الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 2/6/2016

سوريا في الصحافة العالمية 2/6/2016

04.06.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. فايننشال تايمز :الحملة على تنظيم الدولة تزيد حدة التوترات الطائفية
  2. فايننشال تايمز: تقارب مصالح إسرائيل والعرب فرصة لتسوية دائمة
  3. الشرق الأوسط بعيون مراكز الأبحاث الأجنبية (النصف الثاني من يونيو 2016)
  4. لوموند :مقتطفات من كتاب نعوم تشومسكي الجديد (من يحكم العالم؟)
  5. نيويورك تايمز: 8 أشهر مرت على وعود أوباما بتوطين لاجئي سوريا دون تنفيذ
  6. الاندبندنت :لماذا بعد المعارك ضد داعش في سورية والعراق؟ (مترجم)
  7. التايمز: لا خيار سوى الموت في الفلوجة
  8. موقع إسرائيلي: بوتين يتحول إلى إسرائيل من أجل تعزيز حكم الأسد.
  9. روبيرت فيسك: أمريكا تمنع دعوات رحيل الأسد لأنه رهان أفضل من داعش
  10. "حكايات الجحيم فى سوريا" في كتاب لجانين دى جيوفانى
  11. هآرتس :الملايين يبحثون عن بيت
  12. واشنطن بوست :إيران.. والتعاون مع «طالبان» ضد «داعش»!
  13. جيوبوليتيكال فيوتشرز :أسباب صعود النزعة القومية في العالم؟
  14. ستراتفور»  :هل يمكن استعادة الرقة من «الدولة الإسلامية»؟
 
فايننشال تايمز :الحملة على تنظيم الدولة تزيد حدة التوترات الطائفية
نبه مقال بصحيفة فايننشال تايمز إلى أن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية بدأت تتخذ منعطفا مشوبا بالخيانة. ويرى كاتب المقال أنه بالرغم من تقدم الحملة على التنظيم بجبهتي الفلوجة في العراق والرقة في سوريا فإن تشكيل القوات التي تقود المعارك في المدينتين السنيتين العربيتين يزيد حدة التوترات الطائفية والعرقية في البلدين المنقسمين وفيما وراءهما.
وقال الكاتب حسان حسان -الباحث بمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط بواشنطن- إن مكمن الخطر هو أن العملية التي تقودها الولايات المتحدة يمكن أن تساعد التنظيم في نهاية المطاف على كسب شرعية باعتباره مدافعا عن السنة، حتى وإن تنازل عن الأراضي.
"هذه الانقسامات تمنح التنظيم فرصة لتقديم نفسه باعتباره حامي السنة، وخاصة في العراق حيث يرى نفسه الجماعة المسلحة الوحيدة القادرة على الوقوف في وجه المليشيات المؤيدة للحكومة التي يهيمن عليها الشيعة"
وأضاف أن المخاوف المتزايدة في سوريا والعراق والمنطقة عموما بشأن الهجوم على الفلوجة والرقة لا تبشر بخير في الحرب الطويلة الأمد على التنظيم، لأن القتال في المنطقة ينظر إليه على أنه طائفي صريح، تديره مليشيات بمساعدة الغرب، موالية للنظام الشيعي في إيران وقريبة من حلفاء طهران في دمشق.
وأشار الكاتب أن هذه الانقسامات تمنح التنظيم فرصة لتقديم نفسه باعتباره حامي السنة، وخاصة في العراق حيث يرى نفسه الجماعة المسلحة الوحيدة القادرة على  الوقوف في وجه الميليشيات المؤيدة للحكومة التي يهيمن عليها الشيعة.
وأضاف أنه يُخشى من ظهور سيناريو مماثل في سوريا خلال السنوات القليلة المقبلة في أماكن مثل الرقة، حيث إن المقاومة المحلية هناك ضعيفة.
وختم بأن هذه الحملة تبدو وكأنها فضلت النصر التكتيكي على التنظيم أكثر من الإستراتيجي وأن هذا الأمر من المرجح أن يقدم للتنظيم هدية طالما رغب فيها، وخاصة في سوريا، وذلك بتشكيل تصور لدى الناس العاديين بأن اختيارهم محصور بين "الجهاديين" والمليشيات التي يعتبرونها غزاة.
======================
فايننشال تايمز: تقارب مصالح إسرائيل والعرب فرصة لتسوية دائمة
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الأربعاء، 01 يونيو 2016 08:30 م 047
كتبت نائبة رئيس تحرير صحيفة "فايننشال تايمز" رولا خلف، تقريرا حول تقارب المصالح بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، وكيف يمكن للأخيرة استغلال ذلك التقارب، وتحويله إلى أخبار سعيدة.
وتقول الكاتبة إنها لم تعتد على سماع "أخبار سعيدة" متعلقة بالشرق الأوسط، وتضيف: "لا أستطيع التفكير في أي شيء يمكن أن يكون سعيدا في هذا الوقت، الذي تنتشر فيه الحروب المتعددة والديمقراطيات الفاشلة والدول التي يغمرها اللاجئون".
وتتابع خلف قائلة: "لهذا دهشت عندما سمعت مسؤولا إسرائيليا يتحدث عن (الوضع) في المنطقة، ويصفه بأنه يحمل (أخبارا جيدة)، وعندما تفكر بالأمر، مع أن إسرائيل في وضع يحيط بها عدم استقرار، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة شيئا سيئا، خاصة إن كانت الحكومة تفكر بشكل رئيسي في الحصول على منافع قصيرة الأمد".
وتواصل الكاتبة قائلة إن العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين لم تعد قصة كبيرة في الشرق الأوسط؛ لأن القوى الغربية تشعر اليوم بالقلق مما يجري في سوريا وليبيا واليمن، وهي ليست معنية بالضرورة بنزاع طويل لا حل له، بالإضافة إلى أن القوتين الإقليميتين، وهما السعودية وإيران، منشغلتان بأمور ملحة، فهما تحاولان تحقيق النقاط ضد بعضهما؛ من أجل الهيمنة في المنطقة".
ويشير التقرير إلى أنه "تم وضع احتلال فلسطين في المرتبة الخامسة على قائمة الأولويات الإقليمية والدولية، رغم أن الفرنسيين يريدون إحياء العملية السلمية، ويحضرون لعقد مؤتمر دولي في باريس هذا الأسبوع، حيث إن إسرائيل ليست مرتاحة من هذا اللقاء، وعليه فإنها لا تتوقع أي إنجاز".
وتذكر الصحيفة أن إسرائيل بدلا من تعرضها لضغوط من أجل التوصل إلى سلام، فإنها تنعم بتقارب مصالحها مع الدول العربية، حيث إنها على علاقة سلام مع دولتين جارتين، وهما الأردن ومصر، رغم أن السلام ظل باردا، ولم تكن العلاقة وثيقة معهما.
وتستدرك خلف بأن مصر في ظل عبد الفتاح السيسي، الذي أطاح بالإخوان المسلمين من السلطة، تتشارك مع إسرائيل في عدائها لحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تتعامل مع حركة حماس من خلال منظور الحرب الداخلية التي تخوضها ضد حركة الإخوان المسلمين، حيث تريد الضغط على الحركة الإسلامية بشكل قوي، كما تريد إسرائيل.
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "في الوقت ذاته، فإن المسؤولين الإسرائيليين يتحدثون بشكل مفتوح عن العلاقات التي عقدوها مع دول الخليج، رغم أنهم يتظاهرون بالخجل عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل، ولا يوجد أحد في الخليج يعترف بعلاقات دافئة مع إسرائيل، ويشترك الجميع مع ذلك بالخوف من إيران، التي تمثل عليهم خطرا وجوديا، ولديهم الموقف المتشكك ذاته من الاتفاق النووي، الذي وقعته طهران مع الدول الكبرى العام الماضي، ولم تقم السعودية بالتعبئة وبشكل حماسي ضد الاتفاق، كما فعلت إسرائيل، وهذا لا يعني أنها ترى منفعة فيه".
وتجد الصحيفة أنه "حتى لو كانت إسرائيل تبالغ في علاقاتها مع دول الخليج، إلا أنها انتفعت، ودون شك، من التوتر الحالي بين السعودية والجمهورية الإسلامية والطائفية التي نجمت عنه".
وتنوه الكاتبة إلى موقف حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، حيث إن الحزب كان يتمتع بشعبية واحترام في معظم دول العالم العربي قبل أعوام؛ نظرا لوقفته البطولية ضد إسرائيل، لافتة إلى أنه في آذار/ مارس هذا العام، أصدرت دول مجلس التعاون الخليجي قرارا بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية.
ويفيد التقرير بأنه قبل ذلك، حصل التدخل الروسي في سوريا، وهو ما قدم نوعا من الراحة لإسرائيل، حيث اعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن تقوية الروس لموقع بشار الأسد ستضعف بشكل محتمل تأثير إيران عليه.
وترى الصحيفة أن موقف إسرائيل ربما كان قصير المدى؛ لأن وجود شرق أوسط يعيش في الأمن يمنح مستقبلا آمنا لشعبها، منوهة إلى أنه في الوقت الذي جمع فيه التهديد الإيراني بين المواقف العربية وإسرائيل، فإن هذا لا يلغي القضايا الجوهرية التي تفرق بينها.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن "إسرائيل اليوم تحكمها أكثر حكومة متطرفة، واحدة لا تهتم كثيرا بالتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، وبالتأكيد فإنه من المفيد لو استخدمت إسرائيل انخفاض مستوى التوتر مع الدول العربية، وتوصلت لصفقة حول دولة فلسطينية، وتحويل فائدة قصيرة إلى سلام دائم، وهذه هي الأخبار السعيدة التي تحتفل بها إسرائيل".
======================
الشرق الأوسط بعيون مراكز الأبحاث الأجنبية (النصف الثاني من يونيو 2016)
يونيو 01, 2016 نقلا عن  رصد وترجمة: علاء البشبيشي    طباعة البريد الإلكتروني
هل بإمكان الأسد البقاء على قيد الحياة؟ وفي أي اتجاه تصب التطورات الإقليمية والدولية؟
كيف يمكن لتركيا مواجهة الهجمات الصاروخية التي يشنها تنظيم الدولة عبر الحدود مع سوريا؟
كيف ترى إسرائيل جهود إيران لتصدير نموذجها الثوري، والدور السعودي في اليمن وسوريا؟
ما هي دوافع ودلالات التنسيق الأمني غير المسبوق بين مصر وإسرائيل؟
ما هي التداعيات الأولية للتحول المذهل في ائتلاف نتنياهو؟
لماذا تباينت التغطية الإعلامية العربية لحوار الفيصل-عميدور، بين مُعَارِض ومُرَحِّب؟
ما الذي قاله سايمون هندرسون في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي حول التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب، والتغيرات في القيادة السعودية؟
ما الذي يمكن أن تتعلمه دول المنطقة من تجربة انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية في الإمارات؟
أي مستقبل لأكراد الشرق الأوسط في ظل الصراح الحالي؟
كيف أثرت وعورة التضاريس واحتدام الصراع على جهود إغاثة المنكوبين الأفغان؟
كيف يمكن تفعيل قرار مجلس الأمن الصادر بخصوص استمرار الهجمات على المستشفيات في مناطق الصراع؟
هل ستختلف الملكية السعودية عن الجمهوريات العربية التي سقطت مؤخرًا، أم أن رياح التغيير قادمة باتجاهها لا محالة؟
ما هي دلالة الانتقادات المتكررة في الصحف ومراكز الأبحاث الأجنبية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لدرجة المطالبة علانية بالإطاحة به، وتارة أخرى تشجيع الانقلاب العسيكري على حكومته، ومرة ثالثة في هذا التقرير التلميح باحتمالية محاكمته وأفراد عائلته؟
مالذي يكسبه العراق إذا استعاد الفلوجة وخسر بغداد؟
من هو الفائز الفعلي في الانتخابات الإيرانية الأخيرة؟ هل ما يخبرك به الإعلام دقيق؟
ما بين سقوط طائرة مصر للطيران، وتداعيات نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، والأزمات الاقتصادية في ظل تراجع قدرة الرعاة الخليجيين على منح المزيد من المعونات، إلى أين تتجه مصر؟
بقاء "الأسد" على قيد الحياة
"تغيير الدستور السوري يمكن أن يساعد الأسد في البقاء على قيد الحياة".. خلاصة تحليل نشره معهد  تشاتام هاوس للباحثة دوريس كاريون، مستدلة بتطورين إقليميين ودوليين:
القوى الإقليمية المناهضة للنظام- وعلى رأسها تركيا والسعودية- التي كانت تعارض هذا النوع من التحول، أصبحت مشغولة الآن على نحو متزايد بالصراعات الإقليمية الأخرى التي تصاعدت خلال العام الماضي.
في الوقت ذاته، يمكن أن تكون الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة حافزًا قويًا للبيت الأبيض كي يظهر نوعا من الإنجاز في سوريا بحلول الخريف.
وأضافت: "إن إعادة تعريف "الحكم الانتقالي"، والدفع بدستور جديد، يمكن أن يخدم هذا الغرض وفق رؤيتهم، خاصة إذا اقتنعت القوى الإقليمية بالحد من دعمهم للأطراف المتحاربة في سوريا بالتزامن مع هذه الخطوة.
وفي حين أشارت الباحثة إلى زيادة احتمالات أن يبقى الأسد جزءًا من أي حكومة سورية جديدة، حذرت- تماشيًا مع تحذيرات سابقة مشابهة- في النهاية من ترك ملايين السوريين في الداخل والخارج مع شعورٍ بأنه لم يتم حل الصراع.
حرب الاستنزاف التركية مع تنظيم الدولة
تحت عنوان "حرب الاستنزاف التركية مع تنظيم الدولة: تهديد الصواريخ" نصح محلل الشؤون الدفاعية في مركز الأبحاث "إيدام" ومقره اسطنبول، كان كاسابوغلو، أنقرة إلى التحلي بمزيد من القدرات لتغيير قواعد اللعبة على الصعيدين الدفاعي والهجومي لمواجهة تهديد الصواريخ الملحّ، وتحديدا امتلاك مزيج جيد من القدرات الهجومية والدفاعية لمواجهة إطلاق الصواريخ من قبل تنظيم الدولة وردعه عن القيام بذلك، إلى جانب عمليات التكيّف الاستراتيجي مع البيئة الأمنية الجديدة وتنفيذ التغييرات المطلوبة في القوات المسلحة التركية.
واستعرض الأستاذ الزائر سابقًا في "كلية الدفاع" التابعة لـ "حلف شمال الأطلسي"، والحاصل على درجة الدكتوراه من "معهد البحوث الاستراتيجية" في "كلية الحرب التركية"، قدرات صواريخ تنظيم الدولة؛ بدءًا من منظومات الإطلاق المتعددة لصواريخ كاتيوشا التي استولى عليها من القوات الحكومية في سوريا والعراق، وصولا إلى الصواريخ التي تحمل رؤوسًا كيميائية، التي اعتبرها أسوأ السيناريوهات التي لم تواجهها تركيا بعد، محذرًا أيضا من احتمالية استيلاء التنظيم على رؤوس حربية حرارية (القنابل الفراغية).
وختم بالتأكيد على قيمة التحالف الاستراتيجي التركي-الأمريكي، وحتى التعاون العسكري التركي-الإسرائيلي، قائلا: في ظل غياب رادع جوي تركي فوق سوريا، كانت الطائرات الأمريكية المسلحة من طراز "إي-10" و" إم كيو-1 بريداتور" من دون طيار تقلع من قاعدة "إنجرليك" الجوية لضرب أهداف تنظيم داعش عبر الحدود. كما تنشر الولايات المتحدة منظومات صواريخ مدفعية ذات قدرة عالية على الحركة من طراز "هيمارس" في تركيا للرد على هذا التهديد. إلى جانب ذلك، لو لم تتراجع علاقات أنقرة مع إسرائيل في السنوات الأخيرة قبل محاولتهما الأخيرة للتقارب، لكان من المرجح أن يعطي الأتراك الأولوية لعمليات شراء سريعة لطائرات مسلحة من دون طيار ولبطاريات منظومة "القبة الحديدية" التي تتمتع بمعدل اعتراض ضد الصواريخ يبلغ 90 في المائة. ونظرا للوضع الراهن، من غير المرجح أن تقوم تركيا بمثل هذه المشتريات من إسرائيل على المدى القريب.
جهود إيران لتصدير نموذجها الثوري.. بعيون إسرائيلية
نشر مركز القدس للشؤون العامة تحليلا لـ العقيد (متقاعد) مايكل سيغال، استهله بالقول: رغم خسارة المحافظين الإيرانيين، والحرس الثوري، معركة عدم خوض المفاوضات النووية، إلا أنهم عازمون على إظهار أنهم لا يزالون يسترشدون بقيم الثورة، والتأكيد على ضرورة الانتقال بها إلى المراحل التالية".
بالإضافة إلى ذلك، يرى سيغال أن النشاط الإيراني التخريبي المستمر في مساعدة حزب الله اللبناني في البحرين واليمن وسوريا وغيرها من الأماكن يشير إلى أن إيران سوف تستمر في العمل على تصدير الثورة إلى المنطقة المتغيرة، بهدف جعلها داعهمة لإيران، وجزءًا من منطقة نفوذها،، على حد قول قائد الحرس الثوري.
وأضاف: في هذا السياق، تعتبر إمدادات إيران من القذائف والصواريخ إلى الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني والمنظمات الإرهابية الفلسطينية ذات أهمية كبرى. إذ أنها تمكن الحرس الثوري من مواصلة تطوير صناعة الصواريخ والقذائف، واختبار منتجاته في مختلف الساحات العسكرية، وبالتالي الارتقاء بها.
وختم العقيد الإسرائيلي المتقاعد تحليله بالحديث عن الدور السعودي في اليمن وسوريا، الذي تدفع المملكة ثمنه دما ومالا، في مواجهة التدخل الإيراني المكثف على هاتين الجبهتين. مشيرًا إلى السعي السعودي لتعزيز التعاون في إطار التحالف السني، مستشهدا بزيارة الملك سلمان في أبريل إلى مصر وتوثيق العلاقات مع تركيا.
وأردف: "وهكذا، فإن السعوديين يحاولون تشكيل تحالف يقف كحائط صد في وجه الطموحات التوسعية الإيرانية في المنطقة. وسوف يستمر الصراع بين طهران والرياض، سواء بصورة مباشرة أو عبر الوكلاء، على الأراضي والنفوذ بهدف تشكيل الشرق الأوسط، الذي يشهد تغيرات جذرية غير مسبوقة منذ توقيع اتفاقية سايكس-بيكو قبل 100 عام.
تعاون مصري-إسرائيلي غير مسبوق
وصف ديفيد شينكر في معهد واشنطن التعاون العسكري بين مصر وإسرائيل منذ عام 2012 بأنه "لم يسبق له مثيل"؛ بسبب التمرد المستمر الذي يقوده تنظيم الدولة في شبه جزيرة سيناء، بحيث أصبحت هذه الظاهرة سببًا رئيسيًا دفع كبار المسؤولين من كلا البلدين إلى الإقرار بصورة عامة تقريبًا بأن العلاقات الثنائية بينهما تشهد أفضل حالاتها منذ توقيع معاهدة السلام في عام 1979.
ورأى أن هذا التقارب الأمني في الوقت المناسب، لا سيما وأن المكاسب العسكرية التي حققها تنظيم الدولة في سيناء قد حفزت الولايات المتحدة وشركاءها على إعادة نشر القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين (القوة) بعيدا عن الحدود من باب التدابير الاحتياطية المتخذة لحماية القوات (من الأعمال العدوانية).
ولفت إلى أنه في حين سيستمر تمركز بعض جنود القوة متعددة الجنسيات والمراقبين"  في مناطق معينة، ستعتمد قوات حفظ السلام اعتمادًا أكبر على الوسائل التقنية لمراقبة الأوضاع عن بُعد، علمًا بأن تداعيات هذا الأمر على العلاقات الإسرائيلية-المصرية على المدى البعيد لا تزال مجهولة.
التداعيات الأولية للتحول المذهل في ائتلاف نتنياهو
"تحوُّل مذهل" هي الجملة التي اختارها ديفيد ماكوفسكي، زميل "زيغلر" ومدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن، لوصف إنهاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فجأة أشهرا من المحادثات السرية لضم "حزب العمل" إلى حكومته الائتلافية، وقراءه بإعفاء وزير الدفاع موشيه يعلون من منصبه واستبداله بمنافسه السياسي منذ مدة طويلة، أفيغدور ليبرمان، ليحصد المقاعد الستّ للحزب اليميني "إسرائيل بيتنا".
وختم ماكوفسكي بالقول: من الممكن أن نتنياهو كان يريد حقًا انضمام هرتسوغ إلى حكومته لكنّه لم يكن مستعدًا للوقوف في وجه أولئك الذين عارضوا هذه الخطوة أو كان قادرًا على القيام بذلك. وعلى أي حال، فقد أجرى الآن مقايضة صعبة: إذ على الرغم من أنه كسب ستة مقاعد لضمان بقائه السياسي، إلا أنه أحضر منافسًا قويًا جدًا كان قد أعرب جليًا عن عدم تقديره العالي لرئيس الوزراء ورغبته في خلافته. وخلال هذه العملية، خسر نتنياهو وزير دفاع مخلص ومتعاون ومن ذوي الخبرة. كما يبدو أن نتنياهو أغلق الباب أمام حدوث تحوّل في السياسة كان من الممكن أن يخفف من حدة سلسلة من المبادرات الدولية التي ليست كما يرغب حتمًا. وبدلًا من ذلك، يواجه الآن تحديًا أكثر صعوبة في الداخل والخارج، ومن الصعب أن نرى كيف سيواجهه.
لماذا تباينت التغطية الإعلامية لحوار الفيصل-عميدور؟
قدم محمد عبد العزيز، محرر اللغة العربية بـ "منتدى فكرة" ومسؤول برامج بـ "مؤسسة بيت الحرية" سابقا، تحليلا إعلاميًا للحوار الذي نظمه "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في الخامس من مايو الجاري، بين الأمير تركي الفيصل واللواء المتقاعد يعقوب عميدرور، مستشهدًا بمقتطفات من التغطيات المعارضة والمرحبة.
ورصد التحليل عددا من الصحف التي انتقدت الحوار، وشنت حملة شرسة على السعودية، ومنها:  صحيفة "رأي اليوم" المستقلة، و"وكالة أنباء براث" العراقية، وموقع "تحالف قوى المقاومة الفلسطينية". وفي المقابل، بعض الصحف والمواقع الإخبارية العربية التي تلقت خبر اللقاء بين الجانب السعودي والإسرائيلي بصدر رحب، ومنها: صحيفة "الأهرام" المصرية الرسمية، وصحيفة "الحياة" السعودية، وصحيفتا "الرأي" و"الأنباء" الكويتيتان، إلى جانب بعض الصحف التي مرت على الخبر مرور الكرام، ولم تتناوله بالتحليل المعمق، وأبرزها: الصحف الإماراتية.
وختم بالقول: هكذا تضاربت مختلف الجرائد والصحف العربية في تغطياتها، ومواقفها من اللقاء الذي جمع بين السعودي تركي الفيصل والجنرال الإسرائيلي يعقوب "عميدرور"، من حيث مساحة وحيز وقوة التغطية والمتابعة الصحفية، لا من حيث نوعية المواقف تجاه ذلك الحدث. ولعل هذا التضارب راجع إلى تباين زوايا نظر هؤلاء الإعلاميين، وإلى تباين مصالح المتحكمين ـ خلفهم ـ في تلك المؤسسات الإعلامية، وإلى نوعية علاقاتهم ـ عن قرب أو عن بعد ـ بالمملكة العربية السعودية أو بإسرائيل، دون إغفال نوعية علاقاتهم بالقضية الفلسطينية.
التعاون الأمريكي-السعودي لمكافحة الإرهاب ومستقبل الخلافة في المملكة
نستعرض فيما يلي أبرز ما ورد في شهادة سايمون هندرسون أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي (اللجنة الفرعية حول الإرهاب ومنع الانتشار النووي والتجارة)، حول التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب، والتغيرات في القيادة السعودية:
- ما زال الملك سلمان، الذي بلغ الثمانين هذا العام، يكثر من إطلالاته العلنية، على الرغم من التقارير التي تفيد بأنه يعاني من مجموعة واسعة من المشاكل الصحية.
- ثمة شك ضئيل حاليا بأن العاهل السعودي يريد أن يكون ابنه محمد بن سلمان الملك القادم، وهو يلعب بالفعل دورا متعاظمًا في كافة القضايا الأساسية، بدلا من محمد بن نايف، الذي تنحسر سلطته ونفوذه على ما يبدو.. كيف سيتم ذلك ومتى وما هي النتائج المترتبة عنه؟ كل ذلك ضرب من التخمينات.
- لمًّا تعددت الروايات بشأن تكتيكات محمد بن سلمان الاستبدادية تجاه أنسبائه/ أبناء عمومته في العائلة المالكة، فمن المشكوك فيه أن تحظى ترقيته الأخرى بدعم كبير من قبل العائلة المالكة على نطاق أوسع. وبالتالي، نحن نواجه مستقبلًا يتسم بعدم اليقين.
- في ظل هذه الظروف، لا يمكن للولايات المتحدة أن تعتبر شراكتها الحالية مع المملكة العربية السعودية في مجال مكافحة الإرهاب من المسلمات. وبالرغم من الخلافات والإهانات العلنية، لا بد من تكييف العلاقة بين الدولتين بحيث تتم المحافظة على جوهرها مع استمرار حالة عدم اليقين على الصعيد السياسي حول السلطة الفعلية داخل آل سعود.
انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية.. تجربة إماراتية جديرة بالدراسة
رصد روبن ميلز انخفاض تكلفة مناقصات المرحلة الثالثة من مشروع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية إلى النصف: من 5,98 سنت لكل كيلوواط في الساعة إلى 2,99 سنت. آملا أن تمثل هذه "المفاجأة" حافزًا لصناع القرار وشركات الكهرباء في المنطقة.
لم يتوقع المحللون أن تنخفض تكاليف الطاقة الشمسية إلى هذا الحدّ قبل العام 2030، حتى في أفضل المواقع كالإمارات العربية المتحدة. كيف استطاع المناقصون تحقيق هذه المدخرات الحادة؟ لقد حث الانتقال إلى المناقصات والابتعاد عن النموذج الألماني القائم على أسعار مضمونة أعلى من العادة المطورون إلى المنافسة بشراسة.
وبالإضافة إلى القليل من الابتكار، توقع أن يكسر قطاع الطاقة الشمسية في الخليج مزيدا من الأرقام القياسية، ويصل إلى المستوى العالمي؛ الأمر الذي من شأنه أن يوفر المال والوقود ويحدّ من التلوث.
أي مستقبل لأكراد الشرق الأوسط؟
تحت عنوان "الأكراد: مستقبل مقسّم؟" أعادت مجموعة الأزمات الدولية نشر مقال لـ يوست هيلترمان، ظهر أولا في موقع نيويورك ريفيو أوف بوكس، خلُص إلى ما يلي:
- نظرا لحرمانهم من دولة على مدى المئة عام الماضية، وحيث يواجهون الآن انهيار الدول القديمة لحقبة ما بعد العثمانية في بغداد ودمشق، فإن العديد من الأكراد يمكن أن يحلموا بتدمير الحدود الحديثة للشرق الأوسط من أجل إقامة دولتهم أخيرا.
- لكن سيتحتم عليهم أولا محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يريد ليس فقط محو الحدود، بل إسقاط الشرق الأوسط برمّته كما نعرفه.
- ولأن الأكراد لم يكونوا فعالين جدا في تغيير أي من الحدود التي تعيقهم. ما سيحدث لاحقا قد لا تحدده أحلام الأكراد ومخططاتهم بقدر ما يحدده ما يبقى من سورية بعد أن يغادر داعش، والحمايات التي قد يحصل عليها الأكراد من ذلك.
- المفارقة هي أنهم وكي يضمنوا حكمًا ذاتيا– ويضمنوا بقاءهم– فإن الأكراد سيكونون في النهاية بحاجة سايكس بيكو بنفس القدر الذي كان أسيادهم السابقين بحاجتها.
وعورة التضاريس واحتدام الصراع.. عوائق إغاثة المنكوبين الأفغان
بعيدًا عن دمار سوريا، وحرب اليمن، ونزاع ليبيا، وأزمة مصر، ومستقبل السعودية الضبابيّ، يلفت جيريد فيري، محرر شؤون آسيا في شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، إلى فرار قرابة ألف أفغاني من منازلهم كل يوم بسبب القتال منذ بداية العام الحالي، وعجز عمال الإغاثة الوصول إلى العديد منهم.
وفي حين ارتفع معدل النزوح الداخلي الناجم عن النزاع بنسبة 40%، ما بين عام 2014 إلى عام 2015، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن هذا العام قد يشهد زيادة أخرى.
وأشار "فيري" إلى أن التضاريس الوعرة في أفغانستان تضيف إلى التحديات التي تواجه المنظمات التي تحاول تقديم المساعدات الإنسانية، مستشهدًا بما قالته ونستون: "إننا نواجه سلاحًا ذو حدين. نحن نحاول الوصول إلى الناس في المناطق النائية، ولكن أيضا نحاول الوصول إلى الناس في مناطق الصراع".
ملاحقة مجرمي الحرب.. أو استمرار الهجمات على المستشفيات!
أصدرت منظمة إنترا-هيلث الدولية تقريرًا استعرض الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في 19 دولة على مدار عام 2015، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة منها: إنشاء نظام للإبلاغ عن أعمال العنف، وتأسيس هيئة دولية للتحقيق في الهجمات.
وتعليقًا على القرار الذي صدر بالإجماع عن مجلس الأمن يوم 3 مايو، قالت لورا هومكه، من منظمة إنترا-هيلث: القرار ذاته لن يوقف الهجمات، ما لم تضطلع الحكومات الوطنية والهيئات الدولية بواجبها في حماية مرافق الرعاية الصحية على محمل الجد، وتلاحق مجرمي الحرب الذين يستهدفون العاملين في المجال الطبي".
وأضافت: "ليس هناك شك في أن فشل المجتمع الدولي في وقف مثل هذه الهجمات قد أثار سلسلة من ردود الفعل المتعلقة بالإفلات من العقاب. من الواضح أن الجناة يعتقدون أنهم لن يعانوا من أي عواقب في حالة تعمد مهاجمة المرضى والأطباء والممرضين والعاملين في المستشفيات".
السعودية.. تغيير للأفضل أم فشل يفضي إلى ثورة؟
تحت عنوان "هل ثمة ثورة مرتقبة في السعودية؟"، رأى حسين نجاح، نائب رئيس القسم الدولي في صحيفة "الأخبار" المصرية، أن "جميع المؤشرات تشير إلى أن السعودية تسير، دون أن تنتبه أو تكترث، على درب فشل جمال مبارك "سيد كل شيء" في مصر الجمهورية، أو "أحمد علي عبد الله صالح" في الجمهورية اليمنية، أو "سيف الإسلام القذافي" في الجماهيرية الليبية، أو "بشار الأسد" الذي يقود الجمهورية السورية نحو الهلاك.
مضيفًا: فهل ستختلف الملكية عن الجمهورية، أم أن رياح التغيير قادمة باتجاهها لا محالة؟ ذلك ما سوف يكشف عنه المستقبل الذي قد يحمل بعض المفاجآت، وربما يكون مستقبلًا قريبًا، حتى وإن رآه البعض بعيدا.
تلميح باحتمالية محاكمة أردوغان وعائلته
ألمح سونر جاغابتاي، زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه خطر المحاكمة، ليس هو فقط بل وأفراد عائلته أيضًا، من أجل ذلك سوف يستمرّ في سجن الصحفيين، ومنع تجمّعات المعارضة السلمية، ومضايقة المنشقين.
وأضاف، في مقالٍ حمل هجوما شديدًا ومباشرًا على الرئيس التركي: "إنّ تشخيص السلطة وتفريغ المؤسسات السياسية والمدنية سيزعزعان البلاد كثيرًا. وعندما سيغادر أردوغان منصبه - وسيفعل يومًا ما - لن يبقى سوى القليل من المؤسسات التي ستحافظ على تماسك المنصب. لقد كانت تركيا ديمقراطية منذ فترة طويلة - طويلة بما يكفي لجعلها آمنة. إلّا أنّ سعي أردوغان وراء السلطة المطلقة يظهر أنّ الزعماء الشعوبيين يستطيعون إفساد مثل هذه الأنظمة أيضا".
استعادة الفلوجة وخسارة بغداد
تساءل مايكل نايتس، زميل "ليفر" في معهد واشنطن: ما الذي يهم لو حررنا الفلوجة بينما نرى بغداد وهي تتحول في تلك الأثناء إلى فوضى طائفية وحكم ميليشيات؟ باعتباره السؤال الذي يحيّر صناع القرار في العراق وفي التحالف الدولي في ظل السلسلة الأخيرة من التفجيرات التي استهدفت عاصمة البلاد وجنوبها الشيعي.
وحول رؤيته لإيجاد حل، أضاف "نايتس" في مقاله المعنون "تحرير الفلوجة وسقوط بغداد؟": "يمكن أن تؤدي العمليات الخاصة والاستخبارات والتفكير الذكي والتكنولوجيا، إلى الحد من المخاطر التي تهدد بغداد وفرض الرقابة على الميليشيات وإبقاء عملية الموصل على المسار الصحيح".
مكررًا مرة أخرى في ختام تحليله: "ينبغي أن يكون ذلك إحدى أولويات العراق وشركائها في التحالف. فما الهدف الفعلي من تحرير الموصل إذا كان المقابل هو فقدان بغداد؟"
الفائز الفعلي في الانتخابات الإيرانية الأخيرة.. ليس ما يخبرك به الإعلام
على عكس ما تروج له وسائل الإعلام الأجنبية، لفت مهدي خليجي إلى أن الانتخابات الأخيرة لم تغيّر نسيج "مجلس خبراء القيادة" المتشدد، أو قدرة المرشد الأعلى لفرض إرادته على عمليات من المفترض أن تكون ديمقراطية، وهو ما يظهر من فاز فعليا في الانتخابات
واستشهد الكاتب بفوز "السياسي المتشدد والمتمرس أحمد جنتي بـ 51 صوتا من أصل 86 ليصبح رئيسا للعامين المقبلين"، بعدما كان معسكر روحاني يأمل بأن ينافس الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني على المنصب، لكنّه أعلن قبل بضعة أيّام أنّه لن يترشّح، ربما على خلفية "فضيحة سياسية تسبّبت بها ابنته فائزة، وهي ناشطة تحدّت مؤخرا المحرمات الدينية والسياسية بزيارتها القائدة البهائية فاريبا كمال آبادي".
ورأى "خليجي" أن "اختيار مثل هذا المتشدد المعروف لرئاسة "مجلس الخبراء" الجديد لا يُنبّئ بالخير بالنسبة لروحاني"، كما أنه "يشكّل إعلانًا محبطًا نظرًا إلى أنّ "المجلس" الحالي قد يملك الفرصة لتعيين خلف خامنئي نظرًا لعمره المتقدّم (76) ومشاكله الصحية المحتملة".
نكبة جوية وأزمة سياسية وتدهور اقتصادي.. إلى أين تتجه مصر؟
(1)
تحت عنوان "هل المشكلة في مصر أم فرنسا؟ رأى مايكل روبن في معهد أميركان إنتربرايز أن فرضية القنبلة إذا ثبتت فإنها يرجح أن تكون المسمار الأخير في نعش صناعة السياحة المصرية، على الأقل في المستقبل المنظور. وإذ يحاول الكاتب تبرئة حملة السيسي ضد الإسلاميين من هذه الهجمات المتزايدة، واضعا إياها في سياقها العرقي والتاريخي الأكثر تعقيدًا، فإنه يلفت إلى أن المشكلة في الهجوم الأخير أنه بدأ في أوروبا، مستشهدًا بمشكلات مطار ديجول مع التطرف، وداعيا إلى مزيد من التحقيقات لاكتشاف إمكانية حدوث أي اختراقات أمنية في مطار باريس.
ويختم في النهاية بفرضية أخرى تضع الكرة في ملعب المخابرات الفرنسية: إذا وضعت القنبلة على متن الطائرة في باريس فإنه يعني استمرار نقاط الضعف التي تسببت في سقوط طائرة لوكيربي عام 1988، مشيرًا إلى خطورة حصول المسافرين الأمريكيين على تأشيرات فرنسية. جدير بالذكر أن "روبن" كان بطل التحليلات التي اقترحت- من طرف ليس خفي بكل كامل- على الجيش التركي مؤخرًا أن يقوم بانقلاب على أردوغان عبر مادتين في معهد أميركان إنتربرايز لم يفصل بينهما سوى أيام.
وفي متابعته لحادث الطائرة المصرية أيضًا، استبعد ستراتفور حدوث عطل ميكانيكي، متحدثًا عن إمكانية تعرضها لصاروخ أرض جو، رغم اعترافه بأن المتطرفين في مصر والمناطق المحيطة لا يمتلكون صواريخ قادرة على إسقاط طائرات بهذا الارتفاع، معتبرا أن تفجيرها بعبوة ناسفة هو السيناريو الأكثر وضوحا.
(2)
ونشر معهد واشنطن مقالا لـ ديفيد شينكر بعنوان "هل يضيع السيسي فرصته لإصلاح الاقتصاد المصري؟"، أن المساعدات السعودية التي حصلت عليها مصر قريبًا قد تكون الأخيرة، لذلك تحتاج القاهرة أن تركز على مساعدة نفسها وذلك بتنفيذ إصلاحات الدعم والضرائب المعقدة. وحذر الباحث من اعتياد مصر على إرجاء الإصلاحات الاقتصادية، لأن النافذة يمكن أن تغلق. مشيرا إلى أن حالة الاقتصاد السعودي تعني على الأقل أن مصر لا تستطيع الاعتماد على منحة أخرى من المملكة. مضيفًا: "في حين أن الجدل حول الجزيرتين قد يتبدد في نهاية المطاف، إلا أن أزمة مصر الاقتصادية لن تلقي أوزارها حتى تتبنى القاهرة الإصلاح.
(3)
وفي الشأن المصري أيضًا نشر موقع جلوبال ريسك إنسايتس مقالا لـ لاربي صديقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر، رصد فيه مظاهر ما وصفه بـ"التوترات والتناقضات" التي تمتلئ بها مصر في عهد عبد الفتاح السيسي.
ونشر موقع ميدل إيست بريفنج تحليلا بعنوان "إخوان مصر.. خطوة أخيرة نحو الانقسام الداخلي" ينصح بتشجيع الخطوات الإصلاحية التي يتخذها حزب النهضة في تونس، والتي يراها تتمدد في الفضاء الذي خلفه الدور المتقلص للجماعة الأم في مصر، التي أشار الموقع إلى أنها قد تكون على شفا مواجهة مفتوحة بين الطرفين المتصارعين داخليا.
ونشر مركز وودرو ويلسون تقريرا عن ولاية سيناء، فرع تنظيم الدولة في مصر، باعتبارها أحد أنجح فروعها نظرا لصغر حجم قوتها القتالية وعدد الإصابات الكبير التي تخلفها هجماتها.
======================
لوموند :مقتطفات من كتاب نعوم تشومسكي الجديد (من يحكم العالم؟)
لوموند: ترجمة محمد أبو جاسم- السوري الجديد
القوة الأمريكية في تحدٍّ
عندما نسأل من” يحكم العالم؟” نتبنّى عادةً الاصطلاح الاعتيادي وهو أن الفاعلين في العالم هي الدول، وبشكل رئيسي القوى العظمى، وننظر بعين الاعتبار إلى قراراتهم والعلاقات فيما بينهم. ليس هذا بخطأ. ولكننا سنحسن صنعاً إن تنبّهنا إلى أنّ هذا المستوى من التجريد يمكن أن يكون مضللاً جداً.
إن للدول بالطبع بنى داخلية معقّدة ، وتتأثر خيارات القيادة السياسية وقراراتها بشكل كبير بالتركّزات الداخلية للسلطة، بينما يهمَّش عامة الناس دائماً. يصح هذا القول حتى على المجتمعات الأكثر ديمقراطية، وهو صحيح بشكل واضح على المجتمعات الأخرى. لا يمكننا الحصول على فهم واقعي لمن يحكم العالم ونحن نتجاهل”أسياد الجنس البشري” كما سماهم آدم سميث Adam Smith وهم التجار والصناعيون في انكلترا في زمنه، أما في زمننا فهم التكتلات متعددة الجنسيات للشركات  والمؤسسات المالية الضخمة وامبراطوريات تجارة التجزئة وما شابه ذلك. إن من الحكمة النظر، حتى بعد سميث، إلى “الحكمة السيئة” التي كرّس لها ” أسياد الجنس البشري” أنفسهم “كل شيء لنا ولا شيء للناس الآخرين”، وهو مبدأ متعارف عليه بأنه يشير إلى حربطبقية دائمة لا هوادة فيها -من جانب واحد دائماً- وتنطوي على أذى كبير يصيب الناس في البلد الذي تجري فيه وفي العالم كله.
في الترتيب العالمي المعاصر تملك مؤسسات الأسياد سلطة عظيمة، ليس في الساحة الدولية فحسب ولكن في داخل دولها أيضاً، وتعتمد مؤسسات الأسياد على دولها لحماية سلطتها وإمدادها بالدعم الاقتصادي عبر وسائل عديدة ومتنوعة. يحيلنا النظر إلى الدور الذي يقوم به أسياد الجنس البشري إلى أوليات السياسة الخارجية الحالية كـ الشراكة عبر الأطلسي Trans-Pacific Partnership وهي إحدى اتفاقيات حقوق المستثمرين وسميّت خطأً في الدعاية الإعلامية والتحليلات بـ “اتفاقيات التجارة الحرة” free-trade agreements. تجري المحادثات حول هذه الأولويات سراً، فضلاً عن مئات محامي الشركات واللوبيين الذين يكتبون التفاصيل الحاسمة. الغاية هي جعل هذه الأوليات متّبعةً بطريقة ستالينية عبر إجرائيات “المسار السريع” التي أُعِدّت لتمنع المناقشات وتسمح فقط بالاختيار بين نعم ولا (وبالتالي نعم) ودائماً يكون أداء واضعي هذه الإجرائيات ناجحاًجدّاَ وليس هذا بغريب. الناس حادث عرضي وفق ما يمكن توقعه من نتائج.
القوة العظمى الثانية
ركّزت البرامج النيوليبرالية للجيل السابق الثروة والسلطة في عددٍ أقل بكثير من الأيدي بينما قوّضت الديمقراطية الفاعلة، ولكنها أثارت الاعتراض أيضاً وكان ذلك أوضح ما يكون في أمريكا اللاتينة ولكنه لم يغب عن مراكز القوة في العالم أيضاً. فقد أدت النتائج القاسية لسياسات التقشّف في فترة الأزمة إلى تقلقل الاتحاد الأوربي – وهو أحد أهم التطورات الواعدة في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية-. استُهجنت هذه السياسات حتى من قبل اختصاصيي الاقتصاد في صندوق النقد الدولي ( وربما من قبل ممثليه السياسين أيضاً). لقد قُوّضت الديمقراطية عنما تم سحب عمليّة صنع القرار إلى بيروقراطية بروكسل، حيث تلقي المصارف الشمالية بظلالها على على معاملاتها.
خسرت الأحزاب الرئيسية أعضاءها لصالح اليمين واليسار ومازالت. ويعزو رئيس مجموعة البحث EuropaNova -التي مقرها باريس- الخيبة العامة إلى “حالة من الغضب العقيم إثر الانتقال الكبير للقوة الحقيقة القادرة على صياغة الأحداث من القادة السياسيين الوطنيين [الذين يخضعون للسياسات الديمقراطية من حيث المبدأ على الأقل] إلى السوق أي مؤسسات الاتحاد الأوربي والشركات” بتوافق تامّ مع المبدأ النيوليبرالي. تجري في الولايات المتحدة الآن عمليات شبيهة جدّاً ولأسباب مشابهة نوعاً ما، وهو أمر ذو دلالة وأهمية ليس بالنسبة إلى البلاد فحسب بل إلى العالم كله نظراً لقوة الولايات المتحدة.
إن المعارضة الصاعدة للسطوة النيوليبرالية تضيء جانباً مهماً آخر من الاصطلاح الاعتيادي: وهو أنه يغض النظر عن الشعب الذي يعجز دائماً عن تقبل دور “المتفرجين” (بدلا من “المشاركين”) والذي يُعهد إليه به في النظرية الديمقراطية الليبرالية. طالما كان هذا العصيان دائماً مصدر قلق للطبقات الحاكمة، ففي التاريخ الأمريكي نفسه نجد أن جورج واشنطن نظر إلى عامة الناس الذين شكلوا الميلشيات التي كان عليه قيادتها على أنهم “أناس قذرون وبذيئون جداً [ويُظهرون] مستوى لا يمكن وصفه من الغباء في الطبقة الدنيا من هؤلاء الناس.”
يستنتج ويليام بولك William Polk في كتابه السياسة العنيفة Violent Politics  وهو استعراض دقيق لحركات التمرد بدءاً من “التمرّد الأمريكي” حتى أفغانستان والعراق حاليّاً أن الجنرال واشنطن”كان متلهفاً لتنحية [هؤلاءالمقاتلين الذين ازدراهم] جانباً إلى درجة أنه أوشك على خسارة الثورة بسبب ذلك.” بالتأكيد “كان سيخسر الثورة عمليّاً” لو أنّ فرسا لم تتدخل بقوّة “وتنقذ الثورة” وكانت العصابات -التي سنطلق عليها الآن “الإرهابيين”- هي من حقق انتصارات الثورة حتى ذلك الوقت، بينما كان جيش واشنطن ذي النموذج البريطاني” يتعرض للهزيمة تلو الأخرى وقد أوشك على خسارة الثورة.”
من السمات العامة لحركات التمرد الناجحة، بحسب بولك، هي أن القيادة السياسية تقوم فور تبدد الدعم الشعبي بعد النصر بإخضاع “الناس القذرين والبذيئين” الذين حققوا الانتصار عملياً عبر تكتيكات العصابات والإرهاب. تقوم القيادة السياسية بذلك لخوفها من أن هؤلاء الناس يمكن أن يعارضوا الميزات الطبقية. لقد اتّخذ ازدراء النخب لـ “الطبقة الدنيا من هؤلاء الناس” أشكالاً عديدة عبر السينين. ولم تكن الدعوة إلى الرضوخ والطاعة (“تليين الديمقراطية”) من قبل الأمميين الليبراليين وذلك في تفاعلهم نتائج الحركات الشعبية في الستينات والتي أدت إلى مزيد من الديمقراطية إلا أحد التعبيرات عن هذا الازدراء.
في بعض الأحيان تختار الدول فعلاً أن تتبع  رأي الشعب مثيرةً غضباً شديداً في مراكز القوة. إحدى الحالات الدراماتيكية كانت في عام2003، عندما طلبت إدارة بوش Bush من تركيّا أن تنضم إليها في غزو العراق. عارض خمس وتسعون بالمئة من الأتراك مسار العمل هذا، وما أثار ذهول واشنطن وفزعها هو التزام الحكومة التركية برأيهم. لقد استُهجن هذا الخروج التركي عن السلوك المسؤول بشدة حتى أن نائب وزير الدفاع باول ولفويتز Paul Wolfowits الملقّب في الصحافة بـ “القائد المثالي” “Idealist-in-chief” في الإدارة الأمريكية وبّخ الجيش التركي لسماحه للحكومة التركية بالقيام بهذا الفعل المخلّ وطالب باعتذار.على الرغم من ذلك ودون تأثر بما لا يحصى من الأمثلة البيّنة على زيف “التطلع إلى الديمقراطية” واصلت بعض القراءات السياسيّة المحترمة الثناء على الرئيس جورج دبليو بوش George W. Bush لالتزامه بـ “الترويج للديمقراطية”، وأحياناً انتُقِد لسذاجة تفكيره بأن من الممكن لقوة خارجية أن تفرض تطلّعاتها إلى الديمقراطية على الآخرين.
لم يكن الشعب التركيّ وحده، فقد  واجه العدوان الأمريكي البريطاني معارضة عالمية عارمة. نادراً ما وصلت نسبة تأييد خطط واشنطن الحربية إلى 10% في أي منطقة بحسب استطلاعات الرأي العالمية. وقد أحدثت المعارضة احتجاجات ضخمة على امتداد العالم، وفي الولايات المتحدة نفسها أيضاً، وربّما للمرة الأولى في التاريخ يواجه العدوان الإمبريالي احتجاجاً قوياً حتى قبل أن يُشرع به. كتب الصحفي باتريك تايلر Patrick Tyler على الصفحة الأولى من صحيفة New York Times  “مازال هناك قوتان عظميان في الكوكب: الولايات المتحدة والرأي العالم العالمي.”
الاحتجاج غير المسبوق في الولايات المتحدة كان تعبيراً عن معارضة العدوان التي كانت قد بدأت قبل عقود بإدانة حروب الولايات المتحدة في الهند الصينية، وقد بلغت مدى واسعاً ومؤثراً، حتى وإن تأخر ذلك كثيراً. في عام 1967 عندما بدأت حركة مناهضة الحرب تصبح قوة ذات شأن، حذّر المؤرّخ العسكري والمختص بفييتنام برنارد فال Bernard Fall من أن “فييتنام ككائن ثقافي وتاريخي… مهدّدة بالزوال… [حيث أن] الريف يموت بالمعنى الحرفي تحت ضربات الآلة العسكرية الأكبر عبر التاريخ وقد أرخي عنانها في منطقة صغيرة كهذه”.
لكن حركة مناهضة العنف أصبحت قوة لا يمكن تجاهلها، ولم يكن ممكناً غض النظر عنها عندما وصل رونالد ريغان Ronald Regan إلى السلطة عازماً على الشروع بضرب أمريكا الوسطى. لقد قلدت إدارته بدقة الخطوات التي كان جون كندي John F. kennedy قد اتخذها قبل عشرين عاماً في بدء الحرب على جنوب فييتنام، ولكنّه اضطرّ إلى التراجع بسبب ذلك النوع من الاحتجاج الشديد الذي كان يندر مثيله في بداية الستينات. كان العدوان مريعاً بما فيه الكفاية ولم يتعاف ضحاياه حتى اليوم، ولكن ما حدث لجنوب فييتنام ولاحقاً لكل الهند الصينية حيث تأخرت “القوة العظمى الثانية” في فرض عوائقها كان أسوأ بما لا يسمح بالمقارنة.
كثيراً ما يُحتجّ بأن المعارضة الشعبية العارمة لغزو العراق لم تؤدّ إلى نتيجة. لكن يبدو لي هذا غير صحيح. فبالرغم من أن الغزو كان مرعباً بما فيه الكفاية، ورغم فظاعة عواقبه، فقد كان يمكن له أن يكون أسوأ بكثير. لم يكن في مقدور نائب الرئيس ديك تشيني Dick Cheney ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد Donald Rumsfeld وبقية كبار موظفي بوش أن يفكّروا في اتّخاذ خطوات كالتي اتّخذها الرئيس كندي والرئيس ليندون تونسون Lyndon Johnson قبل أربعين عاماً على نطاق واسع ودون احتجاج.
القوة الغربية تحت الضغط
بالطبع هناك الكثير مما يكن قوله عن العوامل المحددة للسياسة الخارجية والتي نضعها جانباً إذ نعتمد الاصطلاح الاعتيادي وهو أن الدول هم الفاعلون في الشؤون الدولية. ولكن – ورغم أن محاذير كهذه ليست بعديمة الأهمية- فلنعتمد هذا الاصطلاح، على الأقل كنموذج تقريبي أولي لحقيقة الواقع. وهكذا فإن السؤال عمّن يحكم العالم يقودنا مباشرة إلى مخاوف كصعود الصين إلى السلطة وتحديها للولايات المتحدة و”الترتيب العالمي”، والحرب الباردة التي بدأت تغلي في أوربا الشرقية، والحرب العالمية على الإرهاب، والهيمنة الأمريكية والانحدار الأمريكي، وعدد من الاعتبارات الأخرى الشبيهة.
ضمن هذا الاصطلاح الاعتيادي، يستعرض جيديون راشمان Gideon Rachman  – وهو كاتب صحفي رئيسي في الشؤون الخارجية في صحيفة الفاينانشال تايمز اللندنيةFinancial Times – يستعرض بشكل مفيد التحديات التي واجهتها القوة الغربية في مطلع عام 2016. حيث يبدأ باستعراض التصوّر الغربي للترتيب العالمي: “منذ نهاية الحرب الباردة كانت القوة الكاسحة للولايات المتحدة دائماً الحقيقة المركزية للسياسة الدولية.” إن لذلك أهمية كبرى بالتحديد في ثلاثة مناطق: شرق آسيا حيث غدت بحرية الولايات المتحدة معتادة على على التعامل مع المحيط الهادي على أنه “بحيرة أمريكية”، وأوربا حيث يضمن الناتو NATO التكامل الإقليمي للدول الأعضاء – والناتو يعني الولايات المتحدة إذ أن ” المساهمة المذهلة للولايات المتحدة في الإنفاق العسكري للناتو تصل إلى ثلاثة أرباعه-، والشرق الأوسط حيث القواعد العسكرية الأمريكية  الضخمة البحرية والجوية “موجودة لدعم الأصدقاء وتهديد الخصوم.”
يتابع راشمان إن مشكلة الترتيب العالمي اليوم هي أن “هذه الترتيبات الأمنية الآن في تحدّ” بسبب التدخل الروسي في أوكرنايا وسورية، ولأن الصين تحوّل البحار المجاورة لها من بحيرة أمريكية إلى “مياه متنازع عليها بشكل واضح”. وبالتالي فإن السؤال الجوهري للعلاقات الدولية هو ما إذا كان على الولايات المتحدة أن “تقبل أنه يجب أن يكون للقوى الرئيسية الأخرى نوع من منطقة النفوذ في جوارها”، يرى راشمان أنه يجب عليها ذلك، ويعزو ذلك لأسباب تتعلق بـ “تفرّق القوة الاقتصادية على أرجاء العالم” – بالإضافة إلى التفكير السليم البسيط.
بالتأكيد، يمكن النظر إلى العالم من زوايا مختلفة، ولكن لنلتزم بهذه المناطق الثلاث، وهي بالتأكيد المناطق ذات الأهمية الحاسمة.
التحديات اليوم: شرق آسيا
لنبدأ بـ”البحيرة الأمريكية”: قد يتعجب البعض من التقرير الصادر في منتصف كانون الأول ديسمبر من عام 2015  والذي تحدث عن “أن طائرة حربية أمريكية من طراز B-52 في مهمة عادية لها فوق بحر الصين الجنوبي قد حلقت عن غير قصد على مسافة أقل من ميلين بحريين من جزيرة صنعية صينية، وفق ما قال مسؤولو دفاع كبار، ما أثار قضية خلافية حامية بين واشنطن وبكين”. كل من يعرف السجل المخيف لسبعين عاماً من عهد الأسلحة النووية سيكون متنبّهاً إلى أن حاثة خطيرة من هذا النوع كانت دائماً توشك على إشعال حرب نووية مهلكة. لا يحتاج المرء أن يكون مؤيداً لنشاطات الصين الاستفزازية والعدائية في بحر الصين الجنوبي حتى يلحظ أن هذه الحادثة لم تتضمن مقاتلة صينية ذات مقدرات نووية في البحر الكاريبي أو على مسافة من ساحل كاليفورنيا، حيث لا ادعاءات صينية بتأسيس “بحيرة صيننية”. من حسن حظ العالم أن ذلك لم يحدث.
يفهم القادة الصينيون جيداً أن طرق التجارة البحرية لبلدهم محاطة بقوى معادية بدءاً باليابان وصولاً إلى مضائق ملقا  Malacca Straits وما وراءها مدعومة بالقوة العسكرية الهائلة للولايات المتحدة. ولذلك فإن الصين تتابع توسعها باتجاه الغرب باستثمارات واسعة وخطوات حذرة نحو الاندماج. جزئيّاً، هذه التطورات تجري ضمن إطار منظمة تعاون شنغهاي Shanghai Cooperation Organization (SCO) والتي تتضمن دول وسط آسيا وروسيا، وقريباً الهند وباكستان وإيران كأحد الأعضاء المراقبين – استنكر هذا الوضع من قبل الولايات المتحدة التي دُعيت إلى إغلاق كل قواعدها العسكرية في المنطقة-. تنشئ الصين نسخة مستحدثةً من طرق الحرير القديمة، ولا تقتصر نيّتها على دمج المنطقة تحت النفوذ الصيني فقط، بل تتعداه إلى الوصول إلى أوربا والمناطق المنتجة للنفط في الشرق الأوسط. كما تضخ الصين مبالغ صخمة من أجل إنشاء منظومة آسيوية متكاملة للتجارة والطاقة، بخطوط حديدية طويلة لقطارات عالية السرعة وخطوط أنابيب.
من عناصر هذا البرنامج  طريقٌ سريعٌ يمرّ عبر أحد أعلى الجبال في العالم ويصل إلى ميناء غوادار Gwadar الذي طورته الصين  في باكستان، والذي سيؤمن حماية الشحنات النفطية من التدخل الممكن للولايات المتحدة. تأمل الصين وباكستان أن البرنامج يمكن أن يشجع التطور الصناعي في باكستان، وهو ما لم تأخذه الولايات المتحدة على عاتقها رغم ما تقدّمه من دعم عسكري ضخم، ويمكن للبرنامج أيضاً أن يقدّم دافعاً لباكستان لتضييق الخناق على الإرهاب المحلي، وهي قضية مهمة بالنسبة إلى الصين في غربي محافظة كشينجيانغ Xinjiang. سيكون غوادار Gawadar جزءاً من “خيط المسبحة” الصيني  أي القواعد المنشأة في المحيط الهندي لغايات تجارية ولكن يمكن أن يكون لها استخدامات عسكرية أيضا، وهناك توقّع بأن سلطة الصين يمكن أن تمتدّ وللمرة الأولى في العصر الحديث حتى الخليج الفارسي.
تبقى هده التحركات كلها منيعة أمام قوة واشنطن العسكرية الساحقة، ولن يكون في الإمكان إنهاؤها بحرب نووية تدمر الولايات المتحدة أيضاً.
أسست الصين في عام 2015 أيضاً بنك استثمار البنية التحتية الآسيوي Asian Infrastructure Investment Bank (AIIB) وهي المساهم الرئيسي فيه. لقد شاركت ست وخمسون أمة في الافتتاحية في بكين في حزيران يونيو، ومن ضمنهم حلفاء الولايات المتحد أستراليا وبريطانيا وآخرون ممن انضمّوا إلى عصيان الرغبات الأمريكية. الولايات المتحدة واليابان كانتا غائبتين. وقد اعتقد بعض المحللون أن البنك  يمكن أن يتحول إلى منافس لمؤسستي بريتون وودز Bretton Woods (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي) التين تملك الولايات المتحدة فيهما سلطة الفيتو. هناك أيضاً توقعات بأن منظمة شنغهاي للتعاون قد تصبح في النهاية نظيراً للناتو.
التحديات اليوم: أوربا الشرقية
لننتقل إلى المنطقة الثانية، أوربا الشرقية، حيث توجد أزمة وشيكة على الحدود بين روسيا والناتو. وهي ليست بمشكلة صغيرة. يكتب ريتشار ساكوا Richard Sakwa  في دراسته المضيئة والدقيقة للمنطقة  أوكرانيا الخط الأمامي: الأزمة في الأراضي الحدوديةFrontline Ukraine: Crisis in the Borderlands -والكلام كله معقول جداً- إنّ “الحرب الروسية الجورجية في آب أغسطس 2008 كانت عملياً أولى ‘الحروب لإيقاف توسيع الناتو’؛ أما الأزمة الأوكرانية في 2014 فهي الثانية. ليس من الواضح ما إذا كانت الإنسانية ستتخطى حرباً ثالثة.”
لا يرى الغرب خطراً في توسيع الناتو، وليس غريباً أن لدى روسيا بالإضافة إلى قسم كبير من جنوب العالم رأياً مغايراً، وكذلك بعض الأصوات الغربية البارزة. لقد حذر جورج كينان George Kennan في وقت مبكر من أن توسيع الناتو “خطأ مأساوي”، وقد وافقة الرأي سياسيون أمريكيون مهمون في رسالة مفتوحة إلى البيت الأبيض واصفين توسيع الناتو بأنه”خطأ سياسي ذو أبعاد تاريخية.”
إن للأزمة الحالية جذورها في عام 1991في نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي. حيث كان هناك رؤيتان متعاكستان لنظام أمني وسياسي جديد في يوراسيا. كانت إحدى الرؤيتين -بتعبير ساكوا- ” ‘أوربا الموسعة’ ‘Wider Europe’ والتي يكون الاتحاد الأوربي في موضع القلب منها ولكن مع سمات أكثر فأكثر تماثلاً مع المنظومة الأوربية-الأطلسية. ومن ناحية أخرىكانت هناك فكرة ‘أوربا الكبرى’ ‘Greater Europe’ وهي رؤية لأوربا القارية الممتدة من ليسبونLisbon إلى فلاديفوستوك Vladivostok  والتي لها مراكز متعددة من ضمنها بروكسل وموسكو وأنقرة ولكن بغاية مشتركة وهي التغلب على التقسيمات التي ابتليت بها القارة تقليدياً.”
لقد كان القائد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف النصير الأساسي لـ أوربا العظمى، وهو مفهوم له جذوره أيضاً في الديغولية ومبادرات أخرى. لكن مع انهيار روسيا تحت وطأة إصلاحات السوق المدمرة التي جرت في عام 1990 تلاشت هذه الرؤية. ولم يُعَد تجديدها إلا عندما بدأت روسيا بالتعافي والبحث عن مكانها على المسرح العالمي بقيادة فلاديمير بوتين الذي دعا مع مساعده ديميتري ميدفيديف مراراً إلى “التوحيد الجيوسياسي لكل ‘أوربا العظمى’ من ليسبون إلى فلاديفوستوك، من أجل خلق ‘شراكة استراتيجية’ صادقة.”
يقول ساكوا إن هذه المبادرات قد قوبلت “بازدراء مهذّب”، ونُظر إليها على أنها ” لا تعدو كثيراً عن كونها غطاءً لتأسيس ‘روسيا العظمى’ وجهداً ” لدق إسفين ” بين أمريكا الشمالية وأوربا الغربيّة. تعود هذه المخاوف إلى مخاوف الحرب الباردة من أن أوربا يمكن أن تصبح “قوة ثالثة” مستقلة عن كلا القوتين العظميين الكبرى والصغرى وتتقدّم نحو روابط أقوى مع الآخيرة ( وهذا ما يمكن رؤيته في مبادرة ويلي براند الأوستبوليتيك Ostpolitik ومبادرات أخرى).
ردة الفعل الغربية تجاه انهيار روسيا كانت اعتباره انتصاراً. ورُحّب به باعتباره مؤشراً لـ “نهاية التاريخ” نصر الديمقراطية الرأسمالية الغربية الأخير، لقد نظروا إليه تقريباً وكأنه قد أوعز إلى روسيا العودة إلى حالتها ما قبل الحرب العالمية الأولى كمستعمرة اقتصادية فعلية للغرب. بدأ توسيع الناتو مباشرةً، وكان ذلك خرقاً للضمانات الشفهية التي أعطيت لغورباتشوف بأن قوات الناتو لن تتقدم “إنشاً واحداً نحو الشرق” بعد أن وافق على أن تصبح ألمانيا الموحدة عضواً في الناتو – وهو تنازل مهم في ضوء التاريخ. لم يتعدّ هذا النقاش ألمانيا الشرقية. ولم تُناقش مع غورباتشوف احتمالية أن يمتدّ الناتو إلى ما بعد ألمانيا ، وإن كانت في موضع الاعتبار بمعزل عنه.
فعلاً بدأ الناتو مباشرة بالتحرك إلى ما بعد ألمانيا، إلى الحدود مع روسيا تماماً. وغُيّرت المهمة العامة للناتو رسميّاً ليصبح مخوّلاً بحماية “البنية التحتية الحيويّة” لنظام الطاقة العالمي أي خطوط الملاحة البحرية وخطوط الأنابيب، ما أعطاه منطقة عمليات على امتداد العالم. زيادةً على ذلك، ففي ظل التعديل الجوهري الغربي لمبدأ “مسؤولية الحماية”- المُبشر به على نطاق واسع الآن والمختلف عن النسخة الرسمية للأمم المتحدة- يمكن أن يقوم الناتو الآن بوظيفة قوة التدخل تحت إمرة الولايات المتحدة.
إن لخطط توسيع الناتو ليشمل أوكرانيا أهمية خاصة بالنسبة إلى روسيا. ولقد أفصح عن هذه الخطط بوضوح في قمة بوخارست للناتو في نيسان أبريل 2008 عندما أعطيت جورجيا وأوكرانيا وعداً بأن تصبحا أخيراً عضوين في الناتو. كانت الصياغة واضحة: “يرحب الناتو بالطموح الأوربي-الأطلسي لأوكرانيا وجورجيا إلى عضوية الناتو، لقد وافقنا اليوم على أن يصبح هذان البلدان عضوين في الناتو.” مع انتصار “الثورة البرتقالية” للمرشحين الموالين للغرب في أوكراينا عام 2004 سارع وزير الخارجية دانييل إلى هناك و”أكّد دعم الولايات المتحدة طموحات أوكرانيا الأوربية-الأطلسية وتطلعها إلى العضوية في الناتو”، حسب ما كشف تقرير ويكيليكس WikiLeaks.
يمكن فهم مخاوف روسيا بسهولة. وقد أوجزها الباحث في العلاقات الدولية جون ميرشامر في الصحيفة  الرئيسية للنخبة في الولايات المتحدة Foreign Affairs حيث كتب إن “جذر الأزمة الحالية [حول أوكرانيا] هو توسيع الناتو والتزام واشنطن بإخراج أوكرانيا من مدار موسكو ودمجها بالغرب” وهو ما يراه بوتين على أنه “تهديد مباشر للمصالح المركزية لروسيا.”
يسأل ميرشايمر “ومن يستطيع لومه؟” موضّحاً أن “واشنطن قد لا يعجبها موقف موسكو، ولكن عليها أن تفهم المنطق الكامن وراءه.”من المفترض ألا يكون هذا صعباً جداً . ففي النهاية، وكما يعلم الجميع ” فإن الولايات المتحدة لا تطيق أن تنشر قوى عظمى غير صديقة قوات عسكرية في أي مكان في نصف الكرة الغربي، حتى وإن كان ذلك أبعد بكثير عن حدودها.”
في الواقع إن موقف الولايات المتحدة اقوى بكثير فهي لا تتسامح مع سمّي رسمياً “عصياناً ناجحاً” لمبدأ مونرو Monroe المعلن عنه في عام 1923  والذي صرَّح (ولكن لم يُنفَّذ) عن سيطرة الولايات المتحدة على نصف الكرة. وإن أفلح بلد صغير بعصيان ما فإن ذلك سيجعله عرضة لـ “أهوال الأرض” وعقوبات مدمّرة -كما حدث لكوبا-. لا حاجة لتصور ردة فعل الولايات المتحدة لو أن بلدان أمريكا اللاتينية انضمت إلى حلف وارسو وكانت هناك ترتيبات لضم المكسيك وكندا كذلك. إن أقل تلميح باتخاذ الخطوات المبدئية الأولى في هذا الاتجاه كان “سينتهي بتحيّز شديد” نحو تبني لغة الـ CIA.
كما في حالة الصين، لا حاجة للتعاطف مع تحركات بوتين ودوافعه لفهم المنطق الكامن وراءها أو استيعاب أهمية فهم هذا المنطق بدلاً من إصدار اللعنات الغاضبة عليه. كما في حالة الصين، فإن المخاطرة كبيرة وتطال نتائجها -حرفياً- مسألة البقاء.
 
التحديات اليوم: العالم الإسلامي
لننتقل الآن الآن إلى المنطقة الثالثة والتي تشكل مصدر قلق رئيسي وهي العالم الإسلامي (بغالبيته إسلامي) وإلى مشهد الحرب العالمية على الإرهاب Global War on Terror (GWOT) التي أعلن عنها جورج دبليو بوش في عام 2001 بعد الهجوم الإرهابي في الحادي عشر من أيلول سبتمبر أو بمزيد من الدقة أعاد الإعلان عنه. فالحرب العالمية على الإرهاب كانت قد أعلنتها إدارة ريغان عند توليها السلطة، مع خطاب محموم عن “بلاء نشره شذّاذٌ يعادون الحضارة نفسها” (بحسب قول ريغان) و “العودة إلى البربرية في العصر الحديث” (بتعبير جورج شلتز George Shultz وزير خارجية ريغان). إن الحرب العالمية الأصلية على الإرهاب قد امّحت من التاريخ بهدوء. فقد تحولت إلى حرب إرهابية إجرامية مدمّرة أصابت أمريكا الوسطى وجنوب إفريقيا والشرق الأوسط واستمرّت عواقبها المخيفة حتى اليوم، حتى أنها أدت إلى إدانة الولايات المتحدة من قبل المحكمة الدولية (رفضت واشنطن هذه الإدانة). في أي حدث، لا تكون القصة صحيحة للتاريخ. لذلك فإنها تختفي.
يمكن تقييم نجاح نسخة بوش-أوباما من الحرب العالمية على الإرهاب بمعاينةٍ مباشرة. عندما أُعلنت الحرب، كانت الأهداف الإرهابية محصورة في بقعة صغيرة في أفغانستان القبلية. وكان الأفغان -ورغم أنهم كانوا يكرهون هؤلاء الإرهابيين أو يزدرونهم – هم من يحمي هذه الأهداف، وهذا ما حيّر الأمريكيين عندما رفض الفلاحون الفقراء “تسليم أسامة بن لادن مقابل 25 مليون دولار وهو مبلغ هائل بالنسبة إليهم.”
هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأنه كان يمكن لعملية بوليسية معدّة بإتقان أو حتى مفاوضات دبلوماسية جادّة مع الطالبانيين أن تؤدي إلى تسليم هؤلاء المشتبه بهم بجرائم الحادي عشر من أيلول سبتمبر إلى الأمريكيين. ولكن هذه الخيارات لم تكن مطروحة على الطاولة، بدلا من ذلك  كان الخيار الانفعالي العنف واسع النطاق -ليس بهدف الإطاحة بطالبان (وهو ما حدث لاحقاً) ولكن لإظهار ازدراء واشنطن لما قدمته طالبان من عروض مبدئياً بإمكانية تسليم بن لادن إليهم لمحاكمته-. لا نعرف مدى جدية هذه العروض حيث أنّه لم ينظر بعين الاعتبار إلى إمكانية التطرق إليها. أو ربّما كانت نية الولايات المتحدة هي “محاولة إظهار عضلاتها، وإحراز انتصار وإخافة الجميع في العالم. إنّهم لا يعبؤون بمعاناة الأفغان أو كم سنفقد من الناس.”
هذا هو رأي القائد المناهض لطالبان والذي يحظى باحترام كبير عبد الحق، وهو أحد المعارضين الذين أدانو حملة القصف الأمريكية التي بدأت في تشرين الأول من عام 2001  ووصفها بـ” عقبة كبيرة” أمام جهودهم الرامية إلى الإطاحة بطالبان من الداخل، وهو هدف اعتبروه في متناول يدهم. هذه الرؤية أكّدها ريتشارد كليرك Richard A. Clarke الذي كان رئيس مجموعة الأمن المضادّة للإرهاب Counterterrorism Security Group في البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج دبليو بوش عندما وضعت خطط الهجوم على أفغانستان. حيث وصف كليرك اللقاء عندما أُبلغوا بأن الهجوم مخالف للقانون الدولي “صرخ الرئيس في غرفة المؤتمر الضيقة ‘لا يعنيني ما يقوله القانون الدولي، عقابنا سيكون شديداً ‘”. لقد قوبل الهجوم بمعارضة شديدة أيضاً من قبل منظمات الإغاثة الرئيسية العاملة في أفغانستان والتي حذرت من ان الملايين على حافة المجاعة وأن العواقب ستكون مريعة.
لا حاجة لاستعراض ما ترتّب من نتائج على الأفغان الفقراء بعد سنوات من الهجوم.
كان العراق الهدف التالي للمطرقة. الغزو الذي قامت به الولايات المتحدة والمملكة المتحدة دون أي ذريعة كان الجريمة الكبرى في القرن الحادي والعشرين. لقد قاد الغزو إلى موت مئات الناس في البلد الذي كانت العقوبات الأمريكية والبريطانية قد دمرت مجتمعه المدني مسبقاً. كانت هذه العقوبات قد اعتبرت “عقوبات إبادة” من قبل الدبلوماسيَّين البارزَين الذَين كانا مشرفين عليها واستقالا احتجاجاً لهذا السبب. لقد أدى الغزو أيضاً إلى ملايين من اللاجئين ودمّر البلد على نطاق واسع وأثار صراعاً طائفيّا يمزّق الآن العراق والمنطقة بكاملها. ما يذهل في ثقافتنا الفكرية والأخلاقية هو أنه في الدوائر المثقفة والمستنيرة يطلق ببرود على ما حدث ” تحرير العراق”.
وجدت الاستطلاعات التي أجراها البنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية أن 3% فقط من العراقيين يعتبرون الدور الأمني للولايات المتحدة في منطقتهم شرعياً، وأقلّ من 1% يعتقدون أن “التحالف” أي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كان جيداً بالنسبة إلى أمنهم و80% يعارضون وجود قوات التحالف في بلدهم وأن الأكثرية يدعمون الهجمات على الوحدات العسكرية للتحالف. أما أفغانستان فقد كان دمارها أكبر من أن يسمح بإجراء استطلاع رأي يمكن الاعتماد عليه، ولكن هناك دلائل على أن الوضع هناك يمكن أن يكون مماثلاً لما هو عليه في العراق. لقد عانت الولايات المتحدة في العراق بالتحديد هزيمة مؤلمة، وتخلت عن الأهداف الرسمية للحرب وتركت البلاد تحت سطوة المتنصر الوحيد إيران.
لقد حُملت هذه المطرقة أيضاً في مناطق أخرى، بشكل ملحوظ في ليبيا حيث أصدرت القوى الإمبريالية التقليدية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، والولايات المتحدة) أصدرت قرار مجلس الأمن 1973 وخرقته فوراً، لتصبح القوة الجوية للمتمرّدين. والنتيجة كانت تقويض احتمالية حصول تسوية سلمية عن طريق التفاوض؛ زيادة عدد الضحايا بشكل حاد (عشرة أضعاف على الأقل بحسب الاختصاصي في العلوم السياسية آلان كوبرمان Alan Kuperman)؛ ترك ليبيا مدمّرةً في أيدي الميليشيات المتقاتلة؛ وفي الآونة الأخيرة إعطاء الدولة الإسلامية قاعدة يمكنها استخدامها لنشر الإرهاب إلى ما بعد ليبيا. يستعرض أليكس دو وال Alex de Waal الاختصاصي في شؤون إفريقيا تجاهل الثلاثي الإمبريالي المقترحات المعقولة جدّاً التي تقدّم بها الاتحاد الإفريقي والتي قبلها معمّر القذافي من حيث المبدأ. لقد أدى التدفق الهائل للأسلحة والجهاديين إلى انتشار الإرهاب والعنف من غرب أفريقيا (التي حازت البطولة حالياً في جرائم القتل الإرهابي) إلى بلاد الشام، بينما أدى هجوم الناتو إلى فيضان من اللاجئين متدفق من إفريقيا إلى أوربا.
مع ذلك فذاك نصرٌ آخر لـ “التدخل الإنساني”. وكما يكشف السجل الطويل والمريع دائماً فهو ليس نصراً غير اعتيادي إذ تمتدّ أصوله الحديثة إلى أربع قرون خلت.
======================
نيويورك تايمز: 8 أشهر مرت على وعود أوباما بتوطين لاجئي سوريا دون تنفيذ
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن "8 أشهر مرت على وعود أوباما بتوطين 10 آلاف من اللاجئين السوريين بالولايات المتحدة، ومنذ خطابه بالكونجرس والذي دعا فيه  إلى احتضانهم واستيعابهم كجزء من القيم الأمريكية، لم يتم استقبال سوى 2500 لاجئ فقط".
ولفتت "الصحيفة" إلى أن الإدارة الأمريكية بدأت في جولة جدية من عمليات الترحيل من أمريكا الوسطى، بما في ذلك العديد من النساء والأطفال ممن هم في حاجة ماسة للرعاية الإنسانية، في الوقت الذي يواجه فيه أوباما انتقادات حادة من حلفائه بالكونجرس وجماعات الضغط بسبب سياسة إدارته في التعامل مع المهاجرين".
ونقلت الصحيفة عما أسمته حلفاء لأوباما بالكونغرس قولهم: إن "الرسالة التي وجهها الرئيس الأمريكي حول الترحيب باللاجئين لا تنسجم مع أفعاله على أرض الواقع".
رات مشجعي أحد النوادي الألمانية صحيفة إسبانية: بالمعدل الحالي سيستمر توزيع اللاجئين 68 سنة صحيفة إسبانية: بالمعدل الحالي سيستمر توزيع اللاجئين 68 سنة الخارجية الألمانية: لن نتمكن من خفض عدد اللاجئين قبل التوصل لحل بسوريا الخارجية الألمانية: لن نتمكن من خفض عدد اللاجئين قبل التوصل لحل بسوريا الاتحاد الأوروبي يقدم 43 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين بلبنان الاتحاد الأوروبي يقدم 43 مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين بلبنان وزير الخارجية الالماني: مؤتمر سوريا بارقة أمل لحل أزمة اللاجئين وزير الخارجية الالماني: مؤتمر سوريا بارقة أمل لحل أزمة اللاجئين
وأفاد كيفن أبليبي -المدير البارز بمركز دراسات الهجرة الأمريكي، "بالنظر إلى ما قمنا به من إعادة توطين عدد قليل من اللاجئين، وإعدادنا استراتيجية رادعة بخصوص اللاجئين القادمين من حدودنا الجنوبية، لا أعتقد أننا سنكون قادرين على توجيه النصح لأي دولة لفعل أفضل ما في وسعها".
بدوره صرح السيناتور ريتشارد دوربن ، أن الأزمة السورية هي أكثر الأزمات الإنسانية الضاغطة علينا في الوقت الحالي، وإذا لم نتعامل معها بطريقة إيجابية واستباقية سنواجه سؤالًا من الأجيال القادمة وهو: ماذا كنا نفعل حينذاك".
======================
الاندبندنت :لماذا بعد المعارك ضد داعش في سورية والعراق؟ (مترجم)
الاتحاد برس – خليل المصري
المصدر: الإندبندنت – باتريك كوكبيرن *
نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم مقالاً للكاتب “باتريك كوكبيرن”، حاول من خلاله الكاتب الإضاءة على نتائج المعارك التي يخوضها داعش حالياً دفاعاً عن ثلاث مدن تعتبر أهم معاقله في سورية والعراق، وهي الموصل والرقة والفلوجة، ويحاول الكاتب في مقالته قراءة ما يمكن أن يحدث في هذه المعارك، وتعرض الاتحاد برس فيما يلي محتوى المقال باللغة العربية، بعد أن اطلعت عليه باللغة الإنكليزية في المصدر المرفق رابطه آخر المادة.
يقول “كوكبيرن” إن داعش أمام خيارين، إما أن يتقهقر ويتخلى عن معاقله ويتحول إلى حرب العصابات، أو أن يصمد ويتكبد خسائر فادحة، ويرى الكاتب أن لدى التنظيم درجة عالية من القدرة على استخدام القناصين المدربين والانتحاريين، ولكن ذلك لن يجدِ نفعاً مع حرب المشاة البرية مع الاحتفاظ بمواقع ثابتة، إضافة للضربات الجوية، ووفقاً لما ذكره “كوكبيرن” فإن مقاتلي داعش المتمرسين منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003، ويدعم ذلك بإصدارات دعائية وحشية ينشرها على شبكة الإنترنت.
ويشرح الكاتب أن معظم الجيوش باتت تتلقى تدريبات لتخطي أساليب داعش الدعائية، وكذلك يتم تدريب عناصر مختصة لتدمير العربات المفخخة قبل وصولها إلى هدفها، ويستشهد على ذلك بما خلفته ستة هجمات انتحارية قرب أربيل في كردستان أواخر الأسبوع الماضي، والتي لم تؤدي إلا لجرح أحد عناصر البيشمركة، وشبه هذه العمليات بما نفذه طيارو “الكاميكاز” اليابانيون في الحرب العالمية الثانية من عمليات انتحارية؛ ويتابع “كوكبيرن” حديثه عن جدوى هذه المعارك في سورية والعراق، ويقول في المقال الذي تعرض الاتحاد برس محتواه باللغة العربية، إن العمليات العسكرية قد تدعم الجهود السياسية لجمع خصوم داعش من أجل استعادة كامل الأراضي التي يسيطر عليها.
من جانب آخر، يرى “كوكبيرن” إن مشاركة “ميليشيا الحشد الشعبي” التي تقول الولايات المتحدة إنها تحت نفوذ إيراني مباشر، كان لها الأثر البارز في معركة الفلوجة، وبالطبع فإن النجاح بهذه المعركة سيؤمن موارد الطاقة للعراق على المدى الطويل، وبالمقابل سيكون ذلك بمثابة نجاح لإيران وليس للولايات المتحدة، التي تدعم بشكل فعلي القوات العراقية، ووفقاً لرؤيته فإن الخارطة السياسية في المنطقة حالياً تتضمن “البيشمركة، والجيش العراقي، والولايات المتحدة ضد داعش في الموصل”، “والقوات الكردية السورية مع حلفائها العرب، وقوات النظام ضد داعش في الرقة”.
واعتبر الكاتب أن تنظيم داعش إذا ما تلقى هزيمة لن يتبخّر تماماً، أي أنه قد لا يجد قواعد تدريب وإمكانيات كما هو متاح له الآن، ولكن تلك المرحلة تقع على عاتق “السياسيين العرب السنة المعتدلين” من أجل التأثير على المجتمعات المحلية لمحاصرة التنظيم، وذلك في العراق، أما في سورية فما زال هناك فرع تنظيم القاعدة، جبهة النصرة، الذي يحظى بشعبية بين العرب السنة، حسب رأي “باتريك كوكبيرن”، ويقول إن سبب ذلك -في كلا البلدين- هو شعور هذا المكون من الشعب بأنه تحت التهديد، خصوصاً ما جرى في العراق بين عامي 2006 و2007، ويشبه ما يحدث في أروقة السياسة حالياً حول اقتسام الأراضي التي يسيطر عليها داعش بأنها “اقتسام لجلد الأسد قبل التأكد من موته”.
ويرى “كوكبيرن” إن القيادة الخارجية لداعش ما زالت تعمل “بكقاءة”، رغم ما تبدو عليه من تفكك في سورية والعراق، وما زال بعض الخصوم في الساحة أضعف من مهاجمته، وقوات النظام أيضاً تبدو بدون قوة فعلية عندما تخسر الدعم الجوي الروسي، الذي تمكنت في ظله من استعادة تدمر وحقل غاز هام في البادية، وحسب المقال الذي تعرض الاتحاد برس هنا محتواه باللغة العربية، فإن داعش انتقم من خسائره الميدانية بقتل أكثر من مئة مدني في الساحل السوري، ونحو مئتي مدني بتفجيرات في العاصمة العراقية بغداد، ويأمل من ذلك أن يحول انتهاب القوات العسكرية نحو الشأن الداخلي، بدلاً من جبهات القتال، وهي استراتيجية اتبعها في وقت سابق ونجح بها.
أما نهاية الحرب بحد ذاتها أمر يثير لكثير من التساؤلات، فعلى سبيل المثال -يقول الكاتب- إن القوات الحكومية العراقية والبيشمركة الكردية تخوضان معارك ضد التنظيم هذا الأسبوع، في ظل أزمات سياسية تعصف بالحكومة المركزية في بغداد وكذلك حكومة إقليم كردستان، وكذلك يستفيد النظام السوري من حربه على داعش في استعادة شرعيته، والحفاظ على السلطة في سورية بعيداً عن قبضة المتشددين، والجميع يرى في داعش “عدواً مريحاً ومن الجميل محاربته”، وهذا ما يجعل أيضاً من الصعب جداً هزيمته.
======================
التايمز: لا خيار سوى الموت في الفلوجة
يطالب تنظيم "الدولة الإسلامية" القادرين على حمل السلاح في الفلوجة للانضمام إليهم.
عن حصار الفلوجة ومصير 50 ألفا من السكان المحاصرين فيها نقرأ تقريرا أعده مراسل صحيفة التايمز في بغداد عمار شمري.
يقول النازحون عن المدينة إن النساء يقتلن أطفالهن، بينما يتخذ مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" من السكان دروعا بشرية في مواجهة الهجوم المتوقع للقوات العراقية على المدينة.
وتخشى منظمات الإغاثة أن يضطر الكثيرون إلى الانتحار.
ويقول سكان المدينة إن تنظيم الدولة يمارس ضغوطا على الأطفال ليجندهم في صفوفه، حسب التقرير.
ويروي النازحون عن حالات انتحار في أوساط المحاصرين.
وتحدثت إحدى النساء إلى الأمم المتحدة عن حالات أحرق فيها اشخاص أنفسهم، ونساء أغرقن أطفالهن.
وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم لم يستطيعوا التأكد من صحة التقارير، لكنهم واعون لوجود ضغوط نفسية على السكان.
وقال كريستوف ويلك الباحث في شؤون العراق في منظمة هيومن رايتس ووتش إنه سمع عن حالات انتحار للمرة الأولى في شهر مارس/ آذار الماضي، حين سمع عن نساء ألقين أنفسهم مع أطفالهن في نهر الفرات.
وأضاف أن المنظمة حصلت على لقطات فيديو يظهر فيها انتشال ثلاثة أشخاص من النهر، هم امرأة وطفلان.
وكان الجيش العراقي قد بدأ عملياته العسكرية الأسبوع الماضي لاستعادة مدينة الفلوجة التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في عام 2014.
ويهاجم الجيش الفلوجة على ثلاثة محاور.
وبدأ مسلحو تنظيم الدولة بتجنيد أطفال لا يتجاوزون الحادية عشرة.
وتقول الأمم المتحدة إن إرغام الأطفال على القتال في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، سيستمر على ما يبدو خلال المعركة.
وقال مواطن نزح عن المدينة يدعى عمر العيساوي إن مسلحي تنظيم الدولة بدأوا بدعوة الناس عبر سماعات المساجد للانضمام إلى صفوفهم "لقتال الشيعة"، وطرقوا أبواب السكان بحثا عن كل من يقدر على حمل السلاح للانضمام إلى صفوفهم، حتى لو كان مراهقا.
وأكد ضابط عراقي على خط المواجهة أقوال العيساوي.
======================
 
موقع إسرائيلي: بوتين يتحول إلى إسرائيل من أجل تعزيز حكم الأسد.
كشف موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي عن اتصال جرى من مكتب الرئيس فلاديمير بوتين إلى نظيره الروسي بشار الأسد يسأله عن رأيه في إعادة روسيا دبابة قتال من طراز"مغاح" إلى إسرائيل سيطر عليها خلال حرب لبنان عام 1982.
وأضاف الموقع في اخبار له إنه بعد السيطرة على الدبابة الإسرائيلية وافق حافظ الأسد، الذي وضع في أواخر الستينات أساسيات التعاون العسكري مع روسيا، على نقل سلاح المهندسين الروسي الدبابة الإسرائيلية إلى موسكو.
ولفت ديبكا إلى أن هذا كان واحدا من الأسباب الرئيسية التي دفعت سوريا للصمت حول مصير جنود المدرعة الإسرائيلية الثلاثة زخاري بوميل، يهودا كاتس وتسفي فيلدمان، الذين كانوا في الدبابة عندما تم السيطرة عليها في 11 يونيو 1982.
مضيفا أنه من المقرر إعادة المقاتلة الإسرائيلية مرة أخرى إلى تل أبيب لتصبح واحدة من بين عدد قليل من الدبابات في جميع أنحاء العالم، التي يتم إرجاعها كما كانت إلى وطنها الأصلي، بعد عقود قضتها في المتحف الوطني للدبابات الروسية بالقرب من موسكو.
وأكد الموقع العبري أن معنى أن الدبابة في طريقها إلى إسرائيل، أن مكتب بشار الأسد أبلغ بوتين أنه ليس لديه أي اعتراض على عودة الدبابات لإسرائيل. مشيرا إلى أن هذه الخطوة الكبيرة قد تدفع نحو الأمام وتعزيز إمكانية أن يوافق الأسد في المستقبل عن نقل معلومات حول مصير الجنود الإسرائيليين، لذا ربما في وقت لاحق يتم إعادة رفاتهم.
وبصرف النظر عن حقيقة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب في أبريل خلال لقائه مع بوتين في موسكو إعادة المدرعة إلى إسرائيل، وذلك كجزء من بادرة روسية لتقديم لفتات طيبة تجاه إسرائيل في الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذي يدفع للتساؤل لماذا بوتين والأسد حلفاء إيران وحزب الله على استعداد لتقديم بادرة مفاجئة تجاه إسرائيل؟.
وأوضحت مصادر ديبكا في موسكو وتل أبيب أن الجواب يكمن في العمل السياسي الذي يسعى لإنجازه الرئيس الروسي بوتين لجعل منطقة الشرق الأوسط غير معنية بإحداث تصعيد عسكري في سوريا، لا سيما وأنه حينما اجتمع بوتين أو المسؤولين العسكريين الروس المرتبطين بالحملة العسكرية الروسية في سوريا، مع المسؤولين الإسرائيليين لبحث مسألة جنوب سوريا، حيث أوضح بوتين أن السياسة الروسية تسعى لتعزيز حقيقة أن جميع مواطني جنوب سوريا سيعودا لحكم الرئيس بشار الأسد، لأنه يرى أن هذا الاستقرار الاستراتيجي اللازم للحكومة المركزية في دمشق.
لكن هذه السياسة تتنافى مع سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن والسعودية، حيث هذه البلدان الأربعة تدعم قوات مختلف في سوريا، كل منهم حسب مصالح منفصلة. فإسرائيل تدعم المتمردين السوريين من زاوية أن وجودهم يمنع إيران وحزب الله من السيطرة على الحدود في مرتفعات الجولان المتاخمة لشمال إسرائيل.
وأشار ديبكا إلى الرئيس الروسي لديه حل آخر لهذه الحالة، فإذا وافقت إسرائيل على وقف دعم المتمردين السوريين، وبالتالي تساعد في تعزيز حكم الأسد مرة أخرى في جنوب سوريا، فإن موسكو على استعداد لاستخدام القوات الروسية في سوريا، وضمان أن المسؤولين من إيران وحزب الله لن يخترقوا المنطقة بالقرب من حدود إسرائيل.
بوتين يريد استعادة الوضع الذي كان قائما على الحدود بين إسرائيل وسوريا قبل الـ 42 عاما الماضية منذ عام 1974 ونهاية حرب الاستنزاف بين إسرائيل وسوريا بعد حرب أكتوبر. وخطوة بوتين يمكن أن تحقق ثلاثة تطورات رئيسية:
1. الاتصالات السياسية بين المستويات السياسية الإسرائيلية والسورية، خطوة أولى لفتح المجال أمام محادثات سلام بين البلدين.
2. الاتصالات الروسية الإسرائيلية السورية تعني أن طهران وحزب الله سيبتعدان عن دمشق.
3. ومن ناحية أخرى هذه الاتصالات ستؤدي إلى ابتعاد إسرائيل عن الولايات المتحدة.
واختتم ديبكا أن بوتين يعرف أن عودة الدبابة لن تؤدي على الفور لفتح مثل هذه التحركات، لكنه لديه الكثير من الصبر، حتى لو كانت هذه خطوة أولى صغيرة.
======================
روبيرت فيسك: أمريكا تمنع دعوات رحيل الأسد لأنه رهان أفضل من داعش
 
 السوري الجديد منذ 13 ساعة ساسه - فى أخبار العالم 2 زيارة 0
تعبت قليلًا من القراءة عن #تحالف الميليشيات السورية المدعومة من الولايات المتحدة، وتقدمهم ضد داعش. «التحالف» كردي إلى حد كبير، وهذا هو السبب، افترض، أن الأمريكيين تحدثوا عن شمال سوريا عندما أعلنوا عن زيارة الجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، إلى الجيب الكردي الصغير.
الجنرال فوتيل تمكن فقط أن تطأ قدماه قطاعًا صغيرًا من الأرض على طول الحدود التركية تتحكم به جزئيًّا القوات الكردية، وشرذمة من الجماعات التركمانية. زيارة إلى شمال سوريا من قبل جنرال أمريكي تعد أقل إثارة للإعجاب مما يبدو.
من المثير للاهتمام أن نرى قائدًا أمريكيًّا يعبر الحدود ليهلل للمشاركين في الحرب الأهلية. وهذا أيضًا ما كان يقوم به الجيش الأمريكي في العراق، حيث القوات تشجع الميليشيات الشيعية التي تقاتل على مشارف الفلوجة، وتوفر الدعم الجوي لقوات الحكومة الضعيفة في بغداد.

بالنسبة للعراق الآن فإنه يخوض تعاريف متعددة من الحرب الأهلية. ولكن في سوريا، بدأ الأمريكيون من خلال دعم قوات «الديمقراطية» الذين يقاتلون للإطاحة ببشار الأسد، وفي ظروف غامضة دعمت نفس الرجال (والنساء) عندما كانوا على استعداد لقتال داعش في عين العرب (أو كوباني لأولئك الذين يفضلون النسخة الكردية من الاسم).
كيف غيّر هذا الولاء اتجاهه؟ هل من المفترض من الأكراد شق طريقهم إلى الرقة عندما فرت داعش وعبرت الحدود العراقية لمواصلة القتال ضد الجيش الحكومي السوري وحلفائه من الميليشيات اللبنانية وحلفائها الإيرانيين؟
هل لاحظ أي شخص في شمال سوريا أية خرائط؟ وهل يعتقد الأكراد أن تركيا سوف تسمح لهم بدويلة تبقى على قيد الحياة؟
وأضاف: «يجب علينا أن ننطلق مما لدينا تمامًا»، وفقًا للجنرال فوغل.  لم أتمكن أن أوافق أكثر. ما يعنيه ذلك هو أن «الأسد عليه الرحيل» الروتين يتغير. لم نسمع الكثير من الأمريكيين يقولون ذلك مؤخرًا، و نادرًا ما لاحظنا ذلك.
الجيش الروسي ما يزال في سوريا (ولو خفضت)، ولكن شاهدنا الكثير منهم في تدمر بعد استعادتها. قوات الأسد تريد استعادة دير الزور، حيث جنوده ما يزالون يقاتلون تحت الحصار.
وأظن أن حملة (الأسد يجب أن يرحل) ستنخفض بلطف، بفضل داعش، وبطبيعة الحال، هو أكثر بغضًا للأمريكيين من الحكومة السورية في دمشق.
بالتأكيد، داعش ما يزال موجودًا على الحدود مع لبنان. بشكل لا يصدق، ما يزال يحتجز تسعة جنود في جيب على الحدود اللبنانية بعد إلقاء القبض عليهم قبل عامين تقريبًا.
والد الجندي اللبناني محمد حميه، الذي أعدم في ذلك الوقت من قبل جبهة النصرة- التي اعتبرتها المملكة العربية السعودية وقطر في الآونة الأخيرة «من المعتدلين»، ذهب هذا الأسبوع إلى منزل ابن شقيق القاتل (الشيخ مصطفى حجيري، وهو شخصية معروفة على الأشرطة الإسلامية) وأطلق النار على الفتى البالغ 20 عامًا من العمر 35 مرة. ثم ترك الجثة على قبر ابنه.
إنه كان أسبوعًا سيئًا في لبنان. نظمت الحكومة الاستعراضات العسكرية المعتادة بمناسبة عيد التحرير عندما أقنع مقاتلو حرب العصابات في النهاية الجيش الإسرائيلي على الفرار عبر الحدود، بعد 22 عامًا من الاحتلال في عام 2000. اندفعت الدبابات والعربات المدرعة في شوارع بيروت، وسط تأكيدات العامة (والمخاوف الخاصة) عن العنف الطائفي بين الجنرالات.
الكثير من رجال المقاومة الذين طردوا الإسرائيليين يقاتلون الآن -ويموتون-  لصالح نظام الأسد في دمشق. وبالتالي هل أثرت الحرب السورية في لبنان مرة أخرى. المخاوف، بطبيعة الحال، والصراع بين السنة والشيعة ابتدأ من وادي البقاع.
الحرب السورية قد قسمت لبنان بالفعل، لأسباب ليس أقلها العدد الكبير من رجال حزب الله الذين لقوا حتفهم في سوريا. هم «شهداء» بالنسبة للميليشيات وكثير من الشيعة، ولكنهم مصدر غضب كبير للسنة في لبنان. الإسلاميون حتى في عرسال، بما في ذلك رجال جبهة النصرة، هم من السنة.
وما تزال، في سوريا كما في لبنان، ليست هناك خطط للمستقبل. لا توجد خطط للتنمية لما بعد الحرب. لا توجد خطط للسياسة المستقبلية تجاه الأسد.
الجيش السوري سوف يكون له دور في أي سوريا جديدة. ربما الروس يدركون ذلك، ربما هذا السبب في أنهم تدخلوا بشكل كبير جدًّا. لكن الخسائر العسكرية السورية مرتفعة جدًّا -نصف جنود الحكومة الذين التقيت بهم منذ بداية الصراع في عام 2011 لقوا حتفهم الآن- ربما كان ذلك محتمًا أن موسكو قررت نقل قواتها الجوية إلى اللاذقية وطرطوس.
إذا «هزمت» داعش –ولم يتحقق الاستيلاء على الفلوجة والرقة- فيجب أن يكون هناك مشاريع لأولئك السوريين الذين قاتلوا في كلا الجانبين. السوريون هم من الاختصاصيين في لجان الوساطة، ولكن هذا سيكون أهم بكثير من ذلك.
وماذا لدينا؟ تركيا تهدد داعش، النصرة وداعش ما يزالان يشكلان تهديدًا في منطقة الشرق الأوسط، السعوديون يدعمون داعش، وقطر تدعم النصرة، وحزب الله يدعم النظام.
يبدو أن الأمريكيين قد تركوا مهمة القصف الجوي للروس (بعد التذمر)، وبوتين لا يخشى أن يقول ما هو واضح: إن الحكومة في دمشق هي رهان أفضل من داعش.
سنرى من سيفوز. وأضاف: «يجب علينا أن ننطلق مما لدينا، تمامًا»، وهذا يلخص الأمر إلى حد كبير.
هذا المحتوى منقول من موقع السوري الجديد.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».
======================
"حكايات الجحيم فى سوريا" في كتاب لجانين دى جيوفانى
قدمت الكاتبة "جانين دى جيوفانى" كتابا جديدا بعنوان "الصباح يأتى من أجلهم"، يشير على تلك اللحظات الرهيبة التى يعيشها السوريون العاديون غير حاملى السلاح، حيث إنهم يعشون فى حالة حروب وخوف دائمة. وتصف الكاتبة "جانين" تلك اللحظات الصعبة عندما يطرق رجال #الشرطة والمخابرات على الأبواب فيحطمونها كى يأخذوا فردا من الأسرة ويختفى ثم لا لا يراه أحد بعد ذلك، كما تصف الكاتبة تلك اللحظة التى تسقط فيها قنبلة من الحكومة السورية على منزل أو مدرسة أو مستشفى لتمزق الحياة اليومية إلى الأبد.
وتسرد "جانين" العديد من الحالات الصعبة التى يعيشها أهل سوريا التى تتلخص فى انقطاع المياه من الصنابير، هذا بالإضافة لافتقار البنوك إلى الأموال، هذا بالإضافة لتصور الكاتبة لإحساس القارئ عندما يقتل الشقيق أمام شقيقة برصاص إحدى القناصة. كما تستعرض الكاتبة، أشكال القمامة التى تواجدت فى كل مكان لأنه لم تعد هناك عمالة فى المدينة، وتحولت الأحياء بأكملها لحقول من الأنقاض.
ولم تستطع الكاتبة أن تغفل ظهور الأمراض الوبائية التى طفحت على سطح شعب سوريا ومنهم شلل الأطفال والتيفود والكوليرا، وحاولت الكاتبة أن تحلل كيفية ظهور هذه الأمراض نتيجة ارتداء الأطفال الصنادل المطاطية فى برد الشتاء لأنهم لم يعد بحوذتهم مال لشراء أحذية، كما أنهم يضطرون للاستغناء عن معجون الأسنان والفيتامينات وحبوب تحديد النسل والأشعة السينية والعلاج الكيميائى والأنسولين ومسكنات الألم.
وناقشت الكاتبة أنه فى السنوات الخمس الماضية، قامت حرب أهلية شاملة فى سوريا، وقتل ما يقرب من 250 ألف سورى، وتشرد ما يقرب من 5 ملايين من سوريا خارج البلاد، حيث إنهم فروا إلى دول أوروبا المجاورة لتضعهم الأمم المتحدة تحت اسم أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. فتقدم لنا "جانين" حياة سكان سوريا فى زمن الحرب، حيث إنها تسرد بعض من القصص الفردية للطلاب الذين كانوا تقبض عليهم #الشرطة وتستوجبهم وتقوم بتعذيبهم. كما تصور الكاتبة الأطفال الذين لقوا حتفهم بسبب الإصابات الشائعة التى طالت أجسادهم، كما إنها لم تتمكن من نسيان النساء اللواتى تعرضن للاغتصاب من قبل الجنود عند نقاط التفتيش أو فى السجون، وأيضا حياة بعض من الناس الذين لا يوجد لهم مكان آخر يذهبون إليه غير هذه المدينة.
ولم تكتف "جانين" فى رصد أهوال الحرب فى سوريا، بل رصدت قصة الخباز "محمد" الذى تلقى رسائل من الحكومة بأنه سيتم خطفه وقتله إذا لم يتوقف عن تغذية الحى المعارض للسلطة فى حلب، كما بينت قصة فتاه تدعى "ندى" جلبت الأطعمة والإمدادات الطبية إلى بعض زملائها المعارضين أيضا للحكومة، وبعد ذلك اعتقلت وتعرضت للضرب والجلد والاغتصاب فى حين أن السجن أبلغ أسرتها بأنها ماتت، والطالب حسين الذى ساعد فى تنظيم بعض المظاهرات السلمية الأولى وقت الاحتجاجات التى طالت الربيع العربى فى تونس ومصر تم إطلاق النار عليه بعدما وقع فى يد الحكومة السورية التى قامت بالضرب المبرح عليه والتعذيب.
المصدر - البوابه
 
======================
هآرتس :الملايين يبحثون عن بيت
 
إيكونوميست
 
أحمد، وهو لاجئ من سورية، يناضل من اجل التغلب على مصاعب اللغة الالمانية مثل كثيرين غيره. ولأنه متحمس للتعلم فهو يقوم بالاستماع بنفس طويل لشرح المتطوعين من المنظمة في برلين. (نطبخ خارج الصورة الكبيرة)، وهي جسم اقترح على اللاجئين في البداية مكان لتحضير الطعام. وبعد ذلك قامت بتوسيع نشاطها ففتحت صفوفا لتعليم اللغة حيث يتم هناك شرح القواعد للغة الالمانية المعقدة. "أنا أحب الألمان. ولكن ببساطة لا أستطيع تحدث لغتهم"، قال أحمد.
هذه ليست مشكلته الوحيدة. فقد أرسلته وزارة الداخلية الألمانية الى هوفغرتان، وهي ضاحية من ضواحي برلين البعيدة والمشهورة بسباقات الخيول التي تتم فيها. ومن هناك كانت صعوبة لأحمد من أجل تمويل رسوم السفر الى برلين. ولكن حتى لو تمكن من الوصول بقوته الذاتية فانه سيواجه الصعوبات. أحمد هو نادر في بار في مهنته. وحسب قوله فانه يستطيع تحضير موحيتو ممتاز. ورغم أن فرص عمله جيدة بسبب أنه لاجئ، إلا أن المنافسة ستكون صعبة أمامه في برلين. والعقبة الاساسية هي عدم تحدثه اللغة الالمانية بطلاقة، وهي تعيقه ايضا في البحث عن مكان للسكن قريب من المدينة، وهو ما زال عالقا حتى هذه اللحظة.
وصل أحمد الى المانيا في تشرين الثاني السنة الماضية مع مئات آلاف اللاجئين السوريين وطالبي لجوء آخرين عبروا عن طريق تركيا واليونان والبلقان. ومثل الكثير من أبناء بلاده، هو لم يهرب مباشرة من سورية، بل من لبنان حيث اختبأ هناك هو وأبناء عائلته لسنوات، دون وجود خطر على حياتهم، لكن في حالة صراع دائم من اجل العيش ودون امكانية العودة الى الوطن.
قصة احمد هي مثال على الطريقة التي تحاول فيها المانيا ودول اخرى دمج اللاجئين في المجتمع بشكل عام وفي الاقتصاد بشكل خاص. حيث أن اغلبيتهم لا يعرفون اللغة ولا يملكون مهارات معينة. لهذا فهم بحاجة الى الوقت والى مصادر ومال سياسي. في بعض هذه الدول فان هذه القضية ستضع مسائل الرفاه والسكن والعمل في الامتحان.
لكن الدراما التي حصلت في العام الماضي كانت تذكيرا بأنه لا يمكن لاوروبا عزل نفسها عن مشكلات الحي الواسع. فخلال السنين ازداد عدد اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والاردن. هذا اضافة الى ملايين المشردين في سورية نفسها. وحسب التقديرات هناك 13 مليون شخص تشردوا من بيوتهم خلال الحرب – سبعة ملايين في سورية وستة ملايين خارجها. في لبنان يوجد الآن 1.07 مليون سوري (الرقم الحقيقي يقترب من 1.5 مليون شخص) وهم يشكلون عبئا على الدولة التي يبلغ عدد سكانها 4.5 مليون نسمة. والاردن الذي يوجد فيه الآن 1.3 مليون لاجئ، خصص لهم ميزانيات على حساب الدولة. وهناك حوالي مليون لاجئ وصلوا الى اوروبا. حكومات ومسؤولون رفيعون في الشرق الاوسط حذروا اوروبا من موجة اللاجئين. ولكن في ظل غياب جهاز دولي قوي يخفف من العبء، وبدون اهتمام سياسي لحل المشكلة، فان ما تبقى لاحمد واشباهه هو التصويت باقدامهم وإحداث الفوضى العارمة.
فما كان مشكلة في لبنان أصبح الآن مشكلة في المانيا. لقد فهم العالم الثري، بتأخر، أن جهاز الدفاع الدولي الحالي قد تفكك، وأن اوروبا التي أقيم فيها هذا الجهاز قبل 65 سنة، يجب عليها أن تسعى لاحداث التغيير.
اقتلاع متواصل
بسبب الاعداد الكبيرة للاجئين الذين يهربون من سورية، فان تقديرات مديرية الامم المتحدة للاجئين تقول إن عدد اللاجئين وصل الى 60 مليون شخص، حيث أن ثلث هذا العدد عالق خارج بلاده. وباستثناء عدة نقاط ضوء مثل امكانية عودة 6 ملايين لاجئ من كولومبيا الى بيوتهم بعد أن توصلت الحكومة والثوار الى اتفاق، فان المشكلة تتفاقم أكثر فأكثر. وهناك صراعات جديدة في اماكن مثل جنوب السودان تخلق مشاكل لاجئين جديدة، في الوقت الذي لا يوجد فيه أي حل في الأفق لمشكلات سابقة مثل مشكلة الصومال.
ليس هناك قانون يقول إن عدد المشردين في العالم يجب أن يزداد. يمكن حل بعض الصراعات فور اندلاعها. يبدو أن ما يُقلق اكثر هو حقيقة أن 45 في المائة من اللاجئين في العالم (رقم قياسي) يوجدون في "حالة مستمرة" تمتد منذ خمس سنوات أو أكثر. والسوريون هم آخر من ينضم الى هذا النادي البائس. وقدرة التحمل لدى الدول التي هربوا اليها آخذة في التلاشي. وغياب الفرص في تركيا والاردن ولبنان له دور جزئي في الخروج الى اوروبا.
في هذه الاثناء يزداد عدد السياسيين وموظفي الحكومة الرفيعين الذين باتوا يدركون أهمية اهتمام دولهم والتزامها القانوني تجاه مساعدة هذه الموجات الانسانية التي تصل اليها. وقد بدأ الضغط من اجل تغيير ميثاق اللاجئين من 1951، والبروتوكول من 1967، اللذان هما الاطار الاساسي للدفاع الدولي عن الاشخاص الهاربين من المطاردة، والاساس لعمل الامم المتحدة. هذا الميثاق هو احد الادوات القوية للقانون الدولي. والتعهد الاول في الميثاق يقضي بأنه محظور اعادة اللاجئين الى وطنهم طالما كان هناك خطر على حياتهم.
وكما يقول جيمس هاتشفيه، المختص بقانون اللاجئين من جامعة ميتشغان، فان هذه أداة متعددة الجوانب. وقد بني القانون الدولي والاقليمي على أساس الميثاق ووسع مجال الدفاع الى ما وراء التعريف الأولي للاجيء كمن يقف أمام "خوف من المطاردة". وبهذا فان اجزاء كثيرة من العالم تقترح الآن الدفاع عن اولئك الذين يهربون من الدول التي تعيش حالة الحرب مثل سورية.
لكن السياسيين الذين انشأوا اجهزة اللاجئين في بداية الخمسينيات، حيث كانت فظائع الحرب العالمية الثانية ما زالت تعلق في الاذهان، كانت طموحاتهم متواضعة. حيث غطى الميثاق فقط الاوروبيين الذين تم اقتلاعهم قبل عام 1951، بما في ذلك الملايين اثناء الحرب وآخرين في التطهير العرقي الذي تم بعدها. حتى 1950 تقلصت اعداد اللاجئين في اوروبا الى أقل من نصف مليون، وكانت الوكالة صغيرة وفقيرة وضعيفة. وقليلون من توقعوا أن تبقى مع مرور الوقت.
اتضح أن الوكالة هي اضافة مهمة للسياسة الخارجية الغربية خصوصا تجاه اللاجئين الذين هربوا من الدول الشيوعية أو الدول التي دعمتها الولايات المتحدة. في 1956 ساعد مدير اللاجئين مئات آلاف الهنغاريين الذين هربوا من السوفييت رغم أن التعريف لم يشملهم، والكثيرين منهم عاشوا في دول خارج اوروبا. الوكالة ساعدت ايضا لاجئي الحروب في آسيا وافريقيا في الخمسينيات والستينيات. وفي 1967 ألغت مديرية الامم المتحدة حدود الزمان والمكان للميثاق. الاتفاقات في افريقيا وآسيا وسعت مجال الدفاع، وفيما بعد عرّف الاتحاد الاوروبي اشكال جديدة من الدفاع كانت قريبة من منح مكانة لجوء كاملة لضحايا الحروب والعنف، رغم عدم سريان التعريف الاصلي المتشدد للميثاق. والنتيجة كانت عددا من القوانين والمؤسسات الدولية لمساعدة المشردين في أنحاء العالم.
الرقم السحري
مع مرور الوقت لاحظت وكالة الامم المتحدة للاجئين وجود ثلاثة حلول للاجئين، والتي لم تشمل منح الملجأ الفوري: العودة بارادة ذاتية الى البلد الاصلي أو الاندماج في الدولة المضيفة أو الذهاب الى دولة اخرى، وعادة تكون احدى الدول الغنية. من الافضل للاجئين العودة الى بيوتهم، لكن كي يتم ذلك فانه مطلوب حل النزاعات التي تسببت في فرارهم، ولا توجد أي بوادر لحل كهذا في الصومال، سورية وافغانستان. وتبين معطيات الوكالة أن عدد العائدين قليل وهو الاقل منذ 1983.
ونتيجة لذلك، بقي حل الاندماج والانتقال الى دولة اخرى. وتستطيع دول الغرب أن تلعب دورا مهما في هذين الحلين. من اجل الاندماج في دولة ما قد تكون تعارض فتح اسواق العمل فيها أو أنها لا تريد القاء العبء على الخدمات الحكومية، وبامكانها تقديم مساعدة مالية ولوجستية. للاجئين السوريين في تركيا والاردن ولبنان  فان كل شيء هام – سواء من خلال اعطاء القروض أو انشاء مناطق اقتصادية خاصة تساعد المدن والقرى التي تتحمل العبء.
السياسة الحالية تعارض حل اعادة السكن، حيث يتم نقل اللاجئين الى دول غنية تكون مستعدة لاستيعابهم، وعادة عن طريق مساعدة الامم المتحدة. احيانا، بعد أن يتم منع دخول المهاجرين غير القانونيين، تقدم الدول الغنية وعود سخية لاستيعابهم في داخلها، لكن الوعود تبقى على الورق. فاستراليا مثلا تتهم احيانا بالاخلال بوعودها بزيادة عدد اللاجئين بعد قيامها بالقضاء على ظاهرة قدوم اللاجئين من خلال اعادتهم من البحر.
الآن هناك علامات مقلقة على أن الاتحاد الاوروبي سيفعل ذلك ايضا بعد عدم الايفاء بالوعود. اضافة الى ذلك، الولايات المتحدة التي تستوعب عددا كبيرا من اللاجئين، قامت بزيادة العدد قليلا، وارتدعت عن الاستمرار في استقبالهم.
بيتر ساترلاند، ممثل الهجرة الخاص في الامم المتحدة، قال إنه ليس من العدل أن قرب دولة من مناطق الحرب هو الذي يحدد مسؤوليتها عن اللاجئين. ومن اجل عدم حدوث ذلك يطالب الميثاق 51 بالتعاون الدولي، لكنه لا يضع مطالب محددة أمام الدول والمناطق التي لا تريد مواجهة ازمة اللاجئين. ولكنها كشفت ايضا عن أن وصول اللاجئين الذين لم يتم استدعاؤهم، يُخل بالتوازن الاقتصادي والاجتماعي. ومن اجل منع وصولهم وقع الاتحاد الاوروبي مع انقرة على اتفاق يجبر اللاجئين على العودة الى تركيا.
كل ذلك يعبر عن الفوارق في التعامل مع اللاجئين بين العالم الثري والعالم الفقير. في اوروبا يحظى اللاجئون بمتابعة سخية وحسب معايير دولية. حيث أنه في جميع دول الاتحاد الاوروبي يحق للاجئين العمل قبل حصولهم على بطاقة لاجيء. وايضا يتم ضمان السكن لهم وحرية الحركة والدفاع عنهم في وجه أي تعدي رسمي. تعمل الخدمات العامة بصورة جيدة والمساعدة تكفي بشكل عام، وبعد خمس سنوات يستطيع اللاجئون في الاتحاد الاوروبي الحصول على الجنسية. ايضا اولئك الذين يتم رفض طلب اللجوء لهم، يحصلون احيانا على بعض هذه الامتيازات لأن الدول تجد صعوبة في اعادتهم الى دولهم.
ونظرا لأنها لا تريد الغاء هذه الدفاعات، فان الحكومات في اوروبا تُصعب على طالبي اللجوء الوصول الى حدودها. وهذا يشبه برنامج منافسة تلفزيوني، حيث يكون على اللاجئين التغلب على عدد كبير من الصعوبات من اجل الوصول. ولكن عندما يصلون تكون جائزة في انتظارهم. 86 في المائة من اللاجئين في العالم الذين ينجحون في الوصول إلى الدول النامية يجدون العكس.
أحيانا تكون الرحلة أقل صعوبة، لكن الظروف صعبة. ونظرا لأن دول مثل لبنان والاردن وكينيا قريبة من مناطق الحروب، فهي تجد نفسها تستوعب ملايين اللاجئين، خلافا لرغبتها
======================
واشنطن بوست :إيران.. والتعاون مع «طالبان» ضد «داعش»!
تاريخ النشر: الخميس 02 يونيو 2016
يوتشي دريزين*
تتعاون إيران مع حركة «طالبان» لإنشاء منطقة عازلة على طول حدودها مع أفغانستان، تحول دون دخول تنظيم «داعش»، في بادرة هي الأحدث على أن صعود التنظيم الإرهابي الذي يتخذ من سوريا مقراً له من شأنه أن يحول خصوم الأمس إلى «حلفاء لدودين» اليوم. ولعل سعي إيران المتزايد من أجل تأمين حدودها التي يقدر طولها بنحو 572 ميلاً مع أفغانستان، يمثل تحولاً كبيراً بالنسبة لطهران. فإيران لطالما اعتبرت «طالبان»، الجماعة الإرهابية المسلحة، بمثابة تهديد. وفي الماضي، قدمت إيران الأسلحة والمساندة لجبهة «تحالف الشمال» المسلحة، أثناء حربها مع «طالبان» في السنوات التي سبقت الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001.
بيد أن إيران ترى الآن أن حركة «طالبان» تمثل تهديداً أقل بكثير من تنظيم «داعش» الذي يعتقد مسؤولون أميركيون أن فرعه الممتد في أفغانستان بات قوامه في الوقت الراهن زهاء ثلاثة آلاف مقاتل.
وبعد أن كان قد تعهد في السابق بإنهاء الحرب الأميركية الأطول قبل مغادرة المنصب في يناير المقبل، أعطى الرئيس باراك أوباما الضوء الأخضر من أجل تصعيد حملته الجوية ضد مقاتلي تنظيم «داعش» في أفغانستان. وبين بداية يناير ونهاية مارس، نفذت الطائرات الأميركية زهاء 100 ضربة جوية في أفغانستان، وتركز معظمها على إقليم «نانجارهار» الشرقي، معقل تنظيم «داعش».
غير أن طهران تمضي إلى ما هو أبعد من ذلك، فهي تجند عناصر من «طالبان» لإبطاء توسع تنظيم «داعش» داخل أفغانستان، والحيلولة دون عبور المسلحين الذين يتبنون أيديولوجية عنيفة، من دخول أراضيها.
وأوضح السفير «فرانز ميشيل ميلبين» المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى أفغانستان، أن الإيرانيين يحاولون بالفعل تأمين حدودهم المباشرة قبالة أفغانستان في مواجهة أي اختراق من «داعش» من خلال التعاون مع فصائل مختلفة، منها أمراء الحرب و«طالبان»، على طول حدودها، مضيفاً: «إنهم يعملون على ذلك بالفعل». وذكر مسؤولان غربيان، رفضا الإفصاح عن اسميهما، أن طهران تقدم المال وذخائر البنادق الآلية وقذائف الهاون لمسلحي «طالبان» على حدودها، وأوضح أحدهما «أن ذلك لا يغير المعادلة، ولكنه ليس أمراً هيناً».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية «جون كيربي» «إن الولايات المتحدة ترغب في أن تعمل إيران بصورة مباشرة وبناءة مع الحكومة الأفغانية والمجتمع الدولي في مساندة استقرار أفغانستان وسيادتها وسلامة أراضيها». وأضاف: «لا يجوز لأي حكومة أن تقدم مساندة مادية لطالبان». وتوفر حدود أفغانستان الممتدة وكثيرة المنافذ مع إيران، لتنظيم «داعش» من الناحية النظرية طرقاً متعددة لدخول الجمهورية الإيرانية من أجل شن هجمات جديدة. ولطالما أعلن التنظيم عن رغبته في فعل ذلك، ففي نهاية عام 2014، قال المتحدث باسم التنظيم «أبو محمد العدناني»: «إن المسلحين متأهبون لتحويل إيران إلى حمامات دماء»، ووصف إيران بأنها «ألد أعداء» التنظيم.
طهران يبدو أن لديها شريكاً راغباً في قتال تنظيم «داعش»: هو حركة «طالبان» الإرهابية، لاسيما أن الحركة و«داعش» تخوضان معركة فيما بينهما منذ أكثر من عام. وكشفت «بي بي سي» في ديسمبر الماضي أن التنظيم والحركة يتقاتلان في أنحاء شرق أفغانستان، وهو ما أسفر عن مصرع العشرات من كلا الجانبين. وقطع «داعش» رؤوس عشرة مسلحين على الأقل من «طالبان»، واغتالت أيضاً، بحسب تقارير، «حاكم الظل» التابع لـ «طالبان» في إقليم «نانجارهار».
غير أن شراكة طهران مع «طالبان» في حرب «داعش» تمثل تغيراً كاملاً ومفاجئاً، فإيران كانت قاب قوسين من خوض حرب شاملة مع أفغانستان عام 1988 بعد أن قتل مسلحون من طالبان 8 دبلوماسيين إيرانيين في مدينة «مزار شريف» شمال أفغانستان. وتغير ذلك بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، إذ دأبت إيران على تقديم الدعم المالي والعسكري إلى «تحالف الشمال» ألد أعداء «طالبان» في الميدان. وعمل الدبلوماسيون الإيرانيون عن كثب مع الولايات المتحدة في مؤتمر «بون» عام 2001 من أجل تشكيل أو حكومة في أفغانستان ما بعد «طالبان». وزودت طهران أيضاً واشنطن بخرائط وبيانات أخرى بشأن مواقع «طالبان»، وشبكات إمدادهم، بعد اجتياح القوات الأميركية أفغانستان. وأفاد «بارنيت روبين»، الدبلوماسي الأميركي السابق الذي قضى 8 أعوام في أفغانستان، بأن الرؤى الاستراتيجية الإيرانية حول استغلال «طالبان» بدأت تتغير في عام 2007 بعد أن وقعت الولايات المتحدة شراكة مع كابول بما يسمح للقوات الأميركية بالبقاء في الدولة.
وأوضح أن إيران فتحت خطوط اتصال مع قاعدة معينين في الحركة الإرهابية لتشجيعهم على ضرب أهداف عسكرية أميركية هناك.
*محلل سياسي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
======================
جيوبوليتيكال فيوتشرز :أسباب صعود النزعة القومية في العالم؟
نشر في : الخميس 02 يونيو 2016 - 12:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 01 يونيو 2016 - 09:33 م
جيوبوليتيكال فيوتشرز – إيوان24
في الآونة الأخيرة، كان هناك عدد من المقالات والتصريحات التي تؤكد أنَّ الفاشية ترتفع في أوروبا، وأنَّ دونالد ترامب هو المثال الأمريكي للفاشية. ولكن هذا تشويه لظاهرة حقيقية. الدولة القوميّة قادرة على فرض نفسها باعتبارها وسيلة أساسية في الحياة السياسية.
ويجري تحدي المؤسسات متعددة الجنسيات مثل الاتحاد الأوروبي والمعاهدات التجارية المتعددة الأطراف لأن البعض يرى أنها لا تصب في المصلحة الوطنية. ولذلك، ينبع ارتفاع الفاشية من سوء الفهم العميق لماهية الفاشية. بل إنّها أيضًا محاولة لتشويه انبعاث القومية والدفاع عن الأنظمة متعددة الجنسيات التي هيمنت على الغرب منذ الحرب العالمية الثانية.
القوميّة هي جوهر مفهوم التنوير للديمقراطية الليبرالية. إنها تؤكّد أنَّ السلالات المتعددة الجنسيات التي حكمت باستبداد وسلطوية حرمت الشعوب من حقوق الإنسان الأساسية. ومن بين هذه الحقوق كان الحق في تقرير المصير الوطني وحق المواطنين في أن يقرروا ما الذي يصب في المصلحة الوطنية. خشي التنوير من الطغيان ورأى أن الإمبراطوريات متعددة الجنسيات التي تسيطر على أوروبا باعتبارها جوهر الاستبداد. ولذا يعني تدميرها استبدالها بدول قومية. لقد كانت الثورتان الأمريكية والفرنسية انتفاضات قوميّة، مثلما كانت الانتفاضات القومية التي اجتاحت أوروبا في عام 1848. وكانت الثورات الليبرالية ثورات قومية لأنها كانت انتفاضات ضد إمبراطوريات متعددة الجنسيات.
الفاشية تختلف عن القومية بطريقتين عميقتين. أولًا، لم يرى الفاشيون أنَّ تقرير المصير هو حق عالمي. أدولف هتلر، موسوليني وفرانكو، على سبيل المثال، ثلاثة زعماء فاشيين، تبنوا القومية في ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. وكانت حقوق الدول الأخرى مقارنة بدولهم القومية غير واضحة للفاشيين في أحسن الأحوال. بالمعنى الحقيقي، آمن هتلر وموسوليني بتعدد الجنسيات، وإن كان ذلك مع الدول الأخرى التي تخضع لإرادتهم. لقد كانت الفاشية في شكلها التاريخي اعتداء على حق الأمم في تحقيق مصالحهم الشخصية، وارتفاع حق الفاشيين في تحقيق تلك المصالح بناءً على تأكيد تفوق دولهم الكامن والحق في الحُكم
ولكن الاختلاف الأكثر عمقًا كان مفهوم الحكم الداخلي. قبلت القومية الليبرالية أنَّ الحق في تولي السلطة يخضع لاختيار صريح ودوري للقادة من قِبل الشعب. ولكن كيف حدث ذلك بطريقة مختلفة؟ النظام الأمريكي يختلف كثيرًا عن النظام البريطاني، ولكن المبادئ الأساسية لا تزال نفسها. ويتطلب ذلك أنَّ المعارضين للمنتخبين لديهم الحق في انتقادهم، وتنظيم الأحزاب لتحديهم في المستقبل. والأهم من ذلك، فإنّه يؤكد أن الشعوب لديها الحق في حكم أنفسهم من خلال هذه الآليات، وأن أولئك الذين اُنتخبوا للقيادة يجب أن يحكموا باسم الشعب. ويجب أيضًا أن يُسمح للقادة بالحكم وعدم استخدام أي وسيلة غير قانونية لعرقلة الحكومة، أكثر من حق الحكومة في قمع المعارضة.
وتؤكد الفاشية أن هتلر أو موسوليني يمثلان الشعب ولكنهما ليسا المسؤولين عنه. جوهر الفاشية هي فكرة الديكتاتور الذي يظهر من خلال إرادته الذاتية، والذي لا يمكن تحديه دون خيانة الشعب. لذلك، يتم حظر التعبير عن الرأي وأحزاب المعارضة ويتم التعامل مع أولئك الذين يحاولون معارضة النظام كمجرمين. إنَّ الفاشية دون ديكتاتور، دون عدم إجراء انتخابات، دون قمع لحرية التعبير والحق في التجمّع، ليست فاشية.
المجادلة بأنَّ تكون جزءًا من الاتحاد الأوروبي لا يصب في المصلحة البريطانية، وأنَّ حلف شمال الأطلسي لم يعد له فائدة، وأن السياسات الحمائية أو السياسات المناهضة للهجرة مرغوبة فيها ليست فاشية. هذه الأفكار لا علاقة لها بالفاشية على الإطلاق؛ بل إنها مرتبطة بشكل وثيق بالديمقراطية الليبرالية التقليدية. وتمثل إعادة تأكيد أساس الديمقراطية الليبرالية، التي هي الدولة القومية ذات الحكم الذاتي. هذا هو الأساس التي تقوم عليه الأمم المتحدة، وأعضاؤها من الدول القومية، وحيث الحق في تقرير المصير هو حق أساسي للجميع.
الديمقراطية الليبرالية لا تحدد ما إذا كانت الدولة يجب أن تكون عضوًا في منظمة متعددة الجنسيات، وتعتمد سياسات التجارة الحرة أو الحماية، أو ترحب أو تطرد المهاجرين. هذه هي القرارات التي يتعيّن اتخاذها من قِبل الشعب، أو بتعبير أدق، من قِبل الممثلين الذي اختارهم الشعب. قد تكون الخيارات حكيمة أو غير حكيمة أو حتى ظالمة. ومع ذلك، فإن القدرة على صناعة هذه الخيارات تقع في أيدي المواطنين في أي دولة ديمقراطية ليبرالية.
ما نشهده هو صعود الدولة القومية ضد إرادة المنظمات والاتفاقات متعددة الجنسيات. هناك تساؤلات جديّة حول العضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والاتفاقات التجارية، والحق في السيطرة على الحدود. الحكماء يمكن أن يختلفوا، فالعملية السياسية لكل دولة هي التي تحتفظ بسلطة تحديد التحوّلات في السياسة. ليس هناك ما يضمن أن المواطنين سيكونوا حكماء، ولكن هذا ينطبق على كلا الاتجاهين وفي كل الاتجاهات
الصعود الحالي للقومية في أوروبا هو نتيجة لفشل المؤسسات الأوروبية في العمل بفعّالية. بعد ثماني سنوات من عام 2008، لا تزال أوروبا غير قادرة على حل مشاكلها الاقتصادية. وبعد مرور عام على تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين في أوروبا، لا يزال هناك غياب لسياسة متماسكة وفعّالة لمعالجة هذه المسألة. ونظرًا لهذه المسائل، سيكون من غير المسؤول للمواطنين والقادة عدم إثارة تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي علهم البقاء في الاتحاد الأوروبي أو اتباع تعليماته. وبالمثل، لا يوجد سبب يمنع دونالد ترامب من الطعن في فكرة أن التجارة الحرة مفيدة دائمًا، أو أن يتشكّك في حلف شمال الاطلسي. وبالرغم من أسلوبه البغيض وتمثيلاته المربكة، إلّا أنّه يطرح الأسئلة التي يجب طرحها.
في الخمسينات، اتّهم المكارثيون (أنصار جوزيف مكارثي) أي شخص لم يعجبهم بأنّه شيوعي. اليوم، أولئك الذين يختلفون مع منافسيهم من النظام الحالي يصفونهم بالفاشيين. المفارقة أنَّ بعض المعارضين للاتحاد الأوروبي أو الهجرة قد يكونوا فاشيين أيضًا. ولكن العقبة لأن تكون فاشيًا مرتفعة للغاية. الفاشية هي أكثر بكثير من العنصرية والتلاعب بالقضاء، أو تنظيم مظاهرة عنيفة. إنَّ الفاشية الحقيقية هي “مبدأ زعيم” ألمانيا النازية الذي يُملي الطاعة المطلقة للقائد الذي تكون سلطته فوق القانون.
نحن نشهد العودة إلى القومية في أوروبا والولايات المتحدة لأنه ليس من غير الواضح للكثيرين أنَّ الأمميّة، منذ الحرب العالمية الثانية، لم تعد مفيدة لهم بعد الآن. ربما يكون على صواب أو على خطأ، ولكن الادّعاء بأنَّ الفاشية تجتاح أوروبا والولايات المتحدة يثير مسألة ما إذا كان هؤلاء الذين يقولون ذلك يدركون حقًا مبادئ الفاشية أو الاتصال الوثيق بين القومية والديمقراطية الليبرالية.
======================
ستراتفور»  :هل يمكن استعادة الرقة من «الدولة الإسلامية»؟
نشر في : الخميس 02 يونيو 2016 - 12:01 ص | آخر تحديث : الخميس 02 يونيو 2016 - 12:19 ص
15
قال تقرير تحليلي لموقع «ستراتفور» الاستخباراتي، أن سعي القوات الأمريكية بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يتشكل أغلبها من قوات كردية، لاستعادة المدينة، سيكون نقطة مفصلية في مصير تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.
واعتبر تقرير «ستراتفور» أن فقدان الرقة سيكون بالنسبة للدولة الإسلامية، ضربة مدمرة، ليس فقط لما للمدينة من قيمة رمزية كعاصمة لما يسمى «دولة الخلافة»، وإنما لأنها ممر هام لنقل الأشخاص والإمدادات للتنظيم.
فالرقة تقع على نهر الفرات، وهو مفتاح السيطرة على عدة طرق سريعة في سوريا، و«الدولة الإسلامية» تواجه مشاكل في تحريك مقاتليها وإمداداتها من محافظة حلب إلى شرق سوريا وخارجها. وبدون الرقة، سوف يضطر التنظيم إلى الاعتماد على طريق «الرصافة الرماد شولا»، الذي يهدده تقدم قوات الحكومة السورية تجاه دير الزور.
ويتوقع التقرير، نظرا لأهمية المدينة في عمليات «الدولة الإسلامية» في سوريا، أن يوجه التنظيم مزيدا من المقاتلين إلى الرقة وأن يعزز دفاعاتها عنها، مع إطلاق سلسلة من الهجمات المضادة على طول خطوط الجبهة مع قوات الدفاع الذاتي الكردية المدعومة أمريكيا، بما في ذلك عند مدينة الحسكة لمحاولة صرف أنظار عدوه.
لكن التقرير يري أن وضع «الدولة الإسلامية» في المدينة مهدد بسبب الهجمات من أكثر من طرف، سواء من القوات الأمريكية أو الكردية أو الحكومية السورية، والروسية، ما يشكل أعباء إضافية فوق طاقتها، قد تؤثر وتضر بمكانتها في ساحات أخري للمعركة
وبسبب الأهمية الاستراتيجية للرقة، سوف تقوم «الدولة الإسلامية» بكل ما في وسعها للحفاظ على بقاء المدينة في متناول يديها. وفي شلت القوات المدعومة أمريكيا في زحزحة التنظيم عن المدينة، فإن محاولات إلحاق الهزيمة به سوف تمنى بفشل كبير.
وتدعم الولايات المتحدة، منذ عدة أشهر قوات الدفاع الذاتي التي يتشكل أغلبها من البشمركة الكردية، وتحشدهم على الخطوط الأمامية على مسافة 40 كيلومترا من شمال مدينة الرقة، وقد أظهرت تسجيلات فيديو قوافل كبيرة، وناقلات دبابات تحمل العربات المدرعة، تتحرك في جميع أنحاء المنطقة بهدف استعادة السيطرة على المدينة من مقاتلي «الدولة الإسلامية» الذين استولوا عليها عام 2013.
وخلال الأسبوع الماضي، بدأت الولايات المتحدة بإسقاط منشورات على الرقة حثت مواطنيها على المغادرة، معلنة أن «الوقت قد حان لترك الرقة»، وفي 21-22 مايو/أيار، زار الجنرال الأمريكي «جوزيف بوتل» قائد القيادة المركزية الأمريكية، وأرفع مسئول أمريكى سوريا، وألتقي القوات الكردية في إشارة لقرب معركة تحرير الرقة. وفي يوم 24 مايو/أيار، شرعت قوات الدفاع الذاتي في التقدمالذي طال انتظاره نحو المدينة.
معضلة الرقة
ويري تقرير «ستراتفور» أن معضلة تحرير الرقة تتمثل في التركيبة العرقية للمدينة ذات الأغلبية العربية، بينما قوات الدفاع الذاتي وداعميها الذين يريدون استعادة السيطرة على المدينة، ليسوا من العرب، ويحتاج الأمر إلى قوة عربية كبيرة إذا كانوا يأملون في تلقي دعم محلي لمعركتهم.
ورغم أن قوات الدفاع الذاتي تهيمن عليها وحدات الحماية الكردية الشعبية أثبتت فعاليتها في طرد «الدولة الإسلامية» من أراضي في الشمال والشمال الشرقي، ولكن هناك قلق من أن ترسخ هذه القوات الكردية شكوك السكان المحليين من سعيهم لحكم العرب وتحويل المدينة إلى مدينة كردية.
وبرغم أن التقرير يزعم أن «المقاتلين العرب قد ينضمون صفوف قوات الدفاع الذاتى زرافات ووحدانا»، فهو يؤكد أن تدريب هؤلاء المقاتلين السوريين في التحالف العربي يعد أحد أهداف الوحدة 250 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية المنتشرة في سورية منذ أبريل/نيسان.
كما يشير إلى مشكلة أخري وهي أن تسليح هذه القوات،ومعظم عناصرها من الأكراد، قد تعتبره تركيا تسليحا لحزب العمال الكردستاني في تركيا، وهذا خط أحمر لأنقرة، لهذا سعي الجنرال «فويل» خلال زيارته إلى تركيا لطمأنه المسؤولين الأتراك بشأن دعم الولايات المتحدة لقوات الدفاع الذاتي (الكردية).
ويضيف التقرير أنه سيكون على هذه القوات أن تعتمد على الدعم الجوي الأمريكي لإخراج جنود «الدولة الإسلامية» من تحصيناتهم خلال معركة استعادة الرقة، وبذل جهود للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، مع ميل «الدولة الإسلامية» لاستخدام الدروع البشرية ما قد يؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى.
ويختتم التقرير بتأكيد أنه مع ذلك، سوف تأتي المعركة بتكلفة رهيبة، ولا ضمانات لعدم تدمير المدينة، وقد يتكلف استعادة الرقة، نفس الثمن الذي استعاد به العراق مدينة الرمادي.
=====================