الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 25/10/2017

سوريا في الصحافة العالمية 25/10/2017

26.10.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة العبرية : الصحافة البريطانية : الصحافة الروسية والتركية :  
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي: ماذا تعني هزيمة تنظيم الدولة؟
http://arabi21.com/story/1043902/فورين-بوليسي-ماذا-تعني-هزيمة-تنظيم-الدولة#tag_49219
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا لأستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد ستيفن وولت، يتساءل فيه عن معاني الهزيمة التي تعرض لها تنظيم الدولة في كل من الرقة والموصل.
ويقول الكاتب: "لو كنت شخصا يعتقد أن قطع رؤوس أشخاص أمر مقبول لتحقيق الأهداف السياسية القمعية، فإن الأخبار عن نهاية التنظيم تدعو إلى الفرح، لكن علينا أن نكون واعين ونتجنب لحظة (المهمة انتهت)، وأن نتسم بالحكمة من أجل استنباط دروس تدعو للاحتفال".
ويضيف وولت في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن "على الولايات المتحدة أن تجيب على خمسة أسئلة قبل أن تعلن  النصر على تنظيم الدولة، ويدور السؤال الأول عن طبيعة التنظيم، وفيما إن كان (دولة ثورية) بالمعنى الصحيح".
ويجيب الكاتب عن هذا السؤال قائلا: "لا أزال اعتقد أنه كذلك"، مشيرا لمقال كتبه عام  2015، قارب "الدولة" بالحركات الثورية، مثل الجاكوبيين والبولشيفك والخمير الحمر، حيث توصل وولت إلى سلسلة من الأمور، منها أن كل واحدة من هذه الحركات الراديكالية قدمت رؤية متطرفة لتغيير المجتمع، وكانت تؤمن أن قوى التاريخ/ العون الإلهي تقف معها، وبالتالي ستنتصر، واعتمد كل مثال منها على القوة لتحقيق أهدافها، وكانت لديها القدرات لإلهام الناس في بلاد بعيدة.
ويلفت وولت إلى أنه اعتبر تنظيم الدولة ليس خطيرا، كما زعم الكثيرون، خاصة أن الحركات الثورية لم تكن قادرة على تصدير نموذجها، إلا في حال سيطرتها على بلد قوي، مستدركا بأنه مع أن تنظيم الدولة كان من أغنى التنظيمات، إلا أنه لا يزال دولة ضعيفة.
ويذكر الكاتب أن السؤال الثاني يدور عن سبب خسارته، ويجيب وولت قائلا إن "هزيمة تنظيم الدولة  كانت محتومة، ويجب ألا تثير دهشتنا؛ ولأسباب عدة، فرغم تصرفه القاسي، وحصوله على موارد نفطية معقولة، إلا أنه ظل تنظيما أضعف من البولشيفك الروس أو الثوريين الروس، واستطاع التنظيم السيطرة على مناطق صحراوية فارغة؛ بسبب فراغ السلطة الناشئ عن الغزو الأمريكي للعراق والحرب الأهلية في سوريا، وعندما استقر في المناطق المدنية مثل الرقة والمناطق المحيطة بها ظهرت مظاهر ضعف مثاله وأيديولوجيته، وعادة ما تنجح الجماعات الثورية بسبب عنصر المفاجأة، لكنها تجد صعوبة في التوسع أو النجاة ضد دول أقوى منها، وتنظيم الدولة ليس استثناء". 
ويفيد وولت بأنه ما "زاد على هذا كله الطريقة التي عامل فيها التنظيم المسلمين الذين لم يشتركوا في رؤيته وممارساته التي تثير الاشمئزاز، مثل العبودية والرق الجنسي والذبح، ولم يكن من السهل مثلا تشكيل تحالف من روسيا والولايات المتحدة والسعودية ونظام بشار الأسد والأردن والأكراد والعمل معا، إلا أن الاستراتيجيين الماهرين داخل التنظيم نجحوا في هذا، ونجحت الحملة ضد تنظيم الدولة؛ لأن أمريكا تركت للاعبين المحليين القيام بالمهمة، مع أن الطيران الأمريكي أدى دورا مهما، ولم يكن تنظيم الدولة قادرا على تصوير الحملة ضده بأنها حرب على الإسلام، خاصة أن معظم ضحاياه كانوا من المسلمين".
ويتساءل الكاتب عما إذا كانت الحملة ضد تنظيم الدولة نجاحا نادرا في السياسة الخارجية الأمريكية، ويجيب قائلا: "بالتأكيد، لكن لا تتعجل، حيث أنه طالما ما انتقدت السياسة الخارجية الأمريكية وقرارات أمريكا الدخول في حروب لا تستطيع الانتصار فيها، إلا أن الحملة ضد تنظيم الدولة تبدو نجاحا عسكريا ويجب الاعتراف بهذا، لكن على الأمريكيين مقاومة الرغبة بتهنئة أنفسهم كثيرا، وعلينا عدم نسيان أن تنظيم الدولة لم يكن ليظهر لو لم يقم جورج دبليو بوش بغزو العراق عام 2003، وحرب الاحتلال الذي أعقبه، فبهزيمة تنظيم الدولة تقوم الولايات المتحدة بحل المشكلة التي خلقتها".
ويجد وولت أن "الأهم من هذا كله، فالظروف التي أدت إلى هزيمة تنظيم الدولة كانت ملائمة؛ لأنه كان قوة من الدرجة الخامسة، ولم تكن لديه المصادر الهائلة، والقدرة العسكرية المتفوقة، ولا حلفاء قادرين للدفاع عنه".
ويقول الكاتب: "لهذا علينا الحذر من التعامل مع هذا النجاح على أنه نموذج للمستقبل، أو تأكيد لفكرة أمريكا عن بناء الدول، والظروف التي أدت إلى هزيمته في كل من العراق وسوريا ليست موجودة في اليمن وليبيا وأفغانستان، التي فشلت فيها أمريكا مرارا، وأكثر من هذا فإن هزيمة تنظيم الدولة تفتح الباب أمام العديد من المشكلات، الأكراد ومستقبلهم، ورغبة الأسد باستعادة السيطرة على ما خسره، ودور إيران وتركيا، واحتمال ظهور جماعة جهادية جديدة. والانتصار على تنظيم الدولة نصر واضح، لكن يجب عدم المبالغ بآثاره الواسعة".
ويتساءل وولت عما إذا كان الرئيس دونالد ترامب يستحق بعض الثناء على النصر، ويجيب قائلا: "نعم، لكن ليس كثيرا؛ لأن الحملة تم تصميمها في عهد باراك أوباما، وانتقد ترامب سلفه أثناء الحملة الانتخابية عام 2016، ووعد بهزيمته سريعا في حال تولى السلطة، ولم ينحرف ترامب عن استراتيجية سلفه، صحيح أنه منح القادة العسكرية سلطات واسعة، لكنه لم يزد مصادر على ما فعله أوباما، ويستحق المدح؛ لأنه التزم بما خطط له أوباما وسرعه قليلا، ولو كان صادقا لاعترف بفضل أوباما".
وينوه الكاتب إلى أن السؤال الأخير والخامس يتمحورحول معنى سقوط الرقة، وإن كان يعد نقطة تحول ضد "العنف المتطرف"، ويجيب قائلا إنه "من الباكر لأوانه الحديث عن هذا، فعندما ظهر تنظيم الدولة كان الاهتمام مركزا على قدرته على التحول لقوة ضاربة، ويستخدم مصادره لنشر أيديولوجيته، وتحفيز هجمات منظمة، أو من خلال (الذئب المتوحد) في بلدان أخرى، ولو ظل مستمرا في نشاطه لأدى إلى منح الشرعية لعدد من المثل التي دعا إليها، وكان هذا مظهر قلق قائم، مع أنه لم يكن مستبعدا أن يتبع التنظيم مسار الحركات الثورية السابقة ويعدل من مواقفه، وربما لن نعرف الجواب، إلا أن هزيمته خرقت حس المصير الذي ألهم عددا من الشباب الذين انجذبوا إليه، وربما قادت الكثيرين منهم لمساءلة بعد العنف في أيديولوجية تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة". ويبين وولت أن "هناك أملا في أن تؤدي الهزيمة لحرمانه من القدرة على التحرك وتنظيم هجمات خارج أراضيه، ولا أحد يضمن هذا، فكما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز)، فـ(لم تتم هزيمة المنظمة، ولا تزال قوية أكثر من الوقت الذي انسحب فيه الأمريكيون من العراق)، وبالتأكيد يقول بعض الخبراء إن التهديد زاد مع خسارة التنظيم مدنه".
وتنقل المجلة عن مدير "أم آي فايف" البريطانية أندرو باركر، قوله إن "التهديد متعدد الوجهات، ويتطور سريعا، ويعمل على مدى وحجم لم نره من قبل".
ويذهب الكاتب إلى أن "المشكلة الأوسع التي تواجه الشرق الأوسط بشكل عام لا تزال غياب المؤسسات السياسية الفاعلة، التي تترافق مع التدخل المستمر والعنيف من القوى الإقليمية والأجنبية، بما فيها الولايات المتحدة، وهذا صحيح بالنسبة لكل من مصر وليبيا والعراق وسوريا واليمن والصومال وأفغانستان ودول الصحراء الأفريقية، وهو ما قاد السعودية لإعادة تشكيل اقتصادها ومؤسساتها السياسية، ولا تزال الظروف السياسية والاجتماعية في هذه البلدان مصدر الكثير من الغضب ضد المؤسسة الحاكمة والقوى الأجنبية المتحالفة معها، ويقود الغضب أحيانا البعض للانضمام إلى الجماعات الراديكالية، وحمل السلاح ضد من يعتقدون أنهم ظالموه، وطالما لم تنشأ مؤسسات محلية فاعلة فإن مخاطر التطرف الراديكالي لن تذهب، وهذه ليست مهمة الولايات المتحدة أو القوى الخارجية، لكنها تستطيع المساعدة من على الهامش ومن يعيشون هناك هم الذين في يدهم إنجاز هذا".
ويخلص وولت إلى القول إن "هزيمة تنظيم الدولة قد تكون انتصارا  واضحا، لكنها لا تخبرنا إن كنا نحلل المشكلة جيدا، وإن كان النهج الأمريكي لتهديد الإرهاب العالمي صحيحا، ولمدة عقدين ظلت أمريكا ترد على التهديد الإرهابي من خلال دق ناقوس الخطر وتكبيره والرد عليه بقوة، رغم أن خطره على الأمريكيين العاديين أقل من التهديدات الأخرى، ولم يجر هذا أمريكا إلى حرب مفتوحة في أماكن أخرى فقط، لكنه أدى  إلى تسميم السياسة، وحرف النظر عن الكثير من العنف الآخر، مثل القتل الجماعي".
========================
واشنطن بوست: إيران تسابق الزمن لفرض واقع جديد بسوريا «1-2»
http://www.alyaum.com/article/4211877
جبرالله الأمين - اليوم
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مؤخرا أنه لن يصادق على الاتفاق النووى الإيرانى الموقع عام 2015 بناء على تقييم عميق للنظام الحاكم في إيران ورعايته للإرهاب وأعماله العدوانية المستمرة في مناطق مختلفة من العالم وفي الشرق الأوسط بصفة خاصة، وقال: «نحن بحاجة للتحدث بطرق أخرى للتعامل معها.. إيران تزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
هكذا بدأ رئيس الوزراء السوري السابق والمنسق العام للجنة التفاوض العليا للمعارضة، مقاله لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، مشيرا إلى أن الميليشيات الإيرانية تسابق الزمن؛ لتفرض واقعا عسكريا جديدا في سوريا، لافتا إلى أنه لو تحقق لها سيغير موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط لعقود قادمة، ويفرض تحديات أمنية كبيرة.
وقال رياض حجاب في مقاله: «منذ دخول خطة العمل الشاملة المشتركة لقوات التحالف حيز النفاذ عملت إيران على إرسال الآلاف من مقاتلي الحرس الثوري والميليشيات (متعددة الجنسيات) إلى سوريا، وقد بلغ التوسع الإيراني في هذا البلد خلال الأشهر القليلة الماضية مستويات لم يسبق لها مثيل، فالحقائق الموجودة على أرض الواقع نتيجة التهدئة التي تفاوضت عليها الولايات المتحدة وروسيا سيكون من الصعب تصحيحها في وقت وجيز، وستكون تكلفة استعادتها باهظة جدا».
ويواصل منسق اللجنة العليا للمعارضة السورية قائلا: «بالرغم من إعلان إدارة ترامب الصريح: إيران (دولة شريرة)، فإن طهران تواصل توسعها خارج حدودها بشكل سريع، وبلغ بها الأمر أن ترسل قواتها النظامية لتقاتل في سوريا»، وتابع: «ووصلت ميليشياتها حاليا إلى الخطوط الأمامية في معظم الدول في المنطقة. ولم تعد السياسات التقليدية كافية للتعامل مع هذا التوسع الإيراني».
وأوضح حجاب أن في سوريا وحدها يوجد أكثر من مائة ألف مقاتل يتلقون دعما مباشرا من إيران التي نشرت أيضا الآلاف من مقاتلي ما يعرف بالحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية، وأضاف: «كل هذا يحدث، وادارة ترامب ما زالت تتخذ موقفا سالبا من هذا التهديد الذي سيضع قريبا كل الشرق الأوسط تحت سيطرة القوات الايرانية والروسية».
المعارضة السورية ومعها العديد من دول المنطقة تشعر بالإحباط والتهميش حيث يسمح لإيران بالسيطرة على المفاوضات والمشاركة في اتخاذ القرار في مناطق التهدئة مما يعزز على المدى البعيد وجودها بالتعاون مع موسكو. وبدلا من ممارسة ضغوطه عليها لإجبارها على وقف الإرهاب يضغط المجتمع الدولي على المعارضة لدفعها الى تقديم تنازلات كبيرة في المفاوضات.
وانتهزت ايران في أغسطس الماضي الحملة العالمية للقضاء على داعش لتقيم منطقة نفوذ موسعة على الحدود السورية اللبنانية، واستغل حزب الله فرصة مشاركة الجيش اللبناني مع القوات الخاصة الأمريكية في مكافحة التنظيم للتفاوض على توقيع اتفاقية مع داعش؛ ما مكن نظام طهران من ربط الحدود اللبنانية في القلمون الغربي مع دمشق، وهو الطريق الذي ظل مغلقا منذ عدة سنوات.
في الجزء الثاني من المقال يواصل المنسق العام للجنة التفاوض العليا للمعارضة السورية، مقاله عن استغلال إيران حرب التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي، لاضفاء الشرعية على وجودها العسكري في سوريا.
========================
الصحافة العبرية :
يديعوت :الحروب الناعمة: قليل من الدبابات كثير من الحكمة
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=125399d9y307468761Y125399d9
بقلم: أليكس فيشمان
تبدو العناوين الأولى اليوم كأنها مأخوذة من القرن الماضي: السوريون يطلقون قذائف على أراض مفتوحة، إسرائيل تردّ وتدمر مدافع سورية، الإيرانيون يهددون بنشر قوات شيعية في سورية، إسرائيل تعلن "خطوطاً حمراً" وتهدد بمواجهة عسكرية، "حماس" و"فتح" تجريان اتصالات عقيمة لتأليف حكومة وحدة، رئيس الحكومة يعلن القطيعة مع الفلسطينيين، والجميع هنا يصفقون للمستوى السياسي – الأمني. لقد أثبتنا لأعدائنا ما هو الردع.
لكن ما يجري هنا هو سياسة أمنية خرقاء، استعراض زائف لزعامة لا ترى ما هو أبعد من أنفها إلا بصعوبة، ومشغولة من الصباح حتى المساء في إطفاء الحرائق. زعامة ترى الأمن القومي من خلال قشة إقليمية رفيعة. كل ما هو غير "حزب الله" و"حماس" وإيران، كأنه غير موجود. وكأن العالم من حولنا لم يتحرك في العقود الأخيرة، وما نزال عالقين في عهد حلول استخدام القوة من طراز العمليات الانتقامية والعقابية كتطبيق للسياسة الأمنية المركزية. إن القيادة السياسية الأمنية الحالية لا تحل مشكلات ولا تواجهها، بل هي ببساطة تؤجلها إلى الجيل المقبل من خلال استخدام القوة.
لقد تبلورت العقيدة الأمنية الإسرائيلية، إذا كان هناك وجود لها، في مكان ما في عهد الحرب الباردة. حينها كانت هناك قوتان عظميان، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وكانت لهما سيطرة كاملة على إنتاج واستخدام السلاح النووي. ومع مرور السنوات بلورت الدولتان قواعد لعبة وأسستا لردع متبادل. وكان احتمال أن تؤدي مواجهة محلية في أي زاوية من الكرة الأرضية إلى إشعال صراع نووي احتمالاً منخفضاً. في حرب "الأيام الستة" وفي "حرب الغفران" هدد الروس باستخدام السلاح النووي بهدف لجم الانجاز الإسرائيلي. لكن ثمة شك في أنهم كانوا مستعدين للدخول من أجل ذلك في مواجهة نووية مع الأميركيين.
لكن الزمن تغير. يوجد اليوم في العالم تسع دول نووية. وهي تتحرك في ساحات مختلفة، مع قواعد لعبة مختلفة، وتهدد باستخدام سلاحها النووي أيضاً في نزاعات محلية. على سبيل المثال الهند وباكستان. لا توجد اليوم قوانين لعبة واضحة، كما لا توجد رقابة على كميات الصواريخ التي تستطيع أن تحمل رأساً نووياً متفجراً. الباكستانيون لا يكلفون أنفسهم عناء صنع صواريخ يستطيعون وقفها عن العمل بعد إطلاقها في حال حدوث خطأ، ولا أحد يفهم المنطق الذي تفكر فيه كوريا الشمالية. لا غرابة والحال كذلك أن تكون اليابان وكوريا الجنوبية على عتبة التحول إلى دول نووية، والإيرانيون يحذون حذوهما.
لقد أصبح العالم اليوم مكاناً أكثر خطورة بكثير من ناحية التهديد النووي بالمقارنة مع ستينيات وثمانينيات القرن العشرين، وسوف يتفاقم ذلك في القرن المقبل عندما ستنضم إلى الحلقة النووية دول إضافية. في عالم شديد الانفجار من هذا النوع، يجب أن نكون حذرين جداً عندما نبني البوابات، وليس مهماً في أي زاوية من زوايا الكرة الأرضية. عندما تقوم بقصف سورية يجب أن تأخذ في الحسبان أن هذا يمكن أن يتسبب بسلسلة ارتدادات إقليمية وربما عالمية. مثلما يمكن أن تصل إلى هنا الردود على خلفية أزمة بين الهند وباكستان، أو نتيجة أزمة نووية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
في مثل هذا الوضع الناشئ من لعبة نووية غير واضحة، أصبحت دول العالم أقل اعتماداً على القوة العسكرية لحل المشكلات، وتعتمد أكثر على استخدام "القوة الناعمة". والمقصود هو استخدام آليات لا تؤدي إلى مجموعة تفجيرات من أجل تحقيق أهداف سياسية: مثل استخدام جهود دبلوماسية، وضغوط اعلامية واقتصادية، وحرب نفسية، وقتال سيبراني، وعمليات سرية تقوم بها قوات خاصة وأجهزة استخبارات، وعدم ترك بصمات واضحة لدى ضرب الخصم والمحافظة على "هامش غموض" كي لا يضطر العدو إلى الرد. باختصار: عدد دبابات أقل وحكمة أكثر.
لكن إسرائيل لم تصل بعد إلى ذلك. ولم يكن مصادفة استبعادها عن الاتفاق النووي مع إيران وعن الاتفاق في سورية، لأنها لا تستخدم بصورة صحيحة، أو لا تستخدم البتة، الوسائل "الناعمة" التي في حوزتها من أجل تحقيق انجازات إقليمية – سياسية. وعندما تفشل في استخدام قدرات ناعمة، ما يبقى لك هو أن تقصف، كما اعتدت، ثلاثة مدافع سورية وتوهم الجمهور أنك حللت المشكلة.
تملك إسرائيل قدرات "ناعمة". ودفع "حماس" إلى أحضان المصريين وإخراج "الإخوان المسلمين" من غزة هو نموذج على إنجاز استراتيجي ولد نتيجة خطوات اقتصادية ودبلوماسية صحيحة. لسنا مجبرين دائماً على ضرب رأسنا في الحائط.
عن "يديعوت"
========================
جيروزاليم بوست: كيف تؤثر هزيمة داعش على إسرائيل؟
http://www.masrawy.com/news/news_press/details/2017/10/24/1178069/جيروزاليم-بوست-كيف-تؤثر-هزيمة-داعش-على-إسرائيل-
جيروزاليم بوست: كيف تؤثر هزيمة داعش على إسرائيل؟ارشيفيةكتبت- هدى الشيمي: قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن الحملة المضادة لتنظيم داعش أحرزت تقدما كبيرا هذا العام، حتى تمكنت القوات العربية (سورية وعراقية)، والقوات الكردية من استعادة السيطرة على العديد من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، كما حققت تقدما ملحوظا تجاه دير الزور، أخر معقل كبير لدى داعش في سوريا. وذكرت الصحيفة أن جهود تحرير الرقة من داعش بدأت في يونيو الماضي، بعد فترة قصيرة من إعلان تخليص مدينة الموصل العراقية من أيدي "التنظيم الجهادي". وأشارت إلى أن توحيد الصفوف وتلقيها الدعم من الغرب كان له تأثيره على داعش، الذي بذل مجهودا كبيرا خلال السنوات الأخيرة الماضية، لفرض سيطرته على مساحات واسعة في سوريا والعراق، والاستيلاء على المناطق المليئة بحقوق النفط. ومن أهم العوامل التي ساعدت على هزيمة داعش، بحسب الصحيفة، هو قدرة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على منع تدفق إيرادات داعش التي حصل عليها من النهب والسرقة، وبيع النفط. ومن الناحية الاقتصادية، تقول الصحيفة إن سوريا والعراق تعيشان حالة من الفوضى، إلا أنهما قد تتمكنان من تحقيق تقدما وتخطي هذه المشاكل بدعم الغرب. وتتوقع أن تتمكن العراق من التعافي قبل سوريا، وأرجعت ذلك إلى عائدات النفط، والتي ستساعدها على إعادة بناء نفسها، وإصلاح ما اتلفه داعش. العالم بدون داعش: ترى الصحيفة أن العالم بدون داعش سيكون أفضل كثيرا، خاصة وأن خروجه من مناطق سيطرته في العراق وسوريا، سيساعد على عودة أعداد كبيرة من المهاجرين إلى أوطانهم، ما يخفف من حدة أزمة اللاجئين والمهاجرين التي تفاقمت عقب بدء الحرب الأهلية في سوريا. وأكدت أن هناك الكثير من التحديات التي ما زالت تواجه العالم، من بينها وجود عدد قليل من مقاتلي داعش قد يرغبون في إعادة بناء أنفسهم، وحتى يتمكنوا من المحتمل أن يشنوا هجمات على الغرب. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فهناك أكثر من 5 مليون سوري نزحوا من بلادهم، وأغلبهم يعيش الآن في مخيمات في الأردن، ولبنان وتركيا، وهناك ما يزيد عن مليون طالب لجوء لأوروبا. كما تسببت المعارك والغارات الجوية في نزوح نحو 3 مليون عراقي، منهم من انتقل للعيش في مناطق أخرى داخل العراق، وآخرون قرروا الخروج بحثا عن فرصة لعيش حياة أفضل في أوروبا. ونوهت الصحيفة إلى أن الغرب، وخاصة أوروبا سيراقبون داعش عن كثب، خاصة مع محاولات التنظيم لإعادة تأسيس نفسه في الفلبين. ماذ يعني ذلك لإسرائيل؟ ووقع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على تأسيس مجلس تنسيقي بين البلدين، الأحد الماضي، في العاصمة السعودية الرياض.  ويهدف المجلس إلى تحقيق التعاون بين البلدين على إعادة بناء المناطق التي أصابها الضرر خلال القتال، ودعم القطاع الاقتصادي العراقي، وهذا ما اعتبرته الصحيفة تقدما كبيرا سيكون له تأثير جيدا على المنطقة بأكملها. ورجحت جيروزاليم بوست أن تكون الولايات المتحدة قد طالبت السعودية أن تضع اختلافاتها مع العراق جانبا، وأن تعمل معها على التصدي للمد الشيعي الإيراني في المنطقة، وهذا ما يعود بالنفع على إسرائيل، خاصة وأن طهران تعمل في هذا الوقت على تحسين علاقتها مع الغرب.
========================
الصحافة البريطانية :
التايمز: يجب معاقبة البريطانيين الذين يعودون إلى البلاد من ميادين القتال في سوريا والعراق
http://www.raialyoum.com/?p=766162
لندن ـ اهتمت أكثر من صحيفة بموضوع البريطانيين الذين التحقوا بصفوف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات “الجهادية” المتطرفة الأخرى.
وقد كرست صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا تحت عنوان “خيانة وتآمر” لتناول هذا الموضوع، شددت فيه على أن من تسميهم بالجهاديين الذين يعودون إلى بريطانيا من ميادين القتال في سوريا والعراق قد شاركوا في حملة وحشية هناك ويجب أن يعاقبوا بما يتناسب مع ذنبهم هذا.
وتنطلق الافتتاحية من تصريحات روري ستيوارت، وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية، التي وصف فيها المتطوعين “الجهاديين” بأنهم جعلوا من أنفسهم أهدافا مشروعة لضربات قوات التحالف الجوية، وشدد فيها على ضرورة قتل المقاتلين البريطانيين الملتحقين بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بدلا من السماح بعودتهم إلى بريطانيا.
وتقول الصحيفة إن ستيوارت اصطف في موقفه هذا مع موقف الإدارة الأمريكية التي أعلنت أن مهمتها ضمان أن لا يعود أي من المقاتلين الأجانب إلى دياره حيا.
وترى الصحيفة أن ثمة وضوح صادم في مثل هذه التصريحات لكنها في الوقت نفسه تعكس حقيقة بسيطة هي أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قد جعلوا من أنفسهم عدوا لبريطانيا، وإذا نجوا من القصف الغربي، فإن عودتهم يجب أن لا يُرحب بها أو يُتساهل معها.
ويبدو ذلك ردا واضحا على تصريحات ماكس هيل، المراجع المستقل لتشريعات الإرهاب في بريطانيا، التي قال فيها إنه ينبغي أن يسمح بعودة الشباب الذين سافروا إلى سوريا بعد أن “غسلت أدمغتهم” وإعادة دمجهم بالمجتمع.
وتقول الصحيفة إن الحرب على جحافل مسلحي تنظيم الدولة قد بلغت منعطفا مهما بعد السيطرة على معاقله في الموصل والرقة، وفقدانه السيطرة على المساحات الواسعة التي أعلن فيها دولة خلافته، وإن ذلك سيدفع بالعديد من المقاتلين إلى السعي للعودة إلى بريطانيا أو بلدان أخرى في أوروبا، وقد حان الوقت لحسم ما يمكن فعله بشأنهم.
وتضيف الصحيفة أن تنظيم الدولة في تراجع لكن ما زال ينشر أيديولوجييته التي تدعو إلى الكراهية، ويلهم ويرعى العنف في أوروبا التي يبحث فيها عن تجنيد متطوعين لقضيته، وأن جزءا من قوات التنظيم أعادت موضعة نفسها على الحدود السورية التركية، ويعيد مقاتلون آخرون تجميع أنفسهم في ليبيا، كما تسعى القاعدة لاستيعاب عدد آخر من أعضاء التنظيم.
وتشير الصحيفة إلى أن عدد المقاتلين العائدين إلى بريطانيا ما زال غامضا، لكن خلال الأعوام الأربعة الماضية ضم تنظيم الدولة في قوته القتالية نحو 40 ألف مقاتل من 120 بلدا، وقد جاء نحو 5000 إلى 8000 مقاتل منهم من أوروبا.
وتضيف أن نحو 1500 شخص من هؤلاء، بينهم نساء وأطفال، قد عادوا، وأن من بين 850 بريطانيا التحقوا بالتنظيم، قتل ما يقدر بـ 130 وعاد نحو 360 شخصا.
وتخلص الصحيفة إلى أن اكثر الطرق فاعلية للتعامل مع الشباب الذين ناصروا تنظيم الدولة الإسلامية هي إحياء العمل بجريمة الخيانة، إذ أن آخر محاكمة بجريمة الخيانة في بريطانيا كانت محاكمة وليم جويس الذي تعاون مع النازيين وعرف باسم اللورد هاو- هاو وأعدم في عام 1946.
وتضيف الصحيفة أنه من الواضح أن من سيدانون اليوم لن يواجهوا عقوبة الإعدام، لكنهم سيقضون محكوميات سجن طويلة ستكون كافية لردع أي توجهات “جهادية” لدى الآخرين وتجردها من أي رومانسية مزيفة.  (بي بي سي)
========================
مرتضى شبلي* - (كاونتربنتش) 17/10/207 :"البريطاني": صديقي الداعشي في الرقة
http://www.alghad.com/articles/1900252-البريطاني-صديقي-الداعشي-في-الرقة
مرتضى شبلي* - (كاونتربنتش) 17/10/207
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
"لن تكون الرقة هي نفسها مرة أخرى أبداً"، كما يزعم "أبو آدم البريطاني" في شريط بطول 72 دقيقة، والذي تم إصداره في أواخر الشهر الماضي. وهو يقدم في الشريط سرداً يجمد الأطراف عن حجم الموت والدمار في المدينة التي كانت عاصمة الأمر الواقع لتنظيم "داعش" في سورية، عندما أعلن رسمياً عن إقامة ما تدعى "الخلافة الإسلامية" في المنطقة في العام 2014. وتهدف رسالة البريطاني، حسب زعمه هو نفسه، للوصول إلى المسلمين في الخارج، ولتقول لهم "ما يحدث حقاً والذي ربما لا تسمعونه من أي أحد آخر أبداً مرة أخرى". وهو يدرك أن هذه ربما تكون المرة الوحيدة التي نسمع فيها به وبـ"الرسالة الوحيدة من هذا النوع التي تخرج من الرقة".
يقول البريطاني بأسى: "الرقة تُمحى من الوجود. لم يتبقَّ فيها شيء. كل شيء مدمر. إنها منطقة حرب حيث السيارات المحترقة في كل مكان، والدخان، وأكوام القمامة، ورائحة الجثث، والحيوانات التي تأكل الجثامين، والكلاب والقطط التي تأكل اللحم الآدمي الميت". ويقول بانتحاب إن بعض القطط أصبحت سمينة جداً من أكل لحم الآدميين. وينعي البريطاني عدم إمكانية دفن الموتى في الرقة، ويتساءل عما يمكن فعله بالجثث المتراكمة. ويروي حادثة أخيرة حيث قُتل شخص كان يحاول أن يدفن مقاتلاً من "داعش" بضربة صاروخ بينما كان يحفر قبراً. ويقول: "إنك لا تستطيع حتى أن تحفر قبراً لتدفن مسلماً ميتاً الآن. هذا هو واقع الحال في الرقة في الوقت الراهن".
يزعم البريطاني أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دمر أكثر من ألف مجمع سكني منذ بداية شهر رمضان الأخير في حزيران (يونيو)، ودفنَ عدداً لا حصر له من الرجال والنساء والأطفال تحت مئات الأطنان من الإسمنت. وتستمر الأجساد المتعفنة في ملء الهواء بالروائح الكريهة بينما يُقتل المزيد من الناس على أساس يومي، في أعقاب المئات من الهجمات الصاروخية والغارات الجوية وقصف الهاون. بل إنه يتهم قوات التحالف بمهاجمة مرافق تصفية المياه والنساء والأطفال الذين يصطفون للحصول على المياه من هذه المرافق التي تتضاءل يومياً بينما يتم تدميرها في موجات القصف. وفي وصف تأثير القصف المتواصل، يقول البريطاني: "إنك ترى رؤوس الأطفال الرضع مقطوعة. وترى أرجل النساء مقطوعة، وبطونهن مفتوحة، وترى النساء الحوامل قتلى وبطونهن مفتوحة".
في حزيران (يونيو)، قرع محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة جرس الإنذار، وقالوا إن الضربات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة تتسبب بـ"خسائر مذهلة في الأرواح" بينما يكسب اندفاع القوات لتحرير المدينة تحت ستار من القصف الزخم، بما في ذلك استخدام الأسلحة الحارقة مثل الفسفور الأبيض. كما أعربت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أيضاً عن قلقها من استخدام ذخيرة الفسفور الأبيض، وقالت إن استخدامه "يثير أسئلة جدية حول مبدأ حماية المدنيين"، وإنه "يشكل مخاطر كبيرة ويتسبب بأضرار مروعة وطويلة الأمد في المدن المكتظة بالسكان مثل الرقة".
يُعتقد أن البريطاني هو واحد من بين نحو 300 إلى 400 من مقاتلي "داعش" المتبقين الذين دُفِعوا إلى جزء صغير من الرقة، والذي يشكل آخر قطعة أرض متبقية مع التنظيم حتى كتابة هذه السطور. وتتراوح مساحتها ما بين 15-20 في المائة من المدينة، وتضم ملعب كرة القدم، والمستشفى الوطني والدوار الذي يُزعم أن "داعش" كان يعرض فيه رؤوس أعدائه المقطوعة على طريقة تذكارات حروب القرون الوسطى. وقد حوصر مقاتلو "داعش" وعائلاتهم هناك من كل جانب. ووفقاً للبريطاني، فإن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وخاصة المجموعات الإرهابية الكردية -قوات سورية الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية- بدعم من القوات الخاصة الأميركية، أغلقت كل المخارج والمداخل والجسور، وأعقبت ذلك بشن هجمات عشوائية غير متوقفة ولا هوادة فيها بمدافع الحصار، بحيث دمرت كل شيء وحولته إلى شذرات. وقد أضعف الهجوم سيطرة "داعش" بشكل كبير، حتى أن الكلاب أصبحت "تشكل جماعات وتكتسب الشجاعة"، وأصبحت "غرائزها تعود إليها".
وتشير الشجاعة المكتسبة حديثاً لكلاب الشوارع في آخر المناطق التي يسيطر عليها "داعش" إلى كارثة وشيكة تحيق بالتنظيم الذي روج نفسه ذات مرة على أنه السلطة الوحيدة والمُحكَّم الوحيد للمسلمين في كل أنحاء العالم. وكانت الإثارة التي ترافق العيش في مناطق الخلافة الإسلامية قد اجتذبت الآلاف من الرجال والنساء المسلمين من كل أنحاء الكوكب، بما في ذلك الغرب، إلى إقليم "داعش". وتدعي السلطات البريطانية أن نحو 850 من مواطني المملكة المتحدة انضموا إلى "داعش" في سورية والعراق، بمن فيهم أبو آدم البريطاني، الذي كان يتحدث عن موقفه الأخير من خلال رسائله.
الآن، شنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الهجوم الأخير على المدينة قبل أيام. ومع أن هناك تقارير تقول إن مقاتلي "داعش" قد هبطوا إلى الأنفاق العميقة وفخخوا بالعبوات الناسفة المموهة كل مكان ممكن، فإن سقوطهم أصبح وشيكاً. وتزعم التقارير الأولية أن 100 من إرهابيي سورية من "داعش" على الأقل قد استسلموا، لكن الولايات المتحدة رفضت السماح بتأمين مرور آمن للمقاتلين الأجانب الذين يُعتقَد أن المعارك صلَّبتهم وجعلتهم أشخاصاً متعصبين ومدفوعين أيديولوجياً. وتشير التقارير حتى الآن إلى أن تحقيق الانتصار النهائي ربما يستغرق أسبوعاً، بينما زعم مسؤولو قوات سورية الديمقراطية أنهم سيعلنون التحرير الكامل خلال "الأيام القليلة المقبلة".
المذبحة الوشيكة للناس، خاصة المدنيين العالقين في المدينة بدون قصد، تبدو مقلقة ومرعبة. وقد أعربت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها العميق على سلامة وحياة السكان المدنيين، الذين يقدر عددهم بنحو 8.000 نسمة، والعالقين في القتال الشرس بينما يواجهون نقص الغذاء والماء، والذين لم تعد لديهم أي أماكن آمنة بعدما قامت قوات التحالف الغربي بتسوية المدينة كلها بالأرض.
ما يزال يؤرقني ذلك الظهور الرقمي لعائلة البريطاني -الزوجة والابن، آدم، الذي استطعت سماعه وهو يصدر أصوات ضجيج في الخلفية أثناء انفجار سورة غضب والده التي استمرت لأكثر من ساعة. وقد ظل عقلي مركزاً طوال أسبوع على الرقة وما يحدث هناك حتى أنني تواصلت مع واحدة من أكبر صحف التابلويد البريطانية للحصول على بعض التفاصيل عن البريطاني، الذي كُشف أنه ياسر إقبال، وهو محام من برمنغهام كنتُ قد عرفته للعديد من السنوات. وأتذكر لقاءاتنا العديدة ونقاشاتنا حول "الأمور الإسلامية" مثل التطرف والإرهاب، والعنصرية ورهاب الإسلام. وقد عرفته كشخص متوازن وجيد جداً. وقد أسهم بمقالة في كتابي "7/7: منظورات إسلامية"، الذي ضمنته مجموعة من التجارب الإسلامية في أعقاب تفجيرات لندن في العام 2005 التي أسفرت عن مقتل أشخاص عدة.
في مقالته المعنونة "الغضب والخوف"، يتحدث ياسر عن العديد من التجارب السيئة التي واجهها المسلمون، لكنه يظل متفائلاً. وهو يؤكد حقيقة أن "المسلمين هم أناس عاديون مثل أي شخص آخر"، وهو الشيء الذي أصبح ينفيه في رسالته الأخيرة. ويقول السطر الأخير من مقالته التي كتبها لكتابي: "علينا أن نعلم أبناءنا أن يحبوا ويحترموا نظراءنا من بني البشر لأن أعظم الخير يكمن هناك". لكنه في رسالته الأخيرة من الرقة، يبرر قتل المدنيين غير المسلمين وأخذ نسائهم كسبايا ورقيق. كما يعلن أيضاً أن أي مسلم يعيش تحت حكم غير إسلامي هو شخص غير مؤمن.
لكم يحيِّرني هذا التغير العميق!
========================
إندبندنت: أمريكا مع سوريا خارج اتفاقية المناخ
http://arabi21.com/story/1043832/إندبندنت-أمريكا-مع-سوريا-خارج-اتفاقية-المناخ#tag_49219
قالت صحيفة "إندبندنت" إن الدولتين اللتين تعدان خارج اتفاقية المناخ، هما الولايات المتحدة وسوريا، فيما وقعت نيكاراغوا على اتفاقية المناخ في باريس.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر الخروج من الاتفاقية، التي عملت إدارة سلفه بجد على صياغتها، ودفع دول العالم للموافقة عليها.
وتبين الصحيفة أن اتفاقية عام 2015، الهادفة لتخفيض الانبعاثات الحرارية من البيوت البلاستيكية "الدفيئات"، جاءت لوقف ارتفاع الحرارة على مستوى العالم بدرجتين.
ويورد التقرير نقلا عن بيان من نائب الرئيس النيكاراغوي روزاريو موريللو، قوله إنها الوسيلة الوحيدة التي تقدم لمواجهة الاحترار العالمي وآثاره، لافتا إلى أن الرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا أظهر الأسبوع الماضي استعداد بلاده التوقيع على الاتفاقية، لكنه لم يقل متى.
وتلفت الصحيفة إلى أن الحكومة النيكاراغوية رفضت في البداية توقيع الاتفاقية، قائلة إنها لا تتطلب الكثير من التضحيات من الدول الغنية، ولم تذهب بعيدا في أهدافها، مشيرة إلى أنه بحسب الصحافة النيكاراغوية، فإن القرار كان روتينيا، حيث أكد الرئيس أورتيغا أن بلاده ستلتزم بها، وقامت بلقاءات لمعالجة البرنامج وبنوده.
وينوه التقرير إلى أن نيكارغوا تعد منطقة مهمة في مجال الطاقة المتجددة، حيث تحصل البلاد على نصف احتياجاتها من الطاقة من تلك المولدة من خلال الريح والشمس، وتخطط لزيادة النسبة إلى 90% بحلول عام 2020، لافتا إلى أن البنك الدولي وصف نيكاراغوا بأنها "جنة الطاقة المتجددة" في تقرير له عام 2013.
وتجد الصحيفة أن توقيع نيكاراغوا على الاتفاقية يعني مزيدا من العزلة للرئيس ترامب. 
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب اتهم باراك أوباما بتمرير الاتفاقية بموجب قرار رئاسي، وعرض حياة عمال الفحم والفولاذ والصناعات الأخرى في أمريكا للخطر.
========================
فاينانشيال تايمز :ديفيد جاردنر يكتب: فوضى الشرق الأوسط بعد هزيمة «داعش»
http://www.almasryalyoum.com/news/details/1209566
سقطت الرقة، ومعها خلافة «داعش» الجهادية، وقد كانت المدينة- التى تقع شمال شرق سوريا، على الضفة الشمالية لنهر الفرات- قبل 12 قرناً من الزمان، عاصمة الخلافة الإسلامية الحقيقية، وهى الخلافة العباسية التى كان يترأسها الأسطورة هارون الرشيد، والآن، بعد الحصار الذى دام 5 أشهر، بقيادة المقاتلين الأكراد السوريين، تحت غطاء الضربات الجوية الأمريكية، اختفت الأعلام السوداء، وانتهى حكم «داعش» الإرهابى، ولكن مازال جزء كبير من الرقة يقع تحت أنقاض التنظيم.
وبعد أن فقد التنظيم معظم المساحات الشاسعة، فى شمال شرق سوريا، وشمال غرب العراق- والتى كان قد استولى عليها وأعلنها الخلافة الإسلامية الجديدة، فى عام 2014- فإن «داعش» بات الآن على وشك التغيير.
وتبدو خسارة «داعش» للأراضى واضحة، فقد توقف زخم التنظيم، الذى كان لا يُقاوم فى السابق فى سوريا والعراق، حيث سقطت الصيف الماضى مدينة الموصل، شمال العراق، والتى كان زعيم التنظيم، أبوبكر البغدادى، قد أعلن منها الخلافة، كما يضغط المقاتلون السوريون الأكراد، المتحالفون مع الميليشيات القبلية العربية، فى الرقة، وهم فى طريقهم لاسترجاع آخر الأراضى التى استولى عليها التنظيم، وفى ظل انتهاء خلافة «داعش» عمل التنظيم على تحويل نفسه إلى حركة تمرد إقليمية، وشبكة إرهاب دولية، ومن المتوقع أن يتم نسخ هذه التجربة من جديد.
ويدرك مواطنو باريس وبروكسل ولندن ومانشستر ونيس وبرلين وبرشلونة واسطنبول أن مرحلة ما بعد الخلافة الجهادية ستكون بمثابة الطاعون، فمنذ عام 2015 دعا التنظيم أتباعه إلى استخدام الذخائر الكاملة للحرب غير النظامية، من حرب العصابات، والتفجيرات، والهجمات الإرهابية البارزة فى الغرب، وقد كان الهجوم على باريس، فى نوفمبر من ذلك العام، أى بعد أسبوع من تحليق الطائرات الأمريكية، لأول مرة، فوق الرقة، هو بداية هذا الاتجاه، ما أكد للأوروبيين أن القتال ضد «داعش» لن يقتصر أبداً على أرض المعركة فى سوريا والعراق.
ولكن من المتوقع أن يكون هناك الكثير من الفوضى فى المشهد ما بعد خلافة «داعش»، والجماعات الجهادية المتنافسة، التى ستعمل على استغلال هذه الفوضى لصالحها، فالعراق، الذى تؤججه المذابح العرقية الطائفية، بات الآن منقسماً بشكل أكبر من أى وقت مضى، كما أن سوريا قد باتت مدمرة بعد 6 سنوات من تحويل نظام الرئيس السورى، بشار الأسد، بوعى، التمرد ضد حكمه إلى حرب طائفية.
ولا يتعلق الأمر بالرقة فقط، فقد تأثرت مدينتا الموصل وحلب بالخراب أيضاً، فالعدد الهائل للنازحين- الذين يُقدر عددهم بـ11 مليون سورى، و4 ملايين عراقى، ومعظمهم من السُّنة- يقدم مساحة ضخمة للجهاديين للعودة من جديد، باعتبارهم سيوف السُّنة فى هذه المناطق.
وقد ظلت الولايات المتحدة، فى وجود الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، الحذِر، والآن الرئيس غير المبالى، دونالد ترامب، مترددة للغاية فى قرار التدخل فى الأمر بشكل واسع، فيما تحرص روسيا، التى استخدمت سوريا كمرحلة لعودتها كقوة إقليمية وعالمية، على تقليل التزاماتها تجاه دمشق على المدى الطويل، مما يعنى أن «عودة حكومتى بغداد ودمشق إلى المناطق التى كان يحتلها داعش تعنى أيضاً دخول إيران معها»، كما يقول باحث الشرق الأوسط، الفرنسى فابريس بالانش.
وقد باتت كل من سوريا والعراق تغرقان فى وضع الدول شبه العسكرية، فأمراء الحرب، والميليشيات المحلية، هناك، يتلقون أوامرهم من قِبَل الجهات الفاعلة الإقليمية والخارجية، والشىء الثابت الوحيد فى الأمر هو تصميم إيران على بناء جسر برى، عبر العراق، إلى الساحل السورى، وصولاً إلى لبنان، وهو قوس شيعى يمر عبر الأراضى العربية.
ويحتج ترامب على هذا الأمر، وقد حث السُّنة على الاتحاد خلف المملكة العربية السعودية، لعزل إيران، كما هدد بالانسحاب من صفقة النووى، التى وقّعتها طهران مع الولايات المتحدة، و5 قوى عالمية أخرى، عام 2015، لكن طهران لديها استراتيجية، وتعمل عليها بخفة حركة، فقد ساعدت الحكومة العراقية فى الهجوم الذى وقع، هذا الأسبوع، فى كركوك وغرب الموصل، على نزع جميع الأراضى التى استولت عليها حكومة إقليم كردستان، ذات الحكم شبه الذاتى، فى ظل صعود «داعش» فى عام 2014.
وكجزء من التنافس الجيو سياسى مع الولايات المتحدة، تحاول قوات الحرس الثورى الإسلامى، فى طهران، تكرار نجاحها مع «حزب الله» اللبنانى، وهى القوات شبه العسكرية، اللبنانية، التى تُعد بمثابة السلاح الإيرانى فى بلاد الشام، من خلال بناء ميليشيات شيعية قوية فى العراق وسوريا، ويُعد السلوك الطائفى الذى تقوم به قوات الحشد الشعبى، وهو الائتلاف الشيعى شبه العسكرى، فى العراق، فى كثير من الأحيان، بمثابة هدية دعائية مجانية لرجال «داعش» السُّنة.
 
وهناك أسباب أخرى تدعو للقلق بشأن إعادة تكوين «داعش» جديد، فقد صعد تنظيم القاعدة فى العراق، بعد زيادة القوات الأمريكية، وثورة القبائل السُّنية فى الفترة بين عامى 2007- 2009، وبعد 5 سنوات من ذلك ظهر على هيئة «داعش»، للمشاركة فى حمام الدم فى سوريا، وقد بات لدى التنظيم الآن ما لا يقل عن 10 أضعاف عدد
المقاتلين، كما أن لديه دولتين يستطيع الاحتماء بهما لإعادة التكوين من جديد، وهما العراق وسوريا، فضلاً عن أنه يستطيع أن ينمو أيضاً فى عدد من الأماكن، مثل أفغانستان واليمن وسيناء وليبيا، فالجهاديون لم يحزموا أمتعتهم للرحيل بعد
نقلاً عن صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية
ترجمة- فاطمة زيدان
========================
الصحافة الروسية والتركية :
روسكايا بلانيتا :ألكسندر كوتشان :سورية مسرح حرب مزمنة
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/24899099/سورية-مسرح-حرب-مزمنة
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ٢٥ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٧ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
أطلق الغرب وروسيا، إثر تحرير الرقة عاصمة «الخلافة الداعشية»، سلسلة تصريحات لافتة. ويعتقد مسؤولون أن أوان الحديث عن نهاية الحرب في سورية، لم يحن بعد. ولا ينوي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وموسكو تقليص الوجود العسكري في البلاد. واليوم، يسيطر الإرهابيون على أقل من 10 في المئة من الأراضي السوريّة. وطردت القوات الحكومية والأكراد «الجهاديين» من دير الزور والميادين وغيرهما من المدن في شرق البلاد. ويتوقّع الخبراء أن يتبدّد في المستقبل القريب، الهيكل العسكري الداعشي. وفي نهاية العام، يطرد الإرهابيون من أراضي الجمهورية العربية السورية.
وفي 20 تشرين الأول (أكتوبر)، أعلن التحالف الدولي تحرير «الرقة» على يد «قوات سورية الديموقراطية»، وهو ائتلاف عسكري عربي - كردي. واستمر القتال من أجل السيطرة على وسط المدينة ثلاثة أشهر تقريباً، ودامت العملية العسكرية عاماً. فالهجوم على الإرهابيين بدأ في تشرين الأول 2016، وواجه صعوبات جمّة. ويعود الفضل الى زيادة الدعم اللوجيستي الأميركي وتسوية عدد من القضايا المثيرة للجدل بين الأكراد والعرب في ربيع 2017، في إحكام الحصار على الرقة. وفرّ جزء من المقاتلين الداعشيين من عاصمة داعش السابقة. وواصل المتشددون الأكثر حماسة مقاومتهم، وأفلحت «قوات سورية الديموقراطية» وأميركا في دحرهم. وعلى رغم أن طول المعارك قد ينفي طابع النصر عن تحرير الرقة، أحرز الأميركيون نصراً في الحرب على الإرهاب. وأعلن بيان التحالف الدولي أنه «ملتزم بدحر الإرهاب نهائياً في سورية والعراق». وأشار قائد العام للتحالف الدولي، الجنرال بول فونك، إلى أنّ هزيمة داعش العسكرية أساسية، لكنها غير كافية. وقال:» نكافح بقايا داعش في العراق وسورية وسنواصل تعزيز المساعي الإنسانية لمساعدة السكان المتضرّرين من الاحتلال الوحشي والذين كافحوا فترة طويلة للحصول على الحرية. ما زال أمامنا معركة شاقة». وأعلن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أن تحرير الرقة «كان لحظة حاسمة» في المعركة ضد «داعش» ولكن «عملنا لم ينته بعد».
ماذا يعني الغرب بهذه التصريحات التي تبدو، للوهلة الأولى، في محلها ومعقولة؟ لا يمكن التسامح مع داعش منح التنظيم استراحة، ولكن التحالف الدولي سمح مراراً للإرهابيين بتجنب هزائم أشد. وإلى اليوم، تتصدّر أولويات حسابات واشنطن الحفاظ على وجود عسكري في سورية بأي ذريعة. ولعل الذريعة الأمثل والأكثر ملاءمة هي مكافحة «الجهاديين» الذين تواروا عن الأنظار. لكن القضاء على هؤلاء لن يؤدي إلى اختفاء التهديد الإرهابي كظاهرة اجتماعية. ولا يخفى أن شطراً من سكان الشرق المضطرب في سورية انضم طوعاً إلى صفوف الجهاديين، وإن ما يسمى «الدولة الإسلامية» نجحت في تقديم نفسها بديلاً حقيقياً للأنظمة العلمانية والمسلمة. ويتوقع الخبراء ألا تلفظ خلايا داعش والعصابات المنفردة أنفاسها، في وقت يتعذر رصد تحركاتها في الصحراء. وفي هذا السياق، قال رئيس لجنة الدفاع في الدوما، القائد السابق للقوات المظلية فلاديمير شامانوف، إنّ سورية ستبقى طوال أعوام مسرحاً للعمليات الخاصة. وأضاف «سأكون سعيداً بانتهائها (العملية العسكرية) نهاية العام، ولكن بعد الانتهاء من العملية العسكرية، تبرز مرحلة من العمليات الخاصة. وسيحاول كثيرون أن يحلقوا لِحاهم ويتسللوا إلى مجالس الحكم المحلية، العملية طويلة». وهذا يعني أن في جعبة التحالف وروسيا أعذاراً تسوّغ مواصلة العملية العسكرية ضد قوى الإرهاب المتناثرة والمشتّتة، وربما لرفع مستوى المساعدات لقوات مكافحة الإرهاب. ويرجّح أن تعزز الولايات المتحدة «قوات سورية الديموقراطية»، فيما تساعد موسكو الجيش الحكومي والميليشيات الشيعية.
لكن الغاية الرئيسية من المرابطة العسكرية في سورية وعدم الانسحاب هي تقسيم دوائر النفوذ المستقبلية. فالقوة العسكرية ومساحة المناطق المحررة هي أوراق رابحة بارزة لا غنى عن التوسل بها في عملية التفاوض من أجل مستقبل الجمهورية العربية السورية التي عانت طويلاً. وتحتاج موسكو ودمشق إلى حيازة أكبر عدد ممكن من الأوراق الرابحة لضمان الوحدة الاسمية للبلاد. ولم يعد في إمكان الغرب وإسرائيل المطالبة برحيل بشار الأسد، فموازين القوى تغيّرت. لكن الغرب يبسط نفوذه في شمال وشرق سورية التي تسيطر عليها جزئياً الجماعات المعارضة، بما فيها «قوات سورية الديموقراطية».
وقد تقف إيران وراء إشعال الأزمة المقبلة، فما يغلب على طهران هو نهج راديكالي مناهض للأميركيين والسنّة. وتتوقع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي ترى أنها صاحبة حقوق بصفتها راعية الأسد والقتال ضد داعش، الحصول على قطعة من الكعكة السورية من طريق إنشاء قواعد عسكرية فيها. ويكاد يعصى توقّع تطوّر الوضع في سورية، حتى في الأشهر الستة المقبلة، ولكن لا شك في أن أطراف النزاع لن يلقوا أسلحتهم.
* محلّل سياسي، عن موقع «روسكايا بلانيتا» الروسي، 22/10/2017، إعداد علي شرف الدين
========================
ملليت :مشكلة التحليل في مسألة إدلب والممر إلى المتوسط -1
http://www.turkpress.co/node/40812
نشر بتاريخ 24 أكتوبر 2017
مقالات
نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
الأسبوع الماضي احتشدت وحدات تركية من القوات الخاصة والمصفحات والمدفعية والكوماندو على الحدود مع سوريا. البعض منها انتشر في إدلب من أجل إنشاء "منطقة خفض التوتر". والوحدات الأخرى ستنتشر تدريجيًّا خلال الأيام القادمة.
يتطلب غموض الوضع الأمني احتشاد تعزيزات على الحدود، علاوة على القوات التي ستعمل في المناطق الداخلية لإدلب. ولن نبالغ إذا قلنا إن حجم الخطر وطبيعة المهمة والعامل الجغرافي والكثافة السكانية ستطيل مدة المهمة، وإن عدد القوات يجب أن معتبرًا.
 بحسب التصريحات الرسمية، تمتلك عملية إدلب عددًا من الأهداف. أحدها الحيلولة دون إقامة حزب العمال الكردستاني ممرًّا إرهابيًّا يصل إلى البحر المتوسط. وفي الظروف الحالية، يوشك الحزب على تحقيق ذلك من خلال التقدم نحو الغرب والوصول إلى البحر.
لكن عندما نتناول الأحداث والمعطيات في الشرق الأوسط بهدوء نجد أن الشكوك تتزايد حول التحليل آنف الذكر. ويجب ألا ننسى أن التحليلات الخاطئة تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة، وتوجيه تركيا نحو أهداف خاطئة، واستخدام القوات والموارد بشكل خاطئ.
يعتبر حزب العمال الكردستاني إيران والعراق وسوريا وتركيا كلًّا واحدًا. وإلى جانب ذلك، فهو منح الأولوية الاستراتيجية لتركيا دائمًا. لكن حدوث تطورات جديدة كاحتلال العراق والربيع العربي، وظهور فرص جديدة جعل الحزب ينقل مركز ثقله بشكل سريع ومؤقت.
يمكننا القول إن المشهد أكثر تعقيدًا وغموضًا ليس بالنسبة لحزب العمال فقط، بل لجميع اللاعبين الفاعلين على الأرض في المنطقة. وفي هذا الإطار، يبدو السؤال الواجب البحث عن إجابة له هو: هل ينقل الحزب مركز ثقله خلال الأشهر القادمة إلى عفرين وإدلب من أجل الوصول إلى البحر وإنشاء الحزام الإرهابي؟ أم أن أحداثًا إقليمية هامة وعمليات عسكرية وتنافسات وتغيرات الظروف الداخلية في تركيا ستلغي هذا الاحتمال؟
أسئلة وأجوبة مشابهة يمكنها أن تتيح لنا دراسة ما إذا كان تكليف الجيش التركي بدخول إدلب قرارًا صائبًا أم لا.
أعتقد أن المجلس العسكري لحزب العمال الكردستاني يدرس الآن المكان الذي يتوجب أن يضع فيه مركز ثقله. ولا بد أنه يعمل على وضع توازن لتحديد أهداف واقعية في ضوء قوته العسكرية وتحالفاته وفرصه وأولوياته.
ينشط الحزب في منطقة جغرافية واسعة. نتحدث هنا عن سوريا والعراق وتركيا وإيران حيث تتشابك المخاطر والفرص، فضلًا عن التنافس الأمريكي الروسي.
دراسة الخصائص المحلية لحزب العمال الكردستاني وعلاقاته وأهدافه السياسية والعسكرية وقدراته على أنها كل واحد في هذا المشهد يمكن أن تتيح لنا وضع قضية إدلب في مكانها المناسب.
========================