الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28/1/2016

سوريا في الصحافة العالمية 28/1/2016

30.01.2016
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
عناوين الملف
  1. معهد واشنطن :حقيقة الطائفية
  2. "داعش" .. قتل للبشر وتزوير لجوازات السفر 27 كانون الثاني ,2016  15:08 مساء     
  3. لوموند: #أمريكا تخلت عن المعارضة السورية وسياستها إزاء الإرهاب خاطئة
  4. يديعوت :نحن على الخريطة
  5. تلغراف: الأسوأ سيأتي بعد نهاية تنظيم الدولة
  6. هيو نيلور - (الواشنطن بوست) 22/1/2016 :الموت بالحصار في الحرب السورية: مئات الآلاف يواجهون الخطر
  7. بروجيكت سنديكيت :اقتصاديون على مسار اللاجئين
  8. البايس الإسبانية: من ضد من في الحرب السورية؟
  9. نيويورك تايمز: "رقصة دبلوماسية غريبة" على أعتاب تحضيرات محادثات السلام في سوريا
  10. ستفين روزنبيرغ: هل تستعد روسيا لبقاء طويل الأجل في سوريا؟
 
معهد واشنطن :حقيقة الطائفية
يعقوب أوليدورت
"فورين آفيرز"
25 كانون الثاني/يناير 2016
يُفترض أن الهويات الطائفية قد تشكلت في الشرق الأوسط قبل قرون عديدة. ومع ذلك، يبدو أنها تُولّد أكثر الصراعات دموية في المنطقة في الوقت الحالي. ففي حين كانت إيران قد دعمت الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا والمتمردين الحوثيين في اليمن، وضعت المملكة العربية السعودية استراتيجية لإسقاط كل منهما. وقد ازدادت التوترات في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن أغضبت السعودية إيران عبر إعدام رجل دين شيعي سعودي بارز، الذي ادعى النظام السعودي أنه كان إرهابياً. وعندما احتج الشيعة في إيران والسعودية، وكان احتجاجهم عنيفاً أحياناً، طردت المملكة الدبلوماسيين الإيرانيين خارج أراضيها.
لكن الصراع في المنطقة أكثر دقة بكثير من مجرد حرب طائفية بسيطة. فالخطاب السعودي على سبيل المثال، والذي تحكمه الوهابية الراسخة بعمق، مختلف للغاية عن استخدام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (المعروف أيضاً باسم «داعش») لمنهجية معاداة الشيعية من أجل استغلال المظالم السياسية والاقتصادية ضد نظام الأسد الشيعي العلوي وضد إبعاد السنة في العراق في ظل حكومة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي.
وفي الواقع، تندرج في هذا الإطار ثلاثة أنواع واسعة النطاق من الطائفية. فبعض الجماعات والدول قد دمجت المواضيع الطائفية في نسيج الأنظمة السياسية والثقافية والتعليمية. بعبارة أخرى، تم إضفاء الطابع المؤسساتي على الطائفية. وأبرز مثال على ذلك هو بالتأكيد المملكة العربية السعودية وعدائها للشيعة الذي يعود إلى قرون. إذ إن محمد بن عبد الوهاب، المعروف بكونه الأب المؤسس للوهابية والذي شهد تأسيس الدولة، جعل معاداة الشيعية عنصراً أساسياً في مذهبه. وتشكل إيران مثالاً إضافياً على ذلك. فقد طوّر روح الله الخميني، قائد الثورة الإيرانية والمرشد الأعلى الإيراني في وقت لاحق، نظرية الحكومة الإسلامية المعروفة باسم "ولاية الفقيه". واعتبر أنه يجب على المسلمين أن يعيشوا في ظل نظام يشرف عليه علماء في الشريعة، وعلى وجه الخصوص، أولئك المدربين وفق تقليده الشيعي، والبارعين في تفسير الشريعة الإسلامية. وقد شكلت نظريته المبادئ التأسيسية للجمهورية.
وحتى إن بعض المجتمعات غير الحكومية، مثل السلفيين، قد أضافت الطابع المؤسساتي على طائفيتها. إذ يدّعي السلفيون بأن نسختهم المحافظة من السنيّة تتمسك بالفهم الحرفي للإيمان الذي اتبعه النبي محمد وأقرب أتباعه. وبالتالي، هم يعتبرون أن الشيعة مرتدون. وعلى الرغم من أنهم لا يدْعون إلى تأسيس دولة (وفي معظم الحالات حتى يقاومون ذلك)، إلا أن السلفيين قد نظموا معارضتهم للشيعة على مدى القرن العشرين من خلال تعزيز الأطروحات الدينية القديمة والتي تدعم مبدأهم الديني. حتى إنهم، في الستينيات من القرن الماضي، بدؤوا بتدريس السلفية في الجامعات الإسلامية في المملكة العربية السعودية والمعاهد الوهابية في جميع أنحاء العالم.
وفي الطرف الآخر من الطيف الطائفي تبرز الطائفية العرضية، كما يوحي اسمها، والتي لا تشمل جهداً متعمداً لتنفيذ أجندة طائفية. ولا تلعب الطائفية فيها دوراً مركزياً في أهداف الدولة أو الجماعة، حتى ولو كانت تنطوي على إيحاءات تشير إليها. المثال الأكثر صلة بالموضوع هو الحرب الأهلية السورية، إذ بدأت على شكل صراع يتركز على تغيير النظام. وفي الواقع، قللت عائلة الأسد الحاكمة عمداً من انتمائها العلوي بشكل خاص لأنه يُنظر إليه على أنه هرطقي (مخالف للإجماع) من قبل الشيعية الإثني عشرية الأكثر هيمنة في إيران. وبالتالي، وبغية تأمين السلطة والشرعية، تحالف الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد، مع جماعات شيعية أخرى في دول المنطقة، مثل لبنان. وعلى الرغم من أن الصراع السوري يشمل بالتأكيد بعداً طائفياً، إلا أن هذا البعد ليس جزءاً مؤسساتياً لا من الحرب ولا من الجهات المعنية؛ بل تم نسبه إليها عرضياً. وينطبق الأمر نفسه على المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين ينتمون إلى الأقلية الزيدية، ولكنهم لا يحاربون النظام لأسباب طائفية.
وأخيراً، هناك الطائفية الاستغلالية، وهي الفئة التي تتميز بها تكتيكات العديد من الجهات الفاعلة الأكثر عنفاً في المنطقة وطبيعتها. إذ يستغل تنظيم «الدولة الإسلامية» على سبيل المثال فراغ السلطة المحلية من أجل بناء قدراته والسيطرة على الأراضي. كما أن بعض جماعات المعارضة السورية، مثل «أحرار الشام» و«جبهة النصرة»، عززت الشق الطائفي من أجل تحقيق أهدافها السياسية، سواء كان ذلك بغية تحويل سوريا إلى نسختها الخاصة من الدولة السنية المستقرة أو ببساطة من أجل إسقاط الأسد. ولتوضيح الأمر، تلتزم هذه الجماعات كافة على قدم المساواة بمبادئها الطائفية، ولكنها لم تذهب كلها بعيداً في هذا النهج بقدر ما فعل تنظيم «داعش»، عبر إضفاء الطابع المؤسساتي على معتقداتها على الصعيدين السياسي والاجتماعي.
لا بد من الإشارة أيضاً إلى أن نظام التصنيف الثلاثي المستويات موضع البحث يشكل دليلاً مفيداً لفهم كيفية تصرف الأطراف الفاعلة في المنطقة. فيمكن للأطراف التي تعتمد الطائفية المؤسساتية، مثل المملكة العربية السعودية وإيران، أن تستغل أيضاً الأمر، وتحقن طبقة من "الطائفية العرضية" في صراع كان غير طائفي، كما شهدنا في سوريا واليمن. أضف إلى ذلك أن المملكة قد استغلت قانون العقوبات الخاص بها لتضخيم البعد الطائفي للجغرافيا السياسية الإقليمية عن طريق إعدام شخصية شيعية رفيعة المستوى. وفي حين يصعب تحديد الدوافع الدقيقة لهذه الخطوة، من المرجح أن تكون المملكة العربية السعودية قد سعت إلى تحفيز رد فعل إيراني عدواني بينما كان يتم رفع العقوبات عن إيران أو ، كما اقترح البعض وبشدة، تذكير الولايات المتحدة بأنه بإمكانها مواجهة إيران بمفردها، وخاصة عندما ترفض واشنطن القيام بذلك.
هذا وقد تتعلم الأطراف التي تعتمد الطائفية الاستغلالية إضفاء الطابع المؤسساتي على تصرفاتها. ونشهد هذا مع تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسعى بنشاط إلى إقامة نظام حوكمة، سواء عبر إصدار مراسيم بشأن كيفية التعامل مع الأقليات أو من خلال تصميم المناهج التعليمية. فهذه العملية تبني قنوات لـ «داعش» بغية تطبيق عقائده وتكريسها، فضلاً عن اكتساب مصداقية من أولئك الذين يشاركونه رؤيته في جميع أنحاء العالم. وينطبق الأمر نفسه على الجماعات المعارضة السورية. فقد أنشأت «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» محاكم وهيئات قضائية تطبق نسختها الخاصة من العدالة. ومن الجدير بالذكر أن الدولة السعودية الأولى، التي تأسست في القرن الثامن عشر، ظهرت، مثلها مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» اليوم، من الفراغ السياسي من خلال الاستفادة من فرص استحواذ الأراضي التي نتجت عن الإهمال الإقليمي.
إن فهم الطبيعة الديناميكية للطائفية سيسمح للولايات المتحدة بالاستجابة بشكل أفضل للتحديات الطائفية الناشئة. أولاً، يجب على واشنطن أن تدرك أنه من غير البنّاء تعطيل الطائفية المؤسساتية. فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، غير قادرة على تغيير المعايير الاجتماعية السعودية أو الإيرانية، وغير مرحب بها للقيام بذلك، على الرغم من عدم ارتياحها للوضع. ومن شأن توزيع أفضل للانتباه الأمريكي والموارد الأمريكية أن يردع الأعمال الاستغلالية من قبل الأطراف التي تعتمد الطائفية المؤسساتية، مثل المملكة العربية السعودية وإيران. ولا يمكن لواشنطن القيام بذلك سوى عن طريق لعب دور فاعل في القيادة في المنطقة والعمل، على سبيل المثال، مع المجتمعات المحلية لإعادة بناء بنيتها التحتية بحيث لا تتجه إلى البدائل الطائفية.
ويمكن اعتماد المنهجية نفسها في محاربة الجماعات الاستغلالية مثل تنظيم «داعش». فعلى الرغم من أن العملية التي تقوم بها الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب قد تبنت مؤخراً مفهوم "مكافحة التطرف العنيف"، بيد أن هذه الجهود ستوقع واشنطن في النهاية في حفرة أيديولوجية لأنه ليس من ضمن الاختصاص المادي أو القانوني أو السياسي للحكومة الأمريكية مواجهة الطروحات المتطرفة، والتي غالباً لها جذور تاريخية. على سبيل المثال، إن العداء السني للشيعة بسبب تعظيمهم لأئمتهم (وبالتالي، فإن ذلك يشكل انتهاكاً لمبدأ وحدانية الله، وفقاً للسنة) هو موضع جدل يعود إلى فترة تكوين السنية. فكيف يمكن حتى للولايات المتحدة أن تبدأ بالتصدي لهذا الطرح؟
وتتضمن المبادرات الأكثر منطقية، دراسة الكيفية التي تستخدم فيها الأطراف الاستغلالية المواضيع الطائفية لمصلحتها الخاصة. فعلى الرغم من أن الأدب السلفي مليء بالكراهية للشيعة، إلا أن الجماعات الجهادية السلفية، مثل تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»، هي التي تستخدمه لتبرير أعمال العنف تجاه الشيعة والجماعات الإسلامية الأخرى غير السنية. فبدلاً من اقتراح بدائل لهذه العقائد الطائفية، يجب على واشنطن التركيز على منع هذه الأطراف الجانحة من إضفاء الطابع المؤسساتي على رؤيتها العنيفة من خلال المدارس والإدارات التي تخلد هذه الأفكار. فإذا تُركت لحالها، من المرجح أن لهجة الطائفية، التي سيتم إضفاء الطابع المؤسساتي عليها، ونوعها، سيكونان أكثر دموية، وربما أكثر جاذبية للمجندين المحتملين. لهذا السبب تتطلب عملية وضع استراتيجية طويلة الأمد للصراعات الطائفية إدراك مبدأ عدم تشابه جميع أنواع الطائفية.
يعقوب أوليدورت هو زميل "سوريف" في معهد واشنطن. نريد الإشارة هنا إلى أن جميع بيانات الوقائع أو الرأي أو التحاليل التي تم التعبير عنها في هذه المقالة هي آراء الكاتب فقط ولا تعكس مواقف أو وجهات النظر الرسمية للحكومة الأمريكية.
======================
"داعش" .. قتل للبشر وتزوير لجوازات السفر 27 كانون الثاني ,2016  15:08 مساء
المصدر: عربي برس - ترجمة: ريم علي
أنشأ تنظيم "داعش" الإرهابى صناعة تزوير جوازات السفر وذلك من خلال الوثائق التي استولى عليها من العراق وسوريا وليبيا.
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف خلال اجتماع لوزراء داخلية عدد من الدول الأوروبية في أمستردام، دعوته إلى إرسال فريق عمل خاص إلى اليونان لمساعدة السلطات اليونانية في اكتشاف جوازات السفر المزورة والمسروقة.
وأضاف: "إن تنظيم داعش تمكن من الاستيلاء على جوازات سفر فارغة ومعدات طباعة في العراق وسوريا وليبيا بهدف إقامة صناعة لتزوير جوازات السفر".
وكان اثنان على الأقل من منفذي هجمات باريس في تشرين الثاني الماضي قد سافرا عبر اليونان مستخدمين جوازات سفر سورية، زاعمين أنهما من المهاجرين الذين وصلوا إلى أوربا عبر اليونان.
كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن نائب وزير الداخلية اليوناني نيكوس توسكاس، تأكيده أن اكتشاف جوازات السفر المزورة يعتبر تحديا كبيرا يواجه السلطات اليونانية خاصة في الوقت الذي يصل فيه الآلاف يوميا إلى اليونان.
وقال المسؤول اليوناني: "إن الوثائق المزورة يتم بيعها في عدة أسواق بالشرق الأوسط"، مشيرا إلى أنه من الصعب اكتشاف جوازات السفر المزورة في الوقت الذي قد يصل فيه نحو 4000 مسافر يوميا الى البلاد.
وفى سياق متصل، نقلت "وول ستريت جورنال" عن رئيس جهاز اليوروبول، قوله: "إن خبراء الجهاز يقدمون حاليا المساعدة للدول الأوروبية الأعضاء لمواجهة أزمة المهاجرين غير المسبوقة خاصة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة حيث تعتبر الوثائق المزورة مكونا رئيسيا لمثل هذا النشاط الإجرامي".
وأضاف: "إن هناك تحسنا كبيرا في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية بين الدول الأوروبية عبر جهاز اليوروبول منذ وقوع هجمات باريس الإرهابية في تشرين الثاني الماضي".
======================
لوموند: #أمريكا تخلت عن المعارضة السورية وسياستها إزاء الإرهاب خاطئة
الإسلام اليوم-قسم الترجمة-محمد بشارى
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن أمريكا تخلت عن المعارضة السورية، وتحاول إجبارها على النزول عند شروط روسيا وبشار الأسد.
ونقلت الصحيفة في عددها الصادر اليوم عن المتخصص الفرنسي في شؤون الشرق الأوسط جان بيير فيليو تقديره بأن سوريا ليس من اهتمامات أمريكا، ولذا تضغط على المعارضة لإجبارها على التصالح مع الأسد.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة بدت في العام الأخير من ولاية باراك أوباما، في حالة غريبة من إنكار التهديد الإرهابي على الرغم من وقوع حوادث متعددة في الفترة الأخيرة، بداية بحادث سان برناردينو في الثاني من ديسمبر الماضي في كاليفورنيا، ثم الاعتداء الذي تم إحباطه أثناء ليلة رأس السنة الجديدة في مدينة روشستر بولاية نيويورك، والاعتداء على شرطي أمريكي في فيلادلفيا في الثامن من الشهر الجاري، ناهيك عن الحوادث الأخرى التي تتردد العدالة في وصفها بالأعمال الإرهابية.
وأضاف جان بيير فيليو أن الرئيس الأمريكي يواصل رغم ذلك إنكار وجود أي تهديد حقيقي على الأراضي الأمريكي، ويلصق تهم ارتكاب هذه الهجمات بأفراد منعزلين أو بعض المجموعات الصغيرة التى تعمل وفقا لأجندة خاصة بها. ويرفض أيضاً الاعتراف بأن تنظيم داعش يستطيع أن يغذي خلايا إرهابية على الأراضي الأمريكية، كما لم يرغب الاعتراف في عام 2009 بأن تنظيم القاعدة قادر على القيام بهجمات إرهابية داخل معسكرات الجيش الأمريكي حتى بعدما قتل نضال حسن، وهو ضابط أمريكي 13 عسكريا في قاعدة تكسن بفورت هوود، وكذلك الحال فى عام 2016. ويصر أوباما على عدم الاعتراف بقدرة داعش على ضرب الأراضي الأمريكية مستخدما مجموعات إرهابية منغرسة في الداخل.
وأكد المتخصص الفرنسي أن هذا الاعتراف من قبل الإدارة الأمريكية بهذا الواقع المزعج سوف يرغمها بالفعل على إعادة النظر في كل سياستها المناهضة لدعش والتى تعد محصورة الآن في قصف جوي بسوريا والعراق مع تقديم الدعم للعراق في المواجهات البرية للقوات الحكومية وميليشيات الأكراد ضد داعش.
وأشار جان بيير، الذي قام بزيارة كل من واشنطن ونيويورك وبوسطن لمدة عشرة أيام بدعوة من السفارة الفرنسية، إلى أنه تمكن من رصد حجم المبالغة في هذا الإنكار والشلل الذي بات واضحاً في الحوار الأمريكي فى هذا الصدد.
وأوضح أن هجمات داعش ضد باريس وضواحيها في الثالث عشر من نوفمبر قد أدت إلى مزيد من التضامن والترابط في فرنسا، لكنها فشلت في إقناع إدارة أوباما بإعادة مراجعة سياسته في الشرق الأوسط، كما لم يكن لها صدى في الحملات الرئاسية الأمريكية التي بدأت هناك.
وأكد جان بيير فيليو أن الرئيس الأمريكي يواصل بناء استراتيجيته المناهضة لداعش على ثلاث فرضيات خاطئة. وتتمثل الفرضية الأولى فى التوهم بأن الأزمة السورية يمكن حلها بأقل تكلفة، والثانية الاعتقاد بأن الحملة المناهضة للتطرف يمكنها أن تصبح أكثر فاعلية في العراق من سوريا، والأخيرة الأمل في التوصل إلي اتفاق مع روسيا على المدى القصير. ودفعت هذه الفرضيات الثلاثة أمريكا إلى التورط بصورة متزايدة في العراق أكثر من سوريا في الوقت الذي اتجه فيه الإرهابيون الأجانب نحو سوريا وليس العراق بأعداد تُقدر بالمئات كل أسبوع وذلك وفقاً لمصادر فرنسية.
وأشار المتخصص الفرنسي أنه بدلاً من المطالبة بوقف القصف الروسي على المعارضة السورية، علقت الولايات المتحدة امداد الثوار بالأسلحة من أجل إجبارهم على التفاوض مع نظام الأسد الذي يبدو في موقف ضعف. ولا شك أن هذه السياسة الفاجعة أدت بالضرورة إلي تعزيز شبكات داعش العابرة للحدود والتي تشدد قبضتها على الرقة ودير الزور في سوريا.
وأضاف جان بيير فيليو أن الصحفيين الذين وجهوا أسئلة للرئيس الأمريكي أوباما فيما يتعلق بالتهديد الإرهابى قد أيقنوا أن السياسة الأمريكية الحالية لن يتم مراجعتها إلا في حالة وقوع إعتداء كبير على الأراضي الأمريكية، بما يرغم إدارة أوباما على تغيير فكرها الحالي.

*ترجمة خاصة بموقع "الإسلام اليوم"
======================
يديعوت :نحن على الخريطة
القدس العربي
اتخذت قيادة داعش في سوريا في نهاية العام 2015 قرارا استراتيجيا: إسرائيل لم تعد في آخر قائمة اهداف التنظيم الفورية، بل تصعد إلى مكانة الدولة التي يعتزم داعش العمل في داخلها وضدها منذ السنة القريبة القادمة.
هذا يلزم أذرع الامن، وشعبة الاستخبارات العسكرية من ضمنها، على انتظام اشد مغزى بكثير، ولا سيما في مجال الاستخبارات والاحباطات السرية، في مواجهة داعش سوريا وفروعه في سيناء، في غزة، في اراضي إسرائيل وبالاساس في غزة حيث تتصاعد شعبية التنظيم متجاوزة ما هو دارج حتى في دول إسلامية سنية.
في هذه الاثناء يدور الحديث عن سلسلة تهديدات مصورة وصلت سواء من سوريا أم من فرع داعش في سيناء. وكانت الذروة في خطاب مصور القاه زعيم داعش، ابو بكر البغدادي، في نهاية كانون الاول، هدد فيه صراحة بمهاجمة إسرائيل قريبا. على المستوى العملي لا توجد حاليا اخطارات ملموسة، ولكن ثمة غير قليل من الشهادات على رغبة داعش في العمل بشكل فوري ضد إسرائيل من اراضي الجولان السوري من خلال اطلاق الصواريخ، وبوسائل اخرى، من داخل إسرائيل. وكانت صحيفة داعش الرسمية نشرت في صفحتها الاولى في واحد من اعدادها الاخيرة عشرة انجازات بارزة للتنظيم في مجال العمليات. وضمن هذه القائمة تظهر العملية الاجرامية التي نفذها مواطن بدوي إسرائيلي في المحطة المركزية في بئر السبع.
وتعزز الانعطافة في استراتيجية داعش تجاه إسرائيل تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية السنوي بان الحدود بشكل عام ـ وحدود الجولان ـ ستكون هذه السنة اكثر تفجرا مما في الماضي. وهذه الانعطافة هي نتيجة مباشرة لانجازات التحالف الروسي والأمريكي ضد داعش. ففي الاشهر الاخيرة فقد التنظيم اكثر من 30 في المئة من الاراضي التي كان يسيطر عليها في العراق. ففي سلسلة من الهجمات التي شنها الجيش العراقي ـ بالتعاون مع قبائل سنية وميليشيات شيعية وباسناد وتغطية جوية ـ ولا سيما من الولايات المتحدة ـ احتلت من ايدي داعش عدة مدن مركزية كالرمادي، تكريت، بيجي وسنجر. وانسحب التنظيم من مناطق واسعة من جنوب غرب العراق كان يهدد منها الحدود مع الاردن. ويعود هذا الانجاز ضمن امور اخرى إلى ثلاثة ألوية خاصة من الجيش العراقي دربها الأمريكيون.
وتوجد هذه الالوية، التي احتلت الرمادي في طريقها الان لاحتلال العاصمة العراقية لداعش ـ الموصل. في سوريا طرد داعش من الحدود التركية في منطقة تل العبيد ومدينة كوباني، ويتركز الهجوم الان على الرقة، عاصمة داعش في سوريا، وعلى الحسكة في جنوب الدولة. ونجحت القوات الكردية في قطع الطريق السريع 47 الذي يربط بين عاصمتي داعش في العراق وفي سوريا.
لقد أدت أعمال القصف الجوي إلى انخفاض بنحو 50 في المئة من مداخيل داعش من النفط وميزانيته السنوية، صحيح حتى اليوم، هي مليار و 300 مليون دولار. وهذه الميزانية ادنى بمئات ملايين الدولارات مقارنة بالسنوات السابقة. وشكل القبض على وزير النفط من داعش قبل بضعة اشهر، بما في ذلك ارشيفه، ضربة اقتصادية لا ينجح التنظيم في الانتعاش منها.
على هذه الخلفية سيحاول داعش خلق سلسلة من النجاحات الإعلامية، توقف الضرر الإعلامي بفكرة الخلافة الإسلامية. وعليه، فان التحالف الغربي برئاسة الولايات المتحدة، التحالف الروسي الذي يشمل حزب الله، سوريا وإيران، والتحالف العربي برئاسة السعودية، تستعد الان لهجوم من داعش في شكل سلسلة عمليات استعراضي على الاراضي السعودية، وفي الجبهة الداخلية للجيش العراقي وفي سوريا.
هنا تدخل إسرائيل إلى الصورة. في اطار محاولة داعش لاستعادة الزخم تصعد إسرائيل ايضا إلى خريطة العمليات للتنظيم. فليس ثمة عملية كفيلة بان تثير الحماسة في العالم العربي وتجند الجماهير كعملية استعراضية ضد إسرائيل. لا غرو إذن في أن إسرائيل ترى نفسها جزءا من الجهود العالمية للقضاء على داعش. ومن جهة اخرى، فان الامر يضعها امام معضلة: القضاء على داعش في سوريا من شأنه ان يبقي محور حزب الله ـ إيران ـ سوريا اقوى، ومع الوجه نحو إسرائيل. أما العالم، الذي سينهي مهامته ضد داعش، فسيختفي مرة اخرى من المنطقة، وتحالف الشر سيبقى مشكلة إسرائيلية صرفة.
اليكس فيشمان
يديعوت 27/1/2016
صحف عبرية
======================
تلغراف: الأسوأ سيأتي بعد نهاية تنظيم الدولة
أورد مقال نشرته ديلي تلغراف البريطانية اليوم أن الخطوة التالية لتنظيم الدولة بعد هزيمته في العراق وسوريا هي أن يعود لتكتيك الهجمات "الإرهابية" الذي كان يعمل به تنظيم القاعدة، وأن أهدافه ستكون الدول الغربية والأنظمة الهشة في الشرق الأوسط.
وأوضح الكاتب الدكتور عظيم إبراهيم المحاضر في جامعة أوكسفورد البريطانية، أن تنظيم الدولة ربما يكون في طريقه للزوال، لكن "الجهاد العالمي" قد بدأ للتو. وتوقع ازديادا كبيرا في الهجمات "الإرهابية" على غرار ما حدث في فرنسا والولايات المتحدة وإندونيسيا.
وأشار إلى أن دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة تتعرض لانهيار بطيء بالاستنزاف العسكري المستمر، "لكن من المرجح أن يتسبب انهيارها في ظهور مرحلة جديدة من حرب العصابات".
"الخطر الأكبر الذي يمثله هذا "الجهاد" ليس على الغرب في حد ذاته، بل على النظام العالمي -نظام الدولة الوطنية- الذي يهيمن عليه الغرب"
وتوقع المقال أن يتم ضرب أوروبا بشدة نظرا لأن كثيرا من مقاتلي التنظيم ربما يكونون قد وصلوا إلى هناك مع اللاجئين.
هيمنة الغرب
وأضاف الكاتب أن "الجهاد العالمي" كان موجودا بشكله الراهن منذ التسعينيات مع تنظيم القاعدة، وأن قليلين جدا كانوا يتوقعون أن يصبح من الملامح الرئيسية لـ"نظامنا العالمي الجديد"، وأن الخطر الأكبر الذي يمثله هذا "الجهاد" ليس على الغرب في حد ذاته بل على النظام العالمي -نظام الدولة الوطنية- الذي يهيمن عليه الغرب.
وقال إن تكتيك تنظيم القاعدة كان أن يُجر الغرب في حروب بالشرق الأوسط لا يمكن انتصاره فيها، "وبالطبع" لا يمكن هزيمته "لكن من الممكن ضعضعة موقفه بميزان القوى العسكري في العالم"، مشيرا إلى أن ذلك ما تمّ حتى الآن.
وذكر أن الغرب انتبه لذلك وأصبح ينأى بنفسه عن الانجرار في الحروب البرية، وحتى موجات الهجمات "الإرهابية" على أراضيه لم تستطع جره.
من الرماد
واستمر يقول إن هذا التكتيك عندما أثبت عدم جدواه، فقدت القاعدة كثيرا من زخمها. ومن رماد كثير من الدول الفاشلة انبعث تنظيم جديد إلى مقدمة "الجهاد العالمي" هو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بتكتيك جديد يبدأ بتأسيس "دولة خلافة طاهرة" يقدم بديلا "إسلاميا" لتنظيم المجتمعات يتحدى به النظام العالمي الغربي.
"بانهيار تنظيم الدولة على العالم أن يتوقع انتشار موجات من المقاتلين على نطاق الشرق الأوسط وما وراءه، واستيقاظ الخلايا النائمة في أنحاء كثيرة من العالم"
وذكر أن هذا التكتيك الجديد شد انتباه الجميع في العالم، وهيمن على الخطاب العالمي خلال الأربع أو الخمس سنوات المنصرمة، واجتذب آلاف المقاتلين من جميع أنحاء العالم والتنظيمات الإسلامية الأخرى التي أعلنت ولاءها لدولة الخلافة.
روسيا والفخ
وأشار إلى أن تنظيم الدولة كاد أن ينجح في جر الغرب في حرب واسعة في الشرق الأوسط، لكنه التقط روسيا كما تلتقط شبكة العنكبوت الذبابة.
وأوضح أن تكتيك إقامة دولة الخلافة نجح نجاحا باهرا في توسيع حركة "الجهاد العالمي" إلى حين، لكن في الأشهر الأخيرة اختلفت الأمور وفقد تنظيم الدولة دعايته الرئيسية، وهي قدرته العسكرية (السيطرة على أراضي واسعة وآبار نفط)، وسيبدأ من الآن يتآكل بحرب استنزاف طويلة إلى أن يفقد قدرته تماما على تجنيد المزيد من المقاتلين.
وبانهيار تنظيم الدولة، يقول الكاتب إن على العالم أن يتوقع انتشار موجات من المقاتلين على نطاق الشرق الأوسط وما وراءه، واستيقاظ الخلايا النائمة في أنحاء كثيرة من العالم.
 
======================
هيو نيلور - (الواشنطن بوست) 22/1/2016 :الموت بالحصار في الحرب السورية: مئات الآلاف يواجهون الخطر
هيو نيلور - (الواشنطن بوست) 22/1/2016
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
بيروت- ثمة مئات الآلاف من الناس في سورية وفي مناطق تخضع لحصار القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة، والذين يواجهون راهناً خطر المجاعة وسوء التغذية المتفاقمة، وفقاً لتحذيرات مسؤولي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة وناشطين.
وتعمد الأطراف المتحاربة في سورية إلى قطع الغذاء والدواء عن أكثر من عشر من المناطق في البلاد، ما يتسبب في وفاة مدنيين وتعقيد جهود السلام المتجددة الرامية إلى وضع حد للحرب الأهلية المستعرة في البلد. وقد أضافت صور مقلقة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعرض رجالاً ونساء وأطفالاً أصابهم الهزال في بلدة مضايا التي ما تزال تخضع لحصار قوات الحكومة، المزيد من الإلحاح على هذا الموضوع.
يقول باول، كرزيسييك، الناطق بلسان اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمتمركز في العاصمة السورية دمشق: "بينما يتواصل الصراع، تنهار الأوضاع على الأرض، وخاصة في المناطق التي تشهد حصاراً".
وحتى قبل مضايا، كانت حالات الحصار شائعة في الحرب الأهلية السورية التي تسببت في مقتل أكثر من 250.000 شخص، وتشريد الملايين، وخلق كارثة إنسانية. لكنه يبدو أن هذا التكتيك يطبق على نحو متزايد من جانب قوات الرئيس بشار الأسد المدعومة بالضربات الجوية الروسية، والتي تشن هجوماً مضاداً جديداً ضد مجموعات الثوار.
تتجسد التداعيات القاتمة للحصارات في الأمهات اللواتي يعانين من نقص الفيتامينات في المناطق المحاصرة، ويعانين بازدياد للاستمرار في تقديم الرضاعة الطبيعية، وفق تحذيرات مسؤولي الأمم المتحدة وعمال الإغاثة. وهناك عدد متنامٍ من المرضى وكبار السن والشباب الذين يعانون أمراضاً كان يمكن تجنبها بغير ذلك، كما يقولون.
وتقول وكالات الإغاثة إن الناس ماتوا جوعاً في بعض الأماكن، مثل مضايا. وقال داني قباني، الناشط من المعظمية، البلدة التي تسيطر عليها المعارضة والمحاصرة أيضاً من جانب قوات الحكومة وتقع على بعد أميال قليلة إلى جنوب غرب دمشق: "إننا نتضور جوعاً حتى الموت، نساء وأولاداً. ليس لدينا طعام". وفي الأسابيع الأخيرة، توفي ما يصل إلى سبعة أشخاص في المجتمع الذي يصل عدد أفراده إلى 44.000 نسمة، نظراً لقطع الغذاء والدواء عنهم، وفقاً لما ذكره القباني، وهو اسم مستعار.
ارتفعت وتيرة الحرب منذ تدخلت روسيا بضرباتها الجوية ضد قوات الثوار في العام الماضي. ويقول محللون وناشطون إن الضربات الجوية التي تنفذها موسكو قد فاقمت الظروف الإنسانية السيئة في البلد، وحيث تشدد القوات الموالية للحكومة على الأرض من حصاراتها على معاقل المعارضة.
وتقول روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، إن تدخلها يستهدف المجموعة المتشددة "الدولة الإسلامية"، لكن مجموعات المعارضة السورية تقول إن الغارات الجوية استهدفت غالباً مجموعات الثوار.
كما تهدد حالات الحصار مباحثات السلام المدعومة من الأمم المتحدة. وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت مجموعات عدة من الثوار أنها لن تشارك في المفاوضات المقررة في جنيف ما لم تسمح الحكومة بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تضرب عليها القوات الحكومية الحصار.
وقالت إميلي هوكايم، محللة شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الذي يتخذ من لندن مركزاً له، إن قوات الأسد كانت تشدد الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، كجزء من محاولة للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي الرئيسية عشية مفاوضات جنيف. وتشكل حالات الحصار جزءا من الاستراتيجية طويلة الأمد للحكومة، والهادفة إلى "كسر وطرد السكان غير الموالين"، كما تقول.
بشكل عام، أعرب مسؤولو الأمم المتحدة وموظفو الإغاثة بازدياد عن الخوف على السكان الذين يقطع عنهم المتحاربون من كلا جانبي الصراع الغذاء والدواء، في تكتيك بعمر الصراع نفسه، والذي يشكل انتهاكاً للقانون الدولي.
ووفق الأمم المتحدة، هناك نحو 400.000 شخص محاصرين في 15 مكاناً في سورية. وتعرِّف الهيئة العالمية المنطقة بأنها تتعرض لحصار إذا كانت "محاطة من جانب لاعبين مسلحين، مع الأثر المستدام المتمثل بعدم دخول المساعدات الإنسانية بانتظام، وبعدم استطاعة المدنيين، المرضى والجرحى، الخروج من المنطقة بانتظام".
من جهتهم، يتهم ناشطو المعارضة في سورية الأمم المتحدة بالتقليل من العدد الفعلي للناس الذين يعيشون تحت الحصار، وباستبعاد بعض المناطق التي تعزلها القوات الحكومية في أرقامها، لكن مسؤولين كباراً في الأمم المتحدة ينفون الاتهام.
وقال حسن حسن، المحلل السوري المتمركز في واشنطن العاصمة، إن حالات الحصار الحكومية تميل إلى أن تكون أقسى، بحيث تصيب عدداً أكبر بكثير من المناطق التي يسيطر عليها الثوار. وبالإضافة إلى ذلك، قال إن لدى قوات الأسد طائرات، والتي يفتقر إليها الثوار، لقصف المناطق التي يحاصرونها، ولتقديم المساعدات المنقولة جواً للمناطق الموالية التي يحاصرها مقاتلو الثوار.
ما تزال مضايا، البلدة التي يقطنها نحو 20.000 شخص، محاصرة من جانب القوات الحكومية والمقاتلين المتحالفين معها من ميليشيات حزب الله الشيعي اللبناني منذ الصيف الماضي، وهو ما تسبب في وفاة أكثر من دزينتين من الأشخاص نتيجة التضور جوعاً، كما يقول موظفو الإغاثة. وسمحت اتفاقية مدعومة من الأمم المتحدة مؤخراً بدخول مساعدات إنسانية إلى داخل البلدة.
وفي المعظمية، التي لا تصنفها الأمم المتحدة على أنها تحت الحصار، يقول سكان وناشطون إن القوات الحكومية أوقفت تماماً تدفق الغذاء والدواء والناس في الشهر الماضي. وانهارت هدنة غير مستقرة مع الثوار المحليين عندما زادت القوات الحكومية من هجماتها للاستيلاء على المناطق المجاورة التي تسيطر عليها المعارضة.
ويقول ناشطون إن خمسة أولاد وامرأة ورجل كبير في السن قد قضوا بسبب مشاكل تتصل بالجوع منذ تشديد الحصار في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال الناشطون إن السكان يشهدون، مثل مضايا، ارتفاعاً محلقاً في أسعار الغذاء -حيث يكلف شراء أوقيتين من الأرز الآن حوالي 20 دولاراً أو أكثر.
يقول ماجد، 22 عاماً، الناشط في مضايا والذي كشف عن اسمه الأول فقط حرصاً على سلامته: "تعيش عائلتي على صناعة الحساء من العشب والفلفل من أجل البقاء على قيد الحياة".
وتقول إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية، إن الأطباء في المعظمية يحذرون من أن النساء يعانين بشكل متزايد ليتمكن من إرضاع أبنائهن بسبب الافتقار للمغذيات. وأضافت هوف: "هذه علامة على أنك قد تجد حالات سوء تغذية حادة هنا، مثلما في مضايا".
وفي الأثناء، ما تزال منظمة الصحة العالمية غير قادرة على التحقق من صحة ادعاءات بوقوع وفيات ناجمة عن الجوع، لأن الحكومة رفضت طلبات المنظمة بالسماح لها بدخول مضايا.
وتعد الأوضاع صعبة أيضاً في مناطق تحاصرها قوات المعارضة، مثل مناطق دير الزور التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يسيطر على مناطق شاسعة في سورية والعراق. لكن ناشطين من المدينة يتهمون حكومة الأسد أيضاً باستغلال بؤس السكان الذين يواجهون هجمات وحشية تشنها المجموعة المتشددة، مبرزين الصعوبات غير المتوقعة التي يواجهها الذين يعيشون تحت الحصار.
يقول جلال الحمد، مدير العدالة من أجل الحياة في دير الزور، وهي مجموعة رصد لديها ناشطون في المدينة، إن ما تسقطه الحكومة من المساعدات الغذائية بواسطة الطائرات غير كافٍ، ويقوم بمصادرته المسؤولون الذين يبيعون الغذاء بأسعار خيالية. وقال إن المسؤولين الحكوميين يفرضون أيضاً رسوماً هائلة لقاء المغادرة، والتي لا يقوى معظم السكان على دفعها.
وقال حمد، المواطن الأصلي في المدينة، والذي تحدث عبر "سكايب" من تركيا: "الناس الذين في الضواحي الحكومية هم في الحقيقة تحت حصار من جانب مجموعتين: داعش ونظام الأسد. إنها كارثة".
 
======================
بروجيكت سنديكيت :اقتصاديون على مسار اللاجئين
روبرت شيلر*
نيوهافين- تذكرنا أزمة اللاجئين العالمية اليوم بالفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مباشرة. ففي تقرير من تلك الحقبة، تجاوز عدد اللاجئين في أوروبا وحدها في تلك الفترة أربعين مليون لاجئ. وقد أُجبِر أولئك "الأشخاص النازحون"، كما كان يُطلق عليهم آنذاك، على الفرار من ديارهم بسبب العنف، والترحيل القسري، والاضطهاد، وتدمير الممتلكات والبنية الأساسية.
كان الوضع الأليم بعد الحرب سبباً في إنشاء مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في العام 1950، والتي كان من المتوقع أن تتولى تنفيذ تفويض مؤقت يتلخص في حماية النازحين لثلاث سنوات. ولكن المشكلة لم تذهب. بل على العكس من ذلك، ما تزال المفوضية قائمة؛ بل إنها اليوم تدق المزيد من نواقيس الخطر.
يشير تقرير منتصف العام الصادر عن الوكالة لسنة 2015 إلى أن عدد "النازحين قسراً" في مختلف أنحاء العالم بلغ 59.5 مليون شخص بحلول نهاية العام 2014، بما في ذلك 19.5 مليون نازح دولي، وهم أولئك الذين تصنفهم الوكالة باعتبارهم لاجئين حقيقيين. وفي نهاية العام 2014، كانت بعض البلدان -أفغانستان، وأذربيجان، وكولومبيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والعراق، وميانمار، ونيجيريا، وباكستان، والصومال، وجنوب السودان، وسورية، وأوكرانيا- قد قدمت أكثر من نصف مليون نازح قسراً لكل منها. وأشار التقرير إلى أن العدد الإجمالي للاجئين قد ارتفع بشكل كبير منذ ذلك الحين.
من المؤسف أن التقرير يؤكد عدم اكتمال فهمنا لمشكلة اللاجئين. والواقع أن مصير اللاجئين الذين يطلبون اللجوء في أرض أخرى كان غير مدروس إلى حد كبير على مر التاريخ. فالمؤرخون يسجلون الحروب، ويذكرون أولئك الذين يعيشون في الشتات، ولكنهم نادراً ما يبدون اهتماماً يُذكر بالتعرف على كيفية نشوء أزمات اللاجئين أو حلها.
وهذا ليس بالأمر المستغرب، لأن التاريخ يدونه المنتصرون. وليس من دواعي الفخر الوطني أن يعرف المرء أن بلده روعت أقلية من الناس إلى الحد الذي اضطر معه أفرادها إلى الفرار، أو أن قسماً كبيراً من أجداده وصلوا مهزومين ومذعورين. وهكذا يكون مآل مثل هذه القصص التي لا تُسمَع ولا تُروى الضياع.
هذا هو السبب الذي يجعلنا في حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث حول ما يمكن وما ينبغي القيام به من أجل اللاجئين في الأمد البعيد. وكانت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين تتولى القيام بعمل مهم في حماية اللاجئين، لكن من المستحيل أن تتمكن بمفردها من تلبية احتياجاتهم. وقد تبدو ميزانيتها التي بلغت 7 مليارات دولار في العام 2015 ضخمة، ولكنها لا ترقى إلى ما يزيد على 100 دولار فقط لكل شخص نازح، وهو مبلغ غير كاف لتغطية حتى الضروريات الأساسية، مثل الغذاء والمأوى.
بوصفي رئيساً للرابطة الاقتصادية الأميركية للعام 2016، شعرت بالتزام أخلاقي دفعني إلى استخدام اجتماعنا السنوي الذي انعقد في وقت سابق من هذا الشهر كإطار للفت الانتباه إلى مشاكل اقتصادية خطيرة. ومن المؤكد أن أزمة اللاجئين، أياً كانت أبعادها الأخرى، تُعَد مشكلة اقتصادية. غير أن قِلة قليلة من الأبحاث التي تتناول هذه الأزمة قُدّمَت إلى الاجتماع. ولهذا، قررت إنشاء جلسة عمل بعنوان "ستون مليون لاجئ"، ووجهت الدعوة إلى بعض العلماء الأكثر تميزاً في مجال الهجرة. وطلبت منهم تقديم وصف لأبعاد مشكلة اللاجئين من الناحية الاقتصادية، واقتراح بعض السياسات المعقولة للتصدي لها.
قامت إحدى الأوراق البحثية، والتي تقدم بها تيموثي جيه. هاتون من جامعة إسيكس والجامعة الوطنية الأسترالية، بدراسة تدفقات اللاجئين في مختلف أنحاء العالم، بغرض التعرف إلى الدوافع التي تحركها. ويتحدى هاتون في ورقته حجة شائعة ضد قبول اللاجئين، مفادها أن طالبي اللجوء ليسوا يائسين حقاً، ولكنهم يستغلون الأزمة كذريعة لتبرير قبولهم في بلد أكثر ثراء. وخلص إلى أن تدفقات اللاجئين، خلافاً لبعض التوقعات، يحركها إلى حد كبير الإرهاب السياسي وانتهاكات حقوق الإنسان، وليس العوامل الاقتصادية. ومن الواضح أن الأشخاص الذين يواجهون الخوف على حياتهم يفرون إلى أقرب مكان آمن، وليس إلى أكثر الأماكن ثراء. وعلى هذا الأساس، لا مفر من الحتمية الأخلاقية التي تفرض علينا مساعدتهم.
وقام سميح تومِن، من البنك المركزي التركي، بتقديم الأدلة في ما يتعلق بالتأثير الذي يخلفه 2.2 مليون لاجئ سوري على سوق العمل في المنطقة الحدودية. وتتصدى دراسة تومِن أيضاً لحجة كثيراً ما تستخدم لمعارضة قبول اللاجئين، مفادها أن الوافدين الجدد سوف يستولون على الوظائف المحلية ويدفعون الأجور إلى الانخفاض. وخلص الباحث إلى أن الوظائف المتاحة للسكان المحليين في القطاع الرسمي ازدادت في حقيقة الأمر بعد تدفق اللاجئين، ومن الواضح أن السبب يرجع إلى التأثير المحفز للاقتصاد في المنطقة. وإذا عززت دراسات أخرى النتيجة نفسها، فربما ترحب البلدان الأمر بتدفق العمالة.
كما وصفت دراسة أخرى أجرتها سوزان ف. مارتن من جامعة جورج تاون تعسف الإجراءات المتخذة حالياً في التعامل مع اللاجئين، ودَعَت إلى "الاستعانة بأطر قانونية تستند إلى الحاجة إلى الحماية، وليس الأسباب التي دفعت الناس إلى الهجرة". غير أن صياغة مثل هذه القواعد تتطلب بعض الفِكر الاقتصادي الرصين. وينبغي لواضعي نظام اللاجئين أن ينظروا في التأثير المحفز الذي قد تخلفه القواعد على المهاجرين أنفسهم وعلى الحكومات في بلدانهم الأصلية. وعلى سبيل المثال، نحن لا نريد أن نيسر للحكام الطغاة دفع الأقليات غير المرغوبة إلى الخروج من بلدانها.
وأخيراً، قَدَّم جيفري ساكس من جامعة كولومبيا نظاماً رئيسياً مفصلاً جديداً لإدارة شؤون اللاجئين. ويهتم ساكس بالكيفية التي ستتشكل بها القواعد التي تحكم هذا النظام اقتصادات العالم في الأمد الأبعد. وهو يريد أن يعمل هذا النظام على منع تشجيع هجرة العقول من خلال فرض الالتزام بقبول المهاجرين من ذوي المهارات المتدنية واليائسين، وليس فقط أولئك الذين يعود قبولهم على البلد المضيف بفوائد كبيرة. وعلاوة على ذلك، يجب أن يتم تنظيم معدل التدفق، وينبغي لخبراء الاقتصاد أن يعكفوا على تطوير وسيلة لضمان التقاسم العادل للقادمين بين الدول.
تفرض قواعد اللجوء العشوائية التي عفا عليها الزمن والمعمول بها حالياً على اللاجئين تعريض أنفسهم لمخاطر هائلة للوصول إلى بر الآمان، كما تتسم حسابات الفوائد والتكاليف المرتبطة بمساعدتهم بالتقلب والإرباك. ولا ينبغي لهذا الحال أن تستمر. ويستطيع أهل الاقتصاد أن يمدوا يد العون من خلال اختبار أي القواعد والمؤسسات الدولية قد تكون لازمة لإصلاح هذا النظام غير الفعّال وغير الإنساني في أغلب الأحوال.
 
*حائز على جائزة نوبل للاقتصاد في العام 2013، وهو أستاذ الاقتصاد في جامعة ييل والمؤسس المشارك لمؤشر كيس-شيلر لأسعار المنازل الأميركية. وهو مؤلف "الوفرة الطائشة"، الذي نشرت الطبعة الثالثة منه في كانون الثاني (يناير) من العام 2015، وكان كتبه "خداع الحمقى: اقتصاديات التلاعب والخداع"، الذي تشارك في تأليفه مع جورج أكيرلوف.
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
======================
البايس الإسبانية: من ضد من في الحرب السورية؟
عربي21 - منذر بن علي# الأربعاء، 27 يناير 2016 10:36 م 02
نشرت صحيفة البايس الإسبانية تقريرا؛ استعرضت فيه مختلف الأطراف المنخرطة في الصراع السوري، والظروف التي أدت لتغيير المشهد خلال الخمس سنوات الماضية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الصراع في سوريا، الذي يتواصل منذ خمس سنوات وأدى إلى مقتل أكثر من 260 ألف شخص، شهد تغيرا كبيرا في التحالفات وموازين القوى، حيث إن أهم فصيل في المعارضة في البداية كان الجيش السوري الحر، ولكنه الآن أصبح ضعيفا ومهمشا، بينما باتت الفصائل الإسلامية المعتدلة والمنظمات المتشددة أكثر قوة.
كما أن تدخل عدة أطراف خارجية أدى لتعقيد الوضع في سوريا، ومن ذلك تدخل إيران التي زادت من دعمها للمليشيات الشيعية بعد الاتفاق النووي، ومخاوف تركيا من نشاط المليشيات الكردية في الشمال، والحرب الباردة التي تخوضها روسيا والولايات المتحدة في المنطقة، فيما تجاوز خطر تنظيم الدولة النطاق المحلي ليصبح كابوسا مرعبا للدول الغربية
وذكرت الصحيفة أن أول مكون في معسكر النظام السوري، هو الجيش النظامي الذي يقوده بشار الأسد خلفا لوالده منذ سنة 2000، والذي يعد بين 170 ألف و220 ألف مقاتل، ولا زال يسيطر على مدن هامة مثل دمشق وحمص واللاذقية وطرطوس وحماة وحلب.
وقوات الدفاع الوطني التي أنشأها النظام السوري في سنة 2012 كفرع للجيش السوري، وهو متكون من جنود الاحتياط والمتطوعين المدنيين الموالين للنظام، وعددهم بين 80 ألف و100 ألف، ويشاركون في المعارك
أما المكون الثالث المهم في معسكر النظام فهي اللجان الشعبية، التي تم تكوينها أثناء الحرب لتحمي الأحياء والمناطق التابعة للنظام في دمشق، وهي تتواجد خاصة في المناطق التي تعيش فيها الأقليات مثل الدروز والعلويين والمسيحيين، وفي المناطق السنية التابعة للنظام.
كما ذكرت الصحيفة أن الحلفاء الإقليميين لبشار الأسد هم بالأساس مليشيا حزب الله اللبناني، التي أنشئت في سنة 1982 لمواجهة إسرائيل في بادئ الأمر، وهي تحظى بدعم إيران ويتراوح عدد مقاتليها في سوريا بين 8 آلاف و10 آلاف. ويتواجد مقاتلو حزب الله بكثرة على الحدود السورية اللبنانية، وفي مناطق حلب واللاذقية وضواحي دمشق.
وهناك الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تأسس في لبنان سنة 1932، ولديه فروع في سوريا والعراق، وهو يدافع عن حلم تأسيس "سوريا العظمى"، ويضم بين 6 آلاف و8 آلاف مقاتل.
أما أهم حليف إقليمي لنظام الأسد فهي الجمهورية الإيرانية الإسلامية، التي توفر الدعم المالي والعسكري لدمشق، وقد أرسلت الآلاف من رجالها من الحرس الثوري الإيراني لتقديم الدعم التكتيكي والعسكري.
والحليف الدولي الأهم للنظام السوري هو الجمهورية الفدرالية الروسية، التي سارعت لدعم بشار الأسد منذ اندلاع الثورة السورية، وتقوم بتقديم الحماية السياسية والدبلوماسية له منذ فترة الحرب الباردة، وقد أرسلت الآلاف من الخبراء والمستشارين العسكريين لسوريا وشرعت منذ أيلول/ سبتمبر الماضي في القيام بطلعات جوية ادعت أنها موجهة ضد تنظيم الدولة، ولكنها تستهدف بالأساس المعارضة المعتدلة، وتهدف لمنع انهيار النظام. وتتواجد القوات الروسية في دمشق وحمص واللاذقية والحسكة وطرطوس.
كما ذكرت الصحيفة أن هنالك قوات من الأقليات تساند النظام السوري، خاصة وحدات حماية الشعب الكردية، وهو فصيل يساري معروف بتجنيد النساء إلى جانب الرجال في المعارك ومرتبط بتنظيم حزب العمال الكردستاني المصنف كتنظيم إرهابي لدى تركيا وعدة دول أخرى. وتضم بين 40 ألف و50 ألف مقاتل، و400 مقاتل أجنبي.
كما يوجد عدد من المقاتلين الفلسطينيين إلى جانب النظام، وهم من اللاجئين الذين يعيشون منذ وقت طويل في دمشق ويتمتعون بوضع قانوني وحقوق شبه مساوية للسوريين. ومن أبرز المجموعات الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، التي أسسها أحمد جبريل في 1968، ولديها جناح مسلح يقاتل في المخيمات الفلسطينية إلى جانب النظام.
كما تحدثت الصحيفة عن قتال مجموعة درزية إلى جانب النظام، إذ إن القيادات الدينية للدروز الذين يبلغ عددهم نصف مليون، يتواجدون خاصة في السويداء في الجنوب، وهم كحال القيادات المسيحية بالنسبة لعلاقتهم بالنظام. لكن كان هناك الشيخ وليد البلعوس الذي رفض الوقوف إلى جانب النظام أو المعارضة، وقد قتل العام الماضي في انفجار سيارة مفخخة.
أما بالنسبة لفصائل المعارضة التي تسيطر على أقل من ربع مساحة سوريا، فهي أيضا متعددة ومتنوعة، ومن أهمها الجيش السوري الحر الذي أسسه العقيد المنشق رياض الأسعد في 29 حزيران/ يونيو 2011، ولكنه لم يعد رقما صعبا في المعادلة السورية بعد أن انضم أغلب مقاتليه لفصائل وتنظيمات أخرى.
كما أشارت الصحيفة إلى حركة أحرار الشام، وهي تحالف بين عدة مجموعات إسلامية وسلفية، يقودها أبو يحيى الحموي، ويبلغ عدد مقاتليها ما بين 10 آلاف و20 ألف مقاتل، وتتواجد خاصة في إدلب.
وجيش الإسلام الذي يعد أهم فصيل معارض في ضواحي دمشق، وكان يقوده زهران علوش قبل اغتياله وقد خلفه أبو همام البويضاني، ويعد في صفوفه بين 20 ألف و25 ألف مقاتل.
أما جيش الفتح، وهو تحالف عدة فصائل، مثل جبهة النصرة وأحرار الإسلام، فقد تكون في آذار/ مارس 2015 في إدلب، ويحظى بدعم من تركيا وقطر والسعودية، كما تقول الصحيفة.
وجبهة النصرة هي الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، وهي موجودة على قائمة المنظمات الإرهابية في الأمم المتحدة، وهي في تنافس مع تنظيم الدولة.
وهناك تنظيم الدولة الذي سيطر خلال 30 شهرا فقط؛ على حوالي نصف الأراضي السورية. وقد تأسس هذا التنظيم بعد انفصاله عن جماعة التوحيد والجهاد في العراق في سنة 1999، ولكنه تطور كثيرا بعد غزو الولايات المتحدة للعراق في سنة 2003، واختلف عن تنظيم القاعدة، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن "إقامة الخلافة" بقيادة أبي بكر البغدادي في 2014.
ويقدر عدد مقاتلي التنظيم بما بين 25 ألفا و40 ألف مقاتل، حوالي نصفهم هم من المقاتلين الأجانب المتحدرين من 80 دولة.
كما أشارت الصحيفة إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي يستهدف تنظيم الدولة، ويضم دولا عربية وغربية، تشارك في قصف مواقع التنظيم في سوريا والعراق.
أما عن الأحزاب والفصائل السياسية التي تعارض النظام السوري، فقد ذكرت الصحيفة المجلس الوطني السوري، الذي تم تشكيله في آذار/ مارس 2011.
والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي تشكل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 بهدف تشكيل حكومة انتقال سياسي في سوريا.
======================
نيويورك تايمز: "رقصة دبلوماسية غريبة" على أعتاب تحضيرات محادثات السلام في سوريا
الأربعاء 27 يناير 2016 / 23:50
24. إعداد: مروة هاشم
انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، الغموض الذي يعتري الجهات المدعوة للمشاركة في محادثات السلام التي تستعد لها الأمم المتحدة من أجل سوريا والتي من المتوقع عقدها يوم الجمعة المقبل في جنيف، واصفة ما يحدث بأنه يشبه "رقصة دبلوماسية" غريبة في ظل الوضع الإنساني المأساوي للأزمة السورية.
وتشير الصحيفة إلى أن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، قام بتوجيه الدعوات، أمس الثلاثاء، إلى مجموعة متنوعة من السياسيين وقادة الفصائل السورية المتنافسة؛ لإجراء محادثات في جنيف تستهدف إنهاء الحرب التي يشنونها ضد شعبهم منذ خمس سنوات.
وتستنكر "نيويورك تايمز" ما أدلى به ميستورا من أن تفاصيل قائمة الجهات المدعوة "حساسة" ولا يمكن الكشف عنها، وقد أعرب أيضاً أنه يتوقع ردوداً رسمية، ويأمل في أن يصل المدعون في الوقت المناسب لبدء المحادثات صباح يوم الجمعة المقبل.
رقصة دبلوماسية
وتعترف الصحيفة أن أي محادثات للسلام تعتريها، بشكل دائم، حساسية في كيفية إجراء المفاوضات، كما تشهد الكثير من الصراعات، ولكنها تصف محادثات سلام سوريا المقبلة بأنها "رقصة دبلوماسية" غريبة؛ ذلك أن الأمر لا يقتصر على غموض الجهات التي سوف تشارك في تلك المحادثات فحسب، وإنما من غير المعروف أيضاً ما إذا كانت تلك الأطراف المشاركة في الاجتماع لديها الاستعداد اللازم لتقديم التنازلات والتخفيف من معاناة المدنيين السوريين، ولو بدرجة ضيئلة.
وترى نيويورك تايمز أن الأمر يزداد تعقيداً في ظل خطة ميستورا بإبقاء كل فصيل في غرفة منفصلة، بحيث يقوم هو بالتنقل والتنسيق بينهم.
فرصة كبرى
وتقول الصحيفة: "لقد ساهمت أيضاً السرية المفروضة على تفاصيل هذه المحادثات في توفير فرصة كبرى للدعاية من قبل مختلف فصائل المعارضة السورية، إذ أسرعت بعضها بالإدعاء بأنها قد تلقت دعوة للحضور، كما أدعى آخرون أن منافسيهم قد تلقوا دعوات".
وتنتقد نيويورك تايمز عدم تحديد الجهات التي سوف تشارك في المحادثات حتى الأن، ولا حتى الأطراف التي لن تشارك، ناهيك عن الافتقار إلى توضيح مدى موافقة الأطراف المشاركة في المحادثات على الأهداف المتواضعة التي وضعتها الأمم المتحدة للمحادثات، وهي رفع الحصار – من قبل القوات الحكومية بشكل أساسي – من أجل السماح بدخول الأغذية والأدوية إلى المناطق التي هي في أشد الحاجة إليها.
وتضيف الصحيفة: "على مدى أسابيع، تعمد أطراف بالوكالة للتصدى إلى تحديد من سيقوم بتمثيل المعارضة السورية ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، وقد وافقت السعودية على ائتلاف واحد يتكون من مجموعة متنوعة من المعارضين السياسيين والمتمردين المسلحين، وهو المعروف باسم (اللجنة العليا للمفاوضات السورية)".
الحساء الروسي
ولكن، بحسب ما أوردته الصحيفة، فإن مثل هذا الأمر لا يتماشى مع روسيا التي تدعم قوات بشار الأسد، حيث مارست ضغوطها من أجل حضور ممثلين آخرين في المحادثات، من بينهم بعض الأطراف التي تعتبرها اللجنة العليا للمفاوضات السورية "قريبة الصلة" بحكومة بشار الأسد، فضلاً عن الجماعات الكردية التي تصنفها تركيا بأنها "إرهابية".
وتنوه الصحيفة إلى تهديد تركيا بسحب دعمها إذا شارك الأكراد في المحادثات، كما أفاد المعارض السوري هيثم مناع أنه قد تلقى بالفعل دعوة لحضور المحادثات بيد أنه لن يشارك في المحادثات بصفته جزء من الوفد الروسي، وقال: "إن قائمة الأسماء تشبه الحساء الروسي وهذا أمر غير مقبول".
وتوضح الصحيفة أن اللجنة العليا للمفاوضات السورية أصدرت بيانا قالت فيه أنها تلقت دعوة للمشاركة في المحادثات، بيد أنها لن تؤكد حضورها قبل رفع الحصار من قبل قوات الحكومة السورية ووقف القصف الجوي، لتخفيف الوضع الإنساني قبل بدء المفاوضات.
جدوى المحادثات
وتضيف الصحيفة: "على الرغم مما سبق، فإن عدم اليقين لم يقف عائقاً أمام قطار محادثات السلام التي يتم التحضير لها على قدم وساق في أروقة قصر الأمم المتحدة، إذ بدأت زمرة من كاميرات تليفزيونات الأخبار في اتخاذ أماكنها لهذا اليوم المرتقب، وقد وصل فريق وكالة الأنباء السورية (سانا) التي تديرها الحكومة، الأمر الذي يعكس أن الوفد الحكومي السوري في طريقه إلى المشاركة، برئاسة بشار الجعفري مندوب سوريا في الأمم المتحدة".
وتخلص الصحيفة إلى أنه بالنظر إلى ما يجري في سوريا، فمن الصعب تصديق أن أي شخص لديه بالفعل استعداد حقيقي لمباحثات السلام أو حتى الموافقة على وقف إطلاق النار على المدى القصير، لاسيما في ظل الانفجارات الأخيرة في مدينة حمص، وعدم سماح الحكومة السورية لمنظمة الصحة العالمية بعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية في بلدة تسيطر عليها المعارضة.
وتختتم الصحيفة بتأييد دعوات كبار المسؤولين في هيئات الأمم المتحدة الإنسانية بضرورة التزام الأطراف المتحاربة وداعميهم في الخارج باتباع قوانين الحرب، وهو ما يعني وقف الاعتداءات على المدارس والمستشفيات والعاملين في المجال الطبي والسماح بإدخال المعونات الغذائية للمتضررين.
وتتساءل ساخرة: "إذا لم تتمكن الأطراف المتحاربة من الاتفاق على مثل هذه الأمور الأساسية، فما الشيء الجديد الذي سوف يتفقون عليه؟ وتُرى ما الجدوى إذا استمرت المحادثات واستمرت معها في الوقت نفسه عمليات القتل؟".
======================
ستفين روزنبيرغ: هل تستعد روسيا لبقاء طويل الأجل في سوريا؟
27 يناير 2016 at 1:46م
مر نحو أربعة أشهر، منذ أن بدأت روسيا
تدخلها العسكري في سوريا، عبر قصف جوي ونشر تعزيزات عسكرية على الأرض.
ستيف روزنبرغ مراسل بي بي سي رافق القوات الروسية إلى سوريا، وأعد هذا التقرير عن زيارته التي استغرقت أربعة أيام.
سماء مزدحمة
زار فريق بي بي سي قاعدة الحميميم العسكرية الروسية في سوريا، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015.
لكن الكثير من الأمور تغيرت منذ ذلك الحين.
فبعد عشرة أيام من زيارتنا لتلك القاعدة، أسقطت تركيا مقاتلة روسية بالقرب من الحدود التركية السورية، ليسقط أول قتيل روسي جراء هذه العملية العسكرية.
لقد أصبحت السماء فوق سوريا أكثر ازدحاما الآن، إذ بدأت بريطانيا غاراتها الجوية هناك في ديسمبر/ كانون الأول، على الرغم من أنها أقل كثافة بكثير من الغارات الروسية.
والآن وافقت وزارة الدفاع الروسية على اصطحاب مجموعة أخرى من الصحفيين إلى سوريا. وكنت واحدا من هؤلاء الذين ذهبوا في رحلة مدتها أربعة أيام، وكنت متلهفا لرؤية ما تغير.
العودة إلى القاعدة
سافرنا على متن طائرة روسية من طراز إليوشن من مطار عسكري بالقرب من موسكو إلى قاعدة الحميميم الجوية القريبة من اللاذقية.
وحينما بدأت موسكو حملتها الجوية في سوريا، أوضحت أنها ستكون عملية مؤقتة، لكن بعد مرور أربعة أشهر، لا تبدو هناك أية علامات على تقليص هذه الحملة.
وخلال اليوم الذي قضيناه في قاعدة الحميميم، رأينا تدفقا مستمرا للقاذفات الروسية تقلع وتهبط. ومنذ رحلتنا الأخيرة هنا، بدأ الروس استخدام مدرج إضافي.
وخلف هذا المدرج رأينا مخزنا من صواريخ أرض-جو من طراز إس 400.
وتم إنشاء هذا المخزن، بعد إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني، عند الحدود التركية السورية. ورأينا ذخيرة يتم تحميلها في القاذفات الروسية.
وتتهم حكومات غربية روسيا بالتسبب في مقتل مدنيين، بسبب الذخائر غير الموجهة.
وطلبت من المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف، الرد على هذا الانتقاد، فأجابني “ليس هناك حقائق أو أدلة عى ذلك”.
وكوناشينكوف هو العسكري الوحيد المخول بالتحدث للصحفيين هنا في القاعدة الجوية. وقد أخبرنا أن من غير الممكن إجراء مقابلات صحفية مع الجنود الروس الذين يخدمون هنا.
وفي مكان آخر من القاعدة الجوية، عرضت لنا القوات الروسية مساعدات إنسانية يتم تحميلها على طائرة نقل. وسيتم إنزال هذه المساعدات عبر المظلات إلى مدنيين في المناطق المحيطة ببلدة دير الزور، الواقعة شرقي سوريا، والتي يحاصرها ما يُعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية”.
يوم مع البحرية الروسة
لا يخبرنا ضباط البحرية الروس، المخولون بالتحدث للصحفيين، بجدول أعمال كل يوم مسبقا. لذلك حينما ركبنا حافلة الصحفيين هذا الصباح لم نكن نعلم إلى أين نحن ذاهبون.
توجهت بنا الحافلة جنوبا بمحاذاة الساحل إلى طرطوس، حيث تمتلك روسيا قاعدة بحرية هناك منذ عهد الاتحاد السوفيتي السابق. إنها ليست قاعدة مكتملة، وإنما تميل أكثر لكونها محطة للصيانة وتزويد السفن الحربية.
لكن قاعدة طرطوس هي المنفذ الروسي الوحيد على البحر المتوسط، ومن ثم هي أحد أسباب أهمية سوريا بالنسبة لروسيا.
ولا يتاح الوصول للسفن الحربية الروسية للصحفيين الأجانب إلا نادرا، لكن مجموعتنا سمح لها بالصعود إلى متن المدمرة الروسية، فايس أدميرال كولاكوف.والمهمة الرئيسة لهذه السفينة هي رصد وتدمير الغواصات المعادية، وتم نشرها في المتوسط كجزء من العملية العسكرية الروسية في سوريا.
وحينما أبحرنا اصطحبنا القبطان فاريك في جولة.
سألت القبطان فاريك لماذا تحتاج روسيا مدمرة مضادة للغواصات هنا، بينما لا يمتلك تنظيم “الدولة الإسلامية” غواصات بالأساس، فرد عليّ بأن هناك “تهديدات” أخرى يرقبها طاقمه مثل “زوارق سريعة للإرهابيين محملة بالمتفجرات”.
ورأينا من على مسافة طراد الصواريخ الموجهة الروسي فارياغ.
ولا يقتصر هدف وجود السفن الحربية الروسية في البحر المتوسط على محاربة الإرهاب الدولي، بل يتضمن رسالة للعالم بأن روسيا ترى نفسها كقوة عالمية.
الطريق إلى سلمى
في اليوم التالي، اصطحبتنا القوات الروسية إلى مناطق جبلية خارج اللاذقية. ومضينا عبر طرق ضيقة وقرى صغيرة.
وشاهدنا في طريقنا بساتين من أشجار البرتقال واليوسفي، ومناظر خلابة لقمم الجبال المغطاة بالثلوج، وهي مشاهد جميلة تتناقض تماما مع وحشية الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات.
وبعد التحرك لنحو ساعة، توقفت السيارات الثلاث التي تقل الصحفيين. وارتدى المراسلون والمصورون دروعا واقية، ونقلوا إلى شاحنات مدرعة في طريقهم إلى المحطة الأخيرة من الرحلة.
وفي طريقنا، كنا نختلس النظر من النوافذ الضيقة للشاحنة، في محاولة لفهم ما يجري بالخارج.
وحينما اقتربنا من قرية سلمى، بدت آثار الحرب واضحة، حيث المباني مهدمة والمنازل مليئة بالثقوب بسبب طلقات الرصاص، والحفر التي تركتها قذائف الهاون، وبقايا دبابة محترقة.
ومن أجل سلامتنا، أخبرتنا القوات الروسية أننا سنبقى في سلمى لمدة 40 دقيقة فقط.
واستعاد الجيش السوري القرية من أيدي المعارضة المسلحة منذ نحو أسبوع، وذلك بدعم جوي روسي، لكن بعض المباني هناك مفخخة، حسبما أخبرونا.
وتزامن وصلنا إلى سلمى مع وصول محافظ اللاذقية إبراهيم سليم.
 
قال لي المحافظ إن روسيا “ساعدت سوريا.. عبر استهداف الإرهابيين وأسلحتهم ومراكز قيادتهم”.
وعدنا إلى القاعدة الجوية الروسية، وأعددنا تقريرنا التلفزيوني النهائي، قبل أن نستقل الطائرة عائدين إلى موسكو.
انطباعي العام من هذه الرحلة، التي استغرقت أربعة أيام، أن العملية العسكرية والوجود العسكري الروسي في سوريا يبدوان طويلا الأجل.
في وقت سابق، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تكون هذه العملية “محدودة زمنيا”.
لكن حتى الآن لا تبدو لها نهاية في الأفق.
BBC