حيث شهدت البنية التحتية دمارا كبيرا، فيما أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من القتلى، وتهجير الملايين من اللاجئين وتشريد الكثيرين، ناهيك عن انتشار الكوليرا والمجاعة. وفي ظل هذه الظروف المزرية، تواصل السعودية عدوانها في اليمن أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي دون أدنى رادع.
==========================
الصحافة الروسية :
المركز الاستراتيجي الروسي :هل يمكن أن تكون الصين الفائز النهائي بالمعركة من أجل سوريا؟
نشر "المركز الاستراتيجي الروسي للثقافات" تقريرا بين فيه كيف أصبحت منطقة الشرق الأوسط محط أنظار الصين، التي لا تخفي طموحاتها واستعدادها للدفاع عن مصالحها بحزم، في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامة في العالم.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ اندلاع الأزمة السورية، اتخذت الصين موقف الشريك التجاري الرئيس لسوريا.
ولكن، يبدو أنه لدى بكين خطط أخرى أكبر بكثير تنوي تنفيذها انطلاقا من سوريا.
ففي خضم الحرب، قدمت بكين الدعم لدمشق، واستخدمت شتى الطرق لعل أبرزها؛ الدعم المالي، وحق النقض في مجلس الأمن الدولي لمعارضة مشاريع القرارات الموجهة ضد نظام الأسد.
وأشار الموقع إلى أن روسيا والصين تتشاركان العديد من القضايا الهامة فيما يتعلق بسوريا، مثل دعوة دمشق إلى استعادة مرتفعات الجولان المحتلة، وانتقاد الدعم الأمريكي والتركي للقوات المعارضة للنظام السوري.
ومن ناحية أخرى، تتفق بكين وموسكو على ضرورة القضاء على من تسميهما بـ"الإرهابيين" الموجودين في سوريا، والحيلولة دون عودتهم إلى مواطنهم.
وأفاد الموقع بأن الحزب الإسلامي التركستاني، وهي منظمة مسلحة أويغورية انفصالية يقاتل عناصرها إلى جانب التنظيمات المناوئة لقوات الأسد، يدعو إلى إقامة دولة الخلافة.
ومنذ أوائل سنة 2015، كانت وحدات الإويغور تنشط في سوريا ضمن فصائل جبهة فتح الشام. ويصل المقاتلون المنتمون إلى هذه الجماعات إلى سوريا عبر الأراضي التركية بمساعدة خدمات سرية.
وأورد الموقع أن التغييرات الجذرية الحاسمة التي أعقبت المواجهة بين قوات النظام والتنظيمات المسلحة في سوريا، فضلا عن الدعم الروسي للأسد، دفعت الصين لتكثيف اتصالاتها مع دمشق.
وخلال سنة 2017، زارت العديد من الوفود الصينية رفيعة المستوى دمشق ووقع الطرفان العديد من الاتفاقات والعقود.
ونوه الموقع إلى أنه في الخامس من شباط/ فبراير سنة 2015، توصل الطرفان السوري والصيني إلى اتفاق بشأن تقديم المساعدة الإنسانية من خلال التعاون التقني والاقتصادي.
وفي أوائل شهر تموز/ يوليو، وقع الطرفان وثيقة لإنشاء منطقة صناعية للاستثمارات الصينية في صفقة بلغت ملياري دولار، ما يعني إنشاء 150 شركة صينية وتوفير 40 ألف وظيفة في سوق الشغل السورية.
وفي آب/ أغسطس من سنة 2017، أدى وفد عسكري صيني برئاسة الجنرال، غوان يو فييم، (رئيس مكتب التعاون الدولي للجنة العسكرية المركزية الصينية) زيارة رسمية إلى دمشق، حيث كان في استقبالهم وزير الدفاع السوري، فهد جاسم الفريج.
وبعد المحادثات مع الجانب الصيني، أدلى وزير الدفاع السوري بالتصريح أكد فيه "تجمعنا علاقات وطيدة مع الصين، ويعمل الجيش الصيني على مواصلة تعزيز التعاون والتواصل في المجال العسكري مع سوريا".
وذكر الموقع أن نسبة المعدات العسكرية صينية الصنع في الجيش السوري تقدر بنحو 15 في المئة، وتعتزم بكين زيادة هذه النسبة مستقبلا في سوريا بشكل ملحوظ.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات الأسد تعتمد على أنظمة قتالية صينية متنوعة؛ من بينها أحدث تصاميم الطائرات من دون طيار للاستطلاع والهجوم.
ويسعى الطرفان إلى مزيد تعزيز التعاون في المجال العسكري. فعلى سبيل المثال، ساعدت الصين في تجهيز وتدريب وحدات القناصة المتخصصة، وتلقي المعلومات بشأن المتشددين الأويغور، وغيرها من المسائل الأمنية والعسكرية.
وأكد الموقع أنه من القضايا الاستراتيجية التي تشغل الصين إعادة إعمار سوريا بعد الحرب. ففي التاسع من تموز/ يوليو من سنة 2017، أشار السفير السوري لدى الصين، عماد مصطفى، إلى أن "الحكومة السورية، فيما يتعلق بفرص الاستثمار والبناء، تعطي الأولوية للشركات الصينية. لذلك، من المتوقع أن تضطلع الصين بدور كبير في إعادة بناء البلاد بعد الحرب".
وفي شهر شباط/ فبراير من سنة 2018، قال السفير الصيني لدى دمشق، تشي تشيانجين، إنه "قد آن الأوان لتلعب الصين دورا أكثر نشاطا في بناء مستقبل هذا البلد".
وأفاد الموقع بأن الصين بدأت فعليا في الخطوات الأولى لتمويل مشاريع إعادة الإعمار، التي تشمل عملية ترميم المستشفيات، حيث يتجاوز مجموع المشاريع التي ستتكفل الصين ببنائها 20 مشروعا. ولكن، تظل استعادة صناعة النفط والغاز الطبيعي من المسائل ذات الأولوية بالنسبة للصين.
وأشار الموقع إلى أنه قبل الحرب، استثمرت بكين في قطاع الطاقة بشكل كبير، إذ تملك مؤسسة البترول الوطنية الصينية حصصا في كبرى الشركات السورية العاملة في مجال النفط. وقد بدأت الصين في استعادة سيطرتها على مجال النفط في سوريا منذ شباط/ فبراير من سنة 2017.
ولا تزال هناك العديد من العقود سارية المفعول التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات، التي تهدف إلى استكشاف حقول نفط جديدة.
وفي الختام، أكد الموقع أن إعادة إعمار سوريا ستكلف ما لا يقل عن 150 مليار دولار، ومن المرجح أن يرتفع هذا المبلغ إلى حدود 180 مليار دولار، وذلك وفقا لتقديرات رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، في نيسان/ أبريل من سنة 2016.
ونظرا للمخاطر الكثيرة التي تعرقل تنفيذ المشاريع، باتت إعادة بناء البنية التحتية صعبة للغاية، إلا أن بكين تؤكد بوضوح استعدادها للمشاركة بنشاط في ذلك.
==========================
نيزافيسيمايا غازيتا: مصير حلب ينتظر الغوطة الشرقية
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، عن أن الغرب محروم من إمكانية التأثير في الوضع بريف دمشق، والأسد مصر على إخضاع الغوطة.
وجاء في المقال: في سوريا، خطر كارثة إنسانية، مماثلة لتلك التي وقعت في نهاية العام 2016 في حلب. إن هجوم القوات الحكومية على الغوطة الشرقية – وهي ضاحية من ضواحي دمشق، مشمولة رسميا بمناطق خفض التصعيد- أثار بالفعل تهديدات جديدة من المجتمع الدولي ضد النظام السوري وحلفائه. ويشمل الانتقاد تلقائيا روسيا. بيد أن الدول الغربية ليس لديها نفوذ للتأثير في الوضع.
ويضيف كاتب المقال: المواجهة في الغوطة الشرقية، يبررها شركاء بشار الأسد بوجود “هيئة تحرير الشام” (التحالف الراديكالي، الذي يضم جبهة النصرة) هناك.
وينقل، في الصدد، قول خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف، لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”: “بالفعل هناك مسلحو هذا التنظيم، ولكن عددهم  قليل ولا يدخلون في تحالف مع أحد. الوضع يزداد تعقيدا بسبب حقيقة عدم القدرة (الحكومة) على الوصول إلى الجبهة”.
ويشير مارداسوف إلى أن الغوطة الشرقية شكلت بنيتها التحتية الخاصة، التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة. السكان المحليون، وفقا للخبراء، ليسوا من أنصار دمشق الرسمية وشركائها. وفي المنطقة مواطنون مدنيون أكثر مما كان في حلب.
ويشير ضيف الصحيفة إلى أن مبادرات تفاوضية بشأن مصير الغوطة الشرقية سبق أن جرت عدة مرات، ولكن (نتائجها) لم تنفذ. ومع أن الشرطة العسكرية (الروسية) نشرت هناك، إلا أن ذلك لم يمنع القوات الحكومية من القصف مجددا.
كما جاء في المقال: في بيئة الخبراء البريطانيين، يعتقدون أن الدول الغربية غير قادرة على وقف هجوم القوات الحكومية على الغوطة الشرقية. فقد قال مايكل ستيفنس، الباحث في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية، لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”: “لا أعتقد أن أي تدابير ستُتخذ من شأنها أن توقف القتال. في نهاية المطاف، يمكن القيام بمحاولات لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، ولكن من أجل ماذا؟ هناك طريق مسدود. في هذا الصدد، لستُ متأكدا من إمكانية القيام بشيء هنا. فالأسد يريد الاستيلاء على هذا الجيب (الغوطة الشرقية)، وأعتقد أن ذلك سيحدث. والولايات المتحدة تركز سياساتها بشكل متزايد على التمسك بالأراضي شمالي نهر الفرات واستخدامها كورقة مساومة ضد الأسد في مرحلة لاحقة (من النزاع المسلح). ومن المستبعد أن يُتخذ إجراء عسكري (من قبل واشنطن في الغوطة). وهذا يعكس الحقيقة الأساسية التالية: الغرب ليس لديه سوى القليل من القنوات للتأثير على هذا الجزء من الحرب تحديدا”. (روسيا اليوم)
==========================