الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 27/1/2018

28.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة الامريكية :
كريستيان ساينس مونيتور: في قلب المعاناة السورية، نموذج لصمود المرأة
26 كانون الثاني / يناير، 2018التصنيف ترجمات ترجمة- أحمد عيشة
في دوما، في الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها المتمردون، الطعامُ نادر، والتفجيرات روتينية، والهدوء ذكرى. ولكن النساء من جميع الأعمار اللواتي يتدفقن إلى شقة (صباح) الدافئة، اخترن أنْ يكن سعيدات، يتبادلن الفرح، الموسيقى، والضحك.
صوت الضحك الأنثوي، والضربات المفرحة لطبلةٍ عربية، يهزان جدران شقةٍ أرضية في دوما، المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون.
يبدو أن مثل هذه الأصوات غير لائق في المدينة، حيث الطعام نادر، وعمليات القصف روتينية، في منطقةٍ وصفها مبعوث الأمم المتحدة بأنها “بؤرة المعاناة الإنسانية”.
الواقع أن كيفية إطعام أطفالهم ليس سوى إحدى التحديات القاسية اليومية التي يواجهها الرجال والنساء اللواتي يتجمعن في الشقة مؤخرًا، لدعم بعضهما البعض، واخترن أنْ يكن سعيدات.
لتحقيق لحظات فرحٍ لنساء دوما، لا بد من شجاعة وإبداع فريدين. وصباح، وهي أمٌ كاريزمية لخمسةٍ من الذين استضافوا التجمع الأخير، لديها من الشجاعة والإبداع ما يكفي.
تقول صباح، التي تمت مقابلتها مثل الأخريات من أجل هذه القصة، وتتكلم باسمٍ مستعار بدافع الخوف على عائلتها: “نحن النساء المتميزات، أنا حزينةٌ على جيل الشباب الذي ولد أثناء الحصار، ولا يتذكر شيئًا سوى الحرب. لدينا ذكريات، وتلك الذكريات تعطينا قوة”.
تركت صباح خلفها زوجًا، وحياةً فاخرة في أبو ظبي، للانضمام إلى الثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد في بلدتها: دوما. تستذكر أيام الرحلات البحرية حيث تؤخذ القرارات السريعة مع القهوة الصباحية. الآن بالكاد يمكنها العثور على القهوة بسعرٍ مرتفع، بينما مغادرة المدينة ليس خيارًا لها.
لم تكن دوما، وهي مدينة محافظة سكانها من الطبقتين الوسطى والعاملة، على بعد 10 أميال شمال شرق دمشق، قاعدةَ دعم متحمس للسيد الأسد، أو لأبيه وسلفه حافظ. في عام 2011، كان الطائفة السنية بشكلٍ رئيس في طليعة التظاهرات الأسبوعية التي دعت في البداية إلى الإصلاح، ثم إلى إسقاط نظام الأسد. وقد فرضت القوات الموالية للأسد حصارًا على المدينة التي يسيطر عليها المتمردون منذ عام 2013، مما حد من حركة الناس، ودخول الغذاء، والوقود، والمساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية.
اليوم، تتنافس جماعتان مسلحتان إسلاميتان، من أجل السيطرة على المنطقة مع الإبقاء على جبهةٍ مفتوحة ضد النظام. في الصيف الماضي، توسطت كل من روسيا، وإيران، وتركيا في اتفاق (خفض التصعيد) الذي شمل الشرقية الغوطة، حيث تقع دوما، وحيث بقي ما يقدر بـ 400000 شخص محاصرين، لكن السكان يقولون إن الأيام التي تمر، من دون قصف مدفعية ثقيلة وقصف جوي، تبقى استثناء.
تحوّل بيتها إلى ركام، حيث حولت (صباح) شقة أهلها في دوما إلى ملاذٍ آمن للنساء، ومكانٍ للتجمع والنسيان، ولو لمجرد لحظة، حيث الحصار الخانق، والحرب التي لا نهاية لها على ما يبدو. وتعمل مع جمعيةٍ خيرية تدعم الأرامل، والمطلقات، والنساء الصبايا الوحيدات.
نساءٌ من كل الأعمار يندفعن نحو غرفتها الدافئة في التجمع الأخير. وتقدم الكعك والبوشار على طاولات القهوة الصغيرة، وتغطي الأرض بالسجاد في محاولةٍ للاحتفاظ بالحرارة المنبعثة من موقد على الفحم، والخشب الجاف.
تتجمع النساء الأكبر سنًا على الأرائك الخشبية، في حين تقف الصغيرات لإفساح المجال. يناقشن التطورات السياسية، وتقلبات الأسعار في السوق، ووصفات المبادلة المستوحاة من الإنتاج المحدود لمدينةٍ تحت الحصار.
ينشغلنَ بكيفية تغذية أطفالهم في المدينة السورية ذات المعدل الأعلى في سوء التغذية. ووفقًا لدراسةٍ استقصائية للأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 12 في المئة من الأطفال دون الخامسة من العمر في حالةٍ صحية سيئة، وثلثهم لديه مشكلات في النمو، حيث تكافح الأمهات لإرضاعهم.
إهانات متفاقمة
قابلتُ المضيفةَ (صباح) في عام 2011 أثناء جمع اللوازم الطبية. إنه العام الذي كانت نساء الغوطة الشرقية يتجمعن فيه لتنظيم التظاهرات، وينقلن الأدوية إلى المستشفيات الميدانية في حقائب اليد، ويوزعن المساعدات الغذائية على الأسر المحتاجة.
قبل ذلك، تقول (شمس) وهي تضحك: كانت الحياة “بسيطةٌ، من دون أن تفعل أي شيء”. كانت تعيش مع والديها، وتقسم أيامها بين الأنشطة الاجتماعية، وصنع مفارش الطاولات. لم تجذبها السياسة إلى أنْ شهدت غارات قوات الأمن الوحشية في حيها.
وصفتْ الليلةَ بأنها “حظٌ رائع”، عندما غض ضابط الأمن الطرفَ عن قريبيها (اللذين كانا يعيشان في المبنى نفسه، وكانا في سنّ السوق للتجنيد) خلال حملةٍ أمنية ضخمة، بينما ضُرب شبانٌ آخرون، وحُملوا في السيارات.
في تلك المرحلة، عرفت أنهم (النظام) لا يعاملوننا كبشر، ورأيناهم على حقيقتهم”، كما تقول.
ازدادت الإهانات من حيث الحجم والشدة. ذات مرة، طلب جندي هيّأ بندقيته عند حاجز تفتيش، من والدتها أنْ تركض، محذرًا من أن السلاح يمكن أنْ “ينطلق” من تلقاء ذاته.
تقول شمس: “تخيل أن أحدًا يخبرك بأنك دريئة”، عبر رسالة نصية، وهي الوسيلة لمحادثة النساء الأخريات في هذه القصة. “لا يمكنك تحمل هذا، ولا يمكن أنْ تتحمل حقيقة أن هؤلاء الناس هم الذين يتحكمون بحياتك”.
الشك ما يزال أمرًا ثابتًا
وسط لحظات تصاعد الأغاني والرقص، والذكريات المرة والحلوة، تتقاسم النساء مخاوفهم الحالية، وتراوح هذه بين الخروج من أجل مهمةٍ ميدانية، ولا تعود أبدًا منها، وحتى أسوأ من ذلك، أنْ تعود إلى البيت لتجده متهدمًا، وقُتل أقرباؤك فيه.
تعمل سارة، وهي معلمةٌ غير متزوجة يبلغ عمرها 27 عامًا، في مدرسةٍ ابتدائية في البلدة، والتي، شأنها في ذلك شأن الكثير من بقية المدينة، تخرج باكرًا قدر ما تستطيع، قبل أنْ تغطي الطائرات السماء.
تبدأ الدروس في السادسة صباحًا، في صفها 30 من طلاب الصف الأول، وبعضهم متعرضٌ لرضاتٍ نفسية، بحيث يصبح التعلم والنطق صعبًا جدًا عليهم. وقد تم تطوير نظام إنذارٍ، بحيث يمكن للأطفال والمعلمين النزول للملجأ، حين وقوع غارةٍ، أو سماع صوت الطائرات.
تقول سارة لصحيفة (كريستيان ساينس مونيتور): “أذهبُ إلى عملي، ولا أعرف أسأعود أم لا. وأسوأ من ذلك، أسأجدُ بيتي وإخوتي أحياءً أم لا، عندما يقع القصف على المدرسة، يتضاعف خوفي، إنه لأمر مرعب، لأننا نقلق بشأن سلامة الأطفال، وكيفية عودتهم إلى بيوتهم”.
قبل الحرب، كما تقول، لم يكنْ ليخطر ببالها أنْ تعيش بعيدًا عن أبيها. المجتمع في دوما محافظٌ نسبيًا، حيث ترتدي معظم النساء غطاء الرأس، وتعيش الفتيات مع والديهن حتى يتزوجن. في حين جلبت الألفية الجديدة معها، فرص عمل وتعليم متزايدة، وقليلاتٌ منهن يذهبن إلى دمشق للعمل أو الدراسة.
كان يمكن لسارة أنْ تدرس وتعيش في دمشق بأمانٍ نسبي مع والدها المسن، لكنها اختارت أنْ تعيش مع أخويها في دوما، وتهتم برعاية الصغار الذين أصيبوا بشظايا خطرة. تقول سارة: إن غياب التعاطف بين الناس في العاصمة التي تسيطر عليها الحكومة مع أولئك الذين يعانون في دوما، مسقط رأسها، ساهم في قرارها بالعودة في عام 2015. وتضيف: “هنا موطننا. الناس حولي يشعرون بألمي، لأننا جميعًا نعيش الظروف ذاتها”.
حياة متنقلة تحت الحصار
يمكن لهؤلاء الأصدقاء الحديث عن رضاتهم النفسية المشتركة: عن المرة الأولى التي اجتيح فيها بيتهم، وعن المرة الأولى التي اجتازوا فيها حاجزًا، أو شاهدوا شخصًا قتله القناص، أو عن كيفية استعمال الأنفاق للخروج من (دوما) لجلب المؤن أو زيارة عزيز، قبل أنْ يدمرها النظام.
لقد تعلموا كيفية تدبر الحياة تحت الحصار. تقول صباح نصف مازحة: إن قوة وصمود النساء في دوما هما نتيجةٌ للتعامل مع الرجال الصلبين، والعنيدين على الجبهة الداخلية، وأيضًا نتيجة لكونهما جزءًا أساسًا من الاقتصاد المحلي. في الماضي، عندما كانت دوما في الغالب أراضي زراعية، كانت النساء يحرثن الأرض سويةً مع الرجال، وينسجن القماش خارج موسم الحصاد. واليوم، على الرغم من الحصار، فهن نشطاتٌ بالقدر نفسه.
تشعر “صباح” بالامتنان للحصول على الكهرباء من المولدات، بحيث تكفي لإضاءة المصابيح، وشحن الأجهزة الكهربائية ليلًا، حتى ولو كانت ضعيفةً جدًا، بحيث لا تسمح بتشغيل ثلاجة.
قد يكون الوقود نادرًا ومكلفًا، ولكن صباح لا تتردد في تخصيص القليل منه لتغذية المكبرات، والهاتف لتشغيل الأغاني، بحيث ترقص النساء. وهي تعلم أن الذكريات الطيبة ليست كافية للحفاظ عليها، وعليهم أيضًا أنْ يخلقوا ذكرياتٍ جديدة.
يختلط صوت سارة مع صوت القذائف وهي تقول: “إذا أخبرتني صباح الآن أن هناكَ تجمعًا عندها؛ فسوف أذهب مباشرة، يجب أنْ تستمر الحياة”. وأضافت: أصبح القصف والحصار والخسارة والموت، “طبيعيا”.
لحظة “مناسبة” لنكون سعداء؟
أفضل ذكرياتها عن الحياة تحت الحصار هو حفلُ زفاف لمى، ابنة صباح، في العام الماضي، في يوم قصفٍ مدفعي، وجوي عنيف.
بينما صففت العروس شعرها، أخمد أول المدعوين حريقًا ناتجًا عن ضربة صاروخ للمبنى المجاور. الطائرات الحربية حلقت إلى الأعلى في أثناء ذهاب لمى إلى مكان الزفاف، وتأخيرهم نتيجة لنفاذ الهواء من العجلات. اعتقدت لمى أنها لنْ تصل، لكنها سعدت كثيرًا عندما وصلت الصالة، ووجدتها مكتظةً بالناس.
لم تسمح (الحِسبة)، وهي لجنةٌ تشرف على تطبيق الشريعة، حيث إن القوى المهيمنة في المدينة هي فصائل متمردة إسلامية، للعريس وأصدقائه بالانضمام إلى الحفل في الصالة. وتركوهم في المدخل الرئيس. اندفع الرجال والنساء بشجاعةٍ نحو المكان المخصص، وباشروا الغناء. “كان الأمر مدهشًا!” تروي لمى في مقابلةٍ لاحقة: “رقصنا وهم غنوا لنا. كان لدينا بالونات مملوءة بالبرق، وعندما فجروها، أصبحنا كلنا نتلألأ”.
في كلماتهم الخاصة، تشرح النساء كيف لو انتظرن للحظة “المناسبة” حتى يفرحن، اللحظة التي لن تأتي. لا يحمل المستقبل وعدًا بالفرج الفوري. الموت دائمًا على عتبات بيوتهم التي أغلقها النظام.
صباح، التي لا تزال تشارك بانتظامٍ في اجتماعاتٍ علنية حول المفاوضات بين النظام والمعارضة، شجاعةٌ، وتقول لا عودةَ إلى الوراء. وتضيف: “لا يمكننا أنْ نقبل الأسد كرئيسٍ بأي حال، أو أنْ نعود تحت سيطرة قوات الأمن”.
ارتعبَت النساء في إحدى الصباحات الباكرة، الأسبوع الماضي، مما بدا أنه هجومٌ كيميائي آخر. نصف نائمة، وغير واعيةٍ بما قد حدث، فتحت صباح نافذة غرفة نومها، مما سمح بدخول الأبخرة السامة، كان على صديقاتها أنْ ينقلوها بسرعةٍ إلى المستشفى لتزويدها بالأكسجين، لكنها الآن في طور الشفاء.
========================
لوس أنجلوس تايمز: الولايات المتحدة دورها «هامشي» في أزمة سوريا
في كلمة ألقاها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الأسبوع الماضي، تحدث عن مستقبل تواجد الولايات المتحدة في سوريا، قائلاً إن الجيش الأمريكي سيظل مُنتشرًا في الأراضي السورية حتى بعد دحر تنظيم داعش الإرهابي، وأنه ليس موجودًا فقط لدحر داعش، بل من أجل منع الرئيس السوري بشار الأسد من بسط سيطرته على كامل البلاد مع حليفته إيران.
وقالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، في مقال نشرته اليوم الجمعة، إن تيلرسون وضع “استراتيجية جديدة” لتحقيق أهداف الولايات المتحدة في سوريا، وهي أن تنفق بلاده طاقة دبلوماسية على برامج دعم الاستقرار والعملية السياسية بقيادة الأمم المتحدة.
وأضافت الصحيفة، أنه رغم تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، فإن بلاده وبعد ما يقرب من 7 سنوات من اندلاع الثورة السورية والحرب الأهلية، لم تقم سوى بدور “هامشي” في أزمة سوريا، وأن الخطاب الجديد الصادر عن وزارة الخارجية “لن يضع سوريا على مسار جديد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما، عندما كان في منصبه، فإن الدور الأمريكي قصر على الدعم العسكري للمعارضة السورية، ووقفت أمام استهداف قوات الأسد، وفي نهاية المطاف قدمت الدعم للمقاتلين الأكراد للوقوف ضد تنظيم داعش.
وفي عهد الرئيس الحالي، دونالد ترامب، ظل مستوى مشاركة الولايات المتحدة ثابتًا نوعًا ما، لكنه انتهى من برنامج وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه”، الذي يدعم المعارضة، في نفس الوقت قام بضرب مطار الشُعيرات التابع للأسد بعد قصف خان شيخون الواقعة في محافظة إدلب، وركزّ القتال بشكل كبير على تنظيم داعش الإرهابي، وقدّم الدعم العسكري للمقاتلين الأكراد “قوات سوريا الديمقراطية”، ودعمهم في مساعيهم وقياداتهم لطرد داعش من معقلهم، مدينة الرقة.
وفعلت روسيا الأمر ذاته بالنسبة لدعم قوات بشار الأسد في دير الزور، وبحلول نهاية عام 2017، تمت هزيمة داعش في شمال شرق سوريا، والآن تقوم وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بجهود ضخمة لتحقيق الاستقرار في شمال شرقي سوريا بالتعاون مع الجيش الأمريكي، وهي تقوم بإعادة بناء البنية التحتية، وتوسيع نطاق الخدمات مثل المياه والكهرباء، وإنشاء المجالس المحلية، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى العملية العسكرية التي تشنها تركيا ضد المسلحين الأكراد -حلفاء الولايات المتحدة- في منطقة عفرين الواقعة شمالي سوريا على الحدود التركية، إذ تعتبر تركيا أنها تحمي بهذه العملية أمنها القومي عن طريق توغلها في الشمال الغربي السوري.
وأضافت أن أمريكا حاولت تجنب الحكومة السورية التي استطاعت بدعم من روسيا وإيران أن تبسط نفوذها في جميع أنحاء البلاد تقريبًا، ومن المتوقع أيضًا في النهاية وبعد العملية العسكرية التركية أن تستعيد الشمال السوري. وأشارت إلى احتمالية تدخل الولايات المتحدة في اتفاقية بين الأكراد والحكومة السورية، لكن تيلرسون لم يؤكد ذلك في تصريحاته، قائلة إنه حتى الآن الولايات المتحدة لم تدخل طرفًا سوى في اتفاق وقف إطلاق نار واحد في جنوب سوريا.
وفيما يتعلق بمناطق خفض التصعيد، التي اتفقت عليها دول المفاوضات في أستانة “تركيا وإيران وروسيا”، والمفروضة في وسط وشمال غرب سوريا تبقى بقعا ساخنة، وفي إدلب؛ وهي آخر أكبر المناطق التي تسيطر المعارضة السورية، ومنذ بضعة أشهر شنت القوات الحكومية السورية عملية عسكرية في إدلب، غير أنها كثّفت من ضرباتها مع بداية العام 2018، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين.
وعلى الرغم من أن روسيا وإيران وتركيا لها تأثير على الأحداث في المنطقة وغيرها من المناطق، فإن “الولايات المتحدة لا تفعل ذلك”، بحسب تعبير الصحيفة.
وقالت الصحيفة، إنه حتى في محادثات أستانة في العاصمة الكازاخية، فإن المحادثات تقتصر على الدول الثلاث المشاركة، ولم تلعب الولايات المتحدة سوى مجرد دور رقابي ليس له أهمية كبيرة.
أما المفاوضات المُنعقدة بقيادة الأمم المتحدة “جنيف”، فأكدت الصحيفة، أنه رغم مشاركة الولايات المتحدة في الجولات الثمانية، التي تم عقدها بين وفدي الحكومة والمعارضة، إلا أنها لم تتخذ دورًا قياديًا، ولم تُسفر المفاوضات عن أي نتيجة ملموسة.
وختمت الصحيفة “قد يتصور تيلرسون سوريا خالية من العنف، حيث يمكن للاجئين والنازحين العودة إليها، لكن الولايات المتحدة لا تفعل شيئا يُذكر لتحقيق ذلك”.
========================
فورين بوليسي :كيف يمكن لواشنطن وقف الحرب بين تركيا وأكراد سوريا؟
ترجمة إسراء الرفاعي
وضعت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عدة ملاحظات حول عملية تركيا الأخيرة في عفرين، والسياسة الأميركية الحقيقية تجاه تركيا.
وقالت المجلة أن حليفين رئيسيين لواشنطن في المنطقة (تركيا والأكراد السوريون) بدءا قتالاً ضد بعضهما الأسبوع الماضي. وقد حاول وزير الخارجية “ريكس تيلرسون” في وقت سابق من هذا الأسبوع عمل موازنة مختارة بعناية حول هذه المعضلة، حيث تفهّم المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، وكذلك الأمر بالنسبة للمليشيات الكردية الانفصالية.
وتشرح المجلة الامريكية السياسة الأميركية الحقيقية، وتضع ملاحظات عليها قائلة: تمتلك الولايات المتحدة الآن سياسة متماسكة في سوريا، وأهداف مشتركة مع تركيا، وهي:
أولاً : يجب حل الصراع القائم حالياً بين السوريين ونظام بشار الأسد خلال عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة تُفضي إلى دولة موحدة بعد الأسد.
ثانياً : يجب تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، والحفاظ على أمان جيران سوريا من جميع التهديدات القادمة منها.
وترى المجلة أن الهدف الأول يفي بالغرضين الرئيسيين لتركيا المتجلّيين في التخلص من الأسد، وإقامة سوريا موحدة، دون كردستان سورية مستقلة تحت حكم حزب العمال الكردستاني “PKK”. أما الهدف الثاني، وهو الحد من نفوذ إيران في سوريا، وضمان عدم وجود تهديدات من هناك، فهو يلبّي مصلحة تركيا الدبلوماسية طويلة الأمد (الذي يعود إلى الصراعات الإمبراطورية العثمانية – الفارسية) في احتوائها.
وتضيف المجلة أنه على الرغم من خطاب أردوغان الحاد المعادي للغرب، إلا أن تركيا تتشارك توجهاً أساسياً مع الولايات المتحدة وأوروبا. وكما هو حال مصالح الدول العربية و إسرائيل، فإن مصالح تركيا مهددة من قبل التوسع الإيراني الذي تدعمه روسيا، وهما العدوّان التقليديان لكل من الإمبراطورية العثمانية، وتركيا الحديثة.
وتستطرد مجلة فورين بوليسي بأن هذا التقارب في المصالح لا يعني أن جميع الأمور جيدة بين واشنطن و أنقرة. ويواجه أردوغان ومعظم الأتراك مشاكل كبيرة مع الولايات المتحدة التي تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD)، وجناحه العسكري، ووحدات حماية الشعب (YPG)، إضافة إلى القوة العسكرية المشتركة بين العرب والأكراد (قوات سوريا الديمقراطية).
وتضيف أن الولايات المتحدة واجهت صعوبات في إقناع تركيا بأن دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وقوات سوريا الديمقراطية (SDF) كان لمجرد فعاليتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية فقط، بحسب ما قاله مسؤولون أميركيون. ويرجع ذلك جزئياً إلى الروابط الشخصية القوية التي أقيمت بين القوات الأمريكية والقادة الأكراد، الذين كان دورهم فعّالاً جداً ضد قوات تنظيم الدولة الإسلامية.
واعتبرت المجلة أن سلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة على جميع الأصعدة أدت إلى تفاقم الأمور، بما في ذلك نائب الرئيس السابق “جون بايدن” الذي وعد الأتراك علناً بأن حزب الاتحاد الديقراطي (PYD) سيتراجع عبر الفرات، كما وعد ترامب الرئيس أردوغان بوقف فوري لإرسال شحنات الأسلحة للأكراد، ومن ثم إعلان البنتاغون في الشهر الجاري بأنه سيدرّب قوات سوريا الديمقراطية كقوة حدودية على الحدود التركية. وبالتالي فإن واشنطن في مأزق كبير.
وقد بدأت الولايات المتحدة القيام بذلك من خلال الإعلان بأنها لا تملك أي صلات مع قوة أخرى تتبع لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في جيب عفرين المعزول، في شمال غرب سوريا على طول الحدود التركية. وبدأت تركيا بشن هجوم على هذا الجيب الآن، وقد حثّتها الولايات المتحدة على ضبط النفس إلا أنها لم تقم بإيقافها. حيث كان تيلرسون أيضاً في حاجة إلى الثناء على دور تركيا في سوريا، والالتزام بالتعاون مع أنقرة، وتوجيه انتقاد ضمني لقوات سوريا الديمقراطية (SDF)، وبالتالي انتقاد حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) لعدم السماح بما يكفي من الحكم الذاتي المحلي والديمقراطية و “تهديد” الدول المجاورة (أي تركيا).
وتضيف المجلة أن السؤال الأكبر هو كيف ستتناسب المصالح الأميركية طويلة الأمد في تركيا مع الشراكة التي مضى عليها ثلاثة سنوات في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بين واشنطن وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)؟ سيتعيّن على الولايات المتحدة أن تقسم مثالثة تحالفها الحيوي مع أنقرة ووعدها العام الجديد بالحفاظ على شراكة حزب الاتحاد الديمقراطي (بما في ذلك حوالي ألفين مستشار عسكري أميركي) على الأقل خلال العامين القادمين. إن هناك طريقة صعبة للمضي قدماً ولكنها أساسية، للتوفيق بين المصالح الأمريكية وحلفائها الأتراك والأكراد السوريين .
وتقترح المجلة مجموعة خطوات لتجيب عن الأسئلة التي طرحتها، فالخطوة الأولى برأيها هي تشجيع حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) للنأي بنفسه عن حزب العمال الكردستاني (PKK)، مع تذكير تركيا بشكل خاص بأن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) قد حافظ إلى حد كبير على التزامه الذي عُقد في عام 2012 بعدم تقديم أي دعم مالي لحزب العمال الكردستاني (PKK) داخل تركيا. ومن المفيد التذكير بأن تركيا وحزب الاتحاد الديمقراطي قد عملا معاً بشكل جيد في عام 2015 في تسهيل العمليات العسكرية الناجحة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني، على الحدود التركية مباشرة، ثم كان زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم ضيف شرف لدى الحكومة التركية. وقد ذهب هذا الوفاق الهش ضحية لانهيار وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني التركي ومحادثات السلام في وقت لاحق من ذلك العام – الأمر الذي جعل الدعم العسكري الأمريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي عاملاً مزعزعاً على الدوام في العلاقات مع تركيا.
والخطوة الثانية يجب أن تتمثل في إقامة قنوات مباشرة للمناقشات المستأنفة بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وتركيا، وبين حزب الاتحاد الديمقراطي وما تبقى من التيار الذي يضم المعارضة السورية المعتدلة التي مازالت تركيا تدعمها. ومن خلال الاتصالات غير الرسمية التي قامت بها مجلة “فورين بوليسي” على مدى الأشهر الماضية مع جميع الأطراف، تبيّن أنهم قد يكونون جميعاً منفتحين على هذا الخيار. وقد ذهب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي السابق نواف خليل بعد تصريحات تيلرسون إلى حد الترحيب بهذا البيان من التزام أمريكي “متوازن” بكل حلفائه في سوريا وحولها. إن جميع هذه الأطراف تتشاطر مصلحة قوية في معارضة الأسد وإيران، وتجنب الصراع المسلح الكبير مع بعضهما البعض، والحفاظ على علاقاتهما الأمنية والدبلوماسية الثنائية مع واشنطن.
أما الخطوة الثالثة فهي أكثر صعوبة لكنها ضرورية بشكل عاجل، وهي طمأنة تركيا، بطريقة أكثر وضوحاً حتى من تصريحات تيلرسون، تتجلى بأن الولايات المتحدة سوف تعارض بنشاط أي حركة انفصال كردية أو توسع إقليمي في سوريا، وأي محاولات مستقبلية من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) للتعاون مع حزب العمال الكردستاني (PKK) داخل تركيا. وفي المقابل يجب على الولايات المتحدة أن تطمئن بشكل موثوق أصدقاءها الأكراد السوريين بأن واشنطن ستعمل مع تركيا لمنع التوغل التركي أو العمليات العسكرية الأخرى في الجيوب التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في شرق سوريا.
وتقول إن استمرار الوجود العسكري الأمريكي الصغير في تلك الجيوب سيجعل هذا الالتزام أكثر مصداقية. وعلى المدى الطويل، قد يكون من الممكن تشكيل تحالف إيجابي وغير رسمي بين هذه الأحزاب الإقليمية المتحاربة حالياً، والتي من شأنها تعزيز النفوذ المؤيد للولايات المتحدة والمناهض لإيران، ضد الأسد خارج الزاوية الشمالية الشرقية لسوريا. ودون هذا التعاون، فإن الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا – بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي – وبالتالي سياسة واشنطن بأكملها في سوريا ستكون عرضة للتهديدات، ومن الصعب الحفاظ عليها. وهذا لن يكون في مصلحة تركيا، خاصة أن ذلك سيؤدي إلى إما لاحتلال تركيا كامل المنطقة شمال شرق سوريا في ظل مواجهة مقاومة شرسة، أو السماح لتلك المنطقة (والقوات العسكرية الموالية للأكراد هناك) بأن تقع تحت سيطرة نظام الأسد وإيران.
وتختتم المجلة بالقول، أنه قد يبدو هذا السيناريو مثالياً في الوقت الحالي، ولكن يجب التذكير بأن تركيا والأكراد العراقيين كانوا أعداء قبل أقل من عشر سنوات، وهم اليوم أصدقاء، تزامناً مع تدفق النفط من كردستان العراق يومياً عبر تركيا.
========================
"واشنطن بوست" تحذر من ترحيل السوريين عن الأراضي الأمريكية
كتب ماري مراد | السبت 27-01-2018 08:39
دعا روبرت فورد سفير الولايات المتحدة السابق لدى سوريا من عام 2011 إلى عام 2014، والزميل البارز في معهد الشرق الأوسط والمحاضر في جامعة ييل، ووائل الزيات، مستشار سابق في وزارة الخارجية، بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تجديد الحماية التي تمنحها واشنطن إلى السوريين، محذرين من ترحيلهم إلى سوريا.
وفي مقالتهما بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أوضحا أن الحرب في سوريا ستدخل عامها الثامن في مارس المقبل، بعد أن تحول الوضع فيها من دعوات سلمية من أجل الحرية والإصلاح السياسي إلى حرب أهلية ذات أبعاد ملحمية، مرجعين هذا التطور السلبي إلى ما وصفوه بالرد "الوحشي العنيف" من الرئيس السوري بشار الأسد.
حماية السوريين
وأشارا إلى أن معرفة ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة للمساعدة في حل الأزمة ليس بالأمر السهل، ولكن هناك شيء واحد واضح، وهو أنه طالما استمرت حالة القتل والفوضى،  فيجب على حكومة واشنطن ألا تجبر السوريين في أمريكا على العودة إلى سوريا.
وبحسب المقال، منحت وزارة الأمن الداخلي وضعية الحماية المؤقتة للمواطنين السوريين غير المهاجرين المقيمين في الولايات المتحدة في مارس 2012، مما يسمح لهم بالبقاء ما دام هناك "ظروف غير عادية ومؤقتة في سوريا تمنعهم من العودة إلى بلادهم في أمان"، وقد جددت الحكومة باستمرار هذا الوضع – مؤخرا في عام 2016 - لتوسيع الحماية لـ6 آلاف و900 سوري في البلاد.
لكن الكاتبان لفتا إلى وجود تقارير تشير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفكر في إنهاء هذه الحماية، التى كانت جاهزة للتجديد مرة ثالثة في مارس.
القتال مستمر
وفي المقال، شدد الكاتبان على أن منح الحماية هو الشيء الصحيح الذي كان يجب القيام به في عامي 2012 و 2016، وهو الشيء الصحيح الذي يجب فعله الآن، موضحين أنه بينما لا تزال الحرب مستمرة وإلى أن يكون هناك احتمال بأن هؤلاء السوريين لديهم فرصة لإعادة حياتهم بأمان في بلادهم، "فلا يمكن إعادتهم بضمير مستريح إلى الاضطهاد".
وفي الأشهر الأخيرة، أنهت إدارة ترامب وضع الحماية لعشرات الآلاف من مواطني هاييتي والسلفادور، مما أثار غضب كبير، لكن الكاتبان ذكرا أنه بغض النظر عن الآراء المتعلقة بتلك القرارات فإنه لا ينبغي أن يكون هناك أي نقاش حول حماية السوريين.
وأكدا أن السبب في ذلك يعود إلى أن الوضع في سوريا لم يتغير بما فيه الكفاية لإنهاء الحماية للسوريين، مستطردين: "فالصور المدمرة للحرب، بما في ذلك المدنيين الذين قتلوا في هجمات الغاز والتفجيرات في المدارس والمستشفيات؛ وغرف تعذيب النظام،  مستمرة،  وبينما كانت حكومتنا تقود تقدما كبيرا ضد تنظيم داعش، فإن القتال بين السوريين لم ينته بعد".
حل سياسي للنزاع
وقد لاحظ وزير الخارجية ريكس تيلرسون الأمريكي أنه "لا توجد وسيلة لتسهيل عودة آمنة وطوعية واسعة النطاق" للسوريين في الخارج دون حل سياسي للنزاع.
أما في المناطق الخاضعة لسيطرة الأسد، بحسب المقال، فإن سجل حقوق الإنسان، كما لاحظ تيلرسون، "سيئ السمعة في جميع أنحاء العالم"، وفي عام 2016، وجدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة "عنف واسع النطاق ومنتظم - بما في ذلك قتل المعتقلين في مراكز الاحتجاز الرسمية والمؤقتة-  كما قالت اللجنة إن الحكومة السورية ارتكبت جرائم حرب، بما في ذلك الإبادة والقتل والاغتصاب والتعذيب والاختفاء القسري.
وأشار الكاتبان إلى أنه في حين لا توجد أرقام محددة للسجناء الذين تحتجزهم الحكومة في سوريا، فإن الكثيرين يقدرونهم بعشرات الآلاف، لافتين إلى أن العالم شهد لمحة مروعة عن هذا الواقع عندما انشق مصور عسكري شجاع سوري يدعى قيصر بآلاف الصور التي تبين جثث السجناء وكدمات على أجسادهم إذ تعرضوا للتعذيب حتى الموت في سجون الأسد.
السوريون الفارون
وفي الوقت نفسه، أوضح الكاتبان،  أن النظام يري معظم الذين تركوا البلاد خلال النزاع إما أعضاء في المعارضة أو متعاطفين معهم، ولذلك فإن الذين يعودون سيتعرضون لخطر شديد.
ووفقًا للمقال، أشار القادة السوريون إلى هؤلاء لن يواجهوا محاكمة عادلة من قوات الأمن والميليشيات المتحالفة معها، وفي سبتمبر 2017، قال اللواء عصام زاهر الدين، قائد الحرس الجمهوري للنظام في محافظة دير الزور: "لمن هربوا من سوريا إلى أي بلد آخر، أقول: رجاء لا تعودوا، لأنه حتى إن غفرت لكم الدولة فأقسم أننا لن نغفر وننسى أبدا"، ناصحا إياهم بعدم العودة.
الحكم بالإعدام على السوريين الهاربين
ولفتا الكاتبان، إلى أن القول بعودة السوريين قد يكون حكما بالإعدام ليس مبالغا فيه، وأضافا: "يحتاج 6900 سوري يتمتعون بالحماية إلى مساعدتنا،  وقد ساهم المواطنون السوريون بالفعل في إثراء بلدنا، هم رجال الأعمال والأطباء والمعلمين والطهاة"، منوهين إلى أن هؤلاء مثال للكرم والاجتهاد في العمل.
وفي ختام المقال، ذكرا أنه في حين أن واشنطن لم تتمكن من منع الاضطهاد والتشريد اللاحق لملايين السوريين، لكنها تمكنت من إعطاء ملاذ آمن مؤقت لعدد قليل من أولئك الذين يعانون، متابعين: "يمكننا أن نظهر لهم والعالم أنه يمكننا مواصلة القيام بالشيء الصحيح من خلال تجديد الحماية قبل انتهاء صلاحيتها".
========================
معهد واشنطن :هلا تنتظر روج آڤا سوريا الجديدة
حسن منيمنة
متاح أيضاً في English
24 يناير/كانون الثاني 2018
ينذر الهجوم التركي على عفرين، الجيب الذي تسيطر عليه الفصائل الكردية في الشمال الغربي السوري، بالدخول في فصل مأساوي جديد من الحرب السورية الطويلة. وفيما على واشنطن السعي الفوري إلى تطويق هذه المواجهة غير المجدية، فإنه يستحسن لها التطرق إلى الأسباب العميقة للتوتر في العلاقات بين حلفائها وشركائها المحليين، المتحققين والممكنين، في هذا الجزء من سوريا، وذلك للاحتفاظ بالحد الأدنى من التأثير في الشأن السوري وعدم إتاحة المجال لروسيا وإيران لاختطاف القضية. والمسألة الأساسية المطروحة هنا هي هل أنه ثمة كردستان جديدة تستحق أن تبصر النور في سوريا.
لا بد من التسليم أن وجهة النظر الداعية إلى إقامة منطقة كردية ذات حكم ذاتي في الشمال الشرقي السوري لها ما يؤيدها، سواءاً من حيث المبدأ أو من حيث الواقع العملي. فالسكان الأكراد في العديد من نواحي الشمال الشرقي السوري هم إما الأكثرية المطلقة أو الفئة الأكبر عدداً حيث تغلب التعددية. فلو أن التسويات التي تمّت بعد الحرب العالمية الأولى قبل قرن قد تضمّنت إنشاء دولة كردية، كما كان الوعد والتوقع، لكانت هذه النواحي جزءاً منها. وقد طال إهمال الآمال القومية الكردية، فيما أنه من حق الشعوب أن تختار الإطار المنسجم مع ثقافتها وقيمها. والقراءة القومية الكردية للمستجدات هي أن كردستان الجنوبية (أي كردستان العراق)، رغم الانتكاسة الأخيرة، قد حققت أشواطاً كبيرة باتجاه الانعتاق، وجاء دور روج آڤا كردستان في سوريا، أي كردستان الغربية، للسير على هذا الدرب، على أن تتبعها كل من كردستان الشمالية في تركيا وكردستان الشرقية في إيران. فالنزاع في سوريا كان وحسب فرصة التحقيق للطموح القومي، دون أن يتحول هذا التحقيق إلى عصبية عدائية بحق الآخرين، بل إنه سار باتجاه «ديمقراطية الشعوب» والتي تشدد على ضرورة المشاركة والمساواة. وعليه، يبرز الحضور النسائي وانخراط غير الأكراد في هذه البنية الجديدة القائمة على التمكين من انطلاقاً من القاعدة الشعبية إلى الأعلى. ومن خلال هذا التمكين، وبناءاً على التفويض الذي تشكله الانتخابات المحلية، فإنه قد تمّت إقامة «فدرالية»، أي ولاية اتحادية، في الشمال السوري بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الفصيل القومي الكردي الأبرز في المنطقة. وإذا كان التحالف مع الولايات المتحدة قد بدا انتفاعياً أو انتهازياً في المرحلة الأولى، ومن الجانبين، مع حاجة الكيان السياسي المتشكّل إلى الدعم المادي، ومع البحث الحثيث من جانب الولايات المتحدة لإيجاد القوى البرية في مجهودها الحربي بمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، فإن ترقية العلاقة من الآني إلى الطويل الأمد ومن الميداني إلى السياسي كانت متوقعة، انطلاقاً من التوافق في المصالح والقيم. واليوم بعد أن قدّمت روج آڤا التضحيات الجسام في الأرواح والأموال، فإنها قد استحقت استمرار الدعم من الولايات المتحدة وتعزيزه في المرحلة المقبلة. والحاجة إلى هذا الدعم ماسة، سواءاً إزاء روسيا وإيران في سعيهما لتعويم النظام وإعادة طغيانه على كامل التراب السوري، أو إزاء تركيا في نهجها المعمّى والمشبوه والذي يُظهر محاربة تنظيم الدولة فيما هو يُبطن السعي إلى حرمان الشعب الكردي من حقوقه المشروعة، في سوريا كما في تركيا نفسها.
هي بالتأكيد حجج تنضوي على قدر من الحقيقة. إلا أنه مقابل كل حجة مطروحة هنا يمكن استدعاء حجة مضادة قائمة كذلك على الوقائع والحقائق. بل إن الإطار العام للطرح القومي الكردي اليوم، بما يحفل به من دعوات الضم القسري لفئات تُنسب إليها الهوية القومية شاءت أم أبت، وبما يرد فيه من تصورات فوقية للذات (وصولاً إلى إحياء مادة بائدة من القرن التاسع عشر حول الفوارق بين «الآرية» الكردية و «السامية» العربية في بعض مواقع التواصل الاجتماعي)، يتماهى بالكامل مع الأطر القومية التي سادت ثم فشلت في الأوساط العربية والتركية والإيرانية. ولا شك أن تجربة روج آڤا قد حظيت بالإعجاب في تقارير صحفية غربية  تغنّت بها، ولا سيما لاعتناقها «ديمقراطية الشعوب»، وإن جاءت هذه ليس كما الصورة المثالية كوسيلة تمكين من القاعدة إلى الأعلى، إنما كنظرية للتطبيق من القيادة إلى الأسفل، بعد أن  تحوّل عبدالله أوجلان عقائدياً من الشيوعية اللينينة الستالينية إلى الفوضوية الاشتراكية. بل أن تطبيقها يترافق مع اتجاه متصاعد لحصر السلطة ومركزتها على مستوى قيادة «الفدرالية». فالانتخابات المحلية للعامين ٢٠١٥ و٢٠١٧ قد أرست نظاماً سياسياً قائماً على درجات في المواطنة، بدلاً من تحقيق التمكين الشعبي الصادق، حين قرّرت أن بعض العشائر العربية والتي نزلت «مؤخراً» في المنطقة (أي التي دفعتها الدولة السورية إلى الانتقال من البداوة إلى الاستقرار الحضري قبل زهاء نصف قرن أو أكثر) تنال بعض حقوق التصويت لا كلّها. وقد يكون ما جرى تداوله من طرد للسكان العرب من قراهم بعد دخول الفصائل الكردية إليها مبالغ فيه، رغم أن توثيق العديد من الحالات المقلقة تم بالشكل الرصين، إلا أن «الفدرالية» تنضح بالطابع الكردي، في رموزها وقراراتها اللغوية وأوجهها السياسية، رغم أن معظم أراضيها، والتي تم ضمّها في إطار حرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تنظيم الدولة، لم تكن يوماً ضمن التصور القومي، في أقصى سخائه، لكردستان الغربية. أما الزعم بأن العشائر العربية المحلية وغيرها من التجمعات السكانية قد أعلنت تأييدها للكيان الاتحادي، فيفقد من صدقيته عندما يلاحظ أن العديد من هذه الأطراف كانت مضطرة أن تعلن الولاء لتنظيم الدولة. أي أن الدافع لمواقفها هو الحاجة إلى البقاء، وليس الإرادة الحرة واعتبار المصالح. ولا شك أن المنطقة، بعيون غربية، أجمل مما كانت تسيطر عليه «الدولة الإسلامية»، أو ما يزال إلى اليوم بأيادي المعارضة: فالنساء بملابس الجنود أو في مواقع السلطة هنا بالتأكيد أكثر بهاءاً من الملتحفات بالعباءات والمنقبات والمحجبات في سائر سوريا. ولكن الاختلاف بالأشكال المرئية لا يفيد الخلاف في القيم. بل إن المجتمع السوري الكردي يقترب في قيمه وعاداته وتقاليده من بقية أهل البلاد، ولا يمكن اختزال هؤلاء بالقيود التي يفرضها عليهم رجالاً ونساءاً الجهاديون وسائر الإسلاميين في صفوف المعارضة. لا شك أن الدفع الذي يقوم به حزب الاتحاد الديمقراطي باتجاه القيم التقدمية هو فعل إيجابي، ولكنه لا يحوي اعتناقاً لذهنية الانفتاح السياسي والتسامح العقائدي، فهذه الذهنية منحسرة في أفعال حزب الاتحاد كما في سياساته ومواقفه.
إلا أن هذه المواقف والسياسات تبقى قابلة للتبديل الإيجابي نتيجة التفاعل الميداني مع الولايات المتحدة، وإن لم تكن النوايا صافية في مطلع المسعى إلى التعاون، بعد أن كان الحزب قد اعتاد على الطعن بالإمپريالية الأميركية وسعيها إلى فرض نفوذها. وتصور الولايات المتحدة نفسها لعلاقتها بحزب الاتحاد قد تبدلت، إذ أنها تقترب، على المستوى الميداني على الأقل، من تجاوز الصيغة التعاقدية التي كانت قد اختارتها له باتجاه علاقة أكثر ديمومة. فالمطلوب لاستكمال رؤية سياسية أميركية في سوريا المزيد من الحزم والوضوح في إدارة مخاوف تركيا وتوقعاتها، وهي الحليف الثابت ضمن حلف شمال الأطلسي، كما أنها القوة القادرة على مستوى الشرق الأوسط. ولكن جوهر المسألة هو أن الولايات المتحدة، إذ هي وراء تمكين حزب الاتحاد من السيطرة على معظم الشمال الشرقي السوري، تقع على عاتقها مسؤولية منع التوتر في هذا الجزء من سوريا من أن يرتفع إلى حد الانفجار العتيد.
ففي معظم الأوساط العربية في سوريا، لا ينظر إلى «الفدرالية» المعلنة في الشمال الشرقي على أنها تجربة صادقة باتجاه تعزيز الحكم المحلي داخل الوطن السوري الواحد، بل على أنها محاولة تقترب من مطلق السفور للانفصال بدوافع قومية كردية. وإذ أن حزب الاتحاد قد اشتكى من عدم دعوته إلى مختلف المفاوضات لحل الأزمة برعاية دولية، فإن العديد من المعارضين السوريين، فصائل وشخصيات، يتهمون الحزب بالتموضع على مسافة واحدة من النظام والثورة، بل الكثير منهم يرى أنه لو كان لحزب الاتحاد موقف وطني في المرحلة الأولى من الانتفاضة على النظام، والتي اتسمت بالخطاب الجامع العابر للفئويات، فإن التطورات لكانت تحققت باتجاه غلبة التحول الديمقراطي في سوريا. فنأي حزب الاتحاد نفسه عن المشاركة الوطنية قد ساهم ولو جزئياً في تسريع الدائرة المقفلة من الاهتراء في الثورة من خلال تغليب الخطاب الفئوي ليمسي الحراك انتفاضة عربية سنية، قبل أن يستولي عليه الإسلاميون والجهاديون. فعلى ما يراه العديدون في صفوف الثورة، ما أقدم عليه حزب الاتحاد يبلغ مبلغ النفاق والخداع والخيانة. والولايات المتحدة الداعمة لحزب الاتحاد، والتي يعتبر معظم المعارضين أنها أخلفت عن وعودها حول دعم قضيتهم، هي بالتالي في موقع شاهد الزور لمسعى انفصالي تقسيمي.
فلا يمكن بالتالي اعتبار تجربة «الفدرالية» في الشمال الشرقي السوري، والتي قدم عليها طرف مطعون بصدقيته ونواياه تدعمه قوة عظمى لا يثق معظم السوريين بأقوالها وأفعالها تجربة ناجعة رائدة لتوجيه سوريا نحو الصيغة الاتحادية المستدامة. بل إن واشنطن، من خلال تزكية الخطوة، أو حتى من خلال تمكينها لها دون تزكية، تتيح المجال لخصميها المعلنين، أي روسيا وإيران، كما لحليفتها المحتارة تركيا، للشروع بحملة إدانة صارخة تتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى تفتيت المنطقة وتقسيمها. وهذه الإدانة تلقى قبولاً واسع النطاق لدى الجمهور السوري خاصة والعربي عامة، وتدعمها للأسف بعض الأقوال غير المحسوبة الصادرة من داخل الولايات المتحدة نفسها (مثل تأكيد المرشح للرئاسة آنذاك دونالد ترامپ أن الولايات المتحدة هي التي أطلقت تنظيم الدولة الإسلامية).
وثمة طرفان يستفيدان من الحديث عن شراكة بين الولايات المتحدة والمسعى الانفصالي في الشمال الشرقي السوري:  النظام والتنظيم. فنظام دمشق في رفضه للخطوات الانفصالية يبرئ ذمته وإن شكلياً في أوساط شعبية عدة أنهكتها الحرب وراحت تلتمس الأعذار للعودة إلى أحضان الوطن، أي الرضوخ للنظام، في حنين لما حجبته الأزمة من حياة تقارب الطبيعية. هذا فيما العداء الظاهر حيناً، والبالغ حد التعدي أحياناً، من جانب المقاتلين التابعين لحزب الاتحاد بحق المواطنين المتهمين بالتعاون مع تنظيم الدولة، أو حنى المشتبه بأن هويتهم تشكل له الحاضنة، من شأنه أن يعزز قدرة التنظيم المتشدد على كسب المناصرين في صفوفهم، تحضيراً لعودته وإن بأشكال مستحدثة، والتي يعد لها العدة للمرحلة المقبلة.
بل يمكن الجزم بأن حزب الاتحاد كان العدو المفضّل بالنسبة لتنظيم الدولة. فعلى مدى أشهر خمسة طويلة عام ٢٠١٦، استمات التنظيم في الدفاع عن معاقله في مدينة الباب، أولى المدن والبلدات التي كان قد خططت تركيا لعملية «درع الفرات» أن تدخلها، ما أخرّ العملية وصد تقدم القوات المدعومة تركياً، تاركاً المجال أمام «قوات سوريا الديمقراطية» والتي تشكل وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد صلبها وأساسها، لعبور الفرات نحو الغرب وفتح مدينة منبج وسط مقاومة ضئيلة جداً مقارنة بالمقاومة التي أظهرها التنظيم في الباب. ومن خلال انسحابات متواصلة من مواقع عند جنوب الباب، مكّن تنظيم الدولة قوى النظام وقوات سوريا الديمقراطية من الالتقاء في حزام عازل للتقدم التركي قاطعاً الطريق عن أية مشاركة تركية في المعركة الفاصلة التالية في الرقة، وحاسماً التنافس عمّن سوف يخوض معركة الرقّة، لصالح «قوات سوريا الديمقراطية». وفي الرقة نفسها لم يظهر تنظيم الدولة الشراسة والإصرار في التصدي للهجوم مقارنة بما كان أعدّه في الموصل والباب. وقد لا يكفي اعتبار ذلك عائداً إلى استنزاف التنظيم لقواته (والتي تمكن البعض منها من الانسحاب من الرقة سالماً عبر ترتيب مع قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما أثبته تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية) بل لا بد من تقييمه على أساس حسابات لدى تنظيم الدولة للعداء والتماهي بين القوة الفاتحة للرقة وسكان محافظتها والذين يبقون في دائرة الاستقطاب في أي جهد مستقبلي للتنظيم. ففي حين أن الموقف الرسمي لحزب الاتحاد هو أن الهدف من تعزيز قوته والاستمرار بالدعم الذي يحصل عليه من الولايات المتحدة هو منع عودة تنظيم الدولة، فإن الخطوات الانفصالية أو الموسومة كذلك لحزب الاتحاد من شأنها تقوية احتمالات عودة هذا التنظيم.
من الممكن المحافظة على المكاسب السياسية والإصلاحات الإدارية التي حققها حزب الاتحاد على المستويات المحلية، ومن الممكن الوصول إلى الحكم الذاتي المحلي ودعوة سوريا الجديدة، المنعتقة من الاستبداد، إلى القبول بنظام اتحادي. إلا أن هذه الإنجازات لا تتم إلا بمعاضدة من كل سوريا، لا رغماً عن كل سوريا. وسكان كردستان السورية، المعرّفة بنواحيها التاريخية وليس على أساس الفتوحات الطارئة، من شأنهم أن يعلنوا روج آڤا إذا كان هذا خيارهم، ككيان سياسي مستقل، با إن شاؤوا على طريق الوحدة لبلوغ كردستان الكبرى، وإن رأى غيرهم في ذلك أحلام عصية عن التحقيق. ولكن السير على هذا الطريق لا يمكن أن يكون عبر ما يرى فيه الآخرون فعل خيانة. وليس صائباً لدعاة كردستان سوريا استدعاء تجربة كردستان العراق. فالشعب السوري برمّته، بعربه وأكراده وغيرهم، رزح تحت استبداد النظام القاتل، ولم يشهد السوريون الأكراد حالة من القسوة الفاصلة تقترب مما عاشه الأكراد في العراق من فعل إبادة في إطار عمليات الأنفال الذي شنّها النظام العراقي البائد في ثمانينات القرن الفائت. والإشارة إلى المأساة الكردية في العراق من جانب أنصار حزب الاتحاد لتبرير أية خطوات يتخذها الحزب تشكل تجاوزاً معنوياً يؤدي وحسب إلى اتساع الهوة في الثقة الغائبة بين الأكراد والعرب في سوريا.
والتطورات تسير اليوم باتجاه شكل جديد للأزمة السورية، يعاد فيه رسم خطوط التماس، ويعاد فيه خلط التحالفات. والولايات المتحدة هي في موقع فريد لمنع الانحدار إلى صدام جديد، من خلال التواصل الحازم الصادق مع شريكها حزب الاتحاد. فمصلحة الولايات المتحدة نفسها، كما مصلحة الحالة الكردية في سوريا، بالإضافة إلى المصلحة السورية العامة، تقتضي أن ينتظر قيام روج آڤا تحقق سوريا جديدة وحرة.
========================
كاونتربنتش :"الاستراتيجية" الأميركية الجديدة في سورية .. وصفة لاستمرار الكارثة
يان أوبيرغ - (كاونتربنتش) 19/1/2018
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
معظم التغطية الإعلامية للكلمة التي ألقاها وزير الخارجية الأميركية، ريكس تلرسون، يوم 17 كانون الثاني (يناير) في معهد هوفر، تبرز فقط قوله إن الولايات المتحدة تعتزم البقاء في سورية –إلى أجل غير مسمى- في المستقبل، وإلى أن يغادر الرئيس السوري بشار الأسد المشهد.
بل إن وكالة "رويترز" تُحوِّر كل شيء ليعني أن الولايات المتحدة أصبحت الآن أكثر صبراً إزاء موضوع إزاحة الأسد.
قبل أن أواصل، فإن مما ينطوي على إشارة ذات مغزى إلى الأزمة الغربية، بما في ذلك الفساد الأخلاقي والقانوني، إلى درجة أنه يثير استغراب القليلين- ولا أحد منهم في دوائر الناتو- أن يقوم مسؤول كبير في الدولة التي تقود الغرب بما يلي:
1 - أن لا يعرب عن أي أسف عن أي شيء تم فعله حتى الآن في هذا النزاع أو في الشرق الأوسط الأوسع.
2 - أن يؤكد على بلده سيستمر فيما يجب أن تصفه المصطلحات القانونية بأنه عدوان عسكري أجنبي، وتواجد في أراضي دولة مشروعة وعضو في الأمم المتحدة.
3 - أن بلده سوف يعمل من أجل تغيير النظام (هناك أيضاً)، و؛
4 - سوف يقدم بلده مختلف أنواع المساعدات التي تفضي إلى أفول الأسد. ولنتذكر أن سورية واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية لما بعد العام 1945 -في فئة فيتنام وكمبوديا والعراق واليمن- والتي لديها كلها، وليس من باب الصدفة، ملمح حرب تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل رئيسي.
بغض النظر عما قد نعتقد به حيال سورية، فإن هذا يشكل هجوماً واسع النطاق على القانون الدولي والنظام المعياري المتضمن في ميثاق الأمم المتحدة، الذي استغرق بناؤه عقوداً من العمل الشاق والمضني، وشكل حجر زاوية أساسي للإدارة والتنمية الحضارية للنظام العالمي.
وبمقارنته بالمحاولات الأخرى الرامية إلى تقويض الأمم المتحدة -والتي كانت قد بدأت في سنوات التسعينيات في البوسنة والهرسك- فإن ما يجري هنا يجب أن يكون سبباً لقلق عميق للشعوب في الزوايا المتحضرة فعلاً من عالمنا.
كما أنه لا يُمكن أن يباع على العالم تحت عنوان مسؤولية الحماية. لكنه يثير السؤال حقاً: ألا يجب أن تكون هناك "مسؤولية الاحتجاج" -حتى بين أولئك الحلفاء الذين يبدو أن تلرسون يعتبر من المسلم به أنهم سيصطفون خلف الولايات المتحدة (وربما هم كذلك)؟
إذا كان هناك أي أحد يستطيع التحدث مع الولايات المتحدة ببعض التعقل في هذه الأيام، فإنهم يجب أن يكونوا الحلفاء والأصدقاء الذي هم في سوادهم في الناتو والاتحاد الأوروبي. ولكن هل سيفعلون؟
على الرغم من تقديمه في جامعة ستانفورد -وبذلك يفترض أن يحتوي على نوع من التحليل الأكاديمي والفكري اللائق- فقد كان عرض تلرسون من هذا المنظور بائساً بشكل لا يصدق.
على الرغم من قوله إنه سوف يقدم "سياقاً تاريخياً وسياسياً عريضاً"، فإنه لم يكن هناك عرض ولا تاريخ ولا سياق. وفي الحقيقة، بمجرد كلمات قليلة لاحقاً، يبدأ بهذه الطريقة التي تعرض إطار العمل لباقي ما سيقوله:
"لحوالي 50 عاماً تقريباً، عانى الشعب السوري في ظل دكتاتورية حافظ الأسد وابنه بشار الأسد. وطبيعة نظام الأسد خبيثة، مثل طبيعة راعيته إيران. فقد روج إرهاب الدولة. وقام بتمكين المجموعات التي تقتل الجنود الأميركيين، مثل تنظيم القاعدة. ودعم حزب الله وحركة حماس. كما قمع المعارضة السياسية بعنف...".
وواصل تلرسون على نفس المنوال.
إذا كانت هذه أفضل تاريخ وسياق وتحليل للنزاعات الكامنة والمسوغات لكل العنف في سورية، والتي يستطيع أكبر مسؤول في السياسة الخارجية الأميركية تحشيدها، فإن بوسع المرء أن يثير سؤالين على الأقل: ما الشيء الناقص بشكل رهيب، وضيق التفكير والخادم للذات لدى العالم الأكاديمي الأميركي في هذا الحقل؟ أو، هل أن ذلك العالم الأكاديمي ممتاز بالفعل، وإنما لا يتم الاستماع إليه مطلقاً في دوائر صنع القرار، ولماذا ألقى تلك الكلمة في جامعة؟
لا أعرف ما هو الجواب، ربما مزيج من الاثنين؟ لكنني كأستاذ في دراسات السلام والنزاعات، سوف أطلب من طالب في الجامعة يكتب مقالة عن التاريخ وتحليل النزاعات، أن يقرأ بضعة كتب أكثر، وأن يعود لي ببحث مُراجَع. ولن أسمح لذلك الطالب بأن ينجح في الامتحان.
من الجدير ملاحظة أن نص الكلمة يُظهر أن الجمهور ليست له فرصة لطرح الأسئلة، أو بخلاف ذلك مناقشة المتحدث. وبعد كلمة تلرسون، ثمة محادثة واحدة فقط جرت بينه وبين وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كوندوليزا رايس. وهذا شأن غير اعتيادي في جامعة حيث يجب أن يسود النقاش الحر.
ثانياً، لا يوجد شيء يلمح إلى أن تلرسون يتوافر على فهم للكيفية التي تكون بها "لإستراتيجيته" الخاصة بسورية صلة بسياسة أكثر شمولية لكامل منطقة الشرق الأوسط ككل.
إنه لا يذكر -ربما نقول أنه لأسباب مفهومة- أن لدى الولايات المتحدة بعض السياسات والأهداف الأخرى لتواجدها المستقبلي في سورية، مثل بناء قواعد دائمة -في نوع من السباق على القواعد العسكرية مع روسيا- ودعم القوات الكردية في الجانب السوري من الحدود مع تركيا -ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو، والغاضبة بطبيعة الحال، والتي تصف الأكراد بأنهم جيش إرهابي مستعد للقتال.
سوف يدفع ذلك تركيا أقرب إلى روسيا، ومن الممكن توقع أن تدير تركيا ظهرها تماماً لأوروبا وتغادر الناتو.
لقد رأينا مثل هذا من قبل بطبيعة الحال. إنه يتعلق بالقواعد (قل، مثل كوسوفو)؛ ويتعلق بالسيطرة على الموارد (قل، مثل العراق)؛ وهو حول تغيير النظام (قل، مثل صدام حسين ومعمر القذافي)؛ كما إنه يتصل بالمعتقد الاستثنائي بأن "بلد الله" الخاص حصل على تفويض من الله لصنع سلام الإمبريالية الأميركية في كل مكان -بغض النظر عن عدد المرات التي تصرفت فيها بجنون أصلاً، وبغض النظر عن عدد الأبرياء الذين قتلو وجرحوا في العملية.
كما أنه لا يذكر أن الولايات المتحدة اختارت، في ظل إدارة ترامب، أن تعزز وتدعم الفريق الإسلاموي الأصولي- الصهيوني الأساسي، بدعم الدول الأصولية وإسرائيل الجديد، للوقوف ضد إيران التي يُنظر إليها على أنها تهديد كبير للولايات المتحدة، والعالم والمنطقة. لكنها ليست كذلك -لسوء طالع هذه النظرة.
من الواضح في ذلك أن هذه الإدارة/ الدولة العميقة التي كانت لتكون بخلاف ذلك منقسمة على نفسها وتتصارع داخلياً، هي الآن موحدة أساساً في شيء واحد: كراهية إيران. وإيران هي الموضوع الوحيد الذي يحتفظ الرئيس ترامب بنفس وجهات النظر حياله منذ حملته الانتخابية وحتى الآن وهو سيد البيت الأبيض الأميركي.
وزيادة على ذلك، لا تقدم إدارة ترامب على فعل شيء سوى تقويض رفاه الشعب الإيراني (ودعم قطاعي المتشددين والفاسدين) بالعقوبات التي ما تزال سارية من خلال آليات مالية. والخروج دائماً بتصورات غير عقلانية للبلد والتهديد الدائم بأن الخيارات مطروحة على الطاولة.
وسوف يذهب ذلك إلى خطأ فادح بجنون أيضاً. عاجلاً أو آجلاً .
يمكن قول الكثير عن كلمة تلرسون. ولو أنها لم تصدر عن أقوى قوة عسكرية في العالم –لكنها حالياً تفقد كل موازين القوة الأخرى- لما اكترث أحد بقرائتها. لكن عليكَ أن نفعل!
من المحزن أن كلمته تكشف عن جحيم مطوَّل لنظرائنا من الكائنات البشرية في سورية -وبمشاكل مفتوحة النهاية- لإيران وشعبها.
إن فلسفتها للاستقرار بالسلام العسكري زائفة بأقصى ما يسعه الزيف. فالسلام يعني بالنسبة لها الحرب، الحرب مفتوحة النهاية.
وبعد، هل يمكن قول أي شيء جيد عنها؟ ربما يمكن القول فقط بأن هذا النوع من السياسة سوف يصبح في خاتمة المطاف المسمار الشهير في نعش الإمبراطورية الأميركية. وبعد ذلك، سوف تصبح الجمهورية الأميركية والعالم مكانين أفضل بكثير.
ولكن، ألن يكون من الأفضل لنا كلنا لو تكشفت تلك القطعة من التاريخ عن طريقة سلمية ونزيهة فكرياً وأخلاقياً بدلاً عن استمرار الحرب المفتوحة حتى النهاية؟
========================
الصحافة الروسية :
فزغلياد : عملية غصن الزيتون ستؤدّي إلى نتائج مفيدة بالنسبة لروسيا؟
في مقال بصحيفة "فزغلياد"، تساءل الكاتب الصحفي الروسي، بيوتر أكوبوف: لماذا لا تحاول روسيا وقف أعمال الجيش التركي وما هي مصالحنا في هذه القصة؟، على خلفية إطلاق تركيا عملية "غصن الزيتون" ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK)، في منطقة "عفرين".
وبحسب وكالة "روسيا اليوم"، ينطلق المقال من أن العملية العسكرية التركية ضد الأكراد في سوريا مستمرة، بل وعد أردوغان بتوسيعها. فيما يتهم الأكراد روسيا بالخيانة. وموسكو، كما هو واضح، لا تريد التدخل.
ويقول الكاتب إن موسكو عرضت على الأكراد الحد الأقصى الذي يمكن أن يحصلوا عليه حقا - الحكم الذاتي في إطار الدولة السورية.
وكانت موسكو مستعدة، من أجل ذلك، للوقوف في المقام الأول أمام دمشق، وحتى أمام أنقرة. لكن الأكراد فضلوا طائرا أمريكيا في السماء على عصفور روسي في اليد، فوجدوا أنفسهم أمام الرد التركي المتوقع.
لم توقف موسكو الأتراك، ليس فقط لأنها لا تستطيع فعل ذلك عمليا. إنما لأن هذه العملية سوف تؤدي إلى نتائج مفيدة بالنسبة لروسيا، وفق المقال.
ويرى الكاتب أن الفوائد المتوخاة، هي كالتالي:
أولا، تلغي العملية التركية الأوهام الأخيرة حول إمكانية إنشاء كردستان سوري. وقد اقترح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بالفعل تشكيل "منطقة أمنية" عمقها 30 كيلومترا، قائلا إن الولايات المتحدة لا تريد أن تصطدم مع تركيا وجها لوجه في شمال سوريا.
وهذا يعني أن الولايات المتحدة، على الرغم من أنها ليست بصدد مغادرة هذا الجزء من سوريا، فهي مضطرة، في الواقع، للتخلي عن خطط إنشاء جيش كردي كبير حليف لها هناك. وهذه خطوة أخرى تسهل إخراج الولايات المتحدة من سوريا.
ثانيا، العملية التركية، تدفع الأكراد السوريين للتفاوض مع دمشق. فـ"التهديد التركي" المستمر سيجبرهم على البحث عن مكانهم في سوريا. وسيفعلون ذلك لأن دمشق وموسكو يمكنهما تقديم ضمانات أمنية من الأتراك، وأما وجودهم المستقل فلن يحميهم من "العمليات المضادة للإرهاب" التي تقوم بها أنقرة باستمرار. وبذلك تسهل عملية إعادة بناء سوريا الموحدة.
ثالثا، حقيقة أن أنقرة توافقت مسبقا على عملية عفرين مع موسكو، تعزز التفاعل الروسي التركي. وبالنظر إلى مدى فائدة التنسيق السياسي بين البلدين، فإن الرهان هنا مرتفع جدا.
وبطبيعة الحال، يمكن لما سبق أن يحدث في حال لم تتحول "غصن الزيتون" إلى حرب كردية تركية شاملة ومديدة. ويبدو، حتى الآن، أن خطط أنقرة لا تشمل إطالة العملية، ولا تصعيدها، بحسب أكوبوف.
========================
نيزافيسيمايا غازيتا: قيادة الولايات المتحدة تفقد توازنها في سوريا وتبحث عن ماء وجهها
 “قيادة الولايات المتحدة تفقد توازنها في سوريا”، عنوان مقال إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا، عن أن واشنطن تحاول الحفاظ على علاقاتها مع أنقرة والأكراد في الوقت نفسه.
وجاء في المقال أن الولايات المتحدة تحاول تحقيق توازن في الوضع مع الهجوم التركي على عفرين التي يسيطر عليها الأكراد السوريون. فقد وصل وفد أميركي إلى أنقرة لبحث المشاكل في العلاقات بين الشريكين في حلف شمال الأطلسي اللذين كانت مواقفهما متقاربة بخصوص سوريا.
وواشنطن مضطرة للحفاظ على ماء وجهها أمام القوات الكردية.
وفي الشأن، نقلت “نيزافيسيمايا غازيتا” عن فيليب كراولي مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق في الفترة 2009-2011، قوله للصحيفة إن الأكراد لا يزالون جزءا من المفهوم الأمريكي للمنطقة، و “إن إدارة ترامب، مثل إدارة أوباما، حددت مصالح الولايات المتحدة بتدمير دولة الخلافة. وإلى حد كبير، تم تحقيق ذلك. لقد كان القرار، في رأيي-القول لكراولي- صحيحا، بدعم قوات سوريا الديمقراطية لتعزيز الأراضي الكردية التي تم تحريرها من الدولة الإسلامية”.
ومع ذلك-يضيف المقال- لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ أن أي محاولة من الولايات المتحدة للتنازل أمام تركيا تقوض ثقة التشكيلات الكردية، التي لا تزال حقا نقطة الارتكاز الوحيدة لواشنطن على الأراضي السورية. وعلى الأرجح، فعلاقة واشنطن مع ما يسمى بالمعارضة المعتدلة قد انقطعت بالفعل. وهناك توافق على هذه الأطروحة في أوساط الخبراء الغربية والروسية.
وفي الصدد، قال يزيد صايغ، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، لـ “نيزافيسيمايا غازيتا” إن الولايات المتحدة خفضت بالفعل معظم الدعم المادي لفصائل المعارضة أو تقريبا كله، ويبدو أن لديها تفاعلا ضئيلا مع المجموعات والمنصات غير الكردية. وأضاف أنه لا يعتقد بأن الولايات المتحدة لديها استراتيجية سياسية حقيقية لسوريا, ولذلك، فمن غير الواضح كيف ستستخدم وجودها المادي في الشرق السوري لإجبار نظام الأسد على قبول شروط التسوية السياسية البناءة.
وأضاف أن ذلك يمكن أن يعني أمرين. فمن جهة، لن تكون الولايات المتحدة قادرة على استخدام المعارضة غير الكردية لغاياتها الخاصة. ومن ناحية أخرى، إذا حافظت واشنطن على وجودها المادي لفترة كافية، فإن المعارضة غير الكردية سوف تتاح لها الفرصة لإعادة تنظيم نفسها لتصبح لاعبا هاما.
واستبعد أن يكون السيناريو الأخير ممكنا، ولذلك فان الديناميات السياسية ستتركز أساسا على المفاوضات والتنافس بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وحكومة الأسد والأكراد. (روسيا اليوم)
========================
الصحافة البريطانية :
كاتب بريطاني من وسط سوريا: "القيصر" يكشف كيف يدعم الغرب "داعش" بـ"الطماطم
"كيف تصل معلبات مصنعة في وست بروميتش إلى إرهابيي داعش في سوريا"، هذا ما عنون به الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، مقاله الجديد.
ونشر فيسك مقاله في صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، والذي تضمن لقاءات حصرية من وسط سوريا.
وأشار الكاتب البريطاني إلى أنه أول صحفي غربي يسلط الضوء على الأوضاع في جبهة "ريف حماة" الشرقي، أو كما أطلق عليها "جبهة القتال الثانية" ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال فيسك: "يبدو أن الحرب ضد داعش لم تنته بعد في سوريا".
وتابع قائلا "لكن شعرت بالصدمة الحقيقية، حينما شاهدت الطماطم المعلبة الإيطالية المصنعة من قبل شركة إيست إند فوودز بمدينة وست بروميتش البريطانية، موجودة لدى إرهابيي داعش".
ونشر فيسك مقابلة أجراها مع ضابط بارز في الجيش السوري، يحمل رتبة لواء، ويدعى "القيصر".
وأشار إلى أن عدد كبير من الضباط السوريين باتوا لا يرغبون في إعطاء أو تعريف الناس بأسمائهم الحقيقيية، حتى لا يتعرضوا للاغتيال، خاصة بعد ظهور أسماء بعض الضباط في وسائل الإعلام السورية، واغتيالهم فيما بعد.
وأوضح أن الجنرالات تحديدا يحصلون على أسماء مستعارة، لحرمان التنظيمات الإرهابية من القضاء على الرؤوس الكبيرة في الجيش السوري.
وكان يعمل القيصر في السابق، ضمن الحرس الجمهوري في دمشق، ووصفه بأنه رجلا يحمل الكثير من الأسرار المحيرة.
وتحدث "القيصر" لفيسك عن كواليس القضاء على "داعش"، وكيف أنه ألقى القبض على اثنين من مقاتلي التنظيم الإرهابي بريطانيين الجنسية.
ورجح "القيصر" أن معلبات الطماطم قد تم تهريبها عن طريق الحدود التركية، ووصفها بأنه نوع من أنواع "الدعم الغربي" الواضح لتنظيم "داعش".
ورصد الكاتب البريطاني، خلال رحلته في ريف حماة وفي التلال المحيطة ببلدة "عقيربات" الكثير من المعلبات البريطانية.
ونقل فيسك عن القيصر قوله "يصعب في حقيقة الأمر السيطرة على جميع الأودية في المنطقة، التي يبلغ عرضها أكثر من 22 كيلومتر وطولها نحو 48 كيلومتر، رغم أننا نجحنا في استعادتها".
وتابع القيصر قائلا "الفرصة متاحة للسوريين المتعاونين مع داعش للعودة إلى بيوتهم، بعد تسوية أوضاعهم، خاصة بعدما نجحنا في مصادرة هواتفهم النقالة، بعد عبورهم خطوط التماس".
وكشف "القيصر" أن أجهزة المخابرات بالتعاون مع "الأصدقاء الروس"، اكتشفت أسماء وأرقام القياديين البارزين في التنظيم بالمنطقة.
========================
الإندبندنت :باتريك كوبيرن بعنوان ""واشنطن ستتسبب في اندلاع حروب جديدة في الشرق الأوسط بسبب تبديل سياساتها".
يقول كوبيرن إن السياسات التركية التي بدأت تنفيذها مؤخرا توضح بما لايدع مجالا للشك أن أنقرة لن تسمح بوجود دولة كردية على حدودها حتى ولو كان ذلك تحت حماية أمريكية.
ويعتبر كوبيرن أن التردد الأمريكي في مواجهة القرار التركي يعبر عن تراجع أمريكي سريع نادرا ما يحدث في سياساتها الخارجية وبهذا الشكل الفج حيث أدت السياسات الامريكية إلى نتائج عكس ما كانت تهدف واشنطن.
ويشرح كوبيرن أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال بشكل متسرع إن بلاده ستحتفظ بوجودها العسكري في سوريا حتى بعد انهيار تنظيم الدولة الإسلامية مبررا ذلك بأن واشنطن ترغب في منع عودة التنظيم ومحاربة بشار الأسد والعمل على إزاحته ومواجهة تزايد النفوذ الإيراني وهي الاهداف التي تتضارب مع السياسات الامريكية المعلنة سابقا التي أكدت خلالها أنها لا تريد شيئا من سوريا سوى إنهاء وجود تنظيم الدولة الإسلامية.
ويوضج كوبيرن أن تصريحات تيلرسون "استفزت جيران سوريا وهو ما دفعهم لتغيير سياساتهم أيضا بعدما غيرت واشنطن سياساتها بهذا الشكل" معتبرا أن أول علامة للتغير الكبير في المنطقة جاء قبل نحو أسبوع عندما أعلنت واشنطن تشكيل قوة عسكرية من الأكراد قوامها نحو 30 ألف جندي على الحدود بين سوريا وتركيا.
ويضيف كوبيرن ان إعلان تركيا عملية غصن الزيتون شمال سوريا جاء بعد ذلك بأيام مدشنا حربا جديدة بين تركيا والاكراد لتعلن أنقرة أنها لن تسمح بتأسيس دولة كردية على حدودها وأنها ستخوض الحرب دفاعا عن مصالحها لكن وحدات حماية الشعب الكردية مسلحة بسلاح امريكي جيد ولديهم خبرة حربية وسيحاربون بقوة.
========================
الصحافة التركية :
صحيفة قرار :البعد السياسي للنجاح الذي حققته عملية عفرين العسكرية
إبراهيم كيراس – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس
تستمر العملية العسكرية التي تقودها القوات المسلحة التركية في شمال سوريا بهدف إنهاء فعاليات عناصر بي كي كي ووحدات الحماية الشعبية بالتقدم، وذلك من دون التعرّض لأي عوائق تُذكر، فيما اشترك ذوو الخبرة في الشأن العسكري على رأي موحّد وهو أن سر النجاح الكبير لهذه العملية يعود إلى تخطيط مسبق وطويل الأمد، أما على الصعيد السياسي فمن الممكن والمتوقع حدوثه بشدة أن تأتي عملية عفرين بنتائج قد تعود بمكاسب كبيرة على السياسة الخارجية لتركيا. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النجاح السياسي تحقق نتيجة التقييم الجيد للسياسة الدولية والإقليمية.
ومن المعلوم أن مجرد وجود حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي لـ بي كي كي في سوريا هو أمر غير مقبول بالنسبة إلى تركيا، ولا سيما أن دعم أمريكا وروسيا لحزب الاتحاد الديمقراطي وتسليحه بحجة مكافحة داعش يشكّل مصدراً لإثارة المشاكل، باعتبار أمريكا وروسيا دولاً حليفةً لتركيا. في السابق لم تكن الظروف السياسية موائمة لتدخل تركيا، لكن أدت بعض التطورات في الآونة الأخيرة إلى فتح المجال أمامها للقضاء على هذا الخطر الذي يهدد أمنها القومي بشكل مباشر.
لم تتمكن أمريكا التي تعتبر الحليف الأقوى لحزب الاتحاد الديمقراطي، وكذلك روسيا التي تعتبر العامل الأكثر مساهمةً في تطور الحزب من تقديم أي اعتراض ملموس تجاه عملية عفرين التي تستهدف التنظيم بشكل مباشر، وهناك عدة أسباب لذلك والأول هو المنافسة الموجودة بين موسكو وواشنطن فيما يخص التحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي، لنتوسّع في هذه المسألة قليلاً، بي كي كي هو تنظيم يؤسس علاقاته ويختار حلفاءه بناء على الموازين الدولية والإقليمية، في الواقع بعد تأسيس تنظيم بي كي كي في ظل الإدارة الروسية بدأ التنظيم يميل إلى واشنطن أكثر من موسكو، كما أصبح في بعض الأحيان قريباً من إيران وبعض الدول الأوروبية أيضاً.
ربما لو استمرت فترة الحل التي حاولت تركيا تنفيذها لمرتين مسبقاً لكان ذلك قد أدى إلى تشكيل حركة سياسية كردية تحت إدارة أنقرة، لكن القوى الخارجية لم تسمح بحدوث ذلك، فيما انتهت فترة الحل الثانية حين اقترب الأكراد من تأسيس دولة كردية مستقلة في منطقة "روجافا" -منطقة في الشمال السوري حاول الأكراد تحويلها إلى دولة كردية مستقلة ولكن لم تعترف بها أي دولة في العالم حتى الوقت الحاضر- ولكن يجب أن لا ننسى نقطة مهمة وهي بعكس ما تزعمه الحملات الدعائية الصادرة عن بي كي كي فإن الجمهورية التركية بحكم مبادئها وقيمها السياسية والثقافية لا تعارض تأسيس حزب سياسي كردي، وتأكيدا على ذلك اقترب إقليم كردستان العراق الذي عارضت تركيا تأسيسه بشدة في البداية لأن يكون الحليف الإقليمي الأقوى لأنقرة حين بدأ بإظهار مواقف قريبة من الحكومة التركية، واستمر ذلك إلى مرحلة الاستفتاء الذي أُجري في الإقليم على الرغم من معارضة أنقرة لذلك، يمكن القول إن أنقرة قد أظهرت ردة فعل طبيعية حيال إنشاء دولة كردية أو إقليم كردي وذلك لخوفها من أن تتبع الدولة المزعومة سياسة التمييز الطائفي بين الشعب. وأثبتت الأمثلة التي شهدناها مسبقاً أن الأمر لا يتعلق بهوية الطرف الآخر إنما يتعلق بموقفه تجاه الحكومة التركية.
عند العودة إلى الوقت الحاضر نلاحظ أن سيطرة أمريكا على منطقة كوباني تزداد يوماً تلو الآخر، فيما استمرت منطقة عفرين بالبقاء تحت سيطرة روسيا، إذ تعتبر روسيا أنه لا فائدة من السيطرة على عفرين فقط من ضمن منطقة روجافا كاملة، وأن عفرين ستعود للاتحاد مع كوباني التي تقع تحت السيطرة الأمريكية عاجلا أو آجلا، لذلك لم تجد ضرورةً للمبالغة في معارضة اقتراحات تركيا فيما يخص عملية عفرين، وهناك من يصف تحليل هذا الموقف بعبارة "روسيا خانت بي كي كي لأن الأخير قد خانها مسبقاً"، أما بالنسبة إلى الصمت الأمريكي تجاه عملية عفرين فيعود السبب في ذلك إلى اعتبار أمريكا أن عفرين في جميع الأحوال منطقة تابعة لروسيا.
يمكن أخذ هذا التحليل بعين الاعتبار لدرجة معينة لكن عند مشاهدة الظروف من منظور أوسع نلاحظ وجود لوحة جديدة في سوريا، حان الوقت لتأسيس بنية سياسية جديدة في سوريا، وبما أنه لا وجود لاحتمال توحّد الأطراف التي أراقت دماء بعضها البعض لسنوات عديدة فذلك يعني التوجّه نحو إيجاد حل مشترك ومناسب لجميع الأطراف، في حين تبدو الخريطة الجديدة للمنطقة أكثر وضوحاً الآن.
========================
حرييت :معركة عفرين على الصعيد الاستراتيجي
عبد القادر سيلفي – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس
أكّد الرئيس التركي أردوغان خلال خطابه في ولاية "إلازيغ" قبل أكثر من أسبوع على أنّ عملية عفرين ستبدأ، وبالفعل بدأت العملية كما أكّد الرئيس أردوغان وذلك بعد أن خاض حربا نفسية مريرة.
بدأت العملية بعد مباحثات دبلوماسية طويلة تكللت بالنجاح، إذ كان الاجتماع الذي عُقد بين الرئيسين أردوغان وبوتين بمثابة نقطة تحول نظراً إلى وجود حملات دعائية مكثفة كانت جميعها لصالح القوات الروسية في سوريا، وذلك فضلاً عن الحملات التي حاولت تصوير تركيا على أنها العدو الرئيس خلال هذه المرحلة، لكن سرعان ما تم إنهاء هذه الفتنة عن طريق اجتماع الرئيسين التركي والروسي ووصولهما إلى نتائج ملموسة في نهاية المطاف، كما أسفر اجتماع رئيس هيئة الأركان التركي "خلوصي أكار" بنظيره الأمريكي في ولاية بروكسيل والاتصالات التي أجراها أكار ورئيس الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" في روسيا عن الإعلان عن البدء بتنفيذ عملية عفرين.
أدت المباحثات التي تمت بين الحكومتين التركية-الروسية إلى ضمان نقطتين مهمتين بالنسبة إلى تركيا:
1- فتح المجال أمام الطائرات التركية لشن الهجمات الجوية
2- تعطيل أنظمة الدفاع الجوي التابعة لروسيا وسوريا خلال العملية
تمت الموافقة على إشراك النظام السوري في المفاوضات بوساطة روسيا نظراً إلى العلاقات والاتصالات الموجودة بين النظام السوري وروسيا وإيران خلال السنتين الأخيرتين، كما تم حل المشاكل التي حاولت الحكومة الإيرانية خلقها خلال المراحل الأخيرة، إذ كانت إيران ترغب في تسليم عفرين للنظام السوري عقب انتهاء العملية، في حين تسعى تركيا إلى تشكيل نظام إداري بالتعاون مع القوى المحلية في المنطقة على غرار منطقتي جرابلس والباب.
رموز عملية عفرين
عملية عفرين تعني أكثر من مجرد عملية عسكرية، إذ تم تحديد مفهوم أمني جديد بعد انتهاء عملية درع الفرات، وأصبحت تركيا تفضّل إبقاء التهديدات التي يشكلها داعش وبي كي كي ووحدات الحماية الشعبية خارج حدودها كأولوية عظمى ثم القضاء عليها فيما بعد، في حين صرّح الرئيس أردوغان عن نوايا تركيا في مواصلة مكافحة الممر الإرهابي عبر منطقة جرابلس، وبذلك سيتشكل جدار أمني خلف الحدود التركية-السورية نظراً إلى أن عملية عفرين تتميز بكونها خطوة استراتيجية تتجاوز مفهوم النموذج الأمني المعتاد في المعادلة السورية، لذلك لا بد من قراءة جيدة لرموز عملية عفرين.
عملية عفرين لا تستهدف الشعب الكردي لذلك لن ينجح حزب الشعوب الديمقراطي في محاولاته لاستفزاز الأخوة الأكراد، لأن الأكراد في تركيا يدركون جيداً ما النتائج التي تؤدي إليها حروب الخنادق، كما أن تسمية العملية بـ "غصن الزيتون" تشير إلى معنى آخر أيضاً وهو أن هذا الغصن يمثل يد التعاون والأخوة الذي تمده تركيا لأخوتها العرب والأكراد والتركمان في سوريا.
أفاد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم بأن عملية عفرين تتكون من أربعة مراحل رئيسة، الأولى هي تدمير المراكز ومستودعات الأسلحة التابعة لوحدات الحماية الشعبية، في حين تستمر عمليات التشتيت في التقدم إذ وصل عناصر وحدات الحماية الشعبية إلى درجة خلع البدلات العسكرية لارتداء اللباس المدني والاختلاط بعامة الشعب ليصبح تحديدهم أكثر صعوبة.
تأتي المعلومات حول بدء عناصر وحدات الحماية الشعبية بالاستعداد لمعركة عفرين من خلال حفر الخنادق ونصب الفخاخ في وسط المدينة إضافةً إلى استخدام شعب المنطقة كدرع بشري لحماية أنفسهم، تسير وحدات الحماية الشعبية في طريق داعش من حيث التكتيك وأسلوب الحرب الذي تتبعه في الوقت الحاضر والمعروف بحرب الشوارع، إذ حاولت تنفيذ ذلك مسبقاً في ولايات سور وسيلوبي وجيزري التركية، لكنها ستبوء بالفشل في عفرين كما هو الحال في تركيا.
مساهمات منظمة الاستخبارات الوطنية في معركة عفرين
تساهم منظمة الاستخبارات الوطنية بشكل كبير في عملية عفرين التي تقودها القوات المسلحة التركية، إذ تمنح المعلومات الإلكترونية والتقنية للقوات التركية في الساحة السورية، وتقوم الطائرات التركية بتحديد هدفها بناء على المعلومات الصادرة عن الاستخبارات، كما تتم مشاركة التطورات الأخيرة مع القوات المسلحة التركية من قبل استخبارات الجيش السوري الحر داخل عفرين.
أفاد بن علي يلدرم أن عملية عفرين تتكون من أربعة مراحل رئيسة لكنه يتفادى التصريح عن وقت محدد لانتهائها، في حين تستمر مرحلة إعلام الجامعة الدولية بمراحل وتطورات عملية عفرين المنفذة بالتخطيط المشترك بين تركيا وروسيا وسوريا وإيران، لأن هذه الحرب لا تجري في عفرين فقط إنما هي حرب نفسية في الوقت نفسه، لذلك لا بد من الإدارة الجيدة للعلاقات الدولية والتخطيط الإعلامي أيضاً
========================