الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 2/7/2016

سوريا في الصحافة العالمية 2/7/2016

03.07.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. نيويورك تايمز :الجوع بدلا من الصيام ببلدات سوريا المحاصرة
  2. الغارديان ترصد تجنيد إيران "الخفي" لشيعة أفغانستان بسوريا
  3. الموندو :حول انسحاب بريطانيا: أوروبا تدفع ثمن فشلها بسوريا
  4. ديلي تلغراف: ماذا عرض أوباما على بوتين بشأن "النصرة"؟
  5. ميدل إيست بريفنج :أسباب تغيّر سياسات روسيا والولايات المتحدة في سوريا
  6. أوراسيا ريفيو :دولة الخلافة الإسلامية بعد عامين: هل تمر بمرحلة انتقالية؟
  7. توبين هارشاو – (بلومبيرغ فيو) 16/6/2016 :مخاطر قتل خليفة "داعش"
  8. آرون ديفيد ميلر* - (ريل كلير وورلد) 17/5/2016 :6 حقائق عنيدة وأساسية عن الشرق الأوسط
  9. ميدل إيست بريفنج :أجندة الناتو المستقبلية في الشرق الأوسط
  10. ذا ناشيونال انترست :لماذا على الولايات المتحدة الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط؟
  11. يو إس آيه توداي :عندما يقرر الغرب أن الخطر الأكبر للإرهاب ليس “الإرهاب
  12. ذي ويك :الديمقراطيون والجمهوريون غير صادقين حول الشرق الأوسط
  13. معهد واشنطن :إعادة النظر في الدور العسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
  14. واشنطن بوست: التهدئة في سوريا أصبحت مجرد حالة متخيلة في أذهان الدبلوماسيين
  15. وول ستريت جورنال:"النصرة" مقابل "ثوار واشنطن"
  16. ’’الديلي تليغراف’’: ’’روسيا وتركيا ينسقان معاً سياستهما في سوريا’’
 
نيويورك تايمز :الجوع بدلا من الصيام ببلدات سوريا المحاصرة
أورد تقرير بصحيفة نيويورك تايمز أن شهر رمضان ببلدات سوريا المحاصرة طغى عليه الجوع بدلا من الصيام، حيث يعيش هناك ما يقدر بأكثر من مليون شخص يتضوّرون جوعًا.
وأضاف التقرير الذي أعده للصحيفة آفي أشر-سخابيرو من داخل سوريا أنه مهما غالى الشخص في وصف الآثار النفسية والبدنية المدمرة للحرمان من الطعام خلال رمضان فإنه لن يوفي ذلك حقه.
وأوضح أنه خلال هذا الشهر تحدث إلى مدنيين جوعى في كثير من أنحاء سوريا وأبلغوه أنهم يحاولون تجميع ما يجدونه ليتناولوه معا خلال الإفطار، لكنه شحيح لا يسد الرمق.
تجويع وقصف
وفوق ذلك، يأتي قصف النظام بالبراميل المتفجرة وغيرها ليضاعف معاناة هؤلاء الناس. ففي بلدة داريا جنوبي دمشق نقل التقرير عن شخص (ورد فيه باسم محمد) قوله إنه نادرا ما يغادر الغرفة التي يعيش فيها خوفا من البراميل المتفجرة التي ترميها مروحيات النظام يوميا على رؤوسهم.
وذكر التقرير أن محمدا لا يزال قادرا على توفير وجبة الإفطار من قليل من البرغل والأرز، لكنه لا يستطيع الخروج إلى حقول لا تبعد أكثر من بضعة مئات من الأمتار من منزله اعتاد جلب بعض الخضراوات منها، وذلك بسبب قصف الجيش السوري المستمر لهذه الحقول.
وقال أيضا إن قوافل الطعام التي تبعث بها الأمم المتحدة ومنظمات العون الإنساني الأجنبية على فترات متباعدة تبلغ أحيانا ثلاثة أشهر تساعد قليلا في كبح المجاعة حتى لا تبلغ حدودها القصوى.
خوف وملل وجوع
ونقل التقرير عمن سماه حسينا من مضايا قوله إنه يعيش حياته تحت الحصار في خوف وملل وجوع مستمر وإنه فقد خمسين رطلا من وزنه خلال الشتاء الماضي، لكنه رغم ذلك يعتبر نفسه من المحظوظين لأن هناك 46 شخصا قضوا بسبب الجوع في البلدة في ديسمبر/كانون الأول المنصرم.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي تقاعس عن تعهده بإسقاط الطعام من الجو بحلول الأول من يونيو/حزيران الماضي إذا لم يوافق نظام الأسد على السماح بمرور المعونات برا، معلقا بأن المجتمع الدولي مهتم فقط بمحاربة تنظيم الدولة ويهادن نظام الأسد الذي يحاصر أغلب المحاصرين بالبلاد.
ونقل عن المحاصرين قولهم إن رمضان كان قبل الحرب الأهلية أسعد شهور السنة، حيث تطبخ كل أسرة أصنافا مختلفة من الطعام ويتهادى الجيران الأطعمة ساعة الإفطار، أما الآن فلا يوجد طعام أصلا، والناس لا يستطيعون المشي في الطرقات لإلقاء التحية على جيرانهم.         
======================
الغارديان ترصد تجنيد إيران "الخفي" لشيعة أفغانستان بسوريا
عربي21- عبيدة عامر# الجمعة، 01 يوليه 2016 03:51 م 011
رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير مطول لها، الخميس، ما أسمته "التجنيد السري" من إيران للشيعة الأفغان للقتال في سوريا.
وأوضحت الصحيفة، في التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن الرجال الشيعة الأفغان يستدخلون في الحرب السورية، التي لا تشارك بها أفغانستان بشكل مباشر، على يد إيران، دعما لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بحسب ما كشفت الصحفيتان سون إنيجل روسمين، وزهراء نادر.
وكشفت الصحيفة أن المقاتلين الأفغان غارقون بالفقر، ومتطرفون دينيا، ومنبوذون من المجتمع، مشيرة إلى أن دوافعهم هي المال والقبول الاجتماعي والشعور بشيء من المعنى الذي يفتقدونه في بلدانهم.
وكانت الوثائق كشفت تجنيد إيران للاجئين الأفغان الشيعة في أراضيها، لكن هذه النشاطات حصلت داخل أفغانستان، وكشفت للمرة الأولى.
وتنكر إيران استخدام "أي نوع من الترغيب أو الترهيب"، أو تجنيد الأفغان للقتال في سوريا، بحسب ناطق باسم السفارة في كابول، إلا أن تحقيق الصحيفة كشف دخول الإيرانيين في الحرب، والدوافع التي تقدمها لهؤلاء الرجال للسفر لآلاف الأميال للانضمام في معارك قد لا يرجعون منها.
"وكيل سفريات"
ونقلت الصحيفة عن أحد الرجال الأفغان، الذي يسمى جواد، والذي يعمل شرطيا في النهار، و"وكيل سفريات" في الليل، وكشف لـ"الجارديان"، أنه عمل لما يقارب السنة وسيطا مع الحرس الثوري الإيراني في عام 2014، عندما شكلت مليشيا أفغانية شيعية: "لواء فاطميون" لتقاتل لجانب قوات النظام السوري.
ومن "وكالة سفرياته" في الطابق الثاني في أحد المباني، يربط جواد الرجال الراغبين بالقتال مع السفارة الإيرانية في كابول، لتساعدهم بالتأشيرة والسفر، وتدفع لجواد عمولة مقابل هذه الإشكالات.
"لأجل المال والمراقد"
ويحصل الأفغان الذين يقاتلون عادة على إذن للإقامة في إيران وراتب شهري يصل إلى خمسمئة دولار، حيث قال جواد إن "معظم من يذهبون لسوريا يذهبون لأجل المال، بينما يذهب آخرون لحماية المراقد"، في إشارة لمرقد السيدة زينب في دمشق، الذي تستغله إيران للدعاية الطائفية.
وأشارت "الجارديان" إلى أن سوريا تضم عددا من المواقع الشيعية المقدسة، أهمها مرقد "السيدة زينب" في دمشق، الذي يقول الشيعة إنه يضم رفات حفيدة النبي محمد، والذي كان نقطة حشد للشيعة الذي يدعون حمايته من المليشيات السنية التي تريد استهدافه، مثل تنظيم الدولة.
وفي المرة الأولى التي قابلت بها "الجارديان" جواد، كان يستعد للذهاب إلى سوريا بنفسه، بعد أن اعتقل تنظيم الدولة 12 مقاتلا أفغانيا قرب دمشق، كان هو الذي جندهم، وطالبته عائلاتهم باستعادتهم.
"دروع بشرية"
وعندما عاد إلى سوريا بعد شهر، عاد "مصدوما"، بعد أن فاوض على حرية الرهائن، وبعد أن رأى "استخدام الإيرانيين للأفغان دروعا بشرية"، مؤكدا توقفه عن العمل وسيطا مع الإيرانيين، و"شعوره" بالعار لإرسال هؤلاء الناس.
السبب الآخر الذي غير رأي جواد، بحسب "الجارديان"، هو أن جهاز الاستخبارات الأفغاني اعتقله لمدة يومين، وقال له: "لا تبع إخوانك لبلد آخر"، بحسب قوله.
ودون أرقام رسمية، تشير بعض التقديرات إلى أن عدد الأفغان الذين يقاتلون في سوريا، بتجنيد إيراني، يصل إلى 20 ألفا، وبحسب أمير توماج، الباحث مع "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، فإن "فاطميون" تطور من لواء إلى فرقة، تتجاوز عادة العشرة آلاف شخص.
من جانبه، رأى علي علفونة، المحلل المستقل لشؤون إيران في واشنطن، أن عدد الأفغان في سوريا يصل إلى ألفي شخص، مضيفا أنه قتل منهم ما يقارب 334 شخصا في القتال منذ أيلول/ سبتمبر 2013.
جنسية إيرانية
وأقرت طهران قانونا جديدا يسمح لها بمنح الهوية المدنية لعائلات الأفغان الذين يقتلون في سوريا، محاولة لتشجيعهم على أخذ مهمات خطيرة، وجذب المجندين، بحسب توماج.
ويعد وجود مليشيا أفغانية موالية لإيران هدفا طويل الأمد، يتجاوز سوريا، بحسب علفونة، الذي أشار إلى أنه "من الواضح أنه يخدم مصالح الحرس الثوري الإيراني لتدريب الشيعة، لقتال طالبان لاحقا أو التنظيمات السنية على التراب الأفغاني بعد انسحاب الولايات المتحدة".
على الخطوط الأولى
وفي سوريا، يوضع الأفغان على الخطوط والجبهات الأولى، فقد نقلت "الجارديان" عن المقاتل محمد (19 عاما) ذكرياته عن دخول مشفى لقوات معادية له.
وقال: "لإخافتنا، كانوا يلقون رؤوسا بشرية علينا، وقد أخافني هذا فعلا"، مضيفا لـ"الجارديان" بعد عودته إلى طهران بقوله: "دخلت مبنى ولمست قدمي سلكا وتسببت بانفجار، وأصابت 12 شظية قدمي ويدي".
ويعتبر تقدير أعداد المقاتلين الأفغان في سوريا مهمة صعبة، لأن جثث الضحايا نادرا ما ترجع إلى البلاد للدفن، في حين يدعي البعض أنها تنقل لإيران قبل أن تختفي.
أصدقاء مجندون
وتروي الصحيفة قصة إحسان وفهيم، من مدينة المزار الشريف، اللذين قالا لأهلهم إنهما ذاهبان لطهران للعمل، وبعد مغادرتهما، بدأ إحسان بإرسال رسائل لصديقهم الثالث، رسول، من سوريا.
وقال رسول: "كان إحسان شخصا متدينا جدا، وكان يقول لي إن واجبنا الديني هو الذهاب إلى سوريا".
وفي مطلع أيار/ مايو الماضي، وبعد أن قتل أكثر من ثمانين شخصا مع قوات النظام، أغلبهم أفغان، في خان طومان، في ريف حلب الجنوبي، أرسل إحسان لرسول رسالة أبلغه بها أنه لا يتلقى ردا من فهيم، مما دفع أهله للذهاب لطهران للبحث عنه، ولا زالوا يبحثون عنه.
استفزاز طائفي
وحاول بعض السياسيين الأفغان التدخل، فقد قال النائب في البرلمان الأفغاني نظير أحمدازي، الذي كان يتعقب تجنيد الأفغان، إن "إيران كانت تستفز التوترات الطائفية بين السنة والشيعة لتسيطر على أفغانستان".
وأضاف أن "سياسة إيران هي تحقيق الانقسامات بين المسلمين، فهم يريدون أن تصبح أفغانستان مثل سوريا"، مشيرا إلى أنه رأى قائمة بما لا يقل عن 1800 أفغاني تم تجنيدهم في كابول وحدها.
واستخدم الحرس الثوري الإيراني المساجد مراكز للتجنيد في المدن الأفغانية، ومنها مسجد في حي داست إي بارشي الشيعي في كابول، بحسب أحمدازي، الذي أشار إلى أنه توقف عن التجنيد بعد مداهمة لمحققين.
وقدر المعارض السوري وعضو الائتلاف الوطني هيثم المالح، أعداد الأفغان المقاتلين في سوريا بـ8000 شخص.
وحاولت السلطات الأفغانية قطع هذا التجنيد، لكنها تتحرك بحذر، بحسب المحلل الأمني علي محمد علي، الذي أشار إلى أن العلاقات مع الجارة القوية باكستان عادة ما تكون متوترة، فإن أفغانستان غير قادرة على مواجهة طهران في الوقت نفسه كذلك.
"آخر أشكال اليأس"
وقالت "الجارديان" إن الحرب في سوريا كانت بالنسبة لمحسن (24 عاما) "قضية محقة".
وقال محسن إنه "لا يفعل شيئا خاطئا"، معتبرا أن المراقد لهم، وهم يدافعون عنها.
ورغم معارضة العائلة والسياسيين والاستخبارات، فإن الشباب الأفغان سيستمرون في القتال في سوريا، طالما ظلت آمال الحياة الآمنة والمستقبل مظلمة في أفغانستان، بحسب "الجارديان".
وقال خريج أفغاني في كابول، يدعى يونس، إن "الناس الذين يذهبون لا يتركون شيئا وراءهم، فقد فقدوا كل الأمل"، مشيرا إلى أنه يعرف 20  شابا آخر ذهبوا للقتال في سوريا، بينهم ابنا عم له، وعم قتل هناك، جميعهم مدمنون أو لديهم مشاكل عائلية كبيرة.
وأضاف يونس أن البعض الذين يواجهون التهميش والإدمان والعار الذي يرافقه، ينظرون للحرب على أنها فعل شيء خارج إرادتهم، واصفا الذهاب لسوريا بأنه "آخر أشكال اليأس".
وقال إن "هؤلاء يموتون وينظرون على أنهم شهداء، أو يحصلون على حياة أفضل بإقامة وراتب في إيران"، موضحا أنهم "يريدون بداية جديدة".
======================
الموندو :حول انسحاب بريطانيا: أوروبا تدفع ثمن فشلها بسوريا
عربي21 - وطفة هادفي# الجمعة، 01 يوليه 2016 07:05 م 0
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن العجز الذي أبداه الاتحاد الأوروبي في تهدئة الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط المضطربة، وخاصة في سوريا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سوريا هي في حد ذاتها مشكلة أوروبية، وعلى نحو متزايد. كما أن التصويت لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له أسباب متعددة ومعقدة، وتأتي الاضطرابات الناتجة عن الصراع السوري على رأس القائمة.
فمنذ عامين، يواجه الأوروبيون "أزمة اللاجئين" والتهديد الإرهابي لتنظيم الدولة. ولهذا السبب قررت بريطانيا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي لتنقذ ما يمكن إنقاذه، كما تقول الصحيفة الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخوف من الهجرة، ورفض تواجد المسلمين، والتهديد الإرهابي، وانتقاد الاتحاد الأوروبي بسبب عجزه في حماية حدوده، هي من أبرز دوافع تصويت البريطانيين لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد. وهذه الأسباب هي من محركات الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أن الصراعات في الشرق الأوسط تقترب على نحو متزايد من أوروبا وتهدد استقرارها. فمنذ الغزو الكارثي للعراق عام 2003، تنامى التطرف، والطائفية والعنف، واشتعلت الحرب الباردة الإقليمية بين السعودية وإيران، وساء وضع سكان المنطقة وشُرد الآلاف منهم.
ومع ذلك، يبقى الصراع السوري منذ عام 2011؛ هو الحرب التي أتت بأكبر تأثير مدمر لسكان منطقة الشرق الأوسط. كما أنه من المتوقع أن تكون لهذا الصراع نتائج وخيمة وتأثيرات سلبية على المجتمعات الأوروبية.
فالصراع السوري أدى إلى ظهور أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية. وفضلا عن ذلك، ساهم هذا الصراع في ظهور وانتشار تنظيم الدولة. وما يزيد الأمور تعقيدا، هو عدم تواجد حل في الأفق لهذا الصراع، فيما العوامل المزعزعة للاستقرار في تزايد؛ وتهدد كذلك الاستقرار الأوروبي.
وأمام كل هذه التحديات، أبدى الاتحاد الأوروبي عجزا كاملا عن تهدئة الوضع في سوريا. ومن جهته، يقود الرئيس الأمريكي باراك أوباما سياسة خاطئة تجاه الصراع السوري، ساعدت على تفاقم الوضع، وفق الصحيفة.
وبينت الصحيفة أنه في مواجهة التهديدات الناجمة عن النزاعات في الشرق الأوسط والأساليب المستخدمة من قبل بعض الأنظمة للبقاء في السلطة، اختارت بريطانيا الانعزال لحماية نفسها. كما يبدو أن هذه الظاهرة في طريقها للانتشار بين المجتمعات الغربية، باعتبارها وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس. وزيادة عن ذلك، فإن اتفاقية حرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي يمكن أن تكون من الضحايا الأخرى لهذه الصراعات.
وأشارت الصحيفة إلى أن خيار الانعزال وممارسة اللامبالاة تجاه الصراع في سوريا؛ هو خيار يعتقد بعض القادة الأوروبيين أنه سيجنبهم المخاطر السياسية على المدى القصير، لكنه سيكون مكلفا جدا لأولئك الذين يرغبون في تكوين اتحاد أوروبي قوي وقادر على الاستمرار.
وقالت الصحيفة إن المشكلة الحقيقية التي تواجه الاتحاد الأوروبي لا تتمثل في الموجة الحالية من اللاجئين، أو حتى الإرهابيين، إنما تكمن في مواصلة كل من بشار الأسد والجهاديين تدمير سوريا. فسوريا هي مصدر كل الموجات التي تربك الاتحاد الأوروبي. كما أن الأمر المثير للقلق، هو أن الأوروبيين لم يتفطنوا بعد لهذه النقطة الأساسية لإيجاد حلول ومنع العديد من الكوارث المحتملة.
======================
ديلي تلغراف: ماذا عرض أوباما على بوتين بشأن "النصرة"؟
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الجمعة، 01 يوليه 2016 06:50 م 00
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا للكاتبة روث شيرلوك، تقول فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عرضت على موسكو يوم الاثنين، القيام بتعاون أمني بين البلدين.
ويكشف التقرير عن أن الاتفاق يتضمن تقديم دعم أمني لروسيا في حربها ضد الجهاديين، مقابل وقف النظام السوري هجماته ضد المعارضة السورية، مشيرا إلى أن الاتفاق الأمني يهدف إلى ضرب تنظيم جبهة النصرة في سوريا.
وتنقل الصحيفة عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قوله إنه يدعم المشروع، فيما تردد وزير الدفاع آشتون كارتر بدعم الفكرة؛ نظرا لرفضه أي تعاون مع روسيا.
وتشير الكاتبة إلى أن التعاون المقترح هو بمثابة تحالف عسكري ضد الجهاديين، حيث يشكل تغيرا مهما في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، خاصة أن القوتين العظمتين قاتلتا في هذا الصراع، لافتة إلى أن التعاون بين البلدين قد يؤدي إلى خلق "مناطق آمنة"، يُمنع النظام السوري من توجيه غارات لها.
ويذكر التقرير أن محللا أمريكيا على اتصال مع الحكومة الأمريكية أكد صحة الاتصالات الأمريكية الروسية، حيث إن كلا من واشنطن وموسكو تعاونتا في ضرب تنظيم الدولة، إلا أنهما تجنبتا الظهور بمظهر من ينسق عبر تحالف قوي، مشيرا إلى أنه كانت هناك مواجهة في بداية شهر حزيران/ يونيو بين الطيران الروسي والأمريكي، حيث اتهم الروس بضرب قاعدة تعود إلى "الجيش السوري الجديد"، المدعوم من الولايات المتحدة.
وترى الصحيفة أن "الاتفاق الأمني بين البلدين يعد (انقلابا) بالنسبة لنظام الأسد، الذي حاول إنهاء عزلة سوريا الدولية، حيث إن الأسد واجه في عام 2013 وضعا خطيرا، واحتمال ضربة عسكرية، بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه، الذي قتل فيه 1300 شخص في الغوطة الشرقية، ومع ذلك فإن الغرب لم يعد يصر على رحيله؛ بسبب انشغاله بالخطر الذي يمثله تنظيم الدولة والجماعات الجهادية الأخرى".
وتقول شيرلوك إن "الأسد يزعم أنه يقاتل تمردا أصوليا وليس ثورة شعبية، مع أنه أسهم في صعود الجهاديين، عندما أطلق سراح أعداد من الجهاديين من سجونه، بالإضافة إلى أنه يعد المشتري الأول لنفط تنظيم الدولة، ولم يستهدف في عملياته لا جبهة النصرة أو تنظيم الدولة، بل ركز جهوده العسكرية كلها لقصف الجماعات غير الجهادية".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن نظام دمشق يُقدم على أنه جزء من الحل لمسألة الخطر الجهادي، التي يواجهها الغرب، حيث زعم الأسد في مقابلة مع شبكة أنباء أسترالية أن المؤسسات الأمنية الغربية طلبت دعم نظامه لمواجهة الجهاديين في سوريا، حيث قال الأسد: "يهاجموننا سياسيا، وبعدها يرسلون مسؤولين للتعاون معنا من تحت الطاولة".
وتورد الصحيفة أن مصادر مستقلة أكدت زيارات مسؤولي حكومات أخرى لدمشق، لافتة إلى أن خبراء حذروا من التحالف الأمريكي الروسي الجديد، الذي سيزيد من سخط السكان، بشكل يدفعهم إلى أحضان الجماعات الجهادية.
وتنقل الكاتبة عن خبراء قولهم إن جبهة النصرة على خلاف تنظيم الدولة، تحظى بشعبية في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية؛ نظرا لتركيزها على مواجهة نظام الأسد، بالإضافة إلى أن لديها قدرات مالية أفضل، وقدمت المساعدات الخيرية للسكان، ولم تقم بفرض أفكارها المتشددة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويورد التقرير نقلا عن الزميل الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، قوله: "من المفارقة أن عمليات أمريكية روسية مشتركة ضد جبهة النصرة ستؤدي إلى إضعاف مصداقية الجماعات المعتدلة، بحيث تترك في النهاية جماعة جهادية حقيقية تواجه الأسد"، ويضيف أن "جبهة النصرة قضت السنوات الخمس الماضية وهي تعمل لتجذير نفسها داخل الديناميات الثورية، وحماية نفسها من هذا النوع من التهديد".
ويتابع ليستر قائلا: "نحن في معركة يومية لكسب عقول وقلوب السكان السوريين العاديين، الذين تعرضوا خلال السنوات الخمس الماضية لقصف وحشي، وقصفوا بقنابل الغاز، ونحن نخسر المعركة، إلا أن هذه الصفقة ستكون مسمارا في النعش".
ويواصل ليستر قائلا للصحيفة: "الخيار الوحيد هو تعزيز المعارضة المدنية والعسكرية والسياسية الحقيقية، وبناء حاجز سوري اجتماعي، يحظى بتمثيل ضد رواية جبهة النصرة المتطرفة".
وينوه التقرير إلى أن الزميل البارز في المجلس الأطلسي فيصل عيتاني، وافق على أن تنظيم جبهة النصرة هو جزء من النسيج السوري، الذي لا يمكن هزيمته عبر استراتيجية عسكرية، ستؤدي إلى إثارة غضب الجماعات السورية المعارضة، حيث قال إن المقترح الأمريكي هو دليل جديد على تخلي إدارة أوباما عن الإطاحة بنظام الأسد، واعتقاده أنه لا حل قريبا للحرب الأهلية، وأضاف: "لا أعتقد أنهم يهتمون بالأسد، ولو كانوا كذلك، للاحظنا التزاما ليس موجودا في الوقت الحالي".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن عيتاني يعتقد أن قرب رحيل أوباما عن البيت الأبيض يجعله يبحث عن طرق "لإدارة الأزمة حتى نهاية العام الحالي"، وبعد ذلك "فإنها مشكلة الرئيس المقبل".
======================
ميدل إيست بريفنج :أسباب تغيّر سياسات روسيا والولايات المتحدة في سوريا
ميدل إيست بريفنج –  إيوان24
بالنسبة لمتابعي السياسات الروسية والأمريكية في سوريا، فمن الواضح أنَّ فشل عملية جنيف والنهج الدبلوماسي، على الأقل حتى الآن، أدى إلى رد كلا البلدين بأساليب مختلفة.
في الآونة الاخيرة، في الأسبوع الماضي تحديدًا، رأينا مثالًا واضحًا على كيفية تغيّر موقف موسكو، لا سيما فيما يتعلق بعمليات قوات الأسد على الأرض في شمال سوريا. في حين واصلت القوات الجوية الروسية غاراتها ضد ما يزعمون أنها أهداف “إرهابية”، حتى لو كان معظم الضحايا من المدنيين، لم تتدخل تلك القوات عندما هاجم تنظيم داعش – الهدف الإرهابي المزعوم من روسيا – قوات “صقور الصحراء” الذين تدربهم روسيا  في محافظة الرقة. لم يوقف تنظيم داعش تقدّم تلك القوات ” فحسب، بل طردهم من كل المواقع التي كانت تحتلها في المحافظة بأكملها، وسط تجاهل تام من الجنرالات الروس
ومن الملاحظ الآن أنَّ القوات الجوية الروسية لا توفر الدعم لجميع العمليات البرية للأسد أو حلفائه؛ بل يتم اختيار المواجهات البرية فقط للدعم الجوي أو الأرضي الروسي. وقد بدأ هذا الاتجاه بطريقة عشوائية على الفور بعد أن أعلن الكرملين في مارس الماضي أنَّ ذلك يحدّ من الوجود العسكري الروسي في سوريا. ولكن منذ فشل عملية جنيف، أصبح هذا الاتجاه أكثر وضوحًا وأكثر انتظامًا.
ساعدت روسيا القوات السورية في تحرير تدمر والقريتين من أيدي داعش نظرًا لموقعهما الاستراتيجي. ولكن في الشمال، كانت القوات الروسية غائبة في المعارك الأخيرة التي شنّها حزب الله، في محاولات شنّ هجمات على معاقل المعارضة في وحول مدينة حلب. وفي حين قصفت الطائرات الروسية بعض جماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة في الشمال في منتصف يونيو الماضي، أعلنت موسكو أنها كانت مخطئة، وذلك بسبب عدم وجود معلومات وخريطة تفصيلية لتوزيع القوى. وذكرت بعض التقارير أنَّ الحكومة السورية قدمت عمدًا معلومات كاذبة لغرفة الحرب الروسية في القاعدة الجوية “حميميم.”
في الفترة الفاصلة بين نهاية سبتمبر من العام الماضي وحتى نهاية شهر مارس من هذا العام، استعاد الأسد وحلفاؤه زخمهم وغيّروا الوضع على الأرض في صالحهم. وكانت الخطة المبدئية أنه بمجرد تحقيق هذا الهدف – الذي كان في نهاية مارس الماضي – فإنَّ العملية الدبلوماسية التي كانت قد بدأت قبل أشهر، مع الزخم التكتيكي المواتي للأسد، قد تصل إلى اتفاق سياسي متوازن بين الأسد والمعارضة.
ومع ذلك، أُضيف عاملًا إضافيًا لهذا المزيج عندما توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق بشأن معايير وقف إطلاق النار في سوريا. وفي النهاية، التزمت المعارضة، تحت ضغط من مؤيديها الإقليمي، بهذا الاتفاق، في حين أنَّ الأسد وحلفائه انتهكوا الاتفاق في أكثر من مناسبة.
وقد حدث ذلك عندما تجلت الخلافات بين روسيا من جهة، والأسد، وإيران، وحزب الله من جهة أخرى. وقال التحالف الثلاثي إنَّ وقف إطلاق النار كان يُستخدم لإعادة تسليح وتنظيم المعارضة في الشمال. وفي الوقت نفسه، ضغط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على نظيره الروسي سيرجي لافروف لتنفيذ التزام روسيا لكبح جماح حلفائها في سوريا وإنقاذ وقف إطلاق النار والعملية السياسية. وحذّر كيري من أنَّ البديل سيكون تسليح الولايات المتحدة وحلفائها للمعارضة واستمرار الحرب، حتى هزيمة الأسد في النهاية.
حاولت موسكو إقناع الأسد بأنَّ “تحرير كل شبر من سوريا” هو ببساطة ليس اللعبة المخطط لها، وأنَّ الهدف من ذلك هو بدء عملية سياسية ذات مغزى تنتهي بتوجيه كل الأسلحة ضد عدو واحد: داعش. ومع ذلك، كانت حسابات الأسد مختلفة. لقد ظنّ الأسد أنَّ الروس لن يكون أمامهم خيار آخر سوى مواصلة دعمهم لقواته والمشاركة في دحر كل جماعات المعارضة، بغض النظر عن موقفهم من الإرهاب. ويخشى أيضًا أنَّ أي عملية سياسية “ذات مغزى” ستنتهي برحيله. الروس لا يرون أنَّ شخص الأسد نفسه هو الشيء المحوري من أجل التوصل إلى حل سياسي. لكن الأسد يؤمن دائمًا بشعار: “أنا سوريا”.
الآن، ما نراه أمام أعيننا هو الروس على مفترق طرق. يجب أن تحسب موسكو خطواتها في سوريا بالطريقة التي تناسب هدفها الأوليّ لمحاربة الإرهاب والضغط من أجل صفقة سياسية ناجحة لإنهاء الأزمة، في حين تجنب خطط محصلتها صفر من الأسد وإيران.
موسكو مقتنعة أنَّ هذا هو السبيل الوحيد للمضي قُدمًا في سوريا. إنها تراقب بقلق مفهوم في ظلّ تعنت واشنطن. وتدرك أنَّ عدم وجود اتفاق سياسي مقبول سيؤدي إلى ضرورة قبول اتفاق أسوأ وقت لاحق. ومع ذلك، لا يمكن للكرملين أن يدمر نفسه عن طريق التخلي عن الأسد بشكل كامل. الخطوط الروسية مرسومة وفقًا للهدف الأوليّ: الحفاظ على غرب سوريا ومحاولة التوصل إلى اتفاق سياسي لجمع كل القوى، بما في ذلك المعارضة، والتركيز فقط على قتال داعش. ومع إخفاء الأسد وإيران لأجندة مختلفة، فإنَّ الخلافات بين روسيا والأسد وإيران ستصبح أكثر وضوحًا.
من الصعب أن نرى كيف ستتطور الاختلافات في الاستراتيجيات بين موسكو من جهة، والأسد وإيران من جهة أخرى. ما هو واضح تمامًا هو أنَّ بوتين سوف يصرّ على التصرف وفقًا للاتفاق المبدئي مع حلفائه، وهذا يتناسب مع ما تقوم به الولايات المتحدة في سوريا. ما دامت الولايات المتحدة سلبية، فإنَّ الآثار المترتبة على سلوك الأسد وإيران ستكون منحوتة بشكل واضح في أذهان كل طرف، ولن تنجح محاولات بوتين لإقناعهم بالبقاء ضمن إطار الاستراتيجية الأولية للتوصل إلى حل سياسي.
ويبدو أن إيران بدأت في قراءة الوضع كما هو عليه. ولكن المشكلة هناك، كالعادة، هي أنّه ينبغي على المرء تحديد أيّ إيران التي نتحدث عنها، هل هي الحرس الثوري أم الحكومة؟ قبل أيام قليلة، عكسَ زعيم حزب الله، حسن نصر الله، بوضوح موقف الحرس الثوري بإعلانه أنَّ الحرب لاستعادة حلب سوف تستمر بغض النظر عما يقوله الروس. وألمح إلى أنَّ موسكو لا تفهم حقيقة أنَّ وقف إطلاق النار كان الهدف منه هو إعادة تسليح وتنظيم المعارضة.
في اللحظة التي يفقد فيها حزب الله والميليشيات التي يقودها الحرس الثوري زخمهم، ستتحول طهران إلى الدبلوماسية. ومن أجل أن يفقد للأسد وحلفاؤه زخمهم، ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون أكثر فاعلية وتقدّم المساعدة للمعارضة بشكل أكثر علانية.
مرّ دور الولايات المتحدة في سوريا ببعض التعديلات الهامّة. حتى مارس الماضي، كان الوجود العسكري الأمريكي قاصرًا على اليعربية بمحافظة الحسكة، وحول سد تشرين. ولكن تدريجيًا، بدأت مزيد من القوات الخاصة الأمريكية في الانتشار، وخاصة بعد تأسيس قوات سوريا الديمقراطية
وكثيرًا ما شوهدت طائرات MH-60 و MH-47G في سماء شمال سوريا. كما تمّ إعطاء قوات سوريا الديمقراطية الصواريخ المضادة للدروع طراز M2A1 وطراز MK47. وقد وصلت قوات خاصة إضافية من دول الناتو الأخرى في شمال سوريا، وكان هناك بالفعل منصة لاستقبالهم من قوات سوريا الديمقراطية.
وبالتوازي مع قوات سوريا الديمقراطية، كانت الولايات المتحدة تبني بهدوء الجيش السوري الجديد. وقد وضع الجيش السوري الجديد استراتيجية محاربة داعش حتى هزيمته، ثمّ محاربة الأسد – وهو بالضبط ما تطلبه الولايات المتحدة من قوى المعارضة. وتستند هذه الصيغة إلى فصل لا معنى له بين داعش والأسد، بالرغم من أنّه كان من الأنسب تقديم قوة جديدة إلى البيئة المحيطة بطريقة مقبولة.
في بداية هذا العام، كان الجيش السوري الحر نشطًا في الصحراء السورية الشرقية. وفي وقت لاحق، تمّ رصد مقاتلين من الجيش السوري الحر وهم يتلقون التدريب في الأردن. وقد تمّ تزويد هؤلاء المقاتلين بأسلحة مثل MK14EBR، و M2 Browning، وM2-40B، وكلها أسلحة أمريكية الصُنع. وعلاوة على ذلك، شوهدت القوات الجوية الأمريكية في العديد من العمليات في شمال سوريا، حيث دعمت الجيش السوري الحر في العديد من المعارك الهامّة ضد داعش.
ما نراه الآن هو نهج تكتيكي من الولايات المتحدة وروسيا على الأرض. عندما كانت القوات الجوية الأمريكية تصف مواقع داعش وتساعد قوات سوريا الديمقراطية، والجيش السوري الحر، كانت روسيا تحدّ من عملياتها الجوية في إدلب وحلب. وقد توقف هجوم الأسد على حلب بسبب عدم وجود دعم جوي. وهناك اعتقاد سائد بأنَّ الروس امتنعوا عن دعم قوات “صقور الصحراء” أثناء التقدّم ناحية الرقة بسبب اشتباك محتمل مع قوات سوريا الديمقراطية، إذا ما استمر هذا التوجّه.
وقد ساعد هذا الموقف الروسي الجديد في إجهاض تقدّم مقالتي “صقور الصحراء” تجاه القاعدة الجوية بمدينة الطبقة، وحملة مقاتلي حزب الله جنوبي حلب، وخطة لاستعادة إدلب من قِبل الجيش السوري. كما كانت خطة تطويق قوات داعش في صحراء دير الزور، وفي منطقة الباب الشرقي من حلب، تهدد بمواجهة محتملة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأسد. وبالتالي، ليس هناك رغبة في موسكو لأن ترى مثل هذه المواجهة. وإذا حدث ذلك، فإنّه سيدفع الولايات المتحدة ليس فقط لإنهاء التنسيق مع الروس، ولكن إلى الاستثمار بكثافة في جماعات المعارضة في شمال سوريا.
لقد رأينا في كل هذا نمطًا يخبرنا بأنَّ الروس يحسبون خطواتهم وفقًا لدرجة تماسك وإصرار الولايات المتحدة.
ولكنَّ الولايات المتحدة تتجّه نحو تغييرات أعمق في سياساتها بشأن سوريا. الخبيرة الاستراتيجية العسكرية المخضرمة، ميشيل فلورنوي، وهي مرشحة محتملة لمنصب وزير الدفاع في حال فوز هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حدّدت مؤخرًا ما تعتقد أنها يجب أن تكون استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا عندما ينتهي التقاعس المكلف من الرئيس أوباما في نوفمبر المقبل. وكتبت:
لقد طالبتُ بزيادة الدعم العسكري الأمريكي لجماعات المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل داعش ونظام الأسد، مثل الجبهة الجنوبية، ولم أطلب من القوات الأمريكية القتال نيابة عنهم. وأزعم أيضًا أنّه ينبغي على الولايات المتحدة تحت بعض الظروف أن تفكر في استخدام الإكراه العسكري المحدود – ضربات باستخدام أسلحة المواجهة – للرد على الأهداف العسكرية السورية من أجل وقف انتهاكات اتفاق وقف الأعمال العدائية، وردع القصف الروسي والسوري للمدنيين الأبرياء وجماعات المعارضة التي نؤيدها، ووضع شروط أكثر ملاءمة على أرض الواقع للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية.”
باختصار، أؤيّد بذل المزيد من الجهد لدعم شركائنا على الأرض لجعلهم أكثر فعّالية.”
إذا تمّ تنفيذ هذا النهج في وقت سابق، كان من الممكن إنقاذ العديد من الأرواح، ولأصبح تنظيم داعش لا يمثل أي خطورة، إلى جانب احتواء الأزمة وحلها منذ البداية. ولكن أن تأتي متأخرًا خير من ألّا تأتي أبدًا.
في نهاية المطاف، نحن نرى عودة إلى الصواب: تغيير ميزان القوى على الأرض إذا كنا نرغب حقًا في وضع حد للمأساة السورية وهزيمة داعش.
======================
أوراسيا ريفيو :دولة الخلافة الإسلامية بعد عامين: هل تمر بمرحلة انتقالية؟
أوراسيا ريفيو – إيوان24
لقد مرّ عامان منذ إعلان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إقامة “الخلافة”. والسؤال هنا: كيف سيتطور هذا الكيان وما الشكّل الذي سيصبح عليه في المستقبل؟
بعد 23 شهرًا من الحرب بات عزم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على المحك، مع انخفاض كبير في إيراداتها وقتلى تجاوز عددهم 26 ألف مقاتل منذ عام 2014. ذكرت الولايات المتحدة في يناير عام 2016 أنَّ التنظيم فقد حوالي 20٪ و40٪ من الأراضي المأهولة بالسكان التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق.
يمتلك تنظيم الدولة الإسلامية القدرات للقتال مرة أخرى، لا سيما وأنَّ معاقله في المحافظات السورية مثل حلب ودير الزور لم يتم الاستيلاء عليها حتى الآن. ومع ذلك، مع استمرار تآكل الخلافة على مدى الأشهر المقبلة، سيكون من الصعب على التنظيم الدفاع عن الكيان الذي أقامه ضد الاعتداءات من أعدائه وفرض هيمنته في الوقت نفسه. وبالتالي يمكن اعتبار السنتين الأوليين من الخلافة كفترة انتقالية تؤدي إلى إعادة تشكيل “الدولة”. وهنا سؤال هام يدور حول كيف يمكن أن يتطور التنظيم وأيّ القوات ستستفيد من هذه العملية.
فقدان الدعم الشعبي
أسس تنظيم داعش شرعية ومصداقية الخلافة على الانقسام بين السُنة والشيعة وفراغ السلطة الذي ضرب مناطق واسعة من العراق وسوريا. ولذلك، يقدّم التنظيم نفسه كمدافع عن السُنة ضد الأنظمة التي يقودها الشيعة في بغداد ودمشق. ولا يزال تعتمد على الدعم الإيجابي أو السلبي من السُنة الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لنفوذ وسيطرة التنظيم.
يقف هؤلاء السكّان المحليين عند مفترق طرق. لقد قدّمت لهم الخلافة الخدمات الأساسية، وأقامت “العدالة” ودولة رفاه ناشئة، لكنها جلبت لهم أيضًا خيبة الأمل بين “رعاياها” وعرّضتهم لمخاطر مرتبطة بالعيش في دولة في حالة حرب مستمرة. وتقول أستاذة العلوم السياسية ميريام بنراد: “لقد تعهد تنظيم الدولة الإسلامية بإعادة السلطة إلى السُنة وضمان ازدهارهم … لكنَّ التنظيم لم يفِ بوعوده بل أخذ السكّان المدنيين كرهائن”.
ومن المرجح أن تقود خسارة الأراضي التنظيم إلى تكثيف “استراتيجية غير مباشرة” تهدف إلى إجبار أعداء التنظيم إلى إعادة النظر في التدخل العسكري في العراق وسوريا من خلال استهداف الشكّان المدنيين.
التكلّفة المحلية لهذا النهج قد تكون مرتفعة للغاية. السُنة الذين يعيشون في أرض “الخلافة” مهتمون في المقام الأول بضمان أمنهم، وتحسين ظروف حياتهم وزيادة نفوذهم السياسي. والأنشطة الإرهابية التي تقودها أو يتحمل تنظيم داعش مسؤوليتها لم تكن على مستوى هذه التوقعات، مما أدى إلى اتساع الفجوة بين السكّان المحليين وتنظيم “الدولة”.
قد يفرض التنظيم سياسات أكثر صرامة من القهر والقمع لاستعادة السيطرة الاجتماعية، الأمر الذي قد يزيد من فضح الطبيعة الديكتاتورية لحكمه، ويجعل الخلافة تخسر المزيد من جاذبيتها
المطرقة والسندان
قد يكون لمثل هذا السيناريو آثار إيجابية على المدى الطويل في حال ظهور بديل مناسب للخلافة من الحرب. ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال حتى الآن. لقد أصبح السكّان العرب السُنة عالقين بين داعش من جهة والجهات الفاعلة المختلفة المعادية لمصالحهم من جهة أخرى.
في العراق، أدت مشاعر عدم الثقة المشتركة بين أغلبية السُنة تجاه الحكومة العراقية المركزية وكذلك الخوف من الهجمات العشوائية من الجيش العراقي والانتقام من الميليشيات الشيعية إلى فشل انتقال السلطة من داعش إلى القوى الشيعية.
لكنَّ التحدي أكبر في سوريا، حيث من المحتمل أن تواجه عملية إعادة الزرع المحتمل لنظام الأسد في المحافظات التي استخدمها للسيطرة قبل الحرب الأهلية معارضة كبيرة من الأغلبية السُنية في سوريا. في كلا البلدين، أدى الاستياء المتزيد بين العرب والأكراد إلى زرع بذور اشتباكات عرقية جديدة.
الحملة ضد داعش تركز بشكل كبير على هدف الهزيمة العسكرية، مع اهتمام قليل بجهود بناء السلام بعد انتهاء الصراع. وهذه سياسة قصيرة النظر، ولكي تكون مستدامة، فإنَّ المكاسب الإقليمية التي حققتها قوات مكافحة داعش بحاجة إلى أن يتبعها إعادة الإعمار والحوكمة وعملية سياسية شاملة.
لكنَّ هذه الأجندة مهددة بالفشل بسبب الانقسامات الطائفية، وفي المستقبل القريب، تشرّد السكّان الذين فرّوا من القتال. وقد أشار أستاذ العلوم السياسية جيل دورونسورو إلى أنَّ “مدينتي تكريت والرمادي ومعاقل سُنية أخرى كانت تحت سيطرة داعش تتساقط الواحدة تلو الأخرى، ويجري إخلاء تلك المدن من السكّان. ولذلك، فإنَّ عودة السكّان محدودة للغاية”.
من الخلافة إلى الإمارة؟
تشير ثلاثة عوامل إلى احتمال استفادة تنظيم القاعدة وجبهة النصرة من ميزان القوى الجديد.
أولًا، الصراع بين تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة كان مسار نزاع داخل المجتم الجهادي منذ انقسام التنظيمين في عام 2013. ولذلك، فإنَّ الانتكاسات التي تعرض لها داعش ستكون فرصة مثالية لجبهة النصرة وتنظيم القاعدة لمحاولة استعادة قيادة تنظيم القاعدة مرة أخرى.
ثانيًا، أي فشل للخلافة كــ “مشروع سُني” قد يُغري جبهة النصرة لتصوير نفسها على أنها المدافع الأكثر واقعية وفعّالية عن السُنة. وتهدف الجبهة إلى إنشاء “إمارة” إسلامية تعتمد على تفسيرها المتشدد للشريعة. وتحقيقًا لهذه الغاية، أنشأت جبهة النصرة شبكة قوية من تحالفات المتمردين وقاعدة حقيقية من الدعم المحلي في محافظة إدلب حيث رسّخت وجودها على مستوى منخفض ولكنه وجود مؤثر.
ويمكن استخدام هذه القواعد للحصول على مزيد من الدعم وزيادة قدرات جبهة النصرة، شريطة أن تكون الجبهة قادرة على التغلب على الخلافات الداخلية، فضلّا عن مشاعر الشك والعداء بين الفصائل وأجزاء من السكّان الذين يعارضون أهداف جبهة النصرة.
ثالثًا، قد يستغل تنظيم القاعدة وجبهة النصرة أفول زخم الخلافة باعتباره حُجة قاطعة لدعم المنهجية طويلة الأجل التي تفضّلها قيادات كل جماعة. أولت جبهة النصرة عناية كبيرة بترسيخ نفسها تدريجيّا في المعارضة والنسيج الاجتماعي للمجتمعات السورية، خلافًا لتنظيم داعش الذي اعتمد استراتيجية اتخاذ إجراءات فورية. هذا النهج الأخير قد يكون أضعف بكثير مما كان يُعتقد في البداية.
======================
توبين هارشاو – (بلومبيرغ فيو) 16/6/2016 :مخاطر قتل خليفة "داعش"
توبين هارشاو – (بلومبيرغ فيو) 16/6/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
لقد شاهدنا هذا الفيلم نفسه من قبل، لكننا ما نزال لا نعرف كيف سينتهي: فوفقاً لتقارير جديدة غير مؤكدة، قتل ما يسمى خليفة الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، في غارة جوية أميركية في الرقة في سورية. وكانت إشاعات مماثلة ظهرت لما لا يقل عن مرتين من قبل، في كانون الثاني (يناير) وتشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي، وكان خبر وفاته في كل مرة مبالغاً فيه إلى حد كبير. وبالنسبة للتقرير الأحدث، قال بريت ماكجورك، المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة "داعش": "ليس لدينا سبب للاعتقاد بأن البغدادي لم يعد على قيد الحياة، لكننا لم نسمع منه منذ نهاية العام الماضي".
ربما يبدو صمت البغدادي -أو حتى موته- أخباراً ممتازة لجهود مكافحة الجهاديين. وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" عين الباحث البارع في القرآن "أميراً للمؤمنين" في كل العالم في العام 2014، وهو لقب لم يحمله أحد منذ سقوط السلطان العثماني.
لكن بعض الخبراء الاستراتيجيين العسكريين والباحثين في شؤون الإسلام يطرحون حجة قوية على أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيكون أفضل حالاً إذا بقي البغدادي حياً وفي موضع المسؤولية.
ولتنأمل في هذا الصدد دراسة أعدتها في العام 2014 جينا جوردان، من معهد جورجيا للتكنولوجيا، حول ما يسمى "ضربات قطع الرأس" ضد قادة الجماعات الإرهابية الكبرى. وكتبت دوردان عن وفاة مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن: "من غير المرجح أن يقلل قطع الرأس من قدرة تنظيم القاعدة"، "وإنما قد تكون له عواقب عكسية، مثل زيادة جرأة المنظمة أو تقويتها".
تقيم جوردان دعواها على نظرية "المرونة التنظيمية" التي قد تكون مألوفة لدى خريجي كلية إدارة الأعمال أكثر من ناشطي مكافحة الإرهاب. ولا تقبل جوردان الأطروحة القائلة إن مجموعة متماسكة تتقاسم اعتقاداً كثيفاً بهدف ما، تعتمد على "القيادة الكاريزمية" (على حد تعبير ماكس فيبر) لشخص واحد مثل بن لادن أو البغدادي. وبدلاً من ذلك، ترى جوردان أن العديد من الجماعات السرية هي بيروقراطيات تكون في كثير من الأحيان منيعة أمام التغييرات في أعلى الهرم. ومثل هذه المنظمات "متنوعة، ولديها تقسيم واضح للمسؤوليات والمهام الإدارية، وتتبع قواعد وإجراءات معروفة، وهي بالتالي أكثر ترجيحاً لتحمل الزوال المفاجئ لقائد أو مجموعة قادة". وتنطبق كل هذه الخصائص على "داعش" بدقة أكبر بكثير من تنظيم القاعدة الذي يعتنق نهجاً لامركزياً نسبياً.
وإذن، إذا لم يكن القضاء على البغدادي ضربة قاضية لتنظيم "داعش"، فإنه يمكن اعتباره انتصاراً في الحرب الدائرة على الأقل، أليس كذلك؟ مرة أخرى، ثمة نقاش يمكن أن يُثار هنا. في مقال نشر على موقع "وور أون روكس"، يزعم هارو إنجرام من الجامعة الأسترالية الوطنية، وكريج وايتسايد، المحارب القديم الذي يدرِّس في كلية مونتيري للحرب في البحرية الأميركية، أن "القيادة الكاريزمية هي شكل متقلب وسريع الزوال بطبيعته من أشكال القيادة". ويعرب الكاتبان عن قلقهما من إمكانية الاستعاضة عن الخليفة بشخص صاحب مهارات عسكرية وتنظيمية أقوى بكثير.
ويسلط الكاتبان الضوء على تاريخ الأيام المظلمة لتنظيم "الدولة الإسلامية" بعد وفاة مؤسسه العنيف، أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان زعيماً كاريزمياً نمطياً في العام 2006. وفي حين كانت حرب العصابات التي خاضها الزرقاوي ضد القوات الأميركية قد جعلت مما كان يسمى في ذلك الحين "تنظيم القاعدة في العراق" الفصيل الأكثر رعباً في التمرد العراقي، فإن حرصه على قتل نظرائه المسلمين لم يثر حفيظة الأغلبية الشيعية في البلاد فحسب، وإنما أثار حفيظة المتطرفين السنة الذين ينتمي إليهم أيضاً، بما في ذلك قيادة تنظيم القاعدة. ثم خلفه أبو عمر البغدادي (لا علاقة له بالخليفة الحالي) الذي افتقر إلى جرأة الزرقاوي في ساحة المعركة، لكنه كان مديراً ماهراً يتمتع بنظرة بعيدة المدى. فقام بإصلاح العلاقات مع الجماعات الجهادية الأخرى، وأعاد تنظيم المجموعة بحيث تستفيد من الانسحاب النهائي للقوات الأميركية.
وهكذا، فإن أبو بكر البغدادي ليس قابلاً للاستبدال فحسب، وإنما يمكن أن يشكل خليفته تهديداً أكبر، خاصة إذا اختار القائد الجديد عدم إعلان نفسه خليفة للعالم الإسلامي. وسيكون من شأن ذلك أن يبقي الباب مفتوحا أمام إمكانية قيام "داعش" بإصلاح ذات البين مع الجماعات الإرهابية السنية الأخرى، بما في ذلك تنظيم القاعدة وفرعه السوري "جبهة النصرة"، الذي يصعد الآن ليكون القوة العسكرية الأكثر فعالية في الحرب الأهلية في ذلك البلد.
وإذن، ما هو البديل عن قطع رأس التنظيم؟ ربما تكون أفضل طريقة لشل جماعة إرهابية هي استئصال "مديري المستويات الوسطى". وفي مقال لمجلة "دراسات في الصراع والإرهاب"، يزعم بيتر نيومان، وريان إيفانز (الذي أسس موقع "وور أون ذا روكس")، ورافايللو بانتوشي، أن الشخصيات الموجودة على مخطط المنظمة في المنطقة بين النخب القيادية والقوات في الميدان هي "النسيج الضام" الذي يجمع المنظمة معاً. وفي الحقيقة، يقول الباحث الفرنسي ماثيو غودير إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة جعلت من أولوياتها قتل "الكوادر الفنية وقادة المستوى المتوسط الذين -على الرغم من أنهم لا يتخذون القرارات، وإنما ينفذونها-... من دونهم، لا يمكن أن يتم أي شيء على الأرض".
مع التدمير والضعف الذي لحق بقوات "داعش" في كل من الفلوجة في العراق وعاصمته الرقة، تظهر استراتيجية البغدادي الكبرى معيبة على نحو متزايد. وبدلاً من استهدافه ورمي النرد على بديله، ربما يجب أن تسمح الولايات المتحدة له بأن يصبح، كما يصفه إنجرام ووايتسايد، "خليفة بلا خلافة".
 
======================
آرون ديفيد ميلر* - (ريل كلير وورلد) 17/5/2016 :6 حقائق عنيدة وأساسية عن الشرق الأوسط
آرون ديفيد ميلر* - (ريل كلير وورلد) 17/5/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
القادة يتغيرون، ويستطيع الشرق الأوسط أن يحمل المفاجآت على الدوام. ولكن، وبغض النظر عن التفضيلات والوعود الرئاسية، ثمة نصف دزينة من الأمور التي تطارد ذهن أي زعيم أميركي، بدءاً من دونالد ترامب وحتى هيلاري كلينتون -تماماً مثلما شوشت الرئيس باراك أوباما وأسلافه.
هل تريد نهايات هوليوودية؟ اذهب إلى السينما
أتحدى أي شخص أن يشخص موضوعاً واحداً مفرداً في هذه المنطقة اليوم، والذي يتجه نهاية مستدامة وذات معنى. فمن الحرب الأهلية السورية، إلى سياسة العراق؛ ومن الحرب ضد "داعش" إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، نحن نتعامل مع مشاكل أكثر احتمالاً لن تكون لها محصلات، وإنما ليس حلولاً.
وحتى إنجاز إدارة أوباما الأبرز في السياسة الخارجية -الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)- لا يعدو كونه اتفاقاً محدداً في الوقت والمدى، والذي لا يضمن بأي طريقة دفن تطلعات إيران النووية، ناهيك عن ضمان سلوك الجمهورية الإسلامية في المنطقة.
إننا في حاجة إلى التوقف عن التفكير في حل المشاكل في الشرق الأوسط  فيما أسميه -إضافات فترة الإدارة من أربعة إلى ثمانية أعوام- والبدء بالتفكير في زمن أكثر طولاً -مدة عقد على سبيل المثال. ويدرك حتى الاتفاق النووي البعيد تماماً عن الكمال هذه الحقيقة.
لك أن تلوم أميركا، لكن عليك أن تلوم المحليين أكثر
ارتكبت الولايات المتحدة العديد من الأخطاء في الشرق الأوسط. وكان غزو العراق في العام 2003 خطأ فادحاً. وتبعته أخطاء إضافية مثل الدعم الأميركي للحكومة القمعية والفاسدة برئاسة نوري المالكي، والانسحاب الأميركي المتسرع من البلد. لكن حصة الأسد من المسؤولية عن حالة الشرق الأوسط المحطم وغير العامل تقع على كاهل المحليين أنفسهم.
هناك سبب يجعل هذه المنطقة منيعة على التغير الإيجابي والتقدمي. إن العناصر المطلوبة للمساعدة في ذلك التغيير لا توجد حالياً. ويحتاج إشعال جذوة هذا التغيير إلى قادة يكونون مستعدين أصلاً وقادرين على التسامي فوق انتماءاتهم الطائفية والسياسية والمصالح الخاصة من أجل صالح بلادهم؛ وإلى وجود مؤسسات فعالة ومأذونة؛ وحرية التعبير والمساواة الجندرية، وهكذا. لكن الموجود بدلاً من ذلك هو الخصومات الطائفية والإقليمية الكامنة وراء دول فاشلة، لتضمن عدم الاستقرار، وتفضي في بعض الأحيان إلى التقسيم والفوضى.
العقائد كارثية
الاستقامة، كما قال إميرسون، هي بعبع العقول الصغيرة. ومن المؤكد أنها ذات قيمة محدودة بالنسبة للقوى العظمي التي تعمل في الشرق الأوسط. وفي بعض الأحيان، قد يكون من المعقول التحلي بالثبات إزاء ما تقول وما تنوي عند التعامل مع الأصدقاء والخصوم. ومع ذلك، سيكون من الحماقة حشر القيم والمصالح والسياسات الأميركية في داخل سترة مجانين عقائدية. لقد دعمنا ربيعاً عربياً في مصر وتونس. فلماذا لا نفعل الشيء نفسه في الدول القمعية الأخرى؟ وقد غزونا العراق وجلبنا نتائج كارثية على أساس إزاحة نظام شرير. والآن ما نزال هناك منذ أكثر من عقد. أما كان يجب علينا إذن تكرار تلك الممارسة في ليبيا وسورية؟ فهما أيضاً كان لديهما قادة أشرار، فلماذا لم نمارس سياسة الغزو والاحتلال؟
تتصرف القوى الكبرى بطرق غير سوية ومتناقضة، مدفوعة أحياناً بالنفاق المحض وأحياناً بالسياسة المحلية، وغالباً بما تعتبره مصالحها النخبوية. وعندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط، يكون من الصعب رؤية كيف يمكن أن تقف المصالح والقيم الأميركية معاً في الخط نفسه.
هل تريد صديقاً رائعاً؟ عليك بكلب
ما لم تخطط الولايات المتحدة للذهاب وحدها إلى منطقة توجد لها فيها مصالح حيوية، وتحديات ضخمة، والكثير من الأعداء، فإن عليها الاستفادة من الأصدقاء الذين لديها هناك. وهؤلاء الأصدقاء هم أبعد ما يكون عن الكمال. وفي بعض الأحيان، تتقاسم واشنطن القليل من القيم معهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمبادئ الديمقراطية. لكن بعض المصالح تتداخل بالرغم من ذلك.
في حالات أخرى مثل إسرائيل، ثمة صلة بين القيم والعديد من المصالح المشتركة. وحتى مع ذلك، تبقى هناك اختلافات خطيرة حول مواضيع مثل المستوطنات الإسرائيلية، وشروط حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والمبادرات الأميركية تجاه إيران -وخاصة استحقاقات الاتفاق النووي في العام الماضي.
تبقى فرص دفع هؤلاء الشركاء البعيدين عن الكمال إلى رؤية الأشياء بالطريقة الأميركية حول قضايا تعد عزيمة عليهم قليلة. وبغض النظر عن مدى قوة إصرارنا، فإن لديهم قدرا أكبر من القضايا المعرضة للخطر مما لدينا. فحظاً طيباً في محاولة فرض اتفاق مع الفلسطينيين على الإسرائيليين، أو الطلب من المصريين أو السعوديين أن يتدمقرطوا. إننا عالقون في مصيدة استثمار عندما يتعلق الأمر بهؤلاء الشركاء، خاصة مع تحلل الشرق الأوسط.
لا تدع الخطاب يتجاوز الواقع أو القدرة
المؤسف أن الولايات المتحدة أصبحت خبيرة في فعل ذلك على وجه التحديد. فالأقوال ليست أفعالاً، لكنها تهم. وفي كثير جداً من الأحيان، لم تتابع الولايات المتحدة تطبيق كلماتنا الخاصة. وإما أن تكون أميركا قد قالت الكثير جداً أو أنها لم تفسر بوضوح كافٍ ما الذي تحاول إنجازه في المنطقة.
انظر إلى سورية وحسب. فقد دعت واشنطن مراراً إلى إزاحة بشار الأسد، ويبدو الآن أنها تقبل أن يكون جزءا من عملية انتقالية مطولة. وكان الرئيس أوباما حدد أي استخدام أي نظام للأسلحة الكيميائية على أنه خط أحمر لا يجوز تجاوزه؛ ولكن تم تجاوزه. وقد دعونا إلى تدمير "داعش" من دون أي أمل واقعي بتحقيق ذلك، وحذرنا الروس من دعم نظام الأسد من دون امتلاكنا الوسائل لوقفهم. والأحدث أن وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، تحدث عن أننا نصل إلى "ساعات حاسمة" في السعي إلى وقف لإطلاق النار في سورية، والذي يبدو مسعى بلا نهاية. ثمة الكثير من الأشياء التي لا نستطيع ضبطها. أما خطابنا، فنستطيع السيطرة عليه.
انسَ أمر تحويل المنطقة
تعامل مع الأمور وأدرها بأفضل ما تستطيع. السبب في أن الولايات المتحدة تعتقد بأنها تستطيع فرض أحلامها ومخططاتها على قبائل صغيرة؛ حيث فشلت قوى كبرى أخرى، هو أمر غير واضح كلية. إننا لا نستطيع وضع حد للحرب الأهلية السورية، أو إعادة العراق إلى ما كان عليه. ولا نستطيع جلب الديمقراطية إلى العالم العربي، ولا حل المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية. إنك تحتاج قبولاً إقليمياً لعمل تلك الأشياء. لكن أميركا تفتقر إلى شركاء في هذه المنطقة يستطيعون النهوض بهذه الأعمال التحويلية.
ما تستطيع واشنطن عمله هو التركيز على إبقاء أميركا آمنة ومزدهرة؛ وإلى المدى الذي نستطيعه، ضرب "داعش" وفروع تنظيم القاعدة والجهاديين الآخرين الذين يريدون مهاجمة الولايات المتحدة وحلفائنا؛ والاستمرار في فطم أميركا عن النفط العربي، وضمان أن لا يحدث انقطاع لهذه الإمدادات خلال ذلك؛ والعمل على وقف انتشار أسلحة الدمار الشامل.
وليس ذلك جميلاً، ولا كاملاً ولا بطولياً. لكنه معقول بشكل كبير وذكي في منطقة لا تستطيع أميركا إصلاحها ولا مغادرتها.
 
*نائب رئيس مركز ويدرو ويلسون. عمل مفاوضاً في الشرق الأوسط، ومحللاً ومستشاراً في الإدارات الجمهورية والديمقراطية.
======================
ميدل إيست بريفنج :أجندة الناتو المستقبلية في الشرق الأوسط
نشر في : السبت 2 يوليو 2016 - 01:16 ص   |   آخر تحديث : السبت 2 يوليو 2016 - 01:16 ص
ميدل إيست بريفنج – التقرير
لن تنتهي حالة الاضطراب في الشرق الأوسط قريبًا، فالانقسامات تعصف بكل مكان في المنطقة؛ فمولد النظام الإقليمي الجديد الذي لم يحدد شكله بعد له إيجابياته ولكنه لا يخلو أيضًا من المخاطر، وفي حين لا يمتلك أحد القدرة على الرؤية في ظل العاصفة الحالية أو التنبؤ بنتائجها، فإن احتمالية التأثير في اتجاهها العام أمر مطروح للنقاش بين شعوب المنطقة وحكوماتها والنظام العالمي ككل.
فيما عدا الضغط للحد من العنف ومنع التدخل الأجنبي ومواجهة تسرب الصراعات الداخلية خارج المنطقة، يجب أن أن يترك المجتمع الدولي عملية التغيير الداخلي في الشرق الأوسط تتخذ مجراها الطبيعي على يد القوى الداخلية الفاعلة؛ إنها أوقات عصيبة، لكن العالم يجب أن يتحلى بالصبر ما لم يكن هناك تهديد إرهابي عالمي.
لكن منع التدخل الأجنبي خلال عملية الميلاد الصعبة هذه يمثل تحديًا بالفعل، وقد فصلنا في قضايا سابقة متطلبات البنية الثأرية للولايات المتحدة وحلف الناتو لمنع أي محاولة لإساءة استغلال مواطن الضعف في منطقة قيد التغيير، وهذه بعض الخطوات التي قد يتم تضمينها في الأجندة المستقبلية لحلف الناتو في الشرق الأوسط:
يجب تعزيز قوات الرد السريع التابعة لحلف الناتو بقوات ذات جاهزية قتالية وقيادة فرعية مخصصة فقط لمنطقة الشرق الأوسط، ويجب توسيع دورها في تدريب ووضع هياكل لوجيستية ميدانية في الشرق الأوسط بشكل كبير.
ويجب بحث مجموعة من الاتفاقيات مع دول المنطقة لبناء منشآت ميدانية قادرة على استضافة قوات الرد السريع التابعة لحلف الناتو المقترحة أعلاه.
ويجب إجراء تدريب عملي لكل من قوات الرد السريع التابعة لحلف الناتو بالشرق الأوسط والقوات المسلحة المحلية؛ لاتخاذ خطوات عملية مشتركة للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.
توسيع مبادرة إسطنبول التعاونية وتحديث هذه المنصة الخاصة بالتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وحلف الناتو.
تنشيط منصة الحوار المتوسطي وتزويدها بآليات لتبادل المعلومات المتعلقة بالإرهاب.
تشجيع إنشاء قوة عربية مشتركة، حيث يمكنها أن تعمل كمنصة استقبال لقوات حلف الناتو عندما يستدعي الأمر تدخلها.
وتشير الأزمة الحالية للاجئين والتهديدات الإرهابية إلى الحاجة لتعاون أفضل، فلقد حان الوقت لوضع حد للجدالات الأوروبية اللامتناهية وللتردد عميق الجذور في كل خطوة؛ فالأحداث في الشرق الأوسط ذات إيقاع سريع جدًا وتتطلب جاهزية استباقية للتغيرات والتطورات غير المتوقعة، وقد حان الوقت أيضًا لتخصيص موارد إضافية لقوات الدفاع الوطنية في كل دول الاتحاد الأوروبي، فقد أثبتت الأحداث الأخيرة بما لا يدع مجالا للشك أن الأزمة الأمنية في الشرق الأوسط ما إن تبدأ في تجاوز المنطقة حتى تصيب أوروبا قبل أي ماكن آخر.
لكن هناك بعض المشكلات التي يجب التعامل معها أولاً قبل اتخاذ خطوات لتدخل حلف الناتو في الشرق الأوسط.
وداخل حلف الناتو نفسه، يدور جدل حول “هوية” التحالف، فقد أثار خطاب مفتوح إلى الرئيس أوباما موقع من قبل مسؤولين أمريكيين سابقين مخاوف حول هوية ووظفية حلف الناتو، وبالرغم من أن الخطاب المفتوح كان يركز على دعم عضوية جمهورية الجبل الأسود، إلا أنه وضع هذا الدعم في سياق الحفاظ على استقرار تلك الدولة والمنطقة المحيطة بها.
ويبدو أن هذا قد أثار انتقادات من جانب من يريدون أن يعمل الحلف فقط داخل حدوده التقليدية – أي الدفاع المشترك عن الديموقراطيات الغربية، ويعارض أولئك المنتقدون توسيع مهام التحالف إلى “الصمود في وجه التهديد الروسي”.
يجب ألا يتم تجاهل هذه الانتقادات، فهناك ميزة في الدفاع عن طبيعة وبنية التحالف، لكن مهمة مواجهة أي تهديد سواء كان تهديدًا روسيا أو من أي طرف آخر، مرتبطة باتفاق الدفاع عن الديموقراطيات الغربية.
وبعبارة أخرى، نحن نرى أن هناك مشكلتين أساسيتين مطروحتين على طاولة حلف الناتو في هذه المرحلة:
لقد كان الحلف يناضل من أجل إعادة بناء نفسه منذ نهاية الحرب الباردة، وفي سياق التغيرات السريعة في المشهد العالمي، فإن طبيعة التهديدات التي يواجهها قد تحولت إلى مناطق استراتيجية مختلفة تمامًا.
يواجه الناتو سؤالاً أساسيًا: وهو كيف يمكن أن يواجه بشكل ملائم تلك التهديدات المتطورة، في نفس الوقت الذي يحافظ فيه على هويته التأسيسية؟
وتتم مواجهة هذا التحدي من خلال تطوير منظور لا يرى في حلف الناتو قلعة محصنة منعزلة داخل جدرانها، ويعيد هذا المنظور تعريف حلف الناتو بأنه “نواة” صلبة تحيط بها شبكة إبداعية من التحالفات الأمنية يلعب فيها الناتو دورًا تنظيميًا وقياديًا، ولا تصنف هذه التحالفات ضمن فئة عضوية حلف الناتو، لكنها تختلف من حيث علاقتها بالمركز، وهو الناتو نفسه، وهذا يتناسب مع الهوية التأسيسية للناتو، يجب ألا ينظر للدفاع عن الديموقراطيات الغربية بمعزل عن الأمور الأخرى، أو من خلال التعاريف القانونية الرسمية، فهذه المهمة بالذات ليست دائمًا محددة الشكل، فهي تتشكل بشكل عرضي وفق طبيعة التهديدات التي تواجه هذه الديموقراطيات في أي وقت.
إن مبدأ اعتبار الناتو “مركزًا أمنيًا” هو الطريق الصحيح لمستقبل الحلف، فهو مرن بشكل كاف ليسمح للناتو بهامش أكبر من الحركة دون تمييع هويته أو مهمته التأسيسية؛ إنه ليس التفافًا “رسميًا” على التحديات الجديدة، بل إن له علاقة وطيدة بجوهر مهمته في عالم ما بعد الحرب الباردة.
إن التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعطي زخمًا لأولئك المنتقدين لإعادة تشكيل مهمة حلف الناتو، لكن الإدراك السليم فقط هو ما سيتمكن من التغلب على الصعاب المحتملة، وإذا كانت هناك مصلحة مشتركة بين الولايات المتحدة والأمم الأوروبية في حفظ استقرار الشرق الأوسط – وهناك بالفعل مصلحة مشتركة للطرفين في مواجهة هذا التحدي – فمن الممكن وضع آلية مناسبة لتعزيز هذا الاستقرار.
ولتفادي تكرار أزمة عام ٢٠٠٣، يجب على الناتو صياغة مهمته في الشرق الأوسط بمفردات أوضح يمكن أن يقبل بها كل الأعضاء، فصيغة إنشاء اتفاق أمني إقليمي بمساعدة وتنظيم الناتو، كجزء من شبكة التحالفات الأمنية، يمكن أن تساعد في تجنب أي احتكاك داخلي داخل الحلف.
ويجب أن تبحث مبادرة إسطنبول للتعاون، والتي تم إطلاقها في عام ٢٠٠٤ وتضم دول مجلس التعاون الخليجي، بشكل جاد الاقتراح السعودي بإنشاء قوة لإقليمية للانتشار السريع، أو القوة العربية المشتركة المذكورة أعلاه؛ فالطريقة التي يمكن من خلالها دفع مبادرة إسطنبول خطوة للأمام هي من خلال المقترح السعودي، ومن المفهوم أن الخلافات السياسية بين المشاركين ربما تظهر هنا وهناك، لكن هذه الخلافات ليست غير قابلة للحل؛ فإنشاء قوة عربية مشتركة يجب أن يبدأ بدون أي توهمات من جانب أي من أعضائها حتى تبدأ بشكل مثالي، وسوف تتطور مع الوقت لتصل إلى التصحيح الذاتي والتكيف الذاتي، ولكن هذا سوف يحدث في ظل العمل الجاد من قبل أعضائها.
وحتى دمج الحوار المتسطي مع مبادرة إسطنبول ربما لا يكون أمرًا ضروريًا في البداية، فسوف ينشأ هذا الدمج بشكل طبيعي من خلال تطور الهيكل الأمني في المنطقة، نحن نؤمن أن القوة العربية المشتركة هي الأسلوب الأمثل لتوضع إطار للمساعدة الأمنية لحلف الناتو في الشرق الأوسط، ويجب إعادة إحياء الفكرة ومناقشتها مجددًا مع القوى الإقليمية.
======================
ذا ناشيونال انترست :لماذا على الولايات المتحدة الانسحاب من منطقة الشرق الأوسط؟
نشر في : الجمعة 1 يوليو 2016 - 11:59 م   |   آخر تحديث : السبت 2 يوليو 2016 - 12:00 ص
ذا ناشيونال انترست – التقرير
شدد الكاتب والبروفيسور محمد أيوب، في مقال نشره موقع صحيفة “ناشونال انترست” الأمريكية المختصة بالشئون الدفاعية والاستراتيجية، على ضرورة انسحاب الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط لعدم وجود مبررات لذلك.
وقد أدى حادثي إطلاق نار “أورلاندو” و”سان برناردينو” إلى تقديم الكثير من الشخصيات الهامة لبعض الاقتراحات سواء القابلة للتطبيق وغير القابلة للتطبيق، وتتراوح هذه الاقتراحات ما بين منع دخول المهاجرين المسلمين إلى الولايات المتحدة إلى تشديد الرقابة على السلاح، ومع ذلك فإنه لم يسأل أحد السؤال الأساسي وهو لماذا تطورت كراهية بعض قاطني الشرق الأوسط المتطرفين تجاه الأمريكيين لدرجة أنهم يعودوا فقط مستعدين لإلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء، بل باتوا أيضًا مستعدين للتضحية بحياتهم من أجل هذا الغرض.
تكمن إجابة هذا السؤال في التاريخ ومدى تورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشكله الأوسع الممتد من تركيا إلى باكستان، وما يطلق عليه “قوس الأزمة”، وفي الأغلب تدخلت الولايات المتحدة في الجانب الخطأ من الصراعات الداخلية والإقليمية بالمنطقة، وداعمة للأنظمة الاستبدادية للإبقاء على السيطرة على المواطنين، والأهم من ذلك هو أن مدى التورط الأمريكي خاصة في الحقبة التي تلت الحرب الباردة زادت بشكل كبير المصالح الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة.
وهناك أسباب عديدة لهذا النوع  من التدخل الأمريكي العميق في منطقة الشرق الأوسط بشكلها الموسع، لكن معظم هذه الأسباب الآن غير مبرر.
الأول: أصبح على سبيل العادة التشبث بأيام الحرب الباردة؛ عندما دفع التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا إلى مزيد من السياسة  الخارجية الأميركية، ومع ذلك فإن هذا التدخل كان مبررًا حتى عام 1990 عندما اختفي الاتحاد السوفيتي من المشهد، واضطرت روسيا إلى تقليل وجودها في المنطقة بشكل كبير.
السبب الثاني: المستخدم لتبرير التدخل الأمريكي خاصة في منطقة الخليج الفارسي الغنية بالنفط؛ كان الاعتماد على النفط المستخرج من المنطقة، ومرة أخرى مهما كانت قوة هذه الحجة قبل عقد أو عقدين فإنها لم تعد لها قوة الآن، ووفقًا للأرقام المقدمة من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في 2014، فإن الولايات المتحدة استوردت 9.4 مليون برميل يوميًا من اثنين وثمانين دولة، استحوذت دول الخليج على 16 بالمائة فقط، وكان نصيب السعودية وحدها 11 بالمائة من إجمالي الـ16، وبالتالي لن يكون من الصعب جدًا للولايات المتحدة استبدال ما تقدمه الدول الخليجية من نفط بمصدر آخر في أسواق اليوم الممتلئة بالنفط، وفي الحقيقة فإنه نظرًا للسياسة الخارجية السعودية المتهورة خلال الأعوام الماضية، فقد قامت الرياض بجر الولايات المتحدة في صراعات غير ضرورية مثلما حدث في اليمن، وبالفعل تحولت السعودية إلى عبء ثقيل لواشنطن.
علاوة على ذلك، أدى زيادة النفوذ السعودي في المنطقة إلى ظهور شكل خبيث من التطرف الإسلامي لا يهدد فقط المنطقة بل أيضًا مصالح الولايات المتحدة بها، حيث يجب على  السعودية أن تضع في اعتبارها أن أمريكا لن تغض الطرف عن دعمها للمجوعات الإسلامية المتطرفة.
إضتفة إلى ذلك، لم يعد أمن الخليج وميزان القوى في منطقتة ضمن المخاوف الأمريكية الرئيسية، خاصة أن العلاقات بين طهران وواشنطن تجرى على قدم وساق في أعقاب صفقة إيران النووية، بالإضافة إلى أن هناك فهم جديد في واشنطن يقضي بأن طهران لا تشكل خطرًا كبيرًا على المصالح الأمريكية في المنطقة، ولهذا يجب أن تُنصح السعودية بعدم الاعتماد على الدعم الأمريكي في صراعها مع إيران، وتقبل ميزان القوى الجديد في المنطقة بصدر رحب.
السبب الثالث المقدم لتبرير التدخل الأمريكي الكبير في المنطقة مرتبط بمخاوف ضمان أمن “إسرائيل”، وهي حجة عفا عنها الزمن نظرًا للتفوق العسكري الإسرائيلي الهائل على جميع جيرانها العرب، وانشغال العرب بقتل بعضهم البعض بدلاً من معالجة القضية الفلسطينية أو مواجهة إسرائيل، الانسحاب من الشرق الأوسط يعني قبل كل شيء إخراج الولايات المتحدة من مستنقع الصراع العربي الإسرائيلي، وهناك تحليلات عديدة تقول بأنه لا توجد  مصالح أمريكية تدفع للتدخل في هذا الصراع، وأنه من الأفضل ترك الإسرائيليين والفلسطينيين لتدبر أمورهم مع بعضهم البعض.
غزو العراق في 2003 كان فكرة سيئة للغاية، وحتى الآن تدفع البلاد الثمن حتى هذه اللحظة، وهي نفس النتيجة التي سنحصل عليها حال التدخل دون تعقل في الحرب الأهلية في سوريا، لقد تحولت العراق وسوريا إلى دولتين فاشلتين، ولن يؤدي مزيد من التدخل الأمريكي في الهلال الخصيب إلا إلى زيادة الكراهية تجاه الولايات المتحدة  بين الفصائل  المتطرفة، حيث ينبغي على الولايات المتحدة التقليل من خسائرها والانسحاب من العراق وسوريا، خاصة أنه لا توجد مصالح أمريكية حيوية في هذين البلدين.
======================
يو إس آيه توداي :عندما يقرر الغرب أن الخطر الأكبر للإرهاب ليس “الإرهاب
نشر في : السبت 2 يوليو 2016 - 12:18 ص   |   آخر تحديث : السبت 2 يوليو 2016 - 12:47 ص
يو إس آيه توداي – التقرير
يبدو الوضع كما لو كان يحدث كل يوم، فأجساد الأبرياء متناثرة في جميع أنحاء المطار، والملهى الليلي ومترو الأنفاق، وفي حين قيامنا بصنع كتالوج لتلك الفظائع المرعبة بدرجات متفاوتة، سرعان ما يعود الجميع لمشاهدة التلفاز، أو تناول الوجبات أو السفر، والانتماء إلى عالم حيث التهديد بالعنف أصبح جزء من روتين الحياة.
ويطلق الخبراء على تلك الحالة “إعياء الإرهاب”، لقد أصابت الجميع تلك الحالة عندما وجدوا أنفسهم لا يلتفتون إلى تفجير مطار إسطنبول هذا الأسبوع، وعندما اكتفوا بهز رؤوسهم في يونيو بعد حادث أورلاندو، والذي يعتبره البعض أعنف حادث إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة، ومع ذلك لا تزال فكرة السيطرة على السلاح تسري في طريق مسدود، لقد أصابتهم تلك الحالة أيضًا عندما يتذكر نادرًا أن هناك أكثر من 70 شخصًا، بينهم العديد من الأطفال، لقوا حتفهم في هجوم على حديقة باكستان في شهر مارس الماضي.
وتقول الكاتبة، أصبحنا نستوطن عالم أصبح الإرهاب هو الواقع الجديد به، والذي له تداعياته من أجل كيفية الرد على العنف، وكيفية الاستجابة لما يحدث لدى بعضنا البعض، وكيفية التعامل مع الصراع العالمي، وسيؤثر ذلك على السرعة والسهولة التي ننتقل بها من حالة إراقة الدماء، ويجردنا من القدرة والرغبة في التمييز بين الضحايا في الأماكن ذات الثقافات التي تختلف عن مفاهيمنا، إنه يجعل الحكومات تبقى على محاولة وقف أو منع العنف في الداخل وخارج البلاد.
ويقول الخبراء إن مكافحة تلك الظاهرة، في أحسن الأحوال صعبة، وفي أسوأ الأحوال، من المستحيل.
ويقول ريتشارد لاشمان، وهو سياسي متخصص في علم الاجتماع بجامعة ألباني، “يتعرض الناس لكثير من المعلومات بشأن الكثير من الهجمات والتي يبدأون في طمسها مع بعضهم البعض”، وأضاف، “إنهم يعانون من مشكلة في التواصل مع عدد الضحايا المتزايد، وإلى حد كبير يصلون إلى حالة من التكيف ويصبحون في حالة برود”.
هذا الشعور الذي يحدث يوميًا حقيقي، عندما ننظر إلى حالات الإرهاب في جميع أنحاء العالم، وسجل الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب عدد 14,806 هجمة إرهابية في قاعدة بيانات الإرهاب العالمي لعام 2015، والتي تصل إلى متوسط 41 هجومًا في اليوم الواحد.
ولكن على الرغم من أن الهجمات الإرهابية لا تحدث بشكل يومي في الولايات المتحدة، إلا أنهم مشبعون بالتغطية الإخبارية على مدار الـ24 ساعة للأحداث في الخارج والتهديدات بحوادث في الداخل.
وتقول الباحثة في شئون الإرهاب، الكسندرا برادفورد، إن ما بعد 11 سبتمبر، أصبح تيار الخوف هو واقعنا، حيث كشفت إحصائية في عام 2013 أن 75% من الأمريكيين يتقبلون الهجمات الإرهابية باعتبارها حقيقة من حقائق الحياة، والتي تلازم روتين حياتهم اليومية.
وقالت، “إن أعمال الإرهاب المحلية في الواقع نادرة جدًا، لكننا نشعر كما لو كانت تحدث باستمرار وذلك لأننا كثيرًا ما نسمع عن تهديدات بشن هجمات مماثلة من قبل الأشخاص الراديكاليين بالولايات المتحدة ومن الخلايا النائمة”، وأضافت، “نحن نُقصف بوابل من تلك الروايات، والتي بطبيعة الحال تكون مخيفة في البداية ولكن في نهاية المطاف يكون لدينا شعور بالإنجاز الكبير، لأننا نواجه باستمرار مجرد تهديدات”، وتوضح الباحثة أنه في مرحلة ما سيتحول هذا الخوف إلى استسلام.
ويوضح لاشمان، أن “جزء من ذلك يكمن في شعور الناس أنه ليس هناك حل سيكون قادرًا على التصدي لما يحدث، ففي الولايات المتحدة، من المستحيل سياسيًا السيطرة على السلاح، فالناس يعتقدون أنه سيستمر في الحدوث أيًا كان، لذا فمحاولة معرفة سبب حدوثه أو التفكير في حلول، لا يهم”، فعندما يكون هناك شعور باللامبالاة تجاه ما يحدث في الوطن، فسيصبح من الصعب التعبير عن التعاطف مع الضحايا في الخارج.
ومن الانتقادات المتكررة للغربيين هو أنه نادرًا ما يقومون بالحكم على ضحايا الإرهاب على حد سواء، فلا يعنيهم كم عدد القنابل التي تنفجر أو عدد القوارب التي تغرق أو عدد الاجساد التي تتقطع، فهم يتجاهلون المآسي التي يعاني منها أولئك الذين لا ينتمون لبلادهم والذين لديهم خلفيات عرقية وتوجهات جنسية مختلفة، والذين يختلفون عنهم في الثقافة، فهم لا يشعرون بهؤلاء الموتى.
يقول لاشمان، “هذه هي رؤية الكثير من الأمريكيين والطريقة التي هم عليها”، ويضيف، “إنهم يفرقون بين مكان وآخر، ولكن الفكرة المتأصلة هي في الطريقة التي يتعاملون بها تجاه المسلمين وكذلك الأفارقة، فلا يوجد لديهم سبب لمحاولة التفاعل معهم بأي شيء”.
ويشير لاشمان إلى أنه إذا أراد الناس تفادي تدهور التواصل العاطفي بينهم وبين الضحايا، فسيتعين عليهم استقبال كم أقل من الأخبار المُرسلة.
وتلقي برافورد بالمسؤولية على عاتق وسائل الإعلام، والتي تقول إنها بحاجة لتقديم تقارير عن الهجمات مع التعاطف والتركيز على الضحايا وتفاصيل حياتهم وإنسانتيهم، بغض النظر عن أي مكان في العالم يعيشون به.
يذكر أن اللاإنساني يولد لا إنساني آخر، فحالة “إعياء الإرهاب” يمكن أن تكون عواقبها وخيمة.
وينوه لاشمان على أنه “من المؤكد أن الحكومة الأمريكية لن تقوم بفعل أي شيء مؤثر حينما يكون هناك توقعات دقيقة بأنه لن يكون هناك دعم سياسي لها”.
وفي عام 2013، أدلى مايكل إي ليتر، مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب حينها بشهادته أمام مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة وحذر من خطر إعياء الإرهاب.
ويختم الكاتب بأنه بعد عشر سنوات إضافية من النقاشات المستمرة حول الإرهاب، في حياتنا السياسية وعبر وسائل الإعلام ومن خلال المراسلات العامة، فالكثير سيشعرون بالاكتفاء، فهناك قيمة حقيقية للنقاش العام حول الإرهاب؛ إنه “يعمل على تنمية قدرة الناس على الصمود ويؤدي إلى معالجة المسائل السياسية العامة الصعبة مثل عمليات القتل المستهدف والاستخبارات الداخلية، وفي وجود إعياء الإرهاب سنتعرض لخطر حقيقي نتيجة عدم معالجة تلك القضايا بطريقة توفر إطار دائم لمكافحة الإرهاب في الداخل والخارج”.
======================
ذي ويك :الديمقراطيون والجمهوريون غير صادقين حول الشرق الأوسط
نشر في : السبت 2 يوليو 2016 - 01:52 ص   |   آخر تحديث : السبت 2 يوليو 2016 - 02:07 ص
ذي ويك – التقرير
هذا الأسبوع، عانت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نكسة كبيرة في حربهم ضد تنظيم الدولة؛ حيث تم سحق أحد مجموعات “المعارضة المعتدلة” التي تم تسليحها ودعمها من قبل الولايات المتحدة، عند محاولتها القيام بهجوم نوعي للاستيلاء على معبر القائم الحدودي القابع تحت سيطرة تنظيم الدولة.
أفضل تقرير متاح حول هذا الخبر صدر في صحيفة “كونفلكت نيوز”، يؤكد أن هذه الحملة تلقت دعمًا جويًا في شكل منشورات دعائية لإعلان محاولة التحرير من قبضة التنظيم، إضافة إلى ذلك، يبدو أن قوات المعارضة تمت عملية إنزالها من قبل طائرات هليكوبتر أمريكية وراء مواقع التنظيم.
ويبدو أن هذه القوات الصغيرة تم تشكيلها من قبل النُخب السياسة الغربية آملين أن تكون نسخة أكثر كفاءة من الجيش السوري الحر، لكن يبدو أن تنظيم الدولة قد دحرها تمامًا، وربما قد قتل جميع أفرادها.
اكتشفت واشنطن أن الأمريكيين سئموا من الحرب بعد حرب العراق، ففي استطلاع للرأي أجري عام 2013، كان الأمريكيون ضد تدخل إدارة أوباما المباشر لإزاحة حكومة بشار الأسد عن السلطة في ‏سوريا، وحتى صقور الجمهوريين الذين كانوا ينتقدون أوباما بسبب “التقاعس” في التدخل في سوريا، قرروا التصويت ضد المشاركة رسميًا في الصراع.
لكن ما حصل هو أن واشنطن مستمرة في المشاركة في الحرب، وهي لا تريد “إزعاج” الشعب الأمريكي بهذا الموضوع، وفي واقع الأمر، يتصرف الجميع – بمن فيهم الرئيس أوباما والجمهوريون الناقدين له في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ – كما لو أن أمريكا ليست متورطة فعلا في الشرق الأوسط ولا حتى في سوريا، فهم ببساطة يتظاهرون وكأن شيئًا لم يحدث حقًا، وبينما يُحْسَب لأوباما استعمال القوة الأمريكية بحكمة، يلومه الجمهوريون بشدة لأنه “لا يفعل شيئًا” في سوريا.
وكمثال على ذلك، انظر إلى ما قاله أوباما في تصريح له في الصحيفة الأمريكية “ذي أتلنتيك”‏ لتلميع إرثه، حيث عبَّر عن افتخاره بمقاومة دعوات التدخل المباشر والعسكري في سوريا عام 2013. وقال إنه يقاوم قواعد اللعبة التي تمارسها واشنطن والتي تنص على نشر الجيش.
ويبدو أن منتقديه من الحزب الجمهوري وثقوا بكلامه، كما هو الحال عندما قال العام الماضي السناتور توم كوتن أن الولايات المتحدة قد “تقاعست عن العمل خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية”، وشبه سياسة أوباما الخارجية بسياسة الحياد والانعزال في الثلاثينات.
في الحقيقة، اعترفت إدارة أوباما ببعض فصائل المعارضة وبحكومة شرعية لسوريا في عام 2012، ومن ثمة بدأت بتسليحهم. ومنذ ذلك الحين، اهتمت وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع بالتدريب والتسليح، ثم ظهرت صواريخ أرض أرض الأمريكية المضادة للدبابات في ميادين القتال السورية في عام 2014، وفي وقت سابق من هذا العام قامت الولايات المتحدة أيضًا بإضافة “القوات الخاصة” على الأرض في سوريا.
وها هي إدارة أوباما الآن تستعمل قوات خاصة على الأرض في أربعة بلدان في الشرق الأوسط وهي ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وتشارك كل من هذه الوحدات فيما قد يعتبر حروبًا أهلية، وتنفذ هذه الحروب بتفويض سنة 2001 الذي ينص على استخدام القوة العسكرية لاستهداف طالبان في أفغانستان.
الطبقة السياسية الأمريكية برمتها تتحدث كما لو أنه عالم بيزارو (كوكب خيالي يظهر في كتب القصص المصورة الأمريكية)، فالجمهوريون يلومون الرئيس بالتقاعس عن التدخل في سوريا، بينما يعرفون أننا نتدخل في سوريا، مع العلم أنهم في كل مرة يصوتون ضد اتخاذ أي إجراء، وفي الجهة المقابلة يدعي أوباما أنه أخرج أمريكا مرة أخرى من دوامة العنف في الشرق الأوسط، في الوقت الذي يزيد انتشارنا في عدد من البلدان.
وتستمر نفس المسرحية الغريبة في جلسات الاستماع في الكونغرس الخاصة ببنغازي، فقد تم تجنب أي سؤال حول مهمة وكالة المخابرات المركزية في بنغازي، حيث حاول المحققون الجمهوريون الكشف عن أكاذيب كلينتون وأوباما.
يتم استهلاك الخلافات العامة المتداولة في واشنطن حول السياسة الخارجية من الأغلبية الجاهلة من عامة الناس، فهم منفصلون تمامًا عن الحقائق المادية على الأرض، وإذا تصرفت حكومة أجنبية بنفس الطريقة، ربما يبدأ صنّاع القرار في واشنطن بقصفها في حين يتظاهرون بالعكس، وفي وقت لاحق ‏يشرحون لماذا أقدموا على ذلك.
======================
معهد واشنطن :إعادة النظر في الدور العسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
جيمس جيفري, مايكل آيزنشتات, و غدعون روز
متاح أيضاً في English
30 حزيران/يونيو 2016
"في 24 حزيران/يونيو، خاطب جيمس جيفري، مايكل آيزنشتات، وغدعون روز منتدى سياسي في معهد واشنطن بمناسبة صدور التقرير الجديد "المشاركة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط الأوسع". وجيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في المعهد وسفير الولايات المتحدة السابق في العراق وتركيا. وآيزنشتات هو زميل "كاهن" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد. وروز محرر مجلة "فورين آفيرز" وعمل في "مجلس الأمن القومي" الأمريكي خلال فترة إدارة الرئيس كلينتون. وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهم".
جيمس جيفري
في كتابه الذي يحمل عنوان "كيف توضع نهاية الحروب" كتب غدعون روز أن العمل العسكري لا يحقق الكثير من الإنجازات من دون وجود ترتيب سياسي مستدام، ولا شك أن هذا القول المأثور يبقى صحيحاً في الشرق الأوسط. وتكمن المشكلة في تحديد ماهية هذا الترتيب السياسي المستدام.

منذ الحرب العالمية الثانية، قامت الولايات المتحدة بعمليات عسكرية ذات مستويات مختلفة في المنطقة، لكنها تندرج كلها ضمن إطار الترويج لنظام عالمي ليبرالي يتمحور حول نظام أمني جماعي بقيادة أمريكية. وما كان يشكل جزءاً من هذه الاستراتيجية، إذا طُبقت بطريقة مثالية، هو تفادي التورط في قتال بري، إلا أن الفوضى المستمرة في المنطقة أرغمت أمريكا على التدخل هناك مباشرةً مراراً وتكراراً، بما فيه الحملات الائتلافية الثلاث في العراق أو ضده منذ عام 1990، بالإضافة إلى خمسة عشر عاماً من القتال في أفغانستان.
ما يشكل جزءاً من التحدي هو أنه ما من إصلاح على دفعة واحدة، بموجبه تُعالَج مشكلة أمنية قائمة ثم تختفي، يناسب الشرق الأوسط. إلى ذلك، تميل الولايات المتحدة إلى تحديد ماهية الترتيب السياسي المستدام بطريقة شاملة جداً تكاد تكون غير واقعية، وقد باءت بالفشل خاصةً في هذه المنطقة. ففي خلال الحرب الباردة وبعدها، كانت الابتكارات العسكرية المهمة هناك قائمة على الاستراتيجية الكلية التي تتمثل في احتواء الاتحاد السوفياتي ومهيمنين محتملين آخرين كإيران والعراق وليبيا، باستخدام بنية من العلاقات الأمنية الإقليمية والقواعد وشحنات الأسلحة ومساعدة الحلفاء المحليين كوسيلة للحد من الانتشار الأمريكي. وقد نجحت هذه المقاربة غالباً، مع بعض الاستثناءات مثل أزمة رهائن إيران وبيروت والصومال. غير أن بعض المشاكل برزت عندما أخذت الولايات المتحدة على عاتقها التزامات عسكرية غير محدودة من دون صياغة ترتيب سياسي مستدام مسبقاً. فمن دون ذلك، تبين أن حقن القوات الأمريكية في أوضاع تشبه الحروب الأهلية ليس مجدياً، إذ كانت واشنطن تبدل باستمرار الأهداف السياسية لتتلاءم مع ما كان يحدث عملياً. وأخيراً فشلت الجهود الأمريكية في العراق وأفغانستان لأن المحليين كان لهم أهدافهم وحوافزهم الخاصة، ولأن أعداد القتلى المتنامية قضت شيئاً فشيئاً على الدعم العام المحلي.
لكن لا يمكن القول إن غاية استخدام القوة العسكرية في الشرق الأوسط خاطئة أصلاً. فعلى العكس تماماً: إذ على مر السنوات السبعين الماضية، نفذت الولايات المتحدة إحدى وأربعين عملية صغيرة أو كبيرة في المنطقة، ونجح معظمها عسكرياً كما ساعد على الحفاظ على التحالفات. واختلفت السنوات الخمس عشرة الماضية خاصةً بسبب تبدُّل تصورات النجاح في المنطقة، وخصوصاً في العراق بعد عام 2003، وفي أفغانستان، وضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وإيران. ويعتقد معظم الشعب الأمريكي أن بلده متورط بشكل مفرط في الشرق الوسط، ويشكل هذا نتيجة مباشرة لقرار الحكومة بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر بالتوقف عن تحديد "الترتيبات السياسية المستدامة" على أنها "وضع راهن يضبط الفوضى المتأصلة في الشرق الأوسط". وعلى الرغم من أنه كان من الممكن تفهم هذا القرار في ذلك الوقت، فقد أدى إلى اتباع إدارات متتالية استراتيجيةً محكوماً عليها بالفشل، تتمثل في استخدام التدخل العسكري في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى كوسيلة لتغيير هذه المجتمعات والمنطقة ككل.
بعد سلسلة العمليات الأخيرة غير الناجحة التي افتقرت إلى نهاية واضحة للعبة السياسية (مثل ليبيا وسوريا)، يبدو أن الإدارة الحالية تعتقد أن تخفيض النفقات هي المقاربة الفضلى، التي تسهل بجزء منها تغيير الموقع إزاء آسيا. لكن هذا التخفيض زاد الوضع سوءاً. فيبقى الشرق الأوسط مهماً للأمن العالمي وبالتالي للأمن الأمريكي، وما يزال استخدام القوة العسكرية قادراً على المساعدة في إدارة المخاطر المتنوعة في المنطقة – باعتبار أن هذه الجهود تُدار بحذر، وتسعى إلى أهداف لها معنى وليس إلى تغيير مجتمعات بأكملها.
مايكل آيزنشتات
على الرغم من أن "الحروب الأبدية" في الشرق الأوسط أرهقت الشعب الأمريكي، تبقى للولايات المتحدة مصالح حيوية تتطلب منها أن تحافظ على تدخلها العسكري هناك. فاحتياطات النفط والغاز الهائلة في المنطقة مهمة اقتصادياً لشركاء التجارة الأساسيين، ويتم تجاهل دورها كمصدّر لعدم الاستقرار والتطرف العنيف والتكاثر على المسؤولية الشخصية.
غير أن الولايات المتحدة لم تتعامل بشكل فعال جداً مع التحديات الأمنية ما بعد حقبة 11/9، ابتداءً من الشبكات الإرهابية العابرة للأوطان إلى التمردات التي لا تنضب وبناء الدولة. فواضعو السياسات بحاجة إلى إعادة تقويم طريقة تفكير أمريكا وتصرفها العسكري في المنطقة حتى يتمكنوا من إحراز التقدم بشكل أفضل في ما يخص مصالح الولايات المتحدة هناك. وهذا يعني تطوير فهم أفضل لثقافة المنطقة وسياستها (أي بيئة العمليات)، وخاصة طرق عمل نظام الدولة "قبل الحقبة الوستفالية" التي تميل فيها دول الشرق الأوسط إلى التدخل في شؤون بعضها البعض، غالباً مع درجة معينة من القوة العسكرية.
كما يجب أن يخفّض واضعو السياسات توقعاتهم في ما يتعلق بما يمكن أن يحققه التدخل العسكري في المنطقة، من خلال التخلي عن "إيديولوجية الحل". فلا يمكن حل النزاعات المتعددة في الشرق الأوسط حالاً، من خلال إدارتها فحسب. وفي الوقت نفسه، لهذه الديناميكية وجهان، فهي تخلق الفرص لتراجع إنجازات أخصام الولايات المتحدة.
أدى الفهم غير المناسب لبيئة العمليات إلى تقديم أداءٍ ما دون المستوى المطلوب في عدد من المجالات كما في حملة الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، التي فيها أصبحت السياسات الأمريكية تجاه سوريا وإيران نعمة منشِّطة للمجموعة وقوضت جهود الولايات المتحدة العسكرية؛ وفي جهودها لردع الأخصام وتطمين الشركاء، التي أعاقها فشل واشنطن في الحفاظ على مصداقية الالتزامات الأساسية (مثل وضع الخط الأحمر لاستخدام الأسلحة الكيميائية)؛ وفي دعمها القوة الأمنية، عندما تجاهلت غالباً حاجات شركائها الثقافية والعملانية من خلال محاولة إنشاء قوات عسكرية أمريكية مصغرة؛ وفي أنشطتها الإعلامية التي فشلت في التقويض الفعال لنداء مجموعات مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" وتأثير إيران.
لهذه المشاكل عدد من التداعيات حول كيفية استخدام أمريكا للوسيلة العسكرية وهي تمضي قدماً. فأولاً، على واضعي السياسات أن يتخلوا عن طريقة تفكيرهم المزدوجة حول "الحرب والسلام" و"النصر والهزيمة" والنزاعات "النظامية وغير النظامية" – وهذا التغيير ضروري لتحقيق النجاح في منطقة حيث تكاد الحدود بين هذه المصطلحات تضمحل غالباً، وحيث يُحتمل أن تؤدي النزاعات إلى نتائج غامضة.
ثانياً، على واضعي السياسات أن يتوقفوا عن الاعتماد على حلول تكتيكية وتكنولوجية (كما يبرز في "المعادل الاستراتيجي الثالث" في وزارة الدفاع) للنزاعات ذات الأسباب السياسية، حيث تكون التكنولوجيا غالباً أقل أهمية من الفطنة السياسية والثقافية والحدس الجيوسياسي السليم.
ثالثاً، تحتاج الولايات المتحدة إلى اعتماد مقاربة "أثر خفيف" قوية كفاية للحفاظ على الزخم إزاء تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"القاعدة"، ولردع إيران، ولضم الشركاء الإقليميين، ولدعم الدبلوماسية، لكن مع الاستثمار المستدام في الأرواح والأموال. ولا يمكن أن تنجح مقاربة كهذه إلا إذا تصرفت أمريكا أكثر على غرار أخصامها، أقلّه على صعيد العمل عبر وكلاء محليين لتحقيق أرباح تزايدية. كما يجب أن تتجنب الخطوات الجيوسياسية الخاطئة التي لا يمكن التعويض عن نتائجها المزعزعة للاستقرار عبر البراعة التكتيكية الأمريكية أو نقل الأسلحة أو تصريحات ترمي إلى تطمين الحلفاء.
رابعاً، على الرغم من الأهمية البالغة للأنشطة الإعلامية في مواجهة الأعداء كتنظيمي "الدولة الإسلامية" و"القاعدة" وإيران، فالأفعال أبلغ من الأقوال في الساحة السياسية. وقد أدّت الهوّة بين أقوال أمريكا وأفعالها في التعامل مع هذه الجهات إلى إضعاف موقفها بين كلا الأصدقاء والأعداء.
أخيراً، لا يمكن أن تتجنب الولايات المتحدة اعتماد جدول أعمال تحويلي في الشرق الأوسط. فلا يجب أن تبدّل ثقافتها الاستراتيجية فحسب لتحسين تعاملها مع التحديات الإقليمية، لكن يجب أن تعمل أيضاً مع الشركاء المحليين المتورطين في الحرب لتغيير الثقافة السياسية الصفرية الناتج التي فيها يستحوذ الرابح على كل شيء والتي أسفرت عن نزاعات عدة هناك.
غدعون روز
يشير التقرير الجديد بعنوان" تدخل الولايات المتحدة العسكري في الشرق الأوسط الأوسع" إلى الجدال الذي سيحدث في الأيام الأولى من استلام الإدارة الجديدة مقاليد السلطة، في أثناء تحديد موقع خيارات واشنطن الاستراتيجية الحالية ضمن إطار نظري وتاريخي أشمل. وقد تميز تفاعل أمريكا مع الشرق الأوسط بأمرين عن المقاربة الكلية التي اعتمدتها في الحقبة التي تلت الحرب الباردة. فأولاً، كانت المنطقة بأكملها تقريباً منطقة يسودها النزاع بالوكالة في خلال تلك الحقبة – فلم تكن تماماً في النظام العالمي بل كانت مكاناً تقاتلت عليه جهات أخرى. وثانياً، أدى دور المنطقة كمورد للنفط إلى تدخل الولايات المتحدة أكثر هناك.
تتهيّأ أمريكا حالياً للدخول في حقبتها الثالثة المهمة من سياسة الشرق الأوسط، وهي حقبة تختلف بشكل ملحوظ عن حقبتيْ الحرب الباردة وما بعدها. ففي الحقبة الثانية، لم تعد اعتبارات الحرب الباردة مسيطرة، لكن النفط كان لا يزال مهماً، فيما نتجت عن بروز التفاؤل والقوة في الولايات المتحدة مقاربة "إيديولوجيا الحل" تجاه عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، ونتج أيضاً اعتقاد عام أن المنطقة ستتطور بشكل إيجابي. وأُضيفت اعتداءات 11/9 فحسب إلى جدول الأعمال التحويلي. لكن لم يكن مصير هذه الجهود الرامية إلى إيجاد حلٍّ جيداً، وارتأت إدارة أوباما الابتعاد عن المشكلة بدلاً من حلها.
لكن الابتعاد كلياً عن الشرق الأوسط غير معقول. ولا الحرب التقليدية الواسعة النطاق معقولة. فتكمن الإجابة في مكان ما في الوسط – أي في العمليات العسكرية التي لا تبلغ مستوى الحرب والتي تسمح لواشنطن وشركائها بإدارة أمن المنطقة. وها هو الجدال الحقيقي حول كيفية تحقيق ذلك (وحول وجوبه) يبدأ، وإنْ كان عددٌ من الأدوار الأمريكية التقليدية في المنطقة لا ينفك يتبدل.
تبرز أيضاً علامات استفهام حول ما يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل في المنطقة. فما زال الإرهاب يؤدي دوراً واضحاً، لكن إلى أي حد سيؤثّر في سياسة الشرق الأوسط إذا كانت معظم الاعتداءات الإرهابية المحلية تُنفَّذ على يد أفراد من أبناء الوطن أو على يد متطرفين غير مباشرين بدلاً من عملاء مباشرين؟ كذلك، تتبدل المخاوف المتعلقة بمسائل الطاقة في حقبة التصديع المائي وفيض النفط والتطورات ذات الصلة. وفي الماضي، دفعت أهمية المنطقة البالغة، التي تحتلها في الاستراتيجية الأمريكية الكبرى والاقتصاد العالمي، الولايات المتحدة إلى تحويل بلدان الشرق الأوسط وإرساء الاستقرار فيها، لكن بعد هدر كمية كبيرة من الأرواح والأموال، توصّل الكثيرون إلى تقبل واقع أن تغييراً كهذا لا يمكن تحقيقه في المستقبل المنظور. وأدى هذا بدوره إلى تراجع استعداد أمريكا إلى الاستمرار في التوسع هناك.
إذاً ماذا نفعل في منطقة تعنينا جداً، وما تزال نتائجها تؤثر فينا، ومشاكلها العسيرة متأصلة في مسائل عميقة تبقى صعبة المراس في وجه أدواتنا ودرايتنا الحالية؟ يوجه الشعب الأمريكي رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة لا يجب أن تستمر في هذا التعاطي المباشر جداً في شؤون الشرق الأوسط – فهو فرح بالتوقف عن أداء دور كبير ومباشر حتى في إرساء الاستقرار في المنطقة، كيف إذاً في تحويلها. وهذا هو الحديث الذي سيدور في السنوات القادمة. وبعد أن أصبحت الجدالات الحامية، التي اتسمت بها سنوات أوباما، وتأثيرات تدخل العراق في أكناف الماضي بشكل كافٍ، سيكون السؤال الذي يطرح نفسه هو إلى أي مدى سيكون التدخل في الشرق الأوسط ضرورياً ولِكم من الوقت؟
======================
واشنطن بوست: التهدئة في سوريا أصبحت مجرد حالة متخيلة في أذهان الدبلوماسيين
01/07/2016 الاخبار اضف تعليق
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في افتتاحيتها اليوم الجمعة، إن “التهدئة في سوريا أصبحت مجرد حالة متخيلة في أذهان الدبلوماسيين، ورغم أنها شبعت موتا فإنها لا تزال حية في عالم الخطابة والكلام لدى السياسيين، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي باراك أوباما”.
وأضافت الصحيفة: “إذا استمر الرئيس الأميركي باراك أوباما يعوّل على النوايا الحسنة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليتعاون في إنقاذ التهدئة المنهارة بسوريا، فإن القتال هناك سيستمر طويلا”.
وتابعت الصحيفة: “إن غارات النظام وروسيا بدأت تقتل عشرات المدنيين، وإمدادات الأغذية والمعونات الإنسانية الأخرى توقفت تماما، والمعارضة أعلنت أنها لن تعود إلى مائدة المفاوضات بجنيف قبل أن يوقف النظام هجماته ويسمح لقوافل المعونات بالوصول إلى المناطق المحاصرة”.
وذكرت الصحيفة أن أوباما تحدث هاتفيا مع بوتين حول التهدئة السورية، وبالتحديد عن ضرورة الضغط على نظام الأسد لوقف هجماته ضد المعارضة، موضحة في الوقت نفسه أنه لا توجد إشارة في بيان البيت الأبيض إلى أن بوتين أعطي حافزا ليرد إيجابيا.
وسخرت واشنطن بوست من رد فعل واشنطن على تجدد القتال، ناقلة ما أعلنه المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أنه “ليس كل أجزاء سوريا عادت للحرب الشاملة والمزيد من السوريين يعيشون وضعا أفضل من قبل بفضل التهدئة”، وقالت يبدو أن ما أعلنه كيربي هو كل ما تستطيع واشنطن تقديمه.
وأكدت الصحيفة أن نظام الاسد خرق التهدئة منذ بدايتها في فبراير/شباط الماضي، واستمر يقصف المناطق الإستراتيجية في ضواحي دمشق وحول حلب، وأوقف قوافل المعونات، وسرق منها معدات طبية حيوية، في انتهاك مباشر لقرار الأمم المتحدة 2254. وأشارت إلى أن نسبة المحاصرين الذين حصلوا على معونات لا تتعدى 1% من جملة المحاصرين.
======================
وول ستريت جورنال:"النصرة" مقابل "ثوار واشنطن"
وكالة جراسا الاخبارية :
أحاطت الساعات الأخيرة مفاوضات إعلامية بين روسيا وأميركا حول الأزمة السورية، قد تعيد تغيير قواعد اللعبة بما يفيد القوتين. وأبرز ما حملته تسريبات العرض الاميركي لروسيا هو ما يلي:
1-الإتفاق أبرقته واشنطن الى الكرملين الاثنين بعد مفاوضات استمرت أشهر، وهي تنتظر الرد. المفاوضات قادها وزيري الخارجية جون كيري وسيرجي لافروف ووزراء الدفاع آشتون كارتر وسيرجي شويغو.
2-نص الاتفاق يحشد لتعاون روسي-أميركي أكبر في سوريا على هذا الأساس: تضغط موسكو على حليفها بشار الأسد لوقف ضرب الثوار المدعومين من واشنطن في حلب ودير الزُّور وجنوبا في درعا، وبالمقابل تساعد الادارة الاميركية الجانب الروسي في المعلومات الإستخباراتية والدفاعية لضرب 'جبهة النصرة'.
3-كيري يسير قدماً بالعرض وبضوء أخضر من الرئيس باراك أوباما فيما يتحفظ عليه وزير الدفاع آشتون كارتر ولا يتوقع بالضرورة التزام روسيا.
4-العرض في حال أصبح اتفاقاً قد يزيد من التعقيدات العسكرية على الارض واحتمالات الخلاف بين قوات الأسد و'حزب الله' في حلب حول فرضية استهداف ثوار واشنطن.
6- العرض أيضا قد يعني استهداف مجموعات أخرى تقاتل إلى جانب النصرة في شمال سوريا وهو ما قد يثير استياء تركيا ودوّل خليجية تدعمها.
7-روسيا قد ترفض العرض بحسب صحيفة 'وول ستريت جورنال' وبسبب عدم قدرتها على فرض تغيير جذري في سلوك الأسد الذي زاره شويغو أخيراً وبحثاً بالأمور العسكرية.
نجاح العرض قد يعني مشهداً عسكرياً جديداً في سوريا يضعف النصرة في الشمال ويكبح طائرات الأسد. أمّا فشله فيعني استمرار الواقع الحالي إلى حين خروج أوباما من البيت الأبيض.
======================
’’الديلي تليغراف’’: ’’روسيا وتركيا ينسقان معاً سياستهما في سوريا’’
  نشرت صحيفة "الديلي تليغراف" البريطانية موضوعاً مشتركاً لمراسلها في العاصمة الروسية موسكو رونالد أوليفانت وزميله في انقرة ضياء ويز.
ويحاول الموضوع أن يرصد التغيرات المنتظرة في سياسات البلدين بعد عودة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه قبل أزمة أسقاط المقاتلة الروسية من قبل الجيش التركي.
وتعتبر الصحيفة أن الاعلان عن المصالحة بين البلدين تأتي في وقت انصاعت في الولايات المتحدة لرغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتنسيق معا في مواجهة "الجماعات الإرهابية في سوريا".
وتقول الجريدة إن السياسة التركية ستنصب بالطبع على تأمين موقفها من المخاوف التاريخية من إنشاء دولة كردية على حدودها وهو ما يحدث حاليا في شمال سوريا.
وتطرح أيضاً تصريحات لمسؤول بارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والتي قال فيها إن "بشار الأسد سيبقى دوماً قاتلاً ومجرماً في نظر بلاده" لكنه أوضح ان الطرفين يتفقان معاً على رفض تأسيس دولة كردية شمال سوريا.
وتضيف الجريدة إن الاتراك وجدوا انهم بحاجة للتعاون مع روسيا مرة أخرى في ملف التفجيرات التي شهدها مطار اتاتورك والتي اتهم فيها عدد من المسلحين المولودين في روسيا.
وتوضح أن العقل المدبر للهجوم هو أحمد شاتاييف أحد المحاربين خلال الحرب الروسية في الشيشان والذي تعتقد الحكومة الروسية أنه يشغل منصبا أمنياً رفيعاً في تنظيم داعش.

المصدر: الوكالة الفرنسية