الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 27/2/2016

سوريا في الصحافة العالمية 27/2/2016

28.02.2016
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. الاندبندنت” تكشف جانباً من مأساة بلدتي نبل والزهراء التي أغفلها الإعلام
  2. التايمز: على روسيا إنقاذ السوريين لا حماية الأسد
  3. «إيكونوميست»: سيرحل أوباما ويبقى الأسد
  4. نيويورك تايمز: التهدئة في سوريّا شكوك أكثر من التفاؤل
  5. نيويورك تايمز: أمريكا طالبت الأكراد بالتمدد والمزيد من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية
  6. واشنطن بوست : كيف أضعفت الهدنة السورية أمريكا؟؟؟!!!
  7. ديلي بيست: هذه خطة أوباما لتقسيم سوريا
  8. موقع أمريكي: استهداف داريا السورية يهدد بنسف الهدنة
  9. ديلي بيست :هل يريد أوباما تقسيم سوريا؟
  10. وول ستريت :احتمالات تعثر بوتين في سوريا
  11. ماكسيم ترودوليوبوف* – (نيويورك تايمز) 24/2/2016 :حرب روسيا الهجينة
  12. الغارديان :اتفاق وقف إطلاق النار الأخير قد يجلب السلام أقرب إلى سورية
  13. معهد واشنطن :وقف إطلاق النار والانتخابات في سوريا: بوتين ما زال متقدماً بخطوة
  14. الايكونوميست :الحرب تطغى على السلام
 
 الاندبندنت” تكشف جانباً من مأساة بلدتي نبل والزهراء التي أغفلها الإعلام
نشرت صحيفة ” الاندبندنت ” البريطانية تقريراً عن معاناة بلدتي نبل والزهراء السوريتين عندما كانتا محاصرتين من قبل الجماعات الإرهابية والتي لم يسلط عليها الضوء من قبل وسائل الإعلام رغم المأساة الكبيرة والتضحيات الجسيمة التي تحملها أهالي هاتين البلدتين على مدى ثلاثة أعوام ونصف العام من الحصار والقصف الشديد من قبل الجماعات الإرهابية.
وتطرق التقرير الذي كتبه الصحفي البريطاني المعروف “روبرت فيسك” إلى هذه المعاناة من خلال رحلة إستقصائية إلى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب شمال سوريا، لافتاً إلى أنه وبينما إحتل موضوع إستعادة الجيش السوري وحلفائه البلدتين عناوين الأخبار قبل نحو ثلاثة أسابيع، فأن العالم لم يلتفت بالمطلق لمعاناة سكّان هاتين البلدتين، مشيراً إلى إستشهاد أكثر من 1000 شخص معظمهم من المدنيين و وفاة مئة طفل على الأقل بسبب القصف وشحّة المواد الغذائية وقلّة الأدوية.
وإنتقد التقرير إزدواجية المعايير في التغطية الإعلامية لمعاناة المدنيين في نبل والزهراء، مشيراً إلى أن من بين سكّان هاتين البلدتين الشيعيتين هناك مئة عائلة سنيّة على الأقل، كانت قد إختارت اللجوء اليها عام 2012 بدلاً من العيش تحت قبضة الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم “داعش” وما يسمى “جبهة النصرة”.
وذكر “فيسك” في جانب آخر من تقريره نقلاً عن القيادي في قوات الشرطة السورية “ركان ونوس” كيف أن العناصر الإرهابية في القرى المجاورة كانوا يهددونه بالقدوم إلى نبل والزهراء وذبح من فيها، إضافة إلى تهديدهم باستخدام الأسلحة الكيماوية ضدهم، مشيراً إلى أنه ومنذ منتصف عام 2013 تقريباً وحتى تحرير البلدتين، لم يكن بإمكان الحكومة السورية إدخال المساعدات إلى هاتين البلدتين.
وأشار تقرير “الاندبندنت” إلى أن بلدتي نبل والزهراء تعرضتا للقصف الشديد والحصار الظالم بسبب رفض سكّانها الإستسلام للجماعات الإرهابية ما أدى إلى نزوح أكثر من 25 ألف شخص منها إلى مناطق أخرى، فيما فضّل الآخرون البقاء فيها رغم الظروف الإنسانية الصعبة وعدم توفر مستلزمات الحياة الضرورية لاسيّما الغذاء والدواء والوقود و إنقطاع التيار الكهربائي وشحة المياه بسبب الدمار الذي لحق بالبلدتين.
كما إنقطعت وسائل الإتصال بين سكّان البلدتين والمدن والبلدات السورية الأخرى، ولم تكن هناك أي إمكانية لإيصال المساعدات الإنسانية لهم إلاّ من خلال طائرات الهليكوبتر التي كانت تلقي المساعدات من الجو لعدم تمكنها من الهبوط بسبب القصف الشديد والمستمر من قبل الجماعات الإرهابية على البلدتين.
وأشار عدد من السكّان إلى أن إحدى طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش السوري والتي كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى أهالي نبل والزهراء إرتطمت بإحدى التلال القريبة و تحطمت بعد أن تعرضت لقصف شديد من قبل الجماعات الإرهابية، ما أدى إلى مقتل جميع أفراد طاقم الطائرة التي لايزال حطامها موجوداً على التل حتى هذه اللحظة.
وشكى سكّان البلدتين أيضاً من إهمال المنظمات الدولية لاسيّما الأمم المتحدة لمعاناتهم رغم الإستغاثات المتكررة التي وجهت لها قبل إنقطاع الإتصال بين هاتين البلدتين والعالم.
وكان بعض سكّان القرى المجاورة لبلدتي نبل والزهراء وأغلبهم من الأكراد يوصلون الغذاء تحت جنح الظلام إلى أهالي هاتين البلدتين رغم الحصار المفروض عليها من قبل الجماعات الإرهابية لاسيّما ما يسمى “جبهة النصرة “.
وبسبب شحة الأدوية وعدم توفر الإمكانات الطبية لعلاج جرحى القصف الإرهابي على هاتين البلدتين فارق الكثير منهم الحياة وكان معظمهم من المدنيين العزل وينتمي العديد منهم إلى أسرة واحدة.
وأشار تقرير “الانديبندنت” إلى حجم الدمار الذي لحق ببلدتي نبل والزهراء نتيجة قصف الجماعات الإرهابية والذي لم يستثني حتى المساجد والمراكز الطبية والمدارس والمزارع التي تضم الكثير من أشجار الزيتون.
وفي ختام تقريره لفت الكاتب البريطاني “روبرت فيسك” إلى أن أهالي بلدتي نبل والزهراء يكنّون إحتراماً خاصاً للشعب الإيراني وقوات حرس الثورة الإسلامية ومقاتلي حزب الله وفصائل المقاومة العراقية الذين وقفوا إلى جانبهم في ساعة المحنة وساهموا إلى جانب القوات السورية بتحرير هاتين البلدتين من حصار العصابات الإرهابية. كما لفت الكاتب إلى إنتشار الأعلام السورية والإيرانية فوق بنايات ومساجد البلدتين، ووجود لافتات في الشوارع تظهر صوراً للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” وإلى جانبه الرئيس السوري “بشار الأسد” والأمين العام لحزب الله “السيد حسن نصرالله
======================
التايمز: على روسيا إنقاذ السوريين لا حماية الأسد
بي. بي. سي.
البداية من صحيفة التايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "وقف إطلاق النار: على روسيا إنقاذ السوريين وضرب داعش لا حماية الأسد".
وتقول الصحيفة إن القوات الحكومية السورية حلقت على ارتفاع منخفض بالأمس فوق عدد من أكثر المناطق تضررا بالقتال لإسقاط منشورات تطالب مقاتلي المعارضة بالمغادرة على الفور حتى لا تتم إبادتهم على الفور.
وتقول الصحيفة إن هذه ليست لغة سلام، مضيفة إن وقف إطلاق النار الذي بدأ في منتصف الليل سبقه قصف مكثف من القوات الروسية، كما استمرت قوات الرئيس السوري بشار الأسد في إسقاط البراميل المتفجرة على الأسواق.
وترى الصحيفة أنه من الطبيعي في هذه الحالة التشكك في وقف إطلاق النار، لأن الهدنة بحاجة إلى ثقة. وعلى الرغم من تعهد الولايات المتحدة وروسيا بضمان استمرار الهدنة، فإنه لا يوجد احتمال كبير أن تؤدي إلى سلام مستدام.
وتقول الصحيفة إن من أكبر الثغرات في اتفاق الهدنة السماح للقوات الروسية باستمرار حملتها ضد المعارضة المسلحة المعتدلة بذريعة مهاجمة الإرهابيين.
وتستدرك الصحيفة قائلة إنه على الرغم من ذلك كله، فإن الهدنة تعطي بارقة أمل، فمجرد تحسن طفيف في الأحوال الإنسانية أفضل بكثير من الوضع الحالي.
وتقول الصحيفة إن روسيا يجب أن تقبل أن لديها هي والغرب مسؤولية إنسانية مشتركة. وتضيف أن على الكرملين أن يتدخل لمنع القوات السورية من استهداف المدنيين وطوابير الخبز، كما يجب أن تتوقف عن قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة ثم استهدافها في جولة ثانية من القصف للهجوم على عمال الإغاثة.
وترى الصحيفة أن زعم روسيا أنها وسيط سلام يتوقف على إقناع الأسد بالجلوس إلى طاولة التفاوض وليس على قتل معارضيه. وتضيف الصحيفة أن ما يبدو حتى الآن هو أن وقف إطلاق النار فرصة لروسيا وقوات الأسد وإيران لشراء بعض الوقت لدعم النظام السوري.
======================
«إيكونوميست»: سيرحل أوباما ويبقى الأسد
Friday, 02.26.2016, 04:29 PM
صدى الوطن
قالت مجلة الـ«إيكونوميست» البريطانية، إن «جرأة» روسيا و«ضعف» أميركا غيّرا من مسار الحرب فـي سوريا. وأضافت، أنه فـي حرب بشعة مثل هذه يمكننا استخلاص العديد من الدروس القاتمة، أولها: كلما طال أمدها زادت دمويتها. وثانيها: كلما زاد تورط دول فـي دوامتها قلت الشهية لوقفها أو على الأقل احتواء القتال.
وأشارت الصحيفة إلى قرار الرئيس فلاديمير بوتين الدخول إلى جانب المحور الإيراني-السوري، والذي غير موازين المعركة لصالح الجيش السوري خاصة بمدينة حلب المهددة بالحصار. وفـي قلب الرقصة الدبلوماسية حول وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والتسوية السياسية، أصبحت روسيا تفرض الشروط بالطريقة نفسها التي فعلتها أميركا أثناء الأزمة البوسنية فـي التسعينات من القرن الماضي.
وعلّقت المجلّة البريطانية على أن سياسة أوباما الراغبة برحيل الأسد من دون تقديم الوسائل الكافـية للإطاحة به كانت بائسة «وسيبقى الأسد على ما يبدو بعد رحيل السيد أوباما، والحرب لم تنته بل أخذت منعطفاً سيئاً».
وقالت الصحيفة إنه منذ التدخل الروسي العام الماضي تغيرت المعادلة على الأرض، وأصبح النظام الذي كان على حافة الانهيار واثقاً من بقائه وقدرته على النجاة.
وفـي غياب تدخل غربي مباشر يشكك محللون -بحسب الصحيفة- فـي إمكانية فعل شيء لوقف هزائم المعارضة، رغم أن السعودية تفكر بتزويدها بصواريخ «مانبادس» المضادة للطائرات، إلا أن الولايات المتحدة ترفض خطوة كهذه خشية وقوعها فـي يد الإسلاميين المتشددين.
وكل هذا لا يعني سقوط حلب بشكل سريع، فهناك حوالي 40 ألف مقاتل معارض متمرس يمثلون 50 فصيلاً فـي المدينة.
وتعتقد المجلة أن الغرب الذي يتألم للمصير الذي وصلت إليه الأمور فشل فـي تغيير المعادلة فـي وقت نجحت فـيه إستراتيجية بوتين. وهدفه الحالي هو استعادة حلب ووضعها فـي يد النظام والسماح للأكراد بناء منطقة مستقلة ويريد استخدام محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل تقوية الإنجازات.
وما يقف خلف تفكير بوتين هو افتراض أن الأوروبيين يرغبون فـي إنهاء الحرب من أجل وقف أزمة اللاجئين وتخلي أوباما عن خططه الإطاحة بنظام الأسد. وتقول إن العصا التي يحملها بوتين هي محاربة تنظيم «داعش» من أجل تقوية تحالف الولايات المتحدة. وعلى العموم يبدو بوتين والأسد فـي موقع الرابح، لكن فـي سوريا، يظل الربح والنصر مصطلحين لا معنى لهما بحسب «الإيكونوميست».
======================
نيويورك تايمز: التهدئة في سوريّا شكوك أكثر من التفاؤل
نشرت بواسطة:Ronahi  فبراير 27, 2016  في من الصحافة اضف تعليق
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكيّة إنّ الاتّفاق الروسيّ الأمريكيّ للتهدئة الجزئيّة في سوريّا يثير شكوكاً أكثر مما يبثّ تفاؤلاً، وإنّ كلمات التحذير والتحوّط التي تضمّنها تبرز العقبات التي تقف أمام الجهد الدبلوماسيّ الأخير لإنهاء الحرب الأهليّة التي أكملت عامها الخامس.
وأوردت الصحيفة بنود الاتّفاق الذي بدأ العمل به السبت مع استثناء تنظيم داعش وجبهة النصرة، وتساءلت ما إذا كان هذا الاتّفاق سيستمرّ أكثر من سابقاته.
وقالت إنّ وزير الخارجيّة الأميركيّ جون كيري ظلّ دائماً أكثر تفاؤلاً من البيت الأبيض بشأن فرص الحلّ الدبلوماسيّ بسوريّا، لكنّ تصريحاً أدلى به كان متحفّظاً، إذ لم يذكر خلاله تاريخ بدء التنفيذ، وقال إنّه بينما يمثّل الاتّفاق «لحظة وعد»، يعتمد الوفاء بهذا الوعد على الخطوات الفعليّة التي ستتخذها الأطراف المعنيّة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الرئيس الأمريكيّ أوباما اتّصل بنظيره الروسيّ بوتين لتأكيد تفاصيل الاتّفاق، إلا أنّ بوتين أعرب عن اطمئنانه بأنّ الاتّفاق سيحدث تغييراً جذريّاً في الوضع السوريّ ووصفه بأنّه فرصة حقيقيّة لوقف نزيف الدم والعنف، وقالت إنّ البيت الأبيض كان أقلّ تفاؤلاً، ونشر بياناً من فقرتين لخّص فيهما حديث أوباما مع بوتين ورحّب بالاتّفاق لكنّه لم يُشد به.
وذكرت الصحيفة أنّ أوباما أبلغ بوتين بأنّ الأولويات هي «تخفيف معاناة السوريين، وتسريع التسويّة السياسيّة، والتركيز على معركة التحالف ضدّ داعش».
ونقلت نيويورك تايمز عن محللين تشاؤمهم وقولهم إنّه خلال خمسة الأيام قبل دخول الهدنة حيّز التنفيذ من الممكن أن تقوم قوات النظام السوريّ وحلفاؤها بهجمات قاسية ضدّ حلب، وتوقّع بعضهم أن توسّع روسيّا حملتها العسكريّة على إدلب حيث توجد جبهة النصرة.
وأضافت الصحيفة أنّ الجهود الدبلوماسيّة أسفرت عن تقدّم طفيف تمثل في توصيل مواد إغاثة لعدد من البلدات لأولّ مرّة خلال شهور، بينما ظلّ آلاف السوريين عالقين في مناطق مصنّفة بأنّها محاصرة أو صعب الوصول إليها ولا يحصلون على إمدادات طعام وأدوية بشكل منتظم.
======================
نيويورك تايمز: أمريكا طالبت الأكراد بالتمدد والمزيد من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية
موقع: xeber24.net
آزاد جاويش
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية البارزة في افتتاحية عددها، أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي ضد الارهاب العالمي طالبت الأكراد بالتمدد بصورة كيبرة من خلال السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية في الأسابيع القليلة الماضية، والهدف من التمدد هو حتى لا يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حجج جديدة كسابقاتها تمكنه من زيادة الهجوم العسكري التركي على المناطق الكوردية عامة وريف حلب الشمالي خاصة.
في السياق ذاته طالبت إدارة أوباما عبر وزارة الخارجية من حكومة أنقرة بوقف عملياتها العسكرية ضد مواقع الأكراد في سوريا وخاصة المناطق التي تم تحريرها في ريف حلب الشمالي القريب من منطقة عفرين الكوردية من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكوردية، والذين يسيطرون على مساحة تصل إلى حوالي ألف كيلومتر على الحدود ما بين سوريا وتركيا، كما أنهم أيضا يقتربون بسرعة من السيطرة على جزء أخر سوف يسمح لهم بالسيطرة على مساحة جغرافية معتبرة وهذا ما يخيف حكومة أنقرة أكثر مما عليه.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن صحيفة السعودي الكترونية “The Saudi” إن الحكومة التركية لا تميز إطلاقا بين الفصائل الكوردية إن كانت في تركيا، أو سوريا، حيث إنها تضعهم جميعا في سلة واحدة دون تمييز، و تتعامل مع جميع الفصائل والقوات الكوردية المسلحة باعتبارهم تنظيمات إرهابية، في ظل مخاوف الأتراك من طموحات ومطالب الشعب الكوردي في تحقيق الاستقلال، خاصة وأن التطورات السورية والنجاحات العسكرية الكوردية ربما تدفعهم بصورة كبيرة نحو تحقيق هذا الحلم في المرحلة المقبلة، وهو ما يزعج أردوغان وحكومته بصورة كبيرة، كما أن الحكومة التركية تتجه بسرعة نحو الانزلاق بصورة كبيرة في الصراع السوري، وبالتالي ربما إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، الأمر الذي قد ينبئ بمزيد من التوترات الإقليمية خلال المرحلة المقبلة، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”، وذلك بسبب التصعيد التركي ضد الأكراد.
وأختتمت الصحيفة إلى التطرق للدعم الأمريكي لأكراد سوريا الذي لا يروق بأي حال من الأحوال للحكومة التركية، بحسب ما ذكرت “نيويورك تايمز”، وهو ما ظهر بوضوح في تصريحات عدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي أكد خلالها أنه على الإدارة الأمريكية أن تختار بين تركيا أو الأكراد السوريين، وهو مالم تقبله الولايات المتحدة.
======================
واشنطن بوست : كيف أضعفت الهدنة السورية أمريكا؟؟؟!!!
موقع : xeber24.net
إعداد : لامار أركندي
كتب جوزيف ليبرمان مقالاً للرأي نشرته صحيفة واشنطن بوست ،عن السيناتور الأمريكي السابق عن ولاية “كونيتيكت” الأمريكية في مجلس الشيوخ مؤكداً فيه أن غياب القيادة الأمريكية جعل العالم أكثر خطورة من أي وقت مضى.
ويرجح ليبرمان إن السبب يعود إلى أن العالم لم يشهد خطورة كالتي يشهدها اليوم, ناهيك عن غياب القيادة, فحالة عدم الاستقرار في العالم ليست أمريكا من سببتها لكنها هي من شجعت على تفاقمها.
ويرى ليبرمان إن أعداء الحرية باتوا يتقدمون في مسيرتهم لان المتطرفين والإرهابيين باتوا وحدهم الذين يتصرفون بجرأة، ويملكون زمام الأمور والمبادرات والتهديدات ,التي تأتي من تشجيع القوى التوسعية مثل إيران وروسيا والصين، إضافة إلى التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.
وتابع الكاتب مقاله ملفتاً إلى إن تخلى الولايات المتحدة عن ارتباطها العسكري والسياسي في العراق، إلى جانب فشلها في التدخل لوقف المذابح في سوريا، خلق فراغاً في قلب منطقة الشرق الأوسط، والذي استغلته السنة المتعصبة وإيران المعادية لواشنطن .
ونوه ليبرمان إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان له النصيب في استغلال هذا الفراغ منذ الاستيلاء على شبه جزيرة القرم والانتقال إلى شرق أوكرانيا خلال عام 2014، واكتفت واشنطن حينها الرد بكلمات غاضبة وفرضت عقوبات اقتصادية على موسكو لا غير.
وندد الكاتب الموقف الأمريكي متأسفاً على عدم ردع بلاده روسيا ومنعها مزيداً من العدوان، وأرسل موقفها المتردد في أوكرانيا إشارة إلى الكرملين مفادها أن واشنطن ذاتها يمكن أن تتعرض للردع إذا تصرفت روسيا بجرأة وحزم,وهي النقطة نفسها التي استغلها بوتين لصالحه في دخول سوريا وعلى الرغم من التوقعات بأن “روسيا تنجرف إلى مستنقع”، فإن موسكو نجحت في إرساء نفسها بصفتها قوة لا يستهان بها في منطقة أخرى حيوية على حد تعبير الكاتب.
ويشير ليبرمان إلى أن موافقة الولايات المتحدة، خلال اجتماع ميونيخ هذا الشهر، بشأن سوريا قلص دورها لصالح تعزيز دور موسكو من جهة , والضغط على المعارضة السورية من ناحية أخرى، إضافة إلى أن هذا الاتفاق لديه فرصة ضئيلة لإنهاء حملة العنف العشوائي التي تشنها روسيا نيابة عن نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري الذي طالت معاناته.
وينصح ليبرمان مختتماً مقاله إن على الناخبين الأمريكيين تحسين اختيار رئيس يدرك أهمية القيادة الأمريكية للعالم.
======================
ديلي بيست: هذه خطة أوباما لتقسيم سوريا
لندن - عربي21 - بلال ياسين# الجمعة، 26 فبراير 2016 02:24 م 211.5k
علق مايكل ويس في موقع "ديلي بيست" على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، التي حذر فيها من تداعيات فشل الهدنة التي تمت الموافقة عليها مع روسيا، وقال إن تصريحاته لا تحمل وصفة لإنهاء الأزمة الدولية، لكنها تعترف بواقع يتكشف كل يوم.
ويذكر الكاتب بما اقترحه نائب الرئيس الأمريكي الحالي جوزيف بايدن في أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث اقترح مع عدد من النواب تقسيم العراق، كون ذلك حلا سياسيا للحرب الطائفية، التي اندلعت بعد الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003 والغزو الأمريكي، ويقول: "يؤمن الآن وزير الخارجية الحالي أن التقسيم هو الحل الوحيد المتبقي لسوريا، إذا انهار وقف إطلاق النار".
ويعلق ويس قائلا: "إن احتمالات فشله كبيرة، خاصة أن بشار الأسد والروس والإيرانيين قد يتخذونه فرصة للحصول على مناطق جديدة، وتدمير جماعات المعارضة السورية، تحت غطاء الدبلوماسية الدولية والالتزام بها".
ويشير التقرير إلى شهادة كيري يوم الثلاثاء أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، قائلا: "لن أجزم على هذا، ولن أقول إن هذه العملية ستنجح؛ لأنني لا أعرف، ولكنني أعرف أن هذه هو الطريقة الفضلى لإنهاء الحرب، وهو البديل المتوفر إن إردنا تحقيق تسوية سياسية".
ويجد الموقع أن تصريحات كيري مهمة؛ لأنها تحمل عبارة "عدم الجزم"، ليس لأنه مهندس خطة طموحة لإنهاء الحرب، لكن لأن الأشخاص الذين يجلسون حول الطاولة يحاولون منذ خمسة أعوام الوصول إلى فهم لما يحدث في سوريا.
ويلفت الكاتب إلى أن حصيلة الجلوس والتفرج كانت 470 ألف قتيل، بالإضافة إلى موت عشرات الآلاف في غرف التعذيب، وتشريد نصف السكان داخليا وخارجيا، ونصف مليون منهم أصبحوا لاجئين في أوروبا، حيث أحزاب اليمين المتطرف والمعادية للإسلام، وهو ما يفرح الكرملين.
ويجد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن ما يهم في شهادة كيري هو اعترافه، ولأول مرة، بالحقيقة التي تعامل معها كما يتعامل أكاديميون في مؤتمر علمي. ويشير هنا إلى ما قاله كيري من أن "سوريا" التي نعرفها قد تنهار، فالدولة التي نشأت بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، ستتحول إلى كانتونات ودول مثل البلقان، تحكم بأمراء حرب وحكام يعادي أحدهم الآخر، وهم جماعات إرهابية أو  طائفية، أو وكلاء دول خارجية يخوضون حروبا بالنيابة عنها.
ويرى الموقع أن "عناصر الحرب هذه، كلها متوفرة في رجل يسكن في القصر الجمهوري في دمشق، أي نظام بشار الأسد، ولا يهم لو لم تقلع طائرات (سوخوي)، أو توقف إطلاق صواريخ (سكود)، وإرسال البراميل المتفجرة".
ويوضح ويس قائلا: "أقول هذا لأن أفضل سيناريو لمحاولة كيري الأخيرة لا يحمل وصفة لإنهاء الهولوكوست الحديث المتنقل العالمي، ذلك أن الحرب ستتواصل ضد (الأهداف) الشرعية، أي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة، وهما الجماعتان المصنفتان بحسب الأمم المتحدة بالإرهابيتين، ولن تلتزما بوقف إطلاق النار، وعليه فإن هناك احتمالات كبيرة بأن يؤدي استثناؤهما للآخرين إلى خرق شروط الاتفاق".
وينوه التقرير إلى ما قاله المحلل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أندرو تابلر، حيث قدم المعضلة بقوله: "هل السقف هو أن عددا قليلا من الناس يموتون، أم إن هناك عددا أكبر من الناس يقاتلون الإرهاب".
ويقول الكاتب: "إذا كانت محاربة الإرهاب هي الأهم، فكيف ستوقف قتالا تعتقد كل مؤسسة أمنية في الإدارة أن الروس لن يلتزموا بوقف إطلاق النار وضرب المعارضين لنظام الأسد، طالما زعموا أنهم يوجهون غاراتهم ضد الإرهابيين، وهي الكذبة التي تمسكوا بها منذ بداية الغارات في 30 أيلول/ سبتمبر 2015".
ويضيف ويس: "صحيح أن الطيران الروسي يذهب أحيانا لضرب مواقع أبي بكر البغدادي، كلما حاولت قوات الأخير اعتراض تقدم النظام المدعوم منهم ومن الإيرانيين في مناطق المعارضة، كما يحصل في حلب، وبالمجمل فإن الحرب الجوية لبوتين، كما هي حرب التحالف الأمريكي، سمحت لتنظيم الدولة بتحقيق مكاسب ميدانية جديدة".
ويورد التقرير أن "شروط  الهدنة تلزم جيش النظام السوري الحر بخيارين عندما تقوم عدة قوى بمهاجمته: إما الصبر، أو حمل بنادقه والبدء بإطلاق النار، وبالتالي تعرضه لقصف من الولايات المتحدة. وبحسب الرئيس السابق للائتلاف السوري هادي البحرة، فقد كان كيري واضحا في حديثه عن تداعيات عدم الالتزام بوقف إطلاق النار، فهذا يعني (ربما أنكم تجعلون أنفسكم هدفا). وإذا كان احتمال استهداف الولايات المتحدة لرصيدها يبدو غريبا، فما عليك إلا أن تتذكر ما حدث قبل أسبوع من بدء وقف إطلاق النار".
ويلفت الموقع إلى تقرير نشره موقع "بازفيد"، الذي ذكر أن كتائب السلطان تعرضت لهجوم من وحدات حماية الشعب الكردي، مع أن هذه الكتائب تلقى دعما عسكريا من المخابرات الأمريكية، ورغم أن وحدات حماية الشعب تقوم بالتنسيق مع قوات الأسد والروس، بحسب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند.
ويقول الكاتب إن "السبب مرتبط بطموحات الأكراد في سوريا في بناء دويلة لهم، عبر شمال سوريا من حلب إلى الحسكة، وهي مناطق تضم قرى تسكنها غالبية عربية، وعليه فإنه يجب إسكات وتركيع وسحق وطرد أي طرف غير كردي يقف ضد هذا المشروع".
ويضيف ويس أن "البعد الطائفي، الذي يظهر بشكل واضح في الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة، له الأثر ذاته في تقويته، فالتخلي التكيتكي عن بلدة الشدادي الأسبوع الماضي، ودخول قوات حماية الشعب فيها، تبعه هجوم مضاد للتنظيم، كان عبارة عن انتصار اجتماعي- سياسي، من خلال هروب 30 ألف عربي سني، ليس باتجاه الحدود التركية، لكن إلى دير الزور، التي يسيطر على معظمها تنظيم الدولة، وبحسب ناشط، فقد خاف العرب السنة من أعمال انتقامية منهم واعتقالات وعمليات تطهير عرقي".
ويتابع الكاتب بأن غزو الأكراد البوابات للمناطق الحدودية مستمر، تحت غطاء طائرات "إم-18" وقوات "دلتا" الخاصة على الأرض، وتنتج عنه عمليات نقل سكاني فعلية، دون أي داع للاعتراف الأمريكي به.
ويواصل ويس قائلا إن "تغيير التشكيل السكاني في بلد مهم، إن لم يكن ضروريا وشرطا للتقسيم، فهو ما يمكن اعتباره الخطة (ب) الأمريكية، في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار، وهي خطة البيت الأبيض ذاتها، خطة (أ)، والسؤال فيما إن كانت الخطة عرضية أم مقصودة وصممت من قبل؟".
وبحسب التقرير، قإن المحلل في معهد دراسات الحرب في واشنطن كريس هارمر، يرى أن التقسيم هو نتاج غير مقصود للتغيير والتعديل الدائم للسياسة الأمريكية، الذي ظل دائما يتسم "برد الفعل" على الأزمة، التي تطلبت تفكيرا عميقا وتخطيطا طويل المدى.
ويعلق هارمر قائلا: "كان هناك نشاط، وأقول إنه نشاط مبالغ فيه من جانب الدبلوماسية، لكن لا مصداقية دبلوماسية لما تقوم به الولايات المتحدة".
وأخبر هارمر الكاتب أن "الروس لديهم قوة عسكرية أكبر ومصداقية، ولهذا فإنهم يملكون مصداقية دبلوماسية مع وكلائهم، وتستمع إيران وحزب الله لما تقوله موسكو، وليس لدى الولايات المتحدة تأثير على وكلائها، وهذا هو الجزء المعقد من المعادلة".
وينقل الموقع عن توني بدران، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إنه ليس من العدل الإنكار أن إدارة أوباما قد تصرفت بطريقة عقيمة خلال السنوات الخمس الماضية، حيث تحولت الثورة من سلمية إلى مسلحة، واخترقتها الجماعات الجهادية.
ويضيف بدران للموقع: "إن الأزمة الإنسانية واهتزاز الأمن الدولي تركا آثارا مؤسفة، ولم تتغير السياسة، وظلت إدارة أوباما تقوم بتعديل القوى التي أصبحت أمرا واقعا".
ويتابع بدران قائلا إن "رؤية أوباما لنهاية اللعبة السورية هي الاعترف بأنها محمية إيرانية متجاورة مع لبنان، وقدم هذا على أنه: احترام الأسهم الإيرانية". مشيرا إلى أن المعادلة التي طبقها أوباما في العراق حاول تجريبها في سوريا، وهي الاعتراف بمحور تأثير إيراني، يتعاون مع المحور الكردي المدعوم من الولايات المتحدة، وهذا المحور في سوريا معاد لتركيا، وبين المحورين الإيراني والكردي هناك محور حرب سني.
ويرى ويس أن ما يتحدث عنه بدران واضح في سياسة أوباما، التي تكشفت بعد تخليه عن الخط الأحمر في سوريا، عندما تجاوزه الأسد واستخدم السلاح الكيماوي، بالإضافة إلى قلة تقديم السلاح للجيش السوري الحر، والتخلي عن فكرة "على الأسد الرحيل"، التي كانت شرطا رئيسيا للحل السياسي.
ويجد التقرير أن ما يهم في أطروحة بدران هي أنه تم أخذ جوهرها وتبنيه من شخصيات مؤثرة في إدارة أوباما، مثل مشروع "سلام" القابل للتطبيق، لافتا إلى أن إدارة أوباما أو بعضها يعترف بالواقع على الأرض، ففي كانون الأول/ ديسمبر 2015، ساهم فيل غوردون، الذي كان حتى وقت قريب منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في تقنين سياسة الحقائق على الأرض في ورقة أصدرتها مؤسسة "راند". ودعت، مثل خطة كيري، إلى وقف  إطلاق النار على مستويات عدة، تشرف عليه الولايات المتحدة وروسيا وإيران، وتتبع هذا خطوة لإنشاء "محاور متفق عليها"، وهي كلمة للتعبير بشكل مؤدب عن محاور التأثير الاستعماري لإدارة سوريا أو الانتدابات المصغرة، وستكون هناك ثلاث مناطق مجاورة،  وبعضها يشبه غزة والضفة الغربية في فلسطين، منفصلة عن بعضها، إلا أن هناك محاور ستكون مندمجة بعضها مع بعض.
ويذكر الموقع أنه بحسب غوردن والمؤلفين المشاركين معه جيمس دوبنز وجيفري مارتيني، فإن محور النظام سيمتد على طول ساحل البحر المتوسط ومن جنوب الحدود التركية وعبر دمشق وحمص، أما المحور الكردي فسيضم منطقة "روجوفا"، وأما منظمات المعارضة السورية، التي تضم جبهة النصرة وأحرار الشام وجماعات سلفية أخرى، فستقيم في مناطق غير متجاورة، مثل إدلب وحلب وحماة ودرعا في الجنوب، وهناك محور رابع، وهو منطقة سيطرة تنظيم الدولة في الرقة ودير الزور وتدمر. وستتم إدارة مناطق التنظيم دوليا بعد طرده منها.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أنه في حال تحقق الأمر، فإنه سيتم إحضار القوى الأجنبية للإشراف على المحاور المصممة، فالقوات الأمريكية ستأتي إلى كردستان وتركيا والأردن للمناطق غير المتجاورة "سنستان"، والروس في "علويستان"، وهذه القوى الخارجية ستكون مسؤولة عن تأمين وقف إطلاق النار وضمانه، فالروس والإيرانيون سيضمنون التزام النظام، وستضمن الولايات المتحدة الأكراد، وستضمن تركيا والأردن التزام المنظمات السنية، وستتعاون القوى الخارجية لهزيمة تنظيم الدولة.
======================
موقع أمريكي: استهداف داريا السورية يهدد بنسف الهدنة
عربي21- يحيى بوناب# السبت، 27 فبراير 2016 10:08 ص 00
نشر موقع "باز فيد" الأمريكي، تقريرا تحدث فيه عن تواصل استهداف قوات بشار الأسد لمدينة داريا في ريف دمشق، بالصواريخ والبراميل المتفجرة، رغم عدم وجود أي عناصر "متشددة" بوسط المدينة أو محيطها، في ظل تحذير المعارضة من أن تواصل هذا القصف قد يعني إلغاء الهدنة.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن ريف دمشق الذي لطالما استهدف بقصف طيران النظام السوري وروسيا؛ أصبح نقطة خلاف بارزة، وعقبة خطيرة، أمام الجهود الدولية الرامية إلى فرض وقف إطلاق النار في سوريا، الذي بدأ في منتصف ليل الجمعة.
وأضافت أن الطائرات الروسية والسورية تواصل قصف مدينة داريا المحاصرة بالليل والنهار، باستعمال البراميل المتفجرة والصواريخ، وهو ما أدى إلى حد الآن إلى مقتل أكثر من ألفي شخص، وتدمير أغلب مباني هذه المدينة، التي كانت في يوم من الأيام تضم 200 ألف ساكن، "فيما يدعي النظام السوري أن خُمس المدينة تسيطر عليه جبهة النصرة، التي لا يشملها اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية وروسية".
وأشار التقرير إلى أن جميع الخبراء العسكريين والمتابعين للشأن السوري، والسكان المحليين؛ يؤكدون أن جبهة النصرة التي تمثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا؛ غير متواجدة بتاتا في مدينة داريا، كما أن تنظيم الدولة أيضا فشل في فرض سيطرته على أي من أجزاء المدينة، ولذلك فإن قادة الجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر؛ حذروا من أنهم سيرفضون الالتزام بأي هدنة إذا لم يشمل الاتفاق مدينة داريا.
وذكر أن سكان داريا يعيشون حصارا منذ قرابة ألف و200 يوم، ويعانون من انقطاع الكهرباء، ووسائل التدفئة، ومياه الشرب، بالإضافة إلى الدمار الذي لحق بمساكنهم، كما أن 30 من جملة 40 مسجدا في المدينة تم تدميرها. ونقل عن شادي مطر، المسؤول في المجلس المحلي في داريا، قوله: "بعد غروب الشمس؛ يتوجه أغلب المدنيين للأقبية تحت الأرض، حيث يقضون ليلتهم خوفا من القصف العشوائي على المنازل".
وذكر التقرير أن مدينة داريا تتعرض في بعض الأيام لسقوط أكثر من 50 برميلا متفجرا، ترميها طائرات الهليكوبتر والمقاتلات الروسية، وقد أحصى مركز توثيق في المدينة سقوط ستة آلاف و25 برميلا متفجرا على داريا منذ اندلاع الأحداث في سوريا، فيما بلغ عدد هذه البراميل في شهر كانون الثاني/ يناير الماضي 765، أي بمعدل 25 برميلا يوميا، وهو ما أدى إلى مقتل حوالي ألفين و114 شخصا، كما أن 98 بالمائة من مباني المدينة تعرضت لتدمير كلي أو جزئي.
ونقل التقرير في هذا السياق عن "أبي عمر"، وهو أحد الناشطين في مركز التوثيق في المدينة، قوله إن "النظام يحاول بكل الطرق كسر إرادة سكان داريا؛ من أجل استعادة السيطرة على المدينة بكل السبل".
واعتبر التقرير أن مدينة داريا لطالما كانت شوكة في حلق النظام، حيث أظهرت المعارضة في هذه المدينة صمودا لافتا. ونقل عن مطر سعيد، أحد أبناء المدينة، قوله إن "القصف المتواصل الذي يستهدف داريا هو نوع من الانتقام، ويهدف إلى تدمير المدينة بالكامل".
وأضاف سعيد: "البراميل المتفجرة تستغرق حوالي 30 ثانية لتصل إلى الأرض، وهو ما يمنحنا بعض اللحظات الثمينة للهرب من الموقع، ولكن في الليل نمتنع عن التجول في الشوارع، ونلتزم بالبقاء تحت الأرض، لأن طائرات الهليكوبتر تقوم برمي هذه البراميل، ولا نستطيع رؤيتها، وبالتالي لا يمكننا تجنبها".
وأشار التقرير إلى أن الحياة في مدينة داريا أصبحت أكثر صعوبة منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، بعد أن بدأت الطائرات والأسلحة الروسية باستهداف هذه المدينة، وقد تكثفت الجولات الاستطلاعية، بينما كان النظام يحاول غلق المنافذ بين داريا ومعضمية الشام التي تسيطر عليها أيضا فصائل الثورة.
وقال إن النظام السوري ادعى في السابق أن مدينة داريا لا يوجد فيها مدنيون، بل فقط مقاتلون، إلا أن سكان المدينة كذبوا ادعاءاته من خلال تنظيم مظاهرة حضر فيها عدد كبير من النساء والأطفال.
وأوضح أنه "في الأيام الأخيرة أثناء التفاوض على وقف إطلاق النار بين روسيا والولايات المتحدة؛ أبدى مسؤولو النظام السوري إصرارا على مواصلة تدمير مدينة داريا، التي تتميز بموقع جغرافي استراتيجي قرب مطار المزة العسكري، يؤهلها لتعطيل نشاط الطائرات الروسية والسورية".
وذكر التقرير أن سكان داريا يسخرون من ادعاءات النظام السوري كونهم مرتبطين بجبهة النصرة، في حين أنهم قاموا في الفترة الأخيرة بإحباط محاولة مجموعة من المقاتلين تأسيس فرع لتنظيم الدولة في مدينتهم.
ونقل عن مطر سعيد قوله: "90 بالمائة من مقاتلي مدينة داريا ينتمون لكتيبة شهداء الإسلام التابعة للجبهة الجنوبية للجيش السوري الحر، أما العشرة بالمائة الآخرون؛ فينتمون لفصيل من الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، والنظام يسعى باستمرار للإيهام بأن مقاتلي داريا ينتمون لجبهة النصرة، أو تنظيمات متشددة أخرى، إلا أن كل من يحملون السلاح هنا هم من أبناء المدينة، ولا يوجد غرباء بينهم، بل بالعكس؛ هم يناصبون تنظيم الدولة العداء، لأنهم يرفضون دكتاتورية بشار الأسد، ودكتاتورية أبي بكر البغدادي".
======================
ديلي بيست :هل يريد أوباما تقسيم سوريا؟
أشارت مجلة ذي ديلي بيست الأميركية إلى الأزمة المتفاقمة في سوريا في ظل الحرب المستعرة بالبلاد منذ أكثر من خمس سنوات، وقارنتها بتلك التي تعصف بـالعراق، وتساءلت: هل يريد الرئيس الأميركي باراك أوباما تقسيم سوريا؟
وقارنت ذي ديلي بيست بين الأزمتين في كل من العراق وسوريا، وقالت إن جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي كان قبل عشر سنوات قد رغب في تقسيم العراق، معتبرا تقسيمها يمثل الحل للحرب الأهلية التي مزقت البلاد وانتهت عسكريا.
وقالت إنه بالنسبة لسوريا، فإن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعتقد أن تقسيم سوريا قد يكون هو الحل المنظور والوحيد، وذلك في حال فشل اتفاق وقف إطلاق النار الذي سعى له كيري بشكل كبير.
وأضافت أن احتمالات فشل الاتفاق كبيرة، وأنه يُخشى أن يتم استغلاله من جانب كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وذلك من أجل "التهام" المزيد من الأراضي والقضاء على المزيد من المعارضة تحت ستار الالتزام بالدبلوماسية الدولية.
حركات متناحرة
وأشارت إلى أن كيري قال في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي قبل أيام إنه يصعب الإبقاء على سوريا موحدة، وذلك إذا استغرق القتال في البلاد مدة أطول.
وأضافت أن الحرب المستعرة في سوريا أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 470 ألفا وتعرض عشرات الآلاف للتعذيب في السجون، وعن تشريد نصف سكان البلاد بين الداخل والخارج، وأن نحو نصف مليون منهم يعيشون الآن لاجئين في أوروبا.
وأشارت إلى أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول أميركي عن تقسيم سوريا، وأن سوريا الموحدة لم تعد موجودة، وأنها ستبقى من الآن فصاعدا مكونة من كانتونات تحكمها حركات تمرد طائفية متناحرة.
 
======================
وول ستريت :احتمالات تعثر بوتين في سوريا
أشارت وول ستريت جورنال إلى الأزمة التي تعصف بـ سوريا، وخاصة في أعقاب التدخل العسكري الروسي في البلاد، ورجحت احتمال تعثر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحقيق أهدافه.
فقد نشرت الصحيفة مقالا لـ سيث جونز أشار فيه إلى أن موسكو تواجه صعوبات في محاولاتها لإحداث توازن للقوى على المدى الطويل داخل سوريا، وخاصة في حال قامت إدارة الرئيس باراك أوباما أو أي إدارة أميركية قادمة بالرد على الخطوة الروسية.
وذكر الكاتب بأن الدروس المستفادة من حوالي مئتي حركة "تمرد" في العالم منذ الحرب العالمية الثانية تشير إلى احتمال فشل التدخل الروسي في سعيه لدعم بقاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
 
وألمح جونز إلى أن نظام الأسد يواجه تحديات جادة وخطيرة تتمثل بانخفاض شعبيته وفقدانه للشرعية في أوساط الشعب السوري، وذلك بالإضافة إلى ما تعانيه حكومته من مكانة متدنية بين حكومات العالم.
وأشار الكاتب إلى أن التاريخ يشهد على استحالة إلحاق الهزيمة بـ "المتمردين" في حال وجود حكومة غير شرعية وغير فاعلة، وخاصة إذا كان "المتمردون" يتلقون مساعدات خارجية ويجدون ملاذات يلجؤون إليها.
وأضاف بأنه يجب على الولايات المتحدة منع انهيار فصائل وجماعات المعارضة بسوريا، من خلال زيادة المساعدات المالية والتدريب العسكري وتزويدها بالأسلحة المتطورة، ومواصلة الضغط من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإلحاق الهزيمة بكل من تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.
 
======================
ماكسيم ترودوليوبوف* – (نيويورك تايمز) 24/2/2016 :حرب روسيا الهجينة
ماكسيم ترودوليوبوف* – (نيويورك تايمز) 24/2/2016
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
ينظر الغرب هذه الأيام إلى أي شيء يمسه فلاديمير بوتين على أنه سلاح، ويُفهم كل شيء يفعله تقريباً على أنه هجوم –وهجوم ناجح في أغلب الأحيان. وفي الحقيقة، يستطيع الكرملين أن يغير الحقائق على الأرض، وأن يصنع شبه اتفاقيات لوقف لإطلاق النار، وأن ينشئ مناطق للنفوذ أو أن يضغط على الدول الأخرى. وقد فعل ذلك في مولدوفا وجورجيا وأوكرانيا، وهو يقوم بتكرار النموذج نفسه الآن في سورية.
في الوقت نفسه، يمضي الغرب في إعلان نجاحات الكرملين واحداً بعد الآخر بطرق لا يستطيع الروس أنفسهم أن يروها. وتحت العنوان الافتتاحي "انتصار بوتين في سورية" على سبيل المثال، رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم 12 شباط (فبراير) أن المفاوضات يمكن أن "‘تجمد؛ الصراع وتثبته في مكانه، وهو تكتيك استخدمته روسيا لمصلحتها بعد غزو جورجيا في العام 2008، وفي اتفاق مينسك في العام الماضي حول شرق أوكرانيا".
لكن روسيا لا تقوم بتحويل الأحداث لمصلحتها بالقوة الخام وحدها. فباستخدام سيطرته الكاملة على وسائل الإعلام الروسية وتوجيهها لنشر البلبلة في الغرب، تمكن السيد بوتين –بكلمات الصحفيين بيتر بومارانتسيف ومايكل وايس، من "تسليح" المعلومات. وفي تقرير نشره معهد روسيا الحديثة، ومقره نيويورك، في أواخر العام 2014، حدد الصحفيان كيف يقوم الكرملين باستغلال الإعلام، والتوترات العرقية، والتجارة والتحويلات المالية في الخارج، لتعزيز مصالحه وتحقيق غاياته.
ولنأخذ على سبيل المثال القصة الإخبارية التي بثها التلفزيون الروسي الذي تديره الدولة في كانون الثاني (يناير) الماضي عن قيام المهاجرين المزعوم باغتصاب فتاة ألمانية من أصول روسية في برلين. وبعد ذلك، قال المدعون العامون الألمان أن هذه المزاعم لم تتأكد، كما رفض وزير الخارجية، فرانك فالتر شتاينماير -المعروف عادة بأنه يزن كلماته بعناية كبيرة- القضية كلها ووصفها بأنها "دعاية". لكن الإعلام الروسي نجح في تضخيم الحادثة بطريقة تجاوزت كل الحدود، مثيراً الاحتجاجات المناهضة للهجرة ومشاعر الاستياء بين ما يقرب من ستة ملايين شخص من المتحدثين بالروسية في ألمانيا.
كما يُنظر إلى موسكو على نطاق واسع بأنها "سلّحت" أزمة المهاجرين أيضاً. ويتفق العديد من المحللين ومسؤولي الحكومة –ومن بينهم أجهزة الأمن التركية- على أن موسكو لا تقوم فقط بإحباط سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وإنما تستهدف أعداء روسيا المفترضين أيضاً بخلقها عن عمد تدفقات إضافية من المهاجرين الذين ينتقلون عبر تركيا، ثم إلى دول الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف. وتتمثل استراتيجية السيد بوتين، كما قال السيناتور جون مكين مؤخراً، في "مفاقمة أزمة اللاجئين واستخدامها كسلاح لتقسيم التحالف عبر الأطلسي وتقويض مشروع الاتحاد الأوروبي".
بالإضافة إلى ذلك، يجري استخدام المقترحات ببناء خط أنابيب جديد للغاز الطبيعي لتقسيم الاتحاد الأوروبي. وتعامل كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا خط أنابيب "نورد ستريم 2" كمشروع أعمال؛ بينما تعارضه كل من بولندا وسلوفاكيا وأوكرانيا بشدة. وتقول هذه الدول الأخيرة أن المشروع سيمكن موسكو من تجنب ضخ الغاز عبر دول أوروبا الوسطى، مما يحرمها من عائدات رسوم العبور، ويمكِّن موسكو من قطع إمدادات الغاز عنها من دون المساس بعملائها في أوروبا الغربية.
وفي الفترة الأخيرة، قام نائب المستشارة الألمانية، سيغمار غابريل، والذي يعمل أيضاً وزيراً للشؤون الاقتصادية والطاقة، بزيارة وارسو من أجل الدفع بالمشروع، حتى مع أن شريكته في التحالف الحاكم في ألمانيا، المستشارة أنجيلا ميركل، ما تزال تلتزم الصمت. ويقول الخصوم أن بناء خط أنابيب آخر هو أمر غير ضروري الآن، في حين يعمل مشروع "نورد ستريم 1" بنصف طاقته فقط. وما نزال في انتظار صدور حكم من بروكسيل بهذا الخصوص.
ترقى موهبة السيد بوتين في التعطيل والإزعاج وزرع الفوضى إلى نوع من "لمسة ميداس". وقد جعلت منه هذه الموهبة خصماً قوياً في حرب روسيا الهجينة، التي تمزج بين القوة والتلاعب والاستغلال، حيث يمكن أن يكون كل شيء هدفاً وأن يكون كل شيء سلاحاً. كما أنها منحته أيضاً ما كان يحلم به منذ وقت طويل: اعترافاً غربياً بأن روسيا هي قوة لا يستهان بها ويجب أن يُحسب لها حساب.
كتب ميكافيللي "من الأكثر أماناً بكثير أن تكون مرهوب الجانب من أن تكون محبوباً"، وهي ملاحظة اعتنقها الزعيم الروسي وأجيال كاملة من أسلافه ووضعوها موضع القلب. وكما قال لي مسؤول روسي كبير: "إننا لسنا معروفين بأننا لطيفون أو أنيقون بشكل خاص. لكن ذلك جيد بالنسبة لنا طالما أن مصالحنا تُؤخذ على محمل الجد".
وهكذا، لا تتمتع موسكو بحب الآخرين، وإنما يخشاها الآخرون. لكن انتزاع الأرض من الأمم الأخرى، وإفزاع جيرانك وزعزعة استقرار أعمالك وخصومك السياسييين ليست سياسات يمكنك الاحتفاظ بها إلى الأبد. وسوف تتحول هذه السياسات لتطارد موسكو ذات يوم.
تاريخياً، اعتبر حكام الكرملين دائماً بلدهم خط الدفاع الأول ضد ما نظروا إليه على أنه طمع الغرب بالتمدد أبعد بكثير من حدود روسيا. لكن موسكو جعلت الناس في الغرب يظنون أن سياساتها تنبع من اتجاه تحريفي عدواني، وليس من منطلق الدفاع. وهكذا، كان نجاحهم مليئاً بالمفارقات.
ربما لا يكون صحيحاً أن السيد بوتين يقوم عمداً بمفاقمة أزمة اللاجئين، أو أنه ليس هناك منطق اقتصادي سليم وراء إنشاء مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2". ولكن، إذا كانت لديك سمعة تحويل كل شيء تلمسه إلى سلاح، فإن كل شيء تقوله وتفعله ربما يُفسر على أنه هجوم. وسوف تصبح عدو الجميع. وقد أصبح قادة روسيا بارعين جداً في لعبة إسقاط غموض ينطوي على مسحة من التهديد، بحيث أصبح من المستحيل عليهم الآن إقناع أحد بأن الروس ربما يريدون في بعض الأحيان القيام بعمل تجاري مربح فقط، بكل بساطة.
 
*محرر في صحيفة "فيدوموستي" التجارية، وهو يكتب مدونة "الملف الروسي" لمعهد كينان، وهو زميل في أكاديمية بوش في برلين.
======================
الغارديان :اتفاق وقف إطلاق النار الأخير قد يجلب السلام أقرب إلى سورية
ماري ديجيفسكي — (الغارديان) 24/2/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
على الرغم من حرب الغرب الدعاية الهائلة مع روسيا، ما تزال الدبلوماسية توفر سبباً للأمل.
كم مرة التقينا بمثل هذه العقبة الكأداء من قبل -وليس في سورية فقط؟ ثمة وقف لإطلاق النار تقترحه القوى الخارجية؛ وهو مقبول نوعاً ما لدى المجموعة أكثر المجموعات التي يمكن أن تجدها تمثيلا للمتحاربين، بحيث يمكن أن يتحقق في الموعد المحدد، أو لا يتحقق أبداً. ومع كل التشاؤم القلق الذي رافقه، فإن الهدنة –أو على نحو أدق "وقف الأعمال القتالية" –الذي ناقشه الرئيسان باراك أوباما وفلاديمير بوتين يوم الأحد وأعلن عنه يوم الاثنين ولقي القبول من جانب معظم الأطراف يوم الثلاثاء، يستحق استجابة دولية أكثر إيجابية مما تلقاه حتى الآن.
أحد الأسباب لضرورة تعليق عدم التصديق على الأقل، هو أن هذه ليست في الحقيقة المرة المليون التي واجهنا فيها هذه العقبة في سورية. إنها بالأحرى مجرد تمديد بحكم الأمر الواقع لاتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل لها تحت إشراف الأمم المتحدة بواسطة وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، قبل 10 أيام. وقد تم القبول في حينه على أن الجدول الزمني -وقف النار خلال أسبوع- كان طموحاً جداً، وهو ما ثبتت صحته.
والآن ومع المصادقة الإضافية لكل من أوباما وبوتين، يبدو أن الاتفاق عاد مجدداً إلى المسار. وقد استغرق الأمر الحكومة السورية ومجموعة المظلة في المعارضة الرئيسية مجرد ساعات فقط لقبوله. ولو بدأ وقف إطلاق النار -مهما كان ناقصاً- في الدخول إلى حيز التنفيذ في وقت متأخر من هذا الأسبوع، فإن ذلك لن يكون سيئاً حسبما تسير مثل هذه الأمور عادة. وهو يشكل بعد كل شيء المحاولة الجدية الأولى لوقف القتال بين القوات التي ما تزال موالية لحكومة الرئيس بشار الأسد وبين القوات المختلفة المصطفة ضده. وهو يستحق، بالعبارة القديمة، أن يُعطى فرصة.
يبقى مدى هذا الاتفاق محدداً أكثر من أي شيء تطرق إليه البحث في محادثات فيينا في العام الماضي والتي ما تزال معطلة. والهدف الرئيسي –أو الهدف الوحيد حتى الآن- هو وقف القتال في مناطق معينة لفترة تكفي لتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية، وربما أيضاً إنقاذ المدنيين الجرحى والمرضى.
وإلى المدى الذي سيصمده (إذا صمد) سوف يظهر وقف إطلاق النار ما إذا كان هناك ما يكفي من هيكل القيادة لإبرام المزيد من الاتفاقيات المجدية -ربما اتفاقيات مع المزيد من البعد السياسي. وحتى لو كان التقيد بالاتفاق محدوداً فقط، فإنه سيشكل مع ذلك تحسناً في مناطق الحرب التي تملأ سورية اليوم. وقد ينطوي أيضاً على إمكانية إقامة واحدة أو أكثر من مناطق حظر الطيران أو المناطق الآمنة حيث يمكن أن يتمتع المشردون بالأمان.
وما يزال هناك افتراض منتشر على نطاق واسع، مؤداه أن التدخل العسكري الروسي في الخريف الماضي قد أجهض أي خطة لإقامة منطقة حظر للطيران، لأن الطائرات الروسية كانت أكثر نشاطاً فوق المجال الجوي حيث تم استشراف فرض منطقة حظر للطيران من قبل. ومع ذلك، لم يستبعد المسؤولون الروس المبدأ أبداً، ويستطيع موقع يضمنه الروس والولايات المتحدة بشكل مشترك أن يتمتع بقدر أكبر من المصداقية في الظروف الحالية، مقارنة بموقع تفرضه الولايات المتحدة وحلفاؤها المباشرون وحدهم.
كثيراً ما يقال بأن عدد المقاتلين ورعاتهم المتورطين الآن في الصراع السوري، بالإضافة إلى العديد من المصالح المتباينة والمتضاربة التي تمثلها، هي أمور سوف تعمل ضد أي تسوية، وربما لعدة أعوام. ذلك أن ما بدأ كتحد لحكم الأسد ثم تطور ليأخذ شكل حرب أهلية، وفق ما يجنح إليه التفكير، لم يصل بعد إلى نقطة الإنهاك. فليست هناك أطراف تبدو جيوبها معوزة للمال أو الرجال أو الإرادة السياسية.
يقدم المسؤولون الأميركيون وغيرهم من المسؤولين الغربيين تدخل روسيا على أنه هدام بشكل خاص. ويقال أن دعم موسكو الجوي لقوات الأسد قد أطال عمر نظامه وضمن استمرار الحرب وحسب. وفي الأسبوع الماضي، اتهمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة روسيا باستهداف المدارس والمستشفيات في مناطق معادية للأسد. والآن، دخلت إلى هذا الخليط حجة جديدة ومخادعة مع اتهامات غربية بأن روسيا ترى في أزمة اللجوء طريقة لإضعاف -وربما تدمير- الاتحاد الأوروبي.
غني عن القول أن هذه ليست الطريقة التي تعرض بها روسيا التطورات في سورية، حيث يُنظر إلى الضربات الجوية لحلب، على سبيل المثال، على أنها تسهيل للتحرير وليس قمعاً لثورة عادلة . لكن هناك انفصال واضح بين الإدانة العالية لروسيا في واشنطن ولندن مثلاً، وبين المباحثات التي تجري بشكل متميز على أعلى المستويات –والتي تنتج، بين الحين والآخر، اتفاقيات عامة. وسوف تسمعون أيضاً مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى وهم يعترفون بأن إصرار الإدارة على إسقاط الأسد كان خطأ جسيماً.
انطلاقاً من كل هذه العناصر، قد يكون من الممكن استخلاص 3 محصلات. أولاً، تحتاج الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى غطاء خطابي لتغطية انعطافة سياسية رئيسية ما تزال قيد التقدم. ثانياً، ربما تكون لدى روسيا شهية أقل لتدخل مطول في سورية مما يفترض في الغالب، فقد منيت أصلاً بخسائر وقد تعاني من المزيد. ثالثاً، لا تريد موسكو ولا واشنطن قيام الحرب العالمية الثالثة التي قد تتسبب في اندلاعها المواجهة التي تلوح في الأفق بين روسيا وتركيا.
أما إذا كانت هذه العوامل ستضيف إلى تحقيق سلام حقيقي في سورية، فهو موضع الشك. ومع كل الحديث عن نشوب حرب باردة جديدة، فقد انتهى العالم ثنائي القطبية -حتى أن الولايات المتحدة وروسيا ربما لا تستطيعان معاً فرض إرادتهما. ومع ذلك، فإن هذا الاتفاق الأخير في سورية يمكن أن يكون كافياً للسماح بأول جهد إغاثة منسق. ويجب أن لا يُستبعد ويُشطب حتى قبل أن يمنح الفرصة ليبدأ.
 
*نشر هذا المقال تحت عنوان: This ceasefire deal could bring peace closer for Syria
======================
معهد واشنطن :وقف إطلاق النار والانتخابات في سوريا: بوتين ما زال متقدماً بخطوة
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
23 شباط/فبراير 2016
في 22 شباط/فبرابر، أعلن المسؤولون الأمريكيون والروس وقف إطلاق النار في سوريا، وسرعان ما أعقب ذلك إعلان نظام الأسد أن الانتخابات البرلمانية ستُجرى في 13 نيسان/إبريل. ولا يدعو أي من هذين الحدثين إلى التفاؤل. وفي الواقع، تتقيّد موسكو ودمشق بخطة السلام التي وضعتها الأمم المتحدة في قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولكن بشروطهما الخاصة وبصورة مؤقتة فقط. وحتى الآن، ما زال الرئيس فلاديمير بوتين متقدماً بخطوة واحدة على واشنطن وشركائها في لعبة الشطرنج السورية المستمرة.
عزل تركيا
إن أحد الأسباب التي دفعت روسيا إلى قبول وقف إطلاق النار هي بكل بساطة حاجتها إلى استراحة بعد الهجوم الكبير الذي شنته في الأسابيع الأخيرة، والذي حقق فيه الجيش السوري وحلفاؤه عدة مكاسب من ناحية الاستيلاء على الأراضي وذلك بدعم جوي روسي. على الجيش أن يقيم حالياً خطوطاً دفاعية قبل أن يشن هجمات جديدة. ويُعتبر وقف إطلاق النار أيضاً وسيلة مرحب بها لدرء الهجمات المضادة من قبل الثوار.
إلا أن المنفعة الأساسية من الإعلان بالنسبة إلى روسيا قد تكون نفسية، وتتمثل على وجه التحديد بجعل تداعيات عرضها الأخير لقوتها العاتية تنكشف جلياً وبالكامل أمام داعمي الثورة، خصوصاً تركيا. فرسالة موسكو لأنقرة واضحة: "إذا لم تسحبي دعمكِ للمعارضة وتغلقي الحدود، سنقوم نحن بذلك بمساعدة الأكراد السوريين، ونرسل لكِ مليوني لاجئ إضافي خلال هذه العملية" (انظر المرصد السياسي 2557، "أسوأ ما في أزمة اللاجئين السوريين قادم إلى أوروبا").
وعلى الرغم من التصريحات الحادة التي أدلى بها مؤخراً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعتقد بوتين على ما يبدو أن أنقرة ستواجه صعوبة كبيرة في حشد الإرادة السياسية الضرورية لإرسال قوات فعلاً إلى سوريا. كما يدرك أن جماعات الثوار المدعومة من تركيا لا تتمتع بالقوة الكافية بنفسها لكي توقف تقدم الجيش السوري الذي يدعمه القصف الروسي الثقيل. وفي غضون ذلك، لا تريد واشنطن دعم التدخل التركي، في حين أن المملكة العربية السعودية منشغلة إلى حد كبير في اليمن ولن تتمكن من تقديم دعم ملحوظ في سوريا.
وحتى الآن تُعتبر أفعال تركيا نفسها مثيرة للجدل أيضاً. فقد أطلقت عدداً قليلاً من قذائف المدفعية على ممر أعزاز في سوريا، مستهدفةً بذلك «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي السوري وجناحه العسكري المعروف بـ «وحدات حماية الشعب». ولم تكن تلك الخطوة غير كافية لمنع الأكراد من التقدم هناك فحسب، بل دفعتهم على نحو أكثر عمقاً إلى أحضان موسكو أيضاً، وهذا بالذات هو أكثر ما تخشاه موسكو. كما سمحت تركيا رسمياً لمئات الثوار من محافظة إدلب في سوريا بعبور أراضيها والدفاع عن أعزاز في وجه «وحدات حماية الشعب»، الأمر الذي لم يسبق لأنقرة قط أن سمحت به حتى في وجه تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش»)، وبالتالي، كانت النتيجة الأساسية لهذه الخطوة كشف الغموض الذي يشوب السياسة التركية في سوريا.
ورداً على ذلك، سعى بوتين إلى تصوير نفسه كـ "حامي" الأكراد السوريين. ففي 20 شباط/فبراير، قدّمت روسيا مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، يُدين القصف التركي على القرى الكردية في سوريا. وبينما جوبه الاقتراح بالرفض من قبل الغرب، كان له ثقل واضح من الناحية الرمزية. والآن بما أنه قد أُعلن عن وقف إطلاق نار برعاية الولايات المتحدة وروسيا، فقد تُعتبر أنقرة مسؤولة عن خرقه إذا ما قامت الميليشيات التي تدعمها تركيا بمهاجمة «وحدات حماية الشعب» وحلفاءها الأكراد/العرب ضمن «قوات سوريا الديمقراطية» أو إذا قامت تركيا نفسها بقصف الأكراد مجدداً.
تأجيج الانقسامات في صفوف الثوار
أعلن بوتين أنه ملتزم بالضغط على دمشق لاحترام وقف إطلاق النار، ودعا الرئيس أوباما إلى القيام بالمثل مع حلفاء أمريكا المحليين. بيد أن داعمتي الثورة الأساسيتين، تركيا والمملكة العربية السعودية، تصران على ضرورة تنحي بشار الأسد، فيما يفترض وقف إطلاق النار بشكل أساسي إبقاءه في السلطة لأجل غير مسمى. وحتى لو وافقت القوى الخارجية على الاقتراح، سيكون من الصعب إقناع جميع جماعات الثوار بالالتزام به. وفي الواقع، من المرجح أن معظم هذه الجماعات تَعتبر اتفاق واشنطن مع موسكو بمثابة خيانة. وتشكل الانقسامات الداخلية ضمن المعارضة عائقاً إضافياً أمام تنفيذ وقف إطلاق النار، مما يزيد من تقويض مصداقية الولايات المتحدة. وفي المقابل، يميل حلفاء موسكو إلى توحيد الآراء والانضباط.
وتكمن صعوبة أخرى كبرى في أن اتفاق وقف إطلاق النار يستثني جماعة الثوار «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة»، التي تُعتبر تنظيماً إرهابياً بنظر واشنطن وموسكو. وتنتشر هذه الجماعة القوية على كافة الجبهات السورية، من درعا إلى حلب، كما تسيطر على مدينة إدلب وتتحكم بفصائل الثوار الأخرى في تلك المحافظة. وفي ظل هذا الوضع، كيف يُتوقع من حركة «أحرار الشام» [الإسلامية] وحلفاء آخرين مقربين من «جبهة النصرة» الالتزام بوقف إطلاق نار إذا استمرت الطائرات الروسية بضرب قوات «جبهة النصرة»، لا سيما وإذا تم استهداف هؤلاء الحلفاء نفسهم بحجة أنهم يأوون مقاتلين تابعين لـ «جبهة النصرة» ؟ وبالطبع، ستستفيد المعارضة على المدى الطويل من خلال فصل نفسها عن أحد فروع تنظيم «القاعدة»، ولكن في السياق الحالي، لن يؤدِ ذلك سوى إلى تأجيج الانقسامات في صفوف الثوار وربما جرّهم إلى حرب بين الأشقاء، وهو سيناريو قد تَبادر بلا شك على ذهن بوتين.
احتمال شن هجوم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»؟
في أعقاب الهجوم الناجح الذي نفذته في محيط حلب، أصبح بإمكان القوات الروسية والسورية مواجهة عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في شرق المدينة. وستتميز هذه الخطوة عسكرياً بتعزيز الدفاع عن حلب وتوسيع المحيط الأمني للمدينة وحماية طريق الإمداد الوحيد بين حلب وباقي المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام، علماً أنه تم إغلاق هذا الطريق بانتظام بفعل هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية»، وآخرها في 20 شباط/فبراير.
بإمكان الجيش السوري أن يشن أيضاً هجوماً مشتركاً ضد قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية». على سبيل المثال، يمكن أن تتقدم قوات النظام في "كويرس" (على طريق حلب- الرقة) و"أثريا" (على طريق السلمية- الرقة) نحو الشمال الشرقي، فيما تتقدم «قوات سوريا الديمقراطية» جنوباً من "سد تشرين". وقد تترتب عن هذه الخطوة عدة نتائج على الأرجح. أولاً، قد تقضي على وجود تنظيم «الدولة الإسلامية» على الضفة الجنوبية لـ "بحيرة الأسد" وتسمح للجيش بإعادة الاستيلاء على القاعدة الجوية في مدينة الطبقة، التي تمت السيطرة عليها في تشرين الثاني/نوفمبر 2013. وبالتالي، ستصبح قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» بين حلب ونهر الفرات منفصلة عن "عاصمتها" في الرقة. ثانياً، ستتمكن «قوات سوريا الديمقراطية» من شن هجمات بين عفرين وكوباني للانضمام إلى الكانتونيْن الكردييْن في الشمال. ثالثاً، من خلال الاستيلاء على مدينة الطبقة، سيصبح الجيش في مركز جيد للتقدم نحو الرقة، التي سيؤدي سقوطها إلى إضفاء الشرعية على الأسد لتسلم ولاية رئاسية جديدة وتبرير التدخل الروسي "ضد الإرهاب" في سوريا.
إلا أن الرقة ليست على ما يبدو الهدف في الأشهر المقبلة. وبالأحرى تكمن الأولوية على الجبهة الشرقية في إعادة فتح الطريق بين دير الزور ودمشق من خلال انتزاع مدينة تدمر من تنظيم «الدولة الإسلامية». وسيساعد وقف إطلاق النار على تنفيذ هذه الخطة حيث أنه سيضمن هدوءاً نسبياً للجيش السوري على الجبهة الغربية.
الانتخابات تتويج للعملية
تنسجم دعوة الأسد إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة في نيسان/إبريل مع الدستور، ولكن واقع مجيئها قبل شهر من توقيتها الرسمي يشير إلى ارتباطها بإعلان وقف إطلاق النار. فمن خلال استباق الجدول الزمني للانتخابات، ينوي الأسد على الأرجح تسخير المعارضة السورية من خلال وضع يده على عملية "الانتقال السياسي" التي تم التعريف عنها للأسف بعبارات غامضة في قرار مجلس الأمن رقم 2254.
أما بالنسبة إلى الانتخابات نفسها، فستُجرى بالطريقة المتشددة المعتادة. فالبرغم من أن حزب البعث لم يعد من الناحية التقنية الفصيل الحاكم بموجب دستور 2012، يمكن توقع الطرق والنتائج الانتخابية. وستشارك فصائل المعارضة المدعومة من قبل روسيا على الأرجح في الاقتراع، في حين أن الفصائل المدعومة من قبل المملكة العربية السعودية سترفض بلا شك المشاركة.
ويبقى العامل المجهول الكبير ما إذا كان «حزب الاتحاد الديمقراطي» سيشارك في الانتخابات. ففي عام 2014، منع الحزب الكردي حصول اقتراع رئاسي على أراضيه، ولكنه قد لا يفرض مثل هذا الحظر على الانتخابات البرلمانية. غير أن دمشق قد تمنع «حزب الاتحاد الديمقراطي» من المشاركة في الانتخابات لسبب آخر: بما أن الحزب متواجد في ثلاث محافظات سورية فقط، فهو لا يلبي المعايير الدستورية للانضمام إلى البرلمان. وبالرغم من ذلك، من مصلحة الأسد أن يتيح التمثيل الوطني للأكراد إذا ما أراد تعزيز شرعيته، لذلك قد يحاول إقامة "حكومة وحدة وطنية" معهم تلبّي المتطلبات الغامضة التي وضعتها الأمم المتحدة [فيما يتعلق بالعملية الانتقالية].
خيار الغرب
بعد مضي خمس سنوات على اندلاع الحرب السورية والكارثة الإنسانية الناتجة عنها وإقامة معقل جهادي على أبواب أوروبا، يجد القادة الغربيون أنفسهم أمام خيارين: إما قبول ما تقدّمه موسكو (مع جميع السلبيات المحتملة المفصّلة أعلاه)، أو التمسك بالهدف الذي يزداد صعوبة وهو الانتقال السياسي المشروط برحيل الأسد. فلدى هؤلاء القادة مخاوف مبررة إزاء التهديدات الإرهابية المحلية والتدفق المستمر للاجئين، ولكن إذا ما قبلوا التداعيات الظاهرة لوقف إطلاق النار، فإن تركيا، التي هي ربما أهم داعم للمعارضة، ستجد نفسها عندئذٍ معزولة ومرغمة على الحد من دعمها للثوار. وفي هذا الصدد، يبقى ملايين اللاجئين الذين أنتجهم الصراع أفضل وسيلة ضغط يمكن أن يستخدمها بوتين لإرغام أعداء الأسد على وقف الأعمال العدائية.
فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن.
======================
الايكونوميست :الحرب تطغى على السلام
 
جون أندروز*
وينشستر - "الموتى فقط هم الذين انتهت الحرب بالنسبة إليهم". كانت هذه هي مقولة جورج سانتيانا، والتي تبدو مناسبة تماماً في الوقت الحاضر، مع وقوع العالَم العربي، من سورية والعراق إلى اليمن وليبيا، في آتون للعنف؛ ومع أفغانستان التي أصبحت حبيسة الصراع مع طالبان؛ وإصابة مناطق شاسعة من وسط أفريقيا بلعنة الصراعات الدموية -على أسس عِرقية/دينية غالباً- على الموارد المعدنية. وحتى هدوء أوروبا نفسه بات في خطر، ويشهد على ذلك الصراع الانفصالي في شرق أوكرانيا، الذي حصد قبل وقف إطلاق النار الحالي أرواح أكثر من 6000 إنسان.
ولكن، ما الذي يفسر اللجوء إلى الصراع المسلح لحل مشاكل العالَم؟ قبل وقت ليس بالبعيد، كان الاتجاه السائد يسير نحو السلام وليس الحرب. وفي العام 1989، ومع انهيار الشيوعية، أعلن فرانسيس فوكوياما "نهاية التاريخ"، وبعد عامين احتفل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب بقدوم "نظام عالمي جديد" يقوم على التعاون بين القوى العالمية.
في ذلك الوقت، لم يكن أي منهما مخطئاً. فقد كانت الحرب العالمية الثانية، التي بلغ مجموع القتلى الذين راحوا ضحيتها 55 مليون إنسان، ذُروة الوحشية الجماعية للجنس البشري. وفي الفترة من 1950 إلى 1989 -من الحرب الكورية إلى حرب فيتنام إلى نهاية الحرب الباردة- كان متوسط القتلى نتيجة للصراعات العنيفة 180 ألف إنسان سنوياً. وفي التسعينيات، انخفض عدد القتلى إلى مائة ألف سنوياً. ثم في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، استمر الرقم في الانخفاض إلى نحو 55 ألف قتيل سنوياً -وهو أدنى معدل في أي عقد خلال السنوات المائة الماضية، والذي يعادل ما يزيد قليلاً عن ألف قتيل سنوياً لكل "صراع مسلح متوسط".
لكن من المحزن، كما ذكرت في كتابي الجديد "العالم في صراع"، أن اتجاه الحرب أصبح الآن في تحول نحو الصعود. ولأن العديد من الحروب في أفريقيا، من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الصراع في الصومال، بدأت قبل عقود من الزمن، فإن التفسير يكمن في مكان آخر: في العالم الإسلامي الممتد من شمال نيجيريا إلى أفغانستان وما هو أبعد.
منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية في العام 2011، بلغ عدد الضحايا أكثر من 250 ألف قتيل، فضلاً عن نزوح نصف سكان البلاد، الأمر الذي أدى إلى تدفق اللاجئين إلى البلدان المحيطة وإلى الاتحاد الأوروبي. وكان الصراع السوري وحده كافياً لتغيير الرسم البياني للصراع، بينما تزداد حدة صعود المسار عندما نضيف الوفيات في العراق واليمن وليبيا.
ينبغي لأولئك الذين أشادوا بالربيع العربي قبل خمس سنوات أن يعترفوا الآن بأن براعم ذلك الربيع ماتت سريعا. وليس هناك سوى تونس فقط، والتي يمكن القول بأن لديها ما يمكن اعتباره أوراق اعتماد ديمقراطية، في حين انضمت ليبيا واليمن وسورية إلى الصومال كدول فاشلة، كما ارتدت مصر -الدولة الأكثر سكاناً في العالم العربي- إلى نوع من حكم الفرد الذي يكاد يقترب من الدكتاتورية.
والسؤال الآن هو، متى يعود الاتجاه إلى الانخفاض مرة أخرى -إذا كان لينخفض على الإطلاق. بفضل الهيئات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة أصبح من النادر للغاية أن تدخل الدول في حرب مع دول أخرى (كانت حرب روسيا القصيرة مع جورجيا في العام 2008 الاستثناء الذي يثبت القاعدة). وعلى نحو مماثل، وبفضل الاتحاد الأوروبي -الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2012 بسبب "إسهامه لأكثر من ستين عاماً في تعزيز السلام والمصالحة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان في أوروبا"- أصبح من غير المتصور على الإطلاق نشوب حرب أخرى بين فرنسا وألمانيا.

بدلاً من ذلك، تدور الحروب الآن بين الدول وجهات فاعلة من غير الدول -ولنقل بين نيجيريا وبوكو حرام، أو بين الهند ومتمردي الناكساليت. أو تكون حروباً أهلية -على سبيل المثال في جنوب السودان أو ليبيا. أو هي حروب بالوكالة من ذلك النوع الذي ميز الحرب الباردة -ولنتأمل هنا استخدام إيران لحزب الله اللبناني في سورية للدفاع عن نظام بشار الأسد.
أياً كانت أسباب الصراع المختلفة والمتداخلة أحياناً -الإيديولوجية، والدينية، والعِرقية، والتنافس على الموارد- فقد أعطى الجنرال البروسي كارل فون كلاوزفيتز قبل قرنين من الزمن الإجابة الأكثر فصاحة عن سؤال، لماذا نلجأ إلى العنف: "إن الحرب عمل من أعمال القوة لإجبار عدونا على تنفيذ إرادتنا".
ولكن، هل تكفي القوة وحدها لإرغام تنظيم "الدولة الإسلامية" على الاستسلام والخضوع وزوال التطرف الجهادي في العالم الإسلامي؟ هناك سببان للشك في قدرة القوة على تحقيق هذه الغاية. الأول هو عزوف قوى خارجية قادرة عسكرياً، سواء كانت أميركا وحلفاؤها في شمال الأطلسي أو روسيا تحت قيادة بوتن، عن "إرسال قوات برية" بعد التجربة المؤلمة في أفغانستان والعراق (الكارثة التي ألمت بالاتحاد السوفياتي في ثمانينيات القرن العشرين، ثم بالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في قرننا هذا).
ويتلخص السبب الثاني في الجاذبية الأساسية التي تحملها الرسالة الإسلامية للعديد من مسلمي العالم الذين يبلغ عددهم 1.3 مليار نسمة. فالدول القومية في العالم العربي هي اختراعات استعمارية حلت محل الخلافة -الأموية، والعباسية، والفاطمية، وأخيراً العثمانية-التي كانت ذات يوم تنشر الحضارة من بلاد ما بين النهرين إلى المحيط الأطلسي. وعندما أعلن أبو بكر البغدادي في حزيران (يونيو) 2014 عن قيام خلافة جديدة، ونصب نفسه "أميراً للمؤمنين"، ضرب إعلانه على وتر حساس. وعلاوة على ذلك، لا تختلف وحشية دولته الإسلامية الأصولية كثيراً عن سلوك دول عربية قائمة أصلا، والتي أنفقت عشرات السنين في نشر الأصولية المتطرفة من خلال المساجد والمدارس الدينية في مختلف أنحاء العالم.
بعبارة أخرى، ينبغي أن تتغير الرسالة إذا كان للسلام أن يعود إلى العالم الإسلامي. ولن يحدث هذا قريباً. إذ يجب على الدول السُنّية الأصولية أن تعمل أولاً على تبني نهج أكثر اعتدالاً في خصومتها مع المسلمين الشيعة عموماً وإيران ذات الأغلبية الشيعية بشكل خاص. ومن ناحية أخرى، يملك تنظيم الدولة الإسلامية القوى البشرية، والمال، والأرض، والخبرة العسكرية (والكثير منها مستمد من ضباط سابقين في الجيش العراقي).
سوف تدرك الدول السنية المتعصبة في نهاية المطاف أنها في حاجة إلى إيران للمساعدة في إلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الإسلامية". وفي نهاية المطاف سوف ينهار تنظيم الدولة الإسلامية مع مطالبة رعاياه بالحق في الاستماع إلى الموسيقى والتصرف كما يشاؤون. ومن المؤسف أن العبارة الرئيسية هنا هي "في نهاية المطاف". إن غريزة الدول الأصولية السنية، المتولدة من قرون من الكراهية والنفور بين العرب والفرس، تدفعها إلى النظر إلى إيران باعتبارها تهديداً لا بد من مواجهته وليس استيعابه. وفيما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية، فإن كوريا الشمالية تشكل دليلاً على أن الأنظمة الوحشية ربما تدوم لفترة طويلة. ومن ناحية أخرى، سوف يستمر الرسم البياني للوفيات الناجمة عن الصراع في الاتجاه نحو الصعود، والاستهزاء بالدبلوماسيين وصناع السلام ومزاعم الإنسانية والحضارة.
 
*محرر سابق ومراسل أجنبي لمجلة "الإيكونوميست"، وهو مؤلف كتاب "العالم في صراع: فهم مناطق المشكلات في العالم".
======================