الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 26/12/2016

سوريا في الصحافة العالمية 26/12/2016

27.12.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية : الصحافة الامريكية : الصحافة الروسية :  
الصحافة البريطانية :
تلغراف: على العالم التصدي لقيام اتحاد سوفياتي جديد
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2016/12/26/تلغراف-على-العالم-التصدي-لقيام-اتحاد-سوفياتي-جديد
في ذكرى تفكك الاتحاد السوفياتي قبل 25 سنة أمس الأحد كتبت التلغراف في افتتاحيتها أنها بدت لحظة غير عادية للكثيرين في الغرب الذين نشؤوا في ظل الحرب الباردة وعلامة على انتصار الرأسمالية والقيم الديمقراطية.
وألمحت الصحيفة إلى أن الأمر كان تحريرا بالنسبة للعديد من الدول التي شكلت جزءا من الإمبراطورية السوفياتية، لكنه كان بالنسبة للروس تجربة مريرة، من كونهم في مركز قوة إمبراطورية عظمى صاروا يواجهون مستقبلا غامضا. وكان انهيار حلف وارسو وسقوط جدار برلين في عام 1989 إرهاصات لما سيبدو في وقت لاحق مصيرا لا مفر منه.
"الغرب الآن في طور مواجهة مع روسيا التي بدأت تظهر علامات مقلقة على رغبتها في استعادة بعض الأراضي التي فقدتها بتفكك الاتحاد السوفياتي"
وانتقدت الدور الغربي في فترة ما بعد الحرب الباردة بأنه لعب بطريقة سيئة، حيث عامل روسيا كخصم مهزوم بدلا من حليف محتمل، وقد أفزع الكرملين التوسع السريع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) شرقا لدمج دول الكتلة السوفياتية السابقة، وهو ما دعا وزير الدفاع في إدارة الرئيس بيل كلينتون الأولى وليام بيري إلى القول مؤخرا إن واشنطن أهدرت الجهود المبكرة لتشكيل تحالف جديد مع موسكو، وألمح إلى أن توجه الناتو شرقا كان ينبغي أن يدرس باستفاضة أكثر.
ورأت الصحيفة أن الغرب الآن في طور مواجهة مع روسيا التي بدأت تظهر علامات مقلقة على رغبتها في استعادة بعض الأراضي التي فقدتها بتفكك الاتحاد السوفياتي، وهو ما تم بالفعل بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية وقلق دول البلطيق من احتمال أن يأتي الدور عليها رغم الضمانة الموجودة في المادة الخامسة لميثاق الناتو، كما أن بوتين حل محل النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط بتدخله العسكري في سوريا.
وختمت بأنه ما لم يتوقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بسط نفوذه فيما حوله فقد يؤدي هذا التحدي إلى مواجهة جديدة وشيكة بعد تلك التي انتهت في عام 1991.
========================
الاندبندنت :روبرت فيسك: مآسي سوريا.. وإشارة نهاية الثورات العربية
http://altagreer.com/روبرت-فيسك-مآسي-سوريا-وإشارة-نهاية-ال/
نشر في : الإثنين 26 ديسمبر 2016 - 01:42 ص   |   آخر تحديث : الإثنين 26 ديسمبر 2016 - 01:44 ص
مثلما جلب الغزو الأمريكي للعراق نهاية لمغامرة الجيش الغربي في الشرق الأوسط، أكدت مأساة سوريا أنه لن يكون هناك أي ثورات عربية أخرى، واستغرق الوقت 13 عامًا مخضبة بالدماء – من 2003 وحتى 2016- لإعادة ترتيب القوى السياسية، حتى باتت روسيا وإيران وبعض الميليشيات الشيعية التابعة لهم تعتقد أنها تتحكم في مستقبل المنطقة الآن، ولا يمكن لبشار الأسد ادعاء الانتصار، ولكنه على أرض الواقع يحرز تقدما.
وقال جنرال سوري في جيش النظام إنه يجب السيطرة على حلب قبل سقوط الموصل، وحدث ذلك بعد شهر تقريبًا، وكان ومازال هناك مجموعات قليلة من حلب تلعب عليهم الحكومة وجماعاتها المسلحة دور الشخص الجيد والشخص السيء، وفق مَن يحاصر مَن، وعندما أنهت جماعات سنية حصارها لمدن يقطنها الشيعة، مثل “فاعور”، تزاحم المدنيون على خطوط الحكومة، وأفادت التقارير أن هذه تعد نزاعات محلية غير مفهومة قليلاً.
ولكن عندما دخلت قوات النظام إلى شرق حلب، هاجمه العالم باعتباره يرتكب جرائم حرب، ولكن يتم ارتكاب هذه الجرائم على كلا الجانبين، ولا تدير قوات بشار المعركة بنزاهة، ولكن ذلك ما حدث من قوات البحرية الملكية 42 في أفغانستان، فقصة حلب يتم تكرارها من خلال سيناريوهات مختلفة، من قوات “الجهاد” الكبيرة الباسلة في زي المتمردين، ومعارضيهم والذين تم مقارنتهم بأفعال طيارين صدام عندما استخدموا قنابل الغاز.
كل ذلك سينتهى قريبًا، حيث أدركت روسيا أن أوباما وليبراليي أوروبا كانوا غير جادين بشأن الإطاحة ببشار – والذي يبدو عكس حليف بوتين الأوكراني في كييف والذي هرب – ودعمت جيشه، وعلى الرغم من سخرية موقع إيكونوميست من جنود الجيش السوري لعدم قدرتهم على التحرك عند إقامة عرض عسكري روسي في القاعدة الجوية السورية، إلا أن فوزهم بمعركة لا يعني أنهم يجب أن يتحركوا خلال عرض عسكري، وتفتخر قوات الجيش السوري بأنها قاتلت في وقت واحد على 80 جبهة ضد جماعات مثل داعش وغيرها، بالإضافة إلى بعض الضباط المنشقين، وهو وفقًا للمخالفات في الخطوط الأمامية يمكن أن يكون صحيحًا، ولكنه ليس سجل عسكري يمكن الافتخار به، حيث أنها أعادت السيطرة على تدمر من أيدي داعش ثم خسرتها مرة أخرى أثناء انشغالها بمعركة شرق حلب.
ويملك الجنود السوريون الكثير من الوقت لحلفائهم من ميليشيات حزب الله – الذين يظهرون في المعركة أفضل تسليحًا من السوريين أنفسهم – ولا يملكون نفس الوقت للمستشارين من إيران والذين يملكون معرفة أكبر بالحروب المفتوحة، لقد كنتُ حاضرًا عندما قال ضابط إيراني لآخر سوري بأنه “غبي”، وهو كان محق في هذه الحالة، ولكن في الواقع فإن الضباط السوريين يعدوا أكثر تدريبًا على المعارك من قوات الحرس الثوري الإيراني، والذين أصيبوا – بجانب حلفائهم من الأفغان والشيعة – بخسائر أكثر مما كانوا يتوقعون.
لذا بعد حوالي خمس سنوات، لازال الجيش السوري في أرض المعركة، وقوات النصرة وداعش والتي تحيط بالقطاع الحكومي في مدينة دير الزور ستكون الهدف التالي للجيش بعد استعادة السيطرة على تدمر، ولكن قبل استعادة الرقة، وهي العملية التي ستقوم بها واشنطن، ومن المتوقع أن يقوم الجيش السوري ببناء الدولة بعد انتهاء الحرب، وستقرر مستقبل الدولة.
هذا لا يعني التخلص من بشار، حيث لا يوجد بين معارضيه الرسميين أو أعدائه من الجهاديين أو أعدائه السياسيين من تركيا، مَن يستطيع مجابهته على الأرض، وحتى إذا نجحوا فمن المؤكد أن نفس السجون والزنازين في سوريا ستستمر للعمل على مدار 24 ساعة؛ لحبس وتعذيب المعارضة الجديدة للنظام الجديد، بجانب أنه بعد أن عانى بوتين من الإهانة بعد النجاح الثاني لداعش في “تدمر”، بعد أن احتفل الروس وأقاموا عروض السلام قبل أشهر قليلة، فلن يدع أي مجال لسقوط بشار الأسد.
والغريب في الأمر أن زعماء الغرب لازالوا يجهلون طبيعة الصراع في سوريا وأي جانب يجب أن يدعموه، فعلى سبيل المثال فإن فرنسوا هولاند – والذي اختار إخبار الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي أن روسيا وإيران يجب أن يجبرا الأسد على خلق السلام؛ لأنه إذا لم يحدث سيتحملوا هم بجانب النظام مسؤولية الانقسام والفوضى في سوريا، – كل ذلك يعد جيدًا، إلا أنه بعد شهرين فإن هولاند طالب بأفعال جادة ضد جبهة النصرة الإسلامية على الأرض، وهذه الجبهة بقت لاستغلال الوضع بعد انسحاب داعش، وكان ذلك قبل سيطرة داعش ثانية على “تدمر”.
ولكن ينشغل هولاند وحلفاؤه من أوروبا وواشنطن بضعفهم وسياستهم الخاطئة تجاه سوريا، عن إدراكهم للواقع وتحرك القوة على الأرض؛ لذا، فإنه بدلاً من البكاء بشأن وحشية روسيا وقسوة إيران وكذب حزب الله، يجب عليهم إلقاء نظرة على الجيش السوري المسلم السني، والذي يقاتل ضد أعدائه من المسلمين السنة الجهاديين منذ البداية، حيث اعتبروا جبهة النصرة أخطر من داعش، ويعد الجيش السوري محق بهذا الشأن، ويجب على هولاند الموافقة على هذه النتيجة على الأقل.
ولكن تعد قوة الوهم هامة لنا، وإذا لم يستطع الغرب استعادة الموصل من داعش، فلا يمكنهم إيقاف السوريين من استعادة شرق حلب، ولكن يمكنهم بسهولة تشجيع الإعلام الغربي على التركيز على التعامل الوحشي الروسي في حلب، بدلاً من الإصابات البالغة التي لحقت بحلفاء أمريكا في الموصل، وكانت التقارير الصادرة عن حلب الأسبوعين الماضيين تشبه التقارير من المراسلين الحربيين البريطانيين في الحرب العالمية الأولى، وكذلك شجعت روسيا إعلامها على التركيز على الانتصار في حلب بدلاً من الخسارة في تدمر، أما بالنسبة للموصل، فقد اختفت تمامًا من الأخبار.
كم عدد الأشخاص الذين قتلوا في “تدمر”؟ بهذا الشأن كم عدد من أسروا في شرق حلب؟ هل كانوا حقًا 250000؟ أم كانوا 100000؟ وقالت إحدى التقارير إن عدد الوفيات في الحرب السورية بأكملها وفقًا لإحصائيات وصل إلى 400000، فيما بالغت تقارير أخرى وقالت إن عدد الوفيات 500000، أيهما صحيح؟ أتذكر دائمًا التفجير النازي لنوتردام في 1940، عندما قال الحلفاء إن عدد المدنيين الذين قتلوا هو 30000، ولسنوات كان هذا هو الرقم الأصلي، ثم بعد انتهاء الحرب؛ اتضح أن العدد الحقيقي – على الرغم من صعوبته أيضًا – كان حوالي 900 وهي أقل 33 مرة من الرقم الذي قيل، وهو ما يجعلنا نتساءل: ما هي الإحصائيات الصحيحة في سوريا؟، وإذا لم يمكننا معرفة ذلك، فما الذي نفعله بتدخلنا في الحرب السورية؟
========================
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :«100 عام على اتفاقية "سايكس بيكو"» - العراق: تحديد الدولة المستقرة
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-lines-that-bind-100-years-of-sykes-picot
فيما يلي المقالة الثانية من مقالات المجهر السياسي 151 وعنوانها: «تحديد الدولة المستقرة» بقلم مايكل نايتس
لا تُشكّل أرض العراق الّتي تظهر حالياً على الخرائط النتيجة الدقيقة لاتفاقية "سايكس-بيكو"- التي قسّمت العراق كما هو عليه اليوم بين منطقتي نفوذ فرنسية وبريطانية - بل هي بالأحرى ناشئة عن عملية جمع ثلاث ولايات عثمانية (بغداد، البصرة والموصل) في دولة واحدة. وفي السنوات ما بين 1921 و 1932، تم تحديد حدود العراق مع المملكة العربية السعودية وسوريا وتركيا وإيران. وحتى منذ ذلك الحين، انتُقد العراق على أنه "دولة مصطنعة"، خاصةً لأنه يفتقر إلى التجانس العرقي والطائفي. وقد انضم تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى صفوف النقاد في حزيران/يونيو عام 2014، عندما أصدر شريط فيديو بعنوان "نهاية «سايكس-بيكو»" هدد فيه بـ "غرس المسمار الأخير في نعش مؤامرة «سايكس-بيكو»"
ويمكن القول أن وضع الخطوط بدقة على الخريطة - أي الحدود الخارجية للعراق - كان الموضوع الأقل إثارةً للجدل خلال البداية الاستعمارية للبلاد. وكانت المنافذ في المناطق الحدودية مع السعودية والأردن وسوريا، ومع تركيا، إلى حد ما، قليلة السكان ويسهل اختراقها من الناحية التاريخية لكي تسمح بقيام تجارة تقليدية واتصالات بين المجتمعات العابرة للحدود. وحيث لامست الحدود المناطق الاستراتيجية والغنية بالنفط بالقرب من الخليج العربي، الذي هو منفذ العراق الوحيد إلى البحر، أدّى موضعها دوراً في اندلاع حربان كبيرتان مع إيران والكويت. وتنطبق دينامية مماثلة على العديد من الدول في مناطق كثيرة من العالم.
تنوّع دون تمثيل
تسببت الجوانب الأكثر إثارة للجدل في ولادة العراق الحديث، من التقاء مجموعة فريدة ومتنوعة من الأعراق والطوائف والطبقات الخاضعة لأشكال حكومات غير تمثيلية. فالأول والأكثر إثارة للجدل، أدت الحدود التي أُنشئت مع تركيا في عام 1926 إلى عزل جزءٍ من الأمة الكردية داخل الحدود الإدارية الحديثة للعراق. كما فُوضت مجموعات مهمة أخرى من الأقليات - التركمان واليهود والمسيحيين الآشوريين، على سبيل المثال لا الحصر - لتحكم من بغداد. كذلك، تم إخضاع الشيعة العرب، الذين هم أكبر مجموعة عرقية طائفية منفردة، إلى حكومة تسيطر عليها جهات غير شيعية.
وفي حين أصبحت الحدود الحديثة للعراق وقوميته حقيقةً واقعة، تم الحفاظ على وحدة هذه المجموعات بوسائل متنوعة. فغالباً ما كانت القوة العسكرية الخاصة بالحكومة مهمة جداً في تدارك الثورات والانتفاضات التي قام بها الأكراد والشيعة. وأدّت الثروة النفطية والسياسة الحزبية إلى تحقيق التقدم الاجتماعي وبداية دولة ريعية شعر فيها المواطنون بالطمأنة من خلال رعاية الدولة. إلا أن ديكتاتورية صدام حسين العنيفة إلى حد كبير فقدت السيطرة على الشمال الكردي، وبدأت السلطة المركزية للدولة تضعف بشكل كبير في ظل العقوبات الغربية.
وعوضاً عن الديكتاتورية، سعى الائتلاف إلى فرض ديمقراطية تمثيلية تحفّز العضوية الوطنية لكافة المكوّنات العراقية - أي شكل من أشكال الحكم لم يطوّره يوماً أبناء البلاد في العراق. وقد لا تكون هذه الفكرة قد فشلت نهائياً، لكن من الواضح أن العرقية والطائفية القائمة على أساس الحصص، والديمقراطية التي تهيمن عليها الأحزاب في الوقت الحالي لم تحقق التماسك بين العراقيين، بل في الواقع على العكس تماماً من ذلك.
ولم تكن بعض الظروف مثل بروز تنظيم «الدولة الإسلامية» وانخفاض أسعار النفط مساعدة أيضاً. كما أن القوى المركزية في العراق - أي القوة العسكرية والنفوذ الاقتصادي للحكومة - لم تكن يوماً ضعيفة إلى هذا الحد. ولم تبدُ فكرة تداول السلطات على أساس الهوية العرقية الطائفية جذابة بتاتاً إلى هذه الدرجة بالنسبة إلى الكثير من العراقيين منذ ولادة الدولة.
ويثير كل ما سبق علامات استفهام حول الكيفية التي يجب أن تنظر بموجبها الولايات المتحدة إلى العراق، وكيف يمكن للمصالح الأمريكية أن تتفاعل مع طبيعة الدولة العراقية وشكلها. فهل يجب أن تسعى الولايات المتحدة إلى نتيجة حاسمة، أي إلى "سياسة عراق واحدة" أم، على العكس من ذلك، إلى «دولة كردستان» المستقلة؟ أم يجب على الولايات المتحدة أن تنتظر إلى أن يقوم العراقيون بتحديد جدول أعمال؟
تسهيل إعادة ضبط العلاقات بين بغداد والأكراد
تشكّل مسألة كردستان نقطة بداية مهمة لأنها قد تكون الشائبة الأكثر وضوحاً في البداية الحديثة للعراق. وعلى الرغم من أنه بإمكان المرء أن يجادل بشأن الأراضي المنخفضة المتنازع عليها، لا شك في أنه ليست هناك مصلحة أو مطالبة حقيقيتين للدولة العراقية التي يهيمن عليها العرب، ولسكان العراق في السيطرة على معظم المرتفعات والمناطق الجبلية التي تديرها «حكومة إقليم كردستان». وتعود جذور معارضة العرب وآخرين من غير الأكراد للاستقلال الكردي إلى معاملة المناطق المتنازع عليها المختلطة عرقياً والمهمة اقتصادياً، وخاصةً كركوك الغنية بالنفط.
بين عاميْ 1991 و 2003، كان الأكراد العراقيون مستقلين إدارياً عن الدولة العراقية، على الرغم من أن ميزانيتهم كانت ما زالت تُستمد من حصة تديرها الأمم المتحدة من صادرات النفط العراقية. وقد وافقوا على إعادة الاندماج مع العراق في عام 2003 كنوعٍ من تجربة في إدارة منطقة فدرالية غير متناسقة داخل العراق. وقد تُجري «حكومة إقليم كردستان» استفتاء [خلال العام المقبل] لجمع الأدلة على أن معظم الأكراد العراقيون يريدون إنهاء هذه التجربة والعودة إلى علاقة أكثر مساواة مع بغداد، إما كتوأم يتألف من كيانين سياديين داخل عراق إتحادي، أو، على الأرجح، كدولة كردية مستقلة معترف بها من قبل الأمم المتحدة.
ومن بين القوى الخارجية، يبدو أن تركيا قد تراجعت حقاً عن معارضتها لقيام دولة كردية سيادية، ويرجع ذلك جزئياً لأن أكراد العراق صريحين بأنهم سيحكمون فقط داخل حدود العراق التي رُسمت إبان الإستعمار في زمن الانتداب. وتبدو إيران معادية جداً للفكرة، ويعود ذلك جزئياً إلى تقوية العلاقات بين تركيا و«حكومة إقليم كردستان» وجزئياً لأنها قد تشكل مثلاً يحتذي به الأكراد الإيرانيون، ولكن لا أحد يستطيع أن يجزم فيما إذا كانت إيران ستستمر في معاداتها [لهذه الفكرة] إذا ما دعَم المجتمع الدولي إلى حد كبير حكومة سيادية للأكراد العراقيين. وإذا ما تم التعامل مع المناطق المتنازع عليها بشكل صحيح، فهناك الكثير من العلامات التي تشير إلى أن بغداد قد تكون أكثراستعداداً لتقبُّل "الطلاق الودّي".
يتعيّن على الولايات المتحدة الإضطلاع بدور الوسيط الناشط في المساعدة على هذا الانفصال الودّي والتأكد من أن الكيانين العراقي والكردي يعيشان [بسلام] كجيران طيّبين. وتتمتع الولايات المتحدة بمستوى مرتفع جداً من الفطنة والخبرة إزاء المشكلة الشائكة الخاصة بالمناطق المتنازَع عليها في العراق، ويُنظر إليها على أنها وسيطاً نزيهاً. ويمكن أن تساعد القيادة الأمريكية في بروز جهود متعددة الجنسيات من أجل العثور على حلول تدريجية طويلة المدى لمناطق مثل كركوك. كما يجب أن تساعد الولايات المتحدة في ضمان عدم إهمال الأقليات - أي التركمان والمسيحيين واليزيديين والشبك والكاكائيون، وغيرهم - نظراً إلى أنها جماعات هامة من أصحاب المصالح في المناطق المتنازع عليها مع مظالم وطموحات فريدة من نوعها.
إتّحادية فاعلة في العراق العربي
إلى جانب وضوح مسألة النزعة الانفصالية الكردية، يبرز تحدي المصالحة الصعب والهوية الوطنية داخل العراق الفدرالي، ويعني ذلك الأجزاء ذات الغالبية العربية في البلاد. وتتعلق بعض الانقسامات بالدور السياسي المتقلص للمجتمع الشيعي في العراق، لا سيما في عهد نظام صدام حسين. وثمة انقسامات أخرى أكثر حداثة وهي: معاناة جميع الطوائف من العنف المستشري والتمييز منذ عام 2003. فعلى سبيل المثال، في القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، خلقت الجرائم التي لحقت بالسنّة العراقيين من قبل إخوانهم في الدين تحدياً كبيراً للمصالحة داخل المجتمع السني، وليس فقط بين السنة والشيعة.
ويحتاج العراقيون في المناطق غير الكردية أيضاً إلى إثارة بعض المسائل الراسخة بشأن مستقبل الدولة العراقية وتمثيلها. بمعنى آخر، من الذي سيحكم العراق وكيف سيحكمون العراق؟ وقد تزايدت الدعوات الانفصالية السنية من خلال رفض شرعية الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد ومن ردة الفعل على معاملة السنة كمواطنين من الدرجة الثانية في المناطق المختلطة. وتشير الدلائل إلى أن الفترة الكارثية لحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» في المناطق السنية من العراق أدت إلى التبرير المنطقي لطرفيْ الانقسام الطائفي. فقد خفّ حديث القادة السنة على المستوى المحلي عن إعادة الزمن إلى الوراء إلى ما قبل عام 2003، بينما زاد حديثهم حول ضمان عودة المواطنين إلى مدنهم وتأمين تلك المناطق بالاشتراك مع الحكومة. فقد عاش مئات الآلاف من المشردين السنّة لمدة تصل إلى عامين في مجتمعات شيعية وكردية، والتحق أولادهم بمدارس محلية، وبالكاد نتج حادث عنف واحد بين هؤلاء السكان المشردين. وقد تكون هناك فرصة للقيادة الشيعية المرهقة لتقديم تنازلات للمجتمعات السنية التي عانت من الذل بشكل كامل.
ويُحتمَل أن تتمتع الفدرالية بإمكانات جيدة للنجاح في المناطق غير الكردية من خلال حكام الأقاليم ومجالسها ذوي النفوذ الأكبر. وتتمتع الولايات المتحدة بمركز جيد يوفّر لها وجودها المطمئن مجالاً للتعاطي بين الكتل الشيعية والممثلين الناشئين للمجتمع السني - أي المحافظين، ورؤساء مجالس المحافظات، ومدراء المناطق، وقادة الميليشيات التي تدعمها الحكومة. ومجدداً، تتمتع الولايات المتحدة ببعض الخبرة في دعم كل من النموذجيْن التدريجييْن التنازلي [من الأعلى إلى الأسفل] والتصاعدي [من الأسفل إلى الأعلى] للمصالحة في العراق، وكلاهما ضروريان في الوقت الراهن. وتشكّل إعادة البناء، وتطوير قوات الأمن المحلية، وتحسين الحوكمة والاستثمار المحلي مجالات تستطيع القيادة الأمريكية أن تحفّز بشأنها برامج مساعدات طويلة المدى من بلدان متعددة.
دور الولايات المتحدة في عراق اليوم
يجب أن تُلقي الولايات المتحدة نظرة فاحصة على أفكارها المسبقة حول العراق، لكن عليها ألا تحاول وضع جدول أعمال لمستقبل البلاد. وقد يكون من المفيد الحفاظ على حدود العراق الخارجية وتأمينها، وبالفعل لا يوجد أحد على الأرجح مهتم بتغييرها. إلا أن الوضع الداخلي للعراق هو شئ يبدو أن العراقيين أنفسهم يدركون أنه بحاجة إلى تغيير. وإذا كان العراقيون منفتحين على الانفصال العادل عن الأكراد، فلا يمكن للولايات المتحدة أن ترغب في "وحدة العراق" أكثر من العراقيين أنفسهم. ولواشنطن مصلحة كبيرة في [قيام] علاقات اقتصادية وسياسية وعسكرية ودبلوماسية وثيقة بين عراق أكثر تماسكاً وكيان كردي جديد. وفي النهاية، يشكّل كلٌّ من هذين الجاريْن حليفاً قوياً للولايات المتحدة. فأين لا تريد الولايات المتحدة أن يكون حليفاها المقرّبان على وفاق مع بعضهما البعض؟
وقد يؤدي الانفصال البطيء إلى نوعٍ آخر من عراق ذي أغلبية عربية - أي إلى مكان تكون اللامركزية على مستوى الأقاليم، والمصالحة الوطنية والمجتمعية هما الأهم؛ وأيضاً إلى مكان يتعيّن أن يعمل فيه الاقتصاد غير النفطي والاقتصاد الهيدروكربوني جنباً إلى جنب، حيث يؤمّن أحدهما فرص العمل بينما يؤمّن الآخر حصة كبيرة من الميزانية الآخذة في التراجع ببطء. وسيساعد ذلك على ضمان الارتباط المستدام بين المناطق الحاوية للنفط والمناطق غير النفطية.
ومهما كان من الصعب تصوّر ذلك أحياناً، سيتسنّى خدمة الحوكمة التمثيلية والمتعددة الثقافات والمذاهب واللغات على نحو أفضل بالنسبة إلى جميع الأراضي داخل العراق اليوم. ومهما ينتهي المطاف بكردستان والمناطق المتنازَع عليها والعراق الفدرالي، إلا أنه لا يمكن أن يكون هناك انفصال كامل للنسيج العراقي المتنوع تماماً - ويجب أن يؤخذ في الاعتبار في الحكومة المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا تتخلى الولايات المتحدة عن إيمانها بالفكرة الأساسية المتمثلة في تعزيز الحكومة التمثيلية في العراق. وفي الواقع، يتعيّت على الولايات المتحدة مساعدة العراقيين على تنفيذ هذه الرؤية بشكلٍ كامل في الوقت الذي يناسبهم، مما يؤدي في النهاية وربما في وقت سريع، إلى قيام حكومة أغلبية تتألف من كتل من جميع المجموعات العرقية الطائفية. وكما قال زعيم شيعي رفيع المستوى إلى الكاتب: "مهما كان عدد الشيعة، لن يُسمَح لنا أبداً بإدارة عراق ناجح طالما يجب على كل حكومة أن تكون حكومة وحدة وطنية. وربما علينا أن نُنهي «الائتلاف الوطني» [الذي يشمل عموم الشيعة]". ويشير هذا النوع من الأفكار، الذي يتفوه به زعيم عراقي طائفي إلى حد كبير، إلى الطريق الصحيح بالنسبة للسياسة الأمريكية في العراق وهو: عدم وضع جدول أعمال، بل بالأحرى مساعدة العراقيين بنشاط على تنفيذ أفكارهم الجيدة الخاصة بهم.
مايكل نايتس هو زميل "ليفر" في معهد واشنطن، وكان قد عمل في جميع محافظات العراق وأمضى بعض الوقت ملحقاً مع قوات الأمن في البلاد.
فيما يلي المقالة الأولى من مقالات المجهر السياسي 151 وعنوانها: «إنهاء قرن من الخضوع: إرث "سايكس بيكو" للأكراد» بقلم ديفيد بولوك
ملخّص:  "ليس هناك مشروع كردي كامل مطروح لأسباب لا تتعلق بسيادة الدول التي يتواجد فيها الأكراد فحسب بل بالانقسامات الكردية الداخلية أيضاً. ويشكّل الحكم الذاتي المحلي الكردي أو نوع من "الفدرالية" خياراً معقولاً ومنطقياً إلى حدّ كبير في العراق وسوريا، وربما في تركيا أيضاً. وتشير الروابط الوطيدة على نحو استثنائي التي جمعت مؤخراً بين أنقرة وأربيل إلى أن هذا "النزاع العرقي القديم" بالذات يجب ألا يكون عائقاً يصعب تخطيه أمام المنافع السياسية السريعة".
يتمّ أحياناً وصف الأكراد، الذين يعيشون في أراضٍ عابرة للحدود المعاصرة المنتشرة بين تركيا وإيران وسوريا والعراق، ويناهز عددهم 35 مليون نسمة، بأنهم الجماعة العرقية الأكبر في العالم من دون بلد خاص بها. وفي الحقيقة، ربما يعود هذا الشرف المريب إلى السكان "التاميل" في الهند (وسري لانكا)، وسكان المحافظات المختلفة في باكستان، وغيرهم الكثيرين في شبه القارة الهندية؛ ولكن لِمَ الاعتبار. فحتماً تُعتبر تطلعات الأكراد لإسقاط الخطوط التي رسمتها اتفاقية "سايكس بيكو" أو على الأقل إضعافها، والتي تعود إلى قرن من الزمن من أهم المسائل العرقية الدولية المعاصرة.
ونظراً إلى أن عدد الأكراد هائل فعلاً، فإنهم غالباً ما يتمسكون بشدّة بلغتهم وثقافتهم وهويتهم العرقية الخاصة المميزة بشكل عام، وبتاريخهم الخاص المميز؛ وقد بقي العديد منهم متيقنين من أنهم محرومون من الاستقلال الذي وعدتهم به نوعاً ما القوى الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى قبل قرن من الزمن. واليوم، يكمن المأزق الناتج الذي وقعوا فيه في صميم أحد أسوأ النزاعات في المنطقة وأكثرها حدّةً، حيث أن إيجاد حلّ له بطريقة أو بأخرى يُعتبر بالضرورة عنصراً أساسياً في أي خطة طويلة الأمد لإحلال السلام وإرساء الاستقرار في كامل "الجزء الشمالي" من منطقة الشرق الأوسط الكبير.
ولم يكن وعد الأكراد بالاستقلال عملياً جزءاً من اتفاقية "سايكس بيكو" السرية، التي قَسّمت الأراضي التي تسكنها أغلبية كردية بين بريطانيا وفرنسا في الوقت الذي لم يُعرض الاستقلال لأي منها. وعوضاً عن ذلك، وفي إطار مساعي الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون لـ "حق تقرير المصير" خلال "مؤتمر فرساي للسلام" ومن ثم خلال "معاهدة سيفر" في عام 1920، نال الأكراد تعهداً باحتمال الحصول على أمة سيادية. ولكن في غضون سنوات قليلة، تم سحق ذلك التعهد قسراً.
لقد ثار الأكراد أولاً ضد حكومة مصطفى كمال أتاتورك التركية الجديدة، الأمر الذي تسبّب في خسارتهم جزءاً كبيراً من أرضهم ونحو نصف عددهم الإجمالي، وسرعان ما هُزموا. وفي غضون ذلك، ضمّ البريطانيون ولاية الموصل العثمانية سابقاً والمناطق المجاورة  لها، إلى جانب قسم كبير من السكان الأكراد، في إطار الانتداب على العراق الذي منحتهم إياه "عصبة الأمم". أما الفرنسيون، وبما يتماشى أيضاً مع اتفاق "سايكس بيكو"، فقد تولّوا الانتداب على سوريا، على الطرف الجنوبي من كردستان التاريخية. بالإضافة إلى ذلك، أبقت حكومة رضا شاه الجديدة وجيوشه في إيران المحافظات في أقصى الشمال الغربي ذات الغالبية الكردية تحت سيرة طهران الأوتوقراطية بشكل حازم.
وبحلول الفترة التي أُبرمت خلالها "معاهدة لوزان" عام 1923، والتي ثبّتت تقريباً حدود وطنية جديدة لهذه المناطق، انقطع الحديث تماماً عن استقلال الأكراد؛ غير أنه منذ ذلك الحين - وخلال العقود القليلة الماضية بشكل متزايد - أبقى العديد من الأكراد هذا الحلم حياً في أذهانهم. إلا أن قوى هذا التحرك اتخذت أشكالاً مختلفة كلياً خلال أوقات مختلفة تماماً، في مختلف البلدان التي تم فيها توزيع الأكراد.
وكما هو معروف إن الأكراد مُقسمين داخلياً، وليس فقط بين جميع تلك الحدود الدولية الجديدة ولكن أيضاً في كل منها. فالقبائل والفصائل والأحزاب والشخصيات واللهجات والإيديولوجيات والتحالفات الإقليمية المتنافسة، والانقسامات الأخرى كلّفتهم جميعها ثمناً باهضاً. بالإضافة إلى ذلك، أصبح العديد من الأكراد مواطنين موالين للحكومات المركزية الجديدة في البلدان المتواجدين فيها، في حين استأنف الآخرون الكفاح من أجل الحكم الذاتي.
وفي إيران، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، تعاون بعضهم لفترة وجيزة مع الاتحاد السوفياتي من أجل تأسيس "جمهورية جيلان" الكردية الجديدة ومقرها في مهاباد. وسرعان ما أحبطت طهران تلك الفرصة، بدعم قوي من بريطانيا والولايات المتحدة. وفي تركيا، وبعد مرور أكثر من نصف قرن من الدمج القسري والهدوء النسبي، بدأ بعض الأكراد بحرب عصابات ضد أنقرة في جنوب شرق تركيا عام 1984، تحت راية «حزب العمال الكردستاني». وتستمر هذه الانتفاضة العقيمة، بصورة متقطعة وغير منتظمة، حتى يومنا هذا.
وفي العراق، [قامت حكومة رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم بحملة عسكرية على معاقل الزعيم الكردي مصطفى البارزاني في شمال البلاد عام 1961، في أعقاب فشل المناقشات حول منح الأكراد بعض مطالبهم القومية. واستمرت حكومات الرؤساء عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف وأحمد حسن البكر في اتباع هذا المسار، على الرغم من توقيع اتفاقيتين - بين الأكراد والحكومة المركزية في بغداد في عامي 1964 و 1970 - تضمنتا منح الأكراد حقوقاً ثقافية والإسهام في الحكم وبعض الحقوق الأخرى]. وقد ثار الأكراد ضد الحكومة المركزية بدءاً في السبعينيات ومرة ​​أخرى في أعقاب "حرب الخليج" عام 1991، بعد حملة الأنفال للإبادة الجماعية التي شنها صدام حسين ضدهم في عام 1988. وتعرّضت مقاومتهم للخطر بسبب انقسامات داخلية بين المنافس الرئيسي «الحزب الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني الكردستاني»، بلغت ذروتها في حرب أهلية مصغرة بين الأشقاء خلال عام 1996. غير أنه تحت غطاء جوي أمريكي، نجح أكراد العراق حالياً في الحصول على إقليم مستقر نسبياً يتمتع بحكم ذاتي، وهذا الوضع مستمر لفترة دامت ربع قرن، على الرغم من العديد من التحديات الأمنية والاقتصادية الداخلية والخارجية.
ويفتخر «إقليم كردستان» الذي يتمتع بالحكم الذاتي، والذي يبلغ عدد سكانه الأصليين ما يقرب من خمسة ملايين شخص - بالإضافة إلى مليوني لاجئ تقريباً معظمهم من العرب والمشردين داخلياً - بـ «حكومة إقليم كردستان» الخاصة به، مع رئيسها، وبرلمانها، وجيشها (البيشمركة) الخاص بها. لكن اقتصاده القائم على النفط يواجه صعوبات، ومازال يعتمد على خطوط الأنابيب وغيرها من أشكال الدعم من جارتيه تركيا، أو العراق، أو كليهما. وأكثر ما يلفت النظر، بعد مرور عقدين من العلاقات المتوترة جداً والعدائية أحياناً، أن «حكومة إقليم كردستان» وتركيا أصبحتا في السنوات الخمس الماضية من أقرب الأصدقاء، في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وفي سوريا التي تضمّ أصغر تجمّع للأكراد، بالأرقام المطلقة والنسبية على حد سواء، بقي نحو ثلاثة ملايين كردي متركزين في جيوب شمالية على طول الحدود التركية وهادئين نسبياً حتى فترة ليست ببعيدة. وتمكّنوا من شنّ حملة وجيزة من الاحتجاج والعصيان المدني بين عاميْ 2004 و2005، انتهت بعملية قمع قاسية قام بها بشار الأسد. ومع ذلك، فبعد وقت قصير من بدء الانتفاضة السورية في عام 2011، انسحبت قوات الأسد إلى حد كبير من تلك المناطق الكردية، وتركت الأكراد مع نوع من الحكم الذاتي الفعلي الذي ما زال قائماً حتى هذا اليوم.
وللمفارقة، منذ منتصف عام 2014، استفاد الأكراد بوجه عام في كل من العراق وسوريا من ظهور عدو مشترك جديد، ألا وهو: تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش»). ففي آب/أغسطس 2014، كاد تنظيم «داعش» أن يجتاح مدينة أربيل عاصمة «إقليم كردستان»، ولكن تم صده من قبل قوات "البيشمركة" - وبدعم من الولايات المتحدة وإيران. ومنذ ذلك الحين، زوّدت الولايات المتحدة (ودول التحالف الأخرى) القوات الكردية في العراق بمساعدات عسكرية مباشرة، سواء في الجو أو على الأرض، وخففت من إصرارها السابق بأن على «حكومة إقليم كردستان» أن تخضع اقتصادها إلى بغداد. وفي سوريا، قدّمت الولايات المتحدة أيضاً الدعم العسكري المباشر للحزب والميليشيا الكرديين المحليين الرئيسيين اللذين يحاربان تنظيم «الدولة الإسلامية» وهما: «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«وحدات حماية الشعب». وتتمثّل النتيجة، سواء كانت مقصودة أم غير مقصودة، بتعزيز الحكم الذاتي للأكراد في كل بلد.
إلا أن النتيجة لم تكن استقلال الأكراد. فالولايات المتحدة ومعظم الدول الأخرى، وخاصة تركيا وإيران ولكن أيضاً فيما يتخطى حدودهما، بالإضافة إلى الحكومتين المركزيتين الضعيفتين في بغداد ودمشق، لا تزال تعارض بشدة هذا الأمر. لذلك، عندما يحذر رئيس «إقليم كردستان» مسعود البارزاني مراراً وتكراراً من الاستفتاء المقبل حول الاستقلال، يميل أكثر المراقبين المطّلعين إلى شطبْ ما يقوله ويصفونه بأنه خدعة أو ورقة مساومة مصممة بشكل ذكي للحفاظ على موقفه الداخلي في الوقت الذي ينتزع فيه أفضل اتفاق ممكن من جيرانه والمحاورين الآخرين.
وعلى نحو مماثل، حين أعلن «حزب الاتحاد الديمقراطي» هذا الشهر عن خطط رسمية لإقامة إقليم كردي "فدرالي" يتمتع بحكم ذاتي في سوريا، نجح في إدارة الإنجاز المميز المتمثل بتوحيد كل واحد من جيرانه في المعارضة، بل أكثر من ذلك: نظام الأسد، والمعارضة السورية، وتركيا، والولايات المتحدة، وحتى «حكومة إقليم كردستان» المنافسة على الجانب الآخر من النهر في العراق. وكانت روسيا هي الوحيدة التي أعلنت أن هذا الأمر قد يكون مقاربة معقولة من أجل التوصل إلى حلّ للحرب الأهلية في سوريا. وفي الوقت نفسه، تجنّب كل من «حزب الاتحاد الديمقراطي» وتركيا عموماً الدخول في أي مواجهات مباشرة عبر الحدود المشتركة بينهما - على الرغم من أن أنقرة تعتبر رسمياً هذا الحزب جزءاً من «حزب العمال الكردستاني» "الإرهابي". إن ذلك يُبقي أكراد سوريا يتمتعون بحكم ذاتي فعلي ولكن ليس بحكم القانون ضمن الرقعة الخاصة بهم في البلاد.
لكن داخل تركيا، تخلت حالياً الحكومة المركزية و«حزب العمال الكردستاني» على السواء وبشكل مأساوي عن مقاربة التوقّف عن القتال التي اعتُمدت بين العاميْن 2013-2015 واستأنفا حرباً مباشرة منخفضة الحدّة. وفي حين يطالب «حزب العمال الكردستاني» بحكم ذاتي للأكراد، عمل «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في أنقرة على دراسة احتمال منح المواطنين الأكراد المزيد من الحريات الثقافية والحريات السياسية المحلية على الأقل. وبدا أن الفجوة بين الحزبيْن قد تقلّصت قبل عام واحد فقط لتعود وتبدو الآن متسعة للغاية، غير أنه قد يُصار إلى سدّها يوماً ما - إن لم يكن ربما مع «حزب العمال الكردستاني»، فعندئذ مع الأحزاب الكردية الأصيلة الأخرى، مثل «حزب ديمقراطية الشعوب». وفي هذه الحالة يمكن على الأرجح تطبيق مقولة "لا حل عسكري".
أما الدولة التي لا تنفك تضيّق الخناق ضمن هذه اللائحة، من حيث منح الأكراد حقوقهم، فهي إيران. ونظراً لأن الجمهورية الإسلامية لم تكن يوماً طرفاً في اتفاقية "سايكس بيكو"، لا يمكن لوم هذا الإرث الإمبريالي على الظروف الصعبة التي يعيشها أكراد إيران الذين يتراوح عددهم بين سبعة إلى عشرة  ملايين شخص. وعلى الرغم من أنهم يشاركون في ما تمر به السياسة الوطنية الإيرانية، إلا أنهم مُحرمون من أي حكم ذاتي فعلي محلي أو حتى من هوية. فطهران تعيّن حكامهم الذين لا يكونون من الأكراد في أغلب الأحيان. وبالكاد يُسمح لهم باستخدام لغتهم؛ وقد أُجيز افتتاح أول معهد للتعليم العالي باللغة الكردية في إيران في العام الماضي فقط. كما يتمّ قمع أي معارضة علنية بشكل عنيف كما هو الحال في أحداث الشغب التي وقعت في منطقة مهاباد في العام الماضي. يُذكر أن عمليات إعدام الأكراد والكثيرين غيرهم ممن يُعتبرون كفاراً ازدادت بشكل ملحوظ خلال عهد الرئيس حسن روحاني، بعشرة أضعاف من مُعدل كل فرد في المملكة العربية السعودية عبر الخليج. وكالعادة، لا تتوانى إيران عن الانحطاط إلى حدّ استخدام الورقة الطائفية: فالعديد من المواطنين الأكراد المفضلين لديها هم من الشريحة الأقلية الشيعية للأكراد المتمركزة في مدينة سنندج الريفية. ويَطلق بعض الأكراد المناهضين للنظام، من كلا الطائفتين، وبسخرية لقب الجحوش على المتعاونين، كما فعلوا في السابق مع زمرة الأكراد المؤيدين لصدام حسين في العراق.
وفي الخلاصة إذاً، ما هو مصير الأكراد استناداً إلى اتفاقية "سايكس بيكو"؟ يمكن ذكر العديد من النقاط تباعاً، وجميعها ترتكز على التحليل السابق. أولاً، لا تزال الحدود القديمة قائمة على نحو مفاجئ. وببساطة ليس هناك مشروع كردي كامل مطروح لأسباب لا تتعلق بسيادة الدولة فحسب بل بالانقسامات الكردية الداخلية أيضاً. ثانياً، وما يتصل بذلك، إن الاستقلال التام أو انفصال حتى جزء قومي واحد من كردستان العرقية، بما في ذلك من العراق أو سوريا، ربما أيضاً ليس في الأفق المتوسط الأجل. لكن ثالثاً، يشكّل الحكم الذاتي المحلي الكردي أو نوع من "الفدرالية" خياراً معقولاً ومنطقياً إلى حدّ كبير- وبَنّاءً على الأرجح، ليس في العراق فحسب بل في سوريا أيضاً، وربما كذلك في تركيا في نهاية المطاف. رابعاً، وما يتصل بذلك أيضاً، تشير الروابط الوطيدة على نحو استثنائي التي جمعت مؤخراً بين أنقرة وأربيل إلى أن هذا "النزاع العرقي القديم" بالذات يجب ألا يكون عائقاً يصعب تخطيه أمام المنافع السياسية السريعة. ويوماً ما، صدِّقوا أو لا تصدِّقوا،  قد تجد تركيا أن إقليماً كردياً يتمتع بحكم ذاتي على طول حدودها مع سوريا يخدم مصالحها تماماً كما هو الحال مع ذلك القائم على حدودها مع العراق.     
وبالنسبة للسياسة الأمريكية في المنطقة، فالتداعيات واضحة تماماً. بإمكان واشنطن أن تدعم بشكل مفيد ليس استقلالاً كردياً، ناهيك عن تطلعات قومية كردية، بل حكماً ذاتياً فعلياً للأكراد في ثلاث من الدول الأربع موضع البحث: في العراق، وفي سوريا، وعلى المدى الطويل، ورهناً بموافقة أنقرة، حتى في تركيا. ويمكن تسمية الأمر اتفاقية "سايكس بيكو مصغرة". أما بالنسبة للدولة الرابعة في هذه المجموعة، أي إيران، فإن الاتفاق النووي وغيره من الحقائق تجعل للأسف من الموضوع الكردي في الجمهورية الإسلامية مشكلة لا يمكن حلّها على الإطلاق بالنسبة للولايات المتحدة، أو لأي من الأطراف المعنية الأخرى
ديفيد بولوك هو زميل "كوفمان" في معهد واشنطن ومدير "منتدى فكرة".
========================
نيوزويك : الصراع فى سوريا أسفر عن حروب دعائية كبرى
http://www.elhadas.com/arabic/2817.html
صَرَّحَت مجلة نيوزويك الأمريكية إن الصراع فى سوريا قد أنتج حروبا دعائية كبرى، حيث بدأت حرب المعلومات تتجلى على فيسبوك وتويتر.
 وأوضحت المجلة أنه يشارك فى هذه الحرب كلا الطرفين؛ قوات بشار الأسد بمساعدة حلفائهم الروس والإيرانيين، والمعارضة، فقد حاول النظام تصوير المعارضة على أنهم أنصار داعش، وأشارت إليهم الدعاية الحكومية بقاطعى الرؤوس، نسبة إلى الطريقة التى يفضلها داعش فى تنفيذ الإعدامات، بينما شيطنت المعارضة الجنود، الذين يحاربون باسم الأسد ووصفتهم بالمغتصبين والقتلة والوحوش.
وهناك دعاية من الخارج أيضا،  فواحدا من أكثر التصورات الخاطئة التى روجت عن هذه الحرب أنها طائفية فى طبيعتها، وأن العلويين الذين ينتمى إليهم الأسد وحلفائه من الشيعة بإيران مدعومين من روسيا  "المسيحيون الأرثوذوكس" والأقليات كالدروز يقاتلون السنة المتطرفون.
 ويستغل الروس هذا لتمديد حربهم ضد المتطرفين، الأمر الذى حول بوتين والأسد إلى قائدين قويين يدافعان عن سوريا ضد الإرهابيين.
وتقول الكاتبة جانين جيوفانى، فى مقالها بنيوزويك إنه خلال الوقت الذى قضته فى سوريا، قابلت مقاتلين من السنة فى صفوف قوات الأسد، وشيعة يقاتلون لصالح المعارضة فى حلب، وقابلت مسيحيين فى بعض الأماكن، كان أغلبهم يريد تجنب فظائع الحرب، وهو ما وجدوا فى النهاية أنه مستحيل.
وأشارت الكاتبة إلى أن المعركة الدعائية الحقيقة بدأت مع ذروة المعركة فى حلب، عندما قارنت سامانثا باور، سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة المدنية بما حدث فى رواندا وسربيرينشيا، وكانت أغلب التغريدات الآتية من حلب عن الفظائع من مدنيين، مما جعل النظام يقول إنها دعاية من الإرهابيين.
========================
لوس أنجليس تايمز: اللعبة الكبرى.. ماذا تريد القوى العظمى في سوريا؟
http://www.gulfeyes.net/gulf/1041007.html
 رغم سقوط حلب في يد قوات النظام السوري بدعم روسي إيراني، إلا أن وتيرة الحرب السورية آخذة في الارتفاع يومًا بعد يوم، خاصة مع تضارب وتشابك المصالح الدولية لأطراف عدة ترى أن لها نصيبًا في الكعكة هناك.
تقرير نشرته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأمريكية رصد مواقف الدول المختلفة من الحرب السورية بعد سقوط حلب، بما في ذلك روسيا وتركيا وأمريكا والسعودية.
وقال التقرير: «يستخدم المؤرخون الاصطلاح الصادم «اللعبة الكبرى» لوصف اختبار الإرادات الصعب الذي ظهر في القرن التاسع عشر في أفغانستان وآسيا الوسطى وروسيا القيصرية، ومن ثم في بريطانيا الاستعمارية. بإيحاءاته الماكرة وسخريته القاسية، يمثل هذا المصطلح أثرًا من الماضي، ولكنه ومن نواح أخرى، يلخص الحقائق السياسية المؤلمة التي تحيط بالصراع العسكري والدبلوماسي على سوريا».
وأشار التقرير إلى أنه وعلى خلفية المدن المدمرة وتدفق اللاجئين الكبير، فقد لعبت المصالح المتنافسة والمتداخلة لمجموعة واسعة من الجهات الفاعلة الخارجية على مدى ما يقرب من ست سنوات في الصراع الطاحن في سوريا. تحولت التحالفات، واشتدت وتيرة التنافسات حينًا وخفت وتيرتها أحيانًا أخرى.
وأضاف التقرير أن أنقاض المباني والدخان المتصاعد منها في شرق حلب، ومعاناة مئات الآلاف من المدنيين الذين حوصروا خلال الحرب، تشبه اللعبة.
لكن سقوط المدينة الشمالية في يد قوات الحكومة السورية وحلفائها قد فتح فصلًا جديدًا في صراع السلطة، الذي يمتد إلى ما هو أبعد من حدود البلاد.
روسيا
كان قرار الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» قبل عام  بالتدخل عسكريًا في سوريا في معركة وصلت إلى طريق مسدود إلى حد كبير، لصالح الرئيس السوري «بشار الأسد». كان القصف الروسي المدمر عاملًا رئيسيًا في سقوط حلب، أكبر المدن السورية والعاصمة التجارية لها قبل الحرب.
وينظر محللون – بحسب التقرير – إلى إجراءات «بوتين» باعتبارها جزءًا من جهد أوسع لتوسيع النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط، في موازاة التحركات العدوانية في أماكن أخرى، بما في ذلك في أوكرانيا.
استعراض العضلات الروسية في الشرق الأوسط يحمل مخاطر التورط عسكريًا في مستنقعات إقليمية. ولكن أن تصبح وسيطًا رئيسيًا للسلطة في سوريا يتفق تمامًا مع رغبة الرئيس الروسي القوية لتأكيد حالة القوة العظمى، وخصوصًا عندما لم تواجه طموحاته الإقليمية تقريبًا بأي ردة فعل من الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب».
الولايات المتحدة
عندما يتعلق الأمر بسوريا، تمثل رئاسة «ترامب» الوشيكة مجهولًا كبيرًا. كانت تصريحاته قبل الانتخابات وبعدها حول سوريا مربكة ومتناقضة في بعض الأحيان.
لكن المواقف التي أعرب عنها تظهر دلالةً على قبول استمرار حكم «الأسد»، والانسحاب المحتمل من دعم الفصائل المعارضة التي كانت تتلقى مساعدة أمريكية سابقة – وحتى حرصًا – للدخول في شراكة مع روسيا في مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وفقًا للتقرير، ستمثل كل تلك الخطوات انعكاسات لموقف إدارة «باراك أوباما». الكثير من النقاد يعتبرون سوريا وصمة عار كبيرة على إرث الرئيس المنتهية ولايته، حيث كانت جهود الولايات المتحدة لوقف إراقة الدماء غير فعالة.
مؤكدًا على ندرة النفوذ الأمريكي في الساحة السورية، شن وزير الخارجية «جون كيري» معركة غير مجدية لوقف القصف العشوائي في حلب، والذي وصفه بعض الدبلوماسيين التابعين للأمم المتحدة بمثابة جريمة حرب. لكن القصف لم يتوقف حتى سقوط المدينة التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة.
تركيا
انضمت تركيا، حليف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم داعش. لكن الرئيس «رجب طيب أردوغان» لم يخفِ غضبه تجاه الغرب بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك اللاجئون والانتقادات المستمرة لحقوق الإنسان، خاصة مع عملية التطهير واسعة النطاق التي يتبناها الرئيس التركي ضد المعارضين السياسيين في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو (تموز)، بحسب ما ذكر التقرير.
تتشارك تركيا رغبة إدارة «أوباما» لإسقاط حكم الرئيس السوري. ولكن هذه الرغبة طغى عليها قلق من جانب أنقرة: منع إقامة دويلة كردية على الجانب السوري من الحدود التركية، الأمر الذي يثير مخاوف تركيا من أنه قد يشجع الأقلية الكردية الكبيرة في البلاد.
وقد تقاربت تركيا وروسيا في الأشهر الأخيرة، حتى إن اغتيال السفير الروسي لدى تركيا لا يبدو أنه يضر بهذا التقارب. بعد يوم من مقتل السفير الروسي في العاصمة التركية، أصدرت تركيا وروسيا وإيران «إعلان موسكو»، وهو محاولة للتوسط وضمان التوصل إلى اتفاق سلام سوري.
الأقلية العلوية التابعة للنظام السوري هي فرع من الإسلام الشيعي، وإيران، مركز الجاذبية الإقليمي الشيعي، تدعم الجماعات المسلحة بما في ذلك حزب الله، الذي شاركت قواته في العمليات العسكرية إلى جانب القوات الحكومية السورية منذ الأيام الأولى للحرب. لعبت الميليشيات الشيعية المدربة من قبل إيران أيضًا جزءًا كبيرًا في معركة حلب، وكانت الأمم المتحدة اتهمت بعض هذه المليشيات بالمشاركة في الأعمال الوحشية.
كانت إيران – بحسب التقرير – قد ألمحت إلى عزمها الانضمام مع روسيا وتركيا لتحديد شروط أي اتفاق سلام سوري، ولكن إيران لديها مخاوفها الخاصة حول «ترامب». الرئيس الأمريكي كان قد هدد بإلغاء اتفاق نووي تاريخي بين إيران والقوى الغربية، مما أدى إلى تخفيف العقوبات الخانقة.
وعلى الرغم من رغبة «ترامب» المعلنة، التي أعلنها للدخول في شراكة مع أي طرف في قتال تنظيم داعش – الذي يعتبر الشيعة زنادقة – إلا أن الرئيس المنتخب قد يكون معاديًا لفكرة أن تكون طهران لاعبًا رئيسيًا في الحرب السورية.
المملكة العربية السعودية، جنبًا إلى جنب مع حلفائها في الخليج العربي مثل قطر، دعمت الجماعات المسلحة التي تحاول إسقاط «الأسد». لكن المملكة انشغلت منذ ما يقرب من عامين في حرب فوضوية في اليمن، وقادت تحالفًا عربيًا سنيًا سعى لسحق الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من البلاد الفقيرة ولكنها إستراتيجية في طرف شبه الجزيرة العربية.
المملكة العربية السعودية وهي حليف مهم للولايات المتحدة في المنطقة، دقت ناقوس الخطر بشأن الوساطة الروسية-الإيرانية حول الحرب في سوريا.
في وقت سابق من هذا العام، قال مسؤول استخباراتي سعودي كبير وهو الأمير «تركي بن فيصل آل سعود»، قال في منتدى في معهد الشرق الأوسط في واشنطن إن التوصل إلى أي صفقة للرئيس الأمريكي المنتخب بالتنسيق مع روسيا وإيران بشأن سوريا سيكون «الخطوة الأكثر كارثية». وحث واشنطن على الاتجاه بدلًا من ذلك إلى حلفاء آخرين في المنطقة.
الجهات الفاعلة الأخرى
يشارك أعضاء من الاتحاد الأوروبي في قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم داعش. ولكن على الرغم من كونها قد شغلت من قبل بمئات الآلاف من اللاجئين الذين يشكل السوريون الجانب الأكبر منهم وطالبي اللجوء، لم تمارس الكتلة الأوروبية تأثيرًا حقيقيًا يذكر في الجهود الرامية لإنهاء القتال.
فيما استوعبت الدول المجاورة لبنان والأردن أعدادًا كبيرة من السوريين الفارين من النزاع؛ في لبنان الصغير، السوريون يشكلون الآن نحو خمس السكان. وفي الأردن، أثارت موجة اللاجئين وزعزعة الاستقرار المخاوف في البلد حليف الولايات المتحدة، والذي يشهد تصاعدًا في الحركات الإسلامية المتطرفة.
========================
واشنطن بوست :اوباما وسوريا.. عواقب السلبية
http://www.alittihad.ae/details.php?id=66239&y=2016
تاريخ النشر: الأحد 25 ديسمبر 2016
جون ماكين *
لم يعد في وسعنا أن نطلق الكلام الأجوف بعد أن سقطت مدينة حلب السورية في يد قوات نظام بشار. ولقد انتهى الحصار الوحشي الذي دام بضع سنوات نهاية دموية بعد تدخل الطيران الروسي والميليشيات الإيرانية والإقليمية. وبإطرائنا على أخبار سقوط حلب، علينا أن نعترف بتواطؤ الولايات المتحدة في حدوث هذه المأساة.
ويتحدث أوباما عن الحاجة إلى تحمل مسؤولية الشهادة على هذا الظلم الذي وقع، ولكنه لم يفعل أكثر من ذلك دفاعاً عن حلب، فعن ماذا إذن يكون علينا أن نتحمل مسؤولية الشهادة؟ والجواب هو أننا نتحملها عن استخدام القنابل الذكية لاستهداف النساء والأطفال والمستشفيات والمخابز والمستودعات والمؤسسات الإنسانية. وعن تطوير ونشر استخدام البراميل المتفجرة والأسطوانات المعبأة بالبترول والشظايا والمسامير والمتفجرات، والتي يتم إلقاؤها بشكل عشوائي من الطائرات لقتل أكبر عدد من المدنيين الأبرياء، وعن التكتيك الذي يقضي باستخدام الضربات الجوية لقتل عمال الإنقاذ من ذوي الخوذات البيضاء الذين اندفعوا بشجاعتهم الفائقة داخل المناطق التي تتعرض للهجوم من أجل إنقاذ الأبرياء. والآن، عن الحافلات التي تعمل على نقل النازحين الفارين من حلب بالإضافة للألوف الذين بقوا هناك ليستجدوا الشفقة من نظام الأسد وحلفائه. ويتحمل أوباما وزر الشهادة عن كل ما حدث، ولكنه لم يحرك ساكناً لوضع حد لهذه المأساة.
وبالمقارنة مع الأعمال الوحشية السابقة، حظيت أخبار تدمير حلب بالكثير من مشاعر التعاطف وبالقليل من العمل. وعقدت من أجلها اجتماعات لا تنتهي ضمن القصور المنيفة لجنيف وفيينا وبعض المدن الأخرى. وفي كل مرة، كان يتم قطع الخطوط الحمراء من دون أي عقاب. وكان الرئيس أوباما قد تساءل خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013: «هل يمكننا أن نقبل التصوّر القائل إن العالم أصبح من دون قوة تدافع عنه مما يجري في رواندا أو سريبرينيتشا؟ لو كان هذا هو العالم الذي تتمنى الشعوب العيش فيه، فعليهم أن يعترفوا بهذا، وأن يتخلوا عن منطق الاحتجاج على القبور الجماعية».
وهذا الاعتراف أصبح قائماً الآن بيننا بعد أن أصبحت القبور الجماعية شائعة في أماكن كثيرة، وسيبقى صدى اسم حلب يدوي عبر التاريخ مثل سريبرينيتشا ورواندا، ليبقى شاهداً على سقوطنا الأخلاقي وشعورنا الذي لا نهاية له من الخجل والاستحياء. وهذا الصراع قتل 500 ألف ضحية وشرد نصف الشعب السوري من بيوتهم، ليخلق بذلك أسوأ أزمة لجوء في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية وأدى إلى ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي، ووسط هذا الرعب والفساد الأخلاقي، سوف يبرز اسم حلب ويبقى. وإذا كانت حلب قد سقطت بالفعل، إلا أن الحرب في سوريا لا زالت بعيدة عن نهايتها، وربما تزداد سوءاً مع إصرار نظام الأسد وإيران وروسيا وتركيا والأكراد ودول الخليج وبعض الأطراف الأخرى على تعزيز قواتهم فيما تبقى من سوريا المدمرة. ولا يزال أمام الولايات المتحدة خيارات يمكنها العمل بموجبها. وبقدر ما يطول انتظارنا للمساعدة على إنهاء الحرب، تصبح تلك الخيارات أضيق وأقل فاعلية. ولكن ما من أحد على الإطلاق يمكنه أن يزعم بأننا لا نمتلك أي خيار. وعلينا أن نعترف أيضاً بأننا نتحمل جزءاً من المسؤولية عما يحدث في سوريا. ولا يتعلق الأمر بمجرد الشعور بمعاناة الآخرين، بل يرتبط بالأمن الوطني للولايات المتحدة. ولا شك في أن ظهور تنظيم «القاعدة» في سوريا يؤثر علينا وعلى حلفائنا. وهذا ما نلمسه في باريس وسان برناردينو وكاليفورنيا. وأصبحت أزمة اللاجئين تهدد استقرار حلفائنا مثل إسرائيل والأردن كما تهدد المؤسسات التي تقوم عليها الديموقراطيات الغربية برمتها، وكل ذلك لا بد أن يترك أثره علينا أيضاً. وعلينا أن نعترف أيضاً أن الأسد وبوتين وقاسم سليماني قائد فيلق «القدس» في الحرس الثوري الإيراني، لا يمكن لهم أن يكونوا شركاءنا المخلصين في مكافحة الإرهاب. وفي الحقيقة، فإن العكس هو الصحيح. أي أن النظام السوري وروسيا وإيران لا يحاربون تنظيم «داعش»، بل إن المذابح التي يقترفونها بحق المدنيين السوريين هي التي خلقت الظروف السانحة لظهور «داعش». ويمكن للحصار الدامي الذي تعرضت له حلب، أن يلعب دوراً مشجعاً على تجنيد المزيد من الإرهابيين المتطرفين. وإذا كنا نظن بأن في وسعنا أن ندمر تنظيم «داعش» عن طريق وضع مقدراتنا في أيدي أولئك الذين يعملون على تقويته كل يوم، فسيكون ذلك مجرد فانتازيا سياسية خطيرة. وأخيراً، علينا أن نعترف بأن إنهاء الصراع في سوريا لن يكون ممكناً إلا بعد أن يتأكد الأسد وداعموه الأجانب بأن انتصارهم العسكري غير ممكن. وعلينا ألا نخطئ الظن في أن الانتصار العسكري الكامل هو ما يحاولون تحقيقه الآن. وسيكون سقوط حلب عاملاً مشجعاً لهم لتوجيه بنادقهم نحو أهداف أخرى في سوريا. وعلينا أن نتذكر حكمة وزير الخارجية الأسبق جورج شولتز عندما قال: «إن الدبلوماسية غير المدعومة بالقوة تظل غير فعالة في أفضل الأحوال، وتنطوي على الخطورة في أسوأ الأحوال».
والاقتناع بأن أميركا لا يمكنها أن توقف الرعب في أي مكان من العالم، لا يمكنه أن يعفينا من مسؤوليتنا في استخدام قوتنا العظمى لوقف أسوأ مشهد للظلم عندما يمكننا أن نفعل ذلك، وعندما نفعل هذا فإننا نحقق بذلك مصالحنا ونجعل الولايات المتحدة وشركاءنا أكثر أمناً. نحن لا نحتاج لأن نصبح شرطي العالم حتى ندافع عن مصالحنا، ولكننا لا نستطيع أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام الفوضى التي يشهدها عالمنا
* سيناتور «جمهوري» عن ولاية أريزونا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
وول ستريت جورنال :تركيا تدفع ثمن خياراتها في سوريا (مترجم)
http://elbadil.com/2016/12/25/تركيا-تدفع-ثمن-خياراتها-في-سوريا-مترجم/
العالم عربي و دولي
وسط أعمال العنف الجارية، يدفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بقوى تنفيذية أكبر في بلاده، يقول إنه يحتاج إليها لقيادة البلاد خلال الاضطرابات، ولكن الهجمات الراهنة تعرقل طموحه في أن يصبح الزعيم الإقليمي الذي يمكنه حماية المصالح الوطنية.
أصبح نواب المعارضة التركية أكثر صخبا حول ما يعتبرونه مستنقعا متناميا، ويلومون أردوغان لاتخاذ مواقف تجاه سوريا أدخلت العنف إلى تركيا، وقال كمال قلتيش دار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة: “ما يحدث هو نتيجة السياسيات الخارجية الخاطئة والامتيازات. الجنود الأتراك يجب ألا يسمحوا لأحد بقيادتهم بطريقة عمياء إلى مستنقع الشرق الأوسط”.
أردوغان، أكد عزمه على محارب الإرهاب رغم الثمن الباهظ، وقال يوم الجمعة: “قلنا إننا لن نحارب الإرهاب في بلدنا فقط  ولكن أيضا هناك”، ودافع عن قراره بإرسال قوات إلى سوريا لمحاربة تنظيم داعش والمسلحين الأكراد السوريين، قائلا: “نحن ندرك أننا نتضرر، ولكن سنفعل ما هو ضروري أيضا”.
عرضت محطات التلفزيون التركية جنازات الجنود الأتراك الذين قتلوا في سوريا، وسط بكاء أمهاتهم وآبائهم، وعانق الأتراك التوابيت الخاصة بالجنود، ورددوا الشعارات الوطنية، وسط مخاوف من تزايد تكاليف الحرب.
من ناحية أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريطانيا، أن الضربات الجوية التركية قتلت 88 مدنيا في حي الباب، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد القتلى في الأربعة أشهر الماضية إلى 250 شخصا، فيما لم يرد المسؤولون الأتراك على خبر مقتل المدنيين، ولكن المتحدث باسم القوات المسلحة الجوية التركية قال، إن الطائرات الحربية التركية تستهدف بوضوح تنظيم داعش، مستخدمة قنابل ذكية تمنع الضرر عن المدنيين.
الحكومة التركية رفضت أيضا التعليق على الفيديو الخاص بحرق جنود أتراك أحياء من قبل داعش، ولكن هذا الفيديو والبالغة مدته 19 دقيقة، يكشف المزيد من الهجمات على القوات التركية من قبل أنصار داعش، والتي تدعو أيضا إلى تدمير تركيا من الداخل.
لم تؤكد أنقرة هوية الضحايا، وأصدرت حظرا ضد نشر الفيديو أو صور الإعدام، والتي قالت الجماعة المنفذة لعملية الحرق إنه جاء ردا على تعاون أردوغان مع “الصليبيين” ضد المسلمين.
في الفيديو، استخدم أحد الضحايا اسم جندي تركي مفقود منذ سبتمبر 2015، وزعم داعش أنه اختطفه عقب مناوشات على الحدود، ونشرت في مجلتها على الإنترنت أن هذا الجندي أسيرها، ولكن حزب الشعب الديمقراطي المعارض، قال إنه حاول الحصول على معلومات عن الجندي من الحكومة، ولكنه لم يتلق أي توضيح.
يأتي هذا الفيديو الوحشي ليزيد عدد القتلى في صفوف الجنود الأتراك، خاصة بعد التطورات السريعة التي حدثت للجيش نفسه حين وقف خارج البلاد، مما يثير مخاوف أنقرة بشأن قدرتها على الاستيلاء على المناطق التي يسيطر عليها داعش، مما قد يجبرها على التراجع في مواجهة التنظيم الإرهابي.
قال وزير الدفاع التركي، فكري اسيلك، أمام البرلمان يوم الخميس الماضي، إن تركيا قتلت 1005 من مقاتلي داعش، و299 من الأكراد السوريين، خلال عملية درع الفرات في سوريا.
الحكومة التركية التي أحبطت محاولة انقلاب 15 يوليو الماضي، تصارع لمنع تصاعد وتيرة العنف من قبل الانفصاليين الأكراد، في وقت تواجه فيه داعش سواء في الداخل أو في سوريا، كما أنها تدعم المتمردين الذين يقاتلون ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مما يجعلها تدفع ثمنا باهظا في هذه الحرب متعددة الجبهات.
وول ستريت جورنال
========================
واشنطن بوست: أمريكا مذعورة من مفاوضات سوريا بين تركيا وروسيا وإيران
 http://www.turkpress.co/node/29308
ترك برس
أشار كاتب بصحيفة واشنطن بوست إلى أن الأميركيين المعنيين بالسياسة الخارجية لبلادهم وقفوا مذعورين الثلاثاء الماضي وهم يرون كبار المسؤولين الأتراك يجلسون جنبا إلى جنب على طاولة المفاوضات مع قادة روس وإيرانيين في موسكو لبحث الأزمة السورية وإيجاد مخرج جديد لها.
وقال الكاتب جوش روغن، في مقال له بالصحيفة، إن الأتراك أدركوا أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما غير راغبة في التعامل مع الأزمة السورية، ولذا فإن تركيا ستتعامل مع روسيا بهذا الشأن ريثما يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب زمام الأمور في بلاده.
وبحسب "الجزيرة نت"، أوضح روغن أن المشهد لم يكن يمثل نقطة تحول في الأزمة السورية فحسب، بل كان يمثل عرضا مذهلا لتحول أحد أبرز أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) ممثلا في تركيا نحو المعسكر الروسي وبعيدا عن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب برمته.
وأضاف أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسير بخطى ثابتة لمواءمة السياسة الخارجية لبلاده مع السياسة الخارجية الروسية بعيدا عن الولايات المتحدة، من بينها أن حزب العدالة والتنمية وصل إلى السلطة على أساس العداء للغرب.
وأشار روغن إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه أيضا ضغوطا داخلية تدعوه للوقوف في وجه الولايات المتحدة، وأن محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة التي تعرضت لها بلاده أضعفت موقفه بشكل عام.
وأضاف الكاتب "لكن السبب الأهم في التحول التركي إلى روسيا يتمثل في فشل سياسات الرئيس أوباما تجاه الشرق الأوسط، خاصة إزاء الحرب الكارثية التي تعصف بسوريا، وأن تفاقم هذه الظروف مجتمعة مهد الطريق أمام التطورات الأخيرة".
وأشار الكاتب إلى أن حادثة اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف الاثنين الماضي سارعت في توطيد العلاقات التركية الروسية بدلا من أن تتسبب في دق إسفين بين البلدين.
ونسب إلى العضو السابق في البرلمان التركي أيكان إرديمير القول إن الولايات المتحدة لم تعد تعني الكثير بالنسبة إلى أردوغان، لأن المطلوب بما يهم الشرق الأوسط هو الأفعال وليست الأقوال، والولايات المتحدة كانت تتحدث أكثر مما تفعل.
وأشار الكاتب إلى أن اجتماع المسؤولين الأتراك في موسكو جاء في أعقاب فشل الجهود الدبلوماسية الأخيرة التي كان يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بشأن وقف إطلاق النار في سوريا.
وأضاف الكاتب أن لافروف أعلن الثلاثاء الماضي عن فشل الجهود الروسية الأميركية السابقة، وأن المفاوضات الجديدة بشأن الأزمة السورية ستكون بقيادة روسيا، وستكون موسكو مركز الثقل فيها، وأن الترويكا المؤلفة من روسيا وتركيا وإيران أظهرت مدى الكفاءة في هذا السياق، وذلك من خلال الإجراءات العملية على الأرض.
وأشار إلى أن لافروف أعلن أيضا عن فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا في تطبيق أي من مبادراتها، وأنه أنحى باللائمة على الولايات المتحدة بشأن فشل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي أبرمه مع نظيره جون كيري في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأضاف الكاتب أن تركيا حاولت مرارا العمل مع إدارة أوباما بشأن الأزمة السورية، ولكن أميركا كانت ترفض الطلب التركي المرة تلو الأخرى، وأشار إلى فشل محاولات متكررة من قبل مسؤولين أميركيين لعقد اتفاقات مع تركيا للقتال معا ضد تنظيم الدولة الإسلامية ولتنسيق الجهود لدعم المعارضة السورية.
لكنه قال إن فشل هذه المحاولات يعود في الأغلب إلى عدم رغبة البيت الأبيض في عهد أوباما بالموافقة على طلب تركيا لإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، ولفرض مزيد من الضغط على رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأشار الكاتب إلى أن مما أدى لزيادة التوتر بين تركيا والولايات المتحدة هو قيام الأخيرة بدعم جماعة "تدعى" قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة في أغلبيتها من مقاتلين أكراد من الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين.
وقال إنه يبدو أن الأتراك أدركوا أن إدارة أوباما غير راغبة في التعامل مع الأزمة السورية، ولذا فإن تركيا ستتعامل مع روسيا بهذا الشأن ريثما يتولى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب زمام الأمور في بلاده، وترى ماذا يمكن للإدارة الأميركية الجديدة أن تفعل.
من جانبها، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب سينجيز كندر قال فيه إن حادثة اغتيال السفير الروسي في أنقرة ذكرت بعض المراقبين بالأسباب التي أشعلت الحرب العالمية الأولى، لكن روسيا استغلتها لجلب تركيا إلى مدارها.
وأضاف أن تركيا تحارب على ثلاث جبهات غير قابلة للربح في سوريا، فهي تدعم المعارضة السورية المناوئة لنظام الأسد، وتشارك في الحرب ضد تنظيم الدولة، وتحاول الحد من مكتسبات الجماعات الكردية بسوريا
========================
واشنطن بوست: المصائب تهز روسيا
http://www.elmonzar.net/world/enviar-125693
حادث تحطم الطائرة  هز روسيا  بعد أقل من  6 أيام من قتل سفير موسكو لدى أنقرة أندريه كارلوف على يد  رجل صرخ بعد إطلاقهالنار متحدثا عن الحرب في سوريا".
هكذا علقت صحيفة واشنطن بوست على سقوط طائرة عسكرية روسية في البحر الأسود الأحد كانت تقل 92 شخصا على متنها في طريقها إلى سوريا  ولقوا مصرعهم جميعا.
وتابعت الصحيفة: "إنها المأساة  الثانية في أقل من أسبوع، وتم تداول تفاصيلها المؤلمة على التلفزيون أيضا،  كما طفت على السطح أيضا خلفية المشاركة العسكرية الروسية في سوريا، ومجددا أثيرت العديد من الأسئلة التي لا تجد إجابات شافية".
سبب سقوط الطائرة ما زال مجهولا، ورغم تصريحات المسؤولين بعدم ترجيح فرضية الإرهاب لكن لجنة التحقيق الخاصة الروسية قالت إنها تدرس كافة الاحتمالات.
وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف تحدث قائلا : "بالطبع, فإن كافة الاسباب المحتملة ستؤخذ في الاعتبار، لكن القول إن ما حدث عمل إرهابي أمر سابق للأوان".
اللواء إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم الجيش الروسي أكد أنه لم ينج أحد من الطائرة المعمرة التي تعود للعصر السوفيتي, والتي انطلقت من موسكو وتحطمت بعد وقت قصير من تزويدها بالوقود في مطار سوتشي, دون أن ترسل أي إشارة استغاثة.
وذكر كوناشينكوف أن قائد الطائرة كان يملك أعلى درجات الاحترافية، لافتا أن الطائرة Tu-154 التي يبلغ عمرها 33 عاما كانت قد تعرضت لصيانة مؤخرا.
وأعلن بوتين الإثنين حدادا وطنيا, مضيفا أنه سيتم التحقيق في سبب تحطم الطائرة.
وحاول مشرعون ومسؤولون عسكريون روس طمأنة الشعب بأن أي إرهابي لا يستطيع التسلل للقاعدة الجوية شديدة الحراسة على مشارف موسكو, والتي انطلقت منها الطائرة.
وفي وقت لاحق كشف مسؤولون أن الطائرة كان يفترض أن تتزود بالوقود من قاعدة موزدوك العسكرية, ولكنها توجهت إلى سوتشي لسوء الأحوال الجوية.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن مصدر عسكري روسي قوله إن مطار سوتشي يتمتع أيضا بحراسة مشددة، لاسيما وأن المدينة كانت المستضيفة لأولمبياد 2014.
ونشرت وزارة الدفاع قائمة الركاب التي تضمنت 64 عضوا ينتمون لما تسمى "فرقة ألكسندروف" المعروفة دوليا باسم كورال الجيش الأحمر حيث كانوا متجهين إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية التي تقع جنوب شرق مدينة اللاذقية في سوريا لتسلية أفراد الجيش الروسي في عطلة العام الجديد.
وعلى متن الطائرة أيضا كانت توجد يلزافيدا جلينكا المعروفة في روسيا باسم "الدكتورة ليزا" التي حظيت بشهرة كبيرة لأعمالها الخيرية مثل مشاركتها في بعثات لمنطقة الحرب في شرق أوكرانيا.
وأعلنت منظمتها الخيرية أن "الدكتورة ليزا" كانت تحمل شحنة من الدواء لصالح مستشفى في سوريا.
========================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا: تقاسم جديد لمناطق النفوذ في الشرق الأوسط
http://www.raialyoum.com/?p=589116
تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى مقتل السفير الروسي في أنقرة؛ مشيرة إلى أن بعضا يعزوه إلى غضب مراكز القوى السنية في المنطقة.
جاء في مقال الصحيفة:
رفضت الخارجية الأمريكية الاعتراف بأن محادثات روسيا-إيران– تركيا، دليل على فقدان واشنطن الزعامة في الشرق الأوسط. أما المحللون، فيؤكدون عكس ذلك. ويشيرون إلى الدور الرائد لروسيا، التي أصبحت، بحسب قولهم، موضع كره تلك مراكز القوى في المنطقة التي تدافع عن حقوق السنة. وأن اغتيال السفير الروسي لدى تركيا هو برهان على ذلك.
من جانبه، فإن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري لا يرى في المحادثات، التي جرت في موسكو وجمعت وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، تجاهلا للجانب الأمريكي. فقد صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي بأن كيري “يفهمها كمحاولة جماعية للتوصل إلى السلم في سوريا، وهو يرحب بأي تقدم في هذا المجال”. وأضاف كيربي: نحن لن نتغاضى عن أي جهود ترمي إلى التوصل إلى نتائج جيدة في الأزمة السورية. وإذا كانت هذه الجهود تبذل من دوننا عن قصد أو سهوا، ولكنها تعطي نتائج جيدة، فنحن ندعمها”. كما أشار كيربي إلى أن الطروحات التي تضمنها البيان الختامي عن لقاء الوزراء الثلاثة في موسكو، تشبه تلك التي طرحتها واشنطن.
واضاف كيربي: “نحن لم نشارك في محادثات موسكو، ولكن هذا لا يعني أبدا أن الدبلوماسية الأمريكية حاليا غير فعالة أو غير قادرة وأنها ليست جزءا من جهود أوسع. نحن ما زلنا داخل هذه العملية، ونحاول التوصل إلى نتائج جيدة. لقد كان وزير خارجيتنا في الرياض خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكانت الزيارة مكرسة لأوضاع اليمن، ولكنه بالطبع استغل هذه الفرصة للحديث مع شركائنا في المنطقة عن أوضاع سوريا”. وأكد كيربي في إيجازه الصحافي، أن من السابق لأوانه الحديث عن فقد الولايات المتحدة دور الريادة في الشرق الأوسط.
بيد أن لصحيفة وول ستريت جورنال رأيا آخر بهذا الشأن، حيث تشير إلى أن الدور الريادي في المنافسات السياسية يعود إلى روسيا في المنطقة حاليا، وأن “هذا التقدم جعل من موسكو لاعبا لا غنى عنه”. لكن الصحيفة تستدرك وتقول إن للزعامة الروسية وجها آخر، حيث باتخاذها مكان الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإنها تجرب الهالة الأمريكية كـ “دولة إمبريالية عظمى أجنبية تحارب الإسلام والمسلمين” الراسخة في عقول سكان المنطقة. وإن اغتيال سفيرها لدى تركيا يؤكد مرة أخرى هذا الأمر.
في غضون ذلك، يحذر بعض المحللين من الخروج باستنتاجات متسرعة عن صورة روسيا في الشرق الأوسط، حيث أشار نيقولاي كوجانوف، الموظف في برنامج “تشاثام هاوس الروسي-الأوراسي إلى أنه “لا يمكن تبسيط ما يخص أهل السنة. فالشرق الأوسط لا يقسم فقط إلى السنة والشيعة. وليس صحيحا القول إن روسيا ضد أهل السنة، لأن السنة إلى جانب الشيعة والطوائف الأخرى يقاتلون إلى جانب النظام السوري. والحديث هنا هو عن موقف بلدان ومجموعات معينة. وإن صورة روسيا في الشرق الأوسط تغيرت كثيرا عما كانت عليه منذ بداية الحملة. وعلى الرغم من أنها لم تكن إيجابية دائما، فإن ما استعرضته موسكو من إمكانياتها في رسم الخطوط الحمراء والإصرار عليها بغض النظر عن الموقف منها، يكوِّن في الشرق الأوسط شعورا بأن موسكو عامل في المنطقة يجب أخذه بالاعتبار”.
كما يؤكد الخبير أنه ليس بإمكان روسيا إزاحة الولايات المتحدة من المنطقة، لأنها لا تملك إمكانيات اقتصادية وسياسية تسمح لها بذلك. وإن النجاحات التي حققتها موسكو في المنطقة ليست ناجمة عن إزاحة واشنطن منها، بل لأنها تمكنت من استغلال الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن في سياستها الشرق أوسطية.
أما رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو، فله رأي آخر في هذه المسألة، ويقول إن المحادثات الثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران هي إشارة إلى أن روسيا بدأت تحتل دورا رياديا في منطقة الشرق الأوسط، و “تشكل روسيا وتركيا نواة هذا الاتحاد الهش. ولكنهما تمكنتا من تحقيق صيغة معينة لتسوية أزمة حلب، التي قد تصبح صيغة لتسوية النزاع السوري.
وتسبب الترويج لحل الدولتين باستبعاد ملكيات الخليج وإيران من عملية التسوية. بيد أن إيران عملت كل ما بوسعها لمنع الخطة الروسية–التركية، حتى أنها أطلقت النار على قافلة المجموعات السنية التي خرجت من حلب. أي بهذه الصورة وغيرها فرضت طهران نفسها على روسيا وتركيا.
لذلك، فإن البلدان التي استبعدت من عملية التسوية، تفاعلت سلبا جدا. فقد بدأت “المملكة السعودية وقطر بانتهاج سياسة بديلة للتي تنتهجها روسيا وتركيا وإيران. وفي تلك المناطق التي تسيطر عليها المجموعات السورية، بدأ تشكيل شبه دولة سنية، حيث أعلن عن ظهور شكل جديد لـ “القاعدة”. (روسيا اليوم)
========================