الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 25/9/2021

سوريا في الصحافة العالمية 25/9/2021

26.09.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • نيويورك تايمز: حروب أمريكا الأبدية مستمرة ولم تنته كما يزعم بايدن
https://www.noonpresse.com/نيويورك-تايمز-حروب-أمريكا-الأبدية-مست/
  • معهد واشنطن :خطاب بايدن في الأمم المتحدة يسيء فهم الهدف الأساسي لـ "الحروب الأبدية" - في الشرق الأوسط وأماكن أخرى
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/khtab-baydn-fy-alamm-almthdt-ysy-fhm-alhdf-alasasy-l-alhrwb-alabdyt-fy-alshrq
 
الصحافة العبرية :
  • تقرير: رغم إعادة انتخاب الأسد فإن سوريا ما زالت تعيش في مأزق عسكري ودبلوماسي
https://baladi-news.com/ar/articles/77840/تقرير-رغم-إعادة-انتخاب-الأسد-فإن-سوريا-ما-زالت-تعيش-في-مأزق-عسكري-ودبلوماسي
 
الصحافة البريطانية :
  • إيكونوميست: ما بين استعراض النفط لحزب الله وخطة أمريكا لتخفيف أزمة الوقود.. لا أحد يريد حل مشاكل لبنان الرئيسية
https://www.alquds.co.uk/إيكونوميست-ما-بين-استعراض-النفط-لحزب-ا/
  • ميدل إيست آي :هل تكون خطوة بايدن التالية الانسحاب من سوريا؟
https://www.noonpost.com/content/41907
  • ميدل إيست آي: بعد تنحية السياسة جانبًا.. الأردن وسوريا يعيدان بناء علاقاتهما الدبلوماسية
https://sasapost.co/translation/jordan-and-syria-rebuilding-diplomatic-links/
 
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز: حروب أمريكا الأبدية مستمرة ولم تنته كما يزعم بايدن
https://www.noonpresse.com/نيويورك-تايمز-حروب-أمريكا-الأبدية-مست/
نون بريس
في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء زعم الرئيس جوزيف بايدن أن الحرب قد انتهت “لقد طوينا الصفحة”.
وقبل يوم ضربت غارة أمريكية في شمال-شرق سوريا سيارة كان فيها على ما يعتقد ناشط في القاعدة. وقبل ذلك بأسبوع شنت الطائرات الأمريكية غارة على أهداف تابعة لحركة الشباب في الصومال، البلد الذي تصاعدت فيه الهجمات الأمريكية في الفترة الماضية.
لم تعد هناك قوات أمريكية في أفغانستان ولكن حروب أمريكا مستمرة كما يقول مارك مازيتي في صحيفة “نيويورك تايمز”. وجاء خطاب بايدن ليؤكد أنه أوفى بوعوده في طي صفحة الحروب التي لا تنتهي أو الابدية. وتزامن كلامه مع دفن آخر جندي أمريكي يقتل في افغانستان بمقبرة أرلينغتون الوطنية.
وكان خطابه محاولة جديدة من رئيس أمريكي منذ هجمات 9/11 لكي يعطي صورة عن الحرب التي انتهت ويخفي وراءها حقيقة غير مريحة، وهي ان امريكا لا تزال تخوض معارك في كل أنحاء العالم.
وفي رسالة أرسلها بايدن إلى الكونغرس في يونيو ذكر فيها كل الدول التي تنشر فيها الولايات المتحدة جنودها من العراق إلى اليمن والنيجر والفلبين حيث تشارك في مواجهة الجماعات المتشددة.
وهناك أكثر من 40.000 جندي أمريكي في الشرق الأوسط، منهم 2.500 في العراق وبعد 18 عاما من قرار الرئيس جورج دبليو بوش غزو ذلك البلد. وهناك 900 جندي أمريكي في سوريا في مهمة بدأت عام 2015 أثناء إدارة باراك أوباما. وقال بايدن إنه سيقوم باستهداف الجماعات المتشددة في أفغانستان من قواعد عسكرية خارجها ورغم عدم وجود قوات أمريكية هناك.
وقال النائب الديمقراطي عن ولاية نيوجرسي، توم مالينوسكي في شهادة هذا الشهر لوزير الخارجية أنتوني بلينكن “قواتنا لم تعد إلى الوطن، لنكن صريحين”. و ” قد نقلوا الى قواعد عسكرية في المنطقة لمواصلة نفس عمليات مكافحة الإرهاب بمن فيها أفغانستان”. وقالت الصحيفة إن تمزق تنظيم “الدولة” إلى جماعات صغيرة في شمال إفريقيا وآسيا منح المخططين العسكريين الأمريكيين المبرر لمواصلة العمليات القتالية، كما جاء في رسالة بايدن الى الكونغرس. وقال بايدن إن معظم هذه المهام لا تحتاج إلى مشاركة قتالية، لكنهم قد يضطرون في بعض الأحيان للدفاع عن أنفسهم ضد التهديدات والهجمات.
وتكشف البيانات التي نشرها البنتاغون نشاطا في الغارات ضد تنظيم “الدولة” في سوريا والعراق، مع أنها ليست بمستوى الغارات الشهرية التي كانت تشن عادة.
ويقول مازيتي إن حرب الظل التي تشن من خلال الطائرات المسيرة وقوات العمليات الخاصة، هي جزء من الحرب على الإرهاب، كما في حربي العراق وأفغانستان.
ولكن الرؤساء الأمريكيين حاولوا كل بطريقته تقديم هذه العمليات على أنها حروب نظيفة ومعقمة أو ما يسميها خبير الأمن القومي ميكا زينكو “تعريف طبيعة الحرب”.
وكرر أوباما دائما أنه ضد “وجود القوات الأمريكية على الأرض” وفي مناطق بعيدة من العالم، لكن إداراته استثنت عمليات القوات الخاصة، بشكل قاد المسؤولين الأمريكيين إلى التلاعب باللغة من أجل التقليل من الدور القتالي لهذه الوحدات. وفي عام 2015 أجاب أوباما ردا على أسئلة الصحافيين الذين تساءلوا إن كان إرسال القوات إلى العراق وسوريا تراجع عن تعهده بالا يرسل جنودا إلى الميدان، قال إن الرأي العام الأمريكي يعرف ماذا كان يعني بهذا التعهد و “أننا لن نقوم بغزو على طريقة العراق أو سوريا بكتائب تتحرك في الصحراء”. وأطلقت البنتاغون على القوة الأولى المكونة من 200 جندي “قوة الاستهداف الاستطلاعية المتخصصة”.
وفي عام 2008، عندما أعطى جورج دبليو بوش أمره سرا لحملة مسيرات لمعاقبة القاعدة في باكستان، لم يتحدث علنا عن العمليات لأنها تمت من خلال العمليات السرية لـ سي آي إيه.
وكمرشح للرئاسة تحدث دونالد ترامب متشككا عن الحرب الباهظة الثمن في العراق وأفغانستان ولكنه استخدم لغة متغطرسة حول كيفية قصف تنظيم “الدولة”وإرساله إلى الجحيم. وقام في النهاية بقصف كل دولة قصفها أوباما كما يقول زينكو. ووصل بايدن إلى السلطة على بطاقة إنهاء الحروب الأبدية وقرر سحب القوات من أفغانستان برغم النقد الحاد من الحزبين.
ولكن مسؤولي الإدارة أكدوا أن العمليات الأخرى مستمرة، وبالتحديد تلك التي لا تحتاج لنشر القوات الأمريكية وبأعداد كبيرة أو تلفت انتباه الإعلام. ويرى بعض المحاربين السابقين ألا فرق في هذا. ويقول النائب الديمقراطي عن ولاية أريزونا روبن غاليغو والذي كان جنديا في العراق: ” يختلف منظور كل واحد عن الحرب” مضيفا و “من منظوري فأي شخص يطلق النار عليك، فهذه حرب”.
وقضى المسؤولون أشهرا في تحديد القواعد التي يتم فيها استخدام القوة خارج مناطق الحرب، وهي قواعد تم التساهل فيها أثناء سنوات ترامب، كما يعتقدون. لكن انهيار الحكومة الأفغانية السريع ومنظور عودة القاعدة إلى أفغانستان في وقت قريب أضاف بعدا جديدا. وفي الوقت الذي ناقش فيه المسؤولون بالبيت الأبيض فرض قواعد مشددة حول كيفية شن الغارات إلا أنهم بدأوا بمناقشة منح القادة العسكريين مساحة لشن هجمات في أفغانستان ومناطق أخرى تحتاج لغارات منتظمة.
وتبنى 4 رؤساء أمريكيين طريقا جديدا في الحرب لأن الكونغرس وضع قيودا قليلة على كيفية شن الحرب. وتم الاستناد في معظم عمليات مكافحة الإرهاب حول العالم على قرار تفويض الحرب الذي منحه الكونغرس لإدارة بوش بعد هجمات 9/11.
وانتقد المشرعون على مدى السنين استخدام الرؤساء قرار الكونغرس عام 2001 وهو “تفويض استخدام القوة العسكرية” ولتبرير العمليات العسكرية ضد الجماعات التي لم تكن موجودة قبل هجمات 11 شتنبر، ولم يحصل إجماع في الكونغرس على إلغاء او استبدال التفويض الذي مضى عليه أكثر من عقدين.
وتوصلت الإدارات الأمريكية إلى أن الرأي العام الأمريكي لن يمانع عمليات عسكرية ذات مخاطر قليلة على الجنود الأمريكيين إلا في حالة حدث خطأ كارثي، مع أن الرأي العام يعارض حربا واسعة وطويلة كما في العراق وأفغانستان. وكانت الغارة الجوية التي قام بها الجيش الأمريكي قرب مطار كابول، مثال عن الخطأ الكارثي، ففي الأيام الأخيرة للوجود الأمريكي في أفغانستان استهدف الجيش الأمريكي ما قال إنها سيارة انتحارية، ووصف البنتاغون العملية بالصحيحة، لكن القيادة المركزية اعترفت لاحقا بأنها استهدف رجلا بريئا وعائلته.
وانتهى الوجود الأمريكي في أفغانستان لكن التكنولوجيا التي عززتها ستستمر. وقال مالينوسكي “الطائرة بدون طيار في كابول ليست العمل القتالي الأخير لنا” و “لسوء الحظ فهي أول عمل في المرحلة المقبلة من حربنا”.
=========================
معهد واشنطن :خطاب بايدن في الأمم المتحدة يسيء فهم الهدف الأساسي لـ "الحروب الأبدية" - في الشرق الأوسط وأماكن أخرى
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/khtab-baydn-fy-alamm-almthdt-ysy-fhm-alhdf-alasasy-l-alhrwb-alabdyt-fy-alshrq
عيدو ليفي هو زميل مشارك في معهد واشنطن ومتخصص في العمليات العسكرية ومكافحة الإرهاب، لا سيما فيما يتعلق بالجماعات الجهادية.
مقالات وشهادة
يجب أن يكون سقوط كابول بمثابة تحذير لما قد يحدث إذا انسحبت القوات الأمريكية من العراق أو سوريا. على الرئيس الأمريكي بايدن أن يعيد التأكيد علناً على دعم إدارته لحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وأن يوضح أن الانسحاب من أفغانستان لا يشير إلى نية الانسحاب من العراق وسوريا أيضاً.
في الحادي والعشرين من أيلول/سبتمبر، ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطابه الأول كرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يُظهر أي مؤشر على الندم بسبب قراره المتسرع بالانسحاب من أفغانستان، رغم استعادة "طالبان" السيطرة على البلاد دون معارضة تقريباً من قبل الجيش الأفغاني، الذي انهار بسرعة في غياب الدعم الأمريكي الذي كان يعوّل عليه سابقاً.   
وأعلن بايدن أن الولايات المتحدة لن "تخوض بعد الآن حروب الماضي". وشدّد على أنه يعتزم استخدام الدبلوماسية وتعددية الأطراف عند الإمكان لأنه "لا يمكن اليوم حلّ العديد من مخاوفنا الكبرى أو حتى معالجتها بقوة السلاح".
ومع ذلك، شدد أيضاً على التزامه بدعم حلفائه، قائلاً إن الولايات المتحدة ستواصل "العمل بالتعاون مع الشركاء المحليين كي لا نحتاج إلى الاعتماد بشكل كبير على الانتشار العسكري الواسع النطاق". ويبدو أنه لم يدرك أن مساعي الماضي التي رفضها في خطابه هي نفسها التعاون مع الحلفاء الذي يناشد به.
ويستمر موقف بايدن في النمط الذي بدأ في عهد الرئيس باراك أوباما واستمر مع الرئيس دونالد ترامب، والمتمثل بـ: تصوير الانخراطات العسكرية المتواصلة في الشرق الأوسط على أنها "حروب أبدية" - أي نزاع لا نهاية له يكون فيه تدخل الولايات المتحدة مكلفاً بشكل مفرط، ولا يمكن أن يُحدث فرقاً ويؤدي فقط إلى تفاقم الوضع القائم - من دون الإقرار بأن هذه الانخراطات هي في الواقع مكوّن حيوي طويل الأمد في المقاربة الأساسية للأمن الأمريكي حول العالم. واقتباساً بما قاله ترامب حين كان مرشحاً للرئاسة في عام 2015، "الشرق الأوسط هو مستنقع ضخم". أما الموقع الإلكتروني لحملة بايدن للرئاسة فقد صاغ هذا القول بشكل أكثر حساسية، ولكن المعنى بقي ذاته: "سينهي بايدن الحروب الأبدية في أفغانستان والشرق الأوسط، والتي كلفتنا دماءً وأموالاً لا توصف".
غير أن مصطلح "الحرب الأبدية" يحث الأمريكيين على النظر إلى التزامات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط على أنها فشلت في تحقيق الهدف المفترض المتمثل في تحقيق فوز سريع يليه انسحاب. وبدلاً من ذلك، تبني عمليات الانتشار الصغيرة نسبياً على علاقات طويلة الأمد مع الحلفاء الذين يقدمون تضحيات كبيرة لتعزيز المصالح المشتركة وحقوق الإنسان والاستقرار، التي تعزز أمن الولايات المتحدة. ويحافظ الانخراط العسكري الأمريكي المستمر على هؤلاء الشركاء والشراكات، مما يساعد على ضمان عدم تطوّر النزاعات وبروز كوارث إنسانية. إنها الأدوات ذاتها التي تسفر عن تحالفات قوية وشراكات محلية أعرب بايدن أنه يرغب [في تحقيقها].   
وبدلاً من التركيز على "الحرب الأبدية"، على الولايات المتحدة أن تدرك أن الوجود الأمريكي المحدود في البلدان الأجنبية هو مكوّن مهم لـ "السلام الأبدي" في الداخل. وبالفعل، فإن ترسيخ وجود قوات دائمة في ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية لعقود من الزمن من أجل دعم تطوير هذه الدول وتحقيق الديمقراطية فيها والدفاع عنها ضد الخصوم المشتركين مثل روسيا والصين، قد عاد بالفائدة على الأمن القومي للولايات المتحدة.
ويمكن أن تكون العلاقة بين الجيش الأمريكي وشركائه في الحرب ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» المتشدد في الفترة 2014-2019 بمثابة نموذج للتغير الضروري في المواقف. ففي العراق، استحوذ تنظيم «داعش» سريعاً على الأراضي في عام 2014، وردّت الولايات المتحدة بضربات جوية ونشرت في النهاية أكثر من 5,000 جندي لتدريب وتمكين قوات الأمن العراقية (الجيش الوطني العراقي والشرطة العراقية) وقوات "البشمركة" الكردية (جيش «حكومة إقليم كردستان» التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق) لدحر تقدّم «داعش». وأدى تأسيس "التحالف الدولي لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»" إلى تجميع موارد حلفاء الولايات المتحدة وتعزيز دعم الدفاعات العراقية. وكانت المعلومات الاستخباراتية والمشورة التكتيكية والدعم الجوي واللوجستي المقدّم من التحالف أساسياً لتمكين العراقيين من استعادة الأراضي من قبضة تنظيم «داعش».
واليوم، يعمل التحالف وقوات الأمن العراقية على كبح جماح فلول تنظيم «الدولة الإسلامية» بشكل فعال حيث تم نشر 2500 جندي أمريكي فقط، معظمهم لا يزالون يقدّمون التدريب والاستشارة للقوات العراقية بعيداً عن ساحة المعركة، بدلاً من مشاركتهم مباشرة في العمليات القتالية. ويتمثل العنصر الأكثر فعالية في الجيش العراقي بجهاز مكافحة الإرهاب الذي أنشأته الولايات المتحدة وتولت تدريبه، وهو بمثابة رأس الحربة في كافة المعارك الرئيسية ضد تنظيم «داعش» في العراق.
وقد أقامت الولايات المتحدة علاقات مماثلة مع «قوات سوريا الديمقراطية»، الميليشيا ذات الأغلبية الكردية العاملة في شمال شرق سوريا والتي تسعى في المقام الأول لتأمين الحكم الذاتي من الديكتاتور السوري بشار الأسد. ففي أواخر عام 2014، حين بدا أن تنظيم «الدولة الإسلامية» مصمم على الاستيلاء على مدينة عين العرب ("كوباني") بالقرب من الحدود التركية والتوغل إلى بقية شمال شرق سوريا، أودت أكثر من 600 ضربة جوية شنها التحالف بحياة ما يقرب من6,000  جهادي ومكّنت الأكراد من استعادة المنطقة. وبعد ذلك، سمحت مساعدة التحالف للحلفاء السوريين للولايات المتحدة بمتابعة الجزء الأكبر من الحرب الميدانية لتحرير الأراضي السورية من قبضة تنظيم «داعش»، بما فيها الرقة - عاصمة التنظيم. والآن، تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على جزء كبير من شمال شرق سوريا وتواصل تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب بانتظام بدعم من التحالف، وإبقاء تنظيم «الدولة الإسلامية» بعيداً. وبحلول مطلع عام 2019، لم يتجاوز عدد القوات الخاصة الأمريكية المنتشرة لمساعدة «قوات سوريا الديمقراطية» 2000 جندي.
تجدر الملاحظة أن القوات الأمريكية الشريكة في كل من العراق وسوريا، أظهرت استعداداً كبيراً للقتال، حتى بتكلفة باهظة، عندما حظيت بالتدريب المناسب والمعلومات الاستخباراتية والمشورة العملياتية والقوة الجوية. ووفقاً لتقارير القوات السورية قُتل أكثر من 11,000 من رجالها في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» حتى عام 2019، بينما ناهز عدد ضحايا القوات العراقية  12,000 مقاتل حتى تموز/يوليو 2017، عندما انتهى القتال الأكثر حدّة في العراق. وخلال العمليات، منعت هذه القوات تنظيم «داعش» من ارتكاب المزيد من الفظائع وعزّزت حقوق الإنسان ودعمت المجتمع المدني في أراضيها. أما المحصلة بالنسبة للولايات المتحدة فتمثلت بـ 108 قتيل حتى الآن وما يناهز 14 مليار دولار من آب/أغسطس 2014 إلى حزيران/يونيو 2017.
وعندما يتعلق الأمر بأفغانستان، ركّز بايدن وغيره من منتقدي الحرب على سرعة استسلام الجيش الأفغاني لحركة "طالبان" وانهياره، رغم العقدين من الزمن اللذين أمضتهما الولايات المتحدة في بناء أسسه. واعتبروا ذلك دليلاً على أن القوات الأمريكية كانت تخاطر بحياتها في قضية ميؤوس منها. ففي اليوم الذي أعقب سقوط كابول في منتصف آب/أغسطس، برّر بايدن قرار الانسحاب من أفغانستان بطرحه السؤال التالي: "كم عدد الأجيال الأخرى من بنات وأبناء أمريكا الذين تريدون أن أرسلهم لمحاربة الأفغان - أي خوض الحرب الأهلية في أفغانستان - في حين تحجم القوات الأفغانية عن القيام بذلك؟"
لكن الجيش الأفغاني أثبت استعداده لمحاربة "طالبان" رغم الثمن الباهظ. فمنذ عام 2001 وحتى نيسان/أبريل [هذا العام]، قُتل ما يقرب من 66,000  عسكري وشرطي أفغاني في أفغانستان، إلى جانب 2448 من أفراد الخدمة الأمريكية. وفي الوقت نفسه، أدت العمليات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وأفغانستان، لا سيما عندما شاركت فيها نخبة من قوات المغاوير الأفغانية المدربة على يد الأمريكيين، إلى إبقاء حركة "طالبان" في حالة تأهب، وفي الغالب خارج المراكز السكانية الرئيسية. وحين ظهر تنظيم «داعش» في أفغانستان في عام 2015، ساهم الوجود الأمريكي الراسخ على الأرض في اتخاذ تدابير سريعة لمكافحة الإرهاب، شملت ضربات جوية وغارات كوماندو أمريكية - أفغانية مشتركة، التي قوّضت التنظيم بشكل ملحوظ بحلول مطلع عام 2017. ومن المحتمل أن يكون انسحاب الولايات المتحدة المفاجئ من أفغانستان قد أرغم على الأرجح الجيش الأفغاني على مواجهة ظروف غير مألوفة، مما أدّى في النهاية إلى انهياره - وإلى الكارثة الإنسانية التي نشهدها الآن. 
يجب أن يكون سقوط كابول بمثابة تحذير لما قد يحدث إذا انسحبت القوات الأمريكية من العراق أو سوريا. فالحلفاء العسكريون للولايات المتحدة في هذين البلدين لا يعرفون ببساطة كيفية القتال بفعالية في ساحات المعركة التقليدية من دون الدعم الأمريكي. وبالتالي، على بايدن أن يعيد التأكيد علناً على دعم إدارته لحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط وأن يوضح أن الانسحاب من أفغانستان لا يشير إلى نية الانسحاب من العراق وسوريا أيضاً.
وفي أوروبا، يدعم الجنود الأمريكيون جيوش الدول الأعضاء في حلف "الناتو" ويردعون العدوان الروسي. أما في كوريا الجنوبية واليابان والمحيط الهادئ، فتقدّم القوات الأمريكية الدعم لدفاعات حلفاء الولايات المتحدة في شرق آسيا ضد الهجمات المحتملة من كوريا الشمالية والصين المستبدتين مع الحفاظ في الوقت نفسه على سيادة تايوان.
وفي الشرق الأوسط، يحدق خطر أكبر بالجنود الأفراد بما أن القوات الأمريكية تعمل في مناطق نزاع نشطة - ولكنها تقوم بذلك بأعداد أقل بكثير (حوالي 8,100 مقارنة بأكثر من 145,000 في أوروبا وشرق آسيا والمحيط الهادئ) ولأهداف مماثلة لحماية استقلال الحلفاء الديمقراطيين ومواجهة الجماعات الإرهابية أيضاً، حيث تتولى القوات الشريكة الجزء الأكبر من القتال.
وبالفعل، إذا كانت الولايت المتحدة على استعداد للاحتفاظ بأعداد ضخمة من القوات لدعم حلفائها في أوروبا وشرق آسيا، فلماذا لا تُبقي لها وجود محدود في الشرق الأوسط؟ لدى واشنطن واجب يتمثل في مواصلة الوفاء بهذا الالتزام المتواضع على الأقل تجاه حلفائها. لقد آن الأوان لأن تبدأ الولايت المتحدة بمعاملة شركائها على أنهم أصدقاؤها - سواء في أوروبا أو شرق آسيا أو أفغانستان أو الشرق الأوسط - لمنع تكرار أحداث مثل سقوط كابول.  
 عيدو ليفي زميل مشارك يعمل في "برنامج الدراسات العسكرية والأمنية" في معهد واشنطن. وتم نشر هذه المقالة في الأصل على موقع "إن بي سي نيوز".
=========================
الصحافة العبرية :
تقرير: رغم إعادة انتخاب الأسد فإن سوريا ما زالت تعيش في مأزق عسكري ودبلوماسي
https://baladi-news.com/ar/articles/77840/تقرير-رغم-إعادة-انتخاب-الأسد-فإن-سوريا-ما-زالت-تعيش-في-مأزق-عسكري-ودبلوماسي
بلدي نيوز
ترى كارميت فالنسيا الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط ومديرة برنامج الأبحاث السوري في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، أن إيران وروسيا مسؤولتين بشكل مباشر عن استقرار بشار الأسد على العرش في سوريا.
وأضافت في تقرير تحت عنوان "التدفق الإيراني على مرتفعات الجولان" ترجمه موقع جسور: "في مثل هذه الحالة، فإنهما تفعلان كل ما في وسعهما في أجزاء كبيرة من البلاد، واليوم بعد عقد من الحرب في سوريا، ورغم إعادة انتخاب الأسد كرئيس في الانتخابات الأخيرة، فإن سوريا ما زالت تعيش في مأزق عسكري ودبلوماسي".
وتقول الباحثة إن "سوريا تواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة، بشكل يزيد من اعتماد الدولة على روسيا وإيران، ويتم تأسيسها كدولة مقسَّمة إلى مناطق نفوذ، حيث يسيطر الأسد بمساعدة عسكرية من روسيا وإيران ومبعوثيهما، على ثلثَي البلاد، وتتجلى سيطرته بشكل خاص في العمود الفقري الذي يربط المدن الرئيسية: حلب وحمص ودمشق، وبدرجة أقل في الجنوب".
وتضيف أن "منطقة إدلب في شمال غرب سوريا هي جيب للمعارضة التي ترعاها تركيا، وعلى طول الحدود السورية التركية توجد مناطق تسيطر عليها أنقرة، أما معظم الجزء الشمالي الشرقي من سوريا، الذي يحتوي على معظم مواردها الطبيعية، فهو خاضع للسيطرة الكردية تحت رعاية الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته، تنشط خلايا داعش في وسط وشرق سوريا".
وتستطرد الباحثة بالقول: "فقَد أكثر من نصف مليون سوري حياتهم خلال سنوات الحرب العشر، وفي وقت ما توقف مسؤولو الأمم المتحدة عن إحصاء الضحايا، كما فقَد 12 مليون سوري منازلهم، وأصبحوا الآن لاجئين أو نازحين".
إلى ذلك، تقول الباحثة الإسرائيلية: "في مناطق سيطرة الأسد، تراجعت الليرة السورية بشكل غير مسبوق؛ وارتفعت أسعار سلع أساسية مثل الوَقود والخبز والأرز والسكر، بأكثر من 250 في المائة، وتصل الكهرباء لفترات تتراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات يوميا".
وتؤكد أن روسيا وإيران بفضل قتالهما الجامح ضد المعارضة المسلحة، تحفظان عرش الأسد، ونتيجة لذلك بدأتا في ترسيخ وجودهما في سوريا، واكتساب نفوذ في مجموعة متنوعة من المجالات.
=========================
الصحافة البريطانية :
إيكونوميست: ما بين استعراض النفط لحزب الله وخطة أمريكا لتخفيف أزمة الوقود.. لا أحد يريد حل مشاكل لبنان الرئيسية
https://www.alquds.co.uk/إيكونوميست-ما-بين-استعراض-النفط-لحزب-ا/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا عن أزمة الوقود في لبنان، والطريقة التي تشابكت فيها المصالح. فالجيران والأصدقاء عرضوا المساعدة في حل الأزمة من أجل مساعدة أنفسهم.
وعلقت المجلة على وصول شاحنات النفط التي نقلته من سوريا إلى لبنان بالقول: “كان الاحتفال مناسبا لبطلٍ فاتحٍ عاد إلى الوطن، فمع اجتياز الشاحنات الحدود، خرجت النساء حاملات الورد والأرز، وانتشرت اللافتات التي مدحت العقل المدبر للعملية لأنه “خرق الحصار” الذي فرضته على بلده قوى أجنبية حاقدة. وأطلق بعض الرجال الرصاص وقذائف الأر بي جي في الهواء، وهذا كان عملا غير حكيم في ضوء ما تحمله الشاحنات من مواد وهي 4 ملايين لتر من البنزين”. وأضافت المجلة أن الترحيب الشديد بالشاحنات يعبر الكثير عن حال لبنان اليوم.
فمن المفترض أن تخفف شحنات الوقود أزمة الطاقة التي شلت البلد، لكن 4 ملايين لتر هي أقل من الاستهلاك اليومي. وأكثر من هذا، فستفاقم الأزمة السياسية الطويلة. فقد قام حزب الله -الحركة السياسية والعسكرية الشيعية- بترتيب نقل الشحنات من إيران إلى ميناء بانياس السوري، ثم نقلها بالشاحنات إلى لبنان. وتم خرق سلسلة من العقوبات المفروضة على إيران وسوريا وحزب الله في عملية نقل الوقود. في المقابل، قدمت الولايات المتحدة خطتها الخاصة لكي تبقي على النور مشتعلا في لبنان، لكن الخطة هذه ستخرق العقوبات الأمريكية على سوريا. ويحتاج لبنان للنفط من أي جهة كانت.
فالأزمة المالية التي يعاني منها منذ عامين، جعلت من عملته بلا قيمة. وانخفض الاحتياطي الأجنبي من 38 مليار دولار عام 2019 إلى 15 مليار دولار هذا الصيف. وتكافح الحكومة للحصول على النفط وجعله متوفرا بأسعار معقولة لسكان البلد الفقراء. وخفضت بشكل مطرد من الدعم على المواد الأساسية. وكلفة 20 لترا من البترول تأكل 30% من الحد الأدنى للأجور الشهرية. هذا عندما يكون النفط متوفرا، وهو ليس متوفرا في معظم الأحيان، وتمتد طوابيره على طول كيلومترات.
وفي البيوت يحصل اللبنانيون يوميا على ساعتين من الكهرباء، وتوقفت المولدات الاحتياطية التي كانت تسد الثغرة عن العمل. وقطعت السلطات وشركات الاتصال الخدمات عن بعض المناطق لأنها لا تستطيع ضخ الطاقة وتشغيل أبراج الهواتف النقالة. ولم يتسبب أي من هذا بـ”الحصار” الغربي كما يقول حسن نصر الله، زعيم حزب الله، المغرم بتوجيه الاتهامات.
فالعقوبات الأمريكية على لبنان مقتصرة على حزبه. وفي الحقيقة، فإن بعض المشاكل التي سببت معاناة الطاقة في لبنان يمكن ردها إلى دور حزب الله كحارس للنظام السياسي الفاسد. والحزب الذي أنشئ في الثمانينات من القرن الماضي، هو من أقوى القوى السياسية في لبنان، بميليشيا تتفوق على الجيش، ووضعٍ قوي في السياسة. ويقول الحزب إن السلاح يساعده على الدفاع الوطني فيما يتحمل الآخرون مسؤولية السياسة المحلية.
لكنّ “الآخرين” أو بعضهم هم من حلفاء الحزب. وفي السنوات الأخيرة أقام الحزب تحالفا مع التيار الوطني الحر الذي يقوده جبران باسيل، صهر الرئيس ميشيل عون، وهو التيار الذي سيطر على وزارة الطاقة لسنوات. وعمل باسيل وزيرا للكهرباء ما بين 2009 -2014، ودفع باتجاه بناء محطة توليد كهرباء مثيرة للجدل في بلدة سلعاتا المسيحية والتي لم تكن مرتبطة بشبكة الكهرباء الوطنية. واستأجر مولدات كهرباء لتوفير الطاقة من بواخر، والتي كانت عبارة عن حل مؤقت، وتحولت إلى دائمة بكلفة مالية باهظة. ولأن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا يمقتون ظهور حزب الله بمظهر المنقذ للبنان، فقد تقدمت واشنطن بخطتها الخاصة معتمدة على خط أنابيب الغاز العربي.
ومع أن الخط بني لتصدير الغاز المصري إلى الدول العربية، إلا أنه ظل بدون استخدام طوال الوقت. وبعد الثورة المصرية عام 2011، استهدف المسلحون الخط. ثم انخفض إنتاج الغاز وزاد الطلب المحلي عليه، مما دفع مصر في عام 2015 لوقف التصدير والتحول للاستيراد.
لكن الصورة اليوم مختلفة، فمنطقة شرق المتوسط غنية بالغاز الطبيعي، واكتشفت مصر حقل غاز ضخما “ظهر” الذي بدأ بضخم الغاز في 2018، بالإضافة لحقل ليفياثان الإسرائيلي الذي بدأ بالعمل في 2019. وفي العام الماضي بدأت إسرائيل بنقل الغاز عبر الأنابيب إلى مصر، ويمكن تحويل جزء منه إلى مسال وتصديره للمستهلكين في أوروبا، لكن خط الغاز العربي لا يحمل أي غاز إسرائيلي.
لكن الخطة الأمريكية تواجه معوقات أمريكية. فمرور الخط من الأراضي السورية يعني أن نظام بشار الأسد سيحصل على رسوم المرور. وبدلا من دفع هذه الرسوم نقدا، يمكن دفعها بطريقة أخرى. وأحد الخيارات، هو حصول لبنان على الكهرباء من الأردن الذي لديه طاقة إضافية، مما يسهم في تخفيف انقطاع التيار في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
وأيا كان الخيار الذي تختاره الحكومة الأمريكية، فكلاهما يعد خرقا لقانون قيصر 2019 الذي يمنع التعامل مع النظام السوري. ويظل كل هذا نظريا؛ لأن على سوريا إصلاح البنية التحتية المتداعية للخط، وهذا يحتاج لعدة أشهر. لكن هذا يؤكد ضعف أمريكا المدمنة على استخدام العقوبات كسلاح.
وكان قانون قيصر بمثابة أداة ضغط على النظام لكي يختار بين الإصلاح السياسي والعزلة الاقتصادية، واختار الثاني، وهذا ليس غريبا على رجل دمر بلده لكي يبقى في السلطة.
لكن الولايات المتحدة تواجه صعوبات في الإبقاء على عزلة النظام السوري. فقد أعادت مصر والأردن ودول في الخليج، وكلها حليفة لأمريكا، العلاقات معه. وستتحول سوريا اليوم إلى وسيط في توفير الطاقة للبنان. وبالنسبة لسفينة النفط الإيرانية، فقد خرقت العقوبات الأمريكية، ولكن الأمريكيين لم يستطيعوا إيقافها لأنها عبرت المياه الدولية.
ويمكن لواشنطن فرض عقوبات على الدولة اللبنانية التي تمسكت بموقفها أن الاستيراد جاء من جهة خاصة. لكن فرض العقوبات على لبنان سيزيد من المعاناة. وفشلت العقوبات في تغيير سلوك النظامين الإيراني والسوري، وستجد أمريكا صعوبة في فرضها بطريقة مستمرة.
وطالما وجد لبنان نفسه محشورا في نزاعات جيوسياسية، فسفينة نفط من إيران وكميات قليلة من الغاز المصري لن تحل مشكلة الطاقة التي تعود إلى سوء إدارة. وكما هو الحال، فحل مشاكل لبنان المستعصية ليس هو الهدف.
=========================
ميدل إيست آي :هل تكون خطوة بايدن التالية الانسحاب من سوريا؟
https://www.noonpost.com/content/41907
كتب بواسطة:كريستوفر فيليبس
ترجمة وتحرير: نون بوست
تسبب انسحاب أمريكا من أفغانستان في قلق حلفائها الأكراد في شرق سوريا، وقد سارع البيت الأبيض إلى طمأنة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد بأنه لن يشرع في انسحاب مماثل من سوريا، ولكن هل يمكن الوثوق بالرئيس الأمريكي جو بايدن؟
سابقا، أعطت إدارة ترامب تأكيدات مماثلة قبل أن تسحب فجأة أكثر من نصف قواتها سنة 2019 وتعطي الضوء الأخضر لغزو تركي.
وفي الآونة الأخيرة، التزمت واشنطن الصمت عندما قُتل العديد من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية في الهجمات التركية خلال شهر آب/ أغسطس. وبالتالي فإن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، والذي أعطى فيه بايدن الأولوية لإنقاذ "أرواح الأمريكيين" على حساب حلفائه، سيؤدي حتما إلى زيادة المخاوف بين قوات سوريا الديمقراطية من أن يتم التخلي عنهم قريبًا.
لكن ما مدى احتمالية انسحاب بايدن؟ من خلال الانسحاب من أفغانستان، ومع تشكيل تحالف أوكوس الأخير، أشار بايدن بوضوح إلى أن المنافسة بين القوى العظمى، ولا سيما احتواء الصين، هي أولويته على الصعيد الخارجي. هذا يعني إنهاء التورط في "الحروب الأبدية"، أو "الحرب على الإرهاب"، بداية من أفغانستان، وربما لاحقا سوريا.
ويشير انسحاب بايدن إلى أنه تقبل على ما يبدو فكرة أن حكم طالبان قد يجعل أفغانستان تصبح ملاذا للجهاديين مرة أخرى. ومع ذلك، بدلا من معالجة هذا عسكريا، فإنه يفضل الضرب من مسافة بعيدة، وهو ما مارسه بالفعل في اليمن وباكستان وأماكن أخرى.
وبتوسيعه لهذا النهج ليشمل سوريا، قد يستنتج بايدن أنه لا يحتاج إلى جنود على الأرض لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة.
موقف متساهل مع الأسد
لم يكن بايدن مهتما كثيرا بسوريا، ففي حين وافق على الحملة المناهضة لتنظيم الدولة، كان قد عارض مشاركة أوسع في الصراع عندما كان نائبا للرئيس في عهد باراك أوباما. وهناك مؤشرات إلى أنه قد يتخذ موقفا أكثر تساهلا مع بشار الأسد، حيث قام مؤخرا بإعفاء صفقة الغاز بين مصر والأردن وسوريا ولبنان من عقوبات قيصر الأمريكية. وبالتالي، قد لا يصر على الإبقاء على القوات الأمريكية في شرق سوريا لحرمان الأسد من النفط.
مع ذلك، هناك أسباب تجعل قوات سوريا الديمقراطية متفائلة: أولا، كان موقف بايدن صارما بالانسحاب من أفغانستان، لكنه سيكون حذرا من إثارة الانتقادات بالتخلي سريعا عن حليف آخر. وحتى إن كان حريصا على مغادرة سوريا، قد يتأخر القرار حتى تهدأ انتقادات ما بعد الانسحاب من أفغانستان.
ثانياً، العملية في سوريا أقل تكلفة بكثير من العملية في أفغانستان. عندما كانت الولايات المتحدة تملك 15000 جندي في أفغانستان سنة 2018، قبل تخفيض العدد إلى 4000 قبل الانسحاب، لم يكن لديها إلا 900 جندي فقط يدعمون قوات سوريا الديمقراطية.
حتى إن كان بايدن يفضل الانسحاب في الوقت الراهن، فإن هناك القليل من الزخم الداخلي والخارجي للقيام بذلك. وعلى وجه الخصوص، فإن ديناميكية العلاقة بين تركيا وروسيا في سوريا مهمة، ويمكن أن يكون للأحداث في أفغانستان صدى هناك.
علاوة على ذلك، لم تعد سوريا مسرحا رئيسيا للعمليات القتالية بعد القضاء على تنظيم الدولة إلى حد كبير، لذلك تظل الخسائر الأمريكية منخفضة، كما يواجه بايدن ضغوطا داخلية أقل للانسحاب مقارنة بالوضع في أفغانستان.
وأخيرا، هناك البعد الدولي، حيث يريد الحلفاء الإقليميون الرئيسيون، وخاصة 'إسرائيل" والمملكة العربية السعودية، أن تبقى الولايات المتحدة في شرق سوريا لحماية المنطقة من إيران. ويحرص الحليف الآخر (تركيا) على مغادرة الولايات المتحدة حتى تتمكن من مواجهة قوات سوريا الديمقراطية دون عوائق. وتصنف أنقرة أقوى فصيل في قوات سوريا الديمقراطية، حزب الاتحاد الديمقراطي، على أنه منظمة إرهابية. ولا يستطيع بايدن بالتأكيد إرضاء جميع حلفائه، كما لا يوجد إجماع إقليمي يضغط عليه للمغادرة.
بالنظر إلى كل هذه العوامل، حتى إن كان بايدن يفضل الانسحاب في الوقت الراهن، فإن هناك القليل من الزخم الداخلي والخارجي للقيام بذلك. وعلى وجه الخصوص، فإن ديناميكية العلاقة بين تركيا وروسيا في سوريا مهمة، ويمكن أن يكون للأحداث في أفغانستان صدى هناك.
الاستراتيجية الروسية
أحد أهداف روسيا بعيدة المدى هو إعادة شرق سوريا إلى سيطرة الأسد، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمنح اقتصاد دمشق المحاصر إمكانية الوصول إلى حقول النفط. ولكن على عكس إدلب التي يسيطر عليها المتمردون، والتي يبدو أن الأسد وموسكو عازمان على الاستيلاء عليها عسكريا، فإن استراتيجية روسيا في الشرق تبدو مقنعة. تريد موسكو من قوات سوريا الديمقراطية أن تقبل تسوية مع الأسد وتطلب من الأمريكيين المغادرة.
لا يعتبر هذا الهدف بعيد المنال، فقد كان لحزب الاتحاد الديمقراطي علاقة جيدة مع كل من الأسد وروسيا قبل الحرب الأهلية في سوريا، وهناك فصيل يرى مستقبل قوات سوريا الديمقراطية تحت حماية دمشق وموسكو بدلا من واشنطن.
وعندما سمح ترامب لتركيا بشن عملية في شمال سوريا سنة 2019 ، تواصلت قوات سوريا الديمقراطية على الفور مع موسكو، وقد توسطت روسيا في وقف إطلاق النار مقابل حصول القوات الروسية والأسد على مواقع في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد.
مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد يشاركون في عرض عسكري في حقل العمر النفطي والذي تشرف على حمايته  الولايات المتحدة في محافظة دير الزور، 23 آذار/ مارس 2021
ترى أنقرة على نحو متزايد أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو مصدر قلقها الأول في سوريا، كما تضع هزيمة الأسد والدفاع عن المتمردين في قائمة الأولويات. وفي الوقت الذي تكافح فيه لتهدئة مقاتلي إدلب المتطرفين، وتحبط الغارات الجوية الروسية هناك، فإن خط المواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية في الشرق هو أحد المناطق القليلة التي حققت فيها تركيا أهدافها.
صعدت تركيا هجماتها على مواقع قوات سوريا الديمقراطية، إما بطائرات بدون طيار أو بواسطة حلفائها من المتمردين السوريين. وفي كل مرة تفعل تركيا ذلك، ولا ترد واشنطن الفعل، فإنها تقدم المزيد من الأدلة العملية على ادعاء موسكو بأن روسيا وحدها هي القادرة على حماية قوات سوريا الديمقراطية من تركيا.
حتى إن لم يكن لدى البيت الأبيض خطط لمغادرة شرق سوريا حاليا، ستحاول كل من روسيا وتركيا استغلال التداعيات الناجمة عن الانسحاب من أفغانستان لتحقيق أهدافهما، والتي قد تعجل في نهاية المطاف بالرحيل الأمريكي.
قد تكون أنقرة في واقع الأمر منفتحة على نوع من الاتفاق النهائي بين الأسد وقوات سوريا الديمقراطية وروسيا، طالما أن ذلك يؤدي في نهاية المطاف إلى نزع سلاح حزب الاتحاد الديمقراطي أو تحييده. وبالتالي، ستشعر كل من موسكو وأنقرة أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان يزيد من فرصهما في الحصول على ما يريدانه.
بالنسبة لتركيا، يشير الصمت الأمريكي إلى أن واشنطن تتسامح مع الغارات التي تشنها أنقرة على مواقع قوات سوريا الديمقراطية.
وبالنسبة لفلاديمير بوتين، فقد منحه بايدن فرصة بث الشكوك في أذهان قادة قوات سوريا الديمقراطية. وبالتالي، حتى إن لم يكن لدى البيت الأبيض خطط لمغادرة شرق سوريا حاليا، ستحاول كل من روسيا وتركيا استغلال التداعيات الناجمة عن الانسحاب من أفغانستان لتحقيق أهدافهما، والتي قد تعجل في نهاية المطاف بالرحيل الأمريكي.
الموقع: ميدل إيست آي
=========================
ميدل إيست آي: بعد تنحية السياسة جانبًا.. الأردن وسوريا يعيدان بناء علاقاتهما الدبلوماسية
https://sasapost.co/translation/jordan-and-syria-rebuilding-diplomatic-links/
فريق العمل
الاعتبارات الاقتصادية واستمرار سيطرة الأسد على السلطة دفعت عمان إلى تغيير موقفها مع جارتها سوريا.
نشر موقع «ميدل إيست آي» تقريرًا للصحافي محمد عرسان حول تحرك الأردن مؤخرًا لإعادة بناء علاقاته مع نظام الأسد في دمشق، وهو تحول براجماتي عن الموقف السابق للمملكة الهاشمية. ويرى محللون أن ذلك يعود إلى تعذر تغيير النظام في سوريا بعد أن بسط سيطرته على كل أنحاء البلاد، كما أن اقتصاد الأردن تضرر كثيرًا بسبب عدد اللاجئين السوريين في أراضيه، وكذلك بسبب المقاطعة الاقتصادية مع الجارة سوريا.
في مستهل تقريره يشير الكاتب إلى أن زيارة وزير الدفاع السوري وقائد القوات المسلحة، العماد علي أيوب، إلى الأردن في 19 سبتمبر (أيلول) كانت مؤشرًا على تغيير في العلاقة الفاترة بين دمشق وعمان على مدار العقد الماضي. كان الأردن وسوريا على طرفي نقيض منذ بداية الحرب الأهلية السورية في عام 2011؛ إذ تحالف الرئيس السوري بشار الأسد مع روسيا، بينما انحاز العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى جانب الولايات المتحدة.
لكن زيارة أيوب قد تمثل نقطة تحول دبلوماسية، بحسب الكاتب، مع توقع زيارة مسؤولين سوريين آخرين رفيعي المستوى عمان في المستقبل. لكن كيف تبرر المملكة الهاشمية هذا التحول السياسي؟
اعتبارات أمنية
يشير الكاتب إلى أن الصراع في سوريا، الذي يمر الآن بعامه العاشر، أوجد أسوأ أزمة لاجئين في العالم؛ بعد فرار أكثر من 5.6 مليون سوري إلى الدول المجاورة، فضلًا عن أكثر من مليون سوري يعيشون في أوروبا. كما قُتل حوالي نصف مليون شخص في الصراع السوري، بمن فيهم آلاف الأشخاص الذين كانوا محتجزين في سجون المخابرات السورية، ولقوا حتفهم نتيجة التعذيب الوحشي.
يستشهد الكاتب بتقرير صدر عن الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، يوثق احتدامًا في وتيرة القتال خلال الآونة الأخيرة داخل سوريا، مصحوبًا بـ«عودة الحصار والتكتيكات الشبيهة بالحصار» في بعض أجزاء البلاد، بما في ذلك محافظة درعا الواقع في جنوب غرب البلاد، مهد الثورة السورية، وواحدة من آخر معاقل مقاتلي المعارضة.
وسبق أن اتهمت دمشق الأردن بتدريب مقاتلين من المعارضة والسماح لهم بدخول سوريا عبر حدود المملكة. وتدهورت العلاقات بين البلدين إلى درجة قيام الأردن بطرد السفير السوري بهجت سليمان من البلاد في عام 2014.
لكن بحسب وكالة «الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)»، فإن لقاء أيوب مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني اللواء الركن يوسف الحنيطي كان يهدف إلى «ضمان سلامة الحدود المشتركة بين البلدين، والوضع في جنوب سوريا، ومكافحة الإرهاب والعمل معًا من أجل وقف تهريب المخدرات».
وبحسب اللواء الأردني المتقاعد مأمون أبو نوار، فإن زيارة وزير الدفاع السوري هدفت إلى «تعزيز الأمن على الحدود بعد أن استعاد الجيش السوري السيادة على المناطق الجنوبية القريبة من الحدود الأردنية». وأغلقت الحدود السورية الأردنية مرارًا وتكرارًا منذ عام 2015 بسبب تواجد جماعات مسلحة مختلفة حول معبر جابر نصيب الحدودي.
لكن القوات الموالية للأسد استعادت السيطرة على جميع المناطق المتاخمة للأردن في وقت سابق من العام الجاري بعد اتفاق مع مقاتلي المعارضة في درعا تضمن تسليم أسلحتهم. قال أبو نوار لموقع «ميدل إيست آي»: «العامل الهام هو ضمان عدم انتقال الفوضى في سوريا إلى الأردن».
وقال الخبير العسكري واللواء المتقاعد: إن عمان تلقت تأكيدات بأن الميليشيات المدعومة من إيران لن تتواجد في المنطقة الحدودية الآن بعد أن حصل الأردن على إعفاء من قانون قيصر الأمريكي، الذي فرض عقوبات على أي تجارة مع الحكومة السورية.
المصالح المتبادلة
تأتي الزيارة بموازاة سعى الأردن إلى تطبيع العلاقات مع الأسد مؤخرًا، وهو تحول قوي في الموقف السابق للحكومة، على حد وصف التقرير. ففي عام 2017، ألمح الملك عبد الله إلى صحيفة «واشنطن بوست» بأن على الأسد أن يستقيل. وقال الملك في ذلك الوقت: «الحس السليم يملي على الشخص المتسبب في إراقة دماء شعبه على هذا النحو أن يمضي قدمًا ويغير موقعه».
لكن عبد الله تبنى منذ ذلك الحين نهجًا أكثر براجماتية، إذ قال لشبكة «سي إن إن» في يوليو (تموز): إن الأسد وحكومته سيبقون في سوريا لفترة طويلة، وبالتالي فإن الحوار والتنسيق ضروريان.
وفي 19 أغسطس (آب)، قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إن الأردن ومصر يعملان على إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية. وصرح رئيس الوزراء للطبعة العربية من صحيفة «الإندبندنت» بأن «الأردن وحكومة مصر ودولا شقيقة أخرى يرغبون في استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية».
ويرى المعلق الأردني مالك العثامنة أن هذا التغيير «في مصلحة الطرفين». وقال لموقع «ميدل إيست آي»: «هذا التقارب بين البلدين يخدم مصالحهما الخاصة». منذ زيارة الملك عبد الله الثاني إلى البيت الأبيض «في يوليو» ومناقشته للقضايا السورية واللبنانية، فهمت واشنطن موقف الأردن من محاولة تغيير الموقف السوري، بدلًا عن تغيير النظام بأكمله.
وأضاف: «ونتيجة لذلك، تمكن الأردن من الحصول على تنازل بشأن حركة المنتجات ونقل الكهرباء إلى لبنان عبر سوريا، وكل هذا أدى إلى تحسين فرص التوصل إلى تفاهم إقليمي جديد».
الاعتبارات الاقتصادية
في غضون ذلك كشف وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني، صخر دودين، في لقاء مغلق مع منتجي الإذاعات الأردنية، الخميس الماضي، عن «عقد اجتماع للوزراء السوريين والأردنيين خلال الأسابيع المقبلة لبحث مجموعة متنوعة من القضايا الاقتصادية بين البلدين».
وبحسب دودين، «جرى التخطيط لعقد اجتماعات لوزراء الطاقة والمياه والزراعة، والتي ستتماشى بشكل جيد مع الخطط الحكومية الجديدة للمرحلة المقبلة من العلاقات مع الدول المجاورة والتي تهدف إلى التنمية الاقتصادية». عقد في الواقع اجتماع في عمان يوم 8 سبتمبر بين وزراء الطاقة في مصر، وسوريا، ولبنان، والأردن، ناقشوا فيه تفاصيل إيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا والأردن.
وقال خالد شنيكات، الرئيس السابق لجمعية العلوم السياسية في الأردن، لموقع «ميدل إيست آي»: «يتفهم الأردن والولايات المتحدة أن النظرة الواقعية إلى المشهد السياسي تتطلب فهم أن فكرة تغيير النظام لم تعد ذات جدوى الآن بعد أن بسطت السلطات السورية سيادتها على جميع أنحاء البلاد».
وتضرر الأردن، الذي يستضيف 1.3 مليون لاجئ سوري، اقتصاديًا من قطع العلاقات مع سوريا وإغلاق الحدود. وانخفض الميزان التجاري الأردني مع سوريا من 615 مليون دولار في عام 2010 إلى 94 مليون دولار في عام 2020، وفقًا لإحصاءات أردنية رسمية. وقال شنيكات: إن «الأردن وعدد من الدول الغربية يرون أن الاستقرار في سوريا أولوية مقدمة على وجود مجموعات عسكرية تسبب المشاكل».
ويختتم عرسان تقريره بالإشارة إلى أن الصراع السوري أبعد ما يكون عن نهايته، في ظل استمرار معاناة البلاد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للحرب، قائلًا: يبقى أن نرى ما إذا كانت مقامرة عمان الجديدة ستؤتي ثمارها.
=========================