الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 26/2/2022

سوريا في الصحافة العالمية 26/2/2022

27.02.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • تقرير: "داعش" يستغل "الإعمار والرشاوى" لإعادة تشكيل نفسه في سوريا
https://www.alhurra.com/syria/2022/02/25/ضرب-وصعق-وكدمات-فيلق-الشام-يعذّب-شابا-الموت-في-شمال-سوريا%C2%A0
  • «فورين أفيرز»: انتصار روسيا في أوكرانيا يغير أوروبا إلى الأبد.. الغرب يستعد لحرب اقتصادية دائمة مع الروس.. ومخاوف من تشجيع الصين على المواجهة ضد تايوان
https://www.albawabhnews.com/4532528
 
الصحافة البريطانية :
  • إيكونوميست: هل تؤثر حرب أوكرانيا بعلاقة أنقرة مع موسكو؟
https://arabi21.com/story/1420649/إيكونوميست-هل-تؤثر-حرب-أوكرانيا-بعلاقة-أنقرة-مع-مو
  • الغارديان: اتفاق جديد مع إيران يمثّل تحديا لـ"حرب الظل" الإسرائيلية
https://arabi21.com/story/1420537/الغارديان-اتفاق-جديد-مع-إيران-يمثل-تحديا-لـ-حرب-الظل-الإسرائيلية
  • فايننشال تايمز”: روسيا تستخدم تكتيكات عسكرية في أوكرانيا جربتها في سوريا
https://eldorar.com/node/1184623
  • الغارديان”: إدلب باتت المنطقة السورية الوحيدة البعيدة عن استبداد الأسد
https://eldorar.com/node/1184646
  • تقرير للغارديان: سوريا تحولت إلى ولاية روسية بكل المقاييس
https://ronahi.tv/ar/تقرير-للغارديان-سوريا-تحولت-إلى-ولاية/
 
الصحافة العبرية :
  • "يديعوت أحرونوت": الجيش الإسرائيلي رفض تنفيذ هجوم على سوريا أثناء زيارة شويغو
https://arabic.rt.com/world/1328395-يديعوت-أحرنوت-الجيش-الإسرائيلي-رفض-تنفيذ-هجوم-على-سوريا-أثناء-زيارة-شويغو/
  • هآرتس  :مروراً بـ”خبز” الشرق الأوسط.. ما هي أوراق بوتين الرابحة رداً على عقوبات الغرب؟
https://www.alquds.co.uk/مروراً-بـخبز-الشرق-الأوسط-ما-هي-أوراق/
 
الصحافة الامريكية :
تقرير: "داعش" يستغل "الإعمار والرشاوى" لإعادة تشكيل نفسه في سوريا
https://www.alhurra.com/syria/2022/02/25/ضرب-وصعق-وكدمات-فيلق-الشام-يعذّب-شابا-الموت-في-شمال-سوريا%C2%A0
"عند حلول الظلام، تنشط خلايا داعش النائمة"، بهذه العبارات ينقل خليفة سالم الجدال (64 عاما مخاوف سكان القرى في شمال شرق سوريا، الذين يتفادون التجول ليلا بسبب مجموعات مصغرة يسعى التنظيم من خلالها لتعزيز تواجده في المنطقة، في وقت يستمر إصرار ه على  إعادة تشكيل نفسه بعد  ثلاث سنوات من هزيمة الخلافة المعلنة، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
ويقول الجدال، وهو مزارع من قرية جالو، بإن "سكان المنطقة يخشون الخروج من منازلهم بعد مغيب الشمس"، مبينا أن "عناصر داعش يرتدون الزي العسكري ما يجعل من الصعب تمييزهم من قوات الأمن الكردية" في المنطقة المدعومة من الولايات المتحدة.
ويختصر هذا المشهد حال تنظيم الدولة الإسلامية عام 2022، حيث لم يعد يسيطر على الأراضي، كما فعل التنظيم حتى عام 2019، لكنه ظل متخفيا في مجموعات صغيرة، ويعمل بتطور متزايد ويستغل سياسات سوريا لإعادة البناء، وفقا للتقرير.
والشهر الماضي، اقتحم المئات من مقاتلي الدولة الإسلامية سجنا في مدينة الحسكة، واستمرت المعارك التي انتهت باستعادة السيطرة عليه حوالى 10 أيام، ما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص، نحو ثلاثة أرباعهم من عناصر داعش، بحسب قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وقبل مهاجمته لسجن الحسكة، كان تنظيم داعش في سوريا يعمل بشكل أساسي في مناطق شرق البلاد ذات الكثافة السكانية المنخفضة، حيث لجأ مقاتلوه إلى الصحراء للتخطيط لهجمات على الحكومة السورية والقوات التي يقودها الأكراد، وفقا لما نقله تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن محللين وسكان محليين.
خلال الفترة بين عامي 2018 و2021، صعد التنظيم من عمليات الاغتيال التي طالت زعماء محليين وشخصيات عشائرية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، وفقا لدراسة أجرتها شبكة ناشطين محليين في دير الزور.
وفي الآونة الأخيرة، نفذ التنظيم عمليات ابتزاز ضد شركات محلية من أجل الحصول على المال، وكذلك نشر منشورات ضد قوات سوريا الديمقراطية.
بدوره، قال مظلوم كوباني، قائد ميداني في قوات سوريا الديمقراطية، للصحيفة، إن "هذه الخلايا جاءت من أماكن مختلفة، قاموا بنشر الناس في الأحياء المحيطة بالسجن لإثارة الفوضى بمجرد بدء الهجوم".
ومع اندلاع أعمال العنف في الحسكة، شن مسلحون هجمات في أماكن أخرى في شمال شرق سوريا.
وعند نقطة تفتيش ريفية في محافظة دير الزور، كان ياسر في منتصف نوبة ليلية شديدة البرودة كعضو في قوات الأمن الداخلية التي يقودها الأكراد في المنطقة عندما رأى ستة رجال على دراجات نارية يسيرون على الطريق الخالي باتجاهه.
وروى ياسر أن اثنين منهم كانا يرتديان سترات ناسفة مربوطة بصدريهما، وعلم لاحقا أن هجمات مماثلة وقعت عند نقطتي تفتيش أخريين.
وأشار إلى أن سكان القرية لم يوفروا المأوى لهم عند هروبهم من الحاجز، حيث همز الناس من خلف أبوابهم: "لا يمكننا فتح الباب، إذا علم داعش سيقتلوننا".
استغل المسلحون الانقسامات السياسية في سوريا لإعادة بناء قدراتهم القتالية، وتحت ضغط من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة.
وتراجعت بعض خلايا الدولة الإسلامية عام 2019 من شمال شرق سوريا إلى الأراضي التي تسيطر عليها قوات رئيس النظام بشار الأسد، حيث كانت العمليات ضد التنظيم أقل استمرارا، ثم بعد أن تعرض المسلحون لإطلاق النار هناك، عادوا إلى المنطقة التي يقودها الأكراد.
"لقد نقلوا الناس إلى جبهة أكثر قابلية للحياة من أجل البقاء، وكان ذلك وسط سوريا"، بحسب ما قاله جريجوري ووترز، الباحث غير المقيم في معهد الشرق الأوسط.
وأكد ووترز أن "الجبهة الأكثر قابلية للحياة هي الشمال الشرقي"، مشيرا إلى أن بعض المهاجمين في الحسكة يبدو أنهم أمضوا بعض الوقت في معسكرات تدريب داعش في المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد، وأظهر المسلحون الذين عادوا إلى شمال شرق سوريا قدرة أكبر على تنفيذ هجمات معقدة.
وعن  استراتيجية التنظيم في إعادة تشكيل نفسه،  أوضحت دارين خليفة، كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، أن "مقاتلو داعش استفادوا من صراعات الإدارة التي يقودها الأكراد للحكم في المناطق ذات الأغلبية العربية التي وقعت تحت حكمه، حيث احتج السكان العرب على سوء الخدمات العامة وما وصفوه بالاعتقالات التعسفية خلال الغارات ضد داعش".
ويستغل المسلحون هذا السخط، ويدفعون لبعض السكان مبالغ صغيرة ليكونوا مخبرين، على سبيل المثال لتزويدهم بمعلومات عن نشاط قادة المجتمع أو حركة قوات الأمن، بحسب خليفة.
ويشير مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية بشكل خاص إلى المخيمات المترامية الأطراف والمتداعية في المنطقة والتي تأوي آلاف الأشخاص الذين نزحوا من منازلهم بسبب القتال والفق، حيث قد يحاول المسلحون شق طريقهم.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن عشرات من سكان المخيم اعتقلوا في الأشهر الأخيرة بتهمة تقديم الدعم لتنظيم الدولة الإسلامية مقابل مبالغ مالية.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، فرهاد شامي، إن "داعش يستغل الفقر في هذه المنطقة"، قائلا: "لقد حاولوا استخدام النازحين كسلاح".
=============================
«فورين أفيرز»: انتصار روسيا في أوكرانيا يغير أوروبا إلى الأبد.. الغرب يستعد لحرب اقتصادية دائمة مع الروس.. ومخاوف من تشجيع الصين على المواجهة ضد تايوان
https://www.albawabhnews.com/4532528
أحمد سيف الدينالجمعة 25/فبراير/2022 - 10:43 م
البوابة نيوز
كشف موقع «فورين أفيرز» الأمريكى عن سيناريوهات الانتصار الروسى فى الحرب على أوكرانيا، حيث قال إنه عندما شاركت روسيا فى الحرب الأهلية المستمرة فى سوريا، فى صيف 2015، صدمت الولايات المتحدة وشركائها، وبدافع الإحباط، ادعى الرئيس باراك أوباما أن سوريا ستصبح مستنقعًا لروسيا وللرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
قد تكون سوريا هى فيتنام الروسية أو أفغانستان بوتين، وهو ما ثبت خطأه بعد ذلك لم ينتهى الأمر بسوريا إلى أن تصبح مستنقعًا لبوتين، حيث غيرت روسيا مسار الحرب، وأنقذت الرئيس السورى بشار الأسد من الهزيمة الوشيكة، ثم ترجمت القوة العسكرية إلى نفوذ دبلوماسي. لم تكن هناك تسوية دبلوماسية، وبدلًا من ذلك، جمعت موسكو نفوذًا إقليميًا أكبر، من إسرائيل إلى ليبيا، وفى سوريا، ما فشلت إدارة «أوباما» فى توقعه هو احتمال نجاح التدخل الروسي.
فى شتاء ٢٠٢١-٢٠٢٢، تفكر الولايات المتحدة وأوروبا مرة أخرى فى تدخل عسكرى روسى كبير، هذه المرة فى أوروبا نفسها. ومرة أخرى، ولكن المحللون يحذرون من عواقب وخيمة على المعتدي.
فى ١١ فبراير، توقع وزير الدولة البريطانى لشؤون أوروبا جيمس كليفرلى أن حربًا أوسع فى أوكرانيا ستكون مستنقعًا لروسيا. فى تحليل عقلانى للتكلفة والعائد، يتجه التفكير إلى أن ثمن حرب شاملة فى أوكرانيا سيكون باهظًا للغاية بالنسبة للكرملين وسيترتب عليه إراقة دماء كبيرة.
قدرت الولايات المتحدة وقوع ما يصل إلى ٥٠٠٠٠ ضحية من المدنيين. إلى جانب تقويض دعم بوتين بين النخبة الروسية، التى ستعانى شخصيًا من التوترات اللاحقة مع أوروبا، حيث يمكن أن تعرض الحرب الاقتصاد الروسى للخطر وتنفر الجمهور.
فى الوقت نفسه، يمكن أن تقترب قوات «الناتو» من حدود روسيا، تاركة روسيا تقاتل مقاومة أوكرانية لسنوات مقبلة، ووفقًا لوجهة النظر هذه، ستقع روسيا فى شرك كارثة من صنعها.
ومع ذلك، يبدو أن تحليل التكلفة والعائد الذى يجريه «بوتين» يؤيد تغيير الوضع الأوروبى الراهن. تتحمل القيادة الروسية المزيد من المخاطر، وفوق الصراع السياسى اليومي، يقوم «بوتين» بمهمة تاريخية لترسيخ نفوذ روسيا فى أوكرانيا «كما فعل مؤخرًا فى بيلاروسيا وكازاخستان». وكما ترى موسكو، فإن النصر فى أوكرانيا قد يكون فى متناول اليد، ولكن إذا كانت حسابات الكرملين صحيحة، كما كانت فى النهاية فى سوريا، فيجب أن تكون الولايات المتحدة وأوروبا مستعدين أيضًا لاحتمال آخر غير المستنقع.
طرق عديدة للفوز
بالنسبة لروسيا، قد يتخذ النصر فى أوكرانيا أشكالًا مختلفة. كما هو الحال فى سوريا، لا يجب أن يؤدى النصر إلى تسوية مستدامة. يمكن أن ينطوى على تنصيب حكومة ممتثلة فى كييف أو تقسيم البلاد، وبدلًا من ذلك، فإن هزيمة الجيش الأوكرانى والتفاوض على استسلام أوكرانيا يمكن أن يحول أوكرانيا فعليًا إلى دولة فاشلة.
يمكن لروسيا أيضًا استخدام هجمات إلكترونية مدمرة وأدوات تضليل، مدعومة بالتهديد باستخدام القوة، لشل البلاد والحث على تغيير النظام. مع أى من هذه النتائج، ستكون أوكرانيا قد انفصلت فعليًا عن الغرب. إذا حققت روسيا أهدافها السياسية فى أوكرانيا بالوسائل العسكرية، فلن تكون أوروبا كما كانت قبل الحرب.
لن يتم فقط زعزعة تفوق الولايات المتحدة فى أوروبا؛ بل إن أى شعور بأن الاتحاد الأوروبى أو الناتو يمكن أن يضمن السلام فى القارة سيكون بمثابة قطعة أثرية لعصر ضائع.
فى ظل الحصار المتصور من قبل روسيا، لن يكون لدى الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى القدرة على السياسات الطموحة خارج حدودهما. ستكون الولايات المتحدة وأوروبا أيضًا فى حالة حرب اقتصادية دائمة مع روسيا.
سيسعى الغرب إلى فرض عقوبات كاسحة، والتى من المرجح أن تتجنبها روسيا مع التدابير الإلكترونية وابتزاز الطاقة، بالنظر إلى التفاوتات الاقتصادية.
قد تقف الصين إلى جانب روسيا فى هذه الخطوة الاقتصادية. فى غضون ذلك، ستشبه السياسة الداخلية فى الدول الأوروبية لعبة القرن الحادى والعشرين الكبرى، حيث ستدرس روسيا أوروبا بحثًا عن أى انهيار فى الالتزام بحلف الناتو والعلاقة عبر الأطلسي.
من خلال أساليب عادلة او غير عادلة، ستنتهز روسيا أى فرصة تأتى فى طريقها للتأثير على الرأى العام والانتخابات فى الدول الأوروبية. سيكون لروسيا حضورًا فوضويًا - يكون حقيقيًا أحيانًا، ومتخيلًا أحيانًا - فى كل حالة من حالات عدم الاستقرار السياسى الأوروبي.
مقارنات الحرب الباردة لن تكون مفيدة فى عالم تسوده أوكرانيا الروسية. كانت لحدود الحرب الباردة فى أوروبا نقاط مضيئة، لكنها استقرت بطريقة مقبولة للطرفين فى قانون هلسنكى النهائى لعام ١٩٧٥، وعلى النقيض من ذلك، فإن السيادة الروسية على أوكرانيا ستفتح منطقة واسعة من زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن من إستونيا إلى بولندا إلى رومانيا إلى تركيا.
وطالما استمر، فإن الوجود الروسى فى أوكرانيا سينظر إليه من قبل جيران أوكرانيا على أنه استفزازى وغير مقبول، وبالنسبة للبعض، سيشكل تهديدًا لأمنهم.
وسط هذه الديناميكية المتغيرة، يجب تصور النظام فى أوروبا من منظور عسكرى فى المقام الأول - والذى سيكون فى مصلحة الكرملين، نظرًا لأن لروسيا يد أقوى فى المجال العسكرى منها فى المجال الاقتصادى - مما يصب فى مصلحة الكرملين - تهميش المؤسسات غير العسكرية مثل الاتحاد الأوروبي. تمتلك روسيا أكبر جيش تقليدى فى أوروبا، وهو أكثر من جاهز للاستخدام. السياسة الدفاعية للاتحاد الأوروبى بعيدة كل البعد عن كونها قادرة على توفير الأمن لأعضائها.
اجتياح شرق أوروبا
فى حالة انتصار روسيا فى أوكرانيا، فإن موقف ألمانيا فى أوروبا سوف يواجه تحديات شديدة. ألمانيا قوة عسكرية هامشية أسست هويتها السياسية بعد الحرب على رفض الحرب. إن حلقة الأصدقاء التى أحاطت بها، خاصة فى الشرق مع بولندا ودول البلطيق، تخاطر بزعزعة استقرارها من قبل روسيا.
ستضطلع فرنسا والمملكة المتحدة بأدوار قيادية فى الشؤون الأوروبية بفضل جيوشهما القوية نسبيًا والتقاليد العريقة فى التدخل العسكري، ومع ذلك، سيظل العامل الرئيسى فى أوروبا هو الولايات المتحدة. حيث سيعتمد «الناتو» على دعم الولايات المتحدة كما سيعتمد على الدول المعرضة للخطر فى شرق أوروبا، ودول المواجهة المنتشرة على طول خط اتصال كبير جدًا وموسّع وغير مؤكد مع روسيا، بما فى ذلك بيلاروسيا والأجزاء التى تسيطر عليها روسيا فى أوكرانيا.
من المرجح أن يكون لدى الدول الأعضاء الشرقية، بما فى ذلك إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا، أعداد كبيرة من قوات الناتو المتمركزة بشكل دائم على أراضيها.
سيكون من المستحيل رفض طلب من فنلندا والسويد للحصول على التزام بموجب المادة ٥ والانضمام إلى الناتو. فى أوكرانيا لن تعترف دول الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى أبدًا بنظام جديد تدعمه روسيا أنشأته موسكو. لكنهم سيواجهون نفس التحدى الذى يواجهونه مع بيلاروسيا: فرض العقوبات دون معاقبة السكان ودعم المحتاجين دون الوصول إليهم. سيعزز بعض أعضاء الناتو التمرد الأوكراني، وسترد روسيا عليه بتهديد أعضاء الناتو. إن مأزق أوكرانيا سيكون عظيمًا للغاية. سوف يفر اللاجئون فى اتجاهات متعددة، وربما بالملايين. وستواصل تلك الأجزاء من الجيش الأوكرانى التى لم تهزم بشكل مباشر القتال، مرددًا صدى الحرب الحزبية التى مزقت هذه المنطقة بأكملها من أوروبا أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية.
قد تظل حالة التصعيد الدائمة بين روسيا وأوروبا باردة من منظور عسكري. ومع ذلك، فمن المحتمل أن تكون ساخنة اقتصاديًا. لم تكن العقوبات المفروضة على روسيا عام ٢٠١٤، والتى كانت مرتبطة بالدبلوماسية الرسمية «يشار إليها غالبًا باسم عملية مينسك، شديدة القسوة». بعد العمليات الروسية فى أوكرانيا، ستكون العقوبات الجديدة على الخدمات المصرفية ونقل التكنولوجيا كبيرة ودائمة. سوف يأتون فى أعقاب الدبلوماسية الفاشلة ويبدأون فى قمة السلم، وفقًا للإدارة الأمريكية.
انتقام روسى
ردًا على ذلك، ستنتقم روسيا، على الأرجح فى المجال السيبرانى وكذلك فى قطاع الطاقة. ستحد موسكو من الوصول إلى السلع الحيوية مثل التيتانيوم الذى كانت روسيا ثانى أكبر مصدر له فى العالم. حرب الاستنزاف هذه ستمتحن كلا الجانبين. ستكون روسيا قاسية فى محاولتها إقناع دولة أو عدة دول أوروبية بالتراجع عن الصراع الاقتصادى من خلال ربط تخفيف التوتر بالمصالح الذاتية لهذه الدول، وبالتالى تقويض الإجماع فى الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسي.
إن الدعوى القوية لأوروبا هى نفوذها الاقتصادي. ستكون الأصول الروسية مصدرًا للانقسام أو الاضطراب المحلى فى أوروبا أو فى شركاء أوروبا عبر المحيط الأطلسي. هنا ستكون روسيا استباقية وانتهازية. إذا ظهرت حركة أو مرشح مؤيد لروسيا، فيمكن تشجيع هذا المرشح بشكل مباشر أو غير مباشر.
إذا قللت نقطة الخلل الاقتصادى أو السياسى من فعالية السياسة الخارجية للولايات المتحدة وحلفائها، فستكون سلاحًا لجهود الدعاية الروسية وللتجسس الروسي.
ستؤدى التدفقات الهائلة للاجئين التى تصل إلى أوروبا إلى تفاقم سياسة الاتحاد الأوروبى بشأن اللاجئين التى لم يتم حلها وستوفر أرضًا خصبة للشعبويين.
تحويل «الناتو» إلى الداخل
بالنسبة للولايات المتحدة، سيكون لنصر روسيا آثار عميقة على استراتيجيتها الكبرى فى أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
أولًا، سيتطلب النجاح الروسى فى أوكرانيا من واشنطن أن تركز على أوروبا. لن يُسمح بأى غموض بشأن المادة ٥ من الناتو. فقط التزام الولايات المتحدة القوى بأمن أوروبا سيمنع روسيا من تقسيم الدول الأوروبية عن بعضها البعض. سيكون هذا صعبًا فى ظل الأولويات المتنافسة، لا سيما تلك التى تواجه الولايات المتحدة فى علاقة متدهورة مع الصين.
لكن المصالح المعرضة للخطر أساسية. تمتلك الولايات المتحدة أسهمًا تجارية كبيرة جدًا فى أوروبا. يُعد كل من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة أكبر شريكين تجاريًا واستثماريًا لبعضهما البعض، حيث بلغ إجمالى التجارة فى السلع والخدمات ١.١ تريليون دولار فى عام ٢٠١٩.
تعزز أوروبا المسالمة التى تعمل بشكل جيد السياسة الخارجية الأمريكية - بشأن تغير المناخ، وحظر الانتشار، وإدارة التوترات مع الصين أو روسيا. إذا تم زعزعة استقرار أوروبا، فستكون الولايات المتحدة أكثر عزلة فى العالم.
الناتو هو الوسيلة المنطقية التى يمكن للولايات المتحدة من خلالها توفير الطمأنينة الأمنية لأوروبا وردع روسيا.
إن الحرب فى أوكرانيا من شأنها إحياء الناتو ليس كمشروع لبناء الديمقراطية أو كأداة لبعثات خارج المنطقة مثل الحرب فى أفغانستان ولكن باعتباره تحالفًا عسكريًا دفاعيًا.
على الرغم من أن الأوروبيين سيطالبون الولايات المتحدة بالتزام عسكرى أكبر تجاه أوروبا، إلا أن اجتياحا روسيًا أوسع لأوكرانيا يجب أن يدفع كل عضو فى الناتو إلى زيادة إنفاقه الدفاعي. بالنسبة للأوروبيين، سيكون هذا هو النداء الأخير لتحسين القدرات الدفاعية لأوروبا - جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة - من أجل مساعدة الولايات المتحدة فى إدارة المعضلة الروسية الصينية.
بالنسبة لموسكو الآن فى مواجهة دائمة مع الغرب، يمكن أن تكون بكين بمثابة دعامة اقتصادية وشريك فى معارضة الهيمنة الأمريكية. فى أسوأ حالة للاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة، قد تتشجع الصين بسبب إصرار روسيا وتهدد بالمواجهة حول تايوان. لكن ليس هناك ما يضمن أن التصعيد فى أوكرانيا سيفيد العلاقات الصينية الروسية. إن طموح الصين فى أن تصبح العقدة المركزية للاقتصاد الأوروبى الآسيوى سوف يتضرر من جراء الحرب فى أوروبا، بسبب حالة عدم اليقين الوحشية التى تجلبها الحرب. لن يؤدى الغضب الصينى من روسيا إلى تمكين التقارب بين واشنطن وبكين، لكنه قد يبدأ محادثات جديدة.
الصدمة الناتجة عن تحرك عسكرى كبير من جانب روسيا ستثير تساؤلات فى أنقرة بالمثل. كانت تركيا تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان تتمتع بلعبة الحرب الباردة المتمثلة فى التلاعب بالقوى العظمى. ومع ذلك، تتمتع تركيا بعلاقة قوية مع أوكرانيا. كعضو فى الناتو، لن تستفيد من عسكرة البحر الأسود وشرق البحر الأبيض المتوسط.
قد تدفع الإجراءات الروسية التى تزعزع استقرار المنطقة الأوسع تركيا إلى الوراء تجاه الولايات المتحدة، وهو ما قد يؤدى بدوره إلى إحداث شرخ بين أنقرة وموسكو. سيكون هذا مفيدًا لحلف الناتو، وسيفتح أيضًا إمكانيات أكبر للشراكة الأمريكية التركية فى الشرق الأوسط. بدلًا من أن تكون مصدر إزعاج، يمكن أن تتحول تركيا إلى حليف.
النتيجة المريرة لحرب أوسع فى أوكرانيا هى أن روسيا والولايات المتحدة ستواجهان بعضهما البعض الآن كأعداء فى أوروبا. ومع ذلك، سيكونون أعداء لا يستطيعون تحمل الأعمال العدائية إلى ما بعد عتبة معينة.
بغض النظر عن وجهات نظرهم للعالم، ومهما كانت متعارضة أيديولوجيًا، فإن القوتين النوويتين الأكثر أهمية فى العالم سوف تضطر إلى السيطرة على غضبهم.
فى الوقت نفسه، يمكن أن تمتد المواجهة الأمريكية الروسية فى أسوأ الأحوال لتشمل الحروب بالوكالة فى الشرق الأوسط أو إفريقيا إذا قررت الولايات المتحدة إعادة تأسيس وجودها بعد الانسحاب الكارثى من أفغانستان. سيكون الحفاظ على التواصل، خاصة فيما يتعلق بالاستقرار الاستراتيجى والأمن السيبراني، أمرًا بالغ الأهمية.
من الجدير بالذكر أن التعاون الأمريكى الروسى بشأن الأنشطة السيبرانية الخبيثة مستمر حتى خلال التوترات الحالية. ستكون ضرورة الحفاظ على اتفاقيات صارمة للحد من الأسلحة أكبر بعد حرب أوكرانيا ونظام العقوبات الذى يتبعها.
إذا استطاعت روسيا السيطرة على أوكرانيا أو تمكنت من زعزعة استقرارها على نطاق واسع، فستبدأ حقبة جديدة للولايات المتحدة وأوروبا. سيواجه قادة الولايات المتحدة وأوروبا التحدى المزدوج المتمثل فى إعادة التفكير فى الأمن الأوروبى وعدم الانجرار إلى حرب أكبر مع روسيا.
يتعين على جميع الأطراف النظر فى إمكانات الخصوم المسلحين نوويًا فى مواجهة مباشرة. قد تجد الولايات المتحدة وحلفاؤها أنفسهم غير مستعدين تمامًا لمهمة الاضطرار إلى إنشاء نظام أمنى أوروبى جديد نتيجة للأعمال العسكرية الروسية فى أوكرانيا.
=============================
الصحافة البريطانية :
إيكونوميست: هل تؤثر حرب أوكرانيا بعلاقة أنقرة مع موسكو؟
https://arabi21.com/story/1420649/إيكونوميست-هل-تؤثر-حرب-أوكرانيا-بعلاقة-أنقرة-مع-مو
لندن- عربي21- باسل درويش# السبت، 26 فبراير 2022 10:02 ص بتوقيت غرينتش1
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا ترجمته "عربي21"، قالت فيه إن حركة المرور على مضيق البوسفور، الممر المائي الذي يقسم إسطنبول ويربط بين بحر مرمرة والبحر الأسود، كانت أكثر ازدحاما من المعتاد في الآونة الأخيرة، وأكثر خطورة.
وبحسب التقرير فإن السفن الحربية الروسية تشق طريقها متجاوزة الناقلات العملاقة وعبارات الركاب ومجموعات الدلافين العابرة، باتجاه شمال البحر الأسود.
ومنذ بداية شباط/ فبراير، مرت ست سفن هجومية برمائية روسية على الأقل، بالإضافة إلى غواصة من طراز كيلو، وتمتلك روسيا الآن أربع غواصات من هذا النوع في البحر الأسود، كل منها مسلحة بصواريخ قادرة على ضرب أهداف في أي مكان في أوكرانيا.
وأضاف التقرير أن "قلة من الدول تراقب الحرب التي تم نشر هذه الأسلحة من أجلها بقلق مثل تركيا، فحكومتها برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، حريصة على الحفاظ على التقارب الأخير مع روسيا، وقال أردوغان في 23 شباط/ فبراير: "لا يمكننا الاستسلام" بشأن روسيا أو أوكرانيا.
لكن تصرفات روسيا قد تضطره إلى ذلك. ففي اليوم التالي، عندما بدأت القنابل الروسية تسقط على أوكرانيا، وصفت وزارة الخارجية التركية الغزو بأنه "غير مقبول" و"انتهاك خطير للقانون الدولي".
وكانت قد شجبت بالفعل اعتراف روسيا بجيوب انفصالية في أوكرانيا. وستختبر الحرب العلاقة، وربما تدمرها.
القلق الأكثر إلحاحا لتركيا هو اقتصادها، فأردوغان، الذي ساعد في دفع التضخم إلى أكثر من 48% وشوه عملته بتخفيضات أسعار الفائدة غير الحكيمة، حريص على الحصول على الكثير من النقد الأجنبي من موسم السياحة المزدحم، وانخفاض أسعار الطاقة وبعض تدابير الاستقرار الإقليمي. ويبدو أن تصرفات روسيا في أوكرانيا قد نسفت مثل هذه الآفاق.
شكل الروس والأوكرانيون أكثر من ربع الزوار الأجانب إلى تركيا العام الماضي. وهذا الصيف، من المفترض أن يظهر عدد أقل بكثير.
العقوبات الغربية ضد روسيا، أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا وموردها الرئيسي للغاز الطبيعي، ستوجه ضربة منفصلة للاقتصاد.
تسببت الحرب بالفعل في اهتزاز الأسواق التركية. وفي 24 شباط/ فبراير، كانت الليرة تتجه إلى أسوأ يوم لها هذا العام.
ولا تريد تركيا استعداء روسيا. ففي المرة الأخيرة التي قامت فيها بذلك، من خلال إسقاط طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود مع سوريا في عام 2015، كان الرد الروسي، وهو مزيج من العقوبات والتهديدات، قويا بما يكفي لفرض اعتذار نادر ومجموعة من التنازلات من أردوغان.
ما تلا ذلك كان ذوبان الجليد في العلاقات، تميز بصفقات طاقة جديدة، والتعاون في سوريا، وشراء تركيا نظام الدفاع الجوي إس-400 من روسيا.
حاولت روسيا منذ ذلك الحين إبعاد تركيا عن الناتو، في حين أن تركيا، المنبوذة عن شركائها الغربيين، تتطلع إلى روسيا لتعزيز مصالحها الإقليمية.
اللافت للنظر أن هذا التقارب قد نجا من اغتيال سفير روسيا في تركيا، فضلا عن حروب في ليبيا وسوريا وأذربيجان، حيث تصارع وكلاء تركيا ضد روسيا.
تتعاون القوتان كلما أمكن ذلك وتواجهان بعضهما البعض عند الضرورة، وإن لم يكن ذلك بشكل مباشر تقريبا. "إنه مثل رقصة الكابويرا"، كما يقول دبلوماسي أوروبي، مشيرا إلى أسلوب برازيلي من فنون الدفاع عن النفس. "كل طرف يقوم برقصته، ويعاين حجم الآخر، ولكن هناك دائما خطر تطور الأمر إلى تبادل الضربات".
عندما يحصل ذلك، يجد أحدهما (عادة تركيا) طريقة لتقليص حجمه. فعندما قتلت غارة جوية روسية عشرات القوات التركية المتمركزة في سوريا عام 2020، أمر أردوغان بشن حملة قصف ضد قوات النظام السوري، لكن ليس المواقع الروسية. كما أن تركيا التزمت الصمت حيال تصرفات روسيا الغريبة في بيلاروسيا.
لكن تركيا تعتبر أوكرانيا شريكا استراتيجيا. عارضت ضم روسيا إلى شبه جزيرة القرم، ودعمت خطط أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، وشاركت مخاوفها بشأن الحشد البحري الروسي في البحر الأسود.
وباعت تركيا عشرات الطائرات المسلحة بدون طيار لأوكرانيا، ما أزعج بوتين. وفي وقت سابق من هذا العام، وقع أردوغان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتفاقية تعاون دفاعي جديدة.
ويقول ألبير كوسكون من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي مؤسسة فكرية في أمريكا، إن الحرب ستجعل من الصعب على تركيا موازنة التزاماتها كعضو في الناتو وعلاقاتها الدافئة مع روسيا.
لقد ساعد دعم تركيا لأوكرانيا الدولة بالفعل في تحسين أوراق اعتمادها الباهتة في حلف شمال الأطلسي.
يشيد الدبلوماسيون الأمريكيون، الذين اعتادوا على تحميل تركيا مسؤولية سجلها في مجال حقوق الإنسان، بموقفها من أوكرانيا، ومن المفيد أن تركيا بدأت في إصلاح العلاقات مع الإمارات ومصر وإسرائيل، وكلهم حلفاء لأمريكا.
ومع ذلك، فإن لدى روسيا طرقا لتقليل دعم تركيا لأوكرانيا. لا يتضح هذا في أي مكان كما هو الحال في إدلب، وهي محافظة في شمال شرق سوريا مكتظة بأكثر من 3 ملايين مدني ويسيطر عليها متطرفون إسلاميون.
قبل عامين، وافقت تركيا، الداعمة للمسلحين، وروسيا، التي تدعم النظام السوري، على وقف إطلاق النار.
أدى ذلك إلى وقف هجوم النظام الذي كان من شأنه أن يدفع المتمردين وملايين اللاجئين نحو الحدود التركية. وال مسؤولون في أنقرة إنه منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، انتعشت انتهاكات وقف إطلاق النار. هذا ليس من قبيل الصدفة.
وهم يعتقدون أن روسيا تقوم باستخدام اللاجئين كسلاح ضد تركيا. يقول أحد المسؤولين: "ينظر الروس إلى إدلب على أنها نقطة ضعف لتركيا.. إنهم يرسلون رسالة مفادها أننا إذا فعلنا شيئا لا يحبونه [في أوكرانيا]، فيمكنهم جعل حياتنا صعبة".
وقال أردوغان في وقت سابق من هذا العام إن تركيا ستفعل كل ما هو ضروري كعضو في الناتو في حالة الغزو الروسي. ولكن من الناحية العملية، لا يوجد الكثير من استعداد تركيا للقيام به لأوكرانيا.
في الآونة الأخيرة، أشار أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء إلى أن تركيا لن تلتزم بالعقوبات الخارجية ضد روسيا، واصفا إياها بأنها "غير مجدية".
وبدلا من ذلك، حاولت تركيا وضع نفسها كوسيط محتمل بين روسيا وأوكرانيا - وهي فكرة تبدو الآن ساذجة.
كان لدى أردوغان رغبة في أن يحافظ على علاقات حميمة مع روسيا، لكن الحرب في أوكرانيا من المرجح أن تثبت نهاية هذا الأمر.
=============================
الغارديان: اتفاق جديد مع إيران يمثّل تحديا لـ"حرب الظل" الإسرائيلية
https://arabi21.com/story/1420537/الغارديان-اتفاق-جديد-مع-إيران-يمثل-تحديا-لـ-حرب-الظل-الإسرائيلية
عربي21- بلال ياسين# الجمعة، 25 فبراير 2022 06:30 م بتوقيت غرينتش0
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا ذكرت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي سيواجه مخاطر جديدة في حرب الظل ضد إيران في حال توقيع اتفاقية نووية جديدة.
وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاقية الموقعة عام 2015، كان إنجازا شخصيا لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. ففي فيديو مسرب تباهى بأنه كان الشخص الذي أقنع الرئيس دونالد ترامب بالخروج من الاتفاقية بين طهران والقوى الدولية.
وبعد أربعة أعوام، أُخرج الزعيم الإسرائيلي من السلطة وكذا ترامب. وبات في الكنيست الإسرائيلي والكونغرس أصوات من اليسار، في وقت خسر الرئيس الإصلاحي حسن روحاني في انتخابات العام الماضي التي فاز فيها المتشدد إبراهيم رئيسي. وتقترب المفاوضات في فيينا من نهايتها بالوصول إلى اتفاق مخفف عن الاتفاق الأصلي. وأصبح ما نظر إليه كإنجاز سياسي لنتنياهو، مصدر قلق للمؤسسة الإسرائيلية والأمنية.
وقال داني سترينوفيتش الذي قاد البحث الاستخباراتي في الجيش الإسرائيلي ما بين 2013- 2016: "جربت الولايات المتحدة أقصى ضغط من خلال العقوبات. واغتالت إسرائيل علماء ذرة إيرانيين، وقامت بهجمات للحد من النشاط العسكري الإيراني في المنطقة، ولم ينجح أي منها". وأضاف: "كل ما فعلته هو أنها دفعت إيران لمواصلة برنامجها النووي. ولم يعد لدينا الآن أي خيارات. وما أخشاه أن إسرائيل وإيران تسيران نحو صدام في المستقبل القريب".
وبحسب الاتفاقية التي وقعتها إدارة باراك أوباما وقوى عالمية أخرى مع إيران، فقد تم رفع العقوبات الشديدة التي شلت الاقتصاد الإيراني مقابل حد للنشاط الإيراني النووي لمدة 10-15 عاما. ومنذ أن تم تمزيقه عام 2018، دخلت إيران في سباق من أجل تخصيب اليورانيوم، مع أن الحكومة الإيرانية تصر على أن برنامجها هو للأغراض المدنية. ويرى الخبراء أن إيران لو اختارت، تستطيع الحصول على القنبلة النووية في مدى عامين.
وبحسب الصفقة التي تم إنقاذها، ستحافظ على الأطر الأصلية، مما يعني أن القيود على تخصيب اليورانيوم ستنتهي عام 2025 كما هو محدد. وبالنسبة لإسرائيل فإن النتيجة هي أبعد من اتفاقية عام 2015. فلم تنجز إيران تقدما تكنولوجيا مهما فقط، والذي لن تفرض عليه الرقابة والتفتيش إلا لمدة ثلاثة أعوام، بل ستحصل على 7 مليارات دولار من الأموال المجمدة وتخفيف العقوبات عن تصدير النفط.
وترى "إسرائيل" أن هذه الأموال سيتم استخدامها لدعم الجماعات الوكيلة في كل المنطقة، كما أن الشرعية الدولية التي ستحصل عليها إيران عبر الاتفاقية قد تجعلها أكثر جرأة لمواصلة طموحاتها النووية.
وتشن "إسرائيل" حملات برية وجوية على الحدود ضد حزب الله اللبناني والجماعات التي تدعمها إيران في سوريا والحركات الفلسطينية في قطاع غزة، وكذا مواجهات بحرية تستهدف السفن التجارية الإيرانية، وكذا الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
وتتحكم إيران بالجماعات الشيعية في العراق وسوريا والحوثيين في اليمن. وفي كانون الثاني/ يناير، أثبت الحوثيون قدراتهم العسكرية عندما استهدفوا أبو ظبي، مما يعني أن تل أبيب قد تكون هدفا قادما لهم.
وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته: "حصنت إيران نفسها الآن في أكثر من مسرح بالمنطقة. ليس عسكريا فقط، فنحن نتحدث عن علاقات اقتصادية وثقافية أيضا. وإلى جانب انتشار الطائرات بدون طيار فهذه حرب مهجنة. لو أرادوا الإضرار بالإسرائيليين، فلديهم أكثر من محور لاستخدامه".
ومقارنة مع عهد نتنياهو، فالمسؤولون الإسرائيليون يتابعون التطورات بشأن المحادثات النووية بهدوء وعلى الهامش. ويعرفون أنهم لا يستطيعون التأثير على نتيجة المحادثات، ويبدو أن المسؤولين الإسرائيليين يدفعون حلفاءهم في الولايات المتحدة باتجاه اتفاق ثنائي بعد الاتفاق مع إيران لمعالجة مظاهر القلق الإسرائيلي.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، موقف تل أبيب وهو "الحرية لاتخاذ تحرك دفاعا عن أنفسنا" على حد قوله، ومررت الكنيست في تشرين الثاني/ نوفمبر ميزانية تشمل 7 مليارات شيقل للدفاع والتحضر من أجل التهديد من إيران. ومن المتوقع أن تعزز "إسرائيل" علاقاتها مع حلفائها الدول الخليجية التي وقّعت معها اتفاقيات تطبيع، وهي الدول التي تخشى من القدرات الإيرانية. ووقعت إسرائيل هذا الشهر معاهدة أمنية مع البحرين.
وفي الوقت الذي سيمثل فيه إحياء الاتفاقية النووية انتصارا لجو بايدن، إلا أن الرهانات ستكون عالية في الشرق الأوسط.
وقال سيترنوفيتش: "لا تحدث هذه الأمور بشكل معزول. فمثلا، أثناء عملية حراس الجدران ( أيار/ مايو 2021) بين حماس وإسرائيل، شاهدنا أنك لا تهاجم حماس فقط، فقد تدخل حزب الله وشاهدنا صواريخ انطلقت من لبنان”. وأضاف: "نحن ناشطون في حرب الظل وعلينا الحفاظ على قواعد اللعبة. ولو قمنا بعمل أمر دراماتيكي في إيران، مثل ضرب المنشآت النووية، فسيؤدي ذلك لتصعيد على كافة الجبهات".
=============================
فايننشال تايمز”: روسيا تستخدم تكتيكات عسكرية في أوكرانيا جربتها في سوريا
https://eldorar.com/node/1184623
كشف تقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” عن قيام روسيا باستخدام تكتيكات عسكرية كان قد استخدمتها في سوريا وبلدان أخرى كالشيشان.
وأكد التقرير أن الأساليب العسكرية الروسية المتبعة من قبل روسيا في أوكرانيا خطيرة وقاسية، وتشبه إلى حد كبير ما استخدمته في سوريا والشيشان.
وأضاف أن نشر الدبابات والمدرعات الروسية، وإفساح المجال للقوى الجوية سيؤدي لخسائر كبيرة في صفوف مدنيي أوكرانيا، وهو ما تم استخدامه في سوريا بين المدنيين.
وأوضحت الصحيفة أن الحرب الروسية المعلنة ضد أوكرانيا ستهز العالم أجمع، إذ أن الهدف الحقيقي منها لم يكن كالمعلن، لكون المستهدف تغيير الحكم في البلاد، وليس دعم أقاليم انفصالية.
ولفتت إلى أن الروس لن يلجأوا لدخول العاصمة “كييف”، بل لحصارها، بهدف تقليل الخسائر، لكون ذلك سيؤدي لسقوط الحكومة الشرعية فيها.
وتخوفت الصحيفة من تحول أوكرانيا لساحة نزاع كسوريا، لكنها هذه المرة ستكون قرب الحدود الأوروبية، مشيرةً إلى أن ذلك يثير مخاوف كبيرة في المنطقة.
واتبعت روسيا، منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا، سياسة الأرض المحروقة، للسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل الثورة السورية، وهو ما تسبب بأزمة إنسانية تعتبر الأكبر في العالم، إذ فرّ الملايين من منازلهم في السنوات الأولى من التدخل، وتشردوا في الداخل والخارج.
=============================
الغارديان”: إدلب باتت المنطقة السورية الوحيدة البعيدة عن استبداد الأسد
https://eldorar.com/node/1184646
سلط الخبير في الأسلحة الكيميائية “هاميش دي بريتون غوردون” الضوء على التدخل العسكري الروسي في سوريا، الذي حول البلاد لدولة روسية، باستثناء إدلب، التي باتت المنطقة السورية الوحيدة الخالية من الاستبداد.
وأضاف الخبير في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن روسيا دعمت بكل قوتها نظام الأسد في سوريا، رغم جرائمه المروعة بحق الشعب السوري.
وأوضح أن الروس حولوا سوريا لدولة روسية بامتياز، وأصبح الأسد كالدمية بأيديهم، حيث قاموا مؤخرًا بحث الدول على إعادة علاقاتها معه، وجعله من المقبولين، بعد جرائمه الفظيعة.
وأشار إلى أن النظام السوري لم يأبه بكل العقوبات المفروضة عليه، وواصل قصف السوريين، بكل أنواع الأسلحة، واستخدم سياسة الأرض المحروقة للسيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرته، بدعم روسي سخي.
ولفت الكاتب إلى أن محافظة إدلب السورية باتت الوحيدة التي لا تزال بمنأى عن استبداد الأسد، لكنها لا زالت تواجه إجرام النظام وروسيا، عبر تعرضها للقصف، بشكل دوري.
ووفقًا للمقال فإن الأمم المتحدة أدارت ظهرها لإدلب التي تأوي ملايين النازحين، وأرسلت المساعدات الإنسانية لمناطق الأسد، ليتحكم الأخير وزوجته بتوزيعها كيفما أرادوا.
ومدح الكاتب صمود السوريين في إدلب وباقي المناطق السورية، بوجه آلة الحرب الروسية، وتحمل أصعب الظروف، رغم الخذلان الأمريكي والغربي لهم، كما أثنى على الواقع الخدمي، رغم الإمكانات المحدودة.
=============================
تقرير للغارديان: سوريا تحولت إلى ولاية روسية بكل المقاييس
https://ronahi.tv/ar/تقرير-للغارديان-سوريا-تحولت-إلى-ولاية/
عقب سبع سنوات من التدخل العسكري الروسي في سوريا أكّد تقرير لصحيفة الغارديان إنّ سوريا تحولت إلى ولاية روسية بكل المقاييس، ما عدا الاسم فقط، وأصبح الأسد مجرد ديكتاتور تحركه موسكو كيفما شاءت، وهذا لم يعد خافياً على أحد
منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا عام ألفين وخمسة عشر بناء على مناشدات حكومة دمشق التي استنجدت بموسكو للإبقاء على حكمها الذي كان على شفا الانهيار وسمحت للأخيرة بالتصرف كيفما تشاء في الأراضي السورية واتخاذ القرارات نيابة عن حكومة دمشق طالما أن ذلك يضمن بقاء الأسد على رأس السلطة اتخذت روسيا من سوريا محوراً لاستعادة دورها ونفوذها في الساحة الدولية .
وفي تقرير لها أكدت صحيفة الغارديان البريطانية إن سوريا تحولت إلى ولاية روسية بكل المقاييس، ما عدا الاسم فقط، وأصبح الأسد مجرد ديكتاتور دمية تحركه موسكو كيفما شاءت، وهذا لم يعد خافيا على أحد
تقرير للغارديان ينتقد التجاهل الغربي للأزمة السورية وتغاضيها عن الجرائم التي ترتكب في البلاد
كما وانتقدت الصحيفة في تقريرها التجاهل الغربي ،للأزمة السورية وتغاضيها عن الجرائم التي ترتكب في سوريا بوجود نظام حكم ديكتاتوري تدعمه روسيا .
وعملت موسكو طيلة سبع سنوات من تدخلها في الأزمة السورية على عقد اتفاقيات وصفقات مع بعض القوى المتدخلة في الأزمة وسمحت لها باحتلال عدد من المناطق السورية ومقايضتها بمناطق أخرى وفرض سيطرة قوات حكومة دمشق عليها متسببة بمقتل عشرات الآلاف من المدنيين وتشريد الملايين منهم وتحويل تلك المناطق المحتلة إلى ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية التي تدعمها الأطراف التي عقدت معها موسكو اتفاقات على حساب الشعب السوري .
حيث نتج عن الاتفاقات والمقايضات التي أبرمها مع دولة الاحتلال التركية إلى احتلال الأخيرة للعديد من مدن الشمال السوري منها عفرين سري كانيه وكري سبي / تل أبيض التي ترزح اليوم تحت وطأة الاحتلال الذي يسعى لفصل هذه الأراضي وضمها لتركيا فيما تقف دمشق موقف المتفرج وتتبجح بالحديث عن السيادة السورية .
كما حرصت روسيا على الاستحواذ على مواقع اقتصادية سورية وإبرام عقود واتفاقيات للسيطرة على مصادر الطاقة والموارد الطبيعية كحقول النفط والفوسفات،و توسيع نشاط شركاتها التي زادت من حجم انخراطها في الأسواق الاقتصادية السورية، وذلك وفق أجندة روسية قوامها الإمساك بمستقبل سوريا والتحكم بزمام اتخاذ القرار فيها، وتحويل سوريا إلى نقطة ارتكاز لتعزيز مكتسباتها الاقتصادية وتحقيق مصالح روسيا وأهدافها الاستراتيجية في المنطقة.
=============================
الصحافة العبرية :
"يديعوت أحرونوت": الجيش الإسرائيلي رفض تنفيذ هجوم على سوريا أثناء زيارة شويغو
https://arabic.rt.com/world/1328395-يديعوت-أحرنوت-الجيش-الإسرائيلي-رفض-تنفيذ-هجوم-على-سوريا-أثناء-زيارة-شويغو/
أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن الجيش الإسرائيلي رفض تنفيذ هجوم على أحد الأهداف داخل سوريا أثناء زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لسوريا قبل حوالي 10 أيام.
الجيش الإسرائيلي يكشف ماذا طلبت الولايات المتحدة من تل أبيب بشأن الأزمة الأوكرانية
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن "رفض تنفيذ الهجوم جاء خوفا من إحراجه (شويغو) واتخاذ روسيا موقفا من هجمات سلاح الجو ومنع حرية العمل العسكري في سوريا". وكان شويغو وصل إلى سوريا في 15 فبراير لتفقد سير مناورات البحرية الروسية في البحر المتوسط، بحسب بيان لوزارة الدفاع.
من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" إن "إسرائيل تحاول تجنب أي تصريحات أو أفعال قد تزعج روسيا، لدرجة أنه طلب من كبار مسؤولي الدفاع عدم التعليق علنا على الوضع في أوكرانيا"، مشيرة إلى أن "مصدر القلق الرئيسي لمؤسسة الدفاع هو عرقلة العلاقات الإسرائيلية الروسية الحساسة بشأن سوريا، حيث الجيش الإسرائيلي يعمل بانتظام ضد القوات المدعومة من إيران، وتحديدا حزب الله اللبناني".
وذكرت أنه "فيما يتعلق بالقوة العسكرية، يدرك مسؤولو الدفاع الإسرائيليون أن لروسيا اليد العليا، ولكن من وجهة نظر اقتصادية، قد ينهي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب بعد تعرضه لعقوبات قاسية"، مبينة أنه "في ظل هذه الظروف، من المرجح أن يغير بوتين سياسته بشأن العمليات الإسرائيلية في سوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط".
وأضافت: "محاولة لاستعادة مكانته، يمكن لبوتين أن يتحرك للحد من قدرة إسرائيل على العمل ضد الترسيخ الإيراني في إطار آلية تفادي التضارب بين إسرائيل وروسيا في سوريا"، لافتة إلى أن "المسؤولين الإسرائيليين يرجحون أن تقرر روسيا نقل أسلحة أكثر تقدما إلى سوريا ودول أخرى في المنطقة بهدف تحقيق عائدات من صفقات الأسلحة الكبيرة، مع خلق توازن جديد للرعب في مواجهة القوات العسكرية الغربية في منطقة الشرق الأوسط".
وأوضحت "هآرتس" أنه "بينما لم يطرأ أي تغيير على سياسة روسيا حتى الآن، يقول كبار المسؤولين إن ذلك قد يتغير في المستقبل القريب"، لافتة إلى أن "بيان موسكو حول تأكيدها بأنه لا تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، يمكن أن يكون علامة على تحول وشيك في نهج بوتين تجاه النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا".
المصدر: "هآرتس" + "يديعوت أحرونوت"
=============================
هآرتس  :مروراً بـ”خبز” الشرق الأوسط.. ما هي أوراق بوتين الرابحة رداً على عقوبات الغرب؟
https://www.alquds.co.uk/مروراً-بـخبز-الشرق-الأوسط-ما-هي-أوراق/
في العام 2005، بعد مرور خمس سنوات على انتخابه رئيساً لروسيا، ألقى بوتين خطاباً للأمة قال فيه بأن تفكك الاتحاد السوفييتي في 1991 كان دراما حقيقية أبقت عشرات ملايين الروس خارج حدود الفيدرالية الروسية… هذا كانت الكارثة الجيوسياسية الكبرى في القرن العشرين. وأكد أن “مكاننا في العالم الحديث سيتحدد طبقاً لنجاحنا وقوتنا”. وغزوه لأوكرانيا كخطوة أولية لاحتلال الدولة بشكل كامل بعد مرور ثماني سنوات على ضمه لشبه جزيرة القرم لروسيا، يبدو تجسيداً لطموح بناء النظام العالمي الجديد، نظام لا تعيد فيه روسيا مكانتها كدولة عظمى متساوية في الوزن مع أمريكا فحسب، بل ستغطي عليها وستعرض واشنطن كذليلة وستحدد قواعد اللعب لدول أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، وتحطم الهيمنة الغربية – الأمريكية التي أملت منذ تفكك الاتحاد السوفييتي تركيبة الكتل والتحالفات والولاءات وطبيعة تقسيم رأس المال العالمي.
الشرق الأوسط لاعب مهم في ترسيخ استراتيجية روسيا الجديدة، وبوتين داس عليها بشكل تدريجي ومنهجي، وهو مصمم على تعزيز عرضه العسكري والسياسي. في 2015، بعد سنة على ضم شبه جزيرة القرم، قرر بوتين استغلال الحرب في سوريا لاستعراض قوته إرسال رسالة للدول العربية والولايات المتحدة. سلاح الجو الروسي وقوات روسية نظامية مع مليشيات مرتزقة خاضعة لقيادة روسيا أحدثت في فترة قصيرة نسبياً الانقلاب العسكري والسياسي الناجح الذي منح الأسد السيطرة على 80 في المئة تقريباً من أراضي سوريا. ولم يكن هذا مجرد مساعدة لصديق أو نية للسيطرة على مصادر النفط في سوريا.
خلقت روسيا ميزان قوة جديداً بدأ بسوريا وامتد إلى دول عربية وإسلامية أخرى بصورة بدأت تحطم حصرية أمريكا في إدارة الأزمات الإقليمية. كجزء من اختراقه للشرق الأوسط، عرض بوتين على إيران شراكة أيديولوجية تستند إلى اعتبار الولايات المتحدة عدواً مشتركاً. ولكن كالعادة، يد لاطفت والثانية صفعت. عندما تعرضت هذه الشراكة للامتحان الفعلي في سوريا، دفع بوتين إيران إلى الهامش ومنعها من تحقيق إنجازات اقتصادية وسمح لإسرائيل بمهاجمة أهداف لها، وهدد بذلك قدرتها على التأثير في التطورات في لبنان. في الوقت نفسه، خلقت موسكو صورة وهمية لشراكة استراتيجية مع إيران، عن طريق توقيع اتفاقات تعاون تجارية طويلة المدى وصفقات للتزويد بالسلاح. ما زالت الصفقات بانتظار التطبيق، لكن إيران استطاعت استخدام الورقة الموقعة كدليل على أنها ليست منعزلة في العالم.
وثمة مثال آخر، وهو تدخل روسيا في الحرب الأهلية الليبية، التي مدت فيها رعايتها للجنرال الانفصالي خليفة حفتر، وبذلك تحولت إلى حليفة للإمارات والسعودية ومصر، وفي موازاة ذلك أجرت لقاءات ونثرت وعوداً للحكومة المعترف بها. المبدأ الاستراتيجي الذي يوجه بوتين في المنطقة، وليس فقط فيها، هو الذي استندت إليه الحرب الباردة، “لعبة مجموعها صفر”، التي بحسبها أي إنجاز للولايات المتحدة هو بالضرورة خسارة لروسيا، وبالعكس. تم ترجمة هذه الاستراتيجية إلى صيغة “تعاون صراعي” الذي تناور فيه روسيا بين شركائها في المصالح، وبين صراع ضد من يهددها، شريطة أن تكون النتيجة الاعتراف بأهمية تدخل روسيا.
هذا المبدأ وجهها في بناء منظومة علاقات وثيقة جداً مع الإمارات والسعودية، وطرح مجدداً فكرة “الأمن الجماعي” لدول الخليج، وهو منتدى سيضم في عضويته دول الخليج العربية وإيران تحت مظلة روسيا. هذا الاقتراح الذي طرحه وزير الخارجية الروسي، سرجيه لافروف، أثناء زيارته لدول الخليج في آذار – نيسان، تم الرد عليه بإيماءة مؤدبة، وتم رفضه بنفس الأدب، الذي تضمن إعطاء وسام تقدير خاص للافروف من حاكم الإمارات.
دول الخليج، لا سيما السعودية، لم تنس حرب النفط التي أدارتها روسيا ضد السعودية في 2020. فقد رفضت روسيا في حينه عرض منظمة “أوبيك بلاس” التي كانت عضوة فيها، بتقليص استخراج النفط على خلفية نقص الطلب العالمي عقب وباء كورونا، وقررت الانسحاب من المنظمة. فردت السعودية بتخفيض 6 – 8 دولار للبرميل لزبائنها، وبذلك خفضت أسعار النفط في العالم إلى مستوى غير مسبوق بلغ أقل من 20 دولاراً للبرميل. الضرر الذي وقع لروسيا والدول الأخرى المنتجة للنفط، من بينها شركات أمريكية، كان كبيراً جداً. السعودية نفسها اضطرت إلى إلغاء مشاريع بمبلغ مليار دولار. إلى أن مارس الرئيس ترامب ضغطاً شديداً على السعودية، وهدد بحجب المساعدة العسكرية عنها إذا لم تتراجع عن سياسة التخفيض وتتوصل إلى اتفاق مع روسيا، وهذا ما حدث حقاً في نيسان.
حرب النفط لم تزعج روسيا في إدارة سنة أخرى من المفاوضات مع السعودية حول استثمارات وتعاون اقتصادي، لكن السعودية لم تسارع فعليا حتى الآن إلى توجيه استثمارات كبيرة إلى روسيا. في الوقت نفسه، خلقت الحوارات المتواترة للسعودية والإمارات والعراق مع قيادة روسيا انطباعاً، خصوصاً في أمريكا، بأن دول الخليج تحاول إيجاد بديل عن التحالف الحصري مع الولايات المتحدة. هذا الانطباع بعيد عن أن يعكس الواقع، حيث دول الخليج مرتبطة بروابط قوية مع السوق الغربية بعامة والسوق الأمريكية بخاصة، لكنها في المقابل تستطيع استخدام العلاقة الروسية كسوط تهدد به إذا ما انحرفت الولايات المتحدة عن السياسة التقليدية التي ثبتت لعقود التحالف العربي – الأمريكي.
مصر دولة أخرى تعرض عروضاً راقصة بين روسيا وأمريكا. حسب تاريخ عبد الفتاح السيسي، كانت مصر وقعت في 2017 على اتفاق لبناء مفاعل نووي روسي في الإسكندرية، وبعد ذلك، في 2018، وقعت على اتفاق لشراء طائرات “سوخوي اس.يو 35” الروسية. وبررت القاهرة شراء الطائرات لرغبتها بتنويع مصادر تزودها بالسلاح، بعد أن أوقفت الولايات المتحدة في 2013 صفقات شراء طائرات كعقاب على المس الشديد بحقوق الإنسان في مصر. الولايات المتحدة هددت مصر بأنها إذا ما اشترت الطائرات فقد تجر على نفسها عقوبات شديدة، وهو تهديد لم يفعّل حتى بعد أن هبط السرب الأول من الطائرات الروسية في القاهرة. يبدو أن استخدم “الخيار الروسي” لم ينحصر بكونه مصدراً لسلاح متطور في متناول اليد بدون قيود في استخدامه، بل أيضاً علم مصري أحمر قد يحذر واشنطن من التعامل مع مصر كدمية تشغلها من بُعد.
بالنسبة لروسيا، لم يقتصر الأمر بكونه صفقة شراء رابحة، مثل إقامة المفاعل النووي في مصر الذي سيمول بقرض سخي من روسيا، ولا تقاس بجدول الربح والخسارة، لأن المفاعل النووي والطائرات القتالية تعني علماء وتقنيين ومدربين من الروس، ومرافقة لعشرات السنين، وموقعاً سياسياً يرافق علاقة عسكرية. ولكن المثال البارز في سياسة “التعاون الصراعي” موجود في علاقات روسيا مع تركيا. المرحلة الأخيرة في هذه المنظومة التي تشبه رحلة في القطار الجبلي بدأت في 2015 عندما أسقطت تركيا طائرة قتالية روسيا، التي -حسب ادعائها- اخترقت مجالها الجوي أثناء عملية في الأراضي السورية. كان الرد الروسي سريعاً وشديداً؛ مقاطعة اقتصادية تقريباً شاملة فرضت على تركيا، وطلب من الشركات التركية التي عملت في روسيا بإغلاق أبوابها، ولم يسمح للسياح الروس الذين شكلوا نصيب الأسد في فرع السياحة في تركيا بالذهاب إلى تركيا، وأغلقت المعابر الحدودية بشكل كامل تقريباً.
مرت أكثر من ثمانية أشهر قبل أن يعتذر اردوغان لبوتين، ويوقعا على اتفاق تعاون استراتيجي. بعد ذلك، أظهر اردوغان استخفافه بالناتو وبالرئيس الأمريكي السابق ترامب، واشترى منظومة صواريخ مضادة للطائرات من نوع “اس 400، التي أحدثت شرخاً عميقاً بين واشنطن وأنقرة، وجعلت ترامب يفرض عقوبات على تركيا. في سوريا، كان هناك في حينه تعاون شائب بين تركيا وروسيا على خلفية تطلع تركيا للسيطرة على شريط من الأراضي على طول حدودها مع سوريا. في حين طلبت روسيا من تركيا طرد عشرات آلاف مقاتلي المليشيات من محافظة إدلب السورية التي تجمعوا فيها. وهنا غابت أمريكا عن ساحة المعركة السياسية والعسكرية، وتركت المجال لسوريا بأن تشكل ساحة تحسسات بين اردوغان وبوتين.
ما ظهر كتعاون روسي – تركي في سوريا تحول إلى مواجهة سياسية في ليبيا عندما أيدت روسيا وتركيا القوات المتخاصمة، وهكذا أيضاً في الحرب على ناغورنو قرة باغ، التي ساعدت فيها تركيا أذربيجان، في حين أن روسيا منحت الدعم لأرمينيا. سلسلة المواجهات هذه أوضحت بأن الساحة السورية هي إحدى الساحات المسجلة في أجندة روسيا كأهداف للاحتلال المباشر أو غير المباشر. على أي حال، الحديث يدور عن حزام جيوسياسي تطمح روسيا إلى أن تسجل فيه انتصاراً وتحويله إلى حمايتها.
غزو أوكرانيا وضع أمام تركيا معضلة شديدة، التي تشبه بدرجة كبيرة المعضلة التي تقف أمام إسرائيل. تركيا باعت لأوكرانيا طائرات بدون طيار حربية متطورة، وتلقت عن ذلك تحذيراً روسياً شديداً. ولكن يبدو أن اردوغان اتخذ قراراً استراتيجياً بالوقوف إلى جانب أوكرانيا. فقد أعلن أنه سيواصل بيع السلاح ومساعدة الشعب الأوكراني. وأمس، أدان غزو روسيا بشدة، وطلب من بوتين وقف “العملية غير القانونية”، وأعلن بأن تركيا لا تعترف بخطواته ضد سيادة أوكرانيا. هذه بلا شك خطوة جريئة من جانب زعيم سياسي، التي هي مرتبطة بصورة جوهرية بتزويد الغاز والنفط من روسيا والسياحة الروسية. الآن يجب الانتظار ورؤية ما سيكون ثمن المقامرة التركية.
روسيا ترسم خارطة جديدة
إن فرض العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا والتي ستتقاضى ثمناً باهظاً منها، وستهز اقتصادات العالم، لا تشبه العقوبات المفروضة على إيران أو على سوريا. في المقابل، روسيا قادرة على الرد بعقوبات خاصة بها ورسم خارطة إقليمية جديدة تحدد فيها الدول التي أيدت، أو على الأقل لم تقم بإدانة الغزو، والدول التي انضمت لـ “العدو الأمريكي”. روسيا وأوكرانيا أكبر مزودتين للقمح للشرق الأوسط. سعر القمح قفز. وبالنسبة لدول فقيرة مثل مصر والأردن ولبنان، فهذا يعني رفعاً ضرورياً لأسعار الخبز الذي قد يستدعي احتجاجات وعدم هدوء مدني.
في المقابل، ليس لروسيا مصلحة في معاقبة دول إسلامية حتى لو لم تسمع إدانة أو شتائم، وليس سبب ذلك أن نحو 25 مليون مسلم يعشون في روسيا، بل لأن الدول الإسلامية التي قامت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي مثل أوزباكستان وأذربيجان وتركمانستان وطاجاكستان وكازاخستان وقرغيستان، تعتبر غزو أوكرانيا إشارة تحذير مهددة لها. وإذا كان بوتين يسعى إلى تأسيس اتحاد سوفييتي من جديد فستكون هذه الدول مسجلة أيضاً في لائحة الضم التي لديه، إذا لم يكن عسكرياً فسياسياً واقتصادياً. فهذه دول لم ترفع راية الإسلام كعامل مشترك مع الدول العربية والدول الإسلامية الكبرى مثل إندونيسيا وماليزيا، لكن هذه الراية قد تسحبها من الدرج إذا تحول تهديد روسيا إلى أمر ملموس.
بقلم: تسفي برئيل
هآرتس 25/2/2022
===========================