الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28-4-2022

سوريا في الصحافة العالمية 28-4-2022

30.04.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • مجلة بريكينغ ديفينس امريكية: في سوريا، القوات الإيرانية تملأ الفراغ الذي خلفه الروس المتجهون إلى أوكرانيا
https://www.ugaritpost.com/مصادر-لمجلة-أمريكية-في-سوريا،-القوات-ا/
  • "جزار سوريا" تعلم الدرس.. حرب النفس الطويل تفيد الروس في أوكرانيا
https://www.alhurra.com/ukrainewar/2022/04/27/جزار-سوريا-تعلم-الدرس-حرب-النفس-الطويل-تفيد-الروس-في-أوكرانيا
 
الصحافة البريطانية :
  • إندبندنت: في حلب وماريوبول نفس الأساليب والأهداف والضحايا المدنيين.. ورد دولي مختلف
https://www.alquds.co.uk/إندبندنت-في-حلب-وماريوبول-نفس-الأسالي/
  • الغارديان :مذبحة التضامن في سوريا: كيف ساعد الإنترنت باحثين على ملاحقة القاتل ونزع اعتراف منه؟
https://www.alquds.co.uk/مذبحة-التضامن-في-سوريا-كيف-ساعد-الإنتر/
 
الصحافة الروسية :
  • نيزافيسيمايا غازيتا تربط بين الحرب الأوكرانية وتصاعد التوتر في سوريا
https://shaam.org/news/syria-news/shf-rwsyh-trbt-byn-alhrb-alawkranyh-wtsaad-altwtr-fy-swrya
 
الصحافة الامريكية :
مجلة بريكينغ ديفينس امريكية: في سوريا، القوات الإيرانية تملأ الفراغ الذي خلفه الروس المتجهون إلى أوكرانيا
https://www.ugaritpost.com/مصادر-لمجلة-أمريكية-في-سوريا،-القوات-ا/
تقول مصادر استخباراتية إن الروس انسحبوا من المنشآت السورية الرئيسية، حيث حل محلهم مستشارين من الحرس الثوري الإيراني.
سيطرت القوات الإيرانية على بعض المناطق في سوريا التي كانت تسيطر عليها القوات الروسية من قبل، فيما دقت مصادر استخباراتية ودفاعية إقليمية إنذارات من أن هذه الوحدات الإيرانية قد تؤدي إلى مزيد من الهجمات على القوات الأمريكية في سوريا.
ووفقًا لمصادر دفاعية إسرائيلية، فإن المشاركة المباشرة لوحدات الحرس الثوري الإيراني قد تؤدي أيضًا إلى تدفق أسهل للأسلحة إلى القوات العميلة لإيران في لبنان. في السنوات الأخيرة، نفذت إسرائيل مئات الهجمات الجوية على شحنات أنظمة إيرانية الصنع تقول إسرائيل إنها كانت في طريقها إلى لبنان عبر سوريا.
وتضيف المصادر الإسرائيلية أن هذا التطور يُعتقد أنه نتيجة مباشرة لسعي روسيا لسحب قواتها من سوريا للمساعدة في تعزيز وتنشيط جيشها في أوكرانيا، التي استنزفت بشدة بسبب الدفاع الأوكراني الفعال.
في وقت سابق من هذا الشهر، قالت مستشارة رفيعة للرئيس السوري بشار الأسد لبي بي سي إن القوات الإيرانية مرحب بها داخل حدود البلاد.
وقالت المستشارة لونا شبل: “نحن في حالة حرب ولدينا الحق في تلقي المساعدة والخبرة من أي شخص نراه مناسبًا. نعم، هناك خبراء عسكريون إيرانيون في سوريا، وهم يقدمون الخبرة للجيش العربي السوري. يأتون و يذهبون. دولة سوريا في حالة حرب ولها الحق في طلب المساعدة من حليفها”.
وتقول مصادر إسرائيلية إن هذا التحول في السيطرة يظهر بشكل خاص في مناطق استراتيجية، مثل مدينة حلب وفي منطقة مستودع موهين الواقعة في ريف حمص الشرقي. ولم يتضح بالضبط عدد القوات الايرانية التي تتحرك إلى المنطقة، رغم أن المصادر أشارت إلى أن العدد بالمئات. في أواخر آذار، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن بعض القوات الروسية، بما في ذلك مرتزقة فاغنر، قد تم سحبها من سوريا وليبيا للانتشار في أوكرانيا.
وقالت مصادر استخباراتية إسرائيلية إنه بالتزامن مع الانسحابات، بدأت الميليشيات الإيرانية، بإشراف عناصر من الحرس الثوري الإيراني، في بناء مقرات ومستودعات جديدة. هذا بالإضافة إلى إقامة معسكر تدريب جديد على أطراف حلب لتدريب عناصر ميليشيا حزب الله اللبناني. وتقول المصادر إن إيران “مصممة” على ممارسة نفوذ أكبر في سوريا. كما تحدثت مصادر محلية على الأرض في سوريا عن قيام ميليشيات إيرانية بنقل أسلحة وذخائر من ريف حمص وحماة إلى ريف حلب لتأمينها في مواقع معدة حديثاً، فيما أفرغت المواقع القديمة بناءً على طلب القيادة العسكرية العليا، بحسب مصادر إسرائيلية.
لم تقتصر خطة التوسع الإيرانية على إنشاء مقرات أو زيادة في الانتشار العسكري، بل امتدت إلى إنشاء ميليشيا جديدة، وهي الأقرب إلى نموذج قوات النخبة، لتقوم بالمهام التي سبق أن نفذتها القوات الروسية المنسحبة.
ذكرت قناة الحدث السعودية الأسبوع الماضي أن منشأة إيرانية تحت الأرض في سوريا يطلق عليها اسم “مشروع 99” تعمل على تطوير صواريخ باليستية وأسلحة كيميائية وطائرات بدون طيار، وهي تحت سيطرة حزب الله والحرس الثوري الإيراني.
لا يُتوقع أن يغير رحيل القوات الروسية حسابات إسرائيل في سوريا، حيث لا تزال أنظمة الدفاع الجوي الروسية S-400 في مكانها. تحافظ إسرائيل على توازن سياسي دقيق بين الولايات المتحدة، الشريك الأقرب لها، وروسيا، التي تحتاج إلى العمل معها لضمان وصول محدود إلى سوريا لشن ضربات ضد أهداف مدعومة من إيران وقوافل أسلحة.
قد يدفع الوجود المتزايد لقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا إسرائيل إلى توجيه المزيد من الضربات المباشرة إلى القوات الإيرانية، كما ورد الشهر الماضي حيث قتلت اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، فيما يمكن أن يكون الاختبار المحتمل التالي لعلاقتها مع موسكو.
المصدر: مجلة بريكينغ ديفينس امريكية
ترجمة: أوغاريت بوست
=============================
"جزار سوريا" تعلم الدرس.. حرب النفس الطويل تفيد الروس في أوكرانيا
https://www.alhurra.com/ukrainewar/2022/04/27/جزار-سوريا-تعلم-الدرس-حرب-النفس-الطويل-تفيد-الروس-في-أوكرانيا
مع دخول الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة، يعتقد البعض أن "الجبهة الموحدة" للغرب فازت بالجولة الأولى بعد أن فشلت روسيا في تحقيق أهدافها وتكبدت خسائر كبيرة، في حين أن ما يحدث الآن ربما يكون "فقط بداية" لحرب طويلة الأمد قد يكون لموسكو فيها "اليد الرابحة"، وفق تحليل على موقع بوليتيكو.
ويقول تشارلز ليستر، زميل معهد الشرق الأوسط، في تحليله على الموقع الأميركي إن التدخل الروسي في سوريا كشف عن مدى قدرة الكرملين على التكيف في مواجهة الخصوم وخوض حرب طويلة.
واجهت موسكو في المرحلة الأولى من التدخل العسكري في سوريا عقبات كبيرة. وتحت قيادة الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، شنت أولا حملة جوية وحشية ضد قوات المعارضة السورية التي كانت تهدد بقاء نظام بشار الأسد.
لكن القصف الجوي لم يغير ميزان المعركة لصالح قوات الأسد بعد فشله في دعم القوات على الأرض.
سياسة "التكيف"
وفي نهاية المطاف، تأكدت روسيا من عدم قدرتها على خوض معركة متعدد الجبهات في جميع أنحاء سوريا، واضطرت إلى التكيف.
دفورنيكوف يقود الآن القوات الروسية في أوكرانيا وهو معروف لدى البعض باسم "جزار سوريا" لاستخدامه تكتيكات العصور الوسطى في الحرب، وليس القرن الحادي والعشرين.
ورغم أنه يميل إلى القصف العشوائي والحصار، أثبت أنه "مرن وقادر على التكيف" مع الظروف.
أحد التغييرات التي أجراها القائد العسكري هي إيجاد شركاء إضافيين في القوة البرية "بخلاف الجيش السوري المتهالك والفاسد وغير الكفؤ".
ولم يمض وقت طويل على التدخل في سوريا، حتى بدأت روسيا في نشر وحدات صغيرة من قوات "سبيتسناز" الخاصة على الخطوط الأمامية، وتعاونت مع شركاء مثل حزب الله اللبناني.
وبدأت موسكو في إعادة هيكلة الجيش السوري من الألف إلى الياء، وفرضت تعديلات على مستوى الوزراء والمديريات وأنشأت وحدات جديدة تماما.
وتم نشر متعاقدين عسكريين روس، تربطهم صلات وثيقة بالكرملين، للقتال على خط المواجهة وتدريب القوات السورية، وسافر بعضهم بانتظام إلى روسيا لتلقي تدريب متخصصة.
تراجع الاهتمام تدريجيا
ويشير التحليل أيضا إلى أن روسيا تعلمت من التجربة السورية أن الغرب قل اهتمامه تدريجيا بالحرب، بعد أن تشتت انتباهه بالحرب ضد "داعش" وضاق ذرعا بالصراع بين النظام والمعارضة
ومع رغبته في عودة الهدوء، بعد سنوات من الفوضى والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، رحب الغرب بالمقترحات الروسية الخاصة بمناطق "خفض التصعيد"، في حين أنها كانت حيلة للسماح للنظام السوري والروس والإيرانيين باستعادة منطقة واحدة تلو الأخرى.
وحاصرت هذه القوات ثلاثا من المناطق الأربع لـ"خفض التصعيد" وقصفتها بضراوة حتى استسلمت جماعيا في عام 2018.
وتدرك روسيا أيضا "نفور الغرب من المخاطرة". وعلى الرغم من الدعم الهائل الذي تلقته أوكرانيا من الغرب والحديث مؤخرا عن "الفوز" في المعركة إلا أنه قد يفقد الاهتمام تدريجيا.
"ويقول التحليل: "في النهاية، هذه حرب في الفناء الخلفي لروسيا. إنها موسكو التي تلعب اللعبة الطويلة هنا، وليس نحن، لأن هذه كانت حربا بدأت قبل ثماني سنوات (احتلال شبه جزيرة القرم)، وليس في فبراير 2022".
ويتوقع التحليل أن تتكيف روسيا في أوكرانيا بعدة أشكال، فقد تعمل على تكثيف نشر مجموعات المرتزقة الروس وربما حتى الأجانب .
وربما تسعى إلى تجميد الخطوط الأمامية غير العاجلة، وتركيز الموارد على الأمور ذات الأولوية القصوى.
وقد تسعى موسكو أيضا إلى تعجيل الصراع في أماكن غير متوقعة مثل منطقة ترانسنيستريا الانفصالية بغرض تشتيت الانتباه وخلق حالة جديدة من عدم اليقين.
=============================
الصحافة البريطانية :
إندبندنت: في حلب وماريوبول نفس الأساليب والأهداف والضحايا المدنيين.. ورد دولي مختلف
https://www.alquds.co.uk/إندبندنت-في-حلب-وماريوبول-نفس-الأسالي/
لندن ـ “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “إندبندنت” تقريرا أعده ريتش هول قال فيه إن أساليب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا جربها في سوريا. فرغم الصدمة التي أبداها الغرب من غزوه لأوكرانيا إلا أنها كانت معروفة لدى السوريين. فعندما شنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير، شعرت العواصم الغربية بالصدمة، أولا من الجرأة وثانيا من الوحشية. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت القوات الروسية بقصف المدن الأوكرانية للسيطرة على مناطق في شرق وشمال- شرق البلاد. وسجلت مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة قتل  3.455 مدنيا في الشهر الأول من الحرب، معظمهم ماتوا جراء القصف المدفعي والصواريخ والغارات الجوية.
وتحول فلاديمير بوتين من شريك على المسرح العالمي إلى منبوذ في عيون الحكومات الأوروبية. وتحول الرأي العالمي بشأن روسيا في ليلة وضحاها. وبالنسبة للكثير من السوريين كان هناك حس بعادية الأحداث التي تتكشف أمام ناظريهم في أوكرانيا، فقد شاهدوا هذا النوع من الوحشية من قبل في بلدهم.
تحول الرأي العالمي بشأن روسيا في ليلة وضحاها. وبالنسبة للكثير من السوريين كان هناك حس بعادية الأحداث التي تتكشف أمام ناظريهم في أوكرانيا، فقد شاهدوا هذا النوع من الوحشية من قبل في بلدهم.
وقال مدرس اللغة الإنكليزية في مدينة حلب عبد الكافي الحمدو “ما صدمني هي صدمة العالم، لماذا انصدموا؟ هل لأن البلد أوروبي؟”. وأضاف “كانت سوريا مختبرا لكل هذه الأساليب، واليوم يستخدمونها في أوكرانيا”. وأكد الكاتب أن الكثير من السوريين تحدثوا على مدى الأشهر الماضية حول التشابه بين الأساليب الروسية في أوكرانيا والتدخل بسوريا عام 2015. وتساءلوا عن فشل العالم باكتشاف المدى الذي تذهب فيه روسيا بوتين لاستعراض قوتها. وتدخلت روسيا في سوريا لدعم الديكتاتور بشار الأسد وأسهمت في كسر الجمود لصالحه عبر استخدام القوة الجوية المدمرة وفي كل أنحاء البلاد.
 ووجدت المنظمة التي تحقق في الغارات الجوية على المدنيين “إيرورز” أن القصف الروسي أدى لمقتل ما يقرب عن 6.398 مدنيا نتيجة للأعمال العسكرية الروسية خلال السنوات الست الماضية. وشاهد الحمدو عيانا وحشية الهجمات الروسية عندما كانت عائلته تتلقى الضربات أثناء الحصار الروسي- السوري لمدينته حلب. ففي أثناء المعركة الأخيرة على المدينة عام 2016، قتلت الحملة الروسية والسورية 440 مدنيا في شهر واحد، وذلك حسب مركز توثيق الانتهاكات، وهي جماعة مدنية سورية.
وقالت “هيومان رايتس ووتش” إن الغارات بدت لا تميز واستهدفت بشكل مقصود المنشآت الطبية وشملت على استخدام أسلحة لا تميز مثل القنابل العنقودية والحارقة. وقال الحمدو إن مراقبة الهجوم الروسي ضد أوكرانيا  “مثل مشاهدة فيلم مرة أخرى”. وقال إن العيش تحت رحمة الجيش الروسي عنى العيش “في خوف دائم” و “التفكير الدائم بالخوف والتفكير بالتشرد والخوف على عائلتك. وفي الحقيقة فقد عنى العيش في ظل القصف الروسي هو أنه كلما فكرت أن المكان آمن كلما كان خطيرا جدا”.
ويقول هول إن الوحشية الروسية في غزو أوكرانيا لم تكن السبب الرئيسي الذي أدى للمقارنة مع سوريا، بل أساليب بعينها استخدمها الروس، مثل التدمير الشامل لمناطق المدنيين واستهداف المنشآت الطبية والعاملين فيها، وأساليب الحصار والهجوم على الممرات الإنسانية، وكلها أساليب استخدمت في سوريا. وتقول الولايات المتحدة إن روسيا عينت الجنرال ألكسندر دوفرنيكوف لقيادة القوات الروسية في أوكرانيا، وهو نفسه الذي قاد القوات الروسية في العام الأول من التدخل في سوريا، وما بين أيلول/سبتمبر 2015 وحزيران/تموز 2016.
وعلق مجد خلف، المتطوع السابق في قوات الدفاع المدني أو الخوذ البيضاء أنه شاهد العديد من الإشارات عن استخدام موسكو نفس الأساليب التي تبنتها في سوريا. وعندما كان يفتش في تويتر قبل أيام، شاهد مسعفين يعالجون ضحية غارة جوية واضحة عندما حصلت غارة أخرى وعلى نفس المكان. وكانت هذه تعرف في سوريا “الضربة المزدوجة” وأصبحت علامات على الغارات الجوية الروسية. وعلق قائلا “لقد شاهدت ضربة مزدوجة في أوكرانيا وذكرتني بما حدث في سوريا. وغردت حولها لنقل المعلومة إلى الشعب الأوكراني، المسعفين والصحافيين، حتى يحموا أنفسهم”. وأضاف “يستهدفون المكان ثم ينتظرون حتى يأتي أول المسعفين لمساعدة المدنيين ثم تحضر مقاتلة إلى نفس المكان وتستهدفه مرة ثانية”.
 وكانت الخوذ البيضاء هي هدف الغارات وخسرت أكثر من 292 متطوعا كما يقول. وتم توثيق استخدام الضربات المزدوجة للطيران الروسي والسوري في الحرب الأهلية السورية بشكل مفصل. وقال محققو الأمم المتحدة في عام 2020 إن القوات الروسية شنت هجمات مزدوجة على سوق في 22 تموز/يوليو 2019 مما أدى لمقتل 43 مدنيا.
 وقالت مفوضية الأمم المتحدة للتحقيق في سوريا بتقرير لها إن الروس لم يوجهوا غارتهم نحو هدف عسكري محدد بشكل يصل إلى جريمة حرب وشن غارات لا تميز على المناطق المدنية. وقال خلف “اقتضى منا وقتا طويلا حتى نفهم هذه الأساليب” مشيرا إلى أن دخول روسيا للحرب في سوريا ترك آثارا عميقة على المدنيين، و”منذ غزو روسيا لسوريا تغير كل شيء، وكان للناس خياران، مثل ماريوبول: ربما الموت في المدينة أو التهجير القسري. وما يفعلونه الآن في ماريوبول فعلوه في حلب. وهي نفس الإستراتيجية”.
وكان زاهر سحلول، الطبيب السوري- الأمريكي ورئيس ميدغلوبال من بين القلة التي شاهدت أثر القصف الروسي على السوريين والأوكرانيين، فقد قام بزيارات لكل أنحاء سوريا وقام بتدريب الأطباء المحليين وإنشاء العيادات الطبية. أما اليوم فهو يفعل نفس الشيء في أوكرانيا. وجزء من التدريب كان تعليم 200 طبيب أوكراني كيفية الرد على هجوم كيماوي، أمر لم يحدث بعد في أوكرانيا لكنه حدث مئات المرات في سوريا. وقال “لقد قدمنا تدريبات حول كيفية معالجة ضحايا بالجملة والذين يعانون  بالصدمة ومن الهجمات الكيماوية ونفس التدريب الذي استخدمناه مع كثير من الأطباء في سوريا”. وزار سحلول في سوريا العيادات الطبية المقامة في المغاور تجنبا للغارات الروسية والحكومة السورية. ووثقت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، 244 هجوما كهذا في سوريا.
الفرق الوحيد الواضح بين سوريا وأوكرانيا، هو أن أوروبا وأمريكا حشدت العالم ضد بوتين عندما غزا أوكرانيا وفرض عليه عقوبات ولم يفعل نفس الشيء مع سوريا
وفي عام 2019، كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” أن المقاتلات الروسية قصفت مستشفيات في 12 ساعة في أيار/مايو من ذلك العام. وفي هذا الشهر، قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك 70 شخصا قتلوا و 53 جرحوا بسبب القصف الروسي لمنشآت طبية في أوكرانيا منذ الغزو. وأكدت المنظمة أنها تأكدت من وقوع حوالي 147 هجوما على المنشآت الطبية بما فيها مستشفى بماريوبول. وقال سحلول “هذا مشابه لما حدث في سوريا، قصف المستشفيات واستهداف الأشخاص الذين يقدمون الرعاية الصحية والبنى التحتية” والهدف كما يقول هو إجبار المدنيين على النزوح وبأعداد كبيرة.
وأشار سحلول إلى ماريوبول في جنوب أوكرانيا كدليل على هذه الإستراتيجية، حيث حاصرتها القوات الروسية عدة أسابيع، ولم تسمح للمدنيين بالمغادرة إلا في الفترة الماضية. وقال عمدتها إن  10.000 من المدنيين قتلوا جراء القصف. وقال سحلول إن الحصار يتسبب بمشاكل نفسية كثيرة ونقص في الطعام والمغذيات. كما ولا يتمكن المرضى بأمراض غير مزمنة من شراء أدويتهم والنساء الحوامل لا يستطعن الذهاب للمستشفيات والإنجاب والمرضى الذين يحتاجون لعملية بسيطة ينتهون بتعقيدات تعرض حياتهم للخطر بسبب عدم  قدرتهم على الوصول إلى المستشفى.  وأضاف “نرى أن هذا يحدث في ماريوبول، وهذا بالطبع جريمة ضد الإنسانية عندما تعاقب السكان للسيطرة عليهم، ولكنها أساليب فعالة  للحرب والتي استخدمت في سوريا”.
والفرق الوحيد الواضح بين سوريا وأوكرانيا، هو أن أوروبا وأمريكا حشدت العالم ضد بوتين عندما غزا أوكرانيا وفرض عليه عقوبات ولم يفعل نفس الشيء مع سوريا.
=============================
الغارديان :مذبحة التضامن في سوريا: كيف ساعد الإنترنت باحثين على ملاحقة القاتل ونزع اعتراف منه؟
https://www.alquds.co.uk/مذبحة-التضامن-في-سوريا-كيف-ساعد-الإنتر/
إبراهيم درويش
لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “الغارديان” تحقيقا أجراه مراسلها في الشرق الأوسط، مارتن شولوف، حول مذبحة حي التضامن القريب من دمشق.
 ويحكي شولوف قصة عنصر صاعد في ميليشيا موالية للرئيس بشار الأسد أعطي لابتوب يعود إلى واحد من أجهزة الأمن سيئة السمعة في النظام السوري وطلب منه إصلاحه. وعندما فتح الشاشة ونقر على ملف الفيديوهات، ظهرت اللقطة غير ثابتة في البداية قبل أن تقترب إلى حفرة تبدو جديدة بين بنايتين تظهر آثار الرصاص عليهما. وبدا رجل أمن يعرفه راكعا قرب الحفرة ويرتدي قبعة صيد وزيا عسكريا ملوحا ببندقيته ويصدر أوامره.
وتجمد العنصر الجديد وهو يشاهد الصور تظهر تباعا حيث اقتيد رجل من مرفقه باتجاه الحفرة الضخمة ولا يعرف ما فيها وطلب منه الركض بسرعة، يلاحقه الرصاص الذي اخترق جسده قبل أن يسقط على كومة من الجثث. وواحدا بعد الآخر أمر رجال بالركض أو السير باتجاه الحفرة حيث قيل لهم إن الأمن يحميهم من القناصة وصدق بعضهم أنهم في حماية الأمن. وفي نهاية العملية قتل 41 شخصا في مقبرة جماعية وتم صب الكاز عليهم وحرقهم لإخفاء آثار الجريمة في مكان لا يبعد عن مقعد السلطة في سوريا سوى مسافة قصيرة. ويعود تاريخ الفيديو إلى 16 نيسان/إبريل 2013.
وأصيب العنصر الجديد بالغثيان حيث قرر في ذات نفسه أن اللقطات يجب أن ترى في مكان آخر، مما قاده في رحلة محفوفة بالمخاطر بعد ثلاثة أعوام، قادته من سوريا باتجاه الأمان في أوروبا، ثم تعاون مع أكاديميين حاولا الوصول إليه كمصدر رئيسي في تحقيق خارق للعادة وتأمينه، وفي الوقت نفسه تحديد الرجل الذي أشرف على المذبحة وإقناعه بالاعتراف بدوره فيها.
وهي قصة جريمة حرب تم تسجيلها بشكل حي على يد المنفذين لأوامر واحد من أجهزة النظام سيئة السمعة وهو فرع 227، جهاز الاستخبارات العسكرية. وهي قصة تقدم تفاصيل دقيقة عن الطريقة التي تم فيها قلب الطاولة على مرتكبيها، بما في ذلك الطريقة التي قام فيها باحثان في أمستردام بإغراء واحد من الضباط سيئي السمعة عبر شخصية بديلة على الإنترنت وخداعه بالكشف عن أسرار حرب الأسد الشريرة.
وكشف عملهم عن الجرائم غير المسبوقة التي اعتقد أن النظام ارتكبها ولكنه أنكرها وحمل الجهاديين مسؤوليتها. ويقول شولوف إن دليل الجريمة والإرهاب في سوريا يتم تكراره اليوم وبعد 9 أعوام في أوكرانيا حيث تحولت العملية التي أطلق عليها الرئيس فلاديمير بوتين “العملية العسكرية الخاصة” إلى احتلال وحشي لأجزاء من شرق البلاد. وكانت وحدات الاستخبارات العسكرية في هذه العملية في مقدمة من ارتكب الوحشية وزرع الخوف في قلوب السكان من خلال الاعتقالات الجماعية والقتل الذي يشبه محاولات الأسد الوحشية التمسك بالسلطة.
وتعلمت قوى الاستخبارات السورية التي تلقت تدريبها في الاتحاد السوفييتي السابق أثناء فترة الستينات من القرن الماضي، فن التخويف، لمن يعتقلون على نقاط التفتيش بدون اعتبار لولاءاتهم، فقد كان الخوف هو الوسيلة القاتلة المتوفرة للنظام واستخدم كل ما لديه لزرعه في القلوب. ولم يكن الضحايا من المتمردين بل المدنيين الذين لم يكن لهم ناقة أو بعير لدى جانبي الصراع. وكانت رسالة قتل المدنيين في حي التضامن واضحة: لا تفكروا حتى بمعارضتنا.
وسرب المصدر الفيديو أولا إلى ناشطة في المعارضة في فرنسا وهي أنصار شهود والبرفسور أوغور أوميت أوغور من مركز الهولوكوست والإبادة بجامعة أمستردام، حيث كان عليه مقاومة الخوف من الاعتقال والقتل بالإضافة للضغط النفسي الناتج عن نبذ عائلته العلوية له. وكان على أنصار وأوغور العثور على الرجل في قبعة الصيد، واستخدما في هذه المحاولة الشيء الوحيد الذي اعتقدا أنه مساعد في العملية: شخصية بديلة.
وكانت أنصار ناقدة حادة للأسد مع أنها تنتمي إلى عائلة كانت على علاقة جيدة مع النظام إلا أن النزاع والانهيار الاقتصادي أثر على العلاقات وجعلها مصممة على تقديم الأسد للعدالة، مهما كان الثمن. وانتقلت إلى بريطانيا عام 2013 وإلى أمستردام بعد عامين حيث التقت مع أوغور، وكلاهما كانت لديه رغبة بتوثيق ما اعتقدا أنها إبادة ارتكبت في سوريا. وكان تجميع الشهادات من الناجين، طريقة واحدة وكذا الحديث مع الجناة طريقة أخرى، أما كسر شيفرة الصمت المحيطة بالنظام، فقد كانت شبه مستحيلة.
وقررت التحول للإنترنت والبحث عن المسؤولين الأمنيين في النظام والتظاهر بأنها معجبة وتدعم قضية النظام. وقال أوغور “المشكلة مع نظام الأسد أن من الصعب دراسته، فلا تستطيع المشي في دمشق ملوحا بيدك وتقول أنا عالم اجتماع من أمستردام وأريد طرح أسئلة” و”توصلنا لنتيجة أننا بحاجة إلى شخصية ويجب أن تكون بنتا علوية شابة”. ووجدت أنصار أن الجواسيس والضباط في سوريا يستخدمون فيسبوك، ولم يكونوا رغم عملهم السري يخفون نشاطهم على منصات التواصل ولهذا قررت اختراع اسم “آنا ش” وطلبت من مصور صديق التقاط صورة مغرية لوجهها. وحولت صفحتها إلى مديح للأسد وعائلته وبدأت بتجنيد الأصدقاء.
وبحثت في فيسبوك على مدى عامين عن مشتبه بهم محتملين، وعندما وجدت أحدا أخبرته أنها باحثة تدرس نظام الأسد. وأصبحت جيدة في تخفيها، وفهمت النظام، ورتبت مع أوغور النكات والقضايا التي تساعدها في الطريق الذي اتخذته. وتحولت آنا ش بعد فترة لشخصية معروفة لدى رجال الأمن بل الملجأ للكشف عن الهموم. وقالت أنصار “كانوا يبحثون عن شخص للتحدث معه ومشاركته في التجربة”. وقال أوغور “أصبح بعض الأشخاص مرتبطا بآنا” و”صار بعضهم يحادثها منتصف الليل”. وعلى مدى عامين جسدت أنصار الشخصية التي تبنتها لدرجة أنها شعرت بالغضب، والكثير ممن تحدثت إليهم كانوا جزءا ناشطا في آلة القتل، وكان هناك أشخاص جزء من النظام “كابال” الذي ساعدهم. كل هذا أثر على صحتها وحياتها الاجتماعية وصفائها، إلا أن الجائزة كانت تستحق لو عثرت على المسلح.
وحدث الاختراق في آذار/مارس 2021، فقد استطاعت صفحة آنا جذب أكثر من 500 معجب من مسؤولي النظام المكرسين له. ومن بينهم شخص وجهه مثل القمر بندبة وشعر بارز على الوجه، وأطلق على نفسه أمجد يوسف، ويشبه المسلح الذي ظهر في الفيديو وأتعبت نفسها بالبحث عنه. وبعد ذلك تلقت أنصار أو آنا ش معلومة من مصدر في التضامن أن القاتل كان ميجر في فرع 227 في المخابرات العسكرية السورية. وتقول “كان الارتياح لا يوصف” و”هنا شخص يحمل المفتاح وعليك دفعه للحديث”. إلا أن أمجد في المكالمة الأولى كان شاكا وأنهى المكالمة بسرعة. ثم دفعه الفضول للتحدث معها مرة ثانية بعد ثلاثة أشهر. وعندها ضغطت أنصار على زر التسجيل. وكان مقتصدا في الكلام ومتعثرا، وفعلت آنا كل ما بيدها لجعله يتكلم من خلال الضحك والتغنج حتى ارتاح الوجه المتجمد وبدأ بالحديث، وسألته عن التضامن.
ثم قالت “كيف يكون وضعك لو جعت ولم تكن قادرا على النوم وتقاتل وتقتل وتخاف على والديك، وهذه مسؤولية كبيرة تحملها على ظهرك؟”. وأصبح أمجد في كرسي التحقيق وأجابت آنا على كل أسئلته. وتقول أنصار “لا أنكر أنني شعرت بالنشوة للحديث معه” و”ابتسمت لأني كنت أتحدث معه” وكان هذا جهد سنوات للكشف عنهم وليس مقابلة واحدة، ويجب إقناعهم بأنك تقوم بدراسة. وظلت أنصار وشخصيتها البديلة أمام الشاشة طوال صيف العام الماضي وبحضور أوغور بعيدا عن الشاشة وهي تحاول إقناع أمجد والدخول في عقله وجعله يتحدث وجمع المعلومات.
ودخلا صفحته على فيسبوك حيث عثرا على صورة لشقيقه الأصغر وقصيدة كتبها بعد وفاته عام 2013، وأربعة أشهر قبل مذبحة التضامن. وفي وقت متأخر من حزيران، تلقت رسالة عبر فيسبوك، وكانت هذه فرصتها لجعله يعترف. وكان مرتاحا هذه المرة، وسألته عن شقيقه، وقال “كان عليك عمل ما يجب عمله” و”قتلت كثيرا وانتقمت”، ثم أغلق المكالمة ولم يرد على المكالمات لأشهر إلا من خلال الثرثرة حيث سأل عن آنا ومتى ستعود إلى سوريا. وبدأ يتصرف كصديق غيور لها. وشعرت أنصار أن شخصيتها البديلة قد وصلت حدها وأنه يجب على آنا ش أخذ راحة، فقد اتصلت مع حوالي 200 مسؤول في النظام، بعضهم متورط في جرائم مباشرة وساعدوا الأسد في حربه الشرسة، وبدأوا يتداولون بين أنفسهم حول المرأة اللغز.
وقررت في يوم بارد من كانون الثاني/يناير هذا العام دفن الشخصية في محمية طبيعية خارج أمستردام، حيث طبعت مع أوغور كل المراسلات في صفحتها. وحان الوقت للتركيز على المعلومات التي جمعاها ولم يكن لديهما وقت لتحليلها. وظلت مهمة وحيدة لم يقوما بعملها وهي مواجهة أمجد بجريمته. وأرسلت أنصار، وهذه المرة باسمها الحقيقي، عبر فيسبوك لقطات قصيرة من 14 ثانية من الفيديو. وكان أول سؤال طرحه، هل أنا في هذا الفيديو؟ نعم، “نعم هذا أنا، لكن ماذا يقول الفيديو؟ أنا أعتقل شخصا وهذه هي مهمتي”.
وعندما اكتشف تداعيات ما رآه، بدأ ينفث غضبه على قوات الدفاع الوطني الذي ينتمي العنصر الصاعد إليه ووصفهم بالقتلة والبلطجية. وقال إنه لم يكن مثلهم. ثم غير نبرته وكتب إليها رسالة “أنا فخور بما فعلت” وهدد بقتلها وعائلتها. وتوقفت أنصار وأوغور عن التواصل مع أمجد ومنعاه من ذلك منذ شباط/فبراير، مع أنه حاول الوصول إليهما. ويعرف تداعيات هذا الاعتراف مع بدء المحاكمات في ألمانيا ضد أعضاء في نظام الأسد. وما كشف عنه في المحادثات هو دليل أقوى من تلك التي توفرت للمحاكم الألمانية.
وفي نهاية الدراما كان هناك شخص يجب توفير الأمن له، المصدر الذي وفر اللقطات، وكانت رحلة الخروج من سوريا صعبة، حيث سافر من دمشق إلى حلب، ولم يستطع الخروج إلا بعد رشوته ضابطا في الفرقة الرابعة في الجيش السوري بـ 1.500 دولار ومنها سافر إلى تركيا حيث التقته أنصار هناك.
=============================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا تربط بين الحرب الأوكرانية وتصاعد التوتر في سوريا
https://shaam.org/news/syria-news/shf-rwsyh-trbt-byn-alhrb-alawkranyh-wtsaad-altwtr-fy-swrya
تركز الصحف الروسية خلال الأيام الماضية، على مقاربة الوضع في أوكرانيا وسوريا، وسط حديث عن إمكانية تصاعد التوتر في سوريا بين الأطراف الدولية لاسيما في مناطق شمال غرب سوريا، بالتوازي مع تصعيد عسكري روسي استهدف المنطقة خلال الأيام الماضية
وتحدثت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، عن محاولات لتسوية الأزمة الأوكرانية، على حساب الوضع في سوريا، وقالت في مقال لها إنهم "يستدرجون الكرملين إلى محادثات سلام باستخدام سوريا".
ولفتت الصحيفة إلى أن جولة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التي شملت تركيا وروسيا، تتزامن تصويت الجمعية العامة على مشروع قرار يقلص دور روسيا في المنظمة، وكذلك مع قرار تركيا إغلاق أجوائها أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا.
ونقلت الصحيفة عن خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيمينوف، قوله إن "الهدوء في سوريا قد يتزعزع قريباً"، مضيفاً "بالطبع، يبدو خيار مقايضة أوكرانيا بسوريا غير مقبول للكرملين، ما يعني أن الاتفاقات على هذا الأساس غير ممكنة. لكن حسم العملية الخاصة الروسية بالنصر لا يلوح في الأفق بعد. لذلك، لا تُستبعد خيارات مختلفة للخروج من هذا الموقف، بما في ذلك الاتفاق على شروط معينة".
وسبق أن توقعت صحيفة "فزغلياد" الروسية، في تقرير لها، أن يتفاقم الخلاف بين روسيا وتركيا في سوريا، وذلك بعد قيام تركيا بإغلاق المجال الجوي التركي أمام الطائرات الروسية العسكرية والمدنية باتجاه سوريا، على خلفية الحرب الأوكرانية.
وقال المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتونوف، للصحيفة: "من الواضح أن هذه القرارات اتخذت على خلفية سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا"، ووصف الخطوة التركية بأنها "غير ودية"، خاصة أن "بين روسيا وتركيا عدد من الخلافات الأساسية حول القضية السورية".
وأضاف كورتونوف: "يمكن لهذا القرار أن يعوق التواصل بين موسكو ودمشق. لكنني لا أعتقد أن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية، فهناك ممرات جوية أخرى. من الممكن إمداد سوريا بكل ما هو ضروري للمجموعة الروسية عبر إيران".
واعتبر أن "الحديث يدور عن مستقبل إدلب والوضع في المناطق الكردية. وهذا كله يمكن أن يساهم في تفاقم الخلافات التي يصعب حلها"، في وقت اعتبر المستشرق كيريل سيمينوف، أن روسيا لا تستطيع لوم تركيا على هذه الخطوة، كونها عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وسبق أن اعتبرت صحيفة "القدس العربي"، أن إعلان تركيا إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات العسكرية والمدنية الروسية المتجهة إلى سوريا، يكشف عن حجم التعقيد الذي تمر به العلاقات بين أنقرة وموسكو والتداخل العسكري والسياسي بينهما في سوريا وأوكرانيا.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الدوافع تبدو متداخلة بشكل كبير بين تطورات الحرب في أوكرانيا، والتطورات العسكرية في سوريا، ففي ظل أنباء عن نقل قوات عسكرية من سوريا للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، يأتي إغلاق المجال الجوي التركي، على اعتبار أن أنقرة لا تريد أن تظهر على أنها تقدم تسهيلات لأحد طرفي الحرب في أوكرانيا.
وكان قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في حديث مع صحيفة "حرية"، بأن تطور الأحداث في أوكرانيا لم يؤد إلى أي مشكلات لتركيا في محافظة إدلب السورية، مؤكداً عدم وجود أي تغييرات جوهرية في الوضع بإدلب.
وذكر تقرير "القدس العربي"، أن إغلاق المجال الجوي يأتي نتيجة غضب أنقرة من تعثر وساطتها بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن الأمر يتعلق أيضاً بعودة روسيا للتصعيد في شمال غربي سوريا، كما يتزايد مع أنباء عن وجود تنسيق أمريكي- تركي متزايد حول مستقبل الأوضاع في شمالي سوريا، وهو ما أغضب موسكو.
وتوقعت الصحيفة أن مسار نجاح أو فشل الوساطة التركية في أوكرانيا مستقبلاً، سينعكس بشكل مباشر على التطورات العسكرية في شمال سوريا، حيث من الممكن التوصل إلى تفاهمات، أو أن تستخدم أنقرة ورقة المضائق والأجواء التركية ما سيدفع روسيا لتفجير الأوضاع العسكرية في إدلب مجدداً، والتلويح لتركيا وأوروبا بملايين اللاجئين.
وكان أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، يوم السبت، أن بلاده أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية والمدنية التي تنقل القوات الروسية من روسيا إلى سوريا، في تطور مفاجئ، تزامناً مع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأشار الوزير التركي، إلى أن موقف أنقرة الثابت القاضي بعدم الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا، في وقت يأتي القرار وسط رصد حراك نشط للطائرات الحربية والشحن والمدنية الروسية من قاعدة حميميم بسوريا إلى روسيا خلال الأسابيع الماضية لنقل مقاتلين ومعدات من سوريا إلى روسيا.
=============================