الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 25/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 25/1/2018

27.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة العبرية والايطالية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة الامريكية :
«فورين بوليسي»: رسائل ترامب المضللة دفعت أردوغان للتحرك في عفرين
وكالات-إنجي الخولي 25 يناير 2018 07:02
ترى أماندا سولات، من معهد بروكينغز في مقال لها بمجلة "فورين بوليسي" أن العملية العسكرية التركية في عفرين ومواجهة حلفاء أمريكا في سوريا جاءت بسبب فشل الإدارة الأمريكية في تطوير استراتيجية واضحة.
وقالت سولات :" أن قصف عفرين جاء في نطاق محاولات أنقرة المستمرة لمنع قوات حماية الشعب الكردي التي استفادت من الدعم الامريكي منذ عام 2014 إقامة منطقة حكم ذاتي على الحدود الجنوبية. وتنبع المعارضة التركية من علاقة الأكراد السوريين مع “بي كا كا” المنظمة التي تعتبرها أنقرة إرهابية وقادت حملة مسؤولة عن مقتل عشرات الألوف من الأشخاص".
وأوضحت الباحثة في مركز آش كارتر بمدرسة كنيدي في هارفارد  أن أهداف العملية تدور بحسب مكتب الدبلوماسية العامة التركي على تأمين الحدود التركية ومواجهة الدعم الأمريكي لمنظمة إرهابية ومنع قوات حماية الشعب من الوصول إلى شرق المتوسط بشكل يقطع علاقة تركيا الجغرافية مع العالم العربي ومساعدة المعارضة السورية السيطرة على مساحة 3.861 ميلاً مربعاً من المنطقة.
رسائل ترامب المضللة
وتضيف سولات أن سلسلة من الرسائل المضللة التي أرسلتها إدارة دونالد ترامب كانت وراء التحرك التركي الأخير ولكنها جزء من سؤال أكبر برز خلال الحرب السورية وهو فشل واشنطن بتشكيل سياسة متماسكة تجاه سوريا.
وأوضحت:"ركزت إدارة باراك اوباما على مواجهة تنظيم الدولة الذي يهدد الأمن الوطني الأمريكي والحلفاء مع محاولة عدم التورط في حرب جديدة بالمنطقة.والقوات الخاصة الأمريكية عندما بحثت عن حلفاء تثق بهم على الأرض لم تجد سوى الأكراد الذين كانوا مستعدين لقتال تنظيم الدولة فيما جعلت جماعات المعارضة من قتال نظام بشار الأسد أولوية لها" ، بحسب ترجمة " القدس العربي".
وأشارت لإلى ان المفاوضات الأمريكية – التركية بشأن عمل عسكري مشترك ضد تنظيم الدولة لم تنجح، وناقشت إدارة أباما انعكاسات التحالف مع الأكراد على المنطقة وتبنت إدارة ترامب نفس المشروع رغم موقف الخارجية التي أكدت أن العلاقة معهم هي "مؤقتة وتعاقدية وتكتيكية". ولا يعرف إن كانت وزارة الدفاع تشترك في هذا الموقف. فقد لعبت البنتاجون دوراً كبيراً في إدارة العمليات ضد تنظيم الدولة، خاصة في ظل الإدارة الحالية التي يتسيدها الجنرالات.
وتعتقد سولات أن غياب الرسائل التي تنسق السياسات داخل الإدارة أدت لتعقيد أمر حساس. فعندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض عبر الرئيس رجب طيب أردوغان عن إلغاء الإدارة الجديدة قرارا بتسليح قوات حماية الشعب. إلا أن ترامب لم يسلح الأكراد فقط بل وتبنى خطة الهجوم على الرقة التي وضعتها إدارة أوباما وتم إبلاغه بالقرار قبل أيام من زيارة البيت الأبيض في مايو.
ومع نهاية المعركة أخبر ترامب نظيره التركي بمكالمة هاتفية في نوفمبر 2017 أن الولايات المتحدة ستوقف الدعم العسكري لقوات حماية الشعب. وجاء كلام الرئيس مفاجئا لوزارة الدفاع وعادت ووضحت قائلة إن القرار "ينتظر التعديلات" ولكنها فاجأت البيت الأبيض هذا الشهر بالإعلان عن قوة أمن حدود من 30.000 مقاتل.
وتابعت :" عندما رد الأتراك كالعادة بغضب حاولت وزارة الخارجية التعامل مع الأمر وقال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية :" تم تصوير الوضع بطريقة خطأ ووصف خطأ، وتحدث البعض بطريقة غير صحيحة ولا نقوم بإنشاء قوة حدود". وفي هذا السياق فيجب أن لا يفاجئ الرد التركي أحداً. فرغم خطابه الناري إلا أن أردوغان شحذ أسنانه مع دخول المقاتلين الأكراد الرقة، إلا أنه أبدى استعداداً للدفاع عن خطوطه الحمر والتي تشمل منع أي تحرك لقوات حماية الشعب ربط الكانتونات الكردية الثلاث على طول الحدود التركية".
وأوضحت:" تخشى أنقرة من تحول هذه المنطقة لنقطة انطلاق عمليات ضد الجنوب التركي. وتشجيع تحركات مماثلة نحو الإستقلال بين أكراد تركيا. ففي آب (أغسطس) شنت القوات التركية عملية “درع الفرات” والتي استمرت سبعة أشهر لتطهير المنطقة الحدودية من تنظيم الدولة. وفي تشرين الأول (أكتوبر) أرسل أردوغان قواته في عملية مشتركة مع روسيا وإيران تستهدف تنظيم الدولة ولكن بتجليات واضحة ضد قوات حماية الشعب. وحذر أردوغان الأكراد في حينه حيث قال: "لا نتسامح مع الأخطاء الصغيرة في عفرين".
عفرين خطأ لترامب
وترى الكاتبة أن عملية عفرين بالإضافة للقضايا الأمنية مرتبطة بالضرورة بالسياسة المحلية التركية. فقد سمحت أخطاء ترامب لأردوغان تقديم نفسه كمدافع عن الأمن التركي. فمع اقتراب الإنتخابات البرلمانية والرئاسية فإن قراراته المتعلقة بالسياسة الخارجية تهدف لتقوية قاعدته الوطنية. كما أن الضغط السياسي على الأكراد السوريين يساعده في مواجهة الصوت الكردي التركي ونزع الشرعية عنه.
وترى أن وقف إطلاق النار الذي تزامن انهياره مع فوز الحزب الكردي في انتخابات عام 2015 بنسبة 10% من الأصوات بشكل حرم الحزب الحاكم من الغالبية.
وفي هذا السياق تحدثت الكاتبة عن المواقف الأمريكية سواء من وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي عبر عن تفهمه لمظاهر القلق الكردي إلى تيلرسون الذي طالب تركيا بضبط النفس. وكان الفرنسيون الأعلى صوتاً وطالبوا بعرض العملية على مجلس الأمن.
وعن الموقف الروسي، ترى الكاتبة أنه يحمل الكثير من المعاني خاصة أن موسكو تسيطر على الأجواء في الشمال ونشرت مستشارين في عفرين. وترغب روسيا الاستفادة سياسياً من الأحداث الأخيرة والتي حملت الولايات المتحدة مسئوليتها.
وتقول إن تسوية قد يتم التوصل إليها على المدى القريب يتم فيها الاعتراف وتفهم الرغبة التركية بإقامة منطقة آمنة على حدودها والقبول بعملية عسكرية تركية محدودة طالما تم تجنب سقوط الضحايا المدنيين فيها. أما على المدى البعيد فلا يمكن تجنب التعامل مع قضايا مشتعلة، فبالإضافة للعملية العسكرية التركية فستظل المشاركة الكردية في محادثات السلام شأناً مثيراً للخلاف حيث تعارض تركيا مشاركة ممثلين عن قوات حماية الشعب. إلا أن روسيا أعلنت عن دعوتها ممثلين أكراد لسوتشي.
وتعتقد سولات أن سوريا تمثل أحجية شريرة للسياسة نظراً لتعدد اللاعبين الخارجيين فيها الذين ينتافسون فيما بينهم ولديهم شبكات متعددة. وحتى هذا الوقت ظلت واشنطن تلاحق اهتمامات عسكرية ضيقة، ومحاربة تنظيم الدولة وعليها أن تقدم رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الديناميات الإقليمية الواسعة.
ورغم الرؤية المعقولة التي قدمها تيلرسون حول الوجود الأمريكي في سوريا والمساعدة على استقرار المناطق المحررة وفتح الباب أمام عودة اللاجئين إلا أنه اعترف بالتحديات النابعة من الأجندات الخارجية والذي يبحث كل لاعب فيها عن مصلحته.
وترى أن من أهم المعوقات لهذه السياسة هي معارضة تركيا لما تراه ضمانات عسكرية لمنطقة الأكراد. وعلى ما يبدو لم تفهم الولايات المتحدة تعقيدات هذا الموضوع، كما أن عدم مشاركة أمريكا بمحادثات السلام التي تديرها روسيا وتركيا وإيران يحد من مساحة المناورة لها.
وتختم سولات قائلة إن دعم الولايات المتحدة لقوات حماية الشعب في الحرب ضد الدولة نبع من رغبتها في ألا تتورط في النزاع إلا أن القرار سيملي وللمفارقة تورطاً أمريكياً على الأرض لمنع حرب بين وكلائها. ومحاولة تهدئة المخاوف التركية ليس حلاً فالنزاع التركي- الكردي هو جزء أساسي من الاحجية السورية الكبرى.
========================
أكاديمية أمريكية: سياسة واشنطن في سورية لا تهدف لمكافحة (داعش)
أكدت أستاذة العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا الأمريكية جنيفر لوفنستاين أن سياسة الولايات المتحدة في سورية لا تهدف أبدا إلى مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي بل تهدف إلى الحفاظ على تواجدها العسكري في هذا البلد مبينة أن استمرار هذا الوجود سيمثل تكرارا للهزائم التي تكبدها الجيش الأمريكي في افغانستان والعراق.
وأشارت لوفنستاين في تصريح لوكالة ارنا من نيويورك إلى دور امريكا في تشكيل الجماعات والتنظيمات المتطرفة في المنطقة وقالت إن العديد من الساسة الأمريكيين يعانون من ضيق الأفق ويعملون على استخدام هذه الجماعات دون الاهتمام بنتائج هذه السياسة على الأمد الطويل.
ووصفت الأكاديمية الأمريكية سياسات الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بـ المثيرة للقلق وقالت إن ترامب يفتقر الى الخبرة في السياسة الخارجية و ليس لديه أي خطوط عريضة محددة وهذا أدى إلى تخبط أمريكي في سورية.
========================
فورين أفيرز: واشنطن ستغادر سوريا في النهاية وهذه كواليس الاتفاق مع الأسد
مانشيت - نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية تقريرًا للكاتب آرون شتاين، تطرّق خلاله إلى عملية “غصن الزيتون” العسكريّة التركية في عفرين ومستقبل الولايات المتحدة في سوريا.
وأخـبر الكاتب في مقالته: “الأسبوع المــنصرم، أطلقت تركيا اقتحامًا في عفرين، شمال سوريا، حيث تهيمن “وحدات حماية الشعب” الكرديّة، ما أثار الجدل حول الإستراتيجيّة الأميركيّة في سوريا، وخصوصًا إذا ما كان باستطاعة واشنطن إقامة توازن في علاقاتها بين تركيا وبين الأكراد السوريين، الذين كانوا مرتبطين بواشنطن خــلال قتال تنظيم “داعش” في سوريا”.
وتـابع: “يحمل هذا النقاش في طيّاته أسئلة من دون أجوبة حول الوجود الأميركي في سوريا. والآن، يظهر أنّ مكسب الرئيس السوري بشار الأسد حتمي، فكيف ستتعامل الولايات المتحدة مع هذا النصر وكيف ستخرج من سوريا؟”.
وأَرْشَدَ الى أنّ “قوة أميركية خاصّة في سوريا تركّز الآن على قتل قادة تنظيم “داعش” مع هبوط حدّة الحرب ضده، وتعمل للسيطرة على الأراضي التي كان استولى عليها في الصحراء السورية”. ونبه الكاتب الى أنّ الولايات المتحدة وتركيا لا تعملان في الفراغ في سوريا، كذلك فاللاعبين الآخرين على سبيل المثال روسيا وإيران سيستمرّون بدعم الأسد في محاولاته للسيطرة على غرب وشرق سوريا.
ويبدو في الواقع أنّ قوات سوريا الديمقراطيّة هي محور الإتفاق الروسي الأميركي حول سوريا. ففي الظاهر تُعلن موسكو معارضتها لأي وجود أميركي غير واضح في سوريا، ولكن عليها أن توازن في أهداف سياستها الكبرى، مع بقاء الأسد في السلطة. وقوات سوريا الديمقراطية بعكس المعارضة السورية، لم تكرّس نفسها أو تلتزم بالعمل من أجل تغيير النظام.
وإنطلاقًا ممّا تقدّم، رأى الكاتب أنّ التوصّل الى إتفاق دائم بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري لن يأتي بسهولة. فهذه القوات تسعى الى برنامج اللامركزيّة وحكم ذاتي، وهو الأمر الذي لا يريده الأسد، كذلك أنّها باتت تهيمن على أراضٍ على الحدود السورية التركية.
والقضية البارزة الآن، هي أنّ القوات الأميركيّة لن تبقى في سوريا الى الأبد، ويشير مسار الحرب إلى أنّ النظام السوري متجه للإنتصار في المنطقة الغربية من البلاد، حسبًا للكاتب الذي زَاد: “لدى الولايات المتحدة طريق واضح للإنسحاب، تسوية بين قوات سوريا الديمقراطيّة والنظام السوري. وتشاركها موسكو في هذا الإهتمام، إلا أنّ الطرفين مختلفان على مسألة بقاء الأسد في السلطة”.
ومع إستمرار الحرب السورية، تبقى المسائل معقدة، ولكن في المدى البعيد، الواضح هو أنّ النظام السوري سيربح الحرب، وسيبقى التحدّي أمام الولايات المتحدة متمثلاً بالإعتراف بهذا النصر ومغادرة سوريا بشروط مقبولة.
========================
فورين افيرز :كيف كشفت "عفرين" عن عجز السياسة الأميركية بسوريا؟
مقدمة الترجمة
اختلطت الأوراق بعد "عملية عفرين" فالأتراك تجاوزوا خطوطا حمراء أميركية، والأكراد وقعوا في فخ توافق الروس مع الاتراك، فأين تقف سياسات الولايات المتحدة داخل سوريا بعد عملية عفرين؟ وهل تتزايد الفجوة بين التحركات التركية والأميركية في الشمال السوري؟، تقرير فورين أفيرز التالي يلقي الضوء على ضرورة إعادة النظر في مجمل سياسات واشنطن تجاه الملف السوري
نص التقرير
ازداد التوتر مؤخرا بعد التدخل التركي بمدينة عفرين، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال خطابه في ولاية بورصة غربي تركيا: إن الهجوم "لن ينتهي إلا بالقضاء على التنظيمات الإرهابية"، في إشارة إلى وحدات الدفاع الشعبي الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف تنظيما إرهابيا في تركيا. وأفاد تقرير لمركز أبحاث أميريكي أن الهجوم التركي على عفرين شمالي سوريا ورفض أنقرة الإصغاء للنصيحة الأميركية قد أظهر ضعف الولايات المتحدة، وزاد من عزلتها الإقليمية، داعيا الإدارة الأميركية إلى تعزيز التحالف مع الأكراد في شرق سوريا، وإلا فإنها ستخرج تماما من هناك.
في الأسبوع الماضي شنت تركيا هجوما للسيطرة على مدينة عفرين، وهي منطقة صغيرة ومعزولة تقع ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا، وتسيطر عليها وحدات الدفاع الشعبي الكردية، وهي الجبهة السورية التابعة لحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا في جنوب شرق تركيا لأكثر من ثلاثة عقود. وقد أثار الهجوم التركي الحديث حول الإستراتيجية الأميركية في سوريا، وعلى وجه الخصوص ما إذا كان بإمكان واشنطن موازنة علاقاتها مع تركيا - إحدى حلفاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" - والأكراد السوريين، الذين كانوا شركاء الولايات المتحدة الأكثر موثوقية في الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا.
ومع ذلك، فإن هذه المناقشات محدودة للغاية وتخفي الكثير من الأسئلة الأوسع نطاقا، والتي لم يُرد عليها حتى الآن حول وجود الولايات المتحدة في سوريا. وبعد أن صار الآن انتصار النظام السوري على العناصر المتبقية من المعارضة المناهضة للنظام أمرا لا مفر منه، تبرز أسئلة مثل، كيف ستُدير واشنطن هذا النصر لقوات الأسد؟ والأهم من ذلك، كيف ستخرج الولايات المتحدة من سوريا؟
الأرق في سوريا
لا تعمل الولايات المتحدة وتركيا بمعزل عن الأحداث المؤثرة في سوريا، ولا تزال إيران وروسيا، يواصلون دعمهم لنظام الأسد في محاولاته لاستعادة السيطرة على غرب وشرق سوريا
في الوقت الذي كادت فيه الحرب ضد تنظيم الدولة أن تنتهي، تركز حاليا فرقة عمليات خاصة تابعة للولايات المتحدة تتخذ من سوريا مقرا لها على مطاردة وقتل قيادات تنظيم الدولة وبسط سيطرتها على الأراضي التي يسيطر عليها بقايا الجماعة في الصحراء السورية. وقد أدى هذا التحول في التركيز إلى تغيير طفيف في تدريب قوات سوريا الديمقراطية  بقيادة الولايات المتحدة، وهي الميليشيات العربية الكردية المشتركة بقيادة وحدات الدفاع الشعبي الكردية من تكتيكات المشاة الأساسية إلى تلك التكتيكات التي تركز بشكل أكبر على المواقع الدفاعية. وقد حدث هذا بالتوازي مع طرح الرئيس الأميريكي دونالد ترمب لسياسة سورية جديدة، من شأنها أن تلزم القوات الأميركية بالحفاظ على وجودها في المنطقة الشمالية الشرقية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية من أجل مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة والتحوط ضد أي محاولة من قبل نظام الأسد للتوسع في المنطقة.
لا تعمل الولايات المتحدة وتركيا بمعزل عن الأحداث المؤثرة في سوريا، ولا تزال الأطراف الخارجية الرئيسية الأخرى مثل، إيران وروسيا، يواصلون دعمهم لنظام الأسد في محاولاته لاستعادة السيطرة على غرب وشرق سوريا. وعلى الجبهة الشرقية، سيطر النظام، بدعم من المستشارين الإيرانيين والقوات الجوية الروسية، على جزء كبير من الأراضي الواقعة غرب نهر الفرات. وعلى الجبهة الغربية يقاتل النظام وحلفاؤه جماعات المعارضة المدعومة من قبل تركيا وإحدى الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة، هيئة تحرير الشام، لربط محافظة حلب التي تسيطر عليها دمشق حاليا مع إدلب التي يسيطر عليها المتمردون.وقد تخلت واشنطن الى حد كبيٍر عن الحرب في الجبهة الغربية، ولكنها أوضحت أنها تعتزم البقاء إلى أجل غير مُسمى في الشمال الشرقي حيث تمثل شراكتها الحالية مع قوات سوريا الديمقراطية محورا لجهود ذات شقين، الشق الأول؛ على الجانب العسكري؛ لأن المجموعة لديها وحدة صغيرة متخصصة في مكافحة الإرهاب وعلاقات وثيقة مع القوات الخاصة الأميريكية، والذي يعد أمرا بالغ الأهمية للجهود الرامية إلى مطاردة وقتل قادة تنظيم الدولة. والشق الثاني؛ على الجانب السياسي،إذ تهدف الحاميات (الثكنات) العسكرية الأميريكية إلى زيادة نفوذ واشنطن في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، والتي تدفع إلى اتفاق من شأنه أن يزيح الأسد عن السلطة في انتخابات مستقبلية.
في الواقع، يمكن أن تثبت قوات سوريا الديمقراطية أنها محور الصفقة الأميركية الروسية حول سوريا. فقد عارضت روسيا صراحة وجود الولايات المتحدة إلى أجل غير مسمى في البلاد. ومع ذلك، يجب على موسكو أن توازن بين غرائزها الضيقة النطاق والمناهضة للولايات المتحدة مع أهدافها السياسية الأوسع نطاقا؛ وهي أن تترك وراءها نظاما صديقا، ومن الأفضل أن يكون نظاما يستمر فيه الأسد في اعتلاء السلطة. غير أن قوات سوريا الديمقراطية، وخلافا لمعظم المعارضة، لم تلتزم أبدا بتغيير النظام. وبدلا من ذلك، حافظت على معاهدة مستقرة نسبيا مع النظام بعدم اللجوء إلى العنف، وتمكن الجانبان من منع التصعيد العسكري غير المقصود خلال أوقات التوتر.
ولا يمكن التوصل بسهولة إلى اتفاق دائم بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام. إذ أن قوات سوريا الديمقراطية ملتزمة فكريا وعقائديا بمفهوم اللامركزية المتطرف والحكم المحلي المستقل، وهو أمر يبغضه نظام الأسد، كما وسعت قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها على المنطقة التي تتجاوز بكثير معاقلها ذات الأغلبية الكردية على طول الحدود السورية التركية. وقد استلزم توسع السيطرة الكردية على المدن ذات الأغلبية العربية على طول نهر الفرات، التوصل إلى حل وسط مع السكان العرب المحليين وإدماج المجندين العرب والميليشيات في البنية الفوقية لقوات سوريا الديمقراطية، والتي من خلالها تحافظ على توازنها الاجتماعي والسياسي. وقد سمح ذلك للمجموعة بالعمل مع السكان العرب المحليين، القادمين غالبا من المناطق الريفية بالقرب من المراكز الحضرية لإدارة مجالس الحكم المحلية المكلفة بمسؤولية حكم المدن والبلدات التي سيطر عليها تنظيم الدولة في السابق. ولكسب الدعم العربي في بعض المناطق، تعهدت قوات سوريا الديمقراطية بعدم السماح بعودة النظام، وهو وعد لا يمكن الحفاظ عليه بسهولة إلا إذا استمرت القوات الأميركية بالبقاء في مكانها.
فن إجراء الصفقات
وبطبيعة الحال، تتمثل القضية الأطول أجلا، في أن الجيش الأميركي لن يبقى في سوريا إلى الأبد. ويشير مسار الصراع بوضوح إلى انتصار النظام في الجبهة الغربية. ومن شأن ذلك أن يترك منطقة صغيرة معزولة تديرها تركيا تربط عفرين مع شمال حلب الذي تحتله تركيا، محاطة بالوجود العسكري من قبل قوات النظام وإيران وروسيا على طول الساحل الغربي وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في شرق سوريا. وستظل الحدود بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية متوترة، غير أن أنقرة قد تواجه قيودا إذا اختارت استخدام الأراضي التي تُسيطر عليها كقاعدة للعمليات العسكرية الهجومية. ولا تزال جماعات المعارضة التي اختارتها تركيا مثل فرقة السلطان مراد وفيلق الشام وأحرار الشام ملتزمة بالإطاحة بنظام الأسد.
تواجه تركيا تحدي أن الجماعات التي تدعمها كانت معادية للنظام باستمرار، وهذا قد يؤدي في نهاية المطاف إلى هجوم بقيادة النظام لإخلاء الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المدعومة من تركيا
وعلى النقيض من ذلك، سيتعين على قوات سوريا الديمقراطية أن تتحكم في تفاعلاتها الداخلية. وقد نجحت وحدات الدفاع الشعبي الكردية في إدارة العلاقات مع النظام ببراعة، في مقابل التمتع ببعض الحكم الذاتي؛ يمكنها أن تحاول التوصل إلى اتفاق سلام مع الأسد، استنادا إلى الحكم اللامركزي من قبل المجالس المحلية التي تدير شؤون الحكم في المدن السورية. إلا أن التحدي الذي ستواجهه هذه الصفقة سيأتي من العناصر العربية داخل قوات سوريا الديمقراطية، والتي ستعارض عودة النظام حتى لو بشروط ميسّرة في الإقليم الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، وقد تختار القتال من أجل الحفاظ على السيطرة على المدن والبلدات. ومع ذلك، فإن هذه الميليشيات العربية ضعيفة ويمكن أن تجبرها وحدات الدفاع الشعبي الكردية على قبول السلام المتفاوض عليه، ما دام النظام يقدم بعض التنازلات.      
وقد تشارك روسيا مصالح وحدات الدفاع الشعبي الكردية في ضرورة التوصل إلى اتفاق. وبالتالي، يمكن أن تكون موسكو طرفا مهما في المساعدة على التوسط في اتفاقات مع الأكراد السوريين في الشمال الغربي، حيث الجيش الروسي هو الممثل الخارجي المهيمن. غير أن السلام المتفاوض حوله بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية يعتبر السبيل الوحيد أمام الولايات المتحدة لكي تترك وراءها شمال شرق سوريا والذي يعد أمرا ضروريا لأنه يشيع مزيدا من الاستقرار، وهنا قد تتداخل مصالحها بصورة محدودة مع مصالح موسكو. إلا أن مثل هذه النتيجة تشكل عقبة أمام الموقف التركي، ولكن أنقرة أضعف من روسيا والولايات المتحدة، وتواجه تركيا أيضا تحديا طويل الأجل؛ يتمثل في أن الجماعات التي تدعمها كانت معادية للنظام باستمرار، ومن ثَم سوف ينظر إليها دائما على أنها تمثل تهديدا، وهذا قد يجعل المواقف التركية في سوريا لا يمكن الدفاع عنها ويمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى هجوم بقيادة النظام لإخلاء تلك الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المدعومة من تركيا.
يظهر أمام الولايات المتحدة طريق واضح للانسحاب، وهو إجراء تسوية تفاوضية بين قوات سوريا الديمقراطية والنظام. وتشارك موسكو هذا الاهتمام الدقيق (المصلحة المحدودة). لكن وجهات نظر الجانبين تتباين حول مسألة ما إذا كان الأسد يجب أن يظل في السلطة أم لا. وتلتزم إدارة ترمب بعملية نقل السلطة، لذلك قد يكون من الصعب التوصل إلى حل وسط مع واشنطن.
لا تزال الحرب السورية في حالة تغير مستمر، فبالنسبة للولايات المتحدة يتطلب الانسحاب اتخاذ خيارات صعبة بشأن نظام لا تزال واشنطن تريد إزالته. وعلى المدى القصير، من المنتظر أن تصبح الأمور أكثر تعقيدا. أما على المدى الطويل، فالنتيجة واضحة إذ سيفوز النظام بحربه ضد الكثير من المعارضة. وبالنسبة للولايات المتحدة، يتمثل التحدي الآن في الاعتراف بهذا النصر والانسحاب وفق شروط مقبولة.
========================
نيويورك تايمز: خطة إبقاء القوات الأمريكية فى سوريا مخالفة للقانون الدولى
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن إبقاء القوات الأمريكية فى سوريا بالرغم من انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش سيدخل الشعب الأمريكى فى صراع إلى أمد غير معلوم، كما يخرق كافة القوانين المتعلقة بالعمليات العسكرية الدستورية منها وحتى الدولية.
ونشرت الصحيفة، اليوم الأربعاء، مقالا لعضو لجنة العلاقات الدولية بمجلس الشيوخ الأمريكى كورى بوكير وأونا هاثاواى الأستاذ فى كلية الحقوق بجامعة ييل ومؤلف كتاب "الدوليون"، أكدا فيه أن الإدارة الأمريكية إذا نفذت خطتها التى أعلن عنها وزير خارجيتها ريكس تيلرسون مؤخرا فقد تؤدى بالقوات الأمريكية إلى مواجهة مباشرة مع القوات المسلحة السورية وحليفتيها روسيا وإيران.
ورأى المقال أن المحاولة التى تدعمها الولايات المتحدة لمنع نظام الرئيس السورى بشار الأسد من إعادة توطيد سيطرته على الأراضى السورية حسبما أشار تيلرسون، ستورط الولايات المتحدة فى صراع طويل دموى جديد آخذ فى التعقيد، مشيرا إلى أن الهجوم التركى على الوحدات الكردية فى عفرين يُظهر مدى هشاشة الوضع فى سوريا.
وأشار إلى أن أى تحرك سيكون له عواقب وخيمة فى بلد قُتل فيه أكثر من نصف مليون شخص خلال حرب أهلية.
وأضاف المقال أنه حتى وإن كان للولايات المتحدة دورا فى منع النظام السورى من ارتكاب المزيد من الجرائم، وذلك حسبما تقول واشنطن، لا توجد سلطة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاتخاذ القرار من جانب واحد بإلزام القوات الأمريكية بإيقاف تلك الجرائم بالقوة، حيث إن عليه إقناع الكونجرس والشعب الأمريكى والمجتمع الدولى بوجهة نظره، فتوريط الجيش الأمريكى فى هذا الوضع بقرار من ترامب بمفرده غير قانونى بموجب الدستور والقانون الدولى.
وأوضح المقال أن الدستور أعطى سلطة إعلان الحرب للكونجرس لا للرئيس، حيث يلزم "قرار سلطات الحرب" الأمريكى -الصادر فى عام 1973- الرئيس بإخطار الكونجرس خلال 48 ساعة من إدخال القوات المسلحة فى منازعات دون وجود إعلان حرب، وعلى الرئيس أن ينهى استخدام القوات المسلحة بعد ذلك خلال 60 يوما (منها 30 يوما لعملية الانسحاب) ما لم يعلن الكونجرس الحرب أو يصرح باستخدام القوة العسكرية بشكل آخر..
ولفت المقال إلى أن إعلان تيلرسون يدل على أن الإدارة الأمريكية لن تتقيد بتلك الحدود التى نص عليها الدستور.وأشار المقال إلى رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ السيناتور بوب كوركر، الذى أكد فى جلسة استماع عقدتها اللجنة مؤخرا أنه حال بقاء الولايات المتحدة فى سوريا لمحاربة "وكلاء إيران"، فليس لدى الكونجرس أى نوع من أنواع التفويض أو التصاريح بخصوص ذلك الأمر.
ولفت المقال إلى أنه إذا كانت مخالفة الدستور الأمريكى ليست أمرا مقلقا بما فيه الكفاية بالنسبة لخطة الإدارة الأمريكية، فهذه الخطة ستضع الولايات المتحدة فى موقف انتهاك مباشر للقانون الدولى، فالعمليات العسكرية ضد عناصر تنظيم داعش وعناصر القاعدة فى سوريا انطلقت دفاعا عن الولايات المتحدة وحلفائها وتحديدا فى العراق، وكان ذلك هو ما قام عليه التبرير الأمريكى لعمليات واشنطن العسكرية فى سوريا، والذى قدمته سفيرتها لدى الأمم المتحدة سامنثا باور فى 23 سبتمبر 2014، وأكده تيلرسون فى خطاب للكونجرس الخريف الماضى.
وأضاف أن استخدام حجة الدفاع عن النفس لم يعد مقبولا الآن كما كان سابقا، فإعادة الاستقرار إلى أراضٍ تم انتزاعها من تنظيم داعش يعد أمرا جوهريا وأولوية للولايات المتحدة بلا شك لضمان عدم تكرار ظهور مثل هذه الأخطار مجددا، لكن تلاشى خطر تنظيم داعش وعودة الصراع السورى إلى مسألة ما إذا كان الرئيس بشار الأسد سيستعيد سيطرته الكاملة على الأراضى السورية التى تتحكم بها المعارضة المنقسمة فيما بينها، جميعها أمور جعلت من غير الممكن الاستمرار فى استخدام حجة أن مهمة القوات الأمريكية هى من قبيل الدفاع عن النفس.
وأوضح انه حال قيام ترامب بإصدار أوامره للقوات الأمريكية بالسيطرة على الأراضى السورية فى هذه الظروف، فبذلك يأمرهم بالعمل فى مخالفة واضحة لميثاق الأمم المتحدة.
واختتم المقال بأن واشنطن بمخالفتها للقانون الدولى بهذا الوضوح ستضع قواتها فى طريق الخطر، كما سترخص لآخرين حول العالم بأن يحذوا حذوها.. كما يأتى ذلك فى وقت يسجل فيه معدل الثقة العالمية فى القيادة الأمريكية انخفاضا جديدا ليصل إلى 30% بدلا من 48
========================
واشنطن بوست”: تساؤلات حول الموقف الأمريكي حال استهداف “الأكراد” 
أبرزت صحيفة “واشنطن بوست” تحذير دمشق لأنقرة من القيام بأي حملة عسكرية على عفرين وتأكيدها على أن دفاعاتها الجوية مستعدة وجاهزه لتدمير الأهداف الجوية التركية في الأجواء السورية.
وتشير الصحيفة إلى أن ما يحدث هو رد على الخطط الأمريكية لتشكيل قوة عسكرية من ثلاثين ألف مقاتل لحماية المواقع التي يسيطر عليها الأكراد.
ومن جانبها ذكرت شبكة “سي ان ان” أن وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيليرسون” هاجم روسيا في خطاب له قائلاً إنها خرقت التزاماتها تجاه الولايات المتحدة وفشلت في حل مسألة الأسلحة الكيماوية في سوريا.
كما هاجمت مبعوثة أمريكا إلى الأمم المتحدة “نيكي هايلي” روسيا أيضاً على ضوء القضية ذاتها، وذلك بعد ظهور أنباء عن استخدام أسلحة كيماوية بشرق الغوطة.
========================
«واشنطن بوست»: تحديات أميركية جديدة في سورية بعد هزيمة داعش
الخميس, 25-01-2018
| ترجمة: إبراهيم خلف
اعتبر الكاتبان ماثيو لي وجوش ليديرمان في مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن الإدارة الأميركية تواجه تحديات جديدة بعد هزيمة تنظيم داعش في سورية، فهي تكافح من أجل تحديد حدود مهمتها، فضلاً عن كيفية انتهاء تورطها الكبير، مشيرين إلى أن الهجوم العسكري التركي على عفرين، يضع إدارة الرئيس دونالد ترامب أمام خيارين: إما التخلي عن حلفائها الأكراد، أو حصول خلاف عميق مع تركيا، حليفتها في «الناتو»، الأمر الذي لا مفر من حدوثه.
ورأى المقال، أن الأولوية الأميركية في سورية كانت تتمثل في محاربة تنظيم داعش، والآن وبعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم، فإن الحجج الأميركية للتواجد في سورية باتت ضعيفة، ففي السابق كان بإمكان إدارة ترامب الاستمرار في دعم الأكراد وتسليحهم بحجة محاربة داعش، ولكن مع تراجع التنظيم كتهديد مباشر، فإن إثارة هذه الحجج لم تعد مقنع، الأمر الذي يؤجج الغضب التركي.
وأشار المقال إلى أن مدير مجلس الأطلنطي والذي كان في السابق مشرفاً على السياسة السورية في فترة ولاية أوباما الأولى، فريدريك هوف، اعتبر «أن المسألة على غاية من الصعوبة وترخي بثقلها على الجهود الدبلوماسية»، مشيراً إلى أن تراجع التنظيم قد أضعف المبرر القانوني للتواجد الأميركي في سورية، الأمر الذي أثار عدة أسئلة حساسة حول ما إذا كان الكونغرس والشعب الأميركي قد وقّعا بالفعل على تفويض يسمح للإدارة الأميركية في سورية بتجاوز التخلص من الإرهابيين.
من جانبهم، وبحسب المقال، قال مسؤولون كبار في إدارة ترامب: إنهم ليسوا بحاجة إلى إذن إضافي للتواجد في سورية، فتنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً خطيراً ومستمراً، الأمر الذي يتطلب وجوداً أميركياً متواصلاً لضمان عدم إعادة تجميع صفوفهم، وبالتالي تشكيل تهديد في المستقبل.
وفي الوقت الذي يجبر فيه تنظيم داعش على انتهاج وضعية الدفاع، ستقوم القوات الأميركية والدبلوماسيون والعاملون في مجال المساعدات الأميركية بالسعي نحو تحقيق الاستقرار في البلاد واستعادة الخدمات الأساسية في المناطق «المحررة» من سيطرة التنظيم، وفي ذات الوقت بذل جهود لإيجاد حل سياسي للحرب الدائرة في سورية والتي ساهم داعش في تفاقمها على نحو فعال، وفق المقال.
وأكد المقال، أن هذه الحجج تخلق عدة مشاكل للرئيس ترامب والذي غالباً ما يحرص على المطالبة بتحقيق نجاحات: فهو ليس بإمكانه إعلان أي نصر ضد داعش في سورية دون تمكين أولئك الذين يجادلون بهزيمة التنظيم، الأمر الذي يعني أنه لم يعد للولايات المتحدة أي مبرر للبقاء في سورية.
وقال: إن وجود جيوب صغيرة لإرهابيي داعش والتي لا تزال نشطة في شرق سورية تدعم تبرير الولايات المتحدة لوجودها في الوقت الراهن، وقد أعلن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يوم الثلاثاء أن غارات التحالف، وبمساعدة من حلفائها الأكراد، أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 150 مسلحاً من إرهابيي التنظيم في مركز قيادة في المنطقة المعروفة باسم وادي نهر الفرات الأوسط.
وأوضح، أن الإدارة الأميركية تنظر إلى تهديد آخر يتمثل بظهور محتمل لتنظيم القاعدة، فضلاً عن رغبتها بوقف النفوذ المتزايد لإيران في سورية، فضلاً عن رغبتها بوقف الدعم الروسي المقدم لحكومة السورية، حيث من خلال موسكو، تمكنت القوات السورية من السيطرة على المناطق التي كانت تخضع لسيطرة المتمردين المدعومين من واشنطن، وقد أظهرت الرسائل التي أرسلتها إدارة ترامب المشاكل الكبيرة التي تواجهها في سورية.
وأشار المقال إلى أنه، ومن جانب آخر، انتقد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الهجوم التركي على الأكراد، قائلاً: إن «العنف الحاصل في عفرين يعطّل من الاستقرار النسبي في المنطقة، ويصرف الجهود الدولية لضمان هزيمة داعش».
وفي سياق متصل، حاول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون شرح السياسة الأميركية في سورية بقوله: إن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري لها في سورية في المستقبل المنظور لمنع تنظيم داعش والقاعدة من استعادة السيطرة على الأراضي، فضلاً عن الإشارة إلى هدف آخر يتمثل في تقديم المساعدة في مشاريع إعادة الإعمار لتشجيع السوريين على مناهضة الحكومة السورية، وفق المقال.
وذكر المقال، أن الانزعاج التركي من تزايد القوة الكردية بالقرب من حدودها قد قاد حكومة أردوغان إلى شن عملية عسكرية ضدهم في عفرين، فتركيا تنظر للقوات الكردية السورية على أنها مرتبطة ارتباطاً جوهرياً بحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا تنظيماً إرهابياً، والولايات المتحدة تتفق مع تركيا على أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني إرهابيون، لكنها تصر على أن شركاءها الأكراد في سورية غير مرتبطين بتلك المجموعة، داعية الجانب التركي إلى «ضبط النفس».
وخلص الكاتبان إلى القول: إن الكثير من الحلفاء تخلوا عن الأكراد في السابق، وفي الوقت الحالي قد تكون النتيجة أسوأ من صرف الانتباه، ومن غير الواضح ما الذي ستقوم به الولايات المتحدة لتهدئة الوضع، وأشارا إلى أنه ورداً على سؤال حول ما إذا كان لدى واشنطن التزام أخلاقي تجاه الأكراد، أكد عدة مسؤولين أميركيين بارزين أن مبدأ ترامب القائم على «أميركا أولاً» يثبت أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية دائماً لمصالحها الخاصة.
========================
 آي”: واشنطن بين “خيانة الحليف الكردي ومواجهة الأتراك
لندن ـ نشرت صحيفة “آي” مقالاً لباتريك كوبرن بعنوان “واشنطن بين “خيانة الحليف الكردي ومواجهة الأتراك”.
وقال كاتب المقال إن ” الأزمة في عفرين شمال سوريا قد تفجر صراعاً بين دولتين حليفتين في الناتو”، مضيفاً أن الولايات المتحدة تعمل جاهدة على منع توسع الصراع إلى معقل الأكراد في سوريا حيث يوجد جنودها، في محاولة لتجنب مواجهة محفوفة بالمخاطر مع أنقرة،التي تعتبر من أقرب حلفائها.
وأشار كاتب المقال إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد بطرد وحدات حماية الشعب الكردي ليس فقط من عفرين بل من مدينة منبج، البلدة الاستراتيجية التي تقع غرب نهر الفرات.
وأردف أن نحو 6 آلاف جندي تركي مدعومين من عشرة آلاف جندي من قوات الجيش السوري الحر المعارض الموالي لتركيا على أهبة الاستعداد للقتال في عفرين للوصول إلى معقل الأكراد.
وأوضح كاتب المقال أن الولايات المتحدة لم تمد يد المساعدة للحليف الكردي في سوريا بالرغم من دعم الأخير للحملة العسكرية الناجحة التي قادتها واشنطن على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، إذ أنه وفر للأمريكيين القوة على أرض المعركة خلال الحملة الأمريكية.
وأشار إلى أن واشنطن دعمت وحدات حماية الشعب خلال محاربتها التنظيم وأمدتها بالمعدات العسكرية وبألفي جندي أمريكي متخصص.
ورأى كاتب المقال أنه من مصلحة الأكراد السوريين إطالة القتال في عفرين كي يزداد الضغط الدولي على تركيا لإنهاء حملتها ضدهم.
وختم بالقول إن “أردوغان مستفيد ايضاً من الدعم الإيجابي في تركيا للعملية العسكرية في عفرين، إذ ألقى القبض على عشرات السياسيين والصحافيين والناشطين المتهمين بانتقاد هذه العملية العسكرية”. (بي بي سي)
========================
واشنطن تايمز: أمريكا تسعى لتجنب أي صدام مع تركيا في سوريا
قالت صحيفة "الواشنطن تايمز" إن اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، جاء في إطار السعي الأمريكي لتجنُّب أي صدام مع تركيا في شمالي سوريا.
وكانت القوات التركية قد بدأت هجوماً واسع النطاق على بلدة عفرين السورية على الحدود التركية، والتي كانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستدعم تشكيل قوة من الأكراد في المدينة تتألف من 30 ألف مقاتل لحماية الحدود، وهو ما اعتبرته أنقرة يشكل تهديداً لأمنها القومي، حيث اتهمت تلك القواتِ الكرديةَ بأنها تابعة لحزب العمال الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا وأمريكا.
البيت الأبيض قال إن ترامب أبلغ نظيره التركي أن استمرار العملية العسكرية ضد القوات الكردية، المدعومة من أمريكا، يزيد من خطر نشوب صراع مباشر مع القوات الأمريكية.
من ناحيته، قال مكتب أردوغان إن الرئيس التركي أبلغ ترامب أنه يتوجب على الولايات المتحدة وقف الإمدادات العسكرية للمليشيات الكردية السورية، مؤكداً أن العملية العسكرية التركية في عفرين هي لحماية الأمن القومي التركي.
وتقول الصحيفة إن إصرار تركيا على العمل العسكري ضد القوات الكردية المدعومة من أمريكا، يتصادم بشكل كبير مع رغبة "البنتاغون" في دعم تلك القوات للتصدي لفلول تنظيم الدولة، الذين يُعتقد أنهم ما زالوا نشطين.
وتتركز غالبية القوات الأمريكية على الجانب الشرقي من نهر الفرات، وتعمل مع المليشيات العربية والكردية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، وتقع بلدة عفرين على الجانب الغربي من وادي نهر الفرات في الأراضي الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري وحلفائه الروس.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أتراك قولهم إن العملية العسكرية في عفرين بدأت بالتوسع لتشمل مدينة منبج التي يحتلها الأكراد المتحالفون مع الولايات المتحدة، حيث يوجد عدد من مستشاري القوات الأمريكية الخاصة هناك.
وبحسب تصريحات المسؤولين الأتراك، فإنهم لا يعتقدون أن هناك قوات أمريكية كبيرة في عفرين.
والأربعاء، تعهد ترامب بالوقوف جنباً إلى جنب مع تركيا، حليفة "الناتو"، في حربها ضد الإرهاب بجميع أشكاله، وضمن ذلك حربها على تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني و"القاعدة" والإرهاب الذي ترعاه إيران، بحسب البيت الأبيض.
لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة قد تضطر إلى اتخاذ إجراءات أخرى في حال توسعت المعارك في عفرين.
تحذير البيت الأبيض جاء بعد ساعات من آخر مماثلٍ لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي قال إن قوات بلاده قد تشن هجوماً موسعاً في شمالي سوريا لاستهداف القوات الكردية.
ويقدَّر عدد سكان عفرين بأكثر من مليون شخص، بينهم قرابة 400 ألف لاجئ هربوا من المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة، حيث أعاقت القوات الكردية المسيطرة على تلك المناطق عودة أي لاجئ إلى منطقته التي فرَّ منها في أعقاب استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة، بحسب الأمم المتحدة.
========================
الصحافة البريطانية :
الغارديان: الهجوم التركي على الأكراد كان متوقعا بعكس نتيجته
قالت الصحيفة إن مقتل المدنيين ونزوح الآلاف هربا من العملية العسكرية التركية التي تشنها على مدينة عفرين شمال سوريا - التي يسيطر عليها الأكراد - يعتبر مرحلة جديدة وغير مرحب بها في السنة السابعة من الحرب الدائرة في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن المفاجأة الوحيدة هي اسم هذه العملية التي أطلق عليها اسم "عملية غصن الزيتون".
وأردفت أن الولايات المتحدة احتاجت إلى الأكراد إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي لم تظهر تركيا أي اهتمام بمحاربتهم حتى وقت متأخر، موضحة أن الأكراد كان لديهم أمل بأن تكلل مساهمتهم في دحر التنظيم في تأسيس اقليم يديروا أمره بأنفسهم في دولة سورية فيدرالية.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعلان أمريكا عن سعيها لتشكيل قوة عسكرية في سوريا قوامها 30 ألف عنصر من قوات سوريا الديمقراطية لتشكيل "قوة حدودية"، بأنه سيكون " جيش إرهابي"، بحسب الغارديان.
وأوضحت الصحيفة أن " تصريحات وزير الخارجية الأمريكي بأن القوات الأمريكية باقية في سوريا إلى وقت غير محدود، ودوره الفعال في توفير مساعدات عسكرية للأكراد، سرعت في اتخاذ قرار العملية التركية على عفرين".
وتابعت الصحيفة بالقول إن أردوغان وصف الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "إرهابي وقاتل جماعي ولا يمكن التوصل معه إلى أي مستقبل في سوريا".
ورأت الصحيفة أنه بالرغم من موقف أردوغان من الأسد إلا أن تركيا وإيران يدعمان رؤية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا التي أعلنها الشهر الجاري، موضحة أن علاقة أردوغان ببوتين تحسنت هذا العام بعدما تدهورت في عام 2016 بسبب إسقاط الأتراك لطائرة روسية.
وختمت بالقول إن "الرسائل المتناقضة التي ترسلها واشنطن تجعل الأمور أسوأ في سوريا ".
========================
«فايننشال تايمز»: معركة «عفرين» قد تنتهي بخسارة الغرب تركيا… وروسيا قد تقايضها بإدلب
إبراهيم درويش
Jan-25
لندن – «القدس العربي»: كتب ديفيد غاردنر في صحيفة «فايننشال تايمز» عن العملية التركية في الجيب الكردي، عفرين، شمالي سوريا بأنها تمثل هجوماً من دولة عضو في حلف الناتو على حلفاء «ثمينين» للولايات المتحدة، الميليشيا الكردية، المعروفة بقوات حماية الشعب التي قادت العمليات ضد تنظيم الدولة. ويعلق على اسم العملية «غصن الزيتون» وإن كانت تركيا «تمزح» أو تحاول التخفيف من الحرب الشاملة التي أعلن عنها الرئيس رجب طيب إردوغان . ولكن لا شك ان العملية تحمل نذر شر لسوريا والأكراد وتركيا والغرب. وتفتح جبهة جديدة في الحرب السورية التي مضى عليها سبعة أعوام.
ويؤكد الكاتب أن العملية الحالية تكشف عن ثلاثة أمور: الأول تصميم تركيا على خنق أي كيان للحكم الذاتي في المناطق الكردية على الحدود الجنوبية، أما الأمر الثاني فهو الطلاق التركي مع الولايات المتحدة والغرب الذي بلغ مرحلة عميقة. وثالثاً أن تركيا أصبحت أكثر اعتماداً على روسيا. ويضيف غاردنر أن الرئيس إردوغان وحكومته ظلا ينتقدان الولايات المتحدة للدعم الذي قدمته لوحدات حماية الشعب باعتباره استخداماً لجماعة إرهابية كي تحارب جماعة أخرى. فالكثير من قادة الأكراد السوريين وكوادرهم السياسية والعسكرية مرتبطون بحزب العمال الكردستاني (بي كا كا) الذي يقود حملة عمرها ثلاثة عقود على الدولة التركية، وهو حزب تصنفه الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي جماعة إرهابية. وراقبت أنقرة نمو منطقة الحكم الذاتي «روجافا» أو غرب كردستان على حدودها الجنوبية حيث سيطر الأكراد على ربع الأراضي السورية.
وفي عام 2016 قامت أنقرة بشن حملتها «درع الفرات» حيث تقدمت في شمال غربي سوريا لمنع قوات حماية الشعب التقدم غربي نهر الفرات. وفي العام الماضي سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية على مدينة الرقة وتقدمت إلى وادي الفرات. إلا ان صبر تركيا قد نفد هذا الشهر عندما أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة عن خطة إنشاء قوة حدود من 30.000 على الحدود الجنوبية – الشرقية. وبالنسبة لتركيا فالقوة هي بمثابة منح قوات حماية الشعب حق التملك في الأرض التي سيطرت عليها. وتعهد إردوغان بخنق أو إغراق جيش الإرهاب قبل أن يولد. وقرر القيام بحملة في عفرين.
ويرى الكاتب أن الرئيس التركي وحزبه من الإسلاميين الجدد يواجهون انتخابات رئاسية في العام المقبل تهدف لتثبيت إردوغان الذي يحكم منذ 15 عاما ولهذا يريدون جذب القوميين المعارضين للأكراد. كما أن غضب تركيا من أمريكا حقيقي خاصة أنها رفضت ترحيل رجل الدين فتح الله غولن، المتهم بانقلاب عام 2016 الفاشل وزاد الحنق من خلال القضية في نيويورك والتي ادانت حليفاً لإردوغان اتهم بالتحايل على العقوبات ضد إيران. وتظل عفرين خارج حدود المناطق الواقعة تحت السيطرة الكردية، وكانت تحت سيطرة الروس. ولم تبدأ حملة إردوغان إلا بعد أن وافقت موسكو عليها. وكان كبار المسؤولين الأمنيين الأتراك في موسكو الأسبوع الماضي. ووجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة للتلاعب بقوات حماية الشعب كورقة ضغط ضد الولايات المتحدة وتركيا وبالتأكيد لكبح جماح وكيله في دمشق، بشار الأسد.
وستكون في النهاية عملية عسكرية محدودة. ولكن أنقرة ربما شمت رياح التغيير. ففي أيلول (سبتمبر) العام الماضي انتهت محاولة الاستقلال التي دفع بها إقليم كردستان العراق بالفشل، خاصة أن العملية لم تعارضها تركيا وإيران والنظام السوري فحسب بل وروسيا والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي. وقاد الإستفتاء القوات العراقية المدعومة من إيران للسيطرة على مدينة كركوك النفطية.
ويرى غاردنر أن الأكراد وبعد ثلاثة أعوام تحت الشمس استخدموا فيها كمطرقة ضد تنظيم الدولة فإن شمسهم قد تنخسف بسبب طموحهم الزائد عن الحد. ورغم التفوق العسكري التركي إلا أن أنقرة تظل عرضة للخطر، وقد تنتهي عملية عفرين بانتصار لبوتين لا إردوغان. وروسيا ليست وحدها التي تريد من تركيا المساعدة على ترتيب الفوضى التي أسهمت في خلقها في إدلب حيث يوجد 30.000 مقاتل للقاعدة. وربما كانت هناك مقايضة عفرين – إدلب.
وحسب ديمتري ترينين من مركز كارنيغي، موسكو «ففي الوقت الذي تحركت فيه القوات التركية نحو عفرين كانت القوات السورية المدعومة من روسيا تتحرك نحو إدلب». وربما كان بوتين الذي بنى منذ عام 2015 قوة ثلاثية في المشرق إلى جانب إيران وتركيا يريد التباهي بعودة روسيا للمنطقة على حساب التراجع الأمريكي. ففي نهاية الشهر الحالي ستعقد موسكو مؤتمراً في سوتشي إلى جانب طهران وأنقرة في عملية سياسية تنافس الأمم المتحدة. ولن يشكل المؤتمر مستقبل سوريا بل ويهدف لمكافأة تركيا على الخسارة التي خسرتها من الغرب. واعترف مسؤول بارز في انقرة بالمخاطر بمقابلة مع «فايننشال تايمز» العام الماضي «الأمريكيون والأوروبيون بحاجة لنا ولكننا في خطر خسارة المهارات الدبلوماسية واللمسة المؤسساتية والتفاهم المتبادل للكيمياء التي تربطنا». والمعنى الحقيقي أن عفرين قد تنتهي كما يقول غاردنر بخسارة الغرب تركيا.
========================
الجارديان: صفقة بين أنقرة وموسكو و"الثمن" عفرين السورية
-الكرامة برس-وكالات - نشر المحرر الدبلوماسي في صحيفة "غارديان" البريطانية (باتريك وينتور) تقريراً عن تبعات العملية العسكرية التركية في عفرين، وتأثيرها على مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة، والاتفاق الذي تم بين أنقرة وموسكو في سوريا.
الخشية من انجرار تركيا نحو روسيا
ولفت المحرر إلى أن كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، نقدت بقوة التدخل التركي في شمال سوريا، ولكن لا توجد لديهم النية في توجيه حليفهم في الناتو إلى الانسحاب من المعركة، على اعتبار أن الانشغال التركي مع الميليشيات الكردية على حدودها في حال استمر مدة زمنية طويلة قد يقود الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) إلى توقيع اتفاق مع دمشق وموسكو.
اتفاق كهذا من الممكن أن يشكل كارثة بالنسبة للولايات المتحدة، خصوصاً أنه يأتي بعد أسبوع فقط من إعلان وزير الخارجية (ريكس تيلرسون) بالتزام إدارة (ترامب) بالحل السياسي في سوريا والذي يتطلب في نهاية المطاف إزاحة بشار الأسد والميلشيات التي تقودها إيران.
 
أوراق ضغط على روسيا
دبلوماسيون غربيون قالوا إن لديهم موطئ قدم على الأرض يعتمد على التهديد بتجميد تمويل إعادة الإعمار الأمريكي والأوربي، ومن ثم الوعد على الإبقاء على 2000 جندي أمريكي داخل سوريا إلى أجل غير مسمى والالتزام غير الواضح بمساعدة الأكراد على تشكيل قوة حدودية داخل الشمال السوري، قيمة كل هذه الأوراق، تتقلص بشكل غير محدود إذا نقصها الدعم التركي، الداعم طويل الأمد للمعارضة السورية في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.
وإذا قررت تركيا عوضاً عن ذلك الوقوف بجانب موسكو، فإن روسيا ستتمكن من المضي قدماً بحلها السياسي في سوريا، المتمثل بإطلاق المؤتمر الوطني السوري للحوار والذي تشارك في رعايته تركيا وإيران والمقرر عقده في منتجع سوتشي على البحر الأسود في 29-30 يناير 2018م .
ويخشى الغرب من أن ينظر فلاديمير بوتين إلى سوتشي كبديل لمحادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة والتي من شانها التأكيد على السلطة التي تملكها روسيا في الشرق الأوسط. كما يمكن أن تكون محادثات سوتشي بمثابة اتفاق مختوم يترك الأسد في الحكم مع تغيرات طفيفة في الدستور السوري.
 
محاولة الروس لعقد صفقة مع الأتراك
تم تأجيل مؤتمر سوتشي مرارا وتكرارا من قبل موسكو، ويعود ذلك أساسا للاعتراض التركي على توجيه أي دعوة إلى الحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وجناحه المسلح، وحدات حماية الشعب (YPG) التي تراها تركيا مرتبطة ارتباطا وثيقاً بحزب العمال الكردستاني داخل تركيا.
لكن أحداث الأيام القليلة الماضية تشير إلى أن تركيا وروسيا قد تكونا على وشك التوصل إلى اتفاق. حيث سافر مسؤولون عسكريون أتراك إلى موسكو قبل أيام من التدخل التركي في سوريا للخروج بضمانات بأن القوات الجوية الروسية داخل سوريا لن تهاجم الوحدات العسكرية التركية. وفى يوم الاثنين أعلنت موسكو انه سيتم دعوة ممثلين أكراد إلى سوتشي دون أن تقدم تفاصيل واضحة حول هوية هؤلاء المدعوين.
الخطوط العريضة للصفقة التي تتضح لحد الآن، تدعم فيها تركيا محادثات السلام التي ترعاها روسيا مقابل انضمام روسي تكتيكي إلى الحملة التركية لإضعاف الأكراد السوريين على حدودها.
 
الاعتراف بالمصالح التركية بعد هزيمة داعش
يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتسامح مع التوسعات الكردية شمال سوريا، خصوصا غرب نهر الفرات، فقط في حال كانت الميليشيات الكردية داخل "قسد" تحارب "داعش". الآن المعركة انتهت بالفوز. يجب أن تكون الأولوية الأمريكية هي بإيقاف حالة التدهور في علاقاتها مع تركيا.
========================
الصحافة العبرية والايطالية :
 هآرتس”: مخزون الصواريخ الضخم الذي يملكه حزب الله، يضع “إسرائيل” في مواجهة خطرة لم يسبق أن واجهتها
كتب البروفيسور الصهيوني “أوري بار يوسف” المحاضر بقسم العلاقات الدولية في جامعة حيفا، مقالاً في صحيفة “هآرتس” العبرية، إعتبر فيه أن الجمع بين الإنجازات الأمنية في غزة، وبين الضرب المنهجي لإمكانات عسكرية تابعة لإيران وحزب الله في سورية من دون رد حقيقي، يثير الانطباع بأنه ولا مرة كان وضعنا الأمني أفضل مما هو عليه اليوم، يُضاف إلى ذلك إدارة أميركية هي الأكثر تأييداً لــ”إسرائيل”، والاعتراف بالقدس كعاصمة لها، وكلام الرئيس الفلسطيني المثير للإحباط واليائس. وإذا كان تقدير المعلق “آري شافيط” في “هآرتس”، في أيلول/سبتمبر 2016، أن وضعنا الأمني لم يكن ولا مرة أفضل مما هو عليه اليوم، فالأحرى أن يكُون وضعنا قد تحسن منذ ذلك الحين.
ويُضيف “بار يوسف”، أنه مما يزيد هذا الإنطباع المتشائم، هو أحد المكونات المهمة، وهو مخزون الصواريخ الضخم الذي يملكه حزب الله، الذي يضع “إسرائيل” في مواجهة خطرة لم يسبق أن واجهتها قط، إذ أنه وبحسب تقديرات المؤسسة الأمنية خلال الأيام الأولى للمواجهة المقبلة مع حزب الله، سيطلق الحزب على “إسرائيل” نحو 3000 إلى 4000 صاروخ، جزء منها يحمل رؤوساً تدميرية كبيرة وله قدرة على الإصابة الدقيقة، ويقول الكاتب العبري، أنه إذا تحقق هذا التهديد، فإن ذلك لن يؤدي إلى سقوط مئات آلاف الضحايا، بل إلى تعرض “البنى التحتية لــ”الدولة”، محطات الكهرباء، ومنشآت تحلية المياه، والمرافئ البحرية والجوية، وتقاطع الطرق” وغيرها لضربات قاسية.
ويتابع “بار يوسف”، بأنه لدى حزب الله ما يكفي من الصواريخ ليس فقط لضرب مقر وزارة “الأمن” في “الكرياه” في “تل أبيب”، بل أيضاً الأحياء الراقية حوله، إن الرد العسكري على التهديد هو جزئي، ولا يستطيع منع التدمير.
ووفق الكاتب، لم يكن وضع “إسرائيل” الأمني أسوأ مما هو عليه اليوم وإذا كان رأي ديفيد بن غوريون في سنة 1948، عندما قصفت الطائرات المصرية تل أبيب وقتلت عشرات الناس، أن “الجمهور سيصمد”، من الصعب اليوم رُؤيَة جمهور تل أبيب المترف والمدلل يصمد في مواجهة قصف أكثر قساوة، في سنة 1948 كنا نعرف من أجل ماذا نقاتل، اليوم الموضوع أقل وضوحاً، ويمكن أن يسفر ذلك عن أخطر أزمة في تاريخ “إسرائيل”، قد تكون أخطر من حرب يوم “الغفران” [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973].
ولفت “بار يوسف” إلى أن “إسرائيل” اليوم تمضي قُدِماً فقط في تقديم ردُود أمنية على تحدّ لا يوجد له رد عسكري، إذ أن زيادة التسلح بالوسائل الاعتراضية للصواريخ لن تستطيع الحؤول دون تعرض عمق الدولة لإصابات كثيفة، تماماً كما أن الحماسة للحلول التقنية لمشكلة الأنفاق لا تقدم حلاً للتحدي المتمثل في أكثر من مليوني شخص من سكان غزة، الذين يجعلهم كل تدمير لنفق أكثر يأساً، وكل قصف إضافي في سورية أو تدمير نفق في غزة يزيدان في الضغط على الطرف الثاني للرد، إلى حد يمكن أن يصل إلى الانفجار ،من دون الخطر الباليستي الذي لدى حزب الله، فإن انفجاراً كهذا ليس مخيفاً، لكن مع وجوده، يمكن أن تكون النتيجة أصعب بصورة لا يمكن تصورها حالياً.
========================
صحيفة إيطالية: "غصن الزيتون" بمثابة حصار لواشنطن بسوريا
نشرت صحيفة" لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على الآثار السلبية لعملية "غصن الزيتون "على الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تركيا تسعى من خلال عملية "غصن الزيتون" إلى طرد الأكراد من منطقة عفرين، لأن فكرة إقامة دولة كردية تخيف القيادة التركية، التي لا تقبل وجود عناصر كردية مسلحة على حدودها الجنوبية.
وتساءلت الصحيفة: ما هو مصير التواجد الأمريكي في سوريا على ضوء الهجوم الذي يتعرض له حلفاؤها من قبل الأتراك؟
في 14 كانون الثاني/ يناير، أعلنت واشنطن عن عزمها بدأ تدريب وحدة عسكرية مكونة من 30 ألف جندي أغلبهم من الأكراد، بهدف الدفاع عن الحدود السورية الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وذكرت الصحيفة أن أردوغان سبق وأعلن أن الخطوة التالية لتركيا ستكون السيطرة على منطقة منبج الخاضعة لسيطرة الأكراد. وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن قد سعت إلى تثبيت نفوذها في المنطقة من خلال نشر قواتها والوحدات التابعة لها في شمال سوريا، إلا أن ما حدث مؤخرا وضع القوات الأمريكية في موقف حرج للغاية.
وأضافت الصحيفة أن هذه العملية تعد بمثابة حصار على واشنطن في سوريا، ويعزى ذلك لأن قوات الولايات المتحدة تضم الأكراد. وفي افتتاحية له في صحيفة "هآرتس"، تساءل الكاتب الإسرائيلي زفي باريل كيف تتزامن هذه العملية مع وجود أنقرة في حلف الناتو.
وفي الوقت الراهن، تتعرض هذه القوات التي تتلقى الدعم من واشنطن، إلى القصف من قبل القوات التركية، على الرغم من أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي. ورغم معارضة تركيا، استعانت واشنطن بالأكراد للتصدي لنظام الأسد في مرحلة أولى، ولقتال تنظيم الدولة في مراحل متقدمة.
وبينت الصحيفة أن إنشاء قوات سوريا الديمقراطية قد يكون من العوامل التي تساهم في توسيع النفوذ الكردي في المنطقة. وفي الأثناء، تمكن الأكراد من بسط نفوذهم في محافظة الحسكة والرقة، حيث يتواجد مستشارون عسكريون أمريكيون في صفوف القوات الكردية. وفي ظل الهجوم الذي يتعرض له الأكراد في عفرين من قبل الأتراك، يستوجب على الولايات المتحدة أن تقدم الدعم لأكراد منبج ليتمكنوا من التصدي للأتراك حتى تضمن وجودها في سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن علاقة تركيا ومواقفها من حلفائها كانت متقلبة. ففي سنة 2015، اتفقت تركيا مع واشنطن بخصوص دعم الميليشيات لقتال بشار، حيث قامت بإسقاط طائرة روسية بالقرب من حدودها مع سوريا. وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي جدت في تركيا، شهدت العلاقات الروسية التركية تحسنا؛ فقد ساهمت محادثات أستانا في تعزيز التقارب بين البلدين. ومن جهتها، أعربت أنقرة عن نواياها الصريحة في طرد الأكراد، في حين تغافلت عن الإطاحة بنظام الأسد.
في المقابل، يبدو أن الهجوم الذي يتعرض له حلفاء واشنطن في سوريا من قبل تركيا أثر سلبا على سياسة واشنطن الخارجية، وهو ما يعد هزيمة أخرى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
كما أشارت الصحيفة إلى أن فرضية بقاء الأسد في سدة الحكم أمر لا مفر منه. فقد تمكنت قوات النظام السوري من استعادة 70 بالمائة من الأراضي السورية، مع العلم أن محافظة إدلب لا تزال إلى الآن خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. ويرجع التقدم الذي أحرزه نظام الأسد في سوريا إلى الدعم الذي تلقاه من طرف إيران وروسيا وتركيا بعد محادثات أستانا. وقد شكل هذا التقدم تهديدا صريحا للتواجد العسكري الأمريكي في المنطقة.
ومن هذا المنطلق، أثار هذا التقدم عدة تساؤلات عما إذا كانت واشنطن ستواصل تقديم الدعم للأكراد أما أنها ستتخلى عنهم. وبما أن واشنطن قد أدارت ظهرها سابقا لأكراد العراق عندما سمحت للحكومة المركزية في بغداد باستعادة مدينة كركوك من قبضة القوات الكردية، فمن المحتمل أن تعيد السيناريو ذاته مع أكراد سوريا.
وأكدت الصحيفة أن عملية "غصن الزيتون" تعد بمثابة حصار على واشنطن في سوريا، خاصة في ظل الهجوم الذي يتعرض له حلفاؤها ما يشكل تهديدا على مصالحها، ويمكن أن يقضي على الوجود الأمريكي في المنطقة.
========================
الصحافة التركية :
ملليت :من سيمثل الأكراد في سوتشي وما بعدها؟
حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
منذ نوفمبر 1978 هناك سؤال حائر لم يجد له جوابًا في أربعة بلدان في الشرق الأوسط. ما السبيل إلى تمثيل الحقوق المدنية والسياسية للأكراد؟ السؤال تحول إلى مسألة تعود جذورها التاريخية إلى أعوام مضت. لكن يمكننا أن نطرح السؤال بشكله الراهن: من الذي سيمثل الأكراد في السياسة السورية في مؤتمر سوتشي ومسار أستانة وما بعدهما؟
يصر الجنرالات الأمريكيون على الخطأ نفسه منذ 1 مارس/ آذار 2003، باعتبارهم أن تركيا لم تعد حليفًا موثوقًا. مع أنهم لو تفكروا لحظة لوجدوا أن التاريخ برهن أن تركيا كانت على حق برفضها مذكرة الأول من مارس (رفض البرلمان مشروع قرار يسمح بنشر قوات أميركية في تركيا وإرسال قوات تركية إلى العراق). ، ولما وقعت إدارة أوباما، ومن بعدها إدارة ترامب في المأزق الحالي.
الجميع في تركيا عندما رأى صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أجلان تُرفع في الكانتونات شمال سوريا أدرك أن هؤلاء لا علاقة لهم بالأكراد، وعلى الأخص أكراد سوريا.
من لم يدركوا هذه الحقيقة هم جيش من العسكر المتقاعدين عقولهم صغيرة، بيد أنهم يحتلون مناصب كبيرة أمثال وزير الدفاع الأمريكي الحالي، ومستشار الأمن القومي.
ماطلوا العالم بكذبة أن القضاء على داعش هو سبب دعمهم لهذه الكيانات. في حين أن عملية درع الفرات التركية خلفت 1294 قتيلًا من داعش تم عدهم مع التأكد من الحمض النووي لكل واحد منهم، قدم الجيش الإرهابي المكون في الكانتونات وداعميه من المستشارين الأمريكيين للعالم صورة مقاتلي داعش وهم يتجهون بالحافلات إلى "مكان ما".
وعندما سألهم الكونغرس "إلى أين تذهب هذه الأسلحة التي تقدر بملايين الدولارات؟"، أعلن الجنرالات أنهم يشكلون "قوة أمنية حدودية"، رغم أنه لا توجد دولة ولا حدود.
السؤال الذي يطرح نفسه من سيمثل أكراد سوريا في مساري أستانة وجنيف ومؤتمر الحوار السوري المزمع عقده أواخر الشهر الحالي. معظم المجموعات المعارضة للنظام السوري أعلنت رفضها المشاركة في المؤتمر. ودعت روسيا بعض الأحزاب الكردية التي لا علاقات لها مع حزب العمال الكردستاني، غير أنها ما تزال تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي حزبًا كرديًّا مشروعًا.
الإرهابيون يملكون صفة دبلوماسية في مكتب حزب الاتحاد الديمقراطي بموسكو الذي تعترف به الحكومة الروسية، ولا شك أنهم سيذهبون إلى سوتشي، وسيواصلون تهديد ممثلي الأكراد، حتى لو لم يدخلوا صالة المفاوضات.
نمر بفترة بتوجب فيها على الولايات المتحدة وروسيا أن تدركا بأن تركيا لا مشكلة لها مع أكراد سوريا. فإن لم تفهم هاتان الدولتان الحقيقة الجوهرية في المنطقة وهي أن الإرهابين الأكراد الذين يحملون الجنسية التركية لا يمثلون الشعب الكردي في أي بلد، لا في تركيا ولا في سوريا، فإن مسار أستانة سيصبح مكانًا ينفخ فيه الناس في قربة مقطوعة، شأنه في ذلك شأن مسار جنيف.
========================
صباح :بعد "غصن الزيتون".. ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟
محمود أوفور – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
مضى عدة أيام على انطلاق عملية عفرين. من المعروف أن العملية لن تكون سهلة، وستزداد صعوبة مع مرور الوقت.. لكن أنقرة ستتجاوز هذه المصاعب بطريقة ما لأنها أجرت تحضيرات جدية، ووضعت في الحسبان ردود الأفعال الواردة من الداخل والخارج.
القضية المهمة هي العملية التي ستبدأ لاحقًا في منبج وشرق الفرات. تركيا اتخذت قرارها في هذا الخصوص. والبلد الذي يُترقب رد فعله هو الولايات المتحدة..
هل ستحدث مواجهة خطيرة بين تركيا والولايات المتحدة؟ أم أن إحداهما ستقدم على خطوة إلى الوراء؟ هذا هو السؤال الذي يبحث الجميع، من الشارع حتى الأوساط السياسية، عن إجابة عنه..
ليس سرًّا اتباع واشنطن سياسة خبيثة منذ اندلاع الحرب الداخلية السورية. علاقتها مع داعش، وتمهيدها الطريق أمام حزب الاتحاد الديمقراطي، وتسليحها إياه مع حزب العمال الكردستاني، هي من نتائج هذه السياسة.
من المعروف أن الإدراة الأمريكية لديها مخطط، يعد استكمالًا لسياستها في سوريا، من أجل إعادة رسم خريطة المنطقة، وأنها تسعى لصيد عدة عصافير بحجر واحد، باستخدام الورقة الكردية والصراع الطائفي.
طبقت الولايات المتحدة هذه الاستراتيجية على مراحل منذ عام 2003، حين احتلت العراق. أضعفت الحكومات المركزية، وقسّمت المنطقة من خلال إثارة الصراعات العرقية والطائفية.. جزأت العراق إلى ثلاث مناطق، وتسعى إلى تقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات، علوية وسنية وكردية.
ولا شك أن تغطية بلدان المنطقة على المشاكل وتغاضيها عنها كان لهما تأثير في هذه النتيجة، ولكن الأهم من ذلك هو تدخل النظام العالمي. فهذا النظام وعلى رأسه الولايات المتحدة، لم يرغب في أي وقت بأن تُحل المشكلة الكردية أو الصراع الطائفي عبر الديناميات الداخلية في بلدان المنطقة. بل إنه بذل جهودًا خاصة لعرقلة الحل.
وأبرز مثال على ذلك تركيا..
فمنذ عهد الرئيس الراحل تورغوت أوزال (في الثمانينات) عرقل النظام العالمي جميع الخطوات الرامية لحل المشكلة الكردية. الغاية واضحة تمامًا وهي "عدم إبقاء أي حكومة مركزية أو عاصمة قادرة على تحدي النظام العالمي لا الآن ولا في المستقبل" بحسب قول الكاتب رسول سردار أتاش.
ولهذا وضعت الولايات المتحدة تركيا نصب عينيها في الآونة الأخيرة. لكن أنقرة مصممة على إحباط هذه الألعوبة. ولهذا فإن عفرين مجرد بداية، والمواجهة الحقيقية ستقع في منبج وشرق الفرات.
سنرى إن كانت الولايات المتحدة ستقوم بحملة تشعل النار من خلالها في المنطقة وحتى في العالم بأسره، وهل ستصطدم بتركيا حليفتها على مدى 60 عامًا، أم أنها ستتمكن من إيجاد صيغة جديدة؟
بالنظر إلى السياسة المتبعة يبدو أنه لا مفر من الصدام، ومع ذلك فإن مهمة الولايات المتحدة ليست سهلة على الإطلاق، ويتوجب عليها إيجاد صيغة مناسبة للحل.
ففي ظل النزيف الحاد المستمر على صعيد السياسة الداخلية، من الصعب على الإدارة الأمريكية توضيح ما تفعله في المنطقة، للعالم وحتى للرأي العام الداخلي في الولايات المتحدة.
========================