الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 28/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 28/1/2018

29.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الالمانية والفرنسية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة الامريكية :
«واشنطن بوست»: تحديات أميركية جديدة في سورية بعد هزيمة داعش
ترجمة : إبراهيم خلف
اعتبر الكاتبان ماثيو لي وجوش ليديرمان في مقال نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن الإدارة الأميركية تواجه تحديات جديدة بعد هزيمة تنظيم داعش في سورية،
فهي تكافح من أجل تحديد حدود مهمتها، فضلاً عن كيفية انتهاء تورطها الكبير، مشيرين إلى أن الهجوم العسكري التركي على عفرين، يضع إدارة الرئيس دونالد ترامب أمام خيارين: إما التخلي عن حلفائها الأكراد، أو حصول خلاف عميق مع تركيا، حليفتها في «الناتو»، الأمر الذي لا مفر من حدوثه.
ورأى المقال، أن الأولوية الأميركية في سورية كانت تتمثل في محاربة تنظيم داعش، والآن وبعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم، فإن الحجج الأميركية للتواجد في سورية باتت ضعيفة، ففي السابق كان بإمكان إدارة ترامب الاستمرار في دعم الأكراد وتسليحهم بحجة محاربة داعش، ولكن مع تراجع التنظيم كتهديد مباشر، فإن إثارة هذه الحجج لم تعد مقنع، الأمر الذي يؤجج الغضب التركي.
وأشار المقال إلى أن مدير مجلس الأطلنطي والذي كان في السابق مشرفاً على السياسة السورية في فترة ولاية أوباما الأولى، فريدريك هوف، اعتبر «أن المسألة على غاية من الصعوبة وترخي بثقلها على الجهود الدبلوماسية»، مشيراً إلى أن تراجع التنظيم قد أضعف المبرر القانوني للتواجد الأميركي في سورية، الأمر الذي أثار عدة أسئلة حساسة حول ما إذا كان الكونغرس والشعب الأميركي قد وقّعا بالفعل على تفويض يسمح للإدارة الأميركية في سورية بتجاوز التخلص من الإرهابيين.
من جانبهم، وبحسب المقال، قال مسؤولون كبار في إدارة ترامب: إنهم ليسوا بحاجة إلى إذن إضافي للتواجد في سورية، فتنظيم داعش لا يزال يشكل تهديداً خطيراً ومستمراً، الأمر الذي يتطلب وجوداً أميركياً متواصلاً لضمان عدم إعادة تجميع صفوفهم، وبالتالي تشكيل تهديد في المستقبل.
وفي الوقت الذي يجبر فيه تنظيم داعش على انتهاج وضعية الدفاع، ستقوم القوات الأميركية والدبلوماسيون والعاملون في مجال المساعدات الأميركية بالسعي نحو تحقيق الاستقرار في البلاد واستعادة الخدمات الأساسية في المناطق «المحررة» من سيطرة التنظيم، وفي ذات الوقت بذل جهود لإيجاد حل سياسي للحرب الدائرة في سورية والتي ساهم داعش في تفاقمها على نحو فعال، وفق المقال.
وأكد المقال، أن هذه الحجج تخلق عدة مشاكل للرئيس ترامب والذي غالباً ما يحرص على المطالبة بتحقيق نجاحات: فهو ليس بإمكانه إعلان أي نصر ضد داعش في سورية دون تمكين أولئك الذين يجادلون بهزيمة التنظيم، الأمر الذي يعني أنه لم يعد للولايات المتحدة أي مبرر للبقاء في سورية.
وقال: إن وجود جيوب صغيرة لإرهابيي داعش والتي لا تزال نشطة في شرق سورية تدعم تبرير الولايات المتحدة لوجودها في الوقت الراهن، وقد أعلن التحالف بقيادة الولايات المتحدة يوم الثلاثاء أن غارات التحالف، وبمساعدة من حلفائها الأكراد، أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 150 مسلحاً من إرهابيي التنظيم في مركز قيادة في المنطقة المعروفة باسم وادي نهر الفرات الأوسط.
وأوضح، أن الإدارة الأميركية تنظر إلى تهديد آخر يتمثل بظهور محتمل لتنظيم القاعدة، فضلاً عن رغبتها بوقف النفوذ المتزايد لإيران في سورية، فضلاً عن رغبتها بوقف الدعم الروسي المقدم لحكومة السورية، حيث من خلال موسكو، تمكنت القوات السورية من السيطرة على المناطق التي كانت تخضع لسيطرة المتمردين المدعومين من واشنطن، وقد أظهرت الرسائل التي أرسلتها إدارة ترامب المشاكل الكبيرة التي تواجهها في سورية.
وأشار المقال إلى أنه، ومن جانب آخر، انتقد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الهجوم التركي على الأكراد، قائلاً: إن «العنف الحاصل في عفرين يعطّل من الاستقرار النسبي في المنطقة، ويصرف الجهود الدولية لضمان هزيمة داعش».
وفي سياق متصل، حاول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون شرح السياسة الأميركية في سورية بقوله: إن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود عسكري لها في سورية في المستقبل المنظور لمنع تنظيم داعش والقاعدة من استعادة السيطرة على الأراضي، فضلاً عن الإشارة إلى هدف آخر يتمثل في تقديم المساعدة في مشاريع إعادة الإعمار لتشجيع السوريين على مناهضة الحكومة السورية، وفق المقال.
وذكر المقال، أن الانزعاج التركي من تزايد القوة الكردية بالقرب من حدودها قد قاد حكومة أردوغان إلى شن عملية عسكرية ضدهم في عفرين، فتركيا تنظر للقوات الكردية السورية على أنها مرتبطة ارتباطاً جوهرياً بحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا تنظيماً إرهابياً، والولايات المتحدة تتفق مع تركيا على أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني إرهابيون، لكنها تصر على أن شركاءها الأكراد في سورية غير مرتبطين بتلك المجموعة، داعية الجانب التركي إلى «ضبط النفس».
وخلص الكاتبان إلى القول: إن الكثير من الحلفاء تخلوا عن الأكراد في السابق، وفي الوقت الحالي قد تكون النتيجة أسوأ من صرف الانتباه، ومن غير الواضح ما الذي ستقوم به الولايات المتحدة لتهدئة الوضع، وأشارا إلى أنه ورداً على سؤال حول ما إذا كان لدى واشنطن التزام أخلاقي تجاه الأكراد، أكد عدة مسؤولين أميركيين بارزين أن مبدأ ترامب القائم على «أميركا أولاً» يثبت أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية دائماً لمصالحها الخاصة.
========================
واشنطن بوست": الاستراتيجية الأمريكية في سوريا مهددة بالفشل بعد هجوم عفرين
بتاريخ - السبت 27 يناير 2018 08:14 مساءً
الأفق نيوز - رأت "واشنطن بوست"، في تقرير، أن استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بشأن سوريا مهددة بالفشل بسبب المواجهات بين حليفتيها: تركيا والأكراد.
وذكر التقرير - الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت - أن هجوم تركيا الأخير على المليشيات الكردية في سوريا كشف عيوب السياسة الجديدة التي وضعتها الإدارة الأمريكية لسوريا، موضحا أن الهجوم وضع خطط واشنطن محط تساؤل، لاسيما فيما يتعلق بالاحتفاظ بتواجد عسكري في سوريا دون خوض نزاع أوسع.
وبدأ الجيش التركي، بالاشتراك مع مسلحين سوريين قبل أسبوع، عملية عسكرية استهدفت منطقة عفرين في محافظة حلب الواقعة شمال سوريا قرب الحدود مع حلب، والتي يسيطر عليها الأكراد، وذلك بعد يومين من إعلان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون استراتيجية جديدة لسوريا تتعهد بموجبها الولايات المتحدة بالحفاظ على وجود قواتها في شمال شرق سوريا.
ونقل تقرير "واشنطن بوست" عن خبراء قولهم إن تركيز الولايات المتحدة على تقديم الدعم العسكري للأكراد السوريين الذين يواجهون تنظيم "داعش" الإرهابي لطالما كان حافلا بالتناقضات، مشيرا إلى أن تلك الأزمة الأخيرة تبرز الآن على السطح مع تركيا، حليفة الولايات المتحدة وعضو حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مع شن أنقرة حملة على الحليف الأبرز لواشنطن في سوريا (الأكراد).
وانطلقت العملية العسكرية التركية رغم مطالبة الولايات المتحدة لتركيا بعدم شنها، ووسط قلق مسئولين أمريكيين على قوات أمريكية في منبج .. فيما اتهمت أنقرة واشنطن بأنها تريد إنشاء "جيش من الإرهابيين" على الحدود التركية السورية، بعد إعلان الولايات المتحدة عن تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل أغلبهم من الأكراد.
من جانبه، قال نوح بونسي محلل الشئون السورية في مجموعة الأزمات الدولية: "هذا يبرز الصعوبة الجوهرية لاستراتيجية الولايات المتحدة التي تتطلب الاحتفاظ بتحالفات نشطة مع وجود قوتين في حالة حرب مع بعضهما البعض... لم تكن هناك أبدا إجابة على ذلك، ولن تكون هناك إجابة".
ولفت التقرير إلى أنه منذ بدء هجوم عفرين، سعت واشنطن إلى الوصول لتوازن بين أصدقائها المتناحرين، معترفة بصحة المخاوف الأمنية لتركيا، في الوقت الذي تدعو حلفاءها في تركيا إلى تحديد نطاق الهجوم بمنطقة عفرين لتقليل عدد الضحايا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والجيش السوري الحر قد أعلنا اعتزامهما أن تشمل العملية العسكرية الجارية مدينة منبج السورية أيضا في وقت لاحق، فيما أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها إزاء ذلك الأمر.
وخاضت تركيا على مدى عقود حربا داخل أراضيها ضد المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني، المُصنَف من جانب الولايات المتحدة وتركيا منظمةً إرهابية، والمُتحالِف مع وحدات حماية الشعب، الحليف الأمريكي الذي يفرض سيطرته على عدة مناطق داخل سوريا على الحدود التركية. وتصاعدت حدة التوترات خلال السنوات الأخيرة مع تخوف الأتراك من المساعي الانفصالية للأكراد في تركيا وسوريا والعراق.
وتعتبر السلطات التركية أن "وحدات حماية الشعب الكردي" السورية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني التركي.
========================
ناشيونال إنترست: كيف يمكن لطموحات تركيا الجيوسياسية أن تغير الشرق الأوسط
في 26 ديسمبر 2017، وسعت تركيا وجودها العسكري في قطر من خلال نشر مئات من قيادة القوات المشتركة في منشآتها العسكرية في الدوحة. واكتسبت هذه القوات اهتماما كبيرا من وسائل الاعلام، إذ جاءت بعد يوم واحد فقط من صدور تقرير يكشف أن الجيش التركي تدخل نيابة عن قطر لمنع السعودية والإمارات العربية المتحدة من شن انقلاب ضد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في يونيو.
إن قرار الحكومة التركية بإظهار “عضلاتها العسكرية” نيابة عن قطر يؤكد على تحول كبير في استراتيجية أنقرة في الشرق الأوسط. منذ محاولة الانقلاب في تموز / يوليو 2016، تحولت تركيا من كونها عاملا ثوريا مزعزعا للاستقرار لأقوى مؤيد للاستقرار في الشرق الأوسط. وفي الأشهر الأخيرة، أكدت تركيا التزامها بالحفاظ على استقرار الدولة في العالم العربي، من خلال دعم إعادة توحيد سوريا في ظل حكومة مركزية قوية، ودعمها بقوة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
إن تبني تركيا لجدول أعمال مؤيد للاستقرار في العالم العربي يمكن تفسيره بقلق أنقرة المتزايد بشأن الاضطرابات الداخلية بعد أن واجهت سلطة أردوغان تحديا بسبب محاولة الانقلاب التي جرت في يوليو / تموز 2016. وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اعتقاده بأن محاولة الانقلاب نظمتها وحدات عسكرية مارقة تابعة لرجل الدين الإسلامي فتح الله غولن بدعم من قوى خارجية، وعليه سعت تركيا إلى تقويض حركات التمرد القومية ومكافحة التدخل الخارجي المزعزع للاستقرار في الصراعات الإقليمية. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى منع محاولات الانقلاب التي تحدث في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط، وإعادة إنشاء شبكة الدول القومية المستقرة التي حافظت على الأمن الجماعي في العالم العربي قبل حرب العراق عام 2003.
ومن أجل توطيد مكانتها بوصفها الضامن الرئيسي للأمن الجماعي في الشرق الأوسط، قامت تركيا بتنقيح نهجها الدبلوماسي بين الدول وعرضت قدرتها القهرية الهائلة على المجتمع الدولي. وعلى النقيض من التوازن غير العملي الذي أيده أردوغان قبل الربيع “عدم وجود مشاكل مع الجيران”، فإن دور تركيا الحالي لتحقيق الاستقرار تدعمه شراكات تكتيكية انتقائية مع الجهات الفاعلة الإقليمية التي تمتلك أهدافا جيوسياسية مماثلة. وقد وسعت هذه الشراكات شبكة حلفاء تركيا في العالم العربي، وحسنت الأضرار التي لحقت بسمعتها بسبب ردود أردوغان غير المتماسكة على الربيع العربي.
كما أن الأثر الرادع الذي توفره الموارد العسكرية الهائلة في تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش دائم في الناتو، عزز أيضا قدرة أنقرة على العمل كمستقر إقليمي. وكثيرا ما اضطرت البلدان التي تسعى إلى مواجهة الأهداف التركية إلى وضع خططها على الرفوف لأنها تخشى من انتقام عدواني من تركيا يمكن أن يضر بأمنها وطموحاتها الإقليمية في مجال إسقاط السلطة.
إن التزام تركيا بتعزيز الدول الهشة في العالم العربي يتجلى في توسيع نطاق مشاركتها الدبلوماسية والعسكرية في سوريا. وعلى الرغم من أن تركيا قدمت دعما ماديا حيويا للجماعات المتمردة السنية التي تسعى إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في السنوات الأولى من الصراع، ولا تزال ترى الأسد قائدا غير شرعي، إن سياسة أنقرة الحالية تفضل إعادة توحيد سوريا باعتبارها دولة مركزية مستقرة.
وعلى الرغم من أن أردوغان وصف مؤخرا الأسد بأنه “إرهابي” ليس له مكان على طاولة المفاوضات، فإن استراتيجية تركيا غير الرسمية في سوريا تنظر إلى الطموحات السياسية للمجموعات القومية الكردية، مثل قوات سوريا الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي كأكبر معوقات الاستقرار في سوريا. وتعتقد الحكومة التركية أن إنشاء مركزين للسلطة في سوريا، أحدهما في دمشق بقيادة الأسد والآخر في روجافا بقيادة الفصائل القومية الكردية، يمكن أن يؤدي إلى موجة من الحواجز التي تقوض السلامة الإقليمية لدول الشرق الأوسط، وتزعزع الاستقرار في الشرق تركيا من خلال تمكين حزب العمال الكردستاني.
وترى تركيا أن الحفاظ على دولة موحدة في سوريا سيجنبها من الانزلاقات ويسهل إعادة إقامة دولة سورية مستقرة سياسيا. إن هيكل الدولة الموحد سيكون له إطار قانوني يضمن إحداث تغيير في النظام في سوريا ينتج حكومة معارضة تمارس السلطة السياسية على كامل البلاد. وستكون هذه النتيجة مفيدة للغاية لمصالح تركيا الجيوسياسية، لأنها ستسمح لسوريا بأن تصبح حليفا تركيا في حال سقوط الأسد من السلطة.
ولضمان التوصل إلى تسوية سلمية تحافظ على هيكل الدولة الموحد في سوريا، أقامت تركيا شراكات مع أصحاب المصلحة الإقليميين بهدف الحد من التأثير السياسي للجماعات القومية الكردية. وقد أدت هذه الجهود أيضا إلى تحسين تركيا لعلاقاتها مع إيران وروسيا. وقد وقعت تركيا اتفاقات هامة مع إيران حول أمن الحدود ومكافحة الارهاب وتبادل المعلومات الاستخباراتية، الأمر الذي يكفل قيام البلدين بتنسيق الجهود العسكرية ضد الجماعات المسلحة الكردية. كما تعاون الجيش التركي مع روسيا من خلال شن ضربات جوية مشتركة على معاقل المعارضة السنية في شمال سوريا. ولم يتسبب هذا التعاون حتى الآن في تخلي روسيا عن دعمها لدولة اتحادية في سوريا، ولكنه ساهم في إضعاف صلات موسكو مع قوات سوريا الديمقراطية واستعداد روسيا لتسهيل العمليات العسكرية التركية في مدينة عفرين الكردية.
كما تم عرض البعد الصلب للدور التركي بخصوص الاستقرار في سوريا، حيث أظهرت أنقرة استعدادها للتدخل عسكريا في النزاع السوري من خلال حملة “درع الفرات” ضد داعش في الفترة من 2016 إلى مارس 2017. يمكن اعتبار بيان الرئيس دونالد ترامب الصادر في تشرين الثاني / نوفمبر والذي يدعو إلى إنهاء المساعدة العسكرية التي تقدمها واشنطن إلى حزب الاتحاد الديمقراطي وسيلة لإرضاء تركيا ومنع أنقرة من شن حملة عسكرية متهورة ضد الموالين للولايات المتحدة خاصة قوات سوريا الديمقراطية. ويشير هذا التحول في السياسة إلى أن أردوغان نجح في تحويل عدم قابليته للتنبؤ –كمشكلة كبيرة-إلى مصدر للضغط وتعزيز الاحترام للقدرات العسكرية التركية في كل من الغرب والعالم العربي.
إن دعم تركيا لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا يعكس أفعاله في سوريا. منذ أن أعلنت تركيا عن قرارها بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا في يونيو 2016، عملت الحكومة التركية بجهد لتوحيد ليبيا تحت قيادة حكومة قنا التي تتخذ من طرابلس مقرا لها وتقوض قوة جماعات الميليشيات في شرق ليبيا. كما عارضت تركيا بشدة تدخلات القوى الإقليمية، مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، الذين يدعمون الفيدرالية في ليبيا ويسعون إلى تعزيز نفوذ قائد الجيش الموجود بطبرق خليفة حفتر.
كما هو الحال في سوريا، استخدمت تركيا جهودها لتعزيز مؤسسات الدولة في ليبيا لتوسيع وتعميق شبكة حلفائها داخل الجامعة العربية. وحليف تركيا الرئيسي في هذا المسعى هو قطر. إن تعبير الحكومة التركية عن التضامن مع الدوحة في أزمة الخليج يهدف إلى إثبات أن التحالف التركي-القطري ضد دولة الإمارات العربية المتحدة يمكن أن يتجاوز نطاق دول مجلس التعاون الخليجي. كما توددت تركيا للسودان، حيث تشاطر الخرطوم مخاوف أنقرة بشأن التأثير المزعزع للاستقرار لمبيعات الأسلحة غير المشروعة للجيش الليبي.
البعد الإكراهي لحملة تركيا لدعم السيادة الليبية أضعف مما هو عليه في سوريا، حيث أن رغبة تركيا في استخدام القوة العسكرية نيابة عن طرابلس لا تزال غير واضحة.  تاريخيا تعتبر قوات حفتر خطر التدخل العسكري التركي في ليبيا ضئيل، وقد تعزز هذا الرأي بسبب رد فعل تركيا الصامت على قصف الجيش الليبي في مايو / أيار 2015 لسفينة تركية متجهة إلى طبرق.
وعلى الرغم من هذه السابقة، أصبح حفتر أكثر حذرا بشأن استفزاز تركيا في الأشهر الأخيرة، حيث نشرت أنقرة قوات عسكرية في دول أفريقية، مثل الصومال والسودان، وتصاعدت التوترات مع مصر حول تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي لمحاولة الانقلاب التركية عام 2016. وهذا يضمن أن تركيا قادرة على حماية سيادة ليبيا مع خطر ضئيل لرد فعلٍ عسكري. ولذلك، فإن أنصار حفتر الدوليين، مثل روسيا، وسعوا من علاقاتهم الدبلوماسية مع طرابلس في جزء منها لتجنب عداء تركيا.
وعلى الرغم من أن سلوك أردوغان الذي لا يمكن التنبؤ به يعتبر مصدرا لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، فقد ركزت سياسة تركيا الخارجية في مرحلة ما بعد الانقلاب على جيرانها بشكل رئيسي وعلى حماية سيادة الدولة في العالم العربي وإحياء نظام الدولة الموحد المستقر قبل عام 2003. إذا نجحت تركيا في حماية سيادة سوريا وليبيا وقطر، فإن وضعها كضامن للأمن الجماعي في الشرق الأوسط سيزداد بشكل كبير، مما يعزز قوة حلفاء أنقرة دبلوماسيا ومكانة أردوغان كرجل دولة عالمي.6
========================
فورين بوليسي : بعد انتهاء معركتي الثورة و«داعش».. ما الحروب الجديدة التي تشهدها سوريا؟
في الشهور الأخيرة ، تتكرر على مسامعنا فكرة أن الحرب الأهلية السورية في طريقها إلى الأفول؛ حتى صار الأمر أقرب إلى «كليشيه» ممل، لكن بالرغم من ذلك، لم يكن من الممكن أبدًا اعتبار ذلك الزعم حقيقة مطلقة، هذا ما يعبر عنه الباحث في الشؤون الدولية، جوناثان سباير، في مقاله لصحيفة «فورين بوليسي».
ويروي سباير كيف أكد مسؤولون أمريكيون مؤخرًا نية واشنطن الاحتفاظ – وإلى أجل غير مسمى – بتواجد فعال في ما يقرب من 28% من الأراضي السورية، في شراكة مع «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يقودها الأكراد، لكن تلك الخطط لا تزال تلقى مقاومة من الفاعلين الرئيسين الآخرين في تلك البلاد التي مزقتها الحرب، ويشمل ذلك بالطبع تركيا، حليف أمريكا القديم، وهي التي دشنت قبل أيام «عملية غصن الزيتون»، في مقاطعة عفرين الواقعة تحت السيطرة الكردية شمال غربي سوريا. وبالتوازي، فإن قوات النظام الذي يقوده بشار الأسد، وفيما تشن هجومها على المعارضين العرب السنة في الجنوب، فإنها تسعى إلى إكمال سيطرتها على مطار أبوالضهور العسكري في محافظة إدلب الشمالية.
لا يؤدي نزيف الدماء هذا إلى إفساد خطط واشنطن على الأرض السورية فحسب، بل إنه يثير مزيد من الأسئلة حول مستقبل البلاد، فحتي لو قادت ديناميكيات الحرب الصراعات المتداخلة في سوريا إلى نهاية ما، فإن ذلك لا يعني أن ثمة مستقبلًا سلميًا ومنظّمًا ينتظر السوريين، بل يعني ببساطة أن ثمة صراعات جديدة سوف تولد من رحم القديمة.
الأسد باقٍ.. و«داعش» فانية وتتبدد
وفقًا لسباير، فمنذ منتصف 2014 ثمة حربان متوازيتان تدور رحاها على الأرض السورية، الحرب «الأصلية» بين نظام الأسد والثوار العرب السنة، وهي تتركز في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية غربي البلاد. أما الحرب الثانية فتدور بين «الدولة الإسلامية (داعش)»، والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
كلتا الحربين الآن في طريقهما إلى الانتهاء. حُسمت المعركة الأولى لصالح الأسد في 30 سبتمبر (أيلول) 2015، اليوم الذي احتضنت فيه سماء سوريا المقاتلات الروسية التي هبت لنجدته. فيما افتقد الثوار إلى مضادات طائرات فعالة، باستثناء وسائل بدائية للغاية، فوقفوا مكتوفي الأيدي أمام مزيج من القوة الروسية في الجو، والكتائب المدعومة إيرانيًا على الأرض.
لم يعد بقاء النظام محل شك الآن، لكن «كينونته» اليوم تختلف جذريًا عما كان عليه الأمر وقت اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد في صيف العام 2011، لم يعد النظام في دمشق قادرًا على إملاء أوامره على الجميع كما كان الأمر قبل سبع سنوات، بل إن عليه – بدلًا عن ذلك – إرضاء أهواء تلك القوى التي ضمنت له البقاء.
تمثل أحداث الأيام السابقة في عفرين مثالًا واضحًا على ذلك. أبدى الأسد نفسه رفضًا قاطعًا للتدخل التركي قائلًا: «لا يمكن فصل هذا العدوان التركي الوحشي على مدينة عفرين السورية عن سياسة النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة السورية، والتي بنيت بشكل أساسي على دعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية»، كما أبلغ  «فيصل مقداد» نائب وزير خارجية النظام المراسلين في دمشق أن القوات السورية «جاهزة لتدمير الأهداف التركية الجوية في سماء الجمهورية العربية السورية».
غير أن رعاة الأسد الروس كانوا قد كونوا وجهة نظر مختلفة بخصوص العملية التركية، وقد انسحب العسكريون الروس من المقاطعة الكردية قبل بداية العمليات. وبالتأكيد فإن الطيران التركي الذي يحلق في سماء عفرين، مستهدفًا المواقع الكردية في المنطقة، ما كان ليعبر الحدود بدون إذن روسيا، التي تحتفظ في سوريا ببطاريات صواريخ الدفاع الجوي «إس-400»، والتي تضمن لموسكو إمكانية تطهير الأجواء السورية من أي وجود غير مرغوب فيها. وقد كان على الحكومة السورية أن تنصاع لرغبات صانعي القرار الحقيقيين، وألا تنساق وراء تهديداتها باستهداف المقاتلات التركية.
أما فصائل المعارضة، فهي تكتفي الآن بالقتال في سبيل البقاء، وتلك التي تتخذ من سوريا مقرًا لها، أو تتمركز بالقرب من الحدود التركية لا تجد أمامها من خيار إلا العمل كوكلاء للطموحات التركية (حتى جبهة أحرار الشام المرتبطة بالقاعدة، والتي تسيطر على محافظة إدلب تحتفظ بـ«تنسيق ناعم» مع تركيا، وقد وجدت ذلك ضروريًا لتجنب الغارات الروسية). فيما يلعب الثوار في الجنوب الدور نفسه لصالح الرعاة في الأردن والولايات المتحدة  وإسرائيل.
ويبدو أن الحرب ضد دولة «الخلافة الزائفة» في طريقها للنهاية هي الأخرى، بحسب سباير، صحيح أن التنظيم لم يُدمّر بشكل كامل، ولا يزال يحتفظ بسيطرة  في صحراء دير الزور، كما لا يزال قادرًا على مفاجأة أعدائه بهجمات مضادة، إلا أنه فقد الغالبية الساحقة من أراضيه. وأصبح من الواضح أن التنظيم عاد إلى ما كان عليه قبل إعلان الخلافة في يونيو (حزيران) 2014.
خريطة الحرب الجديدة في سوريا
إذًا فما الذي تعنيه هذه التطورات بالنسبة للمسار المحتمل للأحداث في سوريا في الفترة القادمة؟
يرى التقرير أن هناك ثلاثة «لاعبين» رئيسين في سوريا اليوم: 1) معسكر «النظام – الإيرانيين وحلفائهم – الروس»، وهو يسيطر على ما يقارب نصف مساحة البلاد، ومعظم كتلتها السكانية. 2) قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، والمدعومة أمريكيًا، وهي تسيطر على المناطق الغنية بالنفط جنوبي دير الزور، ومساحة كبيرة من أجود الأرض الزراعية. 3) التحالف بين تركيا – وإلى حد ما قطر – والمجموعات الإسلامية السنية والمتمردين الجهاديين شمال غربي سوريا.
لكن هذه «المعسكرات» الشاسعة ليست هياكل مغلقة على نفسها، إذ إننا بصدد معادلة يحتفظ فيها الأعضاء المختلفون بعلاقات خاصة مع عناصر معينة في المعسكر المنافس. تركيا وأمريكا مثلًا هما – ظاهريًا – حليفان وثيقان في الناتو، بالرغم من أن واشنطن تواجه معارضة من قبل بعض المجموعات الجهادية المتعاونة مع تركيا.
وإذا كان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» جادًا في تصريحاته بخصوص نية بلاده مهاجمة مدينة «منبج»، فإن أنقرة سوف تكون بصدد مسار تصادمي مع مصالح واشنطن. وعلى جانب آخر، يحتفظ الأكراد بعلاقات مع كل من روسيا ونظام الأسد، بالرغم من أنهم يديرون – بحكم الأمر الواقع – منطقة مستقلة بدعم من الولايات المتحدة.
أما إسرائيل، فهي وإن كانت تصطف مع الولايات المتحدة، فإنها تراهن على علاقاتها الفاعلة مع روسيا لضمان قدرتها على  العمل ضد النظام والأهداف المرتبطة بإيران جنوبي سوريا، وإن يكن هؤلاء حلفاء لروسيا في الحرب. وهكذا دواليك.
ويختتم سباير مقاله بأن التنافسات الجديدة في سوريا لا تنبع من الديناميكيات السورية في الداخل، بل من المصالح المتضاربة للقوى الخارجية التي تشق طريقها بين الأطلال السورية، الأتراك في مواجهة الكُرد، إسرائيل في مواجهة إيران ووكلائها، والولايات المتحدة ضد إيران، واليوم تركيا في تحديها لواشنطن. تسعى كل قوة هنا إلى تحقيق امتلاك التفوق على الأخرى، ولذلك فحتى لو خمدت الحرب القديمة في سوريا، فإن الحروب والصراعات لن تغادر المنطقة قريبًا. مرحبًا بكم في «سوريا الجديدة».
========================
واشنطن بوست: ما هي خطوط ترامب الحمراء بسوريا وكوريا الشمالية؟
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحافي آدم تيلر، يبحث فيه عدم وضوح إدارة الرئيس دونالد ترامب بخصوص الخطوط الحمراء، إن كانت هناك خطوط حمراء، في سوريا وكوريا الشمالية.
ويشير تيلر في بداية مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى رد ترامب العسكري على الهجوم الكيماوي الذي شنته قوات الأسد في 4 نيسان/ أبريل 2017، وكيف لام ترامب في وقتها سلفه باراك أوباما؛ لعدم التزامه بالخطوط الحمراء التي رسمها للنظام السوري.
ويقول الكاتب إن "الرد العسكري على ذلك الهجوم الكيماوي كان بالنسبة لمؤيدي ترامب إيذانا بأمريكا جديدة، لا تتردد في استخدام عضلاتها في السياسة الخارجية عندما يلزم الأمر، ولم يكن التحذير للأسد وحده، بل لكيم جونغ أون، الذي حذره ترامب في تغريدة في كانون الثاني/ يناير من أن تجريب كوريا للصواريخ البالستية عابرة القارات (لن يحدث)".
ويستدرك تيلر قائلا: "لكن يبدو، ومع قرب نهاية العام الأول لترامب، أن موقفه الصلب من سوريا وكوريا بدأ بقدان التركيز، ومع أن إدارته تجنبت استخدام تعبير (خطوط حمراء) عادة ما تحدثت عن تحذيرات لدمشق وبيونغ يانغ، لكن الطبيعة الضبابية للتهديدات أفقدتها قوتها".
وتورد الصحيفة أن المحللة العسكرية التي تعمل في معهد "هوفر"، وعملت في عدة مناصب في البيت الأبيض في عهد جورج بوش الابن، كوري شاكي، ترى أن الإدارة تحاول نقل الخطوط التي وضعتها سابقا لكل من سوريا وكوريا الشمالية، وهو ما قد يتسبب بمشكلات للإدارة
وتقول شاكي: "إن هناك أشياء يقوم بها الخصوم، قال الرئيس إنه لن يسكت عنها، ولذلك فإنهم سيشككون في مصداقية الرئيس، وقد يشجع هذا الخصوم على أن يقوموا بتجريب رد فعل أمريكا على ضمانات أمريكية أخرى".
ويذكر الكاتب أن متحدثا باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض رفض الإجابة عن الأسئلة، فيما إذا كانت هناك خطوط حمراء أم لا في سوريا وكوريا الشمالية، وإن تم تغيير العتبة قريبا.
ويجد تيلر أن "تعليقات من مسؤولين كبار في الإدارة ألمحت إلى وجود تحول، فخلال ظهوره في باريس يوم الثلاثاء تحدث وزير الخارجية ريكس تيلرسون، بإسهاب عن الهجمات الكيماوية ضد المدنيين في الغوطة الشرقية".
ويعلق الكاتب قائلا إن "ذلك كان اعترافا علنيا بأنه بالرغم من العمل العسكري الذي قامت به أمريكا عقوبة للأسد على الهجوم الكيماوي، فإن هذه الهجمات لا تزال تقع، مع أنه بشكل عام يستخدم الكلور، الذي هو سلاح رخيص وأقل خطورة من غاز السارين، الذي أدى إلى الرد العسكري الأمريكي العام الماضي".
ويلفت تيلر إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، بدا وكأنه يرسم خطا جديدا في المواجهة مع كوريا الشمالية، حيث انتقل الخط الأحمر من تجريب الصواريخ عابرة القارات، إلى تجريب الإطلاق المتعدد لتلك الصواريخ.
ويذهب الكاتب إلى أنه "في الحالتين السورية وكوريا الشمالية، فإن قرارات إدارة ترامب مقيدة، ليس بالخيارات السياسية للإدارة السابقة فحسب، بل بمصالح الدول العظمى الأخرى، بالإضافة إلى محدودية التكنولوجيا والجغرافيا".
ويستدرك الكاتب بأن "الإدارة أصدرت تحذيرات كذلك للدول الأجنبية التي تزعج أمريكا، فمثلا حذر ترامب من أنه سيلجأ إلى استخدام القوة العسكرية لمنع بيونغ يانغ من الحصول على إمكانيات ضرب أمريكا بسلاح نووي، وهي إمكانية يعتقد معظم المحللين أن كوريا الشمالية حصلت عليها".  
وتنقل الصحيفة عن الخبير في الأمن النووي في معهد "ميدلبري" للدراسات الدولية جفري لويس، قوله: "يحاول بومبيو أن يعيد رسم الخطوط الحمراء ليريح الرئيس من التصريحات المحرجة التي تفوه بها خلال الاثني عشر شهرا الماضية.. ولا أظن أن أحدا في هذه الإدارة يجرؤ على الاعتراف بأن كوريا الشمالية تملك إمكانية ضرب أمريكا؛ لأن الرئيس قال إن ذلك لن يحصل، ومخالفته ستعني إقالة ذلك الشخص".
ويورد تيلر نقلا عن منسق برنامج السياسات النووية في معهد كارنيغي للسلام جيمس أكتون، قوله إن تصريحات بومبيو يوم الثلاثاء تمثل "خطا زهريا" أكثر منه تحذيرا حقيقيا، وأضاف أنه بالرغم من أن بومبيو بدا وكأنه يهدد بيونغ يانغ، إلا أن التهديد كان "غامضا شيئا ما".
وينوه الكاتب إلى أنه "عندما يتعلق الأمر باستخدام سوريا للأسلحة الكيماوية، فإن العتبة بالنسبة لإدارة ترامب غير معروفة بالضبط، ففي نيسان/ أبريل قال السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض شون سبايسر، للصحافيين إن (قمت باستخدام الغاز (السام) ضد رضع.. أو إن ألقيت بالبراميل المتفجرة على الأبرياء)، يمكن أن يرد الرئيس، ثم بعد ذلك بساعات قال إن شيئا لم يتغير في السياسة الأمريكية، وبأن الرئيس (لن يرسل ببيرقيات بشأن ردوده العسكرية)".
وتنقل الصحيفة عن الخبير في الشأن السوري والأستاذ في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس، قوله إن هجوم الكلور هذا الأسبوع وفر فرصة لأمريكا وشركائها للتصرف، وأضاف أن هناك حاجة لمعاقبة الحكومة السورية إن أرادت أمريكا والغرب المحافظة على العرف الدولي بعدم استخدام هذا الغاز.
ويفيد تيلر بأن تيلرسون خص في تعليقاته يوم الثلاثاء روسيا بدلا من حكومة الأسد، لافتا إلى أنه عندما وجه سؤال إلى أحد المسؤولين في الخارجية الأمريكية عما إذا كان تيلرسون يشير إلى "خط أحمر" جديد على استخدام الكلور، قال لمراسل، واشترط عدم ذكر اسمه: "بالتأكيد لا".
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى ما قاله المحلل توبيا شنايدر: "بالرغم من أن المسؤولين لن يعترفوا بذلك، إلا أن منع استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا في الماضي فهم على أنه يتعلق فقط بغازات الأعصاب، مثل السارين، لكن ليس الكلور السهل الإنتاج والأقل فتكا".
========================
الصحافة العبرية :
معاريف :الأسد يهدد: إذا هاجمتنا "إسرائيل" سنقصف مطار بن غوريون
28/01/2018 [ 08:33 ]الإضافة بتاريخ:
الكرامة برس - وكالات - قالت صحيفة "معاريف" العبرية مساء السبت، إنّ الرئيس السوري بشار الأسد اتصل بنظيره الروسي للحديث حول هجمات الجيش الإسرائيلي في بلاده.
وأضافت معاريف عبر موقعها الإلكتروني ، ان الرئيس السوري بشار الأسد يهدد بمهاجمة مطار بن غوريون بصواريخ سكودا.
وأوضحت، أنَ الأسد استنكر خلال محادثته مع نظيره الروسي "فلاديمير بوتين" تفجير القواعد ومستودعات الذخيرة وقوافل الأسلحة التي قالت سوريا انها "شرف وطني".
وتابع، أنّ الأسد قال لبوتين، "ان شرف سوريا هو قبل كل شيء"، مضيفا "اذا قصفت اسرائيل دمشق مرة اخرى فسنطلق صواريخ سكود على مطارها الدولى".
وردا على ذلك أشارت معاريف، إلى أنّ بوتين قال لنظيره السوري سيناقش هذا الأمر مع اسرائيل.
========================
هآرتس: المعقل الديمقراطي في شمال سوريا يحاول صد اردوغان
بقلم: تسفي برئيل
في اليوم السادس لغزو تركيا لمحافظة عفرين الكردية التي تقع في شمال سوريا، يبدأ تحرك دولي في محاولة لصد الاندفاع. المانيا اعلنت أنها ستوقف ارساليات السلاح الجديدة، وستوقف صفقة اعادة صيانة الدبابات التي وقعت عليها مع تركيا. فرنسا طلبت عقد جلسة خاصة لمجلس الامن، في حين أن ترامب حذر اردوغان من التصادم بين القوات الامريكية والقوات التركية في الاراضي السورية. ليس واضحا من لهجة التحذير اذا كان الرئيس يقصد أن القوات الامريكية ستهاجم القوات التركية، لكن تركيا سارعت الى نفي أن تحذير كهذا ورد في المكالمة الهاتفية بين الزعيمين وقالت “إنهما تحادثا فقط حول الوضع في سوريا”.
معطيات دقيقة حول عدد القتلى والجرحى، لا توجد. ولكن الصور والتقارير التي ينشرها الاكراد في وكالات الانباء الكردية في شمال سوريا تظهر مدنيين جرحى ومن بينهم اطفال ونساء. في المحافظات الكردية في شمال سوريا تم استدعاء الشباب والنساء للتجنيد العام. الشباب حصلوا على سلاح وتدريب اساسي من اجل الدفاع عن المدنيين في حالة دخول قوات تركية الى داخل مركز محافظة عفرين، والتي كان يعيش فيها قبل الحرب نحو 170 ألف شخص، منهم حوالي 35 ألف كانوا يعيشون في المدينة نفسها. في الشبكات الاجتماعية للاكراد يعرضون حفلات غنائية لجوقة مغنين اكراد بملابس تقليدية يتعهدون بطرد الاتراك من بلادهم، منظمات نسوية تنشر شعارات تأييد للمقاتلين والمقاتلات الاكراد، ورؤساء قبائل عرب يعيشون في تلك المحافظات يؤكدون: “سنقف كتف الى كتف مع الاكراد ضد العدو التركي”، “سنقف معا ضد قاتل الامهات والاطفال اردوغان، حيث أن جميع اجزاء سكان شمال سوريا مصيرهم واحد، وليس بيننا أي فرق”، “سنكون سد يصد الدولة العثمانية”.
وحدة المصير بين المواطنين العرب والاكراد والتركمان، الارمن، السريان، المسلمون والعلويون الذين يعيشون في محافظات شمال سوريا، غير مفهومة بحد ذاتها. الاكراد يحاربون ضد الارمن في تركيا، والكثيرين منهم شاركوا في مذبحة الارمن التي حدثت في 1915، العلويون والمسيحيون  اعتبروا وما زالوا يعتبرون مؤيدين لنظام الاسد، الاكراد جزء منهم ليس لديهم جنسية سورية، كجزء من حملة التعريب التي بدأها حافظ الاسد، والد بشار، والتي خلالها اعاد الاسد مواطنين عرب الى الاراضي التي صادرها من اصحابها الاكراد.
ظاهريا وفرت الحرب في سوريا شروط جيدة لاندلاع حرب اهلية في شمال سوريا وتصفية حسابات بين ابناء الطوائف. ولكن ما حدث هو العكس. في المحافظات الثلاثة ذات الحكم الذاتي، عفرين والجزيرة والفرات التي اغلبية سكانها من الاكراد، تم انشاء في 2014 “الاتحاد الفيدرالي الديمقراطي لشمال سوريا”، في المنطقة المعروفة باسم روجابا (غرب)، والتي تشكل المحافظة الغربية للحلم الكردي الوطني. هذه الفيدرالية صاغت دستور مشترك بحسبه منحت حقوق متساوية لكل طائفة اثنية وكل طائفة دينية، وحظيت النساء بمساواة كاملة في الحقوق، ومباديء الدستور استندت الى عقيدة عبد الله اوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في سجن في تركيا في جزيرة اميرلي قرب اسطنبول. اوجلان الذي تأثر من نظرية الفيلسوف اليهودي الفوضوي الذي تحول الى شيوعي، موريه بوكتشين، يسعى الى اقامة فيدرالية علمانية ليبرالية وديمقراطية في المنطقة، تقدس جودة البيئة وتكون في المستقبل جزء من سوريا – التي ستكون بنفسها دولة فيدرالية حسب هذه النظرية. حول هذه المباديء يختلف اوجلان من ناحية ايديولوجية مع القيادة الكردية في الاقليم الكردي ذي الحكم الذاتي في العراق الذي يسعى الى اقامة دولة كردية مستقلة.
خلافا للاقليم الكردي في العراق المسيطر عليه من قبل نخب عائلية وقبلية يبرز منها عائلة برزاني وطالباني، فان الاقاليم الكردية في سوريا بنيت على اسس سياسية قائمة على ديمقراطية مباشرة وتعاون مشترك. على سبيل المثال، يتعلم طلاب المدارس الاساسية حسب مناهج تعليمية مناسبة لطائفة ولغة كل طالب.
صلاحيات متساوية للرجال والنساء
كل واحدة من المحافظات التي تدير نفسها ذاتيا، وعلى رأسها تقف حكومة ورئيس منتخب ومجلس للشعب كنوع من البرلمان المحلي، تمثل فيه كل طائفة بصورة تتناسب مع حجمه. وفي كل واحدة من الوظائف الحكومية الكبيرة يتم اعطاء صلاحيات متساوية للرجال والنساء. في محافظة عفرين على سبيل المثال، تتولاها امرأة هي هاوي مصطفى كرئيسة للمحافظة، والى جانبها نائبين من الرجال. في كل واحدة من المحافظات جرت في 2015 انتخابات لمجلس الشعب والوظائف البلدية. بعد سنتين من ذلك، في ايلول 2017، جرت انتخابات للمجالس العامة والتي ترشح فيها 12.400 مرشح تنافسوا على 3700 وظيفة عامة. العدد الكبير من المتنافسين يشير الى ثقة كبيرة بالنظام السياسي، الذي يعطي قوة للجمهور بواسطة مجالس محلية، لجان احياء وحتى لجان شوارع، يديرون الشؤون المدنية. جهاز القضاء المحلي يعمل على المستوى القاعدي بواسطة لجان قضاء مدنية، التي تسمى لجان السلام والاتفاق، وهي تعمل كلجان للبت في النزاعات المحلية، وحتى المستوى الاعلى للمحكمة الدستورية المشتركة لكل فيدرالية شمال سوريا.
في كل محافظة تعمل شرطة محلية “اسياش”، على رأسها يعمل الرجال والنساء معا، وكجزء من النظرية الاجتماعية المتطرفة لاوجلان، ايضا الاقتصاد هو في معظمه مشترك. التجمعات تقوم بفلاحة الاراضي المشتركة وتبيع معا الانتاج، ولكن هناك ايضا مصانع قليلة بملكية خاصة. السكان لا يدفعون الضرائب بشكل مباشر، ومعظم المدخولات تأتي من دفع رسوم التصاريح وتسجيل المركبات وخدمات اخرى يحصل عليها المواطنون، ومن بيع النفط الذي يتم تكريره بوسائل بيتية.
فوق مستوى المحافظة تعمل الادارة الفيدرالية، التي تستند الى الدستور الفيدرالي (الذي تم تعديله في 2016)، المسؤولة عن السياسة الخارجية وتنسيق النشاطات العسكرية والتصدير وتخطيط الاقتصاد. ومن اجل أن تعمل المحافظات حسب الدستور الفيدرالي الذي يمنع تعدد الزوجات والاكراه في الزواج، وحتى يشجع الزواج المدني. على رأس الادارة الفيدرالية يقف رئيس ورئيسة بصورة مشتركة وكذلك مجلس شعب ينتخب فيه ممثلون من المحافظات ذات الحكم الذاتي. الجهة التنفيذية التي تعمل كحكومة فيدرالية هي المجلس الوطني الكردي، التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي انشأ الى جانبه وحدات الدفاع الشعبي التي تعمل كقوة عسكرية تتشكل من وحدات من النساء والرجال وهدفها الدفاع عن المحافظات الكردية في وجه الهجمات من الخارج. هذه الوحدات تعتبر من قبل تركيا منظمات ارهابية متشعبة عن حزب العمال الكردستاني الذي يعتبر في تركيا منظمة ارهابية. هذه الوحدات تعمل بصورة مستقلة (ولكن غير منفصلة) عن المليشيا الكردية باسم “قوات سوريا الديمقراطية”، التي اغلبية المقاتلين فيها من الاكراد والاقليات العربية، والتي انشئت على ايدي الولايات المتحدة كقوة برية في حربها ضد الدولة الاسلامية (داعش).
الخوف من احتكاك عنيف
الآن يبدو أن جزء من هذه الوحدات، التي تواصل الحصول على المساعدة العسكرية والمالية من الولايات المتحدة، ستنضم الى وحدات الدفاع الشعبي للنضال من اجل صد الغزو التركي في عفرين. لقد اوضح البنتاغون أنه سيفحص طرق المساعدة للمليشيات الكردية اذا انتقل المقاتلون للقتال في عفرين، ولكنه نفى نيته وقف المساعدات كليا، مثلما نشر في تركيا مؤخرا. من هنا ايضا جاء الخوف من حدوث مواجهة واحتكاك عنيف بين القوات الامريكية التي تلتزم بالقوات الكردية وبين القوات التركية.
المشكلة الاساسية للمحافظات الكردية ذات الحكم الذاتي في نضالها ضد تركيا هي غياب التواصل الجغرافي الذي يصل بينها، وبهذا يمكنها من اقامة خط دفاع عسكري مشترك. التناثر الجغرافي لها على طول الحدود السورية – التركية خلق مناطق فاصلة سيطر عليها داعش، والذي تم استئصاله حاليا، وفي اجزاء اخرى سيطرت قوات الجيش التركي مع الجيش السوري الحر، الذي تحول الى جهة تعمل برعاية تركية. إن غزو عفرين، المحافظة الاكثر غربا، استهدف بناء على ذلك ليس فقط “محاربة التنظيمات الارهابية الكردية” حسب تعريف تركيا، بل ايضا منع كل امكانية لخلق تواصل جغرافي كردي واقامة دولة كردية مستقلة على طول الحدود. ولكن حسب الاستراتيجية والايديولوجيا التي توحد معظم الاكراد في سوريا، ليس لهم أي نية لاقامة دولة كردية مستقلة تهدد تركيا. بهذا يبدو أنهم نجحوا في اقناع الولايات المتحدة وروسيا وسوريا، التي سحبت قواتها من المناطق الكردية في بداية الحرب. روسيا تعترف بأن بقاء نظام الاسد وسيطرته على كل الدولة متعلق بدرجة كبيرة بقدرته على دمج المناطق الكردية في الدولة.
السيناريو المناسب اكثر من ناحيتها هو الذي يمكن الاكراد من ادارة فيدراليتهم كجزء من الدولة السورية تحت حكم الاسد. ايضا الولايات المتحدة ترى في شكل النظام الكردي في سوريا وفي مباديء الدستور الكردي أسس تستحق الدفاع عنها، ليس أقل من الاقليم الكردي في العراق. هنا يكمن الخلاف الشديد بين اردوغان وبين نظرائه في واشنطن وموسكو، الذين كل واحد منهم لاسبابه الخاصة يرى في الاكراد حليف. السؤال الآن هو الى أي حد ستكون الدول العظمى مستعدة للذهاب من اجل صد طموحات اردوغان دون احداث شرخ غير قابل للالتئام في العلاقة معه.
========================
الصحافة البريطانية :
إندبندنت: سياسة أميركا بسوريا تسعر نيران الحرب
قالت صحيفة إندبندنت إن السياسة الأميركية الجديدة في سوريا، التي أعلنها وزير الخارجية ريكس تيلرسون مؤخرا، تبددت بسرعة فاقت كل سياساتها الأخرى بالمنطقة، وحققت عكس ما خُطط لها من أهداف.
وأوضحت الصحيفة -في مقال لمراسلها بالعراق وسوريا باتريك كوبيرن- إن تيلرسون أعلن قبل عشرة أيام وبشكل غير متوقع أن القوات الأميركية ستبقى بسوريا عقب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لتحقيق أهداف وصفها الكاتب بأنها طموحة أكثر مما يجب.
وأشار كوبيرن إلى أن الأجندة الأميركية الجديدة تشمل إعادة الاستقرار لسوريا، والتخلص من بشار الأسد، ووقف النفوذ الإيراني، ومنع عودة تنظيم الدولة، وإنهاء الحرب السورية التي استغرقت سبع سنوات.
وقال كوبيرن إن تيلرسون لم يظهر اهتماما بأن هذا التغيير سيغضب لاعبين أقوياء داخل سوريا وحولها، ويناقض تماما التعهدات الأميركية السابقة بأن وجودها في سوريا ليست له أهداف أخرى إلا هزيمة تنظيم الدولة.
الحرب الأكثر قذارة
هذه السياسة الأميركية الجديدة -يقول كوبيرن- تعني تغييرا إلى العكس في السياسة الأميركية السابقة، التي كانت تهدف إلى الابتعاد عن المستنقع السوري، كما تعني أن أميركا ستغرق في أكثر حرب أهلية "قذارة" في التاريخ.
وبدأ أول مؤشرات هذه السياسة الأميركية الجديدة في الظهور الأسبوع الماضي، عندما أعلنت واشنطن خطة لتدريب ثلاثين ألف جندي أغلبهم من الأكراد لحماية الحدود السورية، وأثار ذلك غضبا عارما من قبل تركيا، الأمر الذي دفع تيلرسون إلى التنصل من الإعلان.
ومضى الكاتب يصف تداعيات السياسة الأميركية الجديدة، قائلا إنها وبعد خمسة أيام فقط من إعلانها تسببت في تحرك الدبابات التركية عبر الحدود مع سوريا، وإلى جيب عفرين الخصب المأهول بأعداد كبيرة من السكان، مضيفا أن هذا الجزء من سوريا هو واحد من مناطق قليلة في سوريا لم تمتد إليها يد الخراب جراء الحرب، لكنه لم يعد كذلك.
الأوهام الأميركية
وكشف القتال الذي جرى خلال الأيام الخمسة الماضية عن أن آمال أميركا بسياستها التدخلية الجديدة ليست إلا أوهاما؛ فبدلا من إضعاف الرئيس بشار الأسد وإيران، يقول كوبيرن إن هذه السياسة ستصب في صالحهما، وتظهر للأكراد أنهم بحاجة ماسة لمن يحميهم غير أميركا.
وبدأ الأكراد حاليا الطلب من الجيش السوري القدوم إلى عفرين للدفاع عنها ضد الأتراك، "لأنها أرض سورية". ويشير الكاتب إلى أن أي مواجهات عسكرية بين تركيا وأميركا ستكون في صالح دمشق وطهران.
وإذا ظلت القوات الأميركية -التي يبلغ قوامها ألفي جندي بالمنطقة التي يسيطر عليها الأكراد- فإن هذه القوة من شأنها تغيير توازن القوى لأنها ستدعم بنيران القوات الجوية الأميركية "العظيمة".
وستقوم أميركا فعليا، إذا لم تسحب قواتها المتبقية من المنطقة الكردية، بدور الضامن (عسكريا) لاستقلال عملي لدولة كردية شمال سوريا. وأشار كوبيرن أيضا إلى أن تصريحات تيلرسون الأخيرة تنطوي على نمط من التفكير الذي جلب على أميركا من قبل كوارث في الشرق الأوسط، مثل قتل 241 من قوات مشاتها بالقرب من بيروت عام 1983، وكوارث جيشها في العراق عقب احتلال بغداد عام 2003
========================
الغارديان: المعارضة السورية ترى في عملية عفرين طوق النجاة في حربها مع الأسد
أفادت صحيفة “الغارديان” البريطانية بأنه لم يبق من الخيارات أمام نحو 10 آلاف من مسلحي المعارضة السورية المشاركين في عملية “غصن الزيتون” إلا الخضوع لتركيا، آخر حلفائهم الكبار.
وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته الجمعة إلى أن فصائل المعارضة المسلحة التي خسرت معظم حلفائها الدوليين وأصبحت قاب قوسين من الهزيمة في سوريا، مضطرة إلى المشاركة في العملية ضد الفصائل الكردية المسيطرة على منطقة عفرين إلى جانب تركيا، التي تسعى إلى حل مشاكلها الجيوسياسية والأمنية أكثر بكثير من الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
ونقلت الصحيفة عن تسعة قياديين في المعارضة المسلحة، تأكيدهم إنهم يرون في تركيا آخر حليف لهم كدولة تستمر في تدريب المسلحين السوريين ودعمهم “وسط تجاهل دولي”، مما يظهر، حسب الصحيفة، بوضوح تعويل المعارضة المسلحة على أنقرة وعجزها عن تغيير الوضع الميداني في البلاد بنفسها.
وقال أحد القياديين: “علينا أن نتعزز ونبدأ من جديد، والثورة السورية انهارت عسكريا لكن ليس بشار الأسد هو من حقق انتصارا، ووجود المعارضة هو بذاته انتصار على العالم كله”.
ونوهت الصحيفة البريطانية بأن إطلاق عملية “غصن الزيتون” أسفر عن تصعيد الخلافات البارزة أصلا بين الفصائل المعارضة المشتتة من جانب، و”هيئة تحرير الشام” التي تشكل “جبهة النصرة” الإرهابية عمودها الفقري من جانب آخر، حيث وجهت إلى الفصائل المشاركة في العملية اتهامات بـ”تحقيق المصالح التركية على حساب أغراض الثورة”.
لكن القياديين المذكورين أكدوا لـ”الغارديان” أنهم يعتبرون تحالفهم مع تركيا بمثابة “طوق النجاة” في حربهم ضد الحكومة السورية، حيث دربت أنقرة آلاف المسلحين الذين قد يشكلون صلب “الجيش الوطني” المعارض الجديد.
وتابع القياديون أن الانتصار في عفرين سيفتح أمامهم معبرا إلى محافظة إدلب التي تشهد حاليا اشتباكات بين القوات الحكومية و”هيئة تحرير الشام”، مما سيتيح للفصائل المعارضة شن هجوم واسع النطاق لطرد المتشددين من المحافظة.
في غضون ذلك، تتهم الفصائل المعارضة “وحدات حماية الشعب” الكردية بالانفصالية والتعاون مع الحكومة، محملة إياها المسؤولية عن استعادة الجيش السوري السيطرة على حلب في عام 2016، حيث قطع المقاتلون الأكراد طريق الإمداد الرئيسي للمسلحين في المحافظة.
وأكد القياديون أن وكالة المخابرات الأمريكية قلصت في أواخر العام المنصرم مساعداتها للمعارضة السورية عبر مركز العمليات المشتركة في تركيا، بينما لا تواصل أنقرة تدريب ودعم الفصائل المعارضة.
في الوقت ذاته، أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مصالح تركيا والمعارضة السورية تختلف في الآونة الأخيرة رغم التحالف بينهما، إذ ترى أنقرة أولويتها في استئصال المسلحين الأكراد عند حدودها، لا في إسقاط الأسد أو محاربة “هيئة تحرير الشام”.
وأكد القياديون أن المعارضة السورية لم تتلق أي تعهدات من أنقرة بخصوص عملية مقبلة ضد “هيئة تحرير الشام” في إدلب، لكن تركيا لا تزال تدعم مشروع “الجيش الوطني السوري” الذي يضم ما بين 10 و15 ألف مقاتل معظمهم من المحاربين في عملية “درع الفرات”.
في غضون ذلك، يبدو أن معركة عفرين بعيدة عن نهايتها، إذ توقع أحد القياديين أن القتال قد يستمر خمسة أو ستة أشهر على الأقل.
انطلقت عملية “غصن الزيتون” قبل أسبوع، حيث تحاول القوات التركية المدعومة من فصائل “الجيش السوري الحر” تطهير منطقة عفرين الحدودية في ريف حلب الشمالي الغربي من المسلحين الأكراد الذين يحظون بدعم واشنطن.
========================
الصحافة الالمانية والفرنسية :
دويتشه فيله: "الإجماع" السياسي التركي وراء غزو دمشق
صحيفة الوسط - أشار تقرير نشرته "دويتشه فيله" الألمانية، إلى أن التدخل العسكري التركي في سوريا قلما يواجه انتقادات في الداخل، وأرجعت ذلك إلى "نبرة التغطية الإعلامية القومية" التي يكاد ينعدم فيها أي موقف انتقادي.
وتجول مراسل الوكالة الألمانية في حي قاسم باشا في إسطنبول، حيث ترعرع أردوغان رئيس أنقرة ويتمركز أنصاره.
ونقلت عن بعض السكان هناك دعمهم للعمليات العسكرية التركية في سوريا المعروفة باسم "عملية غصن الزيتون"، وأشار المراسل إلى عدم وجود شخص يعتبر الحملة العسكرية خطأ.
وبالنسبة إلى النخبة السياسية، يشير التقرير إلى أن السياسيين الأتراك، موالين ومعارضين، يظهرون متحدين خلف تلك العمليات، وأعلن زعيم المعارضة كمال كليشدرو عن دعمه للعملية، ومرال أكشنير زعيمة الحزب الفتي "حزب الخير" والتي تطمح للنزول ضد أردوغان في الانتخابات المقبلة أثبتت عبر حسابها على صحيفة "تويتر" أنها "تصلي من أجل انتصار الجيش".
ولفت التقرير إلى أن السياسيين يعتبرون الحرب ضد "وحدات حماية الشعب الكردية" حربا ضد حزب العمال الكردستاني المدرج كمنظمة إرهابية.
بينما يقف منفردا في انتقاده لأردوغان حزب الشعوب الديمقراطي المدعوم من الأكراد، حيث اعتبر تلك العملية غير مقبولة، ونقلت الوكالة عن جميلة جيليك المتحدثة باسم الحزب في اسطنبول قولها: "غصن الزيتون هو رمز السلام، ولكن الآن يتم تلطيخه بالدم".
وتضيف: "أردوغان يسلم غصن الزيتون هذا لحاكم سوريا بشار الأسد الذي كان حليفه في السابق. ولكن هذا التدخل موجود فقط لتنفيذ مذبحة بحق الأكراد".
========================
صحيفة لوموند نشرت افتتاحية بعنوان: «التوغل التركي في سوريا آخر هذا الأسبوع محفوف بالمخاطر»
قالت فيها إن الهجوم التركي على جيب عفرين بشمال سوريا يحمل في طياته كثيراً من المخاطر، ومن شأنه أيضاً توتير العلاقات بين أنقرة وواشنطن. وبهذا التوغل العسكري الصاخب تفتح تركيا جبهة جديدة في متاهة الصراعات الدموية التي تمزق سوريا منذ أكثر من ستة أعوام. كما يفتتح هذا التدخل أيضاً أولى معارك مرحلة ما بعد «داعش». واعتبرت الصحيفة أن في هذه العملية الحربية مفارقة لا تكاد تخطئها الملاحظة، وذلك بتسميتها عملية «غصن الزيتون»! وتسند التوغل البري للقوات التركية باتجاه عفرين، ضربات جوية للطيران التركي، مما يزيد من مخاطر هذه المواجهة الصعبة، التي تقول أنقرة إن الغرض منها هو إيجاد منطقة حزام أمني بعرض 30 كيلومتراً داخل هذه الأراضي السورية الواقعة على الحدود مع تركيا.
وتتساءل الصحيفة: لماذا يجازف الرئيس التركي أردوغان بمخاطرة كبرى كهذه، من شأنها أن تشعل النار في هشيم المنطقة، في وقت ما زال الدخان يتصاعد من حطام تنظيم «داعش»؟ وتجيب بأن هدف أنقرة هو الحيلولة، بأية طريقة، دون وجود منطقة تحت سيطرة الأكراد على حدود تركيا. وهذا يفسر الحرص على جعل هذه المواجهة «معركة وطنية» مصيرية بالنسبة للأتراك، وهو ما يفهم بوضوح من حديث أردوغان لمواطنيه عند انطلاق هذه العملية.
ومن المعروف أن جيب عفرين بشمال سوريا يقع ضمن مناطق سيطرة مليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية، وهي الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، المصنّف هو الآخر كفرع من حزب العمال الكردستاني. ومن المعروف أن هذا الأخير منخرط منذ زمن بعيد في تمرد ضد تركيا، ومصنف كمنظمة إرهابية من طرف أنقرة، وأيضاً من طرف جزء كبير من بقية المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ولكن هذا الصراع، تقول الصحيفة، لن يكون أيضاً في النهاية سوى بؤرة تصعيد أخرى جديدة في منطقة لا تنقصها الصراعات والنزاعات وبؤر التصعيد. وفوق هذا فالاتحاد الديمقراطي الكردستاني حليف لواشنطن، وقد اعتمدت منذ عام 2014 على مقاتليه إلى حدٍّ بعيد في مواجهة تحدي «داعش» في سوريا، وهو ما قلص حاجة الولايات المتحدة لإرسال أعداد كبيرة من القوات إلى الأرض. وفي الوقت نفسه فكون تركيا وأميركا حليفتين أيضاً في إطار الحلف الأطلسي «الناتو» يزيد هذه المعادلة تعقيداً. وقد جاءت تصريحات أخيرة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تليرسون حول تقديم دعم عسكري للمجموعات الكردية في شمال سوريا لتستقبل بالاستياء والقلق في تركيا، التي اعتبرت أن هذا الدعم يقع بأيدي مجموعات مرتبطة بغريمها حزب العمال الكردستاني. وفي المجمل ذهبت لوموند إلى أن العملية التركية في عفرين فضلاً عن توسيعها الشقة بين أنقرة وواشنطن، تجعل هذه الأخيرة أيضاً في موقف لا يتيح لها التعويل على دعم أي من حلفائها الغربيين. في حين اكتفت موسكو بسحب جنودها من منطقة الصراع محملة واشنطن المسؤولية عن التصعيد الجديد، بتقديمها دعماً بالسلاح المتطور لمجموعات كردية تروم الانفصال عن الدولة السورية.
========================
الصحافة التركية :
ملليت :العلاقات التركية الأمريكية وسوريا
نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تداعيات ما يحدث في سوريا على تركيا مسألة "وجود". وهذا التوصيف هام من جهة فهم مستوى المسألة بالنسبة لتركيا ومدى الجدية التي توليها إليها.
بطبيعة الحال، بدأت عملية غصن الزيتون تغير المعادلة في سوريا، وتتمخض عن نتائج سياسية جديدة. تبدي البلدان والمجموعات والأفراد ردود أفعال مختلفة على العملية.
رد الفعل الأكثر جذبًا للانتباه هو الموقف الأمريكي. البيانات الصادرة بعد الاتصال الهاتفي بين أردوغان وترامب بلورت أفكار وتطلعات الطرفين. ولهذا تشكل مرجعًا جيدًّا من أجل فهم ما يدور/ سيدور من أحداث.
بالنظر إلى بيانات وتصريحات الطرفين يمكننا القول إن الولايات المتحدة عندما تبدأ الحديث عن سوريا تضع في اعتبارها روسيا وإيران وتركيا و"الإرهاب الجهادي".
ومن الممكن رؤية أهداف واشنطن، عبر قراءة ما بين السطور والتوجه العام، وهي تقييد تحركات روسيا في سوريا، وإجبار إيران على الإنزواء، وتغيير النظام فيها إن أمكن، والقضاء على "الإرهاب الجهادي"، وخلق جو يطلق تغييرات سياسية في تركيا.
كما أن الولايات المتحدة تولي أهمية إلى "حليفها" الميداني حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا. وتؤكد أنها تمنحه دورًا رئيسيًّا في استراتيجيتها العامة.
وعلى الرغم من أن الأهداف تبدو طموحة جدًّا إلا أنها تستحق التجربة بالنسبة للإدارة الأمريكية. وبالنتيجة، حتى وإن فشلت فالأمر بالنسبة لها سيان. فهي تنسحب مخلفة وراءها الأنقاض، بينما تدفع شعوب المنطقة وحكوماتها الثمن.
وفي هذه المرحلة قد ترد مقترحات أمريكية غريبة وتكتيكية قد تبدو متناقضة مع الاستراتيجية العامة، إلا أن طابعها  "الخبث". على سبيل المثال، تحدث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن مقترح لنظيره الأمريكي ريكس تيلرسون حول إمكانية إقامة منطقة آمنة بعرض 30 كم على طول الحدود التركية السورية، يمكن أن تزيل مخاوف تركيا الأمنية. وبذلك لن يستطيع حزب الاتحاد الديمقراطي إطلاق الصواريخ من سوريا على تركيا.
هذا مثال جيد من أجل إظهار طريقة فهم الولايات المتحدة للمسألة، ومدى "خبث" سياساتها، وقدرتها على الفصل بين ما هو تكتيكي وما هو استراتيجي.
في حال تطبيق المقترح ستكون تركيا بمأمن من الصورايخ، وسيقتصر أمنها على تحاشي الهجمات. في حين ستواصل الولايات المتحدة وحزب الاتحاد الديمقراطي طريقهما من أجل تحقيق أهدافهما الاستراتيجية.
أما تركيا فستسعد بالتخلص من الصواريخ حاليًّـا، وستتفرج على نمو وتوسع حزب الاتحاد الديمقراطي. فالولايات المتحدة خصصت، العام الحالي فقط، 875 مليون دولار لهذه المنطقة دون حساب المساعدات العسكرية. أما ما يقدمه الاتحاد الأوروبي وغيره خلسة فلا نعرف مقداره.
عند النظر إلى ما يدور من أحدث، يمكننا القول إننا سوف نشهد ونتعرض للكثير من الحملات والاقتراحات السياسية والعملياتية والتكتيكية في الملف السوري.
========================
ملليت :المسافة تتباعد بين أنقرة وواشنطن
سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
كان هناك أمل بأن يزيل الاتصال الهاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، الخلاف في سياسات البلدين تجاه سوريا عقب عملية "غضن الزيتون" على وجه الخصوص، وأن يساهم في تقريب المواقف بينهما..
لكن لم يحدث ذلك، بل العكس، زادت حدة الخلاف في وجهات النظر، وتباعدت المسافة أكثر بين الطرفين، إلى درجة أن الانسجام غاب حتى عن البيانات الصادرة من أنقرة وواشنطن بشأن الاتصال.. بل إن المجمع الرئاسي التركي نفى بعض العبارات الواردة في بيان البيت الأبيض!
وهذا ما أظهر بوضوح أن المستجدات الأخيرة في سوريا زادت من عمق الهوة بين أنقرة وواشنطن.
مواقف متعارضة
بحسب التصريحات والبيانات الصادرة حول الاتصال الهاتفي يمكن تلخيص مواقف الطرفين بشأن القضايا الرئيسية على النحو التالي:
- تحدث أردوغان عن سريان ومشروعية عملية "غصن الزيتون"، وأوضح لترامب أن العملية ستستمر حتى القضاء التام على معاقل وحدات حماية الشعب، مطالبًا بوقف الولايات المتحدة تسليحها هذا التنظيم فورًا.
- أما ترامب فأعرب عن قلقه من النتائج السلبية المحتملة لعملية عفرين، وطلب جعل العملية محدودة والحيلولة دون وقوع ما يؤدي إلى مواجهة بين قوات البلدين. ودعا إلى وقف الحملة المناهضة للولايات المتحدة في تركيا..
نواقيس الخطر
المواقف المتناقضة في القضايا الرئيسية تعني عمليًّا ما يلي:
تركيا عازمة على تنفيذ عملية عفرين حتى النهاية، ثم توجيه العملية نحو منبج، والتوسع فيها حتى منطقة شرق الفرات حيث تتمركز وحدات حماية الشعب.
لكن في حال تنفيذ الجيش التركي عملية ضد منبج ماذا ستفعل الولايات المتحدة، حامية تلك المنطقة؟ هل تحدث مواجهة بين الجيشين التركي والأمريكي؟
دعا ترامب تركيا إلى اتخاذ الحيطة الشديدة في هذا الخصوص.. والشيء نفسه ينطبق على الولايات المتحدة..
باختصار، هناك خطر مواجهة جدية بين عضوين في حلف الناتو. وللأسف لم يقضِ الاتصال الهاتفي بين أردوغان وترامب على هذا الخطر.
أزمة ثقة
موقف أنقرة من بيان البيت الأبيض يظهر عدم ثقتها المتزايد بواشنطن. وعدم وفاء ترامب بالعهود المقدمة سابقًا له دور في أزمة الثقة هذه.
ولا شك أن من أسباب نكث ترامب بوعوده الفوضى الناجمة عن وجود أكثر من مرجع في الإدارة الأمريكية. فالخلاف بين ما يجري الحديث عنه في الهاتف وما يصدر من تصريحات وبيانات ناتج عن هذه الفوضى.
وفي جو عدم الثقة هذا، يدور النقاش حول غاية ونجاعة فكرة "المنطقة الآمنة" بعمق 30 كم، التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
من سيسيطر على هذه "المنطقة"؟ أي المناطق ستشمل؟ ماذا سيكون مصير قوات حزب الاتحاد الديمقراطي داخل وخارج المنطقة؟ كل تلك قضايا يجب بحثها بالتفصيل..
في الواقع، يمكن أن يكون مقترح تيلرسون مجالًا لتعاون جديد بين تركيا والولايات المتحدة. طبعًا في حال تأسيس الثقة المتبادلة بينهما..
========================
يني شفق :أمريكا عدوة تركيا وسيحين اليوم الذي يحاصر فيه الآلاف "إنجرليك"
ابراهيم قاراغول - يني شفق
لم تعد الولايات المتحدة بعد الآن دولة آمنة أو شريكة أو حليفة لتركيا، ولا يمكنها ذلك أبدًا. كما لم يعد هناك معنى لأيّ وعد أو عهد أو عرض لها في تركيا، ولن يحدث ذلك مطلقًا.
بل صارت واشنطن أقرب وأكبر تهديد لأنقرة، فهي دولة عدوة من الآن فصاعدًا.. كما تشكل خطرًا جادًّا على كيان بلدنا ووحدتها وحاضرها ومستقبلنا؛ إذ إنها تشنّ هجوما صريحًا وحربًا غير معلنة ضدّ تركيا.
الولايات المتحدة تحاربنا من خلال تنظيمي بي كا كا وداعش
إن الإدارة الأمريكية تنفذ مخططا سريا متسترا تحت عباءة أكاذيب حلف الناتو و"الشراكة الاستراتيجية". فهذا المخطط موجه لتقسيم أراضي تركيا بالضبط كما حدث لأراضي سوريا والعراق. إنه محاولة لفرض خريطة التقسيم هذه، فهم يسعون لتنفيذ مشروع يهدف لإغلاق جميع أبواب حدودنا الجنوبية من البحر المتوسط غربا إلى حدود إيران شرقا لحصارنا وتضييق الخناق علينا داخل الأناضول، ثم خنقنا وتقزيم دور بلدنا.
إن الولايات المتحدة هي التي حرضت بي كا كا وداعش ضدنا، وهي التي جعلت داعش يقف حجر عسرة خلال عملية درع الفرات، كما كانت هي التي أمرت بشن تلك المعارك في حرب الخندق بمختلف مدننا لتكون تمهيدًا"للاحتلال". ولهذا السبب أشعلت فتيل الحرب في سوريا، فمزّقت سوريا بواسطة التنظيمات المذكورة، والآن تستقرّ في المناطق التي جعلت فيها تلك التنظيمات مسيطرة.
الإعداد لفتح "جبهة تركيا"
لقد أشعلوا فتيل الحرب في سوريا خصيصًا لفتح "جبهة تركيا" التي يسعون لإنشائها من خلال خريطة التقسيم التي تحاصر حدودنا الجنوبية. فآلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة المقدمة إلى بي كا كا وأكوام المعدات العسكرية، التي لا يعلم أحد عنها شيئا، ليس لها أدنى علاقة بداعش، بل إنها إعدادات موجهة تمامًا ضدّ تركيا.
إن هذا المخطط يتطابق مع خرائط التقسيم التي يسعى الصليبيون لتنفيذها في المنطقة. فهم يخلون المنطقة الواقعة من البحر المتوسط إلى حدود إيران من سكانها ويطهرونها من العرب والتركمان وينفذون عمليات تهجير ديموغرافي تمهيدا لتحويل هذا الحزام إلى حامية أجنبية ونشر القواعد العسكرية الأمريكية والإسرائيلية به، على أن يشنّون من تلك المنطقة الهجمات ضد تركيا وسائر دول الشرق الأوسط.
الكفاح الوطني الجديد: لم يعد هناك معنى لعلاقات التحالف
تقدم تركيا اليوم، ولزاما عليها أن تقدم، نموذجا من نماذج المقاومة يشبه ذلك الذي قدمته ضد احتلال الأناضول في أعقاب الحرب العالمية الأولى. فالكفاح الوطني وحرب الاستقلال الجديدة تدور لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها المقربين دفاعا عن الوطن.
لقد جرى التعرف على التهديد، واتضح الخطر. فقد شكلوا جبهة كبرى من أجل إيقاف تركيا، التي نهضت بعد سبات دام مائة عام، وتركيعها وتقزيمها. لقد بدأت الهجمات الصريحة والمعلنة ضدّ تركيا بعدما فشلوا في إخضاعها للوصاية وقمعها وتربيتها بالإرهاب؛ إذ أدركوا أنهم لن ينجحوا في إيقاف تقدمها من خلال الحروب بالوكالة بعدما فشلوا في توجيه إدارتها ومنع بزوغ نجمها من جديد.
ولهذا السبب لم يعد لعلاقات التحالف مع الناتو أو الصداقة مع الولايات المتحدة أي أهمية بالنسبة لنا بعدما تحولت واشنطن وحلفاؤها المقربّون إلى تهديد من الدرجة الأولى بالنسبة لدولة استطاعوا التضحية بها من أجل تنظيم إرهابي.
إن جينات المقاومة في هذه الأرض قوية للغاية
عليهم ألا ينسوا أن هذه الدولة تتمتع بجينات سياسية عميقة تعود جذورها إلى الدولتين السلجوقية والعثمانية والجمهورية التركية. فكما حققت نهوضا كبيرا عقب الحملات الصليبية واستيلاء المغول، فهي قادرة اليوم أيضًا أن تقود طلائع نهوض ثالث عقب الحرب العالمية الأولى. فهي تتعرض لهذه الهجمات فقط لأنها عاودت السير في هذا الطريق نحو المجد.
لقد شنوا هجمات 15 يوليو/تموز لهذا السبب، فكان مخططهم ينص على ضرب تركيا من الداخل من خلال منظمة غولن الإرهابيّة، ثم البدء بهجمات من الجنوب عبر تنظيمي بي كا كا وداعش. لكن حساباتهم قلبت رأسا على عقب بين ليلة وضحاها. واليوم نشهد الموجة الثانية من الهجمات التي تشن كذلك من ناحية الجنوب، لكن هذه المرة ليس من خلال التنظيمات الإرهابية وحسب، بل عن طريق تمركز الجنود الأمريكيين كذلك على حدودنا.
يجب إغلاق قاعدة "إنجرليك" والتفاوض بشأن القواعد الأخرى
وإذا كان الأمر كذلك، فيجب المبادرة فورا لمناقشة وضع جميع القواعد العسكرية والجنود والوحدات الاستخبارتية الأمريكية الموجودة في تركيا. يجب إغلاق قاعدة إنجرليك العسكرية على الفور. ذلك أن التنظيمات الإرهابية تدار من هذه القاعدة منذ اندلاع الحرب السورية، كما تشهد هذه القاعدة عقد اللقاءات والاجتماعات مع عناصر تنظيمات مثل بي كا كا وداعش التي تدار من هناك أيضا. ولقد أداروا من هناك كذلك هجمات 15 يوليو/تموز. وعليه؛ فإن جميع الكيانات العسكرية الأمريكية الموجودة على أراضينا صارت تمثل تهديدا بالنسبة لتركيا.
سيسير مئات الآلاف من الناس نحو قاعدة إنجرليك
التهديد لا يحدق بتركيا فقط من الجانب السوري، بل هناك تهديد داخلي، ولهذا يجب التخلص من هذا الخطر في أسرع وقت ممكن. ولو لم نفعل ذلك، أو فشلنا في فعله، فسيأتي علينا يوم نرى فيه آلاف الأشخاص يحاصرون قاعدة إنجرليك، ولن يستطيع أحد حينها منع أبناء هذا الوطن من التدخل ضد الوحدات العسكرية المرابطة داخل أراضيهم، لأن الغضب آنذاك لن يكون من السهل إيقافه أو السيطرة عليها.
يجب تطهير كل حدودنا الجنوبية من المتوسط غربا إلى إيران شرقا من التهديدات، فهذه عملية دفاع عن الأناضول. فهذه الأرض شاهدة على نماذج فريدة من الدفاع والمقاومة لم تشهد مثلها بقية المناطق. ولهذا، فإن من يبني حساباته بشأن تركيا بعد تشبيهها بسوريا والعراق سيخسر خسرانا مبينا. فنحن نشهد تحولا تاريخيا لن يستطيع أحد، حتى الولايات المتحدة، الحيلولة دون حدوثه.
لا يمكن لأي قوة محاولة اختبار شعبنا
إن الشعب التركي يقدم نموذجا مميزا من نماذج التضامن الكبير، بالضبط كما فعل في تشاناق قلعة وحرب الاستقلال. ولقد ظهر هذا التضامن فور بدء عملية عفرين وإعلان الولايات المتحدة عن تهديداتها. وأنصح الجميع بألا يحاولوا اختبار قدرات شعبنا على التضحية، لأنهم سيخيبون لا محالة.
إن الولايات المتحدة ليست قادرة هذه الأيام على ردعنا في وقت تشهد فيه صراعات داخلية على السلطة. كما أنها عاجزة عن توجيه منطقة الشرق الأوسط من خلال كيانها السياسي الممزق. لقد ولى هذا العهد؛ إذ خسرت في سوريا والعراق، وانتهى منذ زمن بعيد عصر تمزيق البلاد ومحاولة إخافة تركيا من خلال حفنة من تنظيمات إرهابية.
هذا ليست حرب بل حملة دفاع عن وطننا
تمتلك تركيا عزيمة كبيرة، وهي ستتخذ جميع قراراتها وتقييماتها وحساباتها المستقبلية لا من خلال توصيات أمريكا، بل من خلال هويتها وموقفها التاريخي وخبرتها السياسية الممتدة لألف عام في هذه المنطقة. فالعملية التي بدأت في عفرين ستمتد إلى منبج، وبعد إغلاق الباب الغربي لممر الإرهاب، ستنتقل تركيا إلى الجانب الشرقي من نهر الفرات لإنجاز ما يجب إنجازه.
ذلك أن هذه ليست حربًا، بل حملة دفاع، ليست تدخلًا خارجيًّا، بل صراع من أجل حماية حدودنا وأراضينا. لأننا لو لم نخض هذا الصراع اليوم، فإنهم سينقلون في المرحلة المقبلة الحرب إلى قلب الأناضول ليقنصونا في عقر دارنا.
وكما أننا كشعب عظيم صاحب تقليد سياسي فريد صمدنا على مر العصور بفضل هويتنا وفراستنا، فاليوم أيضًا أظهرنا المثال ذاته من التضامن. فهذا قدرنا ومسؤوليتنا التاريخية وطريق النجاة بالنسبة للمنطقة بأكملها.
هذه "مقاومة شرسة" وعفرين فقط البداية
يجب على تركيا ألا تتردد أو تتوتر أبدا أو تتساءل حول قراراتها من خلال مقترحات الآخرين الكاذبة. كما ينبغي لها تأسيس مناطق مقاومة في كل مكان تستطيع الوصول إليه داخل الأراضي وليس على طول الحدود فحسب. ويجب عليها كذلك أن تتذكر ما شهدته في المنطقة قبل مائة عام، وأن ترى جيدا الجبهات التي يقف عليها كل طرف، وأن تنقل تلك الذاكرة إلى حاضرها، وتحدد خط دفاعها وفقا لهذا الأمر.
إن خط الدفاع ذلك ليس بأي حال عند النقطة صفر من حدودنا، بل إنه يشمل جميع أراضي المنطقة.
إنها "مقاومة شرسة" ستعصف بمسودات الخرائط التي يرسمونها. سترون أن ذلك ما سيحدث. وما عفرين إلا بداية؛ إذ لن تخطو أقدامنا أي أرض بخلاف أرض "محور تركيا".
========================