الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 26/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 26/12/2017

27.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: ترامب يوقع على دعم قوات سورية الديمقراطية بنصف مليار دولار
وقع الرئيس الامريكي دونالد ترامب قراراً تنفيذياً منتصف الشهر بتوفير نحو نصف مليار دولار أميركي لتسليح «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» عمودها الأساسي وزيادة عددها من 25 إلى 30 ألفاً.
وبموجب موافقة ترامب بحسب ما كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست، يستمر البنتاغون في دعم حلفاءه في سورية، خلال عام 2018، بما في ذلك آلاف الأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ الحرارية وقاذفات الصواريخ.
وتضمنت القائمة التي وقعها ترامب، 12 ألف بندقية “كلاشنيكوف” بقيمة 6.3 مليون دولار، و60 ألف قطعة غيار لبنادق “كلاشنيكوف” بقيمة 420 ألف دولار، و6 آلاف بندقية رشاشة بقيمة 20.3 مليون دولار.
========================
مجلة أمريكية: واشنطن لم تعد أكثر أمناً بعد انهيار "داعش"
قالت مجلة "فورين افيرز" الأمريكية إن العالم لم يعد أكثر أمناً بعد خسارة تنظيم "داعش" لمواقعه في العراق وسوريا، مؤكدة أن أمريكا نفسها لم تعد أكثر أمناً بعد الانهيارات التي حصلت للتنظيم، ويكمن السبب بانتشار الحروب في العديد من الدول، ما أدى إلى انتشار الجماعات "المتشددة".
وأوضحت المجلة أنه ومنذ أكتوبر الماضي بات واضحاً أن تنظيم الدولة على وشك الهزيمة، إلا أن الواضح أيضاً أنه يعيد ظهوره، الأمر الذي يمكن أن يجعل الولايات المتحدة عرضة للتهديد "الجهادي" أكثر مما كانت عليه في الماضي.
وتابعت المجلة، أن "داعش" ليست سوى واحدة من مئات الجماعات المتطرفة التي تشكلت منذ العام 2011، وكلها تتماثل في أهدافها مع أهداف تنظيم الدولة، فهي تستخدم وتؤمن بالسلاح، وأيضاً فإنها ترى بالولايات المتحدة حجر العثرة في طريقها.
وفي حال تحققت نهاية وهزيمة "داعش" فإن العديد من المنظمات الجهادية السلفية الأخرى ستكون على استعداد للحلول محلها طالما استمرت الظروف التي أدت إلى ظهور الجماعة.
لقد كانت "السلفية الجهادية" تشكل حوالي 35% من نسبة الجماعات المسلحة الرئيسية في العراق، كما أنها شكلت 50% من جماعات الصومال المسلحة، في حين تصل نسبتها إلى 70% من المسلحة بسوريا.
لقد أدت الحروب التي اندلعت في هذه البلدان إلى ظهور الجماعات المسلحة، فمنذ العام 2001 وتحديداً عقب تفجيرات 11 سبتمبر وما حصل عقب ذلك من غزو واحتلال، ظهرت الجماعات "الجهادية" المسلحة بقوة، وكانت الدول التي شهدت تلك الاضطرابات أرضاً خصبة لظهور هذه الجماعات المتطرفة، وبالتالي فإنه ومع استمرار الصراع في العديد من دول العالم وخاصة الإسلامية فإن ظهورها سيبقى قائماً.
وخلقت الحروب دولاً فاشلة غير قادرة على مواجهة وجود مثل هذه التنظيمات، وهذا بالضبط ما تحتاجه مثل هذه التنظيمات، كما أن هذه الجماعات وبعد سنوات من ظهورها فإنها تسعى إلى إحداث إرباك في أنظمة عربية أخرى مثل الأردن والسعودية ومصر، إلا أنها كانت تفشل في هذا المسعى.
========================
الصحافة الاسترالية والالمانية :
ذا كونفرسيشن :"نساء ثائرات".. كيف واجهت المرأة السورية رحى الحرب؟
أيمن الرشيد
مقدمة المترجم
في السنوات الأخيرة، ومنذ بداية الثورة، بدأت المرأة السورية بلعب دور مهم في الحراك السياسي السوري، حتى أصبح العديد منهن يحملن السلاح ويدافعن عن مصير الثورة. هذا التقرير يناقش أحوال وأدوار المرأة في الأزمة السورية، وكيف أثّرت الأوضاع السياسية والاجتماعية على دورها في الداخل السوري.
نص التقرير
يبدو أن ملامح المرأة السورية التي كانت عالقة تحت ركام أحد المستشفيات في حلب لم يجذب انتباه رئيس الولايات المتحدة الأميركية (آنذاك) باراك أوباما، عندما علم بنجاة الطفل السوري عمران دقنيش. وهذا يثبت أن وضع المرأة في الأزمة السورية يحتاج إلى مزيد من الاهتمام.
بالرغم من احتراق حلب تلك الأيام تحت غارات بوتين والأسد الجوية فإن اهتمام العالم اتجه نحو المشاجرات والمحادثات التي تجري بين أميركا وروسيا. العديد من هذه المحادثات والتي تمحورت حول قصف مواكب المساعدات الإنسانية، وإدانة البربرية في سوريا أدى إلى زيادة التصعيد في المناقشات الأميركية لروسيا. فمحصلة المعاناة السورية، من مقتل 400 ألف مواطن وإزاحة نصف عدد السكان السوريين من منازلهم، لم تحظ باهتمام الرأي العام.
لكنّ المتظاهرين من النساء والرجال في سوريا كانوا يطمحون إلى هدف أسمى وأكبر من مجرد جذب أنظار العالم إليهم. كانت "الحرية" و"الكرامة" كلمات مفتاحية تتردد في جميع مظاهرات السوريين السلمية والتي كانت ضمن الحراك السياسي الذي اعتبرته الأطياف السورية جزءا لا يتجزأ من الربيع العربي. وبعد خمس سنين ونصف، أتى تساؤل الأكاديمية والناشطة في حقوق المرأة، سينثيا إنلو، حول الوضع السوري: "أين النساء؟" ضمن دائرة سؤال أوسع وأكثر ترددا على مسامع الكثيرين: "أين الناس؟".
ففي الثورة التي تحولت إلى حرب في سوريا، سلّطت العديد من عدسات المستشرقين التي كانت تركز على وضع المرأة في الشرق الأوسط الضوء على هذه التساؤلات.
الأمن الإنساني للمرأة
خبرات المرأة في الحرب تتفاوت. كما أظهر كل من الدكتور ناجي العلي ونيقولا برات لنا، فإن التنازلات التي تمت على حساب أمن المرأة في حروب الشرق الأوسط بإمكانها أن تحفز أو تقوّي حراكهن السياسي. لكن الإجابة السريعة عن جميع التساؤلات الناتجة من البحوث المختزلة والإغفال الظاهر في التحقيقات المتعلقة بالجمهورية السورية الممزقة ومجتمعها المفكك تأتي من النساء أنفسهن.
فالعنف الموجه ضد المرأة كان وما زال كبيرا في سوريا. فحسب مصادر لمنظمة الأمم المتحدة، فإن 13.5 مليون سوري تأثروا خلال الأزمة السورية، من ضمنهم 4.1 مليون امرأة وطفلة لديهم القدرة على الإنجاب. بالإضافة إلى أن 48٪ من أصل 4.8 لاجئ سوري الذين سجلتهم هيئة الأمم المتحدة هم من النساء أيضا. ومن ضمن الـ 1،521 سوري الذين لاقوا حتفهم (أغسطس/آب) الماضي، حسب الشبكة السورية التابعة لمنظمة هيومان رايتس ووتش، كانوا من النساء والأطفال.
ولقد استخدمت قوات الأسد الاغتصاب، الذي اعتبره مجلس الأمن الدولي ضمن قائمة جرائم الجماعات الإرهابية غير التابعة للدول حسب قرار 2253، كوسيلة لتعذيب النساء، والأطفال، وحتى الرجال من المحتجزين في سجون النظام.
العنف الجنسي يمثل ما وصفه دينيز كانديوتي بمحاولة وحشية لـ"استعادة الرجولة" لنظام ذكوري مهدد من قبل الثورات. في دولة إسلامية وعربية مثل سوريا حيث يكون الدفاع عن العرض والسمعة مهمة تقع على عاتق الأفراد جميعهم، ومن هنا يتم استخدام الاغتصاب للضغط بشراسة على معارضي النظام وإخضاعهم بقوة.
النساء الثوريات
كمثيلاتها من ثورات الربيع العربي، لوحظ أن الثورة السورية فيها أيضا مشاركة واسعة من قبل ناشطات  خبيرات وثوريات مبتدئات في الساحة. النساء السوريات يمثلن رمزا للمقاومة الشعبية ضد نظام المخابرات البعثي في سوريا. فالمدونة تل الملّوحي، والتي حُجزت من قبل القوات المسلحة السورية منذ عام 2009، مثال على ذلك. ولا يمكن لانتفاضة أن تعد شائعة ما لم يكن للمرأة دور يذكر فيها.
الناشطات في سوريا هن منشقات سلميات يعبرن عن آرائهن من خلال ساحات إعلامية ناشئة، ويهتممن باليتامى، والأرامل، والنازحين في المنفى بطريقة مؤسسية غير رسمية تحت إشراف غير حكومي. من خلال عملهن كمعيلات لأسرهن، ومحاربتهن بعناد للتفرقة خارج بلادهن، فإن مشاركة المرأة السورية في الصراع السوري تعكس الطبيعة المعروفة لثورة تقاوم القمع المضاد للحراك الشعبي، والعنف الذي يمزق سوريا إربا إربا.
لكن من الصعب رسم خطوط واضحة بين الثورة السلمية والثورة المسلحة. فهناك متظاهرات، وإعلاميات، وسياسيات معارضات، وطاهيات يعملون للجيش السوري الحر، وممرضات ميدانيات، ومعلمات في المدارس المؤقتة، ومعاونات في عمليات الانشقاق العسكرية، وحتى مقاتلات ضمن النساء الثوريات في سوريا.
التعامل مع التسلح
لقد لاقى وجود المرأة داخل ساحات المعارك أكبر تغطية إعلامية من قبل محطات الأخبار. ومثال ذلك، قصة دعم المراهقات الغربيات المجندات في تنظيم الدولة للتدخل العسكري الأميركي في جبل سنجار أثناء تباريهن مع نساء يزيديّات مُختطفات. تغطية أخرى غطت مقاتلات وحدات حماية الشعب الكردية لتمثيل العنف النسائي والتي ناقضت ضمنيا صور المضطهدين من قِبل تنظيم الدولة في سوريا، البلد التي تحولت إلى خط مواجهة للحرب على الإرهاب.
وجود العديد من الناشطين والناشطات في سوريا دفع نظام الأسد إلى التخلص منهم بالتزامن مع تحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية وإقليمية. فكل من الناشطة رزان زيتونة والناشطة سمير خليل كانتا من ضمن مجموعة "الدوميّون الأربعة" الذين تم اختطافهم قبل 3 سنوات تقريبا. الحرب حفّزت ووسعت حاجة المرأة ونشاطها في جميع الميادين. فبعض الهيئات غير الحكومية، مثل هيئة بسمات للتنمية، أصبحت تركز بشكل خاص على حاجيات النساء والأطفال داخل سوريا وشقيقتها لبنان.
قصص وتحديات
أدركت المرأة السورية أن إشهار ما يحدث في الداخل السوري مهم جدا في تشكيل وتوجيه مسار الأحداث السورية. أصبحت النساء السوريات يدعمن قصص الحرب الثورية. فهناك نساء ضمن المؤسسين لصحف محلية في ظل الثورة السورية، مثل: صحيفة "عنب بلدي" التي أصبحت ثنائية اللغة. وهناك أيضا مدونات سوريات يقمن بتغطية أحداث الحرب اليومية ضمن مقالات تترجم لجمهور ناطق باللغة الإنجليزية. ليس هذا فحسب، فالمتظاهرات السوريات في داريا لجأن إلى الاحتجاج عن طريق شجب ما يفعله نظام الأسد من حصار وتجويع كوسيلة عسكرية في مقالاتهن.
لكن نسبة حديث النشطاء الإعلاميين والأكاديميين حول تمثيل المرأة في البرلمان والتشريع أصبحت أقل في سوريا من دول الربيع الأخرى، مثل: مصر وتونس. فاستمرار الحرب أدى إلى تضييق مساحة الرأي والتعبير حول ما يجري إلى التعرض الجسدي فقط، الذي سيدوم الحديث عنه ما دام شلال الدم مستمرا في التدفق.
وما زالت المرأة السورية تواجه عدة عقبات في نشاطها داخل المدن السورية. فمثلا، هاجمت جبهة النصرة الجهادية عدة مراكز نسائية، من ضمنها "مركز مزايا" داخل إحدى المناطق المحررة في إدلب والذي ترأسه غالية رحال، الحائزة على جائزة "بطلة الثقة بالمرأة" من رويترز. كذلك خسرت غالية رحال ابنها، الصحفي خالد العيسى، في الصيف الأخير بعد أن قضى شهيدا.
في ظل حرب يسودها "الطابع الذكوري" وعدم الاستقرار الأمني، فإن ضمان وجود المرأة في مؤسسات غير حكومية حديثة الولادة، مثل المجالس المحلية، أصبح تحديا مستمرا تواجهه المرأة في الداخل السوري. فتمثيل المرأة في الحكم الذي يطمح له الشعب السوري كان أحد الأمور العديدة التي ألهمت المحتجين في الأيام الأولى للانتفاضة السورية.
وماذا عن الغرب؟
الصحفية خلود وليد التي فازت بجائزة الشجاعة في تغطية الأماكن الخطرة من منظمة raw in war (مواقع التواصل)
في المجتمعات العربية لفترة ما بعد الكولونيالية لا يزال الماضي والحاضر يتواجه مع الدول الغربية بخطاب سياسي ثابت اللون. برامج "التمكين" التي يوفرها الاتحاد الأوروبي وتلك التي يمولها الاتحاد الأوروبي لنساء المنطقة قد أعيد تغليفها، بحيث تقايض حربهنُّ على الإرهاب بالمزيد من الوكالة المقصودة على أسلوب الربيع العربي. في ظل هذه الظروف، لا يمكن ألا نتوقع المقاومة المحلية.
باءت محاولة الأمم المتحدة في تحقيق اتزان بالتمثيل بين الذكور والنساء داخل المعارضة السورية بالفشل، كما حدث في النكسة التي كانت ضد حركة "دي ميستورا للنساء" والتي مثّلتها مستشارات في اللجنة العليا للمفاوضات. مع ذلك، فقد وعدت الهيئة الوطنية للمعارضة السورية بتسليم 30٪ من المقاعد للمرأة السوري
اللامبالاة الواضحة بالأزمة السورية وضعت غمامة على الجوائز التي أُعطيت لثوريين جديرين بها، مثل الصحفية خلود وليد. فالاعتراف بإنجازات المرأة بين النشطاء تعتمد أهميته على مدى مشاركتها في محنة الثورة المستمرة.
لكن الجوائز العالمية التي أُعطيت للناشطين والثوريين لم تكن مجدية كثيرا. فشهرة الصحفية زينة رحيم الحائزة على إحدى هذه الجوائز، لم يمنع السلطات البريطانية من مصادرة جواز سفرها في "مزايدة دمشق". وفي هذا السياق، أرسلت مجد شرباجي، إحدى ناشطات مدينة داريا اللواتي تم احتجازهن سابقا، والحائزة على جائزة الشجاعة الدولية لوزارة الخارجية الأميركية، رسالة إلى الرئيس الأميركي لتعطيه خيارا قاسيا كان مفاد
"عندما سيسجل التاريخ اسمك، إما سيذكر أنك أغلقت عينيك وأذنيك عن صرخات وويلات الآلاف من السوريين المُحتجزين في سجون الأسد، وإما سيقول عنك إنك الرجل السلمي الذي استطاع أن ينقذ مئات آلاف من الأبرياء". الحرب في سوريا يجب أن تنتهي، لكن يجب أن يفوز مواطنوها، نساء كانوا أم رجالا، بحريتهم وكرامتهم تحت أي حل سياسي كان، حسب تصريحات كيري ولافروف.
المقال مترجم عن: (ذا كونفرسيشن
========================
"دويتشه فيله": الأسد لم يكسب الحرب.. وهذا دور روسيا وإيران
قدم خبير ألماني في شؤون الشرق الأوسط رؤى مهمة ومثيرة حول مستقبل القضية السورية، بعد نحو ست سنوات على الحرب التي مالت كفتها لصالح النظام.
الخبير غيدو شتاينبرغ، وفي تصريحات لقناة "دويتشه فيله" الألمانية، قال إنه ورغم تفوق النظام عسكريا، إلا أن محافظة بشار الأسد على المناطق المسيطر عليها، سيكون أمرا شبه مستحيل، على المدى البعيد.
ونوه شتاينبرغ إلى عجز الأمم المتحدة عن معالجة القضايا الحساسة في العالم، والتي تكون محل خلاف بين الأعضاء الكبار، في إشارة إلى الولايات المتحدة، وروسيا.
وبحسب شتاينبرغ، فإن الحماس الأوروبي مع بداية اندلاع الثورة، اصطدم بواقع دعم الأسد من قبل جهات أخرى، ما جعلهم أمام خيارين، التدخل العسكري، أو البقاء مع النظام.
وبحسب شتاينبرغ، فإن "الأسد لم يربح الحرب، لكنه بالتأكيد في موقف أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى منذ بداية عام 2012"، وبسؤال عن سيطرته على المدن الكبرى، رد الخبير الألماني بالقول: "الأسد كان يسيطر على المدن الكبرى المهمة من قبل. وكان الثوار قادرين على الاستيلاء على عاصمتي محافظتين هما الرقة وإدلب، اللتين تقعان في أسفل التسلسل الهرمي للمراكز الحضرية في سوريا".
وربط شتاينبرغ، استمرارية النظام في تقدمه بالسيطرة على المناطق، باستمرار الدعم الروسي له، منوها إلى أن المقاومة ضد النظام ستستمر، وأن مناطق الأكراد تصعب عليه استعادتها.
وعن إعلان بوتين سحب قواته من سوريا، قال الخبير الألماني: "أعتقد أن لذلك أسبابا سياسية محلية. لكني أتوقع أن يواصل الروس بذل كل ما في وسعهم لجعل موقف الأسد أكثر استقرارا"، رافضا التركيز على روسيا في هذا السياق، لأن "إمكان السيطرة على المناطق أو الحفاظ عليها"، برأيه  "يعتمد على الأفراد، وإيران هي المسؤولة عن التزويد بالأفراد".
وعن الأصوات المنادية بإعادة اللاجئين السوريين إلى موطنهم، قال شتاينبرغ، إن الحرب لم تنته بعد، بل إنها دخلت منعطفا جديدا، محذرا من أن الأسد نفسه لا يرغب بعودة اللاجئين.
واتهم الخبير الألماني الأسد بأنه "دعم عمدا" ظاهرة "الإرهاب"، وذلك "لجعل حجته الخاصة تبدو أكثر مصداقية، بأن الثوار هم بدون استثناء إرهابيون"، مضيفا القول إنه مع ذلك فإن "وزن جرائم نظام الأسد ثقيل للغاية، لدرجة أنه لا ينبغي أن يحدث تطبيع سياسي معه، حتى بالنظر إلى قضية اللاجئين".
========================
الصحافة البريطانية :
«الجارديان»: من بين مليون فروا إلى أوروبا.. ماذا تعرف عن السوريين في أسكتلندا؟
رصد تقرير نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية حالة النجاح التي حققها لاجئون سوريون في الاندماج مع وطنهم الجديد الذي لجؤوا إليه بعد أن باتت بلادهم عصية على العيش بعد ست سنوات من الحرب الأهلية التي خلفت دمارًا هائلًا في سوريا.
ونقل تقرير الصحيفة البريطانية صورًا من حياة بعض اللاجئين السوريين في جزيرة بيوت الأسكتلندية الصغيرة، وكيف كان الترحيب بهؤلاء اللاجئين هو الشعور السائد لدى مواطني هذه الجزيرة باستثناء بعض الاستقبال الفاتر.
وقال التقرير: «استقر نجم على جزيرة أسكتلندية في عيد الميلاد هذا العام، ويجلب المزيد من الناس مرة أخرى الهدايا من الشرق. قبل احتفالات عيد الميلاد عام 2015، فتحت جزيرة بيوت -وهي جزيرة تقع قبالة الساحل الغربي لأسكتلندا على جانبي نهر كلايد- أبوابها بشكل غير رسمي لمجموعة محطمة تتشكل من 24 عائلة سورية فرت من التهديد اليومي بالقتل والاضطهاد. وكان الكثير من بين 6500 شخص يمثلون التعداد السكاني في بيوت حريصين على الترحيب بأولئك الذين عانوا من الرعب. وفي بعض الأماكن كان الاستقبال فاترًا».
وقد غذت ردود الفعل السلبية لدى البعض مشاعر الريبة والاستياء، وبعض التغطية الإعلامية التي سعت إلى نسج مشاعر الخوف والتحريض على الانقسامات. وكان كريج بورلاند، رئيس تحرير صحيفة «ذا بوتمان» المحلية في جزيرة بيوت قد كتب قبل عامين: «أريد أن تكون جزيرة بيوت مكانًا يمكن فيه للأشخاص الذين يأتون إلى هنا فقط وهم ليس لديهم سوى ملابسهم أن يشعروا بالأمان، وبأنهم في وطنهم».
وقال التقرير إن بورلاند ترك مهام وظيفته في رئاسة التحرير منذ ذلك الحين، لكنه سيكون سعيدًا لمعرفة أن أمنيته في عيد الميلاد عام 2015 قد تحققت: فهذه الأسر السورية هي في الواقع آمنة، ويشعرون بأنهم في وطنهم. إن هذا المجتمع الصغير وغير الطائفي يحملهم الآن بالقرب من قلبه. ويشعر الوافدون السوريون -بدورهم- بأنهم ينتمون إلى جزيرة بيوت، وهم متحمسون لرد اللطف الذي قوبلوا به.
بنك الطعام
قبل عامين، شكلت أنجيلا كالاجان جزءًا من لجنة الاستقبال في الجزيرة لمساعدة اللاجئين على الاستقرار والشعور بأنهم مرحب بهم. وهي تدير واحة بيوت، وهو متجر لبيع الهدايا الجديدة والمستعملة، والذي تستخدمه لتمويل بنك للطعام. قبل عامين أعربت عن تفاؤلها بأن تجربة العائلات السورية في جزيرة بيوت ستكون سعيدة.
ونقل تقرير «الجارديان» ما ذكرته أنجيلا في عام 2015: «هؤلاء الناس سوف يصبحون جزءًا من مجتمعنا، ولن يكون هناك الكثير من الوقت حتى يصلوا إلى تنظيم وجبات الطعام».
تعد أنجيلا في عيد الميلاد هذا العام أكثر من 100 صندوق طعام للعائلات المحلية والسورية على حد سواء. وقد دأبت على الإشراف على عملية تسليم صناديق الطعام للعائلات السورية والمحلية بعد ظهر يوم الجمعة من كل أسبوع. يساعدها في التوزيع شابان سوريان، وهما: أحمد فارس، وبسام ميداني. تقول أنجيلا: «إنهم يشعرون بأنهم يريدون ترك أثر في المجتمع. إنهم يساعدون هنا في متجر بيع الهدايا، والسكان المحليون يحبونهم».
بحسب ما ذكره التقرير، فإن فارس وميداني قد حازا رخصتي قيادة كانا قد حصلا عليها بعد إجراء اختباراتهما في أيرلندا، والتي تقدم الجزء النظري من الاختبار باللغة العربية.
وأضافت أنجيلا: «لقد استقرت جميع العائلات السورية بشكل جيد هنا، وقد تغيرت نظرة المجتمع إليهم. وهذا يشمل بعض أولئك الذين كانوا أقل ميلًا إلى الترحيب بهم عندما جاؤوا أول مرة هنا. لدينا الكثير من الأطفال السوريين الذين يتكلمون بلهجات أسكتلندية. والآن أتردد على منازلهم لتناول العشاء وأكواب من الشاي». وبحسب ما نقله التقرير عن أنجيلا، فقد كانت هناك بعض الصعوبات التي واجهها اللاجئون السوريون في البداية.
مهند حلمي
إحدى قصص النجاح التي رصدها التقرير في جزيرة بيوت هو مهند حلمي، الذي وصل قبل 10 أشهر مع زوجته رغد البرقاوي، وابنهما نعيم البالغ من العمر أربع سنوات، وابنتهما كامار البالغة من العمر 18 شهرًا، وبعض أفراد أسرته التي سكنت جزيرة بيوت أيضًا.
في غضون فترة قصيرة من الزمن جعل الزوجان من منزلهما المتواضع منزلًا للدفء والمحبة. ونقل التقرير عن حلمي قوله: «نحن سعداء جدًا هنا. لم يظهر لنا الناس سوى الود والمحبة منذ اليوم الذي وصلنا فيه. يقابلنا الجميع بالابتسامة عندما نذهب إلى المحلات التجارية أو نخرج للنزهة. الجميع يشير بيده لتحيتنا. هدفي هو تعلم اللغة الإنجليزية بطلاقة، ثم العثور على وظيفة».
وفقًا للتقرير، فإن حلمي لا يعتقد أنه سيعود إلى سوريا في المستقبل القريب، على الرغم من أنه عندما يتحدث عن وطنه، يشعر بالألم في عينيه. وكانت عائلة حلمي قد فرت من داريا، إحدى ضواحي دمشق، بعد أن سيطرت عليها قوات النظام السوري التي استهدفت قوات المعارضة في المدينة.
وأوضح التقرير كيف واجه الناس هناك الموت عن طريق القصف أو المجاعة. وقال حلمي: «في سوريا كنت عامل طابعات محترفًا، وأريد ممارسة ذلك في أسكتلندا بعد أن تحسنت لغتي الإنجليزية بشكل كافٍ. أريد أيضًا أن أرد الجميل إلى هذا المجتمع. لقد كان الناس لطفاء جدًا، ونحن نعتبر هذا الآن موطنًا لنا. يومًا ما بإذن الله قد نعود إلى سوريا، ولكننا نعلم أنه لن يكون البلد نفسه الذي تركناه. واذا قمنا بذلك، فسوف نترك جزءًا كبيرًا من قلبنا في أسكتلندا».
اكتسب حلمي مع زوجته الشعور بأنهما وجدا السعادة مرة أخرى، ودرجة من الأمن في حياتهما. حتى أنهما يشعران بأن هذه قد تكون المرة الأولى في زواجهما التي يجدان فيها قدرًا من الهدوء والسلام. ويبدو أن الكثير من سعادتهما ينبع من حقيقة أن طفليهما قد وجدا الآن مكانًا يمكن أن يشعرا فيه بالأمان والفرح البسيط للعب دون خوف، وفق ما ذكره التقرير.
وأضاف حلمي: «نشعر بالأمان الشديد هنا ونمتن له كثيرًا. إنه مكان جميل لجلب أطفالنا إليه، ومن الجيد أن نراهم سعداء وآمنين».
توطين اللاجئين
أشار التقرير إلى أن مجلس جزيرة بيوت يشعر بالرضا عن الطريقة التي استقرت بها الأسر السورية وأيضًا -وبشكل خاص- عن الطريقة التي تم دمجهم بها في قلب المجتمع. وقد حاول البعض إثارة الشبهات وتنظيم رد فعل عنيف، لكن النوايا الحسنة بالجزيرة هي التي سادت في نهاية المطاف.
وأوضح التقرير أن اللحظات الصعبة التي واجهها اللاجئون السوريون في جزيرة بيوت جاءت عندما ذكرت بعض وسائل الإعلام اسم المشتبه به في تفجير لندن جنبًا إلى جنب مع صورة له وهو في جزيرة بيوت. وقد أطلق سراحه بسرعة دون توجيه اتهامات إليه، ولكن كانت هناك مخاوف من أن يكون هناك عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مختبئين بين اللاجئين.
وقالت رئيسة المجلس، أيلين مورتون: «إن برنامج إعادة توطين اللاجئين السوريين حقق نجاحًا كبيرًا بالنسبة لكل من جزيرة بيوت والعائلات المعنية. ومن المشجع أن نرى الأسر تستقر وتنمو في المجتمع لصالح الجميع… كان الأمر يتعلق بمساعدة الناس الفارين من الصدمة على الشعور بالأمان، ويسرني أنهم يشعرون الآن بإمكانية الإشارة إلى بيوت بوصفها وطنًا لهم».
يذكر أن المدارس الابتدائية والثانوية في الجزيرة الأسكتلندية قد لعبت دورًا حاسمًا في عملية الاندماج. ويتلقى الأطفال السوريون في هذه المدارس القيم التي يسعى المجتمع إلى تعزيزها.
منذر الدرساني- الجارديان
من بين القصص الأخرى التي رصدها التقرير كان منزر الدرساني، الذي عمل حلاقًا مدة 15 عامًا في دمشق قبل أن يفر مع عائلته إلى جزيرة بيوت. كان شخصية معروفة في المدينة، وكان متجره، صالون الشرق، مشغولًا دائمًا. وفي وقت سابق من هذا العام، افتتح الدرساني صالون حلاقة في الجزيرة يحمل نفس الاسم.
ونقل التقرير عن الدرساني قوله: «بعد أن جئت إلى هنا درست اللغة الإنجليزية مدة خمس ساعات كل ليلة في بيتي، وبعد ستة أشهر شعرت بأنني بدأت في استيعابها. لقد كان السكان المحليون مفيدين جدًا. شعروا أنني كنت حريصًا على التعلم وكانوا صبورين جدًا، وكانوا يساعدونني عندما أذكر كلمات أو جملًا خاطئة».
وأضاف الدرساني أنه يشعر بأنه مرحب به في الجزيرة، مشيرًا إلى أنه يتطوع أيضًا لتوزيع صناديق الطعام لتقديم الشكر إلى أهالي جزيرة بيوت لإظهارهم الرحمة، ومساعدتهم اللاجئين السوريين في أحلك الأوقات.
واختتم التقرير بقوله إن اللاجئين السوريين قد ساهموا في ازدهار هذه الجزيرة التي كانت قد نظمت قبل ثلاث سنوات اجتماعًا لاستطلاع الآراء حول كيفية إحياء هذا المكان الكبير، الذي ووفقًا لتعداد عام 2011 انخفض عدد سكانه بنسبة 10٪ في العقد الماضي.
اللاجئون السوريون في أرقام
11 مليونًا هو عدد السوريين الذين فروا من بلادهم منذ اندلاع الحرب الأهلية في مارس (آذار) 2011.
3.3 مليون لاجئ هو عدد اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا، وهو أكبر عدد من اللاجئين السوريين المسجلين في بلد واحد، في حين يستضيف لبنان 1.1 مليون لاجئ، والأردن 660 ألفًا.
6.6 مليون هو عدد النازحين داخليًّا في سوريا.
طلب نحو مليون لاجئ سوري اللجوء إلى أوروبا. تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا، التي تضم أكثر من 300 ألف لاجئ تقدموا بطلبات للجوء، والسويد 100 ألف، هما أكبر الدول المستقبلة للاجئين في الاتحاد الأوروبي.
أُعيد توطين 9394 لاجئًا سوريًّا في بريطانيا.
========================
"ذا جارديان": بوتين والأسد بيدهما مصير 7 أطفال مصابين بالسرطان في الغوطة
كتب ماري مراد | الإثنين 25-12-2017 10:38
تداعيات الأزمة السورية على الأطفالتداعيات الأزمة السورية على الأطفال
وجه الدكتور ديفيد نوت و هاميش دي بريتون غوردون، مديرا "Doctor Under Fire" ومستشارا اتحاد المنظمات الإغاثية الطبية السورية "أوسم"،  نداء عاجلا للرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد لإخراج 7 أطفال مصابين بالسرطان من الغوطة، بهدف تقديم العلاج اللازم لهم وإنقاذ حياتهم، مؤكدا أن هؤلاء الأطفال في حاجة إلى أكثر من كلمات طيبة.
وفي مقالتهما بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، ذكر الكاتبان أنه في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بكوريا الشمالية وقانون الضرائب في أمريكا وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، هناك 7 أطفال مصابين بسرطان قابل للشفاء يموتون في الغوطة بسوريا، بسبب نقص الغذاء والدواء، مؤكدين أن هؤلاء الأطفال سيفقدون حياتهم ما لم يكن لدى بوتين والأسد إرادة للتدخل.
وأوضحا هناك 175 طفلا آخرين بحاجة ماسة إلى تلقي العلاج اللازم في المستشفيات وهو غير المتاح في الغوطة، مشيرين إلى أن المواطنين يموتون ومحاصرين منذ أربع سنوات.
ولفت المقال إلى أن الغوطة، التي أعلنها بوتين في وقت سابق من هذا العام "منطقة خفض تصعيد"، هي المنطقة التي لم يتمكن بشار الأسد من إخضاعها، وقد حارب المعارضين لمدة أربع سنوات في أكثر الصراعات وحشية، التي تُذكر بمعركة ستالينجراد خلال الحرب العالمية الثانية، إذ استخدم فيها الأسد كل سلاح، فيما يبدو أنه إبادة لهؤلاء السكان الذين لن يستسلموا أو يذهبون بهدوء.
وأشار المقال إلى أنه تم إسقاط غاز الأعصاب "سارين" القاتل في 21 أغسطس من هذا العام، ما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 1500 ومنع المعارضين من اقتحام دمشق الأسد، لافتا إلى وجود تقارير موثوقة تفيد بأن السارين لا يزال يستخدم لإخراج الناس من السرادب والأنفاق، من أجل قتلهم في العراء.
وشدد المقال على أن تقنيات "الحصار في القرون الوسطى" أسفرت عن عدم تقديم أي مساعدة لمدة أربع سنوات، فالأطفال، على وجه الخصوص، يموتون جوعا على مرأى من الحدود اللبنانية والأردنية.
وأضاف الكاتبان: "في العام الماضي في هذا الوقت، تمكنا مع (أوسم) ومنظمات غير حكومية أخرى من إخراج 500 طفل من حلب ونقلهم إلى مكان آمن، ونحن نناشد الآن بإعطاء على الأقل هؤلاء الأطفال السبعة فرصة للحياة عن طريق نقلهم إلى أماكن يمكن فيها معالجة سرطانهم القابل للشفاف".
وأكدا أن هذا الأمر بيد بوتين والأسد، داعين الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدائمين الخمسة إلى تشجيع هذين البلدين على القيام بشيء إنساني، ولافتين إلى أن الغرب ترك غالبية المدنيين السوريين يواجهون مصائرهم ما أسفر عن مقتل 500 ألف، ونزوج 11 مليون داخليا، إضافة إلى 4 ملايين لاجئ.
واختتما مقالتهما بقولهما: "من أجل الله، من أجل إله جميع الديانات، دعونا نحاول أن ننهي 2017 ونبدأ 2018 بقليل من الرحمة وإخراج هؤلاء الأطفال".
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس: الاقليم الكردي يواجه ازمة سياسية واقتصادية شديدة يمكن أن تؤدي الى الحرب الاهلية
بقلم: تسفي برئيل
هناك من يقولون إن المنطقة الكردية في العراق تمر بمسيرة “الربيع العربي”. وآخرون يشيرون اليها وكأنها ميت يمشي. متفائلون يقدرون أن الاموال ستحل المشكلات، والمتشائمون يتوقعون حرب اهلية جديدة. منذ اكثر من اسبوع تجري في الاقليم، ولا سيما في السليمانية وحلبجة، مظاهرات يشارك فيها مئات من المواطنين. المعلمون في السليمانية تمت دعوتهم من قبل رئيس ادارة التعليم للاضراب لأن الحكومة لا تقوم بدفع كامل الرواتب، ولا يدفعون ببساطة لآخرين. اكثر من 200 متظاهر تم اعتقالهم، 5 قتلوا في المواجهات مع قوات الامن، والاقليم الذي اعتبر اكثر المناطق أمنا في العراق، يبدو أنه يقف على شفا الانهيار السياسي. السمعة الدولية التي حظيت بها قيادة الاقليم برئاسة مسعود البرزاني منذ احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة في 2003 وحتى الحرب ضد داعش، والتي ساهمت بشكل حاسم في هزيمة داعش في العراق، يتم استبدالها بسمعة من نوع آخر.
الفساد المتفشي حول شريحة صغيرة من الاشخاص الى مليونيرات يعيشون في القصور ويركبون في سيارات فاخرة، وتمييز الاقارب – أحد هؤلاء الاثرياء الجدد هو إبن الرئيس مسعود البرزاني، الذي هو رئيس الاستخبارات، وإبن شقيقه نصروان البرزاني، الذي هو رئيس الحكومة – الاقتطاعات التي يأخذها كبار الادارة وعلى رأسهم عائلة البرزاني من كل صفقة يتم عقدها في الاقليم، مطاردة كل وسائل الاعلام الانتقادية وحتى قتل صحافيين، التردد في اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، هي فقط جزء من تذمرات المواطنين واحزاب المعارضة ضد الادارة الكردية. في الاسبوع الماضي قررت ثلاثة احزاب في الائتلاف الحاكم الانسحاب من الائتلاف من اجل الضغط على الحكومة للموافقة على اقامة حكومة انتقالية لا يقف على رأسها نصروان، إبن شقيق الرئيس يعارض ذلك، وفقط يتعهد بتسريع اجراء الانتخابات التي يتوقع ان تجرى في بداية 2018.
ايضا في “القسم الشرقي” من الاقليم الذي تسيطر فيه عائلة الرئيس المتوفى جلال طالباني الذي كان شريكا لبرزاني، وبعد ذلك حارب ضده في الحرب الاهلية الكردية في 1994، وبعد ذلك تعاون معه – الوضع ليس جيدا. ارملة طالباني، هيرو ابراهيم، وابنيها بافل وكوباد، تولوا زمام الامور وهم يجرون اتصالات مستقلة مع حكومة العراق ومع ايران من اجل الحصول على مصادر تمويل مقابل الدعم السياسي سيضعضع ما يعتبر في نظرهم ديكتاتورية عائلة البرزاني. رئيس الحكومة العراقي، حيدر العبادي، الذي يحظى بمكانة المنتصر الاكبر على داعش، يستغل الآن مكانته والعداء الكردي الداخلي من اجل تصفية الحسابات مع القيادة الكردية، التي تجرأت على اجراء استفتاء شعبي على استقلال الاقليم في 25 ايلول الماضي. وبهذا تحدت وحدة العراق. بعد وقت قصير من الاستفتاء أمر العبادي قواته بالسيطرة على مدينة النفط كركوك، وطرد القوات الكردية منها.
رجال برزاني يتهمون مؤيدي طالباني بأنهم سيطروا على المدينة بتعاون خياني مع حكومة العراق وبانسحاب مخطط له نقلت المدينة الى حكم النظام العراقي، والآن مطلوب من الاقليم العيش مع النتائج القاسية. بدلا من 660 ألف برميل نفط استخرجها وصدرها قبل المعركة على كركوك، يقوم الآن باستخراج وتصدير فقط النصف. الاقليم يضطر الى أخذ قروض بشروط صعبة من شركات النفط ومن مؤسسات تمويل دولي من اجل أن يستطيع دفع رواتب تبلغ 700 مليون دولار شهريا لموظفي الدولة، من بينهم عشرات آلاف المعلمين. ولكن شركات النفط ليست متسرعة في منح القروض له بسبب دين يبلغ 20 مليار دولار، واحتياطي من العملة الصعبة، حوالي 2 مليار دولار، آخذ في الاختفاء بسبب استغلاله في الصيانة الدورية.
حسب الدستور يمكن أن يحصل الاقليم على 17 في المئة من دخل الدولة، كنسبته المقدرة من السكان. ولكن منذ العام 2014 لا تقوم الحكومة بارسال كامل المبلغ، والاقليم من ناحيته لا يقوم بارسال كامل المداخيل من النفط المستخرج في ارضه، كما هو ملزم بالقيام بذلك حسب الاتفاق مع الحكومة العراقية. بناء على ذلك، يتوقع أن يخفض النظام العراقي المخصصات المخصصة للاقليم من 17 في المئة الى 12.5 في المئة. تحذيرات صندوق النقد الدولي التي تقول إن هذه الميزانية لا يمكنها تغطية احتياجات الاقليم وأن النتيجة ستكون مواجهة بين الحكومة والاقليم، لا تؤثر على رئيس الحكومة العراقي الذي قال إن الحكومة لن ترسل الاموال لدفع الرواتب بسبب الفساد في الاقليم. لقد نسي كما يبدو أن العراق نفسه يقع في المكان الـ 155 من بين الـ 175 في سلم الفساد الدولي.
ولكن ايضا يجب النظر الى تصميم العبادي بدرجة من الشك لأن نتيجة وقف الميزانيات يمكن أن تكون صراع عنيف في الاقليم الكردي، الذي يمكن أن يتطور الى حرب اهلية والانتقال ايضا الى مناطق اخرى في العراق، التي يعيش فيها اكراد.من المشكوك فيه اذا كانت حكومة العراق التي تستعد هي ايضا للانتخابات التي ستجرى في أيار، بحاجة الى مواجهة اخرى كهذه، بالذات بعد أن تحررت من داعش. العراق فهم جيدا أن المواجهة مع الاقليات، سواء القبائل السنية أو الاكراد، تستدعي “صيادين” من الخارج. ايضا في الغرب يدركون هشاشة الوضع وقابليته للانفجار في المنطقة الكردية وتداعياته على التطورات في المنطقة. السؤال هو من سيكون مستعدا لدفع الاموال المطلوبة من اجل اغلاق فم الاقليم الكردي
========================