الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 25/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 25/12/2017

26.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة الفرنسية :  
الصحافة الاسبانية والبريطانية :  
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :مستقبل أفضل لكردستان السورية
حسن صالح
29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017
خلال فترة الثورة السورية السلمية، ثم تحولها إلى صراع طائفي ومذهبي مدمر، وبروز التنظيمات الإرهابية، لجأ مئات ألوف الكرد السوريين إلى إقليم كردستان العراق بحثا عن الأمان والعمل. وقد رحب كرد سوريا بالاستفتاء على الاستقلال وتضامنوا معه سواء في داخل الإقليم أو في سوريا أو في العالم الخارجي. وبالإضافة إلى ما ذكر، هناك مصالح مشتركة ومصير مشترك بين الشعبيين الكرديين تتطلب التخلص من خطر الحصار المفروض من قبل تركيا وإيران والعراق، والاستفادة من أراضي كردستان سوريا للوصول إلى البحر المتوسط، وهذا الاستفتاء يفيد كرد سوريا سياسيا واقتصاديا وامنيا، ويزيد الطرفين قوة.
يلاقى النموذج السياسي للحكم في إقليم كردستان العراق الفيدرالي قبول كبير من قبل كرد سوريا، كما يحتوي إقليم كردستان سوريا على النفط والغاز والحديد، والعديد من المنتجات التي وفرتها الخطط الزراعية في المناطق الخصبة. ويتمتع الكثير من الرجال والنساء الأكراد بتعليم جيد، وهم ممثلون تمثيلا جيدا في الأجهزة الإدارية، وهناك حركة سياسية نشطة ومنظمة منذ أواسط القرن الماضي تدعم الديمقراطية والسلام وتنبذ العنف والتطرف وتؤكد على العلمانية.
وكما احترم إقليم كردستان العراق حقوق وخصوصية مكوناته - بغض النظر عن الانتماء الاثني-  فإن المجلس الوطني الكردي في روجافا قد اقر بحقوق المكونات الأخرى مثل السريان والآشوريين، والعرب وغيرهم.
وفى الوقت الحاضر، يشهد الداخل السوري تزايد في النفوذ الروسي في مناطق سيطرة النظام، وفي شمال غرب البلاد حيث توجد مناطق كردية مثل عفرين وجبل الأكراد الساحلي، بينما تقع المناطق الكردية الرئيسية الأخرى مثل كوباني وكري سبي (تل ابيض) والجزيرة، في شمال شرق سوريا، تحت النفوذ الأمريكي. والحركة السياسية الكردية غالبا ما تميل إلى التعامل مع أمريكا، لكونها تتمتع بتاريخ ذو مصداقية بين الأكراد. ومع ذلك، فان سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو الأكراد بات يشوبها الغموض وتتعارض مع المبادئ والقيم التي تنادي بها الولايات المتحدة. فقد لاحظنا مؤخرا في موقفها من استفتاء إقليم كردستان العراق حيث وقفت أمريكا على الحياد وكأنها تساوي بين الضحية والجلاد. ومن ثم، فإن الإدارة الأمريكية مطالبة بإثبات مصداقيتها ودعم حق الشعب الكردي في تقرير المصير بكل وضوح وشفافية.
أما روسيا فرغم طرحها "الحكم الذاتي للكرد"، فهي دولة ونظام حكم ليست ديمقراطية بالمعنى الحقيقي، وتتعامل مع سوريا بتسلط حيث مارست العنف والقتل والتدمير بحق الشعب السوري وساندت نظاما مجرما وقاتلا ومبيدا لشعبه.
في المرحلة الراهنة، وكون الإرهاب الداعشي على وشك الانهيار، بات لزاما على المجتمع الدولي وخاصة أمريكا وأوروبا، البحث الجاد عن الحل السياسي في سوريا، فالسوريون وشعبنا الكردي بشكل خاص، عانى كثيرا خلال الأزمة.  ونظرا لممارسات سلطة حزب الاتحاد الديمقراطي بحق الشعب الكردي، من فرض التجنيد بقوة السلاح، وملاحقة واختطاف الشباب، وفرض الإتاوات والعمل على ألغاء الحياة السياسية بالاعتقال والنفي وإحراق ثم إغلاق مكاتب الأحزاب السياسية، التابعة للمجلس الوطني الكردي. كل ذلك أدى إلى اضطرار عدد كبير من الكرد إلى الهروب من روجافا.
أما حزب الاتحاد الديمقراطي ومن يدورون في فلكه يتهربون من الحق القومي الكردي ويطرحون أفكارا وحلولا طوباوية من فلسفة اوجلان، لا تنسجم مع حق الشعوب في تقرير المصير وتتنافى مع طموحات شعبنا الكردي الذي فقد الثقة بالأفكار الإسلامية والاشتراكية.
ورغم انضمام الحركة المجلس الوطني إلى الائتلاف السوري المعارض، الذي اعترف في وثيقة رسمية بالحقوق القومية للشعب الكردي، ألا أن ذلك لم يترجم عمليا. كما أنه بعد ظهور الهيئة العليا للمفاوضات في مؤتمر الرياض، فإن الهيئة تجاهلت الوثيقة المتعلقة بحقوق الشعب الكردي، ولم تعترف سوى بحقوق المواطنة في وثيقة لندن، مما شكل خيبة أمل لدى الكرد وخلق عدم ثقة بالمعارضة.  وبعد أن اقتربت نهاية القتال، يشعر الأكراد بقلق كبير نحو مستقبل شعبنا وحقوقه القومية في سوريا الجديدة.
من هنا فإننا نرى أن من مصلحة شعبنا أن يكون لديه منصّة سياسية خاصة به لا سيما وأن الكرد يشكلون كتلة كبيرة، بالمقارنة مع مكونات المعارضة الأخرى.
المنصة الكردية يجب أن تضم الأطراف الكردية التي تؤمن قولا وعملا بالحقوق القومية للشعب الكردي على أساس الفيدرالية لسوريا وإقليم فيدرالي لكردستان سوريا مع ضمان واحترام حقوق المكونات الأخرى. وسعيا لإنجاح الجهود الحالية الرامية إلى توحيد الأكراد، ولضمان حصانة ونجاح إقليم كردستان سوريا، ينبغي وجود قوة مسلحة كردية واحدة، فهناك الألاف من "بيشمركة روج" وهم من كرد سوريا، الموجودة حاليا في كردستان العراق ولها دور هام في محاربة الإرهاب.  وهي قوة ذات سجل نظيف وتلتزم بمبادئ حقوق الإنسان وتصون حقوق المدنيين أثناء القتال، وقد ضحت بعشرات الشهداء في دفاعها عن شعب كردستان وتصديها للإرهاب وتأمين عودتهم لكردستان سوريا.
إن سوريا الجديدة لا يمكن ضمان الاستقرار والتنمية والسلام فيها، وضمان عدم عودة الإرهاب والتسلط إليها، ألا إذا أصبحت دولة اتحادية تعددية ديمقراطية علمانية، لأنها تضم مكونات عديدة قومية ودينية ومذهبية، ومن حق كل مكون أن يشغل إقليما فدراليا إذا توفر فيه العنصر البشري والأرض الجغرافية.
========================
وول ستريت جورنال: 5 ملايين تفاعلوا مع وسم “التضامن مع كريم
عبد الجبار أبوراس / الأناضول: تفاعل أكثر من 5 ملايين مستخدم للانترنت مع حملة “التضامن مع كريم” التي أطلقها ناشطون من الغوطة الشرقية ولقيت تفاعلًا كبيرًا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب صحيفة أمريكية.
وفقد الطفل السوري “كريم” والدته وإحدى عينيه وكسرت جمجمته في قصف لقوات النظام السوري استهدف الغوطة الشرقية المحاصرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الحملة شارك فيها نحو 5 ملايين شخص، حتى أمس الأول الجمعة، وأن الهدف منها لفت الأنظار إلى الوضع الإنساني المأساوي في سوريا”.
وعبر المشاركون في الحملة عن تضامنهم مع “كريم” (3 أشهر) بنشر صور لأنفسهم مغطين عينهم اليسرى بأيديهم، في إشارة إلى تلك التي فقدها الطفل، وإرفاق تلك الصور بوسم #SolidaritywithKarim (التضامن مع كريم).
وقالت الصحيفة إن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، ماثيو ريكروفت، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وبرلماني تركي، إضافة للاعب كرة القدم الفرنسي الشهير فرانك ريبيري، كانوا من بين نحو 5 ملايين آخرين شاركوا في حملة التضامن.
ولفتت الصحيفة الأمريكية أنها استندت في إحصائها إلى موقع “Keyhole” الشهير المتخصص في متابعة ورصد “الهاشتاغات”.
وعبر السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة عن تضامنه مع الحملة الثلاثاء الماضي.
وكتب في تغريدة على “تويتر”: “عندما نجلس حول مجلس الأمن ونحذر من أن التقاعس يعني أن المزيد من الناس يموتون، المزيد من المدارس تقصف، والمزيد من الأطفال يشوهون، هذا ما نعنيه. يجب أن نضع حداً للقصف والحصار على الغوطة الشرقية”.
وأرفق تغريدته بصورة لنفسه واضعًا يده على إحدى عينيه، ووسمي #الغوطة_الشرقية، و #التضامن_مع_كريم.
يشار أن مكتبي وكالة الأناضول للأنباء في أنقرة واسطنبول انضما للحملة من خلال تنظيم وقفتين تضامنتين رفعتا فيها صورة للطفل كريم.
كما دعا وزير الثقافة والسياحة التركي نعمان قورتولموش، الأربعاء الماضي، إلى دعم حملة التضامن.
وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قتلت فادية، والدة كريم، وأصيب رضيعها كريم (شهر) بكسرفي الجمجمة وفقد عينه، جراء قصف قوات النظام السوري أثناء ذهابها مع طفلها للتسوق لشراء الدقيق لصنع الخبز لأسرتها.
========================
نيويورك تايمز :توماس فريدمان :ترامب.. كيف أسعد بوتين؟
تاريخ النشر: الإثنين 25 ديسمبر 2017
إن كنتم تعتقدون مثلي بأن بوتين يرغب في رؤية أميركا لا تمثل نموذجاً جذاباً يمكن لشعبه أو آخرين محاكاته والاقتداء به، وأنه يرغب في رؤية أميركا يرأسها رئيس لا يستطيع تزعم الغرب، فإن ترامب هو تجسيد لذلك الحلم.
فبخصوص المؤسسات، انتقص ترامب من قدر مكتب التحقيقات الفدرالي، ووكالة الاستخبارات المركزية، ووزارة العدل. كما قام المدير الذي عينه على رأس «وكالة حماية البيئة» بإعادة هذه الأخيرة إلى صناعة الوقود الأحفوري. والشيء نفسه داخلياً. فوكالة الضرائب «آي آر إس» تفتقر للتمويل حالياً حتى تقوم بمهامها. ووزيره في الخارجية يفرغ وزارة لخارجية من كوادرها، حيث تم الاستغناء عن أكثر دبلوماسيينا خبرة ولم يتم تعيين أشخاص جدد مكانهم.
بيد أن مسؤولية إضعاف المؤسسات لا يتحملها البيت الأبيض وحده. ذلك أن القيادة «الجمهورية» في الكونجرس جارت على ذلك، حيث رفضت إشرافاً حقيقياً للكونجرس على مشروع قانون الضرائب. فلم تكن ثمة جلسات استماع مع مجموعة من الخبراء الاقتصاديين والجبائيين، وإنما مجرد نقاش شكلي.
ثم هناك المستقبل: فبوتين لم يكن ليحلم بمثل مشروع قانون الضرائب المشوَّه هذا الذي تحالف من أجله ترامب و«الجمهوريون»، ولكن هذا الأخير يمثل بالضبط الطريقة التي يمكن للمرء ألا يجعل بها أميركا عظيمة من جديد. والحال أننا نملك صيغة فعالة وموثوقة لذلك - صيغة استخدمها كل رئيس أميركي عظيم منذ تأسيس دولتنا - تتألف من خمسة أجزاء، ولكن مشروع القانون يتجاهل العناصر الخمسة كلها.
أولاً: لقد كنا دائماً نعلّم مواطنينا إلى وما بعد المستوى الذي تقتضيه التكنولوجيا الرئيسية للعصر، فعندما كانت آلة حلج القطن، كان ذلك يعني تعليماً ابتدائياً عاماً، وعندما كان المصنع، كان ذاك يعني مدرسة ثانوية عامة، واليوم عصر الحاسوب والذكاء الاصطناعي، ينبغي أن يكون نوعاً من التعليم ما بعد الثانوي للجميع، ثم تعليماً مدى الحياة. ولو كنا نقوم حقاً بإصلاح ضريبي على نحو ذكي، لجعلنا كل التعليم ما بعد الثانوي معفياً من الضرائب قصد تشجيع الجميع على التعلم مدى الحياة. ثانياً: لقد استثمرنا في أفضل البنى التحتية. ومشروع قانون الضرائب هذا لا يكتفي بإهمال هذا الجانب، بل يضعف مثل هذه الاستثمارات في الحقيقة في ولايات كثيرة.
ثالثاً: كان لدينا أفضل القوانين لتحفيز المخاطرة وتجنب التهور. والواقع أنني من المؤيدين لخفض ضرائب الشركات، ولكني كنت سأعوض عن ذلك بضريبة كربون تكافح في الوقت نفسه تغير المناخ وتحفز الطاقة المتجددة لجعلنا أكثر قوة وتجديداً. ولكن ذلك لم يخطر على بال ترامب أبداً. رابعاً: كان لدينا خلال القرن الماضي سياسة هجرة هي الأكثر انفتاحاً لجذب أذكى الأشخاص وأكثرهم استعداداً للمخاطرة، أي الأشخاص الذين يؤسسون شركات جديدة في معظم الأحيان، إضافة إلى عمال أقل مهارة وأصحاب طاقة كبيرة. ولست بحاجة لأن أقول لكم كيف هي سياسة ترامب بخصوص ذلك.
خامسا: كانت لدينا أكثر البحوث تمويلاً من الحكومة لدفع حدود العلم، حتى تستطيع شركاتنا الاستفادة من أفضل الأفكار لتأسيس صناعات جديدة. غير أن ارتفاع العجز الذي خلقه مشروع القانون هذا سيقلِّص مثل هذه البحوث تحديداً.
وعليه، فها نحن ذا أمام مشروع قانون «إصلاح» ضريبي يتحدى كل المبادئ الخمسة التي جعلتنا عظماء لقرنين ونصف القرن.
توماس فريدمان
كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
========================
كاونتربنتش :كيف يمكن أن يظهر "داعش" آخر؟
جوناثان فينتون-هارفي - (كاونتربنتش) 19/12/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
خلافة "داعش" المعلنة ذاتياً هُزمت، لكن افتراض أن التهديد الذي تشكله المجموعة قد انتهى سيكون خطأ جسيماً.
وقد تحلل التنظيم في شكله الحالي في سورية والعراق عملياً. لكن مشكلة تحويلات الأسلحة التي تتدفق على المنطقة بتهور، والتي ساعدت بشكل غير مباشر في تسليح "داعش"، لم تُعالج كما يجب أو توقف من قِبل الدول المسؤولة عن تزويد المجموعة.
وفي حين شكل ذلك عاملاً كبيراً في نمو "داعش"، فإنه يُظهر كيف يمكن أن تظهر مجموعات أخرى بالطريقة نفسها، إذا ما استمرت هذه التحويلات المتهورة للأسلحة إلى المنطقة والأماكن الأخرى.
مع ذلك، يحدونا الأمل بأن يأخذ المجتمع الدولي هذه المسألة على محمل الجد. وقد تم في الأيام الأخيرة نشر تحقيق استقصائي استغرق إعداده ثلاث سنوات حول أسلحة "داعش" وأصولها، أجرته المنظمة غير الحكومية "أبحاث تسليح النزاعات" التي تعمل من لندن. وأجري البحث بتمويل من الاتحاد الأوروبي وألمانيا، لمنع تكرار وقوع مثل هذه الحوادث الضارة، كما قيل.
في إطار البحث المذكور، قام فريق التحقيق من منظمة "أبحاث تسليح النزاعات" بفحص أكثر من 10.000 من ذخائر "داعش" وأسلحته. وخلص الفريق إلى أن الولايات المتحدة ودولة عربية غنية اشترتا أسلحة من منشأ روسي وصيني ومن دول "حلف وارسو" في أوروبا الشرقية من الاتحاد الأوروبي، وتم تحويلها بطريقة غير قانونية إلى عدد من مجموعات الثوار السوريين.
وخلص الفريق أيضاً إلى أن المطاف انتهى بهذه الأسلحة لاحقاً إلى أيدي "داعش". واكتشف التحقيق أن أكثر من نصف أسلحة التنظيم هي من نوعية أسلحة دول "حلف وارسو". ويمكن أن تكون قد وصلت إليه من خلال تحالف جماعات أخرى من الثوار مع "داعش" أيضاً، سواء بسبب تغيير اصطفافاتها بعد تسليحها، أو عقب تعرضها للهزيمة على يد  "داعش" في ميدان المعركة.
أن تُثبت دراسة رسمية هذا الدور للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة في تسليح المجموعة، هو أمر يجب أن يكون موضع قلق مشروع بالنسبة لصانعي القرار. وكان ينبغي لهذه الحقيقة أن توقف أي محاولة يفترض أنها حسنة النية، بذلتها قوات التحالف التي تقودها أميركا لهزيمة "داعش" وإضفاء الاستقرار على المنطقة، لأنها تسبب بخسائر لا لزوم لها في أرواح المدنيين والعسكريين.
كما انضمت منظمة العفو الدولية إلى توجيه هذه الاتهامات أيضاً، معترفة بأن تحويلات الأسلحة غير المسؤولة مكَّنت تنظيم "داعش". وتظهر العديد من دراسات منظمة العفو الدولية أن الأسلحة التي تم تحويلها إلى الحكومة العراقية والقوات الأخرى على الأرض من أجل تعزيز أمن البلد، استولى عليها تنظيم "داعش" في وقت لاحق. وذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية أن ثوار "الفرقة 30" المدعومة من الولايات المتحدة عبرت الحدود من تركيا إلى سورية، فقط لتنشق على الفور وتنضم إلى فرع تنظيم القاعدة السوري "جبهة النصرة"، وتعطي أسلحتها للمجموعة.
من المنطقي افتراض أن الأسلحة التي تُصب في منطقة حرب يمكن أن ينتهي بها المطاف بسهولة إلى الأيدي الخطأ، خاصة إذا كان المتلقون المقصودون مرتزقة يهتمون أولاً بالعمل مع الجهة التي تعرض عليهم شروطاً أفضل، أو إذا تم تسليح القوى الأكثر اعتدالاً، لكنها تعرضت الهزيمة من متطرفين أكثر قوة مثل "داعش". وقد تحقق كلا هذين المثالين في سورية والعراق. وإذن، لماذا تفعل الدول هذا؟
حتى في داخل الرقة "المحررة" حديثاً، يشعر الناس على الأرض بأن تهديداً جديداً يمكن أن ينبثق بسهولة من الدمار الذي خلفته وراءها قوى التحالف. ويحذر آخرون، مثل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من أن مجموعات مثل "داعش" يمكن أن "تظهر مرة أخرى في مكان آخر". وهناك مخاوف مبررة، بالنظر إلى التاريخ الحديث للمجموعات التي تنبثق واحدة بعد الأخرى منذ سقط العراق في الفوضى بعد غزوه بقيادة أميركية في العام 2003.
بطبيعة الحال، عمل هرب مقاتلي "داعش" الأجانب من العراق وسورية، إما إلى بلدانهم الأصلية أو إلى أماكن الصراع الأخرى، على زيادة هذه المخاوف. وإلى جانب المخاوف من احتمال أن تستمر الهجمات الإرهابية في أماكن مختلفة، فإن المقاتلين يمكن أن ينضموا إلى فروع "داعش" في أماكن أخرى أو إلى مجموعات أخرى موالية للتنظيم، مثل مجموعة "بوكو حرام النيجيرية المتطرفة -محولين أسلحتهم إليها أيضاً.
بعد كل شيء، وكما وثّقت منظمة "أبحاث تسليح النزاعات" ودراسات أخرى، فإن تحويلات الأسلحة عبر الصراعات من مجموعة ميليشيا إلى أخرى قد حدثت فعلاً. وقد وصلت أسلحة من ليبيا، والسودان، والصومال واليمن وأماكن أخرى -معظمها زودتها الولايات المتحدة، إلى "داعش". ويمكن أن يحدث ذلك بسهولة مرة أخرى.
على الرغم من تعهدات الرئيس دونالد ترامب بسحب الدعم العسكري للثوار السوريين الذين يقاتلون ضد الأسد، فإن هذه السياسة لم تنتهِ رسمياً بعد، وما تزال الولايات المتحدة تتدخل في المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، ليست هناك ما يضمن أن تقوم الولايات المتحدة والآخرون بإيقاف تحويلاتهم العسكرية في أماكن أخرى.
في حيث غذى هذا الواقع العديد من النظريات عن دور الغرب في مساعدة "داعش"، فإن مما لا شك فيه أنه ساعد المجموعة. ويجب أن يكون هذا الواقع دعوة للاستيقاظ بالنسبة للدول المسؤولة عن تسليح "داعش". وفي حين أن الكثير من الضرر وقع فعلاً، فإنه ما يزال بالوسع منع ظهور المزيد من الفوضى في أماكن أخرى مستقبلاً، عن طريق إيقاف هذه الاستراتيجية سيئة المشورة لتسليح الميليشيات المشكوك فيها في مناطق الصراع، وصب الأسلحة بلا داع في المناطق المتقلبة.
========================
نيويورك تايمز: طائرات أمريكية تطارد عناصر داعش في البؤر المتبقية بسوريا
ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن طائرات بدون طيار وطائرات مراقبة سرية تشن هجمات على ما يقدر بـ 3 آلاف مقاتل تابع لداعش لا يزالون يختبئون في سوريا على مسافة قصيرة من نهر الفرات والصحاري المحيطة، في ظل دخول الحملة العسكرية الأمريكية عكس داعش مرحلتها النهائية.
غير أن الصحيفة أشارت- في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- الى أن التركيز على جيب تبلغ مساحته 15 ميلا مربعا بالقرب من الحدود العراقية أمر معقد بفعل ازدحام السماء بالطائرات الروسية والسورية والإيرانية حيث تتلاقى القوى المتنافسة على تحرير هذه البؤرة الرئيسية الأخيرة لمقاتلي داعش في سوريا.
وتعليقا على المجال الجوي المحفوف بالمخاطر على نحو متزايد والاصطدامات الوشيكة، نقلت الصحيفة عن تصريح الجنرال جيفري هاريجيان، كابتن القوات الجوية الأمريكية في سوريا والعراق، قوله إن ذلك يزيد من تعقيد المشكلة.
ومع طائرات تحمل أسماء مثل "جوينت ستارز" و"ريفيت جوينت"، تحاول طائرات التجسس الأمريكية تتبع مقاتلي داعش المتبقيين وكبار قادتهم والتنصت على محادثاتهم المتلاحقة وتوجيه طائرات الهجوم والقوات البرية لقتلهم أو القبض عليهم.
واختتمت (نيويورك تايمز) تقريرها بالقول إن الحملة الأمريكية التي استمرت ثلاث سنوات حققت إلى حد كبير هدفها المتمثل في استعادة الأراضي في سوريا والعراق، ويبدو أن تنظيم داعش تبدد. ومع ذلك، كبار القادة العسكريين والمتخصصين في مكافحة الإرهاب من أن التنظيم الإرهابي لا يزال يشكل قوة مرنة على نحو خطير في العراق وسوريا ومنصة عالمية قوية من خلال دعوته لتسليح أتباع له عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
========================
"واشنطن بوست": في هذه الحالة قد يتنحى "الأسد".. وقواته عليها قيود عسكرية
الدرر الشامية:
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد قد يتنحى عن السلطة في حالة واحدة فقط، ومؤكدةً في الوقت نفسه أنه غير وارد أن يتخلى عن الحكم حاليًّا.
وقالت الصحيفة في تقريرٍ لها بعنوان: "خريطة النفوذ المتشابك في سوريا تنذر بصراعات جديدة": إن "(الأسد) لن يتنحى طواعية عن السلطة، ومن المرجح أن يظل على الأقل حتى 2021 عندما تنتهي فترة رئاسته الثانية الحالية".
وأضافت: "في المقابل لم تتخل المعارضة تمامًا عن هدفها لإطاحة (الأسد) عسكريًّا رغم هزيمتها، ويستمر القتال الشرس في بعض المناطق، وتنتشر كارثة إنسانية في منطقة محاصرة من قِبَل النظام على مقربة من العاصمة دمشق".
ورأت الصحيفة أنه "ربما تحول الصراع السوري إلى مرحلة أكثر استقرارًا وأقل عنفًا، ولكن النزيف السوري على الأرجح سيستمر في 2018 وربما لوقت أطول، إذ إن صراعات جديدة تلوح في الأفق".
قيود عسكرية
وأوضحت "اشنطن بوست" أنه "نتيجة التدخل العسكري الروسي، استعادت قوات الأسد مناطق واسعة من المعارضة و(تنظيم الدولة)، بما في ذلك المدن الرئيسية مثل حمص وحلب ومؤخرًا دير الزور".
وتابعت الصحيفة: "على رغم دعم كل من روسيا وإيران، فإن ثمة قيودًا على التحركات العسكرية لجيش الأسد، ومن غير المرجح أن يحقق الأسد سيطرة دائمة على البلاد بأسرها؛ إذ لا تزال قرابة نصف الأراضي السورية خارج سيطرته".
وأكملت قائلةً: "إذا توجه (الأسد) لاستعادة تلك المناطق ستتم إراقة الكثير من الدماء، بما في ذلك بمنطقة الغوطة الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة بالقرب من العاصمة، ومقاطعة إدلب الشمالية".
ولفتت الصحيفة إلى أن "(الأسد) تخلى عن الكثير من سيادته على البلاد في مقابل البقاء في السلطة، وبات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو المنتصر الحقيقي الذي يبادر إلى تقرير مصير سوريا".
========================
«واشنطن بوست» تتنبأ بوضع الشرق الأوسط في 2018.. عام من الحرب والسلام
يوسف ناجي
قالت صحيفة «واشنطن بوست» إنّ الحرب ضد تنظيم الدولة في الشرق الأوسط انتهت، أو أوشكت على الانتهاء، كما إنّ الاقتتال في سوريا شبه متوقف؛ بسبب جهود دولية. وبالرغم من تنامي نفوذ إيران في المنطقة؛ ما زال اتفاقها النووي مع أميركا قائمًا. فماذا يحمل العام المقبل 2018 للمنطقة على مستوى كل دولة تشهد نزاعات وصراعات: في مصر واليمن والسعودية و«إسرائيل» وسوريا والعراق؟
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ أحداثًا وقعت مؤخرًا في الشرق الأوسط بعثت على التشاؤم؛ كفشل ثورات الربيع العربي ضد الاستبداد، وأصّلت لحروب بدلًا من إقرار الديمقراطية، وتعمّ ليبيا فوضى عارمة، كما يمر اليمن بأسوأ أزمة إنسانية. وما زالت أنظمة مستبدة قائمة بالفعل في أماكن بالعالم العربي بالرغم من كل ما مرّ.
مصر و«إسرائيل»
حازت مصر على اهتمام العالم بعد الإطاحة بحسني مبارك، وتعدّ الدولة الوحيدة التي حافظت على استقرارها نوعًا ما؛ بالرغم من استثناء الانتشار الإرهابي في سيناء وتدهور الاقتصاد المصري، وتقليص الحريات في عهد عبدالفتاح السيسي، المتوقّع إعادة انتخابه مرة أخرى في الانتخابات المقبلة في 2018.
ترى الصحيفة أنّ حظوظ السيسي في 2018 أفضل من نتنياهو
أما «إسرائيل» ففيها احتمالية أن يواجه نتنياهو الحبس بسبب اتهامات بالفساد، كما أنّ الوضع متدهور على مستوى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهناك احتمالية أن يصعد اليسار في «إسرائيل» مرة أخرى.
مستقبل سوريا
وما زال العديدون -محليًا ودوليًا- يرغبون في رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ومن المتوقع الإطاحة به في المستقبل القريب؛ لكنّه تمكّن من البقاء على قيد الحياة بالرغم من كل ما مرّت به سوريا في الاقتتالات الماضية.
وتراجعت الأنشطة العسكرية الكبرى هناك، ويسيطر بشار حاليًا على المناطق الرئيسة في سوريا التي خضعت لسيطرة تنظيم الدولة؛ لكنه ينتظر مزيدًا من سفك الدماء إذا حاول استعادة السيطرة على مناطق المعارضة، مثل إدلب؛ لكنّ وقف إطلاق النار الذي ساهمت فيه روسيا وتركيا خفّض إلى حد كبير من المذابح اليومية الدائمة.
بشار الأسد رفقة جنود في سوريا
غير أنّ مستقبلًا قاتمًا ينتظر نصف السكان النازحين من سوريا؛ بسبب هذه الحرب، التي قتلت قرابة النصف مليون، وما زال مصير آلاف المفقودين فيها مجهولًا، ويُعتقد أنهم في سجون بشار. وهناك مشكلة أخرى ترجع إلى الأكراد السوريين، الذين يمثلون 25% من سكان البلاد، كما تحتفظ قوات أجنبية بقواعد لها على الأرض هناك، مثل لبنان وغيره.
وفيما يتعلق ببقاء بشار أو رحيله فهذه مشكلة أخرى تواجه سوريا، غير أنه -كما أشرنا- من المتوقع أن يطاح به قريبًا؛ فمستقبل سوريا يعتمد على رحيله، وتدخّل قوى أساسية في سوريا الآن رغبة في إزاحته عن الحكم أصلًا قبل الشروع في محاربة تنظيم الدولة.
تنظيم الدولة
شرع التنظيم على مدار أربع سنوات في ارتكاب أعمال قتل وتعذيب وقتل جماعي، ودمّر أجزاء كبرى من العراق وسوريا، غير أنّ المعركة التي قادتها أميركا بتحالف دول تمكّنت من القضاء عليه، والسؤال الرئيس الخاص بالتنظيم في 2018: هل سيُبنى ما دمره في العراق؟
تقول التقديرات إنّ تكلفة إعادة بناء ما دمره في العراق وحده مائة مليار دولار، بينما يقول القادة العراقيون إنّ مدينة الموصل وحدها ستحتاج إلى هذا المبلغ، ويبدو أنّ الولايات المتحدة تغسل الآن يديها من فكرة إعادة البناء؛ ما يزيد من تعقيد الأمر.
أفراد من تنظيم الدولة – أرشيفية
وفيما يتعلق بالنازحين العراقيين، عاد 2.7 مليون إلى أراضيهم المحررة من التنظيم، غير أنّ هناك أكثر من ثلاثة ملايين آخرين، بما فيهم 600 ألف من الموصل وحدها، لم يستطيعوا العودة بسبب ما ذكرناه من دمار؛ إذ قُتل آلاف المدنيين ودمرت 70% من المدينة، وفقًا للسلطات.
وما زال شبح الانقسامات الطائفية يهدد العراق بعد التنظيم، وأيضًا في سوريا ولبنان. وهناك عوامل أخرى ستساهم في تعزيز هذه الطائفية؛ فالأراضي التي يعيش عليها الأغلبية السنية دُمّر معظمها، في بلد يهيمن الشيعة فيه على مقاليد الحكم، وهو تحدّ كبير يواجه السنة هناك؛ فإذا فشلت جهود إعادة بنائها سيثور السنة من جديد ضد الشيعة.
الوعد والأمل في السعودية
يعدّ الخليج من المناطق القليلة الناجية من ثورات الربيع العربي، مثل السعودية والأردن وقطر والإمارات؛ غير أنّ معظم التغيّرات بعد الثورات حدثت في السعودية، الحليف الرئيس للولايات المتحدة، ويعتمد معظم اقتصادها على النفط.
ويتهم عديدون السعودية بأنها راعية الإرهاب والتطرف والإسلام الراديكالي في معظم أنحاء العالم، ويحاول ولي العهد الجديد محمد بن سلمان جاهدًا نزع هذه الصورة؛ بما يشرع فيه من إصلاحات اقتصادية واجتماعية، واتخاذه قرارات اختلف المحللون في فائدتها وصحتها؛ شملت رؤيته عن الإسلام المعتدل أو الوسطي، وحملات اعتقالات ضد أمراء ورجال دين ورجال أعمال سعوديين، والسماح للمرأة بالقيادة، والشروع في تنويع مصادر دخل السعودية.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
وغير ذلك، قادت السعودية بأمر من ابن سلمان حملات في المنطقة؛ بدءًا من الحصار القطري والحرب في اليمن، وتنامي العداء مع إيران في الشرق الأوسط، وإجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة؛ كلها أحداث أغرقت السعودية في بحر من التوترات، وساهم في ارتفاع نصيبها من الكُرْه لدى الدول الأخرى في المنطقة.
ويُعتقد أنّ كرهها ومعادتها لإيران تخطّى معاداة الصهيونية، كما يُهمس بأنها تسعى إلى تشكيل محور سني متحالف مع «إسرائيل» لمجابهة إيران، وهو في نظر البعض «تخلّ عن القضية الفلسطينية».
القضية الفلسطينية
يعد قرار ترامب الخاص بإعلان القدس عاصمة لـ«إسرائيل» إخفاقًا مثل إخفاقات سابقيه فيما يتعلق بالقضية؛ لكنه فاق كل ما سبقه؛ لآثاره الشديدة على الصراع الممتد منذ زمن.
وتخضع مدينة القدس إلى السيطرة الدولية؛ بسبب أهميتها للأديان السماوية الثلاث «المسيحية والإسلام واليهودية»، غير أنّ إرفاق سيادتها لـ«إسرائيل» قضى على أيّ أمل للسلام في المنطقة؛ فالفلسطينيون لن يتنازلوا، وترفض «إسرائيل» الاعتراف بأيّ حق لهم.
نتنياهو وترامب
ومرّ الجانبان «الفلسطيني والإسرائيلي» بعقد من الاتفاقات الفاشلة، وقرار ترامب زاد الطين بلة؛ إذ قضى على أيّ أمل لحل الدولتين، ومن المرجح أن تظل الأمور في تصاعد. كما فقدت أميركا دورها وسيطًا في «السلام» هناك.
هذا كله في ظل استمرار سياسات الفضل العنصري في «إسرائيل»، ومع توطين أكثر من 600 ألف يهودي في الأراضي المستولية عليها؛ فتراجعها عن ذلك يبدو صعبًا للغاية، وهو ما يشير بالفعل إلى أنّ الأمور ستبقى متأزمة مدة طويلة من الوقت. وتأمل واشنطن أن تحصل على دعم من القاهرة والرياض لمحاولة صياغة صفقة جزئية يضغطون بها على الفلسطينيين، وهذه الطريقة لم تفلح في الماضي؛ ومن المفاجئ أن تفلح حاليًا أو مستقبلًا.
========================
الصحافة الفرنسية :
لوفيغارو :الحرب ضد الإرهاب لا تزال مستمرة في الشرق الأوسط
محرر القبس الإلكتروني  24 ديسمبر، 2017 0 32   4 دقائق
سليمة لبال |
استبشر العالم خيراً بنتائج العمليات التي شهدها العراق وسوريا مؤخرا وانتهت باسترجاع كثير من الأراضي من قبضة «داعش»، ولكن هل سقوط الدولة الإسلامية، وخسارتها الرقة والموصل، يعنيان نهاية الإرهاب، أم أن «داعش» يواجه المرحلة ذاته التي واجهها تنظيم القاعدة بعد أحداث الــ11 سبتمبر 2001؟
تطلّب دحر «داعش» من الموصل والرقة، عاصمتي الخلافة الاسلامية في الشام والعراق، ثلاث سنوات من العمل والتخطيط العسكري. لكن رغم الخسائر التي واجهها المتطرّفون الذين كانوا يرغبون في قلب النظام السوري، والسيطرة على جزء من الأراضي العراقية، إلا أن الظروف التي سمحت بتعزيز صفوفهم، لا تزال قائمة في الشرق الاوسط. وكان رئيس الوزراء الفرنسي الاسبق ألان جوبي قد قال خلال لقاء مع جمعية الصحافيين الدبلوماسيين «إن الارهاب تحدٍّ عالمي، لن ينتهي بسقوط الرقة، والمعركة الحقيقية الآن هي بين الاسلام المستنير والظلامية».
لقد غذّى النظامان السياسيان في بغداد والعراق، الثورة بسبب تهميشهما للسنة، فيما تدخلت الميليشيات الشيعية في المعارك ضد «داعش» في الموصل العراقية، من اجل الحفاظ على نظام بشار الأسد في سوريا، وأما نفوذ ايران المتصاعد في الدولتين، فليس من طبيعته طمأنة الاقليات، ويقول جوزيف باهو المختص في الشأن السوري الباحث في مؤسسة كارنيغي: «لن تفيد الحرب ضد داعش بشيء ما دامت من دون تشكيلة سياسية طموحة ومن دون حكومة تمثل الأقليات ومن دون علاج حقيقي لجذور الإرهاب الإسلاموي».
وتوجد عوامل أخرى أدت إلى تجذر الإرهاب في المنطقة وفق نيكولا تينزر، الذي يرأس مركز الدراسات والتفكير من أجل العمل السياسي ومدير مجلة لوبونكي حيث يقول: «يتطرف الإخوان المسلمون في مصر في السجون، وليبيا لا تزال تعاني من عدم الاستقرار، من دون أن نعد الاطفال السوريين المحرومين من التعليم منذ ستة أعوام، والذين يكنون مشاعر كره وحقد عميق لبشار الاسد وحلفائه الروس والإيرانيين.. هؤلاء فرائس سهلة لاي فكر متطرف».فبالطريقة ذاتها نجا تنظيم القاعدة بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضده بعد احداث الــ11 سبتمبر، وسيستمر أيضا تمرّد الجهاديين في الشرق الاوسط وغيرها من نقاط العالم، ويبدو أن الامتيازات التي يتوافر عليها «داعش» كثيرة، من صحراء سيناء المصرية الى جنوب الفلبين، مرورا بليبيا وافريقيا جنوب الصحراء وافغانستان، وآسيا الوسطى.
من المؤكد أن المنظمات الإرهابية التي كانت هدفا لطائرات قوات التحالف وحلفائها المحليين ستضطر الى تغيير التكتيكات والاستراتيجيات، بعد أن استعدت خلال الأشهر الاخيرة لتتحوّل الى مجموعة سرية في العالم. وأما عودة الجهاديين المعلن عنها الى اوروبا فهي خبر سيئ آخر، وهنا يضيف نيكولا تينزر: «لا يمكننا سوى أن نسعد بسقوط الرقة ولكن انهيار الخلافة لا يعني نهاية الإرهاب، نحن امام مجموعات متعددة القيادات والرؤوس، ويمكن ان تعيد تشكيل نفسها وتعثر على أراض صيد جديدة».
ماذا عن الحرب في سوريا؟
على الرغم من أن العواصم الغربية تتحدث عن إعادة بناء سوريا مستقبلا، فإن الصراع سيستمر، ذلك ان هزيمة «داعش» لم تطرد اشباح الحرب، الذين يوجدون في المنطقة، في حين غيّرت التدخلات العسكرية في سوريا، خطوط القوة في الشرق الاوسط وقلبت التحالفات وعززت التطورات الحاصلة الآن.
وأما على الجبهة الداخلية فنظام بشار الاسد مطمئن بفضل دعم وسخاء كل من طهران وموسكو وهذا لا يبشّر بالخير، ذلك ان جراح المعارضة السورية، التي قمعها النظام لم تلتئم بعد. وعلاوة على كل هذا ضاعف تزايد نفوذ ايران في المنطقة، كراهية وحقد المعسكر السني، الذي يوجد في حالة دفاع وكذلك الاسرائيليين، الذين لطالما اعتبروا طهران اكثر تهديدا لهم من «داعش»، ويقول دبلوماسي اسرائيلي إن التطورات الأخيرة في لبنان تؤكد أن اسرائيل محقة ويضيف: «مع زوال داعش، تفرض ايران نفسها مدعومة بحزب الله اللبناني، كأهم قوة في المنطقة».
من جهته، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو انه لن يسمح للجمهورية الاسلامية التي تزود «حزب الله» بالصواريخ، بان تفتح جبهة جديدة على حدودها، ولكن بذور حروب مستقبلية توجد على ايضا على الاراضي الكردية. تراقب تركيا اليوم بأقل مستويات ضبط النفس طيران الكرد فوق الاراضي السورية، في حين حكومة بغداد والقبائل العربية في سوريا غاضبة من نهج الكرد في كردستان العراق وتنظيمهم استفتاء للانفصال عن العراق في الــ25 سبتمبر الماضي.
مَن أبرز المنتصرين؟
يبدو المحور الروسي ــــ الإيراني ابرز رابح من انهيار تنظيم داعش، فإيران وروسيا تمكنا من ملء الفراغ الذين تسبّب فيه الانسحاب الاستراتيجي الاميركي وعجز الأوروبيين، واليوم انهيار الدولة الاسلامية. وهكذا تُعزّز ايران يوما بعد يوم، الهلال الشيعي، الذي يبدأ من طهران الى البحر الابيض المتوسط، مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وجزء من اليمن، ووفق تحليل لمعهد دراسات الحرب فان ايران ترغب في أن تصبح قوة اقليمية مهيمنة وتطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط علاوة على تقويض النفوذ السعودي وشلّ إسرائيل، ولهذا فهي في حاجة إلى نظام صديق في دمشق لتضمن لها قاعدة قوية، يمكن ان تدعم حزب الله وتقود عمليات عسكرية ضد إسرائيل».وأما روسيا فقد استخدمت سوريا، التي أرسلت إليها قواتها في صيف 2015، لتصبح اكبر قوة على الصعيد الدولي، كما تريد ايضا إعادة بناء العالم الذي أفرزته الحرب الباردة، في وقت تضمن لها صداقة دمشق، منافذ الى البحر الابيض المتوسط لفترة طويلة عبر قواعدها العسكرية.
أي أدوات يملكها الغرب؟
يقول الباحث نيكولا تينزر إن ما يميز هذه المرحلة هو صمت الغرب وسلبيته بعد إن فشل في تحويل جهوده في الحرب الى حل سياسي. فباراك أوباما حدّ من الزام الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ودونالد ترامب يقود سياسة ملتبسة وغير واضحة. لكن، هل يغيّر سقوط داعش المعادلات؟
منذ تعيينه رئيسا للولايات المتحدة، جعل دونالد ترامب من ايران عدوه الرئيسي في المنطقة. لقد وعد بـــ «تمزيق» الاتفاق حول الملف النووي الإيراني وينوي الاعتماد على المملكة العربية السعودية واسرائيل للحد من توسع الجمهورية الإسلامية.
ويقول جوزيف باهوت إن فرنسا حاولت مؤخرا اقتراح مجموعة اتصال لبعث الملف السوري بعد مفاوضات استانة، لكن الاقتراح الذي اعلن عنه إيمانويل ماكرون في سبتمبر الماضي، لا أحد ردّ عليه ويضيف «لقد اصبحنا متفرجين في سوريا وأما الاميركيون فكل شيء يفوتهم استراتيجيا، ما عادوا سوى شركاء ثانويين».
غير أن الكرملين، الذي يريد إخراج الغرب من اللعبة واستخدام امتيازاته في سوريا، بما في ذلك العسكرية من اجل حل محتمل قابل للتفاوض، لم ينجح بعد في فرض السلام.
هل هناك صراعات أخرى في الأفق؟
كنا نعتقد في نهاية الصيف بأن أهم المنتصرين في الحرب ضد داعش هم من شاركوا بشجاعة في المعارك التي شهدها العراق وسوريا، لكن منذ ذلك الحين بدا ان حلم استقلال الشعب الكردي بعيد المنال. ففي العراق خسروا كركوك التي استعادتها القوات العراقية بعد استفتاء انفصال كردستان وفي سوريا يمكن أن يواجه «الفيتو» التركي ورفض النظام في دمشق، حلمهم بالحصول على الاستقلال الذاتي.
ووفق معهد دراسات الحرب، فإن رفض مشروع الكرد السياسي في شمال سوريا يزيد من مخاطر وقوع تمرد جديد، من شانه أن يلغي كل المكاسب الاميركية في حربها ضد «داعش»، ويعزز عودة الجهاديين الى المنطقة.
ويضيف مركز البحث ذاته «ان استمرار التوترات بين الكرد والعرب السنّة يمكن ان يؤدي الى عودة الدولة الاسلامية او «القاعدة». لقد تسبب انهيار الخلافة بطريقة غير مباشرة في تحرير طاقات متفجّرة اخرى، فهل تتجه ايران الشيعية والمملكة العربية السعودية نحو صراع مسلّح؟
لقد عبّرت الرياض عن رفضها لتوسع نفوذ «حرب الله» وايران في المنطقة بعد أن لمست تهميش السنّة في الشام؛ لذلك، هي تؤكد اليوم انها لن تقبل ابداً أن يعيش لبنان مصير العراق او سوريا.
لوفيغارو
========================
ليبيراسيون: الغوطة تحتضر والعالم في سبات
نشر طبيبان فرنسيان رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي وإلى المجتمع الدولي للتدخل من أجل إنقاذ الغوطة الشرقية قبل أن تحل بها كارثة لا يمكن وصف حجمها.
وتساءل الطبيبان المنضويان تحت اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الصحية في سوريا (يوسم) عما إذا كان القانون الإنساني الذي قتل في حلب يجب أن يقتل من جديد في غوطة دمشق المحاصرة منذ العام 2013.
وناشدا، في الرسالة التي نشرتها صحيفة ليبراسيون الفرنسية، المجتمع الدولي العمل من أجل الإجلاء الفوري للذين يعانون الأمرين: الجوع والمرض، وتمكين المنظمات من إيصال المساعدات الإنسانية من أدوية وأغذية إلى السكان المحاصرين.
وأصدر النداء الطبيبان رئيس يوسم/فرنسا وطبيب التخدير والإنعاش زياد العيسى، والمسؤول الإداري ليوسم/فرنسا طبيب التخدير والإنعاش رفائيل بيتي.
وهذا نص الرسالة:
"سيادة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي.
نحن أطباء ومعالجون فرنسيون ومن الشتات السوري، ندق ناقوس خطر الوضع الدراماتيكي الذي تعيشه الغوطة الشرقية حاليا. هذه المنطقة الموجودة في الضواحي الشرقية لدمشق بسوريا تقبع تحت الحصار منذ العام 2013، ويبلغ عدد قاطنيها 370 ألف نسمة، بينهم ما يقرب 95 ألف طفل، يعيشون محاصرين في 30 كيلومترا مربعا.
ومنذ 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شهدت المنطقة تصعيدا للعنف، حيث قتل 268 شخصا وأصيب 1432 آخرون، هذا في الوقت الذي لا يوجد فيه سوى 100 طبيب و20 مستشفى و37 مركزا صحيا، مما يعتبر عددا ضئيلا مقارنة بالاحتياجات الهائلة للمنطقة التي تتعرض لقصف يومي، فالأحداث تأخذ نفس الطريق المظلم الذي سلكته حلب العام الماضي عندما كان العالم يتفرج على المدينة القديمة وهي تدمر، وها هو اليوم يتفرج على الغوطة وهي تموت في صمت.
الرضع هياكل عظمية
هل يمكنك أن تتخيل أن آخر مرة تم تسليم الأغذية إلى الغوطة الشرقية كان في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؟ وبكمية ضئيلة لحد أنها لم تكن قادرة على توفير ما يزيد على 10% فقط من احتياجات السكان، وقد بلغ سوء التغذية والجوع مستوى الحرج، وهو ما عكسته الصور الصادمة للهياكل العظمية للرضع أو صور الأطفال المصابين جراء القصف.
فها هما عبيدة وسحر تسلمان الروح إلى باريها بعد عمر لم يتجاوز الأسابيع وكلاهما ضحية سوء التغذية، وها هي مرام ذات العام الواحد تموت بسبب الفشل الكلوي، أما الرضيع محمد، الذي كان يعاني من رتق المريء، ونجا من جراحة معقدة تحت إشراف طبي عن بعد من الخارج، فقد توفي لعدم وجود الأدوية وإدارة ما بعد الجراحة، وفي المجموع، توفي 12 طفلا بسبب سوء التغذية أو عدم العلاج في الأشهر الستة الماضية.
وثمة أطفال آخرون وقعوا ضحايا للمرض أو القصف وهم ينتظرون المساعدة والعلاج، فراما مثلا ذات الأربع سنوات تعاني من سرطان الحلق، وروان ذات الثماني سنوات تعاني من سوء التغذية ومرض عصبي عضال، ناهيك عن كريم ذي الثلاثة أشهر الذي فقد إحدى عينيه نتيجة غارة جوية.
مجتمع دولي في سبات عميق
ونحن الأطباء، كما الآباء، لا يمكن أن نظل مكتوفي الأيدي غير حساسين لوفاة الأطفال الأبرياء، الذين لم يكن لهم من ذنب سوى أنهم ولدوا تحت الحصار. إن أسوأ ما يمكن أن يصل إليه الإهمال هو الجهل واللامبالاة بالمصير المأساوي لهؤلاء الأطفال.
ويبدو أن المجتمع الدولي قد هزل أمام هذا الحجم الهائل للعنف، وأصبحت الحرب في سوريا تقدم بوصفها صراعا معقدا يصعب فهم تداخل قضاياه الجيوسياسية، فكيف بحلها.
ومن المؤكد أن هذا صحيح، ومع ذلك هل ينبغي لنا أن نستكين ونخرس في وجه ما يجري؟ هل ينبغي أن نظل نتفرج دون القيام بأي شيء بينما يقتل مدنيون أبرياء؟
نعم لقد اغتيل القانون الإنساني في حلب عام، هل ينبغي أن ننحره مرة أخرى في الغوطة؟ أليس الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية هو أن يرفع هذا الحصار ويمكَّن الأشخاص الأكثر هشاشة من التمتع بحقهم في التماس العلاج في المستشفيات التي يتوفر فيها علاجهم اللازم؟ أو لما لا يقام بأفضل من ذلك عبر جعل هؤلاء الذين يتضورون جوعا ويموتون مرضا قادرين على الحصول على الدواء والمواد الغذائية؟
لذلك، فنحن نوجه، في هذا الموسم الاحتفالي وبأقوى العبارات، نداء للمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمواطنين للتعبئة من أجل: الإجلاء الفوري لــ500 شخص في حاجة إلى رعاية طبية عاجلة، بما في ذلك 167 طفلا مصابا بأمراض خطيرة، وفتح الباب أمام إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان الغوطة الشرقية".
المصدر : ليبيراسيون
========================
الصحافة الاسبانية والبريطانية :
المركز الإسباني للدراسات الاستراتيجية: كيف يمكن أن يؤثر الاستقلال الكردي على الاستقرار في سوريا؟
24/12/2017263
في الوقت الراهن، يبدو أن الحرب الأهلية السورية في طور إعادة بلورة (أو إعادة تشكيل) المشهد الدولي في منطقة الشرق الأوسط. كما يبدو أن الحدود التي رسمها اتفاق سايكس بيكو في المنطقة قد بدأت في التمايل والترنح. وفي خضم الصراع العراقي الذي لا نهاية له، عاد الأكراد للتموضع في قلب رقعة الشطرنج الإقليمية. أما في سوريا فقد أنشأ حزب الاتحاد الديمقراطي منطقة شبه مستقلة تعمل بمنزلة دولة بحكم الأمر الواقع.
وفي الجنوب تمكن أكراد العراق من انتزاع أراضٍ مهمة من قبضة تنظيم الدولة. في مرحلة موالية، وبعد التمتع بنظام حكم ذاتي واسع، قام أكراد العراق بتحدي حكومة بغداد عبر تنظيم استفتاء من أجل الحصول على الاستقلال. ويبقى السؤال المطروح: هل حان موعد إقامة دولة الأكراد؟ وفيمَ تتمثل تداعيات مطالب التمتع بالحكم الذاتي، واستقلال كردستان العراق، على التهدئة المحتملة للصراع السوري؟
========================
جارديان: العالم مُنشغل بكوريا والبريكست.. وأطفال الغوطة لا يجدون الدواء
بسيوني الوكيل 24 ديسمبر 2017 14:26
"أطفال سوريا الذين يموتون بسبب السرطان يحتاجون أكثر من كلمات العطف" .. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية مقالًا حول معاناة أطفال الغوطة الشرقية بريف دمشق الذين يواجهون الموت بسبب نقص العلاج.
وقال الكاتب ديفيد نوت في المقال الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني:" في الوقت الذين ينشغل فيه العالم بكوريا الشمالية وقضايا الضرائب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، 7 أطفال مصابون بالسرطان يموتون بسبب نقص العلاج والتغذية".
وأشار الكاتب إلى 175 طفلًا آخرون يحتاجون العلاج ولا يجدونه في الغوطة، التي يعاني سكانها من الحصار والتجويع منذ 4 سنوات.
وقال الكاتب إنّ مستشفيات اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الطبية السورية "جثت على ركابها" من قلة الأدوية في الغوطة وكلمات العطف لوفاة الأطفال بينما لا يتوفر من العلاج سوى المسكنات.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مستشارون بريطانيون إن الرئيس السوري بشار الأسد يدرس مناشدات دولية لإجلاء الأطفال السبعة المصابين بالسرطان.
وقال هاميش دي بريتون غوردون، أحد مستشاري اتحاد الرعاية الطبية والإغاثة البريطاني الخيري، إنهم تحدثوا إلى مكتب الأسد الخاص الذي قال إنَّه على علم بالوضع وأن الرئيس السوري سيعلن قراره قريبًا.
والأطفال السبعة من بين أكثر من مائة وثلاثين شخصًا يحتاجون إلى تدخل طبي عاجل في الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة المسلحة وتحاصرها القوات الحكومية على مشارف العاصمة السورية منذ 4 سنوات.
ودعا جان إيغلاند، مستشار المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى سوريا، إيران وروسيا إلى الضغط على الأسد للسماح بعمليات الإجلاء بشكل عاجل.
ومن بين الأطفال السبعة، راما، 4 سنوات، التي تعاني من سرطان الغدد الليمفاوية، وتعاني من سوء التغذية ومن ورم خبيث في حلقها.
وقالت المنظمة إن آخر مرة تلقت فيها الدواء الذى تحتاجه كان قبل ثمانية أشهر.
وأضاف غوردون أنَّ الأمم المتحدة أخبرته بأنه يمكن علاج راما و الأطفال الآخرين في أماكن أخرى في سوريا أو في الخارج.
غير أنّ عملية الإجلاء لن تشمل أطفالًا في الغوطة الشرقية يعانون من حالات طبية أخرى، مثل الطفل كريم الذي يبلغ من العمر شهرين، والذي فقد عينه وعانى من إصابات خطيرة عقب إصابة بالغة في عينه ورأسه جراء القصف في الغوطة الشرقية.
وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة مع طفل سوري يدعى كريم الذي قُتلت والدته في القصف نفسه، وأصيب بكسر في الجمجمة وفقد عينه اليسرى.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعربت عن جزعها من احتدام القتال في الغوطة الشرقية، محذرة من أن الوضع الإنساني في البلدة بلغ "حدًا حرجًا".
ونقلت المنظمة الدولية تحذيرات عاملين في المجال الطبي من "وجود مئات المرضى والجرحى المحرومين من الرعاية الطبية، في الوقت الذي تهدد فيه برودة الطقس بتفاقم الوضع".
وفي يوليو الماضي، أصبحت هذه المنطقة واحدة مما يسمى "مناطق خفض التوتر" في سوريا ضمن خطة أبرمتها روسيا وإيران - حليفتا الحكومة السورية - وتركيا.
========================