الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 24/5/2021

سوريا في الصحافة العالمية 24/5/2021

25.05.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية
  • تقرير لـ "معهد واشنطن" يحذر من التوسع الإيراني في سوريا بعد الاتفاق النووي
http://www.shaam.org/news/syria-news/تقرير-لـ-معهد-واشنطن-يحذر-من-التوسع-الإيراني-في-سوريا-بعد-الاتفاق-النووي.html
  • «بلومبرغ» :تدخلات إيران وتهديدها لأمن المنطقة
https://aawsat.com/home/article/2988511/سيث-فرانتزمان/تدخلات-إيران-وتهديدها-لأمن-المنطقة
  • «واشنطن بوست»: كيف اشتعلت المنافسة بين روسيا وإيران على فرض النفوذ في سوريا؟
https://sasapost.co/translation/iran-and-russia-for-influence-syria/
 
الصحافة البريطانية :
  • الغارديان :حرب ودمار وفقر.. لكن فوز الأسد في مسرحية الانتخابات مضمون
https://www.noonpost.com/content/40752
 
الصحافة الامريكية
تقرير لـ "معهد واشنطن" يحذر من التوسع الإيراني في سوريا بعد الاتفاق النووي
http://www.shaam.org/news/syria-news/تقرير-لـ-معهد-واشنطن-يحذر-من-التوسع-الإيراني-في-سوريا-بعد-الاتفاق-النووي.html
نشر "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، تقريراً حول التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، محذراً من "توسع إيراني" كبير لاسيما في سوريا، في حالة إبرام واشنطن اتفاقاً نووياً مع طهران دون جهود موازية متعددة.
وأوضح التقرير أن احتمال التوصل إلى اتفاق نووي جديد وما يتبعه من رفع العقوبات والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، قد يمدّ "حزب الله" والميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق بدفعة مالية كبيرة.
وأكد أن هذا النشاط الإيراني المتزايد في سوريا يجب أن يكون "مصدر قلق" لصانعي السياسة الأمريكية بشكل خاص وذلك بالنظر إلى وضع سوريا كورقة حاسمة لنجاح النشاط الإيراني الإقليمي، كما لفت إلى أن النفوذ الإيراني المتزايد سيؤثر سلبياً على سوريا، حيث الميليشيات الإيرانية ستتمتع بسلطة أكثر وحرية أوسع لاستعراض قوتها.
ودعا التقرير، واشنطن إلى البحث عن "آليات جديدة" تضاف إلى العقوبات، والضربات الإسرائيلية، في ظل هذه "المخاطر المتوقعة، وفي الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة إلى المضي قدماً لإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران.
ورأى أنه "يستوجب على الإدارة الامريكية إعادة النظر في توجيه الدعم الذي تقدمه إلى سوريا، وتوجيهه من (الميليشيات) إلى (القوى الوطنية) السورية بجميع مكوناتها من أكراد وعرب وأشوريين ومسيحيين وغيرهم من الفئات التي يجري تهميشها، وإبعادها عن (مركز القرار)".
وقال إنه ينبغي أن يحدث ذلك بموازاة تشجيع واشنطن لحلفائها الإقليميين في الخليج وتركيا على إنهاء "خلافاتهم البينية" بالاستفادة من التقارب الأخير بينهم، ما يسمح بتنسيق الجهود وتعزيزها لمواجهة النفوذ الإيراني، مع التركيز بشكل خاص على سوريا، وهو "مصلحة مشتركة" للجميع.
=========================
«بلومبرغ» :تدخلات إيران وتهديدها لأمن المنطقة
https://aawsat.com/home/article/2988511/سيث-فرانتزمان/تدخلات-إيران-وتهديدها-لأمن-المنطقة
الاثنين - 12 شوال 1442 هـ - 24 مايو 2021 مـ رقم العدد [15518]
سيث فرانتزمان
أكثر ما ميّز حرب غزة الرابعة كانت صور تلك الصواريخ المتلألئة في سماء الليل. فبينما يجري الطرفان تقييماً وسط وقف إطلاق النار، ستقفز حتماً البيانات أمام المخططين العسكريين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وهي أن «حماس» أطلقت أكثر من 4000 صاروخ وقذيفة في 11 يوماً من القتال.
يعد هذا الرقم مرتفعاً في معدل إطلاق النار مقارنة بحرب غزة عام 2014، عندما أطلقت «حماس» 4500 قذيفة في غضون 50 يوماً. وما يثير القلق هو تطور جودة ترسانة «حماس» العسكرية. ففي الصراع الأخير باتت «حماس» قادرة على إطلاق صواريخ إلى قلب إسرائيل أكثر من ذي قبل، كما استخدمت ما يسمى «الطائرات الانتحارية من دون طيار» التي يمكن توجيهها إلى أهداف محددة، على عكس صواريخها.
لم يكن ذلك سوى جزء من نمط تطور في المنطقة، حيث استخدم المتمردون الحوثيون في اليمن صواريخ وطائرات من دون طيار ضد المملكة العربية السعودية، وكذلك الميليشيات ذات الهوى الإيراني في العراق ضد القوات الأميركية. وينتمي المخزون الأكبر والأكثر تقدماً إلى «حزب الله» اللبناني، الذي يتضمن صواريخ دقيقة التوجيه، بالإضافة إلى صواريخ قد يتم إطلاقها يوماً ما من طائرات بلا طيار بعيدة المدى.
تشترك كل هذه الترسانات الموجودة بحوزة جهات غير حكومية فاعلة في أصل واحد هو إيران. ففي السنوات الأخيرة، زوّدت الجمهورية الإسلامية هذه الجماعات الأعضاء الرئيسيين في شبكة الوكلاء وشركاء طهران في المنطقة بعشرات الآلاف من الصواريخ والطائرات من دون طيار، فضلاً عن التكنولوجيا اللازمة لبنائها. خلال هذه العملية، تغيّرت ملامح الحرب بشكل جذري في الشرق الأوسط.
كان استخدام الصواريخ في الحرب من اختصاص الدول - يتذكر الإسرائيليون صواريخ «سكود» المنطلقة من العراق في عهد صدام حسين في عام 1991 - لأنها هي وحدها التي تستطيع تحمل تكلفة مكونات الصواريخ المعقدة وإنتاجها. واستناداً إلى التكنولوجيا الروسية والصينية والكورية الشمالية، انتشرت الصواريخ مثل «سكود» و«غراد» و«كاتيوشا» في جميع أنحاء العالم، بعد إدخالها في منتصف القرن الماضي.
كانت إيران مستفيداً رئيسياً، حيث قامت ببناء برنامج صاروخي وصواريخ باليستية، رغم خضوعها للعقوبات، حتى إنها وسّعت مدى بعض صواريخها إلى أكثر من 1000 كيلومتر. كما أصبحت أكثر دقة، فبعد أن قتلت طائرة أميركية بلا طيار القائد الإيراني قاسم سليماني في بداية عام 2020، ردت الجمهورية الإسلامية باستهداف قاعدة أميركية في العراق. وحتى وقت قريب، لم يكن لدى الجماعات المتطرفة والإرهابية صواريخ بعيدة المدى. ففي عام 2001، عندما بدأت «حماس» في استخدام الصواريخ، المعروفة باسم صواريخ «القسام»، كان مدى هذه الصواريخ يبلغ عدة كيلومترات، لكن المساعدة الإيرانية التي قدمها «الحرس الثوري» الإيراني غيّرت قواعد اللعبة. فـ«حماس» باتت الآن تستهدف تل أبيب بشكل منتظم رغم أنها تبعد 66 كيلومتراً عن غزة، وتزعم أن صاروخ «عياش» يمكن أن يصل مداه إلى 250 كيلومتراً.
ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أنَّ «حماس» تمتلك الآن نحو 15 ألف صاروخ، جرى تهريب بعضها من إيران، ولكن معظمها من صنع غزة بمعرفة إيرانية. ويُعتقد أن «حزب الله» وسّع ترسانته من نحو 15 ألف صاروخ في عام 2006 إلى أكثر من 130 ألف صاروخ، رغم المحاولات الإسرائيلية لاعتراض خط إمداد «الحرس الثوري» الإيراني عبر سوريا.
تم العثور على مكونات وأجهزة قدمتها إيران في صواريخ وطائرات بلا طيار أطلقها الحوثيون على المملكة العربية السعودية. كما اعترضت البحرية الأميركية شحنات أسلحة إيرانية متجهة إلى اليمن.
أيضاً تمتلك الميليشيات العراقية التابعة لإيران الخط المباشر إلى مصانع الذخيرة التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بفضل سهولة اختراق الحدود مع إيران. وتتمتع العديد من هذه المجموعات بميزة إضافية تتمثل في رعاية الدولة؛ فهي جزء من وحدات «الحشد الشعبي» الذي جرى دمجه كقوة شبه عسكرية حكومية في عام 2018. وفي العام التالي، تمكنوا من الحصول على صواريخ وطائرات بلا طيار لاستهداف المنشآت الأميركية الموجودة داخل قواعد الجيش العراقي.
من خلال هذه المجموعات، باتت الصواريخ الإيرانية تهدد الآن مساحة 5000 كيلومتر من الشرق الأوسط، من لبنان وسوريا، عبر العراق وصولاً إلى اليمن ومضيق باب المندب. ضمن نطاق هذه الترسانة تقع إسرائيل ومعظم الدول العربية المتحالفة مع الغرب في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى عدد من المواقع العسكرية الأميركية، ناهيك عن أكثر طرق التجارة حيوية في العالم.
إذا كانت حرب غزة قد أظهرت التهديد المتزايد للصواريخ الإيرانية، فقد أظهر رد إسرائيل على هجمات «حماس» صعوبة الدفاع ضدها. ويعني الحجم الهائل للقذائف الواردة أن بعضها قد اجتاز نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي ليقتل 12 إسرائيلياً. وبالنسبة للمخططين العسكريين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فهذه نقطة بيانات مزعجة أخرى.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»
=========================
«واشنطن بوست»: كيف اشتعلت المنافسة بين روسيا وإيران على فرض النفوذ في سوريا؟
https://sasapost.co/translation/iran-and-russia-for-influence-syria/
نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرًا أعدَّته سارة دعدوش، مراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط والمقيمة في العاصمة اللبنانية بيروت، سلَّطت فيه الضوء على المنافسة الروسية الإيرانية من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من غنائم الحرب السورية، مشيرةً إلى أن التنافس بين البلدين وصل إلى ذروته لا سيما في المجال الاقتصادي والثقافي والدبلوماسي في بعض الأحيان.
وخلصت إلى أن الغلبة حتى الآن لروسيا، التي سيطرت على عديد من القطاعات الحيوية، بينما لا يزال الإيرانيون يحاولون الحصول على بعض المكاسب لتعويض ما قدموه من دعم عسكري واقتصادي نظير الإبقاء على الأسد ونظامه.
روسيا وإيران وساحات المنافسة
في مستهل تقريرها، أوضحت المراسلة أنه في ظل تراجع حدة القتال في معظم أنحاء سوريا، تتنافس إيران وروسيا، الداعمان الرئيسان للرئيس السوري بشار الأسد، للحصول على غنائم الحرب وفرض النفوذ في البلاد. إذ بدأت الدولتان بالترويج لِلغتهما، الفارسية والروسية، لتدريسَهما في المدارس السورية. كما أبرما عددًا من الاتفاقيات لبناء مطاحن الدقيق في ظل النقص الحاد الذي تعاني منه سوريا من أجل الحصول على الخبز، بالإضافة إلى أنهما يُشيِّدان محطات للطاقة.
واستشهدت المراسلة بما قاله جهاد يازجي، خبير اقتصادي ورئيس تحرير نشرة «ذا سيريا ريبورت» الاقتصادية، إن: «المنافسة بين الدولتين احتدمت للحصول على عقود، تُقدر قيمتها بملايين الدولارات، لاستخراج النفط وتعدين الفوسفات وبناء الموانئ في سوريا. وكلاهما يستهدف القطاعات نفسها، رغم أنهما لم يُحققا النجاح نفسه».
سوريا وتوزيع الكعكة
بيد أن الشركات الروسية كانت هي المهيمنة عادةً على هذه القطاعات المتنازع عليها؛ إذ فازت، على سبيل المثال، بخمسة عقود نفطية في المدة بين عامي 2013 و2020، على الرغم من أن إيران نجحت في العام الماضي في الحصول على أول عقد نفطي في سوريا. وفي ربيع عام 2019، أعلنت سوريا أنها تخطط لتأجير ميناء طرطوس لروسيا ومنح محطة الحاويات في ميناء اللاذقية إلى إيران، لكن الصفقة الأخيرة فشلت في وقت لاحق.
وأوضح يازجي أن سوريا وَعَدت إيران في البداية بالحصول على صفقة لتعدين الفوسفات، لكنها غيَّرت اتجاهها بعد ذلك، ومنحت الصفقة في عام 2018 إلى شركة روسية، والتي من المقرر أن تحصل على 70% من عائدات استخراج الفوسفات لمدة 50 عامًا. وأضاف يازجي قائلًا إن: «الإيرانيين شعروا بأنهم لم يحصلوا على النصيب العادل من الأصول السورية مقابل التزاماتهم العسكرية والاقتصادية في البلاد. وصحيحٌ أن الإيرانيين قدَّموا لسوريا كثيرًا من الدعم الاقتصادي، لكن روسيا تجني فوائد اقتصادية أكثر من الذي تحصل عليها إيران».
وفي عام 2018، دعا اللواء يحيى رحيم صفوي، أحد كبار مستشاري الشؤون العسكرية للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إلى ضرورة تعويض إيران بعقود لاستخراج النفط والغاز والفوسفات نظير دعمها لسوريا. وقال صفوي: «يمكن لإيران أيضًا عقد اتفاقيات سياسية واقتصادية طويلة الأجل مع الحكومة السورية لتعويض النفقات التي تكبَّدتها».
أيهما كان أكثر حسمًا في دعمه؟
وأشار التقرير إلى أن إيران بدأت في دعم الأسد عسكريًّا في أوائل عام 2012، في الوقت الذي كانت تتقدم فيه قوات المعارضة السورية على الأرض وتُعزِّز من موقفها ضد الحكومة. وأرسلت إيران قوات من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، بالإضافة إلى الميليشيات العراقية واللبنانية المدعومة إيرانيًّا، وآلاف المقاتلين الشيعة الأفغان. وذكر تقرير «ذا سيريا ريبورت» أن إيران قدمت ثلاثة قروض ائتمانية بقيمة 5.6 مليارات دولار على الأقل دعمًا للاقتصاد السوري المحاصر.
وعلى الرغم من أن روسيا دخلت الحرب في وقت لاحق، أثبت تدخلها في عام 2015 أنه كان حاسمًا، مع تغييره مسار النزاع في وقت كان فيه الأسد ونظامه على حافة الهزيمة والانهيار. كما وفَّرت الطائرات الحربية الروسية الغطاء الجوي للجيش السوري وحلفائه، بالإضافة إلى قصفها الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، والمساعدة في التصدي لمقاتلي المعارضة ودحرهم. ومع استمرار الحرب وتصاعد العقوبات الدولية على البلاد، استعانت سوريا أيضًا بروسيا في مجال الاستثمار.
وأفاد التقرير بأن قوات النظام السوري أعادت فرض سيطرتها على معظم أنحاء البلاد، بعد 10 سنوات من بدء الانتفاضة المناهضة للأسد، مع تراجع المعارضة وانحصارها في محافظة إدلب المحاصرة في شمال غرب سوريا. لكن الدمار يسود كل بقعة من بقاع سوريا واقتصادها يتهاوى سريعًا.
إيران تستحوذ على جزء من السوق السورية
وألمح التقرير إلى أنه من الناحية التاريخية، كانت علاقات سوريا الاقتصادية مع روسيا أقوى منها مع إيران. لكن إيران نجحت في اقتطاع جزء لنفسها من السوق السورية؛ إذ تستورد سوريا، على سبيل المثال، الإلكترونيات والأدوية على نحو متزايد من إيران. وأصبح السوريون، الذين يتواصلون مع الصيدليات في دمشق عبر الهاتف للاستفسار عن توفر بعض الأدوية، معتادين على سماع جملة: «ويوجد أيضًا دواء إيراني بديل».
بالإضافة إلى ذلك، كان لأسلوب إيران المناهض للغرب تأثيره الواسع في نفوس بعض السوريين، فعندما افتتح الإيرانيون مجمَّعًا ترفيهيًّا جديدًا في دمشق في مارس (آذار) الماضي، احتفى زوار الحدائق ونوافير المياه وملاعب كرة القدم بلوحة تحمل صورًا لخامنئي وقاسم سليماني، القائد الإيراني الذي اغتالته الولايات المتحدة، إلى جوار صورة الأسد. وفي شرق سوريا ودمشق، شيَّدت إيران مراكز ثقافية، تقام فيها فعاليات مثل فعالية معرض الصور، الذي نظم مؤخرًا، لإحياء ذكرى مقتل سليماني.
ونقل التقرير عن بعض وسائل الإعلام الإيرانية أن إيران تبني أيضًا مركزًا تجاريًّا من 12 طابقًا في قلب العاصمة السورية دمشق، والذي سيكون مقرًا لـ24 شركة إيرانية.
من المنتصر في المنافسة على الساحة الثقافية؟
بيد أن روسيا تغلبت على إيران في مجال التعليم والمدارس السورية، وأُدرِجت اللغة الروسية بوصفها لغة اختيارية ثانية للتعليم إلى جانب اللغة الفرنسية. وأُجرِيت أول امتحانات في اللغة الروسية في المرحلة الثانوية العام الماضي. وتواصِل إيران الضغط من أجل تدريس اللغة الفارسية رسميًّا أيضًا. إذ وقَّعت إيران، في العام الماضي، اتفاقية تدعو في جزء منها إلى مساعدة سوريا في إعادة بناء مدارسها.
وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن محسن حاج ميرزائي، وزير التعليم الإيراني، أكدَّ «أهمية إدخال اللغة الفارسية في نظام التعليم السوري». وأدخلت إيران برامج دراسة اللغة الفارسية في بعض المدارس التي ساعدت في ترميمها أو بنائها. وأضافت بعض المدارس في محافظتي الرقة ودير الزور بالفعل دروس تعلم اللغة الفارسية إلى مناهج المدارس الابتدائية والإعدادية، وأعرب بعض السوريين عن خوفهم من أن يحدث الأمر نفسه في مدينة حلب، حيث أعلنت إيران هذا الشهر أنها تخطط لفتح قنصلية فيها.
الاستثمار في الخبز
ويُضيف التقرير أن إيران وروسيا استثمرتا أيضًا في بناء مطاحن الدقيق في جميع أنحاء البلاد. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن المطحنة الأولى، من أصل خمس مطاحن أُنشِئت بموجب صفقة مع إيران وبتمويل من خط ائتمان إيراني، افتُتحت قبل عامين.
وبدورها، أعلنت شركة روسية في عام 2017 حصولها على عقد قيمته 84 مليون دولار لبناء أربع مطاحن في محافظة حمص. ونقل عدد من وكالات الأنباء عن مسؤولين روسيين وسوريين أن روسيا تستفيد أيضًا من صادرات القمح المباشرة إلى سوريا، والتي بلغ مجموعها، بين عامي 2017 و2019، أكثر من مليون طن سنويًّا. ونجمت أزمة نقص القمح في سوريا بعد تدمير المطاحن خلال معارك القتال، بالإضافة إلى تخريب الحقول بسبب الجفاف أو الحرائق التي أشعلها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وينوِّه التقرير إلى أن أزمة الخبز تعكس إلى حد كبير الاضطرابات الاقتصادية الواسعة النطاق في سوريا والتي انهارت عملتها. وقالت منظمة الأمم المتحدة إن أكثر من 13 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة هذا العام، بعد مأساة الحرب التي دامت لعقد من الزمان وتسببت في خسائر اقتصادية تُقدَّر بنحو نصف تريليون دولار.
كيف انتقلت المنافسة إلى الساحة الدبلوماسية؟
وفي بعض الأحيان، امتدت المنافسة بين روسيا وإيران إلى ساحة الدبلوماسية. وفي ديسمبر (كانون الأول)، اختار فيصل المقداد، وزير الخارجية السوري الجديد، إيران لتكون وِجْهَة أول زياراته الخارجية. ونفَت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ما قرأه البعض بين السطور في محاولة لإثارة التوترات بين روسيا وإيران. وأضافت ماريا أن المقداد كان ينوي زيارة روسيا، لكن الزيارة تأخرت بسبب جدول وزير الخارجية الروسي المزدحم.
وأبرز التقرير أن روسيا تسعى لمساعدة سوريا في إعادة بناء الجسور بينها وبين العالم العربي، والذي ينظر أغلبه إلى إيران بعين الريبة. وبالإضافة إلى دعم روسيا للجنة الدستورية التي ترعاها الأمم المتحدة والمُكلَّفة بإعادة كتابة الدستور، كان الكرملين يضغط من أجل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية منذ عام 2015، بعد عام واحد من الانتخابات، وقبل ست سنوات من موعدها الذي ينص عليه الدستور.
وأفاد التقرير بأن مصالح إيران الإستراتيجية تتركز، على ما يبدو، بدرجة كبيرة على السيطرة على ممر بري يمتد من الحدود الشرقية لسوريا مع العراق، وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط. ويسمح هذا الممر لإيران بتزويد حزب الله، حليفها في لبنان، بالأسلحة والمعدات الأخرى بسهولة أكبر.
إيران تلهث وراء الأرض وليس المال فقط
ونقل التقرير عن عمر أبو ليلى، مدير شبكة دير الزور 24، وهي منظمة متخصصة في مجال البحث والتحليل تركز على تغطية الأحداث في محافظة دير الزور، قوله إن: «إيران لا تريد المال فقط، بل تريد الأرض والجغرافيا. ويشتري الإيرانيون العقارات السكنية والتجارية في شرق سوريا، وفي حي السيدة زينب أيضًا ومحيطه، وهو أحد أحياء العاصمة دمشق ويقع فيه أحد الأضرحة المقدسة عند الشيعة».
ومن أجل تأمين مصالحها في شرق سوريا الذي تسيطر عليه الميليشيات المدعومة إيرانيًّا، ركَّزت إيران على حشد الدعم الشعبي عبر الأمن والتعليم. يقول أبو ليلى إنها: «عملية تجنيد تستهدف هذا الجيل وكسب تعاطفه». وأدَّى التصعيد الأخير في الهجمات في المنطقة، التي نفَّذتها بقايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، إلى قبول مزيد من السكان الميليشيات المدعومة إيرانيًّا أو الانضمام إليها بدافع الخوف».
وتختم المراسلة تقريرها بتأكيد أن عديدًا من السوريين يرفضون هذه التجاوزات الإيرانية. وقد تصاعدت مخاوف السوريين من زيادة النفوذ الشيعي في أعقاب تنامي الوجود الإيراني خلال العقد الماضي وشراء الإيرانيين للعقارات. وبأصوات خافتة، يتداول السكان المسلمون من السنة مقاطع فيديو ظهرت في السنوات القليلة الماضية لرجال يضربون على صدورهم، وهو تقليد شيعي معروف في أيام الحداد، في قلب سوق دمشق القديم.
=========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان :حرب ودمار وفقر.. لكن فوز الأسد في مسرحية الانتخابات مضمون
https://www.noonpost.com/content/40752
كتب بواسطة:بيثان ماكيرنان
ترجمة: حفصة جودة
في آخر انتخابات رئاسية جرت في سوريا عام 2014، لم يكن هناك شك في فوز الرئيس بشار الأسد، لكن قوات المعارضة كانت تسيطر على عدة مدن في البلاد بالإضافة إلى ضواحي دمشق، لذا لم يكن مستقبله محتومًا بعد.
بعد 7 سنوات وبعد تدخل حلفاء النظام من الروس والإيرانيين، انقلبت دفة الحرب وأصبحت معظم المدن السورية الآن في قبضة الأسد، في يوم الأربعاء سيعود مواطنوه إلى صناديق الاقتراع في مسرحية ديمقراطية مزيفة، مصممة لمنح بشار قشرة من الشرعية في البلاد وخارجها.
يقول سهيل الغازي باحث سوري وزميل غير مقيم في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط: "في 2014 كانت الأجواء مختلفة، كان رحيل الأسد لا يزال ممكنًا، والآن فالسوريون في البلاد والذين غادروها أيضًا يعلمون جميعًا أنه لن يكون هناك أي انقلاب عسكري".
"سيستخدم النظام وروسيا الانتخابات لإظهار فوزهما وادعاء أن سوريا آمنة وأنه بإمكان اللاجئين العودة، كما أن الانتخابات تعد عاملًا في إعادة تأهيل النظام بين الدول العربية وربما جامعة الدول العربية".
بالنسبة للنظام فالانتخابات أداة دعائية مفيدة، لقد جعل النظام الناس يفعلون ذلك لإثبات ولائهم
تحكم عائلة الأسد سوريا منذ 1970، فقد جردوا البرلمان والحكومة من العديد من سلطات اتخاذ القرار بينما امتلأت المناصب المهمة بالمخلصين للأسد، إذ عمل حزب البعث على ترسيخ وضعه كقائد للدولة والمجتمع.
كان بشار الخيار الثالث كخليفة لوالده حافظ، إذ تولى الرئاسة بعد موته عام 2000، ادعى طبيب العيون أنه يرغب في جلب إصلاحات سياسية حقيقية للبلاد، لكنه انتهى بوحشية أكثر من والده، فقد قوبلت مظاهرات الشوارع في الربيع العربي عام 2011 بالعنف الشديد من شرطة البلاد لتتحول إلى حرب أهلية معقدة وعسيرة.
في الأيام الأولى للثورة انشق عدد كبير من المسؤولين في الجيش والحزب احتجاجًا على قمع الحكومة، وبينما بدأ مستوى المعارضة في الظهور بين المجتمع السوري الطبقي، قررت المعارضة الجريئة مقاطعة الانتخابات البرلمانية عام 2013.
كانت هناك محاولة جوفاء لتهدئة الرأي العام في 2014 على شكل انتخابات رئاسية، فسمح النظام بوجود عدة مرشحين لأول مرة، لكن الأسد فاز بنسبة 90% من الأصوات بعد حملة قال فيها أحد المرشحين للناخبين أن الرئيس يجب أن يبقى الرئيس.
مواطن سوري في الكويت يحمل بطاقة اقتراع تضم المرشحين الثلاث للرئاسة السورية
بدأت حملة هذا العام بعد أن وافقت المحكمة الدستورية العليا على طلبات 3 مرشحين من بين 51 طلبًا قبل أسبوع وهم: عبد الله سلوم وهو عضو سابق في السلطة التشريعية السورية، ومحمود أحمد مرعي وهو جزء من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، والأسد نفسه.
وبينما يثق الأسد في فوزه بولاية رابعة مدتها 7 سنوات، فإن المرشحين الثلاث تعهدوا بإصلاح الاقتصاد الذي انهار العام الماضي تحت وطأة الحرب والعقوبات وكوفيد-19، وإعادة اللاجئين البالغ عددهم 5 ملايين إلى البلاد، كما وعد عبد الله بمكافحة الفساد الذي أصبح ممنهجًا في سوريا.
اعتبر نشطاء حقوق الإنسان والأشخاص الذين فقدوا عشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام حتى الآن، أن العفو الصادر قبل شهر لأكثر من 400 قاضٍ وموظف في الخدمة المدنية ومحامين وصحفيين اعتقلوا في حملة لقمع المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي، مجرد مداهنة للقواعد الديمقراطية قبل الاقتراع.
يقول سعيد عيدو من حلب لكنه يعيش في مدينة غازي عنتاب التركية الآن: "اختفى شقيقي في سجون النظام من 2013، لا نملك أي فكرة حتى الآن عما إذا كان حيًا أم ميتًا، إنهم لا يقدمون لنا أي معلومات، ما تفعله تلك الانتخابات الرئاسية تبييض الجرائم والإبقاء على الديكتاتورية".
خذلت الانتخابات سنوات من الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة بهدف إنهاء الحرب ومن بينها تشكيل هيئة حكومية انتقالية وإعادة كتابة الدستور السوري
يتفق غازي مع ذلك فيقول إنه بالنسبة للنظام فالانتخابات أداة دعائية مفيدة، ويضيف "لقد جعل النظام الناس يفعلون ذلك لإثبات ولائهم، من الخروج في مسيرات والتلويح باللافتات والظهور بأعداد كبيرة في التصويت، وبالنسبة للجيل الجديد فهي فرصة لخلق الشعور بالانتماء للمجتمع والوطنية".
"شباب اليوم في سوريا لم يشهدوا أي نشاط سياسي غير مرتبط بالنشاط العسكري، إنه استراحة من واقعهم المريع وطريقة النظام لجعلهم يشعرون بالاحتواء وجذبهم إلى النظام كأنهم ينتمون له".
إن انهيار قيمة الليرة السورية في أول 2020 يعني أن نحو 90% من المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام يعيشون في فقر شديد، لكن الانتقاد العلني للأوضاع المعيشية المتردية أمر غير مسموح به، ومع ذلك أثار الوضع بعض الاضطرابات في المناطق التي تضعف فيها قبضة النظام، ففي السويداء ذات الأغلبية الدرزية جنوب غرب البلاد مزقت اللوحات الإعلانية الأسبوع الماضي ولُطخت بالطلاء الأحمر في غضون ساعات.
خذلت الانتخابات كذلك سنوات من الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة بهدف إنهاء الحرب ومن بينها تشكيل هيئة حكومية انتقالية وإعادة كتابة الدستور السوري لإجراء انتخابات حرة وعادة تخضع لرقابة دولية.
يقول عيدو: "لقد مرت العديد من الحضارات والغزاة والمستعمرين على سوريا، لكنهم اليوم مجرد بقايا الماضي وأماكن تاريخية، النظام غير موجود هنا ليحكم، إنه هنا فقط لسرقة سبل معيشة شعبه، لذلك فإنه لن يدوم مثل الآخرين، لا يمكن أن يستمر للأبد".
المصدر: الغارديان
=========================