الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 27/12/2017

28.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية والتركية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الايطالية والفرنسية والبلجيكية :  
الصحافة الامريكية والتركية :
معهد واشنطن :لإنقاذ سوريا، على الأسد أن يتنحّى
علا عبد الحميد الرفاعي
علا الرفاعي، طالبة في الماجستير في "مركز الدراسات الشرق أوسطية" في "جامعة هارفارد". وتعمل حاليًا في "مبادرة الشرق الأوسط" في "كلية كينيدي في جامعة هارفارد". وعملت الرفاعي سابقًأ كباحثة مساعدة في "معهد واشنطن" وهي المنتجة المنفذة للفيلم الوثائقي القادم الذي يحمل عنوان "أولاد بكرا" Tomorrow’s Children والذي يتناول موضوع عمالة الأطفال اللاجئين السوريين في تركيا.
Protesters deface a poster of Syrian president Bashar al-Assad
متاح أيضاً في English
26 ديسمبر/ كانون الأول 2017
في هذا المنعطف الراهن، ما من سبيل عملي للقوات الثورية السورية ولا للمعارضة للفوز بالحرب بمفردهم. يتطلب إنقاذ سوريا تعاونًا دوليًا عبر تنفيذ خطّةٍ فعالة لإنهاء الأزمة. ولذلك، فان أفضل السبل للمضي قدماً هو أن تقوم الولايات المتحدة بالدخول في تحالفٍ تكتيكي مع روسيا وإيران، وهما دولتان تتمتعان بأكبر قدر من النفوذ حاليًا في الحرب السورية. ولكن ينبغي أن يتوقف إنقاذ سوريا وإعادة إعمارها على إزالة عائلة الأسد وشركائه من الحكم لحماية المدنيين وإلحاق الهزيمة بالإرهابيين الإسلاميين.
الإرهاب هو العارض وليس السبب
في خلال العقد المنصرم، دعا نظام بشار الأسد إلى الإصلاح في سوريا. ولكن أدّى فشله في تنفيذ هذه الإصلاحات السياسية والمؤسسية والاقتصادية إلى اندلاع الثورة والحرب الأهلية في آذار/ مارس 2011. وفي تلك الفترة، كان أربعون في المئة من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر وأكثر من خمسة وعشرين في المئة من الشبان عاطلون عن العمل. ونتيجة لذلك، هاجر الكثير من السوريين إلى البلدان المجاورة بحثًا عن عمل وعن حياة أفضل. ومنذ اندلاع الثورة، ادّعى نظام الأسد أنّ المتظاهرين السلميين، ومعظمهم من الأطفال والشباب الذين يطالبون بالحرية، هم "إرهابيون". والرسالة التي أرسلها إلى المجتمع الدولي هي أنّ الخيار هو بقاء الأسد في السلطة وإلاّ سيقوم ما يسمى بـ "الإرهابيين" بإدارة البلاد. وتمكّن الأسد من أن يخدع الكثيرين ويجعلهم يتصورون أنّه أهوَن الشرَين مقارنةً بـتنظيم "القاعدة" وتنظيم "الدولة الإسلامية". ولأنّ المتظاهرين الأصليين لم يكونوا في الواقع إرهابيين، كان على النظام أن يشكّل تهديدًا. وبالتالي لإنشاء هذه النبوءة التي تحقّقت، قام النظام في عام 2011 بإطلاق سراح والعفو عن مقاتلين سوريين أجانب سابقين قاتلوا مع تنظيم "القاعدة" في العراق، وهو سلف تنظيم "الدولة الإسلامية"، في العقد الماضي من سجن صيدنايا السيئ السمعة في دمشق. وهؤلاء هم الأشخاص عينهم الذين قد ساعدهم النظام في الانضمام إلى المعركة مع تنظيم "القاعدة" ضدّ الولايات المتحدة لردع حملة "الحرب ضدّ الإرهاب" التي تقودها أمريكا من الوصول إلى سوريا.
وأدّى إدخال هؤلاء المتطرفين في حركة الاحتجاج في بداية الثورة السورية إلى تطرف عناصر من جماعات الثوار. وفي الوقت عينه، قمع جيش الأسد المتظاهرين السلميين والثوار المعتدلين. وبهذه الطريقة، استمر بقاء النظام مع استهداف الجماعات المتطرفة للثوار وإفراغ المعارضة المشروعة لنظام الأسد وحكومته من مضمونها. علاوةً على ذلك، وفقًا لوزارة الخارجية الأميركية التي أدرجت سوريا في قائمتها للدول الراعية للإرهاب منذ أواخر السبعينيات من القرن المنصرم، إنّ "وعي سوريا وتشجيعها لعدة سنوات لعبور المتطرفين العنيفين عبرها لدخول العراق بهدف محاربة قوات التحالف موثّق جيدًا". وهذه هي الشبكات التي "أصبحت منبتًا للعناصر المتطرفة والعنيفة بما فيها تنظيم "الدولة الإسلامية"، والتي أرهبت السكان السوريين والعراقيين". وقد تلاعب نظام الأسد بالإرهاب واستغلّه لصالحه، سواء عبر تصديره إلى الخارج أو احتضانه محلّيًا. ولذلك فإنّ استعادة الأطراف الفاعلة الرئيسية المنخرطة في هذه السياسات من نظام الأسد من أجل إنقاذ سوريا يكافئهم على التسبّب بعدم الاستقرار الذي لم يؤثر على العراق وسوريا فحسب، بل على مناطق كثيرة من العالم.
مصادر قوة الأسد
في ظلّ غياب آليات ديمقراطية، تميل الأنظمة الديكتاتورية إلى تشكيل تحالفات مع الحكّام ذوي التفكير المماثل من أجل البقاء، ولاسيّما عندما تواجه اضطرابات محلية في بلدانها. ولذلك، اعتمد نظام الأسد على روسيا وإيران لدعمه ماليًا وعسكريًا وسياسيًا ضدّ جميع أشكال الأخصام المحليين. ونتيجةً غياب الولايات المتحدة، استغلّت روسيا هذا الفراغ في السلطة لخدمة مصالحها الخاصة وتغيير الديناميكيات في سوريا لصالحها. وبالمثل، وافقت إيران مع ميليشياتها الشيعية و"حزب الله" اللبناني على تقديم المساعدة إلى الأسد ضد الثوار بسبب ضعف أداء قتال النظام. فأدّى ذلك إلى زيادة الطابع الطائفي على الحرب وتطرف المعارضة وتحريك دول الخليج برامجها الجيوسياسية الطائفية الخاصة للمساعدة في تمويل ما كان عنصرا هامشيًا متطرفًا من طيف المتمردين. وهكذا، ازدهر الجهاديون في سوريا مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" والجماعات التابعة لتنظيم "القاعدة". ومن دون الكثير من الدعم الدولي والقيادة الأمريكية، هرب مع الوقت عدد كبير من الثوار المعتدلين فقد هزمهم الجهاديون أو أُجبروهم على الانضمام إلى العناصر المتطرفة بسبب نقص الخيارات البديلة والأموال.  وأسفر التقاعس عن اتّخاذ أي إجراء إلى تضاعف عدد المتطرفين على مرّ السنين، مما سبب حالة من التشويش بين المعتدلين والمتطرفين، وعزّز ادّعاءات الأسد: هو أو الإرهابيون في سوريا.
لماذا تختلف سوريا عن العراق
في حين كانت حكومة أمريكا وشعبها مترددين إزاء التدخل في سوريا نتيجة ذكرى سنوات الحرب الطويلة في العراق، إلا أنه يجدر تسليط الضوء على الاختلافات بين العراق وسوريا قبل نهاية الحرب وبعدها. أوّلًا، كانت الحرب العراقية تدخلًا أجنبيًا متعلّقًا بالجغرافيا السياسية لما بعد أحداث 11 أيلول وثأر شخصي لجورج و. بوش وحركة المحافظين الجدد. إلا أن ما حدث في سوريا كان انتفاضةً جماهرية شعبية شرعية تدعو إلى الإطاحة بنظام الأسد. ثانيًا، ليست الولايات المتحدة الوحيدة التي تدين النظام السوري وتدعو إلى تنحّي الأسد، فبلدان المنطقة بما في ذلك تركيا والأردن والسعودية حثّتها على مرّ السنين على التدخل دبلوماسيًا وعسكريًا خشية من أنه بدون وجود تعاون دولي لإسقاط نظام الأسد ستنتشر الأزمة في نهاية المطاف في المنطقة بأسرها. ثالثًا، قرأت إدارة أوباما بشكل خاطئٍ تاريخ حرب العراق. وبخلاف أحد مبررات غزو العراق -- أسلحة الدمار الشامل، وجد البيت الأبيض برئاسة أوباما أدلةً مستفيضة متعلّقة باستخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين. وهذا ما أكّده محققو الأمم المتحدة الذين قدموا هذه النتائج على مر السنين إلى المجتمع الدولي. ولذلك، هناك حجة أكثر شرعية مبنية على المعايير الدولية لردع استخدام أسلحة الدمار الشامل في المستقبل. رابعًا، مع اكتساب الجماعات الإرهابية الإسلامية أراضٍ في سوريا، ارتفعت التهديدات للأمن الإقليمي والعالمي أكثر من أي وقتٍ مضى. خامسًا، يُعتبر تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين والأزمة الإنسانية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. وأخيرًا، يجري التدخل العسكري في سوريا عبر التعاون مع حلفاء إقليميين بالإضافة إلى القوات الكردية المحلية. فعلى سبيل المثال، إنّ القوات الأمريكية موجودة في شمال وشرق سوريا لدعم "قوات سوريا الديمقراطية"، وهو تحالف بين الأكراد والعرب والآشوريين ضدّ تنظيم "الدولة الإسلامية". بالإضافة إلى ذلك، إن الضربات الجوية المستمرة التي تستهدف نظام الأسد والجماعات التابعة له والجماعات الإرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" و"القاعدة" هي نوع من التدخل المختلف عن التدخل في العراق في عام 2003.
خطر زيادة التوسع الإيراني
يعتمد نظام الأسد أكثر من أي وقتٍ مضى على إيران التي قادت "المجلس الاستشاري الثوري" عام 2015 لإصدار بيانٍ يفيد بأن إيران تحتلّ سوريا. وحتى اليوم، يعود تورّط إيران في سوريا بشكلٍ رئيسي إلى هدفها المتمثّل بتحدّي أخصامها في الخليج من خلال الهيمنة على دولة عربية. وتقوم إيران ببناء التحالفات مع الحوثيين في اليمن والأحزاب الشيعية في البحرين، وتشدّد قبضتها على العراق. ومن شأن كل ذلك أن يدفع السعودية إلى الردّ من خلال تشجيع المزيد من المتطرفين، مما يتعارض مع المصالح الأمريكية والروسية. واضطلعت الشبكات الشيعية المدعومة من إيران في سوريا بدورٍ رئيسيٍ في تطرّف شريحة من السكان السوريين وكانت السبب الأساسي الذي دفع المقاتلين السنّة الأجانب إلى الذهاب إلى سوريا. ونتيجةً لذلك، لم يكن أمام الجماعات الثورية المعتدلة السنية خيارات سوى أن يُقتلوا أو أن ينضموا إلى المتطرفين في المعركة ضدّ الأسد والمليشيات الشيعية الإيرانية. وما زاد الوضع سوءًا هو غياب القيادة الأمريكية في هذه الأوقات الحرجة. فاعتقد الكثير من السنّة داخل سوريا أنّ الولايات المتحدة تقف إلى جانب نظام الأسد وإيران. ولذلك، فإنّ دعم نظام الأسد لن يُنقذ سوريا، بل فسيستمر الإرهابيون الإسلاميون في الازدهار.   
التعاون الأمريكي-الروسي
كانت الولايات المتّحدة وروسيا تتفاوضان طيلة فترة الأزمة حول كيفية مكافحة الإرهاب في سوريا بصورةٍ مشتركة من خلال استهداف الإرهابيين الإسلاميين بشكلٍ أساسي مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، وهي جماعة تابعة لتنظيم "القاعدة" في إدلب. ويطمح البلَدان إلى إضعاف العناصر المتطرفة العنيفة وتدميرها في نهاية المطاف من أجل فتح الباب أمام مفاوضات سلام فعّالة وتحول سياسي محتمل في دمشق. ولدفع روسيا إلى التعاون مع الولايات المتحدة بشكلٍ فعال، ينبغي أن يتفق الطرفان على مستقبل الأسد بناءً على ومع الإحترام لرغبة الشعب السوري وكفاحه المشروع على مدى السنوات الست الماضية للإطاحة بديكتاتور وحشي كبشار الأسد. بالنسبة إلى روسيا، إنّ الأسد رابط ضعيف وبما أنّ بوتين مهتم بشكلٍ أساسي بتأمين استثمارات بلاده وقواعدها العسكرية في المنطقة الساحلية السورية، فيمكن منح الأسد عفوًا لمغادرة سوريا والسماح لحكومة مؤقتة تتألف من المعارضة المدنية السورية – داخل البلد وخارجها- أن تتسلم الحكم خلال المرحلة الانتقالية. لكن ينبغي أن تكون هذه الهيئة المؤقتة مستعدةً للتفاوض مع روسيا مقابل السماح للأسد بالمغادرة. ومن الضروري أيضًا عدم استبعاد أو إقالة المسؤولين والموظفين في الحكومة السورية من العملية الانتقالية، الذين لديهم دراية بالنظام السياسي للدولة، وليسوا متورطين بأعمال قتل وعلى استعداد للتفاوض بشأن تحول سلمي. ومن شأن العمل مع المعتدلين لإنقاذ البنية التحتية المؤسسية في دمشق أن يحول دون سقوط الدولة بشكلٍ كامل.
علاوةً على ذلك، ناشدت الولايات المتحدة مرارًا بضرورة تنحي الأسد، وتتمتع الحكومة الروسية بالنفوذ لتحقيق ذلك. وعلى الرغم من أن الكثير من السوريين يريدون رؤية الأسد في السجن يُحاكم كمجرم حرب، إن الخيار الأكثر قابليةً للتطبيق في المرحلة الراهنة هو منحه العفو وتأمين خروجه من سوريا. وبهذه الطريقة، سيتم احتواء الغضب بين غالبية السكان السنّة، وستُتاح الفرصة للطائفة العلوية للمشاركة في انتخابات نزيهة وحرة تحت المراقبة الدولية. وإذا لم يتنحَّ الأسد ويغادر سوريا، لن يستمر الإرهاب في تشكيل مشكلة في البلاد والمنطقة وحتى في العالم فحسب، بل سيواجه المجتمع الدولي خطر مذبحة جماعية أخرى بحقّ المدنيين الذين دعوا إلى الإطاحة بالنظام في عام 2011. وإذا استمر الأسد في السلطة، لن يكون هناك مفر من وقوع مجزرة إضافية لأن النظام ينتظر الانتقام بشراسة من كل من وقف ضده. وبالمثل، ستواجه الطائفة العلوية المزيد من التهديدات من السنّة الغاضبين والذين يشعرون بخيانة المجتمع الدولي لهم.
ومن الجدير بالذكر هنا أنّ الأقلية العلوية ليست متراصّة، وكانت هناك عدة علامات على الاقتتال الداخلي في عشيرة الأسد المقرّبة، وهناك استياء متزايد بين العلويين الذي ينتمي الكثير منهم إلى الجيش وجهاز أمن الدولة. وفي الواقع، إن العلويين الذين يريدون رؤية نهاية نظام الأسد قد تغلبوا على خوفهم. ومن الصواب لو تقوم الولايات المتحدة وروسيا بإيلاء الاهتمام لهذه الشروخ بين عائلات نظام الأسد وشركائهم في دمشق، فضلًا عن الجماعات المناهضة للأسد المقيمة في المنطقة الساحلية على طول البحر الأبيض المتوسط.
إنهاء سفك الدماء
من خلال تحالفٍ قوي ونزيه بين الولايات المتحدة وروسيا، يمكن الضغط على إيران للتعاون لوقف عدوانها وتدخلها في الشؤون الداخلية السورية. بالإضافة إلى ذلك، من شأن تحالفٍ أميركي-روسي تحت إشراف الأمم المتحدة أن يسهّل نزع السلاح وإعادة دمج الجماعات المسلحة في المجتمع السوري لانهاء التشرذم والإرهاب وتهديدات المسلحين للمدنيين بشكل تدريجي، ومن ثم القضاء عليها. فينبغي أن تكون مكافحة التطرف معركةً ضد نظام الأسد في سوريا، وهو نظام صنفته الولايات المتحدة كراعي وممكّن للإرهاب. ويجب أن نتذكر أن الصراع في سوريا قد وصل إلى هذه المرحلة من التعقيد نتيجةً لسياسات الأسد من أجل البقاء. وقد أدّى فشل الولايات المتحدة في العمل بحزمٍ أكبر إلى مفاقمة الأزمة في سوريا وفي الخارج. ومع ذلك، لم يفت الأوان بعد لتغيير الوضع على الأرض إلى الاتجاه الصحيح.
علا الرفاعي، طالبة في الماجستير في "مركز الدراسات الشرق أوسطية" في "جامعة هارفارد". وتعمل حاليًا في "مبادرة الشرق الأوسط" في "كلية كينيدي في جامعة هارفارد". وعملت الرفاعي سابقًأ كباحثة مساعدة في "معهد واشنطن" وهي المنتجة المنفذة للفيلم الوثائقي القادم الذي يحمل عنوان "أولاد بكرا" Tomorrow’s Children والذي يتناول موضوع عمالة الأطفال اللاجئين السوريين في تركيا.
========================
دورية السياسة التركية :سبع سنوات على الربيع العربي: إخفاق أم مجرد بداية 2-2
كورت ديبوف - دورية السياسة التركية - ترجمة وتحرير ترك برس
المراحل الأربع للثورات العربية
يبدو للوهلة الأولى أن من المستحيل مقارنة الثورة العربية بالثورة الفرنسية. ولعل السبب الأكثر وضوحا لذلك هو أنه على عكس فرنسا، لم تقتصر الثورة العربية على بلد واحد، وشهد كل بلد في العالم العربي أحداثا تاريخية وتسلسلا زمنيا للأحداث التي شكلت ثورته. ومن الواضح أن تونس وسوريا، على سبيل المثال، شهدتا نتائج مختلفة كل الاختلاف لثورتيهما. على أن السبب في الاستعراض العام الذي قدمناه للثورة الفرنسية بطريقة مفصلة إلى حد ما، هو أن هناك أوجه تشابه أكثر مما توقعه الكثيرون.
أولا، بدأت الأحداث الثورية في العالم العربي مرتبطة تماما، فحين أشعل البائع المتجول محمد بوعزيزي النار في نفسه في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010، انتشرت الاحتجاجات في جميع أنحاء تونس. وفي 14 كانون الثاني/ يناير 2011، فر رئيس البلاد، زين العابدين بن علي إلى المملكة العربية السعودية. في ذلك اليوم نفسه بدأ الناس الاحتجاج في الأردن. وفي 25 يناير، بدأ آلاف المصريين في ملئ ميدان التحرير. في 11 فبراير/ شباط، وبعد 18 يوما من النضال، أطاح  المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالرئيس حسني مبارك. وفي 3 فبراير، بدأت الاحتجاجات في اليمن. وفي 17 فبراير في ليبيا،وفي 19 فبراير في البحرين، وفي 20 فبراير في المغرب، وفي 14 آذار/ مارس في المملكة العربية السعودية، وفي 15 مارس في سوريا. وباختصار، في غضون فترة وجيزة جدا، كانت هناك ثورة فيما لا يقل عن تسعة بلدان.
على أن نتائج هذه اللحظات الثورية التسع كانت متباينة للغاية: في تونس ومصر واليمن، طرد الديكتاتور بطريقة سلمية نسبيا، وفي المغرب والأردن وعد الملك بإصلاحات، وفي
البحرين والمملكة العربية السعودية، سحق الجيش المظاهرات. وفي ليبيا وسوريا أدت المظاهرات إلى حرب أهلية، ولكن في ليبيا وبمساعدة الناتو انتهت الحرب الليبية بقتل معمر القذافي، أما في سوريا، فما تزال الحرب مستمرة. ولكن كما كان هو الحال في فرنسا، أعقب الانتصارات الثورية الأولى في تونس ومصر واليمن وليبيا والمغرب والأردن، "شهر عسل" قصير
إذا نظرنا إلى مراحل الثورة المختلفة، وفقا لبرينتون، يمكننا إجراء مقارنة سهلة. خذ مصر على سبيل المثال، حيث يمكن القول إنه بعد الثورة، كانت "قاعدة المعتدلين" هي قاعدة المجلس الأعلى للقوات المسلحة. حاول الجيش قيادة مصر نحو انتخابات ديمقراطية، دون إحداث الكثير من الفوضى. ومع فوز الإخوان المسلمين في انتخابات عامي 2011 و2012، استطاعوا أن ينتزعوا "حكم الفضيلة"، ولكنه كان بالكاد "حكم الإرهاب"، وعلى الرغم من أن الناس في مصر شعروا بأنهم حكموا بطريقة (إسلامية)  فإنهم لم يحبوه. ثم جاء الثيرميدور المصري في الثورة الثانية في 30 حزيران/ يونيو 2013، تلاها انقلاب السيسي في 3 تموز/ يوليو. وبعد عام واحد من رئاسة عدلي منصور المؤقتة و"الإرهاب الأبيض" ضد الإخوان المسلمين والناشطين الثوريين الآخرين، رمز انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي بنسبة 96.1 في المئة من الأصوات إلى نهاية الثورة أو المرحلة الرابعة من مراحل الثورة، وفقا لبرينتون. وكما هو الحال في الثورة الفرنسية، كان لكل مرحلة من مراحل الثورة المصرية دستورها الخاص.
وعلى الرغم من أن مراحل برينتون الأربع للثورة قد لا تنطبق تماما على مصر، فإن هناك أوجه تشابه لافتة للنظر. بيد أن مقارنة قاعدة مرسي الشعبية بحكم روبسبيري تبدو غير عادلة لمرسي والإخوان المسلمين. ومن ناحية أخرى، فإن التعصب والإرهاب والخيار بين الفضيلة أو الموت يبرز عند مقارنته بتنظيم الدولة (داعش). ومثلما فعل روبسبير وجيكوبينز، ثبت داعش"عهد الإرهاب والفضيلة" في سوريا والعراق وفي سيناء وأجزاء من ليبيا واليمن والمملكة العربية السعودية.
في جميع الدول التي اجتاحتها الثورة العربية، نرى المعتدلين (من الثوار والإخوان المسلمين) يصلون إلى سدة الحكم، ثم طرد المعتدلون في مصر خلال الثورة المضادة أو ثيرميدور. وفي سوريا تغلبت داعش على المعتدلين وطردتهم "حكم الإرهاب والفضيلة". وفي ليبيا، أدت معركة بين المعتدلين إلى حرب أهلية، وفي نقطة معينة تخطت شخصية ثيرميدورية، هي الجنرال خليفة حفتر، المعتدلين في وقت ما، في حين تغلب المتطرفون على الإسلاميين المعتدلين (الإخوان المسلمين). وفي المغرب، جلب الملك الإسلاميين المعتدلين إلى الحكومة، وفي الأردن، قام الملك بإصلاح النظام، لكنه أوقف إصلاحاته.
أسباب الثورات العربية ما تزال قائمة
لم يناقش كرين برينتون في كتابه أسباب الثورة الفرنسية ومع ذلك، يمكن مقابلة التشابه بين الثورة الفرنسية والثورة العربية. شهد القرن الثامن عشر حتى عام 1789 نمو سكان فرنسا من 20 إلى 30 مليون نسمة، ولم يستطع  النظام الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي أن يتكيف مع تزايد عدد الشباب وطموحاتهم، وعادة ما كانت الوظائف تنتقل من الأب إلى الابن، ما يعني إيجاد مستويات عالية من البطالة بين الأبناء الذين استبعدوا. وكان النظام أيضا غارقا في الفساد، فكانت قلة قليلة قادرة على شراء منصب أو وظيفة، مقابل أغلبية عاجزة عن ذلك. وبصرف النظر عن التركيبة الديمغرافية والظلم الاجتماعي والاقتصادي، فإن جيل الشباب يتطلع إلى مزيد من الحرية السياسية والحقوق السياسية.
عندما كان الناس يصرخون خلال الربيع العربي "الخبز والحرية والعدالة"، كانوا يشيرون إلى المشاكل نفسها التي ضربت فرنسا. انفجرت التركيبة الديموغرافية في العالم العربي خلال القرن الماضي، حيث تضاعف عدد السكان في مصر والمغرب أكثر من خمس مرات، ومعظم السكان دون سن الخامسة والعشرين، والنظام الاجتماعي والاقتصادي بالغ القسوة يسبب البطالة الشديدة. هذا الجيل الشاب لا يشعر بالإحباط من الناحية الاقتصادية فحسب، بل أيضا من عنف الشرطة وغياب حرية التعبير والحقوق السياسية.
كان السبب في أن فرنسا استغرقت وقتا طويلا في التحول إلى ديمقراطية مستقرة في عام 1870 بعد ثورة 1789 هو القطيعة بين آمال الأجيال الشابة وتطلعاتها من جهة، والصراع بين النخب التي أخفقت مرارا وتكرارا في الإنقاذ من ناحية أخرى. ولا يختلف هذا أيضا عن حال العالم العربي اليوم، ذلك أن آمال الأجيال الشابة وتطلعاتها لم تنته، ووضعهم اليوم ليس أفضل أو حتى أسوأ مما كان عليه الحال قبل عام 2011. إن النظر إلى الربيع العربي على أنه أصبح "شتاء" عربيا أو أن الثورة العربية قد انتهت وأخفقت، هو تحليل قاصر؛ لأن الثورة ربما بدأت فقط وربما تستمر لسنوات وربما لعقود قادمة.
الثورة العربية لم تنته بعد
إن إطلاق تسمية الربيع العربي على الثورة العربية أمر غير منصف من الناحية التاريخية، ذلك لأن الثورة العربية لديها كل عناصر الثورة الحقيقية، مثل الثورة الفرنسية تماما. ومثلما كان حال فرنسا بعد عام 1789، يوجد بين العرب معتدلون، ومتطرفون، وثورة مضادة أو ثيرميدور بجنرالاتها الذين يريدون إنهاء الثورة.
ومثل الثورة الفرنسية أيضا، فإن أسباب الثورة العربية موجودة في الديموغرافيا، والظلم الاجتماعي والاقتصادي، وفي قمع حرية التعبير والحقوق السياسية. إن الوضع الراهن في العالم العربي لا يبعث على الأمل بشكل خاص، ولكن إذا كنا نعيش في فرنسا في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، لكُنّا في قمة التشاؤم. استغرقت فرنسا 86 عاما و14 دستورا مختلفا لتحقيق أول ديمقراطية مستقرة منذ ثورتها. إن العالم العربي يستحق المزيد من الوقت قبل أن نستنتج أن الديمقراطية لن تنجح أبدا أبدا.
========================
صحيفة تركية: أنقرة لن تكتفي بعفرين
الثلاثاء 26 كانون الأول 2017
بلدي نيوز – (متابعات)
قالت صحيفة يني شفق التركية، إنه لن تقتصر مكافحة الجيش التركي للإرهاب في سوريا لحدود عفرين شمال حلب فقط، فمن المتوقع عمليات مشتركة مع فرقة "محمدون التركية" والجيش السوري الحر، ستمتد ل (170 كم ) في المنطقة.
وكشفت الصحيفة، أن تركيا أرسلت إلى سوريا 20 ألف جندي، بالإضافة إلى 15 ألف جندي منتمي للجيش السوري الحر، وتهدف عمليات قوات الجيش التركي بمشاركة الجيش السوري الحر، إلى توفير الأمن على مساحة 4.500 كيلومتر في المنطقة، حسب تعبيرها.
وتحاول روسيا الضغط لإخراج الأذرع العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د" من عفرين وتل رفعت، لكي تسلم عفرين للنظام بحكم تواجد قواعدها العسكرية بها، إلا أن الحزب يرفض تسليم المنطقة، حسب ما ذكرت الصحيفة.
يشار إلى أن تركيا ما زالت مستمرة في بناء الجدار الفاصل على حدود ولاية هطاي وسوريا مستمرة، ومن المفترض أن يمتد 230 كليومتر بطول الحدود التي تفصل البلدين".
الجدير بالذكر أن القوات التركية تمركزت في نقاط استراتيجية عدة في محيط مدينة عفرين، منذ دخولها إلى الأراضي السوري في الثاني عشر من تشرين الأول / أكتوبر الماضي، تنفيذاً لاتفاق خفض التصعيد.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :إسرائيل وإيران: المواجهة العسكرية قادمة
2017-12-27
بقلم: افرايم سنيه
ايران هي المنتصرة في الحرب في سورية. فقد حققت جسرا بريا الى البحر المتوسط عبر العراق وسورية، المليشيات التي تحت سيطرتها اصبحت قريبة من الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان ومن الحدود مع الاردن، والقواعد البحرية والجوية في سورية ستخدم حرس الثورة الايراني في نشاطاته. هكذا نشأ واقع جديد في المنطقة لا تستطيع حكومة مسؤولة في القدس التسليم به. كل التغييرات الاستراتيجية السلبية التي سلمت بها حكومات اسرائيل في السابق، ازدياد قوة "حزب الله" في لبنان وحكم "حماس" في غزة أدت في نهاية المطاف الى حروب لم تخرج اسرائيل منها منتصرة.
انتشار ايران الجديد في سورية هو تقدم حقيقي في الطريق الى نشوء "الحصار الصاروخي" على اسرائيل الذي يرى فيه الزعيم الايراني علي خامنئي وصفة مجربة للقضاء عليها. وآجلا أم عاجلا لن تصمد ايران أمام اغراء استخدام تفوقها في سورية، واسرائيل ايضا ستستيقظ وستضع بالقوة خطوطها الحمراء في سورية.
مهما كان الامر فان الوضع سيؤدي الى مواجهة عسكرية بين اسرائيل وايران، سواء على الارض السورية أو في لبنان. في الحرب البرية اسرائيل ستنتصر. بعد حرب طويلة سيتكبد "حزب الله" والمليشيات الشيعية ضربة شديدة، فهم سيفقدون الكثير من المقاتلين، وبصورة مؤقتة الى حين فرض الانسحاب على اسرائيل سيفقدون مواقعهم على الارض.
مع ذلك، الجبهة الاسرائيلية ستتعرض لضربة شديدة، ايضا لو أن جزءا صغيرا فقط من الصواريخ التي نشرتها ايران في لبنان – اكثر من 100 ألف صاروخ – ستطلق نحو اسرائيل. من المهم أن نذكر في هذا السياق أن عددا من الصواريخ التي نشرت في لبنان، ومستقبلا في سورية، هي صواريخ دقيقة جدا وتحمل رؤوسا متفجرة بوزن ثقيل، وعدد الصواريخ في سورية ولبنان أكبر من عدد اجهزة الاعتراض في اسرائيل. إن قرار تكريس موارد اكبر للقدرات الهجومية والاستخبارات بدلا من تخصيصها لاجهزة الدفاع الجوي هو قرار مبرر، لكن هذا هو الثمن: عدد من الصواريخ والقذائف سيضرب داخل اسرائيل، بما في ذلك اهداف مهمة.
الصورة النهائية للحرب، رغم كل الانجازات على الارض، لن تكون صورة انتصار لاسرائيل. الضرر في الجبهة الداخلية سيقلل من شأن الانجازات في القتال. في نهاية الحرب لن يتغير ميزان القوة في المنطقة ولن تتعزز صورة ردع اسرائيل. الصور على شاشات التلفاز في العالم لن تكون صور مقاتلي الجبهة الشمالية وهم يرفعون العلم على مواقع "حزب الله"، بل ستكون صور جنود الجبهة الداخلية وهم يسحبون الجثث من تحت انقاض المباني متعددة الطوابق في تل ابيب. هذا شيء محزن، لكن هذا ما سيكون. هذه ستكون حرب اخرى نتائجها الاستراتيجية لا تبرر ثمن الدماء.
هناك احتمال لمنع الحرب القادمة، ليس عن طريق تجاهل الواقع، بل عن طريق التغيير الجوهري لمعادلة الردع. اسرائيل تقول الآن إنه اذا ضربت الجبهة الداخلية فيها فستقوم بتدمير البنى المدنية في لبنان. هذا لا يؤثر على أحد في طهران، وهناك، وليس في بيروت، يتم اتخاذ القرار. اذا لم يكن لدى المسيحيين والسنة وحتى الشيعة في لبنان مياه أو كهرباء – فهذا لن يردع الايرانيين.
في الحرب في سورية اثبتت ايران أنها ترى في حياة اللبنانيين ذخيرة قابلة للنفاذ. يمكن ردع ايران عن اصدار اوامر لضرب الجبهة الداخلية الاسرائيلية فقط اذا كان من الواضح أنها هي نفسها ستدفع الثمن الباهظ. اسرائيل يجب عليها التوضيح أنه اذا تم ضرب الجبهة الداخلية فسيتم تدمير البنية التحتية لتصدير النفط الايراني. إن ضررا كهذا يمكنه أن يجتث قدرة ايران الاساسية وجعلها تخضع. توجد لاسرائيل القدرة على فعل ذلك.
يجب منع حرب اسرائيل لن تخرج منها منتصرة، بدون تساؤلات وبدون لجان تحقيق، والطريقة الوحيدة لذلك هي وضع معادلة ردع جديدة.
 
عن "هآرتس"
========================
"هآرتس": بشار الأسد يبعث برسائل لـ"إسرائيل".. فما علاقتها بعرضه لـ"نتنياهو"؟
الدرر الشامية:
رأت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، المدعوم من إيران وميليشيا "حزب الله" اللبناني بدأ في إرسال رسائل إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة في تقريرٍ لها: إنه "من المحتمل أن تتكشف المرحلة التالية في الجزء الجنوبي من سوريا بالقرب من الحدود مع إسرائيل، حيث يريد النظام استعادة السيطرة على الحدود مع لبنان (المنحدرات الشمالية لجبل حرمون)".
وأضافت: "سيحاول النظام من هذه الخطوة إلى دفع المنطقة لمزيد من التوتر وخلط الأوراق، لدفع إسرائيل للقبول به كأفضل الخيارات الموجودة، كونه عمل تسهيل (تنظيم الدولة) إلى المنطقة المحاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة غرب درعا".
واعتبرت "هآرتس" أن هذه التطورات والتحشيدات العسكرية من النظام وميليشيا "حزب الله" وإيران قرب الجولان المحتل، بهدف إيصال "رسائل بشار الأسد للإسرائيليين بأن هؤلاء هم البديل عنه في المنطقة".
عرض المنطقة منزوعة السلاح
وعلى خلفية هذه التطورات، ربط محللون بينها وبين ما نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، 26 نوفمبر/تشرين الثاني، ما أسمته "عرضًا رائعًا" من بشار الأسد نقله بوتين إلى نتانياهو.
ويتمثل العرض في أن "الأسد مستعد لإقامة منطقة منزوعة السلاح على بعد 40 كم من الحدود الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، وذلك في إطار اتفاق شامل بين الطرفين، مقابل ضمان إسرائيل أنها لن تحاول إزالة نظام الأسد من السلطة".
========================
الصحافة الايطالية والفرنسية والبلجيكية :
صحيفة إيطالية: هل تعد سنة 2017 نهاية تنظيم الدولة؟
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على وضع تنظيم الدولة في العراق وسوريا خاصة بعد الهزائم التي لحقت به في الفترة الماضية، وتمكن القوات العراقية والسورية من استرجاع آبار النفط والمناطق التي كانت تحت سيطرته. فهل ستكون سنة 2017 النهاية الفعلية لتنظيم الدولة؟
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن حالة الفوضى التي طغت على العراق بين أواخر سنة 2013 وبداية سنة 2014 كانت السبب المباشر في سقوط الفلوجة بين أيدي تنظيم الدولة، حيث أعلن نوري المالكي عن فقدان السيطرة على المدينة وتمكن تنظيم الدولة من اكتساب موطئ قدم له في العراق.
والجدير بالذكر أن تنظيم الدولة انبثق من تنظيم القاعدة في العراق، وتعززت قوته إبان اندلاع ثورات الربيع العربي سنة 2011، فضلا عن تولد حالة من الاحتقان والتهميش في محافظة الأنبار ما جعلها ترتمي في أحضان تنظيم الدولة وتقدم كل الدعم له. وقد كانت هذه العوامل المساهم الرئيسي في توسع تنظيم الدولة في العراق وبسط نفوذه.
وأضافت الصحيفة أنه في شهر حزيران/ يونيو من سنة 2014، أعلن زعيم تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي، عن قيام دولته التي تمتد بين سوريا والعراق بعد أن تمكن مقاتلو التنظيم من إحكام سيطرتهم على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، معلنين عن انصهار الحدود بين سوريا والعراق.
في تلك الأثناء، عانى اليزيديون تحت حكم تنظيم الدولة من الاستعباد والقتل. ونتيجة لذلك، أنشأت الولايات المتحدة تحالفا دوليا لمحاربتهم. وفي السابع من آب/ أغسطس من سنة 2014، شنت الطائرات الأمريكية غارات جوية ضد تنظيم الدولة بهدف حماية الأقلية اليزيدية في البلاد، وصد هجمات تنظيم الدولة على مدينة أربيل، في كردستان العراق.
وبينت الصحيفة أنه منذ خريف سنة 2015 بدأ تنظيم الدولة يفقد سيطرته على بعض المناطق، ففي شهر تشرين الأول/ أكتوبر، تمكنت القوات المسلحة النظامية العراقية من استعادة مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين. وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر تمكنت قوات البيشمركة من تحرير مدينة سنجار من قبضة تنظيم الدولة. وفي موفى سنة 2015، تمكنت القوات العراقية من السيطرة على مدينة الرمادي.
وخلال أيار/ مايو من سنة 2016، تمكنت القوات العراقية من التقدم في اتجاه مدينة الفلوجة، وبفضل الدعم الأمريكي الذي تحظى به بغداد، نجحت في إحكام سيطرتها على المدينة  في شهر حزيران/ يونيو من نفس السنة. لتعلن الحكومة العراقية أن تنظيم الدولة فقد سيطرته على آبار النفط في كامل العراق.
وأضافت الصحيفة أنه على ضوء هذا التقدم، تمكنت القوات العراقية من استرجاع عدة قرى يقطنها المسيحيون على غرار بلدة قره قوش، التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة. كما نجحت القوات الكردية بمساعدة اليزيديين في استرجاع المناطق التي يقطنها اليزيديون غرب الموصل، والذي شكل بدوره تهديدا لتنظيم الدولة.
وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2016، بدأت أول محاولات القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل. وفي التاسع من تموز/ يوليو من سنة 2017، تمكنت القوات العراقية من تحرير المدينة، التي تعد من أبرز معاقل تنظيم الدولة. وقد تواترت الهزائم التي لحقت بتنظيم الدولة ليخسر آخر معاقله في العراق، في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وذكرت الصحيفة أنه خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، النصر الكامل على تنظيم الدولة في سوريا، مع العلم أن هذا الانتصار خلف آلاف الضحايا في صفوف المدنيين. وتجدر الإشارة إلى أن أولى المعارك ضد تنظيم الدولة في سوريا، التي قادها الجيش السوري المدعوم من قبل روسيا، انطلقت خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2016، ليتمكن من بسط سيطرته على محافظة حلب.
وأفادت الصحيفة بأن تنظيم الدولة هُزم في ثلاث معارك رئيسية. أولا في معركة الرقة، وقد شنها الأكراد بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، لتسقط في النهاية "عاصمة تنظيم الدولة" بعد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم الدولة والأكراد. أما المعركة الثانية فكانت في بلدة البوكمال بالقرب من الحدود العراقية، وهي الهزيمة التي تحمل في طياتها ضربة قاضية لتنظيم الدولة، ويعزى ذلك إلى موقعها الإستراتيجي.
وكانت المعركة الأخيرة في محافظة دير الزور، والتي دامت ثلاث سنوات بين تنظيم الدولة وقوات الجيش السوري. وفي الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، تمكنت قوات النظام من تحرير الرقة من قبضة تنظيم الدولة.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن انهيار تنظيم الدولة وخسارته لأهم معاقله في الموصل والرقة قد تكون نهاية مؤقتة، خاصة بسبب تراجع عناصره إلى الصحراء إلا أنه من الممكن أن يعيد تجميع صفوفه. ولكن المعطى الوحيد المؤكد في الوقت الحالي هو أن الصورة المهيبة لتنظيم قد تزعزعت وخارت قواه.
========================
لوموند: من الموصل للرقة.. المدنيون يحصون قتلاهم
فحول معاناة المدنيين العراقيين والسوريين من الحرب وتبعاتها، بدأت لوموند نشر سلسلة تحقيقات "ما بعد الخلافة" بدأتها بتقرير "من الموصل إلى الرقة.. المدنيون يحصون قتلاهم" أوردت فيه قصصا مأساوية لمن نجوا، فإسراء عمر الموصلية (18 سنة) تنتظر شهرين قبل أن تتمكن من دفن والديها وإخوتها وأخواتها الذين قتلوا في قصف لبيت عائلتها يوم 30 يونيو/حزيران الماضي.
وأرجعت الصحيفة سبب حدوث الكثير من هذه القصص إلى عدم تنفيذ الخطط الأصلية لـ معركة الموصل التي كانت تشمل فتح ممرات للمدنيين والمقاتلين الراغبين في الفرار إلى الصحراء، وبدلا من ذلك حوصرت المدينة بشكل محكم في مارس/آذار.
========================
"لوسوار" البلجيكية: الأسد سيرحل حتى لو أنقذه بوتين
نشرت صحيفة "لوسوار" البلجيكية، اليوم الثلاثاء، افتتاحية خصصتها للنزاع السوري، حاول من خلالها الكاتب الاستنتاج أن لا مفرّ من رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، حتى لو انتصر بدعم روسي وإيراني.
وفي افتتاحية عنونها بودوان لوس بـ"الأسد سيرحل حتى لو أنقذه بوتين"، يقول: "بينما تنتهي سنة 2017، كل شيء يجري كما لو أن بشار الأسد في دمشق وفلاديمير بوتين في موسكو يستطيعان أن يتبجّحا على رماد سورية التي أحرقاها من دون شعور بالذنب".
ويضيف: جاء الرئيس الروسي يستعرض قبل أسبوعين في قاعدة لقواته الجوية، معلناً الانتصار والبدء في سحب قواته العسكرية، "فهل ألقى القدّاس في سورية"؟ ثم يجيب الصحافي البلجيكي عن هذا السؤال قائلاً: "التعبير لا يليق بعيد الميلاد، لوصف حالة يتوجّب فيها أن تُحرّك معاناةُ وآلامُ المدنيين من ينعدم الإحساس لديه، ولكن من الضروري الاستنتاج أن نظام عائلة الأسد الهمجيّ، بفضل حلفائه الروس والإيرانيين قد أُنقذَ".
ويسأل إن كان يتوجب أن "نستنتج استنتاج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه، أنه يجب معاودة الحديث مع بشار الأسد، لأنه هو من المنتصرين في هذا الصراع. بصيغة أخرى، هل يجب أن يشكل الأسد جزءاً من الحل بينما هو أساس المشكل بالنسبة لعدد لا يُحصى من السوريين"؟
ويردف أنه "حينما يقول ماكرون إن الأسد هو عدو الشعب السوري، وتنظيم داعش هو عدوّ الشعب الفرنسي؛ فهو بذلك يخون قِيَم الجمهورية الفرنسية التي يدّعي أنه يُدافع عنها. وهو ما يفسره بألمعية على موقع "لوفيغارو" المفكر السياسي والخبير بشؤون المنطقة العربية زياد ماجد".
 
ويتابع "فماجد ينتقد الواقعية التي تقود إلى التفاوض مع من يتحمّل الجزء الأكبر من المسؤوليات في موت مئات الآلاف من السوريين، وفي تعذيب عشرات آلاف آخرين، وفي اغتصاب نساء، ومع من من أشرف على تطهير عرقي بالغ القسوة في بلده".
التفاوض مع الأسد، بنظر الكاتب نقلاً عن ماجد يعني "مناقضة تطلعات جزء كبير من الشعب السوري، والاستهزاء بالقانون الدولي، والقبول فعلياً، باحتلال روسي وإيراني، أي إنه في واقع الأمر إفلاتٌ من العقاب لا يمكن القبول به".
ثم يسأل الصحافي البلجيكي عن كيفية الخروج من هذا الفخ السوري، في الوقت الذي يحافظ فيه النظام على أنصاره، وعرف كيف يغذّي الخوف من التطرف في نفوس أقليات يَدَّعي أنه يدافع عنها؟ فيؤكد في خضم حرصه على تحليل ميزانَ القوى الحالي، أن "ثمة جنرالات متقاعدون ووجهاء من كل الطوائف يجب التعامل معهم وليس مع الأسد".
ويرى في هذا الصدد أن "روسيا وإيران قادرتان على التخلص من الديكتاتور مع الحفاظ على ما تبقى من الدولة، وخصوصا الجهاز الإداري"، ثم ينهي بودوان لوس الافتتاحية بشكوك حيال التزام المجتمع الدولي بتقديم دولار واحد من أجل إعادة إعمار سورية الجريحة، طالما أن الأسد يحكُمُ في دمشق.  
========================