الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28/10/2017

سوريا في الصحافة العالمية 28/10/2017

29.10.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الالمانية والروسية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة الامريكية :
مجلة ناشونال إنترست: أميركا تفقد مصداقيتها بالشرق الأوسط
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/10/27/مجلة-أميركا-تفقد-مصداقيتها-بالشرق-الأوسط
في مستهل مقاله بمجلة ناشونال إنترست، تساءل أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن الأميركية أميتاي إيتسيوني عما إذا كانت أميركا قد بدأت تفقد مصداقيتها في الشرق الأوسط.
ويرى الباحث أن المرء ينبغي أن يشعر بالاستياء عند سماعه أن الولايات المتحدة "تدعو" بعض الحكومات للقيام بهذا الأمر أو ذاك، وهو ما يحدث في كثير من الأحيان هذه الأيام. وقال إن هذا يعني أنها لم تجد وسيلة لإقناع تلك الحكومة أو تحفيزها أو الضغط عليها للقيام بما يجب أن تفعله (من وجهة نظر أميركا)، وأضاف أن كلمة "تدعو" في الواقع غالبا ما تكون تغطية على الشؤون العامة للتقاعس عن العمل.
وهذا ما فعله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مؤخرا، عندما دعا "المليشيات المدعومة من إيران في العراق إلى العودة إلى ديارهم" بعد الانتصار على تنظيم الدولة في الحرب الإقليمية، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان تيلرسون يريدهم أن يعودوا إلى إيران أو إلى منازلهم في العراق.
 
وقال الباحث إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يعط حتى أهمية لهذه الدعوة من باب المجاملة، وبدلا من ذلك قالها صريحة إن هؤلاء "وطنيون عراقيون"، وبالتالي من المفترض توقيرهم والمحافظة عليهم.
واعتبر هذا الأمر بالكاد حادثا منعزلا، وأن الحكومة العراقية تهتم بطهران بشكل متزايد أكثر من واشنطن، ولم تجد الولايات المتحدة وسيلة لوقف هذا النفوذ الإيراني في العراق؛ ولم يعد لدى تيلرسون ما يقوله بعدما أهمله العبادي، باستثناء القيام بمحاولة أخرى.
وعدد الباحث بعض المحاولات الأميركية المشابهة على أصعدة أخرى، مثل أفغانستان وباكستان والهند والصين، وخلص إلى أنه في كل مرة تدعو فيها الولايات المتحدة حكومة أو طرفا إلى القيام بشيء ما، ويتم تجاهل طلبها ودعوتها؛ تفقد مصداقيتها أكثر.
وختم بأن الأمور إذا كانت تسير بهذه الطريقة، فيجب على الولايات المتحدة أن تستخدم كل الوسائل المتاحة لها، بما في ذلك وقف تدفق المليارات من المساعدات والأسلحة وتطبيق العقوبات الاقتصادية.
========================
«فورين أفيرز»: خيارات واشنطن في سوريا سيئة والأفضل تخفيف المعاناة الإنسانية
http://www.alquds.co.uk/?p=816163
إبراهيم درويش
Oct 28, 2017
لندن – «القدس العربي» : كتب السفير الأمريكي السابق في دمشق روبرت فورد، الزميل في معهد الشرق الأوسط مقالا عن خيارات الولايات المتحدة في سوريا. وقال في «فورين أفيرز» إن الحرب الأهلية السورية دخلت مرحلة جديدة. وعزز نظام الأسد سلطته على غربي وشرق البلاد بينما تتقدم القوات الموالية للولايات المتحدة فيما تبقى من مناطق تنظيم الدولة.
وبرغم أن العمليتين العسكريتين ظلتا منفصلتين إلا أن الوضع يتغير حيث بدأ الأسد بدعم إيراني روسي بتعزيز قوته في شرق سوريا.
وفي النزاع على ما تبقى من مناطق «الدولة» تتقدم الفصائل المدعومة من أمريكا بحيث أصبحت تقترب من قوات الأسد وهو ما يستدعي أمريكا اتخاذ قرار حول ما يجب فعله في المرحلة المقبلة.
ويعتقد فورد أن الولايات المتحدة لا تملك خيارات جيدة في سوريا ولكن بعض هذه الخيارات أسوأ من غيره. فالأمل بإخراج الأسد من السلطة وتحقيق نقل سلمي للسلطة يتلاشى إن لم يصبح فانتازيا وكذا دعم القوات المعارضة للنظام يجب أن تكون خارج المعادلة.
ولا يستبعد الكاتب هنا من بسط سيطرتها على كامل سوريا كما تزعم.
وهذا يعني تخلي الولايات المتحدة عن دعم منطقة كردية مستقرة أو تأمين احترام حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية.
ولأن نظام الأسد فاسد جدا فيجب على الولايات المتحدة استبعاد مساعدته في عمليات إعادة إعمار البلاد. ولكن هناك طريقة واحدة يمكن للولايات المتحدة المساعدة فيها وهي تخفيف معاناة ملايين السوريين، وهم اللاجئون في خارج بلادهم.
أخطاء فادحة
 
وبالتركيز على معاناة هؤلاء فيمكن لواشنطن ان تساعد أكثر السوريين عرضة للخطر والاستغلال وتخفف بالتالي العبء الذي تتحمله الدول المستضيفة لهم وتمنع بالتالي الجهاديين من استغلالهم. ويشير فورد لسلسلة الانتصارات التي حققتها قوات النظام في غرب سوريا من حلب إلى حمص ومناطق دمشق مثل البرزة وداريا ومناطق القلمون. وأسهمت أخطاء فادحة عدة للمعارضة بتقوية موقف النظام، فالخلافات الداخلية واغتيال القيادات وعدم حصولها على دعم الأقليات التي تشكل قاعدة دعم الأسد وكذا رجال الأعمال المتعاطفين مع قضيتهم. وكانت المعارضة بطيئة في رفض الجماعات المتشددة خاصة جبهة النصرة- فرع القاعدة السوري. ومنحت هذه الأخطاء الأسد الفرصة كي يعزز موقفه بين السوريين خاصة الحرفيين وأبناء الأقليات الذين خافوا من العيش في ظل حكم مشابه لحكم تنظيم الدولة. وحظي الأسد بمساعدة أجنبية خاصة إيران التي أرسلت لدعمه عشرات الألوف من أفراد المليشيات. وبدعم جوي من الروس ساعدت هذه القوات النظام على استعادة مناطق من المعارضة. كما انتفع الأسد من تغيير مواقف الدول الداعمة للمعارضة مثل تركيا التي اختلفت مع واشنطن بشأن دعم الأخيرة للأكراد السوريين. ثم جاء قرار الرئيس دونالد ترامب في تموز/ يوليو بوقف برامج الدعم للمعارضة السورية. وفي الوقت نفسه حاولت روسيا استثمار الانتصارات العسكرية وتحقيق استقرار لتأمين انجازات محبذة للنظام. وقامت بعد سقوط حلب بجمع أطراف من الحكومة والمعارضة في الأستانة، عاصمة قازخستان مع تركيا وإيران على أمل أن يقوم كل طرف بإجبار الأطراف الموالية له وقف الأعمال العدوانية وتم الاتفاق على مناطق خفض التوتر كانت آخرها في إدلب. ولم تحقق هذه الاتفاقيات النجاح المطلوب نظرا لعدم التزام الحكومة وإيران بها. إلا أن منطقة إدلب شهدت تراجعاً في القتال، على الأقل في المرحلة. واتفقت روسيا مع الأردن وأمريكا على إنشاء منطقة خفض التوتر في جنوب – غرب البلاد. ومنحت اتفاقيات كهذه حكومة الاسد فرصة لتحويل قواته من الغرب والجنوب إلى الشرق حيث بدأت تقدماً بطيئاً.
صحيح أن النظام لن يقبل بوجود اتفاقيات كهذه وللأبد. ففي المناطق الخارجة عن سيطرته تم تشكيل حكومات حكم محلي ونظمت انتخابات في إدلب. لكن دمشق لا تعترف بهذا كله وقامت في مناطق دمشق بإغلاق إدارات مستقلة. وأدى رفض الحكومة السورية شرعية الجماعات السياسية داخل البلاد لوقف العملية السياسية في جنيف ورفض مبعوثو الأسد الحديث عن الإصلاح ولا حتى عملية نقل السلطة. ويرى فورد أن ما هو واضح ان نظام الأسد سيواصل التقدم ميلاً بعد ميل متلاعباً أحياناً وملتزماً أحيانا أخرى باتفاقيات إطلاق النار حسب الضرورة. وربما قبل الأسد بتغيير سياسي بناء على ضغوط من إيران وروسيا، وتغيير رئيس الوزراء مثلاً، ولكنه لن يسمح بعقد انتخابات حرة ونزيهة.
جبهة الشرق
 
ويعتقد فورد أن جبهة الشرق وسقوط تنظيم الدولة الذي جاء بثمن باهظ على المدنيين وتوتر في العلاقات الأمريكية – التركية ستكون حاسمة. فلأول مرة منذ بداية الحملة يدخل فيها الطيران الروسي والأمريكي المواجهة ضد تنظيم الدولة. وتقدم النظام نحو مناطق التنظيم وفي حال سيطرته على البوكمال فسيحاول استعادة حقول النفط في دير الزور المهمة له. وسيتخذ موقفاً معارضاً من الإدارات المحلية التي تقوم قوات سوريا الديمقراطية ببنائها في المناطق التي خرج منها التنظيم. كما سيستفيد من الخلافات القبلية داخل هذه القوات بعد نهاية سيطرة الجهاديين. ولم يقبل النظام بخطوات الأكراد فيما يعرف بمنطقة روجوفا مؤكداً وحدة سوريا.
ومع نهاية الحملة ضد الجهاديين فستواجه واشنطن معضلة تتعلق بوضع قواتها في سوريا، من 1.000 – 2.000 مستشار وجندي. ويجب أن تكون أولوية الإدارة منع تورط طويل في سوريا، خاصة أن المهمة بدأت أولاً بدعم الأكراد وتطورت بعد ذلك لعملية التوسط بين الأطراف المتنازعة. وقال إن هناك أسباباً عدة قد تدفع أمريكا للتدخل نيابة عن حلفائها الأكراد، خاصة إذا ما حاول النظام استعادة مناطقهم أو السيطرة على دير الزور. وأي تحرك عسكري سيكون خطأ فادحاً. ولن يقوم أي طرف، الأردن أو الحكومة العراقية ولا أكراد العراق بدعم أكراد سوريا في دير الزور. ويشير إلى أن روسيا أيضاً حساسة للتدخل الخارجي ضد الحكومات الديكتاتورية. ولا توجد شهوة في واشنطن للدفاع عن أكراد سوريا. ومع أن هناك مخاوف من التوسع الإيراني إلا أن الغارات الجوية لا تكفي للحد من نفوذ طهران في سوريا. ولهذا تأمل واشنطن أن تقوم روسيا بالحد من نشاطات إيران هناك. ومن هنا يعتقد أن امريكا لا تملك الكثير من الأوراق سوى ورقة الدعم الإنساني للاجئين.
========================
واشنـطـن بوست: إيران تكثف جهودها شرق سوريا لإضعاف الوجود الأمريكي 2-2
http://www.elakhbary.net/al2al2m/1155196/واشنـطـن-بوست-إيران-تكثف-جهودها-شرق-سوريا-لإضعاف-الوجود-الأمريكي-2-2
اخباري نيوز في الجزء الأول، تحدثنا عن المقال الذي نشرته الـ«واشنطن بوست» لرياض حجاب رئيس الوزراء السابق، المنسق العام للجنة العليا للتفاوض باسم المعارضة السورية، وما أشار إليه من إضفاء الطابع الشرعي على الوجود العسكري الإيراني في جنوب غرب سوريا يعتبر احد أبرز المشاكل في اتفاق التهدئة، الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي.
وقال حجاب «سمحت الولايات المتحدة اثناء المفاوضات بالتوسع الإيراني في مقابل موافقة الميليشيات المدعومة من إيران الانسحاب لمسافة 50 كيلو مترا بعيدا عن الحدود الجنوبية الغربية»، وتابع «حاليا تكثف ايران جهودها في شرق سوريا لإضعاف الوجود الأمريكي فيما تسرع عملياتها للسيطرة على الحدود السورية العراقية والاستفادة من انهيار تنظيم داعش الذي اصبح وشيكا».
وتطرق الكاتب لبعض التقارير، التي تتحدث عن انسحاب القوات الأمريكية من قاعدتي «التنف والزكف» على الحدود العراقية، حيث كانت تدرب قوات المعارضة السورية، التي تقاتل التنظيم وصد الغزو الايراني لتعود الى قاعدة «أزرق» في الأردن متنازلة عن المنطقة لإيران.
وقال حجاب «تردد وتقاعس الإدارة الأمريكية في مواجهة إيران في سوريا شديد الوضوح في شرقها، وهناك رحبت واشنطن بجهود نظام الاسد وإيران وميليشياتها الطائفية للسيطرة على دير الزور، دون ان تنتبه الى ان الاخيرة بفرض وجودها في المدينة ستمدد سيطرتها على موارد الطاقة في تلك المنطقة الاستراتيجية».
واضاف المعارض السوري «ردنا كمعارضة سورية على الضغوط، التي تمارس علينا لنقبل بقاء الأسد في الفترة الانتقالية، هو ان الامر لم يعد يتعلق بشخص الرئيس الذي فقد شرعيته وسيادته وقدرته على اتخاذ قرار، وانما تكمن في التهديد الذي تشكله رغبة ايران في استغلال ضعفه لتدمير المؤسسات المدنية والعسكرية السورية واخضاعها لهيمنتها».
وقال في مقاله «إن مطالبتنا بمغادرة الأسد وشركائه، الذين تورطوا في ارتكاب جرائم ضد الشعب السوري جزء من استراتيجية شاملة لحماية مؤسسات الدولة، التي كان كثير منا في المعارضة مسؤولين عن ادارتها في السابق، نحن في المعارضة نستطيع حماية مؤسسات الدولة من تغول إيران، التي درجت على اقامة حكومات ضعيفة في الدول، التي تسيطر عليها تجعلها تعتمد على ميليشياتها فيما تتفرغ لتفكيك مؤسسات الدولة كما تفعل في العراق واليمن».
وختم حجاب بالمبطالبة بدعم المعارضة السورية المعتدلة في شرق سوريا لملء الفراغ الناجم عن سقوط تنظيم داعش، مشددا بضرورة أن يكون ذلك عنصرا أساسيا في اي استراتيجية قادمة مع اعلان الحرس الثوري وميليشياته في سوريا منظمات إرهابية.
========================
وول ستريت: الأردن أكبر المستفيدين من توقُّف الحرب بسوريا والعراق
http://www.ammonnews.net/article/338264
28-10-2017 09:48 AM
عمون- على الرغم من أن الأردن تحيطه الحروب المدمرة في كل سوريا والعراق المجاورتين له، فإنه نجا من الفوضى الإقليمية؛ بل وبدأ ينظر إلى المستقبل بتفاؤل مشوب بالحذر في الوقت الحالي، حيث يُظهر كلا الصراعين مؤشراتٍ على الانتهاء.
وسوف يتأثر عدد قليل من الدول، مثل الأردن، جراء انتهاء الحرب السورية. ويعيش ما يقرب من 1.3 مليون سوري في المملكة التي يصل تعداد سكانها إلى 10 ملايين شخص، ومن الممكن أن يعود العديد منهم إذا انتهى القتال. وفي الوقت ذاته، قطع ظهور تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) في العراق التجارة المربحة للأردن مع بغداد، وفقاً لما ذكرته صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأميركية، الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول 2017.
أيمن صفدي وزير الخارجية الأردني، صرح في أحد الحوارات بأن العراق 'كان بمثابة الشريك التجاري الرئيس وقد فقدناه. كما كانت سوريا هي الطريق الذي تمر خلاله تجارتنا إلى أوروبا وهو ما فقدناه أيضاً. لذا، نحن بالفعل نمر بظروف اقتصادية في غاية الصعوبة'.
العلاقات مع العراق
ويعيش الأردن على وقع زيادة في الضرائب وخفض الدعم، وهي إجراءات من المرجح ألا تحظى بقبول شعبي، في حين وصلت نسبة ديون البلاد إلى الناتج المحلي الإجمالي لمستوى قياسي عند 95%، ارتفاعاً من 71% في 2011، بحسب وكالة رويترز.
ومع ذلك، هناك مؤشرات تقول إن هذه العزلة ربما تنتهي. فإذا أُعيد فتح الحدود، فإن الأردن –الذي يعتبر أحد حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في المنطقة– يأمل الاستفادة من جهود إعادة الإعمار الهائلة، التي من المرجح أن يمولها المجتمع الدولي، وخاصة في سوريا.
 
وبالتأكيد، تحتاج سوريا طفرة اقتصادية: فمن المتوقع أن يصل النمو خلال هذا العام إلى 2.3% فقط، وتطبق الدولة برنامج تقشف غير مرغوب بإيعاز من صندوق النقد الدولي يتضمن رفع معدلات ضريبة الدخل.
وسمحت الانتصارات الأخيرة التي حققها العراق أمام تنظيم داعش في محافظة الأنبار الغربية باستئناف التجارة خلال الموقع الحدودي الوحيد بين الدولتين. وأعاد الأردن والعراق فتح المعبر الذي أُغلق منذ أغسطس/آب 2015.
وحالياً، يظل هذا الطريق خطراً، كما أن التدفق التجاري فيه يمثل جزءاً ضئيلاً مما كان عليه أيام الازدهار. ومع ذلك، يحرص رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الذي زار عمّان هذا الأسبوع، على تعزيز التعاون الاقتصادي، ومن ضمن المخططات إنشاء خط أنابيب يسمح بتصدير النفط العراقي من خلال ميناء العقبة التابع للأردن على البحر الأحمر.
وفي سوريا، توجد مفاوضات جارية تضم النظام السوري والمعارضين له والأردن، وتتعلق بإعادة فتح معبر نصيب الحدودي مع سوريا. وإذا حدث ذلك –ويقول المسؤولون إن هذا الأمر غير محتمل الحدوث في المستقبل القريب– فسيصبح الأردن مرة أخرى طريقاً برياً للتجارة مع سوريا ولبنان.
تأثير إيجابي
ونقلت الصحيفة الأميركية عن أحمد عواد، مدير مركز Phenix للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية في عمّان، قوله 'إذا افتُتحت هذه الحدود، فسيكون لذلك تأثيرٌ إيجابيٌ كبيرٌ على الاقتصاد، وستكون بيئة العمل أفضل بالتأكيد'.
وللاستفادة من فتح المعابر، يسعى الأردن بحذر لتحسين علاقاته مع دمشق. ويعد ذلك من الأمور الحساسة، حيث إن الأردن لا يرغب أيضاً في إزعاج الداعمين التقليديين مثل المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي تركز على مواجهة إيران.
وتشير 'وول ستريت جورنال' إلى أنه عندما بدأ الربيع العربي عام 2011، اتبع الأردن -إلى حد معين– المعسكر الذي تقوده السعودية والذي حاول ردع إيران وقدم الدعم للمعارضة السنّية ضد النظام الذي تدعمه إيران في سوريا. ومع ذلك، لم تتمادَ عمّان مثل الداعمين الآخرين للمعارضة السورية وتسمح حتى بالرحلات المباشرة بين عمّان ودمشق.
والآن، في الوقت الذي يستعيد فيه النظام مساحات خسرها في سوريا، بفضل المساعدة الروسية والإيرانية، ينظر الأردن إلى هذا التطور على أنه يمثل فرصة أكثر منه تهديداً. وتنظر عمّان إلى بقاء النظام تحت رعاية روسية على أنه نتيجة أفضل من انقسام سوريا التي قد تدخل حالة من الفوضى أشبه بالحالة الليبية.
وقال زايد النوايسة، المُعلق السياسي في عمّان: 'إذا تحدثنا من الناحية الاستراتيجية، تعتبر المعركة منتهية والحديث بشأن سقوط النظام السوري يعتبر حالياً أمراً من الماضي. وفي الوقت الحالي، من مصلحتنا رؤية نظام مستقر علماني في دمشق'.
وتدرك المعارضة السورية هذا التحول. وذكر طلاس سلامة، قائد إحدى جماعات المعارضة في سوريا والتي تعمل على الحدود الأردنية، ويُطلق عليها 'أسود الشرقية': 'رغم كل الاهتمام الذي يبديه الأردن، ما يهمه أكثر هو تأمين حدوده، وسينتهي الأمر بالوقوف في صف من يأتي إلى السلطة'.
وتؤوي المملكة نحو 680 ألف لاجئ سوري فرّوا من الحرب في بلدهم منذ مارس/آذار 2011 ومسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يضاف إليهم -بحسب الحكومة- نحو 700 ألف سوري دخلوا الأردن قبل اندلاع النزاع، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. (هافنغتون بوست)
========================
واشنطن بوست: تركيز أميركا انتقل من داعش لميليشيات إيران
http://ara.tv/mhc5q
لندن - رمضان الساعدي
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها، اليوم الجمعة، أن تركيز الجيش الأميركي في العراق وسوريا بات منصبا على مواجهة #القوات_الإيرانية والميليشيات الموالية لها، وذلك بعد هزيمة تنظيم داعش.
وجاء في التقرير: "استراتيجية الرئيس دونالد ترمب، إزاء #إيران تشير إلى تغيير سياسة الجيش الأميركي حول قضايا الشرق الأوسط، حيث يتم التركيز الآن على دفع القوات الإيرانية إلى الانسجاب من العراق وسوريا".
واعتبرت "واشنطن بوست" أن استراتيجية #ترمب لا تشير بوضوح إلى كيفية مواجهة واشنطن للنفوذ الإيراني في العراق وسوريا.
ويشكل النفوذ الإيراني الواسع في العراق إحدى المشاكل الاستراتيجية الأميركية الجديدة، حيث تشير التقارير إلى مشاركة قوات من #الحرس_الثوري الإيراني، إلى جانب ميليشيات الحشد الشعبي، في معارك ضد تنظيم داعش والأكراد في العراق.
وكان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، قد طالب بانسحاب القوات الإيرانية من العراق، منتقدا #الحشد_الشعبي المدعوم من طهران، لكن سرعان ما رد عليه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، معتبرا أن قوات الحشد "جزء من مؤسسات الحكومة العراقية".
وذكرت "واشنطن بوست" أن استراتيجية ترمب الجديدة، من شأنها أن تعيد إيران إلى عقد ثمانينيات القرن الماضي حيث كانت تقوم طهران بعمليات الاغتيالات والاختطاف والتفجيرات الانتحارية ضد المقرات الأميركية في المنطقة عن طريق حزب الله اللبناني.
وزادت الميليشيات الطائفية الموالية لإيران من نفوذها في المناطق المسيحية والسنية بشمال العراق بعد تحريرها من قبل القوات العراقية وبدعم مقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ورأى الخبير الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، والباحث في "مركز الأمن الأميركي الحديث" نيكلاس هراس، أنه "لا يوجد حل سوى إرسال الجنود الأميركيين وخوض حرب برية واسعة النطاق لإخراج القوات الإيرانية من العراق، أما في سوريا فالحل لإخراج طهران من سوريا هو التقدم بوحدة عسكرية نحو العاصمة دمشق".
يذكر أن تيلرسون كان قد اعتبر أن إيران، وعلى الرغم من إرسالها قوات لإنقاذ بشار الأسد من السقوط، لكن ليس لها سيطرة عسكرية واضحة في سوريا.
========================
 
معهد واشنطن :تحديات مكافحة الإرهاب الفريدة من نوعها التي يشكلها التطرف المحلي العنيف
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-unique-counterterrorism-challenges-presented-by-homegrown-violent-extre
ماثيو ليفيت
متاح أيضاً في English
"الحرّة"
18 تشرين الأول/أكتوبر 2017
نُشرت هذه المقالة في الأصل من على موقع "الحرّة" بعنوان "تحديات الإرهاب المحلي غير المسبوقة".
بالرغم من هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، أولا في الموصل والآن في الرقة، يتصاعد خطر التطرف المحلي العنيف. وكما يقول المدير السابق للمركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب ماثيو أولسن هناك احتمال كبير جداً بأن تشهد الولايات المتحدة تنفيذ هجمات إرهابية نابعة من الداخل في العامين المقبلين. وقد دعا قادة كل من تنظيم «الدولة الإسلامية» و «القاعدة» الجماعات التابعة لهما إلى تنفيذ هجمات في البلدان التي ينشطون فيها بل ونشروا تعليمات ونصائح حول كيفية استهداف المدنيين بفعالية، وقد فاقم الإرهابيون الأجانب العائدون لبلدانهم خطر تلك الظاهرة. وهناك تحقيق جار حول نحو 1,000 متطرف عنيف محتمل نابع من الداخل في خمسين ولاية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ولا يشكل هؤلاء حول العالم تهديداً أمنيا فقط، ولكن أيضاً عدداً من التحديات الفريدة لأجهزة إنفاذ القانون ولوكالات الاستخبارات.
لنأخذ في الاعتبار، على سبيل المثال، الأداة ذات الفعالية الطويلة الأجل لتعقب أنماط سفر المشتبه في كونهم إرهابيين والمرتبطين بهم. ولا تزال هذه أداة فعالة، خاصة في الحالات النادرة المتزايدة المرتبطة بالمتنقلين الإرهابيين الأجانب. ولكن التهديد المتنامي لإرهاب المتطرفين المحليين لا يحتاج في الغالب إلى تنقل خارجي، ووفق تقرير لوزارة الأمن الداخلي الأميركية فإن "معظم المتطرفين المحليين المولودين خارج الولايات المتحدة يتشددون بعد سنوات عديدة من دخولهم أميركا". وتماثل نتائج وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تقرير لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأمريكي من كانون الأول/ديسمبر 2016، والذي خلص إلى أن "الولايات المتحدة تواجه مناخاً إرهابياً هو الأخطر منذ 11 أيلول/سبتمبر 2001، وأن معظم ذلك ينجم عن الأفراد الذين تشددوا في الداخل". وهكذا، فإن أشد سياسات الهجرة صرامة تفشل في التعامل مع هذه القضية لأن التشدد يتم هنا.
ولكن أبرز التحديات التي يمثلها المتطرفون المحليون بالنسبة للمحققين هي مواجهة تمويل الإرهاب. فعندما يتشدد شخص أو خلية ويقرر تنفيذ هجوم إرهابي، تكون هناك طرق عديدة يستطيعون من خلالها تمويل الهجوم. وعلى النقيض من هجمات 11 أيلول/سبتمبر بالغة التنظيم والتي كلفت حوالي 500 ألف دولار وسنوات من التخطيط، فإن الإرهابيين المنفردين والجماعات الصغيرة يمكنهم تنفيذ الهجمات بسرعة وبتكلفة وتجهيزات بسيطة.
ويمكن لهؤلاء أن يخفضوا تكلفة الهجمات لأن لديهم عدد أقل من الأفراد الذين يحتاجون إلى التدريب والتجهيز، ويعتمدون على أسلحة بسيطة مثل السكاكين في مقابل المنظمات الإرهابية الكبيرة التي ترتبط بتكاليف غير مباشرة للحفاظ على كياناتها الإرهابية وتطويرها.
وبسبب الكلفة الضئيلة نسبياً للهجمات، يلجأ المهاجمون المنفردون والخلايا الصغيرة عادة إلى التمويل الذاتي وهو ما قد يشمل الرواتب الشخصية وتلقي الدعم من أفراد الأسرة والأصدقاء والانخراط في أنشطة إجرامية أو استغلال قروض شرعية. وعلى نحو أقل شيوعاً، قد يتلقى بعض المهاجمين المنفردين والخلايا المرتبطة بمنظمات إرهابية أكبر، دعماً مالياً من الخارج.
وفي حالة محمد مراح الذي نفذ عمليات إطلاق نار في فرنسا في عام 2012، اعتمد المهاجم بشكل كبير على الأنشطة الإجرامية ومنها السرقة وتجارة المخدرات ليمول هجماته، إذ حصل مراح على 58 ألف دولار من تهريبه للمخدرات بين إسبانيا وفرنسا، وكان عضواً في شبكة إجرامية كبيرة في فرنسا. وبالإضافة إلى الأموال التي حصل عليها من الجريمة، تلقى مراح دعماً مالياً من أفراد أسرته وكذلك أموالاً في إطار نظام المعونات الحكومية.
إن نقل الأموال أمر هام للمهاجمين المنفردين والخلايا الصغيرة التي تتلقى دعماً من منظمات إرهابية أكبر. وقد قال تقرير لمجلس الأمن الدولي في آب/أغسطس: "بالرغم من الضغوطات العسكرية وتراجع المدخولات، لا يزال تنظيم «الدولة الإسلامية» يرسل أموالاً إلى فروعه في جميع أنحاء العالم باستخدام مزيج من خدمات نقل الأموال وكذلك نقل الأموال نقداً". وأضاف التقرير الأممي أن " تنظيم «الدولة الإسلامية» أرسل أموالاً إلى أماكن لا يوجد له فروع فيها وهو ما يعد، وفق تقدير إحدى الدول الأعضاء، محاولة للاستعداد لهزيمته العسكرية" في سوريا والعراق. ومن الواضح أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يتهيأ فقط لنقل الأموال إلى أماكن وجوده الأخرى، بل إلى أماكن يمكن لأتباعه الجدد فيها أو للمقاتلين العائدين تنفيذ هجمات في أوطانهم.
وفي الوقت الذي قد تعني فيه الهزائم العسكرية أن مركز تنظيم «الدولة الإسلامية» قد أصبح أضعف، ستستمر عمليات المهاجمين المنفردين والخلايا الصغيرة في تشكيل تحد للأدوات التقليدية التي تستخدمها سلطات مكافحة تمويل الإرهاب.
وبما أن الهجمات الصغيرة يمكن أن تنفذ في وقت ضئيل نسبياً وبأقل قدر من التجهيزات، فإن لدى السلطات وقت قليل لإجراء تحقيق فعال وقد لا تتمكن أيضاً من تتبع مسارات مهمة كالتنقلات والاتصالات والأموال المستخدمة في تنفيذ تلك العمليات الصغيرة.
وغالباً ما يكون الإرهاب المحلي أقل تعقيداً على مستوى التخطيط بالمقارنة مع الإرهاب الذي تقوم به الجماعات المنظمة، ولكن من المرجح أن يكون أكثر تكراراً، وكما أكدت الهجمات الأخيرة حول العالم، قد يكون أكثر نجاحاً. ومن شبه المؤكد أن الانتصارات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لن تؤدي في الغالب إلى تراجع في النشاط الإرهابي في الغرب. يجب أن تكون مواجهة التحديات التي تمثلها خطط المتطرفين المحليين أولوية بالنسبة لأجهزة إنفاذ القانون وضباط الاستخبارات، خصوصاً الآن بعد أن تم تحرير الموصل والرقة من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
========================
واشنطن بوست :ستيفن.إم. والت :نهاية «داعش».. دروس للسياسة الأميركية
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=96195
تاريخ النشر: السبت 28 أكتوبر 2017
مالم تكن شخصاً، يعتقد أن قطع رؤوس الناس، يمثل طريقة ملائمة لتعزيز القضية السياسية لتنظيم دموي، فمن المؤكد أنك ستنظر إلى الموت الوشيك لـ«داعش»، على أنه خبر مرحب به. ولكننا يجب أن نكون حذرين، من التبكير بإعلان أن «المهمة قد إنجزت»، وأن نكون على درجة من الحكمة، تتيح لنا استخلاص الدروس المستفادة من نتيجة، كان يمكن، في حالات أخرى، أن تستحق الاحتفال.
تحقيقاً لهذه الغاية، أقدم لكم فيما يلي تقييماً أولياً، لما تعنيه هزيمة «داعش» على شكل خمسة اسئلة، وبعض الإجابات التمهيدية.
السؤال الأول، هل كان «داعش» يشكل «دولة ثورية» حقيقية؟ مازلت اعتقد أنه كان كذلك بالفعل. ففي عام 2015، كتبت مقالاً أشرت فيه إلى أوجه الشبه بين «داعش»، وغيره من الحركات (اليعاقبة، والبلاشفة، والخمير الحمر، على سبيل المثال لا الحصر)، واستخلصت بعض الدروس الواضحة لحد ما، من الملابسات التاريخية لتلك الحركات الأقدم. فكل حركة من تلك الحركات الراديكالية، أعلنت عن رؤية متطرفة لتغيير المجتمع، وآمنت بأن قوى التاريخ (أو العناية الإلهية) تقف في صفها، وتضمن نجاحها، واعتمدت على العنف المفرط في تحقيق أهدافها، وامتلكت بعض القدرة على إلهام الناس في أراضٍ بعيدة.
ولكنني جادلت في ذلك المقال، إن «داعش» لم تكن على تلك الدرجة من الخطورة التي كان يظنها معظم الناس، لأن معظم الحركات الثورية لم تكن لديها القدرة على تصدير نموذجها، أو البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة، ما لم يكن لديها سيطرة على دولة قوية. من حسن الحظ، أن داعش، وإن كان أكثر ثراءً، من معظم الحركات الإرهابية الأخرى، إلا أنه كان ما زال يمثل كياناً ضعيفاً للغاية.
أسباب الهزيمة
السؤال الثاني: لماذا خسر تنظيم «داعش» المعركة؟ لأسباب عديدة، منها أن هزيمته كانت أمراً محتماً، ولا يجب أن تدهشنا بحال. فعلى الرغم من سلوك التنظيم المخيف، وقدرته على الحصول على بعض موارد النفط المتواضعة، إلا أنه كان، من دون أدنى شك، أضعف بكثير من روسيا البلشفية، أو فرنسا الثورية، بل وأضعف من معظم جيرانه المباشرين. وفي الحقيقة أن التنظيم الإرهابي كان قادراً على الظهور، والاستيلاء على الكثير من الأراضي الصحراوية، الخالية في معظمها، بسبب فراغ القوة الذي خلّفه الغزو الأميركي للعراق، والاضطراب الذي تلاه في سوريا.
بمجرد أن رسخ التنظيم أقدامه في الرقة، والمناطق المحيطة بها، فإن نموذجه، وأيديولوجيته، ودعمه المادي، كان يمكن في مجملها أن تسبب درجة محدودة من الاضطرابات في أماكن أخرى، ولكن ضعف التنظيم الكامن، حد من قدرته على نشر رسالته، ووضعه في وضع حرج، بمجرد أن أدرك جيرانه طبيعة المشكلة التي يمثلها، ودرجة خطورتها.
تنجح الحركات المتطرفة أحياناً، لأنها تتمتع بميزة المفاجأة- وهو ما حدث مع «داعش» عندما ظهر في البداية- ولكن بمرور الوقت، بات من الصعب –على نحو متدرج- على التنظيم أن يتوسع، أو يظل قائماً بمجرد أن باتت الدول الأكثر قوة منه، على علم بمدى الخطر الذي يشكله، وبدأت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لاحتوائه، وتنظيم «داعش» لم يكن استثناءً من ذلك، يضاف لذلك، أن أيديولوجية «داعش»، وممارساته البشعة(مثل قطع الرؤوس، والعبودية الجنسية، وما إلى ذلك)، نفرت الجميع تقريباً منه، تماماً مثلما فعل ميله لمعاملة المسلمين، الذين لا يشاركونه آراءه المتطرفة، كمرتدين.
ليس من السهل توحيد الولايات المتحدة، وروسيا، والعراق، ونظام بشار الأسد في سوريا، وإيران، والسعودية، والاتحاد الأوروبي، والأردن، والأكراد، والآخرين، في جبهة موحدة، ولكن الاستراتيجيين الذين كانوا يقودون «داعش» نجحوا في ذلك. ولكن بمجرد أن فعلوا ذلك، باتت خلافتهم المزعومة، في وضع حرج للغاية.
نجاح جزئي
في النهاية، يمكن القول إن الحملة المناهضة لـ«داعش» نجحت- جزئياً- لأن الولايات المتحدة، كانت من الحكمة، بحيث إنها سمحت للاعبين المحليين، بتولي زمام القيادة في تلك الحملة، ولم تحاول أن تستأصل التنظيم بنفسها. وعلى الرغم من أن القوة الجوية الأميركية، قد لعبت دوراً كبيراً في ذلك، هي والاستشارات، والتدريب، الذي قدمته الوحدات الأميركية الأخرى، إلا أن اللاعبين المحليين، أصحاب المصلحة المباشرة، في المحصلة النهائية، والذين كانوا يمتلكون الشرعية الكافية محلياً، هم الذين خاضوا الجزء الأكبر، والأكثر مشقة من القتال.
وهذا الاستخدام الحصيف للقوة الأميركية، جعل من الصعوبة بمكان على التنظيم، أن يصور تلك الحملة على أنها هجوم من الأجانب على الإسلام، خصوصاً وأن معظم ضحاياه، كانوا من المسلمين.
السؤال الثالث، هل يمكن القول، بناء على ذلك، إن الحملة ضد «داعش» تمثل قصة نجاح نادرة للسياسة الخارجية الأميركية؟ بالقطع، ولنهنئ أنفسنا على ذلك. كما يعرف القراء هنا، فإنني كنت من أشد المنتقدين للسياسة الخارجية الأميركية في السنوات الأخيرة، وخصوصاً ما يتعلق منها بميل واشنطن المتكرر للتورط في حروب ليست لديها القدرة على كسبها، إلا أن الحملة ضد «داعش»، تبرز كنصر عسكري صريح، ويجب أن نعترف بها على أنها كذلك.
لا للاستعجال بالتهنئة
في الوقت ذاته، يجب على الأميركيين، مقاومة إغراء تهنئة أنفسهم بأكثر مما يلزم. بداية، دعونا لا ننسى، في هذا المقام، أن "داعش" لم تكن لتظهر أبدا، لو لم تقرر إدارة جورج دبليو بوش، غزو العراق عام 2003، وتسيء تدبير شؤونه كقوة احتلال، بعد ذلك. من ثم يمكن القول، إن المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة، في هزيمة تنظيم «داعش»، كانت مجرد مساهمة في حل مشكلة، كانت هي السبب في خلقها، من دون قصد. ولكن الأهم من ذلك كله، هو أن الظروف اللازمة لهزيمة «داعش»، كانت مواتية. فكما ذكرت آنفا، كان تنظيم «داعش»، خصماً من الدرجة الخامسة، يفتقر إلى الموارد الوفيرة، والقوة العسكرية المتطورة، والحلفاء القادرين، كما كانت أفعاله سبباً في تكوين تحالف متنوع، يجمعه اعتقاد مشترك، بأنه تنظيم لا بد من أن يدُمَر في نهاية المطاف. وكان لهذا التحالف المناهض له، هدف عسكري واضح ومباشر هو: انتزاع زمام السيطرة الإقليمية من أيدي التنظيم، والقضاء على أكبر عدد ممكن من مؤيديه، وتقويض مزاعمه، بأنه يمثل «الإسلام الحقيقي»، أو أنه يمثل نموذجاً للمستقبل في المنطقة.
وبدون التقليل من شأن التحديات العسكرية، التي انطوت عليها عملية مواجهة التنظيم، فإن تلك المواجهة، مثلت نوع الصراع الذي يجب أن تكون الولايات المتحدة، ومعها شركاؤها المحليون، قادرين على كسبه، تماماً مثلما أن «داعش»- ذاته- كان يمثل نوع الخصم الذي يجب أن تكون الولايات المتحدة، وكذلك شركاؤها قادرين على إلحاق الهزيمة به في ساحة المعركة.
لذلك كله، ينبغي أن نكون حذرين من القفز إلى استنتاج مؤداه، أن هذا النجاح بالذات، هو نموذج للنجاح الذي يجب تحقيقه في صراعات المستقبل، أو أنه يمثل دليلاً واضحاً على جهود أميركا في مجال «بناء الأمم» في أماكن أخرى. بشكل خاص، يجب التأكيد على أن الظروف التي أدت إلى جعل هزيمة «داعش» أمراً ممكناً، غير متوافرة في أفغانستان، أو اليمن، أو ليبيا، وأن هذا تحديداً هو السبب الذي أدى إلى فشل الجهود الأميركية في تلك البلدان، المرة تلو الأخرى.
صندوق شرور
يضاف لذلك، أن هزيمة تنظيم «داعش» تفتح صندوقاً لشرور ومشكلات لا حصر لها، مثل مصير الأكراد، ورغبة الأسد في استعادة سلطته في ذلك الجزء من سوريا الذي طُرد منه التنظيم، ودور إيران وتركيا في سوريا، والظهور المحتمل لمنظمات جهادية جديدة في المنطقة. هزيمة «داعش» تمثل نصراً واضحاً ما في ذلك شك، ولكن لا ينبغي المبالغة في أهميتها الأوسع نطاقاً بحال.
السؤال الرابع: هل يستحق الرئيس ترامب بعض الفضل هنا؟ نعم، ولكن أقل كثيراً من الفضل، الذي يحتمل أن يدعيه. فخلال حملته الانتخابية الرئاسية عام 2016، انتقد دونالد ترامب سياسات إدارة باراك أوباما تجاه «داعش» بشكل متكرر، ووعد بأن «داعش سيزول على نحو سريع جداً إذا ما تم انتخابه». لكن استرداد الموصل والرقة، والزوال الوشيك لـ«داعش»، يثبت بالكاد صواب رأيه، لسبب بسيط، وهو أن الحملة التي هزمت تنظيم «داعش»، من تصميم وتنفيذ إدارة أوباما في الأساس، وعندما جاء ترامب للحكم فإنه لم يَحد عنها كثيراً. صحيح أنه منح القادة العسكريين سلطة أكبر، إلى حد ما، للتصرف من تلقاء أنفسهم في ميادين القتال، ولكنه لم يخصص لهم موارد إضافية كبيرة، كما لم يغير في الاستراتيجية الرئيسية لإدارة أوباما، في التصدي للتنظيم. على أن ترامب، وفي جميع الأحوال، يستحق الفضل، على الأقل، لتمسكه بالنهج الذي ورثه، والذي ربما سارع من وتيرته بعض الشيء، ولكنه إذا ما كا صادقاً حقاً، فإنه يجب أن يمنح سلفه الكثير من الفضل أيضاً (وهو ما لن يفعله حسب اعتقادي).
سقوط «الرقة».. ماذا بعد؟
السؤال الخامس، هل يمثل سقوط الرقة نقطة تحول رئيسية في الحملة ضد «التطرف العنيف»؟ من المبكر جداً أن نقول ذلك. أو نحن لن نعرف الإجابة على هذا السؤال، وهو أمر لا يمثل مشكلة بالنسبة لي. واستكمالاً لما تقدم، أقول إن الأمر المؤكد هنا، هو أن هزيمة التنظيم قد قوضت جدوى التكتيكات العنيفة التي يجأ إليها، وتلجأ إليها الجماعات المتطرفة الأخرى، مثل «القاعدة» على سبيل المثال... دعونا نأمل ذلك..
في المدى القصير، على الأقل، لا أحد يعتقد أن هزيمة «داعش» ستزيل خطره تماما. وكما جاء في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز قبل بضعة أيام، فإن «التنظيم أبعد ما يكون عن الهزيمة، ولا يزال أقوى بكثير اليوم، مما كان عليه عندما انسحبت القوات الأميركية من العراق». وفي هذا السياق، حذر «اندرو باركر»، رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلية «إم آي 5» مؤخراً، من أن التهديد الذي يمثله داعش «متعدد الأوجه، ويتطور بسرعة، ويعمل بوتيرة لم نرها من قبل».
ولا تزال المشكلة الرئيسية التي تؤثر على الشرق الأوسط الأوسع نطاقاً، هي الافتقار إلى مؤسسات سياسية فاعلة، وهي مشكلة تفاقمت بسبب التدخل المتكرر، وأحيانا العنيف، في المنطقة، من قبل مختلف القوى الأجنبية (بما في ذلك الولايات المتحدة). وهذا الأمر ينطبق على مصر، وليبيا، والعراق، وسوريا، واليمن، والصومال، وأفغانستان، وأجزاء من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
مخاطر التضخيم
فعلى مدى أكثر من عقدين من الزمن، كانت الاستجابة الأميركية الرئيسية للإرهاب، تتمثل في قرع ناقوس الخطر، وتضخيم التهديد، والاستجابة باستخدام القوة، على الرغم من أن الخطر الفعلي الذي يشكله الإرهابيون على الأميركيين العاديين، ضئيل للغاية، إذا ما قورن بالمخاطر الأخرى. وهذا النهج لم يؤد، فحسب، إلى توريط الولايات المتحدة في صراعات مفتوحة، في العديد من الأماكن، بل ساعد أيضا على تسميم سياستنا، وصرف أنظارنا عن التهديدات الأكثر خطورة (مثل المعدل المروع لعنف الأسلحة - بما في ذلك إطلاق النار الجماعي، في الداخل).
أرجو ألا تسيئوا فهمي: فأنا سعيد لأن "داعش" تتجه نحو مكانها الطبيعي في مزبلة التاريخ، ولكن هذا لا يحول دون أن أقول إنه ما يزال هناك نقاش، يتعين علينا الانخراط فيه، حول الكيفية التي يجب أن تعالج بها الولايات المتحدة، والدول الأخرى، هذه المسألة في مستقبل الأيام.
* أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد
عن دورية «فورين بوليسي»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
الصحافة العبرية :
جيروزاليم بوست: (الفيتو الـ9) ومصير بشار الأسد حسَمَا مَنْ المُنتصر بالحرب السورية
http://www.all4syria.info/Archive/452355
كلنا شركاء: جيروزاليم بوست- ترجمة لبنان 24
هل انتصر الأسد في الحرب السورية؟ بهذا السؤال بدأت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تحقيقاً عن حصيله 6 سنوات من الحرب في سوريا.
وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة إن “روسيا استخدمت حق النقض الثلاثاء الماضي ضد مسودة قرار بمجلس الأمن الدولي حول استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية، وهذه هي المرة التاسعة التي تمنع فيها موسكو أي عمل يستهدف نظام الأسد”.
واعترضت روسيا على تجديد مهمة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التابعة للأمم المتحدة قبل إصدار تقرير هذا الأسبوع يتضمن تفاصيل عن هجوم غاز السارين في منطقة خان شيخون والمتوقع أن يكشف تورط قوات الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن كافة الخبراء السياسيين في إسرائيل وتحديداً الخبراء في الشؤون السورية بصورة خاصة أو شؤون المشرق بصورة عامة يرون أن روسيا باتت هي الطرف الأبرز والمنتصر للتطورات في سوريا، موضحين أن هناك بالفعل تنافس أميركي روسي لحصد أي مكاسب حيال الوضع السوري وبالتالي فإن متابعين ما يجري في سوريا بات يمثل مصلحة استراتيجية هامة لإسرائيل ودوائرها العلمية المختلفة.
وقالت الصحيفة إن “حسم بقاء الأسد والموافقة على هذا الطلب الروسي يعكس مدى قوة روسيا في تحديد مصائر الأمور على الساحة السورية، الأمر الذي يؤكد أن روسيا هي الطرف الأكثر انتصاراً والأبلغ قوة على الساحة السورية”.
========================
اسرائيل اليوم :لا أحد يريد حرباً في الشمال .. ولكن
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1254a19ay307536282Y1254a19a
بقلم: يوآف ليمور
ارتفع التوتر في الشمال، هذا الاسبوع، درجة. وان كانت صغيرة، تكاد لا ترى، إلا انه مع ذلك نجد ان الطرفين واصلا المسيرة البطيئة من التصعيد الذي من شأنه ان يدهورهما في نهاية المطاف الى حرب الشمال الاولى.
بدأ هذا، صباح يوم السبت الماضي، باطلاق الصواريخ نحو الجولان. وحتى اليوم لا تعرف الاستخبارات الاسرائيلية من المسؤول عن هذه النار، والتي في اطارها سقطت في الاراضي الاسرائيلية 4 من اصل 5 صواريخ اطلقت. سطحيا لم يبدو هذا كتسلل آخر عادي بل كحدث مخطط جيدا؛ الساعة (الخامسة صباحا)، الكمية، مكان الاطلاق (من قلب الاراضي التي يسيطر عليها الجيش السوري) وبالاساس حقيقة أنه لم تجر في تلك اللحظة اي مناوشات في المنطقة – كل هذه تثير الاشتباه بان أحدا ما خلف الحدود عمل بشكل مقصود.
المشبوهون الطبيعيون باطلاق مثل هذه النار هم ثلاثة: سورية، «حزب الله»، أو منظمة ثوار معينة تعمل برعايتهما. اختار وزير الدفاع، (أفيغدور) ليبرمان، أن يتهم «حزب الله»، فيما قرر أن هذه كانت تعليمات شخصية من نصرالله، الذي أخفى الامر عن سورية، مسؤوليها وجيشها. اما في الجيش الاسرائيلي فقد فوجئوا من النشر الذي بدا كنبأ استخباري نوعي على نحو خاص. لا توجد معلومة كهذه، كما اوضحوا. اما ليبرمان فرد قائلا ان هذا ما قيل حسب تقديره وتفكيره، ولكنه شدد على أنه لن يتراجع عن كلمة قالها.
ليس واضحا ما هي مصادر ليبرمان. فقد تحدث في الكنيست، فور عودته من زيارة عمل في واشنطن. فهل سمع هذه الامور هناك ام من مصدر اجنبي آخر، واذا كان كذلك – فكيف لم يطلع الجيش، رغم ان سكرتيره العسكري رافقه في رحلته؟ ولماذا حبذ ان يكشف النقاب عن ذلك بالذات في استعراض شبه عادي لاعضاء كتلته في الكنيست؟ لقد حبذ ليبرمان الا يبدد الغموض في هذا الشأن رغم أن المعنى واضح له: سيكون هناك من يشكك من الآن فصاعدا بما سيقوله وسيفحصه، وكذا «حزب الله» لا بد سيبحث عن فرصة مناسبة كي يسخر من القيادة الامنية الاسرائيلية.
يحتمل أن يكون ليبرمان محقاً بأن «حزب الله» أو فروعه هم المسؤولون حقا عن اطلاق النار. وكرد اسرائيلي سريع فقد نشرت اسرائيل اسم وصورة القائد العسكري للمنظمة في جنوب سورية، منير علي نعيم شعيتو، المسمى الحاج هاشم.
يفيد سياق الامور بان لا صلة بين الاحداث. ومع ذلك فان رفع الستار عن شخصية ظلال كهذه، في هذا الوقت، له معنى واحد: حياته في خطر.
من الواجب السؤال لماذا اختارت اسرائيل ان تنقل الى الحاج هاشم رسالة بالكلمات وليس بالصواريخ. فاذا كان بالفعل شخصية مركزية في الشبكة التي يقيمها «حزب الله» وايران جنوب دمشق، على بوابة الحدود في الجولان، فلماذا لا تقتله مثلما قتلت سلفه، جهاد مغنية وسمير قنطار، اللذين عزيت تصفيتهما لاسرائيل. ثمة بالتأكيد سبل لعمل ذلك دون تحمل المسؤولية ودون تصريحات علنية.
الجواب مزدوج: الخوف من التصعيد في الشمال، والرغبة في اثارة العالم للعمل. القسم الاول يعتمد على رد «حزب الله» على الحالتين السابقتين، اللتين اتهم فيهما اسرائيل بتصفية رجاله. على مغنية رد بنار الصواريخ نحو قوة جفعاتي التي قتل فيها ضابط وجندي. وعلى قنطار اكتفى بزرع ساحة عبوات لم تلحق ضررا.
من المعقول ان هذا كان هو المستوى الادنى له الآن ايضا، واسرائيل سعت الى الامتناع ليس فقط عن الاصابات في طرفها بل وايضا الى الخوف الدائم  - الذي يظهر في كل تقويم للوضع من شعبة الاستخبارات العسكرية في السنوات الاخيرة، في انه رغم عدم رغبة الطرفين في الحرب الا ان تبادل الضربات الموضعية من شأنه أن يخرج عن السيطرة.
القسم الآخر يرمي في واقع الامر الى القول للعالم، «دير بالك». الكشف عن تفاصيل الحاج  هاشم كان المقدمة لما يختبئ خلفها – النشاط الكبير للمحور الشيعي في جنوب سورية – واسرائيل سعت الى أن تقول من خلال ذلك انها في هذه اللحظة تكتفي بالمتابعة، ولكن لصبرها حدود. وعندما يضاف الى هذا بعض الامور الاخرى التي قيلت، هذا الاسبوع – من نتنياهو الذي وضع النشاط الايراني في سورية على رأس سلم التهديدات الامنية، وحتى ليبرمان الذي قال ان اسرائيل ستعرف كيف تعالج هذا التهديد وحدها – فان هذه الرسالة تتضح  اكثر فأكثر.
 
تثبيت السيطرة الإيرانية
يعتقد الكثيرون في اسرائيل بان ليس فقط ايران، سورية، و»حزب الله»، بل اسرائيل نفسها ايضا تسير هنا على حبل دقيق. فوزير الدفاع السابق، موشيه يعلون، واللواء احتياط، عميرام لفين، حذرا، هذا الاسبوع، صراحة من أن الهذر الزائد خطير، لان المستوى فيه يزيد من تصريح الى تصريح ومن شأنه أن يتدهور في اقرب وقت ممكن الى اعمال سيكون من الصعب منعها. وعلى فرض أنه من المشكوك فيه ان يكون احد ما في اسرائيل يريد التصعيد – بالتأكيد ليس الحرب – يجدر العجب من الحاجة التي لا يمكن التحكم بها هذه للحديث بهذه الكثرة الزائدة.
يحذر «حزب الله» حاليا من الرد على اصبع الاتهام الذي وجهته اسرائيل له – بما في ذلك حول مسؤوليته عن اطلاق النار وعن نشاطه في الجولان. فتاريخ المنظمة وزعيمها يفيدان بان هذه صدمة لحظية اكثر من استراتيجية محسوبة: فالنشر عن نشاط الحاج هاشم اعطى صداه في وسائل الاعلام العربية، واقتبس بتوسع في لبنان. كما أنه سيكون هناك على اي حال من سيتساءل في اعقاب ذلك اذا كان «حزب الله» يعرض المصلحة اللبنانية للخطر مرة اخرى، مثلما فعل في الحرب الاهلية في سورية، وان نشاطه في ساحات اخرى قد يشعل النار في لبنان ايضا، وهذا سيكون تساؤلا واجبا لان «حزب الله» يعمل في هضبة الجولان ليس فقط ليساعد الاسد ويثبت السيطرة الايرانية في سورية، بل ايضا كي يبعد ساحة الحرب مع اسرائيل عن بيته، عن لبنان. ومن شأن هذا الواقع أن يكون معاكسا. بالتأكيد عندما اوضح «حزب الله» بانه سيرد من الاراضي اللبنانية على كل ما يعتبر في نظره كمس برجاله أو بمصالحه، ومن المعقول ان يفعل ذلك في المستقبل ايضا.
ان هذا التوحيد للجبهتين بين سورية ولبنان يقلق اسرائيل جدا؛ ليس فقط لانه يتم تحت ادارة ايرانية واضحة لاقامة جبهة شيعية تمتد من ايران وحتى البحر المتوسط، بل لانه يقلص خطر التحكم بالنار في الاحداث المستقبلية. وذلك رغم انه ليس للمحور الشيعي حاليا مصلحة في المواجهة، واهتمامه منصب كله لاكمال النصر في الحرب الاهلية.
من المعقول بالتالي ان ليس لـ»حزب الله» اي رغبة في المواجهة مع اسرائيل، ولا حتى لأسياده. ولما كانت هذه ايضا هي المصلحة من جنوب الحدود، فمن المطلوب تهدئة كي لا يتدهور تواصل الصواريخ والكلام الاخير الطرفين، بخلاف ارادتهما، الى حرب الشمال الاولى.
عن «إسرائيل اليوم»
========================
يديعوت :طهران ودمشق تحاولان ردع إسرائيل دون التورّط في حرب
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12544c29y307514409Y12544c29
2017-10-27
بقلم: رون بن يشاي
من الواضح، الآن، بصورة قاطعة أن سورية وإيران بدأتا بشن هجوم دبلوماسي وإعلامي وعسكري هدفه ردع إسرائيل عن القيام بهجمات جديدة في سورية.
والحادثة الأخيرة لإطلاق خمس قذائف مدفعية بصورة مقصودة في اتجاه أراضي إسرائيل كانت عملاً استفزازياً غايته جر إسرائيل إلى أن ترد عسكرياً، ويستطيع حينها السوريون تقديم احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن. لكن المعركة التي تخوضها سورية وإيران، أو الأصح إيران وسورية، ضد إسرائيل هي أوسع من ذلك بكثير.
يسعى الإيرانيون إلى تحقيق أمرين: الأول، الحصول على شرعية دولية وإقليمية للوجود والتحرك العسكري الإيراني في سورية. والهدف الثاني، ردع إسرائيل عن مواصلة هجماتها داخل سورية، وتلك الهجمات لا تعرقل جهود الإيرانيين في التمركز هناك فحسب، بل هي تمس أيضاً هيبة نظام الأسد وقدرته على فرض سيطرته على سورية.
يريد الإيرانيون والسوريون تحقيق هذين الهدفين من دون حرب مع إسرائيل. فالحرب الشاملة مع إسرائيل وحتى التصعيد سيعرقلان فرض سيطرة الأسد على مناطق أخرى في سورية، وسيعرقل ذلك على الإيرانيين مواصلة «تسللهم الزاحف» إلى داخل سورية في مجالات عسكرية مختلفة وأيضاً في مجالات مدنية.
يحاول الإيرانيون حالياً السيطرة على حقول النفط في سورية وعلى عمليات اعادة البناء المدنية من أجل ربح الأموال. والتصعيد أو الحرب مع إسرائيل من شأنهما عرقلة العمل الذي يقوم به أساساً الحرس الثوري. ومن هنا استنتاج أن سورية وإيران ستقومان بنشاط دبلوماسي ودعائي وأيضاً عسكري محدود، من أجل تحقيق هدفيهما لكن من دون اشعال حرب.
ما هي المجالات التي يعمل فيها الإيرانيون والسوريون؟ المجال الأول هو العسكري: قام السوريون في الأشهر الأخيرة بعدة محاولات لاعتراض الطائرات العسكرية الإسرائيلية في أجواء لبنان أو مقابل السواحل السورية بهدف تهديد حرية التحرك الجوي لإسرائيل، وهم يعلمون أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى حرية العمل في الأجواء اللبنانية، وأحياناً السورية، من أجل جمع معلومات استخباراتية، وضرب محاولات إيران إعطاء حزب الله صواريخ دقيقة، بالإضافة إلى عشرات آلاف الصواريخ التي لديه.
إن بطاريات صواريخ أرض - جو السورية الموجهة ضد طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وصواريخ SA-5 التي اطلقت، هدفها تكريس معادلة ردع في مواجهة سلاح الجو الإسرائيلي.
وينوي الإيرانيون تكريس هذا الردع أيضاً بصورة غير مباشرة بواسطة الروس الذين رغماً عن ارادتهم انجروا إلى هذه المواجهات الجوية. والمطلوب من موسكو أن تحتج لدى إسرائيل وربما تهديدها بتزويد سورية بمنظومات صواريخ حديثة مضادة للطائرات.
وسيلة أخرى استخدمت هي دعوة رئيس الأركان الإيراني إلى زيارة رسمية لسورية وتوقيع اتفاقات تعاون عسكري مشترك أثناء الزيارة. وهذه الخطوة هي شديدة الأهمية لأنها تهدف إلى اعطاء شرعية قانونية دولية ودبلوماسية للتسلل الإيراني إلى سورية.
يعرف الإيرانيون والسوريون جيداً أن الحرس الثوري تنظيم تخريبي، وأن الرئيس الأميركي سيعلن قريباً أنه تنظيم ارهابي.
ويستعمل الحرس الثوري الميليشيات الشيعية التي هي أيضاً تنظيمات غير معترف بها وغير شرعية، في الساحة الدولية وفي الساحة الشرق أوسطية.
لهذا السبب أرسل الإيرانيون رئيس الأركان الذي يترأس جيشاً رسمياً، والذي لم يكن تقريباً متورطاً في المعارك ضد المتمردين السنة في سورية.
فالعمل الوسخ قام به الحرس الثوري والميليشيات من أجل نظام الأسد، ولكن الآن عندما حان وقت قطف الثمار، أرسل الإيرانيون رئيس الأركان ليوقع اتفاقات مع الجيش الرسمي للدولة السورية كما هو متعارف عليه في الساحة الدولية.
لقد هدفت زيارة رئيس الأركان الإيراني إلى إعطاء الشرعية للتسلل الإيراني في سورية، لكن الاتفاقات الموقعة هي أخطر بكثير لأنها تسمح بصورة رسمية وعلنية لإيران بنقل سلاح وتكنولوجيا عسكرية مثل صواريخ متطورة مضادة للطائرات من إيران إلى سورية، وذلك من دون ان تستطيع إسرائيل أن تشتكي عند الروس أو لدى الأمم المتحدة على أن إيران تنصب أسلحتها في سورية، وتنقلها إلى «حزب الله».
من المتوقع أن نرى في وقت قريب منظومات سلاح إيرانية متطورة خصوصاً في مجال الدفاع الجوي هدفها تقييد حرية التحرك الجوي للجيش الإسرائيلي، بالاضافة إلى صواريخ دقيقة سيزود بها الإيرانيون الجيش السوري، والتي ستصل إلى «حزب الله».
إن المجال الرابع الذي يدور فيه الهجوم الإيراني- السوري هو مجال ردع نفسي من خلال شن حرب نفسية ضد مواطني دولة إسرائيل.
ماذا ينبغي على إسرائيل أن تفعل في مواجهة الهجوم السوري - الإيراني؟ تخوض إسرائيل حالياً هجومها بواسطة وسائل دبلوماسية. والهدف هو التوصل إلى تعاون أميركي - روسي يؤدي إلى تسوية بعيدة المدى في سورية لا يكون فيها لإيران وجود عسكري على الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، ولا قواعد جوية أو بحرية بعيدة في أراضي سورية.
ولهذا الغرض كان مستشار الأمن القومي الجديد لليبرمان في واشنطن، ومن هناك ذهب مباشرة إلى موسكو لاجراء محادثات مع نظرائه.
هدف الهجوم الدبلوماسي الإسرائيلي هو دفع الروس والأميركيين إلى التعاون من أجل منع امكانية أن تضطر إسرائيل إلى استخدام القوة العسكرية بأحجام كبيرة جداً لمنع التمركز الإيراني في سورية.
والمحادثات التي أجراها كبار مسؤولي الحكومة في إسرائيل مع المؤسسة الأمنية في واشنطن وفي موسكو وفي تل أبيب هدفها الحؤول دون وقوع حرب، لكن من دون التنازل عن خطوط إسرائيل الحمراء وهي:
- منع «حزب الله» من التسلح بصواريخ دقيقة وبسلاح متطور مضاد للطائرات.
- منع اطلاق النار على الأراضي الإسرائيلية في هضبة الجولان.
- منع الاستخدام السوري للسلاح الكيميائي.
- منع تمركز إيراني بالقرب من الحدود في هضبة الجولان، لمنع نشوء وضع إذا وقعت الحرب، يستطيع الإيرانيون من خلاله التحرك من أراضي سورية ضد إسرائيل، بينما يتحرك حزب الله من أراضي لبنان. والإيرانيون وحزب الله معنيون بتحويل الشمال إلى جبهة واحدة.
لن تتنازل إسرائيل أيضاً عن حرية عملها في الأجواء الجوية في لبنان، وهي نجحت في الدفاع عن هذه الخطوط الحمراء من خلال ما يسمى حرب بين الحروب، سرية وغير سرية، التي يخوضها الجيش الإسرائيلي في الشمال.
لكن ما هو أقل نجاحاً وأكثر ايذاء فهي التصريحات العلنية والمتكررة لوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس الحكومة نتنياهو عن الموضوع الإيراني- السوري.
حتى الآن تعرف إسرائيل كيف تعمل من دون ان تتكلم، لكن من نحو نصف سنة يطلق وزير الدفاع في كل المناسبات تهديدات في مختلف الاتجاهات أحياناً بحاجة وأحياناً من دون حاجة.
إذا هاجمنا مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري بعد اطلاق نار مقصود على هضبة الجولان، فإن الرسالة وصلت إلى دمشق. لا حاجة إلى اضافة مجموعة تهديدات تمنع  السوريين من أن يصلحوا بهدوء ما يتطلب اصلاحه، ويفرض عليهم القيام بعمل استفزازي لمنع تآكل إضافي في هيبة النظام.
إن الأميركيين والروس الذين بفضل مساعدتهم نريد وقف نشاط الإيرانيين في سورية، ليسوا بحاجة إلى تصريحات فارغة في وسائل الاعلام.
وهم يحصلون على الرسائل الإسرائيلية مباشرة من رئيس الحكومة ومن وزير الدفاع ومن مستشار الأمن القومي ورئيس الأركان، والروس تحديداً ليسوا بحاجة إلى تصريحات تجبرهم على أن يبينوا انهم يساعدون حلفاءهم ويقدمون لهم مظلة دبلوماسية وسلاحاً متطوراً.
إن تصريحات نتنياهو وليبرمان تؤدي فقط إلى النتيجة العكسية لما هو مرغوب فيه من أجل دولة إسرائيل ومواطنيها.
 
عن «يديعوت»
========================
هآرتس :مئة عام على وعد بلفور… هل تعتذر بريطانيا؟
http://www.alquds.co.uk/?p=815453
جاكي خوري
Oct 27, 2017
بمناسبة الذكرى المئة لوعد بلفور التي توافق 2 تشرين الثاني، تنوي السلطة الفلسطينية تنظيم مظاهرات احتجاج في الضفة الغربية وقطاع غزة ولندن. من المتوقع القيام بمظاهرات أيضا داخل الخط الأخضر بالتعاون مع لجنة المتابعة العربية. السلطة الفلسطينية ستتوجه بشكل رسمي للحكومة البريطانية من أجل الاعتذار عن الوعد والعمل على تحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود 1967. مبعوثو السلطة سيقدمون للقنصل البريطاني في القدس 100 رسالة يدعو فيها الأطفال رئيسة الحكومة، تيريزا ماي، إلى الاعتراف بمعاناة الشعب الفلسطيني في أعقاب الوعد.
خطة العمل الفلسطينية عرضت أمس (الثلاثاء) في رام الله على سفراء وقناصل ودبلوماسيين من 25 دولة، منهم ممثلون عن روسيا والصين والقنصل البريطاني فيليب غول. في لقاء جرى في مقر م.ت.ف شاركت عضوة الكنيست عايدة توما سليمان (حداش والقائمة المشتركة) ممثلة عن القائمة ولجنة المتابعة العربية. وقد أشارت سليمان إلى أنه في 7 تشرين الثاني سيتم إجراء مظاهرة أمام السفارة البريطانية في تل أبيب.
مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤول عن العلاقات الخارجية في فتح، نبيل شعث، قال للصحيفة إن بريطانيا لا يمكنها التخلي عن مسؤوليتها عن التصريح وتداعياته. «أوروبا لم ترغب في مواجهة مسألة الوجود اليهودي»، قال، «لقد كان هناك من قرروا إرسالهم إلى المحرقة، وكان هناك من قرروا تحميلهم على سفن وإرسالهم إلى فلسطين على حساب شعب آخر. إذا كان البريطانيون حقا يريدون تحقيق العدالة، ويتحدثون عن حل الدولتين، يجب على حكومة بريطانيا أن تقوم على الأقل بالاعتراف بدولة فلسطين في حدود 1967».
في السلطة الفلسطينية ضغطوا مؤخرا على الحكومة البريطانية كي لا تقوم بتنظيم احتفالات الذكرى المئوية للتصريح. وفوجئوا بقرار السفيرة في تل أبيب بتنظيم يوم استقبال احتفالي في مقر السفارة، بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست. عضو اللجنة التنفيذية في م.ت.ف مصطفى البرغوثي قال إن الحدث يشكل «استخفافا بمشاعر ملايين الفلسطينيين».
في محادثة مع هآرتس، شرحت توما سليمان لِمَ ستشارك في المبادرة: «تصريح بلفور سلب من الشعب الفلسطيني الذي شكل 90 من مئة من السكان في البلاد في حينه، حقوقهم القومية والسياسية، وأعطى الوطن لـ 10 من مئة اليهود في الوقت الذي لم يكن فيه لبريطانيا أي حق في هذه البلاد. هذا التصريح مهد الطريق لنكبة شعبي». وأوضحت سليمان أنه من ناحيتها ليس هناك تناقض بين مشاركتها في اللقاء في رام الله ووظيفتها في الكنيست: «لقد انتخبت لتمثيل الناخبين والنضال من أجل مبادئ حزبي، وسأستمر في اسماع صوتي ورأيي من فوق كل منبر».
وقد انضم إلى أقوالها رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة: «لا أرى أي خطأ في أن يعبر الفلسطينيون من مواطني إسرائيل عن احتجاجهم ضد التصريح الذي كانت له آثار في الشعب الفلسطيني في كل مكان»، قال، «إن مَن لم يكن له حق أعطى حقا قوميا لمن لا يستحقه وتجاهل تماما الحقوق القومية للفلسطينيين في هذه البلاد، وتداعيات هذا التصريح تستمر حتى الآن، بما في ذلك مشروع قانون القومية المطروح على طاولة الكنيست».
في السفارة البريطانية في إسرائيل رفضوا الانتقاد الفلسطيني، وردا على ذلك، قالوا: «نحن نتفاخر بالدور الذي لعبته بريطانيا في إيجاد دولة إسرائيل، ونحيي الذكرى المئوية لتصريح بلفور بفخر واحترام». في السفارة ذكروا بأقوال ماي التي صرحت أن بريطانيا راضية عن علاقتها بإسرائيل. ولكنها أضافت: «علينا أن ندرك حساسية بعض الأشخاص بشأن تصريح بلفور، ونحن نعترف أن هناك المزيد من العمل للقيام به. وما زلنا نلتزم بحل الدولتين، الذي هو هدف مهم. من المهم أن نتعهد جميعنا بأننا نستطيع توفير الأمن والاستقرار والعدل للإسرائيليين والفلسطينيين في إطار سلام دائم».
 
هآرتس 26/10/2017
========================
اسرائيل اليوم :الوعد التاريخي لإسرائيل… من «الصفر» إلى إنجاز مزدوج
http://www.alquds.co.uk/?p=816131
صحف عبرية
Oct 28, 2017
نحن لم نؤمن بأن أمرا طيبا بهذا القدر حصل لنا: أن رؤيا ثيودور هرتسل تحققت بعد 13 سنة من موته، وأن الامبراطورية البريطانية، التي كادت تحتل فلسطين، تعلن بشكل رسمي أنها مستعدة لأن تمنح لليهود وطنا قوميًا في بلاد إسرائيل.
أما العرب فلم يؤمنوا بأن أمرا فظيعا كهذا يحصل لهم: الامبراطورية التركية الإسلامية تنهار أمام ناظريهم، فيما الحكام الجدد يتجاهلون تماما 90 ٪ من سكان هذه البلاد، يكتفون فقط بذكر عام للحقوق الشخصية لمن ليسوا يهودا، أما اليهود الـ 10 من مئة المتبقين ـ فيتلقون وعدا قوميا، انطلاقًا من التقدير ـ أغلب الظن ـ أن اليهود الذين سيهاجرون من أوروبا قريبا سيصبحون أغلبية في البلاد. عالمهم خرب عليهم.
لقد مرت 100 سنة، والكل يسأل كيف حصل هذا؟ كيف ضرب لنا الحظ هكذا؟ لِمَ اتخذ البريطانيون مثل هذا القرار، وكيف حصل أن قررت لجنة الانتداب في سان ريمو، بعد ثلاث سنوات من منحهم الانتداب على بلاد إسرائيل كي يوطنوا فيها الشعب اليهودي؟
فهل هذا تدين رئيس الوزراء لويد جورج ورئيس الوزراء في الماضي ووزير الخارجية والمستوطنات في تلك الساعة، اللورد بلفور، هو الذي دفعهما لأن يريا في اليهود مبشري انتصار المسيحية؟
هل هو البروفيسور حاييم وايزمن، الكيميائي الكفؤ، الذي نجح في انتاج مفعل مصطنع لأغراض مدفعية جلالة الملك، فأسهم بذلك في نجاح الجيش البريطاني؟
هل كان هذا النشاط السرّي لحركة «نيل»، التي تحفظت المؤسسة اليهودية في البلاد من أنها تساعد البريطانيين وبالتالي تعرض يهود البلاد للخطر، ولكن البريطانيين قدروا ذلك لدرجة أن أهرونسون حضر في المناسبة التي تلقى فيها اللورد ليونيل وولتر روتشيلد تصريح بلفور؟
هل كان اللورد روتشيلد هو الذي سعت الحكومة البريطانية إلى إرضائه؟ النعجة السوداء في عائلة المصرفيين الذي درج على التجول في شوارع لندن في عربة مربوطة إلى حمارين وحشيين وأعجب النخبة البريطانية؟
هل كانت هذه مصلحة جغرافية سياسية لبريطانيا لضمان الطريق إلى الهند، من خلال القاطع الإقليمي الذي كانوا سيحظون به؟ هل صدر التصريح من أجل غمز يهود أمريكا؟
من الصعب الحسم، ويحتمل جدًا أن تكون هذه جملة من كل هذه العوامل معًا، ولكن هذه كانت بلا شك لحظة رحمة من ناحيتنا. فالحركة الصهيونية، التي كان روتشيلد رئيس فرعها اللندني، حصلت لأول مرة على اعتراف رسمي، والتصريح هو قرار رسمي من الحكومة البريطانية، 12 مسودة سبقته. فلم يصدر اعتباطا أو على عجل.
 
بناء الرواية
 
لقد فهم الانتداب البريطاني بسرعة كبيرة المصاعب التي ينطوي عليها تنفيذ التصريح. ومنذ عام 1922 نزعت منه الضفة الشرقية للأردن.
أما استياء العرب، خوفهم من الهجرة اليهودية التي ستجعلهم أقلية، العنف الذي استخدموه، عداء اليهود والعرب معا للسلطات البريطانية واتهامها بتفضيل الغير ـ كل هذا دفع البريطانيين للبحث عن سبل الهروب. بعد نحو 20 سنة من ذلك اقترحت لجنة «بيل» التي أقامتها الحكومة البريطانية أن تقام غرب نهر الأردن دولتان، يهودية وعربية. دولة صغيرة لليهود ودولة أكبر للعرب.
من تلك اللحظة أصبح حل الدولتين، الذين لم ينفذ أبدا، الفكرة الأكثر معقولية للتسوية بين الشعبين اللذين يعيشان هنا. اليهود لم ينجحوا في أن يصبحوا أغلبية، سواء بسبب القيود التي فرضتها عليهم سلطات الانتداب، أم لأنهم فضلوا مقاصد أخرى كأوطان جديدة لهم.
ولمّا لم يبد أنهم سيصبحون أغلبية في أقرب وقت ممكن ولمّا كانت كراهية اليهود في أوروبا بلغت ذرى لم يشهد لها مثيل حتى ذلك الحين، فقد وافقت القيادة الصهيونية على دراسة خيار الدولتين، بينما فضلت محافل اليمين اليهودي الانتظار.
أما العرب، من ناحيتهم، فلم يوافقوا في أي شكل من الأشكال على أن تقام هنا سيادة يهودية، ولم يفهموا لِمَ يتعين على الأغلبية العربية الكبرى غرب الأردن أن تتقاسم مع الأقلية اليهودية الصغيرة.
أما البريطانيون، فبدلا من الإصرار على الحبل الذي هم أنفسهم اقترحوه، فقد تراجعوا عنه وتوجهوا إلى فرض قيود أقسى على الطرف اليهودي، سواء على حقه في شراء الأراضي أم على حقه في الهجرة إلى بلاد إسرائيل. من الصعب أن نعرف كم يهوديًا كان يمكن إنقاذه في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، لو كانت لنا منذ ذلك الحين دولة يهودية. من الأفضل ألا نفكر في ذلك.
وهكذا نشأت الروايتان. في الطرف اليهودي كان غضب شديد على البريطانيين الذين وعدوا بمساعدتنا في أن نقيم هنا «وطنا قوميا» (المفهوم الجديد في حينه الذي كان من الصعب تفسيره بغير دولة)، وفي الطرف العربي كان غضب متواصل على الاستعداد البريطاني لأن تقيم بريطانيا هنا دولة للأقلية اليهودية.
 
مصالح الطرفين
 
أعترف هنا بأني إلى أن بدأت نشاطي السياسي لم أفهم شدة الكراهية الفلسطينية والعربية لِما يسمّا بالعربية «وعد بلفور».
فكما يعد بالنسبة لنا إنجازا صهيونيا لامعا، يُعدّ من جانبهم هزيمة لزعامتهم أمام العالم التهكمي، الذي سمح لشعب معظمه إن لم يكن كله يعيش في أوروبا، أن يهاجر إلى بلاد كانوا هم العرب يسكنونها على مدى مئات السنين.
لقد كانت هذه إهانة تفسر لِمَ يطلب الفلسطينيون من البريطانيين أن يعتذروا عن التصريح الذي صدر قبل 100 سنة. وبذات القدر يمكن أيضا للصهاينة أن يطلبوا من بريطانيا الاعتذار عن عدم الإيفاء بكلمتها وعدم إقامتها وطنًا قوميًا لنا.
لا حاجة بالطبع لأن تعتذر حكومة بريطانيا عن تصريح بلفور، ومن حقها أيضا أن تكون فخورة في أنها منحت شرعية للحركة الصهيونية وأنها فهمت الحاجة العاجلة لإقامة سيادة يهودية من أجل إنقاذ يهود أوروبا.
ولكن من مسافة الزمن على الجميع أن يفهموا أنه إذا لم يقم هنا إلى جانب الوطن القومي للشعب اليهودي وطن قومي للفلسطينيين، فسنكون محكومين هنا بأن نعيش على الحراب. على إسرائيل أن تكون موقع جذب لليهود وليس مكانا للخوف منه. فعدم إقامة وطن قومي للفلسطينيين سيتسبب، في مدى سنوات قليلة، بسيطرة أقلية يهودية على أغلبية عربية.
لا يوجد شيء أكثر من ذلك يتعارض مع رؤيا الصهيونية، التي لبابها دولة يهودية ديمقراطية. لقد حان الوقت لتحويل الوثيقة التاريخية لبلفور من تصريح عن «مبلغ الصفر» إلى تسوية تجلب إنجازا كبيرا للطرفين.
 
يوسي بيلين
إسرائيل اليوم27/10/2017
========================
هآرتس :وعد بلفور… العلاقات والتداعيات..أنجزت بريطانيا الميثاق التاريخي لرغبتها في تقليص معارضة اليهود في أمريكا للمشاركة في الحرب
http://www.alquds.co.uk/?p=815997
شلومو افينري
Oct 28, 2017
 
إن أهمية وعد بلفور في تاريخ الصهيونية وإقامة دولة إسرائيل واضحة، لكن لهذا السبب بالذات يجب التعمق في الذكرى المئة بالعلاقات الدولية وتعقيدات صياغة وعد بلفور، حول ما يوجد فيها وما لا يوجد فيها. المفتاح هو جملة الافتتاح، التي جاء فيها أن حكومة جلالة الملك «تنظر بعطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل». ولكن إضافة إلى هذه الجملة يجب الانتباه إلى غير الموجود في رسالة وزير الخارجية البريطاني إلى اللورد روتشيلد، حيث لا يتم الحديث فيها عن إقامة دولة يهودية ولا إلى تحويل أرض إسرائيل إلى دولة يهودية، بل عن إقامة «وطن قومي».
هذا الوعد أيضا لا يحدد أن أرض إسرائيل ستتحول إلى وطن قومي للشعب اليهودي، بل إن هذا الوطن القومي سيقام فيها. هذه صياغة غامضة بصورة متعمدة، ولسنوات كثيرة سيكون مفتوحا لتفسيرات كثيرة متناقضة. إضافة إلى ذلك: بعد هذه الجملة، لا يوجد في هذا التصريح ما من شأنه المس بالحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية في البلاد ـ برغم أنه لم يذكر بصورة صريحة العرب الفلسطينيين، فمن الواضح أنهم المقصودون.
للمرة الأولى أحرزت الحركة الصهيونية من خلال هذا التصريح الدعم السياسي للهدف الذي صيغ في بازل في 1897: إقامة وطن للشعب اليهودي في أرض إسرائيل. وعلى مدى سنوات نشاطه الدولي المكثف أراد هرتسل الحصول على ذلك على شكل ميثاق من الدولة العثمانية، ولم ينجح. وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى لم تتمكن الهستدروت الصهيونية من تحقيق هذا الهدف.
عند اندلاع الحرب وجدت الحركة الصهيونية نفسها في أزمة عميقة: الجزء الأساسي من قيادتها كان يتركز في ألمانيا وفي الامبراطورية النمساوية ـ الهنغارية، في حين أغلبية مؤيديها وأعضائها جاءوا من الامبراطورية الروسية، التي ضمت في حينه معظم أراضي بولندا التاريخية (بما في ذلك أوكرانيا وليطا). الحرب فصلت القيادة الصهيونية عن بيئتها الاجتماعية، وبرغم هذا الوضع الصعب تم اتخاذ قرار بأن تحافظ الحركة الصهيونية على الحيادية. مركز نشاطها نقل إلى كوبنهاغن ومن هناك كان يمكن إجراء الاتصالات مع مواطني الدول المتحاربة في الطرفين.
كان ذلك قرارا حذرا وحكيما، لكنه عمل على شل الحركة الصهيونية. كان هذا أحد الانجازات الكبرى لحاييم وايزمن، الذي كان في حينه يعيش في مانشستر في بريطانيا. والذي فهم أنه في الوقت الذي يكون فيه مصير العالم ـ ومصير أرض إسرائيل ـ سيتقرر في الحرب، فإن حيادية الحركة الصهيونية تعني أنها تخرج نفسها من مجمل القوات العاملة في الساحة الدولية. قوة الحركة الصهيونية كانت صغيرة نسبيا، لكن الحيادية بقدر ما كانت مفهومة، جمدتها بشكل أكبر.
عندما تبين أنه في أعقاب انضمام الامبراطورية العثمانية إلى الحرب، فإن أرض إسرائيل سيتم احتلالها من قبل بريطانيا مستقبلا. كان وايزمن من الذين أدركوا أنه يجب على الحركة الصهيونية أن تجد طريقا لدى من سيقررون مصير إسرائيل بعد انتهاء الحرب. هذا الفهم السياسي لوايزمن دفعه إلى استغلال علاقاته في تقديم موضوع الحركة الصهيونية لقادة بريطانيا.
يجب علينا التذكر أنه لم يكن لوايزمن مكانة قيادية في الحركة الصهيونية. صحيح أنه كان في حينه شخصا معروفا، لكنه كان مجرد أحد نواب رئيس الفيدرالية الصهيونية في بريطانيا. اتصالاته مع القيادة البريطانية قام بها على مسؤوليته ومن دون تفويض من القيادة الصهيونية، حيث أن حيادتها الرسمية شلتها بالفعل؛ بل كان هناك من اعتبروا نشاطاته مقامرة غير شرعية وحتى خطيرة.
السياق الأوسع لتصريح بلفور كان متعلقا بظروف انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب إلى جانب بريطانيا وفرنسا وروسيا في ربيع 1917. الولايات المتحدة لم تنضم بسهولة إلى الحرب، وكان هناك مجموعتان سكانيتان في أمريكا عارضتا ذلك، خلافا للموقف التقليدي بأنه لا يجب على الولايات المتحدة التورط في الصراعات الأوروبية. هاتان المجموعتان هما المهاجرون من ألمانيا واليهود.
وفي نظرة إلى الوراء، يبدو هذا شراكة غريبة، لكن لم تكن الأمور هكذا في العقد الثاني من القرن العشرين. جماعة المهاجرين الألمان التي كانت تعد في حينه حسب التقديرات 20 مليون مواطن أمريكي تقريبا، كانت منظمة جزئية في المنظمة القوية «البوند الألماني»، التي إلى جانب تركزها في الحفاظ على الهُوية الثقافية واللغوية لم ترغب في رؤية وطنها الجديد يشارك في حرب ضد مسقط رأسها التاريخي. واليهود كان عددهم أقل بكثير، وكان هناك سببان لمعارضة اليهود المشاركة في الحرب.
القيادة اليهودية التقليدية كانت توجد بدرجة لا بأس بها في أيدي ارستقراطية المال اليهودي، والتي كانت تتكون في الأساس من القادمين من ألمانيا. هذه القيادة لم ترغب في المشاركة مع الولايات المتحدة في الحرب ضد ألمانيا التي حافظت معها ومع ثقافتها ومع يهودها على علاقات مهمة. من جهة، معظم المهاجرين اليهود الذين جاءوا من شرق أوروبا ووصلوا إلى الولايات المتحدة من خلال موجات الهجرة بعد المذابح في 1881 ـ 1882 في روسيا، لم يتحمسوا من فكرة أن دولة الذهب الجديدة خاصتهم ستشارك في الحرب إلى جانب النظام القيصري الذي هربوا منه. بين الجمهور الألماني والجمهور اليهودي نشأت علاقات سياسية للمشاركة في الحرب ضد ألمانيا.
 
أهداف وعد بلفور:
 
الهدف الاساسي لوعد بلفور من ناحية بريطانيا كان تقليص معارضة اليهود في أمريكا لشن الحرب. ومن بين الاسباب التي صيغ بها التصريح برسالة إلى اللورد روتشيلد، كان اعتبار أن علاقات عائلة روتشيلد مع رجال رأس المال اليهود في نيويورك ستساعد في هذه المهمة.
في الذاكرة الصهيونية التاريخية يتم ذكر تطوير مادة الأستون من قبل وايزمن، الذي فتح أمامه الطريق للوصول إلى واضعي السياسة في لندن، وكذلك قدرته على الإقناع، التي استندت إلى لهجة دينية عميقة، ولا سيما لدى دويت جورج. ولكن الأمر الذي حسم كان الاعتبار السياسي الواقعي الذي وجه ليهود الولايات المتحدة. المفارقة هي أنه بالضبط في الأيام التي نشر فيها تصريح بلفور، سيطر لينين والبلاشفة على النظام في سانت بطرسبورغ، وهو تطور أخرج روسيا من دائرة الحرب.
مفارقة أخرى، التي ليس دائما تواجهها الذاكرة الصهيونية بصورة كافية، هي حقيقة أن تصريح بلفور أعطي على شكل رسالة شخصية للورد روتشيلد. صحيح أنه تم نشره علنا، لكن في الوقت نفسه لم تكن بريطانيا قد احتلت معظم مناطق أرض إسرائيل، ولم يكن مؤكدا تماما أنها ستحكم البلاد. ولكن حكومة بريطانيا التي قررت إصدار التصريح كانت شريكة في اتفاق سايكس بيكو، الذي كان في حينه يعتبر اتفاقا سريا، كان يعني أنه بهذا الشكل أو ذاك، فإن بريطانيا أو فرنسا ستسيطر على المناطق التي سيتم احتلالها من الامبراطورية العثمانية.
حقيقة أن لندن كانت مرتبطة بتعهدات أعطيت لشريف مكة، الشريف حسين (بوساطة الاستخبارات البريطانية في القاهرة برعاية لورنس العرب)، وكذلك أيضا التناقض بين هذه التعهدات وتصريح بلفور (برغم صياغته الغامضة)، لاحقت بريطانيا في كل فترة حكمها في البلاد. ولكن إنجاز وايزمن الأكبر لم يكن في الحصول على تصريح بلفور، بل في الخطوات الأقل دراماتيكية المعروفة بصورة أقل بيوم الاستقلال الذي أعقبه، وفي جهوده التي لم تتوقف لتثبيت الوعد الذي أعطي في التصريح في الاتفاقات السياسية التي أعقبت الحرب.
هذه النشاطات المحمومة لوايزمن بدأت زمن الحرب. مع احتلال جنوب البلاد من قبل بريطانيا في نهاية 1917 نجح وايزمن في إقناع السلطات في لندن بالسماح لوفد صهيوني برئاسته في المجيء إلى البلاد.
صلاحية هذا الوفد، الذي سمي في وثائق بريطانيا «زيونيس كوميشن»، وفي اللغة العبرية «وفد النواب»، لم يتم تحديدها بشكل واضح، لكن مجرد إرساله كان مؤشرا إلى مكانة الحركة الصهيونية في البلاد، التي أصبحت في حينه تحت الحكم البريطاني العسكري.
إضافة إلى ذلك، وفد النواب لم يحصل على أي تخويل من القيادة الصهيونية الرسمية التي أرادت الاستمرار في الحفاظ على الحيادية. تشكيل الوفد تم بوساطة وايزمن شخصيا، وضم شخصيات من دول الاتفاق فقط ـ بريطانيا وفرنسا وإيطاليا (هذا مزيج لم يمثل بالتأكيد تركيبة العضوية في الحركة الصهيونية أو قيادتها قبل اندلاع الحرب).
وفد النواب وصل إلى البلاد، ومن دون تفويض واضح تصرف كأنه الحاكم في البلاد، وليس الحكم البريطاني العسكري برئاسة الجنرال اللنبي. وايزمن وأصدقاؤه تم استقبالهم استقبال الملوك في القدس وتل أبيب والحاضرات اليهودية. وحقيقة أنه رافقهم ضباط بريطانيون يهود بالزي العسكري (جيمس روتشيلد وادوين صموئيل، إبن المندوب السامي البريطاني الأول) أضافت بعدا رسميا لظهورهم. وايزمن قرر أيضا وضع حجر الأساس للجامعة العبرية في جبل المشارف في القدس، على أساس حقوق ملكية أراضي كانت في أيدي الهستدروت الصهيونية.
بهذا الشكل ومن دون صلاحيات رسمية، ليست صهيونية أو بريطانية، أقام وفد النواب فعليا البنية الأساسية لما سيصبح مستقبلا المؤسسة ذات الحكم الذاتي في الحاضرة اليهودية في البلاد ـ كنيست إسرائيل والجمعية العمومية للمندوبين. الجنرال اللنبي لم تعجبه هذه الخطوات، التي كانت فعليا إنشاء نوع من الإدارة الموازية للحكم العسكري. وقد توجه باحتجاج للندن، لكن من دون فائدة. وقد نجح وايزمن في وضع الحقائق على الأرض.
الخطوة التالية حدثت في الساحة الدولية. لم يكن واضحا حتى ذلك الوقت تماما من سيحكم البلاد بعد انتهاء الحرب، والحدود التي رسمت في اتفاقية سايكس بيكو تركت مكانا واسعا لعدم الوضوح وللصراع بين بريطانيا وفرنسا. وايزمن كان مصمما على ضمان أن يكون الحكم فقط لبريطانيا ـ خلافا لرأي عضو الإدارة الصهيونية ناحوم سوكولوف، الذي بسبب علاقته مع فرنسا أراد ضمان حكم مشترك انجلوفرنسي.
وايزمن اعتبر هذه المحاولة خطيرة وغبية: لقد كان لبريطانيا تعهد واضح للحركة الصهيونية في تصريح بلفور، في حين اعتبارات فرنسا في المنطقة كانت مختلفة، مع الأخذ في الحسبان ارتباطها بالطائفة المارونية والطوائف المسيحية الأخرى. وايزمن نجح في إحباط جهود سوكولوف التي كانت تعني عمليا التآمر على الانجاز المتمثل بتصريح بلفور: في مؤتمر سان ريمو في نيسان 1920، قررت دول الاتفاق وضع فلسطين تحت الحكم البريطاني.
إن نقل السلطة في المنطقة من قبل عصبة الأمم إلى بريطانيا وفرنسا تم في إطار جديد ـ طريقة الانتداب ـ التي حسبها تعهدت الدول العظمى أن تساعد الدول الجديدة التي تشكلت (سوريا، لبنان، العراق وأرض إسرائيل) على الاستقلال. ولكن بالنسبة لأرض إسرائيل، قررت عصبة الأمم ترتيبات خاصة: مبادئ تصريح بلفور تم تضمينها في صك الانتداب.
في المادة 2 جاء أن حكومة بريطانيا ملزمة بالمساعدة في إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، والمادة 4 جاء فيها أنه سيتم إنشاء «وكالة يهودية» تمثل الحركة الصهيونية.
 
هآرتس 27/10/2017
========================
الصحافة البريطانية :
الايكونوميست تصور بوتين ببزة القيصر ورأس ترامب على صدره
http://www.raialyoum.com/?p=768006
اختارت مجلة The Economist البريطانية لغلاف عددها المقبل، صورة ممنتجة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ببزة القيصر وعنونته بعبارة “ميلاد القيصر.. 100 عام على الثورة الروسية”.
اختيار المجلة البريطانية هذه الصورة عشية حلول الذكرى الـ100 للثورة الروسية، اعتبره البعض موفقا، فيما عاب الآخرون عليه، وعجبوا لهذا التصوير “الفظ والأخرق”.
الملفت أن من بين النياشين والأوسمة المعلقة في الصورة، على بزة القيصر التي يرتديها بوتين، وساما على شكل علّاقة صغيرة تصور رأس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أحد المدونين على “تويتر”، كتب في وصف دمية ترامب: “مضحك للغاية…اختيار موفق لهذه الدمية … أعجبني كثيرا!”.
كما كتب آخر: “من الأحمق الذي جمع هذه “التحفة الفنية”، يا إلهي ما هذه السخافة!”. (روسيا اليوم)
========================
ميدل إيست آي: بريطانيا تسقط 3400 قنبلة وصاروخ على العراق وسوريا
http://arabi21.com/story/1044256/ميدل-إيست-آي-بريطانيا-تسقط-3400-قنبلة-وصاروخ-على-العراق-وسوريا#tag_49219
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا أعده جيمي ميريل، يقول فيه إن بريطانيا أسقطت 3400 قنبلة على كل من سوريا والعراق، في الحملة ضد تنظيم الدولة، في تحليل للغارات التي قام بها سلاح الجو الملكي البريطاني،في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة البريطانية عدم وجود أدلة على أنها قتلت مدنيا واحدا.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن الكميات الكبيرة من القنابل التي أسقطت منذ بداية العملية في عام 2014، التي أطلق عليها "عملية التظليل"، تضعف من مزاعم وزارات الحكومة من أن طيران سلاح الجو لم يوقع ضحايا مدنيين، ما دعا البعض للمطالبة بالتحقيق.
ويقول ميريل: عادة لا تصدر وزارة الدفاع البريطانية أرقاما حول الأسلحة التي استخدمتها في العراق وسوريا، إلا أن الموقع قام بتحليل التقارير الأسبوعية، مع  المعلومات التي جمعتها حملة مراقبة الدرون في المنطقة، التي كشفت أن الحكومة البريطانية قامت بإسقاط 3482 قنبلة وصاروخا في المعركة ضد تنظيم الدولة، وتشمل على 2089 قنبلة من نوع "بيفوي آي في"، و486 صاروخا من نوع "برمستون"، أطلقت من مروحيات "تايفون" و"تورنيدو"، مشيرا إلى أن سلاح الجو الملكي قامباستخدام الدرون ريبر؛ لإطلاق 724 صاروخ "هيلفاير" على مواقع لتنظيم الدولة.
 ويذهب الموقع إلى أن الإرقام تظل متواضعة، خاصة أن وزارة الدفاع لا تقوم بتحديد أعداد القنابل والصواريخ التي تستخدم في الهجوم الواحد، حيث اعترفت الوزارة ليلة أمس بأنه تم إسقاط 86 قنبلة وصاروخا في الأسابيع الماضية.
ويشير التقرير إلى أن القنبلة المفضلة في هجمات الطيران الأمريكي هي "بيفوي آي في" الموجهة والدقيقة في إصابة الهدف، لافتا إلى أنه تم إطلاق صواريخ دقيقة من نوع "برمستون"، التي صممت أصلا لاستهداف الدبابات، واستخدمت بشكل روتيني من أجل استهداف قناصة تنظيم الدولة، لافتا إلى أن الحكومة تصف صاروخ "برمستون" بأنه الأكثر دقة، ويمكن إطلاقه من المقاتلات الجوية، وتقدر قيمة الواحد منه بحوالي 100 ألف جنيه استرليني، أما قيمة القنبلة "بيفوي آي في" فتصل إلى 30 ألف جنيه، وصاروخ "هيلفاير" بقيمة 71300 جنيه استرليني.
ويذكر الكاتب أن تنظيم  الدولة يعاني من التراجع، حيث قامت الطائرات البريطانية في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة بثمانية آلاف طلعة، وقتلت ما يقدر بثلاثة آلاف من تنظيم الدولة، وزادت نسبة تزويد السلاح بعدما انضمت طائرات "توريندو" و"تايفون" هذا الصيف للحملة ضد تنظيم الدولة في الموصل، مستدركا بأنه رغم استخدامه الدروع البشرية في المناطق المأهولة بالسكان، إلا أن وزارة الدفاع تقول: لا دليل لديها حول وقوع ضحايا بين المدنيين، وهو موقف يرفضه المحللون العسكريون والمعارضة.
وينقل الموقع عن زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين فينس كامبل، قوله: "قواتنا المسلحة هي الأفضل في العالم، وهم من أفضل من يستطيع التفريق والضرب بدقة"، ويستدرك قائلا: "لكن مهما كنا الأفضل فمن المستحيل ألا يتسبب القصف الكثيف بوقوع ضحايا بين المدنيين، ويجب ألا ننتقد القوات المسلحة، لكن يجب أن تكون الحكومة صادقة في تقييمها للضرر الذي تسببت به في النزاع".
ويلفت التقرير إلى أن السلاح الجوي الأمريكي اعترف بأنه تسبب بمقتل 786 مدنيا في الحملة المستمرة منذ ثلاثة أعوام، حيث إن الحرب الجوية هي القتال الأكثر تحديا الذي خاضته منذ عقود، مشيرا إلى سلاح الجو الملكي لم يقم بتقييم كهذا، وقال وزير الدولة لشؤون القوات المسلحة مارك لانكستر للبرلمان، إن الحكومة كانت قادرة على إعفاء القوات المسلحة من أي ضحايا مدنيين.
 ويورد ميريل نقلا عن سلاح الجو الملكي البريطاني، قوله إنه يتخذ الاحتياطات كلها لتقليل الضحايا بين المدنيين، لكنه قام بـ1600 غارة في العراق وسوريا، أكثر من أي دولة مشاركة باستثناء الولايات المتحدة، لافتا إلى أن خبراء في الملاحة الجوية العسكرية والجماعات التي تدافع عن المدنيين يرون أنه من غير المعقول أن تحافظ القوات البريطانية على موقفها، بأنها لم تتسبب بقتل مدنيين في حملة الثلاث سنوات الماضية.
وينقل الموقع عن المتحدث باسم منظمة "إيروورز"، التي تقوم بمراقبة الضحايا المدنيين نتيجة للحملة الدولية في المنطقة، صمويل أوكفورد، قوله إن "مزاعم بريطانيا من عدم تسبب الطيران البريطاني بضحايا مدنيين في العراق وسوريا من الصعب تصديقها"، وأضاف: "بناء على التقارير التي صدرت من التحالف ذاته، فإنه من الصعب ألا يكون عضو ناشط مثل بريطانيا سببا في مقتل حتى ولو مدني واحد"، وتابع قائلا: "مع دخول الحرب عامها الرابع، فإن الأرقام عن الدور البريطاني الصادرة عن وزارة الدفاع، أصبحت مثيرة للاستغراب".
ويفيد التقرير بأنه في الأشهر الـ 12 الماضية انحرف اهتمام الطيران الأمريكي عن الموصل في العراق إلى الرقة السورية، إلا أن معظم الأسلحة التي أطلقها الطيران البريطاني كانت ضد مقاتلي التنظيم في العراق، بما مجموعه ثلاثة آلاف غارة، فيما أسقطت 482 قنبلة وصاروخا على سوريا.
 ويورد الكاتب نقلا عن المسؤول عن حملة "حروب الدرون" كريس كول، قوله: "غض الطرف عن التداعيات التي تسببت بها الغارات، والتظاهر بأنها دون مخاطر، هو تفكير ساذج"، وأضاف كول: "طالما لم نفهم ونعترف بالثمن الحقيقي للحروب التي نشارك فيها في الشرق الأوسط، فإن الثمن سيكون باهظا في المستقبل".
وينقل الموقع عن حملة "أيروورز"، التي تعمل مع سلاح الجو الملكي البريطاني والسلاح الجوي الأمريكي لتسجيل الضحايا المدنيين، قولها إن الحملة أدت إلى مقتل 5600 مدني نتيجة لغارات التحالف، لافتا إلى أنه في تموز/ يوليو نشرت تقارير عن قيام الجيش العراقي باستخدام الجرافات لتغطية مئات جثث المدنيين، الذين قتلوا جراء الغارات في المعارك الأخيرة لاستعادة الموصل.
 ويكشف التقرير عن أن طائرات "تايفون" و"تورنيدو" قامت بإسقاط قنابل "بيفوي آي في" على مواقع تنظيم الدولة في المدينة، مستدركا بأن وزارة الدفاع ليست لديها قوات على الأرض تقوم بعمليات تقييم للدمار الذي أحدثته الغارات والسلاح البريطاني، وتعتمد في التقييم على أفلام الفيديو التي تحملها الطائرات وتلتقط الصور، وهي تقنية يرى حلفاء آخرون في التحالف أنها ليست عملية.
 ويبين ميريل أن سلاح الجو الملكي أكد أنه يقوم باتخاذ الاحتياطات كلها لتجنب المدنيين، إلا أن منظمة "منستي إنترناشونال" عبرت عن قلقها من أثر الحملة الجوية على المدنيين، من خلال تقرير لها هذا العام، الذي وجد ان الحملة على الموصل أدت إلى "كارثة للمدنيين"، حيث استخدم تنظيم الدولة المدنيين، ونقلهم إلى محاور الحرب، ومنعهم من الهرب، وتعرضوا لحملة قصف غير قانونية من القوات العراقية.
ويورد الموقع نقلا عن مصدر، قوله: "نظرا لأن العدو متوحش وقاس، بما في ذلك استخدامه للدروع البشرية، فإنه يجب أن نقبل أن بعض الغارات قتلت ودون قصد مدنيين لو كانوا موجودين، خاصة في مناخ معقد ومدني كان ضمن عملنا". وأضاف أن المهام كلها تم التخطيط لها بشكل دقيق، ولا يوجد ما يشير إلى أن القوات البريطانية ارتكبت جرائم حرب.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن رفض وزارة الدفاع معالجة الأمر، يعني أنها لا تقدم صورة كاملة حول المشاركة البريطانية في الحملة ضد تنظيم الدولة.
========================
الصحافة الالمانية والروسية :
 
تسايت: ما خطورة الفراغ الذي تركه تنظيم الدولة في العراق وسوريا؟
http://arabi21.com/story/1044237/تسايت-ما-خطورة-الفراغ-الذي-تركه-تنظيم-الدولة-في-العراق-وسوريا#tag_49219
نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى حالة الفراغ التي خلفها انسحاب تنظيم الدولة في سوريا والعراق. ويعدّ انهيار دولة الخلافة منطلقا لنشوب معركة بين مختلف الأطراف المكونة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، خاصة بعد تفككه.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن سقوط تنظيم الدولة قد يمثل بداية لصراع نفوذ جديد بين الأطراف المكونة للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، الذي تفكك على خلفية سقوط "دولة الخلافة". وعموما، يثير هذا التحالف الاستغراب، خاصة أنه جمع كلا من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
 وأكدت الصحيفة أن كلا من روسيا وإيران والنظام السوري يعدّ من الأطراف المنتصرة في الحرب ضد تنظيم الدولة. في المقابل، تصنف كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وإسرائيل، على الرغم من حيادها،  في خانة الأطراف الخاسرة ضمن هذه المعركة.
 واوردت الصحيفة أن الحرب ضد تنظيم الدولة ساعدت روسيا على استعادة نفوذها في منطقة الشرق الأوسط بعد 40 سنة. ومن المتوقع أن يتوسع مجال تأثيرها في المنطقة بشكل ملحوظ مستقبلا. من جهتها، تعمل إيران جاهدة على بناء "جسر شيعي" يمتد من الخليج العربي إلى البحر المتوسط.
وتابعت الصحيفة بأن واشنطن تعمل جاهدة على الحفاظ على موقعها في العراق، حيث تحاول إيران كسب ود الأغلبية الشيعية. والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة بالحيلولة دون وقوع حرب بين الأكراد والحكومة العراقية. علاوة على ذلك، تسعى واشنطن للحد من التوغل الإيراني في المنطقة واحتواء الصراع القطري السعودي.
وذكرت الصحيفة أن التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة الأمريكية تعدّ محدودة الخطورة مقارنة بالمعضلة الكبرى التي ينبغي أن تجد حلا لها، ألا وهي مسألة الاتفاق النووي الإيراني التي يتعامل معها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشكل فوضوي. ومن جهة أخرى، ما فتئت إسرائيل تندد بالممارسات التي ينتهجها حزب الله، في حين أنه من المتوقع أن تشن حربا على إيران في حال تمكنت من بناء "جسرها الشيعي".
 وأشارت الصحيفة إلى أن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة نجح في القضاء على التنظيم. ففي شهر تموز/ يوليو الماضي، سقطت عاصمة التنظيم في العراق، ومؤخرا لقي معقل تنظيم الدولة بالرقة المصير ذاته. بناء على ذلك، انهارت دولة "الخلافة" في سوريا والعراق مثلما كان متوقعا قبل ثلاث سنوات.
وبينت الصحيفة أن تنظيم الدولة خسر العديد من المكاسب التي حققها خلال الحرب على غرار خلاياه الصغيرة، وقدرته على التحرك والتدخل بشكل مفاجئ، فضلا عن غطائه الشعبي. عموما، مثل انهيار تنظيم الدولة خبرا سارا بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة أنه خسر جزءا كبيرا من مناطق نفوذه ومعسكرات التدريب الخاصة به، فضلا عن موارده المالية.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم الدولة مني بالمصير ذاته على غرار تنظيم القاعدة. ولكن مقاتليه سيحاولون التسلل إلى أوروبا بعد أن خسروا معاقلهم في منطقة الشرق الأوسط. من جهتها، يمكن للمخابرات الغربية تنفس الصعداء بعد انهيار تنظيم الدولة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن الخطر الإرهابي لا يزال قائما، خاصة أن العديد من الإرهابيين، الذين نفذوا هجماتهم في كل من نيس وبرلين، ترعرعوا في أوروبا.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الصراع بين مختلف الأطراف المكونة للتحالف ضد تنظيم الدولة سيحتد أكثر فأكثر، خاصة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يعتبر نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بمثابة شريك، على خلاف بقية الرؤساء الأمريكيين الذين كانوا على وعي بضرورة توطيد العلاقات مع موسكو.
========================
صحيفة روسية: مشروع أمريكي لتقسيم سوريا عبر دولة كردية
http://arabi21.com/story/1044752/صحيفة-روسية-مشروع-أمريكي-لتقسيم-سوريا-عبر-دولة-كردية#tag_49219
نشرت صحيفة "إيزفيسيتيا" الروسية تقريرا؛ تطرقت من خلاله إلى الانتخابات المحلية التي تعتزم الإدارة الذاتية الكردية في سوريا تنظيمها قبل نهاية هذه السنة.
وتقول الصحيفة إنه على الرغم من التزام أكراد سوريا المعلن بوحدة الأراضي السورية، إلا أنهم في الواقع يعملون على إنشاء دولة كردية مستقلة، وذلك بدعم أمريكي، بحسب ما نقلته الصحيفة عن مصادر دبلوماسية روسية.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الأكراد في سوريا يخططون لإجراء انتخابات برلمانية في مطلع السنة المقبلة.
وقالت الصحيفة إن القيادات الكردية طالبت بالاعتراف بالحكم الذاتي لهم، فضلا عن تحقيق المساواة في الحقوق بين الأكراد وبقية المجموعات العرقية التي تعيش على الأراضي السورية. بالإضافة إلى ذلك، تعالت أصواتهم المنادية بتحويل سوريا من دولة مركزية إلى دولة اتحادية.

ويرى المراقبون أن دعم واشنطن للأكراد على المدى الطويل قد يؤدي إلى انهيار الدولة السورية.
وأضافت الصحيفة أن الأكراد يعتزمون عقد انتخابات للمجالس المحلية وانتخابات تشريعية في نهاية السنة المقبلة، ضمن "إقليم شمال سوريا" الذي أعلن عن قيامه في آذار/ مارس سنة 2016، وذلك حسب ما أعلن عنه عبد السلام علي، ممثل الاتحاد الديمقراطي الكردي في روسيا.
وحسب علي، فستجرى انتخابات المجالس المحلية في كانون الأول/ ديسمبر، وفي كانون الثاني/ يناير سيتم انتخاب برلمان "شمال سوريا".
وقال: "سيكون للعرب والأكراد عدد متساو من المقاعد في البرلمان بالمقارنة مع المجموعات العرقية الأخرى". ويضيف :"لا تتعلق المسألة بالرغبة في الاستقلال عن سوريا.. بل على العكس، حيث يصر الأكراد على تعزيز وحدة البلاد. وبالتالي، يتطلب الأمر ضمان حقوق كل المجموعات العرقية بموجب الدستور الجديد، الذي سينص على وحدة الأراضي السورية، علما وأنه لا ينطبق على الأكراد فقط".
وقال أيضا: "لتفادي أي مشاكل فيما يتعلق بتسمية الدولة، وحتى لا تنسب لشعب دون غيره، يجب إعادة تسمية البلاد من الجمهورية العربية السورية إلى الجمهورية الاتحادية الديمقراطية السورية"، وفق قوله.
وأوردت الصحيفة أن عبد السلام لا يستبعد انضمام الرقة بعد طرد تنظيم الدولة منها؛ إلى منطقة الحكم الذاتي الكردي. وقال: "تعد مناقشة هذه المسألة من مهام المجلس المحلي" للمدينة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية روسية؛ أن الأكراد يخططون للانفصال عن سوريا، والانسحاب تدريجيا في ظل دعم واشنطن لهم. وفي هذا السياق، تبنت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع "كردستان المستقلة" الذي يحيل إلى أنه، وبالإضافة إلى سوريا، ستتم فصل مناطق شاسعة من تركيا والعراق وإيران، بقطع النظر عن الموقف الذي تتخذه دمشق وأنقرة وبغداد وطهران من الأكراد.
وأشارت الصحيفة إلى أن ممثلي دمشق يعارضون بشكل مطلق جميع الخطوات الرامية إلى تطبيق نظام فيدرالي في البلاد، حيث أعرب المسؤولون السوريون، على غرار وزير الخارجية وليد المعلم، مرارا وتكرارا؛ عن رفض هذه الفكرة، نظرا لما سيترتب عنها من نزاعات في البلاد. من جهتها، تعارض روسيا مشروع النظام الفيدرالي الذي أعلن عنه الأكراد، وفق الصحيفة.
وتنقل الصحيفة عن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنه لا يمكن حل هذه المسألة من جانب واحد، وإنما ينبغي أن تحل في إطار مفاوضات. ومن هذا المنطلق، كان من الضروري إشراك الأكراد في العملية السياسية منذ بدايتها في جنيف، مشيرا إلى أن العملية السياسية تتضمن إمكانية صياغة دستور جديد مختلف عن النظام الحالي للدولة.
ونقل الصحيفة عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الدبلوماسي الروسي السابق، فياتشيسلاف ماتوزوف، أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد خطوات الأكراد مما سيدفع بسوريا إلى حافة الانهيار.
وقالت الصحيفة إن مسألة السيطرة على الأراضي التي استولت عليها المليشيات الكردية؛ تتصدر طليعة اهتمامات النظام في دمشق.
وأردفت الصحيفة أن الخيار الأنسب الذي يجب أن لا يغفله النظام السوري يتمثل في وضع هذه الأراضي تحت رقابة السلطات الرسمية. "وفي حال تقاعست عن فعل ذلك، سيؤدي الأمر إلى تقسيم سوريا وفتح الطريق أمام حرب جديدة، خاصة في ظل الموقف التركي المناهض لاستقلال الأكراد في سوريا. ومن الضروري أن تتوقف واشنطن عن تشجيع الأكراد فيما يتعلق بمسألة إقامة دولتهم الخاصة ودفعهم نحو الاستقلال".
وشددت الصحيفة على أنه من غير المحتمل أن تعارض الولايات المتحدة مشروع فدرلة سوريا؛ نظرا لأنها ترى في الأكراد حليفا يمكن الاعتماد عليه. بناء على ذلك، يمكن أن تندلع جولة جديدة من الأزمات بين النظام السوري والإدارة الذاتية الكردية.
========================
الصحافة التركية :
صباح :انتهى داعش فماذا بعد؟
http://www.turkpress.co/node/41054
هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
وصل مهمة تنظيم داعش الذي تأسس لوأد الثورة السورية، إلى نهايتها. حتى أن وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون أعلن في السعودية، أول محطات جولته الخليجية، أن الحرب على داعش في العراق وصلت إلى نهايتها. وبناء عليه، أوضح تيلرسون أن على جميع المقاتلين الأجانب، وفي مقدمتهم الإيرانيون، مغادرة العراق.
ولا شك أن تيلرسون لا يعتقد أن مسؤول العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، سيغادر مع رجاله بهذه البساطة.
ولهذا لا يمكننا القول إن خروج رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على عجل في جولة خليجية قبل عملية كركوك بأربعة أيام فقط، كان مجرد صدفة.
توجه العبادي مع عدد من وزرائه في 21 أكتوبر/ تشرين الأول إلى الرياض لزيارة الملك سلمان، أول زعيم اتصل به بعد عملية كركوك.
وفي الرياض تأسس مجلس التنسيق العراقي السعودي، وعقد أول اجتماعاته. ومن السعودية إلى مصر حيث اجتمع العبادي بالسيسي، ومنها إلى الأردن ليلتقي الملك عبد الله، ويعود إلى بلاده وقد عزز سيادة العراق.
في هذه الأثناء، كان هناك زائر ملفت للانتباه في الرقة السورية في 17 أكتوبر، لكن الأمر مر مرور الكرام لتصادفه مع عملية الجيش العراقي في كركوك.
للمرة الأولى يزور وزير سعودي الرقة، برفقة المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد داعش، بريت ماكغورك، ويجري فيها جولة تفقدية.
وعلى الرغم من الإعلان أن سبب زيارة الوزير تامر الشعبان هو إعادة إعمار الرقة، إلا أنه عمل الشعبان سفيرًا في العراق سابقًا، وشغله منصب الوزير المسؤول عن العلاقات مع الدول الخليجية، يكفي للتفكير بأن إعادة إعمار الرقة ليست السبب الوحيد للزيارة.
ولنتذكر أن الحدود العراقية السعودية افتتحت قبل شهر من هذه الزيارة بعد إغلاقها طوال 27 عامًا، وأن ماكغورك كان حاضرًا هناك أيضًا برفقة الشعبان.
وتدور الأحاديث عن أن البنتاغون ستدفع السعودية للعب دور في إعادة تشكيل سوريا والعراق، وفي إقناع العرب السنة والزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر.
ولا بد من تسجيل ملاحظة هنا، وهي أن اجتماع وحدات حماية الشعب، التي رفعت صورة أوجلان في الرقة، مع الوزير السعودي، رسالة واضحة موجهة إلى تركيا.
شعرت بالحاجة للتأكيد على ما سبق لأن المحللين والكتاب في تركيا يتحدثون بلهجة قاطعة عن استحالة تأسيس دولة تتمتع بحكم ذاتي لوحدات حماية الشعب في سوريا.
إذا عرفنا كيف نقرأ نوايا وتحالفات الولايات المتحدة بشكل صحيح، سيكون بإمكاننا الوقوف بشكل أقوى في مواجهة هذا المشروع.
========================
صباح :منظومة إس-400.. الولايات المتحدة.. والعقوبات
http://www.turkpress.co/node/41112
أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تمر العلاقات التركية الأمريكية بامتحان كبير. المشاكل القائمة بين الدولتين بدأت تنعكس على شعبيهما. تتجاهل الولايات المتحدة خيبة الأمل الشعبية التي تسببت بها في تركيا بسبب قضايا خطيرة منها تسليح وحدات حماية الشعب، وحماية المسؤول الرئيسي عن المحاولة الانقلابية.
ولا تتقبل واشنطن أن هذه التصرفات ستجتث علاقات التحالف من سياقها، وستتسبب في أضرار لا يمكن تلافيها. وتعمل على القيام بلعبة خطيرة تتذرع فيها بالموقف السياسي وخيارات الرئيس التركي رجب طب أردوغان.
وتعتقد واشنطن، وهي مخطئة في ذلك، أنها قادرة على تغيير النتيجة من خلال التشكيك في قرارات الحكومة التركية، أو على الأصح قرارت أغلبية لا بأس بها من الشعب التركي.
السبب في كتابة المقدمة أعلاه هو زيادة العقوبات الأمريكية المبطنة على تركيا، علاوة على موقفها العلني كالقيود على التأشيرة. كل خطوة تقدم عليها أنقرة للحصول على التقنيات الدفاعية من مصادر بديلة تواجه بانزعاج في الولايات المتحدة، ناهيكم عن التناقض في منع الأسلحة عن تركيا الحليفة، وتقديمها لوحدات حماية الشعب.
منظومة الصواريخ الدفاعية إس-400، على وجه الخصوص، تحظى باهتمام الولايات المتحدة والناتو على نحو يفوق التوقعات. وفي الواقع، من الملاحظ أن الروس ، الذين يسعون لإقامة صيغة جديدة من العلاقات مع تركيا، لديهم أيضًا مخاوف مختلفة.
فروسيا تعمل على تحليل التأثيرات الأمريكية على الديناميات التركية العميقة، والانعكاسات السلبية المحتملة لتغلغل تيار متحيز لصالح الولايات المتحدة في نظام الدولة التركية.
نصل الآن إلى بيت القصيد. من المعروف دوليًّا أن الولايات المتحدة تفرض سلسلة من التدابير المالية على روسيا. الحملة الأمريكية الأخيرة تعني تركيا بشكل مباشر.
فبعد توصلها لاتفاق مع موسكو حول شراء منظومة إس-400، تواجه أنقرة الآن مشكلة "تجميد نظام الدفع". إدراج الولايات المتحدة بعض الشركات الروسية الهامة على قائمة العقوبات يحول دون استخدام نظام الدفع الأمريكي، كما أنه يعيق القيام بالعملية عن طريق مؤسسة أخرى تستخدم النظام المذكور.
بمعنى أن الولايات المتحدة وجهت رسالة لتركيا مفادها وجوب التخلي عن صفقة منظومة إس-400.
مما لا شك فيه أن تركيا وروسيا يمكنهما إيجاد الكثير من الحلول المتبادلة لاتمام الصفقة المتفق عليها. وهناك عشرات الصيغ التقنية والمقبولة دوليًّا. المسألة هنا هي الضربة التي تريد الولايات المتحدة توجيهها إلى التعاون التركي الروسي الآخذ في التقدم.
كما قلت دائمًا، العلاقات التركية الأمريكية لا يمكن أن تستمر بصيغتها القديمة. ينبغي نسيان عهد سياسة "ليّ الذراع". آن الأوان لتشكيل نموذج جديد من العلاقات بين أنقرة وواشنطن يستند إلى التضامن في إطار الناتو والتعاون في مكافحة الإرهاب و الشراكة الاقتصادية.
========================