الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 26/3/2016

سوريا في الصحافة العالمية 26/3/2016

27.03.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. ديلي تايمز: خطة بوتين في سورية
  2. ناشونال انترست: هل انتصرت روسيا في سورية؟
  3. نيويورك تايمز: لاءات الحكومة السورية الـ49 ستنتهي بـ"نعم" في المرة الـ50
  4. نيويورك تايمز: هل أوباما على حق؟
  5. الجارديان: تركيا تتهم أوروبا بتصدير المتطرفين لديهم إلى سوريا
  6. صحيفة بلجيكية: سورياً لعب دوراً هاماً في تفجيرات بروكسل
  7. نيويورك تايمز: الأسد يراهن على احتياج الغرب وروسيا له
  8. واشنطن بوست: يجب على أوروبا إيجاد حلول لعيوبها الأمنية الخطيرة
  9. الديار :“واشنطن بوست”: “داعش” يتضاءل في سوريا والعراق .. وهذه الأدلّة
  10. فورين بوليسي: التوعية أهم من الرقابة لمنع الهجمات
  11. ديلي تلغراف :إحصاء لأعداد المقاتلين الأجانب بسوريا والعراق
  12. معهد واشنطن: ما هي دوافع ونتائج سياسة بوتين الشرق أوسطية؟
  13. جيفري غولدبيرغ – (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016 :عقيدة أوباما: الرئيس الأميركي يعرض شرحا ضافيا لأصعب قراراته حول دور أميركا العالمي (الجزء السادس والأخير)
  14. معهد واشنطن :سياسة بوتين الشرق أوسطية: الأسباب والنتائج
 
ديلي تايمز: خطة بوتين في سورية
– POSTED ON 2016/03/26
مانيش راي- ديلي تايمز:ترجمة السورية نت
مع النهاية الرسمية للتدخل الروسي الذي استمر خمسة أشهر ونصف في سورية، انشغل العديد من المحللين في رسم حسابات “الربح والخسارة” الروسية في سورية. حيث حافظت روسيا منذ بداية التدخل على موقفها بأن عملياتها ستستمر لفترة محدودة وليس هناك نية في وجود عسكري مكثف.
 فقد صممت موسكو على تجنب عمليات عسكرية طويلة الأمد، والتي قد تجبرها فيما بعد على نشر قوات برية، في الوقت الذي لاتزال ذكريات حرب الاتحاد السوفييتي الطويلة والدموية في أفغانستان محفورة بقوة في ذاكرتها، وروسيا لا تريد أن تصبح سورية أفغانستان ثانية.
 فمنذ البداية، كان للكرملين مجموعة صغيرة من المطامح في الساحة السورية، وكان الهدف الأدنى هو تحقيق الاستقرار في نظام الأسد، الذي كان يتدهور بسرعة في ذلك الوقت، حيث أصبح الاستثمار الاستراتيجي في دمشق مهدد بالخطر، لدى كل من الروس وحلفاء الأسد الإيرانيين، وهذا مما دفعهما لتصعّيد مشاركتهما.
وربما يعتقد الكرملين بأنه قد حانت اللحظة المناسبة للانسحاب وتقليل مخاطر التورط في صراع طويل الأمد في سورية، من خلال وقف الأعمال العدائية، وانطلاق محادثات السلام. وعندما تحلل المكاسب الروسية في سورية نرى بوضوح بأن روسيا قد كسبت الكثير. فدعونا نلقي نظرة على المكاسب الفورية لروسيا من التدخل العسكري المباشر في سورية.
الخروج من العزلة الدولية
 أخد الغرب على حين غرة بعد الإعلان الأولي والجزئي للانسحاب الروسي من سورية، في حين عادت الحياة لنظام الأسد ونقله من حالة الدفاع إلى الهجوم، بسبب المساهمة الروسية، وبالتالي فإن ادعاء موسكو بأن لها رأي في مستقبل سورية لا يمكن الطعن به الآن. وخلال هذه العملية لم يتوانى الغرب للعمل على عزل رسيا. ولكن استطاعت الأخيرة أن تكون شريك مهيمن بين هؤلاء الذين سيرسمون مستقبل سورية. حيث انتقلت واشنطن من منع المساومات وعدم تشجيع المسلحين على إلقاء أسلحتهم قبل تنحي الأسد إلى الاعتراف ببقائه لفترة من الوقت. وقد أثبتت موسكو، لكل من دول المنطقة والغرب، أهمية روسيا كحليف، والخسائر التي يمكن أن تلحقها إذا تم تجاهل مصالحها الأمنية.
حلفاء جدد
 صنعت روسيا بعض الحلفاء الجدد في الشرق الأوسط بسبب التدخل في سورية، ولا سيما إيران وإسرائيل. فقد عززت روسيا وإيران تعاونهما العسكري والنووي. وقد أعطت روسيا الإذن بتسليم بطاريات S-300 المضادة للطائرات إلى إيران رغم المعارضة القوية من قبل القوى الغربية. وبوتين في اتصال مستمر مع إسرائيل، مؤكداً لنتنياهو بأن أمن إسرائيل من الأولويات. وفي الأشهر الماضية كان الرئيس الإسرائيلي ريفلين يزور موسكو لمناقشة جدول الأعمال الروسي، وتمت دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو لمواصلة الحوار في غضون أيام قليلة. كما حصلت روسيا على صديق جديد في المنطقة: وهو المجتمع الكردي. فقد وسّع بوتين علاقاته مع الجماعات الكردية في تركيا والعراق وسورية. وافتتح حزب الاتحاد الديمقراطي أول مكتب خارجي له في موسكو، وهي خطوة كبيرة في حملة الجماعة من أجل الحصول على الشرعية الدولية. وكانت روسيا مدافعاً ثابتاً نيابة عن الأكراد في محادثات السلام في جنيف. وأدرك الكرملين أيضاً أهمية الأكراد في السياق السياسي بسبب وقوعهم مباشرة إلى الجنوب من حدود روسيا.
توسيع الوجود العسكري
 حافظت روسيا منذ فترة طويلة على وجود قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري، والآن زاد تواجدها بشكل كبير في ذلك الميناء. وعلاوة على ذلك، أضافت قاعدة جديدة في حميميم إلى قائمة قواعدها في الشرق الأوسط. حيث يحافظ بوتين على السيطرة المطلقة على الميناء الروسي في طرطوس، مقره البحري في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. ومن طرطوس، تستطيع روسيا مراقبة والتنصت على جميع أصولها وقواتها أثناء تجولها في جميع أنحاء المنطقة. ويمكن لروسيا التنصت تقريباً على كل شيء يحدث مع أي شخص آخر في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، مما يسلط الضوء على أهمية طرطوس باعتبارها رصيداً استراتيجياً ضخماً بالنسبة لروسيا. كان إنشاء الميناء واحداً من أهداف بوتين الرئيسية منذ بداية عملياته في سورية. وسيحافظ بوتين أيضاً على القواعد الجوية الروسية التي بنيت حديثاً في اللاذقية وحميميم، وتضم كل من هذه القواعد عشرات من الطائرات المقاتلة. وعند إضافة تلك الطائرات المقاتلة إلى عدد الطائرات على متن حاملة الطائرات الروسية التي تصل من 30 إلى 40 طائرة – حيث تقف حاملة الطائرات قبالة ساحل طرطوس – يصبح عدد الطائرات المقاتلة الروسية حول سورية يصل إلى حوالي 70 – 75.
تعزيز قدرات ترسانة الأسلحة الروسية
 من خلال تسييرهم لحملة جوية ناجحة في سورية، أثبت الروس قدرة أسلحتهم، وهو إعلان رائع لأي مشترٍ للسلاح الروسي. فروسيا تستعرض أفضل الأسلحة التي تملكها البلاد في ترسانتها، وأصبحت هذه الحملة السورية منصة تسويقية جيدة لمنتجات الدفاع الروسية.
كان هناك ارتباك واسع النطاق بين المحللين حول الدوافع الروسية في سورية، وهو الارتباك الذي أدى إلى توقعات خاطئة. حيث لم تسعى روسيا أبداً إلى انتصار “مطلق”. وبدلاً من ذلك، عكس انضمام روسيا إلى الصراع وجهة نظرها بأن الغرب كان عقبة رئيسية في طريق التسوية السياسية في سورية، وبالتالي فهدفها هو إضعاف كل المجموعات المسلحة وإرغامهم على المساومة وإيجاد حل وسط.
ما يزال لروسيا عدد من الأهداف طويلة الأمد تريد تحقيقها في سورية. وتشمل تشكيل حكومة ائتلافية خالية من المنظمات المتطرفة مثل القاعدة وداعش، وضمان وحدة الأراضي السورية، وضمان الدور القيادي لروسيا في مستقبل البلاد. يجب أن تعمل روسيا على الضغط على كل من المعارضة والأسد للتفاوض على الانتقال إلى حكومة ائتلافية، والتي تستطيع بعد ذلك من خلالها القضاء على داعش والنصرة.
======================
ناشونال انترست: هل انتصرت روسيا في سورية؟
– POSTED ON 2016/03/26
آري هيتسين-ناشونال انترست: ترجمة السورية نت
استمرار حملة القصف الروسية في سورية هو اعتراف ضمني بأن أهدافها العسكرية لم تتحقق بعد. في حين أنه من الواضح أن التدخل الروسي قد ساعد على تحويل الحرب لصالح نظام الأسد، فمن المهم أيضاً عدم المبالغة في النجاح العسكري الأخير للقوات الموالية للنظام. ومع ذلك، على النقيض من المكاسب المتواضعة للقوات الموالية للنظام في ساحة المعركة، فقد فعل التدخل الروسي الكثير للحد من سياسة الولايات المتحدة الخارجية على الساحة الدبلوماسية.
كان الخبراء يتوقعون سقوط نظام الأسد في كل عام منذ بداية الثورة ضده في عام 2011، ولكن في عام 2015 بدأ الوضع في التدهور بسرعة. ففي الأشهر الثمانية الأولى من ذلك العام، خسر نظام الأسد 18 % من أراضيه. وعلى ضوء الزخم القوي في دحر القوات الموالية للأسد في أيلول 2015، قررت روسيا التدخل مباشرة عن طريق حملة جوية. وكان الهدف واضحاً: عكس مد الحرب ومنع انهيار الحكومة السورية. وبحلول تشرين الثاني عام 2015، تمّكن التحالف المؤيد للأسد الذي يضم روسيا وإيران والحكومة السورية وحزب الله من صد أعداء الأسد وحتى كسب كمية قليلة من الأراضي.
ومع ذلك وعلى الرغم من آلاف الغارات الجوية الروسية، فقد نجحت القوات الموالية للأسد في فعل ما هو أكثر بقليل من مجرد جلب الاستقرار للنظام. فوفقاً لشركة IHS، منذ بداية التدخل العسكري الروسي في سورية وحتى 11 كانون الثاني 2016، زادت مساحة الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية بنسبة 1.3 % فقط. ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه على الرغم من ادعاء بوتين بأنه أرسل القوات الروسية للقتال في سورية ضد الدولة الإسلامية، فقد كسبت الحكومة السورية على حساب قوات الثوار غير الداعشيين في حين أن خسائر الحكومة السورية  ذهبت فعلياً لصالح داعش.
صحيح أن الأراضي ليست متساوية، فالمناطق المحيطة بالمدن الكبرى مثل حلب ستكون أكثر تميزاً استراتيجياً وعلى الأرجح سيكون التنازع عليها أكثر شراسة من التنازع على الصحراء السورية في شرق البلاد. ومن الصحيح أيضاً أن بعض انتصارات نظام الأسد الكبرى كانت في إخضاع المناطق المحيطة بحلب. ومع ذلك، لا يحتاج المرء إلا إلى أن ينظر إلى خريطة ما قبل التدخل في تموز 2015 ومقارنتها مع الخريطة المرسومة لتعكس الواقع على الأرض بعد ستة أشهر من التدخل الروسي، فنرى صورة باهتة لمكاسب النظام السوري من الأراضي – لقد استطاع الحفاظ عليها وزد فوقها القليل.
 
كانت انتصارات بوتين خارج ساحة المعركة أكثر حسماً.
أولاً، حدّ تدخل بوتين نيابة عن الأسد من مصداقية الولايات المتحدة كحليف. فقد شاهد المستبدون في المنطقة طلب الرئيس أوباما تنحي الرئيس المصري حسني مبارك في عام 2011، وبعد ذلك وقوفه مكتوف اليدين حين تمت الإطاحة بخلفه محمد مرسي. وعلى ضوء ذلك، فمن الصعب أن نصدق أن يحافظ الرئيس السيسي المصري أو الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على أي أوهام حول الدعم الأمريكي في أوقات الأزمات، على الرغم من حقيقة أنهما من بين أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. وفي الوقت نفسه، أظهرت روسيا التفاني من أجل حليفها الوحيد في العالم العربي من خلال الاستمرار في دعم نظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية وتدخلت نيابة عنه في نهاية المطاف. وهذا يزيد بالتأكيد من قابلية موسكو كشريك محتمل لأنظمة الشرق الأوسط الاستبدادية في المستقبل. (ومن الجدير بالحفظ أيضاً أنه باستثناء تونس، لا توجد دولة ديمقراطية في العالم العربي).
ثانياً، استغلت روسيا التوتر الموجود بين الشركاء المهمين في التحالف المناهض لداعش الذي تقوده الولايات المتحدة وحولتهم ضد بعضهم البعض. فعلى سبيل المثال، في حالة تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، دعمت روسيا الوحدات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة ومكّنتها من احتلال مساحات واسعة من الأراضي على طول الحدود التركية. وهذا أزعج الأتراك، لأن قوات وحدات حماية الشعب الكردية الموجودة على حدودها تنتمي إلى فرع من المجموعة الانفصالية التركية المعروفة باسم حزب العمال الكردستاني والذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية. ورداً على ذلك، بدأ الأتراك المتحالفين مع الولايات المتحدة في قصف الأكراد المدعومين من قبل الولايات المتحدة. وقد ظهر سيناريو مماثل عندما دعمت موسكو وحدات حماية الشعب الكردية في حربها ضد الثوار العرب السنة المدعومين من وكالة المخابرات المركزية. وهكذا وبمساعدة الضربات الجوية الروسية، اصطدمت القوات التي تدعمها الولايات المتحدة ببعضها البعض، مما تسبب في ظهور عنوان واحد، “أميركا في حرب بالوكالة مع نفسها في سورية”.
ثالثاً، رفضت مشاركة روسيا في الحرب الأهلية المفهوم الغربي بأن السياسة الخارجية يجب أن توجّه، جزئياً على الأقل، وفقاً للمبادئ الأخلاقية. وكما انتقد بوتين في كثير من الأحيان الولايات المتحدة والفوضى التي سببتها في العراق وليبيا نتيجة رغبتها في استبدال الدكتاتوريات بالديمقراطيات، فقد بيّن فوائد الانتهازية الواضحة والحفاظ على النظام الاستبدادي. وبالفعل، ربما كانت التكلفة المنخفضة ونظافة حملة بوتين محبطة جداً بالنسبة لحكومة الولايات المتحدة التي أنفقت تريليونات على الحروب في المنطقة وعلى جهود بناء الديمقراطيات مع القليل لرؤيته من النتائج. وحتى الآن تواصل وسائل الإعلام الغربية تكديس الإعجاب بالسياسات الروسية الجديدة والأكثر حزماً في المنطقة، ولا يدفع بوتين أي ثمن سياسي لقصفه المستشفيات بلا رحمة دعماً للنظام السوري الاستبدادي.
على الرغم من أن القوات الموالية للنظام في سورية لم تستعد سوى جزء قليل من الأراضي السورية منذ بداية التدخل الروسي، إلا أن مناورات بوتين السياسية قد فعلت الكثير لتقويض سياسة الولايات المتحدة الخارجية. ومع ذلك، فإن عدم التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين الأطراف المتنازعة قد ينهك النظام السوري المتداعي ويجبر روسيا إما على التخلي عن الأسد أو على التدخل والقتال. وقرار بوتين بشن الحملة الجوية يدل على أنه قد تعلم الدرس من هفوات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط في السنوات الخمس عشرة الماضية – ولكن ما إذا كانت لحظة “المهمة قد أنجزت” قد جاءت أم لا، فعلينا أن ننتظر ونرى.
======================
نيويورك تايمز: لاءات الحكومة السورية الـ49 ستنتهي بـ"نعم" في المرة الـ50
منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أسبوعين عن سحب روسيا الجزء الرئيسي من طائراتها المتواجدة في قاعدة حميميم بسوريا، تتزايد التكهنات حول ما إذا كانت خطوة بوتين المقبلة هي إجبار الرئيس الأسد على تقديم تنازلات سياسية لوضع حد للحرب.
وقال ديفيد دبليو ليش الأستاذ في جامعة ترينيتي في سان انطونيو والذي كتب سيرة الأسد: "على ما يبدو يفكر بوتين في أن سوريا بحاجة إلى روسيا أكثر من حاجة روسيا إليها، لكن الأسد وحاشيته ربما يعتقدون بغطرسة عكس ذلك تماما".
وكتبت آن بارنارد في مقال لها نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الثلاثاء 22 مارس/أذار أنه بالرغم من ازدياد حاجة الأسد إلى الدعم المالي والعسكري والسياسي من موسكو خلال 6 أشهر من الغارات الروسية في سوريا، إلا أن هذه الحملة ربما عززت طموحات الرئيس السوري، كما ساندت القوات الحكومية على الأرض.
في الوقت نفسه يبدو أن الرئيس بوتين يرغب في بذل كل ما بوسعه بغية تحقيق بلاده نجاحا باهرا على الساحة الدولية عبر تقديمها الإسهام الحاسم في بلوغ الحل السياسي بسوريا، جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة. وبالرغم من إعلان بعض الدبلوماسيين الروس أن موسكو سوف تعتبر الحل السياسي الذي سيبقي الأسد في السلطة "انتصارا كاملا" (وذلك بغية إظهار فشل محاولات الغرب لتغيير النظام في سوريا)، إلا أنهم لم يستبعدوا في الوقت نفسه قبول الرئيس الروسي للحل الذي قد يقضي باستقالة الرئيس السوري أو تحديد صلاحياته.
ومع ذلك تجلى أن الدعم الذي تقدمه طهران إلى بشار الأسد لا يكفي - في غياب الغارات الروسية - لإسناد تقدم الجيش السوري على الأرض.
وأشار ديفيد دبليو ليش كاتب سيرة الرئيس السوري أن الأسد يفهم على الأرجح ضرورة إطلاق نوع من العملية السياسية (من أجل إرضاء الرئيس بوتين على الأقل)، ولكن الحكومة السورية قد تعرقل وتماطل الأمر، وتقول "لا" 49 مرة قبل أن تقول "نعم" في المرة الـ50.
وتكمن الصعوبة أيضا، حسب اعتقاد ليش، في أن نظام الحكم في سوريا يعتمد غالبا على رئيس الدولة وحده، في غياب مؤسسات الحكم القوية، وبناء على ذلك يرى البعض أن التوصل إلى أي حل وسط، قد يسفر عن الانهيار الكامل لنظام الحكم القائم في سوريا، وذلك يفسر اختيار الأسد لاتخاذ الإجراءات القمعية ضد المتظاهرين في بداية الأزمة بدلا عن الإقدام على الإصلاحات السياسية.
وبالرغم من كل ذلك تعتقد آن بارنارد أن الرئيس الأسد هو "آخر ناجٍ" بعد 5 سنوات من الأزمة السورية، وذلك ليس بسبب أخطاء معارضيه داخل البلاد وخارجها، بل لتمسك حاشيته ونواة الجيش السوري برئيسهم. كما استخفت المعارضة بفكرة استعداد "كتلة حرجة" من السوريين العاديين، بما في ذلك الذين يعارضون الأسد، أن تبقى هادئة خوفا من بدائل غير مؤكدة.
وتؤكد آن بارنارد أن بسط تنظيم "داعش" سيطرته في الأراضي السورية واندلاع أزمة اللاجئين في أوروبا دفعا الغربيين إلى إعادة ترتيب الأولويات والتنازل عن المطالب باستقالة الأسد، وحتى واشنطن باتت لا تصر على ضرورة أن يترك الأسد منصبه في بداية المرحلة الانتقالية.
ووصفت بشرى خليل المحامية اللبنانية المؤيدة للأسد التي التقت خلال الأسابيع الأخيرة مع مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، بينهم رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك، وصفت موقفهم الحالي بأنه متفائل.
وفيما يبقى مستشارو الأسد على يقين كامل بثبات الموقف الروسي الداعم للسلطات السورية، يعولون من جهة أخرى على علاقات هذا النظام (وبشكل أقرب) مع إيران، وهكذا تستطيع الحكومة السورية المناورة بين الحليفين المختلفين.
وقالت المحامية في حديث لها إن مستشاري الرئيس السوري مقتنعون لا فقط بتجاوز الأسد الفترة الخطرة، بل وبقدرته على تحدي العالم كله مما سيجعله "زعيم المنطقة".
وتوصلت آن بارنارد في ختام مقالها إلى استنتاج يقول بعدم واقعية آمال مؤيدي الأسد، الذين يراهنون على الاتفاق مع واشنطن، والمسؤولين الغربيين.
مصدر: نيويورك تايمز
======================
نيويورك تايمز: هل أوباما على حق؟
نيويورك تايمز: ترجمة- الاتحاد برس
يمكن للمرء أن يلاحظ من مقابلة الرئيس أوباما الأخيرة مع مجلة أتلنتيك أنّه يكره كل حكام الشرق الأوسط بما فيهم تركيا والعراق, سوريا واسرائيل, السعودية وقطرو الأردن, ايران والفلسطينيين.
على ما يبدو أن هدف أوباما الرئيسي هو أن يترك منصبه قائلاً أنّه قلص التورط الأمريكي في افغانستان والعراق, وأنّه لم يتورّط بريّا في سوريا وليبيا. وأنّه علّمنا -نحن الأمريكيين- حدود قدرتنا على إصلاح أشياء لا نفهمها, وفي بلدانٍ لا نثق بحكامها, وحيث أن مصائرها لا تؤثر علينا كما كانت في السابق.
كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أنّ الذين يقضون جرّاء حوادث اصطدام السيارات بالغزلان أو الإنزلاق في الحمامات أكثر بكثير من عدد الذين يقضون على يد الإرهابيين, لذا علينا أن نتوقف عن الحرب في الشرق الأوسط للرد على كل تهديد.
نظرياً كان يبدو ذلك عظيماً حتى قدوم هجمات بروكسل الإرهابية يوم الثلاثاء الماضي.
هل ما يزال الرئيس أوباما محقاً بخصوص ذلك؟
قد تجعلك زيارة شمال العراق في كوردستان والحديث مع العديد من العراقيين أن تعتقد أنّ أوباما ليس مخطئاَ. كما أنّ الجلوس في منتدى الجامعة الأمريكية في العراق (السليمانية) ومشاهدة القادة العراقيين وهم يشيرون بأصابع الإتهام لبعضهم البعض أفقدني الرغبة في شراء المزيد من الأسهم في البورصة العراقية.
وأكثر ما لفتني هو عندما ما وقف شيخ عشيرة الشمر عبدالله حميدي الياور وهو يسأل وزير النفط “أين ذهبت ال700 مليار دولار التي أتت للعراق واختفت دون أي انجاز يذكر؟!”
كما أنّنا بدورنا لا يمكننا تحقيق الاستقرار في سوريا والعراق ما لم يتشارك القادة هناك ويتوقفون عن النهب.
لكن الجلوس هنا يجعلك تتساءل أيضاً فيما إذا كان نهج أوباما يقلل من الخطر الناجم عن سلبيته وفرصة الولايات المتحدة من توجيه المنطقة على طريقتنا دون الحاجة للحرب.
في البداية كنت مع أوباما في عدم التدخل في سوريا ولكن اليوم يتسبب توافد ملايين اللاجئيين الفارين من سوريا, إضافة إلى المهاجرين من افريقيا بعد فشل عمليات الناتو الدامية هناك, بزعزعة استقرار دول الإتحاد الأوربي (أهم شريك استراتيجي واقتصادي للولايات المتحدة ومركز مهم آخر للديمقراطية الرأسمالية) التي تضاعف من قوة الولايات المتحدة وفي حال تعثر ذلك سوف يتوجب علينا أن نفعل الكثير لوحدنا للدفاع عن العالم الحر.
علينا أن نفكر والإتحاد الأوربي في كيفية إنشاء مناطق آمنة في ليبيا وسوريا لوقف موجة اللاجئيين قبل أن تتسبب في انهيار الإتحاد الأوربي. وإذا ما استمر أوباما في تجنب ذلك سوف لن يرحمه التاريخ.
وفي الوقت نفسه, لدى أوباما فرصة لم يمتلكها رئيساً للولايات المتحدة من قبل وهي ظهور ديمقراطيتين ناشئتيين في الشرق الأوسط.
تونس: والذي حصل قادة المجتمع المدني فيها على جائزة نوبل للسلام إثر كتابة الدستور الأكثر ديمقراطية في المنطقة. ولكن اليوم التجربة التونسية مهددة بسبب ارتفاع صوت المدافع وتدفق اللاجئيين والإرهابيين الإسلاميين القادمين من ليبيا.
يجب أن يساعد الغرب تونس اقتصادياً وتقنياً وعسكرياً. وكما أخبرني رئيس وزرائها السابق مهدي جمعة “تونس هي أول دولة ديمقراطية في المنطقة, قد تكون صغيرة ولكن تأثيرها سيكون هائلاً على مستقبل الشرق الأوسط, ولا يمكنني تخيل أي استقرار فيه فيما إذا لم تنجح التجربة التونسية.”
التجربة الديمقراطية الأخرى هي كوردستان العراق, حيث بنى الكورد جامعتهم الأمريكية في السليمانية لأنهم أرادو أن يحاكوا الفنون الليبرالية لدينا, كما افتتحوا جامعة أمريكية أخرى في دهوك.
كوردستان الصغيرة اليوم تستضيف أكثر من 1.8 مليون لاجئ من سوريا وأجزاء أخرى من العراق ومع انخفاض أسعار النفط أصبحت مفلسة تقريباً. أضف إلى أن الحكومة الكوردية التي سمحت بظهور معارضة قوية وصحافة حرة, تتراجع اليوم وذلك بسبب رفض رئيسها مسعود البارزاني بالتخلي عن الحكم في نهاية ولايته, علاوة على الفساد الذي يحيط بكل مكان. التجربة الديمقراطية الكوردية معلقة بخيط رفيع, وقد تقطع مساعدة الولايات المتحدة المشروطة شوطاً طويلاً بإعادتها إلى مسار الديمقراطية.
هذا وقد صرح رئيس معهد أبحاث الشرق الأوسط في كوردستان دلوار علاء الدين بـ”أنها قضية إثبات وجود” كما يضيف أنّ “أمريكا بحاجة إلى العمل البنّاء مع الكورد وأن تقدم لهم المساعدة المشروطة لتجعلهم الشريك التي تستحقه. هنا الكل يحب ألولايات المتحدة ويستمع لها. في المقابل الشعب الكوردي يريد من أمريكا أن تحميه من ايران وتركيا.”
كوردستان وتونس ليستا إلا ما حلمنا به, ديمقراطيتان يمكن أن تكونا نموذجاً يحتذى به في المنطقة ولكنهما تحتاجان للمساعدة. أوباما يحاول تجنب تكرار تجربة جورج دبليو بوش في الشرق الأوسط لدرجة أنه نسي أن يكون نفسه – ونسي كيف أن عليه أن يترك إرثاً فريداً ويؤمّن موطئ قدم للديمقراطية دون الحاجة للحرب.
======================
الجارديان: تركيا تتهم أوروبا بتصدير المتطرفين لديهم إلى سوريا
اتهم مسئولون أتراك الحكومات الأوروبية بمحاولة تصدير مشكلة المتطرفين لديهم إلى سوريا، وقالوا / إن الاتحاد الأوروبي فشل في تأمين حدوده أو الالتزام بتعهدات تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون في محاربة تهديد الجهاديين / .
وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن ان مسئولين أتراك قد أطلعوها على هذه الإخفاقات عبر العديد من الامثلة الموثقة لمقاتلين اجانب يغادرون أوروبا بجوازات سفر مسجلة في قوائم مراقبة الإنتربول، ويصلون الى تركيا من مطارات اوروبية وبصحبتهم أمتعة محملة بالأسلحة والذخيرة، ويتم إطلاق سراحهم بعد ترحيلهم من تركيا على الرغم من تحذيرات أنقرة بأن هؤلاء الأشخاص تربطهم صلات بشبكات تجتذب المقاتلين الاجانب.
وقال مسئول أمني تركي رفيع المستوى في تصريح للصحيفة البريطانية: "ساورتنا الشكوك في أن يكون السبب وراء ذلك إنهم يريدون أن يأتي هؤلاء الأشخاص إلى (تركيا) لانهم لا يريدونهم في بلدانهم. أعتقد أنهم كانوا كسولين للغاية بل وغير مهيئين لذلك وظلوا يأجلون النظر في هذا الأمر حتى أصبح مزمنا".
وأوضحت الصحيفة أنها أجرت تلك الحوارات مع المسئولين الأتراك قبل وقوع الهجمات الإرهابية الأخيرة في بروكسل والتي اعلن تنظيم داعش مسئوليته عنها، غير أن التفجيرات والهجمات التي شهدتها باريس في نوفمبر الماضي أبرزت إخفاقات أوروبا على نحو صارخ في مواجهة التهديد من الأوروبيين الذين يعتزمون السفر إلى سوريا أو العراق للقتال إلى جانب داعش ثم يعودون ليرتكبوا فظائع في بلدانهم.
واستشهدت الصحيفة في هذا الصدد بما اعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الماضي أن إبراهيم البكراوي، أحد منفذي الهجوم الذي استهدف مطار زافينتيم في بروكسل، كان قد اعتقل في غازيانتيب في يونيو من العام الماضي بسبب شكوك بأنه ينوي السفر إلى سوريا كمقاتل أجنبي، لافتا إلى أنه على الرغم من ابلاغ السلطات البلجيكية باعتقاله، إلا أنهم ردوا على تركيا بأنهم لايملكون دليلا على أن له صلة بالإرهاب، ولم يطلبوا تسليمه اليهم، وتم ترحيله إلى هولندا قبل أن يعود إلى بلجيكا.
ونقلت عن أحد المسئولين البارزين في تركيا قوله /إن أنقرة حذرت أيضا السلطات الفرنسية حول عمر إسماعيل مصطفى، الذي ظهر اسمه في تحقيق حول خلية من الرعايا الفرنسيين المشتبه في صلتهم بالإرهاب استمر من أواخر عام 2014 إلى صيف 2015،..مشيرا الى ان مصطفى كان أحد مسلحي داعش الذين اقتحموا مسرح باتاكلان في نوفمبر من العام الماضي/.
ونفى المسئولون الأتراك في مقابلات مع الجارديان، اتهامهم بالتقصير في مكافحة خطر الإرهاب، وقدموا تفاصيل عن عدة حوادث تثبت أن الحكومات الأوروبية سمحت لهؤلاء الأشخاص بالسفر إلى تركيا.
وأوردت الصحيفة البريطانية بعضا من هذه الحوادث حيث أعادت إلى الأذهان أنه في يونيو 2014، استجوب ضباط الأمن التركي في مطار إسطنبول مواطنا نرويجيا قال لهم علنا /إنه جاء إلى تركيا بهدف السفر إلى سوريا للـ"جهاد"، وعندما فتشوا حقائبه، وجدوا أنه تمكن من الخروج من أوسلو بحقيبة كانت تحوي زيا مموها وإسعافات أولية وسكاكين، ومخزن بندقية وأجزاء من مدفع كلاشينوف /إيه كيه-47/، وهي المحتويات التي تمكن من تهريبها من سلطات الجمارك في أوروبا /.
وعلى الجانب الأخر، أكد مسئولون أوروبيون ومسئولون من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مرارا ضرورة أن تبذل تركيا المزيد من الجهد لتأمين حدودها، فيما اتهم منتقدو أردوغان أنقرة بأنها تغض الطرف عن تدفق المقاتلين الأجانب، قائلين / ان تركيا تأمل في تقويض الرئيس السوري المحاصر بشار الأسد /.. وشددوا على غياب ما يعرقل الجهاديين في منطقة الشرق الأوسط من السفر عبر تركيا إلى سوريا.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول / إنه ليس من الواضح سبب قلة تبادل المعلومات الاستخباراتية بين دول الاتحاد الأوروبي وتركيا/. واوضحت أن المسئولين الأتراك عللوا ذلك بعدة عوامل؛ لخصوها في: محاولة أوروبا لتصدير مشكلة الإرهاب لساحات القتال في سوريا بدلا من معالجة تصاعد مشاعر االكراهية والخوف من الاسلام /الإسلاموفوبيا ومشاكل الاندماج؛ والقوانين التي تحد من سلطات المراقبة الأوروبية، فضلا عن انعدام الثقة الشخصية في أردوغان بين الزعماء الأوروبيين بسبب جذوره الإسلامية.
المصدر - صدى
======================
صحيفة بلجيكية: سورياً لعب دوراً هاماً في تفجيرات بروكسل
المختصر
كتب : يحيى بدر
نعيم الحامد
قالت صحيفة "دي مورجن" البلجيكية اليوم الجمعة 25  2016، إن المحققين تعرفوا على مشتبه به new يُعتقد أنه لعب دوراً في تفجيرات بروكسل هذا الأسبوع وذكرت أنه سوري عمره 28 عاماً ويدعى نعيم الحامد.
وأضافت الصحيفة أنه على قائمة تم توزيعها على أجهزة الأمن في دول أوروبية أخرى بعد هجمات الثلاثاء إلى جانب محمد عبريني ونجم العشراوي وخالد البكراوي.
 
وقالت الصحيفة إنه من المشتبه ضلوع نعيم الحامد في هجمات 13 نوفمبر الماضي التي وقعت في باريس وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً.
======================
نيويورك تايمز: الأسد يراهن على احتياج الغرب وروسيا له
الامة
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الرئيس السورى بشار الأسد ربما يراهن أن الغرب وروسيا يحتاجونه أكثر مما يحتاج هو إليهم، مضيفة أن تدخل روسيا فى الحرب السورية بشن ضربات جوية ضد أعداء الأسد قد عزز ثقته وطموحاته حيث أدى هذا التدخل إلى تدعيم القوات النظامية على الأرض.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد المعجبين بالأسد قارن بينه وبين الزعيم الفرنسى الراحل تشارل ديجول الذى كان عنيدا وواثقا بما يكفى لتحدى حليف قوى، وهى الولايات المتحدة، حتى بعد قرارها الحاسم بالعمل ضد ألمانيا النازية.
فى حين يقدم معارضوه مقارنة أخرى، حكاية العقرب الذى يقنع ضفدع بأن يحمله عبر النهر، وبعدها يقوم بلسعه، ويغرق كليهما. وروسيا التى أنقذت الأسد بقوتها الجوية، هى الضفدع. والآن هى تسبح للوصول إلى تسوية سياسية للحرب السورية على أمل أن تعزز مكانتها الجديدة كقوة عالمية. لكن نظرا لتاريخ الأسد فربما يغرق تماما المفاوضات، ويوضح كما يرى كثير من الدبلوماسيين أن إبرام الاتفاقات ليس من طبيعته.
وتتابع الصحيفة قائلة إنه منذ إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالأسبوع الماضى إنهاء الحملة الجوية فى سوريا، دارت التكهنات حول ما إذا كانت الخطوة القادمة لبوتين ستكون إجبار الأسد على القيام بتسوية سياسية لإنهاء الحرب. وفى حين أن اعتماد الأسد على جيش روسيا وأموالها ونفوذها السياسى قد زاد خلال فترة التدخل الروسى التى امتدت لستة أشهر، إلا أنها عززت أيضا ثقة الرئيس الروسى وطموحاته مع تدعيم قواته النظامية على الأرض.
ونقلت نيويورك تايمز عن ديفيد ليسك، كاتب السيرة الذاتية للأسد، قوله إن بوتين يعتقد على ما يبدو أن سوريا تحتاج روسيا أكثر من حاجة موسكو لها، إلا أن الأسد والدائرة المقربة منه يعتقدون بشكل متعجرف أن العكس هو الصحيح.
فمستشارو الأسد لا يعتقدون فقط أنه قد تجاوز الفترة الخطرة، وسيظل رئيسا لسوريا، لكن يرون أن قدرته على الوقوف أمام العالم سيجعله زعيم أكثر أهمية فى المنطقة.
======================
واشنطن بوست: يجب على أوروبا إيجاد حلول لعيوبها الأمنية الخطيرة
صرحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن هجمات بروكسل تثبت أن دول القارة الأوروبية بحاجة لإيجاد حلول للعيوب الأمنية الخطيرة لديها.
وذكرت الصحيفة – في افتتاحيتها المنشورة اليوم /الجمعة/ على موقعها الإلكتروني – أن حالة الغفلة والخلل الوظيفي في المؤسسات اللذين سبقا اعتداء الثلاثاء الماضي الإرهابي على العاصمة البلجيكية بروكسل, ليسا بالأمر المستغرب بالنسبة لأي شخص درس هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن.
وقالت الصحيفة إن المعلومات الاستخباراتية التي كان يمكن أن تقود إلى المفجرين لم تكن حاضرة أمام الأشخاص المناسبين أو تم التغاضي عنها, مشيرة إلى فشل وكالات #الشرطة والاستخبارات المتعددة في التعاون معا, فضلا عن حالة التراخي في إجراءات الأمن بالمطار.
وشددت الصحيفة على أن مشاكل بلجيكا في مكافحة تنظيم “داعش” أكثر عمقا بكثير عما كانت تواجه السلطات الأمريكية قبل 15 عاما من الآن, حيث أن مئات من أفراد المجتمع المسلم بالبلاد سافروا للانضمام إلى “داعش”, وعاد العشرات منهم, فيما قد يكون جهدا منظما من قبل الجهاديين لشن حرب من داخل أوروبا.
وأوضحت الصحيفة أن أوروبا, بدورها, لديها مشاكل على نطاق أوسع, فجهود تجميع المعلومات الاستخباراتية في جميع أنحاء القارة فشلت, حتى عندما يتعلق الأمر بشيء بسيط كقائمة مراقبة لضبط الإرهابيين عند الحدود المشتركة.
واختتمت الصحيفة مقالها بالقول إن أوروبا بإمكانها الحصول على مساعدة الولايات المتحدة, بتنسيق عمليات مكافحة الإرهاب, كما أنها تحتاج إلى عمل عدواني أكثر لتقليل قواعد “داعش” في الشرق الأوسط, مؤكدة في نفس الوقت ضرورة إعادة الرئيس الأمريكي باراك أوباما النظر في وتيرة العمليات الأمريكية, في ضوء التكلفة القوية التي ستتكبدها أوروبا نتيجة التأخير.
======================
الديار :“واشنطن بوست”: “داعش” يتضاءل في سوريا والعراق .. وهذه الأدلّة
25 آذار 2016 الساعة 19:23
 
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن تنظيم "داعش" أصبح متضائل بشكل سريع في أرض المعركة بسوريا والعراق.
 
وفي أحدث الانتكاسات التي تعرض لها التنظيم، دخلت قوات النظام السوري إلى ضواحي مدينة تدمر التاريخية بعد هجوم استمر أسابيع بمساعدة الضربات الجوية الروسية، بينما ساعدت الضربات الأمريكية القوات العراقية على استعادة بعض القرى من داعش في شمال العراق والتي كانت تهدد قاعدة أمريكية قريبة.بحسب "واشنطن بوست"
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا ضمن جبهات كثيرة في سوريا والعراق يواجه فيها مسلحو داعش الحصار والتراجع. ولا يقومون بهجوم في أي مكان، كما أن التنظيم لم ينجح في أي هجمات في البلدين خلال تسعة أشهر تقريبا، ويموت قادته في الضربات الجوية الأمريكية بمعدل واحدا كل ثلاث أيام مما يعيق قدرته على شن الهجمات، حسبما يقول المسئولون العسكريون الأمريكيون.
وبحسب الصحيفة لم يعد قادة المعارك يتحدثون عن عدو مخيف قوي، وإنما يتحدثون عن دفاعات داعش التي تحطمت في أيام، ومقاتليه الذين يفرون مع أول إشارة على أنهم يواجهون هجوم.
======================
فورين بوليسي: التوعية أهم من الرقابة لمنع الهجمات
لا تزال هجمات بروكسل الدامية يتردد صداها بأرجاء أوروبا والعالم، وتثار تساؤلات بشأن كيفية مواجهة الإرهاب الذي بات ظاهرة منتشرة، وسط جدل بأن التوعية تعدّ أهم من الرقابة في مواجهته.
في هذا الإطار، نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالا للكاتبة جوليا أيوفي، قالت فيه إن بلجيكا تعرضت لهجمات دامية جراء تخلفها عن باقي الدول الأوروبية الأخرى في مجال التوعية إزاء التطرف والإرهاب.
وأضافت أن هناك مبادرات وبرامج تشرف عليها منظمات تسعى إلى إيقاف التطرف في وقت مبكر، وقالت إنه حتى لو كانت الأجهزة الأمنية مفعلة على أكمل وجه فإن هذه الإجراءات الأمنية وحدها لا تكفي.
وأشارت إلى أن الحل الأمثل لمواجهة ظاهرة الإرهاب يكون عبر التصدي لمصادره ومعالجة المشاكل المسببة له، وأن بعض الدول بحاجة للوقوف على الأسباب الجذرية التي تدفع الشباب للالتحاق بالمنظمات الإرهابية.
توعية
وأشارت إلى أن المبادرات الهادفة والبرامج التوعوية والإرشاد الأسري كلها عوامل تلعب دورا كبيرا في رفع مستوى الوعي لدى الشباب، وبالتالي منعهم من أن يصبحوا فريسة للمنظمات الإرهابية.
وأضافت أن السلطات في هولندا وألمانيا وكندا وأميركا تنسق مع خبراء في مجال الوقاية من الإرهاب والتطرف، وأنها تقوم بتنظيم دورات وبرامج تدريبية للعمل مع الأسر والشرطة المحلية، وذلك من أجل ملاحظة وردع أي علامات للتطرف في وقت مبكر.
وأشارت إلى أن الرقابة والأجهزة الأمنية وجمع المعلومات الاستخبارية حل جزئي للمشكلة، ولكنه لا يوقف تدفق الشبان والشابات من دول الغرب وأنحاء العالم إلى سوريا، وإلى أحضان المنظمات العنيفة المتطرفة.
======================
ديلي تلغراف :إحصاء لأعداد المقاتلين الأجانب بسوريا والعراق
ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أن عدد المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى العراق وسوريا منذ نشوب القتال في عام 2011 يقدر بأكثر من 27 ألفا.
وعلى الرغم من عدم تأكيد صحة هذه الأرقام رسميا فإن الخبراء يعتقدون أن العديد منهم لا يزالون يقاتلون في مناطق الصراع، في حين تقدر نسبة الذين عادوا إلى أوطانهم بين 20 و30%.
وتشير مجموعة سوفان -وهي منظمة بحثية مقرها في نيويورك ولها مكاتب إقليمية في العديد من الدول تقدم خدمات أمن إستراتيجية للحكومات والمنظمات المتعددة الجنسيات- إلى أن ما بين 27 ألفا و31 ألف شخص قد سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتطرفة الأخرى في المنطقة.
وأضافت سوفان أن هذا العدد أكثر من مجموع الذين سافروا إلى أفغانستان إبان الحرب التي دامت عشر سنوات، وقالت إن الزيادة في أعداد المقاتلين كشفت "التأثير المحدود" للجهود المبذولة لاحتواء تدفق المجندين الأجانب.
وذكرت المنظمة أن المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى هذه الجماعات يأتون مما لا يقل عن 86 دولة، والدول العشر التي تتصدر قائمة المقاتلين الأجانب في العراق وسوريا تشمل تونس (6500) والسعودية (2500) وروسيا (2400) والأردن (2250) وتركيا (2100) وفرنسا (1700) والمغرب (1350) ولبنان (تسعمئة) ومصر (ثمانمئة) وألمانيا (760).
وتقدر المنظمة أن عدد المقاتلين الأجانب من أوروبا الغربية قد تجاوز الضعف منذ يونيو/حزيران 2014، في حين ظل العدد ثابتا نسبيا في مناطق أخرى، مثل أميركا الشمالية.
وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 760 "جهاديا" من بريطانيا سافروا إلى سوريا والعراق، وتبين بعض التقديرات أن نصف هذا العدد عادوا إلى وطنهم، بينما يعتقد أن أكثر من خمسين ماتوا.
وعن أعداد المقاتلين في سوريا والعراق من كل قارة تشير إحصاءات المنظمة إلى (14 ألفا و72) من آسيا و(9607) من أفريقيا و(5997) من أوروبا و(330) من أميركا الشمالية و(195) من جزر المحيط الهادئ و(76) من أميركا الجنوبية.
وفي حين أنه قد سجل مشاركة نحو 6500 مقاتل تونسي في العراق وسوريا فقد تم منع خمسة آلاف آخرين من مغادرة تونس قبل أن يتمكنوا من الانضمام للقتال، وتقدر المنظمة أن معظم الذين سافروا يقاتلون مع تنظيم الدولة.
وتشير المنظمة أيضا إلى أن هذه الأرقام قد تشمل نساء وأطفالا، وأفاد تقرير لها في ديسمبر/كانون الأول 2015 بأن "دافع الناس للانضمام إلى الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق يظل شخصيا أكثر منه سياسيا".
======================
معهد واشنطن: ما هي دوافع ونتائج سياسة بوتين الشرق أوسطية؟
لندن ـ عربي21# السبت، 26 مارس 2016 01:09 ص 06
قال معهد واشنطن إن روسيا لم تعد "القوة العظمى" التي كانت في السابق، إلا أن منطقة الشرق الأوسط منطقة هشة، ولا تحتاج موسكو إلى بذل الكثير من الجهود لتأكيد نفوذها فيها والحصول على موطئ قدم عسكري هناك، خاصة ضد ما قد يُتصور بأنه تراجع غربي من المنطقة. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يختبر الغرب باستمرار، الأمر الذي يحوّل الأنظار عن المشاكل الداخلية في روسيا ويسمح له بمواصلة تأدية دور الزعيم الضروري في هذا الإطار.
وأكد المعهد في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني إلى أنه لا بد من الإشارة إلى أن النفوذ الإقليمي الروسي آخذ في التزايد، وليس فقط في سوريا. ففي الشهر الماضي، زار العراق أكبر وفد روسي منذ سنوات عديدة، وتعهد بتقديم المزيد من الأسلحة والمساعدات لحكومة بغداد. كما دافعت موسكو عن تجارب الصواريخ البالستية الإيرانية الأخيرة، وحرصت على أن مبيعاتها من الأسلحة الممكنة لإيران، بما فيها الطائرات المقاتلة، لا تخرق حظر الأسلحة الذي تفرضه للأمم المتحدة على أساس أن المقاتلات هي أسلحة دفاعية. وفي الوقت نفسه، تستمر مواجهة الكرملين مع تركيا بعد إسقاط أنقرة لطائرة روسية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وفي هذا الشهر تحديدا، زار العاهل المغربي الملك محمد السادس روسيا للمرة الأولى منذ عام 2002.
وأوضح أن هناك العديد من أوجه التشابه بين رد فعل روسيا على الانتفاضات التي شهدتها دول الاتحاد السوفيتي السابقة بعد انهيار "الاتحاد"، ورد فعلها على "الربيع العربي". فتاريخيا، لم تهتم روسيا القيصرية ولا الاتحاد السوفيتي بالمنطقة نفسها بقدر اهتمامها باحتمالات تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية منها، فضلا عن الحد من النفوذ الغربي، وبالتالي خلق صورة لروسيا كـ "قوة عظمى". وفي السنوات الأولى التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي، تراجع الرئيس بوريس يلتسين لفترة وجيزة من المنطقة، ولكن بعد الاضطرابات التي وقعت في التسعينيات، تبوأ بوتين السلطة واعدا بالاستقرار والازدهار، واستعادة عظمة روسيا.
وقالت الدراسة إن من الأوجه الأخرى التي تميزت بها ولاية بوتين، عدم الثقة والعداء تجاه الغرب. فهو يعدّ أن انهيار الاتحاد السوفيتي شكل مأساة، ويرى أن الغرب يستهدف الآن وحدة روسيا على نحو مماثل. فكلام الغرب عن الديمقراطية هو ستار لتغيير النظام، ولا يمكن لبوتين إدراك الفكرة بأن الشعب قد يطيح بحكامه من دون تلقي تعليمات من قوى أجنبية
ونوهت إلى أن السياسات الروسية تميل إلى رد الفعل، وبالتالي تنشأ استجابة للسياسات والإجراءات الغربية. ومن جهته ينظر بوتين إلى الدبلوماسية على أنها لعبة لا رابح فيها ولا خاسر، ويسعى للحد من النفوذ الغربي من خلال استغلال الفجوات التي يتركها الغرب. على سبيل المثال، استغل تراجع العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر لتعزيز العلاقات الروسية المصرية. وعلى الرغم من تركيزها الشديد على مكافحة الإرهاب، كانت روسيا في بعض الأحيان على استعداد للعمل مع الإسلاميين مثل حكومة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، التي لم تدم طويلا في مصر وحركة «حماس» في غزة. وقد استفادت موسكو إلى حد كبير من العمل في المجالات التي فشلت فيها واشنطن بفرض الخطوط الحمراء الخاصة بها، كما هو الحال في سوريا. وعموما، سعى بوتين إلى تحسين العلاقات الروسية مع الأصدقاء والأعداء التقليديين على حد سواء في الشرق الأوسط، وذلك في المقام الأول عن طريق التجارة والأسلحة والوسائل المتعلقة بالطاقة.
مصالح روسيا بالشرق الأوسط
وبحسب الدراسة، فإن مصالح روسيا في الشرق الأوسط ترتبط بانعدام الثقة والعداء تجاه الغرب.
فموسكو تتمتع بطموحات لتصبح "قوة عظمى" وتريد أن يتم التعامل معها على أنها كذلك. من جانبه، يعدّ بوتين خاتمة الحرب الباردة هدنة كان ينبغي أن تولد ميزان قوى متساويا، ولكنها أدت بدلا من ذلك إلى سعي الولايات المتحدة إلى الهيمنة العالمية. وبالمثل، تستاء روسيا من توسيع "حلف شمال الأطلسي" ("الناتو") ونشاط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وعلى وجه العموم، يحدد بوتين مصلحة روسيا على أنها معارضة للاتجاه العالمي القائم على نشر الديمقراطية، بما يتفق مع وصول موسكو إلى دول أكثر استبدادية ونفورها من مصالح الولايات المتحدة في الترويج للديمقراطية.
وتابعت الدراسة القول: "في هذا السياق، تمثل إيران وسوريا أهم عقدتين في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بإيران، تتناقض مصالح روسيا التي ترغب في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية في حين تعارض أي تطور يُعدّ داعما لهيمنة الولايات المتحدة. فقد أصرت موسكو على أن يمر أي اتفاق نووي مع إيران عبر مجلس الأمن الدولي حيث لروسيا مقعد فيه. وخلال المحادثات، كانت إحدى مخاوف الغرب أن تقدم روسيا الحد الأدنى كشريك، وتوافق على منع [تطوير] القنبلة [النووية] الإيرانية، ولكن ليس على نهج الولايات المتحدة الأوسع نطاقا حول هذه المسألة. ومن المخاوف أيضا أن توجيه ضربة من الغرب ضد إيران قد يساعد روسيا من خلال معالجة القضية النووية مباشرة، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، وتشويه سمعة الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما يسمح لموسكو في نهاية المطاف بتعزيز علاقاتها في المنطقة. إلا أن الكشف عن منشأة فوردو النووية الإيرانية السرية أثار التوتر في صفوف الروس ودفع بهم إلى دعم قرار مجلس الأمن رقم 1929، وحظر الأسلحة والعقوبات على الصواريخ. وفي النهاية، تبيّن أن روسيا شريكة فيما يتعلق بإيران أفضل مما توقع الكثيرون، على الرغم من الخلافات حول أوكرانيا وقوانين المنظمات غير الحكومية والدفاع الصاروخي وقضايا أخرى. وبمرور الوقت تدهورت العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن إيران كانت آخر مجال للتعاون. وقد بقي موقف موسكو بشأن إيران متناسقا في جميع مراحل المحادثات، كما أن الروس دعموا تقييد برنامج إيران النووي طالما أنهم يؤدون دورا في هذه العملية".
ونوهت الدراسة إلى أنه بالنسبة لسوريا، كانت نظرة الكثيرين مفرطة في التفاؤل بأن روسيا ستساعد الولايات المتحدة على عزل بشار الأسد. فبوتين دائما ما سيدعم الأسد، وما كان يجب على المراقبين أن يتفاجؤوا من نشر روسيا قوة عسكرية في سوريا. فروسيا تكره الفكرة بأنه يمكن للشعب أن ينتفض ويؤمّن الدعم من الغرب إذا كان يكره الدكتاتور الذي يحكمه. ويمكن ملاحظة ذلك في رد فعل موسكو على الاضطرابات التي شهدتها جورجيا وأوكرانيا وقرغيزستان وليبيا. فالكرملين يرى نمطا واحدا في كل هذه الحالات، ويخشى من انتشاره إلى آسيا الوسطى أو روسيا نفسها. وبشكل منفصل، لا يهدف الروس إلى بناء تحالف لسحق السنّة، ولكنهم يحاولون بدلا من ذلك توسيع علاقاتهم مع العالم الإسلامي السني.
واستدركت بالقول، ولا يستند الدفاع الروسي عن نظام الأسد على كره روسيا لتغيير النظام فحسب، بل على مخاطر الفوضى في المرحلة التي تلي الأسد في سوريا وعلى رغبتها في البقاء ذات صلة في هذا الشأن أيضا، بدلا من نية الكرملين المعلنة القائمة على هزيمة تنظيم الدولة. وبالتالي يتماشى الانسحاب الروسي مع هذه الأهداف: فالأسد لن يسقط، ولا يتم تحويل سوريا إلى أفغانستان أو الصومال، وموسكو حافظت على مقعدها على هذه الطاولة. فانخراط الروس لم يكن للمشاركة في احتلال سوريا إلى أجل غير مسمى. وإذا تمكنت الولايات المتحدة من تقديم خطة لمرحلة ما بعد الأسد في سوريا تشمل المصالح الروسية، سيوافق الكرملين عليها. فروسيا، كما أُشير، عازمة على تجنب الفوضى في مرحلة ما بعد الأسد في سوريا، ولكنها في الوقت نفسه لا تعتقد أنه يتعيّن على المجتمع الدولي أن يؤدي دورا في تشكيل الحكومة السورية.
وتابعت الدراسة، بالتالي، ينبغي أن تتضمن الأهداف الأمريكية مواجهة النفوذ الروسي في المنطقة، ولكن لا يمكن أن يكون هذا هو الهدف الرئيسي. وبدلا من ذلك، لا بد من قياس أهداف الولايات المتحدة بشأن روسيا مقابل المصالح الوطنية الأخرى. فعلى أولئك الذين ينظرون إلى تدخّل موسكو على أنه يقوض مصالح الولايات المتحدة، أن يفسروا أيضا الانسحاب الذي أعلنته روسيا على أنه مفيد لمصالح الولايات المتحدة، إذ لن تشمل سياسة أمريكية ناجحة تجاه سوريا قيام مأزق روسي فيها. وفي المقابل، يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على الهدف القائم على التعاون مع روسيا في التوصل إلى حل سياسي. وعلى هذا الصعيد، يتضمن إعلان الكرملين الانسحاب بالتزامن مع محادثات جنيف رسالة للأسد، بأن روسيا لا تدعمه في استعادة السيطرة على كامل البلاد.
وأشارت إلى أنه لم يشك أحد يوما بأن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم القوة الجوية إلى حد يترك بعض الأثر في سوريا، ولكن قد لا تكون القوة قد سمحت لواشنطن أن تدرك أهدافها السياسية، التي تختلف عن أهداف روسيا وهي أكثر صعوبة منها؛ فقد استندت المقامرة الكامنة وراء تدخل الولايات المتحدة المحتمل على إقناع النظام ومؤيديه بقبول الانتقال [السياسي]. وطالما يتمتع الأسد بدعم إيران وروسيا و «حزب الله»، فإن أي تدخل أمريكي سيكون مكلفا وكبيرا؛ إذ تشير تجربة الولايات المتحدة إلى أن التدخل نيابة عن قوة معارضة لا يؤدي إلى الاستسلام، بل إلى تصعيد مضاد. وبالتالي، يصبح تطبيق النهج الروسي لتحقيق الأهداف السياسية عبر استخدام القوة أكثر صعوبة، حتى عندما ينظر المرء إلى النهج العشوائي للجيش الروسي وقتله لعدد كبير من المدنيين.
وختمت الدراسة بالقول: "في النهاية، لا بد من الإشارة إلى أن ما يمكن أن تقدمه واشنطن للشرق الأوسط يفوق كثيرا عما تستطيع موسكو توفيره. ففي حين يمكن أن تلعب روسيا دورا إقليميا، تفضل دول الشرق الأوسط العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والشروط التي توفرها، بغض النظر عن التوترات الحالية. وتتمتع موسكو أيضا بالقدرة على أن تكون قوة سلبية في الحالات التي يمكنها بدلا من ذلك أن تؤدي دورا إيجابيا. ولهذا السبب، لا يمكن تجاهل روسيا".
======================
جيفري غولدبيرغ – (مجلة الأتلانتيك) عدد نيسان (أبريل) 2016 :عقيدة أوباما: الرئيس الأميركي يعرض شرحا ضافيا لأصعب قراراته حول دور أميركا العالمي (الجزء السادس والأخير)
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
قال أوباما إن الاعتقاد بأن الناس يتصرفون على أساس مدى الحزم المتوقع من زعم ما يتجذر في "الأساطير" السائدة عن سياسة رونالد ريغان الخارجية.
وأضاف: "إذا فكرتَ، مثلاً، بأزمة الرهائن الإيرانية، فهناك رواية يروجها اليوم بعض المرشحين الجمهوريين، والتي تقول إنه في اليوم الذي انتخب فيه ريغان، ولأنه بدا حازماً، فكر الإيرانيون كما يلي: "من الأفضل لنا أن نقوم بتسليم هؤلاء الرهائن". لكن الذي حدث في الحقيقة هو أنها كانت هناك مفاوضات طويلة مع الإيرانيين. ولأنهم كانوا يكرهون كارتر كثيراً –حتى مع أن المفاوضات كانت قد استكملت- فإنهم احتفظوا بهؤلاء الرهائن حتى اليوم الذي انتخبت فيه ريغان. لم يكن لشكل ريغان، أو خطابه وما شابه أي صلة بإطلاق سراحهم. عندما تفكر في الأعمال العسكرية التي قام بها ريغان، لديك غرينادا -التي يصعب القول إنها ساعدت قدرتنا على صياغة الأحداث العالمية، مع أنها كانت سياسة جيدة له هنا في الوطن. ولديك مسألة إيران كونترا، التي دعمنا فيها البرلمانيين اليمينيين ولم نفعل أي شيء لتحسين صورتنا في أميركا الوسطى، ولم يكن ذلك ناجحاً على الإطلاق". ثم ذكّرني الرئيس بأن عدو ريغان العظيم، دانييل أورتيغا، هو اليوم الرئيس غير النادم لدولة نيكاراغوا.
واستشهد أوباما أيضاً بقرار ريغان القوات الأميركية من لبنان على الفور تقريباً بعد أن قُتل 241 من رجال الخدمة الأميركيين في الهجوم الذي شنه حزب الله هناك في العام 1983. وقال أوباما بلهجة ساخرة: "ظاهرياً، ساعدتنا كل تلك الأشياء حقاً في كسب مصداقية مع الروس والصينيين"، لأن "هذه هي الرواية التي يتم سردها الآن". وأضاف الرئيس: "الآن، أعتقد حقاً أن رونالد ريغان أحرز نجاحاً عظيماً في السياسة الخارجية، والذي تمثل في اغتنام الفرصة التي عرضها غورباتشيف والانخراط في دبلوماسية مكثفة -والتي كانت قد تعرضت هي أيضاً إلى انتقادات لاذعة من نفس الناس الذين يستخدمون دونالد ريغان الآن لدعم فكرة أن علينا الذهاب لقصف الناس".
في حوار جرى في نهاية كانون الثاني (يناير)، طلبت من الرئيس أن يصف لي التهديدات التي تقلقه أكثر ما يكون بينما يستعد في الأشهر المقبلة لتسليم السلطة لخليفته.
قال: "عندما أستعرض السنوات العشرين المقبلة، فإن الذي يقلقني أكثر ما يكون هو التغير المناخي بسبب تأثيراته على المشكلات الأخرى كافة التي نواجهها. إنك إذا شرعت في رؤية جفاف أكثر حدة؛ ومجاعات أكثر شدة؛ ومزيداً من النزوح من شبه القارة الهندية والمناطق الساحلية في أفريقيا وآسيا؛ والمشكلات المتواصلة التي تحدثها النُّدرة، واللاجئون، والفقر والأمراض -فإن ذلك سيجعل كل مشاكلنا الأخرى تذهب إلى مزيد من السوء. هذه المسألة أعلى وأبعد من مجرد قضية وجودية لكوكب يشرع في دخول حلقة مفرغة بالغة الرداءة".
والإرهاب، قال أوباما، هو أيضاً مشكلة على المدى الطويل "عندما يكون مقروناً بمشكلة الدول الفاشلة".
سألته عن أي دولة هي التي يعتبرها التحدي الأكبر لأميركا في العقود المقبلة؟ قال: "على صعيد العلاقات التقليدية بين الدول العظمى، لا أعتقد أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين هي التي ستكون الأكثر حسماً. وإذا فهمنا هذا جيداً وواصلت الصين اعتناق مسار الصعود السلمي، فسيكون لدينا عندئذٍ شريك ينمو من حيث القدرات ويقاسمنا أعباء ومسؤوليات الحفاظ على وجود نظام عالمي. أما إذا فشلت الصين؛ إذا لم تتمكن من المحافظة على مسار يرضي مواطنيها واضطرت للجوء إلى القومية كمبدأ تنظيمي؛ إذا شعرَت أنها واقعة تحت ضغط كبير بحيث لا تتحمل المسؤوليات التي ينبغي أن يتحملها بلد بحجمها في مهمة الحفاظ على النظام الدولي؛ إذا شرعت في النظر إلى العالم فقط من منظور مناطق النفوذ الإقليمية -عندئذٍ لن يكون ما نراه هو احتمالات الصراع مع الصين، وإنما سنجد أنفسنا في مواجهة المزيد من الصعوبات في التعامل مع التحديات الأخرى التي ستأتي".
قلت إن الكثير من الناس يريدون من الرئيس أن يكون أكثر حزماً في مواجهة الصين، خصوصاً في بحر الصين الجنوبي. وكنت قد سمعت هيلاري كلينتون، على سبيل المثال، وهي تقول في جلسة خاصة: "لا أريد لأحفادي أن يعيشوا في عالم يهيمن عليه الصينيون".
قال أوباما: "كنت واضحاً جداً في قول إن لدينا ما نخشاه من صين ضعيفة مهددة أكثر مما لدينا لنخشاه من صين ناجحة وصاعدة. أعتقد أن علينا أن نكون صارمين عندما تقوم أعمال الصين بتقويض المصالح الدولية. وإذا نظرتَ إلى ما عملناه في بحر الصين الجنوبي، فإننا تمكنا من تحشيد معظم آسيا لعزل الصين بطرق فاجأت الصينيين أنفسهم، بصراحة، وخدمت مصلحتنا في تقوية تحالفاتنا إلى حد كبير".
كما أن روسيا ضعيفة متأرجحة ستكون تهديداً أيضاً، ولو أنه ليس واحداً من الدرجة الأولى بالضبط. وقال أوباما عن روسيا: "على عكس الصين، لديهم مشكلات ديموغرافية، ومشكلات اقتصادية هيكلية، والتي لن يتطلب التغلب عليها رؤية فقط، وإنما مسافة جيل كامل أيضاً. لن يساعدهم المسار الذي يسلكه بوتين في التغلب على هذه التحديات. لكن إغواء عرض القوة العسكرية لإظهار العظمة يكون قوياً في بيئة كهذه، وهو ما يميل بوتين إلى فعله. لذلك لا أقلل من شأن المخاطر هناك". وعاد أوباما إلى فكرة قالها لي سابقاً في كثير من الأحيان، واحدة يأمل أن يستوعبها البلد والرئيس القادم أيضاً. قال: "كما تعلم، فكرة أن الدبلوماسية والتكنوقراط والبيروقراطيين يساعدون بطريقة ما إبقاء أميركا آمنة وسالمة، ينظر إليها معظم الناس يفكرون، "إيه، هذا هراء". لكنها صحيحة. وبالمناسبة، إنها عنصر القوة الأميركية الذي تقدره بقية العالم بطريقة لا لُبس فيها. إننا عندما ننشر القوات، فإنه يكون هناك دائماً إحساس لدى الدول الأخرى بأن مبدأ السيادة يتعرض للانتهاك، حتى عندما تكون هناك ضرورة لتدخلنا".
خلال العام الماضي، زار جون كيري البيت الأبيض كثيراً ليطلب من أوباما انتهاك السيادة السورية. وفي العديد من المناسبات، طلب كيري من أوباما أن يطلق الصواريخ على أهداف محددة للنظام، تحت جنح الظلام؛ أن "يرسل رسالة" إلى النظام. والهدف كما قال كيري، ليس الإطاحة بالأسد وإنما تشجيعه هو وإيران وروسيا، على التفاوض من أجل السلام. عندما كانت لتحالف الأسد اليد العليا في ساحة المعركة، كما كان حاله في الأشهر العديدة الأخيرة، فإنه لم يعرض أي ميل إلى مناشدات كيري من أجل التفاوض بنية حسنة. وقال كيري إن بضعة صواريخ كروز ربما تعيد تركيز انتباه الأسد وداعميه. وقال لي مسؤول رفيع في الإدارة: "يبدو كيري مثل أحمق أمام الروس، لأنها ليست لديه رافعة".
لا يترتب على الولايات المتحدة إعلان المسؤولية عن الهجوم، قال كيري لأوباما -لكن الأسد سيعرف بالتأكيد عنوان مرسل الصواريخ.
لكن أوباما قاوم بحزم مطالب كيري، ويبدو أن صبره أخذ بالنفاد من إلحاحه المستمر. مؤخراً، عندما سلم كيري لأوباما إطاراً عاماً مكتوباً للخطوات التالية بهدف ممارسة مزيد من الضغط على الأسد، قال أوباما: "أوه، اقتراح آخر؟"، وقال لي مسؤولون من الإدارة إن نائب الرئيس، جو بايدن، ضاق ذرعاً هو الآخر بمطالبات كيري بالقيام بعمل في سورية. وقال في حديث خاص لوزير الخارجية: "جون، أتتذكر فيتنام؟ أتتذكر كيف بدأت". وفي اجتماع لمجلس الأمن القومي عُقد في وزارة الدفاع في كانون الأول (ديسمبر)، أعلن أوباما أنه لا أحد سوى وزير الدفاع ينبغي أن يجلب له مقترحات بخصوص العمل العسكري. وفهم مسؤولو وزارة الدفاع إعلان أوباما على أنه رسالة أخرى موجهة إلى كيري.
ذات يوم في كانون الثاني (يناير)، في مكتب كيري في وزارة الخارجية، قلت له ما هو واضح: إن لديه انحيازا لصالح القيام بعمل عسكري في سورية أكثر مما لدى الرئيس.
واعترف كيري: "ربما لديّ. انظر، القول الأخير حول هذه الأمور في يده هو... يمكنني القول، كما أعتقد، أن لدينا علاقة تكافلية، تآزرية جداً، أو سمها ما شئت، والتي تعمل بفعالية كبيرة. لأنني أنحاز في النهاية إلى: "دعنا نحاول أن نفعل هذا، دعنا نحاول أن نفعل ذاك، دعنا ننجز هذا"".
أغاظ حذر أوباما حول سورية أولئك في الإدارة ممن رأوا فرصاً، في لحظات مختلفة على مدى السنوات الأربع الماضية، لتحويل الوجهة في ميدان المعركة ضد الأسد. وظن البعض أن قرار بوتين أن يحارب نيابة عن الأسد سوف يحفز أوباما على تكثيف الجهود الأميركية لمساعدة الثوار المناهضين للنظام. لكن أوباما -حتى كتابة هذه المادة على الأقل- لم يتأثر، في جزء منه لأنه يعتقد أن ما فعله الروس خطأ جسيم. قال لي: "إنهم مفرطون في التمدد، إنهم ينزفون. اقتصادهم انكمش في ثلاث سنوات على التوالي، وبقدر كبير".
في اجتماع أخير لمجلس الأمن القومي، أشير إلى استراتيجية أوباما في كثير من الأحيان على أنها "نهج توم سوير". كانت وجهة نظر أوباما أنه إذا أراد بوتين إنفاق موارد نظامه على رسم السياج في سورية، فإن على الولايات المتحدة أن تدعه يفعل. ومع ذلك، في أواخر الشتاء، عندما بدا أن روسيا تحرز تقدماً في حملتها لتقوية حكم الأسد، شرع البيت الأبيض في مناقشة طرق لتعمق الدعم للثوار في سورية، ولو أن تردد الرئيس إزاء انخراط أكثر كثافة ظل قائماً. وفي أحاديثي مع مسؤولي مجلس الأمن القومي على مدى الأشهر القليلة الأخيرة، لمست إحساساً بأن حدثاً ما -هجوماً آخر على غرار سان بيرناردو، على سبيل المثال- يمكن أن يجبر الولايات المتحدة على القيام بعمل جديد ومباشر في سورية. وبالنسبة لأوباما، سيكون ذلك كابوساً.
لو أنه لم يكن هناك عراق، ولا أفغانستان، ولا ليبيا، كما قال لي أوباما، ربما كان احتمال مخاطرته بالتدخل في سورية ليكون أعلى. قال: "الرئيس لا يتخذ القرارات في الفراغ. ليست لديه لائحة فارغة. أعتقد أن أي رئيس رصين سوف يدرك الحقيقة الآتية: بعد أكثر من عقد من الحرب، والتزامات ما تزال تتطلب حتى اليوم تخصيص مقدار كبير من الموارد والانتباه لأفغانتسان؛ ومع تجربة العراق، والضغوط التي وضعتها على جيشنا -أي رئيس رصين سوف يتردد في تقرير أي التزام جديد بالضبط في نفس المنطقة من العالم، بالضبط مع نفس الديناميات ونفس احتمالات الخروج بنتيجة غير مرضية".
"هل أنت مبالغ في الحذر"؟ سألت.
"كلا"، قال أوباما. "هل أفكر بأننا لو لم نكن قد غزونا العراق، ولو أننا لسنا متورطين في إرسال مليارات الدولارات والمدربين والمستشارين العسكريين إلى أفغانستان، فإنني ربما كنت سأدرس اتخاذ بعض المخاطرة الإضافية للمساعدة في محاولة تشكيل الوضع في سورية؟ لا أدري".
كان الأمر الذي أدهشني في هذا، هو أن أوباما -حتى مع تحذير وزير خارجيته المتواصل من يوم قيامة أوروبي قاتم وشيك بسبب سورية- لم يقُم بإعادة تصنيف الحرب الأهلية في ذلك البلد على أنها تهديد أمني من الدرجة الأولى.
يستشهد منتقدو أوباما بتردده في الانضمام إلى المعركة من أجل سورية كدليل على أنه بالغ السذاجة؛ ويقولون إن قراره عدم إطلاق الصواريخ عليها في العام 2013، هو دليل على أنه محتال وكاذب.
يثير هذا الانقاد سخط الرئيس. ويقول: "لم يعد أحد يتذكر بن لادن بعد الآن. لا أحد يتحدث عن أمري بإرسال 3.000 جندي إضافيين إلى أفغانستان". إن أزمة الخط الأحمر، كما قال "هي رأس الهرم المقلوب الذي ترتكز عليه كل النظريات الأخرى".
في أحد المساءات في أواخر كانون الثاني (يناير)، كنت أغادر المكتب البيضاوي، وذكرتُ لأوباما شيئاً من مقابلة كنتُ قد أجريتها معه في العام 2012 عندما أخبرني بأنه لن يسمح لإيران بحيازة سلاح نووي. قلت له: "قلت لي: "أنا رئيس الولايات المتحدة. أنا لا أكذب ولا أخدع"".
قال: "أنا لا أفعل".
بعد وقت قصير من تلك المقابلة قبل أربع سنوات، سألني إيهود باراك، الذي كان في ذلك الحين وزير دفاع إسرائيل، عما إذا كنت أعتقد أن وعد أوباما بأن لا يمارس الخديعة كان في حذ ذاته خديعة. وأجبته حينها بأنني وجدت من الصعب تخيل أن يكذب زعيم الولايات المتحدة أو يخدع في شأن متساوق للغاية. لكن سؤال باراك ظل معي منذ ذلك الحين. وهكذا، بينما كنت أقف على عتبة الباب مع الرئيس، سألته: "هل كانت تلك خديعة؟"، قلت له إن القليل من الناس يصدقون الآن أنه كان سيهاجم إيران حقاً ليمنعها من امتلاك سلاح نووي.
"هذا مثير للاهتمام"، قال بطريقة مبهمة.
وشرعت في السير: "هل كنتَ؟".
وقاطعني. "كنت سأفعل"، وقصد أنه كان سيضرب مرافق إيران النووية. "لو أنني رأيتهم يصلون نقطة الاختراق".
وأضاف: "الآن، الجدل الذي لا يمكن حله، لأنه ظرفي بالكامل، هو تعريف ما الذي يشكل امتلاكهم" القنبلة. "هذا هو الجدل الذي كنت أخوضه مع بيبي نتنياهو". وقد أراد نتنياهو من أوباما أن يمنع إيران من القدرة على بناء قنبلة، وليس من امتلاك قنبلة فحسب.
قال الرئيس: "كنتَ محقاً بتصديق ذلك. ثم عرض فكرته الرئيسية: كان ذلك في فئة "مصلحة أميركية"".
ذكرني ذلك بشيء كان ديريك كوليت، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي قد قاله لي: "أوباما مقامر، وليس محتالاً".
وقد قامر الرئيس ببعض الرهانات الكبيرة. في أيار (مايو) الماضي، بينما كان يحاول تمرير اتفاق إيران النووي في الكونغرس، قلت له إن الاتفاق يجعلني متوتراً. وكان رده كاشفاً. قال: "انظر، بعد 20 سنة من الآن، سوف أكون ما أزال موجوداً، إن شاء الله. وإذا كانت إيران تمتلك سلاحاً نووياً، فإن اسمي سيكون مكتوباً هذا. أعتقد أن من الإنصاف القول إن لدي -بالإضافة إلى مصالحنا الأمنية القومية الهائلة- مصلحة شخصية في منع حدوث ذلك".
في مسألة النظام السوري ورعاته الإيرانيين والروس، راهن أوباما -ويبدو مستعداً للاستمرار في المراهنة- على أن ثمن عمل أميركي مباشر في سورية سيكون أعلى من ثمن عدم العمل. وهو متفائل بما يكفي للعيش مع غموض قراراته المحفوفة بالمخاطر. ومع أن أوباما قال في خطابه لجائزة نوبل للسلام في العام 2009: "إن عدم العمل يمزق ضمائرنا ويمكن أن يقود إلى تدخل أكثر كلفة في وقت لاحق"، فإن كل الآراء الموجودة اليوم عن التدخلات الإنسانية لا يبدو أنها تحركه، ليس علناً على الأقل. وهو يعرف بلا شك أن "سمانثا باور" أخرى من الجيل المقبل ستكتب بطريقة منتقدة عن عدم رغبته في فعل المزيد لإيقاف المذبحة المستمرة في سورية. (إذا كان ذلك يهم، فإن سمانثا باور الحالية ستكون أيضاً موضع انتقاد من سمانثا باور المستقبلية). وبينما يصل أوباما إلى ختام رئاسته، فإنه يؤمن بأنه قدم لبلده معروفاً كبيراً بإبقائه خارج الدوامة الهائلة -وهو يعتقد، كما أظن، أن المؤرخين سيحكمون عليه ذات يوم بأنه كان حكيماً لأنه فعل ذلك.
في "الجناح الغربي" يقول المسؤولون إن أوباما، ورث عندما تولى الرئاسة أزمة مالية وحربين نشطتين من سلفه، وهو يحرص على ترك "حظيرة نظيفة" لخليفته أياً يكُن. وهو السبب في أن القتال ضد "داعش"، المجموعة التي يعتبرها تهديداً مباشراً -وإنما ليس وجودياً- للولايات المتحدة، هو أكثر أولوياته إلحاحاً في الفترة المتبقية من رئاسته؛ وكان قتل ما يدعى خليفة الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، من أعلى أهداف مؤسسة الأمن القومي الأميركية في سنة أوباما الأخيرة.
بطبيعة الحال، جاء "داعش" إلى الوجود على يد نظام الأسد، في جزء منه. ومع ذلك، لا يرقى استمرار حكم الأسد -وفق معايير أوباما الصارمة- إلى مستوى التحدي الرئيسي لأمن أميركا القومي في هذه اللحظة.
ولعل هذا هو العنصر الأكثر إثارة للجدل في نهج الرئيس أوباما، والذي سيظل محلاً للجدل لسنوات مقبلة -المعيار الذي استخدمه لتحديد ما يشكل، بالضبط، تهديداً مباشراً لمصالح الولايات المتحدة.
خلال فترة رئاسته، خلص أوباما إلى عدد من الاستنتاجات المتشابكة عن العالم، وعن دور أميركا فيه. الأول هو أن الشرق الأوسط لم يعد مهماً جداً للمصالح الأميركية. والثاني هو أنه حتى لو كان الشرق الأوسط مهماً بقدر لا مثيل له، فإن هناك القليل جداً مما يستطيع أي رئيس أميركي فعله ليجعله مكاناً أفضل. والثالث هو أن الرغبة الأميركية الفطرية في إصلاح أنواع المشاكل التي تُجلِّي نفسها أكثر ما يكون في الشرق الأوسط ستقود حتماً إلى الحرب، وإلى وقوع وفيات في صفوف الجنود الأميركيين، وإلى نزيف في المصداقية والقوة الأميركيين في نهاية المطاف. والرابع، هو أن العالم لا يستطيع أن يتحمل رؤية تضاؤل في القوة الأميركية. وتماماً كما وجد قادة العديد من الدول الحليفة للولايات المتحدة قيادة أوباما غير مناسبة للاضطلاع بالمهمات التي أمامه، وجد هو نفسه أيضاً قيادة العالم عملية كثيرة المطالب. ويرى الرئيس أن الشركاء الدوليين الذين يفتقرون غالباً إلى الرؤية والإرادة لإنفاق رأسمال سياسي في السعي إلى تحقيق أهداف واسعة وتقدمية، والخصوم الذين لا يفعلون، هم في النهاية عقلانيون مثله. ويعتقد أوباما أن التاريخ له جانبان، وأن خصوم أميركا -والبعض من حلفائها المزعومين- وضعوا أنفسهم على الجانب الخطأ من التاريح، حيث ما تزال القبَلية، والأصولية، والطائفية والعسكرة في ازدهار. والشيء الذي لا يفهمونه هو أن التاريخ يميل في اتجاهه هو.
قال لي بِن رودس: "الأطروحة الأساسية هي أن الرئيس، بمنعه أميركا من الانغماس في أزمات الشرق الأوسط، إنما يشارك في انحدارنا، في اعتقاد مؤسسة السياسة الخارجية. لكن الرئيس نفسه يتبنى وجهة النظر المعاكسة، وهي أن الإفراط في التمدد في الشرق الأوسط سوف يلحق في النهاية ضرراً باقتصادنا، وسيضر بقدرتنا على البحث عن فرص أخرى والتعامل مع تحديات أخرى، والأهم من كل شيء، أنه سيعرِّض أرواح أفراد الخدمة الأميركيين للخطر بسبب قضايا ليست مصالح مباشرة للأمن القومي الأميركي".
إذا كنتَ مؤيداً للرئيس، فإن استراتجيته ستبدو لك منطقاً واضحاً لا لُبس فيه: ضاعِف الرهان في تلك الأماكن من العالم حيث النجاح يبدو مرجحاً، وحُدَّ من التعرض الأميركي في البقية. لكن منتقديه يعتقدون، مع ذلك، أن المشاكل -مثل تلك التي يعرضها الشرق الأوسط- لا تحل نفسها بنفسها. ومن دون تدخل أميركي، سوف تكبر تلك المشاكل وتنتشر مثل الورم الخبيث فحسب.
في هذه اللحظة، تشكل سورية، حيث يبدو أن التاريخ يميل نحو المزيد من الفوضى هناك، التحدي الأكثر مباشرة لنظرة الرئيس العالمية.
كان جورج دبليو بوش مقامراً أيضاً، وليس محتالاً. وسوف يتم تذكره بقسوة على أشياء فعلها في الشرق الأوسط. ويراهن باراك أوباما على أن يُحكم عليه بإيجابية على الأشياء التي لم يفعلها هناك. (انتهى)
 
======================
معهد واشنطن :سياسة بوتين الشرق أوسطية: الأسباب والنتائج
آنا بورشفسكايا و فيليب غوردون
متاح أيضاً في English
23 آذار/مارس 2016
"في 17 آذار/مارس، خاطب فيليب غوردون وآنا بورشفسكايا منتدى سياسي في معهد واشنطن بمناسبة نشر المجهر السياسي الجديد باللغة الانكليزية: "روسيا في الشرق الأوسط: الدوافع، النتائج، التوقعات". والسيد غوردون هو زميل بارز في "مجلس العلاقات الخارجية"، وكان قد شغل منصب المساعد الخاص للرئيس الأمريكي ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج بين عامي 2013 و 2015. والسيدة بورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن وزميلة "المؤسسة الأوروبية للديمقراطية". وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهما".
 آنا بورشفسكايا
لم تعد روسيا "القوة العظمى" التي كانت في السابق، إلا أن منطقة الشرق الأوسط منطقة هشة، ولا تحتاج موسكو إلى بذل الكثير من الجهود لتأكيد نفوذها فيها والحصول على موطئ قدم عسكري هناك، خاصة ضد ما قد يُتصور بأنه تراجع غربي من المنطقة. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يختبر الغرب باستمرار، الأمر الذي يحوّل الأنظار عن المشاكل الداخلية في روسيا ويسمح له بمواصلة لعب دور الزعيم الضروري في هذا الإطار.
ولا بد من الإشارة إلى أن النفوذ الإقليمي الروسي آخذ في التزايد، وليس فقط في سوريا. ففي الشهر الماضي، زار العراق أكبر وفد روسي منذ سنوات عديدة، وتعهد بتقديم المزيد من الأسلحة والمساعدات لحكومة بغداد. كما ودافعت موسكو عن تجارب الصواريخ البالستية الإيرانية الأخيرة، وحرصت على أن مبيعاتها من الأسلحة الممكنة لإيران، بما فيها الطائرات المقاتلة، لا تخرق حظر الأسلحة الذي تفرضه للأمم المتحدة على أساس أن المقاتلات هي أسلحة دفاعية. وفي الوقت نفسه، تستمر مواجهة الكرملين مع تركيا بعد إسقاط أنقرة لطائرة روسية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وفي هذا الشهر تحديداً، زار العاهل المغربي الملك محمد السادس، روسيا للمرة الأولى منذ عام 2002.
وهناك العديد من أوجه التشابه بين رد فعل روسيا على الانتفاضات التي شهدتها دول الاتحاد السوفيتي السابقة بعد انهيار "الاتحاد"، ورد فعلها على "الربيع العربي". فتاريخياً، لم تهتم روسيا القيصرية ولا الاتحاد السوفيتي بالمنطقة نفسها بقدر اهتمامها باحتمالات تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية منها، فضلاً عن الحد من النفوذ الغربي، وبالتالي خلق صورة لروسيا كـ "قوة عظمى". وفي السنوات الأولى التي تلت انهيار الاتحاد السوفيتي، تراجع الرئيس بوريس يلتسين لفترة وجيزة من المنطقة، ولكن بعد الاضطرابات التي وقعت في التسعينات، تبوأ بوتين السلطة واعداً بالاستقرار والازدهار، واستعادة عظمة روسيا.
من الأوجه الأخرى التي تميزت بها ولاية بوتين، عدم الثقة والعداء تجاه الغرب. فهو يعتبر أن انهيار الاتحاد السوفيتي شكل مأساة ويرى أن الغرب يستهدف الآن وحدة روسيا على نحو مماثل. فكلام الغرب عن الديمقراطية هو ستار لتغيير النظام، ولا يمكن لبوتين إدراك الفكرة بأن الشعب قد يطيح بحكامه من دون تلقي تعليمات من قوى أجنبية.
وتميل السياسات الروسية إلى رد الفعل، وبالتالي تنشأ استجابة للسياسات والإجراءات الغربية. ومن جهته ينظر بوتين إلى الدبلوماسية على أنها لعبة لا رابح فيها ولا خاسر، ويسعى للحد من النفوذ الغربي من خلال استغلال الفجوات التي يتركها الغرب. على سبيل المثال، استغل تراجع العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر لتعزيز العلاقات الروسية المصرية. وعلى الرغم من تركيزها الشديد على مكافحة الإرهاب، كانت روسيا في بعض الأحيان على استعداد للعمل مع الإسلاميين مثل حكومة الرئيس المصري السابق محمد مرسي التي لم تدم طويلاً في مصر وحركة «حماس» في غزة. وقد استفادت موسكو إلى حد كبير من العمل في المجالات التي فشلت فيها واشنطن بفرض الخطوط الحمراء الخاصة بها، كما هو الحال في سوريا. وعموماً، سعى بوتين إلى تحسين العلاقات الروسية مع الأصدقاء والأعداء التقليديين على حد سواء في الشرق الأوسط، وذلك في المقام الأول عن طريق التجارة والأسلحة والوسائل المتعلقة بالطاقة.
فيليب غوردون
ترتبط مصالح روسيا في الشرق الأوسط بانعدام الثقة والعداء تجاه الغرب. فموسكو تتمتع بطموحات لتصبح "قوة عظمى" وتريد أن يتم التعامل معها على أنها كذلك. من جانبه، يعتبر بوتين خاتمة الحرب الباردة على أنها هدنة كان ينبغي أن تولد ميزان قوى متساوٍ ولكنها أدت بدلاً من ذلك إلى سعي الولايات المتحدة إلى الهيمنة العالمية. وبالمثل، تستاء روسيا من توسيع "حلف شمال الأطلسي" ("الناتو") ونشاط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وعلى وجه العموم، يحدد بوتين مصلحة روسيا على أنها معارضة للاتجاه العالمي القائم على نشر الديمقراطية، بما يتفق مع وصول موسكو إلى دول أكثر استبدادية ونفورها من مصالح الولايات المتحدة في الترويج للديمقراطية.
وفي هذا السياق، تمثل إيران وسوريا أهم عقدتين في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بإيران، تتناقض مصالح روسيا التي ترغب في منع طهران من امتلاك أسلحة نووية في حين تعارض أي تطور يُعتبر داعماً لهيمنة الولايات المتحدة. فقد أصرت موسكو على أن يمر أي اتفاق نووي مع إيران عبر مجلس الأمن الدولي حيث لروسيا مقعداً فيه. وخلال المحادثات، كانت إحدى مخاوف الغرب أن تقدم روسيا الحد الأدنى كشريك، وتوافق على منع [تطوير] القنبلة [النووية] الإيرانية ولكن ليس على نهج الولايات المتحدة الأوسع نطاقاً حول هذه المسألة. ومن المخاوف أيضاً أن توجيه ضربة من الغرب ضد إيران قد يساعد روسيا من خلال معالجة القضية النووية مباشرة، ويؤدي الى ارتفاع أسعار النفط، وتشويه سمعة الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما يسمح لموسكو في نهاية المطاف بتعزيز علاقاتها في المنطقة. إلا أن الكشف عن منشأة فوردو النووية الإيرانية السرية أثار التوتر في صفوف الروس ودفع بهم إلى دعم قرار مجلس الأمن رقم 1929، وحظر الأسلحة والعقوبات على الصواريخ. وفي النهاية، تبيّن أن روسيا شريكة فيما يتعلق بإيران أفضل مما توقع الكثيرون، على الرغم من الخلافات حول أوكرانيا وقوانين المنظمات غير الحكومية والدفاع الصاروخي وقضايا أخرى. وبمرور الوقت تدهورت العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن إيران كانت آخر مجال للتعاون. وقد بقي موقف موسكو بشأن إيران متناسقاً في جميع مراحل المحادثات، كما أن الروس دعموا تقييد برنامج إيران النووي طالما أنهم يلعبون دوراً في هذه العملية.
وحول سوريا، كانت نظرة الكثيرين مفرطة في التفاؤل بأن روسيا ستساعد الولايات المتحدة على عزل بشار الأسد. فبوتين دائماً ما سيدعم الأسد، وما كان يجب على المراقبين أن يتفاجؤوا من نشر روسيا قوة عسكرية في سوريا. فروسيا تكره الفكرة بأنه يمكن للشعب أن ينتفض ويؤمّن الدعم من الغرب إذا كان يكره الدكتاتور الذي يحكمه. ويمكن ملاحظة ذلك في رد فعل موسكو على الاضطرابات التي شهدتها جورجيا وأوكرانيا وقرغيزستان وليبيا. فالكرملين يرى نمطاً واحداً في كل هذه الحالات، ويخشى من انتشاره إلى آسيا الوسطى أو روسيا نفسها. وبشكل منفصل، لا يهدف الروس إلى بناء تحالف لسحق السنّة ولكنهم يحاولون بدلاً من ذلك توسيع علاقاتهم مع العالم الإسلامي السني.
ولا يستند الدفاع الروسي عن نظام الأسد على كره روسيا لتغيير النظام فحسب، بل على مخاطر الفوضى في المرحلة التي تلي الأسد في سوريا وعلى رغبتها في البقاء ذات صلة في هذا الشأن أيضاً، بدلاً من نية الكرملين المعلنة القائمة على هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»). وبالتالي يتماشى الانسحاب الروسي مع هذه الأهداف: فالأسد لن يسقط، ولا يتم تحويل سوريا إلى أفغانستان أو الصومال، وموسكو حافظت على مقعدها على هذه الطاولة. فانخراط الروس لم يكن للمشاركة في احتلال سوريا إلى أجل غير مسمى. وإذا تمكنت الولايات المتحدة من تقديم خطة لمرحلة ما بعد الأسد في سوريا تشمل المصالح الروسية، سيوافق الكرملين عليها. فروسيا، كما أُشير، عازمة على تجنب الفوضى في مرحلة ما بعد الأسد في سوريا ولكنها في الوقت نفسه لا تعتقد أنه يتعيّن على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً في تشكيل الحكومة السورية.
وبالتالي، ينبغي أن تتضمن الأهداف الأمريكية مواجهة النفوذ الروسي في المنطقة، ولكن لا يمكن أن يكون هذا هو الهدف الرئيسي. وبدلاً من ذلك، لا بد من قياس أهداف الولايات المتحدة بشأن روسيا مقابل المصالح الوطنية الأخرى. فعلى أولئك الذين ينظرون إلى تدخّل موسكو على أنه يقوض مصالح الولايات المتحدة أن يفسروا أيضاً الانسحاب الذي أعلنته روسيا على أنه مفيد لمصالح الولايات المتحدة، إذ لن تشمل سياسة أمريكية ناجحة تجاه سوريا قيام مأزق روسي فيها. وفي المقابل، يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على الهدف القائم على التعاون مع روسيا في التوصل إلى حل سياسي. وعلى هذا الصعيد، يتضمن إعلان الكرملين الانسحاب بالتزامن مع محادثات جنيف رسالة للأسد بأن روسيا لا تدعمه في استعادة السيطرة على كامل البلاد.
ولم يشك أحد يوماً بأن الولايات المتحدة يمكن أن تستخدم القوة الجوية إلى حد يترك بعض الأثر في سوريا، ولكن قد لا تكون القوة قد سمحت لواشنطن أن تدرك أهدافها السياسية، والتي تختلف عن أهداف روسيا وهي أكثر صعوبة منها. فقد إستندت المقامرة الكامنة وراء تدخل الولايات المتحدة المحتمل على إقناع النظام ومؤيديه بقبول الانتقال [السياسي]. وطالما يتمتع الأسد بدعم إيران وروسيا و «حزب الله»، فإن أي تدخل أمريكي سيكون مكلفاً وكبيراً. إذ تشير تجربة الولايات المتحدة إلى أن التدخل نيابة عن قوة معارضة لا يؤدي إلى الاستسلام بل إلى تصعيد مضاد. وبالتالي، يصبح تطبيق النهج الروسي لتحقيق الأهداف السياسية عبر استخدام القوة أكثر صعوبة حتى عندما ينظر المرء إلى النهج العشوائي للجيش الروسي وقتله لعدد كبير من المدنيين.
وفي النهاية، لا بد من الإشارة إلى أن ما يمكن أن تقدمه واشنطن للشرق الأوسط يفوق كثيراً عما تستطيع موسكو توفيره. ففي حين يمكن أن تلعب روسيا دوراً إقليمياً، تفضل دول الشرق الأوسط العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والشروط التي توفرها، بغض النظر عن التوترات الحالية. وتتمتع موسكو أيضاً بالقدرة على أن تكون قوة سلبية في الحالات التي يمكنها بدلاً من ذلك أن تلعب دوراً إيجابياً. ولهذا السبب، لا يمكن تجاهل روسيا.
======================